آخر 10 مشاركات
عودة زمن الحب (22) للكاتبة لامارا *كامله* (الكاتـب : لامارا - )           »          ذكريات سجينة (69) للكاتبة: أبي غرين (الجزء الثاني من سلسلة الشقيقان) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          القفص الذهبي (68) للكاتبة: أبي غرين (الجزء الاول من سلسلة الشقيقان) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          محبوبة الرئيس (45) للكاتبة: Susan Meier (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          بين أزهار الكرز (167) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أم لابنة الرئيس (41) للكاتبة: Susan Meier..... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          زَخّات الحُب والحَصى * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-06-11, 05:24 PM   #1181

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي


هييييييييييييييييييييييي حسنا مكتحشميم الحشومة مابقتش كانية في القاموس ديالك بغا ديري فيديو كليب مع انريكي .. واش نو غادي تغني نتية بعد ههههههههههههه اجي بعد وغير سكتي راه يسمعك شعيبة يهرس ليك دك الراس

maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 27-06-11, 09:10 PM   #1182

سحابه نقيه 1

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر

alkap ~
 
الصورة الرمزية سحابه نقيه 1

? العضوٌ??? » 144414
?  التسِجيلٌ » Nov 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,198
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » سحابه نقيه 1 has a reputation beyond reputeسحابه نقيه 1 has a reputation beyond reputeسحابه نقيه 1 has a reputation beyond reputeسحابه نقيه 1 has a reputation beyond reputeسحابه نقيه 1 has a reputation beyond reputeسحابه نقيه 1 has a reputation beyond reputeسحابه نقيه 1 has a reputation beyond reputeسحابه نقيه 1 has a reputation beyond reputeسحابه نقيه 1 has a reputation beyond reputeسحابه نقيه 1 has a reputation beyond reputeسحابه نقيه 1 has a reputation beyond repute
افتراضي

وبدات المشاكل ....

اول اشهر من اول سنه بتكون صعبه كتير .. نتوقعها كلها حب ورومنسيه مع ان الحياة لازم تستمر بشكل روتينى بعد انقضاء الاجازه ههههه

مشاكل طبيعيه الملل الذى تشعر به امل طبيعى تشعر فيه اى عروس بس هى زاد عليها المكان الذى تسكنه و ساعاته الطويله بالعمل

الياس .. يارجال هدى اعصابك شوى لسى انتو بالعسل رفعت ايدك عليها و شقيت جبينها ... هدى يا ابن الناس هدى خاصه ان امل لحالها مالها اهل تتسلى معهم واهلك لسى العلاقه متوتره بينهم وبينها .... بس مع هيك اتفهم رفض الياس فكرة الزواج خاصه انهم عرسان جدد ....

بس عجبنى الياس بشغلة انه طيب خاطرها ... يعنى سامحناك ههههههههه

مروسكا تسلم ايدك حبيبتى جزء ممتع كتير بس مو عادتك هيك اجزائك قصيره !! لالا الله يخليلنا اياك طوليها شوى اجت الاجازه .. بدنا نتسلى هههه


سحابه نقيه 1 غير متواجد حالياً  
التوقيع


العاب

العاب
[SIGPIC][/SIGPIC]
رد مع اقتباس
قديم 27-06-11, 09:49 PM   #1183

has2006

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية has2006

? العضوٌ??? » 159231
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,281
?  نُقآطِيْ » has2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maroska مشاهدة المشاركة
هييييييييييييييييييييييي حسنا مكتحشميم الحشومة مابقتش كانية في القاموس ديالك بغا ديري فيديو كليب مع انريكي .. واش نو غادي تغني نتية بعد ههههههههههههه اجي بعد وغير سكتي راه يسمعك شعيبة يهرس ليك دك الراس
سكينة شكون كاليك انا غا نغني راه غير غا نمثل معه في الكليب وصافي واني نغني سويدي انا وشعيبة

شوفي نزل الفصل وبزربه وكثر الساح شويا


has2006 غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 27-06-11, 11:22 PM   #1184

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة has2006 مشاهدة المشاركة
سكينة شكون كاليك انا غا نغني راه غير غا نمثل معه في الكليب وصافي واني نغني سويدي انا وشعيبة

شوفي نزل الفصل وبزربه وكثر الساح شويا
ههههههههههه وصافي نتي وشعيبة غير شطحوا وانريكي يغني.
راه الفصل غادي ينزل الزين ولكن انا قوتليك فيه شي حاجة اخرى انتمنى تعجبك


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 28-06-11, 12:09 AM   #1185

has2006

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية has2006

? العضوٌ??? » 159231
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,281
?  نُقآطِيْ » has2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maroska مشاهدة المشاركة
ههههههههههه وصافي نتي وشعيبة غير شطحوا وانريكي يغني.
راه الفصل غادي ينزل الزين ولكن انا قوتليك فيه شي حاجة اخرى انتمنى تعجبك
انا عرفتها هاد الحاجة اخرى هي انور لقى حسناء وحبها كيفما هي كاتحبو وتزوجو وعاشو في سعادة هههههههههه

زوينة ياك

وراني باقة نتسناك العايلة فين الفصل


has2006 غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 28-06-11, 12:12 AM   #1186

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

هههههههههههههههههههه حسنا هههههههههههههه عمري ماشفت شي مرة مزوجة بزوج ههههههههه وموتي ياختي انور ماكينش في هاذ الفصل ههههههههههههههههههههههه
شوفي راه الفصل عطيته لجيمي تدقق فيه وصبري شوية راه انا لي تعطلت بيه وهي مسكينة دايرة كتر من جهدها .. عذبتها معايا النهار كله وهي جالسة في كمبيوتر على قبلي.


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 28-06-11, 12:34 AM   #1187

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

اولا كل الشكر لي jemmy التي دققت في الفصل .. حتى انزله بسرعة .. اتمنى من كلي قلبي ان ينال اعجابكم .
واعتذر عن ردود بعض الاعضاء التي لم استطع ان ارد عليها .. لكنني قراتها وسعدت جدا بها واشكركم عليها وعلى تشجيعي.


الفصل الرابع والعشرون: الماضي.

كان إلياس يريد بنفسه أن يأخذها عند الطبيب حتى يطمئن على أن جرحها لن يخلف ورائه اثرا .. لكن أمل أصرت على أن يذهب لعمله لأنه كان متاخرا عنه بما فيه الكفاية .. و ذهبت فقط مع اسراء إلى الطبيب .. و الذي أخبرها بأن الجرح ليس عميقا وستختفي أثاره بعد مدة قليلة من الوقت .. إكتفى بوصف لها مرهم من اجل إلتئام الجرح كليا.. عندما ودعت اسراء التي لم تكن قد صدقت كليا حكايتها بانها اصطدمت لوحدها بالجدار لأن أمل كانت قد أصرت في نفسها على ألا تخبرها الحقيقة.. عادت أمل بعدها إلى البيت بسيارة الاجرة كالعادة .. نقدت السائق ثم دخلت إلى البيت و ذهبت فورا إلى غرفة النوم حتى تبدء بوضع المرهم على جبينها حيث الجرح لكنها فور أن وصلت إليها حتى بقيت واقفة أمام باب الغرفة الذي كان مفتوحا وهي فاغرة فمها تنظر الى السرير ..إقتربت ببطئ منه.. أمسكت بيدها باقة الورود الحمراء الكبيرة جدا و التي كانت موضوعة على السرير.. اشتمت رائحتها العطرة و هي تبتسم .. ثم أخذت البطاقة التي كانت موضوعة بعناية بين الورود و فتحتها لكي تجد فيها بكلمات جميلة وراقية للغاية أن إلياس يخبرها عن دعوته لها للعشاء في الليل .. كانت تقرأ كلماته بسعادة .. ثم بقيت تنظر إليها مطولا و هي تتذكر ليلة البارحة .. لقد كان شجارهما كبيرا لكن في الاخير .. ابتسمت و هي تتذكر كيف نسيت كل شيء و اختفى كل ذلك الغضب الذي كان في داخلهما معا في لمح البصر و عاشا واحدة من اجمل لحظاتهما .. في تلك اللحظة بالذات خطر لها تساول غريب .. لما سامحته بتلك السرعة؟ .. انها حتى تتذكر نفسها البارحة جيدا ما كان ليأتيها النوم لو لم يصالحها .. إلياس اصبح كل شيء بالنسبة لها .. أهكذا كانت والدتها تشعر؟ .. ألهذا كانت تسامح والدها كل مرة عن كل مايفعله بها لانها كانت تحبه بشدة ؟ بسرعة طردت امل تلك التساولات من رأسها و هي تقول لنفسها بأن إلياس ليس مثل والدها و أن كانت هي تسامحه فلأنه مختلف تماما عن والدها كما انها تسامحه لانه زوجها و حبيبها و ليس لأنها تخافه أو أنه يعتبرها جارية له .. لا أبدا هي لن تعطي والدتها العذر لما تفعله و لضعفها و إستسلامها لوالدها.. وضعت البطاقة الصغيرة على السرير والتي كانت تحمل نفس العطر الذي كان في باقة الورود ثم إلتفتت إلى العلبة البيضاء الكبيرة و فتحتها لكي تخرج منها فستان رائع الجمال وغاية في الأناقة من الشيفون الاحمر .. إستطاعت أخيرا أن تتخلص من ذهولها و هي تمسك بالفستان بيدها وتذهب إلى المرأة لكي تقيسه بإعجاب كبير.

في تمام الساعة التاسعة كانت أمل جاهزة بكل معنى للكلمة .. فقد اهتمت بنفسها كثيرا حتى تكون في أبهى حلتها .. كانت تقف أمام المرأة تتأكد من أن شعرها مايزال مرفوعا باناقة .. قبل أن تذهب لرؤية الرسالة القصيرة التي وصلتها من إلياس على هاتفها النقال تطالبها بلقائه في الخارج .. استغربت من ذلك .. وتساءلت إن كان لا يريد الدخول حتى يغير هو الأخر ثيابه ..لكنها تركت تساؤلها حتى تراه .. أطفات أضواء البيت و خرجت من المنزل .. حال أن أقفلت الباب ورائها بقيت مكانها واقفة و قد رأت إلياس هو الاخر أنيقا للغاية ببذلة رسمية سوداء .. وقف مستقيما فور ان راها و هو يحدق إليها بنظرات جعلتها تشعر بالسعادة والفرح لأنها نجحت فيما كانت تريد أن تبثه فيه .. كان يحدق في كل جزء منها في فستانها الأحمر الذي كان يصل إلى ركبتيها في وجهها الذي اعتنت به للغاية وتسريحة شعرها الأنيقة .. اقترب منها بسرعة و قد كانت رائحة عطرة المميز ترافقه .. و التي تغلغلت في انفها باثارة .. أمسك بيدها و قبلها قائلا:"تبدين كالأميرة ." ثم عاد ليحدق اليها وهو يستديرها قائلا كتصحيح لكلامه السابق:"لقد كنت مخطئا .. تبدين مثل الملكة."

قالت له وهي تحيط عنقه بيديها معا :"ذوقك راق جدا .. الفستان رائع للغاية."

اسندها لسيارته بينما ابعدت انامله خصلات شعرها التي كانت تنزل بعناية على جبهتها بطريقة جميلة و أيضا بطريقة ذكية لاخفاء جرح جبينها مرر انامله برقة شديدة على ذلك الجرح و قد كان غير ظاهر كثيرا .. بسبب اخفائها له ببراعة بواسطة المكياج .. قال لها وهو يقبل جبينها بالضبط على مكان الجرح :"ماذا قال لك ؟"

عرفت بانه يتحدث عن زيارتها للطبيب اليوم .. لكنها لم تكن مستعدة للحديث مرة اخرى في ذلك الموضوع .. لقد كانت تريد بشدة ان تغير الموضوع لانها لا تريد ان تفسد هذه اللحظة عليها بتذكر تلك الحادثة .. لكنها كانت متاكدة من انه لن يرتاح حتى يطمئن عليها .. خصوصا بانها تعرف بان عشاء الليلة والفستان والورود كلها من أجل ان يعوض عن مافعله البارحة .. فتمتمت له قائلة:"جرح بسيط سيختفي بسرعة دون ترك اي اثر ورائه."

قال لها وهو يعيد تقبيل الجرح:"انا أسف ت..."

لم يكمل اذ حطت امل اصابعها فوق شفتيه قائلة بتوسل:"ارجوك .. ماحدث قد حدث لااريد ان نبدء ليلتنا بهذا الموضوع."

قبل اناملها التي كانت تحت شفتيه واعاد خصلات شعرها لكي تنسدل على جبينها كما كانت قبل ان يزيحها حتى يطمئن على جرحها .. فتح لها الباب فدخلت لكي تستقر في السيارة وجلس هو بعدها بجانبها خلف المقود.. طيلة الوقت و هما في السيارة لم تساله امل عن وجهتهما .. لانها اكتفت بالاستمتاع بتلك اللحظات فهي لايهمها المكان مادامت ستكون معه على وفاق .. توقف الياس امام بناية فندقية فخمة للغاية .. كانت امل تعرف بان في داخلها اشهر وافخم المطاعم التي في المدينة .. في البداية بقيت في السيارة غير قادرة على التصديق بان الياس قد حجز في هذا المطعم .. وقد قفز عقلها فورا الى البارحة حيث كان شجارهما كله قد دار حول المال وكيف يجعله تبذيره للمال يعمل ساعات اضافية .. اسيصالحها بتبذير اكبر ؟.. عندما دار الياس حول ثم فتح لها الباب وجدها تنظر الى المطعم بطريقة لم تعجبه .. فسالها قائلا:"الم يعجبك اختياري؟"

حاولت ان ترسم ابتسامة على وجهها مجبرة نفسها على ان تنسى الموضوع الليلة فما حدث قد حدث وهو قد حجز الان وبالتاكيد ان اخبرته بان المكان غال وبان هذا لايزيدهم سوى مصاريف على مصارف ستنقلب الامسية الى عاصفة هوجاء .. قالت له مع ابتسامتها الكبيرة التي حافظت عليها وهي تنزل من السيارة ممسكة بيده التي كانت ممدودة لها:"انه رائع .. رائع للغاية .. انت تعرف مسبقا رأي في ذوقك."

اعطى الياس مفاتيح سيارته للحارس الذي يقف امام المطعم ثم دخل هو وامل للداخل بعد ان اكد الحجز .. كان المطعم لاناقته الشديدة لايوصف .. المعاملة الراقية والجو الرومنسي باضوائه الخافتة وطاولتهم التي تطل على البحر موفرة لهما خصوصية كبيرة .. كل ذلك جعل امل تنسى مخاوفها عن المشاكل التي تواجههما وحتى انزعاجها في البداية من اختيار الياس للمطعم الغالي قد نسيته .. وذلك ايضا كان بسبب معاملة الياس لها التي كانت تشعرها بانها تحلم وبان رجليها لم تعودا على الارض .. قالت له وهي تلمس يده التي على الطاولة بحب:"لقد احببت المطعم جدا .. انه يوفر جوا رائعا وراقيا."

اقترب منها الياس وقال:"بالعكس انا انتظر بسرعة حتى ينتهي العشاء ونخرج من هنا .. فخططي كثيرة الليلة .. والخطط الاخيرة هي التي ستعجبك اكثر بالتاكيد."

مرت الامسية على احسن ما يرايم .. و الياس حرص جدا على ان يكون العشاء مثاليا حتى يستيطع ان ينسيها كل مادار بينهما من شجار البارحة .. و قبل ان يغادرا .. نهضت امل من الطاولة حتى تذهب الى الحمام بحجة ان تعدل من نفسها قليلا .. لكن ما قالته لم يكن الحقيقية..لا .. فهي شعرت فجاة بشعور غير مريح .. شعور غريب بدل سعادتها وفرحتها فجاة الى خوف وضيقة في صدرها اختلجتها فجعلتها تنهض من مكانها بسرعة الى الحمام .. بقيت تنظر الى مراة الحمام الكبيرة وهي تضع يدها على صدرها وكانها تريد ان تزيل الاختناق الذي اصابه فجاة والخوف الذي اكتسحها وهي لم تعرف فعلا لماذا انقلب حالها فجاة هكذا.. فقط قبل قليل كانت تعيش في عالم ثان .. عالم جميل ورائع حتى انها كانت قد نسيت بانها في مطعم وبان هناك من حولها غير الياس .. ولم يوقظها شيء من عالمها التي كانت تعيش فيه سوى هذا الشعور الذي كرهته بشدة .. انه شعور تعرفه .. احساسها يؤكد لها بانها تعرف هذا الشعور وليست اول مرة تشعر به لكن توترها واضطرابها لم يساعدها على ان تفهم معنى شعورها او معنى احساسها ذاك.. لم تهتم لمكياجها او لتسريحتها كل ما اردته هو ان تتخلص من ذلك الاختناق والخوف .. فبدات تغسل وجهها بالمياه الباردة بسرعة وقوة كبيرة حتى ان فستانها تبلل قليلا ببضع قطرات تطايرت على ثوبها .. وقفت اخيرا تتكأ على الحوض امامها وهي تنظر الى وجهها في المراة .. وقد استعادت بعضا من توازنها وهي ترى بان مافعلته كان غبائا منها .. لحسن الحظ بان عينها لم تتلطخا بالكحل والمسكرا لانهما كانا مضادين للماء .. جففت وجهها بسرعة .. و عدلت ماستطاعت تعديله .. تسريحتها ومكياجها اعادت ترتيبهما حتى و لو لم يكن مثل البداية الا انه كان ما يزال يعطيها منظرا جميلا وانيقا .. غير فستانها الذي خرجت به وهي تتتمنى بان يجف بسرعة والا لاحظ الياس شيئا .. كانت ذاهبة صوب الياس الذي كان جالسا في مكانه ينظر من الزجاج الضخم الى منظر المياه تحت ظلمة الليل .. والمدينة تظهر من بعيد متللالئة باضوائها .. كانت قادمة ناحيته وهي تبتسم فبمجرد رؤيتها له الان من جديد بثت فيها الامان .. لكنها ما لبثت ان شعرت بالارتياح حتى توقفت مكانها كالصنم لا تتحرك .. حتى تنفسها توقف مع تجمدها هناك .. لم تصدق عينيها في البداية .. حتى استطاعت ان تقترب في الاخير من الحاجز الذي يحيط الطابق الاعلى ويوصله درج الى الطابق الاسف .. وقفت هناك من اعلى الدرج الفخم تنظر الى ذلك الوجه .. الوجه الذي لم يتغير ابدا .. الذي كان يبث فيها دائما شعور الخوف لابل الرعب والضيقة والتوتر .. شعور الاختناق والانزعاج وعدم السعادة .. انه هو نفسه من يبث فيها كل تلك المشاعر .. بالاضافة الى مشاعراخرى من نوع اخر اهمها التحدي وعدم الاستسلام .. هو من علمها بان تقف شامخة الراس لاتخاف من غضبه مهما كانت عواقب ذلك الفعل .. بقسوته علمها بالا تتقبل اوامره .. بطغيانه علمها كيف تدافع عن نفسها بشراسة غير مهتمة لما سيؤدي بها ذلك.. هي تعلمت كل ذلك من افعاله المريضة معها .. لكن مع ذلك تعلمت الان شعورا اخر .. الان وهي تقف في اعلى الدرج تراه في ذلك المشهد المشمئز والمبتذل .. انه شعور الاشمئزاز .. ان كانت قد خافت منه يوما او حتى قبل قليل .. ان كانت قد شعرت بالهلع لهيبته المخيفة فهي بعد هذا المنظر الذي امامها .. تشعر بان الاشمئزاز ان لم تقل بان تلك الكلمة لهي قليلة في حق ما تشعر به الان منه .. بانه الشعورالوحيد الذي اعتمر في قلبها تجاهه في هذه اللحظة .. لم تعرف بانها بقيت كثيرا واقفة هناك تحدق فيه كالجماد تتذكر كل لحظة تساءلت فيها عن مكانه و ابتعاده عن عائلته لايام من اجل عمل لايعرفان عنه شيئا .. تتذكر كل لحظة جلست امها تبكي في غرفتها على السبب الذي يجعل زوجها غير سعيد معها .. تتذكر بمرارة كيف ان والدتها اعطته احتراما لايستحقه وكيف هو كان يتحدث عن المبادئ وكيف ان امل تفتقرها بينما هو يجلس هنا في هذا المنظر المشين .. لم تعرف بانها اطالت الوقوف هناك حتى احاطت بها ذراعي الياس و سمعت صوته ورئها يقول بشيء من القلق:"ماذا هناك امل ؟ لما تقفين هنا؟"

لم تجيب امل عليه بل حتى لم تلتفت اليه اذ لم تريد ان تبعد عينيها عن ذلك المشهد المهين .. عن ذلك الشخص الذي لم تره منذ مدة ليست بالقصيرة .. عن ذلك الشخص الذي تركته ورائها مع ماضيها الأليم .. لكي يظهر الان امامها جالسا في وضع مهين لها ولوالدتها وهو حتى غير مدرك بان ابنته تراقبه في وضعه المخجل ذاك .. الغضب تصاعد اليها في تلك اللحظة وبدات تكز على اسنانها بصورة واضحة .. حتى قال لها الياس وهو ينظر الى حيث كانت تنظر:" اااه امل .. لاتحدقي فيهما هكذا .. اعرف بان المنظر مشمئز لك .. لكن هناك العديدين منهم صديقيني .. انهم لايحترمون سنهم حتى .. يخرجن مع فتيات في مثل سن بناتهن .. انهم فقط لايستحقون اية ذرة احترام .. مشمئزين ."

لم يعرف الياس بان كلامه ذاك زاد من ايلامها .. صحيح بانها تشعر بنفس الشعور .. لكنه من المؤلم ان تسمع زوجها يحتقر والدها بهذه الطريقة .. ماذا لو عرف بان ذلك الرجل هو والد زوجته .. حبست دموعها بصعوبة شديدة وهي ترافق الياس الذي اخذها من هناك قائلا:"هيا علينا الذهاب .. فما يزال معنا الليلة كلها لكي نستمتع بها .. وليس ان نزعج انفسنا بالغضب من اناس لايستحقون منا حتى النظر اليهم."

كانت امل تتمنى بان لايراها ذلك الرجل وهي تنزل الدرج .. حاوطت خصرالياس بذراعيها و تعمدت ان ان لاتنظر ناحية والدها .. الذي كان مشغولا يقبل في تلك اللحظة تلك الفتاة الصغيرة التي تجلس بجانبه .. على طاولة عشاء فخمة و رومانسية مثلما جلست عليها مع زوجها .. كانت تشعر بالغضب جدا عندما خرجت .. هي لاتصدق ان والدها الرجل المحترم المهيب والقاسي يتصرف بتلك الطريقةامام الناس وكان لااحد يهمه ان راه بتلك الطريقة الوضيعة مع فتاة كان من الواضح بانها تتصرف به كلعبة في يدها .. حتى زوجها الشاب و الصغير جدا في السن مقارنة مع سن والدها لايتصرف بتلك الطريقة ويعرف كيف يحافظ على احترامه امام الناس جيدا .. كان ذلك مهين جدا لها .. ولم تستطع استحمال اكثر من ذلك وتلك المشاهد تعاد كشريط فيلم يابى ان يتوقف .. اتكأت على السيارة و اجهشت بالبكاء بطريقة فاجأت وصدمت الياس للغاية الذي لم يعرف ما يفعل لانه لم يفهم مايحدث مع امل .. حاول ان يمسكها ويوقفها عن الدموع وهو غير دار لما يحدث معها .. لقد كانت سعيدة اثناء وجودهم في الداخل .. سعيدة للغاية .. اول شيء خطر على باله انها ربما ندمت على مسامحتها له .. انها تذكرت كل ماسببه لها .. حاول معرفة ما بها وهو يشعر بالالم لالمها .. يشعر بالحزن الكبير لبكائها .. دموعها تلك لم تكن ابدا بالنسبة له اي دموع .. انها دموع امل .. الدموع الوحيدة التي تجعله يشعر بالالم فقط لرويته لها تترقرق في عينيها .. فما بالك بان يرى امل هكذا وهي تجهش بالبكاء .. حتى البارحة عندما بدات بالبكاء امامه وخرج هو من البيت تاركا اياها مع دموعها .. لم يستطع ضميره ان يتركه في حاله او حتى ان يشعر بقليل من الراحة بعد ان توجه لمكانه السري حيث كان قد اعترف لها بحبه .. ذلك المكان الذي جعله رغما عنه يعود للبيت حتى يطمئن عليها .. مع انه لم يكن ينوي بسبب كبريائه الغبية ان يعتذر منها .. الا انه كان يريد الاطمئنان الا انها بخير .. فدموعها تاثر فيه لدرجة كبيرة جدا .. في حياته لم يشعر بالالم لالم شخص اخر .. في حياته لم يشعر بحرقة الدموع فقط من اجل حرقة دموع الشخص الذي امامه .. والوحيدة التي يشعر بذلك معها هي امل .. "امل" هكذا همس باسمها وهي تبكي على صدره بعد ان جذبها اليه يحتويها بذراعيه .. رفع يده يفرك بها جبينه باعياء وقلة حيلة بينما بقيت يده التانية على ظهر امل تربت عليها.. فمع كل محاولاته لتهدئتها لم تهدا وفي نفس الوقت لم تخبره ما بها .. فكر بالم كيف تكون عاجزا عن مساعدة الشخص الذي تحبه وانت واقف امامه ليس بيدك شيء تفعله .. انه شعور مغضب لدرجة كبيرة جدا .. زفر الهواء بعصبية لقلة مافعله حتى الان لتخفيف عن امل .. ثم قام بابعادها عن صدره قائلا باصرار كبير:"امل ماذا هناك ؟ من الذي ازعجك بهذه الطريقة ؟ اهو انا؟"

حركت امل راسها يمينا وشمالا نافية قوله وهي تمسح دموعها بطريقة قاسية على بشرتها الناعمة والرقيقة .. فقال لها الياس وهو يبعد يديها عن وجهها قبل ان توذي نفسها بتلك الطريقة التي مسحت بها دموعها .. وبدا هو يمسحها لها برقة قائلا:" ومن اذا؟ من الذي يزعجك وهو سيدفع ثمن هذه الدموع غاليا."

رفعت امل عينيها اليه ومن بين رموشها المبللة بالدموع نظرت اليه بحزن كبير جعل قلبه يتحطم الما لتلك العينين الجميليتين اللتين اصبحتا محملتين بحزن لم يره من قبل في عينيها بهذه الطريقة .. كان قلبه يدق بعنف وهو ينتظر بترقب كبير ان تخبره عن سبب انهيارها بهذه الطريقة .. الا انها اكتفت بالابتعاد عنه وفتحت باب السيارة ودخلت تجلس فيها بصمت جعل الياس يبقى للحظات يحدق فيما فعلته مندهشا من تصرفها ذاك .. لقد كان يظن بانها ستخبره .. لكنها ببساطة ابتعدت من بين يديه .. وكان شيئا لم يكن .. دار للجهة الاخرى حيث باب السائق .. وهو يلمح الحارس الذي يقف بملابسه العملية مع باب المطعم والذي كان ينظر اليهما بفضول .. لم يهتم الياس لتلك النظرات اذ مايهمه الان هو امل .. استقر في مقعده وهو يدير السيارة بعنف كبير مبتعدا عن ذلك الفندق .. كان في طريقه للبيت وقد كان ينتظرها هي ان تتكلم اولا .. فهو مع كل رغبته الشديدة التي تتاكله في ان يعرف مابها .. الا انه سيطر على نفسه حتى لايضغط عليها ويزعجها اكثر وهو يعرف مدى حساسيتها .. فمهما اظهرت للجميع بانها قوية وصلبة .. الا انها تتاثر فقط من نسمة الهواء .. فهو يعرف بان تحت ذلك القناع القوي والمعاند .. طفلة خائفة تخاف من ان يالم قلبها وتحطم احلامها الصغيرة .. فقد الامل وتسلل اليأس اليه معلنا بانها لن تخبره عن شيء وانه سيبقى يحترق ألما لمعرفة سبب الامها واحزانها .. وذلك لم يخفى عن امل التي كانت تنظر اليه من طرف عينها وهو يريخي يده على المقود بحزن .. فقالت له:

"لقد كان ابي."

الصدمة كانت قوية على الياس .. حيث رات امل ذلك واضحا مع انه لم يتكلم وبقي صامتا .. لكن يديه شدتا على المقود بقوة رهيبة ظنت معها امل وهي تحدق في اصابعه التي اصبحت شاحبة وقد هرب منها الدم لشدة قبضته على المقود بانه على وشك ان يحطمه .. من حسن الحظ ان الطريق كان مستقيما وخاليا .. اذا ان الياس بدى لامل بانه فقط يشد على المقود من غير ان يرى امامه جيدا .. لم تستطع فعل شيء اكثر غير انها احنت راسها امامها وبقيت تنظر الى يديها وهي تفرك اصابعها باضطراب .. كانت تعرف بان الياس فهم من عنت" بأبي" فهو لايحتاج لتفكير كثير حتى يعرف بان ابيها هو نفس الرجل الذي احتقره في المطعم .. وفقط ان تذكرت كلماته تلك حتى بدات بالبكاء مرة ثانية بصوت عال وبنشيج متقطع حاولت بقوة ان تكتمه الا ان محاولاتها كلها بائت بالفشل.


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 28-06-11, 12:36 AM   #1188

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

"لما تبكين الان لا افهم؟"

رفعت امل راسها اليه فوجدته يقود السيارة بهدوء وهو ينظر امامه .. لكي يلتفت فجاة اليها فالتقت عنيهما ببعض .. فاعاد كلامه قائلا:"لما تبكين؟ امازلت خائفة منه ام ماذا؟"

ابعدت امل نظرها عنه هي الاخرى عندما عاد هو للتركيز في السياقة وقالت وهي تنظر من النافذة:" لا ابدا لست خائفة منه خصوصا بعد ما رايته اليوم."

"اذا مالداعي لبكائك هذا.. لما لاتتصرفين وكانك لم تريه؟"

"كنت اتمنى لكن ..."

"لكن ماذا ؟" قالها الياس بحدة جعلت امل غير قادرة على السيطرة على دموعها لكي تبدا بالانهمار من جديد وهي تقول:"لقد كان هناك في المطعم .. اتتصور في طنجة هنا .. مع فتاة في مثل عمري او اكثر بقليل لااعرف .. المهم بانه كان هناك في مطعم فخم .. بينما هي بالتاكيد تجلس الان وحيدة في البيت .. ذلك البيت الموحش .. تظن بانه في عمله وانه يتهرب منها لانها امراة باردة .. هذا يجرحني كثيرا ان اعرف بانها تذرف الدموع على شخص لايستحق وفائها وحبها الجنوني به."

لم يتكلم الياس وهذا ماجعلها تتحدث اكثر واكثر عن مايقهرها ويغضبها .. استرسلت في الحديث وكانها تتحدث مع نفسها وتحاول ان تخرج ذلك الغضب منها والدموع ترافق كلماتها:"كنت اعرف .. كنت اعرف بان سفرياته تلك ليست سوى اكاذيب .. لطالما قلت لها بانه لايستحق كل ماتبذله من اجل ارضائه .. لكن لا .. هي كانت مثل المنومة مغناطسيا لاترى شيئا سوى ان ترضيه ولو على حساب ابنتها و لو على حسابها هي .. انه يعاملها مثل الشاة التي اشتراها وعليها ان تتبع صاحبها حيث ما اراد.. كانت تالمني للغاية بتصرفاتها هذه .. للغاية .. فلطالما كانت تغضب مني بشدة لانني كنت احاول ان افتح عينيها على الحقيقة .. لكم اتمنى رؤيتها الان .. لكم اتمنى ان ترى ما رأيته قبل قليل .. كيف كان يغازل فتاة في مثل سن ابنته .. لكم اتمنى بان ترى زوجها الذي لم يريها طعم السعادة في يوم في حياتها معه والذي لم يكن يسمح لها حتى بالخروج بجانبه لانها تحرجه كيف يجلس الان في مطعم فخم مع غيرها ."

غطت امل وجهها بيديها وهي تبكي بحرقة شديدة .. وبالكاد استطاع الياس ان يفهم بضع كلمات تمتمت بهم وهي على تلك الحال:"لو فقط اراها حتى أوكد لها شكوكي السابقة .. لو فقط انقذ ما تبقى من حياتها الان حتى تعيش سعيدة كما يجب .. لو فقط .. لو فقط.."

ابعدت يدها عن عينيها بسرعة وهي ترى الياس يدير السيارة بسرعة مفاجئة جعلت اطاراتها تصدر صوتا حادا كاد ان يالم اذنيها .. قبل قليل كانا على وشك الوصول الى البيت الصيفي .. لكنها الان رات الياس وهو ياخذ طريقا مخالفا عن الطريق الساحلي .. لم تفهم ما يحصل وهي تنظر اليه تارة في الظلام وتارة اخرى الى الطريق التي تضيئها مصابيح السايرة الامامية .. حتى ظهرت لها لافتة كبيرة زرقاء مكتوب عليها باللون الابيض العريض .. "الدار البيضاء."

سالته برعب:"لما اتخذت طريق الدار البيضاء."

من دون ان ينظر اليها قال بهدوء:"الم تقولي بانك تريدين رؤيتها .. انا احقق لك امنيتك."

صاحت فيه امل قائلة:"هل انت مجنون؟"

استدار اليها الياس وقال بعنف هو الاخر:"بل انت المجنونة .. لكم من الوقت ستحاولين الهروب من المواجهة .. اليوم راأت والدك وهربت منه وكانه لا شيء .. هذا لايجب ان يستمر .. ثم من ما انت خائفة ؟.. ستقابلين فقط والدتك .. فلا اعتقد بان والدك سيترك تلك الفتاة التي معه ويعود الى بيته."

كان ينقل نظره بين الحين والاخر لها وعندما راها صامتة من الصدمة تحدق فيه ودموعها تتكلم نيابة عنها .. لمس بيد واحدة يدها داعما ايها وهو يقول لها بهدوء وتفهم كبير :"امل لاتخافي انا معك و لن اترك احدا يؤذيك .. اعرف بان الامر صعبا بان تري والدتك الان بعد كل ماحصل .. اقصد بعد هروبك .. وبالتاكيد لن تكون مواجهة سهلة .. لكن عليك فعل ذلك .. انا لا اقول لك بانه عليك ان تواجهي والدك .. لانه لايستحق .. لكن والدتك عليك مواجهتها.. طمئنيها عليك .. ثم انك ايضا بحاجة للتحدث اليها لفهم كل مايدور في عائلتك .. لانني اجد كل هذه الامور غريبة .. استفسري حقيقة معاملة والدك لها و لك .. استفسري سبب استسلامها و خضوعها التام له .. انت بحاجة للتكلم مع والدتك بدون قيود وبدون كذب او خداع .. بحاجة لمعرفة الحقيقة .. بحاجة لفهمها كما هي بحاجة لفهمك .. انا متاكد بان هناك اسرار تخفيها والدتك .. فكل ماحكيته ليس له منطق .. امل للان لم يصل اليك احد .. امن المعقول بان يترك احد ابنته حتى لو كان غاضبا منها بشدة ان تختفي من البيت كل هذه المدة دون ان ياتي باخبار عنها .. انا اجد هذا غريبا جدا وذلك منذ ان اقمت معنا في بيت عائلتي.. لم اريد مصارحتك بكل مايدور في عقلي حتى لا احرجك واغضبك او حسنا لاقول الحقيقية حتى لا اغضب انور الذي كان قد طلب مني عدم التدخل في ذلك الوقت .. لكن بعد الان و بعد ما حصل اليوم في المطعم فانت يجب ان تري والدتك .. على الاقل حققي ما اردته الان .. ان كانت والدتك تعاني كما قلت و مخدوعة بوالدك فمن حقها ان تعرف حقيقته .. هي ليست مضطرة ان تتحمل كل ذلك العذاب من اجل شخص خائن .. لايهتم سوى بتعذيبها وحرمانها السعادة .. امل انها والدتك .. عليك مساعدتها مهما كان .. انا ماكنت لاترك والدتي تعاني وانا في استطاعتي المساعدة ."

اسندت امل راسها الى الخلف واغمضت عينيها بتعب شديد .. لكي تنزل اخر قطرات دموعها بحنق كبير .. وتركت الامور للوقت فالساعات القادمة هي التي تملك الجواب لما سيحصل.

كان الوقت متاخرا عندما وصلا الى الدار البيضاء وكان الظلام مايزال ينسدل على المدينة .. وامل تحت ضغط الياس لم تجد سوى ان تعطيه عنوان البيت فتكلف هو بايجاده بسهولة .. وتبين لها بانه يعرف المدينة الكبرى جيدا .. كان قلبها يضرب بشدة عندما اوقف السيارة امام باب بيتهم وقال لها:"على حسب العنوان الذي اعطيتيني اياه فهذا يجب ان يكون هو بيتكم."

نظرت امل من النافذة الى البيت الكبير .. المشابه للبيوت المجاورة .. تفصل بينهم اسوار بنفس الطول والعرض .. تتوسطهم ابواب كبيرة مقوسة سوداء انيقة .. والتي تودي كلها الى الحديقة ومن بعدها الى البيوت التي كانت كلها ذات طابقين .. لم تنتبه الى ان الياس قد خرج من السيارة وهي تتامل البيت وكيف مايزال كما هو .. حتى فتح لها الياس الباب وقال لها وهو يمد يده اليها:"هيا امل؟"

نظرت اليه وقد ملا الرعب قلبها .. ثم قالت له بحدة:"الياس .. بعض من التفكير . ان الوقت متاخر جدا .. لابد من انها نائمة .. اتريدها ان تصاب بنوبة قلبية وهي ترى ابنتها المتغيبة عنها شهورا تظهر لها في الفجر ."

ظهر الاحباط على وجه الياس وهو يفرك جبينه مفكرا في النقطة التي فاتته .. ثم قال:"ماذا نفعل الان .. لايمكن بان نكون قد قطعنا كل هذه المسافة حتى نعود و نحن لم نحقق شيئا."

اجابته امل بغضب:"اصلا في البداية انا لم اكن موافقة على فكرتك المجنونة هذه و الغبية في نفس الوقت .. الان ابحث لنا عن فندق ننام فيه .. لانني لن امضي اللية في السيارة الياس امام هذا البيت المقرف."

سمعته يتمتم قبل ان يعيد اقفال باب السيارة:" اصبحت انا الان هو المخطئ."

زفرت بارتياح وهي تراه يتجه لمكانه حتى يذهبا من هذا المكان الذي يذكرها بكل شيء .. خصوصا تلك الليلة .. حيث كان تجري في نفس الشارع بحماس كبير .. مع انها كانت خائفة ان يكتشف احد هروبها في تلك اللحظة وتفشل خطتها .. لكنها مع ذلك كانت قوية باحلامها التي كانت تراها في طريقها الى النجاح .. كانت تنظر الى نفس الشارع وكان الامر لم يمر عليه شهورا .. بل وكانه البارحة .. لابل الان .. الشارع الخالي والهادئ .. اعمدة النور التي تضيء الشارع لكي تزيده غموضا على غموضه الذي يتغلف به في الليل .. حتى انها كانت تسمع صوت خطواتها السريعة ودقات قلبها التي كانت تدق بعنف .. اغمضت عينيها بقوة تريد ان تنسى تلك الذكريات .. لكنها فتحتهما على وقع كلمات الياس الذي قال بعدم تصديق وهو ينظر من زجاج النافذة الى بيت والديها:" الاضواء فتحت فجاة."

نظرت امل الى البيت .. فوجدت فعلا بان الاضواء قد اشعلت في الطابق الثاني حيث غرفة والديها .. لم تعرف لما انتابها الخوف .. خصوصا بان الاضواء بقيت مشعلة لمدة طويلة .. كان يظهر خيال شخص يتحرك في الغرفة من خلال الستائر الرقيقة التي كانت على زجاج النافذة الكبير .. كان كل ذلك غريبا بالنسبة لها .. لما ستنهض والدتها في هذا الوقت؟ .. صحيح بان والدتها تستيقظ باكرا لكن ليس الان .. حتى ان ضوء الشمس لم يطلع بعد .. نظرت الى الياس الذي كان يحدق اليها فقالت له ماكدة:"الياس نحن لن ندخل الان ."

قرر الياس هو الاخر بان يفعل بنصيحتها ويدع الامر حتى يطلع ضوء النهار حتى يكون حاضرا على خطوتهما التي سيقومان بها .. فهو ابدا لن يتراجع .. يريد ان يتخلص من كل ما يجعله يصاب بالارق هو وامل و ايضا ما يتسائل الجميع حوله .. لن يبقى حياته كلها وهو يرى امل تفكر و تخاف من اليوم الذي يجدها فيه والدها .. صحيح بانها لن تقابل والدها .. لكن ذلك سيحدث مستقبلا .. فالان سيكون صعبا عليها مواجهته بعد ما حصل اليوم .. على الاقل عليها الان ان تواجه والدتها .. وهو يريدها ان تواجه والديها ويريد ذلك بشدة .. يكفيه غموضا من ماضيها .. في البداية كان يظن بان لا اهمية لعائلتها عندما تزوج بها .. لكنه مع الوقت عرف بان امل ماتزال تفكر فيهما .. مع انها تخفي ذلك ببراعة الا ان اليوم كان خير دليل على انها مازالت تحمل مشاعر لوالديها وتهتم لامرهما خصوصا لوالدتها .. حتى والدها لو لم يكن يهمها لم بكت كل ذلك لانها راته مع فتاة في مثل عمرها .. كان الياس على وشك ان يدير المفتاح .. لو لم تتكلم امل قائلة له وقد غيرت رايها وهي تنظر الى غرفة والدتها:" لادعنا نبقى هنا .. لم يبقى كثيرا وسيطلع الضوء .. اريد انهاء الامر باسرع ما يمكن .. و .. وايضا اريد الاطمئنان عليها."

نظر الياس اليها ثم حط يده على يدها قائلا:" من الجيد بانك متلهفة لرؤيتها مع انني مازلت ارى الخوف في عينيك من مواجهتها لكن لا تخافي انا معك لن اتركك لحظة واحدة ستتكلمين معها .. تطمئنين عليها وتطمئنينها عليك.. ستشعرين بالراحة امل بعد هذا ان تفعلي هذا انا متاكد من ذلك ."

اومات له امل وهي تتنهد بعمق .. فعلا اصبحت لاتطيق الانتظار لروية والدتها التي اشتاقت لها مع انها حاولت انكار هذا الشعور كثيرا والتهرب منه في الماضي .. لكن الان هي لا تستطيع الكذب على نفسها اكثر .. لكن مع كل هذا هي ماتزال تحمل ذلك الغضب باتجاه والدتها لاغماض عينيها عن الحقيقية والتسبب في تعاستها كما في تعاسة امل.

لم تستطع النوم ابدا في السيارة وهي تحدق الى نافذة والتي كانت تشعل الضوء لدقائق ثم تطفئه لتتكرر طيلة الوقت وهما يجلسان في السيارة.. ذلك كله كان غريبا لها .. انها متاكدة من ان شيئا يحصل .. فتحركات ذلك خيال ذلك الشخص في الغرفة بسرعة تثير قلقها والتي تظن امل بانها والدتها .. كانت تعرف بان الياس يحدق اليها وهو في مكانه آبيا ان يستسلم للنوم ويتركها تصارع توترها واضطرابها لوحدها .. كانت تشعر بحركات لطيفة على يدها التي تحضنها يده .. بقيا على ذلك الحال لساعات وهي تنتظر فقط الوقت المناسب لكي ترى والدتها مع انها في نفس اللحظة كانت تشعر بالخوف والتردد من رويتها .. وعندما جائت اللحظة الحاسمة ازداد توترها وترددها بشكل ملحوظ للغاية .. خصوصا وهي تقف امام الباب مع الياس الذي كان يمسك بخصرها قبل ان يدق الجرس .. كان يمرر يده على خصرها بحركات حتى تساعدها في التخفيف عن توترها واظطربها الشديد .. سمعا مفتاح الباب يدار .. فامسكت بيد الياس وهي تتوسل اليه بيدها التي تشد عليه ان يعيدها .. لكن الياس همس لها قائلا وهو يشد على خصرها اكثر:"لامجال للتراجع امل .. كوني قوية فحسب .. لم تفعلي شيئا حتى تخافي منه او تخجلي منه."

فتح الباب لكي يظهر منه رجل عجوز في اوائل الستينيات من عمره .. في الحال لم يعجب الياس به .. فمع انه كبير في السن الا ان الخبث كان يطل من عينيه .. ظهر عليه الاستغراب من رويته لالياس واقفا امام الباب .. لكن استغرابه فور ان تغير الى ملامح عدم التصديق وكانه راى شبحا امامه عندما تسلطت عيناه على امل تحدق فيها.. والتي نظرت بدورها الى الياس بعينين مرتجفتين .. لكي تلتفت الى الرجل بعدها وهي تبتلع غصة وتقول:"مرحبا.. لابد وانك تتذكرني امل التي كنت توصلها للمدرسة وتعيدها كل يوم ." كان الرجل الذي فتح لهما الباب هو الحارس الذي كان يتكلف باصال امل وايضا حراستها وحراسة البيت فيما مضى .. فهذا كان واضحا جدا لالياس .. الرجل لم يتكلم بل بقي يحدق فيها فاغرا فمه .. فقال الياس بصوت حازم موقظا الرجل من دهشته و تحديقه في امل:"نريد لقاء السيدة صاحبة البيت."

ابعد اخيرا الحارس ناظريه عن امل لكي يتفحص الياس من جديد وقد ظهر على وجهه ملامح البغض والكره وهو يتفحص الياس من اخمض قدميه الى اعلى راسه ثم يعود بنظره الى امل لكي يمطرها بنظرات احتقار اغضبت الياس جدا والذي صاح فيه بغضب قائلا:"اسمع يا هذا لا يخيل لك عقلك المريض اي شيء ليس موجودا فانا زوج امل شرعا وقانونا ."

تكلم الرجل اخيرا قائلا بتهكم :"زوحها .. خدعة في غير محلها .. انصرفا من هنا هيا.. قبل ان اطلب الشرطة."

حال ان اكمل كلماته حتى صاح فيه الياس قائلا:"اسمع ياهذا .. لم يخلق بعد من يهددني او يصرفني .. ومن الافضل بان تدعنا أنا و امل نقابل السيدة .. والا اقسم بانني سانسى سنك وساتعامل معك كاي شخص اثار غضبي بشدة."

امسكت امل بالياس من ذراعيه تحاول ابعاده عن الرجل وهي تقول:"الياس انه في سن والدك لاتحدثه بهذه الطريقة .. هذا لايجوز ."

هدات نبرة الياس قليلا وهو يقول:"لم يرى شيئا بعد .. ان كرر ماقاله فسيجد نفسه في مشكلة عويصة للغاية .. لقد تعاملت معه في البداية باحترام لسنه .. لكن عقله وتفكيره هذا عدا عن لسانه وقحان للغاية لايستحقان بالمرة الاحترام .. وانا هذا كاف لجعلي انسى عجزه."

كلام الياس كان مخيفا للرجل الذي بدا يتمتم لوحده برعب .. ثم قال لالياس:" لكن هذا عملي لا يمكنني ان ادع احدا يدخل وخصوصا هي .. بالنسبة للسيد هي غير مرحب بها في البيت و قد اوصى بان لابنت له اسمها امل .. و من الليلة التي هربت فيها من هذا البيت ليس لها مكان فيه."

لم تعرف امل هل تسعد لكلامه ام تحزن ؟ فهذا ماكانت تريده دئما .. ان يتركها والدها في شانها.. لكن مع ذلك اشعرها ذلك الكلام وهي تسمعه من الحارس علي والذي كان عينا والدها في البيت اثناء غيابه بالألم والجرح في دخلها عميقا وهي تسمع الرجل الذي ولدها ورباها قد اعلن منذ زمن بانها لم تعد تعني له شيئا وكانها ليست ابنته وكانه قد سعد بهروبها .. وكانها كانت اللحظة المنتظرة."

سمعت الياس يقول له:" امل اتت لروية والدتها .. لا انت و لا والدها يمكنكما منعها من ذلك .. وانا حقا لن اتحرك من هنا حتى انفذ رغبة زوجتي و صدقني يا سيد رغباتي دائما تتحقق بالحسنى او بالقوة."

كلامه كان قاسيا على العجوز الذي كان يومه قد تحول لكابوس بمجرد ظهورهما امام البيت فهي تعرفه انه عينا والدها عندما لايكون في البيت .. مع انه رجل كبير في السن الا انه يتسم بالخبث والخداع والمال هو من يحكمه وهو يهاب والدها لذلك سيكون من الصعب عليه ان يسمح لها بمقابلة والدتها وايضا الياس لن يستسلم ابدا فهي تعرفه .. لم تعرف ماذا عليها ان تفعل .. الياس مصر على رؤيتها لامها وهي ايضا اصبحت مصرة على ذلك وخصوصا بعد ما لاحظته طلية الليل .. قال العجوز وهو يحدق في الياس بحذر :"حسنا .. سادعها تدخل .. لكن انت لا .. فانا لا اعرفك .. ايضا السيدة مريضة و .. "

لم تنتظر امل اذ دفعت الباب الحديدي الذي كان مواريا ودخلت بسرعة تركض عبر الحديقة التي ليست بكبيرة جدا كبيت انور .. صعدت بسرعة ثلات دراجات الصغيرة المودية الى الباب الرئيسي للبيت ودقت الجرس عدة مرات .. التفتت ورائها والدموع تنزل من عينيها لكي تجد الياس مايزال مع الباب واقفا والذي قال لها بصوت استطاعت سماعه بوضوح:" سانتظرك هنا معه .. افعل ما اوصيتك به .. اطمئني عليها وثم تحدثي معها لتوضيح الامور بينكما ."

لم تستطع امل قول شيء اذ حبست انفاسها وهي ترى الباب الخشبي يفتح امامها .. ظنت بان والدتها هي من ستطل منه بما انه لااحد يعمل في المنزل غير والدتها .. وهي عندما كانت موجودة فيه .. لكنها فوجئت بخالتها التي طلت من الباب .. لكي تترك الباب بعدها ينفتح على مصراعيه وهي تحدق في امل بطريقة بلهاء .. قطعت امل عليها صدمتها عندما ارتمت في حضنها بقوة.. خالتها كانت دائما هي المتنفس الوحيد لها طوال حياتها الثامنية عشرة سنة التي عاشتهم في بيت والدها .. مع انها لم تكن تزورها كثيرا .. غير في المناسبات الضرورية .. وخالتها ايضا لم تكن تحب والدها .. فكانت تكتفي بزيارات قليلة وقصيرة للغاية .. امل لاتنكر بان خالتها لم تكن صديقتها كما كانت تحتاج امل .. لكن على الاقل كانت تعاملها معاملة تشعر امل بالراحة والهدوء تحب الجلوس معها والتحدث اليها .. على غير والدتها الباردة التي لاتتوقف عن النحيب وعن الغضب في وجه امل متهمة اياها بانها فتاة عاصية وهي السبب في غضب والدها دائما .. عندما ابتعدت امل عن خالتها كانت تلك الاخيرة قد بدات بالبكاء .. وقد خرجت اخيرا من صدمتها بروية امل امامها .. لكي تدخل في صدمة اخرى وامل تخبرها باختصار عن هروبها و بانها متزوجة الان .. امل كانت قلقة للغاية على والدتها لذلك لم تدع الفرصة لخالتها حتى تنهال عليها بسيل من الاسئلة .. وهي تتاملها بسرعة و لهفة كل جزء فيها وكانها تتاكد من انها فعلا امل من تقف امامها.. سالتها امل قائلة:"اين هي والدتي؟"

نظرت خالتها الى الارض و ابعدت عينيها عن امل لاول مرة منذ ان فتحت لها الباب تكلمت قائلة و هي تمسح دموعها بيدها:"امل الوضع تازم كثيرا عندما اختفيت من البيت فجاة .. لقد انتكست والدتك واصبحت مريضة بعد خوفها الذي اصابها عن افكارها السيئة التي كانت تدور حول ما سيكون قد حدث لك وانت وحيدة في عالم لايرحم .. لقد مرضت كثيرا .. خصوصا عندما رفض والدك البحث عنك وقطع اية صلة بك ."

رفعت خالتها اليها عيناها وهي تقول:"لقد حاولت البحث عنك .. لكنني لم استطع الوصول اليك .. خصوصا عندما علم والدك بما كنت احاول فعله .. وطلب مني بالا اتدخل في اموره العائلية ." امسكت بذراع امل وقد انقلبت لهجتها من اللطف الى بعض الحدة قائلة وهي تهز ذراعها:"لما هربت امل .. لما جعلتنا انا و والدتك نعيش هذا القلق القاتل عليك .. لقد عصفت بوالدتك كل فكرة سيئة وهي تقول ربما تحصل لك .. لقد كانت صريعة افكارها السيئة التي يخيل لها بانها قد حصلت معك .. لقد مرضت جدا خصوصا عندما بقيت لوحدها في هذا البيت.. ثم مالذي حدث معك بالظبط وكيف تزوجت؟و."

قاطعتها امل سائلة اياها بحزم ومتجاهلة اسئلتها عن حياتها الجديدة:"الهذا انت هنا؟ للإهتمام بامي"

اومات لها وهي تبعد يدها عن ذراعها قائلة:"اجل لقد اتيت لكي ابيت معها هذه الليلة .. لان حالها تازمت كثيرا .. علي و بأي طريقة ان اقنعها بان ترى الطبيب .. فهي لم تستطع طيلة الليل ان تنام .. طيلة الليل وانا انهض من نومي حتى اطمئن عليها و انا اسمعها تناديني .. حالها لايطمئنني ابدا امل ."

لم تريد امل ان تسمع المزيد من خالتها بل ارادت ان ترى بنفسها وتطمئن .. لذلك تركت خالتها واقفة مع الباب و توجهت الى الدرج الذي يودي الى الطابق الثاني .. رفضت بان تحدق في ارجاء البيت .. حتى لا تشعر بالاختناق و تتردد في الذهاب لروية والدتها فكل ركن فيه يحمل معه ذكرى قبيحة جعلت قلبها ينقبض فقط لروية البيت .. صعدت بخطوات سريعة .. غير مهتمة لنداءات خالتها بالتريث .. ذهبت في الممر بخطى سريعة حتى وصلت الى غرفة والدتها .. و هناك عاد اليها توترها واظطرابها .. لكنها رفضت ذلك التردد الذي بدا يتسلل الى قلبها وفتحت الباب فقلقها على والدتها كان كبيرا وكلام خالتها لم يساعدها ابدا في الاطمئنان على امها .. فتحت الباب بهدوء شديد.. ثم دخلت الغرفة وهي ترى والدتها طريحة الفراش و نور الاباجورة يضيء وجهها المتعب .. دخلت امل الى الغرفة اكثر .. و قد نسيت كل غضبها من امها وكل ماحصل الليلة و رؤيتها لوالدها المولمة .. نسيت ما ستكون ردة فعل والدتها لما فعلت .. نسيت خوفها منها .. نسيت كل شيء في تلك اللحظة غير ان والدتها مريضة وبحاجة اليها.


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 28-06-11, 12:37 AM   #1189

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

........................

نظر الياس الى ساعته التي على معصمه ثم زفر الهواء بضيق .. هو يريد الاطمئنان على امل .. لكن في نفس الوقت لا يريد ان يتدخل الان حتى يفسد كل شيء .. هو بالكاد يظن بان والدة امل ستقبل بما فعلته امل ورجوعها فجاة لهو صدمة لها اما اذا رأته هو فابالتاكيد ستصدم بشدة عندما تعرف بانه زوج ابنتها .. نظر الى ذلك الرجل الذي يقف في الباب والذي لم يتحرك من الباب وكانه سيمنعه ان اراد ان يدخل .. فور ان تلاقت عينا الرجل مع عيني الياس اشاحهما بخوف وتعمد النظر الى داخل البيت حيث الباب الرئيسي .. فغر فم الياس عن ابتسامة هازئة وهو يتكأ على سيارته .. ونظر الى البيت بسخرية .. لقد كان يخطط لشيء .. والان اين اصبح .. في الدار البيضاء .. حتى النظر الى ذلك البيت يعطيه احساسا غريبا .. ولا يتسطيع التخيل بان امل في يوم ما هربت من هنا .. من نفس البيت الذي يقف امامه مرورا بنفس الشارع الذي يقف فيه حتى وصلت اليهم.. قطع عليه افكاره صوت احد يقفل الباب بحدة فابتعد من سيارته وهو متاكد من صوت كعب امل الذي يطرق على الارض بحدة كبيرة بانها هي القادمة اقترب من باب البيت الخارجي .. فضم حاجبيه الى بعض وهو يرى امل تركض غاضبة الى الباب حيث يقف هو و الحارس .. كانت امراة اخرى قد فتحت الباب الخشبي الكبير هي ايضا وبدات تركض ورائها في الحديقة وهي تناديها لكن أمل لم تلتفت لها الا بعد ان وصلت امام الياس والحارس حيث كانت تلك المراة قد لحقت بها وامسكتها من يدها قائلة:"امل انتظري ."

التفتت اليها امل بحدة قائلة:"لم اتوقع كل هذا منكم .. حتى انت خالتي .. الوحيدة التي كنت اظنها تحبني وتحترمني .. تخفين عني كل هذا ." وضعت امل يدها على فمها تمنع بشدة ان تطلق شهقة بكاء وهي تكمل كلماتها لكن هذه المرة وكانها تحدث نفسها هي لاخالتها كما فهم الياس من حديثها :"ماذا اقول انا الان؟ .. بالتاكيد انت لم تحبيني .. مثلهم جميعا .. كنتم تكرهونني لانني اثيرالاشمئزاز في قلوبكم .. كان يجب ان اعرف بانني لم اكن يوما شخصا مرحبا به في هذه العائلة .. لقد كنت ثقلا على قلوبكم وحياتكم ."

قالت المراة والدموع تترقرق في عيناها:"امل ليس هكذا؟ لم اريد اخبار.."

قطعتها امل بحدة قائلة:"لااريد اعذارا .. لانها لن تفيدني الان .. اشكريها نيابة عني لانها اخبرتني الحقيقة مع انها متاخرة .. لكن على الاقل استطعت ان اعرف بانه لم يعد لي علاقة تربطني بهذا البيت .. وايضا لم احس يوما بالكره تجاهكم جميعا مثل هذا اليوم وهذا الكره سيرافقني طيلة حياتي."

كلماتها تلك كانت قاسية للغاية حتى على الياس .. لقد اشفق على المراة التي كانت تبكي بحرقة وهي تنظر اليها قد خرجت من البيت وتوجهت الى السيارة وركبت فيها حتى انها لم تنظر له هو .. لقد استغرب ايضا وبشدة ماجعل امل تتصرف هكذا بكل تلك القسوة والكره .. امل صغيرته الرقيقة .. تنطق بكل ذلك لم يتسطع ان يصدق بعد وهو واقف امام تلك المراة بان امل هي من قالت تلك الكلمات .. هو يعرف بانها لم تكن تحب والدها .. لكنه لم يرها يوما تتحدث بهذه الطريقة عنه ليس هو فقط بل هي نطقت بكلمة جميعا .. اي والدتها ايضا و هذه المراة التي امامه و من يعلم من هم الاخرين ايضا الذي عنتهم بكلمة جميعا .. خرج من صدمته على جملة واحدة و هو ان شيئا حصل في الداخل .. شيئا جعلها بهذا الشكل .. ابتعد من امام الحارس والمراة التي كانت ماتزال واقفة مع الباب تحدق بامل بعيون باكية .. ثم دخل الى السيارة وجلس خلف المقود .. رمى امل بنظرة اخيرة قبل ان يدير المفتاح ويذهب من ذلك المكان .. طيلة الطريق و هو يلتفت اليها ليطمئن عليها .. لم يرف لها جفن ابدا .. كانت تنظر امامها بجمود .. هي بنفسها لم تكن قد استوعبت كل ما حدث بعد .. ذلك الغضب الذي اجتاحها بعد كلمات امها .. كان قد اختفى وهي في السيارة .. بدات الدموع تنزل بصمت من عينيها .. لاتصدق كل ماحدث .. كل هذه السنوات .. كلها .. وهي تعيش خدعة .. خدعة حياتها .. الان فهمت لما الكل كان يكرهها .. لما الكل كان ينظر اليها نظرات لم تكن تسبر غورها .. منذ صغرها و الجميع يشير لها باصبع الاتهام وكانها المجرمة ..الان فهمت لما كل تلك التعاسة كانت تطغى بيتهم .. لما كل ذلك الألم ملئ حياتها في ذلك البيت منذ صغرها .. كانت تدفع الثمن .. كانت تدفع ثمن شيء .. ثمنه غاليا جدا .. ان كانت يوما قد ندمت على هروبها من البيت فاليوم هي ندمت على انها لم تقم بالهرب منذ زمن طويل .. بتلك الكلمات سمعت الياس يقول لها:" امل مالذي حصل في بيتكم .. هل قابلت والدتك؟"

"امل؟"

التفتت اليه بعيون دامعة وقالت بهدوء على عكس ماكانت عليه وهي خارجة من بيت والديها بغضب:"اجل لقد قابلتها ." ثم اكملت وهي تعيد نظرها امامها:"ارجوك الياس .. لاتتحدث مرة اخرى عن ذلك البيت انه ليس بيتي ومن فيهم لاعلاقة لي بهم."

"لكن امل مالذي حدث حتى تقولي هذا الكلام .. انت في البداية كنت متلهفة للطمئنان على والدتك؟"

بقيت صامتة ولم تجيبه حتى ان نظرها بقي جامدا مسلطا على الطريق الخالية امامها .. حتى سالها الياس من جديد:"امل هل قالت لك والدتك شيئا اغضبك؟ هل مازالت غاضبة منك؟"

التفتت اليه تقول بحدة:"الياس لم يحدث شيء .. لم تقولي شيئا .. لقد اطمئننت عليها وهي مريضة بعض الشيء .. كل ماهناك انني لا اريد ان اعود الى ذلك المكان لا اريد ان اتذكر من فيه اصلا .. لذلك ارجوك عد بي الى البيت .. واقفل هذا الموضوع."

نظر الياس امامه مركزا على القيادة وهو يزم شفتيه بغضب .. لما لاتريد ان تخبره عن ماقالت لها والدتها .. لما كل هذا البرود تجاه والدتها .. هو متأكد من ان هناك شيء حصل في الداخل عندما بقي هو في الخارج وامل دخلت .. لابد من ذلك .. امل كانت قلقة جدا على والدتها عندما علمت من الحارس بانها مريضة . لم يتحدث مرة اخرى في الموضوع فان لم تريد اخباره هو لن يرغمها على ذلك .. الطريق كان طويلا وهو لم يكن قد نام ليلة البارحة لساعات كافية وذلك عندما خرج وعاد متاخرا بسبب شجاره مع امل .. واليوم لم ينم الليلة كلها وقد بدا يشعر بالتعب من القيادة .. زيادة على انه في هذا الوقت عليه ان يكون في عمله .. كل هذا بسبب روية ذلك الرجل الحقير ردد هذا في افكاره وهو يضغط على اسنانه حتى لاينطق بها امام امل .. كان كل مايريده الان سوى مخدة يريح عليها راسه .. لم يعرف بان افكاره قد اثرت فيه لدرجة انه اتكا براسه على الكرسي .. واخذته غفوة نوم وهو يقود السيارة .. لم توقظه منها سوى اصوات بوق مرتفعة لسيارة كبيرة كانت قادمة امامها في الطريق .. فزع على اثرها الياس وانحرفت السيارة عن الطريق .. ظنت امل للحظة بانهما سيموتان .. الا ان الياس سيطر على السيارة باعجوبة واوقفها اخيرا امام الشجرة الضخمة التي كانت السيارة على وشك ان تصطدم بها الم يكن الياس قد نجح في السيطرة على السيارة.. حدقت امل امامها بفزع وهي لاتصدق كيف نجايا من الحادث الذي كان على وشك ان يحدث لهما .. فزعت عندما صرخ فيها الياس قائلا:" لما لم توقظيني او تحذرينني وانت ترين بانني غفوت .. الم تري بانني انحرفت عن الطريق وكنت على وشك ان اصدم بتلك السيارة .. لقد كنت مستيقظة.. وقد كنا على وشك الموت."

نظرت اليه امل بيعنين ذاهلتين وكانها لم تفهم ماحصل ثم تكلمت اخيرا :"لم ارها .. اقسم لك بانني لم اراها .. كنت فعلا مستيقظة لكنني لم انتبه لك عندما غفوت ولا لسيارة التي كنا سنصطدم بها ."

اتكا الياس براسه من جديد على الكرسي واغمض عينيه قائلا وقد هدات نبرته للغاية مع ان التعب كان واضحا فيها وهو يقول:"انا متعب للغاية لقد غفوت في الطريق وانا اقود .. والان لااستطيع المخاطرة والقيادة .. احتاج وبشدة لقليل من الراحة ."

فتح عينيه ونظر لامل ليكمل حديثه قائلا:"اسمعي امل : سنرتاح هنا فقط لساعة لااكثر وبعدها اكمل قيادة السيارة حتى نصل لطنجة."

اومات له امل بالموافقة من دون ان تتحدث .. فقام الياس بعدها بتعديل كرسيه لكي يصبح مريحا اكثر للنوم .. ثم التفت اليها قائلا:"اقتربي ." عندما نظرت اليه امل بعدم فهم اعاد كلماته قائلا:"هيا اقتربي ."

اقتربت منه امل فوضع راسها على صدره حتى تنام عليه وبدا يدخل انامله في خصلات شعرها التي كانت ماتزال مرفوعة بعناية وبدا يبعد عنها الدبابيس حتى ينسدل شعرها على كتفيها وترتاح اكثر .. بقي يلعب بخصلات شعرها بهدوء .. حتى شعرت امل شيئا فشيئا بانامله قد توقفت عن مداعبة خصلاتها وحطت على راسها بحنان.. رفعت راسها اليه عندما سمعت انفاسه وقد انتظمت لكي تجده قد استغرق في نوم عميق لتعبه الشديد .. فالتاكيد كانت هذه اللية مجهدة له .. لقد فعل كل شيء من اجلها .. تخلى عن كل ماخططه لليلتهما وعن امسيتهما حتى تطمئن هي عن والدتها و تراها .. لكن ماذا حدث ؟ يا ليته لم يذهب بي الى الدار البيضاء .. ياليتك لم تعد بي الى ذلك المكان حبيبي .. قالتها وهي تمرر اناملها على ذقنه .. كانت الدموع تنزل من عينيها بصمت وهي تنظر اليه نائما.. اكملت كلامها بالم قائلة وبصوت يكاد يسمع:"ماذا لو عرفت بما حصل ؟.. ماذا ستكون ردة فعلك الياس .. احس بانني ظلمتك معي .. انه احساس أليم جدا الياس .. انا احبك لكنني لست مناسبة لك .. فماذا لو عرفت بما قالته لي .. ماذا لو علمت الحقيقة .. ماذا لو ...." لم تكمل اذا تلتها شهقة بكاء منعتها من اكمال كلمتها .. احست بانها لاتستطيع السيطرة على بكائها اكثر بكفها التي كانت تضعه على فمها تحاول كتم شهقات بكائها .. احست برغبة شديدة بالبكاء بقوة .. بقوة كبيرة .. ابتعدت عن الياس بهدوء شديد حتى لاتوقظه .. ثم فتحت الباب وخرجت من السيارة واقفلته بنفس الهدوء الذي فتحته به .. ركضت بسرعة بين الاشجار .. حتى توقفت اخيرا تتكأ بيدها على شجرة كبيرة ضخمة .. بعد دقائق من البكاء بحرقة شديدة .. خانتها ركبتاها فسقطت على الارض .. ودموعها تنزل على التربة البنية وتبللها لكي تشاركها السماء ايضا بالبكاء .. لم تهتم امل لقطرات المطر التي بدات تنزل من السماء المغيمة وتبللها كلها حتى جعلت خصلات شعرها تلتصق بوجهها .. كانت تغسل دموعها .. لكن الدموع ابت ان تتوقف .. الالم كان كبيرا بداخلها .. ان تعرف ما عرفت ليس ابدا بالسهل .. تمنت من جديد وبشدة .. لو انها فقط نسيت ماضيها واصرت على الياس الا يعود بها الى ذلك المكان البشع .. لو انها لم تتحدث معها .. انها سنوات سنوات من العذاب سنوات من الخداع .. اكثر شيء يولمها هو الخداع .. لقد خدعوها جميعا .. كذبوا عليها جميعا .. فهذه الليلة حطمت لها كل سعادتها .. كل احلامها التي بنتها مع الياس .. حطمت لها كل شيء .. جردتها من كل فرحة وابتسامة عرفتها مع الياس .. حطمت كل حجر من الاحجار التي بنت بها مستقبلها الجديد .. كل شيء اصبح خرابا .. خرابا لايمكن استعادته او بنائه من جديد .. كان الافضل لها الا تعرف .." لما ؟ لما بالذات قلت لي كل هذا في هذا اليوم ؟.. بعد زواجي بالضبط؟ .. بعد بدئي لحياة جديدة .. لما امي؟ لما؟" كانت تصرخ بتلك الكلمات وهي تضرب الارض بيدها .. وتغرس يدها في التراب المبلل بدون وعي .. كيف ستخبره الان .. ان كان هو بالكاد قبل بماضيها الذي لايعتبر شيئا بما عرفته اليوم .. ان كان اهله لحد الان لم يقبلوا بها كليا لانها هربت من بيت والدها .. فكيف يقبلون بها الان .. الياس ايضا لن يحب هذا ابدا .. انها تظلمه معها .. حياتها عبارة عن فوضى فقط .. فهي لا تصدق بانها سعدت لايام حتى ينقلب عليها كل شيء .. فكيف تكون انانية وتجعله يعيش معها هذه الفوضى للابد .. لن تعيش بهناء لان ماضيها يحكمها .. يتبعها ويجعلها اسيرة له .. الناس تهتم بالمظاهر اكثر وهذا سيجعلهما هي والياس دائما منظر للشبوهات ومصدرا للايدي المشيرة لهم .. ماذنب الياس ان يعيش في حياة غير مرتبة وغير مستقرة .. الان فهمت شعور صفاء فعلا .. من الصعب ان ترى بانك لست في مقام ومستوى الشخص الذي تحبه من المولم جدا ان تعرف بانك لا تستحق حب من تحب .. لانك لا شيء .. من المحزن بان تعرف بان من تحبه يستحق افضل منك بكثير .. "الياس" نطقتها بكل الم .. بكل انكسار وحزن من بين دموعها التي لم تستطع ان تغسل العار الذي تشعر به .. حتى اسمه شعرت بانه كثير عليها النطق به .. احلامها .. امنياتها .. امالها .. كلها اصبحت سرابا .. زجاجا تحطم الى اجزاء.. لا يمكن جمعها من جديد .. اجزاء صغيرة جدا تناثرت بين خبايا الامها .

"امل"

رفعت راسها بسرعة .. لكي تجد الياس يقف امامها تحت المطر وهو ينظر اليها بالم .. كانت صورته ضبابية بضع الشيء بسبب الدموع التي كانت تغشي عنها النظر .. لكن الالم في وجهه كان واضحا لها .. الم لرؤيتها في تلك الحالة .. اقترب منها و هو يحني راسه حتى لم يعد يبعد بين وجهيهما سوى بضع انشات .. كانا يحدق في عينيها .. فاشاحت عنه امل عينيها لانها لم تمتلك القوة الكافية لكي تحدق فيهما مباشرة .. اغمضت عينيها عندما امسك الياس بذقنها حتى يرفع وجهها اليه وينظر اليها مباشرة .. مسح دموعها باصبعه وهو يقول :"مالذي يحصل معك امل؟ اخبريني ؟ لما دخلتي الغابة وحيدة حتى تبكي تحت المطر؟"

لم تجبه امل اذ فاجئته بان قبلته بقوة .. قبلة حملت فيها كل الامها وحزنها وحبها الكبير له واسفها .. قبلة اختلطت فيها مشاعرها مع دموعها وقطرات المطر التي كانت تنزل عليهما بقوة .. قبلة استجاب فيها الياس بكل جوارحه معها .. ولم يريد ان تنتهي الا عندما ابتعدت عنه امل وقالت له بصوت كله اسف:"انا اسفة الياس .. اسفة لكل ما عرضتك له من مشاكل مع عائلتك و لكل شيء ضحيت به من اجلي .. من اجل شخص لا يستحق.."

لم تكمل كلامها اذ حط الياس يده على فمها قائلا:"ماهذا الكلام؟على ماذا تتاسفين .. ثم انك الشخص الوحيد الذي يستحق اكثر من هذا .. انتي حبيبتي و زوجتي .. وساضحي باي شيء من اجلك حتى لو كانت حياتي."

ازدادت دموعها في النزول وهي تقول له:" لا لا .. انا لااستحق كل هذا."

"الا تحبينني؟"

"بالطبع احبك الياس .. انا احبك لدرجة لايمكنك ان تتخيلها .. حبك هو الشيء الوحيد الذي كان حقيقيا في حياتي .. الشيء الوحيد الذي حظيت به في حياتي ."

ضمها اليه بقوة .. هي الاخرى تشبثت به وكانها تريد ان تجعل جسدهما واحد وروحهما واحدة .. لم تشعر حتى والياس ينهض بها من هناك لكي يذهبا الى السيارة و يعودا الى ديارهما."

فتح الياس الباب بسرعة وهو يضم امل اليه .. وعندما دخلا الى البيت قال لها:" اذهبي الان واستحمي .. وارتدي شيئا دافئا وادخلي في الفراش حتى لا تمرضي .. لقد تبللت بالمطر كليا .. هذا عدا عن انها كانت ليلة صعبة بالنسبة لك."

"وانت ايضا."

ابتسم لها بعفوية قبل ان يقول:" انا قادم .. ساتصل فقط بموقع عملي لكي اعتذر عن القدوم اليوم وايضا علي ان ارسل بعض الملفات عبر البريد الالكتروني ."

اومات له امل وذهبت لغرفة النوم .. كانت ستدخل الى الحمام لكنها توقفت عند الباب وهي تنظر من باب الشرفة الزجاجي الكبير الى البحر والسماء الضبابية .. لم يكن المشهد ذاته التي كانت تراه كل يوم بالنهار .. الشمس الذهبية باشعتها الساطعة والمياه الزرقاء الهادئة .. بل كانت السماء بسحبها وغيومها الظبابية قد حجبت مصدر السعادة .. ومياه البحر لم تعد هادئة بل هائجة بعض الشيء .. ذلك المنظر جعل امل تقترب من الشرفة ببطئ تحدق فيه بجمود .. بقيت للحظات واقفة امام الشرفة .. ثم بعدها ازالت حذائها وفتحت باب الشرفة وخرجت منه بهدوء شديد لم يسمعها حتى الياس والذي كانت تسمعه يتحدث على الهاتف .. كان المطر قد توقف لكن مع ذلك الرمال كانت ماتزال مبللة بعض الشيء .. بقيت تخطو خطواتها فوق الرمال الباردة والمبللة غير مهتمة بالجو المتكدر والرياح التي تجعل شعرها يتطاير من حولها .. اقتربت من الشاطئ وهي تنظر اليه .. ولاول مرة لم تخف من مياهه .. ومن الدخول اليه .. البحر كان يخيفها في احسن حالاته .. لكن الان وهو في اسوء مزاجه لم تشعر امل بالخوف من مايضمره لها .. لانها لم تكن تشعر بنفسها او تهتم لها .. الشيء الوحيد الذي كانت تشعر به هو العذاب لانها خدعت الياس .. ليس لديها القدرة على ان تخبره الحقيقة وان ترى كل ما لا تريده في عينيه .. لم تكن ترى امامها .. حتى انها لم تشعر بالمياه وهي تصل الى خصرها لكي ترتفع كل مازادت هي بالخطو الى الامام .. توقفت فجاة عندما امسكتها ذراعه بقوة وحال ان ادارتها يده اليه تلقت امل صفعة قوية على خذها افاقتها من صدمتها وجمودها وبدات بالبكاء وهي تسمعه يصرخ فيها وهو يهزها من ذراعها:"هل جننت .. اتريدينني ان اجن انا الاخر معك ؟ لقد كدت اموت خوفا عليك وانا اراك تدخلين الى المياه وتتعمقين فيها وانا اناديك باسمك كالمجنون حتى تتوقفي من دون استجابة."

قالت له من بين بكائها ونشيجها المتقطع:"لم اسمعك .. لم ارى شيئا .. انا لااعرف حتى لماذا قدمت الى هنا وكيف؟"

زفر الياس الهواء بغضب ثم حملها بين ذراعيه وخرج بها من المياه وهي تتشبث برقبته مخبئة وجهها الباكي في صدره .. بينما كانت تستحم كان هو قد غير ثيابه وجلس بتعب فوق السرير يفكر في الامر .. لقد كانت محاولة واضحة للإنتحار .. هكذا فكر الياس .. فهو ليس بغبي حتى لايعرف بان ذلك ليس مستحيلا على امل .. فمن اراد فعلها مرة ليس مستحيلا ان يريد اعادتها .. و امل كانت على وشك ان تنتحر من قبل فبالتاكيد اليوم كانت ستفعلها ايضا .. لولا انه لم يرها من شرفة غرفة الجلوس وهو يتكلم في الهاتف لكانت الان ......" امسك راسه بيديه الاثنتين بقوة يريد محو ذلك المشهد .. لقد تعب هذا اليوم للغاية .. انه الان نادم اشد الندم لانه ذهب بها الى هناك .. لابد بانه حصل شيء .. لقد غيروا له امل .. امل التي دخلت الى ذلك البيت ليست هي نفس الشخص الذي خرج منه .. حتى انها الان كانت تدخل الى البحر بملابسها .. كانت تريد الانتحار .. هذا كله سببه هو .. لانه اخذها .. ماكان عليه ان يضغط عليها حتى تذهب الى هناك ماكان؟ استيقظ من شروده على صوت باب الحمام وهو يفتح وخرجت منه امل وهي تلف حولها منشفة كبيرة .. ساعدها للدخول تحت السرير بصمت .. ثم استلقى هو الاخر بجانبها .. كانت تنظر الى عينيه بحزن بعينين ذابلتين تعبتين من البكاء .. رفع يده الى خذها وبدا يمرربرقة شديدة انامله على خدها الذي كان قد صفعه حتى يوقظها من غيبوبتها تلك .. والتي ندم بشدة على تسرعه وغضبه من ماكانت على وشك فعله لذلك لم يشعر وهو يضربها بينما هي كانت بحاجة للرقة واللطف والحب وليس القسوة .. لم تكن تبدوا له غاضبة منه ابدا .. لذلك قال لها:"امل لما لاتخبرينني عن كل ماجعلك تيأسين لهذه الدرجة ..عن كل مايؤلمك .. صديقني انا ساساعدك لن اتركك تتالمين لوحدك ابدا."

بالكاد سمعها وهي تتكلم وتقول:"انا لم اقصد مافعلته قبل قليل .. في الحقيقة انا لاعرف شيئا و لا اريد معرفة شيء و لا اريد تذكر شيء او الحديث في شيء."

"امل كيف انت لاتعرفين .. لقد كنت تدخلين الى البحر بفستانك غير داركة لما تفعلينه .. انت لاتعرفين السباحة .. ثم من الطريقة التي كنت تدخلين بها .. كنت وكانك لاترين امامك ابدا."

قالت له بعينين ناعستين:"انا متعبة الياس .. متعبة."

كلامها ذاك جعل الياس يتوقف عن الظغط عليها لانه لن يفيده .. واكتفى بالقول لها وهو يغطيها اكثر باللحاف:"اذا نامي .. نامي وارتاحي."


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 28-06-11, 12:40 AM   #1190

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

اعزائي هذا كان هو الفصل وقد اجاب عن التساول الذي كانتم دئما تطرحونه متى ستلتقي امل بوالديها؟ لكنه بالتاكيد فتح ابوابا كثيرة لتساولات اخرى .. انتظر توقعاتكم حول الفصل القادم .. وحول ماضي امل وما تتوقعونه ان يكون.وما تخفيه امل عن الياس.
شكرا لكم وقرائة ممتعة


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:30 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.