آخر 10 مشاركات
وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          [تحميل] مشكلتي مع كلمة / للكاتبة الفيورا،سعودية (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          168 – فارس الأحلام -روايات ألحان (الكاتـب : Just Faith - )           »          167 – الوردة الحمراء -روايات ألحان (الكاتـب : Just Faith - )           »          165. قبلة العام الجديد.. روايات ألحان (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          161 _ لهيب الرغبة _ ألحـان (الكاتـب : SHELL - )           »          166 – إمرأة عنيدة-روايات ألحان (الكاتـب : Just Faith - )           »          160 _ رهينة الحب _ ألحان (الكاتـب : SHELL - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-05-23, 12:50 AM   #1

روايات نور محمد

? العضوٌ??? » 500766
?  التسِجيلٌ » Mar 2022
? مشَارَ?اتْي » 195
?  نُقآطِيْ » روايات نور محمد is on a distinguished road
افتراضي سيلين - نور محمد


رواية "سيلين"

تأليف: نور محمد

************************

الفصل الأول


"استيقظت صارخة من نومها لتنفض عنها الغطاء وتركض إلى غرفة المعيشة وتفتح باب الشرفة وتضع يديها على السور وهي على وشك أن تقفز قبل أن تستعيد وعيها فجأة على صوت مارك جوارها وهو يبعدها عن السور قائلاً بالفرنسية في فزع"

- سيلين!! ما الذي تفعلينه؟ استيقظي!!

"لتدرك واقعها أخيراً وتنتبه لما كانت على وشك أن تفعله، لقد كانت على وشك أن تقفز من الشرفة هرباً. ابتعدت فجأة عن السور وحررت نفسها من بين يديه وخرجت من الشرفة وتوقفت في منتصف غرفة المعيشة ومعالم الصدمة على وجهها ولا تزال تلهث.

اقترب مارك ناحيتها بحذر وهو يقول مطمئناً"

- لا تقلقي، عزيزتي! أنتِ بخير، لقد كان مجرد كابوس

"طالعته في صمت ليقترب ناحيتها بخطوات حذرة حتى أصبح أمامها ليحتضنها مطمئناً لتظل هي ساكنة قليلاً قبل أن ترفع رأسها إليه وتقول"

- ارحل، مارك!

"نظر لها متسائلاً لتكمل"

- لا أريد أن استمر في هذه العلاقة

"نظر لها في صدمة قائلاً"

- ماذا؟ ولكن ما الذي فعلته أنا؟

"ابتعدت عنه في هدوء ثم قالت وهي تعود إلى غرفتها"

- لم تفعل شيئاً، أنا التي لا تريد الاستمرار

"قال في ضيق"

- بهذه البساطة؟ كل شيء يجب أن يحدث كما تريدين أنتِ، إن شئتِ نصبح معاً وإن شئتِ نفترق، ولا اعتبار لما أريده أنا، أليس كذلك؟

"نظرت له قائلة بلا مبالاة"

- لا أذكر أنني أخبرتك أن علاقتنا جدية على أية حال، لم أخبرك حتى أنني أحبك

"نظر لها في ذهول قبل أن يقول"

- إذن ما الذي كان بيننا لأشهر بحق الجحيم، سيلين؟

"أجابته قائلة"

- علاقة عابرة فحسب، هل هذا غريب؟

"ظل صامتاً للحظات قبل أن يقول"

- كما تريدين

"ليتركها ويرحل وتجلس هي على السرير في تعب وهي تدلك جانب رأسها بيديها محاولة أن تتنفس حتى رن هاتفها بمكالمة تخص العمل لترد قائلة"

- مرحباً، سيد ثيو!.... لا لم أنس الاجتماع بالطبع، سآتي حالاً

"أنهت المكالمة ثم بدأت الاستعداد للذهاب إلى العمل وهي بكامل أناقتها، وكأنها لم تكن على وشك السقوط من شرفة منزلها منذ دقائق، وكأنها لم تنفصل عن حبيبها بعد علاقة استمرت لعام كامل، وكأن شيئاً لم يحدث أبداً."

***

"وصلت إلى العمل لتلفت الأنظار كعادتها بأناقتها وجاذبيتها، نظرات اعتادتها من الجميع وتعترف بأنها تعجبها للغاية، ترضي غرورها الذي يخفي هشاشة كادت أن تفتضح أمام مارك في الصباح، لذا كان عليها تركه.

يجب عليها حماية هذه الهالة المحيطة بها.

وصلت إلى مكتبها الخاص وبدأت في العمل حتى وجدت هاتفها يرن لتجده اتصالاً من خالتها"

- Bonjour, Celine!

"ردت سيلين قائلة"

- Bonjour, Hala!

"لتقول هالة بدورها"

- وحشتيني أوي، بقالي كتير مش بشوفك، ماعرفش عنك حاجة خالص

"ردت سيلين قائلة"

- وأنتِ كمان وحشتيني يا هالة، بس أنا دلوقتي مش فاضية خالص، في تصاميم كتير لازم تخلص ومسيو ثيو مستعجل جداً، ممكن ندردش بعدين؟

"تنهدت هالة في يأس قائلة"

- طيب ممكن اشوفك عالعشا عندي في البيت النهاردة؟

"قالت سيلين موافقة"

- أكيد، باي!

"أغلقت الخط لتكمل العمل لبعض الوقت قبل أن يطرق الباب، أذنت للطارق فوجدت مارك يدخل إليها وفي يده بعض الأوراق ليخاطبها بعملية قائلاً"

- تفضلي! ستجدين هنا كل الملاحظات الخاصة بتصاميمكِ، يجب أن تقومي بتعديل التصاميم قبل نهاية الأسبوع

"ثم استدار ليخرج من المكتب قبل أن توقفه قائلة"

- مارك!

"قال دون أن يلتفت"

- ماذا؟

"سألته قائلة"

- هل ستخاطبني طوال الوقت بهذه الطريقة؟

"التفت لها ساخراً"

- عذراً، بالتأكيد تقطيبة حاجبيّ أكثر إيلاماً من ترككِ إياي بتلك الطريقة الباردة.... أو الوقحة إن جاز التعبير

"قالت بمنطقية"

- لا توجد أي طريقة لطيفة لإنهاء علاقة، مارك!

"أزعجته طريقتها اللا مبالية بشيء ليقول"

- ما كان بيننا يستحق حواراً على الأقل

"قامت من مكانها ثم توجهت ناحيته لتتوقف على مقربة منه وتتلمس ذراعه بهدوء وتقول بابتسامة رقيقة"

- حسناً، ما رأيك أن نناقش الأمر على الغداء؟

"طالعها للحظات وهو يدرك تماماً طريقتها تلك في التعامل مع كل ما يستعصي عليها، والتي تنجح في كل مرة سواء معه أو مع غيره. لا يمكنه إنكار أن لها سحراً خاصاً يهزم في طريقه أي شيء... حتى غضبه.

قال أخيراً"

- حسناً

***

- عزيزي! الأمر ليس متعلقاً بك أبداً

"هكذا قالت سيلين بينما كانا في المطعم سوياً ممسكة بيده وهو يطالع يدها بابتسامة مدركاً لما تحاول فعله. نظر لها ثم أومأ برأسه قائلاً"

- أعلم، لست الأول، ولن أكون الأخير كذلك، هذا لأن الأمر متعلق بكِ دوماً، كل شيء يجب أن يدور حول سيلين، أليس كذلك؟

"قالت مستنكرة"

- مارك!

"هز رأسه نفياً ليقول"

- أنا لا أقصد الإهانة أبداً، أنا فقط أقول الحقيقة، منذ أن رأيتكِ للمرة الأولى وأنا أعلم أنكِ امرأة تستمتع بتهافت الرجال عليها، تحبين أن يرمقكِ الجميع بنظرات الإعجاب، لا تتحملين التجاهل، ولا تتحملين الاقتراب الزائد أيضاً. يجب أن توجد مسافة، وأنتِ فقط من تتحكمين بتلك المسافة

"أغضبها قوله، أو حقيقته، فقالت"

- إن كنت أنا سيئة بهذه الطريقة، فلماذا ارتبطت بي إذن؟

"قال ببساطة"

- لأنني أحببتكِ، أعلم أنني لم أقلها ولكنني شعرت بها حقاً، وقعت في شراككِ بمحض إرادتي، لست ساذجاً، سيلين! لقد كنت أعلم تماماً ما أنا مقدم عليه

"طالعته بصمت ليتبع"

- وكمن سبقوني، ظننت أنني سأستطيع فعل ما لم يفعله أحد قبلي، ولكنني فشلت

"ثم أشار لها برأسه وقال بابتسامة عرّاف"

- يوماً ما ستسقطين في شراككِ هذا

"قالت ساخرة"

- هل هذه نبوءة ما؟

"هز كتفيه قائلاً"

- لا أدري، ولكن لا بد أن ينقلب السحر على الساحر يوماً ما، ليس كل الرجال حمقى كما تقولين أنتِ دوماً

"صمتت للحظات قبل أن تقول"

- هل تراني سيئة إلى درجة أن استحق عقاباً ما؟

"هز رأسه نفياً ليقول"

- لا، سيلين! أنتِ فقط.... لعنة

"عادت لتقول مستنكرة"

- ماذا؟!

"كرر قائلاً"

- لعنة.... سحر أسود، يُغري صاحبه في البداية حتى ما إن تعلق به يتأذى

"ظلت صامتة فقال بابتسامة"

- هذا نوع خاص من الغزل، صدقيني كلمات الغزل العادية لا تليق بكِ

"استمر صمتها للحظات أخرى قبل أن تقول بابتسامة"

- لقد أعجبني

"ضحك دون رد فاتبعت"

- حسناً، هل يمكن أن نتعامل سوياً بشكل ودي دون مشاحنات؟ على الأقل داخل العمل، مارك!

"طالعها قليلاً بابتسامة قبل أن يقول"

- يمكننا ذلك

***

- أنتِ ومارك سبتوا بعض؟

"هكذا قالت خالتها في دهشة بعد أن روت لها سيلين آخر مستجداتها على العشاء. ردت سيلين قائلة"

- آه، مستغربة ليه؟ أنتِ ماكنتيش بتحبيه

"ردت هالة قائلة"

- أنا ماقلتش مش بحبه، أنا ماكنتش حابة شكل علاقتكم، أسلوبك عموماً في العلاقات أنا معترضة عليه من زمان وأنتِ عارفة

"نظرت لها سيلين لتقول محذرة"

- هنبدأ المواعظ؟ أقوم أمشي أحسن؟

"نظرت لها هالة في يأس لتقول"

- لا ماتمشيش، مش هبدأ حاجة، أنا يأست من زمان

"ابتسمت سيلين قائلة قبل أن تتناول ملعقة أخرى من حساءها"

- حلو

"عادت هالة لتسألها"

- طيب سبتوا بعض ليه؟ كان باين إنه بيحبك

"ردت سيلين ببساطة قائلة"

- وأنا ماحبتوش

"ثم قررت تغيير الموضوع لتسألها"

- كلمتي سلمى؟

"صمتت هالة للحظات قبل أن تقول بنبرة خافتة"

- هو أنا يعني لو كلمتها هترد عليا؟

"طالعتها سيلين دون كلمة وهي تعلم حجم الفجوة الموجودة بين هالة وسلمى منذ سنوات لتقول"

- حتى لو مش هترد، لازم تكلميها، عالأقل تعرف إنك مهتمة وعايزة تطمني عليها

"أومأت هالة برأسها وقد دمعت عيناها رغماً عنها لتقول"

- طيب هي عاملة إيه؟ كويسة؟

"ابتسمت سيلين مطمئنة لتقول"

- كويسة جداً، ماتخافيش، احنا مع بعض على طول

"سألتها هالة في حذر قائلة"

- في حد بيضايقها؟ أقصد... في الشغل أو... في حياتها يعني

"رفعت سيلين حاجبها لتقول"

- اللي يضايقها أكله بسناني، الناس بتخاف تقرب من أي حد يخصني

"أخفضت هالة رأسها في حزن لتنتبه سيلين لوقع ما قالت في نفس هالة، اقتربت منها وأمسكت بيدها لتقول"

- هالة أنا ماقصدش، أنا بس عاوزة أطمنك عليها

"أومأت هالة برأسها وقد اختنق حلقها بالبكاء لتشد سيلين على يدها قائلة"

- هالة! ماتعيطيش عشان خاطري

"نظرت لها هالة وقد انهمرت دموعها لتقول"

- أنتِ مصدقة إني ماكنتش أعرف، صح؟ لو كنت أعرف كنت قتلته بإيدي يا سيلين! سلمى مصممة تحاسبني على غلطة ماقصدتهاش، والله ماكنتش أعرف

"أومأت سيلين برأسها مطمئنة لتقول"

- أنا مصدقاكي، ماتخافيش

"ثم احتضنتها كي تهدأ قبل أن تتبع قائلة"

- أنا هتكلم معاها تاني، ماتقلقيش!

***

"وفي اليوم التالي صباحاً، استيقظت سلمى من نومها إثر حركة بيلا جوارها وهي تلعق وجهها بلسانها كي توقظها لتبتسم لها قائلة بصوت ناعس"

- Bonjour, Bella!

"نبحت بيلا في سعادة لتنهض سلمى من الفراش وتتوجه ناحية المطبخ لتضع الطعام في طبق بيلا قبل أن تتوجه إلى الحمام وتستمتع بحمامها الصباحي الدافئ.

عندما انتهت، خرجت من الحمام متوجهة ناحية طاولة التزيين لتقوم بتجفيف شعرها قبل أن يرن جرس الباب وتتبعه طرقة مميزة علمت منها أنها سيلين.

قامت من مكانها وتوجهت ناحية الباب لتفتحه فتجد سيلين بابتسامة مشرقة قائلة"

- Bonjour ma belle!

"ردت سلمى بابتسامة مماثلة مشيرة لها بالدخول"

- Bonjour!

"توجهت سيلين ناحية بيلا لتجلس جوارها وتمسح بيدها على رأسها قبل أن تفتح حقيبتها وتخرج كرة صغيرة وملونة لتقول"

- شفتي جبتلك إيه؟ عاوزاكي تجنني بيها مامي سلمى عشان تلعب بيها معاكي

"قالت سلمى في سأم"

- لعبة تاني يا سيلين؟ كده مش هتخليني أعرف اشتغل في البيت خالص

"نظرت لها سيلين قائلة"

- ماتتحججيش بـ بيلا، أنتِ من غير حاجة بتتأخري وبتخليني في نص هدومي ادام مسيو ثيو

"وضعت سلمى يدها في خصرها لتقول في تحدٍ"

- شوفيلك مساعدة تانية لو تقدري

"قامت سيلين من مكانها ثم توقفت أمامها وضغطت أرنبة أنفها بسبابتها قائلة"

- أنتِ اللي محتاجاني عشان تتعلمي يا شاطرة! لو مكانك ماقولش الجملة دي

"ثم اتبعت قائلة"

- واتفضلي اجهزي بسرعة عشان ورانا يوم طويل النهاردة

"قالت سلمى معترضة"

- أنا لسة مافطرتش

"ابتسمت سيلين في غرور قائلة"

- هعزمك عالفطار برة، ومش في أي حتة، في المكان اللي بروح فيه الـ morning dates بتاعتي، عشان تعرفي إنك محظوظة بيّ

"قالت سلمى في حماس"

Le Square Trousseau?

"أومأت سيلين برأسها لتعانقها سلمى في سعادة قائلة"

- انا بموت فيكي

***

"وهناك، طلبت كل منهما قطعة من الكرواسون مع شطيرة زبدة ومربى وفنجاني من القهوة المحلاة باللبن، وعندما أحضر النادل الفطور كانت سيلين تطالعه بابتسامة بينما كان يقوم بتوزيع الأطباق، ابتسامة لاحظها هو فبادلها إياها ليسألها قائلاً بعدما انتهى مما يفعل"

- هل تريدين شيئاً آخراً؟

"لترد هي قائلة بابتسامة وقد وضعت قبضتها أسفل ذقنها"

- Merci mon beau!

"اتسعت ابتسامة النادل قبل أن يتركها ويرحل لتعلق سلمى على ما رأت قائلة"

- هو أنتِ ماينفعش تقعدي في حالك وخلاص؟

"قالت سيلين مستنكرة"

- وماحدش يقول للقمر ده إنه قمر؟ عاوزة الجحود ينتشر في العالم؟

"ضحكت دون رد لتغمز سيلين لها قائلة"

- بقولك إيه؟! اجيبلك رقمه؟

"سألتها سلمى متعجبة"

- أنا؟ وأنا مالي؟

"ردت سيلين قائلة"

- على فكرة هو كان مركز معاكي أنتِ بس أنا اللي شغلته معايا، لو عايزة فأنا هتصرف

"قالت سلمى في جدية"

- لا يا سيلين!

"كادت أن ترد لتقاطعها سلمى قائلة"

- خلينا نغير الموضوع أحسن

"صمتت سيلين وهي لا تدري كيف تخرجها من تلك العزلة التي تحيط بها نفسها، ولكنها استجابت لرغبتها فسألتها"

- اشتغلتي عالملاحظات اللي قلتلك عليها امبارح؟

"أومأت سلمى برأسها لتقول"

- آه خلاص كلها جاهزة

"صمتت سيلين للحظات قبل أن تقول"

- مابترديش على هالة ليه؟

"نظرت لها سلمى دون رد قبل أن تكمل طعامها وهي تقول"

- مش فاضية

"قالت سيلين بدورها"

- بس هي عايزة تطمن عليكي

"ردت سلمى وهي تقوم بفرد الزبدة على قطعة الخبز بحركات متوترة وعصبية قائلة"

- قوليلها كويسة

"قالت سيلين مجادلة"

- سلمى! كفاية كده

"تركت سلمى ما في يدها في غضب لتقول"

- كفاية؟!

"قالت سيلين في جدية"

- هالة مالهاش ذنب في اللي حصل

"قالت سلمى من بين أسنانها المضغوطة بعصبية"

- أمال مين اللي له ذنب؟!

"صمتت سيلين للحظات قبل أن تقول بوضوح"

- فريد

"هنا ارتفع صوت سلمى رغماً عنها فلفت انتباه الطاولات القريبة منهما"

- ماتقوليش اسمه ادامي!!

"انتبهت سيلين لنظرات من حولهما لتنظر لها قائلة بهدوء"

- ممكن تهدي؟ الناس بتبص علينا

"ردت سلمى قائلة بغضب مكتوم"

- يبقى ماتكلمنيش في مواضيع تستفزني

"عادت لتقول مجادلة"

- أنتِ بتعاقبي الشخص الغلط

"ردت سلمى بابتسامة ساخرة تحمل الكثير من الألم"

- مين اللي دخله حياتنا واتجوزه بعد موت بابا الله يرحمه بسنة واحدة بس؟ مش هي؟ مين اللي كان بيثق فيه ومآمنله في كل حاجة حتى في اللي يخصني أنا؟ مش هي؟

"ثم اتبعت بعينين دامعتين"

- ايه المبرر يا سيلين؟ كانت بتهرب من حزنها على بابا مثلاً فقررت تتجوز أول واحد خلصلها شوية ورق حكومي تافه فحست بالاحتواء فجأة؟ إيه التفسير للي عمله فيّ غير إنه راجل حقير وهي ست أنانية وضعيفة؟

"ظلت سيلين صامتة دون كلمة بينما حاولت سلمى التقاط أنفاسها كي لا تنهار في هذا المكان العام، انتظرت سيلين حتى هدأت قبل أن تقول في هدوء"

- هالة لو كانت حست للحظة إنه خطر عليكي ماكانتش هتفكر تقربله

"نظرت لها سلمى بابتسامة متألمة بينما عادت عيناها لتدمع من جديد لتتبع سيلين قائلة بعد أن أمسكت بيدها"

- مش هقولك قرارها ماكانش متسرع، بالعكس ده قرار غبي كمان، بس هي كانت هتعرف منين؟ اللي حصل كان قاسي عليها زي ما كان قاسي عليكي، هالة بقالها سنين بتعاقب نفسها بالعزلة عن الدنيا كلها، بتنتقم من نفسها ليكي

"انزلقت دمعة من عيني سلمى لتقول"

- مش قادرة انسى يا سيلين! مش قادرة أعيش زي بقية الناس

"أومأت سيلين برأسها متفهمة قبل أن تمسح تلك الدمعة التي انزلقت من عيني سلمى لتقول في حنان"

- عارفة، بس الحل مش إنك تكوني لوحدك وتعزلي نفسك زي ما هالة بتعمل، انتو محتاجين لبعض، محتاجين تتكلموا، وجودكم سوى هيساعدكم تتخطوا ولو جزء بسيط من الأزمة دي... أنتِ محتاجة ده يا سلمى!

"ثم اتبعت"

- ولازم تاخدي خطوة العلاج النفسي

"هزت سلمى رأسها نفياً قائلة"

- مش قادرة

"عادت لتومئ برأسها متفهمة قبل أن تقول"

- طيب خلينا نبدأ خطوة خطوة، وأول حاجة هي إنك تروحي لهالة، ممكن؟

"مرة أخرى، هزت سلمى رأسها نفياً لتقول"

- مش هقدر ادخل البيت ده تاني يا سيلين!

"صمتت سيلين للحظات تفكر في حل بديل قبل أن تقول"

- طيب عندي فكرة، هعزمكم على العشا عندي في البيت آخر الأسبوع، بس أنا مش هكون موجودة عشان تتكلموا براحتكم

"سألتها سلمى قائلة"

- وهتروحي فين؟

"أجابتها سيلين قائلة بابتسامة عابثة"

- عندي rendez-vous مع إيمانويل اللي في قسم الدعاية في الدار... قمر

"ابتسمت سلمى ضاحكة رغماً عنها لتقول"

- أنتِ مابتضيعيش وقت خالص

"ردت سيلين قائلة"

- طبعاً، لو بس أنتِ تقبلي، هعرفك على أحلى واحد في فرنسا، وأنتِ عارفة ذوقي بقى

"أخفضت سلمى رأسها قائلة"

- مش هقدر يا سيلين!

"ربتت سيلين على يدها لتقول بابتسامة"

- معلش، زي ما قلنا، خطوة خطوة وأنا معاكي

"نظرت لها سلمى دون رد ولكن الامتنان الظاهر في عينيها كان يروي الكثير، ربما ما كانت لتنجو لولا وجود سيلين في حياتها.

قطعت سيلين الصمت قائلة"

- قلتي إيه؟ أكلم هالة؟

"استمر صمت سلمى للحظات قبل أن تحسم أمرها قائلة"

- كلميها

***

"وفي آخر الأسبوع، كانت سلمى تجلس في غرفة سيلين تستمع إلى نصائحها بينما الأخيرة تضع قرطي أذنيها"

- هنسمع هالة للآخر؟

"أومأت سلمى برأسها إيجاباً لتتبع سيلين قائلة"

- هنعيط ونملى البيت دموع ونبل الباركيه؟

"هزت سلمى رأسها نفياً لتتبع سيلين قائلة"

- هنبقى أقويا ونواجه ونقول اللي جوانا؟

"أومأت سلمى برأسها إيجاباً لتنظر لها سيلين قائلة"

- هالة جاية تسمعك وتحكيلك، هتقولي اللي جواكي وتعاتبيها براحتك، بس في نفس الوقت... لازم تسمعيها للآخر، مفهوم؟

"عادت سلمى لتومئ برأسها إيجاباً لتختم سيلين حديثها قائلة وقد قامت من مكانها"

- أهم حاجة... لو جلسة المواجهة دي فشلت وهالة مشيت وقعدتي تعيطي والكحل ساح وقمتي نايمة على الـ cushion البيضا بتاعتي اللي برة هسود عيشتك

"ضحكت سلمى رغماً عنها لتقوم من مكانها هي الأخرى لتعانقها سيلين بقوة قائلة"

- أخيراً بقى... أنا جنبك وبحبك مهما حصل

"ردت سلمى قائلة بابتسامة"

- أنا كمان بحبك أوي

"ابتعدت سيلين عنها لتقول قبل أن تخرج من الغرفة مغادرة إلى موعدها مع ضحية جديدة من الرجال"

- يلا باي!

***

"بعد رحيل سيلين، جلست سلمى على الأريكة الموجودة في غرفة المعيشة وقلبها ينبض بعنف تعبيراً عن شعورها بالهلع من تلك المواجهة التي تأخرت لسنوات حتى ما إن رن جرس الباب شعرت بأن قلبها قد تحرك من مكانه خوفاً.

قامت من مكانها وتقدمت ببطء ناحية الباب حتى فتحته لتجد أمامها هالة، والتي ما إن رأت ابنتها أمامها حتى اندفعت تجاهها قائلة بعد أن عانقتها بقوة"

- سلمى!! وحشتيني أوي يا روحي! وحشتيني أوي

"شعرت سلمى بأنها قد تجمدت، لم تستطع حتى أن تبادلها العناق، كانت تشعر بأن روحها تصلبت تماماً كجسدها.

لم تستطع سوى أن تترك نفسها بين يديها قليلاً قبل أن تبتعد بهدوء لتقول وهي تتوجه ناحية الأريكة وتجلس عليها مرة أخرى"

- سيلين قالتلي إنك عاوزة تكلميني، حصل حاجة؟

"طالعتها هالة من مكانها في حزن، ولكنها ستتقبل منها أي شيء وكل شيء، يكفي أنها فقط وافقت على رؤيتها بعد كل تلك المدة، تقدمت ناحيتها لتجلس جوارها تماماً فتبتعد سلمى قليلاً، قالت"

- عاوزة اتطمن عليكي، بقالي سنين محرومة منك وماعرفش عنك اكتر من اللي سيلين بتقوله

"أخفضت سلمى رأسها لتقول في خفوت"

- أنا كويسة طول ما أنا بعيد

"طالعتها هالة في حزن شديد لما وصلت إليه وبسببها هي، قالت"

- اتكلمي

"نظرت لها سلمى دون رد فاتبعت"

- قولي كل اللي جواكي، قولي كل اللي ماقدرتيش تقولهولي زمان

"ارتفعت زاوية شفتيها بابتسامة ساخرة لتقول"

- أنتِ لسة عايزة تسمعي مني؟ بعد السنين دي كلها لسة ماقدرتيش تعرفي لوحدك؟

"أمسكت هالة بيديها بعد لحظات من تردد لتقول"

- أنا آسفة يا سلمى! سامحيني

"ردت قائلة"

- على إيه؟

"انزلقت دمعة من عيني هالة لتقول"

- على سذاجتي، على غبائي، على ضعفي اللي خلاني أثق في واحد ندل زيه وادخله بيتنا وحياتنا، على إني ماقدرتش افهمك وقتها ولا قدرت أحس باللي بيحصل

"دمعت عينا سلمى أيضاً لتكمل هالة في حسرة قائلة"

- كنت فاكرة إني بعوض الفراغ اللي سابه بابا في حياتك، كنت فاكرة إني بعوضلك إحساسك بالأمان، ماكنتش أعرف إني بحرمك منه أكتر

"كانت على وشك أن تنهار ولكنها تذكرت كلمات سيلين، يجب أن تظل قوية، أن تكون ثابتة، أن تواجه المشكلة حتى وإن لم تُحَل لا أن تهرب منها، قالت"

- أنا مش قادرة أنسى... ومش قادرة أسامح.... هتقبلي ده؟

"وإن بدت كلماتها قاسية من الخارج، ولكنها كانت إشارة إيجابية في عين هالة، إشارة أعطتها الأمل... أمل ضعيف ولكنه موجود.

قالت في ثقة"

- أيوة، هقبله، ازعلي مني وأنتِ ادامي، ماتبعديش عني، عاتبيني، زعقي وصرخي فيّ حتى، أنا راضية بس ماتبعديش عني، عيشي معايا حتى لو مش هتكلميني

"قالت سلمى في ضيق"

- أنا مش هدخل البيت ده تاني

"أومأت هالة برأسها متفهمة ثم قالت"

- ولا يهمك، هبيعه وهجيب بيت تاني لينا أنا وأنتِ بس، هنفرشه ونملاه ذكريات تخصنا احنا بس، وماحدش هيدخله غيرنا

"لتكمل سلمى جملتها في إصرار"

- وسيلين

"عادت هالة لتومئ برأسها بابتسامة حانية قائلة"

- وسيلين

"نظرت لها سلمى للحظات قبل أن تقول"

- أنا عندي كلبة اسمها بيلا، هترضي تعيشي معاها في نفس البيت؟

"كانت تعلم جيداً أن هالة تخشى الكلاب، وعلمت أنها لا تزال تفعل عندما وجدت هالة قد ابتلعت ريقها في توتر قبل أن تفاجئها بقولها"

- موافقة، لو أنتِ هتكوني مبسوطة فأنا موافقة على أي حاجة

"كلمات بسيطة دفعت بالدموع في عيني سلمى لتبتسم شبه ابتسامة شجعت هالة على الاقتراب منها واحتضانها مجدداً، وهذه المرة، ارتفعت ذراعا سلمى ببطء وحذر لتعانقها أخيراً للمرة الأولى منذ أن مات والدها.

مرت دقائق على هذا الوضع دون أن تبتعد أي منهما عن الأخرى، ولم يقطع الصمت صوت عودة سيلين التي فتحت الباب وقالت بابتسامة واسعة"

- Bonsoir, belles!

"ثم طالعت كلتيهما لتسأل"

- اتصالحتوا؟

"مسحت سلمى دموعها وكذلك هالة التي قالت"

- أنا هبيع البيت اللي أنا فيه، وهشتري واحد تاني اعيش فيه أنا وسلمى والكلب بتاعها

"قالت سيلين في سعادة"

- Fantastique!

"ثم اتبعت متحدثة عن بيلا"

- على فكرة هتحبي بيلا أوي يا هالة! كلبة شرسة بس وفية ودمها خفيف أوي

"سألتها سلمى بابتسامة"

- رجعتي بدري ليه؟ إيمانويل ماجاش؟

"قالت سيلين فوراً"

- هو يقدر؟ أنا اللي سبته ومشيت

"سألتها هالة متعجبة"

- ليه؟

"خلعت سيلين حذائها وهي تقول في سأم شديد من تلك السهرة المزعجة"

- ممل وسخيف ودمه تقيل بطريقة بشعة، خسارة وشه الجميل وعضلاته في شخصيته دي

"ضحكت كل من سلمى وهالة لما قالت لتتبع سيلين قائلة"

- عارفين؟

"ثم تقدمت ناحيتهما وجلست بينهما تماماً لتقول بابتسامة وهي تحيطهما بذراعيها من الجهتين"

- مافيش أحلى من قعدة الستات

"لتقول هالة بدورها"

- عندك حق، فليسقط الرجالة

"بينما قالت سلمى فوراً"

- جميعاً

***

انتهى الفصل


روايات نور محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:35 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.