آخر 10 مشاركات
عـن ألـف وجـه للـوجـع (2) * مميزة ومكتملة *.. سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          صقور تخشى الحب (1) *مميزة ومكتملة* سلسلة الوطن و الحب (الكاتـب : bella snow - )           »          أحفاد الصائغ *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          مرايا الخريف -ج3 سلسلة زهور الجبل- للكاتبة المبدعة: نرمين نحمدالله *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          بسحر عينيه تاهت افكاري و على ألحانه ذاب قلبي *مميزة&مكتملة* (الكاتـب : smile rania - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          483 - كأنهما غريبان - سارة مورغان ( عدد جديد ) (الكاتـب : Breathless - )           »          465 - المرأة ذات الثوب الأزرق ـ آنجي راي (عدد جديد) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          459 - حلم المساء الأخير - هيلين بروكس ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          450 - وردة ضاعت منه - تريش وايلي (عدد جديد) (الكاتـب : سنو وايت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-07-11, 08:37 PM   #1271

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة qmar مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
العفو واتمنى بان يعجبك الفصل الجديد.


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 25-07-11, 08:40 PM   #1272

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة smile2 مشاهدة المشاركة
رواية راااااااااااااااائعة
متابعة فى صمت
وسلمت يداك
اهلا بك.
سعيدة بمتابعتك.
واتمنى ان اراى رايك في الفصل الذي سانزله اليوم.
شكرا لك على المتابعة


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 25-07-11, 08:43 PM   #1273

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جلنارag مشاهدة المشاركة
مستمتعة جدا بقراءة الفصول ..مستمتعة الى درجة أدمعت عيني في أكثر من مقطع ..
بارك الله فيك صديقتي , أسلوبك رائع والحبكة ممتازة
تقبلي تحياتي
اهلا بك.
شكرا عزيزتي على رايك الجميل في اسلوبي .
ارجو لك الاستمتاع اكثر بالفصول القادمة.


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 25-07-11, 08:44 PM   #1274

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لاراا.بيسكو مشاهدة المشاركة
يسلمووووووو الفصل كتيير حلووو
نورتي الرواية لارا.
ان شاء الله يعجبك فصل اليوم.


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 25-07-11, 08:55 PM   #1275

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rorakiss مشاهدة المشاركة
متابعة من خلف الكواليس قصة روووووعة انتظر بشوق الفصل القادم

( وصف دقيق لمدينة طنجة شديييدة )
اهلا بك بيننا.
شكرا لرايك في قصتي واتمنى ان تنال اعجابك لااخر.
وسعيدة لان الوصف اعجبك عن مدينة طنجة الا انني مع ذلك لم استطع ان اصف بدقة روعة وجمال المدينة فلا كلمات توفي حقها في الجمال.
شكرا لك وحتى نتي شديدة هههههه في شوق لاعرف ارائك عن الفصول القادمة


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 25-07-11, 09:23 PM   #1276

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ammona112 مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
نورتي الرواية.
وشكرا لك


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 25-07-11, 09:27 PM   #1277

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mony-n مشاهدة المشاركة
بجد روايه مذهله فى كل شى فى شوق لمتابعه الا حداث القادمه و اجابات لمل طرحه هذا الفصل من العديد من الاسئله و لكن لدي شعور بان امل اكتشفت انهما ليسا والديها او ربما فقط هو ليس والدها و هذا سبب بروده ولكن السوال الفعلى هو رد فعل الياس و هل ستثق فيه امل بما يكفى لاخباره بالحقيقه .............
اهلا بك عزيزتي في روايتي المتواضعة.
شكرا لرايك الجميل في الرواية .
واتمنى ان تنال اعجابك لاخرها.
في انتظار رايك بشان الفصل الذي سينزل اليوم ان شاء الله .
الود لك.


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 25-07-11, 11:32 PM   #1278

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس والعشرون: الثقة


بعد ذلك اليوم المشؤوم الذي رأت فيه أمل والدها وذهابهما هي وإلياس بعدها مباشرة إلى الدار البيضاء تغير كل شيء في حياتهما .. فبعد أن حاولت امل الإنتحار بعد عودتهما من بيت أهلها .. أصر إلياس على الإنتقال إلى شقتهما بأسرع ما يمكن ..لذلك جهز إلياس الشقة بسرعة كبيرة لكي ينتقلا إليها وفي الوقت نفسه لم يكن أبدا يترك أمل تبقى لوحدها في البيت الصيفي .. دائما كان يأخذها إلى صفاء في بيت والديه وفي بعض الاحيان كانت صفاء أو إسراء هما من تأتيان اليها للبيت حتى لا تبقى وحيدة فيه ومع ذلك لم يكونان يعرفان السبب الحقيقي لتدهور صحة أمل ونفسيتها لان الياس لم يخبر أحدا بشيء عن ما حدث ذلك اليوم وأمل هي الأخرى لم تتكلم ثانية بذلك الموضوع .

كان يخاف بشدة أن تكرر أمل محاولة الإنتحار مرة اخرى .. خصوصا بعد أن رفضت أمل وبشدة أن تحكي له عن ما حصل في بيت والديها وعن الذي دار بينها وبين أمها .. وكل مرة يحاول فتح حديث معها عن ذلك اليوم تبدأ بالبكاء والتهرب من الإجابة .. حتى كره هو الأخر التحدث في ذلك الموضوع مجددا .. كان مستعد لنسيان تلك الليلة الغربية.. كان مستعد لحذف تلك الذكرى من ذاكرته.. كما تمنى هي أيضا بأن تفعل مادامت لا تريد الحديث في ذلك الموضوع مجددا .. لكنها لم تنسى.. كان إلياس يعرف جيدا مهما كانت هي كتومة حول تلك الليلة أنها لم تنسها و الأسوأ بأن تلك الذكرى مازالت تعذبها .. والدليل تغيرها الكبير والواضح بعد ذلك اليوم.

أصبحت بالكاد تقوم من السرير فأغلبأوقاتها تقضيها في النوم والذي فهمه إلياس من ذلك بأنها تقوم بالتهرب من مشاكلها وآلامها بواسطة النوم .. بالكاد تتحدث .. بالكاد تقوم بشيء .. لم يعد يرى إبتسامتها ولا نشاطها في القيام بالأمور .. حتى أن عصابيتها ولسانها الطويل الذي يلذع كل من يحاول الإقتراب منها إفتقدهما .. لكنه مع ذلك حاول تفهم بأن رؤيتها لوالديها كانت بالتأكيد صعبة عليها وهي مازالت متأثرة برؤيتهما خصوصا بأن الأمر لم يمر عليه سوى بضعة ايام فلذلك كان يصبر عليها ويحاول تفهم إبتعادها عنه قدر الامكان .

في يوم عطلته الأسبوعية أراد أن يرجع العلاقة بينهما كما كانت قبل تلك الليلة .. فالأمر لا يمكنه أن يستمر أكثر من هذا .. إقترب منها وقد كانت مستلقية على الكنبة الجلدية التي توجد في غرفة الجلوس تشاهد التلفاز . ركع على قدميه حتى يقترب من وجهها وقال لها :"أمل ما رأيك بأن نخرج اليوم .. إنه يوم العطلة ألم تملي من كثرة الجلوس في البيت؟"

تدثرت أكثر في غطائها الثقيل وهي تجيبه بصوت لا حياة فيه، صوت كرهه بشدة لأنه غريب عن أمل التي يعرفها:" الجو بارد اليوم بعض الشيء وغير صحو .. لا رغبة لي في الخروج."

جوابها كان محبطا جدا لإلياس الذي رفض الإستسلام وقال لها وهو يزيح الغطاء عنها :"إذا سنمضيه في البيت .. يمكننا أن نمضي يوما جميلا هنا إن لم تكن لك رغبة في الخروج."

فهمت أمل ما يعنيه بكلامه عندما أزاح الغطاء الثقيل حتى يستلقي بجانبها على الكنبة .. وبطريقة جعلتها هي على طرف الكنبة حتى يستطيع أن يضمها إليه وهو يقول مازحا: "لنرى هذا الفيلم المشوق الذي شغلك عني."

لم تهتم أمل لكلامه بل حاولت التركيز في الفيلم أكثر والذي لم تفهمه جيدا بسبب أن عقلها لم يكن مع الفيلم ولا مع إلياس .. بل هو فقط مع ذكرى ذلك اليوم .. إنها ماتزال تعيش تلك الليلة بحذافيرها وخصوصا مقابلتها لامها .. وهذا ما يعذبها طوال الوقت فكلمات والدتها مازالت ترن في أذنيها .. ما حصل معهما من أحداث في تلك الليلة جعلها تبتعد عن إلياس كثيرا .. تعرف بأن إلياس تصرف بشهامة معها وللغاية .. لم يضغط عليها حتى تحكي له عن ما حدث ولم يشتكي أيضا من إبتعادها عنه روحا وفكرا وجسدا.. بل أنه لم يظهر لها حتى إنزعاجه من الموضوع.. مع أنها تعرف بأن الأمر يزعجه للغاية بأن تكون بعيدة عنه في كل شيء .. وألا يعرف ما بها حتى الأن .. لكنها لا تستطيع .. لم تعد تستطيع حتى النظر إلى عينيه .. تشعر بأنها تخدعه خدعة قذرة .. تشعر بالإشمئزاز من نفسها .. لذلك لم تعد تستطيع أن تتحدث معه سوى أن تجيبه على أسئلته ببضع كلمات مقتضبة .. بدأت تهرب منه من نفسها بكثرة النوم .. وما يزيد ألمها هي ابتسامته الحنونة التي تتلقاها منه بعد كل رفض له ككل مرة يقترب منها على بحجة أنها متعبة وتريد النوم.

حاولت أمل التركيز في الفيلم جيدا وألا تهتم لإلياس الذي كان مستلقيا بجانبها يضمها إليه بكلتا يديه .. كانت تشعر بنظراته على جانب وجهها لأنها كانت متأكدة بأنه لا يتابع الفيلم الذي كان يعرض على التلفاز أمامهما .. شعرت بقبلة رقيقة على خدها .. وأنامله ترتفع لمداعبة رقبتها .. حاولت بألا تهتم للأمر .. إلا أن مداعباته ازدادت رقة وكأنه يتعمد ذلك .. فنهضت أمل من مكانها بسرعة فاجأته ووقفت على قدميها قائلة حتى من دون أن تلتفت إليه: "لم أعد أريد مشاهدة الفيلم .. أشعر بالنعاس لذلك سأذهب الى النوم وانت بإمكانك اكمال متابعته."

إلياس هو الأخر نهض من مكانه ووقف بجانبها وأدارها اليه وعاد لتقبيلها غير مهتم بما قالته قبل قليل للتهرب منه .. حاولت أمل التخلص منه لكنه لم يترك لها مجالا حتى لتتنفس .. عندما إستجاب أخيرا لمحاولاتها الضعيفة والتي كانت بغرض أن يبتعد عنها إنتقلت شفتاه لرقبتها تاركا لها مجالا لتتنفس ولكي تستطيع هي الأخرى أن تقول له من بين أنفاسها المتقطعة :" إلياس توقف .. أرجوك."

تلك الكلمة كانت كافية لكي توقفه وهي تترجاه بذلك .. قالت له وهي تراه يحدق إليها بملامح واجمة :" ليس الأن الياس .. لا أشعر بأنني بخير .. ليس بعد.. الوقت غير مناسب."

ابتعد عنها إلياس بهدوء وعاد للجلوس في مكانه .. دهشت وهي تراه يمسك جهاز التحكم عن بعد للتلفاز ويبدأ بتغيير القنوات بشكل عشوائي .. من دون أن يلتفت إليها .. شعرت بالذنب يعصف بها لأنها أغضبته .. فما ذنبه هو أن يعاني معها .. لقد صبر كثيرا ويبدو أن صبره قد نفد.

أرادت أن تعتذر عم فعلته فهي لم تقصد جرحه أو رفضه .. لكنها لا تستطيع حقا النظر في عينيه .. ضميرها يؤنبها كثيرا والذنب يكاد يفتك بها كل ما تستطيع فعله هو التهرب منه .. حاولت أن تعتذر قائلة:"أسفة لم ..." توقفت في منتصف جملتها وهي تراه يرفع صوت التلفاز أكثر.. تلك الطريقة آلمتها لأنه تجاهلها بوضوح.. اعترفت لنفسها أنه لو رفع صوته وصرخ في وجهها كعادته عندما يغضب لكان ذلك أفضل من أن يتجاهلها بهذه الطريقة .. فبصمته هذا شعرت بالذنب أكثر.. ذهبت من امامه الى غرفة النوم .. دخلت تحت اللحاف حتى تنام .. أقفلت عينيها بشدة وهي تسمع ذلك الصوت الحاد الذي دوى في غرفة لجلوس وصولا إلى مسامعها .

كان إلياس ما يزال جالسا في غرفة الجلوس ينظر إلى الفراغ أمامه .. غير مهتم بجهاز التحكم المكسر والذي كان قد رماه هو بقوة.. نتيجة غضبه من أمل عندما تركته ودخلت غرفة النوم حتى تنام .

لقد صبر كثيرا لكن للصبر حدود.. لقد بدأ يشعر بالاختناق والإنزعاج من هذا الجو الذي بدأ يحيط حياتهما معا.. حاول أن يتفهم ظروفها التي مرت بها وأن يعطيها أعذارا لتصرفاتها .. لكن من غير المعقول بأن يستمر الامر لأكثر من هذا .. لا يمكن أن تكون حياتهما ستسير على هذا الشكل المروع.. فأمل لا تتكلم ولا تأكل .. شاردة طوال الوقت لا يعرف حتى فيما تفكر .. لقد حاول التقرب منها لكنها تصده في كل مرة .. هذا الأمر بدأ يغضبه .. هو لا يريد أن يشعر بأن لديه طفلة في البيت يخاف عليها كلما خرج وتركها لحالها .. إنه شعور بدأ يتعبه.. لم يعد يشعر بأنه متزوج بل أب لطفلة تهدد حياتها بنفسها .. تنفس بعمق حتى يهدأ اعصابه ويجد حلا لكل هذا .. أمسك بهاتفه النقال بعد طول تفكير وتردد وأخيرا ضغط على رقم صديقه الذي لا غيره سيساعده مع أنه في العادة أخر من يطلب المساعدة منه هو أنور.
....................
كان يجلس مع أنور في شقته وقد حكى له إلياس عن الأحداث الاخيرة التي مرت بهم .. تكلم أنور أخيرا وهو يقول بنبرته الهادئة كالعادة:" ألهذا كنت تصب جام غضبك في العمل .. الأن فهمت لما كنت هذه الايام عصبي طوال الوقت ولا تحتمل .. لكن لما أخبرتني الأن بعد كل هذا الوقت؟"

أجابه إلياس ببعض الحرج:" ظننت بأنها ستنسى الموضوع بسرعة وبأنها ستكون قد تأثرت فقط برؤية والديها بعد كل هذه المدة .. لكن الأمر غير ذلك انور .. لقد تغيرت .. أصبحت إمرأة أخرى لا أعرفها .. إبتسامتها الشقية .. لسانها الحاد .. عفويتهاو نشاطها .. كل هذا تغير لم أعد أراه فيها بعد تلك الرحلة اللعينة إلى العاصمة الاقتصادية ." رفع الياس عينيه إلى أنور وقال له مكملا حديثه:" حاولت معها كثيرا حتى تخبرني عن ما يجعلها تبكي بالليل وهي تظنني نائما لا أسمعها . عن ما يجعلها حزينة وذابلة لهذه الدرجة .. حاولت كثيرا لكنها أصبحت متكتمة جدا .. لقد أحاطت نفسها بشرنقة حتى تنفرد لعذابها لوحدها .. لقد حاولت كثيرا .. لكنني لم استطع لهذا أنا أستسلم وأدع الأمر لك أنت .. ربما تستطيع أن تخرجها مما هي فيه ."

" أنور أنت تملك مكانة خاصة في قلب أمل هي تحترمك وتقدرك كثيرا .. أنت الوحيد الذي تسمع كلامه وتعمل به .. أتذكر عندما إستطعت أن تجعلها تقبل بالإقامة في بيت عائلتي والتخلي عن عنادها مع أنها في ذلك الوقت لم تكن تحب حتى رؤيتي.. إجعلها تخرج من حالتها هذه أرجوك .. أنا أثق بك كثيرا و أعرف بأنك قادر على أنقاذها كعادتك ."

فرك أنور جبينه وهو يقول له بإستغراب :"لكن إلياس أنت تطلب مني أن أقوم بدورك .. إنها زوجتك وأنت من عليك أن تعرف أسرارها وتساعدها لا أنا ."

فرك إلياس جبينه بعصبية وقال بحدة:" وهل قلت لك أنا بأنني لم أحاول مساعدتها أيام وأنا احاول معها حتى تخرج من وحدتها وتعود لطبيعتها .. لكن أنت تعرف كيف هي أمل .. عنيدة جدا.. أرجوك حاول أنت أيضا إخراجها من عزلتها."

ثم أضاف بحذر وقد انخفضت نبرة صوته عندما قال :"شيء لم أريد أن أقوله لك لكنني مضطر حتى تعرف إلى أي درجة ساءت حالة أمل النفسية."

الترقب و الخوف ظهرا جليا في عيني أنور وهو ينتظر إلياس أن يخبره عن هذا الشيء الذي جعله يشعر بكل هذا الحذر قبل أن يقرر إخباره به فقال إلياس: "بعد أن عدنا من الدار البيضاء حاولت أمل الإنتحار."
"ماذا؟"

إلياس أعاد لأنور الشرح من البداية بعد أن فزع ذلك الأخير .. فأخبره إلياس كيف لحق بها ومنعها في أخر لحظة من أن تودي بحياتها للهلاك .. صاح فيه أنور بنفاذ صبر قائلا:" لم يكن عليك أخذها إلى هناك ..فيما كنت تفكر بأخذها إلى والدتها."

أجاب إلياس بنفس الحدة والعصبية التي تكلم بها أنور :"أردتها أن تحسن علاقتها مع والديها .. أن تطمئن عليهم وأن تتخلص من خوفها من اليوم الذي ستلتقي بهم .. أولا تظن بأن لكل هذا أهمية؟"

نهض أنور بسرعة من مكانه وتوجه إلى المطبخ المفتوح على غرفة الجلوس .. ثم تناول أول شيء وجده أمامه في الثلاجة لكي يشربه فربما يهدأ ويستطيع أن يستوعب كلام إلياس ..ثم قال:" لم يكن عليك أخذها .. هي ليست بحاجة إليهم .. عائلتها سيئة والدليل هو حالتها الأن بعد أن قابلتهم."

كان يعرف إلياس بأن نظرة أنور للموضوع ستكون مختلفة عن نظرته هو .. فلطالما رفض أنور بأن يبحث عن عائلة أمل ويحاول إصلاح أمورها معهم .. في الحقيقة أمل وأنور هما وجهان لعملة.. الإثنان لا يقدران الحياة العائلية وأهميتها مثلما يفعل هو .. ربما لأن ذلك زرع فيه منذ الصغر حب أخوته وأبويه حتى وإن لم يكن يتفاهم مع عائلته كثيرا .. إلا أنه لا يستغني عنها أبدا بعكس أنور وأمل اللذان يتسمان بالبرود في علاقتهما بوالديهما .. ولكن مع ذلك تمتم إلياس قائلا وهو ينظر إلى الأرض أمامه:" معك حق .. ما كان علي أن أخذها إلى هناك فلو لم أخذها لما حصل كل هذا."

بقي الصمت يحيطهما لعدة دقائق حتى قال أنور اخيرا من مكانه حيث المطبخ الصغير العصري بتجهيزاته :" عليها أن تنسى ما جرى وتبدأ حياة جديدة .. علي إقناعها بهذا وسأبدأ من الغد."

سأله إلياس بفرح قائلا :"كيف ستفعل هذا؟"

"لا أعرف ؟ لكن عليها أن تغير الجو الكئيب الذي أحاطت به نفسها .. و بما أنها لا تخرج فيجب أن نبدأ من هذا أولا .. أعني أن نعيدها لما كانت عليه ..أن تندمج من جديد مع العالم الخارجي حتى تستطيع التخلي عن وحدتها ." ثم أكمل وهو ينظر إلى إلياس وكأن فكرة ذكية قد خطرت على باله.


تلبية لطلب أنور نهض إلياس من مكانه وذهب إلى غرفة النوم حتى يجلب لأنور ما يريد .. أنور هو الاخر نهض من مكانه ووقف أمام الباب حتى يذهب بسرعة بعد أن يجلب له إلياس ما يحتاجه .. رفع نظره باتجاه الرواق حيث غرفة النوم والذي كان بابها غير مقفلا.. فتح الباب أكثر بفعل الهواء .. فاستطاع أن يرى أمل وهي نائمة على السرير .. لم يستطع رؤية وجهها من حيث كان يقف .. استطاع فقط أن يلمح خصلات شعرها وهي تلمع تحت ضوء الاباجورة فوق الغطاء الذي كان يغطيها حتى رقبتها .. بقي يحدق فيها حتى فوجئ بإلياس يخرج من الغرفة بسرعة ويعيد إقفال الباب ورائه لكي تختفي صورتها من أمامه .. أبعد انور نظراته عن الغرفة التي خرج منها الياس والذي كان هو يحدق فيها وابتسم وهو يرى إلياس يمد له بجواز السفر قائلا له :" ها هو .. سأكون ممتنا لك كثيرا لو نجحت في إخراجها من هذا البيت .. أنا أثق بك للغاية."

كان إلياس يفكر فقط في تلك اللحظات كيف تعود أمل لطبيعتها ولم يهتم أبدا لطريقة .. وبما أنه كان يثق في أنور ثقة عمياء .. فوافق بأن يكون أنور هو من يساعدها بل أنه تمنى له النجاح في مهمته هذه.

..............................


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 25-07-11, 11:34 PM   #1279

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

نهضت أمل على صوت جرس الباب وهو يدق بقوة .. نظرت بتثاقل إلى الساعة التي كانت بجانب الأباجورة فوجدت أنها ماتزال السابعة صباحا .. استغربت من هوية الطارق الذي سيكون الأن على الباب يدقه بإلحاح كبير.. نهضت من السرير ببطيء .. وحال ان وقفت علي قدميها حتى عادت للجلوس على السرير بسرعة وقد أصابها الدوار في راسها .. كان ذلك بالتأكيد من قلة الاكل والنوم الكثير الغير الصحي .. كانت ستعود للإستلقاء لولا الجرس الذي عاد يدق بقوة .. فنهضت لكي تفتح الباب وهي تفكر بأن إلياس قد يكون هو من على الباب الأن و ربما يكون قد نسي مفاتيحه وعاد من أجلها .. عندما فتحت الباب أخيرا .. في نفس الوقت فتحت عينيها جيدا وقد طار النعاس من عينيها وهي تقول بإستغراب :"أنور"

قال أنور لها والذي كان يقف في الباب مرتديا سروال جينز وحذائي رياضي وكنزة خضراء رقيقة وأنيقة :" وأخيرا استيقظت ظننت بأنني سأبقى على الباب ." ثم استطرد قائلا :"صباح الخير."

"صباح الخير" قالتها أمل وهي تزيح له الطريق حتى يدخل .. وحال أن دخل قالت له وهي تتبعه حيث كان يتوجه الى غرفة الجلوس :"إلياس ليس هنا .. سيكون الأن قد وصل إلى عمله."

استدار إليها أنور وهو ما يزال يقف في وسط غرفة الجلوس وقال لها :"أعرف أن إلياس ليس هنا وهو الأخر يعرف بأنني هنا الأن .. لرؤيتك أنت."

"في هذا الوقت؟"

أجابها أنور قائلا:" أجل لأننا سنخرج ونحتاج للذهاب باكرا."

قالت أمل وهي تجلس بكسل على الأريكة :"أنا لن أخرج."

"ألن تساليني عن المكان الذي سآخذك إليه أولا؟"

أجابته أمل بدون اهتمام وهي تريح رأسها على الأريكة قائلة :"لا يهمني لأنني لا أريد الخروج." ثم رفعت رأسها إليه وتأملت شكله من أخمض قدميه حتى أعلى رأسه .. وهي ترى ملابسه الكاجوال .. وفهمت لم لا يرتدي اليوم ملابس عملية للذهاب إلى عمله .. كان يظن بأنها ستخرج معه .. قالت له معتذرة :"أنا اسفة أنور لكنني حقا ليس لديَّ أية رغبة في الخروج."

تفاجأت أمل لحدة أنور وهو يقول لها: "ومتى ستخرجين ؟.. ستبقين حبيسة أربعة جدران .. ما الذي يدور في ذلك الرأس الصغير الذي لديك .. أي طريق تتخذين أمل .. انظري ألى نفسك .. لا أظن بأن عروسا تبدو بهذا المنظر في الأشهر الأولى من زواجها .. حتى شقتك لم تساعدي الياس في تأثيثها ."

لم تجبه أمل بل أغمضت عينيها بتعب حتى تهرب من نظراته الحادة والتي كانت مسلطة عليها تتأملها .. عرفت بانها من الافضل بأن تتجنب أنور في هذه اللحظة .. فهذه من لحظات الغضب النادرة لديه .. وهي فعلا لا تريد أن تتحدث في أي موضوع يخصها لأنها تعرف كم هو يصبح مصمما وعنيدا بأي أمر يهمها .. في البداية كانت مستغربة لقدوم أنور في هذه الساعة حتى يخرجا مع بعض خصوصا بأنه على حد علمها لم يزرهم من قبل في شقتهم ..وكان قد اكتفى فقط بأن بارك لها في الهاتف .. فتحت أمل عينيها بوهن على أثر كلمات أنور وهو يسألها:" أنا أنتظرك .. يجب أن تذهبي لتغيري ملابسك .. حتى نذهب .. سيكون يوما جميلا."

تأففت أمل بانزعاج وهي تقول: "لما أنت عنيد أنور .. أنا حقا لا أريد الخروج .. ليس لدي أية رغبة في ذلك .. أريد فقط أن أعود إلى سريري حتى أنام بهدوء وأرتاح."

تقدم أنور منها وجلس بجانبها على الأريكة ثم قال لها:" أمل اسمعيني .. الهرب لا يحل المشاكل بل يعقدها اكثر .. وهذا ما تفعلينه أنت الأن .. إن كنت تظنين بأنك تأذين نفسك فقط فأنت مخطئة .. ألا تعرفين بما يمر به إلياس .. إن كنت ترينه هادئا معك في البيت فتظنين بأنه بحال جيدة فأنت مخطئة .. عليك أن تريه في العمل .. أصبح لا يحتمل .. جام غضبه يصبه في العمل .. إنه يعاني كثيرا أمل عندما يراك في هذه الحالة .. أتعرفين بانه إتصل بي البارحة لكي أتي إليه هنا .. لقد أصبح لا يستطيع الخروج إلا إلى عمله خوفا عليك .. وأيضا أصبح يشعر بالإنزعاج الأن لإبتعادك عنه .. تخيلي إلياس الذي يرفض دائما اللجوء إلي .. يلجأ لي الأن ولماذا؟ حتى أستطيع أن أخرجك من عزلتك .. أتظنين بأن هذا الأمر سهل .. إن هذا صعب عليه جدا و مؤلم للغاية وهو يرى نفسه لا يستطيع مساعدة من يحب وعليه أن يطلب ذلك من غيره .. لقد وصلت درجة حبه لك ان يترجاني أن أفعل مالم يستطع هو فعله .. فأرجوك إن لم يكن من أجلي أو من أجل نفسك فمن أجل إلياس .. قومي وغيري ثيابك وهيا لنخرج ليكون هذا اليوم بداية جديدة لك .. دعي هذا اليوم يرجع لك بسمتك ويرجعها لمن يحبونك."

كلمات أنور تلك جعلت الدموع تنزل على خدي أمل وهي تستمع إليه .. لم تكن تعرف بأنها ألمت إلياس لهذه الدرجة .. لقد ظنت بإبتعادها عنه سيكون ذلك أفضل له لكنها كانت تعذبه معها علي غير ما أرادت .. مسحت دموعها بسرعة وقالت لأنور الذي كان ينتظر ردها بترقب كبير:" إن كانت هذه رغبة إلياس فسأرافقك ."وأكملت وهي تقف على قدميها: "إنتظرني .. سأذهب لأغير ملابسي ثم أعود."

لم تعلق أمل بشيء وهي ترافق أنور في سيارته حتى و تراه يتوجه إلى الميناء .. لأنها في الأصل لم تكن مهتمة بالمكان اللذان سيذهبان إليه حتى قال لها أنور عندما رأها تنظر إليه وقد أوقف السيارة أمام شباك المراقبة للعبور :" سنمضي يوما رائعا في اسبانيا."

قالت أمل غير مصدقة:" أتعني بأننا سنذهب إلى اسبانيا؟"

أومأ لها أنور بإبتسامته المعهودة وهو يعطي جواز سفره من نافذته المفتوحة للشرطي الذي كان يقف أمامهما .. فقالت له أمل بسرعة :" أنور ماذا تفعل .. لم أجلب معي جواز السفر ."

فتح أنور درج صغير في سيارته وأخرج منه ذلك الدفتر الاخضر الصغير ولوح به في الهواء أمامها وقال قبل أن يعطيه هو الأخر للشرطي :" إنه معي .. إلياس البارحة أعطاه لي .. كل شيء معي جواز السفر والتأشيرة وحتى تذكرة العبور.. لا تخافي أنا دائما أجهز لكل شيء قبل أن أقوم بأي خطوة ."

جلست أمل في السيارة هادئة صامتة بعد أن طمئنها أنور بأن الرحلة قصيرة وبأنهما سيعودان في المساء إلى المغرب .. فكرت أمل كيف كانت سعيدة عندما طالبها إلياس بعد زواجهما بالبدء بإجراءات الحصول على جواز سفر وتأشيرة إلى اسبانيا حتى يسافرا معا ويقضيا هناك عدة أيام عندما يجد فرصة لأخذ إجازة قصيرة من عمله .. تلك الذكرى جعلت تفكيرها يعود لكي يتعلق بإلياس من جديد وكيف تغيرت حياتهما الأن مع بعض.. كانت تريد من كل قلبها أن تعود حياتهما كما كانت لكن ماضيها يقف عائقا .. لا تستطيع نسيان الأحداث الأخيرة بسهولة.. تكاد تموت بسبب الصراع الذي في داخلها.. تريد أن تخبر إلياس لكي ترتاح .. لكن في داخلها يوجد خوف كبير من ردة فعله .. تعرف بأنها أنانية .. لا تستطيع أن تبتعد عنه لذلك لا تستطيع أن تخبره .. وفي نفس الوقت لا تستطيع أن تعيش بهدوء معه وهي تحس بالذنب وبأنها تخدعه بعدم علمه بالحقيقة .. عندما انتهت إجراءات المرور جلست أمل في العبارة السريعة مع أنور .. كان يجلسان في الطابق الثاني المخصص للدرجة الاولى .. كانت أمل تحدق في النافذة إلى زرقة المياه الدافئة .. لم تلاحظ حتى أنور الذي كان يتأملها .. ويشرب من فنجان القهوة أمامه .. فجأة قالت أمل بسرعة وهي تلتفت اليه: "أرأيت ذلك انور؟"

"ماذا؟" قال ذلك وهو ينظر إلى النافذة حيت تشير بسبابتها .. فقال:" ماذا؟ أنا لا أرى شيئا سوى مياه البحر."

قالت له وهي تعيد نظرها إلى البحر: "لقد رأيت شيئا يقفز في الماء ثم يعود .. إما كان ذلك حقيقيا إما أنني اصبحت مجنونة وبدأت أتخيل أشياء لاوجود لها."

أطلق أنور ضحكة صغيرة جعلت أمل تلتفت إليه من جديد فقال لها:" لا أنت لم تصبحي مجنونة .. أظن بأنك قد رأيت دلفينا في الماء."

قالت أمل بحماس ظهر فجأة عليها: "دلفينا " .. "أتمنى أن يظهر ثانية."

ابتسم أنور بسعادة وهو يرى ذلك الحماس الذي لم يره فيها طيلة الصباح .. يبدوا بأن خطته ستنجح .. لقد كان عنده حق عندما فكر بهذه الرحلة .. فأمل تحتاج لتجديد الجو الذي كانت فيه ورؤية أشياء مختلفة .. فهي من ستنسيها أحزانها حتى لو كان ما ستنسيها إياه قليلا .. هو أيضا عليه أن يستدرجها بهدوء حتى تحكي له عن ما تخبئه لنفسها كما وعد إلياس .. حتى يستطيع إلياس بعدها أن يحل عقدتها التي تكونت لديها وطبعا بعد أن يعرف كل شيء من انور .. فما عليه هو الأن إلا أن يجعلها تتكلم عن ما حصل في ذلك اليوم هذا هو اتفاقه مع إلياس .. صحيح بأن رويتها للأن ما تزال تألمه لأنه كان يتجنب قدر الإمكان رؤيتها .. فقد إهتم بالعمل كثيرا في الآونة الاخيرة وانغمس فيه . مع أنه لم ينساها .. و يعرف بأن ذلك لن يحصل .. لكن الابتعاد عنها أرحم لضميره .. مع أنه عذاب لقلبه .. فهو ما يزال يعتبر حبه لأمل خيانة لصديقه والتفكير فيها لهو أكبر عذاب لضميره .. لكنه البارحة وهو يرى حالة الياس اليآسة .. وهو يحكي له عن تدهور حال حبيبته .. عن الفتاة الذي ضحى بقلبه من أجل سعادتها فلم يستطع هو الأخر إلا أن يتألم أكثر لآلامها ويقرر بذلك مساعدتها حتى لو كان ذلك يلحق به الأذى في داخله.

أقل من ساعة كانا في ميناء إسبانيا .. ظنت أمل بأنهما سيتوقفان في المدينة الصغيرة الأولى التي تسمى بالجزيرة الخضراء .. بما أنهما سيعودان في نفس اليوم الى المغرب .. لكنه أوضح لها قائلا:" ليس هناك من جديد في الجزيرة الخضراء .. سنذهب إلى غرناطة .. وسنتناول وجبة الغداء هناك."

في الطريق إلى غرناطة انزل انور سطح سيارته.. رأته يضع نظارته ويغني مع أغنية اسبانية بحماسة .. ذلك جعلها تضحك من قلبها لأول مرة منذ ايام .. التفت اليها أنور وقال:" لما تضحكين .. أهذه اول مرة ترينني فيها أغني؟"

قالت له أمل من بين ابتسامتها:" أجل أول مرة ..حتى في زفافي رقصت فقط قليلا مع الياس ثم ابتعدت .. أنت بالعادة جاد وهادئ لا أعرف لكن دائما ما أحس بأن هالة من الهيبة والإحترام تحوم حولك .. تجعلك أكبر من سنك الحقيقي .. ولهذا السبب وجدت تصرفاتك اليوم غريبة بعض الشيء بل لنقل مضحكة."

قالت الكلمة الأخيرة وهي تفلت ضحكة صغيرة أخرى .. فقال لها أنور وهو يحدق بها: "أنت تضحكين الأن .. لقد قلت لك بمجرد أن تخرجي ستتخلصين من حزنك."

لم تجيبه امل بل حدقت فيه لثانية وقد اختفت ابتسامتها والتفتت إلى النافدة تنظر منها إلى حقول اشجار العنب الصغيرة وأشجار الزيتون التي كانت على طول جانبي الطريق الى غرناطة .

عندما دخلا المدينة أوقف أنور سيارته في مكان بعيد .. وذهبا سيرا على الأقدام حيث كانت أمل تحدق في الزقق الصغيرة التي تتمز بها غرناطة هي وبيوتها البيضاء الصغيرة بشرفها ذات اللون الازرق المليئة بأحواض الزهور.. كانت جميع البيوت تشبه بعضها .. والسياح يملؤون الازقة مع أن فصل الصيف قد رحل .. توقف أنور عند بيت ابيض .. يبدوا أكبر من البيوت المجاورة .. ذو باب مقوس صغير أحنى انور رأسه حتى يستطيع الدخول وأمسك بيدها يحثها على الدخول هي أيضا .. عندما دخلت أمل وسارت في رواق صغير مزين هو الأخر بالزهور .. خرجت على شرفة كبيرة فوجئت بعدد الناس الذين كانوا فيها .. قالت بذهول:" إنه مطعم !"

ابتسم أنور لذهولها وقال:" أولم تلاحظي اللافتة التي على الباب."

حركت أمل رأسها بطريقة النفي دليلا على أنها لم ترها.. فقال لها أنور وهو يحثها على أن تتبعه أكثر :" صاحب المطعم صديق لي."

كانت أمل تتجول بعينيها في المكان وهي تتبع أنور .. الطاولات المستديرة التي تملا المكان .. والناس جالسين يقهقهون .. والندل يدورون بسرعة وبمرح في أرجاء المطعم لكي يروا طلبات الزبائن .. أهم ما جذب امل في المطعم المفتوح على الهواء الطلق هي خشبة رقص صغيرة كانت عليها فرقة إسبانية موسيقية .. وقد جذبت الناس بمرحها والحانها الإسبانية حتى أنه كان هناك من نهض من مائدته وصعد على خشبة الرقص حتى يرقص على أنغام الفرقة .

صوت قوي صاح في الهواء هو ما جعل أمل تلتفت لترى من نادى أنور بذلك الحماس والقوة .. فرأت رجلا ممتلأ في أربعينياته يتقدم منهما بسرعة شبه راكض وإبتسامة كبيرة مرتسمة على وجهه .. لوهلة أولى ظنت أمل بأنه عربي بلحيته القصيرة السوداء التي نمت على ذقنه وشعره الاسود .. لكنه ضم أنور بقوة وهو يرحب به بالإسبانية لم تفهم أمل من كل سيل تلك الكلمات سوى إسم أنور وكلمة مرحبا بالإسبانية .. عندما ابتعد الرجل أخيرا من أنور الذي كان يبدوا هذا الاخير فرحا بلقاء الرجل .. نظر إليها بعينين ضيقتين وللمفاجأة نطق اسمها وهو يشير إليها بيده: "أمل."

أومأ له أنور وقربها منه حتى يعرفها به وهو يقول لها :"إنه صديقي .. صاحب المطعم ."

أومأت أمل للرجل بتحية صغيرة من رأسها .. فرجت أسارير الرجل عن إبتسامة كبيرة لها وهو يوجه لها بضع كلمات لم تفهمها أمل .. وكرد منها نظرت إلى أنور حتى يحل الموقف .. لكن أنور لم يترجم لها ما قاله صديقه المرح للغاية رغم سنه الأكبر من أنور .. تكلم أنور مع الرجل الإسباني .. فالتفت إليها الرجل من جديد وهو يقول لها بالفرنسية:" إن كنت لا تتكلمين الإسبانية سنتحدث بالفرنسية."

جلسا مع الرجل حول واحدة من الطاولات المنتشرة في الشرفة .. واتضح لأمل فيما بعد بأن صاحب المطعم الإسباني هو صديق إلياس قبل أن يكون صديق أنور .. الرجل كان ظريفا للغاية مع أمل ومرحا بالرغم من سنه الأكبر من إلياس وأنور .. حتى أنه بكلامه ونهوضه كل دقيقة للرقص على أنغام الموسيقى أمامهما نزع منها ضحكة وراء الأخرى غصبا عنها وجعلها تستمتع بالجو المحيط بها .. كان كل شيء جميل .. المطعم ..الناس .. حتى الجو كان صحوا والسماء صافية على غير الأيام الأسبوع الماضية .. جاء فجأة نادل وتكلم في أذن الرجل الإسباني الذي عرفت أمل بأن إسمه ديغو .. وبعد أن ذهب النادل قال لهما الرجل :" طاولتكما جاهزة .. تفضلا."

استغربت أمل من الأمر وهي تتبع أنور وديغو.. إذ كانت تظن بأنهما سيتناولان طعام الغداء هناك على تلك الطاولة حيث جلسا قرب خشبة الرقص بين الطاولات الاخرى .. رافقتهما أمل في رواق أخر طويل وفي أخر الرواق كان هناك أيضا بابا صغيرا فتحه ديغو بالمفتاح .. ثم دخل منه لتفاجأ أمل بشرفة أخرى لم تكن مثل الأولى أبدا .. كانت صغيرة كلها محاطة بالزهور وشجرة واحدة ضخمة .. كانت عبارة عن حديقة خلابة المنظر .. وكانت هناك نافورة صغيرة في وسط الحديقة .. تحت الشجرة الضخمة كانت توجد هناك طاولة مستديرة صغيرة مرتبة بطريقة جميلة جدا وأهم الشيء الأصناف الشهية التي كانت عليها.. قال لهما ديغو:"أنتما ضيفان مميزان لذلك تستحقان ضيافة مميزة ."

شكره أنور كما شكرته امل على لطفه ثم غادر ديغو تاركا اياهما لوحدهما .. اثناء الأكل حكى لها أنور عن المدينة وعن تاريخها الإسلامي العريق .. وفي الأخير ختم الحديث بصداقته مع إلياس .. تكلم عنها كثيرا وكيف هو من عرفه إلى ديغو وجعله يندمج مع عالم كان مجهولا له بسبب عمله ودراسته .. حكى لها عن الايام التي كان يأتي فيها إلياس وهو إلى غرناطة ويستمتعان فيها مع ديغو .. عندما انتهت أمل من الأكل والتي لم تأكل منه الكثير بسبب حديث انور عن إلياس وجعلها تتذكر ما تفعله به .. نهضت من مكانها وذهبت الى النافورة وجلست على جانبها وبدأت تلعب بالماء بيدها .. تقدم منها أنور هو الأخر وجلس بجانبها بصمت حتى قالت له: "أتعرف انور .. قبل قليل كنت متأكدة من أن الحب ليس كاف لكي يمحي أخطاء من المستحيل أن يقبل بها مجتمعنا ومن المستحيل أن نستطيع اصلاحها.. كنت متاكدة من أن الحب لا يستطيع التغلب على تلك الأخطاء ولا يستطيع أن ينسينا إياه."

توقفت أمل عن اللعب بالماء والتفتت للأنور تنظر اليه ثم أكملت قائلة" لكن الان عندما كلمتني عن صداقتك لإلياس .. شعرت في كلامك بالثقة الكبيرة .. بأنك واثق بان حبك الأخوي له قادر على تجاوز كل شيء وبأن صداقتكما لن يستطيع شيء تفريقها مهما كان ذلك الشيء قويا وبشعا .. لقد جعلتني أتساءل هل فعلا الحب قادر على هذا وصداقتك قادرة على هذا؟ لا أعرف لكنك اثرت في التساؤل؟"

تنهدت أمل وهي تنظر إلى البعيد حيث جبال الأندلس .. وبقيت تحدق في تلك الجبال وهي تستمع إلى كلام أنور الذي قال:" أمل بالطبع يستطيع .. إسمعي ان كنت تشعرين بالعار لأن الياس رأى والدك في مشهد مخز .. وبأن الياس سيشعر بالإشمئزاز منك لأنك ابنته فصدقيني أنت مخطئة فيبدو فقط بأنك قد أعطيت الموضوع اكبر من حجمه .. لأن هذا الأمر لم يحدث معك فقط .. لقد سبق ورأيت أنا وإلياس والدي عدة مرات في أكثر من مكان مع نساء أخريات غير أمي في وضع مشابه ما وجدت فيه والدك .. لكن صداقتنا لم تتأثر ابدا .. حتى عائلته لم تنفر مني لأنني ابن عائلة مستهترة رغم عراقتها المعروفة بين الناس .. لذلك عليك التعود على ما رأيت ونسيانه وكأنه لم يكن كما تعودت أنا على تصرفات والدي.. لأن والدتي ايضا لا تهتم بخيانة والدي لها أبدا .. بل يمكنني أن اقول بأن زواجهما هو فقط على الورق لأنهما في الحقيقة منفصلان منذ مدة طوية عن بعض ولكل منهما حياته الخاصة مع أنهما يتشاركان سقفا واحدا."

نظرت أمل الى أنور وقالت:" أتعرف أنور .. أنا أيضا لم يعد يهمني ما رأيته ذلك اليوم ولن يؤثر فيَّ أبدا لو رأيته مرة أخرى .. يخونها تخونه .. الامر حقا لم يعد يهمني .. بل أنني نادمة أشد الندم لأنني حزنت على أمي لأنني كنت أعتقد بأنها مخدوعة به."

شعرت بيد أنور على كتفها يربت عليها وهو يقول لها:" أمل إنه والدك وهي والدتك من الطبيعي أن تحزني لخيانة والدك لامك .. فأنا أيضا أحزن لذلك مع أنني متعود على رؤية والدي يخون أمي .. لكن ذلك لا يجب أن يؤثر على حياتك أنت .. أفهم بأنك غاضبة من والدتك .. فأنا متأكد من أنها لم تعاملك جيدا عندما إلتقيتها أخر مرة .. ربما جرحتك وغضبت منك .. لكنها والدتك وكل ما فعلته كان بالتأكيد لخوفها الشديد عليك ..إفهمي أمل بأنها تحبك .. لكنها غاضبة من هروبك إنه ليس بالأمر السهل عليها ولن تتقبله بسهولة.. هروبك بالتأكيد أصابها بالرعب والرهبة عليك."

كانت أمل ماتزال تنظر أمامها إلى جبال الأندلس الشاهقة وهي تحيط بغرناطة .. تتراءى للناظر من بعيد و كأنها حصون تحمي تاريخ المدينة العريق .. أبعدت أمل نظريها أخيرا عن مراقبة الجبال وقاطعت أنور في كلامه عن محاولاته لتلطيف أفكارها ومشاعرها عن والدتها قائلة:" بالعكس أنور .. لقد استقبلتني جيدا .. وهذا كان مفاجأ لي أيضا أكثر من أي أحد .. عندما دخلت إلى غرفتها كنت متلهفة للإطمئنان عليها.. الإشتياق الذي كنت أشعر به لها منذ زمن فجرته بسرعة وأنا ارتمي في أحضانها .. لم أكن أتوقع بأنها ستستقبلني بيدين حنونتين .. حتى أننا تكلمنا لأكثر من نصف ساعة وأنا اطمئن عليها وأطمئنها عني .. حكيت لها باختصار عن ما حصل لي في رحلتي .. عن صداقتي بك وزواجي من إلياس واستقراري في طنجة .. صدقتني ولم تغضب مني .. وتقبلت كل ما حكيت لها .. لا تتصور كم كنت سعيدة لطريقة تعاملها معي .. في ذلك الوقت القليل اظهرت لي حبا لم تظهره لي طوال سنوات .. لقد جعلتني أنسى كل غضبي منها .. لكي يتجه كل غضبي فقط ناحية أبي .. كنت أريدها أن تعرف حقيقتيه أن تبتعد عنه وعن جحيمه .. أن ترافقني أنا .. لكن...

"أمي لما عليك أن تعيشي مع رجل حقير .."

"اصمتي ."

نظرت أمل إلى والدتها الطريحة الفراش .. والتي كانت تتنفس بصعوبة لأنها صاحت بتلك الكلمة .. لم تصدق ذلك أمل .. بأنها بعد كل ماحكته لها عن أبيها مازالت تريد البقاء في جحيم والدها معه .. لذلك قالت لها غير مصدقة: " بعد كل ما قلته لك عنه وعن ما يفعله الأن بينما أنت طريحة الفراش .. لازلت تدافعين عنه."

"لأنني أحبه ."


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 25-07-11, 11:40 PM   #1280

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

ارتفع صوت أمل لا إراديا عندما قالت بغضب:" كيف تستطيعين أن تحبي شخصا مثله .. أنا لا أستطيع أن أحمل له في قلبي سوى الكراهية."

صاحت والدتها هي الاخرى بكل قوة بقيت لها وهي تجلس مستقيمة في الفراش:" إنني أعذره عن كل ما يفعله الان .. وأنت أكثر واحدة عليك ان تشكريه مدى عمرك."

ضحكت أمل ضحكة ساخرة وهي تسألها قائلة بكل سخرية :"ماذا قلت .. أشكره؟" ثم اكملت وقد اختفت تلك الضحكة الساخرة لكي تنقلب الى غضب كبير وهي وتقول لها بعد ان نهضت بحدة من مكانها حيث كانت جالسة على السرير بجانب والدتها :" هل علي أن أشكره .. على سنوات الجحيم التي أذاقني إياها .. هل علي أن أشكره على طفولتي التي حرمني منها ولم يجعلني أتذكر فيها سوى الذكريات السيئة والقاسية .. هل علي أن أشكره لأنه حرمني من أن أشعر بأن لدي أب مثل جميع الناس .. أم علي أن أشكره على تبرءه مني .. هيا أخبريني أنت أمي عن السبب الذي يجعلني أشكره طيلة عمري."

"يكفي .. يكفي." قالتها والدتها من بين دموعها عنوانا على عدم إرادتها لسماع أي شيء أكثر من أمل عن والدها .. ثم أكملت والدتها بصوت تشوبه مرارة كبيرة قائلة:" والدك هو أكثر شخص ظلمته أنا في حياتي.. فريد لم يكن هكذا ابدا .. لقد كان أطيب الناس الذين عرفتهم في بداية حياتي .. كان شخصا طيبا قنوعا .. وكان يحبني بجنون .. أنا التي غيرته .. جعلته من رجل طيب حنون إلى رجل يملأه الحقد والكراهية .. أمل الذنب ليس ذنبه . إنه ذنبي أنا لما هو فيه الأن ."

اقتربت أمل من والدتها وعادت لكي تجلس على طرف السرير ثم أمسكت بيد والدتها التي كانت تبكي وحضنت يدي أمها بين يديها .. كانت أمل غير مصدقة لما قالته والدتها عن والدها .. لا يمكن ان تصدق بأن ذلك الرجل من الممكن بأنه كان طيبا يوما ما أو عرف معنى الحب والحنان .. لذلك ظنت بأن والدتها فقط تهذي أو بسبب حبها الكبير له فهي تلوم نفسها عن تصرفات زوجها العدوانية معها .. قالت لوالدتها وهي تربت على يدها :" أمي .. لا يجب أن تلوم نفسك عن قسوة قلبه .. لا تبحثي له عن أعذار.. لأن لا أعذار لما يفعله بك وبي."

رفعت والدتها عينيها إلى أمل فرأت فيهما أمل خوف غريب .. لم يكن نفس الخوف الذي كانت أمل تراه في عيني والدتها عندما يغضب والدها إنما خوف منها هي .. استغربت أمل من ذلك ودهشت .. ولم تقل شيئا إلا عندما تكلمت أمها قائلة وهي تشد على يد أمل:" انا لم أكن لأخبرك بما أنوي إخبارك به الأن .. لولا هروبك وكل ما حصل بعدها .. لذلك أعتقد بأنك يجب أن تعرفي .. مع أنني لطالما خططت حتى لا تعرفي يوما بما أريد إخبارك به ..لأنني بنفسي كنت أريد أن أنسى لكن لاحد نسي .. فإكتشفت بعد فوات الاوان بأن الماضي لا ينسى خصوصا إن كان ماضيا سيئا .. فهو يبقى رفيقك حتى بعد موتك .. فيتذكرونك الناس به في حياتك ومماتك .. لذلك يجب أن تعرفي الحقيقة .. مادام والدك لم ينسى وعائلتي لم تنسى ذلك الماضي أيضا.. فلا داعي لأن اخفي عليك الأمر أكثر من هذا."

توقفت والدتها عن الحديث تنتظر بأن تقول أمل شيئا .. لكن أمل بقيت تحدق فيها بوجه جامد مترقب .. لم تكن قد فهمت شيئا بعد .. لكن كلام والدتها جعلها تشعر بالخوف من معناه .

ملامح أمل الجامدة لم تكن عونا لوالدتها على أن تكمل كلامها لذلك بقيت صامتة غير قادرة على متابعة حديثها .. حتى تكلمت أمل أخيرا بصوت بالكاد سمعته والدتها وهي تقول لها: "ما هو هذا الماضي؟ .. ماهي هذه الحقيقة التي أخفيتها عني والتي لم ينساها أحد .. تكلمي أرجوك .. لا تختبري صبري."

اتكأت والدتها على مقدمة السرير لعل ذلك يساعدها على الكلام عندما شعرت بألم جسدها يخف وبالتعب يقل .

" رزق والدي بي وبأختي فقط .. لذلك كنا مدللتين للغاية لدى جديك.. كانا لدينا بيت كبير وحديقة واسعة .. وكنت أنا أدرس في أخر مرحلة في الثانوية أي في مثل سنك الأن بالضبط .. وفي ذلك الوقت كنت أحب إبن الجيران وكان هو الأخر وحيد والديه.. كنت أحبه بجنون .. لذلك لم اهتم بحب إبن البستاني الذي كان يعمل لدينا .. بل إنني احتقرت حبه لي وجرحت كرامته لأنه كان فقيرا ولأن حبي لإبن الجيران كان قد اعماني عن رؤية أي شيء غيره هو .. حتى أنني سلمته نفسي قبل أن تكون بيننا أي علاقة رسمية."

دخلت والدتها في نوبة أخرى من البكاء خصوصا بعد أن شعرت بأمل وهي تسحب يديها اللتان كانتا تضمان يدها .. لكي تقول لها بصوت لا حياة فيه:" ما معنى كل هذا أنا لا أفهم شيئا."

من بين دموعها وصوتها المتقطع قالت موضحة أكثر لأمل: " أنكر الشخص الذي كنت أحبه أية علاقة بي .. بل إن عائلته ساعدته في السفر خارج البلاد بحجة إكمال دراسته هناك .. وبالطبع كانت تلك صدمة قوية لوالدي .. وكانت الفضيحة الكبرى هي أنني كنت حاملا منه .. فلم يجدوا اهلي حلا سوى تزويجي بإبن البستاني .. إلا أن ذلك الأخير رفض الزواج بي مع أنه كان ما يزال يحبني .. فكبريائه وكرامته لم تكونا لتسمحا له بقبول عرض أبي.. لكن أبي قام بتهديده بأنه يستطيع أن يدمر مستقبله ويدمر حياة والده بنفوذه .. وفي المقابل إذا قبل سيعيطه من ثروته ما يريد .. فإضطر هو للموافقة رغما عنه وتزوجنا .. بعدها تغيرنا نحن الإثنين بعد الزواج .. أنا وقعت في حبه بجنون وهو تحول حبه لي كرها كبير وحقدا . في بعض الأحيان أشعر به ما يزال يحمل لي مشاعر الحب في داخله ..لكن الكراهية والحقد الذي يحملهما ايضا تجاهي وكرامته التي جرحتها جعلت ذلك الحب ميتا في قلبه لا يمكنه أن يحيا من جديد وحتى لو أراد إحيائه فماضي لم يكن ليدعه يفعل ذلك .. أعرف بأنه لا يستطيع تركي لأنه مازال يريد رؤية حبه أمامه ومعاقبة ذلك الحب الذي ما يزال في قلبه .. يعاقبني بالضرب والقسوة طوال سنوات زواجنا .. ومع ذلك حبي له لم يقل بل كبر مع الوقت له حتى أنني الوم نفسي على كل ما يفعله لي .. فبسببي أنا تغير فريد.. أنا من جعلته قاسي أسود القلب .. وحطمت حياته ..وجعلتها له بدون روح أو حب .. جعلته يعيش فقط من أجل الانتقام بتعذيب من يحبها قلبه .. حطمت حياته ومستقبله بالكامل .. حرمته من حياة هانئة .. ومن زوجة يسعد بجانبها .. حرمته حتى من أن يكون أبا له أطفال من لحمه ودمه .. لقد ظلمته كثيرا أمل .. كثيرا .. وظلمتك أنت ايضا .. يجب أن تفهمي أمل بأن تصرفاته القاسية معك كانت بسبب أنك كنت ثمرة تحطيم احلامه .. كان يراك في ذلك الرجل الذي أخذ معه حبه وكرامته وحتى روحه .. ولن أنكر أمل بأنني أنا أيضا في أكثر الأحيان كنت أرى عذابي بسببك أنت وأراك عقبة في طريق حبي لفريد .. لأنك كنت تذكريننا بالماضي .. أمل أنا أسفة لأنني لم أكن لك أما جيدة .. أنا أقبل بلومك لي وبغضبك مني .. لكنني لن أقبل بأن تظلمي والدك .. أقصد والدك بالتبني."

كانت أمل في ظل كلمات أمها الأخيرة واقفة أمام النافذة تنظر أمامها من دون أن تلاحظ شيء لأن فكرها كان قد عاد لتلك الايام حيث لطالما سمعت من والدها عندما يغضب يناديها بإبنة حرام حتى أن جدها في مرة سمعه يقول ذلك وغضب منه كثيرا .. بل قام بتهديده من عاقبة أن يكررها ثانية أو يسمعها احد منه.. أما هي فلم تكن تفهم حينها معنى تلك الكلمة حتى عندما صارت في عمر المراهقة وكثرت مناداته لها بتلك الكلمة كانت تظن بأنها فقط لحظات غضب لذلك ينطق بها وبأن ليس لها معنى حقيقي.

الأن فهمت أمل لما كانت الشفقة تظهر في عيني خالتها كلما تراها.. وملاحظتها الدائمة لنفور جديها منها مع أنهما لم يعبرا يوما عن ذلك بالكلام كل هذا كان له سبب.. لطالما كانت تقول بأن لها عائلة غريبة وحياة أغرب .. فعاشت على خيال وعلى كذبة كبيرة .. أكبر كذبة في حياتها ليست كذبة أمها ولا كذبة والدها أو الرجل الذي أرغم على تبنيها بل كذبتها هي .. هي من قامت بالكذب على نفسها عندما ارغمت نفسها على تجاهل نظراتهم والحقيقية التي كانت تنطق بها عيونهم .. لذلك فهي من جعلت نفسها تعيش في وهم وخيال .. على أمل بأنهم يحبونها وبأن فقط عائلتها ذات طبع حاد لا غير.

مسحت أمل تلك الدمعة اليتيمة التي نزلت من عنينيها ثم التفتت إلى والدتها وقالت لها بصوت بارد للغاية :" أنت محقة .. اللوم كله يقع عليك لكن أتعرفين شيئا .. اللوم يقع علي أنا ايضا لأنني لم أريد رؤية الحقيقية منذ زمن ." قالت ذلك وخرجت من الغرفة بسرعة مع أنها لم تكن قد إستوعبت بعد كل ما قالته لها والدتها .

.......................
كانت أمل في تلك اللحظة بعد أن حكت كل شيء لأنور تبكي بحرارة . شعرت بيده ترتب على كتفها من جديد وهو يقول بصوت يملاه الحنان:" أمل لا عليك .. أعرف بأن كل هذا كان صدمة لك ولا هو أمر صعب للغاية .. لكن حقيقتك عليك تقبلها. ثم إنه لم يكن لك دخل في كل هذا بل إنك ضحية أخطائهم لا غير."

أبعدت أمل يده عن كتفها بعنف وسمرت عينيها في عينيه بغضب وهي تقول له:" أنت لن تفهم أنور ما شعرت به أو ما أشعر به الأن لأنك ببساطة لم تجربه .. أنت لست من ولد من علاقة غير شرعية .. أنت لست الطفل الغير المرغوب فيه من الجميع .. أنت لم ترى يوما نظرات الأخرين إليك التي تجعلك تشعر لا إراديا بالاشمئزاز من نفسك .. انت لم تعش سنوات طويلة في العذاب تدفع ثمن ذنب لا تعرف حتى ما هو؟ .. أنت لم تعش سنوات حياتك الأولى على كذبة أن والدك يكرهك لأن امك لم تنجب له ولدا .. أنت لم تجرب يوما الشعور الذي أشعر به الأن .. إنني الأن أكاد أموت خوفا من ردة فعل إلياس عندما يعلم بهذا الأمر ..وردة فعل عائلته ستكون بالتأكيد هي الأخرى قاسية جدا.

لم يجد أنور ما يقوله لها .. لم يكن ليستطيع أن يخبرها بأنه يشعر بكل ألامها وأحزانها وبأنه هو الأخر متألم اكثر منها لرؤية التعاسة في عينيها.. حبه لها كبير يجعله يريد أن يحمل أعباء عذابها عنها حتى يستطيع رؤية إبتسامتها من جديد .. لكنه لم يستطع تحقيق أمنياته والتزم الصمت تاركا اياها تبكي من دون أن يتدخل لتهدئتها.. كان يشعر وكأن أحدا يغرس سكينة في قلبه مع كل دمعة تنزل من عينها .. لم يشعر حتى بألم في اصابعها وهو يضغط عليها بيده حتى يكبت غضبه من نفسه على عدم استطاعته مساعدتها .. وعندما توقفت أمل أخيرا عن البكاء مع أنها لم تستطع السيطرة تماما على صوتها المهزوز وهي تقول له:" أنور أنت لن تحكي شيئا لإلياس صحيح؟"

قال لها أنور:" لكن أمل إلياس عليه أن يعرف بهذا أنه زوجك ومن حقه هو أن يعرف بكل ما حكيت لي الأن لا أنا."

أمسكت أمل يده بينما كانت يدها الثانية تمسح بقايا الدموع التي كانت على وجنتيها وعينيها وقالت له بهدوء:" أنور أتذكر يوم إلتقيتك في الغابة ثم ذهبنا الى المقهى .. في ذلك الوقت أنا كنت بالكاد أعرف إسمك .. لكنني حكيت لك كل شيء عن هروبي وعن حياتي في بيت أهلي .. بالمختصر حكيت لك كل شيء .. لأنني شعرت بالأمان معك .. لا أعرف لماذا؟ لكنني بمجرد أن أراك أشعر بالأمان .. لطالما كنت تبث في هذا الإحساس منذ أول يوم التقيت بك في الفندق ودافعت عني .. وذلك الشعور لم يقل بل أنه اصبح قويا للغاية لذلك أنا أشعر دائما بأنك عائلتي التي توفر لي الأمان الذي لم أحصل عليه من عائلتي الحقيقية .. أنا لا انكر بأنني أحب إلياس لا بل أحبه بجنون ايضا .. لكن إلياس مختلف عنك .. أنا اخاف منه في بعض الاحيان وأخاف كثيرا من ردود أفعاله .. ليس مثلك .. أنت أخر شخص من الممكن أن يشعرني بالخوف .. أتفهم لما أنا دائما إستأمنك على أسراري ."

أومأ لها أنور بصمت من دون أن يضيف شيئا على ماقالته .. وعندما جاء ديغو ومعه النادل حتى ينظف الطاولة .. بقي معهم هذا الأخير حتى إتصل إلياس بأنور .. فوضع انور مكبر الصوت للهاتف ووضعه على الطاولة لكي يستطيع الجميع التحدث إليه خصوصا ديغو الذي كان يعاتبه على عدم مجيئه ... سمعت ديغو يقول له بالفرنسية عمدا حتى تفهمه هي :" زوجتك جميلة للغاية إلياس ."

قال إلياس مازحا: "هل تتغزل بزوجتي ديغو .. إحذر من هذا."

قهقه ديغو بصوت عال وأنور أيضا شاركه الضحك ثم قال له:" أنت يا رجل دائما حظك جيد مع النساء .. لطالما كنت تأتي الى مطعمي و النساء هن من تبدأن بالتغزل بك."

"أنور ما هذا ذهبت بزوجتي لمطعم ديغو حتى تستمتع هناك .. لكن يبدو بأن ديغو سيجعلها تغضب مني بقصصه تلك ."

ضحك كل من أنور وديغو وإكتفت امل بإبتسامة صغيرة وهي ترى ديغو ينظر إليها ويقول:" جاء اليوم الذي أرى فيه إلياس يخاف من غضب إمرأة."

"كف عن التهريج ديغو وأعطي الهاتف لأمل أريد التحدث معها على إنفراد.

كانت امل تتوسل انور بنظراتها حتى لا يعطيها الهاتف لكنه رفض توسلاتها وظل يمد لها الهاتف .. فأمسكت به وتنفست بعمق قبل أن تقول بهدوء مصطنع :"مرحبا."

لم تكن قد انتبهت لأنور وديغو وهما ينهضان من أمامها حتى يعطياها خصوصية اأثر .. كانا قد ذهبا إلى طرف الحديقة ووقفا هناك .. بقي أنور يحدق فيها من بعيد وهي تتحدث على الهاتف بهدوء .. حتى سمع صوت ديغو يقول له:" أنور عليك نسيانها .. لا يمكنك أن تبقى حياتك معلقة بحب مستحيل."

كان ديغو يعرف كل شيء بأمر أمل مع انه لم يسبق له ان رأها من قبل .. لأن أنور كان قد حكى له عن حبه لها قبل أن يتزوج إلياس بأمل .. وكان ديغو خير صديق إذ سانده وشجعه على مساعدة صديقهما إلياس .. وبما أنه حب من طرف واحد فقد نصحه بان يبتعد عنها وان لا يقف في وجه سعادتها وسعادة صديقه لانهما يحبان بعض .

أجابه أنور وهو يبعد عينيه عن أن أمل ويقول بيأس واستسلام:" انا اعرف بان حبي مستحيل لكنني لا استطيع نسيانها ديغو .. لو تعرف كيف ان الامر يعذبني .. اني اتمنى اكثر من اي شخص اخر ان انساها لكنني لا استطيع .. اشعر دائما بان هناك شيء قوي يربطني بها يجعلني اعود بالقرب منها كلما ابتعدت .. اعود لكي اقترب اكثر منها ."

شعر انور بيد ديغو ترتب على كتفه وهو يقول له:" انور انا متأكد من ان الياس لو كان يعرف بحبك لها لما تزوج بها ابدا .. انا اعرف الياس كما اعرف نفسي .. صحيح بانه لطالما كان شابا طائشا .. يظهر للجميع بانه لا يهتم لاحد .. لكنني اعرفه جيدا .. كيف يقدر صداقتك ويحبك كاخيه الاكبر ويحترمك .. انا متأكد من انه لن يخونك .. وبانه لو كان يعرف بحبك لها من قبل فلما كان قد اقترب منها وحتى انه كان سيضحي بنفسه كما فعلت انت بالضبط لسعادتك."

اومأ له انور وهو يبتسم ابتسامة جمعت بين الحزن لحبه الذي فقده وسعادة لحب صديقه له وبانه كان سيضحي مثلما فعل هو من اجله .. قال لديغو مؤكدا له افكاره الجيدة عن صديقه:" اطمئن ديغو .. انا اعرف ذلك جيدا .. وهذا ما جعلني اتسابق وافتخر لأنني اول من ضحيت بسعادتي من اجل سعادته .. وانا اقدر فعلا ثقته الكبيرة بي وائتمانه لي على زوجته .. هذا اكبر دليل على انه يثق في كثيرا ويقدرني .. ولهذا قررت الان بان فور ان احل الامور بين الياس وامل ويعود كل شيء الى ما كان عليه .. سأعود من حيث اتيت قبل عامين."

"امريكا"

"اجل ديغو .. امريكا .. من الافضل ان ابتعد .. فيكفيني عذاب القلب .. ولا اريد فوقه عذاب الضمير ايضا وانا اجالس صديقي وفي نفس الوقت افكر في زوجته طوال الوقت ..الحل الوحيد لهذا هو ان ابتعد من هنا .. سيكون ذلك افضل لي وللجميع." قال كلماته الاخيرة وهو يحدق في امل التي كانت ماتزال تتحدث مع الياس .. كانت دموعها تنزل على خدها وهي تسمع الياس يقول لها:"

"كنت اتمنى لو انا من يأخذك الى هناك ."

تمتمت امل اخيرا وهي تقول: "الياس انا اسفة لتصرفي البارحة معك .. وايضا لتصرفاتي معك السيئة طلية الاسبوع لقد أتعبتك معي واذيتك كثيرا."

"ششش امل .. لا تقولي هذا الكلام .. انت لم تؤذيني ابدا .. انا الذي كنت قليل الصبر معك البارحة وانا من عليه ان يتأسف."

امل كانت قد تأثرت بمكالمة الياس كثيرا .. وآلمها كل ما يحاول الياس فعله من اجلها حتى انها ارادت ان تخبره بما حصل ذلك اليوم وتريح ضميرها فهي لم تجرب يوما ان اخفت عنه شيئا .. لكنها لم تمتلك الجرأة لذلك .. و عندما انهت المكالمة .. خرجت بقرار وهو بانها ستتصرف مثله .. مثلما هو نسي ماضيه ولا يتحدث فيه ثانية.. ولم يجرب يوما ان شاركها به .. فليس عليها هي الاخرى ان تتعب اعصابها بالتفكير في ماضيها وما ان كان عليه ان يعلم به.. فهو ايضا لم يخبرها شيئا عن ماضيه لذلك ستفعل مثله ومع ان ذلك كان صعبا جدا لان ذلك القرار كان من الصعب ان تنفذه .. لكن بسبب كلام انور وهم عائدون في الطريق .. والذي لم يكف عن اقناعها بان ما حصل لا دخل لها به ولا يجب ان تحطم حياتها وزواجها بسبب غلطة قامت بها والدتها منذ سنوات .. لانها ليست سوى ضحية لكل هذا ولا يجب عليها ان تحمل نفسها ذنب والديها.

"انور اياك وان تدع شيئا يهدد صداقتك مع الياس وانت والياس عليكما ان تحافظا على صداقتكما مثل الاول فلا انت ولا هو ستستطيعان ان تعيشا بهناء اذا فقدتما صداقتكما واخوتكما هذه."

تلك الكلمات لم تريد ان تختفي من بال انور وهو يتذكر كيف ان ديغو كان يكرر عليه جملته تلك عندما ودعه عند الباب هو وامل .. هو بنفسه متأكد من انه لا يريد ان يفقد صداقته مع الياس .. لذلك سيرحل من البلاد كلها على الاقل في هذا الوقت .

"أ يعجبك غروب الشمس في البحر مثلي؟"

التفت انور الى امل التي كانت تقف ورأه وعلى وجهها ابتسامة جميلة .. رد لها الابتسامة فقالت له وهي تقترب من حافة العبارة اكثر وقالت:" عندما عدت من الحمام لم اجدك جالسا عند الطاولة التي تركتك فيها .. فرايتك من النافدة تقف وحيدا في سطح العبارة "

"اجل شعرت بحاجة لتنشق هواء البحر .. ومشاهدة الغروب من هنا."

ظلا يشاهدا الغروب بصمت حتى قالت امل له فجأة:" انور .. الم تعترف بعد لمن تحبها بحبك؟"

"ماذا؟"

نظرة الرعب الذي ظهرت على وجه انور فسرتها امل بالدهشة والذهول لسؤالها .. فضحكت وهي تقول له:" يبدو بانك قد نسيت." ظل انور يحدق فيها غير فاهم لما يجري فقد فاجأته بسؤالها .. وقد اصابه الرعب وهو يظن في تلك اللحظة بانها ربما تعرف شيئا عن مشاعره تجاهها ..لكن امل جعلته بعدها يتنهد تنهيدة راحة بصمت عندما اكملت كلامها قائلة:" الا تذكر عنما جلسنا انا واياك في المقهى ذات يوم .. واخبرتني بانك تحب فتاة لكنها لا تعرف بعد بحبك لها .. وبالمناسبة لقد رفضت ان تخبرني من هي؟ ووعدتني بانني سأكون اول واحدة اتعرف اليها بعد ان تعرف بحبك لها .. لا تقولي انور بعد كل هذه المدة بانك لم تخبرها بعد عن مشاعرك؟"

"لا لم اخبرها .. ولن اخبرها يوما."

اختفت الابتسامة من وجه امل وهي ترى انور يعود بنظريه الى البحر امامه .. لم تعجبها نبرة الجمود تلك التي كانت في صوته فقالت له من جديد :" لماذا انور .. لقد كنت تحبها كثيرا .. عندما تحدثت عنها في ذلك اليوم كان كلامك مليء بالمشاعر .. كان حبك لها واضحا كالشمس.. حتى انك لم تتوقف عن مدحها وكأنك شاعر يكتب في حبيبته الشعر."

اطلق انور ضحكة قصيرة .. لا حياة فيها وهو يقول:" ألهذه الدرجة ؟"

اومأت له امل بصمت وهي تحدق بعينيه ماكدة له كلامها .. فقال حتى يطفئ نار الفضول التي راها في عينيها: "هي لا تحبني .. انها تحب شخصا اخر .. وانا ببساطة انسحبت من الموضوع."

"انور." قالتها امل وهي تنظر اليه بذهول غير مصدقة ما قال .. لم تتوقع ابدا ان انور يعاني كل هذا.. لقد رات الان المعاناة في كلماته .. كان ذلك واضحا لها .. مع انه قالها والابتسامة على وجهه الا ان الالم ظهر في عينيه .. سمعت انور يقول لها بنبرة واثقة:" لا اريد شفقتك امل .. لقد تعودت على الامر .. ولم يعد يهمني ..بالعكس انا الذي انسحبت بإرادتي ."

"لكن لما؟ لماذا انسحبت مادام انت تحبها كان يجب ان تحارب من اجلها .. لابد من ان تكون هذه الفتاة غبية حتى لا تعرف قيمتك."

ابتسم انور بسخرية وقال: "قلبها ليس لي امل .. عندما نحب اشخاصا فنحن لا نكون قد خططنا لذلك بل نفاجأ نحن ايضا باننا نحبهم .. هي احبت غيري وقلبها ملك غيري وانا لا استطيع ان احرمها سعادتها لأنني سأتعذب بحبها.. فليس ذنبها ان كان حبي لها من طرف واحد."

"وما ذنبك انت ان تتعذب من اجلها؟"

امسك انور بذرعها برفق وقال وهو ينظر بثقة في عينيها:" عندما تحبين شخصا من قلبك .. تصبح مهمتك الوحيدة اسعاد الشخص الذي تحبه حتى ولو كان ذلك على حسابك .. وسعادتك لهو شيء قليل تضحي به من اجل سعادة من تحب وانا ضحيت بقلبي من اجلها." عندما رأى امل صامتة تحدق فيه وكأنها لم تفهم معنى كلامه اكمل وهو يرتب على ذراعها قائلا:" انت ما زلت صغيرة .. لكنك ستفهمين يوما ما كلامي بل ربما تجربينه بانك يمكنك التضحية بنفسك من اجل الياس ."

بقيت امل تحدق في انور وهي تراه يعود لكي يحدق امامه في البحر .. صحيح هي لم تفهم كيف يمكنه بان يضحي بقلبه من اجل سعادة الشخص الاخر .. كيف يرسم ابتسامة على وجهه بينما قلبه يدمى وهو يرى من يحب مع شخص اخر غيره .. لطالما كان لها انور لغزا يصعب حله . كان بالنسبة لها كانه صندوق غريب وفي داخله الاغرب والاكثر من هذا لا يمكنها فتحه ومشاهدة ما يخفيه .. هي لا تنكر بانها يمكنها ان تضحي بنفسها هي الاخرى كما فعلت تلك المرة وحاولت الانتحار حتى لا ترى نظرات الياس عندما يعلم بحقيقتها ويتألم .. لكنها لا تستطيع ان تراه مع امرأة اخرى وتبتسم بسعادة كما يفعل انور .. في تلك اللحظة نفسها كانت تشعر امل بآلام كبيرة لا بل بالذنب .. فكيف لم تنتبه من قبل لما يجري مع انور والى مشاعره المجروحة .. اعترفت في داخلها بانه كان بارعا في اخفاء مشاعر الحزن والكأبة عنها .. حتى لا تكتشف كل ذلك وتحزن من اجله .. لقد كان دائما نعم الصديق الذي لا يتوانى عن مساعدتها والوقوف بجانبها وهو الذي يحتاج المساعدة اكثر منها لم يطلبها منها يوما بل لم يشعرها بذلك ابدا .. تمنت امل من كل قلبها لو انه يشعر بإسراء ولو قليلا .. فهي عرفت مند مدة من صفاء بان انور لا يعرف شيئا عن حب اسراء له وبان المشكلة انه يعاملها كأخت له وهذا الامر الكل يعرفه .. لذلك استغربت امل في البداية عندما سمعت هذا الكلام من صفاء لأنها كانت تظن بان انور هو الاخر يحب اسراء .. وايضا استغربت لأنه كان قد اخبرها من قبل بان الفتاة التي يحبها تعرفها هي جيدا .. لكنها لم تتجرا على سؤاله مرة اخرى عنها وفضلت ان تلتزم الصمت في الباخرة وحتى عندما اوصلها الى البيت .. لم تستطع سؤاله عن هوية الفتاة التي يحبها.. واكتفت بتوديعه بهدوء ثم صعدت الى شقتها بعد ان اخبرها انور بانه سيعود الى المصنع ويرى الياس من جديد.

دخلت فوجدت الهدوء يعم الشقة كما توقعت .. كان ما يزال الوقت مبكرا على عودة الياس .. ومع انها كانت تريد ان تصلح الامور بينها وبينه الى انها سعدت لأنه ليس في البيت الان فهي لم تكن جاهزة بعد .. فقد كانت تشعر ببعض الضعف من مواجهته يعود لها بعد ان كانت قد استرجعت قوتها وهي مع انور في هذا اليوم .

قررت بألا تفكر في الامر كثيرا حتى لا تتعب اعصابها من جديد و اكتفت بإشغال نفسها بترتيب الشقة بعض الشيء ووضع الملابس المتسخة والتي كانت متراكمة منذ ايام في مكانها في الة الغسيل وقامت بترتيب المطبخ بسرعة مع انها كانت متبعة الا انها اكتشفت بانها كانت قد اهملت الشقة كثيرا في هذه الايام ولو لم يكن قد اتى انور اليوم وذهب بها في رحلة الى اسبانيا واعاد لها روحها.. لكانت قد بقيت شقتها هكذا مهملة .. ومع ذلك اعترفت بانها لو لم تكن قد فضفضت لأنور عن ما كان يسبب لها العذاب ليل نهار لما كانت قد شعرت بالراحة مثل الان .. على الاقل الان واحد من اهم الاشخاص لها يعرف بحقيقتها. قالت كلمتها الاخيرة وهي تبتسم ثم توجهت بعدها الى غرفة النوم .. كانت عند خزانة الملابس تبحث عن بيجامة مريحة حتى ترتديها بعد الاستحمام .. عندما سمعت المفاتيح تدار في الباب بقوة .. فخرجت من الغرفة ووقفت امامها وهي ترى الياس يدخل .. كانت قد رسمت ابتسامة على وجهها لكنها اختفت بمجرد ان رات ملامحه الغاضبة حتى انها لم تتجرا على سؤاله ما به؟.. لأنه بقي يحدق فيها والشرر يتطاير من عينيه .. ابتلعت امل ريقها بصوت عال قبل ان تقول: "عدت باكرا."

قال لها بهدوء غريب:" لم اتوقع منك هذا امل .. ابدا لم اتوقعه .. ظننت بانك تثقين في ولكن العكس هو ما اثبت لي اليوم."

قالت امل بذهول: "ماذا بك ؟ لقد كنت بحال جيدة عندما اتصلت بي .. أأنت غاضب لأنني رافقت انور الى اسبانيا لكنك انت من طلبت منه ان يذهب بي الى هناك."

اجاب الياس وهو يقترب منها بخطوات بطيئة حتى اصبح واقفا امامها ثم قال بصوت بارد :"اجل انا من طلبت منه ذلك .. كنت اظن بان الامر لا يتعدى امر انك شاهدت والديك بعد كل تلك المدة وفي وضع سيء وبان ذلك ما جعلك تكتئبين .. ظننت اي شيء .. كنت اظن ربما لم تريدي ان تحكي لي عن معاملة والدتك لك عندما لم اكن معك في البيت .. ظننت بانها ربما عارضت زواجنا وربما اسمعتك كلاما سيئا عن ما فعلته فلم تحبي بان تحكيه لي .. لذلك ظننت بانك ربما ستحكينه لأنور لأنه كان هو من شجعك على زواجنا في البداية .. لكنني لم اتوقع ابدا بانك ستعطينه حقا وثقة من المفترض بانها لي انا .. لقد جعلتني اتعذب معك لأيام ولم تخبريني شيئا .. مع انني انا من المفروض ان اكون لك اكثر الاشخاص قربا .. لقد حكيت له ما اخفيته عني لأيام في لحظة زمن ."

شعرت امل في تلك اللحظات بان دمها يغلي من الغضب على انور .. لقد حذرته من الا يفشي سرها .. انها ثاني مرة يخون ثقتها بها .. وهو الان قد سبب لها كالمرة الاولى مشكلة كبيرة .

وكأن الياس قد قرا افكارها وهو يرى ذلك الغضب في عينيها .. فقال لها بنبرة ساخرة:" لا داعي لكي تغضبي من انور .. لقد فعل ما كان عليه فعله وهو ان يخبرني بما يحصل معك حتى لا أبقى كالغبي جالسا وسط كل هذه الاحداث ولا ادري عنها شيئا."

بدأت الدموع تترقرق في عينيها وهي تقول :"الياس .. لقد كنت خائفة من انك لن تتفهم الوضع لقد.."

لم تكمل كلامها اذا صاح الياس فيها بغضب وكانه هو الاخر يتألم اكثر منها:" لما دائما تفكيرك متخلف .. لماذا استنتجت بعقلك الاحمق ذاك بانني سأتخلى عنك ولن اتقبل حقيقتيك .. اي عقل لديك .. ام انك فقط تحبين تعذيبي وتعذيب نفسك."

لم تستطع امل اجابته اذا بدأت بالبكاء حتى امسك ذراعها بعنف وقال وهو يهزها: "أتعرفين عن مدى الالم الذي تسببت به لي .. أتعرفين ما اشعر به الان ؟.. لقد خنتي ثقتي بك .. جعلتني ابدو لنفسي لا شيء بالنسبة لك .. لقد اثبت لي اليوم فعلا بانني لا اعني لك شيئا .. لم تلجأ الي في ظرف كهذا بل لجأت الى غيري ."

قال الياس كلماته الاخيرة تلك ثم ابتعد عنها .. واتكأ على الجدار ..وضع جبينه على ذراعه التي كانت على الجدار بصمت .. وبقي هناك لعدة لحظات في هدوء رهيب .. لم تكن امل تستطيع رؤية وجهه بالكامل .. مسحت دموعها بسرعة واقتربت منه بهدوء وحال ان وضعت يدها على ذراعها .. حتى ابتعد عنها الياس بسرعة وكان لمستها أصابته بصعقة كهربائية .. وقف بعيدا عنها وقال لها" ابتعدي عني."

ثم بعدها مباشرة وبدون أن تستوعب أمل شيئا فتح الباب وقال لها قبل أن يخرج منه كما دخل:" لقد حطمت كل الثقة التي كانت بيننا."


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:34 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.