آخر 10 مشاركات
22 - المجهول - ايفون ويتال - ق.ع.ق (الكاتـب : hAmAsAaAt - )           »          صبراً يا غازية (3) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          223 - سندباد وملاك الرحمة - آن جيننجز - ع.ق ( مكتبة مدبولى ) (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          قراءة فى مقال هستيريا (الكاتـب : الحكم لله - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          قراءة فى مقال فن التحقيق الجنائي في الجرائم الإلكترونية (الكاتـب : الحكم لله - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > القسم الاجتماعي > الـمـجـلـة الـشـبـابـيـة > شخصيات صنعت التاريخ

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-12-10, 08:26 PM   #1

بودى ريرى

نجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو مميز بروابط الفنانين الاتراك ومراسلة أخبار فنية ووردة رابـطة عشـاق الثنائـى الماسـى روميـو وجـولييت القـرن 21

 
الصورة الرمزية بودى ريرى

? العضوٌ??? » 76828
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,646
?  نُقآطِيْ » بودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond repute
B16 شخصيه نسائيه خالده خديجه بنت خويلد


خديجة بنت خويلد

عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة . فيحسن الثناء عليها . فذكرها يوما " من الأيام فأدركتني الغيرة . فقلت : هل كانت إلا عجوزا " ، فقد أبدلك الله خيرا " منها ، فغضب ، ثم قال : لا والله ما أبدلني الله خيرا " منها ، آمنت بي إذ كفر الناس . وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني في مالها إذ حرمني الناس. ورزقني الله منها أولادا " إذ حرمني أولاد النساء ، قالت عائشة : فقلت في نفسي لا أذكرها بسيئة أبدا " .( رواه أحمد واسناده حسن " الزوائد 224 / 9 " وابن عبد البر " الإستيعاب 287 / 4 " وابن كثير " البداية والنهاية 92 / 8 ")
كانت مكة تعيش أيامها كما تعودت أن تعيش .. أيام رتيبة مملة .. وليال أكثررتابة .. يتحدثون خلالها عما يجري في مجتمع مكة .. أو يرددون أشعار هذا أو ذاك منالشعراء .. وهو يمدح أو يذم كبيرا من كبرائهم .. فإذا زاد ضجرهم خرجوا يطوفون حولالكعبة يعظمون ما بها من أصنام
في هذا المناخ نشأ محمد بن عبد الله صلى اللهعليه وسلم .. عرفته مكة .. جميل المحيا .. راجح العقل .. بليغ الكلمات ..
قوي الحجة .. أمينا .. صادقا .. متكامل الصفات .. بعيدا تماما عن لهو شباب مكة وعبثهم .. لميسجد لصنم قط..
والذين اقتربوا منه عرفوا عنه عزوفه التام عما كان يبهر غيره منالشباب، أما حرفته فهو رعي الغنم.. وسمته التفكر الطويل .. والتأمل في كل ما حولهمن مظاهر الكون .. السماء وما فيها من نجوم .. والأرض ما فيها من جبال و وديانو سهول
وذات يوم علم عمه أبو طالب أن خديجة بنت خويلد .. سيدة مكة الثرية الفاضلة والتي رفضت الزواج ممن تقدم إليها من كبار رجالات مكة لأنها خشيت أن يكونالزواج منها طمعاً في أموالها، وكانت قد تزوجت مرتين من قبل.
علم أبو طالب بأنهاتريد من يخرج ليتاجر لها في مالها في الشام وكانت تعطي له "زوجا" من الإبل نظير هذهالمهمة ..
فعرض عليها أن يقوم بهذه المهمة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. فوافقت السيدة الفاضلة وهي لا تكاد تصدق ما تسمع .. فقد سمعت عن محمد وعفته وطهارتهوذكائه وأمانته الكثير .. وقررت أن تعطيه أربعة من الإبل عن رحلته تلك..
و وافقمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أن يتاجر في مال السيدة خديجة، وأن يسافر إليالشام في هذه المهمة ..
فهو يحب السفر لأن السفر يتيح له أن يخلو إلي نفسه .. وأنيفرغ لتأملاته .. أنه سوف يسير في نفس الطريق الذي سلكه وهو يتجه نحو الشام مع عمهأبي طالب عندما كان صبيا .. حيث أنه سوف يمر على أديرة الرهبان .. وعلى بلاد طالماسمع عنها
وأرسلت خديجة معه خادمها ميسرة .. واشترى لها محمد وباع .. وربحتتجارته .. بينما عاد ميسرة مبهورا بشخصية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. الشاب الرزين .. صاحب الفكر العميق .. والكلمات التي تسيل رقة وعذوبة والذي أوتىجوامع الكلم..!
وعاد محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم فاستقبلته خديجةباحترام يليق بشخصية بالغة الإبهار .. واستمعت إلي ما يقوله عنه ميسرة بشغف وحبشديدين .. وربما لاحظت صديقتها (نفيسة بنت منية) مدى تعلقها بمحمد بن عبد الله صلىالله عليه وسلم، فأخبرت خديجة بأنه الشاب المناسب الجدير بالزواج منها..
وفهمتنفيسة أن رأيها لقي قبولاً عند صديقتها واستأذنتها أن تفاتح محمدا في هذه الرغبة،على أن تكفيه خديجة المال .. وعرض محمد الأمر على عمه أبي طالب الذي سره ما أقدمعليه ابن أخيه وأمهره عشرين ناقة من ماله .. ويوم الخطبة وقف أبو طالب يلقي خطبةالزواج .. وقال مما قاله :
ـ "الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم، ونسلإسماعيل وجعل لنا بيتاً محجوباً وحرما آمنا وبعد: فإن محمدا ـ ابن أخي ـ شاب لا يوزنبه فتى من قريش إلا زاد عليه شرفاً وخلقاً وعقلاً، وأن كان قليل المال فالمال ظل زائل،وله في "خديجة بنت خويلد" رغبة ولها في مثل ذلك، وقد ساق محمد إليها عشرين ناقةمهرا
وفي رواية أخرى أنه أمهرها اثنتي عشرة أوقبة ذهبا..
ورد على خطبة)أبو طالب) ابن عم خديجة ورقة بن نوفل فقال :
ـ "الحمد لله الذي جعلنا كما ذكرت،وفضلنا على ما عددت فنحن سادة العرب وقادتها، وأنتم أهل ذلك كله .. لا تنكر العشيرةفضلكم، ولا يرد أحد من الناس فخركم ولا شرفكم، وقد رغبنا في الاتصال بحبلكم وشرفكم،فاشهدوا يا معشر قريش بأني قد زوجت خديجة بنت خويلد من محمد بن عبد الله صلى اللهعليه وسلم."
وتقول الروايات أن عمرها عند تزويجها الرسول كان أربعين عاما وكانعمره خمسة وعشرين سنة.. وهكذا بدأ محمد حياته الجديدة .. فقد توافر له المال الذييتيح له أن يبتعد عن الانغماس وراء الجري خلفه .. وأصبحت تأملاته وتفكره في ظواهرالحياة يشغل معظم أوقاته .. انه يريد أن يستشف ما وراء هذا الكون ..
وعندما شرعتمكة في إعادة بناء الكعبة وكان ذلك قبل البعثة بخمس سنوات .. اختلفوا فيمن يكون لهشرف وضع الحجر الأسود مكانه .. حسم محمد هذا الصراع عندما احتكمت مكة لمن يكون أولمن يدخل بيت الله الحرام .. وكان هذا الشخص الذي ساقته العدالة الإلهية حتى يوقفنزيفاً من الدم ما كان ليتوقف لو اندلعت الحروب بين القبائل .. وكان رأيه أن يوضعالحجر الأسود في ثوب، وتشترك كل القبائل في حمل جزء من هذا الثوب .. وقام بوضعالحجر الأسود في مكانه .. وهكذا انتهت هذا الفتنة.
ويقول الرواة أن محمدا فيحياته الجديدة، قد سعد بالاستقرار العائلي .. فخديجة سيدة موفورة العقل .. وعلىجانب كبير من الثراء .. وكان حبها لمحمد دافعاً له أن توفر له ما يمكن أن يسعد الرجل .. ثم رفرفت السعادة على الدار عندما أنجبت "القاسم" .. وبعد عام وضعت "زينب"" .. غير أن القاسم مات بعد سنة ونصف من عمره..!
وصبرت خديجة .. وصبر محمد لفقدالقاسم .. غير أن خديجة أرادت أن تسري عن الرسول فوهبته أحد مواليها (زيد بن حارثة) وكان زيد قد سرقه البعض، وباعه في سوق عكاظ، واشتراه لخديجة ابن أخيها (حكيم بنحزام) .. وقد شعر هذا الغلام بحب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .. فآثره علىالجميع حتى أن أهله عندما استدلوا عليه رفض العودة إليهم ليعيش عيشة الأحرار، مؤثراالبقاء بجانب محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
وعندما رأى محمد هذاالإخلاص من زيد أشهد الناس أن زيدا بمثابة ابنه وقال لهم:
ـ "يا من حضر من قريشوسائر العرب أشهدكم أن زيدا ابني يرثني و أرثه، وأنه حر أمره بيده"!
ومن هذهالقصة نرى مدى الرحمة والعطف والتكامل في شخصية أعظم من سارت له على الأرض خطى. وكان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم يتردد على غار حراء .. يطيل التأملوالتفكير .. فما أكثر ما سأل نفسه عن السماء .. وعن الأرض .. وما رواء كل هذا الكونالمنسق البديع .. وما كنة هذه القوة العظمة التي تدبر أمور الكون..!
وشفت روحهحتى أن ما كان يراه في منامه يتحقق في الواقع .. ثم أخذ يرى أشياء غريبة عندما يخلوإلي نفسه .. فهو يرى نورا أو يسمع صوتا .. ولا يدري لذلك سبباً .. حتى خشي على نفسهأن يكون قد ألم به شيء! أو يكون ذلك وسوسة من الجن، وعندما كان يعرض ما يراه .. ومايسمعه على زوجته العظيمة تقول له وهي تهدئ من روعه:
ـ "معاذ الله ، ما كان اللهليفعل ذلك بك، فوالله إنك لتؤدي الأمانة، وتصل الرحم، وتصدق الحديث فلا تقترب منكالشياطين"!
وتمضي الأيام..
وبينما هو في غار حراء .. إذ هبط عليه جبريل ليخبره أنه مبعوث الله إلي خلقه .. وأنه خاتم الأنبياء، ثم أخذ يقرئه أول ما نزل من القرآن الكريم:
{ ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلأَكْرَمُ * ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ * عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ } (سورة العلق الآيه 5:1) .
ورأى جبريل وهو يرتفع بعدها إلي السماء..
وعاد محمد صلى الله عليهوسلم إلي منزله خائفاً يرتجف .. وعندما قص على خديجة ما سمعه وما رآه قالت له:
-أبشر يا ابن العم واثبت، فوالله أني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة.
وذهبت خديجةإلي ابن عمها ورقة بن نوفل لتقص عليه ما قاله لها محمد .. وما كان من ورقة إلا أنصمت قليلاً ثم أخذ يقول: قدوس .. قدوس.
والتفت إلي خديجة وقال لها:
ـ لئنكنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الملك الأكبر الذي كان يأتي موسى فقولي له فليثبت ولايخشى شيئا".
وعادت خديجة .. لترى زوجها وقد تصبب العرق على وجهه بعد أن أفاق مننومه .. فقد جاءه الوحي .. وكانت كلمات الوحي:
ـ { يٰأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * و َٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ * وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ * وَلِرَبِّكَ فَٱصْبِرْ } (سورة المدثر الآية 7:1)
ولم يعدالأمر تخيلات .. انه واقع جديد .. وانه نبي هذه الأمة حقيقة لا شك فيها .. وأنهمبلغ رسالة خالدة خلود الحياة .. وبأن هذه الرسالة ستغير المسار الإنساني في الكونكله .. وليس في مكة وحدها .. ولم يعد هناك سوى تبليغ هذه الرسالة .. مهما كانتالمصاعب التي سوف يصادفها .. وأن محمدا ليعرف معرفة اليقين أن الأمر ليس سهلاً ولاهينا .. فالناس عاشوا على تقديس ما كان يعبد الآباء والأجداد من الصعب عليهم أنيصدقوا من جاء يقول لهم اعبدوا الله وحده لا شريك له .. وذروا عبادة الأصنام التيلا تنفع ولا تضر..
ومحمد يعرف تمام المعرفة أن هناك من سيحارب الدعوة لالوضوحها ولا لصدق مبلغها ولكن حقد وكراهية أن يرتفع إنسان بالنبوة إلي مكانة تسموعلى مكانة علية القوم في مكة..!
وهو يعلم تماماً أن عقولاً درجت على تقديس قيموعادات بالية لا يمكن لهم بسهولة أن يستبدلوا بها فكراً جديداً .. وعقيدة جديدة .. محمد صلى الله عليه وسلم بذكائه الحاد يعرف كل ذلك ويعرف أن الطريق صعب للغاية .. فيقول لزوجته العظيمة:
ـ "قد انتهى يا خديجة عهد النوم والراحة، فقد أمرني ربيأن أنذر الناس، وأن أدعوهم إلي عبادة إله واحد .. فمن ذا أدعو ومن ذا يجيب؟!!..
وكانت خديجة أول من آمنت به من النساء .. وعندما سمع ورقة بن نوفل من الرسولصلى الله عليه وسلم ما رأى من أمور الوحي قال له:
ـ والله الذي نفسي بيده أنكلنبي هذه الأمة".
ثم قال له:
ـ ليتني أعيش لأنصرك حين يعاديك قومك ويخرجونكمن بلدك!! ويدهش خاتم النبيين وهو يقول له:
ـ أيخرجونني من مكة؟!
قال لهورقة: ما جاء نبي برسالة من عند ربه مثل ما جئت به إلا عاداه قومه وأخرجوه من بلده .. ولئن أدركت هذا اليوم لأنصرنك نصراً مبينا!
وتمضي الأيام..
تعلم قريشبالدعوة .. ولكنها لم تأبه بها في أول الأمر، فقد ظنوا أن الأمر لا يعدو أن تكوندعوة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم مثل الدعوات التي سبقته من أناس نبذواعبادة الأصنام .. وعبدوا الله على دين النصارى .. أو تحدثوا في الحكمة من أمثال قيسبن ساعدة وأمية بن الصلت وورقة بن نوفل .. ولكن ما كادت تمضي السنوات الثلاثالأولى من نزول الوحي حتى جاء الأمر الإلهي بأن يجاهر بالدعوة .. وأن يبدأ بعشيرتهالأقربين.
{ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ ٱلأَقْرَبِينَ * وَٱخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ * فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } (سورة الشعراء الآيه 217:214)
ودعا محمد عشيرته إلي طعام في منزله .. وبعدهاقال لهم:
ـ ما أعلم إنساناً في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به .. فقد جئتكمبخيري الدنيا والآخرة .. وقد أمرني ربي أن أدعوكم إليه فأيكم يؤاذرني على هذاالأمر؟
ولكن أهله انصرفوا مستهزئين بما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم .. وبعدذلك بأيام صعد النبي عليه الصلاة والسلام وجمع أهل مكة يعرض عليهم الإسلام .. فلماالتف حوله الناس وسمعوا من الرسول ما سمعوا صاح به عمه أبو لهب:
ـ تباً لك سائرهذا اليوم ألهذا جمعتنا؟!
ونزل قوله تعالى:
{ تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَآ أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَىٰ نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ } )سورة المسد الآيه 3:1 )
و بدأ الصراع بين قوى الشرك وبيندعوة الرسول الخاتم .. وخديجة رضي الله عنها تؤازر النبي بكل ما تملك من طاقة ومال .. وصدق الرسول العظيم عندما قال لأم المؤمنين خديجة .. وقد تهيأ لنشر نور الله:
ـ "انقضي يا خديجة عهد النوم والراحة، فقد أمرني جبريل أن أنذر الناس وأنأدعوهم إلي الله وعبادته، فمن ذا أدعوه؟ ومن ذا يستجيب لي؟
فما كان من خديجةالعظيمة إلا أن ثبتت فؤاده .. و وقفت بجانبه .. لم تتخاذل .. ولم تجد مبرراً يبعدهاعن مجابهة طغيان مكة وعبثها مع زوجها العظيم .. أنها تعلم علم اليقين أن محمداالصادق الأمين .. الذي لم يعرف عنه أحد من الناس خيانة لعهد، أو عبادة لصنم، أوحنثا في يمين .. لا يمكن لمثل هذا الإنسان الكامل في شمائله .. الذي لم يكذب علىالناس، أن يكذب على الله..
من هنا فقد كرست حياتها للدفاع، عما يدعو إليه خاتمرسل الله .. وأخذت الدعوة تشق طريقها عندما أسلم أبو بكر من الرجال وعلى ابن أبيطالب من الأطفال، وبإسلام أبي بكر دخل الإسلام بعض أصدقائه ممن لهم مكانة في مكة منأمثال عثمان بن عفان .. وعبد الرحمن بن عوف .. وطلحة بن عبيد الله ، والزبير بنالعوام، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح..
وإذا بمكة تثور ثائرتها..
وإذا بها تعلن حرباً لا هوادة فيها على هذه الدعوة، وتعذب المستضعفين منالمسلمين .. وإذا بشهداء يتساقطون (كياسر) وزوجته سمية .. وبينما يزداد طغيان أهلالكفر وعنادهم دخل في الإسلام شخصيات جديدة .. وأصبحت الدعوة نوراً يبدد ظلمات الجهلوالجاهلية .. زاد الطغيان .. كلما زاد النبي وصحابته تمسكاً بالإيمان..
وجن جنونمكة .. وظهر الحسد واضحاً في تصرفات سادتها فبعد أن عرفوا أن ما يدعو إليه محمد يرفعمن القيم الإنسانية .. ويهدي إلي التي هي أقوم .. ولم يعد هناك خلاف حول ما يدعوإليه .. فهو يدعو إلي الطهر والاستقامة والبعد عن الفحشاء والمنكر .. وهذا مايتطلبه الإيمان بالله الواحد الأحد الذي خلق كل هذا الوجود .. لم يعد في استطاعتهمإنكار ما جاء به من بيان واضح ورؤية واضحة .. فعمى الحقد والحسد قلوبهم .. حتى أن( الوليد بن المغيرة ) قال:
ـ أينزل القرآن على محمد وأترك أنا كبير قريش وسيدها،ويترك أبو مسعود عمروا بن عمير الثقفي سيد ثقيف ونحن عظيما القريتين:
وينزل قوله تعالى:
{ وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ * أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } (سورة الزخرف الآيه 32:31)
وقال أبو جهل هو يعبر عما يمتلئ به قلبه من حسد:
ـ تنازعنا نحن وبنو عبد منافالشرف .. أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا .. وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تحاذينا الركبوكنا كفرسي رهان قالوا: منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك مثل هذه؟ والله لانؤمن به أبداً ولا نصدقه؟!
ومن هذا الكلام يتضح مدى عداوتهم للدعوة الجديدةبدافع من الغيرة والحسد، أن يأتي من بني هاشم نبي، فيزدادوا شرفاً بهذه النبوة،وتسمو مكانتهم على مكانتهم!!
شقت الدعوة طريقها رغم الحصار .. والتعذيب .. والسخرية من الداعي والدعوة .. ويشت مكة تماماً من أن تثني محمد عن عزمه .. وكانتأم المؤمنين خديجة بجانبه .. ترعى أولاده، وتسهر على راحته .. وكانت قد رزقت منهقبل المبعث بالقاسم الذين مات صغيرا .. وزينب ورقية وأم كلثوم، وفاطمة، وجاء "عبدالله" بعد المبعث ومات بعد فترة قصيرة..
وقد تزوجت "زينب" بنت الرسول أبا العاصبن الربيع .. وهو ابن أخت خديجة .. كما أن "عتبة وعتيبة" ابني أبي لهب كانا قد خطباابنتي الرسول الكريم (رقية وأم كلثوم) وهناك روايات تقول أنهما تزوجا من كريمتيالرسول وأرغمتها أمهما أم جميل على تطليقهما عندما نادى الرسول بالإسلام .. وهناكمن يقول أنهما خطبا لابني أبي لهب .. وعندما أعلن النبي الدعوة أرغمها أبو لهب علىأن يطلقا ابنتي الرسول .. فتزوجت رقية وكانت شبيهة بأمها من عثمان بن عفان رضي اللهعنه وقد عاشت رقية مع زوجها، وهاجرت معه إلي الحبشة في هجرته إليها، كما هاجرت معهعندما هاجر إلي المدينة وقد انتقلت رقية إلي جوار ربها عند عودة المسلمين وانتصارهمفي غزوة بدر..
أما فاطمة صغرى بنات الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فقد ولدتقبل البعثة بخمس سنوات .. فقد كان والدها العظيم في الخامسة والثلاثين من عمره .. وكانت شبيهة بوالدها العظيم .. في طريقة كلامها ومشيتها .. وكان والدها يحبها حباًجما..!
ويروي الرواة .. كيف أن أبا جهل كان قد أمر بعض سفهاء مكة (عقبة بن أبيمعيط) بأن يرمي بعض القاذورات على الرسول وهو يصلي بالكعبة فرمى (بكرشة شاة) علىالرسول وهو ساجد .. وهم يتضاحكون ويتغامزون وجاءت فاطمة لتزيل هذه الأقذار عنوالدها العظيم .. وهي تبكي..
وقد دعا الرسول ربه:
ـ "اللهم عليك بأبي جهلبن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشبيبة ابن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف وعقبةبن أبي معيط .. ويقول ابن مسعود: "والذي بعث محمدا بالحق، لقد رأيت الذين سماهمالنبي عليه الصلاة والسلام .. صرعى يوم بدر".
وكانت حياة النبي مع أسرتة حياةسعيدة .. فهو سعيد بزوجته .. سعيد بأولاده. راضياً بقضاء الله عندما فقد (عبد الله) .. كما فقد من قبله القاسم .. وكم ضحت هذه السيدة العظيمة .. أنها وهي السيدة التيتملك المال والجاه .. تعيش الحصار الظالم الذي فرضته مكة على بني هاشم لمدة سنواتثلاث..
وعندما شعرت مكة (بعقدة الذنب) إزاء ما فعلته بالنبي وعشيرته ..وتحللتمن "وثيقتها الظالمة" التي بمقتضاها حاصرت مكة بني هاشم في شعب أبي طالب لا تبيعلهم، ولا تشتري منهم .. بعد كل هذا الكفاح الطويل شعرت أم المؤمنين خديجة رضي اللهعنها بالتعب .. وسرعان ما انتقلت إلي أكرم جوار..
وقد حزن النبي حزناً شديدالفراقها .. وقد سمى هذا العام الذي فقد فيه خديجة، وعمه أبا طالب عام الحزن .. وظلتحياة خديجة عزيزة إلي نفسه، وظلت ذكراها عالقة في ذاكرته طوال حياته .. يهشلأصدقائها عندما يلقاهن، ويقابلهن بترحاب شديدة، لأنهن كن يذكرنه بخديجة العظيمة..
وكان حب النبي العظيم لها عظيماً لدرجة أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كانتتغار منها حتى بعد أن انتقلت خديجة إلي جوار ربها..
قالت للرسول يوما عندما جاءذكر خديجة:
ـ "هل كانت إلا عجوزا بدلك الله خيرا منها؟"
فقال لها الرسولمغضباً:
ـ "لا والله .. ما أبدلني الله خيرا منها .. آمنت بي إذ كفر الناس .وصدقتني إذ كذبني الناس. و واستني بمالها إذ حرمني الناس. ورزقني الله منه الولددون غيرها من النساء"...
هذه هي لمحة من حياة هذه السيدة العظيمة التي تركت كلهذا الأثر في قلب أعظم من عرفته الحياة .. محمد عليه الصلاة والسلام..

++6




بودى ريرى غير متواجد حالياً  
التوقيع












رد مع اقتباس
قديم 06-12-10, 08:40 PM   #2

مريم الجميلة

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية مريم الجميلة

? العضوٌ??? » 118012
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 9,656
?  نُقآطِيْ » مريم الجميلة has a reputation beyond reputeمريم الجميلة has a reputation beyond reputeمريم الجميلة has a reputation beyond reputeمريم الجميلة has a reputation beyond reputeمريم الجميلة has a reputation beyond reputeمريم الجميلة has a reputation beyond reputeمريم الجميلة has a reputation beyond reputeمريم الجميلة has a reputation beyond reputeمريم الجميلة has a reputation beyond reputeمريم الجميلة has a reputation beyond reputeمريم الجميلة has a reputation beyond repute
افتراضي

ربنا يبارك فيكى معلومات لشخصية كلنا نتمنى نتعلم منها الف شكر

مريم الجميلة غير متواجد حالياً  
التوقيع
\


رد مع اقتباس
قديم 06-12-10, 09:41 PM   #3

بودى ريرى

نجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو مميز بروابط الفنانين الاتراك ومراسلة أخبار فنية ووردة رابـطة عشـاق الثنائـى الماسـى روميـو وجـولييت القـرن 21

 
الصورة الرمزية بودى ريرى

? العضوٌ??? » 76828
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,646
?  نُقآطِيْ » بودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

بودى ريرى غير متواجد حالياً  
التوقيع












رد مع اقتباس
قديم 06-12-10, 09:51 PM   #4

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

جزاكِ الله كل خير حبيبتي بودي

رضي الله عن امنا السيدة خديجة و ارضاها

سيدة نساء العالمين و جمعنا الله بها في جنته يارب






هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-12-10, 11:09 PM   #5

ماهي نور اسلام
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ماهي نور اسلام

? العضوٌ??? » 97980
?  التسِجيلٌ » Sep 2009
? مشَارَ?اتْي » 9,319
?  نُقآطِيْ » ماهي نور اسلام has a reputation beyond reputeماهي نور اسلام has a reputation beyond reputeماهي نور اسلام has a reputation beyond reputeماهي نور اسلام has a reputation beyond reputeماهي نور اسلام has a reputation beyond reputeماهي نور اسلام has a reputation beyond reputeماهي نور اسلام has a reputation beyond reputeماهي نور اسلام has a reputation beyond reputeماهي نور اسلام has a reputation beyond reputeماهي نور اسلام has a reputation beyond reputeماهي نور اسلام has a reputation beyond repute
افتراضي



ماهي نور اسلام غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 06-12-10, 11:24 PM   #6

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اسمها وشرف نسبها




هي أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد بن أسدٍ بن عبد العزَّى بن قصي القرشية الأسدية، وأمها فاطمة بنت زائدة بنت جندب. ولدت بمكة سنة 68 ق.هـ، وكانت من أعرق بيوت قريشٍ نسبًا وحسبًا وشرفًا، وقد نشأت على التخلُّق بالأخلاق الحميدة، وكان من صفاتها الحزم والعقل والعفة. يلتقي نسبها بنسب النبي في الجد الخامس، فهي أقرب أمهات المؤمنين إلى النبي ، وهي أول امرأة تزوَّجها، وأول خلق الله أسلم بإجماع المسلمين.

في الجاهلية


في الجاهلية وقبل لقاء رسول الله كانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- امرأة ذات مال وتجارة رابحة، فكانت تستأجر الرجال لتجارتها وتبعثهم بها إلى الشام، ومرت الأيام ووصل إلى مسامعها ذكر "محمد بن عبد الله" كريم الأخلاق، الصادق الأمين، وكان قلَّ أن تسمع في الجاهلية بمثل هذه الصفات، فأرسلت إليه وعرضت عليه الخروج في مالها تاجرًا إلى الشام، وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار.


وحينها قَبِل ذلك منها ، وخرج في مالها ومعه غلامها "ميسرة" حتى قدم الشام، وهناك نزل رسول الله في ظل شجرة قريبًا من صومعة راهب، فاطّلع الراهب إلى ميسرة وقال: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال ميسرة: هذا الرجل من قريش من أهل الحرم. فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قَطُّ إلا نبي. ثم باع رسول الله سلعته التي خرج بها واشترى ما أراد، ولما قدم مكة على السيدة خديجة بمالها باعت ما جاء به، فربح المال ضعف ما كان يربح أو أكثر.


وأخبرها ميسرة عن كرم أخلاقه وصفاته المتميزة التي وجدها فيه أثناء الرحلة، فرغبت في الزواج منه، فتزوجها وهو ابن خمس وعشرين سنة، والسيدة خديجة يومئذ بنت أربعين سنة.


وكان قد قُدِّر لخديجة -رضي الله عنها- أن تتزوج مرتين قبل أن تتشرَّف بزواجها من رسول الله ، وقد مات عنها زوجاها، وتزوجها رسول الله قبل الوحي، وعاشت معه خمسًا وعشرين سنة؛ فقد بدأ معها في الخامسة والعشرين من عمره، وكانت هي في الأربعين، وظلا معًا إلى أن توفاها الله وهي في الخامسة والستين، وكان عمره في الخمسين، وهي أطول فترة أمضاها النبي مع هذه الزوجة الطاهرة من بين زوجاته جميعًا، وهي -وإن كانت في سن أمِّه - أقرب زوجاته إليه؛ فلم يتزوج عليها غيرها طوال حياتها، وكانت أم ولده الذكور والإناث إلا إبراهيم فإنه من
مارية القبطية رضي الله عنها، فكان له منها : القاسم وبه كان يُكنَّى، وعبد الله، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة.

إسلامها


كانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- قد ألقى الله في قلبها صفاء الروح، ونور الإيمان، والاستعداد لتقبُّل الحق، فحين نزل على رسول الله في غار حراء {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]، رجع ترجف بوادره وضلوعه، حتى دخل على السيدة خديجة فقال: "زملوني زملوني". فزملوه حتى ذهب عنه الروع.


وهنا قال لخديجة رضي الله عنها: "أَيْ خديجة، ما لي لقد خشيت على نفسي". وأخبرها الخبر، فردت عليه السيدة خديجة -رضي الله عنها- بما يطيِّب من خاطره، ويهدئ من روعه فقالت: "كلا أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدًا، فوالله إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق".


ثم انطلقت به رضي الله عنها حتى أتت به ورقة بن نوفل -وهو ابن عم السيدة خديجة رضي الله عنها، وكان امرأً تنصَّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العربي، ويكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي- فأخبره النبي خبر ما رأى، فأعلمه ورقة أن هذا هو الناموس الذي أُنزل على موسى u.


ومن ثَمَّ كانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- أول من آمن بالله ورسوله وصدَّق بما جاء به، فخفف الله بذلك عن رسول الله ؛ لا يسمع شيئًا يكرهه من ردٍّ عليه وتكذيب له فيحزنه إلا فرَّج الله عنه بها، إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه وتصدقه وتهوِّن عليه أمر الناس.


خديجة.. العفيفة الطاهرة


كان أول ما يبرز من ملامح السيدة خديجة الشخصيَّة صفتي العفة والطهارة، هاتان الصفتان التي قلما تسمع عن مثلهما في بيئة لا تعرف حرامًا ولا حلالاً، في بيئة تفشت فيها الفاحشة حتى كان البغايا يضعن شارات حمراء تنبئ بمكانهن.


وفي ذات هذه البيئة، ومن بين نسائها انتزعت هذه المرأة العظيمة هذا اللقب الشريف، ولقبت بـ"الطاهرة"، كما لُقب أيضًا في ذات البيئة بـ"الصادق الأمين"، ولو كان لهذه الألقاب انتشار في هذا المجتمع آنذاك، لما كان لذكرها ونسبتها لأشخاص بعينهم أهمية تذكر.


خديجة.. الحكيمة العاقلة


وتلك هي السمة الثانية التي تميز بها شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، فكل المصادر التي تكلمت عن السيدة خديجة -رضي الله عنها- وصفتها بـ"الحزم والعقل"، كيف لا وقد تجلت مظاهر حكمتها وعقلانيتها منذ أن استعانت به في أمور تجارتها، وكانت قد عرفت عنه الصدق والأمانة.


ثم كان ما جاء في أبلغ صور الحكمة، وذلك حينما فكرت في الزواج منه ، بل وحينما عرضت الزواج عليه في صورة تحفظ ماء الوجه؛ إذ أرسلت السيدة نفيسة بنت منية دسيسًا عليه بعد أن رجع من الشام؛ ليظهر وكأنه هو الذي أرادها وطلب منها أن يتزوجها.


ونرى منها بعد زواجها كمال الحكمة وكمال رجاحة العقل، فها هي تستقبل أمر الوحي الأول بعقلانية قلَّ أن نجدها في مثل هذه الأحوال بالذات؛ فقد رفضت أن تفسِّر الأمر بخزعبلات أو أوهام، بل استنتجت بعقليتها الفذة وحكمتها التي ناطحت السحاب يوم ذاك أن الله لن يخزيه، ثم أخذته إلى ورقة بن نوفل ليدركا الأمر. وهذه طريقة عقلانية منطقية بدأت بالمقدمات وانتهت بالنتائج المترتبة على هذه المقدمات، فيا لها من عاقلة! ويا لها من حكيمة!


خديجة.. نصير رسول الله


وهذه السمة من أهم السمات التي تُميِّز شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، تلك المرأة التي وهبت نفسها ومالها وكلّ ما ملكت لله ولرسوله ، ويكفي في ذلك أنها آمنت بالرسول وآزرته ونصرته في أحلك اللحظات التي قلما تجد فيها نصيرًا أو مؤازرًا أو معينًا.


ثم هي -رضي الله عنها- تنتقل مع رسول الله من حياة الراحة والاستقرار إلى حياة الدعوة والكفاح والجهاد والحصار، فلم يزدها ذلك إلا حبًّا لمحمد وحبًّا لدين محمد ، وتحديًا وإصرارًا على الوقوف بجانبه، والتفاني في تحقيق أهدافه.


فلما خرج رسول الله مع بني هاشم وبني عبد المطلب إلى شعاب مكة في عام المقاطعة، لم تتردد -رضي الله عنها- في الخروج مع رسول الله لتشاركه -على كبر سنها- أعباء ما يحمل من أمر الرسالة الإلهية التي يحملها، فقد نَأَتْ بأثقال الشيخوخة بهمة عالية، وكأنها عادت إليها صباها، وأقامت في الشعاب ثلاث سنين وهي صابرة محتسبة للأجر عند الله تعالى.


وكأن الله اختصها بشخصها لتكون سندًا وعونًا للرسول في إبلاغ رسالة رب العالمين الخاتَمة، فكما اجتبى الله رسوله محمد واصطفاه من بين الخلق كافة، كذلك قدَّر له في مشوار حياته الأول لتأدية الرسالة العالمية مَن تضارعه أو تشابهه لتكون شريكًا له في حمل هذه الدعوة في مهدها الأول، فآنسته وآزرته وواسته بنفسها ومالها في وقت كان الرسول في أشد الاحتياج لتلك المواساة والمؤازرة والنصرة.


فضائلها

****************
خير نساء الجنة


لا شك أن امرأة بمثل هذه الأوصاف لا بد أن يكون لها منزلة رفيعة، فها هو الرسول يعلن في أكثر من مناسبة بأنها خير نساء الجنة؛ فقد روي عن
أنس بن مالك t أن النبي قال: "حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية امرأة فرعون".

يقرئها ربها السلام


ليس هذا فحسب، بل يُقرِئُها المولى السلام من فوق سبع سموات، ويبشرها ببيت من قصب في الجنة؛ فعن أبي هريرة t أنه قال: أتى جبريلٌ النبيَّ فقال: "
يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ".

حب النبي لخديجة.. والوفاء لها


فكان حقًّا أن يكون لهذه الطاهرة فضل ومكانة عند رسول الله ، تسمو على كل العلاقات، وتظل غُرَّة في جبين التاريخ عامَّة وتاريخ العلاقات الأسرية خاصَّة؛ إذ لم يتنكَّر لهذه المرأة التي عاشت معه حلو الحياة ومرها، بل ويعلنها على الملأ وبعد وفاتها؛ وفاءً لها وردًّا لاعتبارها: "إني قد رزقت حبها".


ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه لم يكد ينساها طيلة حياته وبعد وفاتها، إذ كان يكثر ذكرها ويتصدق عليها؛ تروي
السيدة عائشة -رضي الله عنها- فتقول: ما غِرْتُ على أحد من نساء النبي ما غرت على خديجة رضي الله عنها، وما رأيتها، ولكن كان النبي يكثر ذكرها، وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء، ثم يبعثها في صدائق خديجة رضي الله عنها، فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة. فيقول: "إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد".

وفاتها


تاقت روح السيدة خديجة -رضي الله عنها- إلى بارئها، وكان ذلك قبل هجرته إلى المدينة المنورة بثلاث سنوات، ولها من العمر خمس وستون سنة، وأنزلها رسول الله بنفسه في حفرتها، وأدخلها القبر بيده.


وتشاء الأقدار أن يتزامن وقت وفاتها والعام الذي تُوفِّي فيه أبو طالب عم رسول الله ، الذي كان أيضًا يدفع عنه ويحميه بجانب السيدة خديجة رضي الله عنها؛ ومن ثَمَّ فقد حزن الرسول ذلك العام حزنًا شديدًا حتى سُمي "عام الحزن"، وحتى خُشي عليه ، ومكث فترة بعدها بلا زواج.





هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 07-12-10, 04:21 PM   #7

بودى ريرى

نجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو مميز بروابط الفنانين الاتراك ومراسلة أخبار فنية ووردة رابـطة عشـاق الثنائـى الماسـى روميـو وجـولييت القـرن 21

 
الصورة الرمزية بودى ريرى

? العضوٌ??? » 76828
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,646
?  نُقآطِيْ » بودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond reputeبودى ريرى has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

بودى ريرى غير متواجد حالياً  
التوقيع












رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:13 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.