آخر 10 مشاركات
ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          سيجوفيا موطن أحلامي وأشجاني-للكاتبة المبدعة 49 jawhara-"رواية زائرة" كاملة (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          محاربة الزمان - فيوليت وينسبير - روايات ديانا*إعادة تنزيل (الكاتـب : angel08 - )           »          24 - قبل أن تنسى - آن هامبسون (الكاتـب : * سوار العسل * - )           »          تدرى متى تصيرمن كثرة الحزن تضحك! لاجاك يسأل عن جروحك مسببها %*للكاتبة اشتقتلك موووت*% (الكاتـب : jana123 - )           »          أشعلي جمر الرماد (4) للكاتبة الرائعة: jemmy *مميزة & كاملهــ* (الكاتـب : حنين - )           »          مواسم العشق والشوق (الكاتـب : samar hemdan - )           »          موعد مع القدر "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : athenadelta - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-04-09, 02:51 PM   #1

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
Rewitysmile13 374 -حورية الغابة- ديبورا هوبر-(كتابة /كاملة)**


374 -حورية الغابة- ديبورا هوبر
هناك في إفريقيا تركت تيري ماسترز طفولتها وأحلامها

ودعت طبيعتها الحبيبة ليلاني بغاباتها المليئة بالأسرار .. ودّعت بلاد الأسود .. وودّعت فارس

احلامها راف ماتياس الذي تفتحت انوثتها بين ذراعيه .

لقد اصبحت ليلاني هي الماضي يا تيري .. ولكن لا .. إن قدرك هناك ولهذا فإن القدر الذي

لا يعرف قانوناً ولا منطقاً اعادها الى حيث موطن أحلامها

ومهد حبها




محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 01-06-16 الساعة 09:49 AM
mero_959 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 11-04-09, 02:54 PM   #2

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي

الفصل الأول



-أماه .. فيليب !

راحت المجلة التي تمسكها تيري ماسترز تهتز بين يديها وأطال فيليب ويليز النظر لعيني ابنة زوجته الخضراوين

- لن تصدقني ،لقد ربحت أخيرا .

- عظيم .. رائع

ورفعت ماري ويليز عينيها المملوءتين بالدهشة .

- ماذا ربحت ؟ وكم ؟ وكيف ؟ هذا أمر لا يصدق . إنك تكرسين وقتك الآن لهذه الألعاب السخيفة .. تمضين وقتك امام صفحة المسابقات .

- لا داعي للفزع يا عزيزتي . نظر دبليد وهو العنصر الهادئ المتزن في هذه الأسرة الى الأم والى الفتاة وقد ارتسمت على عينيه سحابة من القلق .

- فلنبدأ من البداية ؟ ماذا يعني كل هذا ؟

- كل شيء هنا في الجريدة المحلية .. الأرقام الرابحة .. انا لا أكاد أصدق ، أنا التي لم أربح قط طوال حياتي .

- هل أنت واثقة من هذه الأرقام ؟

- واثقة تمام الثقة . كنت أراهن على نفس الأرقام منذ أكثر من عام : في مواعيد اعياد ميلادنا .. ويوم زواجنا .. ويوم ميلادي .. وكذلك على الرقم واحد وثلاثين لأن ( كاليفورنيا ) هي الولاية الواحدة والثلاثون للولايات المتحدة الامريكية .

- وربحت جميع هذه الارقام .

- لا .. خمسة ارقام فقط من بينها .

- هذا يجعلك تكسبين قرابة ستة آلاف دولار .

وراحت تيري تروح وتجيء في عصبية ظاهرة وما تكاد تجلس على احد المقاعد حتى تنهض من جديد وتسوي خصلات شعرها المتهدل على جبينها بحركات لا ارداية .

- إنها ليست بالثروة الكبيرة ولكن مع ذلك ...

-انه مبلغ لا بأس به .

-الي بزجاجة الشراب يا فيليب... تلك التي تحرص على اخفائها منذ اعياد النوبل في العام الماضي .

وسمعت فرقعة السدادة وهي تظير في الهواء وصاح فيليب وماري بصوت واحد اليك اصدق التهنئة يا تيري... وراحت هذه الأخيرة تسترسل في الضحك كالطفلة الصغيرة .

وتبادل الجميع الشراب من اجل الثروة الجديدة التي هبطت عليهم من السماء ومن أجل (كاليفورنيا) التي تحتل مكاناً مميزا بين الولايات ... ومن أجل كسب جديد في السحب القادم .

- حاولي ان تربحي مليونا من الدولارات في المرة القادمة ...!

وكانت ماري اول من عادت الى ارض الواقع ... كانت اخر نقطة من الشراب قد تبخرت وكان ثلاثتهم يمثلون السعادة الكاملة .. المجنونة .

- ماذا ستفعلين بهذه النقود ؟

- ليست عندي فكرة محددة .

- سوف لا تبذرينها على الأقل .

- أوه ! نعم .. لا .. ربما ...

- لماذا لا تشترين السيارة التي تحلمين بها منذ وقت طويل .. على الاقل سوف تكفين عن الحديث عنها ليل نهار وفي كل مناسبة .

- صحيح ...

وراحت تيري تمعن التفكير .. ماذا يمكن ان تقدم لنفسها بهذه الهبة التي هبطت عليها من السماء ؟

- قولي لنا ماذا يدور في رأسك ؟

وراحت ماري تدقق النظر في ابنتها ... كان بريق عيني تيري الخضراوين ينبئ بمولد فكرة رائعة .

- ربما يكون الأمر ضربا من .. الجنون .

-تيري ؟

واجتاح القلق ماري فهي تعلم مدى غرابة الافكار التي تراود ذهن ابنتها ونظرت هذه الأخيرة لأمها نظرة الطفل المذنب .

- أريد ان اعود الى افريقيا .

- إفريقيا !

واحس فيليب بالدهشة الشديدة وحدج ماري بطرف عينه : كان يبدو انها على وشك الانهيار .

- لرؤية ليلاني . واحتجت ماري بشدة بعد اجتيازها الصدمة .

- إن ليلاني تنتمي الى الماضي


mero_959 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 11-04-09, 02:56 PM   #3

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي

هناك توجد جذوري يا أماه .. فهناك ولدت وهناك عشت في السابعة عشر من عمري .

- إن حياتك الآن في (كاليفورنيا) .. في الولايات المتحدة الامريكية .. إن فيليب على حق : اشتري سيارة ولا تفكري في شيء آخر .

- أماه لقد تركنا إفريقيا منذ خمس سنوات وانا اريد العودة الى هناك مرة اخرى .

- لقد انتهى هذا العهد يا عزيزتي .. وحتى اذا عدت فسوف تصابين بخيبة الأمل كما يحدث عادة عندما يعود المرء الى موطن طفولته .

واغلقت تيري عينيها ثم فتحتهما من جديد وقد تحرك الأمل بداخلها فجأة ... سوف تسبب الما لوالدتها .. إنها تعرف ذلك .. ولكنها لن تبالي هذه المرة .

- اريد رؤية جدي .

- لا بحق السماء يا تيري .. لا

- إني ارغب في ذلك بشدة يا أماه ... لا تمنعيني

- لا استطيع ان امنعك بطبيعة الحال فلقد بلغت سن الرشد .. والنقود نقودك ، ان صوت ماري الهادئ الرقيق في العادة اصبح غليظاً مبحوحا

- انك سترتكبين خطأ جسيما يا تيري .

- لا اوافقك على ذلك يا أماه .

- وسيكون هذا جحوداً من جانبك .

- لا ...

وتدخل فيليب في الحديث وقد ادهشه رد فعل زوجته المبالغ فيه :
- جحود ؟.. أنا لا افهم ماتعنينه بهذه الكلمة !

وراحت تيري تفكر فيما بينها وبين نفسها : ما اغرب الأمر - إن فيليب لا يعرف حقيقة قصتنا بعد مضي هذا الوقت الطويل .. لقد مضى عام كامل وهو لا يعرف شيئاً عن ماضينا ...

- إن امي تعتبر ذلك نكراناً لذكرى والدي .

- أعرف ان هناك سوء تفاهم ما ... إن فيليب الذي لا يعرف الا القليل ، ألا يدرك لأي مدى يمكنه ..
وقاطعتها ماري صائحة في حدة :
- ليس الأمر مجرد سوء تفاهم ..

- انت لا تتكلمين عن ذلك ابداً.

- إن الجرح يؤلمني أشد الألم .

- حتى الآن ؟

- ان هذه السنة معك يا فيليب كانت خبر السنوات التي قضيتها منذ وفاة توم .. السعادة .. ولكن عندما افكر في توم في نهاية حياته .. احس بالألم الشديد يعتصرني .

- قصي علي كل شيء .

وقررت ماري وهي تتنهد بعمق التحدث عن كل ما حاولت ان تكتمه في نفسها طوال هذه المدة .

- إن ليلاني محمية طبيعية بين احضان الغابة ... كان يملكها والد زوجي .. ستيوارت ماستر ... انه عاشق كبير للطبيعة والحيوانات كما انه صلب تماماً كالحياة في تلك البقاع كرجل الصحراء والجفاف .. هذا كل ما يمكن ان اقوله عنه .

- لا تكوني بهذه المرارة يا أمي من فضلك .

- أنا اكتفي بوصف جدك . لقد بدأ ستيوارت ماستر حياته كمرشد غابات وكان من ابرع المرشدين واعظمهم حتى عندما كان في مقتبل العمر ولكن عندما بلغ الثلاثين من عمره هبطت عليه ثروة من السماء واشترى الكثير من الأراضي وراح يحفر ابار الماء ويمد الطرق وبنى منزلا كبيرا وتضاعفت ثروته بمرور الايام ... وهكذا قامت ضيعة ليلاني ...

- هل كان توم قد ولد في تلك الاثناء ؟

- لا ، عندما بلغ السادسة والثلاثين تزوج بيث وهو في قمة ثروته وكانت ابنة احد مرشدي الغابات هي الاخرى وعندما ولد توم كانت المحمية تستقبل الكثير من الزوار ، وصمتت ماري لحظة :
- بمثل هؤلاء الآباء تسرب حب الغابات في دم توم ولكنه كان يختلف عن الآخرين . كان مفرط الحساسية ومنطويا على نفسه على عكس بقية رجال الضيعة الأشداء خشني الطباع . وكانت له هوايتان : الرسم والتقاط الصور الفوتوغرافية .

- لابد ان ذلك كان سببا في بعض المشاحنات .

- بل ماهو أسوأ من ذلك ان ستيوارت كان لا يحب غير عشاق المغامرات والغابات . ولهذا يمكن ان تتخيل مقدار احتقاره لـ توم لقد كانت الحياة مقبولة ما دامت بيث على قيد الحياة . كانت تنجح دائماً بالتدخل في الوقت المناسب ... ولكن بعد ذلك ...

- لقد انتاب جدي حزن شديد يا أماه


mero_959 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 11-04-09, 03:00 PM   #4

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي

هذا صحيح . لقد كان ستيوارت يحب بيث حباً كبيراً وكان هذا لم يعطه حق معاملة ابنه بهذه الطريقة ، لقد تفجر الاحتقار والسخرية في تلك اللحظة . وحاول توم الذي اضناه موت والدته ان يجد العزاء في عمله .. وفي فنه .. وكان والده لا يرضى عن ذلك ابدا ... لقد كان يريد ان يصبح ابنه صورة طبق الاصل منه .

وتمتم فيليب :
- وتصادمت الشخصيتان فيما اظن .

- لقد حاول توم المقاومة طوال عدة سنوات وعندما اصبح الموقف متفجرا وغير قابل للاحتمال هرب الى المدينة وراح يستمد شجاعته من العمل في معارض الرسم .

- هل كنت تتقطنين ليلاني بعد الزواج ؟

- نعم طوال ثمانية عشر عاما . حتى تفجر الموقف . لقد كان ستيوارت يتفنن في اذلال توم والقاء المسؤوليات على عاتقه .. وحدثت مشادة عاصفة في احدى الليالي .. وصاح توم انه تحمل حتى الآن مافيه الكفاية وانه قرر الرحيل ... مغادرة ليلاني مع زوجته وابنته الى امريكا ... الى الحرية والنجاح .

- وكيف تقبل ستيوارت الأمر ؟

- لقد انفجر غاضبا كالبركان وانهال عليه بالشتائم وراح يتنبأ له بالفشل الذريع وبعودته منكس الرأس الى ليلاني .. بل لقد اراد ان يتولى رعايتنا .. ورحلنا في صبيحة اليوم التالي دون وداع .

- لقد قمت انا بتوديع جدي .

- اعلم ذلك .

- وبالنسبة لــ راف ...

- راف ماتياس .. يا للسماء اني لم افكر فيه منذ سنوات طويلة .

وتساءل فيليب .. في حب استطلاع :
- راف ؟

- مرشد شاب . كان صغير السن جداً في ذلك الوقت واعتقد انه يبلغ الآن الثلاثين من عمره .. ان له شخصية جذابة ولكنه قاسي القلب مثل ستيوارت تماماً . إنه ذراعه الأيمن من غير شك .

والقى فيليب نظرة صوب تيري في نفس هذه اللحظة . وأدهشته التعابير التي ارتسمت على وجهها وزاد تشوقه لمعرفة باقي القصة :
- والولايات المتحدة ؟

- حاول توم ان يعيش من حصيلة اعماله . ولم يصادف اي نجاح كما تنبأ له والده .. إن عالم الفنون مليء بالمنافسات والمؤامرات ولم يكن توم مؤهلاً لمواجهة ذلك كله ..

- ياله من صبي مسكين !

- نعم ، لقد انهار حلمه تماماً وراحت اسرته تزداد فقرا يوما بعد يوم ولكن على الرغم من ذلك كان عليه ان يستمر ولقد عاونته صوره الفوتوغرافية على الحياة بعض الوقت .

- الم يفكر في العودة الى ليلاني ؟

- بكل تأكيد ... لقد كانت افريقيا تستهويه على الرغم من كل شيء ولكن رفض بإصرار ان يعود وهو خاوي الوفاض .. انها كبرياء الأسرة يا عزيزي ...

وصمتت برهة ثم عاودت الحديث :
- وبدا نقص المال يؤرقه لدرجة انه القى بنفسه في مغامرات جنونية : لقد انجز صوراً لم يبق لأحد من قبله ان فكر في التقاطها ... ودرت عليه المال الوفير وفي أحد الأيام التقط صورة لبهلوان يسير على حافة احدى النوافذ وفقد توازنه وسقط من الطابق السابع والعشرين .

- ياللمأساة !

- هل تفهم الآن يا فيليب ... لماذا تصيبني ليلاني بالمرارة ؟ اذا كان ستيوارت لم يعامل ابنه بمثل هذه القسوة لكان توم مازال على قيد الحياة الآن .

وساد صمت عميق جو الغرفة وراحت ماري تستنشق الهواء بصعوبة واحاط فيليب كتفيها بذراعه وجذبها اليه . اما تيري فكانت تبكي في صمت وقطع فيليب .. حبل الصمت أخيراً:
- وماذا فعلتما بعد ذلك ؟

- قمت بعملين في وقت واحد . اما تيري فكانت تقوم بدور جليسة الأطفال وكانت تعمل خادمة في احد المطاعم ايام عطلات نهاية الأسبوع ، ثم كانت هناك تلك النقود الغامضة .. كان يصلنا مبلغ من المال بانتظام في نهاية كل شهر . ولم تكن هناك اي اشارة تشير الى الراسل . لقد انتهى بي الأمر الى معرفة الراسل المجهول .. ولكنه رفض دائما الاعتراف بذلك .

- من ؟

- رجل كان شديد الاعجاب باعمال توم ... كيفين ماكجرو ... انا لم اعرفه شخصيا ولكن توم حدثني عنه كثيرا . لقد كان رجلا ثريا وليست له اية علاقات اسرية لقد شكرته كثيرا ولكنه كان دائما يتظاهر بانه ليس له اي فضل يستوجب هذا الشكر .

- يالها من قصة غريبة !

- انت تعرف البقية ، لقد تقابلنا وربط الحب بين قلبينا . ومنذ ذلك الوقت وكل شيء يسير على خير ما يرام ... وكأني لم انس شيئاً


mero_959 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 11-04-09, 03:02 PM   #5

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي

وابتسم فيليب وقبل زوجته . ونهضت تيري وراحت تتظاهر بتأمل منظر سان فرانسيسكو الرفيد .. ان هذا المنظر لا يزال يبهرها بعد مرور عام من وجودها هنا ولكنها تحس اليوم بالافكار تتدافع في راسها : لقد انمحى كوبري جولدن جيت الذي انقشع عنه الضباب هذه المرة من خيالها ليترك مكانه مشاهد الغابات الضخمة متشابكة الأغصان .. ومنظر ذلك الرجل الذي تضيء وجهه لحية بيضاء طويلة وهو يبتسم في هدوء بعينين مسبلتين ... ورجل آخر اصغر سنا لوحت الشمس بشرته له اسنان بيضاء لامعة ونظرة رقيقة حالمة .

وعادت تيري الى الواقع فجأة عندما ترددت اصداء صوت فيليب في الغرفة الصامتة :
- متى عزمت السفر ؟

وتمتمت وقد تملكتها الدهشة :
- انا .. انا لم اعد ادري ..

وكانت ماري قابعة بين ذراعي فيليب صامتة .
- تيري على حق يا مـاري ... ان جذورها هناك في ليلاني ... وهذه القصة الماساوية هي من احداث الماضي الآن .

وتنهدت ماري بالم وقالت هامسة :
- نعم .

- اتوافقين حقيقة يا اماه ؟

- اوه ! لا .. ساكون قديسة اذا زعمت ذلك ولكنك شديدة الرغبة في الذهاب الى هناك .. انا افهم ذلك
فـستيوارت هو جدك .

- لا اريد ان اسبب لك الما أو اجرحك .

وبيد لا ترتعد راحت ماري تمسح رأس ابنتها :
- كم ستمكثين هناك ؟

- لا أدري بعد . ان كل شيء جديد بالنسبة لي .

- انتهزي فرصة اجازتك .. انها فيما اعتقد ثلاثة اسابيع .

- قد يقبل لاري ان يعطيني اسبوعا آخر دون أجر ...

- عندي رجاء واحد ارجو ان توافقيني عليه .. لا تذكري شيئا عن ربحك في هذه المسابقة .

- لن اتحدث عن ذلك اذا كانت هذه هي رغبتك .

- انه امر هام بالنسبة لي . فكري في المهانة التي سيحس بها ابوك اذا اكتشف ستيوارت البؤس الذي عشنا فيه ... اعتقد انني لا اطلب منك الشيء الكثير .؟

وابتسمت تيري لأمها التي قبلت فكرة سفرها بتفهم دون عناء ولـفيليب الذي وقف الى جانبها يساندها ويعضد رايها .

- أعدك يا أمي .

- اشتري لك بعض الملابس غالية الثمن فانا احب ان يقتنع بنجاح توم .

- انت تعرفين نقاط ضعفي يا أماه ولست بحاجة لمن يستحثني لكي ابتاع مثل هذه الاشياء .

- سوف يكون عندك الكثير لتقصيه علينا عند عودتك .

- انا سعيدة جدا يا أماه .. فأنا اعشق حياة الغابات ، هل تذكرين كيف كان راف يحبها بدوره ؟.. هل تعتقدين انه بقي في ليلاني ؟

- لا اعرف يا صغيرتي ... ولكني اعلم انك كنت مجنونة به .

- هل كان يبدو هذا بوضوح ؟

- نعم بكل تأكيد .

- لقد كنت في السابعة عشرة من عمري تقريباً .

- هل مازلت تحبينه ؟

- لا تكوني سخيفة . كان صوتاً صارماً ..

- على أي حال لابد انه قد تزوج الآن ... وأنه لم يعد يتذكرني


mero_959 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 11-04-09, 03:03 PM   #6

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي

الفصل الثاني


-
المحطة القادمة هي محطتك يا آنسة .

- إني لا اكاد اصدق انني قد وصلت بالفعل .

- يالها من لكنة اكريكية ... أنت فتاة يانكي بحق .

وابتسمت تيري وقد اشرق وجهها لصديقة رحلتها من جوهاسبنرج

لقد كانت منذ عدة ساعات مضت لا تدري ماذا تفعل بحقائبها الكثيرة في محطة العاصمة الكبيرة : أتربة المدينة الكثيفة ... نداء الحمالين .. دخان القطارات الاسود ضوضاء المحطة الذي لا ينقطع .. جموع البشر التي تروح وتجيئ في حركة دائبة .. كان كل شيء يبدو في عيني تيري وكأنه مشهد من فيلم سينمائي صامت سريع الحركة .

- لا شك انني اصبحت امريكية اكثر مما انا عليه في الواقع .

- منذ متى تركت ليلاني ؟

- منذ ثماني سنوات .

وابعدت تيري عينيها عن جارتها وراحت تتأمل –وهي سعيدة مبتهجة – المشهد الرائع الممتد امامها حتى الافق البعيد . ان المرأة الجالسة الى جانبها على الرغم من طيبتها وجاذبيتها ، كانت قد منعتها من التمتع برؤية مناظر الطبيعة الخلابة على سجيتها طوال رحلة العودة الى المنزل ... منزلها . إن ماري لن يعجبها ذلك دون شك ولكن تيري كانت تحس انها في بيئتها الحقيقية . الآن وقد اقترب القطار من ليلاني .. في بيئتها اكثر من اي مكان آخر في كاليفورنيا .

وتبلورت الدموع في عينيها الخضراوين الجميلتين .. في الخارج كانت الغابات الكثيفة تمتد على مدى البصر وتتوالى الآف الاشجار التي تحرقها الشمس امام عينيها وكانت هناك بعض الطواحين تبدو وكانها تلوح باجنحتها من بعيد وتمتد في خلفيتها السماء الزرقاء الصافية وكان عبير الزهور البرية مختلفة الألوان يعبق في الجو في فترة ما بعد الظهر . وكانت حقول الذرة والطباق تنتشر في كل مكان وتتلاقى هنا وهناك عند ابار المياه حيث تزداد خضرة النباتات وكثافتها ... ان كل شيء يبدو مألوفاً لـ تيري حتى بعد مرور هذه السنوات الطويلة .

وكانت واقفة والحقائب عند قدميها ، قلبها يدق بشدة وينتابها شعور غامض هو مزيج من الفرحة والرهبة وهي ترى محطة طفولتها تقترب رويداً رويدت . لقد كان كل شيء كما كان العهد به دائما .

ناظر المحطة يقف بعظمة في زيه الرسمي يبتسم ابتسامة تقليدية وهو يلوح بيده .. الحمالون يتدافقون بالمكاتب ليستاثروا قبل فوات الفرصة بحقائب المسافرين . وفتحت تيري –وقد شعرت بنفاد صبرها – باب عربة القطار قبل ان بقف وحملت حقائبها وقفزت من العربة .

ولأول مرة منذ شهر تسللت الشكوك الى نفسها . فلم تمض لحظات حتى خلت المحطة الصغيرة تماما من البشر .. الم يأت احد لاستقبالها ؟ ولا حتى جدها ؟ انها لم تكن تتوقع ذلك ابداً .. ها هي ذي وحيدة مهجورة يائسة منهوكة القوى .. هل اعتريت رغباتها حقيقة واقعة ؟

ودار رجل حول المبنى الرئيسي وراحت تنظر اليه بانتباه : كان طويل القامة أسود الشعر عريض المنكبين يتمتع بجسم من يمارسون الرياضة بانتظام . وتقدم صوبها بخطوات ثابتة تشع من جسده كله قوة غير طبيعية .

- راف !

وهرولت تيري صوبه وهي مستعدة لأن تلقي بنفسها بين احضانه وقد ارتسمت على شفتيها ابتسامة وضاءة مشرقة . وتراجع راف بحركة آلية عدة خطوات الى الوراء

- صباح الخير يا تيري .

- راف ... راف .. كم انا مسرورة لرؤيتك من جديد .

- هل هذه هي حقائبك .

ومنعها تأثرها البالغ من رؤية خطواته وهو يتقهقر ولم تبطئ من خطواتها . ولكن برودة صوته ادهشتها وسمرتها في مكانها وتدلى ذراعاها الى جانبيها وراحت تحدق فيه غير مصدقة .

كان وجه راف جامداً لا يعبر عن شيء وقد ارتسمت على وجهه تعبيرات لا عهد لها بها . وتمتمت بصوت لا يكاد يسمع :
-راف؟

كان ينظر اليها بنظرات غاضبة ... بل ربما بنظرات يشوبها الاحتقار وقد تقلصت عضلات وجهه .
- هل هذه هي حقائبك ؟ نعم ... أم لا .

وارتعدت اوصال تيري :
- راف ؟ لقد رحلت منذ ثماني سنوات .

-ثماني سنوات ونصف .. اني لا اخطئ الحساب .

- وماذا يهم ذلك ... يالها من طريقة للترحيب بي !

وهز رأسه في غير مبالاة :
- هل كنت تنتظرين ان افرش لك الابسطة الحمراء واقدم لك باقات الورود ؟ احتفالا بعودة الابن الضال .

- ماذا تقول يا راف ؟ لماذا تهزأ بي هكذا ؟ انا سعيدة جدا لرؤيتك ... ولكن انت ... انت ...


mero_959 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 11-04-09, 03:06 PM   #7

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي

ولمع في عينيه بريق خاطف وراح يحدق في لحظات في المرأة الشابة ذات الشفتين اللتين ارتعشتا بنفس الطريقة في يوم بعيد تحت شفتيه .

لقد كانت لحظة حنان وحب عاشتها ... كم من مرة استعادت ذكراها بعد نفيها في كاليفورنيا .

- ماذا تريدين ان اقول لك يا تيري ؟

- لا تتعب نفسك يا راف .

وداهمتها المرارة فجأة :
-إني اكره ان اراك تنطق بما لا تحب ان تنطق به وحولت رأسها عنه .

انه لن يدرك أبدا مقدار الألم الشديد الذي سببه لها ... وتلك الدموع التي تتبلور في عينيها وتجاهد هي حتى لا تنهمر على خديها ... وأشارت بحدة الى حيث توجد حقائبها :
- نعم ... هذه هي حقائبي ...

ورفعها راف بدون عناء واتجه دون ان ينطق بكلمة واحدة صوب السيارة الجيب التي كانت تنتظر على مقربة من مدخل المحطة ... ولم تنتظر تيري ان يفتح لها الباب وجلست على المقعد الأمامي :
- هل سنذهب مباشرة الى ليلاني ؟

- نعم ... الا اذا رغبت في الذهاب الى مكان آخر .

- لا بكل تأكيد فأنا اريد ان ارى جدي بأسرع وقت ممكن .

- آه ! وترددت اصداء لكنته بسخرية وغموض في اذنيها

- إنه يعلم انني قادمة ... اليس كذلك ؟

- إنه لا يفكر الا في هذا منذ تسلم خطابك .

- وهل هو مسرور ؟

- انه يتفجر بهجة . وكان راف يركز في قيادته اكثر من اللازم

- لا يبدو عليك انك مسرور برؤيتي .

- لم اقل شيئا من هذا القبيل .

لم يكن هناك مايدعو لإلقاء هذا السؤال ... ان كل شيء واضح تمام الوضوح . واشاحت تيري بوجهها بعيدا وهي حزينة ثقيلة القلب ... اهذا هو الرجل الذي كانت تعتقد انه مدله بحبها ؟

وبدأت الغابات تفرض وجودها في كل مكان واصبحت الارض اكثر توحشا واقل مدنية وتركت الحقول المزروعة مكانها للأرض الجافة الجرداء التي تلهبها سياط الرياح الساخنة . وتوقفت تيري على بوابة الضيعة الكبيرة عندما رأت قطيعا من الاغنام يرعى في هدوء على جانبي الطريق وارادت ان تطلب من راف ان يقف قليلا ولكنها غيرت رأيها مع انها لم تكن لتفعل ذلك مع راف في الأيام الخوالي .. ولكن راف الذي يجلس بجانبها الآن هو رجل اخر ... رجل غريب عنها تماما ...

وظلت السيارة تقطع بها الطريق ساعة كاملة دون ان يتبادلا كلمة واحدة . وكان راف قد ادار مذياع السيارة وغطت الموسيقى الفولكلورية على غيرها من ضوضاء الطبيعة واسندت تيري ظهرها على المقعد في عصبية ظاهرة .

ولم تدر تيري رأسها صوب راف الا عندما ظهرت لها الجدران الحجرية التي تحيط بباب الضيعة الرئيسي .. ولم تنجح في اخفاء سعادتها .

- لا استطيع ان اصدق عيني .. اني هنا .. في المنزل .

- نعم .

كانت تريد ان تمسك به وتهزه بعنف وتخرجه عن تحفظه غير المفهوم.. ماذا به ؟.. لماذا هذا السلوك الجامد .. الجارح ؟ ولكنها لم تقل شيئا . وأبطأت السيارة عند المدخل ثم توقفت تماما . واختفى راف من افكارها ... وانحنت من النافذة وهي ترتعد تاثرا وتحدق في اركان المكان الأربعة .

- سأعطي دولارا لأول من يشاهد فيلا .

- لا احد يتعامل مع النقود الامريكية هنا يا عزيزتي .

- آسفة ... كنت اعتقد انك لا تزال تتذكر لعبتنا .

ولم يكترث راف بالرد . واخذت تيري التي كانت لا تريد ان تفسد لحظات عودتها الأولى الى ارض طفولتها - تحدق في الأفق البعيد للبحث عن فيلها ... لقد كانت الحيوانات هناك بالفعل ... إنها على الاقل حريصة لاستقبالها ! كانت قليلة العدد ... ولكن كل منها ادخل على قلبها السرورد بعد هذه السنوات الطويلة ...
كانت جماعات من القردة مختلفة الأحجام تتأرجح فوق اغصان الاشجار القريبة من السيارة وانفجرت تيري ضاحكة وقد نسيت همومها .

- ان شيئا لم يتغير .

- ستكونين ساذجة حقا اذا اعتقدت ذلك .

- هذا صحيح .. فانت مثلا لم تعد كما كنت .

- ربما ...

- اريد ان اعرف لماذا ؟

كانت تريد ان تفاجئه بهذا السؤال ولكنها باءت بالفشل . فقد ظل وجهه جامدا لا يعبر عن شيء وكذلك نظراته .. وقالت تيري لنفسها : من الأفضل ان توجه اهتمامها للغابة : كانت الاشجار والحشائش والحيوانات تمثل باليها قديما خالدا مثل افريقيا نفسها ... ما اجمل هذه الفيلة الصغيرة التي لا تكاد اقدامها تتحمل ثقل اجسامها ...وهذه الطيور المختلفة الالوان والاشكال التي تتميز بها الادغال في هذه البقعة من الارض .

- ما اكثر الذكريات التي تغزو ذاكرتي يا راف .

- اي نوع من الذكريات ؟

- كلها .

- أهذا صحيح ؟ ولأول مرة ارتسم ظل ابتسامة على شفتيه ... هل خانتك ذكريات السبع عشرة سنة الماضية ؟ وابتسمت تيري بدورها ... انه لا يزال على جاذبيته القديمة .. ولكن لماذا هذا التباعد وعدم المبالاة ؟

- سوف اثبت لك ذلك ! هناك في الجنوب غير البعيد محجر مهجور .

- انت على حق من غير شك . ، وضحك راف ... الأمر الذي جعل اوصالها ترتعد فرحاً

- وعلى بعد ميلين توجد اشجار الاشباح .

- بالضبط .

- هل مازالت على حالها .

- لقد ازداد عددها .

- وهل موطن الفيلة لا يزال غير بعيد من هنا ؟

وضحك من جديد :
- لم يكن موجودا ابدا يا تيري انها قصة من بنات خيالاتك كنت تحبين ان تكرريها دائما .

- لن تنقنعني بذلك ابدا .

لقد صممت الآن وقد نجحت في مبادلته الحوار ولابد الا تدع هذه الفرصة تمر :
- بمناسبة الكلام عن الفيلة اعتقد ان "يونج راسكال " مازال يقبع كعادته الى جانب ابار المياه .

- لقد تقدم به العمر الآن .. هاجمه صيادو العاج ولم يعد ابداً كما كان .

- هذا فضيع .. هل مازال صيد الفيلة شائعا كما كان في الماضي .

- بل اكثر من قبل .

- اريد ان اعرف كل شيء .

- لا اعتقد ان الوقت سوف يسعفك لذلك . ولا حتى الرغبة اذ لم يطل بقاؤك هنا اكثر من شهر .

- ارجوك يا راف انا لا افهم لماذا تعاملني هكذا .. اريدك الا تعتبرني مجرد سائحة عابرة .

وساد الصمت بينهما مرة اخرى اكثر ثقلا من المرة السابقة ثم قطعه راف اخيرا قائلا :
- انظري يا تيري هذا هو مكانك المفضل .

وتدفقت نظراته في دهشة وظهرت امامها معالم المحجر المهجور الذي اشارت اليه فيما سبق ولكن القردة التي كانت لا تكف عن اللعب والحركة لم تعد تثير اهتمامها .

- انك لم تقل لي شيئا عن جدي .

- انك لم تسأليني عن اخباره .

- كنت اظن انه سيأتي لاستقبالي في المحطة .

- لا يا تيري ليس هذا ممكنا ابدا .

- ولماذا ؟ وادهشتها نبرة صوته العميق . وظل راف صامتا برهة :

- لقد اخترت الوقت المناسب لزيارته .

- ماذا تعني بذلك ؟

- ستفهمين كل شيء عندما ترينه ... انك ، مثلك في ذلك مثل بقية افراد اسرتك تتلهفين فجأة على اعادة علاقتك به .

وتسلل الخوف الى نفسها


mero_959 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 11-04-09, 03:19 PM   #8

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي

- هل جدي مريض ؟

- لا تتظاهري بانك تجهلين ذلك .. هذا هو السبب الذي دفعك الى المجيء.

- راف انك تخيفني ...!

- لا تتظاهري بالبراءة يا تيري ! كان صوته مليء بالاحتقار وهو يرن في اذني تيري

- هل جدي مريض حقا ...

- ومريض جداً ...

بعد ان قطعت السيارة ميلا او ميلين تكلم راف ... مرة اخرى :
- لقد اسفت لما حدث لوالدك .

- نعم !.

- هل فكرت في العودة الى ليلاني ...!

- لا اظن .

- لقد تبدو له امريكا وكانها بلاد الاحلام ... اليس كذلك ؟

وهزت تيري رأسها : انها تريد ان تحترم رغبات والدتها وذكرى ذلك الاب الذي احبته بكل قلبها .
- لقد صادف والدي بعض النجاح .

انها لم تكن تكذب او تبالغ .. لقد عاش وفقا لمثله العليا ... وقد احبته زوجته وابنته وقد احبته زوجته وابنته وقد غمرهما بالسعادة .

- كان جدك يعتقد انه لابد ان يفكر في العودة .

- لأنه لم يكن يؤمن ان والدي يمكن ان ينجح في عالم اخر غير عالمه هو.

- ان ذلك يبدو واضحا : ثيابك الانيقة غالية الثمن ... حقائبك الكثيرة ... لابد انه اصاب ثراء واسعا .

- كان والدي في حاجة ان يعيش حياته هو .

- بالتأكيد . ولكن كان يجب ان يحاول مصالحة والده ... اليس هذا رأيك؟

وتنهدت تيري من المنحنى غير المحبب الذي انساق اليه الحوار :
- كان يجب ان يحاول جدي من جانبه هو الآخر ...

- لقد تقدم به العمر يا تيري .. لماذا لم يحاول والدك المجيء الى هنا لمجرد زيارة على الاقل ... مثلك انت .. ولكن لماذا ترددت كل هذا الوقت قبل ان تصممي على المجيء ؟

- لا اريد ان افكر في ذلك .. لم يكن في مقدوري ان افعل غير ما فعلت .. ، سوف يكون الوعد الذي قطعته مع امها صعب التنفيذ .

- انا هنا الآن .. وأريد ان استمتع برحلتي الى اقصى درجة ممكنة .

وعندما ظهرت اسقف مباني الضيعة كانت تيري قد استجمعت ما يكفي من الشجاعة لتلقي سؤالها الجوهري ... ذلك الذي كان يداعب خيالها منذ اتخذت قرار الرحيل .

- اعتقد انك متزوج الآن يا راف ؟

وتقلصت يداه على عجلة القيادة وازدادت تجاعيد وجهه عمقا ، ولكنه عندما اجاب كان قد استرد هدوءه :
- لا ...

وابتسمت تيري التي انزاح عن صدرها ثقل كبير في سعادة ظاهرة وعاد راف الى الحديث قائلا :
- لقد تمت خطبتي منذ بعض الوقت ولكنني فسختها لأني ...

- لماذا ؟

- لأني ... هذا لا يهم ..! إنه الهامي .

وامسك راف بيدها اليسرى واستطرد قائلا :
- وانت ؟ انا لا ارى خاتماً في اصبعك .

واحست برعشة تسري في اوصالها عندما تلاقت ايديهما ولكنها تمالكت نفسها وقالت :
- انا ايضاً ... لست متزوجة .

- انت جميلة جدا يا تيري .. اليس هناك احد في حياتك .

- نعم ... رجل .. رجل واحد . هل سيفهم انه هو هذا الرجل الذي تعنيه ؟

- والآن اريد ان ارى جدي من فضلك .

انقبض قلب تيري منذ اللحظة الأولى التي وقع فيها نظرها على ستيوارت .. إنها لم تصدق لحظات ان هذا الرجل الهرم المهدم الذي يقف امامها وهو يبتسم ابتسامة باهتة هو جدها ... هل من اجل هذا الحطام البشري عبرت تيري القارات والمحيطات ؟ واستدارت صوب راف وكانها تريد ان تؤكد لنفسها هذا الاكتشاف المروع . ولزم هذا الامر الصمت وكأنه كان يتوقع هذه الصدمة ، واحست المرأة الشابة بالدوار وبقدميها تهتزان من تحتها ... ولكن تيري كانت من ذلك النوع من البشر القوي المتماسك الذي لا تؤثر فيه الصدمات بسهولة ، ولهذا سرعان ما استعادت السيطرة على نفسها واسرعت الى جانب جدها وطبعت على خده المجعدة قبلة حنون .

- جدي العزيز ... كم انا سعيدة برؤيتك اخيراً .

- وانها لسعادة غامرة بالنسبة لي ايضاً يا صغيرتي .

ولدهشتها الشديدة ، لما سبق ان سمعته من امها عن قسوته وخشونته رأت الدوموع تتبلور في عينيه الخابيتين وتمتمت بصوت تخنقه العبرات :
- لقد مر زمن طويل يا جدي .

-اطول من اللازم يا صغيرتي .

وحاولت تيري جاهدة ان تحبس دموعها . كانت يد الرجل العجوز الرقيقة المعروفة تهتز في يدها .
- انا هنا الآن .

- لم اكن اشك يوما انك سوف تعودين الى هنا .. اليس كذلك يا راف ؟

- لقد كنت تكرر ذلك على مسمعي كل يوم ، كان صوت راف مليء بالمرارة والسخط

- كم تغيرت يا طفلتي ... لقد كنت قصيرة هكذا عندما غادرت ليلاني .. ولكنك تعودين اليها امرأة كاملة النضج .. اليست رائعة يا راف ؟

- انها جميلة جدا يا ستيورات .

ولكن عندما تلاقت نظراتها بنظرات راف رأت فيها مزيجا من السخرية والازدراء واحست بحمرة الخجل تصعد الى خديها .

- اذا كان هذا لا يزعجكما فسوف اترككما انتما الاثنين فلابد ان لديكما الشيء الكثير لتقولاه بعضكما لبعض .

وقالت تيري :
- وانا واثقة بأن امامك مهام كثيرة يجب انجازها .

- لقد قلت الحقيقة يا تيري .

لماذا يلقاها بهذه الخشونة ؟... ولماذا تنطوي كلماته دائما على التحدي والاستفزاز . وماكاد يغادر الغرفة حتى احست بالراحة

- تعالي واجلسي الى جانبي يا صغيرتي .

وجذبت تيري احد المقاعد وقربته من حيث يجلس ستيوارت بطريقة تمكنها من ان تمسك يده بين يديها
- اريد ان اتفرس في وجهك يا عزيزتي حتى لا انسى ابدا معالم وجهك .

وراحت ترقبه بدورها ولكن ما رأته بعث الخوف في نفسها : إن عينيه لا تنبئان عن سنه ... لقد كان من الصعب دائما التنبؤ بعمره الحقيقي ولكنه اليوم وقد هدته السنون أصبح مجرد شبح لما كان من قبل .

- هل انت على ما يرام يا جدي ؟

- لقد عشت سنوات سعيدة في الماضي يا صغيرتي الرقيقة .

- اجب عن سؤالي .

- فيما بعد ... هناك اشياء اخرى كثيرة اهم من هذا بكثير .. هل تتذكرين والدك ؟ لقد كان له نفس ابتسامتك ..

- يقول الناس اننا نشبه بعضنا كثيرا .

- لقد كنت عجوزا غبيا يا تيري .

- لا تفكر في ذلك الآن .. انه الماضي ولقد ولى وانتهى ...

- بل يجب ان اتكلم يا تيري ... لقد كنت مخطئا ... مخطئاً الى درجة كبيرة ... لقد كان توم فنانا .. كان يجب ان اتركه لهواياته وفنه ... يرسم ويبدع ... انه لم يكن مثلي ولا مثل راف .. لقد اصبح راف الرجل الذي كنت اريد ان يكون ابني صلبا ... شديد المراس ... مستقلا خشنا بعض الشيء . وكنت اعاني الألم لأن ابني لم يكن على شاكلته ... كان يختلف عنه في كل شيء .

- من الممكن ان يتغير المرء يا جدي ...

- لقد ادركت ذلك بعد فوات الاوان . إنني منذ وفاته اعيش مع تأنيب الضمير . عندما كتبت لي أمك عن الحادثة تمنيت لو عادت الى ليلاني ، تيري يجب ان اعرف : هل كان سعيداً؟

- نعم لقد عاش الحياة التي احبها وتمناها .

- لقد احببت دائما اهلك يا تيري وكنت مخلصاً دائماً ...

- لقد تزوجت والدتي ... وزوجها يدعى فيليب ويليز .. انه لن يستطيع ابدا ان يحل محل والدي في قلبي ولكنه رائع بالنسبة لأمي .

- انا سعيد بسماع ذلك .. إن امك تستحق ان تنعم بالسعادة .

- كم كنت اود ان تسير الامور بطريقة اخرى .

وزاد التأثير بـ تيري .. وراحت تحاول جاهدة حبس دموعها .. كل هذه الآلام من اجل مشاجرات سخيفة .

- ربما لم يفت الآوان بعد . انت لا تدرين ماتمثله هذه الزيارة بالنسبة لي يا تيري ... كم من الوقت ستمكثين معنا ؟


mero_959 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 11-04-09, 03:28 PM   #9

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي

وتمتم اخيرا :
- ليس امامي وقت طويل في الحياة يا تيري .

- لاتقل ذلك !

- لقد تقدم بي العمر ولقد عشت سنوات سعيدة . وسأكون مسرورا جدا لو مكثت في صحبتي فترة اطول .

- أوه ! يا جدي ! واغرورقت عيناها بالدموع ولم تستطع ان تنطق بكلمة اخرى .

- عندما وصلتني رسالتك خيل الي ان معجزة قد تحققت كنت دائم الدعاء لحدوثها .

- كم كنت اود ان آتي قبل ذلك .

- لم يكن هذا ممكنا فيما اظن ... ولكن ماذا يهم هذا الآن .. فأنت هنا وكل شيء على مايرام .

وانغلقت عينا جدها تحت تأثير التعب وهمست بهدوء انها سوف تتركه بمفرده ليخلد قليلا للنوم وانسحبت من الغرفة وهي تسير فوق اطراف اصابعها .

كانت الشمس قد بدأت تغيب عندما غادرت " البانجالو " الذي عاش فيه ستيوارت ماستر اعواما سعيدة مع عزيزته بيث.

لم تكن تيري قد رأت شيئا بعد من ليلاني وعلى الرغم من رغبتها في تفقد اركان المحمية الا ان قلبها لم يطاوعها على ذلك . وراحت تمر دون ان تفكر بالاكواخ المنتشرة على حافة الغابة لتتجه صوب المكان الذي احبته منذ طفولتها . كانت الاريكة الحجرية القديمة هي ملجأها دائما عندما كانت تداهمها احزان الطفولة ومتاعب المراهقة كانت تقع في اعلى ربوة وتشرف على نهر صغير ينساب وهو يتلوى بين الاشواك والاعشاب البرية .

كانت الغابة المترامية الاطراف على مدى البصر تحتفظ بأسرارها تحت اشعة الشمس الغاربة . وكانت جماعات الطيور تتزاحم حول ماء النهر لتتزود منه قبل حلول الظلام غير عابئة بالقردة التي تقفز رؤوسها متنقلة بين الاغصان .

راحت تيري تتأمل المشهد لحظات في صمت ثم عندما احست بالدموع التي جاهدت في حبسها داخل عينيها دفنت وجهها بين راحتيها واستسلمت للبكاء .

-انت هنا يا تيري

وراحت تبحث عن منديل في جيوبها .

- انك لا تهتمين ابدا بحيازة ضرورات الحياة اليومية .

وابتسم راف واخرج منديلا ورقيا وراح يمسح دموعها بيد مرتعشة .

- لقد كنت تجفف دموعي في المرة الاخيرة التي كنا نجلس فيها هنا معا .

لم تدر تيري ماذا دفعها للحديث عن هذه الذكريات القديمة .. ربما لأن نصف الساعة الأخيرة بما تضمنته من ...

وقاطعها راف قبل ان تكمل جملتها :
-اني احسدك على ذاكرتك القوية .

-لقد كنا نجلس هنا وابكي .. لم اكن اريد مغادرة ليلاني .. لم اكن اريد ان اتركك .

ادار راف رأسه وراح ينظر بعيدا وقد اسند ظهره الى الحائط ووضع يديه في جيوبه وشعرت تيري ... فجأة بالرغبة في الاقتراب منه ولف ذراعها حول خصره ووضع خدها على كتفه ولكن هيئة راف كانت تنبئ بعدم المبالاة .. كم هي تكرهه عندما يبدو على هذه الصورة ومع ذلك فإن اهتمامها به لا يزال كما هو ... ذلك الاهتمام الذي جعلها لا تحس بوجود رجل غيره طوال هذه السنوات الماضية .

- ولماذا تبكين اليوم ؟

- اه لو ان هذين الاثنين العنيدين اعترفا بحب كل منهما للآخر .. اه لو انهما تصالحا قبل فوات الأوان .. ان جدي ضعيف هش .. لقد تغير اكثر مما كنت اتوقع .

-الم تكوني تتوقعين ذلك ؟

- بلى كنت اعلم ان عمره قد زاد ثماني سنوات ولكني لم اكن اتوقع ان يصبح على هذه الدرجة من الضعف .

- هل تريدينني اعتقد انك تبكين لهذا السبب ؟

واستطاعت تيري رغم الظلام الذي يسود المكان ان تكتشف نظرة الازدراء التي ارتسمت على وجهه وقال بصوت اجش :
- لا استطيع ان اصدق ما حدث .. كان يمكنك ان تأتي منذ سنتين او ثلاث

- لم يكن ذلك في مقدوري يا راف .

واصبح صوت راف حادا كالسكين :
- لا تعتمدي علي لكي ان اصدق هذه ... هذه الادعاءات . لقد كان سلوكك دائما وانت طفلة صريحا واضحا لا التواء فيه ولكن الأن للأسف ...

كان يحدجها بنظراته الثاقبة وكأنما يدمغها بأحكامه القاطعة التي لا تقبل النقض ..كان كالقاضي الذي لا مرد لكلمته .

- ليس من حقك ان تحدثني هكذا، كانت ترتعد غضبا .

- بل معي كل الحق يا تيري .. لقد كنت الى جانبه طوال هذه السنين ... اما انت فلم تفكري فيه ابدا .

- يبدو انك واثق تماما مما تقول .

- ليس هناك سبب يجعلني لا اؤمن بما اقول .

- لماذا تريد تشويه صورتي الى هذه الدرجة ؟ .. لماذا ؟

- انا اقول ما اعتقد انه الحقيقة .

- لم تكن هكذا من قبل .

- ان الإنسان يتغير ..

- انا لم اتغير

- لا إني لا اكاد اعرفك : ملابسك .. لكنتك .. حتى الكلمات التي تستعملينها .. لقد اصبحت امريكية .

- ربما .. ان ذلك امر لا مفر منه بعد ثماني سنوات من الحياة هناك .. ولكن هذا التغيير على السطح فقط .. فانا ما زلت كما انا من حيث الجوهر .

- هذا غير صحيح .

وادمتها كلماته كانا السكين المسنون . انه يريد ، بكل وسيلة ، ان يؤلمها .. يجرحها .. لماذا ؟ لقد اصبح راف رجلا متجهما مملوءا بالمرارة .. ولا بمكن ان تكون عودة تيري المتأخرة لـ ليلاني هي السبب الوحيد لذلك .

- لماذا جئت للبحث عني؟

- انها ساعة تناول العشاء .

- كيف تعرف اين ستجدني ؟

- ان المكان ليس فسيحا .

- ان احدا لا يأتي الى هنا ابدا .. فيما عداي ... وأحياناً نحن الاثنان .

وراح راف يرسم خطوطا بطرف حذائه وهو يشعر بالحرج والضيق :
- ماذا تقصدين بقولك هذا ؟

- هل تذكر المرة الاخيرة التي كنت تمسح فيها دموعي .

- اصمتي .. لا اريد ان اسمع شيئا .

- هل تذكر ماذا حدث بعد ذلك ؟

- لا .. انا لا اذكر شيئا .

- لقد قبلتني .. انا لم انس ذلك ابدا ولكن انت .. لقد كنت قاسيا معي يا راف منذ مجيئي الى هنا لماذا ؟ .. وماذا فعلت ؟ لماذا تكرهني الى هذا الحد ؟

- ان الحقد يخفي الكثير من العواطف يا تيري وانت لا تستحقين حتى ذلك .

وارتدت تيري ثلاث خطوات الى الوراء وقد تملكها الفزع .. ولكن يجب الا يقف الأمر عند هذا الحد .. عليها ان تعرف كل شيء مهما كان قاسيا مروعا .

- متى سيموت جدي ؟

- لم يبق امامه غير ثلاثة او اربعة اشهر .

- لا !

والقت بنفسها على صدر راف ولفت ذراعها حول عنقه بعصبية .
- ابتعدي عني ..!

وبذل جهداً اخيرا ليتخلص منها ولكنه وجد نفسه ، بدل ذلك ، يحتويها بين ذراعيه ويضمها اليه بشدة وينهل من شفتيها ما يطفئ به ظمأه الطويل . وتاهت تيري في زوبعة العواطف المتأججة المحمومة


mero_959 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 11-04-09, 05:12 PM   #10

mero_959

نجم روايتي وعضوة في فريق عمل الروايات الرومانسية

 
الصورة الرمزية mero_959

? العضوٌ??? » 62516
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,217
?  نُقآطِيْ » mero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to beholdmero_959 is a splendid one to behold
افتراضي

الفصل الثالث


في اليوم التالي أجرت تيري مكالمتين تليفونيتين لـ (سان فرانسيسكو) المكالمة الاولى لامها وابتهجت ماري وبليز لسماع صوت ابنتها.

-انا سعيدة جدا لانك عدت الى ليلاني لقد كنت على حق وكنت انا مخطئة ياصغيرتي.

- كم اشعر بالراحة لموقفك هذا يا اماه.

- لابد وان وجودك هناك ادخل السرور على قلب جدك.

- لايمكن ان تتخيلي كم هو سعيد يا اماه حتى انني قررت البقاء في ليلاني

- دائما! نطقت ماري بهذه الكلمة بسرعة .

- لا ... بطبيعة الحال... فكرت فقط ان اطيل مدة بقائي هنا... ان راف يعتقد ان ايام جدي اصبحت معدودة.

- لا ادري ماذا اقول يا عزيزتي.

- ان جدي يتألم كثيرا لانه لم يتصالح مع ابي . لكن لقد فات اوان الاسف .. انا اعرف ذلك لكن...

- افعلي مايرضيك ياصغيرتي ... اما با النسبة لنقود المسابقة

- لقد وعدتك يا امي وسوف افي بوعدي .

- شكرا ... قبلي جدك وبلغيه سلامي وتمنياتي...

وكانت مكالمتها الثانية لمخدومها لقد التحقت تيري بعد ان حصلت على دبلومها منذ عدة سنوات لدى لاري اندرسون في وكالة صغيرة لإنتاج افلام الدعاية . واصبحت تيري بفضل معارفها التاريخية ومقدرتها في ميدان العلاقات العامة موظفة لايمكن الاستغناء عنها في المؤسسة الصغيرة.

- لاتشغلي بالك ... مددي اجازتك كما تريدين.

- حقيقة يا لاري

- سيكون المكان موحشا بدونك وعلى كل حال فانا اعرف انك كنت ستمدين اجازتك حتى اذا لم تحصلي على اذن مني بذلك.

-لاري... انك انسان رائع.

-كم اود ان تثبتي لي ذلك احيانا.

لقد ربطت تيري ورابط صداقة متينة بـلاري منذ ان التحقت بالعمل عنده .كانا كثيرا ما يتمازحان ويشعر كل منهما نحو الاخر برقة ومودة . كان لاري قد طلق زوجته ولم يخف اعجابه بـتيري .

وكانت هي من جانبها تعلم انه زير نساء ولكنها عرفت كيف تقصر علاقتها هلى مجرد الصداقة واستطرد لاري قائلا وهو يضحك :
- كما انه يمكن ان تستلهمي من الغابات والطبيعة بعض الافكار الجديدة لافلامنا.. دققي النظر في كل ما يحيط بك .. ان مؤسستنا تحجم عن الدخول في انتاج الافلام في افريقيا... وقد يسعدك الحظ وتقابلين هناك "ارشي لوجان" وفريقه.

- من يدري... ان العالم صغير...

- على كل حال ارجو ان تتمعي بوقتك وبإقامتك بين الادغال التي تحبينها والتي كثيرا ما حدثتني عنها... ولا تقلقي فسوف احتفظ لك بوظيفتك.

- لا ادري كيف اشكرك.

- سنجد حتما وسيلة لذلك.. ان الامور هنا لم تعد كما كانت حينما كنت معنا... انا مشتاق جدا لرؤيتك.

- وانا ايضا يا لاري

ابتهج سنيورات ماسترز كثيرا بقرار تيري واحتضنها طويلا بين ذراعيه.
- لقد كنت اتسائل طوال هذه السنين عما كان يمكن ان تقوله زوجتي اذا علمت بكل ماقمت به من مآسي.

- كانت ستغفر لك كل شيء .. انا واثقه من ذلك.

- ابدا .. كانت ستبغضني كل البغض.. ومعها كل الحق في ذلك... لقد كانت بيت لاذعة اللسان.. ولكنك هنا الان وانت تمثلين المستقبل ...

كان كل شيء في "البانجولو" في متناول يده : النظارة المكبرة التي كان يستعملها وهو يمارس مهنته كمرشد .. قبعته القديمة عريضة الحواف والمصنوعة من الخوص.. علبة من الكرتون مملوءة بقصاصات الصحف التي تتحدث عن مغامراته كمرشد... وذكريات اخرى كثيرة.

كما كان هناك العديد من الصور الفوتوغرافية موضوعة في اطارات من البرونز على طاولة صغيرة بجانب السرير ... احدها ليوم زفافه يبدو فيها شابا يفيض بالوسامة والجاذبية يحيط ذراعه بخصر زوجته الشابة... وصور اخرى لهما ايضا وقد تقدم بهما العمر بعض الشيء وهما يبتسمان في اشراق لعدسة المصور.

ومد ستيورات يده والتقط البوما قديما كان يضم مجموعة كبيرة من صور ابنه في مختلف مراحل العمر.. وهو صبي صغير.. وهو شاب مراهق .. وهو رجل متزوج يفيض بالبهجة والفرح .
وتمتم بصوت لايكاد يسمع :

- اين كل هذا... لقد انهار كقصر من ورق!

- لندع ذلك لوقت لاحق ياجدي. ، لقد هالها وهي تراه في بحر متلاطم من ذكريات الماضي

- نعم .. معك حق يا تيري ، ونهض سنيوارت فجأة وهو يقول :

-انك لم تشاهدي ليلاني بعد.

- عند مجيئي من المحطة شاهدت الكثير.

- ولكنك لم تشاهدي كل شيء ... تعالي... ساصحبك للقيام بجولة في ارجاء الضيعة بالسيارة الجيب

- لا...سأتكفل انا بذلك.

واصابتها رعدة عندما صافح اذنها هذا الصوت العميق .. لقد دخل عليهما الغرفة بدون ان يحسا بقدومه.

- كنت على وشك اخراج السيارة على كل حال.

كان من الواضح انه يريد ان يجنب ستيورات القيام بإي جهد...

- اجعلها ترى كل شيء يا راف

- سأفعل... اما انت فعليك ان تخلد الى الراحة الان..

-ارجو الا تشعر انك مضطر للقيام بذلك يا راف

- ان ستيورات يريد ان يعرف بالضبط كل ما رأيته . ومن ناحيتي فانا لا اكره ان اتنزه في صحبة النساء الجميلات.

ولم يعجبها ان يدخلها راف في زمرة السائحات الزائرات. كان المكان في ذلك الوقت المبكر من الصباح خاليا من الزوار الذين كانوا يتجولون بصحبة المرشدين بعيدا داخل مسالك الادغال. وراحت السيارة الجيب تشق طريقها مع الفجر بين الحيوانات التي استيقظت لتستقبل مولد يوم جديد وهي تسير في جماعات حيث توجد نقط المياه. وكانت الطيور تحلق في السماء على ارتفاع منخفض في دوائر متصلة ثم تحط وقد ارهقها التعب على اعلى الاغصان . كانت تيري تجلس في صمت الى جانب راف وقد فاح من حولهما عبير (لوسيون) مابعد الحلاقة ذو الرائحة النفاذه وراحت تحدق النظر فيه بطرف عينها : كان يبدو واجما منقبض اسارير الوجه لا يكاد يشعر بوجودها الى جانبه .. ترى لماذا هذا التباعد بل هذا الازدراء الذي يبدو انه يكنه لها بكل قوته؟

- هل مازلت تذكرين كيف كنا نراقب الحيوانات؟

- نعم..عن .. بعد...كما علمتني

- انظري الى هذه الشجرة الضخمة هناك .. عند منحى الطريق.

- انا لا ارى شيئا.. أوه ! نعم

- هل ترينه؟

- نعم .. انه رمادي اللون .. هل هو فيل صغير يا راف؟ لا بل قرد .. انا واثقه من ذلك.

- انك لم تكبري يا تيري .. لازلت تتمتعين باندفاع وتلقائية الطفولة.

- لا تهزأ بي.. وقف هنا.

وتقدم راف بالسيارة بهدوء ليقف خلف احدى الاشجار دون ان يوقف محركها فقد كانت هناك جماعات كثيرة من الفيلة على غير مبعدة من مكانها .. ان اي ضوضاء يمكن ان تثير هذه الحيونات وعندئذ يحدث ما لا يحمد عقباه... ولهذا كان من الضروري ان يكونا على استعداد للهروب عند اول بادرة خطرة...

وفجأة ظهر امامها فيل ضخم راح يهز اذنيه فيحدث قرقعة عالية ، لقد ظهر فجأة من وراء مجموعة من الاشجار القريبة ووقف في وسط الطريق الذي يخترق الغابة والذي يعبره السيارات ورفع خرطومه في حركة مهددة واصدر صوتا مدويا كهدير الامواج الصاخبة .

واسرعت تيري باحكام غلق زجاج السيارة وراحت تتامل وقلبها ينبض بشدة هذا المنظر الذي يجسد لها ذكريات الماضي البعيد.. ورفع الفيل قدمه الضخمة وقربها من حافة السيارة..

وشعرت تيري بالقلق وهي تحدق في الحيوان الضخم.. هل في نيته ان يبادر بالهجوم؟

ولكن بدا لها فجأة انه فقد اهتمامه بالسيارة ومن فيها .. واستدار وعاد ادراجه الى بقية القطيع .. ولم يعد هناك ما ينبئ بوجوده غير بعض الاغصان التي هشمها في اثناء سيره.

- ياله من حيوان رائع... هذه هي افريقيا التي احبتها بحيوانات ماقبل التاريخ والتي ماتكاد تظهر حتى تختفي لاتؤذي الا من يؤذيها .

لم يستطع راف ان يخفي ابتسامته وهو يراها على هذه الدرجة من التأثر

- اعترف انك نسيت كل شيء في سان فرانسيسكو

- انا لم انس شيئا يا راف في الفترة الاولى كنت احلم ، دون انقطاع بـ ليلاني كل ليلة طوال شهور عديدة ولكن كان لابد ان يسخر مني الناس في حياة المدينة اليومية ، لو حدثتهم عن الفيللة والقرود ... كانوا سيعتبرونني مجنونة...

- هذا صحيح... معك كل الحق.

وراح يضحك للمرة الاولى . كان يبدو سعيدا في الغابة .. في عالمه المحبب . ان راف هو الرجل الذي يجسد كل ذكرياتها الجميلة .

واتجها صوب الشمال . ولم تكن تيري في حاجة لمن يساعدها لرؤية الحيونات ، لقد كانت تسير غير عابئة على جانبي الطريق.. وراحت تتسائل : هل ستعود علاقتهما برفيقها الى كانت عليه من قبل في اطار هذه الطبيعة الساحرة التي يعجز القلم عن وصفها؟

كانت الحمر الوحشية والغزلان الرقيقة تقف في جماعات ثم تتفرق هاربة عند سماعها اي صوت . وعند منحنى احدى الطرق شاهدا الزراف يتهادى في سيره بعظمة متجاهلا كل مخلوقات الله وهو يلتقط بعض اوراق الشجر من الفروع العالية.

وعلى بعد عدة فراسغ وهما يسيران دائما صوب الشمال تغير المشهد امام عيني تيري واحست ببعض الانقباض ولكنها لم تقل شيئا لرفيقها . واوقف راف السيارة اخيرا فوق ربوة عالية تشرق على الغابات التي تمتد على مدى البصر حيث يمكن رؤية ليلاني عن بعد . وكان يجب ان يسيرا بضع خطوات ليصلا الى اعلى نقطة تكاد تقارب السحب ناصعة البياض .. وارتسم تعبير غامض على وجه راف وهو يناولها النظارة المكبرة.


mero_959 غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:50 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.