31-07-10, 09:50 PM | #1 | ||||
نجم روايتي
| أرنى الله (لتوفيق الحكيم) هذه القصة للعبقرى توفيق الحكيم عندما قرأتها اعجبتنى جدا فحبيت اشاركم فيها يا رب اختيارى يكون موفق. ّّّ-كان فى سالف العصر والاوان رجل طيب السريرة صافى الضمير، رزقه الله طفلا ذكى الفؤاد ذلق اللسان.. فكان أمتع لحظاته ساعة يجلس الى طفله يتحدثان كأنهما صديقان.. فيلحظ كأن فارق السن وفاصل الزمن مرتفع من بينهما كستارة وهمية من حرير فاءذا هما متفقان متفاهمان،لهما عين العلم وعين الجهل بحقائق الوجود وجواهر الاشياء.. نظر الرجل يوما الى طفلة وقال : - شكرا لله!.. أنت نعمة من الله!. فقال الطفل : _انك يا أبتى تتحدث كثيرا عن الله ... أرنى الله!. _ماذا تقول يا بنى؟!. لفظها الرجل فاغر الفم، ذاهل الفكر، فهذا طلب من الطفل غريب لا يدرى بما يجيب عنه.. وأطرق مليا.. ثم ألتفت الى ابنه مرددا كالمخاطب نفسه: - تريد أن اريك الله؟ - نعم يا أبى... أرنى الله! - كيف أريك مالم اره أنا نفسى؟!. - ولماذا يا أبت لم تره؟ - لأنى لم أفكر فى ذلك قبلالآن. - واذا طلبت اليك أن تذهب لتراه.. ثم ترينى اياه؟ - سأفعل يا بنى.... سأفعل. - ونهض الرجل.. ومضى لوقته وجعل يطوف بالمدينة يسأل الناس عن بغيته،فسخوا منه، فهم مشغولون عن الله ومشاهدته بأعمالهم الدنيوية..فذهب الى رجال الدين فحاوروه وجادلوه بنصوص محفوظة، وصيغ موضوعة.. فلم يخرج منهم بطائل.. فتركهم يائسا ..ومشى فى الطرقات مغموما يسائل نفسه: أيعود الى طفله كما ذهب خاوى اليد مما طلب؟..وأخيرا عثر على شيخ قال له: - ((أذهب الى طرف المدينة تجد ناسكا هرما لايسأل الله شيئا الا أستجاب له ..فربما تجد عنده بغيتك!)) فذهب الرجل توا الى ذلك الناسك وقال له: جئتك فى أمر أرجو ألا تردنى عنه خائبا. فرفع اليه الناسك رأسه بصوت عميق لطيف: - أعرض حاجتك! - اريد أيها الناسك أن ترنى الله!.. فأطرق الناسك وأمسك لحيته البيضاء بيده وقال: -أتعرف معنى ما تقول؟ - نعم .. أريد أن ترينى الله!. فقال الناسك بصوته العميق اللطيف: - أيها الرجل ! ... أن الله لا يرى بأدواتنا البصرية.. ولا يدرك بحواسنا الجسدية ..وهل تسبرعمق البحر بالأصبع التى تسبر عمق الكأس؟! - وكيف أراه أذن؟ - اذا تكشف هو لروحك. - ومتى يتكشف لروحى - اذا ظفرت بمحبته. فسجد الرجل وعفا التراب جبهته واخذ يد الناسك وتوسل أليه قائلا: - أيها الناسك الصالح .. سل الله ان يرزقنى شيئا من محبته. فجذب الناسك يده برفق وقال: - تواضع أيها الرجل واطلب قليل القليل. - فلأ طلب اذن درهم من محبته. - يا للطمع!... هذا كثير ..كثير. - ربع درهم اذن؟ - تواضع .. تواضع .. - مثقال ذرة من محبته. - لا تطيق مثقال ذرة منها. نصف ذرة اذن؟ _ ربمــــــــــــا .... ورفع الناسك رأسه الى السماء وقال: - يا رب ... أرزقه نصف ذرة من محبتك!. وقام الرجل وانصرف . . ومرت الايام،واذا أسرة الرجل وطفله وأصحابه يأتون الى الناسك ويفضون اليه بأن الرجل لم يعد الى منزله وأهله منذ تركه، وأنه أختفى ولا يدرى أحد مكانه . ز فنهض معهم الناسك قلقا ،ولبثوا يبحثون عنه زمنا الى أن صادفوا جماعة من الرعاه قالوا لهم:ان الرجل جن وذهب الى الجبال ودلوهم على مكانه ...فمضوا اليه فوجدوه قائما على صخرة . .شاخصا ببصره الى السماء فسلموا عليه فلم يرد السلام . . فتقدم الناسك أليه قائلا: - أنتبه الى . . أنا الناسك . . فلم يتحرك الرجل، فتقدم اليه طفله جزعا،وقال يابصوته الصغير الحنون: يا أبت . . ألاتعرفنى؟ فلم يبد حراكا . . وصاحت اسرته وذووه من حوله محاولين أيقاظه، ولكن الناسك هز رأسه قانطا وقال لهم : - لاجدوى! . . كيف يسمع كلام الآدميين من كان فى قلبه مقدار نصف ذره من محبة الله!؟.. والله لو قطعتموه بالمنشار لما علم بذلك!.. وأخذ الطفل يصيح ويقول: -الذنب ذنبى . .أنا الذى سألته أن يرنى الله ! . . فألتفت اليه الناسك وقال وكأنه يخاطب نفسه: - أرأيت؟ . . ان ذرة من نور الله تكفى لتحطيم تركيبنا الآدمى واتلاف جهازنا العقلى!...... ارجوا منكم التقيم ... والى لقاء آخر... | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|