13-01-12, 01:07 PM
| #821 | ||||
| نجم روايتي ومحلل ادبى بنادى كتاب قلوب احلام و عضو سياحى نشيط 
|  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هلا والله نوسة .... شخباارج؟-؟. االفصل واااايد حلوووووووووووووو........ ايميلي ودييغو  :27943 3465:هههههههههههههههههههههه� �ه هاذولي ابدااااااااع ........وتالا حالتها منتهية بعد اتصال براااد لها ..........دييغو: يا اخي تحجى اذا كل هاذا غيران عليها ... تراك معذبها واااااااااااااااااااااايد .... هههههههههههههههههههه شنو صاااار بينكم قبل لا تسافرون هههههههههههههههههه لانكم مو على بعظكم اثنينينكم ههههههههه ......... ايملي: مسكينة واااااااايد تعذبتي ........... هههههههههه عدم المبالاة استخدمتي هالاسلوب .. والظاهر انه نجح لان انتي ودييغو مو على بعض وانتو تسافرون .......... تالا: مسكينة ليل ما ارقدت ويها صار شاحب كله من المكالمة... لمن قالها دييغو عن الي صار لمن كان ويه براد قبل لا يسافرون كانت صدمة لها ....... اهي تحاول انها تسوي عمرها ما تحس بس ما تقدر لانها تحب براااد ... اوووووووووووووووووووه براد في المطار ناطرهم ... وصلت لجة الاستقبال والترحيب   ......نوسة شنو راح يصير بعدين بعدين لان تالا صايرة مخربطة وخايفة من لحظة اللقاااء  ...... ...تسلمين نووسة على الفصل الحلووووو  .... وانا بعد راح اشتاق لي كتاباتج .gif "Eh S(7)") ......... وراح اشتاق لي الي ينوني وما خلو فيني لمبه صاحية في مخي برااااد وتاااالا  ......... يلا يلا يلا نبي انشووووف ابداعاتج اليديدة وابطالها بس خففي علي شويه ههههه وخبريني عاااااد ........ | ||||
|  |
|
13-01-12, 04:28 PM
| #822 | |||||||
| نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام  
| احم احم .. ِ هلووو يا احلى اخت .. اولا : اني مكمله جزء الاول من الروايه وطبعا ما علقت عليها . ثانيا : اني قاريه بس سبع فصول فقط من الروايه وانتي راح تخلصيها اليوم .... انتي تعرفين لمن اريد اقره اي روايه باقره النهايه .. اذا النهايه عجبتني بقراها واذا ما عجبتني اعيفها واقره غير راويه .. ويمكن راح اسويها بروايتج راح اقره النهايه اول شي وطبعا راح تعجبني لان اختي العزيزه كاتبتها .. وبعدين بكمل الفصول البقيه هههههههه هااا شو رايكم بهاي الطريقه ههههه .... يلا انا راح اقره الفصل الاخير معكم وراح ارد عليه .... صدك اني اريد نهايه جميله للكل ... سلامي ... | |||||||
|
| |
|
13-01-12, 07:31 PM
| #823 | ||||||||||
| نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام  
| اقتباس:
دييغو خليه بيتعذب لوحده ..ايميلي راح تعرف كيف تجيبه سلام ياقلبي | ||||||||||
|
| |
|
13-01-12, 07:37 PM
| #824 | ||||||||||
| نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| اقتباس:
وفي مفاجأة لطيفة في الطريق بأنتظار ردك تحياتي | ||||||||||
|
| |
|
13-01-12, 07:45 PM
| #825 | ||||||||||
| نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| اقتباس:
لا انشالله بيكون عندك لمبة صاحية حتى تكملي الفصل الأخير يلله منتظراك .. وأكيد راح اشتاقلك كتييير بوساااات | ||||||||||
|
| |
|
13-01-12, 07:55 PM
| #826 | ||||||||||
| نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| اقتباس:
اموتج والله !! غصبا ماعليج تقرين الجزئين كاملين ههههههه منورة اختي .. بوساات للحلوة | ||||||||||
|
| |
|
13-01-12, 08:08 PM
| #827 | |||||||||
| نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| مساء الأنوار ..مساء حلو للجميع هذا المساء مميز بالنسبة إلي ..لأني راح أختم سمراء اليونان بجزئيها ..بعد أن واكبتني لسنين حياتي السابقة .. سمراء اليونان ..فكرة مرت على بالي في يوم ما ..وكنت قد حلمت ..وعادة أحلامي تتمثل بقصص وروايات ! وجاءتني الفكرة على شكل حلم ..وتفاصيل الفصل الأول من الجزء الأول هي كانت مقتطفات من الحلم ههههههه محدش يضحك ..وبعدين ابتديت اكتب الفكرة وشوية شوية تمسك بي الألهام ومارضي يهدني أما اسم تالا ..فكان سبب اختياري له هو لأني كنت في حديقة منزلي اكتب اول اسطر من الفصل وأردت اسم مناسب لبطلتي الفكاهية ..ووقع بصري على النخلة في الحديقة ..وكنت أعرف إن ابنة النخلة هي تالا ..ههههههه وهكذا ..وقع الأسم على تالا! اما اسم براد ..فهو مقتبس من الممثل الهوليودي (براد بت ) والذي كان يحوز على فكري في تلك الأثناء ( أفكار مراهقات هههههه) وهكذا عشتم معي تجربة سمراء اليونان ..بأبطالها براد وتالا .. أعتقد أني اطلت في الحديث .. اترككم مع الفصل الأخير ... وبعد ساعة ستكونون مع الخاتمة ... تحياتي للجميع | |||||||||
|
| |
|
13-01-12, 08:14 PM
| #828 | |||||||||
| نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| الفصل الأخير مابيرضى ينزل هههههههه هذه كله من دعاء اخي ..المستجاب دوما ..وهو دوما بيناكدني وبيتفاول على الفصل بشكل ما هههههههههه | |||||||||
|
| |
|
13-01-12, 08:18 PM
| #829 | |||||||||
| نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| الفصل الخامس والعشرون والأخير (ليس مجددا !) لم تركز تالا على ملامحه ..فقد لمحته بنظرة خاطفة غير إن وقفته المتصلبة أشعرتها بالقشعريرة ..كان الهواء يتلاعب بشعره بينما وضع يديه في جيب بنطاله ..وبدا متصلبا ..قويا متماسكا ..وتخلخلت قدميها إذ لمحت وجهه المظلم الملامح ..ورغم المسافة البعيدة استطاعت أن تشعر بعينيه وهما يركزان عليها وكأنه لايرى غيرها في الوجود . كان يقف في الساحة لوحده وكان من الطبيعي أن يمروا من قربه ..شعرت تالا وكأن حياتها متوقفة على تلك اللحظة, وفي كل خطوة تخطيها بأتجاهه كان قلبها يهتف لمرآه ..حتى شعرت بالدم يختفي من وجهها إذ اصبحت على بعد عدة خطوات منه ..لم تره منذ اسابيع خلت ..وبعد انفصالهما المر ظنت إنها قادرة على أن ترفع بصرها وتقابل عينيه المدمرتين ..ولكنها كانت جبانة ..وحين توقف دييغو قربه اولا شعرت بأن قدميها توقفت لا أراديا ..وببطء رفعت بصرها مستجيبة لعينيه التي طالبتاها بالنظر , وإذ التقت بعينيه اللوزيتين علق تنفسها في المنتصف . توقف الكون عن الدوران ..أختفى الكل بلمح البصر ..جاهدت تالا لأن تتنفس ولكنها بقت أسيرة لتلك العينان وأدركت لحظتها إن قلبها أدرك مرساه الأخيرة ..فقد انتظمت دقاته وعاد اللون إلى وجهها ..فقد قرأت فيهما لوعة الشوق ..العذاب المضني ..وكأنه يلتهمها بنظراته . لم تفارقها عينيه لحظة ولم تستطع هي أن تبعد بصرها كذلك ..شعرت بحقلها يجف ..وبالعرق يتصبب من جبينها ..والتوت مشاعرها بحدة مما جعل معدتها تتشنج فجأة , لقد توهمت إذ ظنت إن براد كان يقف متماسكا ..فمن قربها الشديد استطاعت رؤية ملامح وجهه المتوترة ونظراته المضطربة ..بدا وجهه مرهقا ..متشنجا وبلحية غطت ملامح وجهه الخشنة ..تألقت عينيه الحمراء بلهيب حارق وهي تتجول في ملامحها الناعمة الرقيقة ..ثم توقف عند شعرها القصير ورأت فمه يتقلص ليصبح خيطا رفيعا ..بعدها أنحدرت نظراته نحو كتفها الذي غطى الوشاح جزء منه ثم ثوبها الرصاصي الذي التف حول مفاتن جسدها المتناسقة وأنتهى إلى رقبة ساقها فصندلها الأحمر الأنيق . سيطرت تالا على أرتجافها بقوة وحاولت أن تبقى متماسكة أثناء تحديقه الصامت والذي أخترق روحها ثم حينما قابلت عينيه مجددا تشنجت وهي تسمعه يقول :" يبدو إنك قضيت وقتا ممتعا " . وأخذت معالم وجهه تتقلص تدريجيا وكأنه يشعر بكم هائل من العذاب فأخفضت تالا بصرها ولم تقل شيء . شعرت بالدموع تغشى عينيها ولكنها حاولت أن تتماسك , لقد بدت حالة براد مزرية وكأنه لم ينم منذ أيام عديدة بينما هي ..كانت تتجول في مدريد في سفرة سياحية محاولة نسيان كل مايتعلق به ..قامت بتغيير مظهرها وودعت تالا القديمة وفي كل خطوة كانت تخطيها في حياة جديدة ..كان براد يعاني بصمت , ويعود إلى الوراء مستسلما لمرارة الحياة . تنحنح دييغو من جانبهما ليقطع توتر اللحظة وقال بهدوء :" براد ..كيف حالك ؟" وكان ينظر إليه بقلق واضح . لم يبتعد براد بنظره عن تالا قط ..وكأنه يخشى أن تختفي لو فعل ذلك وأجاب دييغو بلهجة مشددة :" أفضل من أي وقت مضى " . وتذكرت تالا كلماته المتوسلة ..عودي إلي ..لست قادرا على العيش بدونك ..وأرتجف قلبها مجددا . ثم تقدم نحوها فجأة وقال بلهجة حازمة متوترة :" دييغو أهتم أنت بالحقائب ..ستعود تالا معي ". " لا " . خرجت الكلمة من فمها بصلابة ..وقابلت نظراته المتوترة العصبية , ثم تحولت نحو دييغو تذكره بوعده :" لن أعود معك ..فليس مابيننا مايقال " . ارتجفت شفتيه :" أتظنين هذا ؟" وحامت نظراته المضطربة على وجهها المتصلب وتابع يقول بصوت آمر :" ليس لديك خيار آخر تالا ..ستأتين معي حتى لو أضطررت لحملك عنوة " وبدا التصميم في عينيه . صاحت تالا بحرارة :" كيف تجرؤ ؟" هذا بينما كان قلبها يطرق بخوف من مظهره الغير آدمي. تدخل دييغو بلهجة مخففة :" هي ..لما لا أهتم أنا وإيملي بالحقائب بينما تنتظرونا عند السيارة؟ " . ألقى براد نظرة سريعة إلى إيميلي الواقفة خلف تالا ويبدو إنه أدرك وجودها لتوه ..لم تعرف تالا بماذا يفكر ..لأنه عاد ينظر إليها وقد تغضن جبينه براحة ثم لم تستطع تحمل نظراته أكثر فأنفجرت تقول بصوت أقرب كالفحيح :" لن أذهب معك ..كيف تجرؤ على المجيء هنا وتصور إني سأطيعك بسهولة ..أنا ..آه " . وذهبت كلماتها أدراج الريح حين توقف براد نحوها فجأة ومد يده ليطوق خصرها ويرفعها بسهولة ..صاحت بحنق بعد أن وجدت صوتها أخيرا :" اتركني براد " وأحمر وجهها لنظرات الناس المحدقين بهم , حاولت أن تتلوى من بين ذراعيه وشعرت بالسقم إذ عجزت عن تسديد ضربة إلى بطنه لأنه مسك ذراعيها بسهولة ولفهما حول عنقه وتمتم متوعدا بين أسنانه :" راقبيني فقط " . حينما شعرت بيديها تتلمسان مؤخرة عنقه تقلص جسدها لا إراديا وكأن براد مدها بتيار حاد , أختفت إعتراضاتها بلمح البصر حينما غامت عيناه بذات المشاعر وجف فمها حين خفض بصره نحو شفتيها . شعرت بالدم يختفي من وجهها وتمتمت بصوت مرتجف مستسلم :" لا بأس ..أنزلني ..سآتي معك فقط .." . ومن جانبه هتف دييغو بلهجة متوترة :" براد ..لا أظن إن من الأفضل أن .." قاطعه براد بصوت لاذع :" تكفيني نصائحك الخارقة ..لقد أستأثرت بتالا لمدة طويلة " ولم يعبأ بأعتراض الجميع بل تحرك بها نحو الباب الزجاجي متجاهلا شهقات الناس المتكومين خلف الزجاج وشعرت تالا بالحرج يخنقها فأخفت وجهها في قميصه وتمتمت تقول متوعدة :" سأقتلك " . لم يعبأ بها قط ولم يوضح لأحد سبب حمله لها ولكنه توقف عند أحد المسؤلين عن أمن المطار وتمتم بصوت جاف :" إنها تعاني من التواء الكاحل " . لم ترفع تالا بصرها لتنظر إلى الشرطي الحائر ولكنها تمسكت بياقة قميص براد وهي تقول غاضبة :" أنزلني براد !" . أبتسم براد للشرطي بتكلف وقال :" إنهن يعترضن دوما !" . وكتمت تالا شهقتها وهي عاجزة أن تبدي أية مقاومة فتسيء الظنون نحوهما . أنتظرت بصبر حتى وصل إلى سيارته المتوقفة خارج أرضية المطار ومن دون أن يفتح الباب وضعها برفق على المقعد وكي يتأكد من عدم فرارها أنحنى نحوها وربط لها حزام الأمان فصاحت به بعينين تنفثان لهب :" لا بأس ..لن أهرب , أبتعد فقط " . ولكنه تعمد أن يقترب بجسده نحوها وهو يلف حزام الأمان ويربطه لها فيما عيناه تراقبان كل تحركات وجهها ثم حينما أنتهى أقترب أكثر وهمس وعيناه تلمعان بأعجاب كلي :" فاتنة " قالها قرب إذنها بطريقة حميمة أقشعر لها بدنها ثم نظر إلى شعرها وضاقت عيناه بلهيب خطر وتابع بصوت أجش :" وقد اقتلك أولا ..ولكن لكل منا طريقة خاصة بالقتل " هذا بينما حامت عيناه مجددا حول شفتيها . ثم أستعدل بجسده تاركا إياها تعالج أزمتها المتعلقة بالتنفس وفي ثانية واحدة التفت حول السيارة وركب في مقعده فتمتمت تالا بصوت خرج مفككا بسبب العاطفة :" علينا أن ننتظر دييغو " . فأجابها وهو يشغل السيارة :" يمكنه أن يذهب إلى الجحيم " وغدت عيناه متوحشتان وأظلم وجهه بغضب صارخ . التزمت تالا بالصمت طوال الطريق ولكنها كانت تنظر بأضطراب إلى وجهه الغير حليق متسائلة إن غير الدهر من طباع حبيبها , لم يكن هذا براد الذي تعرفه..همس صوتا في داخلها فهو يبدو وكأنه متوحشا ..غير مبالي بالعواقب ..وكأنه نسي إنه رجلا متحضر . وحين أوقف السيارة لدى أشارة المرور ألتفت ينظر نحوها وهو يضع رأسه على المقود فوجدت تالا نفسها تحدق به متحدية نظراته الجريئة ثم وجدت إنها غير قادرة على تحمل صمته الموتر لأعصابها فأخذت تسأله ببرود :" هل لك أن تخبرني أين نحن ذاهبان؟ " . " إلى المنزل " . توتر فمها :" لا أفهم سبب اصرارك على الحديث ..أسمع لقد عدت لتوي وأنا أشعر بالتعب و.." . بترت كلماتها إذ مد يده ولامس خصلات شعرها الثائرة حول وجهها ..أبتعدت مجفلة وأمرته بصوت مخنوق :" لا ..تتجرأ على لمسي " . التوت شفتيه وقال :" بعد الجحيم الذي عشته ..قد أفعل أكثر من ذلك " والتمع توق مجنون في عينيه . همست تالا بصوت أقرب إلى الفحيح :" حاول ذلك وسأتركك من غير رجعة " . فأبتسم براد وبدا أقل توحشا بعد أن زالت تغضنات وجهه :" لن أخلي سبيلك تالا .." وأضاف مؤكدا :" ليس بعد أن نتحدث " ثم شغل محرك السيارة وانطلق بها مجددا . خلال نصف ساعة دخل براد إلى الشارع المؤدي إلى منزله , أزدردت ريقها وهي تحاول أبعاد بصرها عن المنزل الذي عرفت حبها فيه . وعن بعد منزلين توقف براد بالسيارة فجأة ..فسألته تالا بصوت مهتز :" ماذا حصل ؟" . تتبعت عيناها الشارع الفارغ ..أضطراب ذهنها منعها من ادراك الرائحة التي تحوم في المكان , التفتت إلى براد متسائلة فرأته يضغط بيده على المقود وقد تغيرت سحنته , راقبته تالا وهو يتنفس بحدة ثم التفت نحوها فرأت العذاب مرسوما عليه ..أنكمشت على نفسها وهي تتابع محذرة بصوت مخنوق :" لا ..تفعل ..إياك أن تتقرب " . ازدرد براد ريقه ثم وضع رأسه على المقود وبدا كما لو إنه مريض ..حيث أخذ يتمتم بصوت معذب :" لا ..لا أستطيع ..لست قادرا على التصرف بأنسانية " . جفلت تالا من لهجته المفككة وساورتها الضنون في كون براد ثملا , ولكنها لم تقل شيء . فيما تابع يقول ووجهه يصبح داكنا مظلما من شدة انفعاله :" لا أريد أن نستمر هكذا , يقتلني الأمر فقط ..إذ أنت قريبة مني هذه الدرجة , بينما ..بينما يستحيل لي أن ألمسك أو أداعبك وأضمك إلى صدري دون أن أؤذيك " وشهق بلهجة معذبة :" أنت تدركين إني أتعذب بسبب حماقاتي العديدة , أتعذب لأني أقصيتك من حياتي ..لأني ظننت إن ذلك سيكون افضل لكلينا ..ولكن الأن ..لا أستطيع أن أتقدم بالسيارة وأتجه إلى المنزل , لا أريد أن ندخل إلى المنزل الذي جمعنا بينما نحن بعيدين عن بعض بهذا الشكل , بينما أنت تنظرين إلي وكأني مجرد حشرة قبيحة ..تخافين أن أدوسك بتصرفاتي الهمجية .." همست تالا بذهول :" أنا ..أنا لا أفهم .." أشتدت يداه على المقود وصاح ببؤس :" تالا ..لست على طبيعتي ..لا أعرف مالذي يحصل لي ..ربما اصبحت مجنونا ..لأني لا أملك السيطرة على نفسي .." . أرتجف جسد تالا وهي تسأله :" ألانك ..ثمل ..هل أنت ثمل ؟" . أرتفع برأسه من المقود ونظر إليها , كانت عيناه تحترقان وكأنه مجرم ..بينما ظهر وجهه أحمرا قانيا وهو يجيبها بصدمة :" ثمل ..ماذا تقولين ؟" . ضغطت تالا يديها على فستانها وأطرقت تقول دون أن تنظر إليه :" أنت ثمل ..لقد أخبرني ..لقد عرفت إنك تشرب منذ ..أن ..أن أتصلت بي قبل يومين و .." قاطعها بلهجة حارقة :" إلى الجحيم ..هل ظننت إني كنت ثملا ؟..ألاهذا أغلقت السماعة في وجهي ؟" . وضرب المقود بيديه وهو يتابع بلهجة غاضبة :" اللعنة ..أقسم بأني سأقتل دييغو لو إنه أوحى لك بهذا الأمر ..الوغد اللعين ..لن ينجو مني هذه المرة " وضرب المقود مرة ثانية بضربة اقوى ..شعرت تالا وكأنها على وشك الموت , فلم تجد إلا وبيدها تمتد لتمسك قبضته التي كاد أن يوجهها للمقود للمرة الثالثة ولكي لا يؤذي يديه سحبتها بعيدا وهي تهتف بقلق :" لا تفعل ..ستؤذي نفسك " . نظر إليها براد متألما ..بينما أخذت يديه ترتجف بين يديها ..فعرفت تالا من التقاء عيونهما إن الوضع بات مستحيلا ..وإن براد لن يتوانى عن فعل المحضور ..أرتجفت تالا هي الأخرى وسحبت يدها على مضض ولكنه لم يسمح لها ..ناشدها بعينيه المعذبتين ثم همس بصوت أجش :" تعالي هنا " . لا يمكنها ..لا تستطيع أن تنسى إنه قام بأذيتها ..لا تستطيع أن تنسى خيانته .. تابع براد توسله بصوت مرتجف :" أنت تنتمين إلي ..ومكانك هنا ..لا أستطيع أن أتصرف بتحضر ..لا يمكنني ..تالا ..لذا أرجوك ..تعالي إلي بأرادتك ..لا أريد أن أرغمك وأكون نذلا معك مجددا " . كان براد يموت في كل دقيقة وهي بعيدة عنه ..ويكاد أن يفقد عقله لأنه يريدها بين ذراعيه , أدركت تالا إنها ستخسر عزة نفسها , كرامتها ..وذاتها لو أسلمت نفسها لمناجاته , لو ضعفت وركضت إلى أحضانه .. أخذت تتنفس بعمق وأبعدت بصرها عنه وهي تبحث بجنون عن حل ينقذها من مغبة الخطر الذي ينتظرها ثم جاهدت لكي تحدثه بكل السخرية التي أمكنها :" ماذا حصل لعلاقاتك الخالية من المشاعر ..ماذا ؟ ألم تعد كافية بالنسبة إليك ؟" فهمس لها بصوت رقيق :" تالا ..أنظري إلي " . القوة التي في صوته جعلها ترفع بصرها ..فهي ليست قوية لتمنع نفسها ..ضاعت مجددا في بحر عينيه وأخذ هو يقول بصوت أكد على كلماته :" لا أمرأة أخرى يمكنها أن تحوز على أهتمامي ..ليس وأنا غارق بحبك حتى العمق ..الأمر خارج عن ارادتي ..فأنت موسومة بعقلي ..بقلبي ..بجسدي وروحي ..ولايمكنني التفكير حتى في أمكانية اللجوء لأمرأة ثانية ..حتى ولو أدركت إنك ماعدت تحبيني ..وبأنك لجأت لرجل آخر ..ليس لي قدرة على الأبتعاد عنك ولو فعلت ذلك ..للجأت للأجرام وقتلته ..وفيما يستحيل أن أنظر لأمرأة غيرك " . أبعدت تالا ببصرها عنه ولمعت الدموع فيهما وتمتمت بصوت خافت :" إذن قلت ذلك لتعذيبي فقط ..لم تفكر فيما قد يحصل لي ..وهذا بحد ذاته يعتبر نذالة منك " تأوه قائلا :" قولي ماشئت ..فأنا أعرف كم كنت نذلا ..حقيرا ..ووغدا ..وعذري هو إني كنت محطما في ذلك الصباح ..لم أستطع أبعاد صورتك والسافل كارل يعانقك ..شعرت بالموت لأنك لم تلحقي بي ..لم تفسري لي كل شيء حصل وقتها بل انتظرت اليوم التالي حتى تأتين مما جعلني أدرك كم له تأثير في حياتك ..مجرد التفكير بأنه كان قربك ..يحوم حولك طوال الأشهر الماضية وتقضين معه وقتا أطول مما تقضينه معي يصيبني الأمر بالجنون ..لقد فقدت سيطرتي على نفسي حينما أتيت وكان علي أن أبعدك بطريقة ما كي لا أفقد المتبقي من أنسانيتي وأعاقبك " وأخذ نفسا عميقا مرتجفا وتابع يقول :" لقد كنت أحميك من نفسي وليس أحمي نفسي منك , يعلم الله لو إنك بقيت في المنزل لما سامحت نفسي ..كان علي أن أخرجك بأية طريقة وهكذا أخبرتك بأني كنت مع امرأة في الليلة الماضية ..وهذا ليس صحيح بالمرة ..فأنا لا أستطيع خيانتك ..لا فكريا ..ولا فعليا " . كان عليها أن تصدقه ..فقد كان صوته ينضح بالصدق وبمشاعر تنبع من قلب محترق . ضاع سحر اللحظة حين امتلئ الشارع بدخول سيارة كبيرة , وعلت الأصوات مبددة السكون الذي لف قلبي تالا وبراد , مدت تالا يدها نحو مسكة الباب وقالت بصوت مرتجف :" حتى وإن كنت صادقا ..لافائدة من الحديث الآن ..لقد انتهى مابيننا منذ أن أعلنت أنفصالنا ..أتذكر ..في ..الك..الكراج ..لقد نظرت إلي تلك النظرة الميتة وأخبرتني بأنك لم تعد تتحمل علاقتنا وإن الأمر أصبح فوق طاقتك " . تقصلت لا إراديا إذ أقترب منها وهو يقول مبررا بصوت منفعل :" أفهم ..لديك الحق في أن تغضبي ..تالا ..ألم تدركي إني قلت ذلك في لحظة غضب , لقد شعرت بالأحباط لكونك رفضتني وأردت أن أؤلمك ..وأن أجعلك ترضين لو وصل بنا حد الفراق ولكنك كنت عنيدة ..وأشكر ربي الآن لأنك تمسكت بعنادك .." وتابع بعاطفة :" ولأنك أحتفظت بنفسك رغم الأغراء الذي واجهتني به ..ياربي القدير ..إذ كلما أتذكر ماذا سيحصل لو إننا أستسلمنا للرغبة الشديدة لفات الأوان على الأصلاح.." ازدردت تالا ريقها وترددت يديها على المسكة فأستغل براد ذلك وتابع يقول :" لقد كنت محبطا ..وغاضبا عليك لأنك تركتيني جاهلا بأمورك الخاصة ثم بعد ذلك أدركت كم كنت غبيا وأحمقا ..قلقي عليك دفعني للأتصال بدييغو رغم كرهي للجوء إليه ولكني كنت خائفا عليك ..ثم عرفت كم كنت سخيفا بغضبي ذاك وبعد أن قضيت ليلة سيئة ذهبت إليك ووجدتك مع السافل هانسون..فأنهار كل شيء من حولي " وتنفس بحدة وضم قبضتيه جانبا . مسحت تالا دموعها لتنظر إليه جيدا ولكن مزيد من الدموع تبعت سابقتها وشهقت حين طلبت التنفس وتابع من جديد :" لم أفكر بشي ..كنت مجنونا وأدعيت بأني ذهبت لأمرأة ثانية ولكني كنت ممزقا في العودة إليك ونسيان كل شيء أو الأستمرار بمعاقبتك ..مضت أيام لم أعرف إن كنت فيها على قيد الحياة أم ميتا ولجأت للكحول علها تنسيني ولكنها أججت مشاعري وتعاظم كربي ..كرهت كل شيء من حولي ..لم أعرف كيف أعمل ..كيف أنام ..كيف أتنفس وكنت لا أفكر إلا بمدى شوقي إليك وفي كل ليلة أعود فيها إلى المنزل الفارغ كان قلبي يموت إذ لا أجدك في استقبالي " وأرتجفت يداه وأخذ يجاهد ليتنفس بشكل طبيعي وهو يردف :" ثم عرفت بوجودك في مدريد وجن جنوني ..رغم إني حاولت أن أسيطر على أعصابي لأني أعرف كم تتضايقي إذ أشير إلى علاقتك القريبة بدييغو ولم أرغب في سبب أخر ينفرك مني , ولكني أردت الذهاب إليك ..أردت قتل دييغو ولكني فكرت بأن لا حق لي بالمطالبة بك بعد أن خسرت كل فرصي معك ..بعد أن أقصيتك عن حياتي ..الطريقة الوحيدة التي بقيت أفكر بها هو انتظارك في المطار ولكني في الليلة الأخيرة شعرت بأن لا أمل لك في مسامحتي وأخذت أفكر بوجودك مع دييغو ..بعدها فقدت عقلي وجازفت في الأتصال بك " وخف صوته تدريجيا :" لقد فارقني النوم طوال أيام عديدة وكنت أشعر بالوحدة تفتك بي وأحلم بطيفك وهو حولي ..وقتها أقسمت أن أفعل أي شيء لكي أرجعك إلي ..لم تهمني كرامتي ..مافائدة الكرامة إن كانت تحرمني منك ..بينما روحي لا تطلب إلا روحك ..تالا حبيبتي ..إن كنت لازلت أستحق مناداتك بحبيبتي أنظري إلي ..أنظري إلى عيني وقولي إنك سامحتني .." . تسلل إليها صوته فرفعت بصرها مذهولة ..مصدومة بمنظره وهو يتوسل إليها بتلك اللهجة وينظر إليها بتذلل .. نظرت إلى وجهه المهموم الداكن ..وبلحيته التي غطت ملامح وجهه الفتية فبدا أكبر سنا ..محطما ..وكأنه بقايا من أنسان أحبته في وقت مضى . وشعرت بالأسى يمزقها ..لم يبقى من براد الماكر المرح ..ذو النفس الأبية ..الصلب شيء..فأومأت له وهمست بصوت باكي :" أسامحك " وشهقت لتتنفس بقوة . وفي اللحظة التي أشرقت عيونه بالنور تابعت هي تقول بصوت معذب :" ولكن لا يمكنني العودة إليك , لقد قتلت في داخلي حبي إليك ..لقد تخليت عني وكنت في أمس الحاجة إليك ..لم تسأل ولم تأتي ..إلا حينما أفتقدت وجودي ..لم تثق بي ..لم تسمح لنفسك أن تفكر بأني لا يمكنني أن أعبأ لأحد غيرك ..ولا يمكنني أن أحب أحدا غيرك ..ولكني أسامحك .. ولأني أقول لك بأني كذلك فهذا لأني لا أملك حقدا في قلبي ..إني لا أشعر إلا بالأسى لأجلك ..ولكني أطلب في المقابل أن تسامحني ..فقد أخطأت بحقك كثيرا " . ولدهشتها الشديدة أخذ براد يضحك ..ضحكة امتلئت بالمرارة وأزداد الأسى في قلبها إذ سمعته يقول ضاحكا فيما أمتلئت عيونه بالدموع :" أنت تحكمين علي بالموت إذن ..يالى الجحيم ..فأما الموت ..وإما الجنون ..ومابينهما سيكون هلاكي " . لم تستطع تالا أن تستمع أكثر ..فقد تخدرت حواسها وضاعت روحها في مكان ما ..ولأن قلبها تفجر بالتعاسة لماقاله قررت إنها إكتفت من حديثهما ..ضغطت على مسكة الباب وحاولت النزول بحركة سريعة .. صاح براد محذرا بصوت مرتعب :" تالا لا تفعلي إن مياه المجارير ..لا .." . فات الأوان على سماعه فقد تجمد عقلها في لحظة تهور كبيرة وخطت بقدمها على الأرض الزلقة ..لم تشعر إلا وقدميها تنزلقان في البركة الكبيرة فيما تبددت كلمات براد المحذرة . لثانية واحدة لم تدرك تالا مالذي حصل لأنها غطت في بركة المجارير الطافحة , بعدها شهقت غير مصدقة وهي تتجمد في مكانها مدركة بكل حماقة إن القدر قد سدد ضربته الأخيرة لها ..كي يذكرها بما مضى ..ويذكرها في لحظة لقاءها الأولى ببراد . لم ينتظر براد لحظة واحدة ..قفز من كرسيه نحو جهتها ثم عبر بقدميه الباب المواربة ليسقط إلى جانبها تماما , رفعها بسرعة وبلهفة قلقة هتف بها :" تالا حبيبتي ..هل أنت بخير ؟" وتلمس جسدها بيدين ملهوفتين . | |||||||||
|
| |
|
13-01-12, 08:20 PM
| #830 | |||||||||
| نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| تدفقت الدموع من عيني تالا فيما هي تنظر إلى ثوبها الرصاصي الذي غاب كليا عن النظر وإذ أستوعب عقلها المشهد المؤلم رفعت بصرها نحو براد وسددت له ضربة على صدره وهي تصرخ بقهر :" أكرهك ..أكرهك ..هل تسمع ..أكرهك براد " . وأنفجرت بالبكاء حينما أدركت إنها خسرت كل شيء ..وبأنها إذ ظنت إنها سيطرت على مشاعرها ..أنفجر سيل الكلمات من فمها وهي تبكي :" أنظر إلى مافعلت ..لا تلمسني ..ابتعد ..أبتعد " وضربت يده الممتدة وتقوقعت عند السيارة وهي تشهق باكية بينما التوت خصلات شعرها المبللة حول وجهها فبدت وكأنها طفلة صغيرة خسرت كل شيء ..وفقدت كل شيء ..ولم يبقى لها إلا مرارة الحياة المؤلمة . لم يتركها براد كما طلبت ..كان يجلس على قدميه متجاهلا المياة الآسنة التي غطت قدميه ونظر إليها أولا ..نادما على مابدر منه ثم أقترب أكثر وسحبها بقوة نحو أحضانه , شدد قبضته حولها وهو يهمس لها منفعلا :" لقد طال صبري ". حينما أصبحت بين ذراعيه ..حينما أمتزج جسدهما بقوة سحرية آسرة أعلنت تالا أستسلامها إذ أصبحت في المكان الذي تريده أخيرا ..وأدركت صدق كلامه ..فهي تنتمي إلى هنا ..بين ذراعيه الحنونتين , تمسكت به بشده هي الأخرى وهي ترمي ظلم الزمان من عينيها ..ثم صرخت به وفمها يرتجف عند فمه :" أنا أكرهك ..هل تسمعني ..أكرهك وأحبك في ذات الوقت ..ولشد ما أنا غاضبة منك لأنك لم تفي بوعدك ..لم تكن بجنبي حينما أستيقظت ..لقد حطمت حلمي معك بكبرياءك الغبية " ثم شدت ياقته بقوة وقالت بصوت باكي :" لا تتركني أبدا ..إياك أن تتركني براد ..سأموت إن تركتني مرة ثانية " وناقضت كلماتها قبل قليل حينما طالبته أن يبتعد عنها . ضمها براد بيدين غير ثابتتين وهو يعدها بصوت مرتجف :" أعدك ..تالا حبيبتي أنت هنا أخيرا " وأقترب من وجهها أكثر وغرق في حناياه الرقيقة ..جفف دموعها أولا ثم عانقها بألم لمدة طويلة . صوت صفير وصرخات عالية أبعدتهما عن بعض , رفع براد رأسه وشتم برفق :" الأوغاد" . نظرت تالا بدورها وهي تجاهد لأن تتنفس بشكل طبيعي وشعرت بوجهها يحترق تحت النظرات الجريئة التي كان يلقوها عمال المجاري ..تذكرت بشكل ضبابي السيارة الكبيرة التي دخلت الشارع ولكنها لم تدرك قط إن السيارة كانت تعود للبلدية . همهمت تقول وهي لاتزال بين أحضان براد :" أوه ..ليس مجددا ! " . همس لها براد مطمئنا :" لا أعتقد إنهم ذات العمال حبيبتي " . ولكن صياح أحد العمال أثبت خطأ أعتقاده :" سيد فاريل ..لا تقل لنا إنها سوبرومن التاريخية !" وكان يبدو عليه رئيس العمال ويبدو واضحا إنه تذكر تالا ..وقفزتها الخيالية قبل سنتين . تمتمت تالا بحرج :" غير معقول !" . لم يجبه براد بل قال لتالا مفسرا بحنق :" البلدية اللعينة ..لا ترضى الأستماع لطلبي في أعادة تأسيس شبكة المجاري في المنطقة " . ارتجفت تالا بين ذراعيه ..وهمست بصوت مفكك :" ب...براد ..ربما علينا العودة إلى السيارة " . فشد شعرها بلطف وقال بعاطفة وعينيه تلمعان :" كلا ..سنعود إلى منزلنا ..ولكن لن أتحرك من مكاني حتى أسمعك تقولين بأنك لازلت تحبيني ..وإنك لاتأسين لي " لوت تالا شفتيها وتمتمت نادمة :" أسفة ..كنت حمقاء ..لقد تصورت إنك تغيرت ..و..كنت خائفة من مشاعري , خائفة من كونك قادر على اذيتي وكنت بحاجة للملمة شتات نفسي " . مال براد برأسه وضغط جبينه على جبينها وهمس بصوت أجش :" أحبك تالا ..أريدك أن تعرفي بأني أحبك وبأني لن أؤذيك حبيبتي أبدا..حبيبة قلبي " وهمس كلمتيه الأخيرة قرب شفتيه ثم عانقها ..وهذه المرة غمرها بشوقه ولوعة قلبه المحترقة ..عانقها حتى محى كل الأسى في قلبها وعزز شوقه وحبه في داخلها ..لهثت مبتعدة عنه حينما تعالا الصفير مرة ثانية وتمتمت لاهثة فيما أحترق وجهها بنار الأحراج :" براد ..دعنا ندخل أرجوك " . اومأ لها براد ووجه ينبض بالمشاعر ثم رفعها بسهولة ووقف على قدمه فلفت تالا ذراعيها حول عنقه وهي تتمتم :" لا أستطيع أن أصدق إنني وقعت مجددا ..أنت كنت تعرف ..لذلك جئت بي إلى المنزل ..أليس كذلك ؟" . تقدم براد بحذر كي يعبر إلى الرصيف وأجابها حينما لامست قدمه أرض اليابسة :" أجل..أستيقظت هذا الصباح وقلبي يموج بالأمل إذ رأيت المجاري طافحة ..لقد كانت هدية من القدر , وعلمت بأني يجب أن أقنعك بالمجيء إلى هنا بأية وسيلة ..ولكني لم أعرف قط ..لم أعرف إنك ستقعين مجددا " . وداعبت ابتسامة ماكرة شفتيه , فشعرت تالا بالدفء يلامس قلبها , إن استطاع براد أن يبتسم لها بهذه الطريقة مجددا فأن الأمور ستغدو على مايرام وسرعان ماينهض مجددا من حالة الأسى المر التي لازمته بغيابها . توقف عند البوابة الصغيرة وركلها بقدميه فشدت تالا بذراعيها حول عنقه وقالت حالمة :" نفس الأيام الخوالي " تذكرت كيف توقف براد عند البوابة وركلها بقدمه فيما كانا هما غريبان بكل معنى الكلمة ..بينما الأن فهما حبيبان ..وتجددت السعادة في قلبها أخيرا . حينما أصبحا في غرفة الجلوس نظرت إليه تالا بصمت فأبتسم براد ومازحها قائلا وقد فهم ماتفكر به :" سنلوث السجاد كلينا " . ضحكت تالا ورفعت رأسها لتقبله بجذل على خديه فتنفس براد بسرعة وقال :" ياقلبي الصغير ..أتدركين كم أفتقدت لهذه أيضا ..في كل لحظة أتذكرك بها لا تنفك وصورتك تطاردني حينما زرتك مرة في شقتك ..أتذكرين ..لقد فتحت لي الباب ثم رحت تقبليني مسرورة وكنت بغاية السعادة وكأن الحياة قد فتحت لك أبوابها بعد طول انتظار " . وأنحنى ليلامس شفتيها بقبلة رقيقة وتابع بعدها :" لقد مدتني تلك الذكرى بالأمل خلال ليالي الأرق الطويلة " . وجلس على الكنبة في غرفة الجلوس دون أن يبعدها عن أحضانه , مد يده ليلامس شعرها ومسك خصلة من خصله القصيرة وهمس منفعلا :" هذا أشد عقاب ..ولكني أنوي أن أعانقك مجددا ..ولو فقدت سيطرتي على نفسي فهذا ذنبك لأنك قصصت شعرك " . ابتسمت تالا بحب وهي تتلوى برقة بين أحضانه وقالت بثقة :" لن أبتعد قيد أنملة ..لو كان هذا تحذير لي " . ضحك براد قرب شفتيها ثم حينما أراد تقبيلها أبتعد فجأة وهو يقول :" لحظة واحدة ..لقد تذكرت شيئا " . همهمت تالا متضايقة فيما روحها متعطشة لحنانه , بينما مد يده إلى جيب بنطاله ووجد صعوبة شديدة في ذلك نظرا لان ملابسه كانت ملتصقة بفعل البلل , ثم على حين غرة أخرج علبة صغيرة من القطيفة وتمتم بعد أن شهقت تالا مدركة لما يحمل :" أتمنى أن لا تكون الرائحة ملتصقة به " ولأن تالا كانت متجمدة في مكانها ..وقد أخرستها المفاجأة كليا أستغل براد ذلك وفتح العلبة ليظهر لها ما توقعته ..خاتم ذهبي مزين بالألماس ..كان مذهلا ..وخطف أنفاسها كليا . من توتر اللحظة أخذ براد يقول بصوت غير ثابت :" كنت أتخيل أن ألبسك إياه في عشاء تحت ضوء الشموع ..ولكني لا أجد أنسب من هذه اللحظة ..فيما أعادنا القدر إلى نقطة البداية ..علينا أن نبدأ هذه المرة بداية صحيحة ..تالا ..لا أتجرأ عن الأبتعاد عنك خطوة والأنحناء قرب قدميك لطلبك للزواج ..لأنك منذ هذه اللحظة لن تفارقي ذراعي قط ..ولكي أوضح لك تالا ..فأنا أريد أن أقول لك ..وأن أطلب منك ..أن تكوني زوجتي ..ورفيقة دربي ..وأسيرة روحي ومليكة عرش قلبي منذ اليوم حتى يعلن الكاهن ارتباطنا روحيا وجسديا " . ورفع يدها المرتجفة ليقبلها بتوق جعل السعادة تتفجر في قلبها ..اومأت له وعينيها تغرقان بالدموع ..دموع الفرح والذي أشرق على سمائهما أخيرا . أخرج براد الخاتم من العلبة وبيدين مرتجفتين ألبسها إياه ..وأنزلق الخاتم ليطوق اصبعها الرابع . أشرق وجه براد بنور أزال كل تغضنات وجهه ..وكأنه عاد براد الذي تعرفه ..براد حبيبها الوحيد ..ومعشوقها الأوحد . همست وهي تنظر إلى الخاتم الذي تلئلئ في أصبعها :" إنه جميل " . ابتسم براد برقة وقال :" لقد طلبت مساعدة كلار هذا الصباح ..المسكينة لقد أيقضتها من نومها ..وأعتقد إن ميتشيل سيجدد عدائه لي , لم يكن مسرورا إذ أخذت منه زوجته " . عضت تالا على شفتيها وقالت :" أتعلم ..لقد نسيت كل شيء متعلق بهما ..هل ..كيف تجري الأمور بينهما .." شدها براد نحوه أكثر وقال يجيبها :" بخير ..لقد كانت كلار مستاءة مما يحصل لنا ..وإذ رأتني وأنا بهذا المنظر في الصباح وبختني وأمرتني أن أحلق ذقني ..وقالت إنك ستهربين لو رأيتني " . ضحكت تالا وداعبت بيديها لحيته الخشنة ثم قالت متهكمة :" لقد كدت أهرب بالفعل " ثم تذكرت الصحيفة فشهقت قائلة :" وعملك ..؟ ..لقد أستلمت صحيفة جديدة أليس كذلك ؟" هز براد كتفيه وأجاب بغموض :" نوعا ما " . قطبت تالا جبينها :" لا أفهم ..لقد قلت لي ..إنهم عرضوا عليك شراء صحيفة جديدة " . داعب براد شعرها وقال بلهجة متخاذلة :" لم تكن صحيفة جديدة ..إنها مارشال وفقط " . اتسعت عيني تالا بعدم تصديق :" أ..أتعني ؟.. هل كذبت علي بشأن هذا أيضا ؟" . لوى براد شفتيه وقال هازئا :" بل لقد كذبوا علي أنا ..لقد كانت الصحيفة المعروضة هي نجمة مارشال ..فميتشيل لم يشتريها لغاية في نفسه بإيذائي ..بل كان المقصود هو جيري ..أراد ميتشيل أن يوجه له صفعة نتيجة جشعه وأستغلاله الكبير لقدراتي وموهبتي ..أو هكذا ما قاله لي ميتشيل ..وليس هذا فقط ..فجيري أضر بسمعة ميتشيل على مر السنين فلم يكن الأخير هو السبب في دفع مارشال إلى الأفلاس وأستغل جيري عداوتنا لبعض وروج تلك الشائعات " . استوعبت تالا المعلومات ببطء ثم نظرت إلى عيني براد وسألته :" دعني أفهم ..هل كان ميتشيل يحوك مؤامرة ضد جيري ؟" . أومأ لها براد :" نعم ..أنت تذكرين اجتماعهما في فندق نورث ستار ؟..لقد تجادلنا بشأن ذلك ..حسنا كان ميتشيل يجرب طريقة لأستمالة ود جيري ووقع الأحير بالفخ فأخذ يتكلم بسوء عني طوال فترة العشاء ..إن جيري مع الأسف لم يكن مثلما تخيلته ..لقد كان جشعا ..مختلسا ..ويكره أعتماد الصحيفة علي " قطبت تالا جبينها :" إذن لماذا جعلك رئيس التحرير ؟" . لوى براد شفتيه وأجابها :" لأنه ظن إن أول خطوة سيقوم بها ميتشيل هو طردي من الصحيفة " . التمعت عيني تالا بالغضب وهي تقول :" لا أفهم سبب عداء جيري لك ..لابد وإنه يشعر بالغيرة تجاهك " ثم توقفت عن الكلام ونظرت إلى براد بعد أن أدركت كلامه الماضي وصاحت بدهشة :" أهذا يعني ..إنك أصبحت المالك الرئيسي لنجمة مارشال " . ابتسم براد ومازحها قائلا :" هذا يعني إن خطيبك أصبح مالكا رسميا للصحيفة ..لم تستطع مارشال أن تتخلى عني .. ولا سبيل لي للفكاك منها " . قفزت تالا بين احضانه بخفة وتأوه مصطنعا الألم فأخذت تقول بمرح :" كم أحب ميتشيل .." وضحكت بخفة حينما أخذ ينظر إليها براد غير مصدقا :" أستميحك عذرا !" قالت ضاحكة :" لا تكن غيورا ..لقد سدد ميتشيل ضربة قاصية لجيري " ثم عقدت ذراعيها حول عنقه وهمست بسعادة :" أوه أنا سعيدة لأجلك حبيبي .." . ناشدها براد ماكرا :" قبليني إذن " . فأطاعته دون تردد وقبلته حتى أستلم المبادرة منها وغرقا كلاهما في عناق حار العواطف . " يالى الجحيم ..الرائحة اللعينة تطوف هنا أيضا !" صوت دييغو المشمئز أبعدهما عن بعض , حدقت تالا به ورأته واقفا عند الباب يحمل حقائبها , ترك الحقائب تسقط من يده وسد انفه براحة يده وهو يقول مستنكرا :" عليك أن تجد حلا للبلدية البائسة ..لايمكنك أن تستمر في العيش هنا فيما تأسيس المجاري خاطئ ويحتاج للتغيير " . وتنقل بمكر بين الأثنين المتعانقين وتجاهل أمر مقاطعتهما سوية فتمتم براد حانقا :" أغلق فمك دييغو ..لا أستطيع أن أقول أنك أتيت في الوقت المناسب ..ولكن بما إنك أصبحت هنا كما أراد القدر أن يكرر الحادثة ..يمكنك أن تبارك لنا ". سأله دييغو حائرا وقد أدرك أخيرا سبب الرائحة المنبعثة في المكان :" لأنكما وقعتما في المجاري مرة ثانية ؟" . ابتسمت تالا ورفعت يديها اليمنى بخجل وقالت :" بل بسبب هذا " . لايخطئ الناظر إلى وجهها فلا يرى السعادة وهي تحيط بملامح وجهها السمراء الرقيقة ..لقد عادت تالا التي يعرفها ..وتخلخل الأرتياح إلى قلب دييغو . أبتسم أخيرا وعقد ذراعيه حول نفسه :" بقدر ما أنا سعيد لأجلكما ..بقدر ما أنا أخشى من فكرة عناقكما الآن وأنتما ..تعرفان ..الفكرة غير واردة الأن " وهز رأسه نادما . ضحكت تالا وتمتمت :" معتوه " . فرد دييغو مصطنعا الأنزعاج :" حقا براد عليك أن تجد حلا بالنسبة للمياة الطافحة هنا " . فلوى براد شفتيه ونظر إلى تالا ..حبيبة قلبه الصغيرة وهمس قائلا :" كلا ..لقد أعادت لي تالا ..وأنا من سيكون شاكرا للقدر ..وللبلدية ..ولمياه المجاري الطافحة ". ولف ذراعيه حول تالا وعانقها مجددا .. وبكل لباقة انسحب دييغو خارج المنزل مغلقا الباب بخفة تاركا العاشقين يعوضان عن جفاء الأيام الماضية ومتأكدا من إن لاشي أجمل بالفعل..من مشاركة الحياة الصعبة برفقة شريك العمر المناسب . انتظروني في الخاتمة ..بعنوان ( ثلاثة رجال في حياتي ) وقتا ممتعا .. | |||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
1Likes
.png)
.png)
العرض العادي
