الفصل الرابع
)4(
أخر تلك الليلة التي بدأها بحرج تلك الرقيقة .. آلمته دموعها وكلماتها التي تقطر وجعاً .. إتصل بها لعله يصلح ما أفسده .. ردت بهدوء وصوتها الناعم بدى مكتوماً إما بعبرة أو من البكاء ..طال الصمت محاولاً صياغة ما سيقوله ..(لم تنامي بعد ؟.. ردها الحزين جاء صوتها هامساً ( لا
زاد توتره..يسألها ( هل تبكين ؟؟
وعندما فلتت شهقه مكتومة من بين أنفاسها المتسارعة إتضح له مدى آلمها وجرحه لها لم يقصد و لكن كلما تذكر محمد وحبها له يجد نفسه منفعلا صارخا في وجه كل من يتحدث عنها حتى إكتوت هي من هذا الغضب وتحدث بما يحاول أن يتغلب عليه .. كرهه لمحمد الذي تسبب بانكسار جده وحفيدته الغالية .. بعدما كان اخا ثالثاً له ونسيباً مقربا لزواجه من جواهر .. التي يحاول أن يعتذر منها لعله يزيح عن صدره هموماً زادت بحديثها معها اليوم .. ..
(لا أجد سبيلاً حتى أبدأ حديثي معكِ .. أعتذر عن ما بدر مني .. لم أقصد إهانتك جواهر ولكن .. صمت طويلاً ..لا يجد مبرراً لفِعلته .. ليُكمل بصدق .. كل ما أتمناه أن نتقبل ونحب بعضنا ونعيش بسلام.. تعبت جواهر من كل ما أتعرض له وكما قلت لك سابقا اريد الإستقرار ..أعدك باني لن أخذلك ستكونين جوهرتي الغالية وسأكون زوجاً وصديقاً وأخاً وحبيباً ..
وعاد الصمت وبدأ يحثها على التوقف عن البكاء ..كانت تُبحر بعيداً مؤلم حديثك يا أنت تطلب حباً من قلباً يحمل من الألم الكثير .. سأكون زوجاً وصديقاً وأخاً وحبيباً و أضاف محمد أباً .. وأصبح من الذكرى..
اخذت نفسا عميقا لتقول ( أحتاج صديقاً .. فلا أعرف أبا ًولا أخاً .. أحتاج لمن أبوح له ..بما يؤلمني .. منذ سنوات طويلة لم أبوح لأحد ..
كلماتها كسهام تحمل الكثيرمن المرارة والألم .. وكأنها تحكي عنه.. فهمس لها (لن أخذلك أبداًسأكون صديقاً وفياً ..وزوجا محباً..