آخر 10 مشاركات
رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة) (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          61 - الشبيــه - نان اسكويث- (مكتوبة/كاملة) (الكاتـب : SHELL - )           »          68 - ذهبي الشعر - فلورا كيد - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          128- فرس الريح - مارغريت بارغيتر - ع.ق(كتابة /كاملة)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          0- عاشت له - فيوليت وينسبر -ع.ق- تم إضافة صورة واضحة (الكاتـب : Just Faith - )           »          030 - خيمة بين النجوم - دار الكتاب العربي (الكاتـب : Topaz. - )           »          [تحميل] الحظوظ العاثرة،للكاتبة/ الرااااائعه ضمني بين الاهداب " مميزة "(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: كيف هي الرواية ؟
جيدة 10 100.00%
سيئة 0 0%
المصوتون: 10. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree245Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-23, 12:04 AM   #1

احلام نجوم
 
الصورة الرمزية احلام نجوم

? العضوٌ??? » 458572
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 557
?  مُ?إني » بين نجوم منتدي روايتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » احلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك NGA
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
⭐ سبحان الله وبحمده ⭐ ⭐سبحان الله العظيم ⭐
?? ??? ~
My Mms ~
Rewity Smile 1 رواية ياوطن على ترابكِ مات قلبي وإنتهى (1) .. سلسلة خيانة وطن


خربشات أحلام

بين حرف وحرف أغفو ، أخذ إستراحة منهك ، أعيد ترميم ذاتي ، أتناول خبثي الأنثوي ، أجسد أسباب شتاتي ، تطاردني لعنة الخيانة لأوطاني ففي كل مرة يتألم وطني يكثر عدد الخونة ولا أحد يدري ، أفكر مليا وأجد أن لا أحد يستحق إخلاصي غير وطني

طالما أعتقدت أن الشيء الوحيد الذي يستحق أن نلطخ ورقتنا البيضاء النقية لأجله هو الوطن ، فأعلنت حربا ضروسا على أشخاص يمتطون صهوة أفكاري وخيالي
رممت قلاعي ورتبت جنودي وأستحضرت أسلحتي ، فقد رفعت راية إستسلامي وعقدت صفقة جديدة مع أعدائي ، صفقة عنوانها التنازل من أجل الإخلاص لبلداني

فحب الوطن لا يحتاج لمساومة ، ولا يحتاج لمزايدة ، ولا يحتاج لمجادلة ، ولا يحتاج لشعارات رنانة ولا آلاف الكلمات المعسولة
أفعالنا تشير لحبنا ،حركاتنا تدل على ولاءنا ، وأصواتنا تجسد إنتماءاتنا
آمالنا تتجه إليه ، وطموحاتنا تحنو إليه
فـ لإجل أرض وأوطان أرقت دماء ، لأجل أرض وبلدان أنتهكت أعراض
لأجل أرض وأوطان شُيّدت حضارات ، لأجل أرض وأوطان تطورت أمم وعادات
ولأجل أرض وأوطان كتبت قصص وروايات ...
فوحده الوطن من يغذي الأدب ويخلد الكتب
ويصنع من الحب أسطورة لا تموت
*
*
*

ملاحظة مهمه

روايتي تتحدث عن مجموعه أطلقت عليها أسم آل تشابو وهي جماعه من الأشخاص جنّدت نفسها حتي تعلن الإنقلاب ضد الحكم وضد الحكومه ...وهذه الجماعة تتكلم بأسم الدين حتي تقنع المجمتع ...وانا حاولت قدر إستاطعتي ألا أنسبها لأي تيار انا فتاة تحترم جميع الأديان السماويه وجميع الطوائف والمعتقدات وأؤمن أن لكل شخص دينه ولي أنا ديني ولهذا حاولت أن أبتعد قدر المستطاع عن الدين رغم ولوجي فيه

السبب في تسميتي لهذه المجموعه من الشخوص [ آل تشابو] هو تشبيه لأكبر رجال تجار المخدرات في العالم ...آل تشابو رجل مخدرات من أصل مكسيكي أزعج حكومته كثيرا وأقلق رجال الأمن في الولايات المتحدة

والرابط المشترك بين آل تشابو المكسيك وآل تشابو الرواية هوx تجارة المخدرات وإستئصال وسرقة وبيع الأعضاء البشرية وتبيض وغسل الاموال وغيرها من الجرائم وكل هذا تحت شعار الدين وبهدف الوصول للسلطه

وهم يدركون جيداً أن المجتمع السعودي مجتمع متدين ومسلم ولاشيءx يقنعهم غير الحجج والبراهين الموجودة في القرآن
ولهذا السبب إختبؤا خلف حجاب الدين ليخدعوا ويُهموا كل من حولهم حتي أعضاء منهم ولا أحد يعرف بحقيقتهم سوى القيادات والرؤوس الكبيرة في جماعتهم

وانا أرجو من كل من سيقرأ هذه الرواية أن لا يفكر ان أحلام نسبت روايتها لاي تيار او فرقة من الفرق واو طائفة ما ! وأنها هاجهمت أي أحد من خلال الذي كتبته

وكل الذي أحتاجه منكم التركيز معي والصبر عليّ حتي النهاية وحكمكم عليها وأنا أقدم إعتذاري لكل قاريء قد أسيء له دون قصد مني فأنا كل الذي أصبو إليه من خلال هذه الفصول أن ألج بكم لـ عالم الخيانه و الغدر ،عالم التضحية و عالم الحب الصادق

تنويه :

الأحداث من الخيال ولا تنتمي لأي مجتمع عدا ذلك القابع بأفكاري والأسماء غير موجودة بأرض الواقع وأي تشابه فهو محض صدفة

مرحبا بـكل من سيقرأها واتمني دعمي فيها
وارجو ان تكون في المستوي

متابعه ممتعه 🌹🌹🌹🌹


بداية الرواية

نقول عن غدر القريب أنه طعنة في الظهر
ونقول عن الخيانه أنها إغتصاب وتعدي
ماذا لو كانت البلد هي الضحية والأب هو القاتل ...!!

ماذا لو كان الوطن هو المظلوم والأبن هو ظالم... !!

ماذا لو كانت التراب هي المجني عليه والأم هي الجاني ...!!

ماذا لو كانت الحدود هي المذبوحة والمُغتصَبه والبنت هي القاتل والمغتصِب...؟

***

فكيف إذن هي طعنه الظهر وهؤلاء يعيشون في القلب والروح !!

كيف إذن إغتصاب وتدعي وهم يسكنون في الجسد والدم ؟؟

***

ألفنا وأعتدنا قول أن الوطن غدر بأبناءه فماذا لو عكسنا الأيه وغدر الولد بأمه !!
ماذا لو قلبنا الصورة وخانتِ البنتُ والِدها ؟؟

***

ندرك بأن حياتنا تنتهي في نقطه ما في هذا الكون الواسع بمجراته وكواكبه
لكن ماذا لو أقسمنا أن قلوبنا تموت وتنتهي علي تراب الوطن !!

وماذا لو أعطينا عهدا أن أرواحنا فداء للوطن ولأجل الوطن؟؟
***

وطن ..!

***
كلمه من ثلاث حروف يجتمع علي نطقها وحبها وعشقها ثلاث أركان
قلب!
عقل !
جسد !

وكلها تشترك في عدد الحروف مثلما تتشاطر وتتقاسم حب الوطن

*

عهود
حياتي لأجلكِ فداء
*
عزام
خُلقتُ من ضلعكَ المجاور لـ القلب
*
ياوطن
على ترابكِ مات قلبي وأنتهى

*


مدخل

في الحب كما في الحرب كل شيء مسموح
والغاية تبرر الوسيلة

فهل خيانة من نحب أمر مُباح !
وهل غدر القريب إنتقاما من الحبيب أمر مُبرر ؟

ربما لن نعرف الإجابة إلا إذا حجزنا تذكرة لسفر عبر الزمن القادم

لن نعلم الحقيقة إلا إذا أخذنا موعداً مع القدر الغير معلوم

ولن ندرك الخطأ من الصواب إلا إذا عشنا عِقداً من الندم







روابط الفصول

الفصول 1, 2, 3, 4, 5 .. بالأسفل
الفصل 6
الفصل 7, 8 نفس الصفحة
الفصل 9
الفصل 10
















التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 06-03-23 الساعة 11:34 PM
احلام نجوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-23, 12:12 AM   #2

احلام نجوم
 
الصورة الرمزية احلام نجوم

? العضوٌ??? » 458572
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 557
?  مُ?إني » بين نجوم منتدي روايتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » احلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك NGA
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
⭐ سبحان الله وبحمده ⭐ ⭐سبحان الله العظيم ⭐
?? ??? ~
My Mms ~
Elk

الفـــــــ الاول صـــــــل

#
شُـعـلـةُ الإنـتـقـامـ
#

الذكريات تدفئك من الداخل ، لكنها تمزقك أشلاء أيضا…!

عينان مرهقتان من قلة النوم ومنهكتان من قسوة التعذيب يلمع سوادهما صدمةً من هوية الشخص الذي يقف في مدي بصرهمها ويحولان مجهدتنان أن يبعثا رسالة عصبية للعقل ليترجمها كي يصدقا الذي تريانه ويعطي لهما أمرا حاسما جازما قاطعا بأنهما في حقيقة كامنة وليس سراب واهي لكن العقل يعجز عن الترجمة و يُخفق ويخذل العينين وينطق بدل ذلك اللسان متسائلا عله يجد جواب ناكراً يثبت لصقر أنه وهمٌ ليس إلا : هذا أنت !!

أبو عثمان تعلو شفتاه إبتسامة نصر ...هاقد وقع الخائن بين يديّه وتحت رحمة سوطه : إيه يالخسيس هذا أنا

يزدرء لعابه من فرط عطشه ومن شدة صدمته ومن مرّ طعم الخيانه وعقله يحاول جاهدا تصديقها رغم مذاقها العلقم : شتقول أنت شتقول ...!! الله يخليك قل أنك تتغشمر وان هالشي مجرد مزاح ثقيل منكxx

أبو عثمان إقترب أكثر وأنحني وتقابلت عيناهما وبإصطكاك لقواطع أسنانه : صقر يالخيان ... كنت دوم أقول شدرى عزام بتحركاتنا من وين لعزام يعرف بخططنا وأثاريه بعث نذل يتجسس علينا ...أثاريه دسّك بينا تنقل له أخبارنا ياحيوان

صقر وعيناه لمعت دما ...وهو يستوعب أقسي حقيقة ويعيش أسوء واقع ...إذا كان هذا الشخص الذي أمامه خائن الوطن ..! فمن هو الوفيّ إذن ...!! إذا كان هذا الذي أقسم ذات يوم أنه سيفدي وطنه بالغالي والنفيس هاهو يذبحها من الوريد إلي الوريد ..! من هو الذي تثق فيه الآن ...!!

صقر تحدث والخذلان سيطر علي مشاعره والمقت تغلل إلي أسوار فؤاده وسؤال واحد يتكرر بعقله " هل يعقل أن يُخان الوطن من قبل أبناءه !!" : من هو فينا خاين يا الخاين ...من باع وطنه ياقليل الأصل و الشرف

أبو عثمان أشتعل كيانه غضبا وزمجر بقوة وأمسك بفكيّ صقر وضغط بقوة يُكسر عظام وجهه السليمة : أبهذي طريقة تتكلم مع سيدك ياخسيس

صقر يتمني لو أنه حرّ طليق كان أذاقه من نفس كأس الغدر التي شرب جل ماءها اليوم وبصق بوجهه وهو يريد أن يقطعه أشلاء إنتقاما لكل مواطن مخلص غُدر به بسب هذا الكاذب الخائن : تخس ياكلب

أبو عثمان لكمه بقسوة ومسح وجهه وزئر : يالوسخ ...

صقر دبّ بجسده وبقلبه مقت شديد وزادت رغبته بالحرية الآن ...ليته يستطيع أن يطعنه بخنجر في ظهره حتي يدرك مامعني أن تخون الذين لا يشكون بك ، الذين أقسموا ذات زمن علي حماية أرض الوطن ...إنها أكبر طعنة غدر يتلقاها عزام وكل من معه ...إذا كان هذا الذليل يخون الوطن فمن المخلص من !!! :x تدري شي اليوم عرفت شمعني الخيانه شمعني طعنة الظهر ...تدري أنك حقيـــر ونذل وخسيس

أبو عثمان لم يبالي لكلامه وأمسكه من فكه مجددا وركز بصره علي عينيّ صقر : ولسه ماشفت شي مني وألحين خلك من هالدراما وقل منهو أذنابك قل يله منهو يشتغل معك هنا قللل

صقر والقوة تتفجر بداخله مثل بركان خامد إنفجر بعد خمس مئة سنة : قلت لكم مافيه أحد ولو كان معي أحد أموت ولا أتكلم

أبو عثمان يعرفه ويدرك جيدا بأنه صادق ...صقر عنيد وخصم لا يرضخ ويتنازل بسهولة وعلم أن لاشيء سوف يصلون إليه معه سوي التعذيب القاسي ...وعاد للكمه مجددا وأبتعد عنه وهو يقف منتصبا ويسدي أمرا حاسما لعناصره وأتباعه :x إقتلوه وقطعوه وأبعثوا راسه لعزام والباقي أرموه للكلاب المسعورة

صقر أغمض عيناه من شدة الألم وأستدار ببطيء بإتجاه أبو عثمان ومن معه وفتحهما والثقة تشع منها واليقين يغلف ران قلبه : بيجيك يوم الخيان كأني أشوفك مذبوح عند رجول كل مواطن مخلص للوطن ...الدنيا مو لأحد

أبو عثمان تراجع خطوات ووقف بصف واحد مع عناصره ووضع أصبعه علي زناد المسدس وعيناه لم تبرحا عيون صقر : عزام زرع فيك هالثقة وأنا بنفسي أحصدها أنت وكل من يفكر يوقف بطريق آل تشابو مصيره اللحد .

صقر إرتسمت إبتسامة علي محياه وأنارت وجهه المهشم من التعذيب : بإذن الواحد الأحد نهايتكم علي أيدين الحق ....فـ لا ظلم يدوم ...فداك روحي ياوطن ...لا إله إلا الله محمد رسول اللـــ.....

أبو عثمان بأمر وضغط الزناد : أطلقوااا ....

قبل عشر سنين يوم 23 سبتمبر الساعة صفر

في جدة عروس البحر الأحمر في واحدة من البيوت الكبيرة تجتمع مجموعه من الأشخاص في حديقة خضراء مترامية الأطراف وتقف بصفوف وراء بعض
أربعة منها رجال وإثنين منها نساء ويرددون بصوت واحد خلف رجل واحد ويدهم الشمال مرفوعة واليمين موضوعة علي قلوبهم

( أقسم بالله العظيم أن اكون عابدا لربي مدافعا عن ديني وراية وطني ومطيعا لقياداتي ولا ارفض ولا أعترض وأن أنفذ الاموار الصادرة منهم واطبقها دون تهاون وان افديهم وافدي وطني وديني بدمي ولحمي وعظمي ..والله علي ما اقول شهيد )

أنهوا قسمهم ووقفوا بصف واحد يسلمون علي قائدهم آل تشابو المُكني أبو حسن وينصبونه زعيمهم ورئيسهم
تقدم أبو عثمان وهو أولهم وصافحه مهنئا : مبارك ياسيدي يارئيس الدولة بإذن الله
أبو حسن بهيبة وتبجح : الله يبارك فيك يارئيس وزراء الدولة
أبو عثمان ظهرت أسنانه من الإبتسامه : هذا تكليف ماهوب تشريف وأنا فخور بهالشي وكمان مسؤولية كبيرة بالنسبة ليx وبعون الله أطيب خاطرك واكون عند حسن ظنكx

أبو حسن ربّت علي كتفه : عقب كل شي سويته علشان جماعتنا تستحق كل المناصب وانا من ألحين عطيتك كل الصلاحيات بالتصرف واعطاء الأموار انت صرت الخليفة بغيابي

أبو عثمان أسعده الكلام كثيرا سيصل أخيرا لمبتغاه بمساعدة أبو حسن : شرف لي ياسيدي

أبو حسن تذكر شيء : إلا متي تملك علي زوجتك الثانية ؟

أبو عثمان : بكرة المساء وانا اتمني تكون شاهد علي ملكتي أنت والاخ أبو عباسx
أبو حسن : أبشر عندك وبالمبارك عليكx
ابو عثمان شكره وأفسح المجال لـ أبو عبيد حتي يبارك له بدوره ، وبعدها أبو علي وأبو عباس وتتابعوا واحد تلو الآخر وكانوا كهول وشباب وبعدها النساء
وتقدمت أم حسن و هي زوجته وقالت أن كل النساء يُنصبنه سيدا

وبعد مراسيم التنصيب رفعx ابو حسن يده وألقي خطابه : كلنا يعرف أن تاريخxx 17x جمادي الاول هو تاريخ اليوم الوطني السعودي لكن الخونه حرفوه وخلوه 23 سبتمبر بحساب الغرب واعداء الدينx وبإذن الواحد الأحد مثل ماتوحدت المملكه بـ 17x يجي يومx نخلص هالوطن الغالي من الخونه والمفسدين ونرجع لدين مكانته ولليوم الوطني تاريخه ...ورح نشتغل ليل نهار حتيx يسقط حكم الظالمين الكافرين بيومه 23x ويبدأ حكم المخلصين المؤمنين الطاهرين بيومنا 17x
الكل بصوت واحد : أن شاء الله

((( طبعا هم أناس متشددين في كل شيء حتي التواريخ .. وكل هذا بغرض تشويهx وتضليل الرأي العامx
والمسلم الحقيقي لا يهتم لمثل هذه السوافه من الأمورx ...سبتمبر محرم صفر ديسمبر كلها شهور وكلها أيام رب العالمينx وكلها متساوية )))

* بعد تسع سنينx أي عام قبل الانقلاب *

كان كل شيء يوحي بأنه يوم هدوء ماقبل العاصفة او مايسبق زلزال سيضرب ذات لحظه عصافير يمليء صوت زقزقتها الحي وشمسُ تدفء أشعتها المكان ورجل يحتسي قهوته علي أخبار وطنه وأخبار هويته وإنتماءه
رفع رأسه عن سطور الجريدة ونظر بإتجاه المدخل وسأل وهو يضع جريدته علي جنب : من صبح علينا بهالوقتx

تقدم بإتجاه الباب وهمّ بفتحه وعيناه تريانِ رجلا غريبا يبدو أنه ساعي بريد يقوم بعمله
_ بيت عزام عبد الأله
عزام أجاب بإماءت من رأسه
ساعي البريد أعطاه ظرف كان بحوزته يخص عزام : ممكن توقع هنا !!
أخذ عزام عنه الظرف ووقع علي محضر الإستلام ليغادر ساعي البريد ويكمل عمله ويحاول هو أن يعرف ماذا يخبيء هذا الظرف بداخله

أغلق الباب وأستدار عائد لمكانه ويكمل قهوة صباحه ، جلس علي كرسيه المعتاد وقلب الظرف بين يديه والغرابة ترتسم علي محياه لا إسم مرسل ! فقط أسم مستقبل وعنوان المستقبل ، فتح الظرف ونظر بداخله رسالة وقرص مضغوط
سحبهما ووضع الظرف والقرص علي الطاولة حينما تأكد أن لا شيء مكتوب علي القرص وفتح الرسالة ليقرأ ما المكتوب فيها !! ومن هو الذي أرسلها ؟؟
وكان رسالة موجزة لكنها مجلجلة وصادمة

x """عزام أبوك أنقتل ...قتلوه غدر وهم عصابة تمسي نفسها آل تشابو وأبوك عرف بآخر أيامه أنهم يخططون لإنقلاب ضد الحكم
xx وصاني أعطيك خبر يومx تكبر وتصير رجالx وتحمي وطنك وتنتقم لأبوك
xx القرص فيه شي يقدر ينفعكx ""

عزام نزلت عليه حروف الرسالة كصاعقة كهربائية ..ما هذا الكلام ومن هو الذي أرسلها !!
بسرعة إلتقط القرص وركض يدخل المنزل متجها للحاسوب عليه أن يري ماذا يحوي هذا القرص ويبحث بعدها عن مصدر رسالته وصاحبها
صعد الدرج بسرعة ودخل غرفته بالدور الثاني وشغل حاسوبه ووضع القرص داخله وماهي إلا دقيقتين حتي ظهر ملف القرص وكان فارغ إلا من تسجيل فيديو
رفع كفه الشمال وأرجع شعره الأسود الناعم للخلف وانزل يده ووضعها علي رقبته وأصبعه السبابة تضغط كي ينفتح التسجيل

فتح عيناه علي مصرعيهما وهو يري والده يجلس علي كرسي وإبتسامة ناعمه تضيء وجهه

"" اليوم ياعزام صار عمرك تسع وعشرين وصرت رجال يُعتمد عليه وهو نفسه اليوم اللي لزوم تسمع فيه الحقيقة ، واثق ياوليدي أنك صرت حامي وطنك وحدود بلدك ، واثق أنك مشيت بطريق أبوك وبتوفيق من الله تربيت لك جابت ثمارها
عزام مارح أسألك شلونها أختك او امك لأني عارف ومتيقن انو هم بخير وتحت ظل جناحك

بس بسألك عن الوطن عن حال البلد عقب هالسنين ...وشلونها السعودية وشلونها الديرة !! هي أبخير ياوليدي ولا تتألم بصمت وسكون و لايسمع أنينها غير عيالها المخلصين لريحة ترابها

مادري ياوليدي لو سمعت عن جماعة آل تشابو وعن مخططهم الخسيس بتدمير الوطن وهدّم البلد ...هم جماعة ياوليدي تنوي تنقلب ضد نظام الحكم وتخلي هالوطن الغالي بقبضتها العفنه ....قائدهم أسمه أبو حسن وهو اللي شكل هالجماعه علشان يحقق أهداف دنيئة وهم ياوليدي اللي بعدوني عنكم وجبروني أبتعد عنك وعن أختك ...أنا مراقب من طرفهم وهم ناوين يقتلوني اليوم قبل بكرة وكله بسب اللي أكتشفته وعرفته عنهم وعن مخططاتهم الشيطانية

ياوليدي اليوم واحد من أعز أحبابي سممني بطلب منهم لأنو يشتغل معهم وهو قائد من قياداتهم
عزام أبوك يمكن تكون هذي آخر كلماته وأنفاسه وأنا كل اللي أبغاه منك وكطلب أخير منك أنتقم لي ودافع بشراسه علي هالوطن الغالي لاتسمح لظالم والخيان يحقق أهدافه الشريرة انا ماعندي أدلة عن هالكلام بس أنت دور عن الأدلة اللي توصلهم لحبل المشنقه خلهم عبرة لكل خاين يفكر يخون وطنه
وكنصحية أخيرة من أبوك لا تعطي ثقتك لأحد ...خلي شكك بالجميع أعتبر الجميع خونه حتي توصل للخاين الحقيقي ولاتقول لأحد انك عرفت حقيقة موتي ودور عن قاتلي بين الاهل والأقارب ...علشان الخاين دووووم هو اللي نثق فيه الخيانه دوم تجينا من اللي وثقنا فيهم

خذ بالك علي أختك وكون سند لأمك

وتذكر ياوليدي لاتكرر غلط أبوك ...خل شكك بالجميع وتذكر قاعده انوx آخر شخص تشك فيه هو الخاين

فحفظ الرحمان """"

عزام تبلل خداه من الدمع هل حقا والده قُتل ...هل حقا غُدِر بوالده. ..من هو القاتل من !!
سرح بتفكيره وهو يضغط بقوة علي فأرة الحاسوب لدرجة انها كادت تتهشم بين يديه
يوم وفاة والده كان صاحب التسع عشر عام كان واعي ويتذكر عندما قيل له أن والدة مات بحادث سير
هل كان موت والده مخطط ومدبر له ...رفع أنامله ومسح دمعه وهو يعقد العزم علي الإنتقام لأبيه ...عاش في وهم طيلة عشر سنين واليوم عليه أن يعرف الحقيقة كاملة
لكن لحظة من كان يقصد والده بأن قاتله قريب ومن أحبابهx ...هل هو واحد قريبُ منه ومن والده ...هل هو من أهله

أغمض عينه بشدة وضغط علي أسنانه بقسوة وخلل أصابعه بشعره ...لن يخبر أحد بالذي عرفه اليوم وبنفس الوقت لن يغمض له جفن إلا وهو ينتقم لوالده

آل تشابو إذا خصمي أبو حسن هو غريمي ، حسنا الحرب سجال يا أبو حسن وستقع في قبضتي ذات يوم
أغلق كفه اليمين وفتح عيّناه والغضب والكره والإنتقام يمليء قلبه وصوته ...أغلق الحاسوب وأخرج الجوال من جيبه وأتصل بأعز الناس علي قلبه :x سعيد
أجابه سعيد مُحدثه : هلا عزام
عزام يمسح أخر دموعه ويقف شامخا ومقررا الإنتقام : حاول تعرف كل صغيرة وكبيرة عن آل تشابو أو مجموعة أبو حسن
سعيد أستغرب من صوته الغاضب الحزين الماقت الموجوع : تقصد عصابة المخدرات …!
عزام بإهتمام شديد : تعرفهم ؟
سعيد : سمعت قبل عنهم ...بس انت إيش بلاك كنّك مب زين !!

عزام أخرج القرص وبأمر : ألحين أكون بالقسم ...سو اللي طلبته منك ...وأغلق جواله
سعيد أبعد الجوال عن أذنه ونظر بشاشته وكلم نفسه : كنّه أسد جريح

عزام دس الجوال بجيبه وألتقط القرص : أأبعرف صاحب الرسالة ، أأبعرف قاتل أبوي ، ورح اعرف من آل تشابو هذي ، وأبو حسن الزمن بينا

وضع القرص بظرف الرسالة وخرج متجها للقسم ، عليه أن يفحص القرص ربما عليه بصمات وعليه أن يحلل خط اليد وعليه أن يعرف كل شاردة وواردة عن آل تشابو

( عزام ضابط في الأمن العام تابع لأمن جدة برتبة رائد ، يبلغ من العمر 29 سنة جسده قلبه روحه فداء لوطنه ،قُتل والده غدرا وهو يسعي للإنتقام لمقتله ، أخلاقه عالية يكره الغدر والخيانه ، يحب الإخلاص والوفاء عندما يعطي عهدا فهو يعمل جاهدا علي الوفاء بعهده )

( سعيد بعمر 27 صديق عزام زميله بالعمل ...هو من منطقة الرياض هو وزوجته شيماء يفدي بوطنه بالغالي والنفيس يكره الكذب ويحب الصدق
أكثر شخص يثق به عزام ، وهو أهل لثقة فعلا ، متزوج منذ سنتين تقريبا لكن لا أطفال لديه هو وزوجته ، أمه تحثه عن الزواج بإمرأة ثانية لكنه لا يرغب إلا ب شيماء أما لأطفاله ،يحبها بشدة ولا يقوي علي حب غيرهاx (

بعد شهرين مذ علم عزام بحقيقة موت والده وبعد بحث حثيث لم يجد فيه ظالته ولم يتعرف عن صاحب الرسالة قرر أن يواجه آل تشابو ويجعلهم أولى أهدافه ...ورسم مخططا ليلقي القبض عليهم بالجرم المشهود ...ودس بينهم جاسوس لينقل له أخبارهم وذلك بعد أن عرف أن أحد رجال أعمال المنطقة ضمن عناصرهم لتحركاته المشبوهة وتعاملاته غير القانونية

قبل عشرة أشهر من الإنقلاب
°
°
°
تبدأ فصول حكايتنا

في أحدي شوراع جدة الرئيسية أمام إحدي محلات الملابس النسائية تقف سيارة سوادء بداخلها شاب وفتاة

فايز : خلاص عاد لا تبكين قطعتي قلبي
مُنتهي تبكي بشدة فقدت كل وأهم شيء تملكه : شسوي بنفسي ! وين أهيم براسي وشلون أقابل أمي كيف ارفع راسي قدامها كيــــــف !
فايز يضع يده علي مقعدها ويحاول طمئنتها : بليز مُنتهي بسك دموع ...وأنا بسوي كل شي أقدر عليه علشان القي حل للمشكلة
مُنتهي تبعد يديها عن وجهها وتنظر إليه وخداها مبتلة من الدموع : وشلون بتحل المشكلة وأنت تقول بتسافر !
فايز أبعد عيّناه عن عينيها المعاتبتين ونظر خارج السيارة : وش دخل سفري في مشكلتنا

مُنتهي تشعر بأنها تعيش أسوء كوابيسها وذات لحظة ستيقظ منه ...لكن ما تلبث وتصتدم بآمر الواقع المرّ : كيف شدخله وانت بتروح وتتركني وتتخلي عني في هــ الظروف العصيبةx
فايز زفر بقوة وألتفت لها : من قالك انو انا بتركك ...بسك خزعبلات و ترهات

مُنتهي شبه واثقة لكنها تحاول أن تتمسك بآخر خيط أمل : تصرفاتك كلامك تجاهلك برودة أعصابك ...كل شي فيك يقول أنك ناوي تتخلي عني ...وانا لو كنت اقول خزعبلات علي قولتك أثبت لي العكس طيب

فايز يشد علي قبضته وبإصطكاك أسنانه : منتهي عزيزتي ترا انا تعبت من شككx ..قلت لك مليون مرة انو رح صحح الغلطة

مُنتهي ضمت نفسها بيدها ونظرت له بحدة : متي بسx متي ؟
فايز ضرب مقود السيارة بكفه وصرخ بها : قلت يوم ارجع من سفري انت ما تفهمين ماتستوعبين ترا قاعد اتكلم عربي مب هندي

مُنتهي دمعت عيّناها : عقب شنو يافايز ...عقبx ما أخذت مني أغلي ما أملك عقب ما طعنت بشرف عمك وشرف علاء عقب ما رميتني في جّب العذاب والحزن ووقعتني بأكبر مشكله تواجه البنت بمجتمعنا

فايز أشتعلت النار بداخله وبغضب : انا م طعنت بشرف عمي أنت من سلم لي نفسك وبإرادتك كمان
مُنتهي دخلت دوامة من الندم ليتها لم تثق به برهة من الزمن وببكاء مرير وصمت أذانها : بسك كذب وقل انكx من أستدرجني حتي تأخذ اللي تبغاه مني

فايز بلغ به السيل الزبي : مُنتهي أياك تتجاوزين حدودك معي ترا بتندمين ندم ماعقبه ندم

مُنتهي مثل سمكة تنتفض لتعود للبحر ...لقد أغرقها فايز في بحر عميق ولا يبدو بأنه سينقذها وبتسول مفاجيء : فايز بليز واللي يعافيك ترا انا ما ابغي شي منك غير انك تستر علي وغير انك تتحمل مسؤوليتك وبس لا ابغي ملكه لا ابغي زفه المهم تستر بنت عمك الوحيدة
فايز عض شفته السفلي : وانا قلت عكس هالكلام !! ...الشي اللي صار بينا كان غلطت إثنينا ولزوم عليناx نتحمل نتايج فعلتنا وندور حل لمشكلتنا

مُنتهي إستبشرت خيرا من كلامه وبتفاؤل : طيب الحل هو الزواج وبأسرع وقت ...خلنا نتزوج الله يخليك
أجاب بسرعة : بعد السفر

مُنتهي توقفت عن الكلام ونظرت إليه بتمعن بمعني ...هل تمازحني !!!!

فايز أردف بعد صمتها الطويل وبهدوء : مُنتهي حبيبتي قلت لك ابوي بيفتح فرع جديد لشركة وعليّ أنا ولده الوحيد أتولي زمام الأمورx ... تردين أكون رجال مب مؤهل في نظر أبوه وأن افشله وهو واثق فينيx
مُنتهي تجاريه في كلامه حتي تعرف إلي أين يريد الوصول : كم مدة سفرتك

فايز إبتسم لها ليُطمئن قلبها : ثلاث شهور وأرجع لكx
منتهي تضعه تحت الآمر الواقع : ولو طلعت ....حـ ...حـــامل !!

فايز يقطع شكها بيقين : منتي بحاملx
منتهي مصرة : خلنا نقول حامل .
فايز ينهي الكلام :x يومها نتكلم

مُنتهي إمتلئت عيناها بالدموع : تتهرب يافايز ولا تتخلي عن وعدك لي

فايز يريد أن يتخلص منها بأي طريقة وألتفت بكامل جسده وبصرامه ينهي النقاش : مُنتهي تعرفين زين المشاكل بين العيلتين وتعرفين زين أن الزواج يحتاج لترتيبات وتحضيرات وأنا في الوقت الحالي ماعنديx الوقت للعب واللهو وعليّ أفض وأركز في سالفة فرع الشركة الجديد ... ولو طلعتي حامل يومها دقي ونشوفx حل لـ هالبلوة...فهمتي ولا أعيد مليون مرة عسا تفهمين يالخبلة

مُنتهي إبتسمت بألم : إيه والله وانت الصادق خبلة ودلخة بعد فكرت زواجنا شي مهم عندك اثارية لعب ولهو فــ نظرك
فايز كتف يديه أمام صدره وبأمر : تقدرين تروحين لشغلك خلص الموعد أشوفك بخيرx

مُنتهي لملمت شتاتها وبقايا كبرياءها : زين يافايز اليوم ما اتكلمx بس عقبه مارح أسكت ولا تقول لثانية انو رح أسمح بحقي مهما كانت الظروف ولا تفكر تلعب بذيلك أبداااا

فايز ينظر بعيدا عنها: م اعتقد أنك في وضع يسمح لك تهددين ( وألتفت بحزم لها وهو يتوعد بها )
منتهي والدموع لا تفارق مُقلتيها والشك يُقطع أحشائها : صدق أبتفي بوعدك لي !

فايز يراقب تساقط دموعها وبصوت هاديء : م أدري أنا وانت إثنينا ما نثق بـ فايز ...إثنينا واثقين أن فايز خاين ومب أهل للوفاء بالوعد والعهد

مُنتهي مسحت دموعها وغطت وجهها بلثامها وعيونها لاتفارق عيون فايز وهي تسأل نفسها " هل حقا ستتحمل مسؤوليتك يافايز " : بكرة قريب وماهوب ببعيد
فتحت بابها وترجلت متجهة لمكان عملها

فايز وضع يده علي مقعدها وراقبها وهي تغادر السيارة وهو يسأل ذاته " هل أوجعتك دموع ضعفها ! أم كلمات شكها ! أو حقيقة خيانتك لها ...! "

أدار مفتاح سيارته وأنطلق بعيدا عنها ...الشيء الذي يريده أخذه منها ...فهل لا يزال هناك شيء عالق بينهما ...!!

( سدرة المُنتهي أو مُنتهي مثلما يدعوها الجميع ، مُنتهي بنت موسي شاهين فتاة بعمر 23 أكملت دراستها الجامعية في التسويق وهي الآن تعمل في محل صديقتها وصال لبيع الألبسة النسائية
وهي مخطوبة لفايز إبن عمها منذ حوالي اربع شهور ...ولكن منذ يومين حصل مايُحمد عقباه بينهما
مُنتهي تشك أن فايز إستدرجها لـ النيل من شرفها رغم نفي فايز لذالك
والدها موسي متوفي ..أمها مربية أطفال في روضة ...أخوها علاء الدين ذو الإحدي عشر ربيع لايفرق بين الصواب والخطأ ولا يعلم مامعني كلمة شرف حتي يدافع عن أخته ويسترد حقها المُغتصب
ظروفها المادية صعبة وحاولت أن تُعين أمها علي مصاريف الحياة وأشتغلت في محلx صديقتها )

( فايز بن مطر شاهين بعمر 25 أبن عمها فتي مدلل " وراعي " مشاكل لايهمه شيء سوي إرضاء رغباته وإشباع شهواته وإتباع غرائزه ...أُعجب بمنتهي وحاول جاهدا الوصول إليها لكنه فشل وخطبها حتي يأخذ ما يريد منها ويتركها تتجرع الذل والهوان مثلما حدث معه يوم كان يترجاها أن تتحدث معه لخمس دقائق فقط

عائلتيهما متفرقتين منذ عقدين من الزمن بسب زواج أبو منتهي من أم منتهي
أبو فايز قال بأنها لاتناسب عائلة شاهين وأن عليه الزواج من فتاة غنية ومناسبة للأسم العائلة ..لكن أبو منتهي رفض وتزوج من أم منتهي وتفرق عن أخوه
وأبو فايز أسقط حق أبو منتهي في التركة وطرده من المنزل ومن كل أملاك والدهم عدا منزل واحد كان يعيش فيه أبو منتهي هو وزوجته
ويوم مات أبو منتهي أخذ أبو فايز المنزل بالقوة وأجبرهم علي دفع الإيجار كل شهر مدعيا أنه رحيم بعائلة أخوه وأنه كان بإمكانه طردهم من المنزل

أبو فايز مطر شاهين بعمر 50 رجل أعمال مشهور بمنطقة جدة يمتلك شركة لتصدير والإستراد ...متعجرف يحب نفسه ولايهمه شيء سوي كسب المال وأرتفاع أسهم التداول
أم فايز الهنوف 45 سيدة مجتمع تمتلك مجموعة من صالونات التجميل في جميع أنحاء المملكة ...مُتكبرة وتخال نفسها ملكة مملكة ما
تعتني بجمالها ومظهرها وتنظر للجميع بنظرة فوقية )

***

في مركزx قسم الأمن وبالتحديد في مكتب رئيس القسم محسن نجمان المدعو أبو عهود
أبو عهود طلب عزام ليتحدث معه في أمر يشغله من أيام
أبو عهود جالس وراء مكتبه : شحالك عزام عساك طيب
عزام : ابخير سيدي الحمد لله
أبو عهود كان ذلك الرجل الحنون الذي أحتضن عزام وأعتني فيه بعد موت والده وعلمه كيف يكون خليفة لوالده :قل عمي ، خلنا ننسي شوي الشغل والرسمية بينا

عزام إبتسم بود لهذا الرجل فضل كبير بعد فضل الله ...فقد أمسك بيده وجعله رجلا قويا معتمدا علي نفسه : أبشر يبه

أبو عهود بادله الإبتسامة وبصوت هاديء : م قلت لوالدك ...كيف حالك !
عزام : بألف خير والحمد لله
أبو عهود شبك أصابع يديه وأنحني للإمام : ليش عندي شعور في الفترة الأخيرة انك مب علي بعضك ...هو صاير شي معك مخبيه علي
عزام حافظ علي هدوءه وأراد أن يبعد شكوك أبو عهود فهو لا يريد أن يسمع أحد عما ينويه يكفي أن ثلاثة من زملاءه سمعوا بمخططاته : لا انا بخير بس ضغوطات الشغل

أبو عهود أشر برأسه بتفهم وصدقه فعملهم يحتاج لجهد مضاعف : إيش بنسويx ياوليدي هذا واجبنا تجاه الوطن

عزام لمعت عيناه كلما سمع كلمة وطن ومن لسان محسن أبو عهود نبض قلبه حبا وداهمه شعور الفخر أنه مواطن سعودي وسرت قشعريرة بجسده ...يعشق السعودية : بالدم والروح نفديها

أبو عهود إبتسم بحب له : الوطن محظوظة بأمثالك يبهx
عزام إلتفت ببصره بإتجاه صورة لمكة موجودة علي الحائط وحدث نفسه " أيعقل أن تكون مكة ضمن حدودي وطني ولا أدافع عنها ..بدمي وروحي هي "

أبو عهود يراقب عزام ويفكر ان يكلمه في الموضوع الذي طلبه لأجله : عزام شخبار أمك واختك ؟
عزام نظر له : بخير ياعم أثنينهم بألف خير
أبو عهود : الحمد لله ...وأنت اخر أخبارك
عزام توتر من المحضر الذي فتحه أبو عهود ...إلي أين يريد الوصول ! : بخير
أبو عهود أراد أن يكشف اللثام عن كلامه : أقصد حياتك الخاصة ياعزام ...وصلت الثلاثين من عمرك وماقد حكيت عن الزواج لا تقول انك ماتبي تكمل نصف دينك وأنا أبوكx

عزام هرب بنظراته بعيدا عنه وأخفض رأسه إحتراما وخجلا منه لم يعتقد أن أبو عهود سيحدثه بهذا الآمر الذي لم يفكر فيه بعد ! : م أدري ماقد فكرت بالسالفهx
أبو عهود عيناه لا تفرقان عزام :x أنزين ياوليدي... مارح تفكر فيها ولا شلون !
عزام لم يتخيل هذا هو موضوع أبو عهود ظن انه سيحدثه عن العمل وآخر المستجدات وليس الزواج الذي لم يفكر فيه قطx
وأردف بصوت محترم : مب وقته ياعمي
أبو عهود بوجوم : ومتي وقته ياوليدي !
عزام يحاول تغير مجري الحديث فهو عندما يكون بحضور ابو عهود لا يكون علي سجيته وذلك بسب أنه رئيسه في العمل ....ولا يحب أن يفتح معه أي نقاش خارج إطار العمل ...فكيف إذن لو كان حوارهما يتمحور حول مستقبل وزواج عزامx : شغلي مايسمح وماعندي وقت لهالسوالف

أبو عهود إبتسم بعطف أبوي : لا ياوليدي الايام تركض وتمر بلمح البصر والشغل مايخلص والوقت بينتهي اليوم او بكرة والحياة فانية وإنت عيش جزء منها بعيد عن شغلك ومسؤولياتك العملية وخلني أشوف عيال وليدي اللي ماجبته وأشتري لهم هدايا والعاب

عزامx إبتسم لكلامه هو ليس ضد فكرة الزواج لكن في الوقت الراهن هدفه الإنتقام لوالده ويشعر أن الإرتباط بمسؤوليات جديدة قد يؤول بينه وبين أخذ الثأر لأبيه ولوطنه
وتحدثا مطمئنا عمه أنه سيكون له حفيد ذات يومx : إن شاء الله ياعمي قريب

أبو عهود بفرح ...طوال حياته لم يعتبر عزام إلا أبنه وهو كـ أي أب يريد أن يري أبنه سعيدا بحياتهx : أفهم انو رح تفكر بالسالفة

عزام بإماءة إيجاب من رأسه: ايوه
أبو عهود بصوت أجش وهو يحاول إيجاد طريقة يخبر فيها عزام عن قراره : أنزين ياوليدي ....انا ب مكانة ابوك او بطلنا

عزام بإمتنان ، أبو عهود لديه فضل كبير علي عزام بعد فضل المولي عز وجلx : أفا يبه ...شهالكلام اللي مايرضي ولدك عزام ..!!

أبو عهود مال بجسده لأمام والجديه تعلو ملامحهx : أصيل ولد أصيل ياوليدي ...وانا عندي كلام الود ودي اقوله لك وتسمعه لين النهاية وهو بمثابة طلب أتجرأ وأطلب منك وأتمني تحكم عقلك قبل كل شي وتفهم انو راحتك وسعادتك هدف لي وبرضو راحة بالي بعد موتي ....والصراحة والحق ينقال ما تجرأت علي هالطلب إلا كونك ولدي وحيدي

عزام بعقدة حواجب وهو يري الجدية تكسو كلام وملامح عمهx : سم يالغالي وبإذن الله مارح ينرد لك طلب وأنا ولدك

أبو عهود فرح لجوابه وهو مدرك تماما أن عزام هو ذلك الولد البار به وهو ذلك الولد الذي حُرم منه ...رُزق بإبنتين وتمني ذكرا لكن الحياة تجري بما لا تشتهي أنفس البشرx : لا ياوليدي فكر ب الاول لانو ما أبي أجبرك علي شي

عزام أثار كلام أبو عهود إهتمامه وتكلم برغبة جامحة وهو يوّد أن يّسمع مالذي يحتاجه أبو عهود منه : تعرفني زين ياعمي ...م أسوي شي إلا وانا راضي فيه وعليه وتطمن م اجبر نفسي علي شي ، وبعدين أبوي ماهوب من عادته يجبرني علي شي ما أبيه ومالي نفس فيه

ابو عهود إطمئن قلبه وبصوت رخيم : تعرف زين ياوليدي انو رب العالمين رزقني بنتين بس ولا إعتراض علي حكمه وقضاءه ، وأنت عندي ب مكانة بناتي عهود وروح

عزام أماء برأسه
ابو عهود أردف بعطف أبوي : وانا الصراحة لله ياوليدي شايل هم بناتي بعد ممتاي

عزام بتر حديثه : طولت العمر يبه

أبو عهود إسترسل مبتسما : وانا ابغي يغمض جفني وانا مرتاح البال علي بناتي وامهم مع رجال مثلك إنت

كان عزام طوال الوقت ينتظر أن يسمع الموضوع الذي يحتاجه فيه أبو عهود وما ان لمح أبو عهود عن مبتغاه أخفض رأسه وهرب بنظراته
x
صمت أبو عهود لثواني يتقصي من ملامح عزام وقع كلماته عليه ،وبعد سكوت عزام أردف بهدوء مترددx : فكرت ياوليدي وفكرت زين بعدx وقلت فنفسي لو لفيت الديرة طول وعرض مارح حصل رجال مثلك يكون زوج لبنتي عهود وصهر لأم عهود وإخت عهود

إعتلت الصدمة ملامح عزام ....هل محسن أبو عهود يخطب إبنته له ...!!

ترقب أبو عهود خلال هذه الثواني رد فعل عزام لكنه وُجه بسكون تام
قال أبو عهود بعد صمت عزام الغير المُبررx : عزام إنت بـ مكانة وليدي اللي ماجبته وأنا اليوم أخطب لك بنتي عهود وأبغي تكون لك زوجة وتكون لها بعل ...والقرار راجع لك ياوليدي

حلّ بعزام شلل مفاجيء بسب صدمة غير متوقعة هل حقا أبو عهود يعي مالذي يتفوه به الآن !! هل يطلب منه أن يكون زوجا لأبنته الكبيرة
أخرسته الصدمة وشله كلام رئيسه وعمه
رمش بسرعة وذكريات مباغتة تمرّ بلمح البصر أمامه ...فجأة تذكر عهود وتذكر تلك الصدف والفرص التي جمعتهما
وتذكر أيضا حديث أمه وشقيقته عنها
لطالما سمع كلاما عنها وكان كله خير ...لكنه لم يفكر قط فيها كزوجة ...هي ليست غريبة وذات الوقت ليست قريبة !!
همس بينه وبين نفسه " عهود زوجتي !! ! لم يستوعب هاتين الكلمتين لأنه لم يفكر فيهما من قبل وهذه أول مرة يُّكون عقله هذه الجملة الصغيرة فهل ستكون هاتين الكلمتين عنوان حياته القادمة !

شعر أبو عهود أنه تسرع في محادثة عزام وأنه يضعه دون قصد منه تحت أمر الواقع
هو حقا يريد لعهود ان تكون زوجة لعزام لكن ليس علي حساب سعادة عزام ...إذ كان لا يريدها فهو سيتقبل الآمر بصدر رحب

أبو عهود رمي بنظراته بعيدا عن عزام وبصوت شبه مسموع :x شقلت ياوليدي ..!!

" لم أسمع عنها إلا كل ماهو خير ولا أعتقد أنها فتاة غير مناسبة لي ..وأظن أن أمي ستختارها لو قلت لها بأني أرغب بإمرأة لزواج " إبتسم علي وقع أفكاره وإستنتاجاته ورفع بصره بإتجاه عمه وقال مبتسما بخجل خفيف :x ياعم هذا شرف لي ، وفخر لي إختيارك ورغبتك فيني أمر علي عيني وراسي ، وأنا مارح أرفض أبداً ، بالعكس لو ألف الديرة كلها مارح أحصل ب أخلاق بنتك ياطويل العمر

تنفس أبو عهود الصعداء وتهلهلت أساريره ..لـ لحظات ظن أنه يجبر عزام علي شيء غير مرغوب : والله الشرف لي ياوليدي وكلامك ريح قلبي وطمنه علي بنتي وأنا شفت فيك الرجال اللي يستحق أخطب له بنتي

لملم قوته ووقف مُتجها نحوه ومقبلا قمة رأس أبو عهود وشعور غريب يخالج جوانحه
وقال بنشوة غريبة المصدر : بنتك بنت اجاويد ياعمي ...وأنا أتشرف كونك خطبتها لي وألحين أنا أطلب إيدها منك ياعمي

وقف أبو عهود والإبتسامة تعلو شفتيه والفرح يتغلغل داخل قلبه : والله والشرف لي ياوليدي ...وأنا اقول خذ شور أمك ولو رفضت وماحبت بنتي فـ يا دار مادخلك شر

إبتسم عزام لكلامه وعاد الخجل يُسيطر عليه غصبا عنه وأخفض رأسه إحتراما له : أفاx ياعمي أمي مارح ترفض بالعكس هي تحبها ودوم تسولف فيx الخير عنها وانا رح اعطيها خبر وبإذن الله بكرة نزوركم

وضع أبو عهود يده علي كتف عزام وبفرحة غامرة أخيرا سيرتاح قلبه علي إحدي إبنتيه : الله يرضي عليك ياوليدي هذا العشم ياولد الغالي

أمسك عزام يده وقبل كفها وهو يستحضر ذكرياته مع والده وتمني لو أن آباه حاضر الآن لتكفل هو بالآمرx
وقال بصوت ممزوج بحزن وفرح في آن واحد : لو أبوي عايش كان خطبها لي ياعمي ، لكن أنا بنفسي اخطبها منك وأنتظر ردها لي

أحس به أبو عهود فإذ كان عزام فقد الأب فهو فقد الصاحب والخليل
وقال ممازحا يُبدد حزن عزامx : الصراحة ياوليدي لزوم اخذ شورها ولو رفضت ماعندي بنات

إبتسم عزام وأجابهx : لا ياعم مانقبل بـ هالكلام

ضحك ابو عهود : رجال والنعم فيك وبعزوتك ياوليدي ومافيه اللي يردك ياولد الغالي

شعر عزام بدغدغة خفيفة بقلبه وبنشوة غريبة وفرح في أعماقه
وقال والبسمة تزين شفتيه: اتشرف ياعمي

جلس أبو عهود وجلس معه عزام والسعادة ، الفرح ،الخجل والتوتر عناوين جلستهم ...وعزام يسأل نفسه

" هل يعقل أن تكون هذه النشوة الناعمة بداخلي لكوني خطبت فقط !!! "

واصلا حديثهما لبرهة من الزمن وأستأذن عزام عائدا إلي مكتبه

* **

: وينك ياقلبي ساعة أدق عليك ومافيه رد منك

مُستلقية علي بطنها ورافعة قدميها تلعب بهما وتقلب صفحات مجلة للأزياء
وقالت وهي تنّعم من صوتها : سوري بيبي كنت مشغولة شوي

يجلس عند إحدي طاولات المقاهي المطلة علي الشارع ويلعب لعبة الشطرنج مع صديق له : زين حبيبتي بس لا عاد تطولين بالرد عليّ

الفتاة تسألت بدلع مبالغ فيه : ليش حبيبي

قال : أول شي أشتاق لك موت وثاني شي اخاف انو يكون صاير لك شي ...وإبتسم بسخرية لصاحبه وهو يحرك إحدي جنود لعبته

ضحكت بصوت مثير : فداك روحي يا صوصو حبيبي

ضحك بدوره ساخرا منها وقبل جواله ورد عليها : ليتك قدامي ألحينx

أجابته بضحكة تعالت وملئت غرفتها : حبيبي إبتتحقق أمنيتك يوم زواجناx

نظر بإتجاه صديقه وعيناه تلمعان مُكرا وكلم نفسه " وهل أنا ديوث حتي اتزوج أمثالك ياحقيرة "
وقال ساخرا منها : في مثل هذا اليوم سنتزوج ملاكي

ضحك صديقه وحرك قطعة من قطع لعبتهما أما هي فأغلقت المجلة وفهمت جيدا تلميحه وقالت ممازحة : وعقب سنين في نفس تاريخ هاليوم نقول أنا وأنت وعيالنا حدث في مثل هذا اليوم

ضحك للمزها فهو يعلم جيدا أنها فتاة ذكية وهي رابع فتاة يكلمها بالجوال ولم يلتقي بعد بها رغم علاقتهم التي بدأت منذ شهرين وهو المُعتاد أن يغير حبيبته كل أسبوعين ...لكن هذه الفتاة قلبت موازينه ...لم يلتقيها بعد ولم يتركها بعد ...!x
وقال همسا : ملاك حبيبي
أجابته بنفس همسه : صهيب حبيبي

قال صهيب بمكر ثعلب : متي أشوفك ياقلب صهيب !

إبتسمت إبتسامة جانبية وجلست علي سريرها : يوم أشوف شتبي الوالدة ...صار لها ساعة تندهني

غضب لجوابها وقال : زين برضو انا مشغول اكلمك بعدين ...وأقفل الخط بوجهها

ضحكت يوم أقفل الخط وحدثت نفسها : مفكرني غبية يالذيب الخايس ...ورفعت بصرها يوم رأت ظلا علي الأرض ووجدت أختها مكتفة يديّها أمام صدرها وجليُّ عليها الغضب

عادت وفتحت مجلتها وهي تقرر ان تصم أذانها عن المحاظرة التي ستبدأ الآن دون شك

ريما غاضبة من تصرفات أختها الوحيدة : نورة ماتستحين عـ دمك

نورة تعبت من هذه الحال التي تكرر كل يوم : ياحبيبي بدينا محاظرة الأخلاق

زفرت ريما وتقدمت وجلست بقربها ووضعت يدها علي ظهر نورة وقالت بحنان : نورة ياقلب أختك ترا سوالفك مع الشباب مارح تجيب لك غير المشاكل والذنوب صدقني

تأففت بصوت وألتفت لها تُذكرها بنفسها هي أولا ، تنصحها للخير ونست نفسها هي : وسوالفك ومسجاتك لعزام ولا هذي نسيتها وتذكرتني بس أنا

إبتسمت لها تشرح لها الفرق بينهما : أول شي عزام ولد خالتي وهو مستحيل يأذيني بشي وثاني شي أنا أكلم بس عزام مو عشر من عزام ....وانت ماشاء الله عليك تكلمين ثلاث أربع شباب بنفس الوقت ...إيش يظمن لك أنهم ما يأذونك

رفعت إحدي حاجبيها وبسخرية في حديثها : وكيف بيأذوني يالخوافه وانا كل واحد أكلمه برقم وقلت لكل واحد فيهم اسم غير

أجابت وهي خائفة علي أختها التي تسوء بها الحال مع مرور الوقت : نورة وإيش يظمن لك انك ماتحبين واحد فيهم ، إيش يظمن لك ان قلبك ماينبض لواحد فيهم

ردت بضحكة وثقة : الحب تركته لك يا ليلي يالهيمانه بعزام المتكبر

وقفت والغضب مليء كيانها وقالت بحزم : ترا انا سكتت لك واجد ...توقفين هالحياة المقرفة ياللي إنت عايشتيها او أقول لأبوي وجاسر يشوفون لك حل

نظرت لها بغضب وقالت بوعيد : قسم بالله تفتحين ثمك وتنطقين بحرف أقول لهم عن عزام ...وانت تعرفين زين ما افكر ومتهورة وقليلة أدب وشرف

قالت بحسرة : اتمني يجي ذاك اليوم اللي أشوفك فيه تنزفين لشخص تحبينه وتقدرينه وتحترمينه بس هو وتكونين مخلصة له هو وبسx .....إلتفت وغادرت غرفتهما المشتركة

إمتلئت عيناها بالدمع وأخفضت رأسها وضغطت بقوة علي مجلتها والوجع يغزوها ونطقت بألم : أنا مارح يحبني أحد أنا ما أستحق أحب وأنحب ...جعل هالأمنية تتحقق معك يا ريما

نورةx خلف الزيدان فتاة بعمر 19 نجحت مؤخرا بشهادة الثانوية بنسبة متدنية ...فتاة تعلمت دروس الحياة مبكرا ، خاضت عالم إتباع الشهوات وتعرفت علي شاب في مقتبل عمرها عن طريق المكالمات الهاتفية ، أحبته بصدق وخانها وغدر بها بقسوة ، أوهمها بحياة وردية عسلية وأستيقظت علي فقدان عذريتها وشرفها ، ترجته أن يتزوجها ويستر عليها لكنه إختفي وأغلق جميع الطرق المؤدية إليه ....هو أكمل حياته وهي تتجرع الألم كل لحظة
لا يعلم أحد من عائلتها بأمرها و واصلت طريق الشهوات لأنها خسرت الكثير وليس هناك شيء يضاهي حجم فجاعتها
رنّ هاتف آخر برقم آخر ، نظرت له ومسحت دمعتها وأجابت : غانم

رد عليها : هلا وغلا بالزين كله
إبتسمت بوجع وأردفت : وينك ياقلب رنا وينك مختفي
رد عليها بخبث : معك وجنبك ياغزال غانم
إبتسمت بألم وألتقطت مجلتها من جديد ..." حقا حياتي مقرفة " ...وواصلت مع حبيبها الثاني الكلام اللا أخلاقي وهي مشمئزة من نفسها ومن كل شيء حولها ودموع الإنكسار والخذلان تعانق جفونها

اما ريما فـ غادرت الغرفة وهي تتأسف لحال أختها وتحدث ذاتها " الحب ليس حرام لكن العلاقات المشبوهة هي أم الحرام "

(( ريما خلف الزيدان بنت بعمر 21 تدرس بالجامعة فتاة ناعمة وطيبة لاتحب المشاكل وكل الذي ترغب به أن تكون يوما ما زوجة بالحلال لعزام أبن عمها و خالتها ، أحبته منذ صغرها وحاولت جاهدة ان تجعله يبادلها المشاعر ...تري فيه فارس أحلامها وتعتقد أنه يستحق أن تضحي بكل ثمين فقط لأجل الحصول علي قربه ))

( خلف الزيدان أبو جاسر أخو أبو عزام رجل أمن هو أيضا يعمل مع أبو عهود وعزام )
( العنود أم جاسر أخت أم عزام )

***

وراء مكتب فخم يجلس شاب بمقتبل العمر يعمل بجد علي مشروع بناء بين يديه
هو مهندس وشغفه تصميم الأبنية
دق باب مكتبه وأجاب وعيناه لم تفرقا أوراق عمله : تفضل
فتح الباب ودخل شاب بثوبه الأبيض الناصع : السلام وعليكم

إبتسم وهو يرفع رأسه ويعلم من الصوت من الذي دخل : وعليكم السلام هلا وغلا جاسر
تقدم جاسر مبتسما وقال معتذرا : السموحة رسلان كان عندي شغل وتأخرت شوي

أجاب رسلان ضاحكا : لا مو شوي إلا واجد
ضحك جاسر وأردف : السموحة كنت ....
قاطعه رسلان وهو يأشر له بالجلوس : ماله داعي الإعتذار انت ملتزم بالوقت وأكيد دامك تأخرت فهو لأجل سبب مهم

إرتاح جاسر لتفهمه فهو حقا رجل الوقت ورسلان الأستاذ المتفهم ، قال وهو يجلس : جزاك الله خير

جمع أوراقه ووقف متجها نحو جاسر وقال بإبتسامة : طيب ماقلت عسي ماشر ...صاير شي معك
أجاب جاسر : أخذت الوالدة علي مدرسة تعليم القرآن
أماء بالإيجاب ووضع الأوراق أمامه : الله يبارك فيك وبأمك وأن شاء الله تحفظ لها كم سورة تنفعها دين ودنيا

أخذ جاسر بعض الأوراق وضحك : عاد تقول بتحفظ ثلاثين جزء بثلاثين يوم
قال رسلان ضحكا : ان شاء الله وليش لا ...بس مأوصيك إشتري لها مقويات تنشط ذاكرتها
أجابه جاسر ضحكا : أن شاء الله ....وأخفض رأسه وركز علي الأوراق أمامه

نظر رسلان بتمعن فيه وهو يفكر بطريقة يجعل عائلتيهما تتعرفان علي بعض ، توود لـ جاسر عن قصد وجعله ذو منصب في شركته عن قصد وسيعمل علي إجتماع عائلتيهما عن قصد

(( رسلان بن متعب الجيزان بـ عمر 26 أكمل دراسته كـ مهندس وأشتغل بشركة والده وأصبح مديرا تنفذيا فيها ، رجل خلوق شهم طيب يُعامِل موظفيه أحسن معاملة يؤمن بمقولة أن خادم القوم سيدهم لايطرد سائل ولا يعاقب متراخي لاتفارقه الإبتسامة ، أحب ريما أخت جاسر من صغرها كان في صغرهما يلعبان في منزل أبو عزام جاره وعم ريما ...تعلق بها وعشقها فكر كثيرا في خطبتها وأنتظر كثيرا ويعتقد بأنه الوقت المناسب ، دائما يفكر في أن يفاتح جاسر بالموضوع لكنه يتراجع ويقول في المرة القادمة ))

(( جاسر بـن خلف الزيدان بـ عمر 24 أكمل دراسته منذ سنة إشتغل مع رسلان بشركته وأجتهد كثيرا ليرتقي بمنصبه ، يحب رسلان كثيرا لأنه وثق به وجعله أهلا لثقة ، اخلاقه في العمل عالية ورجل ذو مسؤولية
ولكن شيء واحد يقض مضجعه وهو أنه مدمن وإدمانه بالنسبة إليه أمر سيء ويعمل جاهدا علي العلاج من إدمانه لكنه لايفلح وفي كل مرة يعود ويستسلم لإدمانه ))

صفق بيديه أمام وجه رسلان ...ورمش رسلان منتبها
جاسر : وينك ياشيخ ساعة اناديك
إبتسم وأجاب بحبور : كنت في أيام الطفولة ...ليتها تنعاد يا جاسر

قطب جبينه وتسأل مستغربا : إيش عندك في أيام الطفولة حتي تتمني عودتها بـ هالوله والشوق !!
أجابه رسلان مباشرة فهو يريد أن يعلم أنه عاشق : حبيبة الطفولة

سكت جاسر من جواب رسلان وتسأل بقلبه وهو ينظر بعيون رسلان ويبحث عن الصدق فيهماx " هل هو صادقx !! "
لم يكسر رسلان نظرات العيون بينهما وقال بشوق لتلك الأيام ...كم هربت ريما وأختبئت وأحتمت به خوفا من الجميع وجعلت من ظهره ذلك الجدار العازل بين الأمن والخوف بين الآمان والرهبة : يوم كنت صغير كنت متعلق بـ بنت ويوم كبرت إكتشفت انو أحب ذيك البنت وأنصدمت أنها مختفيه و ....

قاطعه جاسر وقال بإهتمام : ضيعت البنت
أماء برأسه موافقا والإبتسامة تعلو شفتيه وهي بالأصل لا تغادرهما

إبتسم جاسر متأثرا فملامح رسلان صادقة وقال وفنفسه ان يبحث معه عنها : وألحين ماعندك أي خيط يوصلك لها

إتسعت إبتسامة رسلان وتسأل : ليش تسأل ؟؟
أجاب جاسر بصدق : ندور عنها انا وانت ونزوجك أياها وتوقف علينا تفكير بأيام الطفولة وتفكر وتركز معي بالشغل

ضحك رسلان وأجاب : خلاص السموحة منك خلنا نشتغل ...
قاطعه جاسر بسرعة ولهفة : لا اجل الشغل ألحين وقل وينها هالبنت وينها حبيبة الشيخ رسلان بن متعب

أخفض رأسه وألتقط ورقة وقلبه نبض بين ضلوعه ...كم يتمناها ملكا له وكم يريدها أن تكون خالصة له
وقال بصوت شبه مسموع يحمل الشوق الكثير : ببيت أبوها

أجاب جاسر ممازحا : أه وانا كنت اقول ببيت أمها
ضحكا كلاهما لجواب جاسر وأردف جاسر : وينها وبسك غشمرةx

قال رسلان بكل أمل وثقة ودعاء : اليوم عند أبوها وأمها وأخوانها واخواتها وبكرة بعون الله عندي بروحي

إبتسم جاسر وأدرك أن رسلان يحب هذه الفتاة ومد يده وربت علي ركبة رسلان : وبعون الله أنا وانت نخطبها لك والمهر علي أنا

قهقه رسلان ...لو يعلم جاسر من هي الفتاة فلربما يفصل رأس رسلان عن جسده بدل ان يدفع المهر عنه
جاسر : ليش تضحك ولا تتغشمر علي ومافيه أي بنت

هز رسلان رأسه نافيا وقال مؤكدا : لا م أكذب صادق بـ كلامي وأن شاء الله تكون انت الشاهد علي زواجي

وضع جاسر يده علي قلبه وقال بعزم : أبشر بعزك ودلالك ياشيخ
ضحك رسلان وأكملا عملهما معاً ، وجاسر لم يسأل رسلان عن هوية البنت لأن رسلان لو أراد أن يخبره عنها لأخبره دون سؤال من جاسر

عائلة أبو رسلان متعب الجيزان رجل أعمال بمنطقة جدة يحب اولاده ويسعي جاهدا لتوفير الحياة الكريمه لهم
جازية أم رسلان معلمة قرآن بمدرسة لتعليم القرآن
ريوف فتاة بعمر 21 سنة تدرس بالجامعة مع أخت عزام فهدة ، تعتني بجمالها تحب عزام رغم يقينها أنه لا يكن لها أية مشاعر ...طموحة شغوفة بالحياة إجتماعية رغم تكبرها ..وحنونة رغم قسوتها
مشعل يدرس بالثانوية العامة حلمه أن يكون ذات يوم إمام مسجد ويؤم المصلين بالصلاة ، متمسكن بدينه محافظ علي صلواته
غادة أصغر افراد العائلة تخاف كثيرا من ريوف وتحب كثيرا مشعل وتحترم جدا رسلان

***

بعيدا في بيت كبير مطل علي شاطيء جدة الفيروزي في غرفة معتمة لا يضيئها سوي شاشات الحواسيب الثلاث المتصلة ببعض
يجلس شاب في كرسي ويكتب علي لوحة مفاتيح احدي الحواسيب بسرعة وبجانبه فتي خائف

نايف : نواف ترا بتجيب أخرتكx بإيدك

نواف يفتح موقع لبنك في دولة أوروبية ويحاول إختراق حساباته وقال وعيناه تشعان حماسا : خلك شجاع يالجبان ...يله شوي ونصير اغنياء

ارتجف قلب نايف ونوبة الهلع بدأت تجتاحه وقال ويداه تتراقص جزعا : نواف والله لتروح فيها ...ترا انت قاعد تحط راسك براس الاوروبين ...خلك من هالعالم وعيش حياتك مب ناقص شي والحمد لله

ضغط نواف علي الزر الطويل في لوحة المفاتيح وأستدار مهرولا بكرسيه نحو حاسوب أخر ولم يجب نايف

نايف إزداد رجفة وخوف وصرخ فيه رعبا وهو يقف : نووواف انت ناوي علينا ولا شنو

صفق نواف يديه فرحا وقال مبتهجا : نايف بارك لي دخلت
قاطعه نايف والرعب جري مجري الدم بأوردته وأرجع شعره الأسود الناعم للخلف : أيه اكيد ببارك لك ترا بإيدك كلبشت إيدينك

ضحك نواف مقهقا وبيانات البنك ظهرت مشكوفة أمامه وبدأ بتحميلها في قرص مضغوط

زمجر نايف غضبا ، نواف ليس معه نواف دخل عالم القرصنة الإلكترونية ولأحد سيوقفه الآن ، وضرب رقبة نواف : وصمخ يالأصم

نواف إستدار بكرسيه وأرتاح بجلسته وقال بمكر يرفع ضغط وخوف نايف : مبروك يالغني تراني اضفت عـ حسابك مليون أورو قل جزاك الله خير

نايف صرخ بأعلي صوته ونواف ضحك بصوت عالي وأستدار لحاسوبه الرئيسي ، شغفه قرصنة البنوك الغربية وعشقه دخول سجلات شركة الإتصالات السعودية وكلما وجد رقم بأسم فتاة إتصل عليه

نايف أمسك رأسه وعاد للجلوس بمقعده ...نواف سيجرهما علي الزنزانة ثم إلي المشنقة مباشرة وتحدث بتوتر وجزع : نواف بليزز واللي يعافيك ما ابغي منك شي غير انك تطلع من هـ العالم ..اخوي ترا انت ماتعرف المخابرات الأوروبية والله ليقطعونك أشلاء ....

قاطعه نواف وهو يسجل علي دفتر صغير أسم البنك : هذا البنك أخذنا منه الجزية خلنا نروح علي غيره

تنهد نايف وأستغفر بصوت ووقف منتصبا وبأمر : رقم حسابي البنكي انساه او ترا والله أغيره

ضحك نواف وألتفت إليه وقال مذكرا ساخرا : حبيبي نايف يالغبي تراني هاكرز لاتنسي أجيب رقم جدك الاول الله يرحمه

عاد نايف وأمسك برأسه من جديد وقال متنهدا : يالله يارب العالمين إيش سويت بحياتي حتي تبلني بهالبلوة

أجاب نواف ممازحا : هالبلوة بجيب لك فلوس دون تعب وإرهاق منك يالجاحد

رد نايف بتعب : وانا شكيت لك بيوم يأخوي خلني اشتغل وادخل مال حلال بعرق جبني أقطع مليون شجرة عملاقة ولا تحط بحسابي فرنك حرام مقرصن

قال نواف والوعيد والعزم بعيناه : هذا حقنا يالدلخ مب مال حرام ...مثل ماهم ينهبون ثرواتنا خلني استرجع ولو واحد بالمية منهم

نظر نايف بعيون نواف وقال بصوت هاديء حريص علي مستقبل صديقه : هالكلام كبير وانت منت بقده عندك الحلال الكثير عيش منه وخلي هالأشياء اللي بتدخلك لسجن وتجيب أخرتك بعيدة عنك وبعيد عنها

عاد نواف يكتب علي لوحة مفاتيح حاسوبه وأجاب بهدوء : هذا اللي قدرت انو اسويه ...وألحين تقدر تروح وانا رح اختار أسماء شباب عشوائيه وأضيف علي حسابتهم شوية عيدية

صمت نايف وأطال النظر في نواف الغاية التي يريدها مشروعة ولكن الوسيلة التي أختارها غير شرعية
سكت نواف بدوره وأختار دولة عربية ودخل حسابات بنكية لشبابها وبدأ يحول لهم من المال الذي سطى عليهx فهذا هو عمله وهذا هو طريقه فهو يؤمن بأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة فالمال مثل الحرية

قال نايف بعد صمت دام دقائق وتأكد للمرة المليون أن لاشيء يردع صاحبه : شف لي رقم بنت جديده هذيك الخوافة غيرت رقمها

إبتسم نواف ونظر نحوه ومد يده : عطني مال
ضرب نايف كف نواف وأمره : يله ويكون إسمها شموخ

رد نواف بمزاح وهو يسحب يده : إيش رايك لو تكون مذلة مب احلي هي مذلة وانت جبان يالجبان

نطق نايف بالشهادتين أما نواف فضحك وبدأ يبحث عن رقم لفتاة بهذا الأسم ...حتي يحدثها نايف ويقوم بتمثيل الإبتزاز ويخترع قصة كاذبة انه يعرفها ويملك صور وفديوهات لها وكل هذا بغرض "تغير جو " والضحك بهستريا علي سذاجة الفتيات ويبحث عن غيرها يوم تغير تلك الفتاة رقمها او تعطيه لأحدي الرجال بعائلتها ليأخذ بحقها

(( نواف ولد خليفة الزهران بـ عمر 24 أكمل دراسته الجامعية تخصص تكنولوجيا وإعلام آلي ...درس هذا التخصص لشغفه بعالم الأنترنت رغم إعتراض والده ...أصبح قرصان منذ حوالي أربع سنين يعرف خبايا الحواسيب والهواتف وكل الأجهزة المتصلة بالأنترنت يحب قرصنة البنوك قرصنة الشركات وقرصنة القنوات وأهم شيء قرصنة الأجهزة الأمنية الإستخبارية لدول موضوعة في القائمة السوداء عنده ، تعرف علي قراصنة عرب وشكلوا مجموعة لمهاجمة بعض الأجهزة الأمنية لدول مختارة من قِبلهم وذلك بغية التجسس لصالح أجهزة وجيوش عربية ولديهم يوم خاص في السنة تجتمع فيه كل قراصنة العرب ويحددون شركة معينة تابعة للكيان ويختلسون منها المال ويحولونه لشباب في الدول العربية ويكشفون أسرار جيش الكيان لجيوش وأجهزة أمنية عربية ...وكل هذا قصد مساندة القضية الفلسطينة والقضايا العربية العادلة ))

(( نايف بعمر 24 أيضا فتي ذكي لكنه جبان علي حد وصف نواف أكمل دراسته وأشتغل في شركة أبو نواف ...يحب نواف كأخ وهو يكون إبن خالته ، يخاف عليه وينصحه لترك هذا العالم المعقد المخيف لكن كلامه يغدو في كل مرة هباء منثورا
يحب المزاح الثقيل مع الفتيات ويمثل عليهن دور المُبتز ))

في نفس البيت وفي حديقته بالتحديد تجلس فتاة علي مرجوحة وتقرأ من كتاب علمي ...تحب العلوم وتعشق الطب ...طالبة طب في السنة الثانية أملها ان تصبح دكتورة تعالج كل فقير محتاج من شعبها
سمعت أمها تناديها وأستدارت نحوها
أم نواف بصوت عالي : مها يمه ترا ولد خالتك هنا بغرفة اخوك وين حجابك

وقفت بسرعة وهرولت نحو أمها تختبيء فهي لم تكن تعلم بوجود إبن خالتها وقالت وهي تلهث وتلتفت نحوها: وينه ؟

ضحكت أم نواف ووضعت حجابا علي شعر إبنتها : جوا بغرفة اخوك ...يله خلنا ندخل نساعد الخدامة تحط الغداء نتغدي مع بعض

عدلت مها حجابها وغطت كامل شعرها وقالت معتذرة : السموحة يمه بس انا مالي نفس اكلوا انتوا صحة وعافية

لم تشأ أن تضغط عليها وقالت متفهمة : زين يمه روحي لغرفتك تكملين دراسة وانا ساعة زمان أجيب لك الغداء

إبتسمت لها وقبلت رأسها وذهبت إلي غرفتها ، أم نواف همت بالذهاب لغرفة نواف تدعوه للغداء هو ونايف وسمعت صوت زوجها
إستدارت ورأت زوجها يمشي نحوها
إستغربت ومشت بإتجاهه : هلا حياك
أجابها يوم وصل عندها : الله يحيك ...الغداء جاهز ! تراني ميت جوع
أجابت : خسى الجوع يله دقايق ويكون بين إيدينك
إبتسم لها ومسح بكفه علي خدها الشمال : تسلمين يالغاليه
بادلته بالإبتسامة وتسآلت : وين السيارة ليش إجيت مشي
أجابها ممازحا : سمنت خلني أنقص شوي
ضحكت وإبتسم هو وسآلها بدوره : وين ولدك ولا عند الكمبيوتر مثل عادته
قالت بتردد ...أبو نواف يمقت حواسيب وغرفة وكل شيء يخص إبنه ويبعده عنهم : لا تراه مع نايف يسولفون

أجابها بثقة : إلا قولي يسون بلوة الله العالم وش هي ...اموت واعرف إيش يسوي طول الوقت وهو مقابل هالكمبيوترات ...مو يقوم يشتغل ويشوف حلاله وحلال عايلته افضل

قالت تهديء الوضع : ابو نواف خله علي راحته تراه ولدك الوحيد والعزيز علينا مصيره يمل ويجيك براسه ويقول لك يبه علمني شغلك

إبتسم بجانبية ومشي يدخل البيت وقال يبدد أحلامها الوهمية : خلك تحلمين يأم نواف ولدك خلاص طلع من تحت جناحنا وانا وانت مستحيل نقدر ألحين نقنعه يشتغل بشركاته ويمسك أمواله وأموال اخته ...حلمنا يكون الوريث من بعدنا بس حلمنا يبقي حلم ...انا عن نفسي غسلت إيديني منه أملي ضاع وتبخر بالهواء بكرة يوم اموت خله يأكل الانترنت والواي فايx

أحزنها كلام زوجها وقالت : بس يابو نواف قلت لك مليون مرة كلمه بالموضوع بس انت ترفض
إلتفت نحوها وتغيرت ملامحه للغضب وأجاب بحدة : ولدك مب كفوو شوفي ولد ابو رسلان ماشاء الله عليه ماسك كل الشغل عن ابوه وابوه من جامع لجامع يصلي صلاته ...ماهوب مثلي انا ولدي عايش مع الانترنت والكهرباء ولدك مب أهل للأمانة والثقة يأم نواف تذكري هالشي زين ...مارح اهدم اللي بنيته من سنوات علشان اقنع ولدك وأخليه يمسك عني هالشي مفهوم ومن ألحين اقول ياوليلك لو تقولين له امشي عند ابوك اشتغل عنه ترا ماينولك إلا الشر

وضعت يدها علي صدره ومسحت بلطف عليه تهديء براثين غضبه وقالت بود : خلاص لا تسوي سكر وضغط لنفسك ...ولدك مصيره يرجع تحت جناحك فلا تقلق ولا تعصب

تنهد وأكمل طريقه لداخل
تأففت داخلها وتبعته ...إلي متي وهذه حالتهم ...نواف يعيش في عالم خاص به ،مها غير أبهتٍ بإحد سوى كتبها وأبحاثها وهي لاتعلم ماذا تفعل وبأي صف تقف ...هل مع الزوج ام مع الولد ؟

(( أم نواف كوثر بعمر 47 إمراة ذكية فطنة متعلمة مثقفة تحاول أن تلم شمل أسرتها بعد أن فرقتها ضروريات الحياة ))

(( أبو نواف خليفة زهران رجل حازم صارم لايحب المزاح ويحب الشخص الجاد الواثق من نفسه ...يصل ليله بنهار ليوفر الحياة الكريمة لولديه مها ونواف ...يحب مها ويشجع فيها رغبتها النبيلة ويكره نواف ويذم فيه حياته المعتمة الغامضة ))

بوح مُنتهي
غدرتني
طعنتني
خذلتني
ذبحت روحي
كسرت قلبي
وسلبت مني
أغلي ما أملك
وماذا بعد !! تتركني ؟!
وعدتني وأخلفت
عاهدتني وغدرت
تركت يدي وأغرقتني
في بحر من الظلمات
لكن ماذا تعتقد ...
أنت إنتصرت !!!
ماذا تظن ....
أنا إنهزمت !!!
أعلم إذا حبيبي
أنك لم ولن تنتصر
فأنا صاحبة حق
وأنت ظالم خائن
أعدك أن الوجع الذي أذقتني أياه
ستعيشه
أعاهدك أن الألم الذي تجرعته بسبك
ستحياه
وأؤكد لك أن النار التي أحرقت قلبي بها
ستمسك جمرها بيدك
فأستعد يا فائز لأكبر هزائمك
فإذ كنت أنت فائز
فأنا المُنتهي ونهايتك علي يدي
ولنري عزيزي من منا سيفي بوعهوده للآخر


يُـــــتبع

أتمني أنها كانت بداية جيدة

*

نلتقي في الفصل القادم


احلام نجوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-01-23, 03:21 PM   #3

احلام نجوم
 
الصورة الرمزية احلام نجوم

? العضوٌ??? » 458572
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 557
?  مُ?إني » بين نجوم منتدي روايتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » احلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك NGA
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
⭐ سبحان الله وبحمده ⭐ ⭐سبحان الله العظيم ⭐
?? ??? ~
My Mms ~
Elk

الفــــــ الثاني ــــصــــل

#
شَـهـوة إنـتـقـامـ
#

يأتي السند من أولائك الذين خانتهم أيادي أحبابهم حين سقطوا
يأتي الجبر من القلوب التي إنكسرت ألف مرة ولملمت شتاتها وضمدت جراحها بنفسها
يأتي الحنان والإحتواء ممن كُتبت أقدارهم من دون أب وأم وممن ذاقوا لوعة اليتم
يأتي الدعم والتشجيع من الأشخاص الذين واجهوا أشد عواصف الحياة فرادي
تأتي الرأفة ممن أرهقتهم قسوة المقربين إليهم
يأتي الخير من الأرواح التي أهلكها الشر
وفاقد الشيء أكثر بذخا وكرما من مالكه

***

في شقة من غرفتين وصالة ومطبخ وحمام تقف فتاة عند فرن الطبخ منشغلة بإعداد الطعام لزوجها ، لتلتفت بإتجاه جوالها حين سمعت نغمة رنينه ...إبتسمت بحب وهي تعرف من النغمة المخصصة من المتصل بها

أجابت بلهفة يوم قرأت أسم " سعيد دنيتي " : هلا بزوجي حبيبي
رد عليها سعيد بنفس شوقها ولهفتها : هلا فيك غلاتي ..وشلونها شيماء دنيتي
ردت عليه بدلع تزيد من خلاله لهيب شوقه لها : مشتاقة لك ياقلب شيماء

لوي شفتيه بقهر وتمني لو يستطيع أن يعود لها : وأنا مشتاق لك ياقلب سعيد بس ..
بترت حديثه بحزن وتركت سكين كان بيدها : مارح تجي للغداء !

أجابها مطمئننا ومخففا جرعة خيبتها : أيه عندي شغل والمساء بإذن الله أرجع

زفرت الهواء بصوت وصمتت
أردف بعد صمتها وأراد أن يُراضيها : لاتزعلين ياقلبي ولاتكدرين خاطري وعد ياروح سعيد المساء الساعه ستة أرجع

أجابت بصوت هامس : أحتريك لا تتأخر

أراد أن يطيل حديثهما لكن عزام دخل عليه : زين لاتفكرين بشي ...وألحين اخلك تكملين شغلك عزام قليل الأدب دخل دون إذن
إبتسمت وقالت بتفهم : زين حبيبي الله يقويك فأمان الله
قال يعطي رسالة ثانية لعزام أنه غير مرحب به في الوقت الحالي : تصدقين ياروح سعيد فيه ناس غيرانه مني ...دامها عزابية تبغي تخرب وتنكد عليّ حياتي العسل

إعتدل عزام بجلسته واضعا قبعة عمله علي مكتب سعيد وقال بصوت رخيم : ريح بالك من شوي خطبت
ضحكت وقالت شيماء في ذات اللحظة : إستحي ياقليل الحياء

إنصدم سعيد وقال : إحلف بقوة
قطبت شيماء جبينها وقالت بتسؤال : بلاك ! من يحلف ؟

إبتسم عزام علي جنب وأخذ أوراق كان سعيد يقرأ منها : سكر الموبايل وقل أخر المستجدات معك

رد سعيد علي شيماء وعيناه تراقبان عزام بغضب : بعدين اكلمك اوكيه عزيزتي
أقفلت منه شيماء وواصلت تحضير طعامها بإبحباط ، أما سعيد فوقف وذهب يجلس بجانب عزام ووخزه بكتفه : تكذب !!

ضيق عزام عينيه وأزداد تركيزه بالأوراق : من متي وصلت هالحسابات
تنامي غضب سعيد فعزام غير مهتم له إطلاقا وضربه علي ظهره : ياهووو قاعد أكلمك أنا

إبتسم عزام إبتسامة نصر ورفع بصره بإتجاه سعيد وأماء برأسه وقال بصوت هاديء ممزوج بفرح غامر : إيوه ياسعيد ....خطبت وأظن البنت اللي خطبتها بتجيب لي الحظ الزين مثل مايقولون دام هذي بدايتها

إبتسم سعيد بنشوة وقال بسعادة : حبيت الحسابات
حرك رأسه صعود ونزولا ...لقد أمسك برأس الحربة وأجاب بنفس نبرته : مررة والزمن كفيل يخليك تشوف إيش بسوي بأبو عباس واللي معه

ربّت سعيد علي كتفه وقال بحفاوة : بالمبارك عليك منك المال ومنها العيال
ضحك عزام ونظر مجددا في الأوراق بين يديه : توافق بالأول ياسعيد ويومها بارك لي
قال سعيد بأمل وتساؤل : بإذن الله توافق وشوله تردك يالسبع ...بس ماقلت بنت من !!

أراد أن يطمئن عقله ويخبره أن كل شيء سيكون كما يريد وسيرتاح ذات يوم عن التفكير وسيكف عن المطالبة بالإنتقام فأستنشق أكبر قدر من الأكسجين عله يريح تلافيف عقله وأجاب سعيد وقلبه يملئه الحماس : بنت المقدم محسن النجمان
رفع سعيد حاجبه وقال برضي : بنت أجاويد أحسنت الإختيار بالمبارك عليك مرة ثانية

إلتفت له عزام وشعور غريب أجتاح قلبه وبغيرة مخفية : شعرفك فيها حتي تقول أحسنت الإختيار

ضحك سعيد وأخرج محفظته من جيبه الداخلي لسترة عمله وأشار عليها : فيها حبيبة القلب وهي تسوي بنت الرئيس وبنت السلطان وبعدين كلنا يعرف السيد محسن معقوله ماتكون بنته فيها شي من خصاله

تنهد عزام براحة وأخفض رأسه مجددا للأوراق وقال ممازحا وآمرا في الوقت عينه : خلك من حرمة المستقبل ألحين ...وبعدين حط في بالك أنو ممنوع تجيب سيرتها علي لسانك ثاني مرة وذلحين قل لي شقال لك صقر

أجابه سعيد وهو يقف ويعود إلي مكانه : يقول قدر يوصل لحسابات الشركه والنسخه بين إيدينك والليله بإذن الله يدخل لمكتب أبو **** ويحط الفراشة علشان التنصت

إرتاح عزام كثيرا لكلامه وقال بخبث : كلام زين يعني الليلة موعدنا بالشقة علشان نتنصت علي مكتب أبو ****

إلتفت له سعيد وإعصار قوي ضرب به وزمجر : عزام ترا والله مارح راقب وهذاني حلفت ومارح صوم ثلاث أيام حطها ببالك

ضحك عزام وتعالت ضحكاته ....لقد قال ذلك لإغاضته
جلس سعيد بكرسيه وقال واضعا النقاط علي الحروف من الآن : بالليل مارح أشتغل ومارح راقب عندي زوجتي وكافي أنو هي بروحها طول اليوم

سكت عزام عن الضحك وقال بتوضيح : سعيد ماعندي ثقة إلا فيك ياليت تفهم هالشي وبعدين قلت ليله انت وليله أناx
سعيد بغيض : شف جمال ...ترا هو لا ولد ولا زوجة

رمش عزام ووضع أصبعه السبابة علي شفتيه وسأل : جمال بوافق ؟
رد بسرعة وبأمل : وليش لأ
سكت عزام وفكر بإقتراح سعيد ...جمال أهل لثقة وسعيد يملك مسؤوليات أخري وقال بعد دقيقة تفكير : بشوف معه

فرح سعيد لجوابه وقال وفكرة سريعة خطرة بباله : إيش رايك نغير الشقة ونشوف وحدة بنفس العمارة اللي أسكن فيها علشان اكون قريب لمركز شغلنا ولبيتي وزوجتي

أعجبته فكرة سعيد وردّ عليه : خوش فكرة ...شف لنا وحدة للإيجار
سعيد : موجودة ومقابلة لشقتي مباشرة
أستبشر عزام خيرا وأخرج جواله وكتب رسالة قصيرة مشفرة لصقر ...لقد إتفقوا أن يحتاطوا وأن يحسبوا خطواتهم جيدا ففي الأخير هم يتعاملون مع جماعة تخطط لسيطرة علي البلد ومن المؤكد أن جواسيسها في كل مكان
_ نسر وصلتني الخمس دجاجات بارك الله فيك

وكتب رسالة أخرى لزميله جمال ...فـ هم أربع عناصر
عزام ،سعيد ، صقر ، جمال
_ جمال أنا بمكتب سعيد نحتريك

أغلق جواله ووضع قبعته علي رأسه وإلتفت لسعيد حين سأل : مارح نوقف أبو ***** المدعو أبو عباس عند حده أظن اللي مسكانه عنه يوصله لحبل المشنقه
أجابه عزام بهدوء رخيم : هو بيوصل لحبل المشنقه ونحن مارح نقدر نوصل لآل تشابو

قال سعيد بنبرة هادئة : عزام تحقيقنا معه بوصلنا لكثير أشياء ما اعتقد انه بينكر علاقته بآل تشابو بالعكس هو وقع ومارح يرضي إلا وهم معه

رفض عزام كلامه بحركة نافية من رأسه وقال بتوتر : مارح ألعب بالنار إيش يظمن أنه يعترف ويقول لنا عنهم
إبتسم سعيد وفكرة جديدة تلوح بالأفق : طيب صدقت هالمرة بس إيش رايك نوقعه بمشكلة صغيرة يحلها صقر ويرقيه بسبها ويخليه أهل لثقة

رفع عزام حاجبه اليمين وغمز بعينه الشمال : يعطيك العافية يالذيب دوم خلي عقلك شغال
ضحك سعيد وقال تفضل يوم سمع طرقا علي الباب

دخل جمال ذو الخامس والثلاثين خريفا وألقي تحية السلام وردها الإثنين ...تقدم نحوهما وأخبره عزام بالمطلوب وأجاب بالموافقة ودون إعتراض ...و وصلت رسالة لعزام وكان صاحبها صقر ردّ فيها ضاحكا وضحك عزام ومن معه علي خفة دمة صقر

أول شي هي لها ثمن ولاتفكر ببلاش وثاني شي سوى عشا واعزمني علي ثلاث دجاجات يالجاحد ويومها اقول لك وفيك بركة

توضيح : آل تشابو وضعوا لأنفسهم أسماء مستعارة مثل أبو عباس هو نفسه أبو ****
عزام ومن معه عرفوا هويته الحقيقية والباقي أنتم ههه

***

فتحت وصال الباب وقالت بعتاب : وينك يامُنتهي عجرت وتعبت بروحي مع الزبونات

كشفت مُنتهي عن وجهها وبانت حمرة عيناها وأنهار دموعها علي خدها
خافت وصال عليها ورفعت أناملها تسمح دموعها بتلقائية : بلاك ياقلبي !! شفيك عسي ماشر ؟؟ ليش تصحين !!
إرتمت مُنتهي في إحضان وصال وزاد نحيبها ماذا تفعل بنفسها ! هل تنتحر لترتاح من كل هذا الكابوس الذي لايبدو أنها ستستيقظ منه !

دخلت وصال متاهة لاتعلم أين هو مخرجها ...مالذي حل بـ مُنتهي حتي تبكي بـهذه الطريقة الموجعة ...وهمست بصوت غائب خائف ويديها تمسحان بلطف ورفق علي ظهره مُنتهي : مُـ ...مُنتهي شفيك ...شـ...شصاير لك قولي لي... طمنيني

تثاقلت الكلمات علي مُنتهي ولم تستطع تحريك لسانها إلا بإصوات آهات وغصات تجرح حنجرتها وتلدغ أذان وصال ...كان بكاءها مرير وحالها يرثي لها .

أغمضت وصال جفونها وأسدلت رموشها وأعطت إذنا لدموعها لـ تنساب بحرية علي خديّها ..لطالما أبكتها مُنتهي ولطالما إحتضنتها بقوة لـ صدرها لتخفف عليها أوجاعها ...تتذكر ذلك اليوم الذي صادف رحيل والد مُنتهي... كم بكت مُنتهي وكم تألمت هي لدموعها وكم آلماها كيانها لدموع وإنكسار مُنتهي بفراق سندها ورجلها المحب دائما وأبدا

تشعر أن الذي به مُنتهي الآن ليس بالأمر الهين فدموعها وشهقاتها المكبوتة ماهي إلا أوجاع لامست العظم قبل اللحم
وهمست مجددا وكحل عينيها يرافق دموعها في رحلتها لمفارقة مقلتيها : منتهي واللي يعافيك

نطقت مُنتهي بوجع لم تعرف له مثيل وبقرف لم تعشه قط : فـ ...فايز

فتحت عينيها علي إسم فايز وقالت دون إدراك : بلاه !

صرخت مُنتهي بصرخة قوية قطعت فيها أحبالها الصوتية وطعنت وصال بها : دمرني ...فايز دمرني

زلزال بقوة هائلة ضرب بـ أرض وصال وهزها من باطنها ...وجعل وصال تتحجر مثل تمثال منصدم

تتالت صرخات مُنتهي وتعالت شهقاتها وراحت تكرر كلماتها ولم تهتم بكل اللاتي من حولها من زبونات
ولماذا تهتم وهي فقدت شرفها وأغضبت ربها قبل كل شيء

لم يسعف الوقت وصال لتدرك مابها مُنتهي !! ...فالصدمات والكوراث دائما لاتمنحنا الوقت الكافي لنفهمها بل تجعلنا نفقد السيطرة علي أفعالنا وأحيانا كثيرة عقولنا

وصرخت بـ مُنتهي لتهديء من روعها ولتفهم ما بها : مُـــــنتهي ....وأبعدتها بوحشية عنها

هوت مُنتهي علي الارض وكأنما سقطت في جُبّ عميق دامس لم تكن تعلم أنه تحت قدميها وأنها وقفت عليه بالخطأ ....هل ثقتها بخطيبها وإبن عمها كانت في غير محلها !! سؤال تكرر للمرة المليون في رأسها

أما وصال فقد فقدت السيطرة حقا علي افعالها وألتفت لكل زبوناتها وهي تحاول أن تجد خانة مناسبة او تحليل ملائم لكلمة " دمرني فايز " ، هل تركها ! هل تخلي عنها ؟ هل فسخ خطبتهما ! أم هل ......! ألف سؤال طُرح ومليون إحتمال وُضع
وصال بأمر لكل من حولها وعقلها مشوش تماما :السموحة بس إطلعن بسكر المحل

كن حوالي خمس أو ست زبونات تركن كل مابيدهن وأمتثلن لـ كلام وصال وهممن بالخروج من المحل

مُنتهي كانت كمن قذف بها في الفضاء الخارجي ، لاسترة نجاة ولا قارورة أكسجين ، تخنتق مع كل لحظة تمر تختنق ...إين قادتها قدماها أين ! فأي أرض قاحلة أوصلتها ؟

أما وصال فتمثال متحجر لاحركة ولا كلمة ...وصلت لها إحدي السيدات ووضعت يدها علي كتف وصال وبتفهم لحالتها وحالة مُنتهي : معذورة أنت وخويتك وأن شاء الله يفرج رب العالمين كربتها وكربتك
عادت دموع وصال تنهمر بشدة علي خدها وقلبها قال دون وعي منها " أمين " ولسانها تحرك دون أمر من عقلها : يارب

غادرت الزبونات المحل وأقفلنه وراءهن أما وصال فألتفت ناحية مُنتهي ووجدتها تدمي العين دما ...إقتربت أكثر منها وجثت علي ركبّها ومدت يدها ترفع وجهها مُنتهي لتري في أي حال هي

مُنتهي كـ غيمة رمادية إصتدمت بهواء بارد تجلد بخرها وتحول لصقيع قارس ...دمعها لسعات برد تلدغ نعومة خديها بقسوة وتصنع فجوات لبراكين نشطة

نطقت وصال بصوت هاديء متسائل مالذي جعل نجلاء العين مُنتهي تصبح بركة دم فاقعة اللون : إيش يعني فايز دمرك إيش !! ...هو سوا لك شي مو زين ؟

غاصت مُنتهي في نحيبها وضاعت منها كلماتها ...مالذي تقوله لوصال مالذي تُصرح به لعهود بأي وجه تقابل أمها وأي طريق تسلكها ليرضي عليها خالقها

سالت دموع وصال ترافق نحيب مُنتهي وضغطت يديها بشدة علي خديّ مُنتهي وسألت مجددا بنفس صوتها الهاديء فكل قواها ضاعت بسب هول صدمتها من منظر منتهي ...لن ترتاح حتي تعلم ما بها مُنتهي : بليزز مُنتهي قولي إيش سوا لك ! ترا راسي قاعد يوديني ويجيبني ..بليزز إنطقي الله يخليك إنطقي

شعرت بخناجر تقطع أحبالها الصوتية وبسهام تخترق أوردة قلبها
ليت كلماتها حلم
ليت حروفها وهم
ليت فايز لم يكن بيوم

: فايز ياوصال ...ولد عمي ياوصال ...عزويتي وقبيلتي وسندي وكل هلي وناسي ...دمرني ...غدر فيني ...سلب مني شرف أبوي وكرامة أخوي ....( صرخت بأعلي صوتها تقفذ بكل أوجاعها وألامها خارج حدود مجرتها ) : أخذ مني شرفي ومرغ كرامتي بالوحل أنا والزانية واحد أنا والفاحشة واحد

صمت وصال أذانها بشدة وأغمضت عينيها بقسوة ...كم هي الحقيقة مرة وكم هي مُنتهي قاسية ...أن لم ترأف بحال نفسها فالترأف بها هي وبقلبها الضعيف الذي لايتحمل أن تخز شوكة ما مُنتهي او عهود فكيف بذئب بشري لايعرف لـ القرابة والرحمة مكان

راحت مُنتهي تبكي دون توقف وتنتحب دون كلل وملل ...آه لو كانت الدموع تعيد كل شيء إلي سباق عهده وآوانه لما توقف أحد عن ذرفها ..لو دموع تعيد والدها للحياة لأبكته بقية عمرها ...ولو الدموع تعيد كرامتها وشرفها لرثت نفسها أيامها المتبقية ...لكن لا شيء يعود لماضيه إنما يتقدم نحو مستقبل مجهول وحاضر محتوم

إنكسرت وصال وتلاشت في اللامكان بأي قلب تحتوي منتهي وبأي كلمات تخفف عليها حزنها
هل تعاتبها ..وماذا ينفع العتاب وقد سبق القلم الكتاب
هل تضربها ...وماذا ينفع الضرب وقد سبق العمل الحساب
هل تلومها ...وماذا ينفع اللوم وقد سبق الدمع الندم

جمعت بقايا قوتها ومدت يدها تضمها لصدرها لا حيلة للأنثي غير الدموع والحضن وهمست والدموع تتساقط جمرات علي الأرض : بس بكي بس اللي صار صار

أخفت رأسها بصدر وصال تهرب من واقعها وتمتص حنان يخفف عنها مُصابها

ضمت وصال رأس مُنتهي لصدرها وقالت بعتاب لم تستطع أن تكتمه قالت وكأنما تلوم نفسها هي اولا ....ليتها سجنت مُنتهي في زنزانة ولم تسمح لها بالخروج رفقة فايز : ليش يامنتهي ليش سمحتي له يقرب منك ليش لللللليش

ضغطت مُنتهي علي قبضة يدها وأمسكت طرف عبائة وصال تتعلق بها كـ من يتعلق بحبل نجاة ...تشعر بأن وصال ستكون البلسم لأوجاعها وربما الحل لـ مشاكلها ... وأقسمت برب تخجل أن تطلب منه الصفح والمغفرة ...أقسمت تبريء ذاتها وتبثت إدانة خطيبها الخائن الغادر : وقسم برب الكون ياوصال انه خانني قسم بالله أنه خدرني وأخذ اللي يبغاه مني دون إدراك مني

إتسعت عيناي وصال علي مصرعيهما وأبعدتها عنها والغضب والكره تنامي بقلبها لفايز ...طالما قالت لمنتهي أن لا ترافقه لمكان وأن لا تثق فيه أبدا ...طالما شمت فيه دماء مُستئذب خائن لا دماء إنسان مخلص

تكلمت منتهي وشريط ذكرياتها السيء المقرف يمر أمام عيّنيها ...كم تكره يوم أمس كم تكررررهُه

***

بعيدا في صحراء مقفرة تحت أشعة شمس ساطعة يستلقي شاب بعمر الرابع والعشرين علي ظهره ويضع كفيه أسفل رأسه ويراقب زرقة السماء الصافية ...كل من حوله نيام في خيمهم إلا هو لم يعر الشمس إهتمام ولم يعرف لنعاس مكان وهذه هي حال العشقان الولهان
إشتاق لصوتها وأشتاق لرؤيتها وأشتاق لسماع إسمها

سحقا طالما أعتقد ان الحب غرق بغرق سفينة تايتنك ها هو يلوح في الافق ويعيد قصة عنتر وأبنت عمه ...هل حكر علي العرب حُب بنات عمومتهم ..هل سيعيش عشق أمرؤ القيس وجنون قيس ...لكن لحظة كل هؤلاء كان حبهم متبادل إلا هو فـ حبه من طرف واحد ...إبنت عمه الحجرة العديمة الإحساس لا تهتم لذرة عشق يكنه لها ...لكن لا بأس ياروح فقلب زياد لايعشق إلا روح وعلي روح ان يكون قلبها مشغوفا بـ زياد ...لن يرضي إطلاقا أن يكون حبه من طرف واحد ...وإلا أغار علي قبيلة النجمان وأحرقها علي بكرة أبيها فـ إن لم يعيش قصة حب عنتر فـ عليه ان يعيش إحدي بطولاته

أخرج جواله من جيبه ونظر بشاشته وعبس بملامحه لا إشارة يعني لا رسالة وعبس أكثر يوم سمع إسمه من لسان قائده ...ووقف متئهبا مؤديا التحية العسكرية : سيدي

قائد الكتيبة بصوت حازم مهتم : بلاك نايم بالشمس يازياد ...كرهت من بياض بشرتك ولاشلون

أجاب زياد مبتسما فقائدهم أب قبل رئيس : سلامتك ... قاعد أتشمس بس

رد عليه بأمر صارم : إدخل خيمتك يله وبسك غشمرة ترا لو تجيك ضربة شمس انا ياللي يبتلش فيك

همس بينه وبين نفسه بشقاوة " إحلف بقوة واصدق ترا انا خايف تجيني ضربة مسدس يالمهتم " وخطي نحو خيمته يأخذ قيلولة ليعود لتدربات جديدة ..أراد ان يتحلق بالجيش ليدافع عن حما وطنه وليته لم يلتحق ، سنة كاملة وهو من تدريب لتدريب من صحراء لبحر ومن جو لبراري ...ولم يمل منهم قائدهم الشرير ولا يظن بأنه سيمل منهم

(( زياد مسفر النجمان بعمر الأربع وعشرين إلتحق بالجيش بعدما أكمل دراسته الجامعية فتي مشاكس مرح يحب المزاح ...أراد أن يكون فداء لوطنه ولم يعلم أنه سيكون سجينا لقائدهم لم يقابل أهله منذ شهور ولم يعيش حرا طليقا منذ إنضمامه لصفوف الجيش ...لكن من أراد أن يحمي حدود وطنه عليه أن يدفع أحبابه ثمنا لذلك ...فالوطن كل شيء والغالي والنفيس الثمن لكل شيء ))

(( نجلاء مسفر النجمان بعمر الثاني والعشرين تدرس بالجامعة رفقة إبنه عمها روح ...ذكية عاقلة وطموحة... حنونة محبة ومعطاءه ...كبيرة وصغيرة في الوقت عينه ...تسامر العجائز وتصاحب الشابات ))
(( مسفر النجمان أبو زياد أخو أبو عهود ...طيب حنون يمتلك محل لبيع المواد الغذائية ...أهل للإستشارة ...رجل حكيم يحب ولداه الإثنين وكذا عهود وروح ))

(( أم زياد كريمة بسن الثالث والأربعين ...سيدة طيبة متفهمة ناصحة ومعينه لكل من يحتاجها))

إبتسم قائده ونظر إلي الرمال اللامعة علي مدي بصره ونطق بنشوة فخر
روحي فداء رملك يالوطن

***

لوت شفتيها بضجر وجوالها لم يفارق يديها طيلة اليوم ...أين هو عنها ...لماذا لم يبعث لها بأي رسالة هل حدث معه مكروه ام هل كره ومل وتعب منها

أم عهود ( صفية بعمر 44 طيبة حنونة متفهمة لاتتدخل بشؤون أحد ولاتحب أن تفرض رأيها علي احد تُغلب مبدأ الحوار علي الصراخ )
نظرت لـ كلتا إبنتيها ووجدتهما لا يأكلان شيئا ، عهود شاردة في صحنها وروح تنظر بجوالها وقالت تنبههما : عهود روح الغدا برد ...إكلوا يله
وضعت روح جوالها علي جنب بعد ان أضناها الإنتظار وألتقطت ملعقتها وبدأت تأكل دون رغبة منها
نظرت أم عهود إلي إبنتها الكبيرة ووجدتها علي حالها لم تتكلم ولم تتحرك منذ أن جلسن لمائدة الطعام ...ونادتها : عهود يمه

نظرت لها عهود وقالت بشرود : هلا
إستغربت أم عهود حال ابنتها ...وقالت بحنان غامر : شفيك يمه سارحة ..ليكون مريضه وانا أمك

إبتسمت إبتسامة باهتة وقالت بهدوء : سلامتك يمه مافني إلا العافية
وضعت يدها بحنان علي يد عهود الممدودة علي طاولة الطعام ومسحت عليها بحنان وتسائلت بإهتمام : طيب ليش ما تكلين

هزت رأسها بحركة نافية ونظرت بصحنها وأردفت : مالي نفس

نظرت لها روح وقالت بضجر : إكلي وبس دلع
وقفت عهود وسحبت يدها من يد أمها وأعتذرت من والدتها : السموحة بس مالي نفس أكل

لم ترغب والدتها أن تضغط عليها بشيء وإبتسمت بود لها : طيب ياقلب أمك الأكل موجود ومتي ماتبين أكلي زين
أجابتها بإيجاب ونظرت بإتجاها شقيقتها وقالت بخبث مُبطن : كلمي نجلاء وتطمني عليهم وبلغي سلامنا لهم
أخرجت روح لسانها لعهود أما هي فضحكت بخفة وغادرت إلي غرفتها وهي تحاور ذاتها " أيعقل أن يكون كلام روح صحيح !! "

أم عهود : شفيهم بيت عمك ...شفيها نجلاء

همست روح بصوت غير مسموع : عهود الدوبة اوريها
وقالت تبعد شكوك والدتها : مافيهم إلا العافية إن شاء الله بس عهود تقول دقي شوفي حالهم وتطمني عليهم
أم عهود بحيرة : وليش ماتدق عهود
أجابت روح بسرعة : عارفتيها خملة ماتشتغل شي كل شي تسويه روح الشطورة
أم عهود : واضح الله يعمي العين
نظرت لها روح بتهديد أما هي فضحكت وأكملت غداءها

روح إلتفت إلي جوالها وحدثت نفسها بغضب " زياد أدعو الله أن يكون غيابك خير ...اليوم لم أقرأ رسالة منك وأشعر أن الأرض ضاقت علي " ...أكملت طعامها وقلبها يردد دعاء لأبن عم نساها اليوم ...أي علاقة حب تربطهما !!

(( عهود محسن النجمان بعمر الثالث والعشرين أنهت تحصيلها الجامعي منذ أسبوعين فقط هي ووصال ومنتهي
درست تسويق وأرادت أن تبحث عن عمل لكن والدها رفض وأرادت ان تعمل مع وصال لكنها قُبلت بالرفض أيضا
فتاة طيبة وناعمة لاتحب المشاكل وتسمع أكثر مما تتحدث ...تفكر بعقلها ولا تتبع قلبها
تحب عائلتها الصغيرة وصديقتها وصال ومُنتهي ))

(( روح محسن النجمان بعمر الواحد والعشرين تدرس بالجامعة تخصص لغات تريد ان تكون دكتورة محاضرة في الجامعة ذات يوم
تحب المزاح ولايُعرف صدقها من كذبها
أغلي ماتملك عائلتها وصديقتها فهدة أخت عزام ))

تربطها علاقة غريبة بإبن عمها ...
هو في كل صباح ومساء يبعث لها رسالة ليطمئن عنها ويعبر عن مشاعره لها

هي تقرأها بشغف عاشقة لكنها لا تجيب عنها ...إعتادت عادته واليوم الذي لايبعث لها تشعر أن الهواء إختفي من حولها
تحبه لكنها تنتظر منه أن يثبت حبه ...كما قالت لها عهود ذات يوم حينما أفصحت لها عن رسائله ومشاعرها

" يريدك يدل بابك بيتك "

***

المغرب بيت أبو عزام
ترجل من سيارته علي نغمة وصول رسالة لـ جواله ...أخرجه من جيبه وفتحها وهو شبه واثق من صاحبها

كل حب يزول ليس حب
وكل حب يتغير ليس حب
إنما الحب ما ثبت
وحبي لك ثابت
لن يزول ولن يتغير

إبتسم بسخرية علي نص الرسالة وفتح الباب ليدخل ...لكنه تراجع للخلف يوم رأي فتاة مُنتقبة تقف علي بعد خطوات عنه برفقة شقيقته فهدة
الفتاة بفرح ودون خجل : هلا عزام شحالك

إستدار لـ الجهة المغايرة ورد عليها برسمية : بخير
وضعت فهدة يدها علي فمها تمنع ضحكاتها

كتمت غيضها كيف له أن لا يسأل عن حالها !! ...وقالت بهدوء وصوت حزين : الحمد لله الله يقويك

لم يجبها بحرف يذكر ...أما هي فأخفضت رأسها وشعرت بإحباط شديد من تجاهله لها
حزنت فهدة علي حالها وقالت تنقذ الموقف : ريوف عزيزتي اتمني منك تعدين زيارتك مرة ثانية
إبتسمت بحزن تحت نقابها وأجابت بصوت غير واضح : أن شاء الله ...وغادرت دون قول كلمة ثانية
إستدار عزام جهة فهدة ...ووجدها مكتفةً يديها أمام صدرها
قال بلا مُبالاة : شفيك كأني ذابح لك أهلك ....وأكمل طريقه لـ داخل
أغلقت الباب ولحقت به وقالت بعتاب : حرام عليك البنت تحاتيك وأنت ماقلت لها ولو نص كلمة
أجابها ينهي النقاش قبل ان يبدأ : عافية الله يرحم والديك ترا مب ناقص وجع راس ....وبعدين وينها أمك

فهدة لم تبالي ...فهي الواثقة من مقولة عاش من عرف قدر نفسه فلو أن ريوف تجاهلت عزام لما كان قسي عليها بهذه الطريقة اللا مبالية : أمك بغرفتها عند الكمبيوتر تشوف المسلسل الجديد علي موقع المسلسلات العربية
ضحك عزام فـ أمهم عاشقة ومُشاهدة لكل المسلسلات الجديدة والحصرية علي كل المواقع الإلكترونيه : ماشاء الله ومنهو يسوي العشاء

قالت لتغيضه واضعةً يدها علي خصرها : والباقي من الغداء وين نوديه ...نرميه !
رد بصدمة : كذابة !
ضحكت بنصر وأردفت : إمشي إمشي غسل وصلي فرضك وتعال تأكل أكل الغداء ترا أمك المؤمنة التقية تقول ممنوع التبذير

قال بتعب : لا حول ولا قوة الا بالله ....عزاي انو متغدي برا ومارح أرجع أكل نفس الطباخ
فهدة بغيض : يعني انا الوحيدة اللي بأكل نفس الأكل
ضحك وقال يرد الصاع صاعين : هذي نعمة الله وبعدين حرام تبذير النعمة
ضربته علي كتفه : دب مالت عليك
ضحك ولف ذراعه علي رقبتها وضم رأسها إليه بحنان أخوي وقال بفرح رافقه طيلة اليوم : عندي خبر بكنوز الكون

تسائلت بسرعة وفضول : إيش هو !
قرص أنفها بأصابع يده الأخري وقال بصوت حنون : تراني ميت جوع ...سخني الأكل وقولي لأمي انو عزام يحتاجنا بسالفة مهمة

زاد فضولها وقالت بمرح : يموت الجوع ربع ساعة يجهز ...غسل وتعال
اجابها بود : يسلموووو

(( فهدة عبد الإله الزيدان بعمر الحادي والعشرين تدرس بالجامعة رفقة روح ابنت أبو عهود ، فتاة مرحة ذات جمال ناعم تحب أمها كثيرا واخوها الوحيد ، وتدفع حياتها ثمنا لأجلهما ))

***

نفس الوقت
صالة بيت أبو عهود
أم عهود بترقب ...وكانت تعلم من قبل أن زوجها سيخطب عزام لـ عهود : شقال لك !!
أبو عهود روي لها ما جري بينه وبين عزام وكله رضي وفرح

فرحت أم عهود وقالت بسعادة : الحمد لله ...وأنا قلت بنجبر الرجال وبنغصبه علي بنتنا ..بس طلع ولد أكارم
ابو عهود لايقل سعادة عنها : أيوه يابنت الناس عزام رجال وماعليه غبار ...وانا مارح اعطي عهود لـ غير عزام وان شاء الله توافق وتكون من نصيبه

أم عهود بسعادة : بإذن الله م أظن عهود بترفض عزام
قال بحرص شديد : ايوه قومي روحي لها إسأليها وخذي شورها لانو بكرة بيجون يخطبونها ويمكن تفكر خلال هالوقت
وقفت أم عهود والسعادة تغمرها ...عزام رجل بمعني الكلمة وسيحافظ علي أبنتهم وسيقدرها ويحترمها وهي لاتشك أبدا بهذا : إن شاء الله هذاني قمت....

قاطعها وأردف : ماتحتاجين توصية بس قولي انو ابوك يتمناك توافقين وأن عزام رجال م ينرد
أم عهود تطمئنه : تطمن اعرف وشلون اقول لها وأخليها توافق بإذن العلي القدير

غادرت لغرفة عهود وتركته يشاهد الأخبار المحلية وذهبت تدق الباب علي إبنتها

عهود كانت بشرفتها الصغيرة شاردة بأزهار حديقة بيتهم وتفكر بكلام قالته روح أمس
كلام لم يفارق مخيلتها طيلة اليوم وجلّ ليلة أمس وسؤال واحد يطرح بعقلها " هل يفعلها والدي ..!! "
كانت شبه غائبة عن العالم المحيط بها ولم تسمع دقات والدتها المستمرة

إستغربت أم عهود كون عهود لم تفتح الباب بعد ...هل هي في الحمام ! ، تعلم يقينا أنها في الداخل لأنها لم تغادر غرفتها طيلة الأمسية ...أين ذهبت !
دقت بقوة ونادت بصوت مرتفع علها تسمعها لو كانت في غرفة شقيقتها روح ! : عهود يمه

إنتفضت لـ الصوت وألتفت بتلقائية خلفها وإنتشلت من أفكارها ، رفعت صوتها برد فعل سريع وهي تقف : جايه يمه جايه
أسرعت تدخل غرفتها ومتجهة نحو بابها وفتحته وهي تلهث : سمي ياقلبي

أم عهود بخوف عليها : بسم الله شفيك ليش تلهثين .!!
إبتعدت تفسح لها المجال لدخول وقال بصوت لاهث : كنت بالبلكونة ..والسموحة منك ماسمعتك
إبتسمت ووضعت كفها علي خد إبنتها وبحنية آسرة : علامك يمة حابسة نفسك بالغرفة ليكون مريضة .! طمني قلبي عنك

توترت عهود وقالت تبرر : لا يا قلب عهود ... مافيه شي مهم ... قاعده وبس ..تفضلي
تقدمت نحو الكنبة وقالت بسؤال : وين روح !!
جلست بجانبها : من ساعة قالت بتحضر مسلسل

أم عهود بـ طيبة : وليش منتي معها تشوفين وتوسعين علي خاطرك بهالاجازة
إبتسمت بحب : مالي خلق يمه ..لو مليت رح احضر افلام وارفه عن نفسي لاتشيلين همي

أم عهود : براحتك ياقلبي ...كنت احتاجك ب سالفة
فجأة نبض قلبها بين جوانحها وبصوت متردد : لبيه يا شيخة

إستدرات بكامل جسدها وأمسكت يد عهود بين يديها وقالت بصوت هاديء ناعم : لبيتي ف مني ياقلبي ...الصراحة يا يمة فيه اللي خطبك من أبوك يالغالية

ما إن سمعت كلام والدتها أخفضت رأسها وأسدلت جفونها وشعرت بحزن داعب فؤادها

عكس أمها التي بدأت بالحديث والفرح يملئها ...وظنت أن الخجل لعب دوره مع إبنتها : عزام ولد عبد الإله أبو عزام خطبك اليوم من أبوكِ

أغمضت عيّناها وجاهدت لتسجن دموعها ...لا تريد أن تبكي الآن أمام أمها وكلام روح عاد ودق جرسه بتفكيرها " أبوي رح يقول لعزام يخطبك ...سمعته يقول هالشي لأمي "

تثاقلت أنفاسها وأحست أنها شيء غير مرغوب به الآن وسط عائلتها ...وكلام والدتها أثبت نظريتها
أم عهود إستغربت من هدوء إبنتها ... لم يصدر عنها أي رد فعل ...!!! : عهود يمة وينك فيه ...!

تُكابر مشاعر القهر داخلها وقالت تمنع لسعات الحزن : معك
ردت بحنان : زين يمه ....أقول عزام خطبك ...عرفيته منهو !!

إجتاحتها عاصفة للإحباط الشديد ...لماذا أقدم والدها علي مثل هذا الآمر !! مالذي رأه في عزام حتي يخطبه لها !! او بالأحري هل أصبحت زائدة ويجب التخلص منها ! ...كثير من الأسئلة تطرح بين خلايا عقلها ...وكثير من مشاعر الألم تعصف بذاتها ...كم تحب والدها وكم خذلها بفعلته هذه
لم تستطع ان تجيب والدتها وكل الذي قدرت عليه حركة إيجابية من رأسها ...تؤكد لأمها أنها تعرف عزام تعرفه جيداً

ضاعت أم عهود في سبب صمت إبنتها " لماذا لا تتحدث ...ألا تريد عزام " وقالت بتردد وخوف من رأي عهود : زين شقلتي ...؟!
أخذت نفس طويلا وسألت بصوت أرادت أن يحمل القوة للمواجهة والثقة لاتريد أن تستبق الأحداث وأن تحكم علي الموضوع وهي لم تعلم الحقيقة الكامنه ...ربما عزام هو حقا من خطبها من تلقائي نفسه : هو اللي يبيني أو أهله ...!

توترت أم عهود من سؤالها ...هل تقول لها أن والدك هو الذي أرادك ان تكوني له ..! بماذا تجيب صغيرتها
وقالت بعد تفكير سريع : هو اللي خطبك من أبوك يالغالية وأظن قال الحين لخالتك أم عزام وبكرة بيجون يخطبونك رسمي

إنصدمت من كلامها ...أيعقل أن تكون روح قد كذبت عليها !! ولماذا هذا التسرع ...رفعت رأسها ونظرت بعيون أمها تبحث عن الحقيقة عن الصدق : عـ..عزام ...ولا مرة ...حـ ...حسيته ...يفكر فيني
إبتسمت بأمل يوم رأت نظرات عهود المشتتة ووضعت كفها علي خدها
وقالت بحكمة أنثي عاشرت رجلا لعقدين من الزمن ...قالت بقلب أم تشعر بخلجات صدر صغيرتها : عهود يمه الرجال ماينعرف له ولقلبه ... وأهم شي يجمع البنت وزوجها هو الأحترام والمودة ...وإنت بـ إيدك تكسبين قلب زوجك

أخفضت رأسها مجددا وبانت حمرة خفيفة علي خديّها وأحست أنها بين ضفتي النهر ...كلام روح وأنها لن تكذب عليها دون سبب ودون مناسبة وكلام والدتها وأنها تستطيع بكيد أنثي ان تكسب قلب زوجها
هي تعرف عزام جيدا ومن سنين أيضا ...وقد جمعتهم الحياة مرات عدة وكانت كلها مواقف عادية لم تشعر خلالها ان عزام يكن لها مشاعر أو ينظر لها بنظرة خاصه
لماذا إذن بعد كل هذه الصدف والفرص والمواقف يخطبها دون غيرها
متأكدة هي لو أن والدها أقدم علي الذي قالته روح لن يرفض عزام أبدا
ليس حبا فيها بل إحتراما لأبيها

سكتت أمها تراقب تصرفاتها الغير معهودة بالنسبة لفتاة سمعت منذ لحظات ان أحدا تقدم لخطبتها
كان من المفروض ان تخجل أن تبتسم بحياء او ان تتصرف بطريقة توحي بأنها موافقة او رافضة ...لكن عهود قلبت حساباتها ...الشيء الوحيد الذي علمته ان عهود شاردة ...شاردة بشيء ما ...!!

وقالت عساها تعلم مابها حبيبة قلبها : بنتي عهود مو لازم يكون الرجال يحبك علشان يخطبك ...الحب يجي بعد العشرة والزواج ....
قاطعتها عهود بصوت هامس : السالفة مب ذي
ضيقت أم عهود عينيها وقالت متلهفة : طيب إيش هي !!

لم تعلم ماذا تقول لها ...أتسأل عن والدها الذي عرضها لزواج برجل ربما كان لايفكر قط بها ...أم تسأل لماذا خطبها عزام الآن وليس أمس بما أنه يعرفها منذ صغرها ...
ضاعت هي بين أسئلتها وأفكارها وتاهت والدتها بين صمتها وعدم إبداء رفضها او قبولها
وكل الذي يجول في خاطرها ويدمي قلبها لماذا عرضها لزواج هل تعب منها هل كره منها !
لا تنكر بأن عزام رجل ذو أخلاق وصفات ترغب به أي أنثي
لاتنكر بأنه يستحق أن تتمناه أي إمرأة ...فهي لو أنه من طلبها لما أعترضت او رفضت
لكن أن تُعرض عليه وتشعر أنها مغصوبة عليه فهذا أمر أرهق كاهلها

عهود وكل الذي تريده أن تصل لـ نقطة واحدة ...لماذا والدها فعل هذا بها ...!! لماذا ؟؟ : عزام يشوفني مثل إخته وانا واثقة من هـ الشي ليش فجأة كده يخطبني

أم عهود إبتسمت بود : عهود ياقلبي ...عزام ماهوب أخوك ومثل ماقلت لك الرجال ماينعرف له ...هم يراقبون من بعيد ويختارون البنت المناسبة لهم ...وعزام شافك مناسبة له ..مو مهم يكون بقلبه مشاعر اتجاهك والمهم إنت وشلون تخلين قلبه ينبض لك

تلون خداها باللون الزهري بسب أخر كلمات أمها ، وتخليت لـ وهلة أن عزام يعترف بحبه لها
هزت رأسها بحركة نافية تنفض أحلام يقظتها المستحيلة وأستجمعت قواها لتخبر والدتها عن كلام إختها لكنها جبُّنت او لنقل خافت ان يكون كلام روح صحيح وتتعقد الأمور أكثر
أمها فتحت باب الأمل ...باب الوصول لقلب عزام ..فهل ستغلقه دون أن تري ما وراءه !!

إنتظرتها لتقول شيئا لكن يوم أيقنت أن صمتها مستمر وموقفها غير واضح المعالم قالت بحب أم : عهود ياقلب أمك ...أبوك حب عزام وتعرفين غلاه بقلب أبوك ...وعزام رجال بظهر رجال وم ينرد ...لكن إنت فكري وإستخري والقرار يرجع لك ولو رفضتيه مارح نزعل منك أبدن
نظرت عهود ولأول مرة مباشرة لعيون أمها ...هل من الممكن ان ترفضه وهي التي عُرِضت عليه ...!! أيعقل أن تقول لا ولن يطالها غضب والدها وقالت بصوت مرتجف متقطع : وأنا أقدر أرفض ...؟

أم عهود نبض قلبها وأحست أن إبنتها لا تريده وغير مرتاحه له
وأجابت بطيبة : عهود هذي حياة وهذا زواج وهذي مسؤولية وعيال ...وإنت فكري زين وخذي كل وقتك بالتفكير ولو كان قرارك رفض أنا معك وبفّهم أبوك ...رغم أنو اتمناك لعزام... دوووم احسه ولدي وبزواجك منه ارتاح عنك وعن إختك بعد حياة عيني أنا وأبوك

وقفت عهود مباشرة وقبلت قمة جبينها وأدركت المغزي من فعلت أباها ...كان يريد أن يكون له سند وعون بعد مماته ...رجل يحمي نساءه بعد موته : الحياة الطويلة يالغالية لك ولأبوي ...وأنا بإذن الله رح فكر بـ السالفة

أم عهود فرحت لـ قرارها وقالت بحكمة : صلي إستخارة ياقلب أمك وفكري زين ، وخذي وقتك باخذ قرارك ، وإنت ماشاء الله عليك بنت واعية ورزينه وتعرفين شلون تكسبين زوجك وأهل زوجك

أماءت وأيقنت أن الموافقة طريقها الوحيد ...أمها أباها لهما وجهة نظر مشتركه وعليها أن تتبع وتحقق رغبتها ...عزام رجل لايحبها ولا يحب غيرها ، فهدة أخته لم تقل يوما أنه يهتم بجنس النساء ...إذن أمامها قلب رجل يُعتبر زوجها من الآن وصاعدا وعليها أن تسكنه وحدها ...قصرها الذي لن ترضي أن يشاركها فيه أحد غيرها : إن شاء الله يمه

قبلت خدها بنعومة وقالت بتوصية : عزام رجال طيب ب شهادة أبوك ...ولاتقولين رجال أمن ماعنده قلب ومايحس بالبشر ،شوفي ابوك أحن من قلبه مافيه

تعلم هذا جيدا ...دائما تسمعه من لسان فهدة أنه حنون طيب متفهم : ايوه يمة فهدة تقوله
أم عهود قامت وقالت بفرح ...لقد حققت تقدما ملموس : زين ياقلبي فكري وإستخيري ويوم تقررين قولي لي ولو رافضه انا رح اتفهمك المهم لاتجبرين نفسك علي شي ماتبغينه
عهود أخفظت رأسها وحركته موافقة
أم عهود : زين اروح اشوف العشاء عن الخدامة

قالت بصوت هاديء وعقلها مشغول بشيء ما : زين يمة
خرجت أمها من غرفتها ، هي ألقت بـ نفسها علي السرير وبصرها شاخص بسقف غرفتها
عزام زوجي .. !!
كده فجأة دون مقدمات
معقولة روح تكذب مثل عادتها
بس ليش تكذب شاللي بتستفاده
وأمي ....جد أقدر أخلي عزام يحبني
عزام رجال صارم ..وشلون أقدر أتحاور معه ...هذا لو ماعايرني بسوات أبوي
الله يسامحك يبه ....أف رجعت لكلام روح... أحسن شي أستشير وصال ومنتهي

قامت تبحث عن جوالها وما إن وجدته حتي إتصلت بمن قد يساعدها أو يفهمها ويفهم مالذي يحز بخاطرها

***

شاردة هي منذ الصباح ..مذ علمت بما حصل لصديقتها فقدت رغبتها بالحياة ...أي خنجر إخترق قلب صاحبتها ...لماذا فعل هذا بها لماذا !!

رن هاتفها بجوارها إلتفت إليه ورأت إسم سامي يضيء شاشته ..هل تجيب ! أم هل تقطع كل علاقتها به !! ...هل يمتلك نفس خبيثة مثل فايز ...أم يحبها بصدق كما يدعي ..." يدعي " كلمة لم تزر قاموسها يوما هاهي تتربع علي عرش كلماتها ...أيعني أنها بدأت تشك به

الحلال يجمعهما لكن هل تفرقهما عدم الثقة وكثرة الظنون والشكوك
تشبعت عينيها بالدموع المسجونة بين رموشها ...وصوت خافت بعيد يطلب منها ألا تجيب ...الرجال سواسية ...كلهم خلقوا من طينة واحدة
سكت جوالها عن الرنين ...وصرخ قلبها بالحنين ...سامي مختلف ..كل شيء فيه مختلف
زوجته من سنة ولم يطلب منها يوما شيئا غير لائق ...لم يحدثها يوما بكلمات لا أخلاقيه
يتصل يسأل يروي عطشه وشوقه لها ..ويقفل الخط
وضعت شروطها وقبِّل بها ...أرادت ان تكمل دراستها فوافق ...رغبت أن تعمل وتعيل والدها فقبل ...بل هو الذي بحث لها عن محل للإيجار ...هو الذي يتعامل مع أصحاب السلع بالجملة ..هي فقط تتعامل مع الزبونات ...لكن تعود لـ النقطة ذاتها
فايز إبن عم وخطيب مُنتهي لكنه غدر بها ...فهل يفعلها سامي ...هل يذيقها سم الغدر مثلما فعل فايز بأعز صديقاتها

عاد جوالها يهتز ويرن من جديد بجوارها وعادت دموعها تفارق مقلتيها من جديد ..كم بكت اليوم علي علاقة ظنت أنها ستدوم لوقت طويل ...وكم إتسعت فجوة الشك بسامي
شك لم يخالج كيانها يوما هاهو يغزو فؤادها دون مقاومة منها
تناولته بعد صراع مع قلبها وعقلها ...القلب يقول أنه مخلص ..والعقل يقول أنه من طينة فايز
أجابت يوم أغمضت عيّنيها وأنسابت دمعة حارة علي خديّها وقالت بصوت حزين بعيد : هلا

رد بخوف تلقائي : بلاك !
إبتسمت بوجع ...عرف علي الفور أنها ليست علي مايرام ..هل هذا تمثيل منه أم تصرف صادر من قلب مخلص صادق
وقالت بصوت حاولت أن يكون طبيعيا : ولا شي ليش !!

أجابها بصدق شعرت به : مادري بس كأنك مب علي بعضك وكأني مب زين بسب شي صاير معك ...وصال ياقلب سامي إنت زينه

تربعت بسريرها وأخذت نفسا طويلا تستعيد فيه نغمة صوتها الطبيعي ...أبعدت كل الشكوك وذركّت نفسها أن بعض الشك إثم وأن هناك صالح وهنالك طالح

خيانة فايز لاتعني غدر سامي

وصال تمسح دموعها : زينة ياقلب وصال ومن سمعت صوتك صرت بألف خير تطمن وريح بالك

أوقف سيارته علي جانب الطريق وأطفيء محركها وصمت
سكتت بدورها تسمع صوت أنفاسه ...هو غير مرتاح لحالها ...هي لا تملك القدرة علي الكذب عليه ولا تستطيع أن تخبره بالذي حدث معها

تحدث بعد دقيقة صمت بينهما والحزن رافق كلماته : وصال سكوتك يقول صاير شي معك وعدم كلامك يقول أنو ماعندك ثقة فيني تشاركني همومك

شعرت بوخز إبر متتالية لقد وضع الملح علي الجرح ...سنة كاملة جمعتهما ومن المؤكد أنها أصبحت صفحة بيضاء أمامه
وقالت بصرامه تنهي النقاش الذي فُتح دون مقدمات : قلت لك مافني إلا العافية فسكر السالفه وقل شلونك اليوم

أجابها بعتاب ، هي تتهرب وهو يعلم ذلك : كنت زين بس من كلمتك إنقلب مودي

ردت برجاء : سامي الله يرحم والديك قلت لك انا بخير لا تجنني
أطلق تنهيدة طويلة وقال بحب مخفيا كل مشاعر القلق عليها : خلاص يادنية سامي لا تصارخين ولا تهاوشين ...إنت زينة وهذا اللي يبغاه قلبي ويرتاح له ..طالب السموحة منك

إبتسمت بلا وعي منها وقالت بليونة : معذور يابعد قلبي وبعدين لاتشغل بالك انا معك وجنبك طيبة وزينه ...ريح وطمن بالك

قال ضاحكا يُبدد التوتر بينهما : أشوفك متلهفة حتي تكونين جنبي معي
صرخت بخجل : سااامي
ضحك مقهقها أما هي فـ زاد خجلها وقالت بأمر : قسم بالله تسكت او سكر الخط
قال بسرعة ومزاح : سكتت سكتت ...وسكرت فمي كمان ...ووضع يده علي ثغره
ضحكت وقالت بإهتمام : ماقلت وشلونك اليوم
سامي : مثل كل يوم شغل في شغل
وصال بدعاء : الله يقويك ...شنسوي هذا قدرنا بخيره وشره

نظر بالفراغ حوله ورد بهمس : إيه
وصال تحاول أن تتجاوز خيانة فايز لـ مُنتهي ...بحديثها مع سامي : إنت بالبيت
شرد بالفراغ وأجاب بتلقائيه : لا بالسيارة

تسائلت بإهتمام : ليش لسه عندك شغل
هز رأسه بحركات متتالية كمن يبعد أفكاره وهواجسه وأنتبه مع وصال : لا كملت شغلي وتو راجع للبيت وقلت اتصل اتطمن عليك

إبتسمت بنعومة ووقفت : أنا زينة ...ودامك لسه برا أرجع للبيت أكيد خالتي قلقانه عليك صلي فرضك وكل طعامك وبعدين نسولف

زفر الهواء من حوله وفتح نافذة سيارته يستنشق هواءا عليل وأغمض عينيه

إستغربت صمته وهمست تناديه : سامي
رد علي الفور : معك حبيبي
قالت بخوف مفاجيء : شفيك ساكت !!

فتح عيونه ولوي شفتيه وقال بهدوء مهيب : ولا شي ياقلبي

أرادت أن تستفسر منه سبب حالته الغريبة لكن إهتز جوالها بيدها أبعدته ووجدت عهود تتصل بها وقالت : سامي بعدين اكلمك اوكيه ...عهود تتصل علي
سامي لم يعترض : زين ساعة زمان ارجع أتصل
قالت بعفوية : بعد صلاة العشاء افضل ..اكلم عهود وأقعد شوي مع أبوي وأمي

أدار المفتاح وقال بتفهم : طيب علي راحتك ...برضو انا اسولف شوي مع الوالدة ...سلام

أغلق منها وتحرك بسيارته وعيناه تراقبان الطريق ولسانه يسأل ساخرا : أي صلاة …! وأي فرض …! وأي قدر …!
يوم نتزوج ويومها نتكلمx

وصال تجيب عهود : هلا

عهود بعتاب : وينك ساعة اتصل
وصال : بس كذب تو دقتي وبعدين قفلت من سامي علشانك ...قولي جزاك الله خير

عهود تجاهلتها : شخبارك شخبار مُنتهي اليوم
حزنت وصال مباشرة وقالت تغير مجري الحديث ...عهود لم تعلم الذي حدث وكل الحق يعود لمُنتهي في إخبارها : تمام طيبين شعندك متصلة يأم المصلحة
إبتسمت عهود وقالت بمزاح : دقيت أسأل عن سامي ترا مشتاقة له حيل

إبتسمت وصال وقالت بتهديد : وخري وخري لأذبح كل قبيلة النجمان
ضحكت عهود وقالت بخبث : مالت عليه عندي سيده وسيد سيده

قطبت وصال جبينها وتسآلت بسخرية ممزوجة بفضول : هه هه هه فطست لو فيه منهو يسوي ضفر سامي حبيبي ينقلب الشرق غرب ...
وبعدين من ذا اللي تسولفين عنه !

لم تبالي عهود لسخريتها وأجابت بصوت هاديء : انا انخطبت اليوم يا وصال

وصال بفرح : جد ...من خطبك !!!

ردت عهود بحسرة : لا اقصد خطبوه لي وعرضوني عليه وقالوا له تعال تزوج بنتنا

تاهت وصال في حديث عهود وسألت مستغربة : شقصدك مافهمت !!

*
*

القـــلوب أوطــان
فأختاروا
وطن
صادق

*
*

يُتبــــــع


احلام نجوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-01-23, 01:55 AM   #4

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي




اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


حجم الغلاف رجاءً يكون بمقاس 610 × 790




نرجو الالتزام بحجم الفصل المطلوب ضمن القوانين

15صفحة ورد بحجم خط 18



نرجو منك تنزيل الفصل الأول خلال يومين


واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 08-01-23, 01:27 PM   #5

احلام نجوم
 
الصورة الرمزية احلام نجوم

? العضوٌ??? » 458572
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 557
?  مُ?إني » بين نجوم منتدي روايتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » احلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك NGA
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
⭐ سبحان الله وبحمده ⭐ ⭐سبحان الله العظيم ⭐
?? ??? ~
My Mms ~
20

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصص من وحي الاعضاء مشاهدة المشاركة



اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


حجم الغلاف رجاءً يكون بمقاس 610 × 790




نرجو الالتزام بحجم الفصل المطلوب ضمن القوانين

15صفحة ورد بحجم خط 18



نرجو منك تنزيل الفصل الأول خلال يومين


واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء


وعليكم السلام ورحمة الله
شكرا على الترحيب
أن شاء الله


احلام نجوم غير متواجد حالياً  
التوقيع


ولي في النجوم أحلام ⭐ كتبت فيها بعض الألام
ورسمت فيها بعض الأمال ⭐ وعدت للوطن أكتب عنه الأشجان

رد مع اقتباس
قديم 08-01-23, 10:26 PM   #6

احلام نجوم
 
الصورة الرمزية احلام نجوم

? العضوٌ??? » 458572
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 557
?  مُ?إني » بين نجوم منتدي روايتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » احلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك NGA
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
⭐ سبحان الله وبحمده ⭐ ⭐سبحان الله العظيم ⭐
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مرحبا لكل المتابعين
غدا بإذن الله سيكون فصل جديد من الرواية
وسأتحمس اكثر لتنزيل لو رأيت لو رد واحد
أراكم غدا إن شاء الله
{موعد تنزيل الفصول كل إثنين من كل أسبوع }
بإذن الله


احلام نجوم غير متواجد حالياً  
التوقيع


ولي في النجوم أحلام ⭐ كتبت فيها بعض الألام
ورسمت فيها بعض الأمال ⭐ وعدت للوطن أكتب عنه الأشجان

رد مع اقتباس
قديم 09-01-23, 12:34 PM   #7

احلام نجوم
 
الصورة الرمزية احلام نجوم

? العضوٌ??? » 458572
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 557
?  مُ?إني » بين نجوم منتدي روايتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » احلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك NGA
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
⭐ سبحان الله وبحمده ⭐ ⭐سبحان الله العظيم ⭐
?? ??? ~
My Mms ~
Mh04

الفــــ الثالث ــــصــــل

#
دمـوع _ خـذلـان
#

قد لا تكون للمرايا أي ذاكرة لكن وجوهنا تحمل آلاف الذكريات التي لم يمحوها غدر الزمن

نلمحها كلما نظرنا إليها ففي المرايا زوايا ساكنة لاتموت بها بقايا صور

تحمل في خباياها أزمنة العمر
وبقايا من حكايا
تخطف منا ذاكرة الدهر
ومازالت المرايا تحتفظ بأرشيف الصور ونحن على ضفاف مرآته

ننظر لتلك الشضايا
نلمس هامش الصور

***

x بعد يوم طويل من السياقة والدوران في شوارع المدينه عاد أخيرا للمنزل وأتجه لغرفته وهو منهك تماما
تقدم نحو مرآة غرفته ووقف ينظر فيها
صورة من سيري !!

انها منتهى مجددا ، منتهى التي لم تفارقه طيلة النهار
أنها دموع مقلتيها ...خيبة أملها ...إنكسارها ...وخذلانها

كل الذي يريده منها قد أخذه فلماذا لاتفارق تفكيره !!

غدرها عن رغبة ..خذلها عن تخطيط .. أراد شرفها عن نزوة … فلماذا ماتزال هنا واقفة داخل ذاكرته ومرآته !!
أغمض عينيه بقسوة ومد يده يلتقط كرة فولاذية موضوعة لزينه أمام مرآته

سيحطم مُنتهى وسيحطم مرآته

طلما أعتقد أن المرآة هي أرشيف ذاكرته
وطلما غير مرأته كلما أراد تغير حياته وأستبدال فرائسه

منتهى محطة ولن يقف عندها مطولا
كانت رغبة جسد وأشبع رغباته ولن يسمح لها أن تسكن غرفته وإنعكاس مرآته
بل ربما تتجاوز كل هذا وتسكن أحلامه وكيانه وكل مراياه

إبتعد خطوتين للوارء وقذف بالكرة صوب مرآته ، ومالبث أن سمع صوت تحطمها و رؤية تناثر شضاياها

حطم المرآة ...فهل تحطمت منتهى …!
أخفض بصره ونظر لـ الشضايا ورآى إنعكاس عيّنيه

عيون مِلؤُها الحيرة
هل إنتهى من منتهى ؟!
هل نُظِفت حياته من منتهى مثلما ستُنَظف غرفته من شضايا مرآته

لم يعطي مجالا لعقله أن يجيب عن السؤال خوفا من الجواب وضغط على قبضته وهمس بإصرار

إنتهينا منتهى
فقد تحطمت من كانت
تخبأك داخل ذاكرتها
تحطمت المرآة
وتحطمتِ معها

***

فهدة من إن سمعت بالخبر حتي ركضت تتصل بـ روح ، يجب عليها أن تظمن موافقة عهود فهي لم تصدق أن عزام قرر أخيرا الزواج ومن عهود بالتحديد
طالما أحبت عهود … ورأت فيها الأخت والصديقة ...ولما لا الزوجة الصالحة لإخيها … واثقة تماما أن عهود أكثر إنسانة تناسب عزام … وكلها ثقة أن كلاهما سيعشان بسعادة مع بعض


إتصلت بـ روح وطلبت منها أن تقنع عهود بالموافقة … ولن تقبل بجواب آخر غير كلمة موافقة

أم عزام هي أيضا سُعدت بقرار عزام وفرحت كثيرا ومن إن غادر عزام حتي أخذت هاتفها المحمول وأتصلت بـ أختها الوحيدة ...أم جاسر وطلبت منها أن ترافقها غدا مساءا لخطبة عهود

***

أم جاسر باركت لأم عزام ووافقت على الذهاب معها لبيت أبو عهود

نورة كانت جالسة بالصالة مع والدتها وسمعت كل الحديث الذي دار بينهما …! إنصدمت وحزن قلبها على اختها الوحيدة ريما

ماذنب ريما …؟ سوى أنها أحبت بصدق ووهبت قلبها بشغف ...!
ماذنبها حتي تقابل بالرفض من الشخص الذي طالما رأت فيه الرجل الوحيد بالكون وانعدام جنس الذكور في نظرها

إزدرءت لعابها ووقفت تأخذ نفسا طويلا ...عليها أن تكون قوية لتقوى أختها ...وتساعدها على تجاوز عزام وحب عزام مثلما تجاوزت هي معظم الصدمات والنكبات بحياتها

ريما طيبة وخلوقة وحنونة ...وتستحق رجلا يحبها وحدها ولا يرى أنثى اخرى غيرها

نظرت لسلالم ومشت بخطوات ثقيلة تستجمع شتات كلماتها

بـ أي كلمات ستقنعها …!
سحقا لمن أحب بصدق
سحقا

***

فتحت باب غرفة ابنتها وأطلت برأسها وبصوت خافت : منتهى يمه نايمه …!

منتهى كانت مستلقية على السرير وتبكي بصمت ماذا فعلت بنفسها ...ماذا !!

الويل لها أغضبت ربها وخانت ثقة أمها ولطخت سمعة أباها ومرغت كرامتها الوحل وكل هذا بسب فايز ...!

فايز الذي كانت تظن انه الأب العم الخال الأخ الحبيب الزوج والصديق
ذبحها من الوريد إلى الوريد
غدر بها بكل معنى الكلمة
كم تكرهه الآن كم
ليتها تقتله وترتاح من فعلته ..!

سمعت صوت الباب يُفتح وبسرعه تظاهرت بالنوم ، لاتريد أن تنظر في عيّني والدتها
بـ أي عيون ستقابلها
عيون الخيانةx …!
أو
عيون الغدر …!

تنهدت والدتها يوم ظنت أنها نائمة ومشت لها تغطيها جيدا وتطفيء النور

قبلت رأسها وقالت بحزن : الله يقويك يمه ...بنات مثلك مستانسات بحياتهن وانت تشتغلين وتكدين عشان توفرين لنا لقمة العيش
جزاكx الله كل خير يمه ...وبعد عنك عيال الحرام

دمعت عينا منتهى وكتمت شهقاتها وشعرت بالخجل من دعاء وثقة والدتها
أم والدتها فأستدارت مغادرة الغرفة مُقفلة الباب وارءها ....تعتقد أن منتهي منهكة من العمل ونامت دون عشاء
فماذا لو عرفت الحقيقة وأن منتهى متعبة من كل شيء حولها ...ومن روحها النادمة قبل كل شيء

منتهي ببكاء مرير وقلب مشتعل من الغيض والكرهx : الله ياخذك يافايز الله ياخذك
بس هيِّن
حقي أخذه بالقوة او باللين ...وين بتروح مني يالنذل

***

ريما بصدمة : وشلون …!
نورة بألم : اقول عزام خطب عهودx..توو دقت خالتي تعزم امي تروح بكرة.... معها

ريما بصراخ وتصم أذانها : بــس بــــس .
لمعت عيون نورة دمعا واقتربت من اختها تحتويها وتضمها لصدرها عساها تهدأ من روعها

ريما تبكي ولازلت مصدومة من كلام نورة : وشلون يخطب وشلون ...وهو عارف انو انا احبه ...ليش يخوني ليـــش …!!!

نورة ضمت رأس ريما لصدرها وتمسح عليه بحنان غامر ...وتحدثت بلوعة قلب : ريما ياقلبي شليه من قلبك شليه ...هو مايستحق اللي قاعده تسوينه بعمرك

ريما تحاول تصديق نورة ودفعتها بقسوة وزمجرت بغيض : كذابة انت كذابة ...عزام ماخطب ...انت تقولين هالشي علشان تقهرني علشاان تذلني

بكت نورة وتساقطت دموعها علي وجنتيها الناعمتين وقالت بتمني : ليته ...ليته اكذب ياريما ...ليته يكون كل هالكلام نذالة مني ويكون عزام مايحب ومايبي غيرك ليته ياريما ليته

تهاوت على الارض من كلام نورة ....وأرجعت شعرها للوراء وهي تنظر في الفراغ ...وبصوت هاديء متعب : نورة بليزز ..بليزز قولي انه كذب الله يخليك لا تحرقين قلبي ...ترا انت ماتعرفين شكثر اعز واغل عزام ...الله يخليك نورة الله يخليك

وضعت يدها علي فمها تكتم دموعها وآهاتها وأغمضت عينيها تُمنِ عمرها أن هذا كابوس وما إن تفتح عيونها حتي ترى السعادة على محيا ريما
لكن بكاء ريما وترجيها جعلها تتيقن أن الدنيا كوابيس ...أحلام مزعجة نصتدم بها بعد أمال وأحلام سعيدة

إنها البدايات كلها جميلة
وهي النهايات دائما بشعة

ريما الأرض ضاقت بها بما رحبت... ! هل فعلها عزام ...هل طلب غيرها …!
عقلها لايصدق
كيف يصدق وهو بنا جميع أحلامه مع عزام …!
وقلبها أيضا لا يصدق
ومن أين له التصديق وقد شب وترعرع وشاخ علي حب عزام …!
وراحت تكرر كلماتها
أصبح لسانها كـ شريط فيديو يعيد نفسه بنفسه

أوجعتها أوصالها ..ألمتها حالة اختها ولم تقدر سوى أن تجلس بجانبها وتضمها من جديد لصدرها ...هي بكت كثيرا ولن تسمح لريما ان تبكي هي أيضا

نورة ودموعها حمم بركانية وحروفها لسعات عقرب تلسعها هي قبل أن تلسع أختها : هو إختار شريكه حياته ...هو شاف له بنت ثانية غيرك ...هو مافكر فيك بيوم ...وانت شليه من قلبك شليه ...هو ماحبك ياريما ماحبك
لاتسوين بنفسك كده وهو مايستحق دمعه من عيونك يالغالية

ريما بألم : بس انا احبه يانورة احبه ليش يسوني فيني كده ليش

نورة تضمها بقوة وقالت بعزيمه : إنسيه ياروحي انسيه ...
قاطعتها ريما بوجع وصراخ : وشلون ..وشلـــون …؟

نورة بأمل وفي نفسها أن تقف بجانب إختها رغم كل الظروف : الزمن كفيل ...كفيل ينسيك عزام وأمية من عزام بعد

ريما وكأنها صحت لتوها وتذكرت شيئا وإبعدت نورة عنها ....وقفت وراحت تبحث عن جوالها ....و بهستريا : عهود الخيانه ....هين هين اوريها وشلون تأخذ شي مب لها

إنصدمت نورة منها وبسرعة أخذت منها جوالها بعد ان وجدتها وقالت بغضب : إنهبلتي

جنت ريما ولم تعود ترى شيئا أمامها سوى عهود ومدت يدها وزمجرت : عطني اياها عطني اياها ....عزام لي ...لي انا وبس

صفعتها نورة بكل قوتها وصرخت بها : لا تذلين نفسك له ...لو كان يبيك كان دق بابك

وضعت ريما يدها بتلقائية علي خدها والصدمة جفلتها ونطقت بحروف ضائعة مبعثرة : تـ..طـقـ..ينــ..ي

نورة بغضب عارم ووعيد : وأكسر راسك بعد الرجال مايبيك وانت تذلين نفسك عشانه
( مدت لها جوالها ) : خذي ...خذي دقي عليه هو وقولي له تكفي ماقدر بلاك
تكفي عزام تكفي ...ذلي نفسك يالرخيصة يالوضيعه

بكت ريما مجددا بسبب كلام نورة وشتمها لها

نورة والغضب يشتعل بداخلها الذي فعلته هي من قبل لن تسمح له أن يتكرر مع ريما
ودمعت عينها لذكرى تخلي عرفان عنها ولحالة ريما : غبية وتبقين طول عمرك دلخة ...عزام لابيوم حبك ولا بحياته رح يحبك
متي تفهمين بس متي
بيعيه مثل مابعاك
...خله يولي
( صرخت بأعلي صوتها )
: إنسيه يالدلخه إنسيه

رمت الجوال بوجه ريما وغادرت الغرفة
أما ريما فقدت توازنها وجلست على الأرض
نورة ورغم كلامها القاسي إلا أنها صادقة
وقالت الحقيقة

آه كم هو طعم الحقيقة مرّ


***

نعود بالزمن للوراء لأيام كانت نورة تعتقد أنها تعيش شهد العسل وأيام الورد إستيقظت فجأة بصفعة قوية من غدر الزمن

نعود لقصة جمعتها بالجنس الآخر ولنبرأها من وصف حب لأن الحب بريء من أفعال الخونة

جمعتها الأيام مع ذئب يدّعي ان إسمه عرفان
عرفان الذي عرفته إحدى زميلات نورة بنورة وأعطته رقم هاتفها وأقنعت نورة ان عرفان يهيم بحبها

عرفان الذي عرف كيف يتسلل لقلب نورة وأدرك كيف يُقعها في حبال شباكه فقد كانت قليلة الخبرة سذاجة تصدق كل وجل كلمات وعبرات الغزل وربما يعود ذلك لـ صغر سنها وقلة تجربتها بالحياة

طلب أن يخرجا معا ورفضت في المرة الأولى ...فتظاهر بالغضب والحزن والإبتعاد عنها بما انها تظن به سوءًا ، فقبلت في المرة الثانية ...توالت مرات لقاءاتهم وأقنعها بصدق نواياه الى أن وثقت به وسلمت له نفسها ...واثقة أنه سيتزوجها وستتوج علاقتهما بالزواج

لكن بعدما أخذ مايريده وأستنزف طاقتها في الترجى والتوسل ليسترها ...قطع كل الطرق المؤدية إليه
بكت ...دمعت ...صرخت ...تألمت ...ولم يسمعها أحد
لم يكترث لها أحد
والآن لن تسمح لريما ان تعيش قصتها ستكون لها سندا ...فهي تعلم يقينا أن ريما لو علمت بالحقيقة لوقفت بجانبها ...ستعاتبها وتضربها وتغضب منها لكن ستحميها و تمسح دمعتها
وهي الآن ستفعل المطلوب منها

فقد أحبت هي عرفان لكنه غدر
وأحبت ريما عزام لكنه تجاهل

***

إرتدى ملابس سوداء تساعد في إخفاء هويته وتجعل تمويهه نجاحا بعض الشيء وأتجه نحو مقر الشركة ...المطلوبة لتجسس عليها

إقترب من البناية وأخرج يده من جيب بنطلونه ورفع رأسه ينظر لجدارنها ...إنها شائكة وعالية نوعا ما ...كيف يتسلق الحائط وتلك الأسلاك الكهربائية الشائكة أ فيها كهرباء ؟

لوى شفتيه بضجر وتفكير وأخرج جواله وكتب رسالة لعزام وقال في نفسه " انا مب شرطي يله خلنا نشوف اللياقه البدنية وين وصلت "

عزام الوضع متأزم بس بحاول

دس الجوال مجددا في جيبه وعاد للخلف ليركض بسرعة ، قفز برشاقة أسمك بأعلى الجدار ...من إن لامست يداه الأسلاك حتي إطمئن قلبه ...إنها لتمويه فقط لا كهرباء إذنا ...لكن الأشواك مؤلمة ... تجاهل وخزاتها وتسلق الجدار بليونه ومرونه ...وقفز بخفة داخل صور الشركة ومن حسن حظه ...هناك أشجار ممتده على طول الصور


إلتقط أنفاسه ونظر يمنينا ويسارا يبحث عن ما إذا كان هناك أحد ...لم يرى أحد بالجوار ...لكن هناك ضجيج قادم ...قطب جبينه وإنحنى بجسده وتقدم بهدوء نحو مصدر الضجيج ...وكلما خطى خطوات للأمام إزداد الصوت ...وأزداد حذره هو ...المكان كله مضاء ...وكأن دوام اليوم لازال مستمر ...إختبأ بسرعة خلف الشجرة يوم سمع خطوات تتجه نحوه ...إنهما رجلان ...أنصت بكل حواسه محاولا إلتقاط إحدى كلماتهم

الأول قال : تصدق عاد مرة تعبان
رد عليه الثاني: وأنا مثلك ... متي تمر هاليومين ...كل ماكانت فيه شحنة مخدرات على وصل نصير مثل مملكة النحل

أماء الاول: الله يعين هم يتاجرون بالحرام ونحن نراقب عليهم
رد عليه صاحبه: هههه جد تضحك ...تدعو رب العالمين وانت تسوي حرام
الرجل : آخ عشان لعيااااااااااا.....

حبس صقر أنفاسه وألتسق مثل حرباء بجذع الشجرة ...فهم كانوا قريبين جداا وسمع كلامهم بوضوح ...هناك شحنة مخدرات إذنا ...متي وأين وكم وزنها ...أسئلة كثيرة راودت عقله ...جعلته يفتح عينيه ويختلس النظر للحارسين اللذان كان بالجوار ...عليهما أن لا يغيبان عن ناظريه ... أهتز جواله بجيبه ...وعرف انه عزام لكنه لم يخرجه ...ورفع قدمه بحذر ووضع الثانية وبدأ يتبعهما بصمت وحذر x

أنه قاب قوسين

***

وصل عزام لشقتهم المستأجرة التي يجتمعون فيها ... ووجد جمال يشاهد مباراة كرة قدم ...ضربه بخفة على رأسه : ماشاء الله واضح انك تراقب زين

إبتسم جمال : إيش تبي اسوي ...قاعد انتظر صقر ولسه مافيه خبر منه
عزام : على القليلة راجع حسابات الشركة ودقق فيها زين ...يمكن تحصل شي جديد
أجابه جمال بمزح وعيونه لاتفارق المباراة : إيش بحصل وانت وسعيد ماكلينها أكل ....ماصدقتوا على الله فيه دليل ضدهم

ضحك عزام : هههه ولو ...لاتسوها حجة وتتهرب

قال جمال بضجر : لا اتهرب ولا شي ...والحين خلني اشوف الماتش

لم يعره عزام إهتمام ونظر بدوره لتلفاز وقال بعد صمت وجيز : تظن نقدر عليهم ياجمال

إلتفت له جمال ورأى الضعف يغزو عيون عزام وقال بإبتسامة : مية بالمية ...انت بس خلك واثق وخلك دوم على عزيمتك المعهودة ياعزام

إبتسم عزام له بود وتذكر عهود فجأة ...لايعلم لكن كلمة معهودة ذكرته بإسم عهود وقال بثقة إجتاحته لتو : داامه جنبي أقوى وأعز الناس أكيد بقدر عليهم ...واثق فيكم وفي نجاحنا

أخفض جمال رأسه وقرأ رسالة وصلته ونطق بصوت هاديء : مارح نخيب ظنك أبد

سأل عزام بعفوية عندما إعتقد أنها من صقر : هذا صقر ؟

رفع جمال رأسه وابتسم بشوق : لا هذي أم لعيال....تقول إشتقنا

رحمه عزام وضحك يبدد حزن جمال : قل لها كلها شهور وأرجع وتطرديني من البيت

ضحك جمال لكنه لم يعقب على كلام عزام وسمعوا رنة جوال عزام

أخذه عزام وقرأ بصوت مسموع رسالة صقر
قال جمال على الفور : قل له يرجع خيرها بغيرها

أماء عزام بإشارة من رأسه وكتب لصقر
لا تخاطر ...أرجع نشوف حل ثاني

وسمع جمال يقول : صقر عنيد مارح يرجع ...اعرفه

ليرد هو بثقة : وذكي بعد مارح يخاطر بحياته ...لاتقلق عليه ...سبع

أماء جمال برأسه وسأل يوم تذكر شيئا وألتفت لتلفاز : قال سعيد انك خطبت

إبتسم وقال : ليش هو ببيتها مثل مايقولون
ضحك جمال من قلب : يعني خطبت !!منهي ؟

نظر عزام بإتجاه التلفاز وأبتسم بنشوة غريبة ...كلما تذكر عهود غزت الإبتسامة محياه ... لايعلم مالسبب لكنه يشعر أنها نصفه ومكملته حقا !
: بنت المقدم محسن النجمان

فرح جمال : ماشاء الله بتحط ايدك بإيده ...نعم الناس الله يكتب لك الأيام الحلوة معها يارب

أجابه من قلب : آمين يارب
قال جمال بمزاح : احسب حسابك بنتك لوليدي

ضحك عزام : هههه والله وليش مو بنتك انت لـ وليدي انا

رد جمال بتفاخر : معك ابو ثائر على سن ورمح
تعال ضحك عزام وقال : على عيني السن و الرمح بس انت ما اعتقد

ركز جمال بالمباراة : مالت ...بيجي يوم وتجي عندي وتقول الله يخليك خذ بنتي لولدك ثائر

ضحك عزام مجددا وقال : خل ام البنت توافق بالاول وتجي البنت بالتالي واجيك انا بالتالت وأزيدك من الشعر بيت بعد ... بدفع عنك المهر بالرابع

ضحك كلاهما واكملا متابعة المباراة وإنتظار رسالة من صقر

***

أراح جسده علي الكرسي ورفع بصره ينظر بالظلام المحيط به ، لانور ولاضوء إلا أضواء الحواسيب ...
تنفس بعمق وتحدث بصوت مسموع وكأنه يكلم آحدا
:
لزوم أطور برنامج فيروسات وبرنامج تجسس ...تعبت من السطو على البنوك ...بس تطوير برنامج فيروسي يباله ذكاء ويكون عندي علم بواجد أشياء عن عالم خوادم الأنترنت

حك ذقنه وعض شفته السفلى : أفكر أسافر على روسيا ...اشتري برنامج من هناك ...روسيا بلد السيبرانية ...وسفري لها بفيدني ...بس هذي مخاطرة كبيرة ...!

رفع كفيه وأرجع شعره للوراء وشبك أصابع يديه خلف رقبته وهمس بخفوت : تستاهل المملكة ...ومايغلي شي عليها ...أبشتري البرنامج وأعطيه هدية لإستخبارات البلد ...عسي يفيدهم ...!

رفع عينيه ونظر بإتجاه حاسوبه المركزي وقال بتفكير وكأنه تذكر شيء : بشوف واحد من قراصنة الروس يبيعون لي واحد وأغير فيه على طريقتي ....ولزوم أطور من مهاراتي علشان أطور برامج وبرضو تطبيقات بنفسيx ويومها أتجسس على الصهاينة بكيفي

مد يده يطفيء الحاسوب ووقف حتي يذهب لنوم ويستريح ليخطط جيدا ماذا يفعل حتي يحقق هدفه …!

الصباح رباح يانواف وكلش بالصبر والإصرار بصير

***

نايف : ماشاء الله شامخة وإسمك يدل على هيبتك وهيبة شخصيتك

شموخ بدلع وهي سعيدة بهذا الإتصال : تسلم هذا من شيم خصالك
نايف يكلم نفسه : سبحان الله بنات المملكة أطياف وأجناس ...وحدة مابتكلمك لو تموت والثانية ماتصدق على الله تفتك منها وبرضو لو تموت

شموخ بغرابة : نجم وينك
إنتبه نايف " بالسماء " : معك يالزين كله بس كنت سارح أفكر بجمال عيونك

شعرت بالخجل وصدقت أنه شخص يعرفها وتعب حتي حصل على رقمها والآن يريد خطبتها والزواج منها ....وقد إتصل بها ليخبرها عن حبه
:
نجم الدين ترا مو مصدقة انو فيه من اللي يحبني ومن زمان بعد

كتم ضحكته وهمس بإثارة : انا ياللي مو مصدق أنو وأخيرا وصلت لك ياقلب نجم الدين

ضاعت شموخ في كلماته وأكملت معه الحديث مستبعدة تماما أنه يكذب عليها
...أم نايف فقد تمادى في كذبه عليها وأخبرها بأشياء عنه غير موجودة ...فقد كذب في إسمه وكنيته ودراسته ووو وكل شيء يخصه ...وكله ثقة أنه سيغيرها بفتاة أخرى ورقم آخر وذلك بعد يومين او حتي أسبوعين

لكن تجري الرياح بما لاتشتهي السفن
وكم من علاقة وليدة صدفة دامت أبد الدهر ...وكم من علاقة بدأت منذ الصغر وأنتهت في أول نكبة للعمر

***

هي على حالها مذ أن أنهت المكالمة مع وصال ...مستلقية على سريرها وتلعب بخصلات شعرها وتفكر بعزام ...هل هو مجبور أم راضي بها ...!!
تفكر بحياتهما كيف ستكون بأول أيامهما كيف ستكون ؟
هل سيكون طيب معها أو العكس
هل سيكون محبا مخلصا لها أو كارها خائنا لها ؟

إسترجعت حديثها مع وصال وكيف أن وصال حاولت أن تُقنعها

ذكرتها بحادثة حدثت معها قبل شهور وكيف أن عزام كان شهم وتصرف برجولة معها
ففي احد المرات خرجت رفقة أختها وفهدة الى إحدى المراكز التجارية لشراء بعض الأغراض وكان عزام برفقتهن ...أوصلهن وتركهن علي راحتهن

إنفصلت هي عن روح وفهدة يوم رأت فستان جميل أعجبها وأرادت شراءه لكن كان هناك شابان بدأ بمضايقتها ومحاولة الإقتراب منها ...خافت منهما وأشمئزت من كلماتهم اللاأخلاقية ...غادرت المحل بسرعة تبحث عن روح وفهدة ...رأت عزام أمامها فرحت وأتجهت له دون تفكير ...فقد بدا مثل اليابسة بعد محيط شاسع مهول ...إقتربت منه والدموع تزين مقلتيها والخوف يعصف بكيانها

عرفها عزام على الفور وأستغرب من حالتها الغريبة ...لكن ما إن رأى الشابان خلفها يتبعانها حتي فهم الأمر
عهود بفرح عارم ...كأنها وجدت قارب نجاة : عزام

نظر عزام جيدا لشابان حتي يحفظ ملامح وجهيهما وألتفت لعهود بإبتسامة ناعمة : هلا

عهود تلتقط أنفاسها ...كانت كمن يهرب من وحوش ضارية مفترسة : زين أنو شفتك

إقترب منها عزام وعيناه تراقبان الشابان خلسة وحاول طمئنتها : انا هنا صاير شي معك ؟

إرتبكت عهود فجأة ولم تدري ماذا تقول ...هل سيصدقها لو تخبره أن هناك رجلان قليلا أدب يحاولان التحرش بها ...هل سيفهمها … ! أم سيلومها …!
: كـ نـت ...أدور ..فهـ دة ...ضعت

ضحك عزام وقال بلطف : طيب خلنا ندورهم دامك ضعتي
خجلت عهود ...فهي كانت خائفة متوترة ولاتعلم ماذا تقول ؟؟؟

نظر عزام نظرة آخيرة بإتجاه الرجلان وقال بود لعهود وإبتسامة : تفضلي ...خلنا نشوف وينهم

مشت معه عهود يومها بخجل وعلقت روح يومها أنهما ثنائي رائع ...وقالت فهدة بعد يومين من الحادثة أن عزام إستضافهما في السجن وأعاد تربيتهما لمدة أسبوع كامل

بعد ان ذكرتها وصال بالحادثة وبعد أن أقنعتها أن عزام رجل لا يُجبر عن شيء فلو كان لا يريدها لما أبدا موافقته عليها
وطلبت منها أن تفكر كيف تكسب قلبه وكيف تجعله يحبها ...ففي النهاية هو زوجها المستقبلي

زفرت الهواء بقوة وقامت لصلاة ....زواجها من عزام غريب جدا وسريع جداا ...وافقت دون أن تقول أنها موافقة …!x تجهز نفسها للعيش معه دون التخطيط مسبقاx …!
إرتدت ملابس الصلاة وأستقبلت القبلة ستفوض أمرها لخالقها وتترك رحى الزمن تدور بالإتجاه الذي تريد

تدور بي الرحى حين يضيق بي الضيق
وأسأل المولي وينفرج عني الضيق

***

لحق صقر بالحارسين محاولا أن يعرف متي تصل شحنة المخدرات التي تحدثا عنها ، لكنه تراجع للخلف يوم رأى مجموعة من الحراس وكأن الشركة أصبحت ثكنة عسكرية ....هنالك أمر جلل يحدث هذا ماحدث به نفسه ...وكتبه في رسالة مختصرة لعزام

الشركة صارت ثكنة ...فيه شحنة مخدرات على وصول ...متي وين ؟؟ الله أعلم

صُدم عزام من فحوى الرسالة وكتب ردا سريعا لصقر

أكيد بالميناء حاول تعرف بأي حاوية ومرفأ ينزلونها

وقف جمال وبدأ يضغط علي أرقام جواله
رأه عزام وسأل : إيش بتسوي ؟
جمال بمهنية : نداهم المكان ؟
عزام بسرعة : لا وش نداهمه ...نخلهم على راحتهم نحن نبغي نجمع اكبر عدد من الأدلة ونوصل لرأس المدبر

هز جمال رأسه وكمن ينتبه لتو وسأل : زين إيش نسوي ألحين ؟

بدأ عزام يتحرك ذهابا وأيابا ويفكر في الذي سيفعله : آلحين ولا شي ...كل اللي نسويه ننتظر أخبار من صقر

تسلل الخوف لقلب جمال وقال بصدق : بس هالشي فيه خطر على حياة صقر ...لزوم نتدخل

إبتسم عزام نصف إبتسامة ، تذكر من خلالها كلام سعيد حينما قال أنه يجب عليهم أن يجعلوا ابو عباس يثق بصقر ويجعله ذراعه اليمين
: بنتدخل
قطب جمال جبينه وسأل بإهتمام : وشلون ؟؟

عزام والخطة تكتمل : توك قلت نداهمه ....بنداهمه ..بس مداهمة تمثيلية

ضاع جمال وأشر بيده كيف ذلك

تحمس عزام لخطته وبدأ بإتصالاته : دق على سعيد ...قل له الجديد

بدأ جمال يبحث عن رقم عزام ...وعزام إتصل بالقسم ليقول قد وصله خبر غير مؤكد عن شحنة المخدرات ....وأرسل رسالة لـ صقر

صقر صار وقت كشف الأوراق إكشف نفسك لهم ...قل أن الأمن بداهم المكان ...تحجج بأي شي ..اي شي يخليهم يثقون فيك

وصلت الرسالة لـصقر وفهم جيدا المطلوب منه ...عزام يريده جاسوسا حقيقيا بينهم ...لكن ماذا يقول لهم ...بأي حجة يقنعهم
…!؟

وضرب قدمه بضجر : عزام الدب مفكرني جيمس بوند

أخذ نفسا عميقا ومسح سجل الرسائل والمكالمات من هاتفه ...تحسبا لأي تفتيش
ثم
كشف عن رأسه منزلا قلنسوته على كتفيه
وخرج من العتمة إلي النور

حان وقت الجد

***

في الوقت نفسه إتصل عزام بوحدة الأمن وجُمعت له اربع سيارات وستة عشر عنصر متفاوتي الرتب وأنطلقوا لـ ميناء جدة المركزي

رفع صقر يديه بعد أن إتصل بأحدهم ووضع الجوال بجيب سترته الداخلي ...حتي يسمع محدثه الكلام ....وأكمل طريقه بثقة وهو يستجمع كلماته وسمع صوت يصرخ به والمسدسات مصوبة نحوه : من انت ؟

صقر بصوت عالي واثق : منصورx إسمي منصور
وصرخ به أحدهم : إنت من الأمن انا أعرفك !

إلتفت إليه صقر وخُيل له للحظات أنه يعرف هذا الرجل وهز رأسه بالإيجاب
ذهل جميع من حوله وصرخ به من يظنه صقر قائدهم : وقف مكانك

توقف صقر وعيونه لاتفارق ذلك الذي قال إنه يعرفه ....أين رأه ؟؟ ليس من رجال الأمن ...لكنه رأه في مكان ما ..متأكد من هذا !

تقدم منه قائد المجموعة وبحزم شديد :شعندك ...جاي تجسس !

إلتفت له صقر وأجاب بثقة : أبد ...أنا من طرف آل تشابوو ...جاي اقول لكم غيروا مرسي السفينة ...الأمن وصلهم خبر ...وحاصروا المكان

عم الهرج المكان ونظر صقر بطرف عينه صوب ذلك الشاب ...إنه هاديء عكس الجميع

سحب القائد هاتفه وأتصل برئيسه يتأكد من الخبر
: سيدي ابو عباس فيه واحد من رجال الأمن يقول انه من طرف آل تشابوو ويقول ان الأمن عندهم علم بمكان توقف السفينه

أبو عباس بشك : تأكد من الخبر وخله تحت عيونك لين أجيكم ...واتصلوا بالقبطان يأخر السفينة ربع ساعة ...نشوف هو صادق ولا كاذب
القائد بإحترام : حاضر طال عمركx ...أغلق الجوال

ونادي : جواد

تحدث ذلك الشاب : حاضر ...وتقدم نحوهم
صقر في نفسه " إسمك جواد " ...رفع رأسه ينظر الى القائد وينتظر ماذا سيقول

القائد بأمر : إتصلوا على المعبر 5 بالميناء وتأكدوا لو فيه أمنxx

دقق صقر جيدا في عيون القائد... هل مكان إستلام الشحنة هو المعبر رقم 5 حقا او تمويه ...كيف سيتأكد …!

إقترب منهم جواد : علم ...وأتصل بإدارة المعبر ...فهي متواطئة معهم وبعد دقيقة قال : سيدي تراه بيكذب مافيه أمن هناك

أجاب صقر بسرعة : على وصول خمس دقايق وأرجع إتصل بالمعبر رقم 5وتلقي الأمن محاصرين المكان

إبتسم عزام وأمر بالإسراع نحو المعبر رقمx 5

القائد بتهديد وأقترب من صقر :طيب بعطيك فرصة خمس دقايق لو مافيه أمن هناك بكرة يجون لين هنا يستلمون جثتك

لم يجبه صقر ونظر لـ جواد
القائد بأمر : جواد راقبه زين ...لين أرجع

جواد وعيونه تراقب صقر مثل عيون الصقر : حاضر

تحرك القائد وأبتعد عنهم وأتصل بنفسه بإدارة المعبر
فأجابه المدير بخوف : فيه سيارات الأمن ...كميرات أول الشارع رصدتهم ...أربع دقايق يدخلون المعبر

القائد : طيب ...دق على الربان يغير إتجاه السفينة لمعبر ثاني يله
المدير : حاضر ...أغلق منه وأتصل بربان السفينة
أم القائد فأتصل مجددا بأبو عباس : سيدي الخبر أكيد
أبو عباس : وش أسمه الرجال اللي قال لكم

القائد: يقول منصور وهو من طرف آل تشابوو

أبو عباس : يمكن صادق احبسوه لين أتأكد بنفسي منه
القائد: علم ...أغلق الجوال ...وعاد لصقر وجواد

صقر لـ جواد وهو شبه متأكد : شايفك قبل
إبتسم جواد وقال بصوت هاديء : أكيد إثنينا نعرف بعض

ضيق عيونه وسأل بإهتمام شديد : من …!
غمز له جواد وأشر بأصبعيه السبابة والوسطي إشارة إتحاد ثم وضعهما على قلبه ثم أشار له بأنه تحت المراقبة

تاه صقر في تلميحات وإشارات جواد وسأل مجددا : مافهمت ؟
جواد كمن يتحدث بالألغاز :زين انك مافهمتxx

ووقف بإستعداد يوم سمع كلام قائده : خذوه للقبو لين يجي أبو عباس بكرة يشوفهx

جواد : حاضر

مد يده وأمسك صقر من ذراعه وجره معه

لم يصدر عن صقر أية ردة فعل وسار معه بهدوء ورضوخ ...

أخرج جواد جواله وبدأ يكتب رسالة لأحدهم

سيدي أبو أشرف وصلنا ضيف غير متوقع .. رجل أمن إلتقينا فيه بالتدريبات المشتركه السنة الماضية كان مع عزام وسعيد ...من جدة لو تتذكرهم ، إذكر إسمه نسر او صقر ...هو كذب بإسمه أظن أنه جاسوس ...إيش تأمر

لاحظه صقر وسأل بهدوء : وش قاعد تكتب ليكون بترفع عني تقرير

ضغط جواد علي ذراع صقر وأمره بحزم : مب شغلك ...إمشي وانت ساكت

صقر بثقة : ترا شاك بك
جواد بسخرية : في بالك انا ياللي مصدق انك من طرف آل تشابوو

نظر له صقر بحنق ...وحدث نفسه " هذا اللي مب حاسب حسابه ...بس وين شايفه وين …؟؟ "

دفعه جواد للأمام وفك ذراعه ...يجب ان يتأكد من هوية صقر ...هو يعرفه جيدا ويعرف أن أمثال صقر لا
يخونون

***

إلتفت سيارات الأمن بأبواقها حول المعبر المنشود وينتظرون وصول سفينة ما ...
سعيد لـ عزام وقد إلتحق بهم لتو : من جدك نمسكهم الحين
ماقلت لك قبل وقلت انت خل نجمع أدلة عليهم كلهم

نظر له عزام وذكره بكلامه من قبل : ايوه عارف ونحن هنا مو لأجل نمسكهم او عشان المخدرات

سعيد بتساؤل : طيب عشان شنو …!؟
عزام بإبتسامة عريضة : عشان صقر ...لزوم نخلي ابو عباس يثق فيه ...انت من قاله او نسيت

فهم سعيد مقصد عزام وقال بتفكير : افرض ان ابو عباس ماصدق صقر ...وشو بتسوي ...اخاف يقتلونه لو عرفوا انه يكذب

أجاب جمال عوضا عن عزام : صقر ماينخاف عليه بدبر راسه .

سعيد غير مقتنع : هم جماعة مخدرات وغسل وتبيض وسرقة ونهب ...وشلون يضمون شخص لهم وهم ماختبروا صدقه من كذبه

هز عزام رأسه موافقا على كلام سعيد ورد بصوت هاديء : عارف وعشانه لزوم على صقر يكشف لهم عن بعض اسرار الأمن

صمت جمال وسعيد وظلا يحدقان بـ عزام

أكمل عزام كلامه وكله ثقة : هم جماعة تنوى السيطرة على الحكم وأكيد جواسيسهم وعيونهم بكل مكان ...ايش يظمن ان مافيه منهو متواطيء معهم من رجال الشرطة والأمن بالبلد ...حربنا ضد رؤوس مجهولة لزوم تنكشف كلها ولو كان الثمن انا ولا صقر ولا اي احد مخلص لهالوطن ...اعرف ياسعيد ان الكل مشكوك بأمره

وضع سعيد يده علي كتف عزام : معكx على الموت وحياتك

إبتسم جمال : الصراحة لو السالفة فيها موت انا ومن ألحين اقوله انا محطم الرقم القياسي في جينس للجبانة
ضحك الإثنين

لكن جمال وضع يده على يد سعيد الموضوعة فوق كتف عزام

نظر لهما عزام وأبتسم بنعومة ...لقد أختارهما من بين كل المحطين به

فهل سيكونان موضع الثقة والأمانة …!

***
أصطحب جواد صقر للقبو وكانت فيه زنزانة ...ربما موجودة لغرض سجن كل من تسول له نفسه التمرد

أغلقها على صقر واعطي أوامره لحارسين أن يراقبه جيدا ...ثم غادر المكان يوم قرأ جواب مستقبل رسالته

ايوه عرفته هذا إسمه صقر زميل الرائد عزام عبد الإله تأكد من هويته زين وانا بكلم عزام وأحاول أعرف إيش قاعد يصير

إبتسم صقر بسخرية وألتفت للجدار خلفه مخرجا هاتفه من جيبه ...كيف لم يفتشوه ...أهو ذكاء منهم أو أختبار له أم غباء نادر

كتب رسالة جديدة لعزام وحذفها بعد ان أرسلها وحذف أيضا أخر مكالمة مع عزام

رفع عينيه ، رأى كميرا في زواية الزنزانة ...لا حاجة لتفتيشه فهو مراقب من كل الجهات

لايهم فقد أخبر عزام بأخر المستجدات ...أم الرسالة التي كان يكتبها فسيقول بعثها لـ آل تشابوو

وصلت رسالة صقر لعزام وقدx كانت

غيروا مكان رسو السفينة
انا بالسجن
لاتبعث اي شي ولاتتصل غير يوم اتصل انا
تطمن رح كون بخير رغم كل شي

أمر عزام بتفتيش المكان ...حتي يبدو لجماعة ابو عباس أنهم جاؤوا بحثا عن شيء ما ...وبعد بحث تمثيلي دام لنصف ساعة عادوا لمركز الشرطة

إفعلوا ماتشاؤون اليوم فإن غدا لـ ناظره قريب

كلام قاله عزام على مسامع سعيد وجمال وهم في طريق العودة

***

صباح يوم جديد وشروق يوم بهيج لأحدهم ... تعيس لأخر
نزلت السلالم تنوي الفطور وتفكر بالذهاب مع والدتها ....قضت ليلتها لتخطيط وستنفذ اليوم خطتها دون شك ...ما إن إقتربت من طاولة الفطور ...حتي وصلها حديث والديها ، وقفت تستمع لهما والإبتسامة تعلو شفتيها

أم جاسر : أقول ابو جاسر ترا اليوم بروح عندي اختي ...بتخطب لولدها عزام

ابو جاسر يتناول فطوره : طيب روحي وباركي لها ...وقولي لها ان شاء الله بنكون لها سند ولعزام بيوم الملكة والزواج

إستغربت أم جاسر ...فقد نسيت أن تخبره أمس ...ويبدو انه يعلم بأمر زواج عزام : عندك علم ...ما سألت بنت من …!
ابو جاسر دون إهتمام يذكر : بنت محسن قال لي من يومين انه ناوي يقول لعزام يخطب بنته

أم جاسر بصدمة : هو من خطب له بنته !!

ترك أبو جاسر شوكته ونظر لها بحزم : وش فيها وليش كل هالصدمة ...الرجال شاف في عزام الرجال اللي يستحق أنو يخطب له بنته ...وبعدين يقولون اخطب لبنتك قبل ولدك ...لاهي عيب ولاهي حرام

خافت ام جاسر من ردت فعله وبدأت تبرر الموقف : لا انا بس ماتوقعت وبعدين عزام رجال ماعليه زود وعهود حرمه صنعه ويلقون حق بعض . .ماقلت شي

حرك رأسه بتفهم وعاد يكمل طعامه ...وأم جاسر تنفست الصعداء واقتنعت بكلام زوجها وفوق هذا كله ابو عهود مثل الأب بالنسبة لعزام وليس من الغريب أن يخطب له إبنته عهود ...!

عكس ريما التي شعرت في هذه اللحظات أنها وجدت كنزا لايقدر بثمن وحدثت نفسها : خبر بكنوز الكون ...طيب ياعهود عزام لي ومارح يكون لغيري ..

إبتسمت بنشوة وقالت بمرح : ياصباح الورد على احلى ابو وام بالكون
إلتفت الإثنان وقالا بإبتسامة : صباح النور والسرور حياك

قبلت رأسيهما ثم جلست بجانب والدتها ورغبة تنفيذ خطتها تزداد مع مرور ثواني : اقول يمه خذني معك لبيت خالتي

نظرت أم جاسر بإتجاه زوجها تسأل عن رأيه ...لكنه نظر بإبتسامة أبوية لريما وقال : روحي يايبه تغيرين عليك جو البيت ..واخذوا نورة بعد
إبتسمت ريما بنشوة وقالت بكلمات مبطنة : وانت الصادق يبه خلنا نغير جو علينا وعلى العروسة بعد

إكتف والدها بإبتسامة ووقف يذهب إلى مركز الشرطة ..فهو شرطي أيضاx ...وأم جاسر وقفت هي أيضا تحمل بعض الصحون للمطبخ

ريما إلتقطت زيتونة سوداء من صحن أمامها ونطقت بوعيد : عهد ياعهود لخلي حياتك بسواد هالزيتونة ...عزام لي وبس

*
*

قلوبنا متمردة تهفو دوما لمعذبها
وعقولنا عصية تحنو دائما لسجانها

*
*

يُــــتــبــع

فــي أمــــــان الـــلـــــه


احلام نجوم غير متواجد حالياً  
التوقيع


ولي في النجوم أحلام ⭐ كتبت فيها بعض الألام
ورسمت فيها بعض الأمال ⭐ وعدت للوطن أكتب عنه الأشجان

رد مع اقتباس
قديم 16-01-23, 03:22 PM   #8

احلام نجوم
 
الصورة الرمزية احلام نجوم

? العضوٌ??? » 458572
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 557
?  مُ?إني » بين نجوم منتدي روايتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » احلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك NGA
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
⭐ سبحان الله وبحمده ⭐ ⭐سبحان الله العظيم ⭐
?? ??? ~
My Mms ~
Mh04

الفــــ الـرا ــــصــــ بع ــــل





#
مذكرة _ النسيان
#

قمة القوة أن تبقى روحك متقدة بالأمل
رغم كل الإنكسارات فالشمس ولو غابت ستشرق من جديد
°
°
°

في منزل ابو رسلان على طاولة الفطور

كانت ريوف تتناول فطورها ومنزعجة من تعامل عزام الجاف معها ...هي معجبة به لكنه يخال نفسه أميرا من عصر أسطوري ...يعامل الكل بتكبر وعنجهيةx

اراد رسلان أن يفاتح والدته بموضوع زواجه من ريما لكنه لم يعلم كيف يمهد للأمر ...حيث باغته والده بسؤال : رسلان يبه عندك علم…!

نظر له رسلان بغرابة وقال بشك : قلت شي يبه .!
أبو رسلان يمضع طعامه : ابو فايز بيفتح فرع شركة بدبي ...وطالب شراكتنا معه ...ولده بيسافر اليوم ...سافر معه

إستغرب رسلان من الشراكة التي قد تجمعهم بأبو فايز ...فهو صاحب شركة تصدير وهم شركة بناء
: وش شراكته يبه !!

فهم أبو رسلان مصدر غرابة ولده وقال يشرح له : الشركة اللي بيفتحها أبو فايز بدبي هي شركة بناء ...انت شايف ماشاء الله دبي قاعده تطور وتكبر من حيث البناء ...وطلب شركتنا لخبرتنا بالميدان ...التمويل عليه واليد العاملة علينا ...انا الصراحة عجبني عرضه وقلت أستشيرك

حك رسلان ذقنه وقال في نفسه " مب وقته ابد " ، اجاب والده : وتوك تقول ...وشلون وولده بيسافر اليوم ..لزوم أشوف عرضه بالاول وافكر

نظر له أبو رسلان وقال بصوت هاديء شبه غاضب : ماعندك ثقة بأبوك

ذُهل رسلان من نظرات والده وطريقة تفسيره لكلام والده ونطق محاولا التبرير : لا يبه حشاك ..انا بس بغيت اعرف عن الموضوع أشياء واجد ...كل اللي قلته شركة بناء بدبي

أبو رسلان عاد لتناول طعامه ورد على رسلان بكلمات تنهي النقاش : سافر واعرف هناك ...وانا بتابع الشغل هنا

تنهد رسلان بداخله ...والده لا يأخذ رأيه بل يأمره ...هو عليه التنفيذ دون معارضة و إحتجاج
: أبشر طال عمرك

من إن سمع موافقة رسلان حتي وقف مغادرا البيت لشركة

مدت أم رسلان يدها تضعها على يد إبنها الأكبر وقالت مبتسمة : ابوك يعرف زين إيش بسوي

أجابها رسلان بصدق : المشكلة مابغي أسافر
قاطعتهما ريوف بضجر : غبي لو انا مكانك ..كان أطير

إبتسم على تعليقها ووضع يده فوق شعرها يخرب تصفيفته
ريوف تبعد يده : وخر ترا ساعة وانا معه

تدخل مشعل بمزح : عشانه نبات شوكي
إشتعلت ريوف بغضب ، شعرها ناعم خفيف : بعينك
ضحك رسلان وغادة ومشعل على غضب أختهم
لكن أم رسلان سألت بإهتمام : ليش ماتبغي تسافر يمه

نظر لها رسلان ورأى علامات القلق بادية على وجهها ، قال يطمئن قلب الأم فيها : ماعليه دبي قريبة ساعة زمن اكون هناxx

إبتسمت بحنان : أبوك على يمه ..لو تبي أقنعه تقعد هنا وماتسافر
رد عليها بسرعة ...هو يحترم والده كثيرا ويخاف منه أيضا
هو صارم حازم في تربيته لهم
: لالا وش دعوة كلها تكت بالطيارة اكون هنا ..وبعدين شغل شهر او شهرين ويخلص ...انا مارح اقعد هناك على طول

ربتت على يده وردت بنعومة : طيب على راحتك ...وبعدين تطمن مستحيل ارضي تعيش بعيد

إنحنى رسلان يقبل كفها : على راسي يالغالية

لكن ريوف غير راضية : ليش يمه مانبيع هنا ونسافر على دبي ونستقر هناك
مشعل وغادة يرفعان يديهما وكأنهما في جلسة برلمان : موافق

وضع رسلان يده مجددا على شعر ريوف وبدأ يخربه : بالحلم ...بتمون هنا لين تموتون
الثلاثي مع بعض : بإسم الله علينا
ضحك رسلان مع والدته

ريوف لـ رسلان : طول عمرك غبي وبتقعد غبي طول عمرك

وقف رسلان وهو يضحك عليها ...أخته تحب السعودية لكنها تكره العيش فيها

إلتفت لـ يغادر ليحجز تذكرة الطيران ويجهز حقيبة السفر ...لكن إستوقفته والدته يوم نادته
إستدار لها : هلا

وقفت أمه وقالت توصيه : خذ بالك ...ولاتشوف لك بنت هناك

ضحك الجميع وقال رسلان بضحك : طيب ليش يالغالية ...بنات دبي فلة

تقدمت منه وأظهرت ملامح الجد والصرامة : علشان حرمك بتكون سعودية بإذن الله

ضحك رسلان وأقترب منها واضعا شفتيه فوق جبينها مرددا في سريرته " بعون الله هي ريما تطمني يالحما "

أغمضت عينيها إثر قبلة ولدها وقالت كمن شعر بإبنه : ولا يهمك يالغالي اللي يبغاها قلبك هي اللي بأخذها لك ...طمن قلبك ...تو كنت بس امزح معك

هذه المرة ضمها لصدره ...جعلته يشعر أن صوت فؤاده مسموع ...جعلته كلماتها يطّمئِن ويقر عينا أن ريما له ...أمه تقول له إطمئن فخليلة قلبك هي لك ...وهذا يعني أن عليه الإطمئنان

جميل أن تصادف من يستمع لك حين تتحدث
والأجمل أن تجد من يفهمك دون أن تتكلم

***

وضع يديه على ركبه وركع يلتقط انفاسه إنهم يركضون من الرابعة صباحا في هذه الصحراء المقفرة ...أهذه تمارين عسكرية أم عقوبات تأديبية …؟

دس يده بجيب بنطلونه وأخرج جواله ...زفر الهواء بحنق ...لا إشارة ...يا إلهي كأنهم خارج حدود درب التبانه ...الى متي هذه الحال ...يومين لم يطمئن خلالهما عن عائلته وابنت عمه

أرجع جواله بجيبه ورمق زميله راكان بنظرات غاضبة فقد ضربه على مؤخرته بمعنى أركض

تجاهل راكان وعاد يركض ...إشتاق كثيرا لأحبابه

أحيانا يجب أن نبتعد حتي نعرف مكانتنا بقلوب أحبابنا

***

فتحت عينيها وهي تسحب هاتفها من تحت وسادتها ...إنها عادة وقهوة الصباح
أصابتها خيبة أمل ..لا رسالة ولا إتصال ...أين هو عنها ...أنه اليوم الثاني ...والمرة الأولي التي ينقطع فيها عنها ...أهو بخير ...هل هناك مشكلة !!
باغتها الحزن وأخفتت جوالها مجددا تحت الوسادة وقلبها ولسانها يكرران : زياد حفظك الله من كل سوء

سقطت دمعة يتيمة من عيّنيها وأخفت وجهها بالوسادة ...لا تريد إطلاقا أن تسمع خبر سيء ...إطلاقا …!

ياقلب أصمد ،فعله
يأتيك من أرض
بلقيس هدهد

***

حجز تذكرة الطائرة وجلس بصالة الإنتظار ينتظر التحليق بعيدا عن الرياض ، عن السعودية ، عن سدرة المنتهى

تذكر شيء وأخرج جواله ...أراد أن يشغل وضع الطيران ...لكنه شعر برغبة جارفة ...بكتابة رسالة ...بقول كلمة ...بترك وصية

دخل سجل الرسائل وكتب رقم هاتفها وكلماته التي تصارع من أجل الخروج للعلن ...يريد وبإلحاح أن تقرأها منتهى

" لا تتذكري من بعدي إلا الحياة ، حياة السعادة فقط "

وضع بنانه على لمسة الإرسال لكنه جبُن ...ووُضع هو بين إختيار النعم واللا

كم يكره الإختيار بين الإثنين وكـ عادته إختار مابينهما … الصمت ... تجاهل صوت العقل ورغبة القلب وأحتفظ برسالته في المسودات ...عساه يأتي يوم وتكون منتهى في هامش مسودة مذكراته ...لا أن تكون في قلب صفحاته الأولي من كل ذكرياته وهمس بتعاسة
:
خلك مخفيه بأعماقي ...عسى يوصل يوم و أنساك فيهx

التعاسة أن نبتعد حتي
ننسى

***

إستيقظت من نومها وهي تشعر بألم يشبه الصداع

لم تنم جيدا طيلة الليل ...إنه منتصف الشهر وليلة إكتمال البدر ...ونور يملأ الأجواء من حولها لكن عُتمة تلفحها كـ لحافها
كيف سيكون نهارها …!
وكيف ستكون سائر أيامها ولياليها
شعور الغدر مرُ ولاذع
وإحساس الخيانة سام وقاتل
لماذا فعل الذي فعله لماذا …!

سحبت نفسها من سريرها بصعوبة فهي لن تسمح أن تكون تلك المرأة البائسة التي تهرب الى ملازمة الفراش كي تنسي

لقد وعدته ووعدت نفسها أنها ستنتقم
فهي المنتهى ونهاية خيانته ستكون على يديها

هناك أسئلة لن نجد لها أجوبة مهما بحثنا وتساءلنا
فلا داعي للبحث والسؤال

***

أخرجت الفستان الذي سيشهد على أهم محطات عمرها وتمعنت فيه جيدا
أنه أحمر اللون لكنه لايرمز للحب بشيء
شعورها فهذه الأثناء متناقض
تريد ولا تريد

تجهز نفسها لزواج لم تقل فيه نعم ولم تقل فيه لا
لو يسألها أحدهم عن عنوان حياتها القادمة
ستقول

زواج لم يكن بالحسبان

***

تناول رشفة من العصير وهو ينظر لأهله من حوله ، هدوء مهيب يعم المكان ...حتي أصوات الملاعق غير موجودة ...نظر لـ الرجل الهاديء الغامض الذي يجلس على رأس الطاولة وهو يأكل بصمت ...كيف يسقول مايريد …!

إلتفت بنظره لأمه التي تأكل بصمت هي الأخرى وتفكر بشيء لايعلمه أحد غيرها ...لأمه شخصية قيادية وآراء حكيمه ...ومواقف حاسمة
إنتقل بنظراته بإتجاه أخته الوحيدة وأبتسم فطور ودراسة ...صورة حية تجسد معنى الإصرار على تحقيق الأحلام

عاد ونظر بطعامه وأستنشق قدرا لابأس به من الهواء حتي ينعش خلايا عقله ويجهزها لـ المواجهة ...فرفض والده وارد ...وهو لايريد سماع كلمة لا

سعل لينتبه له الجميع وقال بهيبة : بغيت أقول لكم شيء
نظرت أم نواف ومها له أم والده فأستمر بتناول فطوره
عض شفته السفلى وتشجع لتحدث: بسافر

إستغربت أم نواف وسألت بإهتمام شديد : بتسافر ...وين وليش …!

ركز نواف نظراته على والده ...لكنه لم يرى أي ردت فعل ...لقد فقد سُبل التواصل مع والده منذ زمن ليس ببعيد ولا قريب ...لايعلم متي أصبح خارج إهتمامات والده لايسأل عنه ولايطلب حظوره ولايكلمه بأي موضوع يُذّكر

شعر بقلة إهتمام والده ، نظر لأمه وقال بضيق : بسافر على روسيا لكم يوم

ردت أخته عوضا عن أمه : ليش شعندك
قال بدون تفكير : شغل عندي شغل

في هذه الإثناء سمع صوت كرسي والده ، إلتفت إليه ورأه يقف وهو يسمع كلماته التي بات يسمعها منذ زمن ...فهو يجالسه للأكل فقط : الحمد لله الذي رزقنا أياه

وقفت أم نواف وهي مدركة تمام أن زوجها لن يسأل نواف عن أي شيء... لكنها قالت بأمل تحاول أن تجمع بقايا شتات أسرتها : ولدك بسافر ماسمعت

نظر لها بصرامة وقال بغضب يحاول الإحتفاظ به لوقت لاحق : تبغين أدق على الوكالة احجز له تذكرة السفر

وقف نواف وشعور الخيبة يجتاحه ...لم يكن يريد ان يرفض والده لكنه أيضا لايريد هذا الجفاء وقلة الإهتمام ...ففي النهاية هو الأبن وعلى الوالد المراعاة والإهتمام والسؤال ...!

تنفست أم نواف بعمق ونطقت تحاول أن تشرح موقفها وتصلح الشرخ بين ابنها وزوجها : ماهوب قصدي اللي قلته ...قصدت شف مع ولدك إيش بيأخذه على روسيا مرة وحدة

لم ينظر أبو نواف لـ ابنه طيلة وقت الفطور والحوار وعاد لهدوءه : شعلي انا الطريق يعرفها ....يبغي فلوس يدق على الشركة تحول لحسابه

قاطعه نواف وقال بحزن بادى بصوته : السالفة ماهيب سالفة فلوس ...عندي والحمد لله انا بس كنت احتاج .....

لم يتركه ينهي كلامه عن قصد وسأل ابنته الوحيدة بحنية مفاجئة : يبه تبين شي

وقفت مها وهي مستغربة من تجاهل والدها الظاهر لنواف وقالت بإبتسامة مغصوبة ...هي وأن كانت حاضرة لاتحب أن تشرك نفسها في نقشاتهم ...عضو مستمع فقط : سلامتك يالغالي الله يحفظك

إنصدم نواف من جفاء والده الصارخ وأخفض رأسه ...سكتت أمه ولم تعلق عن أي شيء

إبتسم هو لـ مها وقال بكلمات مُبطنه : الله يحفظك من كل سوء ...تبين عيوني حلالك لانو من غيرك انت ما خلفت

نظر له نواف بذهول والتفت هو يغادر المكان
لم تقل مها أي كلمة ...تعلم بعلاقتهما التي تسوء مع مرور الوقت لكنها لم تظن ليوم أن والدها سيقول ذات حديث أنها ابنته وكل أبناءه

تنهدت أم نواف وقالت بهدوء موجهة حديثها لـ نواف : خل قدوتك سيدنا إبراهيم عليه السلام

فهم نواف مقصدها ...هي تريده أن يحاول هو تصحيح وإصلاح علاقته بوالده
ونطق بحسرة وحيرة : إيش سويت له حتي يقاطعني

أم نواف بخيبة: سل نفسك
قالت كلمتيها على مضض وغادرت المكان

تجمد بـ مكانه كـ فزاعه ساكنة لاتقوي على التحرك

حزنت مها لـ كلمات والدها الجارحة وتأثرت بحالة نواف التي تدمي قلب الأخت
إقتربت منه واضعة يدها على كتفه راسمة البسمة على ثغرها : أبوي يريدك ذراعه اليمين بالشغل

نظر لها نواف هو يعلم هذا جيدا لكنه لايريد أن يعمل معه ...لايحب الإدراة إطلاقا

أكملت حديثها مبتسمة : جيب لي معك كرة ثلج زهرية فيها بناء الكريملن

إبتسم نواف لها وأحتضنها لصدره ..حقا إن الأخت مصدر الحنان في المنزل : بس هذا يالأميرة

وضعت رأسها وشمالها على صدر نواف وأردفت بهدوء حذر : فكر بطريقة تصلح اللي إنكسر بينك وبين أبوي

أبعدها عن نفسه وأمسكها من كتفيها ورسم الإبتسامة على وجهه ...لقد أحيت قلبه ببسمة صغيرة وطلب صادق : أبشري لك مني الكريملن بكبره

ضحكت بشقاوة : لالا أبغي بس كرة الثلج واللي يعافيك مالي خلق محاكم مع الروس

قبّل جبينها ولحق بوالدته يقبّل كفها يودعها سيبقي أسبوعين أو ثلاث

حملت كتبها وغادرت لحديقة منزلهم ...عليها الإختلاء مع من تحب والدعاء لمن تحب والتفكير بمن تحب

الأخت عنوان آخر لحنان الأمومة

***

ذهب عزام لمقر عمله وهو ينتظر رسالة من صقر يطمئن فيها عنه ...لكن صقر لم يراسله وهذا ما يقض مضجعه ، يشعر أنه رمي به في فوهة البركان ، سينتظر للمساء وأن لم يصله أي يرد سيتصرف

إلتقى بأبو عهود عند باب المدخل ألقى التحية وذهب معه لمكتب أبو عهود
تحدثا عن الخبر الذي وصل أمس وأنه مجرد خبر كاذب لكن أبو عهود قال أن عليهم أن يولوا إهتماما لمثل هذه الأخبار ولو عرفوا في النهاية انها كاذبة ..فقد تكون صادقة ....وتحدثا أيضا عن الليلة وأن عزام يفكر ان يكون زواجهم خلال شهر أو أقل او يكون بعد سنة
وافق أبو عهود وأخبره أن لا مشكلة في أن يكون زواجهم بعد أسبوعين أو ثلاث

فرح عزام لموافقة أبو عهود فهو يريد أن يجعل قضية آل تشابوو أولى إهتمامته

فكر في تأجيل الزواج لسنة الى أمام لكنه خاف من تفكير ابو عهود فقد يظن أن عزام لايريد عهود
إذن تسريع الزواج أفضل

***

مل من العمل الذي أمامه ونظر بإتجاه جواله ، لم تراسله ولم تتصل به ....هي غير مهتمه إطلاقا به ...وهو ينجذب نحوها ، شيء غريب يجذبه نحوها
تنفس بعمق وهو يرفع جواله عن المكتب ...يتصل ويرى الى أين تتجه به سفينة الحياة

بعد رنين قصير وصله صوتها الناعم الشبه مألوف: صهيب ..ياهلا

إبتسم بتلقائية ورد بعفوية : وينك ياقلب صهيب ماتدقين ما تسألين ليش

رفعت نورة حاجبها وأبتسمت بسخرية ، هل هو عتاب الشوق ، أم عتاب التمثيل : السموحة يالغالي لهيت عنك ...اعذرني

أجاب بصدق من يدعي أن إسمه صهيب : مسموحة ومعذورة ...المهم وثاني مرة لاتقطعين ترانا بنشتاق

إستغربت نورة منه لأول مرة تشعر بنغمة الصدق في صوته اللعوب الكاذب وردت بشك وشبه يقين ...في كل مرة تكلمه تشعر أنه ليس غريب: بلاك ليكون مريض مصبح تمدح

غضب من شكها ومن عدم تصديقها وأغلق المكالمه على الفور وهو يستشيط غضبا

ضحكت كما لم تضحك من قبل ....أهو صادق .!
لا
من مثلها لايصدق أحدا
ولا
يثق بأحد
ثعبان كبير لدغها ونجت رغم أنها خسرت الكثير ....أتنتظر اللدغة الثانية لتموت
!…

رمت الجوال على السرير ووقفت تذهب لاختها لن تسمح لـ الزمن بإعادة كتابة نفسه
ريما ليست مثلها ولن تسمح ان تكون مثلها

قذف بالجوال بعيدا عنه وقال بحنق شديد وندم وعاتب لنفسه: النذلة مارح تصدقني مهما قلت
انا عارف انها بنت شوارع وبنات الشوارع مافيهم ثقة
وبعدين تستاهل مسوي فيها ألخاندرو على صباح الله
طلعها من عقلك لاتضيعك واطلع من هالقصص وخلك تحت طاعة الله وبسك معاصي

الثقة مثل قلعة الرمال من الصعب بناءها
لكن من السهل تدميرها

***

فتح باب الزنزانة وعبره أبو عباس وعيونه تراقبان صقر ....هل هو من رجال آل تشابوو …!
او جاسوس …!
إقترب ببطء وسنينه الغابرة تحاول قراءة هذه الملامح أمامه ...لايبدو أنه رجل خائن ولا يبدو أنه رجل مخلص
لو كان من طرف آل تشابوو لماذا لم يخبره آل تشابوو عنه …!
هل آل تشابوو أرسله لتجسس عليه بالتحديد
يفعلها فهو رجل لايثق بأحد ...إلا أبو عثمان



إستحوذت هذه الفكرة على عقل أبو عباس وسأل صقر دون مقدمات : من بعثك …!

طوال الليل فكر صقر بحيلة قد تنطلي عليهم وأستجمع قوته لـ يواجه الرؤوس المدبرة ....وأستعد للموت وردد في قلبه

أطلب الموت
تـهـاب لـــك الحـيـاة

رفع رأسه بشموخ وأجاب بشجاعة : آل تشابوو انا من طرف آل تشابوو
أبو عباس بشك : ليش ماقال لي عنك

ضيق صقر عينيه " يعني تعرف هويته الحقيقية ...وقعت يأبو **** " : إسأله هو ...انا كل اللي قال لي عنه أراقبكم

إبتلع لعابه ونظر لـ جواد الواقف على يمينه ...أصاب حدسه ...صقر أُرسل كـجاسوس ، المرسل آل تشابوو
عاد ونظر لـ صقر وقال بصوت هاديء : لا أظنx آل تشابوو قال لك تجسس مو راقب

أحس صقر بتوتر أبو عباس ورد بكلمات منتقاة : لا قال لي راقب ولو يصير أي شيء ماعندهم علم فيه تدخل ....مثل أمس ماعرفتوا أن الأمن عندهم خبر وكنتوا بتستلمون شحنة بالمعبر رقم 5x

إقترب أبو عباس منه يشتم صدقه من كذبه : طيب من قال لك

صقر بسرعة ودون تفكير ...ابو عباس لايصدق وعليه ان يضع حجج مقنعه ...لايريد لـ المدعو آل تشابوو ان يسمع بوجوده ولا يريد لـ ابو عباس أن لا يصدقه
: معلومة من الإستخبارات العامة ...انا من الإستخبارات

فتح أبو عباس عيونه على مصرعيهما عكس جواد الذي كاد أن يغلقهما ....إذا كان صقر من الإستخبارات فهل هو من مهرجي السرك …!



أكمل صقر كلامه يوم أن رأى وقع كلماته على أبو عباس ولم يفته شك جواد المُتنامي : مثل ماقلت لك انا من المخابرات آل تشابوو كلفني أراقبك وأرفع له تقارير عن نشاطاتك ...وأمس يوم وصلني خبر المداهمة ...قلت أقول لك حتي ماتخذ توبيخ من القائد

تنهد أبو عباس وقال بغضب: يعني آل تشابوو ماعنده ثقة فيني ...هين يأبو حسن

إبتسم جواد بسخرية ...أثبت صقر ذكاءه وبرهن أبو عباس على غباءه وقررر أن يساعد صقر في لعب اللعبة ...فيبدو أنها ممتعة: أظن أنه صادق ياسيدي

نظر له صقر بغضب لكن جواد ظل مبتسما

إشتعل أبو عباس بالغضب فهو لم يفكر قط أن يخون أبو حسن وأخرج جواله سينهي هذه المهزلة : هين أدق عليه وأشوف لوين توصله مراقبته لي

إنصدم صقر من قراره وتحدث بسرعة ورجاء : لاسيدي الله يخليك رح يقتلني .

وضع جواد يده بجيب بنطلونه وظل يراقب مبتسما
أكمل صقر كلامه مترجيا : ياسيدي انا سويت اللي سويته حتي ما تخفق بمهمة أمس ...معقولة تكافئني بهالطريقة وتتصل وتقول ان جاسوسك اعترف بسواته

تراجع أبو عباس عن قرار إتصاله وقال والغضب ينمو بداخله ....يحترم كثيرا أبو حسن ومن غير المعقول ألا يرى فيه أهلا للمسؤولية ...لا ويكلف أحدا لمراقبة تحركاته
: طيب ليش بعثك تجسس علي هو انا قصرت بشغلي

إزدرء لعابه وأجاب بأول شيء خطر بباله : الله أعلم ...بس الله يخليك لاتقول له عني ...وانا بإذن الله اللي تتأمر عليه يتنفذ

رفع حاجب عينه اليمين وفكر بإقتراح صقر ...سيكون من الجيد أن يجعله تحت إمرته ويُبقي أبو حسن على عماه

حك جواد جبينه وقرر إرباك صقر ...ليختبره قليلا : أمس قلت إنك من الأمن واليوم تقول من الإستخبارات ...وبرضو يوم دخلتك هنا لزنزانة كتبت رسالة وبعثتها كميرات المراقبة شافتك ...لمن الرسالة وش المكتوب فيها ..وليش قلت إنك من الأمن

إحتقن وجه صقر بالدماء وتمني لو أنه يستطيع أن يلكمه ويسقط أسنانه ، إن جواد يراوغ ويحرك بيادق الشطرنج كيفما يشاء ، لكنه لايعلم أن خصمه هو صقر ....لـ يرى إذنا لمن آخر بيدق
ورد بهدوء محاولا تمالك أعصابه : بالنسبة لـ رسالة بعثتها لأبو حسن طمنتوا انو كل الامور تمام ، وانا حذفتها من باب الإحتياط ...أما كون انا قلت انو انا من الامن فحتي بعد عني الشكوك ...بس فكرت وقلت خل كلش واضح لاجل تصدقوني

سأله جواد مجددا وإبتسامته لم تفارقه : طيب دامك تقول خل كل شي واضح ليش ماتبغي نسأل القائد أبو حسن ونتأكد من كلامك ونطمن مرة وحدة

شعر صقر أن هذا المدعو جواد يحاول وضعه في موقف محرج ليثبت شكوكه ...فهو واثق لو أن الجميع صدقه فـ جواد هذا لن يصدق
فكر لوهلة ورد بقرار جريء حاسم : دق عليه ونتأكد ...ماعاد يهمني إيش يصير

منع جواد ضحكته وكلم نفسه " ماشاء الله جريء وشجاع "

تدخل أبو عباس وأتخذ قراره النهائي : أبد مارح يسمع أبو حسن باللي صار أبد ...بشوف وين توصله مراقبته لي ( وجه كلامه مباشرة لصقر ) : انت خلك توصل له تقارير عني ...يعني كمل الشغل ياللي بديته وانا كل ما إحتجتك ألقاك ...( أكمل بتهديد ) : بس ياويلك لو تكون تلعب بذيلك ...وتشتغل على الحبلين ...طال الزمن او قصر انا ذباحك

تنفس صقر الصعداء وأدى التحية العسكرية وفي نفسه " بنشوف من يذبح الثاني ...تو بدا الشغل السنع " : أبشر طال عمرك

أخرج جواد يده من جيبه ورفعها يحك أنفه وأخفض رأسه يخفي حماسه " تو بدت اللعبة ...الله بستانس " وسمع اوامر أبو عباس : إخلي سبيله وخله دوم تحت المراقبة زين
جواد برسمية : حاضر انت تأمر

نظر له صقر بتمعن وخلل أصابعه في شعره الكثيف من الإمام الخفيف من الوراء وفي نفسه " طيب ياجواد طيب بتعرف منهو الصقر ومنهي عيون الصقر "

رمقه أبو عباس بأخر نظرة والتفت مغادرا يتصل بأبو علي ويقول له عن كلام صقر ...لا زال لايصدق أن أبو حسن وضعه تحت المراقبة …!



صقر لـ جواد بصوت هاديء مملوء بوعيد وتهديد : إحسب حسابي زين

رد جواد بإستفزازية : بديت أطلع الحساب يارجل الأمن

حك صقر أسفل شفته السفلى وعضها بروية رافعا جبينه ومجيبا بهدوء وهو يهز رأسه : طيب طيب أحلى شي التنفيذ دون كلام ..

أنهى كلامه وتحرك يجتاز جواد ليخرج من الزنزانة ...ما إن إقترب منه حتي سمعه يقول : أعرف زين قصة شعرك هذي انت من رجال الامن ....كل البوليس لهم نفس قصة الشعر

إلتفت له صقر ونفس الشيء نظر جواد بإتجاه صقر وتقابلت عيونهما ....أكمل جواد كلامه بكل حذر : عارف أنك جاسوس لصالح الدولة خذ بالك من نفسك ...هذولا سم أفعي

ذهل صقر من صراحة جواد وتسآل بدون وعي وبصوت مسموع : إيش دراك

لم يجبه جواد وإلتف يلحق أبو عباس ....ويفكر ...كيف لرجال الأمن أن يكون لهم علم بمخططات جماعة آل تشابوو ...من قال لهم وماذا يعرفون بالتحديد ...هل يعرف الجميع أو مجموعة فقط ...على القايدة العليا لـ الإستخبارات أن تسمع بهذا ...
أخرج جواله وكتب رسالة جديدة

سيدي أبو أشرف ضيف أمس جاسوس لصالح الدولة

تقدم الى الإمام بخطوات متأنيه ينتظر أجابة
لم يطول إنتظاره ووصلته أجابة مختصرة لكنها وافية

خله تحت حمايتك وأنا بعرف كل شي عنه بطريقتي

لحق به صقر والصدمة تجتاحه مثل عاصفة مدمرة ....كيف عرف كل هذا عنه …!
من أين له هذه الثقة المخيفة بأنه من رجال الأمن وجاسوس أيضا لصالح الدولة …!

لماذا يشعر أنه صديق وليس عدو …؟
أهو جاسوس أيضا ...هل هو من رجال الأمن أيضا
رآه لكن أين …!
إلتقيا في مرة من المرات
لكن أي أرض جمعتهم
أي أرض …!

***

: السلام وعليكم ورحمة الله
إلتفت فايز وإذ به يرى رسلان شريكه في العمل
وقف وهو يمد يده : وعليكم السلام ياهلا شحالك
رسلان بضجر لايريد السفر : طيب الحمد لله وانت
فايز بهدوء : ماشي الحال
لم يدقق رسلان كثيرا في جوابه وأنزل يده : طولت عليك
عاد فايز للجلوس وأجاب بنفس صوته الهاديء : أبد ...وبعدين لسه موعد الطيارة

جلس رسلان بجانبه وحاول خلق حديث حتي يمر الوقت بسرعة : شايفك مبكر
فايز يقرأ بعشوائية بتذكرة السفر : مستعجل ابغي اهرب

نظر له رسلان بغرابة ورأى الوجوم يحيط به ، ابعد بصره ونظر بعيدا ...ولم يعقب على كلامه
صمت فايز بدوره فهو لايريد التحدث على الأقل الآن

لم يلبثا وقت طويلا حتي سمع صوتا شبه مألوف : السلام وعليكم
نظرا كلاهما لمصدر الصوت
رسلان : نواف …!

نواف ينظر إليه بحنق ...إنه أحد الأسباب التي جعلت والده لايتحدث معه لكنه لايكرهه فـ ماضي جميل يجمعهما وحاضر يأمل أن يكون رائع ويدعو الله أن يكون مستقبلهما مشرق : إيه نواف ماتعرف ترد السلام

وقف رسلان مبتسما ومد يده : ياهلا شخبارك ؟
صافحه نواف دون رغبة وأجاب : من الله زين
قطب رسلان جبينه وسمع فايز يزمجر : بلاك انت ماكلين حلالك

رد نواف بإبتسامة صفراء مغصوبة : إيه خبز وعيش
وقف فايز ومد يده يصافحه : مالت ...وين الهمة
نواف : عـ روسيا
رسلان بلمز : ماشاء الله شعندك هناك ...شغل .!

نواف بصدق ...يعلم ان رسلان لادخل له لكن تفانيه في العمل أكرهه حياته هو ورد عليه : الشغل تاركه لك يالروبوت

رد رسلان بحزم : هاي انت ناوي علي ولا شلون

أحس نواف أنه لن يربح شيئا من هذا الجدال العقيم الذي لا ينتهي أبدا : يوم شفتكم هنا قلت اسلم بس

تجاهله رسلان وعاد للجلوس
أجاب فايز وأراد تلطيف الجو ...نفسيته متقلبة لكن أخر شيء يريد حصوله هو شجار وفي المطار : الله يسلمك انا ورسلان بنسافر على دبي فتحنا فرع شركة جديد هناك

نظر نواف بطرف عينيه لـ رسلان أغضبه كالعادة : بالمبارك أية الرزق أن شاء الله
فايز : أمين يارب

أراد نواف ان ينهي اللقاء مثلما بدأه : طيب بتركم طيارتي بعد دقايق طريق السلامة
جلس فايز مجددا ورد برسمية : الله يسلمك ...فحفظ الله

لاحظ نواف صمت رسلان ...يعرفه منذ الصغر بعيد عن المشاكل ويرسم حدود بينه وبين أشباه الأقارب
إبتسم ووضع يده على كتف رسلان يرفع ضغطه ...إستمتع بإزعاجه رغم براءته وقال بكلام مقصود : لك مني هدية... اعطيها لك يوم بشوفك بعد رجوعي للمملكه
...ثم تحرك مبتعدا

رد عليه رسلان بصوت شبه مرتفع وبكلام مُبطن: بستقر بدبي شف الهوا وهديتك عطاها المحتجين

ضحك نواف ورفع يده مودعا ...لقد أغضبه ولو قليلا ورفع صوته يجيبه : لاحقك ولو على آخر الدنيا خلان وبنقعد خلان

لم يجبه رسلان وتجاهله كعادته
سأل فايز بفضوله : بلاه نواف ...إيش بينكم
رسلان بلا مبالاة : مادري عنه ...مزعج على قولتهم

إبتسم فايز وأراد أن يلهي نفسه كي ينسى منتهى
دواء نسيان فتاة هو فتاة أخرى
أشر بأبصعه بإتجاه فتاة رآها لتو : شف شف الغزال

نظر لها رسلان ثم نظر لـ فايز وقال يرسم خط وحدود : من الآخير انا مو من هالنوع
نظر له فايز بإزدراء : إحلف يالشيخ وأصدق

رسلان برسمية : بينا شغل وبس تبغا تتغزل تغزل تبغا تصاحب صاحب تبغا تتسوق تسوق انا مالى شغل

قاطعه فايز ووقف يذهب لـ الفتاة يبدو ان وجهتهما واحدة : أقول لاتسوي فيها شيخ علي الله يرحم والديك ...اروح اغير جو ..نلتقي بالطيارة ...باي

ضحك رسلان وأخرج جواله ...يفعل من الآن وضع الطيران حتي لاينسي وحدث نفسه : أميه منها لايسون ظفر ريما

إننا لا نختار من نحب
ولا نختار من نكره
فالقلب سلطان

***

بعد ساعتين من خروج صقر من مقر شركة أبو عباس إتصل بعزام ...من الآن وصاعدا لن يلتقي به إلا لضرورة ...يعلم أنه مراقب عليه أن يكون حذر

كان عزام بقسم الآمن بمكتبه يقوم بعمله الروتيني حين سمع رنين هاتفه
قرأ إسم المتصل وتنفس الصعداء ورد بسرعة : الووو
صقر : أهلين عزام شخبارك ..!
عزام بلهفة ...لو يحدث مكروه له سيحمل نفسه المسؤولية : انا بخير انت اللي شلونك

إبتسم صقر على خوف عزام ...فهو لايملك أهلا يخافون عليه غير جدته لكنه يملك زملاء وأصدقاء يقلقون عليه : طيب الحمد لله تطمن
عزام: الحمد لله من الصبح وانا احتريك ...والف الحمد يوم سمعت صوتك

رد صقر بإبتسامة ناعمة : طيب ولله الحمد ...خلنا بالمهم ياعزام
عزام بإهتمام : تفضل أسمعك

روى له صقر كل الذي حصل معه وأخبره عن انه أصبح من رجال أبو عباس وحدثه عن جواد وأتفقا أن لا يلتقان حتي يقرر صقر ذلك

شك عزام هو الآخر بجواد وتمني لو يقابله ربما يكون يعرفه هو ...صقر يقول أنه مألوف لكن لايعلم ولايتذكر أين إلتقى به

أنهي المكالمة بعد أن أوصاه أن يأخذ حذره ويحاول قدر الإمكان أن لايثير شكوك جواد أو أبو عباس ...فربما عن طريقهما يحصل له الشرف أن يلتقى بأبو حسن المقلب آل تشابوو
ويجمع فقط أدلة

( بالمناسبة صقر من زملاء عزام بالعمل وبقسم أمن جدة ، لكن بعدما علم بآل تشابوو ...قدم صقر طلب لكي يصبح شرطي مرور حتي يعمل بالخارج ولايكون لزاما عليه الحضور كل يوم للقسم ...قُبل طلبه من قِبل أبو عهود وأصبح يعمل خارج أسوار القسم ويأتي فقط في الصباح يسجل حضوره
وهذا كله تفادي لإثارة الشكوك من حولهم )

***

وصل المساء وجهزت عهود نفسها لكتابة سطور إحدى أهم لياليها
دعت وصال فقبلت دعوتها
ودعت منتهى
فرفضت وتحججت بمرضها ووعدتها أن حنة الزفاف ستكون من نقشها هي

وصلت أم عزام رفقت أم جاسر وإبنتيها نورة وريما
ريما التي تخطط لـ نفث سمها بالمكان
نورة التي تخطط أن تمر الليلة بسلام

سعدت أم عهود بحضورهن وأستقبلتهن بحفاوة رفقة أم زياد التي دعتها أم عهود للحضور

صعدت نجلاء لعهود مع روح يخبرنها أن أهل العريس وصلوا
عهود وما إن سمعت بالخبر لمعت عيناها بالدمع
تشعر أنها نقطة اللاعودة
وعليها التحدث الآن أو الصمت للأبد
عليها تحديد قدرها الان او الرضوخ لمصيرها

لاحظت وصال حزنها وحالتها التي لا تمت لسعادة العروس بصلة
ولفت ذراعها على كتفيها من الوراء وهمست بحنان : عهود بلاك ياقلبي ليش كل هالحزن

نظرت عهود حولها أختها وابنت عمها وصديقة عمرها، لا أحد غريب إذن
ونطقت بوجع : مب قادرة ياوصال مب قادرة أصدق اني بصير زوجة عزام مب قادرة أبد

نطقت روح بسرعة وغضب : وبعدين معك انت
نظرت لها نجلاء بغرابة وسألت بإهتمام وخوف وهي تقترب نحوها : عهود شفيك ياعمري عسا ماشر .!

نزلت دمعة من عينيها وأمسكت بطرف فستانها بكفها البارد المرتعش

تحدثت وصال تحاول لملمت شتات عهود : عهود ياقلبي ترا انت مكبره السالفة بس ..صدقني عزام زين ورح تعيشين معه احلى ايام حياتك

ونطقت بألم لم تعتقد يوما أنها ستعيشه ...لماذا ... شعور أن عزام مجبور بها يؤرق تفكيرها : مارح تفهميني أبد أحسه مايبغاني أحسه مجبوو....
بترت روح كلامها وقالت بحزم : بسك دلال يله لو كان مايبيك كان ماطلبك

فسرت نجلاء كلام عهود على انها خائفه ...كي أي عروس : من العالم انه مايبغاك ...يمكن يحبك وهو من طلب من أمه تخطبك
عزام رجال والنعم فيه لاتضيعينه يالغبية

تنهدت عهود ...نجلاء لم تفهم الأمر ، روح تقول أنه يحبها ، وصال تؤكد أنه من النوع الذي لايجبر على شيء
وهي واثقة بأنه سيأتي يوم ويقول لها
لو لم يقل لي والدك تعال تزوج إبنتي ماتقدمت لخطبتك

إحتمالات بشعة يطرحها عقلها ...تتخيل كل الأحاديث التي قد تجمعهم وكيف أنه سيذكرها كل مرة بفعلة والدها

وقالت بصوت حزين أليم : مايبني واثقة مليون بالميه انه مايبني ...انا لزوم أوقف هالمسرحية

: آلحين زواجك من أخوي مسرحية

نظرن جميعهن نحو الباب ورأين فهدة واقفة وعلامة الحسرة بادية على وجهها

خافت وصال وروح من طريقة فهم فهدة للموضوع وتحدثتا مع بعض في الوقت نفسه
: لا انت فاهمة غلط

لم تحرك فهدة ساكنا وظلت تحدق بعهود تنتظر من عهود التبرير

أيقنت عهود أن فهدة هي بداية المواجهة إستجمعت قوتها وأتجهت نحوها عليها أن تضع النقاط على الحروف

إقتربت منها ووضعت يدها على خد فهدة وبدأت تشرح موقفها ...لاتريد من فهدة أن تأخذ موقفا منها ولاتريد ان تكمل بطريق تحس فيه أن أقطابه الإثنان مجبوران ...هي وعزام
: فهدة أنت أختي قبل كل شي وانا يشرفني اكون مرت اخوك وكنة أمك بس ماقدر يافهدة ...أخوك أحسه مايبغاني أحسه مايبني ...

قاطعتها فهدة وقد بدأ الضباب ينقشع من امامها : من قاله ياعهود صدقني عزام يحبك هو قال لأمي أمشي اخطبي لي عهود

هزت عهود رأسها غير موافقة وأكملت وغصة تسد بلعومها : لا فهدة لا ...أبوي من قال له تعال اعطيك عهود ...مب هو اللي خطبني عن رغبة وعن حب

صدمت فهدة لكلامها لكنها تداركت بسرعة وقالت بثقة : بس عزام اخوي واعرفه لو انه مايبك كان قال لعمي ببساطة أنه مو موافق

فرحت وصال وقال بتلقائية : شفت قلت لك

صمتت عهود تبحث عن الصدق في عيون فهدة ...ترغب وبشدة أن تكون فهدة وصال روح صادقات وهي المخطئة
ترغب وبقوة أن يحبها عزام

أكلمت فهدة كلامها وكلها عزيمه أن تقنع عهود فهي واثقة تماما ان عزام يريد عهود زوجة ...ولو أن أبو عهود هو المبادر : يمكن صدق عمي من قال له تعال اعطيك بنتي بس صدقني هو موافق و من قلبه ...هو مو من النوع اللي ينجبر بالعكس هو بيجبر ...وأمس يوم قال لنا نجي نخطبك كان مرة فرحان ومبسوط الا ميت من الوناسه

أغمضت عهود عينيها تستوعب حديث فهدة ...هل حقا عزام كان سعيد ...هل فهدة تقول هذا بكل صدق ام تكذب عليها ...وتحدثت تبدد آمالها التي بدأت فهدة بنسجهم في عقل عهود : بس يافهدة

قاطعتها فهدة بسرعة وعانقتها لاتريد إطلاقا أن ترفض عهود : صدقني يامرت أخوي صدقني ...ولو عن عزام انا وانت إثنينا نخليه يموت بحبك

إبتسمت كل من نجلاء ووصال
روح سعدت كثيرا بكلام فهدة ...وسرت برغبة فهدة الصادقة ان تكون عهود زوجة لـ عزام

تهاوت دمعة أخرى على خد عهود ، فهدة تحبها وتريدها بشدة أن تكون زوجة أخيها ...فقد دعتها ولأول مرة بزوجة أخي وقالت بإحتمال لاينفك يسطر على تفكيرها :ولو كان مجبور ولو ماحبني بيوم ...يومها إيش أسوي …!

إبتعدت عنها فهدة وأمسكت وجهها بكفيها الناعمتين وقالت بإصرار وعزيمة : يومها انت وانا نلعب بقلبه ونخليه يحبك مثل ماقلت لك ...وبعدين عزام غشيم بسوالف الحريم وهو ماعرف حرمة بحياته صدقني انت أول وحدة تدخلين حياته ولازم تكونين الأولي والأخيرة ...عهود انت وعزام رح تكونون ثنائي مرة حلو ورح تعيشون قصة حب مرة حلوة صدقني

رفعت عهود كفيها تمسك يدا فهدة وقالت بتردد : خايفة مايتحقق شي من كلامك

إقتربت منهما وصال وأنظمت لصف فهدة تحاول طمئنت عهود : انا فهدة روح نجلاء منتهي كلنا رح نكون جنبك ورح نساعدك تكسبين قلب عزام

نظرت لها عهود وسمعت وعد نجلاء : وانا بوعدك أعلمك شلون تطبخين أكل حلو علشان تكسبينه مو يقولون الطريق لقلب الرجل بطنه

ضحكت روح ووصال أما عهود إبتسمت بنعومة أنهن حقا صديقات يعول عليهن

تحدث فهدة بصوت هاديء مفاجيء : ليكون بقلبك شخص .....
لم تكمل حتي ضربتها عهود ببطنها
وزمجرت بغضب : اعوذ بالله
ضحكت فهدة وردت بألم : اعوذ بالله منك كأنك أندر تايكر ...هين اقول لعزام مايتزوجك اقول له انك مصارعة شرسة

إبتسمت عهود بتصنع فهي الى الآن لم تقتنع كليا بكلام كل من حولها : جربي انطقي وأكسر راسك
فهدة تمثل الخوف : يمة خوفتيني

تدخلت روح تذكر عهود أن النساء يردن رؤيتها وتنهي شك عهود الذي لاينتهي : اقول خلنا ننزل الحريم بعثهم السيد عزام يخطبون له الست عهود وهم يبون يشوفنها وهي قاعده تخرط

لم تجبها عهود ومشت معهن ستصمت الآن ، ستترك القدر يلعب دوره
خرجن من الغرفة ورأين ريما واقفة
روح مستغربة : ريما …!
ألقت ريما نظرت سريعة على عهود ونظرت لفهدة : خالتي تقول انزلوا

وألتفت تسبقهن ، إستغربت منها وصال وهمست لعهود : شفيها هذي ما سلمت
عهود دون إهتمام : إيش دراني فيها
ولحقن بها

سمعت ريما معظم الحديث وعلمت ان عهود على علم أن والدها هو الذي عرض على عزام خطبتها ....هي كانت تريد أن تزرع الشك بقلب عهود وتقول ان عزام لايريدها ...لكن خطتها فشلت قبل أن تبدأ
لكن لابأس

خسرت المعركة ولم تخسر الحرب

نزلت عهود ومن معها ، جلسن مع الباقي تبادلن أطراف الحديث ، أعطتها أم عزام خاتم ذهب كانت قد إشترته خصيصا لها وأخبرتها أن عزام يريد الزواج بعد أقل من شهر

صُدمت عهود ، صُعقت ريما ، سُعدت البنات ، حَزنت نورة

حدث واحد ، مشاعر متنافرة


*
*
*

على المرء أن يلملم شتاته ويقف
لا الحياة ترحم
ولا
السقوط خيار

*
*
*
يُــــــتبع

نــــــلـــتــقى فــي الـفـصـل الـقـادمx

{ الإثنين _ بإذن _ الله }



احلام نجوم غير متواجد حالياً  
التوقيع


ولي في النجوم أحلام ⭐ كتبت فيها بعض الألام
ورسمت فيها بعض الأمال ⭐ وعدت للوطن أكتب عنه الأشجان

رد مع اقتباس
قديم 23-01-23, 09:20 PM   #9

احلام نجوم
 
الصورة الرمزية احلام نجوم

? العضوٌ??? » 458572
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 557
?  مُ?إني » بين نجوم منتدي روايتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » احلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك NGA
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
⭐ سبحان الله وبحمده ⭐ ⭐سبحان الله العظيم ⭐
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

التنزيل بعد قليل


احلام نجوم غير متواجد حالياً  
التوقيع


ولي في النجوم أحلام ⭐ كتبت فيها بعض الألام
ورسمت فيها بعض الأمال ⭐ وعدت للوطن أكتب عنه الأشجان

رد مع اقتباس
قديم 23-01-23, 10:42 PM   #10

احلام نجوم
 
الصورة الرمزية احلام نجوم

? العضوٌ??? » 458572
?  التسِجيلٌ » Nov 2019
? مشَارَ?اتْي » 557
?  مُ?إني » بين نجوم منتدي روايتي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » احلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond reputeاحلام نجوم has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك NGA
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
⭐ سبحان الله وبحمده ⭐ ⭐سبحان الله العظيم ⭐
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile22 خيبة _ أمل 😢

الفــــ الــخــا ـــصــ مـــس ــــــل
#
خيبة __ أمل
#
أظن أن البعض أصبحوا بحاجة لتجاهل كي يعلموا كم كان إهتمامنا بهم جميلا
°
°
°

بعد أسبوع من خطبة عهود وعزام
في أحد مخابئ آل تشابووو
أجمتع أبو عباس وأبو علي وأبو عبيد

ابو عباس يجلس امام طاولة مستديرة رفقة ابو عبيد وابو علي
ابو عباس برسمية : وصل لنا خبر من مصادر موثوقة ان مجموعة من الاستخبارات لهم خبر بتحركاتنا وهم يحاولون جمع الادلة ضدنا

ابو عبيد يوضح الامر الاكثر : هذا مو خبر اكيد لكن القيادة شاكه ان فيه عميل منهم يراقب كل تحركاتنا
ففي الاونة الاخيرة صارت معظم شحنات المخدرات في ايديهم والغريب ان المداهمات تكون دوم في اماكن وازمنة جد دقيقةx

ابو علي : دام كده لزوم نحتاط اكثر
ابو عباس : اجتنا اوامر من ابو حسن نفجر ميناء جدة بعد اسبوعين من الآن

ابو علي بغرابة : نفجر ميناء جدة ...ليش وش الفايدة …!

ابو عبيد يفسر له الامر : بنفس اليوم وبنفس الوقت رح توصل اكبر شحنة مخدرات لمطار جدة ورح نصدر اعضاء بشرية وجلود حيوانات واسلحة محظورة ولزوم علينا نشتت الآمن والمخابرات
ابو علي : تقصد نرمي لهم الطعم بمكان ثاني

ابو عباس : ايوه هذا هو بيت القصيد
ابو علي : طيبx ... والمطلوب ايش هو ؟؟

نظر ابو عباس بإتجاه ابو عبيد فالاجتماع مخصص لهذا الغرض ، وهو
الاتفاق على موعد تسليم الاعضاء واستلام المخدرات وتفجير الميناء
استمع الاثنين بإهتمام ولم يدركوا جميعا ان هناك طرف ثالث في الاستماع

جوااااد
الذي يجب عليه ان يحبط خطتهم بأي ثمن كان

أتفقوا على الخطة التي سينفذونها والتي تصادف ليلة زواج عزام
غادر أبو عبيد المكان بعدما وصله إتصال من مقر عمله وبقي كل من أبو عباس وأبو علي
أبو علي بشك منذ أن سمع عنه : أقول ابو عباس
أبو عباس : أمر
أبو علي : مايمر عليك عدوو ...بس الشاب اللي مسكته من اسبوع وقال لك انه من المخابرات وانه بنفس الوقت جاسوس لابو حسن .
قاطعه ابو عباس : تقصد منصور …!

( صقر أدعي أن إسمه منصور )

ابو علي يوافقه : ايواا هذا هو ...ماعندك فيه شك وان هو ياللي يتجسس لصالح الاستخبارات
أبو عباس شبه متأكد : لا ابدن ...هو صح من الاستخبارات لكنه جاسوس لصالحنا وانت شايف ان كم من خطة فشلت قبل ظهوره وقدومه عنديx ...وبعدين انا شاك انو هو من قال لأبو حسن على ان كل تحركاتنا انها مكشوفة ...او وش رايك انت ...من قال لابو حسن أن الاستخبارات لهم خبر عن تحركاتنا

أبو علي يفكر في كلام ابو عباس : ايه معك حق ...يعني فيه جاسوس بينا غير منصور هذا
أبو عباس بثقة عمياء ليست في محلها : منصور مب جاسوس منصور عميلنا ....الجاسوس شخص ثاني لزوم نعرف من هو

وافقه أبو علي واكمل حديثهما عن التحضير لتفجير الميناء
***

غادر جواد المكان على مضض بعد ان سمع كفايته من الكلام وأرسل رسالة لقيادته يخبرهم عن خطة جماعة آل تشابوو
وهو مبتسم
صقر ( منصور )x شخص ذكي فقد أقنع أبو عباس وجعله يصدقه تماما
وتأكد أن ابو عباس هو من سينهي أمر آل تشابوو بغباءه ودون قصد منه

وقرر أن لا يخبر صقر بالخطة ويرى كيف لصقر أن يعلم بها وماذا سيفعل الآمن لحماية جدة وسكان جدة
***
في روسيا وبموسكو بالتحديد
إلتقى نواف بأحد أشهر قراصنة الأنترنت
الذي يصمم برامج خبيثة وفيروسات لإختراق كوابل الانترنت
اشتري منه نواف برنامج متطور للاختراق وفق مبلغ قد أتفقا عليه
ثم إلتقى بـ قرصان آخر يعلمه كيفية تطور وتحديث البرامج
وطلب منه القرصان أن ينظم لدورة تكوينية في مجال المعلوماتيه والقرصنة تدوم لثلاث أسابيع ستكون مفيدة له
وافق نواف وسجل وأنظم لدورة وقد قرر أن يدرس اسبوع واحد فقط
لان التأشيرة ...تأشيرة سياحة تدوم لأسبوعين فقط
وكان الغرض من كل هذا ان يواصل تجسسه دون أن يتجسس عليه أي أحد
فهو لم ولن يثق بالشخص الذي اشتري عليه البرنامج الخبيث
فربما يتجسس عليه ويهدده وغيرها من أمور القرصنة
وأيضا من أجل أن يطور نفسه في هذا المجال وذلك بتصنيع برامج بنفسه ولما لا برامج مضادة للبرامج الخبيثة
بالمعنى
يكتشف السم ثم يصنع الترياق
* **

بالنسبة لزواج عزام وعهود فهو بعد أسبوعين ومثلما اسلفت من قبل في ليلة تفجير الميناء
وقد كانت عهود خلال الاسابيع الفارطة تجهز نفسها لزواج وتساعدها كل من صديقتيها وصال ومنتهى

منتهي التي إختارت أن تتبضع مع عهود وتنسي فايز وغدره
رغم انها خائفة أن تكون حامل فهي تدعو الله طول الوقت ان يسترها وان لا تصبح أم لطفل بريء من ذكر خائن غادر
روح أيضا كانت ترافقهن و الفرح يرافقها بعد ان عاود زياد لمراسلتها من جديد

عكس ريما التي خيم عليها الحزن والألم عزام زواجه قريب جدا
وهي تشعر ان قبرها ولحدها قد فُتح ماذا تفعل …! وأي xxxx تتناول حتي تنساه …!

لكن يبدو أن الغيرة أخذت دور القيادة والأمر والنهي
فقد غدت ريما بيدقً في رقعة شطرنج الغيرة وصارت لا تتحرك إلا تحت تأثير غيرتها وحقدها
لا
بأمر عقلها وحكمتها
اللذان ضاعا
وأستمرت طوال هذه المدة بكتابة رسائل لعزام
الذي يمسحها دون قراءتها حتي
غير رقم هاتفه أكثر من مرة
ولكن في كل مرة تتصل به
تعب ومل منها

ووصل لدرجة أنه صار يُّعدها من شركات الاتصال لا يلقى بالا لرسائلها المتكررة التي تبدو انها بدون فائدة في نظره

أم فايز فهو لايزال في دبي رفقة رسلان
وقد صاحب أكثر من فتاة بغية نسيان منتهى التي تسيطر على كل أفكاره
وقد استغرب منها فهي الى الآن لم تبعث له أي رسالة وأي ترجي وأي لوم وعتاب

عكس رسلان الذي انخرط في عمله وقد قرر قراره النهائي فور عودته الى ارض الوطن سيخطب ريما

بالنسبة لصقر فقد ضمن ثقة أبو عباس وتعرف على أبو علي ويخطو بحذر نحو معرفة ابو عثمان وابو حسن وابو عبيد

الذين الى الآن لم يسمعوا شيئا عن وجود صقر بينهم
وقد نجح في زراعة فراشة تجسس بمكتب ابو عباس
ولكن لسوء حظه أن معظم الإجتماعات المهمة تحدث في أماكن لا يعرفها صقر
***
لــيــلــة ــــــــــ العــمـــر

عهودx &x عزام


تجهز كل المدعوين واتجهوا لقاعة حفلات تشهد ليلة زواج عزام وعهود
كان حفلا صغيرا مقتصرا على الاقارب فقط
اقارب عزام وعهود

في صالة جلوس الرجال كان عزام سعيدا جدا ومن لا يفرح بليلة فرحه
وهو غافل على ما قد حيك ضد وطنه الحبيب في الخفاء وتحت جنح الظلام

انتهت مراسم الزواج وعاداته وتقالده وأخذ عزام زوجته للفندق لقضاء ليلتها الاولى وهو الى الآن لم يرها فقد طلب من أخته أن تلبسها عبايتها ليغادر معا
عهود حزنت لكونه لم يطلب رؤيتها وظنت ان عزام لايرغب بذلك ...لكنها لم تعلم أنه لكثرة إنشغاله بالمدعوين لم يجد الوقت ليدخل إليها ...حتي قاربت الساعة منتصف الليل وغادر جميع الحضور ...لذا إصطحبها مباشرة للفندق وهناك سيراها على راحته

وهم في سيارة ركب بجوار عمه وعهود في المقعد الخلفي ...أراد الركوب معها لكن لم يحالفه الحظ ...فقد خجل من أبو عهود .
وبدأت
الرياح تجري بما لايشتهي عزام
***

في شركة أبو عباس طلب حضور صقر يرغب في أن يضعه تحت الإختبار
دخل صقر ووجد جواد معه
ألقى التحية والسلام وجلس بأمر من أبو عباس
سأله أبو عباس بجدية ودخل صلب الموضوع مباشرة فـ لا وقت لديه ليضيعه : قلت من قبل أنك من الاستخبارات
أماء صقر بإيجاب وينتظر بقية الحديث ...فهذه أول مرة يُطلب حضوره من قِبل أبو عباس
أسترسل أبو عباس وهو يراقب صقر عن كثب : طيب ...زين ...دامك تقول انك منهم ...قل عندهم علم بوجودنا ...اقصد بآل تشابوو وجماعته

جواد الطرف المستمع يراقب صقر بتمعن وإستمتاع وحدث نفسه " جاوب يالحاذق "

نظر له صقر بطرف عينه وأجاب بكلام كان قد جهزه ...فـ خلال الاسابيع الماضية خمن بـ سيناريوهات وحوارات قد تحدث معه : يمكن إيه ويمكن لا ...لانو لو القيادة تعرف بوجودكم فرح يبقي هالشي سر من الاسرار الخطرة ورح يشتغلون من تحت الطاولة ...يعني لو كنت من الضباط ذوي المناصب العليا كان عطيتك الجواب الأكيد ...وبعدين أنا دخلت معهم بس حتي اعرف جواب هـ السؤال ...لأنو أبو حسن يبغي يوصل لنفس الجواب ويبغي يتأكد لو الاستخبارات لها علم بتحركاته

أستمع أبو عباس بإهتمام ...وأبتسم جواد بنشوة ...صقر ذكي ... وسأل نفسه " لو صح يكون صادق وأنه من طرف آل تشابوو ...وانا لمحت له انو كاشفه وكاشف تحركاته "

دخل الشك قلب جواد وزاد حماسه ...سيلعب على الحبلين ...مراقبة تحركات آل تشابوو ومعرفة هوية صقر الحقيقية ومبتغاه من كل هذا

إقتنع أبو عباس وتحدث بعد تفكير طويل : زين يامنصور ...الليلة نشوف معدنك من الرجال صدأ ولا عيار 24

إستغرب صقر من كلامه وألتفت لجواد ...ورأه يبتسم تلك الإبتسامة التي يكرهها
ورد على أبو عباس وهو ينتظر أن يكشف اللثام ويرفع الستار : أعجبك
أبو عباس وقف ووقف الإثنين معه : طيب يامنصور الساعة 11:30 ابغاك بمكان أحدده لك قبل دقايق من اللقاء

زادت غرابة صقر وذهوله مالذي ينويه أبو عباس وأراد أن يلكمه حتي يتحدث لكنه سيطر على أعصابه : أبشر ياطويل العمر
أبو عباس بأمر : خلص الاجتماع

خرج صقر وبرفقته جواد
أراد صقر ان يسأله لكنه جواد كان أسرع منه وباغته : المويه تجري من تحت رجولك يا منصور ... حلق مثل الصقرx ازين لك
غضب منه صقر وفهم تلميحه جيدا فهو يجزم أن جواد يعرف هويته الحقيقيةx وسأل بإهتمام شديد : شقصدك ...!x شالسالفة …!

جواد بنصف إبتسامة : قصدي شغل الاستخبارات واضح للعيان وماهوب تحت الطاولة مثل شغل الخونة والغدارين
ضحك صقر وغادر جواد دون ان يضيف كلمة ...فليفعل صقر مايريده وكائن من كان فهذا لايهمه المهم أن
يحمى حماه

راقبه صقر حتي إختفي وكتب رسالة يرسلها لسعيد يسأله عما كان يتحدث ابو عباس وجواد قبل دخوله المكتبx ،ضرب جبينه وهو يتذكر اليوم زواج عزام ومعظم رفقاءه في إجازة من أجل حضور زواج عزام

شد على قبضته بغضب وتحرك يغادر الشركة وهو يفكر ماذا يفعل كيف يعرف ماذا سيحدث في منتصف الليل ، وبدأ اليقين يتسرب داخله
" جواد عميل إستخبارات " همس بـ هذا الاستنتاج وغادر المكان
***

دقت ساعة الحقيقة وأتصل أبو عباس بصقر : تعال لميناء جدة
أغلق منه صقر واتجه للميناء ...ماذا يحدث هناك ...هل هي شحنة مخدرات جديدة
انطلق بدراجته الهوائية وبعد مرور عشر دقائق وصل عنده

في مطار جدة
كانت فرقة من الاستخبارات وهي وحدة التدخل السريع كانت قد طوقت المكان وجهزت نفسها جيدا
مستعدة لأي سيناريو كان ، متوزعة ومتمركزة في جميع مرافق المطار

جواد شحن مسدسه ووضعه ببنطاله أسفل سترته وارتدى السواد وأتجه للميناء وهو يأمل أن يلتقي آل تشابوو
***

وقف صقر مع أبو عباس وجواد وثلاثة رجال آخرين
صقر يريد أن يسأل ابو عباس عما يحدث ومالأمر الذي جاء بيهم الى هنا ...هل هو إستلام مواد محظورة وممنوعة او ماذا …؟
مرت خمس دقائق أخرى حتي وصل أبو علي ومن معه

ألقى عليهم التحية وسأله أبو عباس : الفريق 2 وصلوا للمكان ؟

أجابه أبو علي وهو ينظر جهة المرفأ : أيوه ...وكلن أتخذ موقعه

نبض قلب صقر أنهم يجهزون لخطة ما
أبو عباس بسعادة وألتفت جهة المرفأ : طيب ...حلوو ..خلنا نشوف شوية متفجرات ونستانس

صدم صقر وغضب جواد وفي نفسه " متي يظهر ابو حسن هذا ...متي بس "
لم يدرك صقر ماذا يفعل وإقترب من جواد وهو يستجمع رباطة جأشه : إيش ناوين عليه …!

جواد منزعج من غياب أبو حسن الذي يبدو أنه لن يأتي وربما سيذهب الى المطار : بفجرون جزء من الميناء
صُعق صقر وزمجر بهمس : وشلون …!!
نظر له جواد بغضب : سكر حلقك لايفجرونك إنت بعد .

شد علي قبضته والغضب يعتريه ووضع يد خلف ظهره يمسك مسدسه
لاحظه جواد ومد يده ووضعه فوق يد ومسدس صقر وبهمس لا يكاد يسمعه الا صقر : لا تتهور يالغبي ...عطيت خبر رح يداهمون المكان خلك هادي ...تو البداية بس

أبعد صقر يده وحك جبينه بتوتر ماذا يفعل ...كيف يخبر عزام …!

مرت دقائق وبدأ العد التنازلي
إنسحب صقر بهدوء وروية من أجل أن لا يثير الشكوك وإتصل بـ عزام
***

وصل عزام وعهود للفندق وعاد أبو عهود للمنزل بعد ان أوصي عزام على عهود

طلب منها عزام الذهاب الى الغرفة حتي ينهي اجراءات الحجز
عهود ذهبت الى الغرفة وجلست تنتظر عزام ، اليوم سيتضح لها هل يريدها او لا يريدها

أنهي عزام اجراءات الحجز واستقل المصعد متجها للغرفة واثناء صعوده رن هاتفه الجوال
اخرجه ونظر لهوية المتصل إنه صقر
ضغط زر الإجابة وتحدث : هلا
صقر بصوت هامس : عزام وينك ...بسرعة عطي آمر بإخلاء ميناء جدة بسرعة ياعزام بسرعة
صُدم عزام وضغط على زر نزول المصعد : قل شو السالفة ... !! شصاير …؟
صقر والغضب مسيطر عليه وحافظ على هدوءه : الانذال رح يفجرون المكان وبعد دقايق بس
عزام بزئير : إيش …!
صقر بأمر : اقول عطي الامر يخلون الميناء ...مب قادر اشرح أكثر يله ياعزام يله
صقر أغلق الجوال عندما .....
***

عزام اتصل بمركز الشرطة يعلمهم بالامر
خرج من الفندق راكضا وتذكر عهود فجأة

إنها تنتظر
تنهد بقوة
وعاد أدراجه عليه إخبارها حتي تنام ولا تنتظر

وفي هذه الأثناء اتصل بسعيد
أخبره بالأمر واغلق الجوال ، عندما وصول لباب الغرفة
أخذ نفسا عميقا وفتحه

دخل ورآها تقف وهي مطأطأة رأسها
خطى خطوتين لداخل وتحدث بصوت هادئ يسيطر على إنفعاله وغضبه من آل تشابوو وجماعته وهو يسأل بداخله " إيش قصدهم من تفجير الميناء ...على شنو ناوين بالضبط …!x "
: عندي شغل ضروري نامي ولا تنتظرين

رفعت عهود رأسها بصدمة
عزام استدار وخرج بسرعة
تلألأت عينيها بالدمع فقد كانت واثقة من انه لا يريدها
وهاهو يثبت الأمر
خرج مسرعا فقد شعر بضعف شديد أمامها

عليه ان يغادر الآن وسيشرح غدا
وهو يأمل أن تفهمه وان لا تسيء الظن به ، ركب سيارته وأنطلق بإتجاه الميناء ...لكن جواله عاد لرنين ...إنه صقر مجددا ...رد عليه بسرعة
***

أنتفض صقر إثر مناداة ابو علي له : منصور من قاعد تكلم ..!
إلتفت صقر وقال بجرأة عليه ان يجعلهم يظنون انه من الاستخبارات : وصل لي خبر أن الأمن بالطريق ورح يداهمون المكان

أبو عباس بغضب : من قاله …!
أجاب صقر بسرعة : العيون ياللي بالطريق

شعر الجميع بالقلق أما جواد فحرك رأسه يسارا وشمالا ماذا يريد صقر بالتحديد…!

أبو علي : إيش نسوي ألحين
جواد يحدث نفسه " شغلك بعدين ياصقر ..تبي تخليهم يثقون فيك مو عـ حساب معلوماتي وعـ حسابي ...اراويكx "x وتحدث بما يريد
فهو يرغب بالذهاب للمطار عله يحظَ بشرف التعرف على القائد أبو حسن : نخلي المكان بسرعة
تنويه وتذكير : جواد يعرف ان صقر إسمه الحقيقي صقر ويتظاهر أمامه بعدم معرفته
بالرغم أنه لمح له عن معرفته به

أبو عباس بحزم وقرر عدم التراجع : أبدن مارح خيب ظن أبو حسن مهما كان الثمن ...( ناد ) : منصور
صقر عاد لهم : أمر
أبو عباس بتهور : قل لجواسيسك يشوفون هل المطار آمن

فتح صقر عينيه على مصرعيهما. ...هل سيفجرون المطار أيضا

ابو علي غضب من ابو عباس لكنه لم يبدي الأمر ...كيف له أن يثق بشخص تعرف عليه منذ يومينx يعلم أن أبو حسن لا يثق بأحد ولا يستبعد ان يضع عيون تراقبهم ...لكن ليس لدرجة أن تخبر شخص إنضم لهم من جديد بكل شيء

أجاب صقر بالإيجاب وأعاد الإتصال بـ عزام ، سيتحدث بالألغاز وعلى عزام أن يفهم عليه
رد عليه عزام وأبتعد صقر بعض أمتار عنهم لكنهم يسمعون كلامه

عزام بلهفة : بشر
صقر : شف طريق المطار هل هو خالي من الأمن
إستغرب منه عزام : مو قلت بيداهمون الميناء ...تري دقيت على....
قاطعه صقر : زين ...هالشي زين ...لو كان فيه أمن بعد بالمطار عطني خبر أقول لهم ينسحبون

ضيق عزام عينيه وفهم الأمر وبأمل : لا تقول انهم بفجرون المطار بعد

صقر اخفض صوته قليلا : ايوه حتي المطار ...لزوم اسكر ...شف حل
وأغلق الهاتف حتي لايثير الشكوك

أما عزام فقد ضرب مقود سيارته بقسوة ماذا يفعل الآن ....وبسرعة ودون تفكير إتصل بأبو عهود

ما إن إبتعد صقر حتي إقترب أبو علي من أبو عباس
أبو علي بحزم : لا تعطي ثقتك لأحد ابو عباسx
فهم ابو عباس أنه يقصد صقرx : ليكون عندك شك فيه !
ابو علي يأخذ إحتياطاته : ماعليه يابو عباس نحن لسه ما نعرف عنه الكثير
تفهم ابو عباس الأمر وعاد ينظر جهة المرفأ ...
عاد صقر وصار يعد الدقائق والثواني

سمع جواد تنبيه أبو علي وهز رأسه بالإيجاب
سيخدم صقر وعلى صقر أن يرد الخدمة
***

عزام يحدث أبو عهود : عمي وينك
إستغرب أبو عهود من إتصال عزام في هذا الوقت ...أليس في الفندق …! : بالبيت ..ليش ...انت وين …؟
عزام بسرعة ودون مقدمات : اجمع الوحدة ياعم ...فيه مين اللي ناوي يفجر الميناء والمطار

صدم أبو عهود أشد صدمة ووقف منتصبا : من قال لك انت …!

عزام دون تفكير : إتصال مجهول وصلني
أبو عهود يأخذ سترته المعلقه : زين ...زين انا اتصرف
وأغلق من عزام

عزام لم يشأ قول أن صقر هو المتصل ...فهو الى الآن لم يخبر أبو عهود عن جماعة آل تشابوو لكنه سيخبره لو إضطر لذلك
***

وصل الأمن للميناءxإثر وقوع أول إنفجار قرب حاويات تخزين الحبوب
نزلوا بسرعة إنتشروا في الأرجاء
تعالات ضحكات أبو عباس وابو علي ومن معهم
صقر لا يكاد يسيطر على نفسه
جواد بسرعة ويمثل الرعب : خلنا ننسحب الأمن وصل
أبو عباس يشعر انه هزم دولة كاملة : لا مارح ننسحب قبل لا نشهد الإنفجار الأكبر

وسمعوا دوي إنفجار آخر في سفينة كبيرة مخصصة لنقل البضائع والأدوية

ضحك أبو علي وبدأ العد التنازلي : بعد أقل من ثلاثين ثانية يصير نصف الميناء غبار ورماد

صقر لايعلم مالذي يفعله
جواد يأمل أن تكون خطتهم تسير وفق المطلوب فقد طلب من القيادة أن لا تفكك قنبلتين حتي لا يشك أبو عباس ومن معهم ويعتقدون أن وصول الأمن ساهم في تفكيك القنابل الأخرى المزروعة على طول الميناء

مضت الثواني سريعة وبطيئة وتعالت أصوات سيارات الأمن
قال أبو عباس بعدما ظن أنها آخر ثانية للانفجار الكبير : بووووووم

إكتملت الساعة 00:00 ولم يحدث شيء مرت الثواني ولم يحدث شيء
أبو عباس بغضب : شصاير …؟x
ابو علي لا يقل منه عصبية وغضب : هذولا الأمن اكيد هم من فككوا القنبلة

صرخ أبو عباس بغضب : وشلون وشلون ...من قال لهم من …وبعدين تو وصلوا متي لحقوا وفككوا القنبلة ؟؟x

أبو علي : يمكن كانوا على علم قبل

تدخل جواد وقد تنفس أخيرا :x ...خلونا ننسحب وبكرة نعرف شصاير ليش ما إنفجرت القنبلة الرئيسية

ضرب ابو عباس يده وكأنه يلكم أحد امامه وأمر بحزم : يله يله على السيارات

أسرعوا لسيارات واقترب جواد من صقر وهمس له : شقاعد تستهبل انت
نظر له صقر والغضب يعلو قسمات وجهه : ترا شغلك بعدين ليش ماقلت لي الصبح عن خطتهم

إبتسم جواد بسخرية وقال : ترا انا وانت مب شركاء تذكر هالشي زين وبعدين شف مع ابو علي تراه شاك فيك
قال الذي قاله وأسرع يبتعد عنه

زمجر صقر بحنق ولحق به ، هو يعلم جيدا أن لا أحد سيثق به دون مقابل ، وجواد هذا سيريه حدوده لاحقا

ركبوا سياراتهم وانطلقوا بسرعة
أبو علي غاضب : تتوقع شصاير ابو عباس

ابو عباس يشعر بخيبة أمل كبيرة وخائف من ردت فعل ابو حسن : أظن الجاسوس عطاهم خبر قبل ...لزوم نعرفه منهو لزوم ...جواد دق شف المجموعة ياللي بالمطار شصاير معها

صقر غاضب جداا ... إنها ليلة العصابات والأكشن ماذا يحدث من حوله هل سيفجرون المطار أيضا وأي مطار بالتحديد
اتصل جواد بهم وهو مرتاح نوع ما

في المطار ...كانت حمولة المخدرات قد وصلت وبدأت الجماعتين بالتبادل
ولم يكن هناك أحد يعمل مع أبو حسن ...فقد خطط أن يستلم الشحنة أشخاص ثم يشتريها هو عليهم

كانت بعض من عناصر الاستخبارات حاضرة لكنها لم تتدخل ...تريد القائد ...لو أن آل تشابوو موجود او أحد قادته لداهمت المكان
الآن فليفعلوا ما يريدون وليتبعوا الأثر ...يدركون أن الشحنة مألها مقر آل تشابوو ...فلينتظروا حتي تمسك السمكة الطعم ويصتاطدونها بالجرم المشهود
***

توقفت التفجيرات بميناء جدة وتدخل الأمن يحقق في الأمر ..والإسعاف يسعف الجرحى

وصل عزام متأخر وهو يشهد على هذه الكارثة ...هل كانت ستكون أكبر
مرت الدقائق وهو ينتظر خبر من المطار ومن صقر

صقر لم يستطع الإتصال به مجددا
وأبو عهود إتجه للمطار ..هو وثلة من العناصر ...وفتشوا المكان لكن لاشيء يثير الشبهات ولم يعلموا أن هناك من يراقبهم ...الاستخبارات

مر ساعة على الحادثة ...وأطمئن عزام ...قال مدير الميناء أن إتصالا وصلهم قبل ساعتين وأخلوا المكان ...أي لا وجود لأرواح ...فقط خسائر مادية ..وبعض الجرحى

وفرح أن لاشيء حدث للمطار ...وذهب للقاء أبو عهود ...تحدثا عن الإتصالات المجهولة وقال عزام انه يعتقد أنها من الاستخبارات ...وأمره أبو عهود أن يأخذها دائما على محمل الجد ...فلقد نجوا من كارثة كانت قد تدمي قلوب السعودين ...وأمر برفع حالة التأهب لأعلى درجة ...وطلب منه العودة للفندق وهو سيتكفل بالأمر

عاد عزام للفندق ووجد عهود نائمة ...لم يشأ إيقاظها وذهب لنوم وهو يفكر في أمرين ...آل تشابوو وعهود

***
أنا لا أتجاهل أنا فقط أحاول ان تبقي روحي بعيدة
كي لاتتعلق بحب يدوم اليوم
ويزول
غدا

فتحت عينيها بتثاقل وشريط الأمس يمر سريعا أمامها

بالأمس أضحت زوجة عزام زاوج لم يكتمل بعد ، هو لا يريدها وهي كانت واثقة من ذلك
ماذا عساها تفعل الأن ، تعلم يقينا أنه تحجج بعمله المفاجئ ليغادر الفندق ويغادر ليلة العمر بالنسبة لها وله
كيف تكمل الآن معه
هل تطلب الطلاق

هزت رأسها بنفي وتحاول أن تبرر له موقفه ، ماذا لو كان صادق وحقا غادر لأمر ضروري ، وهل هناك ماهو أهم وضروري منها الآن في حياته
وهل هي شيء يذكر في حياة عزام
أطلقت تنهيدة قصيرة وهمست بصوت حزين : كنت عارفة أنه مغصوب علي .

سحبت نفسها من تحت لحافها ورأت عزام نائم على الأريكة مقابل لها ، صُدمت للوهلة الاولى ظنا منها أنه غير موجود ولم يعد للآن
متي اتي ولم تشعر به ، تسآلت بداخلها ونهضت بهدوء تحاذر ألا يسمعها وعيونها تنظر لملاحمه ، أنها أول مرة تنظر له مباشرة ، يبدو التعب جليا على وجهه ، لم ينم الليلة الماضية
هل ذهب لأمر طارئ أم هرب منها
إقتربت منه وهمست بصوت خافت : ليته يكون اليوم احلى من أمس

أبعدت عينيها وأبتعدت عنه متجهة للحمام ومغادرة الغرفة لصالة تطلب فطور الصباح
اتصلت تطلب فطورها وجلست عند نافذة تراقب جمال البحر الأحمر وبهاء شواطئ جدة وتفكيرها كله بعزام

فجأة أصبح محور حياتها وكل تفكيرها
لم تعلم كم من الوقت وهي على تلك الحال حتي سمعت صوت خطوات قادمة
***

تهاوى عند قدميها وعيونه تفيض دمعا وشفتاه تطلب وصالها
" أحبك ياعهود وربي أحبك ، بلاك ما أقدر من دونك مالي حياة ، أنت دنتي وكل حياتي وشلون تبتعدين وشلون "
رفع بصره لها ورآها تضم جنينها اليها والدموع تبلل خديها وحروف متقطعه تغادر شفتيها وكلمات جارحة تخترق مسامعه :
" انا وانت مانصلح لبعض ياعزام ، انت وانا مب لبعض مب لبعض، دمرونا دمرونا "
وقف على قدميه واحتضنها بقوة له :
"x لا ياعهود لا انت وانا مالنا ذنب مالنا ذنب ...وولدنا ماراح يتيتم قبل لاينولد نحن الثلاثة رح نعيش باقي العمر مع بعض مع بعض "
شعر بها تبعد يداه وتبعده عنها وسمعها تقول :
"x انت ماتحل لي ماتحل لي ماتحل لي "
مد يده وكأنه يمسك بسراب كان حقيقة أمامه قبل ثواني وصخر بأعلى صوت :
" عهوووود لا ترووحين "
***

فتح عيونه وجلس بسرعة مكانه ولسانه يردد : عهود عهود

أدرك فجأة أنه كان يحلم وأن الذي كان يعيشه للحظات مجرد كابوس بشع
نظر لسرير ولم يرى عهود وقال وهو يقف ويستغفر رب الكون : أروح لها

دخل الحمام إغتسل وغير ملابسه وخرج لها
وقف بباب الصالة وهو ينظر لها وهي شاردة الذهن ، إبتسم بنعومة عليه أن يبرر لها وبالأفعال

تنحح وأقترب
سمعته عهود وأستدارت وهي تقف وتنظر إليه

لم تدري مالذي أحست به وهي ترى إبتسامته الوديعة وحنانه الآسر الذي يفيض من عينيه
إرتبك عزام وهو يراها لأول مرة دون حجاب ودون ساتر وهمس قلبه ( حلوة )

مر على خياله الحلم قبل قليل ، إنقبض قلبه وأقترب أكثر ، شعر فجأة أنه سيخسرها وهو الذي لم يحصل عليها بعد

مشاعر متنافرة تعصف بقلبه لم يفهمها كل الذي يفهمه الآن أنه يريدها ولمدى العمر
قال وهو يجمع ويختار كلماته : صباح الخير
أخفضت رأسها من نظراته المبهمة ووقفت متسمرة مكانها وهي تراه يقترب وردت بتلعثم : صباح الخير
عزام دون مقدمات وقد خانته الكلمات : أبعتذر أمس كنت .....

لم يستطع أن يكمل كلامه وعهود نبض قلبها بقوة لم تعهدها من قبل تخيلت كل شيء إلا أن يعتذر من أول كلمة بينهم ولم تدري بماذا تجيب

إقترب عزام ووقف على بعد خطوة بينهم وإنحني برأسه ومد يده يريد مصافحتها وأغمض عينيه يعتصر حروفه لايريد إطلاقا أن يحزنها لايريد إطلاقا أن يجعلها تتألم
متي كانت عهود مهمة لهذه الدرجة لديه وقال وهو مغمض العينين : أمس تركتك بروحك وأبد ماكنت أبي هالشي ،عارف أنك زعلانه وأنا اطلب رضاك ووصالك

صُدمت عهود وأردف عزام وقال كل مايريده ويشعر به الآن : أنت زوجتي لاتفكرين أبد أنو ما أبيك

لقد عزف على الوتر الحساس بقلبها منذ أن خطبها وهي واثقة انه لا يريدها وهاهو الآن ومن أول كلمات يحطم ويدمر كل مسلماتها ، رفعت بصرها إليه ورفعت يدها تضعها بيده ولم تستطع قول كلمة

أحس بها عزام وببرودة يدها وأرتجافها وسحبها إليه وهو يرفع يده الثانية يضمها إليه

أغمضت عهود عينيها ولم تعلم ماذا يحدث ، هل عزام يتصرف بغرابه أم أنه على سجيته

عزام أيقين أنه يريدها وأنه يعتبرها زوجة لذا أراد أن يعوضها ويعوض نفسه عن ليلة أمس وهو يهمس بأذنها وعيونه ناعسه : أنا ابيك زوجة وحبيبة وصديقة وأم عيالx ...توافقين

إمتلئت عيناها بالدموع كل تلك السيناريوهات والإحتمالات التي وضعتها غدت هباءا منثورا وهمست وهي ترفع يديها تضمه : إيه
أحس عزام بثقل عظيم تساقط وفرحة غامرة تكتسحه وأبتسم وهو يشتم عبيرها : أقول ترا إسمي عزام

ضحكت دون شعور وقالت بعفوية : وانا عهود

أبعدها عنه وأمسك بوجنتيها وقال بكل صدق : أنت بنت رئيس قسم الأمن وتدرين زين عن شغل ابوك وأنه طول الوقت برا البيت

خجلت من هذا القرب الذي بينهما وهزت رأسها موافقة
عزام بحب : وانا بعد من رجال الأمن لزوم تصبرين معي وتكونين لي السند والعون وأكون لك الحبيب والزوج والصاحب

لم تقدر على قول كلمة وأماءت موافقة
سعد عزام لإستجابتها وقال بمرح وخبث : وترا قلبي فاضي لو تبين تسكنيه إسكنيه ماعندي مشكله

نظرت له بجدية وقاومت خجلها وردت بكل عزم وإصرار : هو بيتي طمن وريح بالك

أعجب عزام بكلامها وسعد بنظرة الإصرار في عيونها وقال بوعد : وعد لك مارح يكون لغيرك ...انت بس كوني لي السند

أماءت بإيجاب وعيونها تنظر لعينيه
أستمرت النظرات بينهما وكل واحد منهما يفكر في ان يُسكِن ويَسكُن قلب الآخر

أنحني عزام ببطء وروية وقبّل شفتيها بحنان وأبتعد

خجلت عهود وهي تسمعه يقول : خلنا نفطر ونعيش اللي ماعشناه أمس ...والمساء نرجع للبيت

تسارعت نبضات عهود أنه يسلمها نفسه وهي بدورها لن تحرم نفسها منه وقالت بصوت متقطع : ز..ـيـ..ـن

فرح لقبولها وراح ينظر لها بهيام ومر بخياله الحلم الذي قبل قليل
مد يديه حول خصرها ولفها بيديه وأعتصرها بقوة وهو يتذكر ذلك الحلم وهمس لها مؤكدا لنفسه قبلها : مارح تروحين أبد أبد

فتحت عينيها وشعرت بقوته الضاغطة عليها ولم تفهم مايرمي إليه مالذي يقصده من كلامه ، وقفت على أصابع قدميها وعزام يسلبها كل قوتها ويعانقها لصدره بقوة لماذا يشعر أنه سيفقدها لماذا ؟

لا تؤجل الأشياء الجميلة فقد لا تتكرر مرة أخرى
***

إستجمعت كل قوتها وضغطت أزرار هاتفها تسجل أرقام هاتفه ثم اتصلت ستضع النقاط على الحروف ، الشيء الذي كانت خائفة منه لم يحدث ، لقد حفظها المولي بحفظه رغم معصيتها له هي كانت

اليوم ستكون منتهي التي طالما كانت عليها
فايز سيتعلم منها معنى الرجولة والمرؤة

إنزعجت إن هاتفه مغلق ...أين سيهرب منها أين
اتصلت بمنزله ستكلمه بأي طريقة كانت ...رن هاتف المنزل وانتظرت الرد
بعد ثواني رُفعت السماعة وسمعت صوت إمرأة تقول ألوو ...إنها خادمة المنزل
سألت منتهى مباشرة : فايز بالبيت …!
ردت عليها الخادمة : بابا فايز سافر
صدمت منتهي : وشلون ...متي سافر ...وين سافر ...!
أجابتها الخادمة : هو ..سافر ...دبي

لم تنتظر منتهي ان تنهي كلامها وأغلقت جوالها
هو في دبي إذن ستريه...وراحت تبحث في سجل الإسماء عندها ...لقد سافر لدبي من قبل واعطاها رقمه الذي يستعمله هناك
وجدت الرقم ووجدت معه مشنقة فايز
ضغطت زر الإتصال ووصلها نغمة الرنين
***

كان فايز في موقع البناء مع رسلان يقفون على عمل العمال حين رن جواله
أخرجه من جيبه ونظر له بذهول وهمس بينه وبين نفسه : مُنتهى ...!

نظر له رسلان وزم شفتيه جوال فايز لايكف عن الرنين وقال له وهو يمشي يبتعد عنه : رد رد ...شغلي معك مب مهم قدر هالاتصالات من خوياتك

إنزعج منه فايز لكنه لم يعلق ....فرسلان صادق كل ربع ساعة تتصل به إحدى صديقاته وهذا مزعج حقا ...لكن هذه المرة الاتصال مهم حقا ...انها منتهى ، ابنت العم ، الحبيبـ.....

ضغط زر الاجابة ومشي بدوره يبتعد عن رسلان : الوووو
منتهى بدون مقدمات ودون مشاعر : اشوف انك هربت ...ايش مفكر مارح الحقك او شنو

فايز يشعر أنه إشتاق لصوتها وبهدوء : منتهى
منتهى بتهديد : ايوووه منتهى... نهايتك يافايز
إبتسم وقال : وانت الصادقة ...شلونك شخبارك

تجاهلت منتهى سؤاله وقالت الشيء الذي إتصلت من أجله : ترجع تصحح خطأك او أبوك من صححه

غضب فايز وصرخ فيها : شقصدك ...!
منتهى بكل حزم وجد : قصدي مانيب لعبة بإيدك تستمع فيها وتتركها بنص الطريق تتزوجني غصب عنك وتستر عني غصب وإلا وقسما بالله لتسمع فيك كل المملكة وارفع عليك دعوة واخليك تعفن بالسجن

أشتد غضب فايز وقال بتهديد : صدق انك وحدة بايعة نفسها وشرفها ....ترا لو تسوين اللي تقولين عليه ماتلومين إلا نفسك ...وبعدين زواج مانيب متزوج ...واعلى مابخيلك اركبه

منتهى شعرت بالقرف منه وشعرت بالوهن والضعف لكنها تحدت كل الظروف المحيطة بها ...وصال قالت ان الدموع والبكاء لن يحل المشكلة ولكن القتال والدفاع عن النفس هو الذي سيأتي بـ حقها : طيب يافايز طيب ....عندك مهلة شهر ثانية ولو مارجعت وماحددت تاريخ الزواج يومها ترحم على نفسك
وأغلقت الجوال مباشرة ...بعد ان سمعت صراخه

فايز يصرخ بها : منتهى منتهى ردي ردي
أدرك انها اغلقت الجوال وقذف بجواله بعيدا ...من هي حتي تهدده من من ...!
سمعه رسلان وهو يصرخ ونظر له بإزدارء تعامله مع الفتيات لايعجبه ابداا ...ويفكر ماذا قد تكون قالت هذه المنتهى حتي يغضب كل هذا الغضب .
فايز يستشيط غضبا ...مالذي تفكر منتهى بفعله هل ستخبر والده ...عليه أن يتصرف قبل أن تسوء الامور .
***
إستيقظت ريما وهي تشعر بألم شديد في رأسها وبأن أحشائها تتقطع
منذ أن سمعت أن عزام خطب عهود وهي تبكي ولا تزال تبكي وأمس كان أقسي يوم عاشته
ولم تذهب لحفل الزفاف فلم تقدر على رؤية عزام يُزف لغيرها
أوجعها عزام كثيرا ...لماذا إختار غيرها لماذا …!
وهي التي كانت ستزرع في دربه الورد وتملء حياته بالسعد

مدت يدها وألتقطت جوالها ودخلت سجل الرسائل بعثت له أكثر من ألف رسالة لكنه لم يرد ولم يبالي بها
وبدأت تكتب له عن مدى ألمها وخيبتها
ليش سويت فيني كده ليش .! أحبك وربي أحبك … وشلون أقدر أعيش الحين وشلون …!
وش اللي عندها ومو عندي وش اللي خلاك تتزوجها هي وماتتزوجني أنا
عزام حرام عليك اللي سويته فيني حرام عليك …

ارسلت رسالتها و عادت للبكاء من الذي سينسيها عزام الآن ...كيف ستنساه كيف ونسيت أن الإنسان من النسيان
***
توقف عن أكل نفسك ، ستمضي الأمور إلى حيث ماقدر لها أن تمضي
***

في الفندق
كان عزام يشاهد الأخبار رفقة عهود
كانا جالسين على الأريكة ويلفها بيده وعهود وضعت رأسها فوق كتفه
أذاعوا في الأخبار ان سبب الإنفجارين في الميناء هو نتيجة تسرب غاز وشعلة كهرباء ...وعزام قال لعهود أنه كان في الميناء أمس

لم يقل لها السبب الحقيقي ولم يسمع المواطنون الحقيقة ...تطمنت عهود وصدقت عزام وأرتاحت أن لا ضحايا جراء الانفجار

وهو يشاهد الأخبار سمع نغمة الرسالة أدرك انها ريما حمل جواله وحذف رسالتها مباشرة ووضع رقمها مجددا في قائمة الحظر

عهود لم تسأل من صاحب الرسالة معتقدة انها من العمل
شعر عزام فجأة بالقلق ماذا لو سمعت عهود عن ريما

ريما التي لايضمن تصرفاتها ...أقسم في قلبه أنه سيريها ويذقها الأمرين لو فكرت في الإقتراب منها وقرر أن يكلمها فيما بعد ليعلمها حدودها مع زوجته

وصل المساء ورجع بها إلى المنزل وبارك لهما الجميع
سعدت وصال ومنتهى عندما أخبرتهما عهود عن عزام وأخلاقه الحسنة
وقلن لها أنك من
جعلت من الحبة قبة

تحدث أبو عهود محسن مع عزام عن إنفجار الأمس وطمئنه بأنه سيتكفل بالامور وعليه أن يبقي هذا الاسبوع في إجازة وأن يأخذ زوجته لمكان من أجل الإستجمام

وقرر عزام ان يذهب إلى منطقة الرياض لقضاء ثلاث أيام فيها وفي إجازته السنوية ستختار عهود مكان يسافرون اليه

مر أسبوع جميل ورائع على عهود وعزام وقاسي على ريما
ريما في كل يوم تبعث رسائل لعزام ومن ارقام مختلفة وعزام مازال يتجاهلها

نواف عاد لأرض الوطن وعاد لعمله المعتاد ...القرصنة
نايف مايزال يكلم شموخ ويشعر أنه تعلق بها

نورة لازلت تحدث صهيب وشعور أنها تعرفه ينمو داخلها ويكبر

ريوف شعرت بالحزن يوم سمعت عن زواج عزام لكنها لم تحزن لدرجة حزن ريما فربما سيأتي نصيبها من مكان آخر

صقر توغل أكثر في شركة أبو عباس
جمال وسعيد يتجسسون على ابو عباس بالمناوبة

زياد عاد لمراسلة روح وبارك لها بزواج عهود وقال لها حان دورك الآن

روح فرحت لـ رسالته تلك وحفظتها كما حفظت غيرها وصارت تنتظر عودته

وخلُصت تحقيقات الانفجار إلى وجود قنابل في المكان وهي السبب الحقيقي في الانفجار
لم يتم نشر التحقيق وأنما رفعت قيادة الجيش بجميع أركانه حالة التأهب القصوى
وتم إقالة مدير الميناء وبعض الموظفين السامين

بالنسبة لشحنة المخدرات فقد تم إستراد كمية لا بأس بها من طرف عناصر الأمن والمخابرات لكنهم لم يصلوا لأبو حسن بعد

وطلب أبو أشرف قائد وحدة الاستخبارات بمنطقة جدة من جواد أخذ الحيطة والحذر ومواصلة عمله للوصول لأبو حسن ومعرفة نوايا صقر بالتحديد وطبعا لم ينسي عزام فهو إلى الآن لم يعلم كيف لعزام أن يعرف بوجود آل تشابوو ....عزام في نظر أبو أشرف أضعف من آل تشابوو لذا قرر حمايته بطريقته الخاصة ، سيتركه على هواه هو ومن معه لكن سيحميهم دون معرفه عزام بذلك ...وبدأ بتنفيذ خطته
*
*
*
هناك أقدار في الحياة عليك أن لا تستعجلها
تمهل ، وتذكر أن ماقدر لك سيأتيك أينما كنت


أراكــم فــي الفـــصـــل الــقــادمx
{ الإثنين إن شاء الله }
*
*
*
يُـــــتــبـع


أرجوو قراءة بعض الردود قبل موعد الفصل القادم


احلام نجوم غير متواجد حالياً  
التوقيع


ولي في النجوم أحلام ⭐ كتبت فيها بعض الألام
ورسمت فيها بعض الأمال ⭐ وعدت للوطن أكتب عنه الأشجان

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
وطن ، عهود ، عزام ، خيانة ، غدر ، إخلاص

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:30 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.