16-04-11, 12:43 AM | #641 | ||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة
| قبل ان انزل الفصل اسمحولي اعزائي المتبعين ان اعتذر بشدة عن التعليقات التي لم استطع الرد عليها .. لكنني قراتها جميعها واشكركم عليها. اتمنى لكم قرائة ممتعة. الفصل السابع عشر: "لن نفترق ابدا" "ااااه لقد تعبت ." هكذا كانت تقول امل وهي تجلس على طاولة المطعم بتعب.. قال انور :"لقد انتهينا من جميع الاجرائات .. لم يبقى شيء الان .. يمكنك ان ترتاحي الان." نظرت اليه امل نظرة ذات معنى قبل ان تقول:"ارتاح .. انا اظن بان القادم اسوء." قال لها الياس بعتاب:"كم مرة علي ان اقول لك بالاتتشائمي." اكمل انورهو الاخر قائلا:"اجل لقد قطعنا شوطا كبيرا .. والان لاوقت للعودة." التفت اليه الياس وابتسامة عرفان بالجميل ترتسم على وجهه قائلا:"شكرا لك انور .. لولا مساعدتك لما انجزنا كل شيء بهذه السرعة." رد عليه انور بابتسامة هو الاخر:"بل انا من يجب ان اتاسف لانني لم افهمك في البداية .. معك حق لم يكن هناك حل اخر سوى هذا.. اتمنى فقط بان يسامحوني والديك على ما افعله ." واكمل بحزن:"المساكين لابد من انهم يظنون بانني لاازال في فرنسا." بعد ذلك اليوم الذي انقلب كل شيء عن ماكان عليه .. عندما قرر انور بان يضحي بقلبه من اجل صديقه ومن اجل سعادة امل .. قرر في تلك الليلة ايضا وبعد تفكير طويل بانه يجب ان يحقق سعادة الاثنين ويساعد الياس على الزواج بامل حتى لو كان ذلك سيجعل والدي الياس يكرهانه الى انه في سبيل سعادتهما سيفعل اي شيء. كانوا يتناولون طعام الغداء في المطعم .. حتى فجاة توقف الياس عن الاكل وهو ينظر ناحية الباب وظهرت ابتسامة ماكرة على وجهه قبل ان يقول:"يبدوا بانه ستكون لدينا رفقة." نظر الجميع ناحية باب المطعم .. حيث كانت تلك الفتاة ذات الشعر القصير تتخلله بضع خصلات حمراء اللون لافتة للنظر .. تتجول بعينيهاعلى المطعم وكانها تبحث عن احد ما .. حتى حطت عينيها على طاولتهم .. فابتسمت وتوجهت ناحيتهم .. نظرت امل الى انور الذي اغمض عينيه وكانه لايصدق ماراى .. ثم فتحهما لكي يتطاير الشرر منهما .. وهو يسمع نورة تخاطبهم قائلة:"مرحبا .. لقد وجدتكم اخيرا." عندما بقي انور وامل صامتين ..ولم يجيبا على تحيتها .. ابتسم الياس بمرح وهو يقول:"انها مدة طويلة لم ارك فيها." واكمل قائلا وهو ينهض من مكانه:"تفضلي بمشاركتنا الطعام." نظرت اليه نورة وابتسمت ابتسامة كبيرة وهي تهم بالجلوس .. الا ان انور استوقفها قائلا:"ماذا تفعلين هنا؟" نظرت اليه قبل ان تقول له بعتاب:"اهذا هو ترحيبك بابنة عمك؟" "انت تعرفين بانك غير مرحب بك بيننا." "انور." هكذا نطق الياس باسم صديقه مستغربا من كل تلك الحدة والكره اللذان ظهرا فيه فجاة لابنة عمه نورة .. هو يعرف بان صديقه انور يشعر بالانزعاج دائما منها لانها لاتكف تحوم من حوله.. ولكنه لم يرى يوما انور يكلم احدا بهذه الطريقة .. حتى لو كان انور لايحب وجود ذلك الشخص الا انه لايبين له انزعاجه منه .. كان الياس يراقب نظرات نورة وانور الحادة والتي كانا يتبادلانها بصمت قبل ان تقول نورة بتحدي واضح:"لااظن بانني احتاج الى ترحيبك .. يكفي بان الياس طلب مني الجلوس معكم لكي اوافق." ثم جلست بدون ان تهتم لغضب انور الذي تضاعف لكلماتها المستفزة.. واشارت بعدها للنادل كي ياتي .. وطلبت منه بابتسامة عريضة بان ياتي لها بنفس الاكل الذي يتناوله الياس .. كانت امل ايضا ترمقها بنظرات مذهولة .. مستغربة من جراة هذه الفتاة .. كيف تسمح لنفسها بان تزعج جلستهم هذه .. ولكن اللوم ليس عليها وحدها بل على الياس ايضا .. ورمته امل هو الاخر بنظرات غاضبة ..وهي تتكلم مع نفسها .. حاول انور ان يتجاهل كليا نورة وبدا يكمل اكله بعصبية .. قبل ان تسمعه امل يدمدم لنفسه قائلا:"كل حديثي معها في ذلك اليوم ذهب مع الريح." كان انور يعرف بانها سالت عنه في عمله ولابد من انهم من اخبروها بمكان وجوده هنا .. فهو متعود على تناول الطعام في هذا المكان هو والياس .. والان هاهي هنا ولا يعرف حقا لماذا ؟.. انه الازعاج بعينه. التفتت نورة اخيرا لامل وكانها قد لاحظت للتو وجودها وقالت :"كيف حالك امل؟ تبدين مختلفة عن اول مرة رايتك فيها." حدقت امل اليها قبل ان تجيب .. وهي تعرف بالظبط ماترمي اليه نورة بكلامها فقالت بنبرة هادئة تخفي رغبتها الشديدة في ان تفرغ ما بصحنها على راس نورة:"انا بخير .. ولم اتغير كثيرا .. اعتقد بانني تطورت فقط بلباسي قليلا." لم تكن ترتدي امل شيئا انيقا .. بل كان لباسها بسيطا ..انما افضل بكثير من المرة السابقة التي راتها فيها نورة .. اومات لها نورة قبل ان تبدا بالاكل هي الاخرى من صحنها .. وقالت كلمة ما بلغة اجنبية ظنت امل بانها تعبر عن لذة الاكل .. لكي يبدا الياس بالتحدث اليها هو الاخر بنفس اللغة .. كانت امل تعرف بانهم يتحدثون بالاسبانية .. لهذا لم تكن تفهم منهما ما يقولانه بالظبط .. تعالا صوت ضحكهما .. حتى جذبا اليهما انتباه من كانوا في المطعم الا انهم استمروا في التحدث والضحك .. حتى تدخل انور قائلا:"يكفي .. انتما تسببان الملل لامل." صمت بعدها الياس والتفت ينظر الى امل التي لم تهتم للنظر اليه بل تابعت اكلها وهي تحس بانها لاتشعر بمذاقه .. سمعت بعدها نورة تقول لها :"اسفة امل .. لقد نسيت بانك لاتتكلمين الاسبانية .. او لنقل بانني لم اكن اعرف بانك لاتتحدثين بها" نظرت اليها امل بتحد وقالت ببرود:"بصراحة لم يكن هناك داعي في الاصل للتحدث بها انت والياس .. لاننا كلنا نستطيع تكلم العربية على ماأظن .. وبما انكما تحدثتما بلغة لم افهمها فهذا يعني شيئا واحد لي وهو انكما اردتما التكلم في موضوع خاص لاتريدان مني ان اعرفه." كلامها فاجا الجميع .. خصوصا الياس .. لم يكن يظن بانها فهمت الموضوع بهذا الشكل فقال بسرعة يتدارك الامر:"امل .. نورة لم تقل شيئا لقد كانت فقط تتحدث عن دراستها في امريكا والمواقف الطريفة التي حصلت لها في الفترة الاخيرة هناك." واكملت نورة موكدة كلامه:"انها الحقيقة .. ليس لدي ما اخبئه حتى لااتكلم به امامك .. ثم نحن تكلمنا بالاسبانية لانها عادتنا .. هذه اللغة مهمة جدا في هذه المدينة .. والكثير من الناس يعتبرها لغتهم الثانية .. لذلك نتحدث بها في بعض الاحيان فقط للستمتاع بها." قالت امل باقتضاب:"لااحتاج لكل هذا الشرح .. كل مااردت قوله هو انه ان كنت ازعجكم يمكنني الرحيل." نظر اليها انور وهو يتصنع الغضب قائلا:"من سيرحل ؟ انت؟ يجب ان تعرفي بانك انت هي صاحبة الجلسة هنا." لم تستطع امل الاجابة عليه حتى قالت لها نورة بمرح مفاجئ :"انا اعرف لما انت غاضبة ؟.. انت بالتاكيد منزعجة لانك تظنين بانني اتيت من اجل انور ؟" نظرت اليها امل كالبلهاء لاتعرف مامعنى كلام نورة حتى اكملت هذه الاخيرة بابتسامة كبيرة وهي تتابط ذراع الياس الذي كان بجانبها:"لكن لاتخافي .. انا لم اعد افكر بانور منذ ان رفضني .. انه لك .. وانا ساخذ الياس ." كاد انور ان يبزق ماكان في فمه .. بسبب الصدمة التي تلقاها كالجميع على راسه .. الياس كان يتنقل بعينيه بين امل التي تحدق فيهما ونورة التي تتشبث بذراعه وتبتسم في وجهه .. مسح انور فمه بسرعة قبل ان يقول بصوت كان اشبه بالفحيح:"نورة .. يبدوا بانه علي الان ان اوصلك للبيت ." ثم نهض مسرعا من كرسيه وجذبها من ذراعها فقالت له وهي تقف مرغمة على قدميها:"ماذا بك .. انا لااريد الرحيل يمكنك ان ترحل انت ان اردت." عندما راى الياس بان الوضع سينقلب الى كارثة بين نورة وانور الذي بدا على وشك ان ينفجر في وجهها قال لهما بابتسامة كان الغرض منها تلطيف الجو المتوتر وهو ينهض من مكانه ويبعد يد انور التي كانت تمسك بذراع نورة بقسوة:"نورة لم تكن تقصد شيئا انور.. انها فقط تمزح كعادتها." الا ان تلك الاخيرة صاحت قائلة:"لا انا لم اكن امزح .. انا لم يعد يهمني انور .. بل انت من اريده الان." قال انور غير مصدق"انت فعلا مجنونة." انقلبت لهجة الياس من المرح الى الجدية وهو يقول لها:"نورة يبدوا بانك قد اسأت الفهم .. انا مرتبط بامل وساتزوج بها غدا." رسمت الصدمة فورا على نورة وهي تحدق في الياس كانها تنتظر منه ان ينفي كلامه الا انه بقي بملامحه الجادة تلك وهو ينظر اليها .. فقال لها انور:"هيا ساوصلك الى البيت الان .. لكي اعود انا الى عملي." ثم التفت انور الى امل التي كانت تنظر الى صحنها بجمود وقال:"انا اسف امل على الازعاج .. صدقيني لن يتكرر هذا الموقف." ثم ذهب وهو يمسك بمرفق نورة خارجا من المطعم .. ليجلس بعدها الياس على كرسيه ويطلق تنهيدة راحة .. قبل ان يقول :"تلك الفتاة حقا جريئة .. لو راتها امي لااغمي عليها." التفت لكي ينظر الى امل فوجدها تنظر اليه هي الاخرى بملامح جامدة .. فقال لها وهو يضحك:"لاتقولي لي بانها قد اغضبتك بتصرفاتها تلك .. لانني اجد ماحصل مضحك جدا." لم تجيبه امل بل اكتفت برمي الشوكة من يدها بعنف على الطاولة ونهضت بسرعة من كرسيها وغادرت المطعم .. قال الياس لنفسه غير مصدق وهو ينهض بسرعة من مكانه للحاق بها:" انها فعلا غاضبة." | ||||||
16-04-11, 12:45 AM | #642 | ||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة
| للطريقة الطفولية التي تصرفت بها .. كان على وشك الصراخ في وجهها لو لا ان منظرها عندما ادارها اليه استوقفه قبل ان يبدا .. كانت دموعها على خديها مثل شلالات صامتة .. بقي هو الاخر صامتا ينظر اليها وقد رقت نظراته في الحال .. مد يديه بعدها ليمسح دموعها الى انها فجاته عندما ابعدت يده عن وجهها بقوة وهي تقول بغضب يتصاعد منها كالبركان التي تتصاعد حممه .. "ابعد يديك عني." ابتعد عنها الياس قائلا هو الاخر بغضب كبير:"انت فتاة مجنونة حقا .. لقد صبرت عليك كثيرا .. وحاولت دائما ان احافظ على مشاعرك واراعيها .. مع انني لااتلقى منك شيئا سوى الغضب .. لكن اعلمي بان صبري له حدود." قالت امل بصوت متقطع من البكاء:"وهل هذا تسميه مراعاة للمشاعر .. لقد احسستني انت وهي وكانني دخيلة على جلستكما .. كنتما تتحدثان وتقهقهان وانا انظر اليكما مثل البلهاء .. وفي الاخير تغازلك نورة امامي وانت؟ .. تضحك لها." اغمض الياس عينيه بشدة يحاول السيطرة على اعصابه وعدم التصرف بفعل قد يودي به الى الندم لاحقا .. فتح عينيه ليجدها تحدق اليه وكانه ارتكب جرما في حقها .. قال لها بهدوء على قدر مااستطاع :"امل .. انت فهمت كل شيء بطريقة خاطئة .. انت تبالغين فالفتاة لم تغازلني .. انها فقط جريئة بعض الشيء لكونها عاشت مدة طويلة في امريكا .. ومافعلته فقط هو انها عبرت عن افكارها بصوت مسموع .. وانا وضحت لها كل شيء في الاخير .. لذلك لااجد حقا داعيا لكل هذا الغضب منك." "حقا برايك هي جريئة فقط بعض الشيء ." واكملت شبه صارخة:"الا تفهم الياس .. لقد شعرت بالاهانة .. كيف تدع موقفا كهذا يحصل امام عيني ونحن سنتزوج غدا." انفجرت امل بعدها باكية .. فاحس الياس وكان احد ما طعنه في قلبه وهو يرى بكائها .. لم يتعود بعد على المشاعر التي تجتاحه لمجرد ان يراها تبكي او تفرح .. وكان هناك خيطا غير مرئي يوصل بينهما .. فهو يحس بانه الان يتألم هو ايضا .. قرر بان هذا المشهد عليه ان يتوقف ويختفي حالا من امامه .. فامسك بذراعها برفق .. وقدها الى واحد من الكراسي الكثيرة المنتشرة على الرصيف المطل على البحر .. لم تبعد عنها يده هذه المرة كما فعلت قبل قليل .. بل تركته يقودها وكان البكاء قد استنفذ كل طاقاتها في مقاومته .. جلس بجانبها بعد ان اجلسها هي على الكرسي .. وقال برقة وهو ينظر الى البحر امامه :"انا لاافهم لما انت غاضبة كل هذا الحد .. فانا لااجد سوءا في تصرفي ذاك مع نورة .. وانا بالطبع لم اقصد اهانتك .. وان كنت ستكفين عن البكاء وتشعرين بالراحة ان اعتذرت .. فانا اسف لما حصل .. وانا اعدك بانه لن يتكرر .. وان اردت ايضا بالا اكلمها ثانية فسافعل." التفتت اليه امل بعصبية وقالت وكان كلماته اغضبتها اكثر من ان تريحها :"وهل انت لازلت تفكر في التحدث اليها .. يبدوا بانك استمتعت حقا بمغازلتها لك." التفت اليها الياس وعلى وجهه ابتسامة ماكرة وسالها قائلا:"هل تغارين؟" فتحت امل فمها من كلامه ولم تستطع ان تجيبه لان الياس كان قد سبقها بنوبة من الضحك الهستيرية قبل ان يباشر بالقول من بين ضحكه العالي:"كان يجب ان اعرف منذ ان رايت نظراتك الينا انا ونورة في المطعم .. بانك تشعرين بالغيرة." قالت امل وهي تحاول ان تكتم غيضها بصعوبة:"انا لااصدق حقا ما تفعل .. تهينني ومن ثم تتهمني بالغيرة." نظر اليها الياس وقد توقف فجاة عن الضحك وقال:"اوليست الحقيقة بانك تشعرين بالغيرة علي." "هذا ليس صحيحا" قالت ذلك امل بعناد وهي تنظر امامها هي الاخرى الى البحر .. بقي لدقائق يحدق في جانب وجهها والصمت قد سيطر على الاجواء .. قبل ان يتكلم اخيرا:"انا لو مكانك لما انكرت .. ولما سيكون علي ان انكر؟ .. انا ايضا اغار عليك .. انه حقي." التفتت امل اليه ببطئ حتى تراه ان كان فعلا قد قال تلك الكلمات .. وجدته ينظر اليها هو الاخر .. وقد فغر عن فمه بابتسامة جميلة مرحة .. جعلت امل هي الاخرى تبتسم لااراديا لبتسامته .. لتتبعها ايضا بضحكة صغيرة.. قال الياس وهوالاخر يشاركها تلك الضحكة الصغيرة:"اذا لقد اعجبك عندما قلت بانني اغار عليك." نظرت امل امامها .. وقد احست بالخجل من كلماته .. اكان عليه ان يفصح عن افكارها امامه .. اجل صحيح لقد شعرت بالفرح .. ومن هي التي لن تشعر بذلك وهي ترى حبيبها يعترف بغيرته عليها .. لطالما كانت تعرف بان الغيرة تنبع من الحب .. وهذا دليل اخر عن حبه لها .. لم تعرف بانها قد نسيت وجوده بجانبها وانها قد انغاصت في افكارها واحلامها الوردية حتى ظهرت انفعالاتها مع افكارها على وجهها بتلك الابتسامة التي بقيت مرتسمة على وجهها ووجنتيها المتوردتين .. حتى فجاتها انامله فجاة وهو يمررها برقة على خدها .. لم تعرف لما لم تتحرك من مكانها او لما حبست انفاسها لقربه وحركاته الرقيقة على وجنتها .. حتى ابتعد هو بسرعة وفجاة قائلا ببروده :"اظن بان علينا الذهاب من هنا." ......... كان الياس امام مراة الحمام يمسك بيده المنشفة الصغيرة التي ينوي تجفيف شعره بها .. الا انه قبل ان يفعل .. سمع طرقا على الباب .. استغرب في الوهلة الاولى من الطرق .. من يمكن ان يزوره في هذه الساعة المتاخرة من الليل ؟.. خرج من الحمام ورمى المنشفة قبل ان يمسك بقميصه القطني ويرتديه ..ثم توجه وفتح الباب .. لكي يفاجئ بامل تقف امامه بصمت .. نظرت اليه امل بعينين حزينتين مظطربتين .. وقالت له بهدوء مريب:"اسفة على الازعاج .. لكنني اريد التحدث اليك." اوما لها الياس براسه قبل ان يفسح لها الطريق لكي تدخل قائلا:"ادخلي سنتحدث في الداخل." دخلت امل بينما الياس بقي يقفل الباب وهو مستغرب من قدومها واصرارها الغريب هذا للحديث معه .. انهما ينزلان في الفندق لايام وامل لم تتجرا يوما على القدوم في هذا الوقت للحديث معه .. ايعقل بانها ماتزال غاضبة منه مما حصل اليوم مع نورة .. لالا ..طرد الياس تلك الفكرة بسرعة من راسه .. لان امل لم تتكلم بالموضوع ابدا مرة ثانية بعد ان تحدثا بالامر مع بعض قرب المطعم وتصالحا وقد كانت سعيدة طيلة المساء حتى انها ودعته بشكل عادي قبل ان تدخل الى غرفتها .. تنهد وهو يتبعها من خلفها .. كان يراقب كل حركة تفعلها .. راقب كيف رفعت المنشفة من على الارض ووضعتها على سريره .. بحركة مضظطربة .. توجهت بعدها الى الكرسيين الموضوعين بجانب النافذة الكبيرة وبينهما تلك الطاولة الصغيرة والمستديرة .. جلست على الكرسي .. بنيما جلس الياس على الكرسي الذي يقابلها .. ونظر اليها .. كانت تتجول بعينيها في ارجاء الغرفة .. وكانها لاتريد ان تحط عينيها بعينيه .. لفت نظره يديها التي كانت تفركهما بعصبية .. الاضطراب والتوتر كانوا مسيطرين عليها .. يبدوا بانها عانت من الارق بسبب هذا الموضوع الذي من الواضح بانها لاتستطيع ان تبدا في الكلام بشانه .. كان يبدوا بان هناك صراع قوي في داخلها .. حول ان كانت ستتكلم ام لا .. فقرر هو اخيرا بان يتخذ الخطوة الاولى ويحثها على التحدث .. فسالها قائلا:"هل الامر يتعلق بيوم الغد؟" التفتت اليه امل بسرعة والرعب باد في عينيها .. استطاعت اخيرا ان تقول:"الياس .. لاتغضب ارجوك .. نحن نتكلم فقط." تنهد بانزعاج فقد تاكدت اعتقادته .. هي قلقة بشان زواجهما المحدد غدا .. قال بعدها بهدوء تمنى في قرارة نفسه ان يحافظ عليه:"مالذي يقلقك بالظبط؟" وضعت امل خصلة من شعرها وراء اذنها وهي تبتلع ريقها بصعوبة قبل ان تقول بصوت خافت:"انا خائفة من اتخاذ تلك الخطوة." قال الياس بحدة:"ولما لم تكوني خائفة عندما قررت الهرب من بيتكم؟" اجابته امل بصوت متوسل حتى يحاول تفهم مخاوفها:"الياس لاتخلط بين الامور .. عندما هربت لم اكن اهتم كثيرا لراي والدي .. لكنني الان خائفة كثيرا من ردة فعل والديك .. اشعر الان بانني لااستطيع فعلها .. اشعر بالرهبة عندما افكر بان علي ان اقف امام والديك لكي نخبرهم باننا قد تزوجنا." كانت امل تحس فعلا بالرهبة لتخيل ردة فعلهما .. ايام مضت .. وهي تجهز للموضوع .. لم يكن لديها الوقت الكافي للتفكير .. لان انور ساعدهم بمعارفه ونفوذه على تجهيز اوراق الزواج بسرعة .. كانت تظن نفسها بانها تقبلت الامر .. لكنها في الحقيقة كانت تحاول نسيان الموضوع وتاجيل التفكير فيه كل يوم ومحاولة اشغال نفسها باشياء تبعدها عن التوتر والقلق من زواجها المقرر من الياس .. لكن الان .. لم تبقى سوى ساعات على زواجهم .. هي مظطرة للتفكير فيه وكيف سيكون منظرها بعدها .. لم تعرف لما كل هذا الاهتمام بعائلته .. كل ماتعرفه بانها خائفة من ردة فعلهم كثيرا .. من الممكن بان يكون ذلك بسبب معاملتهم اللطيفة لها في بيتهم بل حتى انها يمكنها القول بان معاملتهم لها كانت كمعاملتهم لبنتهم اسراء.. هي الان تشعر بان عائلة الياس هي عائلتها الحقيقية .. الان فقط تشعر بانها ستخدع عائلتها .. شعور لم تجربه من قبل عندما هربت من بيت والديها .. شعور جربته فقط مع عائلة قضت معها بضعة اسابيع قليلة فقط .. احست بالدموع تترقرق في عينيها وهي تفكر في مدى سوء افعالها .. ماذا تفعل ؟ انها تحب الياس ولا تستطيع ان تفترق عنه .. وفي نفس الوقت تعرف بان تصرفاتها هاته للبقاء بجانبه ليست صحيحة وتودي بها الى الهاوية .. لم تستطع تحمل اكثر .. احست بان دموعها على وشك النزول خصوصا والياس امامها جالس يراقبها بصمت .. نهضت بسرعة من الكرسي ووقفت امام النافذة الزجاجية الكبيرة .. لكي تترك العنان لدموعها بالنزول بصمت .. لما حياتها تمشي بهذه الطريقة؟ .. لم تكن تريد سوى بان تكمل دراستها وتستقر وتعيش بهناء مرفوعة الراس .. لكن انظر الى اين جرفتها الحياة .. تعبت وبكت وتالمت في رحلتها واحبت .. لكن مع ذلك ماتزال غير مستقرة .. الا اين ستجرفها هذه الرحلة .. الن تتوقف ابدا .. لم ترى لحظة استقرار منذ ان خطت اول خطوة في هذه الرحلة التي باتت تراها رحلة مشوومة .. الان عرفت بان حياتها السابقة هناك حيث والديها لم تكن على الاقل توذي الاخرين مثل الان .. ولا تشعرها بالذنب الكبير مثلما تشعر الان حيال اشخاص اصبحوا بالنسبة لها كل شيء .. لقد اصبحت حياة الجميع معقدة بسببها .. لقد تعبت .. انها تشعر بالتعب ..هي واقفة الان في مفترق الطرق .. وكل خيار يبدوا لها اقسى من غيره.. وضعت يدها على فمها تكتم شهقة بكاء كادت ان تخرج منها .. الا انها فوجئت بيد تحط على وجهها المعكوس على زجاج النافذة .. لكي ترى من خلال الضباب الذي يلف عينيها بسبب الدموع .. وجه الياس هو الاخر ينعكس امامها على الزجاج .. لم تستطع ان تستدير اليه .. بقيت تنظر الى عينيه من خلال ذلك الزجاج .. حتى قال وهو مايزال يضع يده على صورتها المنعكسة على الزجاج وكانه يريدها ان تختفي :"لااريد رويتك بهذا الشكل .. ضعيفة خائفة .. صورة من الحزن والياس .. لان هذه الصورة ليست صورة امل التي احببتها .. ليست صورة الفتاة التي جعلت مشاعري تتحول من كراهية لها الى حب عميق وكبير .. ليست الفتاة التي تحدتني وجعلتني اسحر بشخصيتها وجمالها المتمرد .. ليست الفتاة التي ضحيت من اجلها وتحديت الكل من اجل فقط ان اجهر بكلمة احبها." فجاته وهي تستديراليه بسرعة لكي تضمه بقوة بذراعيها وتجهش بالبكاء كما لم تفعل يوما في حياتها .. الياس هو الاخر ضمها اليه .. لكنه بعد مدة قصيرة .. احس بانها تضمه بقوة كبيرة ويزداد ضغطها عليه وهي تبكي وكانها خائفة بشدة من ان يبتعد عنها .. او يتركها .. لقد كانت خائفة من ان تفترق عنه .. قال بصوت حاول ان يكون مرحا:"مابك امل .. هل هو يوم البكاء لك ام ماذا؟" لم تخفف امل من بكائها او تبتعد عنه بل واصلت بكائها كما كانت وكانه لم يقل شيئا .. فعرف بانها تفرغ كل توترها وغضبها في بكائها هذا .. فبدا يربت على كتفها ويمسد شعرها برقة لكي تهدا .. وهو يقول:"لن يحصل شيء .. لقد اخبرتك من قبل بان اسمينا لن يفترقا وغدا سيكون لك دليل قاطع .. لن نفترق ابدا." | ||||||
16-04-11, 01:22 AM | #643 | |||||
روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| مشكورة maroska على الفصل الرائع ... أمل ... أحسست بكل مشاعر الضياع و الحيرة و الخوف التى إنتابتك ... لا تريدين رد جميل أهل إلياس بأمر قد يغضبهم مثل زواجك خطيفة من إلياس ... تريدين أن تستقر الأمور ... لقد مللت من الترحال و الضياع ... تريدين العائلة التى شعرتى بحبها و حنانها ... و لكن كيف ؟؟؟ لو إستمريتى أنت و إلياس بمشروع الزواج غداً سيخلق شرخ كبير بينكم و بين عائلته ... ربما مع مرور الزمن يبهت و لكنه لن يختفى أبداً ... ما الحل maroska لهذه الحيرة ... maroska متابعاكى و شكراً لك | |||||
16-04-11, 01:48 AM | #644 | |||||||||
نجم روايتي وقاصة في قصص من وحي الأعضاء وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء
| ماروسكا يا قلبي بجد فصل جميييييييييييييل اوى مش عارفا انتى ليكى سحر كدا خااااااااااااااااص بيريحنى اوى حسيت اوى بامل وكنت خلاص هاعيط معاها وهى حاسا دلوقتى بكل الضياع اللى شافته ف رحلتها الياس كل فصل بيزداد حبى ليه بجد انور ربنا يعينه ع اللى قلبه متحمله البت نورة دى مستفزة بجد اووووووووووووى تسلم ايديكى يا قمر ... ومتتاخريش علينا بروايتك الساحرة دى | |||||||||
16-04-11, 03:21 AM | #645 | |||||||
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء
| شكراً سكينة يا جميلة على الفصل الرائع آآآآآآآه يا قلبي المشهد الأخير وتشبثها به بقوة خنقني جداً رائع رائع رائع ... صعب جداً الحيرة اللي هي فيها محتاجة لأم في اللحظة دي مش إلياس بس بجد إلياس أثبت رغم طباعه النارية أنه يقدر يحتويها بجد رائع يا سيكنة برافو نورة قمة الإستهتار والتبجح البنت دي مش لاقية حد يلمها فين أبوها يجي يشوفها بتعمل ايه قال أنور مش عايزني خلاص تعالى أنت يا إلياس ايه يا أخواتي البنات اللزقة دي وعلى فكرة هو ده طبعها لأن الأجانب أي نعم عندهم جرأة بس برده بيحافظوا على كرامتهم يعني كانت هتاخده على جنب وتصارحه بإعجابها لكن نورة دي عيارها فالت ونفسها ومنى عنيها تمشي على حل شعرها بس شعرها قصير مش مساعدها أنور ... ربنا يعينك على اللي أنت فيه أبوك ونورة وموضوع أمل وإلياس والله أنا خايفة عليك هيحصلك حاجة من كتر الضغوط دي الكبت يولد الإنفجار:7R_001: ربنا يستر في انتظار الفصل القادم بشووووووووووووق فخلصيه بسرعة لأجى عندك بلجيكا أنا وجو والأرانيب في أمان الله حبيبتي | |||||||
16-04-11, 01:25 PM | #646 | ||||||||||
إدارية ومشرفة سابقة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء وأميرة الخيال وشاعرة متألقة بالقسم الأدبي
| سكينه رائع جدا هذا الفصل بالامس قرات الفصل ولم استطيع التعقيب عليه .. هنا سمو في المشاعر بين انور والياس وتارة بين امل وانور وبين الياس وامل ..علاقه جميله رائعه تجمع الثالثه مفاجئة نورة الضائعه بين انور والياس كانت جمية جعلت الاحداث تتصاعد حتى وصلنا للمشهد الاخير .. خوف امل طبيعي .. وربما الياس ايضا اكثر خوفا منها فهو من سيتحمل المسؤلية كلها استمري عزيزتي لصفحاتك رونق خاص .. | ||||||||||
16-04-11, 02:17 PM | #647 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وقاصة في قلوب أحلام القصيرة
| أعتقد أن أمل خائفة من المجهول التى هى مقبلة عليه عندما هربت من بيتها هربت من واقع هى تعرفة لكن هى مقبلة على خطوة كبيرة خائفة على حبها فى مواجهه عائلة الياس ومن عدم تقبلها خائفة من أن تكون رحلتها رحلةأمل تتحول الى رحلة هدم لكل شئ احبته أتمنى لرحلتها ان تجد المرفأ أمناً أنتظر بشوق لكلماتك الرائعة | ||||
16-04-11, 02:23 PM | #648 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة
| اقتباس:
انا من رايك فحتى لو سامحهم مع الزمن سيبقى دائما طريقة زواجهم عائقا بينهم ونقطة سوداء في حياتهم. الحل قادم عزيزتي . شكرا لك وبالتوفيق دائما هبة. | |||||||
16-04-11, 02:26 PM | #649 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة
| اقتباس:
لاكون بنومكم مغناطسيا ههههههه انا ابتديت اخاف على نورة مع اني مبحبهاش بس ولو حياتها صارت في خطر من اعصابكم هههههه. سلام حبيبتي. | |||||||
16-04-11, 02:35 PM | #650 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة
| اقتباس:
سلامة قلبك قاطمة. كانت اصعب اللحظات على امل وفعلا كانت بحاجة الى الام التي ستكون سندها في تلك اللحظة وتسقيها من حنانها وعطفها .. لكن امل حياتها شيء اخر .. المهم بان الياس استطاع التخفيف عنها. نورة .. هي مثال حي لفتيات كثيرات يتصرفن بهذا الاسلوب .. بس اكيد ماراح تاثر في انور. ضحكتني لما قلت بان الاجانب جرئين .. ذكرتيني باجنبية كانت احرجت اخي لما اعترفت له بحبها ليه قدام الكل .. ايه لحد هلا وحنا بنزكره بالموضوع بنموت من الضحك عليه. اهلا وسهلا فاطمة انت وجو وكل العضوات الحبايب .. تشرفوني .. خلاص راح حاول انهيه باسرع مايمكن. شكرا عزيزتي. | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|