آخر 10 مشاركات
Anna DePalo - His Black Sheep Bride (الكاتـب : soul-of-life - )           »          بين الماضي والحب *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : lossil - )           »          دين العذراء (158) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          541 - ربيع صقلية - سالي وينتورث - ق.ع.د.ن ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Gege86 - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          Married to a Greek tycoon by Lucy Monroe (الكاتـب : SHELL - )           »          الزواج الملكي (109) للكاتبة: فيونا هود_ستيوارت.... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-06-11, 05:09 PM   #971

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jemmy مشاهدة المشاركة
سكيننة أنا أنتظر الفصل على أحمر من الجمر
احمر من الجمر ههههههههه جديدة هادي
سانزله حالا مع انني لم اعد قرائته للمرة الثالتة بعد


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 03-06-11, 05:11 PM   #972

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maroska مشاهدة المشاركة
احمر من الجمر ههههههههه جديدة هادي
سانزله حالا مع انني لم اعد قرائته للمرة الثالتة بعد
ههههه عرفتي شحال ضحكت على راسي ملي قريت هادي أحمر ههههه
شفتي الزربة و ما دايرة فيَّ هههههه


Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-11, 05:18 PM   #973

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

وا من الصباح و أنا كنتسنَى و فالأخر ما بان ليَّا والوووو
الفصل غير ظاهر سكيننة شوفي ليا شي حل


Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-11, 05:22 PM   #974

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

سكينة الفصل كبير منشان هيك مو ظاهر ... إقسميه على ردين منشان يظهر ...


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
رد مع اقتباس
قديم 03-06-11, 05:22 PM   #975

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

جيمي لاحظ لك ههههههه
نو مبغاش ينزل .. كيان شي مشكل
غادي نسيفطوا ليك نتي تنزليه اوك


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 03-06-11, 05:24 PM   #976

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني والعشرون: شهر العسل

التقت عينيها به فجاة بعينيه في المراة عندما رفعت راسها لكي تسترق اليه النظر عبرها والتي كانت امل تجلس امامها وهي تمشط شعرها .. لكنه فجاها بمراقبته لها هو الاخر وظبطه لها وهي تحاول استراق النظر اليه .. لم تستطع ابعاد عينيها عن المراة وقد جمدتها عيناه في مكانها بصمت .. لكي يبتسم لها بعدها.. فمكان من امل الا ان ردت عليه بابتسامة لطيفة هي ايضا .. حاولت اخفاء خجلها منه بتك الابتسامة ثم عادت تكمل تمشيط شعرها .. وهي تحاول ان تركز فقط على ماتفعله .. كانت قد ارتدت لتوها جلبابا ابيض مطرز بالوان ذهبية مشعة .. كان بسيطا ينزل حتى قدميها له فتحتان من على الجانبين وقد ارتدت معه حذاءا عاليا الكعب .. ذهبي اللون يشبه خيوط جلبابها ..كما انه كان انيقا للغاية..وضعت على وجهها مكياجا خفيفا.. وقد كان الياس هو الاخر قد اكمل ارتداء ثيابه وبقي في مكانه حيث يقف بقرب الخزانة الكبيرة يحدق اليها بنظراته تلك .. التي تظاهرت امل بانها لاتراها وانها منشغلة تماما بترتيب شعرها .. كانت والدة الياس هي من اتصلت بهم بعد الظهر وكان ذلك حال ان استيقظوا من النوم .. ماكدة على الياس بان عليهم القدوم الى البيت كما هي العادة .. حاول الياس الاحتجاج كثيرا لكنه لم يستطع في النهاية رفض طلب امه التي ترجته بالا يحرجها امام ضيوفها .. مع ان الياس كان منزعجا من اتصال امه ووجوب ذهابهما الى بيت والديه .. الا ان امل لم تعرف لما شعرت بالراحة لانهما ذاهبين الى هناك .. ربما لانها لم تتعود بعد على الياس وبقائه بهذا الشكل قربها .. خصوصا بانها لم تتخلص بعد من ذلك الاحراج الذي اكتسحها منذ الصباح على ماحصل .. فهي للان تتذكر كيف صرخت برعب عندما تفاجئت بروتيه بجانبها عندما استيقظت لكي توقظه هو الاخر على صوت صرختها .. لكي يهدئها بعدها وهو يضحك على منظرها في نفس الوقت .. كانت فعلا في موقف لايحسد عليه .. لقد احرجت نفسها عندما اطلقت تلك الصرخة .. لان غبائها جعلها تنسى في الوهلة الاولى بان زفافها كان البارحة وهي بنفسها استسلمت له وتركته يقودها الى عالم ثان والذي بناه معها على شروق الشمس .. من الجيد بان صوت رنين هاتفه قد قطع عليه فرصة احراجها اكثر لكي تجد فرصة اخرى في الابتعاد عنه والدخول الى الحمام حتى تاخذ انفاسها من جديد .
استيقظت من افكارها على صوت خطوات الياس الذي كان يقترب منها وابتسامته الرائعة لاتفارق شفتاه .. وقف ورائها ثم انحنى قليلا حتى وضع ذقنه فوق رأسها وهو ينظر اليها من خلال المراة قائلا باعجاب:"تبدين رائعة جدا."
لم ترد عليه امل لانها اكتفت بابتسامة خجولة رسمتها على محياها .. وقد ازداد تورد خذيها .. وهي تنظر اليه باعجاب كبير ايضا لانه كان يبدوا وسيما جدا باناقته العصرية والذي مزج فيها هذه المرة الاناقة التقليدية ايضا باتقان.. فقد ارتدى قميصا ابيض اللون من المخمل يتميز بتصميمه التقلدي والعصري معا بتطريزات خلابة رجالية على جوابنه بالذهبي مثل جلباب امل وارتدى معه سروالا ابيض انيقا عصريا .. كان يبدوا في غاية الاناقة والحداثة .. فجات امل بعدها عندما حطت يدي الياس على رقبتها وهي تزيل برقة السلسلة التي كانت تضعها عليها .. دهشت من تصرفه ذاك ولم تفهم لما ازال سلسلتها البسيطة والتي كانت وضعتها على رقبتها حتى تزينها و لاتبقى خالية من شيء وهي ذاهبة لبيت عائلته .. لم تتجرا على سواله بل بقيت صامتة تنظر اليه وهو يبتعد عنها لكي يذهب الى خزانة الملابس الكبيرة وفتحها وعاد بعدها وهو يحمل بيده علبة كبيرة مخملية حمراء اللون .. وضعها امامها على طاولة الزينة وفتحها لها لكي تفلت شهقة امل لجمال الطقم الذي كان امامها وقالت:"اهو لي؟"
لم يجيبها الياس .. اذ لم يكن لسوالها اي معنى .. فالطقم كان لها بالتاكيد .. لذلك سالها الياس بعدها .. قائلا:"هل اعجبك؟ .. انا اعتذر لانني دائما ما اشتري اشياء من المفروض انت ان تختريها .. لكنني اشتريت شبكتك في الايام الثلاثة التي كانت قبل الزفاف وانت كنت مشغولة جدا في ذلك الوقت حتى انا لم استطع رويتك ."
استدارت اليه وهي تقول بمشاعركثيرة اجتاحتها بقوة:"الياس .. انت فعلا رائع .. لم تنسى شيئا الا وقدمته لي .. شكرا."
مرر اصابعه برقة على وجنتها وهو يقول:"على ماذا؟ انها "شبكتك" .. وانت تستحقين اكثر من هذا."
امسك بعدها بالعقد الانيق جدا ووضعه على رقبتها هي والقرطين اللذي كانا بنفس تصميم العقد الرائع الانيق والذي كان يوافق ذوقها .. بعدها نظرت الى رقبتها باعجاب في المراة الكبيرة .. ونهضت من مكانها ووقفت امامه .. ثم قالت :"اكبر هدية لي هي انك انرت حياتي بوجدوك و...."
لم تكمل اذ قاطعها الياس بقبلته العميقة والطويلة .. والتي لم تنتهي الا بعد ان قطعت انفاس امل .. فابتعد عنها اخيرا وهو ينظر اليها وهي تحاول ان تظبط تنفسها .. تمتمت بخجل قائلة:"لقد افسدت مكياجي."
ابتعدت عنه وهي تسمع ضحكة صغيرة تتردد منه .. اعادت وضع احمر شفاهها الخفيف .. وضبط مكياجها وجعلت شعرها يبقى مفرودا بعناية ورائها .. ثم قالت له :"انذهب؟"
اعطها ذراعه لكي تمسك به فتابطتها في الحال .. وقبل ان تمسك بحقيبتها بيدها .. كان الياس على وشك ان يعيد كرته الذي قام بها قبل قليل .. الا انها قالت له بعتاب:"الياس هكذا لن نصل."
"ولما علينا اصلا ان نذهب .. اهو شهر عسلنا ام شهر عسلهم."
لم تهتم امل لتذمره بل اخذت حقيبتها الصغيرة والانيقة مثل حذائها .. وقالت له بجدية:"هيا .. انهم في انتظارنا."
تنهد الياس .. قبل ان يخرج معها ويركبا سيارته .. في طريقهما لم تتوقف امل عن تامل العقد الذي كان حول رقبتها وهي تلمسه طوال الوقت .. حتى سمعت الياس يقول لها:"لو كنت اعرف بانه سيشغلك عني .. لما اشتريته لك .. الهذه الدرجة يبدوا اجمل مني."
ابعدت امل يدها عن عقدها قبل ان تقول بابتسامة صغيرة:"تعرف بان لاشيء يشغلني عنك .. ثم ان العقد منك .. لايجب ان تنزعج لانني احدق في شيء انت جلبته لي."
كانت امل ماتزال تتابط ذراعه .. عندما وصلا الى بيت والديه .. وكانت في استقبالهم والدته اولا هي وعمته مع باقي العائلة القليلة التي بقيت ليلة البارحة بعد حفل الزفاف في بيت والدي الياس .. سلما على الجميع وتم استقابالهم بالزغاريد والترحيب الحار .. افترقت امل عن الياس عندما جرتها اسراء وصفاء بسرعة الى غرفة النوم حيث كانت امل تنام فيها مع اسراء في الماضي .. بينما رافق الياس والده حيث صالة بيتهم الكبيرة والتي خصصوها للرجال.
قالت بانزعاج من تصرف اسراء وصفاء لجرها بسرعة ورائهما:"ماذا بكما كدتما تتسببان في اسقاطي على الدرج."
لم تجبها اسراء اذ توجهت فورا حيث خزانة ملابسها وحيث كانت ملابسها .. امل بقيت تحدق فيما تفعله .. ولم تنتبه ان صفاء كانت تكلمها وهي جالسة على السرير .. حتى سالتها صفاء عن شيء لكي تجبيها امل بسوال قائلة:"ماذا كنت تقولين ؟"
عبست صفاء لان امل لم تكن تستمع اليها ثم اعادت كلامها وهي تقول وقد نفذ صبرها:"هل صار كل شيء كما يجب؟"
كانت تنتظر ردها .. الا ان امل لم تفهم ماذا تعني صفاء وماعليها قوله لها فسالتها مرة اخرى قائلة:"عما تتحدثين انت؟"
رفعت حاجبها صفاء بخبث قبل ان تقول:"عما ساكون اتحدث امل .. هل انت بحاجة حقا لان اقولها مباشرة لك حتى تفهمي."
قاطعتها امل بسرعة وهي تقول بحرج:"حسنا حسنا .. لقد فهمت ماذا تعنين ." وتابعت قائلة بعدم تصديق:"انت حقا وقحة ."
زفرت صفاء الهواء بعصبية قبل ان تقول لامل:"ان كنت وقحة ام لا .. فهذا لايهمني الان .. اجبيني فقط .. نعم ام لا؟"
"اجل ..اجل" قالت ذلك امل بسرعة حتى تبعدها عنها وتتخلص من احراجها لها .. لكن صفاء كان من الواضح بان لانية لها بان تتوقف عن الحديث عن ذلك الموضوع .. غير ان اسراء هي من اقتربت منها اخيرا قاطعة حديث صفاء قائلة:"صفاء كفي عن فضولك ودعيها بشانها الان."
لكن صفاء اجابتها مدافعة عن نفسها:"لم اكن اريد سوى ان اطمئن على امورها ان كانت صارت بخير."
"اووه عزيزتي .. ان ذلك واضح .. ثم اتظنين ان اخي الياس سياتي الا هنا من دون ان يكون قد انهى الامر."
كلام اسراء زاد من احراج امل .. الا انها تنهدت بصمت وبراحة عندما قلبت اسراء بعدها الموضوع قائلة لها وهي تعطيها "قفطانا "ابيض اللون رقيق وجميل جدا .. وقد كان ذلك القفطان قد تركته امل عند اسراء .. لانها ستحتاجه بعد الزواج كما حال القفاطين الاخرى التي اشترتها لما بعد الزواج .. قالت لها اسراء وهي تضع "القفطان" بجانبها على السرير :"ارتديه قبل ان يحضر جميع الضيوف الذي عزمناهم على حفلة الفطور."
"ثانية .. مابالها جلبابي انها جميلة ."
"اعرف لكن عليك ارتداء قفطان امل في هذه المناسبة انها حفلة تكمل حفل زفافك وليست حفلة عادية."
لم تستطع امل ان تتذمر اكثر .. وارتدت "القفطان" وقد عرفت السبب اخيرا لطلب اسراء بان تترك لديها هذا القفطان بالظبط .. لانه كان لحفلة الفطور .. وكان على امل ان ترتديه مع عائلة الياس ولاحاجة لاخده معها .. لم يبقى شعرها مفرودا كما جائت به في الاول .. بل رفعت لها اسراء شعرها فوق راسها على شكل تسريحة جميلة وبسيطة في نفس الوقت وتركت لها بضع خصل تنزل على جبينها لكي تعطيها منظرا رقيقا وانيقا يلائم "قفطانها".. قبل ان تنزل امل مع اسراء وصفاء من على الدرج سمعوا اصوات "الدقة المراكشية" خارج البيت .. كانوا في الخارج اناس ملابسهم مرتبة وانيقة ولاأحد من عائلة الياس كان قد عرفهم وهم من كانوا يرافقون الفرقة .. نزل الياس ووالده اولا للستفسارعن الامر فوجدوا بان اولائك الناس يحملون اطباقا من الحلوة التقليدية والهديا .. استغرب والد الياس من الامر كثيرا هو ورضى عندما قالوا لهم الاشخاص الذين يحملون معهم تلك الاطباق بانها هدايا من اهل العروس .. الياس في البداية استغرب ايضا من الموضوع.. لكن قبل ان يدخلوا شيئا .. اوقفهم عند الباب وحمل هاتفه واتصل بالشخص الذي كان يشك بانه وراء هذا الامر .
استيقظ انور بكسل من على صوت رنين هاتفه الذي ازعجه .. حال ان جلس مستقيما في كرسي سيارته حتى احس بالام شديدة في ظهره ورقبته .. امسك هاتفه النقال.. لكي تظهر له على شاشته اسم وصورة الياس .. فاجاب بسرعة وقد اختفى ذلك النعاس فجاة منه :"مرحبا"
باشر الياس بسواله فور ان سمع صوته قائلا:"اانت من ارسلت هذه الهدايا لامل."
"اي هدايا؟"
قال الياس بنفاذ صبر وقد احس بان الامر بدا يزعجه فعلا .. فمن غير انور يمكن ان يرسل هدايا العروس في حفلة الفطورلامل :"اسمع انور .. هناك اشخاص امام بيت والدي ويحملون هدايا من اجل امل وقالوا بانهم من طرف اهل العروس .. وانا اسالك اانت وراء كل هذا."
فرك انور جبينه وكانه يريد ان يخفي بذلك الصداع الذي يعصف براسه .. وقد فهم اخيرا عما يتحدث الياس فقال له:"اجل الياس لقد تذكرت .. هولاء الناس مسوولون عن توصيل هديا والحلوى للعروس .. انهم من طرفي انا .. وانا من تعاملت معهم ."
"ولما فعلت هذا؟ فليس هناك حاجة لكل هذا."
"كيف ليس هناك حاجة .. انتم ستقيمون حفلة الفطور في بيت والديك .. وعلى اهل العروس ان يجلبوا الحلوى والهديا .. وانا تكلفت بهذا.. ثم ان امل مثل اختي وانا قمت بواجبي .. وان لم يعجبك ماقمت به فهذه مشكلتك انت."
ضحك الياس بخفة وهو يقول:"اهدأ يا رجل .. انا لم اقل شيئا.. حسنا انا اعرف بان امل مثل اختك وانت تعتبر نفسك واحدا من عائلتها .. هي ايضا تعتبرك عائلتها الوحيدة التي لديها." كان الياس قد اشار لوالده ان يدع اولئك الناس ان يدخلوا بينما بقيا هو في الخارج يتحدث مع انور الذي اخبره بانه سياتي بعد قليل .. بعد ان انهى انور المحادثة مع الياس اقفل الهاتف وهو يعده بقدومه .. ثم نظر امامه بحزن كبير يغلف قلبه .. كان ينظر من زجاج نافذة السيارة الكبيرة الى البحر الشاسع امامه .. بعد ان ذهبت امل والياس البارحة وتركاه فقط يراقب السيارة وهي تبتعد عن ناظريه وتاخذ معه كل ماتبقى من قلبه وروحه لكي تتركه جسدا فارغا بلا شيء ولا شيء .. لم يستطع ان يذهب للبيت بعدها .. فقد احس بانه لايريد روية احد .. حتى نفسه لايريد رويتها .. كل مافعله هو القدوم لهذا المكان حيث اوقف سيارته على تلة كبيرة تطل على البحر .. لم يعرف كم بقي هناك ينظر امامه في الظلام .. لم يعرف للان كم بقي يحدق في لاشيء .. لااحلام .. لامستقبل .. لاحياة .. هذا كل ماستطاع ان يستنتجه بعد كل تفكيره .. هو يتذكر ذلك اليوم جيدا .. يوم اخبره الياس وامل عن انهما يحبان بعضها البعض .. عاد بعدها الى البيت محطم القلب وفي نفس الوقت سعيدا بحزن لصديقيه .. خصوصا عندما عرف بان الياس تخلى عن عقدته اخيرا التي سببتها له تلك الفتاة كلوديا .. وعاد ليشعر بالحب والثقة من جديد بذلك الشعور .. لقد كانت دئما امنيته ان يتعرف الياس على فتاة تجعله يعيد ثقته التي فقدها في النساء وتعيد له الثقة في الحب والحياة السعيدة المستقرة .. لكنه لم يكن يعرف ابدا ان امنيته ستتحق وسدفع هو ثمنها غاليا جدا .. ثمنا جعله يضحي بلكل مايكلك .. جعله لاشيء بعد ان دفعه .. تنهد انور بالم .. لقد وعد نفسه بصمت امام ذلك الخاتم الذي كان قد اشتراه لامل بانه سينسى حبها وسياعد صديقه على تحقيق السعادة بجانب من يحب .. لكن ذلك ل يحدث ولم يستطع هو ان يفي بوعده وينسى امل .. اجل امل التي ماتزال تملكه .. صورتها لاتفارق خياله وهذا مايعذبه .. فهي زوجة اخيه الان .. مازال يكن لها الحب الكبير ولايستيطع ان يرى غيرها في حياته .. لقد شعر بكل انوا الالم وهي ترحل مع صديقه البابرحة .. شعر بقلبه يتالم ويتالم وهو يرها ترقص مع الياس بفرح .. شعر بالغيرة الشديدة وهو يرى الياس ضم اليه بحب .. لكنه ارغم نفسه على رسم تلك الابتسامة التي كانت تولمه من الداخل .. والا يجعل لغيرته مكانا في قلبه .. فهو من لايملاك الحق بالغيرة على امل .. ولايملك الحق بالحلم بامساك يدها كما كان الياس يسك يدها .. لم يعد له الحق بشيء .. امل الان هي اخته كما قال لالياس قبل قليل .. وحياته ستعود كما كانت من قبل .. لابل اسوء .. ليس فقط ملل وفراغ انما الان قد زيد شعور اخر اقسى من الشعورين الذي كان انور يشعر بهما قبل التقائه بالياس وهو الالم .. الموت كل لحظة .. هو يعرف ذلك لكنه .. سيتالم اكثر ان راى امل غير سعيدة .. لهذا هو سيضحي بسعادته من اجلها هي .. "من اجل بسمتها هي". قال تلك الجملة الاخيرة بصوت عالي مسموع .. ثم ادار سيارته لكي يرحل عن ذلك المكان حتى يذهب الى البيت بسرعة ويغير ثيابه الذي نام بهم في سيارته البارحة بعد ان اتى الى البحر مباشرة بعد زفاف امل والياس.
كانت امل جالسة مع نساء وفتياة عائلة زوجها في الصالة حيث اجتمعت النساء .. كانت تتحدث معهم وكل واحدة تحدثها عن زفافها وعن انه كان رائعا خصوصا طلاتها هي والياس .. عندما توقفوا فجاة عن الحديث وكان ذلك عند سماعهم اصوات فرقة الدقة المراكشية تصدح في المكان .. عرفت امل بعدها بان انور هو من اتى .. لهذا كانت فرقة "الدقة المراكشية" في استقابله بصفته فردا من اهل العروس .. كانت تشعر بسعادة غامرة .. فهي بعد كل مامر بها وبعد ان ظنت بان كل خططها قد انقلبت الى الاسوء في البداية عندما حصل لها الحادث وفقدت كل شيء .. هاهي الان حققت اكثر مما كانت تحلم .. زوج يحبها وتحبه بجنون .. صديق تعتبره اكثير من صديق .. بل الاب والعائلة التي كانت دائما تحلم بامتلاكها .. اظطرت امل للنهوض قليلا حتى تظبط مكياجها وتسريحتها قليلا .. ولكي ترتاح قليلا ايضا من كل ذلك الصخب الذي كان حولها .. كانت على وشك ان تصعد الدرج الذي يودي الى غرف النوم .. حيث غرفة اسراء .. امسكتها يد من ذراعها بسرعة .. قبل ان تنطلق صرخة فزع من فمها .. كانت كف الياس قد حاوطت فم امل بسرعة تمنع صرختها من الانطلاق .. كان قد جذبها الى مكان صغير تحت الدرج .. لايمكن لاحد ان يلاحظهما بسهولة .. ابعدت عن فمها يده التي كانت تحكم عليها وقالت له بصوت منخفض:"هل جننت الياس .. البيت مليء بالضيوف .. سيرانا الان احد ما."
لم يهتم الياس لحتجاجها .. بل قال لها وهو يمرر اصابعه من اعلى صدغها الى اسفل ذقنها:"لكنني اشتقت لك."
ابتسمت له امل وهي تقول:"انا ايضا اشتقت اليك.. مع ان انهم كانوا اناس لطيفين جدا .. الا ان الجلوس معهم كان مملا."
لم يعرفا كم بقيا هناك .. الا ان جميع الاصوات العالية التي كانت من حولهما تملئ البيت اصبحت لاشيء .. وكان هناك حاجز غير مرئي يغلفهما .. اختفى ذلك الحاجز فور ان سمعت امل صوت صفاء تنادي عليها وهي تصعد الدرج للبحث عنها .. لكي تبعده امل عنها وقد تذكرت اخيرا اي هما.. هي تعرف بانها ككل مرة معه تنسى نفسها وتنسى المكان والوقت الذي يكونان فيه .. خرجت من تحت الدرج بسرعة .. لكي تلحق بصفاء وهي تعدل من ملابسها .. تاركة اياه يضحك على خجلها الذي مايزال مسيطرا عليها حتى الان مع ان اللحظة التي يقترب منها تتجاوب معه بهدوء مستسلم.
بعد قليل .. لم يستطع الياس البقاء اكثر هناك يبتسم في وجه الجميع ويتحدث اليهم وكانه ليس في شهر عسله ويريد ان يستغل هذا الوقت بكل مالديه للستمتاع مع زوجته ..غير التكلم مع الاخرين حول مواضيع ممملة وتتكرر تقريبا مع كل ضيف يلتقي به .. اخبر الجميع بان عليه الذهاب.. ثم رحل بعدها هو وامل .. لكي يلحق بهما انور الى الخارج قائلا بان عليه الذهاب ايضا لانه تغيب كثيرا عن عمله .. بقي انور يتكلم مع امل عندما كان الياس قد نادت عليه والدته للتحدث اليه .. ابتسمت امل بعفوية لانور وهي تساله قائلة:"كيف حالك؟"
"انا بخير .. وانت؟"
"اجل .. انا ايضا بخير." قالت ذلك وهي تبتسم له .. وفي نفس الوقت تحدق الى ملامح وجهه باستغراب صامت .. لقد سالها ذلك السوال بطريقة غريبة .. وقد كانت عيناه تقيمانها


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 03-06-11, 05:25 PM   #977

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

أوكي صفطيه و أنا ما نزلو حتَى نقراه بعدا ههههههه
لا غير كنضحك صفطيه نزلو ليك


Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-11, 05:25 PM   #978

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

وكانه يريد ان يتحقق من صحة كلامها .. بدات الابتسامة تختفي من وجه امل شيئا فشيئا وهي ترى تحديقه فيها بعينين حزينتين .. ذلك اثار دهشتها ولم تعرف مابه انور .. كان ينظر اليها بملامح تدمع الما .. الا ان اساريره انفرجت فجاة عن ابتسامة كبيرة وهو يقول شبه ضاحك:"بالطبع ستكونين بخير .. تحتاجين فقط للمزيد من الراحة .. حتى يختفي منك كل التعب الذي مر عليك في الايام الاخيرة خصوصا في حفل الزفاف."
عادت امل ابتسامتها اليها وهي تضحك في داخلها على نفسها .. لقد ظنت للوهلة الاولى بان انور ليس بخير .. عندما كان يحدق اليها بطريقة لم تسبر غورها ..لكنه كالعادة .. يخاف عليها كثيرا لدرجة بانه لم يصدق كلامها عندما اخبرته بانها بخير .. حتى انه جعل الخوف يدب اليها وهو يحدق بها .. لكي يتضح لها فيما بعد بانه كان فقط يحاول ان يرى حقيقة كلامها ويتاكد من انها ليست مجهدة من حفلة الزفاف بعد .. قاطع وقفتهما الياس بعد ان انهى حديثه مع والدته .. توجهت امل مع الياس الى سيارته كما فعل انور المثل حيث ذهب الى سيارته التي كانت تقف بالقرب من سيارة الياس.. وقبل ان تركب امل مع الياس قالت لانور بصوت مرتفع قليلا حتى يسمعها:"انور .. لقد نسيت ان اشكرك على البيت الصيفي .. انه رائع .. وانت رائع ايضا."
ضحك انور قائلا:"حسنا .. يسعدني بانه نال اعجابك."
قالت له وهي تشير له بسبابتها:"ومع ذلك انور .. انا لم احاسبك بعد على صمتك وسكوتك وانت تراني في الايام الماضية اكاد اموت من الفضول لمعرفة المكان الذي كان يخطط له الياس للذهاب اليه بعد حفل الزفاف.. كنت تعرف الى اين ولكنك بقيت صامتا رغم كل هذا."
قال انور وهو يهز كتفيه ويدخل الى سيارته:"حاسبي زوجك .. فانا نفذت طلبه فقط."
كانت امل جالسة في السيارة .. وهي تفكر في كلمات انور بسخرية .. كيف ستستطيع ان تحاسب الياس .. ان كانت هي الان لاتستطيع حتى ان تحدق الى عينيه مباشرة .. لم تتوقع يوما بانها ستستلم لالياس بهذه السهولة .. صحيح بانها كانت تحبه .. لكنها ابدا لم تعتقد بانه سيوقظ فيها كل تلك المشاعر .. المشاعر التي لم تعرفها يوما والتي جعلتها تحس بانها ليست بطفلة او مراهقة تافهة .. بل امراة ناضجة .. كانت تحسب بانها ليست قادرة على الاستسلام لالياس .. لكن ما ان ينظر الى عينيها .. حتى تنسى امل كل خوفها وتوترها .. لابل اضافة انها تنسى كل ماحولها .. تنسى الماضي والحاضر .. كما تنسى التفكير في المستقبل تماما .. كما حصل البارحة .. لم تشعر به حتى وهو يحملها ويعود بها الى البيت الصيفي .. استفاقت من شرودها على اصابع الياس وهو يقرص وجنتها بخفة لكي يعيدها الى المقود وهو يقول:"اين ذهبت بافكارك .. اشتقت لليلة البارحة بهذه السرعة."
نظرت اليه امل غير مصدقة وقاحته التي اصبحت اكثر جراة مما مضى .. فقال لها وهو يحول نظراته منها الى الطريق امامه:"ماذا؟"
لم تجبه بل التفتت الى النافذة وبقيت تحدق منها .. اخذها الياس بعدها اولا في جولة كبيرة حول مدينة طنجة التي تعتبر مثل جزيرة اكثر من رائعة لشهر العسل .. ولان امل لم ترى المدينة من قبل جيدا مع انها اقامت فيها مدة كافية لمعرفتها الا ان ظروفها الماضية لم تكن تسمح لها بالتجول فيها .. فكان كل شيء جديد بالنسبة لها ورائعا .. ابتداءا من قصور المدينة القديمة وقصباتها المطلة على المحيط .. الى حدائقها الغناء باشجارها العريقة .. روا المباني ذات الطراز الاندلسي والاروبي والتي حافظت ايضا على طرازها العربي الافريقي ايضا .. اخيرا ذهب بها الياس الى المكان الذي لم تكن امل قد راته بعد والذي يعد معلمة طنجة الرئيسية .. ومع ان الياس .. لم يكن يحب الذهاب الى ذلك المكان .. الا انه رفض بالا تتعرف امل على حلم الجميع في رويته .. ذهبا الى مغارة هرقل .. التي تشرف على المحيط الاطلسي والتي يمتزج في نفس الوقت مع مياه البحر الابيض المتوسط.. تلك المنحوتة الرائعة التي نحتتها ايادي الطبيعة لكي تمر عليها عصور تاريخية متنوعة وتحكى عنها اساطير عديدة .. كان كل ذلك كافيا لاخذ لب كل من يزورها وامل ايضا كان حلمها زيارتها فلطالما راتها في الصور التعريفية للمدينة .. ودرست عنها كما سمعت عن جمالها وغموضها المثير للدهشة والذهول .. دخلا الى المغارة الكبيرة والتي كانت مظلمة في بدايتها .. تصحب اصوات خطواتهم قطرات الماء التي تنزل من اعلى المغارة .. حتى تختفي تلك العتمة بالفتحة الطبيعية التي تشبه خريطة افريقيا والتي تعتبر اهم مايميز المغارة والتي كانت مياه المحيط الزرقاء تضرب بها بقوة .. اخبرها الياس بان اجمل الاوقات لروية الفتحة الطبيعية التي نحتتها الطبيعة ..هما في وقت شروق الشمس او غروبها .. وقد وعدها بانهما سيعودان عند غروب الشمس فالمنظر لايمكن لها ان تفوته على نفسها .. خرجا بعدها من المغارة ثم ذهبا الى اشهر المقاهي التي تنتسب للمغارة .. حيث جلسا فيشرفة المقهى العليا ..كانت امل تتامل خليج طنجة من ذلك المقهى هو وجزر الاندلس اللذين كان يظهران بوضوح .. اسبانيا التي كانت بجبالها راسية في الجهة الاخرى بهدوء ..زادت المنظر جمالا فوق جمال.. كفت عن تاملها في اللوحة التي امامها عندما سمعت الياس يقول وكانه يحدث نفسه:"المكان مازال رائعا مثل ماكان قبل سنتين."
ضمت امل حاجبيها الى بعض باستغراب من كلامه ثم قالت له وهي تنظر الى وجهه الوسيم الذي كان ينظر الى المحيط:"كيف الياس .. اتعني بانك لم تاتي الى هنا منذ سنتين .. لكن هذا مضحك .. انت تقيم في طنجة دائما وهذا يعتبر واحدا من اجمل الاماكن التي توجد فيها .. لما لاتاتي الى هنا وانا اعرف بانك شخص تحب الاماكن المميزة والرائعة."
التفت اليها وهويبتسم ابتسامة لم تصل الى عينيه .. ثم قال قبل ان ينادي على النادل:"اشغال امل .. اشغال لم تدعني اتي الى هنا."
كانت تحدق امامها وهو يتحدث الى النادل .. كلماته الاخيرة اشعرتها بان لها معنى خاص وكانها ليست حقيقة بمعنى الكلمة او كانها تخفي شيئا ورائها .. هي لم يخفى عليها بان المكان سياحي بالدرجة الاولى .. ومليئ بالسياح والاجانب بكثرة .. خصوصا وان المكان يحتوي على منتجعات سياحية حديثة وتحتوي على جميع وسائل الراحة .. لم تعرف لما افكارها اعطتها احساس بان الاتجاه التي تمشي فيه بافكارها تلك لهو اتجاه سيء .. الى اين تريد ان توصلها افكارها .. هكذا كانت امل تسال نفسها مع انها تعرف الى اين تاخذها افكارها.. لكنها رفضت وابت ان تعترف بما يدور في راسها وبنتيجة تحليلاتها .. أراحها الياس عندما سالها سوالا جعلها تتخلى عن شرودها ذاك وتنسى افكارها التي جعلت الخوف والاضطراب يدخل الى قلبها قليلا .. لكي تنتبه الى كلامه وهو يسالها قائلا بعد ان كان النادل قد ذهب من امامهما:" هل اعجبتك تلك الفناديق والمنتجعات؟"
ابتسمت امل وهي تجيبه:"انها جميلة والاجمل بانها في مكان مثل هذا."
احتضن الياس يديها بين يديه قائلا:"اذا احببت الاقامة في واحدة من هذه الفنايدق فلا مشكلة لدي .. فقط اخبرني عن ماتحبين."
نظرت امل الى تلك الفاندق الفخمة والكبيرة التي تطل على المحيط الاطلسي .. ثم التفتت اليه قائلة:"انا اجد ذلك البيت افضل بكثير من هذه الفنادق فهو يحسسني وكانني على جزيرة لوحدنا معا لاتدخل ليد الانسان فيها غير الطبيعة فقط .. بمياهها الهادئة ورمالها الذهبية ."
اكمل ورئها الياس وهو يبتسم ابتسامة ذات معنى:"قصدك مكان خصوصي للغاية."
نظرت اليه امل وقد بدا اللون الاحمر يزحف لوجنتيها قائلة:"على فكرة افكاري ليست وقحة مثل افكارك."
في الغروب عاد بعدها امل والياس للمغارة حتى يرايا مشهد الغروب من هناك حيث الفتحة الكبيرة .. وذلك بعد ان تجولا في المتاحف الصغيرة التي خارج المغارة حيث تحتوي على اشكال من الاعقاد واواني تعود طرازاتها للعهد الفنيقي والاغريقي وايضا الروماني .. تناولا العشاء ايضا في الخارج .. اعربت امل فيه على انها اعجبت كثيرا بمنظر خليج طنجة من المكان .. الا ان الياس اخبرها بانه يعرف مكانا احسن بكثير لروية المدينة كلها .. وهو منظر رائع في الليل .. اخذها الياس بالسيارة الى مكان عالي جدا حيث استطاعت ان ترى المدينة كلها في الليل باضوائها المتلئلة التي تضيئها وكانها سفينة ضخمة على البحر .. كان منظرا رائعا للمدينة بيمنائها الضخم الذي يميزها والبواخر الكبيرة تبدو كنقط صغيرة مشعة من ذلك المكان وهي في وسط البحر.. كان الياس يمسك بخصرها يقف معها يحدق اليها وهي مدهشة بالمشهد امامها .. حتى التفتت اليه امل اخيرا وهي تقول باعجاب كبير:"حقا الياس اهناك مكان هنا ولا تعرفه.. ولاتقولي بانك تعرف كل هذا لانك ابن المدينة .. فلا اظن بان كل ابناء هذه المدينة يعرفونها كما تعرفها انت .. فانت لديك اماكن كثيرة مميزة خاصة بك ومنعزلة عن الاخرين .. انت تستمتع بها بروية ذلك العالم الجميل من بعيد .. وهذا اروع شيء."
ضحك الياس على كلامها بخفة قائلا:"هذا صحيح انا اعرف اماكن كثيرة لايعرفها الكثيرون حتى انور نفسه لايعرف هذه الاماكن ..كمكاننا السري مثلا وهذا المكان الذي هو ايضا منعزل فلا احد يعرف بان بامكانه روية كل المدينة من هنا على مااعتقد .. كما الكثير من الاماكن الرائعة والكثير.. فانا لطالما كنت احب التجول والحرية .. قد تجدين بان لدي اصدقاء كثيرين وانني جتماعي لدرجة كبيرة .. لكن احب الاوقات لدي يا عزيزتي هي عندما استكشف الاماكن الجديدة لوحدي .. وهذا ليس فقط في طنجة .. اعرف اماكن ومغارات لن تخطر على بالك في مدينة تطوان ومقاهي رائعة ليست معروفة كثيرا في مراكش.. ايضا الا تتذكرين شفشاون عندما وجدتنا بالصدفة في ذلك الشلال .. انا من اكتشفته واريته للاخرين .. بينما معظم السياح يكتفون بروية الوادي الذي تمر منه تلك المياه العذبة لكن انا بحثت عن مصدر تلك المياه لكي اجد مكانا اروع واجمل من الجدول الذي يعرفه الجميع .. والاهم ان ليس الكثيرمن الناس يعرفون ذلك الشلال.
"انت رائع."
ابتعد عنها الياس وذهب الى سيارته التي كان قد اوقفها بالقرب منهما .. ثم شغل مسجل السيارة .. حيث كان صوته مرتفعا يصل الى حيث امل واقفة .. ملئ الاجواء بموسيقى هادئة جدا ورومنسية .. عرفتها امل في الحال .. كانت نفس الموسيقى التي رقصا عليها في الزفاف عندما ارتدت فستانها الابيض .. مد يده اليها بلباقة قائلا:"اتسمحين لي برقصة معك؟"
ابتسمت امل بحرج فهي لم تعرف بما تجيبه فهو محترف جدا في اشياء تجعلها تحس بان قدميها لم يعودا على الارض .. عندما لم تتكلم ولم تجب عليه وراى بانها فقط تحدق اليه بصمت.. امسك هو بيدها بسرعة قائلا:"تعطينني يدك سيدة امل وتقولين طبعا حبيبي الياس ."
اطلقت امل شهقة فزع عندما جذبها الياس من خصرها بيده الاخرى وبسرعة كبيرة حتى تلتصق به ..حيث رقص معها على اثر الحان الاغنية بهدوء .. لم تكن امل تتقن الرقص جيدا .. الا انها كانت تتبع خطواته وهي تعرف بان الجزء الاكبر يقوم به هو .. المكان والزمان لتلك الرقصة كان شاعريا جدا .. كان يرقصان فوق التلة التي تطل على المدينة بانوارها الساطعة وكانها شموع كبيرة لاتحصى تنير ذلك المكان الذي جعلوه حلبة رقص لهم.. كان يدور معها على نغمات الموسيقى في الهواء الطلق .. كانت امل تضمه ووجهها على كتفه مغمضة العينين تستمتع بتلك اللحظة .. وقبل ان يكتمل اللحن.. ابعدها الياس عنه قليلا حتى يستطيع روية وجهها .. وقال لها بصوت ملئ بالمشاعر:"انذهب؟"
"كما تريد." تمتمت بذلك وهي تنظر الى عينيه كالمنومة مغناطسيا.
وضع الياس جبينه فوق جبينه وهو يضحك ضحكة جذابة صغيرة يعيد كلامها قائلا:"كما اريد ." واكمل قائل من بين ضحكه:"وكانني انا الوحيد المشتاق لك ."
تحدثت امل ولاول مرة عن حياتها الماضية لالياس.. لم تحب ان تحدثه في تلك اللحظة عن معاملة والدها القاسية لها .. وانما احبت ان تحدثه عن بعض ايامها القليلة التي كانت جميلة ..كاول يوم لها في الاعدادية وكيف احرجت نفسها فيه .. وعن افكارها واحلامها والتي بدات تكبر كثيرا عندما كانت في الثانوية.. وعن كذباتها الغبية والبيضاء كما سمتها امل على زميلاتها عندما كانت تتباهى بحياتها الرائعة وسفرياتها مع والديها السعيدين دائما .. وعن كيف ان زميلاتها كن يكتشفن كذبها بسهولة.. لانها لم تكن فعلا قد زارت تلك الاماكن من قبل .. كانت تحكي بحرية .. بحرية لم تعرف مثلها من قبل خصوصا معه هو لانه كان اكثر واحد معارض لماقامت به بهروبها من بيت والديها .. كان الياس يستمع اليها بصمت .. وهو يضمها بين ذراعيه .. توقفت امل عن الكلام .. عندما قاطعها الياس قائلا:"اتعرفين من الجيد بانك قدهربت من بيت والدك."
رفعت امل راسها اليه بذهول غير مصدقة ماسمعته .. ومع ظلام الغرفة .. الا ان ضوء القمر كان يدخل من الزجاج الكبير الذي يشرف على البحر .. كان كافيا لكي يرى الذهول على وجهها وعينها تبرقان بالفضول لمعرفة سبب كلامه ذاك .. فقال يوضح لها كلماته:"لو لم تهربي .. لما التقينا .. لو لم تحصل كل تلك المعانات لك .. لما اخذت عنك فكرة سيئة حتى اقع في غرامك فيما بعد." عادت امل للنوم على صدره بين ذرعيه وهي تضمه بقوة قائلة:"انا احبك .. احبك ..ونادمة جدا لانني كنت اكرهك في البداية."
ضحك الياس لكلامها وهو يتذكر كيف كانا يكرهان بعض .. ولايكفان عن اسماع الكلام السيء لبعضهما .. كم ندم هو الاخرعلى كل كلماته القاسية لها من قبل .. لكنه الان يبدا معها حياة جديدة .. وهو بنفسه كان قد قال لها بان الماضي قد مضى وبانهما عليهما ان يعيشا الايام القادمة وليس تذكر الماضي .. فكر بذلك وهو يقبل راسها .. وعندما لم تتحرك سالها قائلا:"هل نمت؟"
جائه جوابها فورا :"لا." لكي تكمل كلامها قائلة:"الياس ايمكنني ان اطرح عليك سوالا؟"
كان يحرك اصابعه على ذراعها جيئة وذهابا وهو يقول :"بالطبع يمكنك .. ولاداعي لطلب الاذن لذلك." واكمل بسخرية:"اذكر بانه كان لك لسانا طويلا قبل الزواج."
"انا جدية للغاية الياس ."
عندها حثها الياس على الكلام .. فقالت له بهدوء مصطنع بينما التوتر والترقب لردة فعله هو ماكان يتاكلها في الداخل:"لقد كنت اقول .. بما انني .. انني حكيت لك عن كل ماضي الخاص بي انا فقط .. ا..." توقفت امل عند تلك الكلمة اذ لم تستطع ان تكمل اكثر من ذلك .. فما تريد قوله تعرف بان الياس لم يتكلم به يوما مع احد منذ سنتين .. وكما اخبرتها صفاء من قبل .. ان ذلك الموضوع اقفل نهائيا عندعائلة الياس ولااحد يتكلم عنه مجددا وكانه لم يكن .. مع انه في الاونة الاخيرة عندما فاجئهم الياس بزواجه ..كان قد ذكر اسمها من جديد .. لكي يختفي ذلك الاسم بعدها من على لسانهم .. لكنها مع ذلك هي تريد معرفة عنه المزيد .. خصوصا وانها حكت له اليوم عن احلامها الماضية .. فما من مشكلة اذا هي عرفت شيئا عن ماضيه .. وهي ستتفهم كل ماسيقوله .. هي تريد فقط ان ترضي فضولها قليلا .. ولذلك اكملت قائلة وهي تقنع نفسها بانه زوجها ولا مشكلة بان تعرف عنه بعض اسراره:"لما لاتحكي لي عن حبك الاول؟" قالت ذلك وهي تكتم انفاسها .. عن ماستكون ردة فعله .. الا انها سمعته يقول بهدوء :"ان كان قصدك عن ماسبق .. فانا لم احب اي واحدة منهم لقد كانوا علاقات عابرة ..اسميها انا تسلية لاغير."
ابتسمت امل وهي تحس بسعادة تغمر قلبها .. لانه باعترافه ذاك قصد بانها حبه الاول .. لكن مع ذلك تلك الكلمة خرجت من فمها تلقائيا :"حتى كلوديا ؟"
شعرت بتشنج جسده الذي كان بقربها يضمها اليه .. وبجمود ذراعيه وهو يحاوطها بهما .. حتى انه توقف عن مداعبة ذراعها العاري .. لم يتكلم .. وقد شعرت بان الهدوء الذي حاوطهما فجاة عندما اختفى صوت همساتهم في الظلام .. بشعور سيء لم يعجبها ابدا .. كانت تشعر بان الجو قد اصبح بسبب نطقها لذلك الاسم متوترا ومضطربا .. ارادت بشدة ان تنهض من على السرير حتى تستطيع روية وجهه تحت ضوء القمر وترى ملامحه في هذه اللحظة .. وقد ازعجها صمت الياس المريب حتى انه لم تصدر عنه اية حركة بعد تلك الكلمة التي ندمت جدا لانها قد ذكرتها.. لكنها قد خطت خطوة للامام ولن تعود الى الوراء فمن الممكن بانه بعد قليل من الاصرار منها قد يحكي ويتكلم عن ما لايستيطع .. قالت اخيرا بشجاعة وبهدوء متوتر في نفس الوقت:"الياس .. لم لاتتكلم؟ .. اهي مشكلة ان تحكي لي عنها قليلا .. انا لااجد بان هناك اي مشكلة .. مالامر؟ حسنا اجبني فقط عن سوالي هذا .. اين التقيت بها؟ .. اعرف بانك التقيت بها في طنجة .. لكن في اهو في ذلك المكان الذي ذهبنا اليه اليوم .. في مغارة "هرقل" لقد استنتجت ذلك عندما قلت بانك لم تذهب الى هناك منذ سنتين .. تصورت بان بعد رحيلها قد .."
"اصمتي."
كان صوته حادا في الظلام .. حتى انه افزعها وهو يقاطعها عن اكمال كلامها بتلك الكلمة التي خرجت بعنف من فمه .. لقد تكلم اخيرا .. ولكن ياليته لم يتكلم فقد كان الغضب واضحا في صوته.. حتى انه ابعد ذراعيه عنها ايضا وهو يكمل:"من الافضل بالا تتحدثي في هذا الموضوع .. انا عندما تزوجت بك .. لم اريد ان اعرف شيئا عن ماضيك .. حتى انني لم اطلب منك ابدا ان تتحدثي عنه او تعرفيني على والديك .. فحياتي بداتها معك من اللحظة التي اعترفت لك بانني احبك .. ومن تلك اللحظة مايحصل معك هو مايهمني .. اما الذي لم اكن انا موجودا فيه فذلك لارغبة لي بمعرفته وانت بالمثل ايضا .. كما فعلت انا عليك ايضا الا تحاولي نبش ماضيي لاني لن اسمح بهذا ابدا." اكمل كلامه بقسوة شديدة الجمت لسان امل .. لكي يزيد الامر سوءا هو عندما ابتعد بعدها حتى ينام على جانبه الاخر وهو يواريها ظهره .. بقي كذلك بينما امل بقيت فقط تحدق الى ظهره بدهشة كبيرة وصمت اجتاحها .. استفاقت منها في على شعور الندم .. ندم كبيرعلى ماقالته وقد تمنت لو قطع لسانها قبل ان تنطق اسم تلك الفتاة .. لما عليها دئما ان تكون غبية هكذا وتفسد كل شيء .. كانت تلوم نفسها كثيرا .. وفي الاخير قررت بان عليها ان تصلح غلطها .. فقالت له بلطف رقيق:"الياس .. الياس ." لم يجيبها ظنت للحظة بانه قد يكون قد نام .. ولكنها اصرت على ان تتاكد من ذلك فلمست ذراعه برقة تقول:"انا اعتذر...." لم تكمل كلامها اذ قاطعها ببرود قائلا:"نامي امل .. نامي." واكمل بفتور:"تصبحين على خير."
"تصبح على خير "هكذا تمتمت امل وهي تحس بان الدموع بدات تحرق مقلتيها .. وهي تستدير للجهة الثانية من السرير مبتعدة عنه هي الاخرى .. وقد بدات دموعها تتسرب بصمت على وجنتيها .. منذهلة في نفس الوقت من ردة فعله القاسية .. اهذا كله لانها ذكرت كلوديا على لسانها .. كل هذا الغضب .. ايمكن بانه مايزال يكن شيئا لتلك الفتاة .. حبيبته الاولى .. لالا .. حاولت ان تقنع نفسها بذلك .. وهي متاكدة بانه يحبها هي .. اجل اسم امل هو الوحيد الذي يملك قلبه وليس كلوديا.. انها فقط ذكرته بجرح لم يمضي عليه الكثير حتى يشفى تماما .. لابد من انها ذكرته بالامه السابقة .. لكن مع ذلك هو ايضا بالغ في ردة فعله .. فهي لم تتقصد جرحه .. او ايذائه بكلامها .. لقد ارادت فقط ان تتشارك معه ماضيه واسراره.. لقد المها الان كثيرا .. كيف يفعل هذا وهذه هي ليلتهما الثانية بعد حفل زفافهما .. انهما في شهر عسل وهو يعاملها بهذه الطريقة .. بروده هذا ونفوره الذي عاد اليه في هذه اللحظة التي كانت اكثر من رائعة قبل ان تتحدث هي عن حبيبته السابقة الفتاة الفرنسية .. فعلا ليس في مكانه .. مسحت دموعها بصمت وهي تحاوط ذراعيها بنفسها وترفع اللحاف اكثر حتى رقبتها .. فقد شعرت فجاة بالبرد يحيط بانحاء جسمها الرقيق .. مع ان الجو كان حارا والمكيف مطفأ .. الا ان ذلك البرد بقي يحاوطها ودموعها ابت ان تتوقف .. لم تعرف كم بيقت وهي تحاول السيطرة على دموعها من دون ان تصدر اي صوت .. حتى نامت اخيرا وقد اتعبتها دموعها واجهدتها .. كما اتعبها حب الياس الذي لاتستطيع ان تفهمه في بعض الاحيان.


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 03-06-11, 05:27 PM   #979

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

شعرت امل وقبل ان تفتح عينيها .. بشيء ناعم رقيق .. يدغدغ بشرة خذها .. فابتسمت لااراديا لذلك الشعور الدافئ الذي يحاوطها .. سمعته يقول لها:"استيقظتي؟"
لم تجبه امل .. اذ لم تريد ان تستفيق من تلك اللحظة الرائعة .. والتي احببتها من باطن عقلها .. بل ازدادت ابتسامتها اتساعا تعبيرا عن شعورها .. خصوصا وهي تشعر بذلك الشيء الناعم يمر الان فوق شفتيها مرورا تحت انفها برقة شديدة .. لكي يتخلخل فورا عطر جميل في انفها ويصل الى اعماق باطن عقلها حتى يكون مثل الهواء المنعش الذي انعش عقلها الباطن ويميزها فورا على انها رائحة طبيعية وجذابة .. جعلتها تستيقظ وتفتح عينيها رغما عنها .. اول ما ان فتحت امل عينها التقتا فورا بعيناه الرماديتان الامعتان بغرور .. اتسعت ابتسامته وهو يقول لها بينما يمد لها يده الذي كان يقَيظها بها:"صباح الورد."
امسكت امل الوردة الحمراء من يده .. وهي تجيبه قائلة:"صباح النور."
كانت تشم الوردة الجميلة ذات العطر الاخاذ والذي طردت كل النعاس من عينيها خصوصا وهي ترى بانها محاوطة بذراعي الياس برقة .. وهو كان ممددا على السرير امامها يتكا على مقدمة السرير وهي بين ذراعيه.. رات بانه يرتدي سروالا قصيرا ابيض اللون خفيفا .. بينما كان صدره عاريا .. فسالته قائلة:"هل خرجت .. منذ متى وانت مستيقظ؟"
امسك بخصلة من شعرها وابعدها عن جبينها قائلا:"منذ ساعة تقريبا .. وقد قطفت لك هذه الوردة خصوصا لك وانتي لم تشعري بنهوضي من على السرير .. اصبح نومك ثقيلا بعد الزواج."
احنت راسها بخجل .. ولكي تداري خجلها .. نظرت الى الساعة التي كانت بجانب السرير .. لكي تشهق قائلة:"الوقت متاخر جدا .. لااصدق بانني تاخرت بالنوم هكذا .. وانت مستيقظ منذ ساعة وبدون افطار ."
نهضت بعدها بسرعة من بين ذراعيه وتناولت روبها الابيض الذي كان على الارض وارتدته بسرعة مبتعدة عنه .
كان الياس جالسا على الكرسي الذي كان حول الطاولة خارج البيت في الشرفة الكبيرة حيث منظر البحر الازرق الصافي الهادئ امامه .. والرمال التي تبدوا كالذهب اللماع والذي يزداد لمعانه اكثر تحت الشمس الساطعة .. المكان كان هادئا للغاية .. ولا احد فيه غيرهما.. فالبيوت المجاورة كلها خالية .. فالعطلة الصيفية قد انتهت قبل حتى حفل زفافهم .. والكل عاد لدراسته وعمله كما يجب .. هما وحدهما موجودان على تلك البقعة المنعزلة الرائعة .. سمع امل تحط له بسرعة الصحون فوق الطاولة .. نظر اليها يحاول معرفة استفسار منها على هذه السرعة في تجهيز الافطار .. حتى انها لم تغير ثيابها وماتزال بروبها الابيض الحريري والذي كانت عقدته على وشك ان تفسخ .. كانت تتنقل مابين المطبخ والشرفة بسرعة كبيرة .. نظرت اليه امل قائلة بنبرة اعتذار وهي ترتب الصحون على الطاولة:"اسفة لتركك كل هذا الوقت بدون افطار .. لكن انت لم توقظني."
"لم اوقظك .. لانني استمتع في تاملك وانت نائمة."
ابتسمت امل وهي تحرك راسها يمينا وشمالا غير مصدقة رقته الشديدة ورومنسيته في الكلام معها .. فلكل سوال منها له عنده هو له جواب غير متوقع .. انه شخص مختلف تماما عن الذي التقته في البداية قبل ان تقع في حبه .. لم تكن تتوقع ابدا بانه يخفي كل هذه الرقة والحب واللطف في داخله.. شخصيته مختلفة تماما عما كان عليه في الاول .. لهذا فهمت لما صفاء كانت تقول بان جميع الفتيات تقعن في غرامه بسهولة .. ليس فقط من اجل وسامته .. بل ايضا كلامه الخبير في اطاحة العقول والسيطرة عليها .. بعد ان وضعت له فنجان القهوة امامه كما يحب .. كادت ان تجلس في مكانها الا انه جذبها من ذراعها اليه قائلا:"الى اين؟"
اجلسها فوق ساقيه بدلال .. امسك بفطيرة صغيرة ووضعها في فمها .. لكي تقضم منها امل ثم قالت له:"انت تدللني كثيرا .. ربما لن تعجبك النتيجة في نهاية الامر."
ضحك الياس وهو يلمس انفها بانفه قائلا:"لن تكون هناك نتجية لانني لن اكف عن تدليلك ابدا."
"هكذا اذا ." قالتها ثم امسكت بقطعة صغيرة من قطع الانانس التي كانت في صحن الفواكه واطعمته له وهي تكمل كلامها قائلة:"اذا انا ايضا سادللك."
تنوالا افطارهما كاملا بتلك الطريقة ..الاخر يتسابق في اطعام الاخر بحب كبير .. في الاخير نهض الياس وهو يطلب منها ان تغير ملابسها للسباحة .. بينما هو سيذهب سينتظرها على الشاطئ.. كانت امل تنظر اليه وهو يبتعد عنها .. بينما قد اختفت كل تلك اللحظات التي جارته فيها .. صحيح بانها كانت لحظات رومنسية جدا واعجبتها للغاية .. الا انها ماتزال مستغربة من معاملته لها اليوم وذلك منذ ان استيقظت ووجدت نفسها بين ذراعيه .. وهي تتذكر بذهول كيف ابتعد عنها ليلة البارحة ببرود لكي ينام بيعيدا عنها وكانهما ليس فقط بعد يومين من زواجهم .. في تلك اللحظة كان قد اشعرها بالالم الكبير في قلبها عندما ابتعد منها بتلك الطريقة .. وذلك فقط بسبب حديثها عن كلوديا.. شعرت بالالم وبالصدمة لانه تاثر بهذا الشكل لذكرها .. كانت تظن بانه قام بنسيانها لكنه فاجئها بردة فعله تلك .. تنهدت بعمق ..وهي تتذكر كل لحظاتهما الجميلة .. صوت كان ينبع من قلبها اخبرها بانها غبية جدا لدرجة ان تنغص على نفسها وعلى الياس شهر عسلهما .. وكما قال الياس .. فقد بدا معها حياة جديدة من يوم اعترف لها بحبه ومن دون ان يلتفت الى ماضيها وهكذا يجب هي ان تفعل معه .. هي تعرف بانه يحبها .. فغير هذا لايمكن .. فكل مافعله الياس دليل على حبه لها .. لن يقوم بكل هذا فقط لانها تعجبه .. لا لا..انه يحبها .. ثم انه عندما ينطقها تشعر بتلك الكلمة حية تخرج من بين شفتيه .. لايمكن ان تكون كذبا هذا شيء ماكدا .. هي فقط من عليها ان تنسى كلوديا وامرها .. لو فكرت قليلا لوجدت بان الانسان لايحب ان يتذكر ماضيه المولم .. ليس لانه يحزن على مضي ذلك الماضي لحبه له .. بل لان ذلك الماضي يولمه فلايريد الحديث عنه .. وهذا مايحصل مع الياس .. اجل .. كما هي لاتريد تذكر عائلتها لان ذلك يولمها .. فالياس بالتاكيد يالمه كثيرا تذكر ماضيه مع تلك الفتاة كلوديا .. نهضت من مكانها بهمة جديدة وهي تعد نفسها بانها ستكف عن التصرف بطفولية .. وتنسى امر تلك الفتاة وتساعد زوجها على طرد ماضيه المولم من قلبه وتعوضه عن كل ماسبق .. فالمستقبل سيكون زاهرا بحبهما لاغير ذلك .. اعادت ترتيب الطاولة بعد ان جمعت كل شيء منها .. ثم استحمت وارتدت بعدها ملابس سباحة يتكونان من قطعتين في اللون الابيض مع سلسة ذهبية كاكسسوار يحمل صدريتها .. تركت شعرها ورائها مفرودا وقد مشطته لكي تجعله يبدوا بعد استحمامها كلفائف جميلة .. وخرجت من دون ان ترتدي شيء اخر .. فلا احد في المكان غيرهما .. وجدته قد اخرج "جت سكي" وكان ينتظرها وهو يجلس عليه .. حال رويته لها نزل عنه وتوجه الى امل وهو يمسك بيدهاهامسا في اذنها :"اغار عليك حتى من نسمة الهواء."
جذبها من يدها حتى ترافقه .. لكن امل اوقفته قائلة:"انا لااستطيع مرافقتك .. لااعرف السباحة واصبحت اخاف من مياه البحر كثيرا بعد تلك المرة التي كنت ساغرق فيها."
قال الياس بثقة :"انا اعرف السباحة .. ولن ادع مكروها يصيبك."
قالت امل بتخوف:"اعرف .. لكن انا لااحب الدخول الى البحر .. يمكنك الذهاب انت .. انا سابقى هنا تكفيني مراقبة مياه البحر والاستمتاع بالشمس الحارة والرمال الذهبية."
لم يقتنع الياس ابدا بكلامها .. بل اصر عليها بمرافقته على"جت سكي".. وفي الاخير وافقت امل بتردد .. وكانت موافقتها فقط لان الياس قال بانهما لن يسبحا .. وفقط سيستمتعان بالتجول على "جت سكي" فوق مياه البحر .. لم تكن هناك مشكلة للوصول الى" جت سكي"فهو كان قريبا من الشاطئ .. المياه كانت دافئة للغاية عندما لمستها امل .. كانت ناعمة ودافئة .. وبالطبع هادئة تجعلك رغما عنك تثق فيها .. ركبت امل فوق "جت سكي"بمساعدة الياس بينما كان هو في المقدمة .. قبل ان يدير الياس "جت سكي".. سالته امل بحذر:"الياس .. انت ستسوق على مهل صحيح ؟"
كان رد الياس هو انه في لحظة مفاجئة ادار "جت سكي" بسرعة كبيرة لكي ينطلق به بسرعة جنونية لللامام .. حيث المياه تظهر هناك اكثر زرقة .. كانت المياه تتطاير من حولهما لكي ترش امل بقطراتها المالحة .. كانت في البداية قد اغمضت عينيها بخوف .. لكنها فيما بعد فتحتهما .. كان الخوف قد بدا يختفي منها وهي ترى بان الامر ممتع على غير ماكانت تتوقع ومع ذلك هي لم تترك تمسكها بخصر الياس .. لخوفها من السقوط في البحر .. قاما بجولة كبيرة على "جت سكي" .. حتى انهما ابتعدا عن البيت كثيرا .. وفي الاخير .. توقف الياس في وسط البحر .. حيث العمق وحيث زرقة المياه اقوى.. عرفت امل بان المياه بالتاكيد ستكون باردة في ذلك المكان .. حيث العمق .. ادار لها وجهه قائلا:"امل .. لو سمحت لقد توقفنا هل من الممكن الان تبعدي يديك التي تشدان على خصري بقوة ."
ابعدت امل يديها عن خصره وهي مستغربة لوقوفهما في وسط البحر واول شيئ خطر على بالها كان هو ان شيء حصل "لجت سكي" او تعطل حتى وربما سيبقيان في وسط البحر بدون مساعدة .. لكن الياس طمئنها ساخرا من افكارها السوداء قائلا:"لاتخافي .. لقد اوقفته فقط حتى نستطيع ان نسبح هنا .. لاشيء اخر."
شهقت امل بذهول غير مصدقة ما سمعت بينما هوكان قد نهض من مكانه وتركها لوحدها جالسة .. حيث تشبثت بالكرسي بخوف حتى لاتسقط و"جت سكي" يتمايل على الماء بفعل وقوف الياس:"اانت مجنون؟ كيف ستستطيع السباحة هنا .. اتريد قتل نفسك؟ نحن في وسط البحر .. والعمق كبير هنا."
اجابها الياس بمرح :"لن يحصل شيء .. انا اعرف السباحة والمياه تكون هنا رائعة افضل من الشاطئ بكثير."
لم يترك لامل فرصة الاحتجاج اكثر .. اذ ذهب الى موخرة "جت سكي" وقفز في المياه في لحظة لم تستوعب فيها امل بعد انه فعلا قد فعلها .. الا بعد لحظات من مرورها .. وهي تسمع صوت نزوله في الماء قويا مع المياه التي تطايرت بعنف جراء سقوط جسده فيها .. لم تسمع امل اي صوت بعدها .. نهضت امل من مكانها ناسية خوفها من السقوط في المياه ووقفت وهي تحاول ان تشبث نفسها لتمايل "جت سكي" بها .. نظرت من حولها لم يكن هناك شيء غير المياه الزرقاء حولها .. فطلت برعب براسها الى المكان الذي قفز فيه الياس .. وقد رسم على وجهها الرعب .. لخوفها لما يمكن ان يكون قد حصل له تحت المياه .. حال ان طلت براسها .. حتى اطلقت صرخة فزع كبيرة .. عندما اخرج الياس راسه من الماء بسرعة مفاجئة جدا .. وهو يتنفس بحدة وفي نفس الوقت يضحك .. وقبل ان تستطيع امل قول شيء او تستوعب ماحصل .. كانت قد اطلقت صرخة اخرى وهو يجذبها من ذراعها بسرعة الى المياه .. لم تستطع ان تفتح عينيها وقد ظنت بان المياه قد ابتلعتها .. وهي تردد بهلع:"ساموت .. ساموت."
فتحت عينيها اخيرا على اثر ضحكات الياس العالية وقد انتباته نوبة ضحك هستيرية لم يستطع ان يسيطر عليها ..انزلت عينيها الى الاسفل لكي ترى بانهما معا في المياه الذي تصل حتى رقبتهما .. الا انها كانت تضم الياس متمسكة به وبسببه هو كانت هي ماتزال فوق الماء ولم تغرق كما كانت تتوقع .. فقد كان يقوم بدور السباحة عنها .. لم تكن المياه دافئة كما كانت مياه الشاطئ .. لكنها لم تكن ايضا باردة جدا .. غضب امل كان قد تصاعد كثيرا وهي تراه يضحك منها وهي تزداد بالتشبث به بقوة وتقول:"اتراه امرا مضحكا ان تلعب باعصابي."
شعرت امل بالغيظ الكبير وهي تراه مايزال يضحك .. بينما هي كانت على وشك ان تموت خوفا عليه .. وهو فقط يجد خوفها هذا مسليا له .. قالت له بسرعة وغضب كبير:"اعدني الان الياس الى البيت .. الان."
توقف الياس عن الضحك .. ونظر اليها وهو يرفع حاجبه باستغراب من ردة فعلها .. وعندما لم تلن ملامح امل ولو قليلا .. وهي ترسم على وجهها الغضب والحدة لاغير .. رات بانه بدا يقربها اكثر اليه وهو يمرر اصابعه على عمودها الفقري برقة شديدة يقصد منها مداعبتها .. كل جمود امل وغضبها اختفى في لحظة والياس يحط شفتيها على شفتيها .. حتى يقبلها برقة انستها كل شيء من حولها .. حتى انها في وسط البحر .. ازدادت قبلته شغفا وزداد تعلقا بها .. لم تستيقظ امل حتى احست باصابعه التي كانت تداعب ظهرها قد بدات تعبث بالخيوط الرقيقة لحمالة صدريتها.. في تلك اللحظة استفاقت امل كليا من غيبوبتها .. وابتعدت عن الياس وهي تمسك بتلك الخيوط حتى لاتحل عقدتها تماما .. لم يدعها الياس تبتعد عنه وقد امسك بذقنها يقربه منه ثانية .. الا انها همست قائلة :"الياس .. يكفي .. ليس هنا."
"لماذا؟ .. ليس هناك احد .. نحن في وسط المياه." قال ذلك وهو يحدق في شفتيها لكي يقبلها من جديد .. الا ان امل ابتعدت عن شفتيه بصعوبة قائلة:"الياس .. ليس هنا .. لاتكن عنيدا."
ربطت بسرعة خيوط حمالاتها قبل ان تقع .. ثم حاولت التعلق "بجت سكي" الذي كان ورائها قريبا جدا منها .. لم يجد الياس مايفعله غير ان يساعدها على الصعود وقد فهم بانها قد خجلت منتقربه ذاك منها في وضح النهار.. صعد هو الاخر الى "جت سكي" واداره مرة ثانية.. لكي يذهبا بنفس السرعة الجنونية من هناك.
كانا قد امضيا نهارا ممتعا جدا .. واكثر ماستمتعت به امل هو عندما سباحا هي والياس حيث الصخور العملاقة .. في الاول شعرت امل بالخوف من السباحة وسط الاسماك التي كانت تحوم حولهما الا ان الياس طمئنها بانها لن توذيها لانها اسماك صغيرة جدا .. سبحا وسطها ورات الاعشاب والطحالب التي كانت بين الصخور وفي قاع البحر .. الياس لم يدع مكانا رائعا ولم يريه لها في مدينته .. وقد ختم يومهما بان ذهبا بواسطة "جت سكي" ايضا الى مكانهما السري .. حيث انتقلا من البحر الابيض المتوسط بشواطئه الهادئة والرائعة الى المحيط الاطلسي حيث الامواج العملاقة تضرب الصخور .. كانت السباحة في ذلك المكان الخطر صعبة وخطرة.. لذلك كان الياس حذرا جدا بالسباحة مع امل هناك .. حتى وصلا الى الصخور وصعدا اليها .. حيث استقرا هناك .. وقد كانت امل نائمة على صدر الياس بين الصخور .. وهما يستمتعان بهدوء ذلك المكان .. وروعة غروب الشمس .. كان الياس فقط يلعب بخصلات شعرها البنية ويلفها حول اصبعه برقة عندما قال لها:"امل."
اجابته امل بدلال :"امم."
كانت تنتظر ان يتكلم .. بما انه ناداها .. لكنه لم يقل شيئا .. بقيت لعدة لحظات تستمع ان كان سيقول شيئا .. لكنه لم ينطق مرة ثانية باي كلمة ..عندها اظطرت امل لسوالها هي قائلة:"ماذا الياس ؟ ماذا كنت تريد ان تقول؟"
احست بتردده فيما يريد قوله ..فالتفتت اليه تحدق في عينيه كي تحثه على الكلام قائلة بجدية:"هيا الياس .. قلي ماذا تريد؟"
"لاشيء." هذا كل مااجابها به وهو يعيدها مكانها حيث كانت مسترخية بين ذراعيه .. بقيت امل صامتة تجبر نفسها على الا تضغط عليه للتحدث الم يكن هو يريد .. مع انها كانت تريد بشدة ان تعرف مايشغل باله الان وبماذا كان يريد التحدث اليها .. فقد رات في عينيه بانه كان يريد الحديث معها في موضوع مهم وبشدة .. لكن وكانه كان يشعر بالخوف والنفور من ذلك الموضوع .. تمنت فقط بالا يفسد يومهما مثل البارحة .. لذلك التزمت الصمت .. ولكنها حبست انفاسها عندما سمعته يتكلم اخيرا وقد بدا انه قد اتخذ قرارا للتحدث عن يشغله قائلا:"امل .. كنت اريد ان اعتذر منك عن ليلة البارحة .. تصرفي كان سيئا معك للغاية .. انا اسف حقا لما فعلته."
تنفست امل الصعداء ثم قالت وهي تحدق في الشمس التي اصبحت حمراء اللون تغيب تحت الماء مسافرة الى عالمها الثاني:"لاداعي للعتذار الياس .. انا هي من تكلمت بموضوع مات واردت ان اعود بصفحات دابلة اصبحت من الماضي لاحياة فيها."
احست بقبلته مثل كلمة الشكر الذي لم ينطقها بلسانه على راسها .. وهو مايزال يلعب بشعرها .. لم تزيد امل التحدث في ذلك الموضوع .. ولا هو .. اذا يبدوا بان كلمات امل هو ماكان ينتظرها حتى يعلن نهائيا ان الموضوع قد اقفل .. راى ابتسامتها على جانب شفتيها .. فقال لها:"لما تبتسمين؟"
اجابته امل بمرح:"لانك ذكي جدا وخبيث .. لقد جعلت نهارنا يبدوا كالحلم .. وذلك حتى تعتذر في نهايته .. لانك متاكد بعد كل ماحصل لن استطيع رفض اعتذارك."
ابتعد عنها الياس لكي يحط بسرعة وبحذر راسها على الصخرة التي كانت ورائهم حيث اسمهما مايزال منقوشا هناك للابد .. بينما هو اتكا على ذراعه وهو يحدق الى وجهها مباشرة قائلا:"هكذا اذا .. ذكي وخبيث ."
كانت تضحك لكلامها .. وهي تعرف في قرارة نفسها بانه لم يحدثها في الموضوع صباحا لانه وببساطة كان لايريد تذكره .. لكن الذنب لم يرحمه وضميره لم يكتفي عن تعذيبه لانه لم يعتذر لها عن معاملته ليلة البارحة لها.. فقام في الاخير باخذ قرار الاعتذار منها .. قالت له امل من بين ضحكتها الصغيرة الرنانة :"انت في الاصل لاتحتاج الياس للذكاء والخبث حتى اسامحك .. يكفي حبي الكبير لك حتى يغطي على كل العقبات التي تواجهنا."


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 03-06-11, 05:29 PM   #980

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مشاهدة المشاركة
سكينة الفصل كبير منشان هيك مو ظاهر ... إقسميه على ردين منشان يظهر ...
شكرا هبة على التوضيح .. فعلا كان معك حق .. قسمته الى ثلاثة اجزاء
اتمنى ان تنال اعجابكم.


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:02 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.