? العضوٌ???
» 62057 | ? التسِجيلٌ
» Nov 2008 | ? مشَارَ?اتْي » 6,430 | ?
نُقآطِيْ
» | | الحـظ من كتاب : (( أسيـرة الأحـلام ) | | | | السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مجموعـة قصصيـة من كتاب : أسيـرة الأحلام ، للكاتية الفاضلة م/ تيسير الزايد ، هذه القصص غير متصلة مع بعضها فكل قصة مختلفة تماماً عن الأخرى وإن تشابهت في بعض المواضيع أحياناً ، ما أعجبني في طريقة هذه الكاتبة هي طريقتهـا الجميلة في ايصالها للفكرة بطريقة مبسطة وواقعية . ~-تفضـلـوا-~ الحـظ لم يكن لكلمة (حظ ) نصيب من حياتي , فتلكما الحرفان لم يمثلا لي أي معنى حينما يرتبطان مع بعضهما البعض ,فحياتي أنا من أصيغها , وأيامي أنا من يرسم ملامحها , طبعا بما قدره الله لي , ولكن أن أفعل ما تفعله الكثيرات , بأن أنسب أي نجاح أو أي فشل لحظ أو محبة من الآخرين أو لصدفة لم يكن من طبعي , استمرت حياتي هكذا , وبالرغم من كثرة إخفاقاتي .. إلا أنني كنت أقوم بعد كل عثرة لأقف مرة أخرى , إلى أن بدأت الحوادث تتفق ضدي , وصممت أن أقع فيما كنت أتحاشاه دائما ً و أن ألوم حظي فيما يحدث لي .عاد أبي يوما من رحلة علاج , وكم كنت متشوقة لرؤيته وللاطمئنان عليه , أخذ كل فرد في الأسرة يعد له مفاجأة , وكنت أنا أفكر في شيء خاص جدا يبين له ما شعرت به وقت سفره ,وأخذت أفكر إلى أن هداني تفكيري لبطاقة جميلة سطرت بها كلمات خرجت من صميم قلبي , وكان كل حرف فيها ينبض بالحياة وزاد شوقي أكثر لوالدي عندما كتبت تلك البطاقة , فلقد أردت أن يقرأها بأسرع وقت ممكن ليعرف مدى حبي له , وكان يوم عودته يوما مميزا , حيث اجتمعنا كلنا حوله , كل يعبر له عن ما كان يشعر به أثناء غيابه , وتقدمت بخطى خجولة وسلمت أبي البطاقة وقبلته على رأسه , وكم كنت خائفة من أن يفتحها أمام الجميع فلقد كان من الممكن أن يشعرني ذلك بالخجل , وكان لي ما أردت إذ وضع أبي البطاقة بجانبه فأختي لم تمهله أن يقرأها ,أحضرت كعكة اشترتها وقد كتب عليها عبارة جميلة لأبي الذي ما أن رآها حتى أجزل لها الشكر وقبلها وعمت روح الفرحة بيننا أثناء تناول هذه الكعكة , ولكن ما كان يقلقني هو هذه البطاقة التي انزوت بجانب والدي تنتظر أن يقرأها , انتهى الحفل وقام كل إلى غرفته وظلت بطاقتي تنتظر فارسها دون أمل , ذهبت إلى غرفتي وكلي أمل بأن أسمع طرقات على بابي , ولكن .. طال انتظاري , وبالرغم من هذا لم أعترف بهزيمتي , فأسرعت إلى الصالة وأخذت البطاقة ودفعت بها من تحت باب غرفة والدي , وهاتف في داخلي يصرخ ,(أختك دائما ً أكثر حظا منك لدى أسرتك بل لدى الجميع ), تجاهلت هذا الهاتف , وأغلقت أذني بوسادتي , ومرت أيام تناسيت فيها أمر البطاقة وأمر كلماتي التي آمل أن يكون قرأها والدي .وتوالت الحوادث بعد ذلك تصارعني ترغب في هزيمتي , فتقدم شاب مناسب جداً لخطبة أختي التي تصغرني , وأنا ..ماذا بشأني ؟ فلقد كنت الأجمل والأعقل والأكثر جدية في الحياة ولكن هذا كله لا يهم إذا لم يكن لك حظ قوي ..ماذا دهاني ؟ كيف لي أن أتنازل بسهولة هكذا عن أفكاري ؟ لا , لا يوجد شيء يدعى حظ , ولكنه شيء صنعته أنا جعل الحوادث تتراءى هكذا أمامي , فالبطاقة ربما لم تكن الوسيلة الصحيحة للتعبير عن مشاعر الفرح , وخطيب أختي سيأتي من هو أحسن منه , وهكذا أخذت أقنع نفسي إلى أن جاء حفل زفاف أختي الذي قابلتني قبله الكثير من المواقف التي حاولت أن تدمرني ولكن لا محالة كم كان يوما ً جميلا ً ولكني كنت أجمل من هذا اليوم بشهادة جميع أفراد أسرتي , فثوبي اخترته بعناية كبيرة ليتماشى مع شخصيتي البسيطة الرقيقة , مكياجي , تسريحتي , كل شيء كان رائعاً جداً , أخذت أتنقل بين أفراد أسرتي أطلب رأيهم الذي كان أكثر روعة من روعة ثوبي وعندما اطمأننت لشكلي ذهبت لأختي لأكون بجانبها في هذا اليوم , وجاءت لحظة خروجها من غرفتها وكنت ورائها أعدل ثوبها , ولكن نسيت الكاميرا في الغرفة , وحتى لا يفوتني شيء أسرعت لأخذها دون أن ألحظ مزلاج الغرفة الذي اخترق جانبي دون أي شعور , يمزق ثوبي الرقيق وسبب لي ألماً كبيراً بخاصرتي .دقائق وقفت فيها مشدوهة مما حدث , أصوات الفرح كانت تصل لمسامعي تعلن وصول أختي إلى الطابق الأول من المنزل حيث الحضور وزغاريد النسوة ملأت المكان , و أنا أقف هنا أصـرخ ألماً ليس من ألم جسدي ولكن من ألم نفسي , ثوبي مقطع وعظامي تؤلمني .. كيف لي أن أصلح كل هذا بدقائق ؟!صرخات بداخلي (( حظك .. حظك .. حظك..)) كادت أن تتسبب في انهياري , ولكن لم أسمح لدموعي أن تغرق وجهي وثوبي وهمتي العالية , أخذت أقوي نفسي بكلمات بصوت أعلى من تلك الأصوات التي في داخلي تنعي حظي .لحظات وكنت في غرفتي أفتح خزانة ملابسي أستبدل ثوبي بثوب آخر كان يقبع ساكناً فيها أسرعت إلى الأسفل تاركة هتافات خلفي تثنيني عن أن أتخطى هذا الموقف .ما إن وصلت إلى جانب أختي حتى كانت نظرات الاستغراب تملأ وجه أمي التي لم يكن باستطاعتها أن تسألني عن سبب تغيير ثوبي , وعشت مع أختي فرحتها التي كان من الممكن أن أفتقدها لو استسلمت لهتافات الحظ التي في داخلي .هل حقا ً هناك أناس محظوظون و آخرون ليسوا كذلك ؟ المهم أنه لا يوجد سوى شيء واحد أدعوا الله أن يديمه علي وهو الإصرار في مواجهة أي طارئ ولا أدع عقبات بسيطة تفسد علي حياتي أو تفقدني الإحساس بجمالها .هذا ما خططته لحياتي مؤمنة أنه إلى جانب هذا الأمر :(( أن مـــــــــــــا قٌُــــدر كـــــــــــــــان )) .
| | | | | |