آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
13-03-11, 08:02 PM
| #92 | ||||||||||
| نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام  
|  اقتباس:
سلاامي وأعتزازي  | ||||||||||
|  |
|
14-03-11, 01:20 AM
| #93 | |||||||||
| نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| الفصل الرابع ( ندة له ) عبست تالا وهي تضع اصبعها في فمها , شعرت بوخزات من الألم ولكنها أستمرت لتخفف الدم المتدفق منه , دخل براد في تلك اللحظة إلى المطبخ ورآها تقف قرب الطباخ على هذه الحال فبادرها في القول :" هذه عادة سيئة " رفعت بصرها لتلتقي بعينيه فأقترب هو ليقول مبتسما :" ضعيه تحت الماء الجاري , ثم ضمديه " . فقالت بتجهم :" لقد فعلت , ولكني ..معتادة .." وتوقفت عن اكمال جملتها , ..لاداعي لأن توافقه بكونها عادة سيئة , استمر يبتسم وهو يمد يده :" هاتي , دعيني آراه " أرادت أن ترفض ولكنه تناول يدها ليفتح ماء الصنبور , ضغطت تالا على أسنانها لتوقف مشاعر التوتر التي مرت بجسدها , ثم سحبت يدها لتقول :" أظن إنه توقف , " ثم تناولت لاصق الجروح ولفته حول اصبعها فسألها :" كيف جرحته ؟" . أجابت بتمتمة :" بحافة السكين كالعادة " لف يده حول صدره واتكأ على المغسلة قائلا :" لا تعرفين صنع قهوة جيدة ..سيئة في استخدام السكين , أمتأكدة من إنك عشت لوحدك طيلة تلك السنوات ؟" . كانت قد أخبرته بأنها في أمريكا منذ خمس سنوات وهكذا ردت عليه :" ليس بالضرورة أن أكون مثالية في كل شيء " . أخذ يصنع قهوة لنفسه وسمعته يكتم تثائبه بيده :" على كل حال , لما أنت مستيقظة في هذا الوقت المبكر ؟" ردت عليه وهي تجلس لتتناول طعام افطارها المكون من توست وقطع من الجبن المحلى :" أنا بحاجة لأن أتخلص من كسلي , المعرض سيقترب وكل الذي أفعله هو قضاء أوقاتي بالنوم " التفت يحدجها بنظرة لامعة :" أهذا مديح موجه إلي ؟ لا داعي لأن تلفي وتدوري , لقد أعجبك السكن في الطابق العلوي ". أرادت أن تخبره بأنها ابتدأت لتوها تذوق معنى الأمان في حياتها بعد سلسلة من خيبات الأمل المتواصلة ولكنها لم تكن تحب أظهار مشاعرها مع شخص غريب عنها فقالت بدلا من ذلك :" أنا أحاول التكيف مع المنزل, لم أنتقل إلا منذ يومين " مشاركة السكن مع رجل لم تعتده تالا من قبل , صحيح إنه فضل أن يكون المطبخ مشتركا بينهما , إلا إنها لم تكن تشعر بالراحة , بل شعرت وكأنها تتطفل عليه , نظر إليها وسألها :" هل أصب لك القهوة ؟" . جيد إنهما في حالة هدنة ..جيد إنهما أنهيا جميع الخلافات ..ولكنها استمرت تشعر بالقلق , كيف يمكنها أن تخبره ببساطة أنها تفضل البقاء في غرفتها والتظاهر بالنوم على النزول ومشاركته الطابق السفلي .أنت لست جبانة ياتالا , حدثت نفسها ..أعطي مجالا لنفسك قبل أن تتعودي على الوضع الراهن. كانت الغرفة التي استأجرتها تحتوي على بعض الاثاث القديم, أخبرها براد إن عليها التخلص منه إن احبت, ولكنها أعتبرت الغرفة أثرية , ربما لأنها كانت في زمان ماضي غرفة والديه الخاصة , لم تكن تعرف تالا لماذا يتصرف براد بعدم اهتمام حيال الأمر هذا ..فكرة أن يتخلص من اثاث الغرفة القديمة كانت قاسية بعض الشيء ولكنها احتاجت متسع لتضع فيه سريرها وخزانة ملابسها , أبقت التسريحة في مكانها ولكنها أضطرت لشحن البقية نحو محلات النجارة المهتمة بالأثاث القديم وقبضت المال لتعطيه لبراد , وقتها تصرف ببرود وهو يخبرها أن تتبرع بالمال نحو المؤسسات الخيرية , وأخفت غضبها من رده اللاأبالي فقررت أن تسلم المبلغ لمحاميه وهو من يتصرف به . عمدت تالا في يومها الأول على تغيير ديكور غرفتها الجديدة فأشترت ستائر جديدة وعلقت بعض اللوحات التي رسمتها بريشتها الخاصة منذ زمن ثم وضعت العديد من الآنيات الفضية التي ملئتها بورود شتى اشترتها من مشتل الورود القريب . كانت تحب الأعتناء بالغرفة , فسبغت فيها بعض اللمسات الأنثوية ..صحيح إن الجناح الذي قطنت فيه كان ممتازا إلا انه افتقد لطابع البساطة , وحينما تركته لم تشعر بأنها ستفتقد المكان , كانت مجرد زائرة , وقد علمت تالا نفسها على مر السنين أن لا تتعلق بالأشياء ..لأن الحياة ليست مأمونة , ولأنها لو كانت غير ذلك لما استطاعت مغادرة بلدها دون ندم ..لقد ركضت وراء أحلامها وطوحاتها ..تخلصت من عقدتها النفسية وأنطلقت في عالم ليس في رقيب إلا ذاتها ونالت حريتها ..إلا إنها دفعت الثمن بوحدتها القاسية ..خمس سنوات كانت تتنقل من مكان لآخر دون أصدقاء حقيقيون ..دون أن تعرف معنى الحب وأحساس الأمان , كانت تفكر دوما إنه لولا وجود ديزموند في حياتها لما كانت عرفت قيمتها الحقيقية. " تعرفين جيدا إن الموضوع لا يستوجب كل هذا التفكير !" انبعثت تلك الكلمات من مكان ما , أجفلت فجأة لتعود إلى الواقع وركزت للحظات في وجه براد , كان حاجبه مرفوع بطريقة ذكية وحينما لم تعرف بماذا تجيبه أخذت تشعر بالبلبلة والأرتباك ..ماذا كان يسألها ؟؟.وكأنه قرأ السؤال في عينيها فأردف يقول وهو يهز دلو القهوة الممتلئ :" سألتك إن كنت ترغبين في كوب من القهوة ؟" أحمر وجهها :"أوه نعم ..ارغب بذلك من فضلك " . صب لها القهوة في الكوب واضاف إليه الحليب ثم قدمه لها وهو يقول مبتسما :" هاك , تبدين بحاجة للأنتعاش ولكن لاتنسي أن تمتدحيني بعد تناولها " تمنت كثيرا لو إن القهوة لا تعجبها, حينما تلامست أصابعهما أثناء أعطائها القهوة ,شعرت بأنها تتصلب في مكانها ..هل تعمد لمس يدها , أم إن عقلها السخيف ابتدأ يوحي لها بذلك ؟؟. مهما يكن فقد تصرفت بشكل طبيعي وهي ترتشف من الكوب ..ولدقائق كان الصمت معلنا بينهما حتى أخترقه صوت براد بقوله فجأة :" لقد تأخرت عن عملي ..ارجو المعذرة " ووضع الكوب جانبا وخرج مستعجلا من المطبخ ..رفعت تالا حاجبها وفكرت بأن الرجال هم مخلوقات غريبة ..لم ينتظر حتى أن يسمع رأيها بشأن قهوته . بعد ساعة من ذلك , وفيما هي مشغولة في الغرفة الكبيرة والتي اتخذتها مرسم لها سمعت جرس الباب يرن فنزلت في الحال متأملة أن يكون ديزموند قادم , كان قد وعدها بزيارة ولكنها ما إن فتحت الباب حتى وجدت نفسها تحدق بدييغو ..أبن خالة براد. لقد نست كم تأثر قلبها بمظهره الوسيم , كانت ردة فعلها أنثوية كاملة وهي تتطلع بعينيه الذهبية اللامعة ..أخذ قلبها يخفق وأحمر وجهها لتطلعه الجريء . حاولت أن ترسم ابتسامة رقيقة على شفتيها وهي تقول :" آه ..مرحبا " رد عليها بابتسامة عريضة جذابة :" أعتقد إن الشمس أشرقت لتوها عندي " . لم تستطع إلا أن تضحك لتداري خجلها الشديد ثم قالت بعدها :" ماذا ؟ هل ستبقى واقفا هكذا ..؟" رد عليها بعينين تلمعان :" هذا يعتمد على صاحبة المنزل ..أنا لم اتلقى الدعوة المناسبة " فسارعت تقول وقد أحمر خديها دون سبب :" أنا لست كذلك ..أقصد يعني ..لايزال ابن خالتك صاحب المنزل " قاطعها برقة :" قولي تفضل بالدخول أولا , وبعدها دعينا نناقش موضوع اهلية السكن " ابتسمت تالا بلطف وأشارت عليه بالدخول ..كان أطول قامة منها , لم تكن ملابسه رسمية أبدا ..قميص أخضر فاتح وبنطال أسود ومع ذلك فقد بدا جذاب للغاية ..تعبته نحو غرفة الجلوس وأخذت تقول :" أبن خالتك غير موجود في البيت , لقد غادر قبل ساعة " اراح جسده على الكنبة ونظر إليها بأستمتاع وقال :" لم آتي لأجل براد .." وابتسم برقة وتابع :" أرجوك أجلسي معي " . ولكنها جلست أمامه على كرسي من الخيزران وهي تفكر كيف ستكون هادئة بوجوده الجاذب فهي في آخر مرة كانت منشغلة بالجدال مع براد !!. سمعته يسألها :" هكذا إذن !..مالذي جعل براد يغير رأيه ويمنحك فرصة السكن في منزله ؟" . فقالت تالا تتصنع الهدوء :" أنت أخبرني ..هل ابن خالتك معتاد على تغيير رأيه بهذه البساطة ؟" . اتكأ على ظهره وهو يقول ضاحكا بعذوبة :" قطعا ..إنه معروف برأيه الصلب ..لا يغيره لو قلبت الدنيا !" . شعرت تالا بالحيرة تغزو قلبها ..إذن لماذا عاد وغير رأيه بشأنها ؟؟ مالذي أجبره على زيارتها وتقديم عرضه بشأن السكن ؟ هل من المعقول أن يكون السبب حاجته الماسة للمال ؟. عقدت تالا ذراعيها حول صدرها وسألته بهدوء خطر :" من أين جاءت عقدة ابن خالتك النفسية مع النساء ؟" رفع حاجبه بمهارة وأجابها :" عقدة ؟!..ومن أين جاءت ببالك هذه الفكرة ..إنه كازنوفا النساء " إذا كان ابن خالته هكذا ..فماذا يكون هو؟؟...سمعته تالا يقول مكملا :" إنه فقط لايحب أن يتعلق بأمرأة ما ..لا أذكر إنه بقى مع امرأة لأكثر من اسبوع ". فقالت ساخرة :" آهاه إنه يحب المتعة إذن " قهقه دييغو ضاحكا :" يمكنك أن تقولي ذلك ..وأعتقد إن عمله كصحفي سياسي جعله أكثر خشونة " . رفعت تالا حاجبها وشعرت بالفضول لتسأله أكثر ..ولكنها خشيت أن ينتبه لهذا ..وتسائلت بينها وبين نفسها إن كان براد صحفي مرموق .وهكذا ولكي لا تفكر به أكثر مما يستحق سألت دييغو :" ماذا تحب أن تشرب ..إن كنت ترغب بقهوة فسأحضرها لك في المطبخ " . قام ورآها نحو المطبخ وسمعته يسألها :" حسبما سمعت ذلك اليوم بأنك رسامة ..أليس كذلك ؟" . أخذت تحضر له القهوة وردت عليه :" أجل ..أنا في صدد المعرض الثالث " قالتها بلا أهتمام فرد عليها دييغو :" أنا أقضي أوقات فراغي بالنحت على الحجر ..حينما كنت صغيرا اشتغلت مع فنان كان يسكن في حينا وتعلمت منه بعض الأمور المهمة ..ومنذ ذلك اليوم وأنا اقدر الفن بكل أنواعه " . شعرت تالا بأن هناك مغزى في كلامه لم تنظر إليه اثناء ذلك وهي تقول :" جميل ما تقوله فابن خالتك لم يذكر لي هذا الشيء ..أنا مسرورة لأني وجدت شخصا يناصر الفن في هذا المنزل " . فابتسم دييغو متفهما وقال مشيرا بحديثه لبراد :" قد يكون فضولي بأعتباره صحفي ولكن خارج أخبار السياسة وأحداث العنف لا يقدر شيئا اسمه الفن " واسترسل في الحديث عن براد بشكل أرضى جزئا من فضولها :" لقد نشأنا معا لفترات متعددة ..كانت خالتي تزورنا بين الحين والآخر في مدريد ,وترسخت بيننا اسس الصداقة حتى الآن , رغم إن خالتي حينما عادت إلى اسبانيا نهائيا أختار هو العيش في أمريكا " . فسألته بأهتمام :" وهل أنت الآن في أجازة ..اقصد ماذا تعمل غير النحت على الحجر ؟" . وقدمت له كوب القهوة متمنية من كل قلبها أن تعجبه بطريقة ما . رد عليها متخاذلا :" كلا ..أنا أعيش في نيويورك منذ سنتين ..لقد وجه لي براد دعوة للأقامة بعد أقنعني بفرصة عمل جيدة " واضاف وهو يرتشف من قهوته :" سمسار علاقات ..ممل ..اليس كذلك ؟ ..ولكني أتوقع إنك ستحبيني لجانبي الفني فقط !" واتسعت ابتسامته وهو يرى وجهها يحمر . حاولت تالا أن تتصرف بطبيعية فعادت إلى موضوع حوارهما :" ولذلك فأنت لست نادما على تركك لموطنك ؟" . انتبهت إلى إنها تحبس أنفاسها ..إنه سؤال غبي ياتالا ..ماذا تراك ستجنين منه ؟ أجابها بعد مضي من الوقت :" من نواحي مهمة ..فقد توفرت لي فرص عمل ذهبية في أمريكا ..لقد صقلت موهبتي ووجدت ذاتي ..ولكن لا شيء يمكن أن يعوض عن الوطن " فشعرت تالا بخيبة أمل ساحقة ..أتراها أصبحت بلا انتماء ؟..لقد تركت اليونان منذ خمس سنوات وهي لازالت على رأيها بأنه كان الخيار الأفضل , فقد نالت مرادها وأكثر ..ولكن هل يوضح عدم اختلاطها بالمجتمع الأمريكي إنها كذلك لاتزال محافظة على نفسها كيونانية وبأنها ذات تقاليد لا يمكن تغييرها؟..سمعته يسألها وهو ينحني إلى الأمام :" أتوقع إنك تفهمين ما أقول؟" ولكي لا تدخل في تفاصيل سفرها المؤلمة أومأت له بهزة خفيفة ثم غيرت الموضوع قائلة :" من كلامك أفهم بأن ابن خالتك براد أمريكي من جهة أبيه ؟" تناول رشفة ثانية من قهوتها وارتفعت معنوياتها ..أيكون قد أعجب بمذاقها أم إنه يجاملها فقط , سمعته يقول بلهجة بطيئة :" نعم ..هذا يعني إنه لم يحدثك عن والده ؟". دارت حرجها بقولها بتكهم :" ابن خالتك لامثيل له في التكتم عن حياته " كانت ابتسامة دييغو متوترة :" ظروف العيش تجعل الأنسان أكثر حذرا ..وأنت لم تنتقلي إلا حديثا , لايزال أحدكما لا يعرف الآخر " .بدا وكأنه يدافع عن براد . ولكنها وجدت إنه مخطأ ..فهي لو قضت أشهر في هذا المنزل لما دفعها الأمر لمشاركة حياتها الخاصة مع براد ,ولكن حياته الخاصة كانت تجذب اهتمامها ..لابد وإن السبب في عدم طلب امرأة للسكن هو ردة فعله تجاه والدته والتي تركته لتعيش في اسبانيا ..ياترى كم كان عمره وقتها ؟..وسمعت دييغو يتابع :" لم يعش براد فترة طفولة مريحة ..وفي سن الشباب بدلا من أن يكون شابا مفعما في الحيوية يعيش في ملذات الحياة , كان يتابع اخبار العنف في العالم .. لقد اعتقل أكثر من مرة في الشيشان وحتى بعد أن استقال عن منصبه كمراسل حربي وتابع الأحداث في نيويورك ..مرت أوقات كان يتلقى التهديدات بالقتل من أطراف متعددة " اتسعت عيناها بصدمة :" أكل هذا ؟!! ..إن حياته مليئة بالمغامرات " ابتسم دييغو بذهن شارد وقال يوافقها :" أجل ..ولكنه سبب بقلق خالتي أكثر مما يتخيله أحد في الحقيقة أنا اشجعه على حياة اللهو التي يعيشها الآن ولكن أمه لا تزال ترغب برؤية زوجته واحفاده " . أصيبت تالا بصدمة أكبر :" أمه على قيد الحياة ؟.." أجابها بعجل :" أجل ..والآن دعينا نغير الموضوع ..أنت لم تخبرني كيف تعيشين في أمريكا ..الآن أنا وأنت مشتركين بتغربنا عن بلادنا وبكوننا نحب الفن, فماذا ايضا ؟..حدثيني عن نفسك أكثر , قد نجد أمور مشتركة اخرى " . ابتسمت بخفة وقالت :" لاشيء مهم يخصني ..أنا مجرد فتاة عادية مملة .." واضافت ساخرة :" وسيئة الحظ " ضحك دييغو ورد عليها :" بربك ..كل هذا التشائم يضرك ..أنا اشعر بعكسك ..وأراك فتاة جميلة عفوية و.." واضاف متمهلا " ساحرة للغاية " . وإذ لم تعرف ماتقول أخذت تضحك بوجه محمر ثم ردت عليه :" آه ..أنت مغازل عظيم ..هل الأسبانيون هكذا على الدوام ؟" ابتسم بطريقة جذابة :" فقط لو قابلو امرأة جميلة " تمنت لو يتوقف عن قول إنها جميلة ..فهذا الأمر يجعلها تشعر بالرعب , تعرف جيدا إنها ليست ذات خبرة , بل إنها سيئة في المشاعر الخاصة الطبيعية بينها وبين أي رجل ..ثم ألم تهرب من اليونان بسبب اصرار أهلها على تزويجها من .. توقفت سلسلة أفكارها برنين الهاتف في غرفة الجلوس ..شعرت تالا بالتردد ..هل مسموح لها أن تجيب على الهاتف ؟ ونظرت إلى دييغو فرد عليها وكأنه فهم قصدها :" لا تنظري إلي هكذا ..إنه منزلك وأنت من يحق له الرد على الهاتف " . فقفزت بعدها نحو غرفة الجلوس ثم رفعت السماعة بحذر بالغ وردت :" نعم؟.." جاءها صوت براد الحاد من الطرف الثاني :" جيد إنك في المنزل ..اسمعي ..إسدي لي خدمة " تسارعت لهجته فأجابت تالا مخفيه أنزعاجها من لهجته الآمرة :" نعم تفضل " فرد عليها بلهجة جادة قوية :" أسمعي ..أنا في مهمة مستعجلة " أدركت تالا الضوضاء من حوله وتسائلت أين يمكن أن يكون ؟وسمعته يكمل :" لايمكنني العودة إلى المنزل أنا في ورطة , سيأتي بعد قليل شخصا من الصحيفة اسمه توم وعليك أن تدخلي غرفة المكتب , هناك وضعت على المكتب مغلف أزرق اللون , فيه مجموعة من الأوراق الهامة , أعطيه لتوم ما أن يحضر وقولي له .." . قاطعته وهي تفكر بالملف المهم :" وكيف أعرف توم هذا ؟؟.. اين أنت ..أنت لست مختطف أو شيئا من هذا القبيل؟ " . شعرت بوقوف دييغو جنبها فالقت عليه نظرة لتراه يستمع لحديثها بأهتمام بينما صاح براد متعجبا من الطرف الثاني :" مختطف ماذا يا غبية ؟.. أنا في الصحيفة لدي اجتماع مع رئيس التحرير و ..بحق الجحيم مالذي موه لك بهذه الفكرة ؟" شعرت تالا بيدها تعرق فمسكت السماعة جيدا وردت متلعثمة :" أ ..حسنا ..أنا فكرت بأن تحريك مع ناس خطرين قد ترك أثره عل..أنت ..أنا آسفة سأقوم بما أمرتني وابقى صامتة " يالى لسانها الفضيع ..ألن تتوقف عن احراج نفسها ؟. تصورت بأنه سيلقي السماعة منهيا اتصاله بعنف ولكن صوته خرج ساخر متهكما :" هكذا إذن !!..لم تستطيعي منع أنفك من التدخل في شؤوني آنسة بريستون ". وإذ كان عليها أن تبرر ما قالته سهوا لم تجد أسوء من أن تقول :" ابن خالتك هنا " . وهذه المرة شعرت بالغضب يندفع من الطرف الثاني ..بدى وكأنه انفجار حاد :" دييغو ؟!!..ماذا يفعل بحق الجحيم ..هل أنتما ؟تبا .." وقطع كلامه الغاضب ليعود بصوت محتقر مشمئز :" يبدو إنكما لم تضيعا وقتكما سدى , فأنت أشبعت فضولك بالأستفسار عني وهو اشبع نفسه ب .. " قاطعته حانقة :" لا تكمل ..أنت لديك مخيلة فظيعة " تغيرت لهجته لتصبح باردة قاسية :" أعطي السماعة لابن خالتي آنسة بريستون , فبعد ماقلته أشك بأنك أهلا للثقة في مهمتي المستعجلة " . أجبرتها صراحته على قول جملة :" اذهب للجحيم " ثم ناولت السماعة لدييغو وهي تغلي غضبا و..كمدا ..اللعين الأحمق ذو المخيلة القذرة , كيف تجرأ على اتهامها هي ودييغو بال..كم تمنت أن يكون أمامها تلك اللحظة لتكيله بضربات موجعة . كان دييغو يقول بلهجة مرحة ..ربما لأنه أراد ترطيب الأجواء :" مرحبا ياابن خالتي ..أنا تحت الطلب " . وتبعه سلسلة من الحديث الحانق وبدا براد وكأنه يوكل له المهمة بشأن الملف الأزرق اللون المهم , إذ استمع دييغو بكل صبر ثم ابتسم بعدها ليقول وهو ينظر إليها بنظرات ماكرة :" هكذا ..أنا أرحب بها فقط " وتوقف ليضحك مثيرا غضب براد أكثر ,لابد وإن الأخير يسأله عن سبب تواجده في المنزل مع تالا . استمرت تحدق بدييغو غاضبه , لاتريده أن يثير شكوك براد أكثر , لقد كانت حمقاء بقولها لبراد إنها انجذبت لابن خالته حينما زارها في الفندق . وسمعته يقول مجادلا بلطف :" آه بربك , وهل كان من الافضل أن تدعني واقفا في الباب ؟..لابأس ..كنا نتحدث فقط ". اقتربت منه حانقة وقالت :" لاداعي لأن تبرر ..أغلق السماعة فحسب " ولكن دييغو ..الذي يحب أن يكون رجل السلام بينهما أخذ يضحك مبرهنا إن براد استمع لكلماتها الغاضبة لانه قال بعدها :" أنا اتسائل فقط كيف ستستحملان بعضكما ..حسنا ..فهمت براد سأفعل " وأعاد السماعة بعدها إلى مكانها وهو لايزال يهتز بالضحك ثم نظر إلى وجه تالا الغاضب واخذ يقول ماكرا :" يعجبني أن أكون حاضرا أثناء شجاركما الثالث ..أفكر أن آتي بالبوشار وارقابكما وانتما تتقاتلان " . صاحت منفعلة :" دييغو أرجوك .." فتوقف عن الضحك مستسلما :" حسنا ..سأتوقف ..ولكن دعك من براد إنه هكذا على الدوام , يغضب دون سبب , وستعتادين على اسلوبه على مر الايام " . عقدت تالا ذراعيها حول صدرها وأجبرت نفسها على أن تبقى هادئة :" أنا لا أنوي ذلك ..جل ما أريده هو أن يتوقف عن الظن بي بطريقة سيئة " . فرد عليها دييغو بلهجة رقيقة :" قد يفعل , صدقيني حينما تتعرفين عليه ستعجبين بشخصيته وبذكائه ..وهو يتصرف هكذا معك لأنه لم يقابل فتاة مثلك , قد تكونين ندة له وهو يكره ذلك " فقالت بعناد :" ولكننا اتفقنا على إن كل شخص يمشي في سبيله " فرد عليها وهو يدخل المكتب :" حسنا ..ولكن هذا صعب , نظرا لأنكما تعيشان في منزل واحد " . وعاد بعد قليل والملف الأزرق بيده في الوقت الذي رن جرس الباب فقال لها :" لابد وإنه توم " وتوجه ليفتح الباب له . استمعت تالا للرجلين وهما يحيان بعضهما البعض , ويبدو إن دييغو كان على معرفة وثيقة بتوم إذ أخذ يقول له بعد ذلك :" حافظ على نفسك توم , لانريد لبراد ان يورطك في المتاعب " . سمعته تالا يضحك قائلا ..كان صوته جهوري بعض الشي :" ماذا علي أن أقول , لقد تحجر دماغه بعد أن فشل في الحصول على وظيفة نائب التحرير". هكذا إذن !..إنه صحفي سياسي طموح ولكنه فاشل . سرت تالا لذلك وأقتربت لتحيي توم . كان قصير القامة , ضخم الجثة ,ولكن وجهه بشعره الأشقر المبعثر بدا طفوليا للغاية , واحبته تالا على الفور .وهو ما إن لاحظها حتى مد يده قائلا بأدب جم :" لابد وإنك الآنسة بريستون ..لقد اخبرني براد إنك ستناوليني الملف " اومأت بلطف قائلة :" لقد حدث تغيير في الخطة " تفحص توم وجهها وهو يصافحها ثم قال معرفا عن نفسه :" أنا توم المصور المسكين لبراد , وهو يعاملني كالعبيد منذ أن عملت معه " ضحك دييغو قائلا :" لقد بدأنا نفهم سبب ذلك , إننا نترك له المجال , والحل أن نقف بوجهه كل مرة " وألقى نظرة خاطفة ماكرة نحو تالا .لم ينتبه توم للمغزى في كلامه بل أجابه ضاحكا :" لو تجرأت على ذلك لسحب رخصة التصوير مني ..أتريد أن اخسر رزقي ؟". لم تستطع تال أن توقف لسانها :" إذن عليك أن تشكر ربك لأنه لم يحصل على وظيفة رئيس التحرير " نظر إليها توم ثم لمعت عيناه بسرور بالغ :" أتراك أنضممت إلى حلف العدو ضد براد ..أنا عن نفسي سأرحب بك ,أتعرف ماعلينا فعله دييغو ؟, يجب أن نكتب مقالة لنا في الصحيفة ونطلق عليها ( حزب التصدي لبراد فاريل ) ثم نذكر اسماء الضحايا فكرة جيدة أليس كذلك ؟" كان دييغو يضحك صامتا وهو ينظر لتالا من طرف عينه ثم أجاب توم :" فكرة جيدة تومي ولكني اؤكد لك إن تالا قد سبقتنا بأشواط طويلة , مالم نفكر به نحن الأثنين هي قامت به منذ لقاءهما الأول " هذه المرة لم تفت توم ملاحظة كهذه أخذ يراقب ردة فعلها برفع حاجبه ,ثم قال مندهشا بلهجة سارة :" أتعني إن براد وجد أخيرا من تتصدى له ؟..هذه باشرة خير ..آنسة بريستون " وتحول بحديثه نحوها قائلا :" لم أعد خائفا على وجودك في منزله , ..أعرف إن براد كائن غير لطيف وفكرت أن أقول جملة كان الله بعونك , ولكن الآن سأتمنى لك أن تتوفقي في محاربته " لاتغضبي..مرريها على خير , أنتظري ما أن يخرج حتى تتولي أمر دييغو ولكن دييغو كان يعرف بطبعها الناري غمز لها وهو يخرج ليقف مع توم ويقول له :" أعتقد إن تالا ستكون مشغولة بعملها , وأحب أن استغلك في ايصالي إلى مقر عملي ..أنت تعرفه أليس كذلك ؟" اومأ له توم ثم نظر إلى تال مودعا إياها بنظرة مختصرة وقال بعدها :" أتمنى أن نراك مرة ثانية آنسة بريستون " ولأنه كان لطيف ردت عليه مهدئة من أعصابها الثائرة :" الشرف لي ..أرجوك ناديني بتالا " ابتسم لها وخرج بينما وقف دييغو للحظات في الباب قائلا :" سآتي فورا تومي " والتفت بعدها لتالا غامزا لها مجددا وقال :" لن تدعيها نقطة سوداء في سجلي ..اسمعي أنا مسرور لما يحصل في المنزل ولكن حذاري منه , وأتصلي بي في أي وقت تحبينه " أخرج بطاقة صغيرة من جيبه وتابع بسرعة قبل أن يترك لها فرصة لتتكلم :" سأمر يوما ما لأرى لوحاتك , وأحب كثيرا ان تري مشغلي الصغير بالمقابل " . ردت عليه بتثاقل وهي تأخذ البطاقة :" فقط لا تثرثر مع تومي عني وأنت في السيارة " . اقترب منها ليداعب خدها الرقيق فحاولت تالا أن لا تجفل وأخذ يقول بصوت أجش :" سأفعل ..لا تغضبي , قد يكون براد شريكك في السكن ..ولكننا نشترك أنا وإياك بأمور كثيرا ..لا تنسي هذا " . وأنصرف مودعا . وقفت تالا تنظر إليه ثم دخلت المنزل وصفقت الباب بحدة ..يالى الرجال ..كلهم واثقين من أنفسهم , واحتارت تالا على من توزع غضبها ..ولأنها كانت تشعر بالكره أكثر لبراد قررت أن تتعامل معه ببرود منذ اليوم ..وستثبت لأنفه المغرور إنها فتاة شريفة ذات مبادئ سامية ..هذا طبعا بعد أن تستعد لمعركة حامية بعد عودته من عمله . صعدت السلم متوجهه نحو مرسمها وقررت أن تترك الغضب جانبا في الوقت الحالي, وتركز على عملها. | |||||||||
|
| |
|
14-03-11, 01:51 AM
| #94 | |||||
| روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء  
| مشكورة جلنار على الفصل الرائع ... تالا ... يبدو أن براد يخفى العديد من الأسرار و لكنه فى نفس الوقت شخص محبوب برغم سوء طباعه ... أثار فضولك أليس كذلك >>> أنا أيضاً فضولية بالنسبة له و أيضاً بالنسبة لك و ما هى أسبابك للهجرة من اليونان و من الذى هربتى رفضاً للزواج منه ... و لكنى مستمتعة غاية فى الإستمتاع بسجالات القط و الفأر بينكما  جلنار متابعاكى و شكراً لك | |||||
|
| |
|
14-03-11, 03:37 AM
| #95 | ||||||||
| نجم روايتي وسليلة قصر الكتابة الخيالية  
| انا رجعت يا قلبى خلصت قراءة البارتات اللى فاتت يا قمراية اقل شئ يمكن يقال على القصة و المجهود انه جباااااااااااار بجد رائعه موووووت ...و عاجبنى فعلا حوار توم و جيرى دايما هههههههههه اخيرا لقى حد يقف قصادة و قصاد عجرفتة بس انا عافة انة ناشف اوووى و مش حيستسلم ابدا و هو تقريبا غار عليها لما عرف ان ديغوو معاها فى البيت علشان كدة صب غضبة عليها فى التليفون ....اية هو السبب اللى جعل تالا تهجر اليونان ...و مين هو اللى ارغموها على الزوج منة ... و لية براد رجع فى رئية و هو متصلب الرأى بالشكل دة و قرر انها تسكن معاة.... و عجبتى جدا تالا بقوتها و شجاعتها انها تحاول تبنى نفسها بنفسها فى بلد غيرب عنها و تحاول تحقق ذاتها و صعبت عليا كتيرررر حياة التنقل الدائم اللى عاشتها لخمس سنوات دى و عجبنى اوووى اول لقاء ليهم (((فى مياة المجارى و الصرف الصحى)) هههههههههههههههههههه حلوة ... لقاء جهنمى رائع... بس الفكرة دى تحفة هههههه عجبنى مواقف كتيررر جدا و أحداث كتيرة اوووى فى الرواية الجميلة دى .... بأنتظار البارت القادم و الأحداث القادمة على أحـر مـنـ الـجـمـر و تسلم ايدكـ يا قمـراية على آبداعكـ لينا الرواية المشوقة دى مرسى كوتير كوتير و أحلى تقييم للقمر اللى اخرجت الرواية دية لينا  | ||||||||
|
| |
|
14-03-11, 09:40 AM
| #97 | |||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
| جولى حبيبتى ابدعتى يا قمر ..مممم ياترى براد وراة اية ؟......هو يغيظ على فكرة ههههههه بس شكلة فى ماضية وعلاقاتة الاسرية شىء اثر على تكوينة النفسى ....تالا ياعينى عليها طيوبة ورقيقة ...لازم تديلة على دماغة الفصول الجاية لطريقتة المستفزة دى ....متابعاكى حبيبتى دائما | |||||||
|
| |
|
14-03-11, 03:13 PM
| #99 | ||||||||||
| نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| اقتباس:
| ||||||||||
|
| |
|
14-03-11, 03:20 PM
| #100 | ||||||||||
| نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| اقتباس:
تابعيني دائما , ردك أفرحني للغاية | ||||||||||
|
| |
|
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
4Likes
.png)
.png)
.png)
العرض العادي
