آخر 10 مشاركات
317 – صدى الذكريات - فانيسا جرانت - روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          فِتْنَة موريتي(103) للكاتبة:Katherine Garbera(الجزء2من سلسلة ميراث آل موريتي) كاملة (الكاتـب : Gege86 - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          311- الميراث المتوحش - مارغريت بارغتير -روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          468 - لهيب الظل - ريبيكا وينترز ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جنون الرغبة (15) للكاتبة: Sarah Morgan *كاملة+روابط* (الكاتـب : مستكاوى - )           »          604 -الحب أولاً وأخيراً - ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          56 - لقاء فى الغروب - شريف شوقي (الكاتـب : MooNy87 - )           »          355 - ميراث العاشقين - كاى ثورب ( روايات أحلامي ) (الكاتـب : MooNy87 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-11-11, 07:10 PM   #311

gege gemy

نجم روايتي وقاصة في قصص من وحي الأعضاء وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية gege gemy

? العضوٌ??? » 162015
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,505
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » gege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond repute
¬» قناتك max
Icon26


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وجع الكلمات مشاهدة المشاركة
لكل من حصل على وسام التميز بردود تستاهلون فردودكم الدعامة التي أقف عليها ..
فشكرا لكم جميعـــــا
ومبروك التميز الذي ليس بالغريب عليكم *___^

إذا لم يجد جديد الليلة سوف ينزل الفصل السادس بعنوان * لا تصدقينها * يا رب يحوز على أعجابكم ويستاهل الأنتظار ^___^
منتظرت قنابلكم ..أبا أنهري منهن ^___*


ف انتظار عذابك الجميل يا احلى وجع


gege gemy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-11-11, 07:18 PM   #312

وجع الكلمات

قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدى

 
الصورة الرمزية وجع الكلمات

? العضوٌ??? » 169342
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 8,446
?  نُقآطِيْ » وجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond repute
El7qoni

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gege gemy مشاهدة المشاركة
ف انتظار عذابك الجميل يا احلى وجع
يا خوفي عذابي الجميل يكسحك


وجع الكلمات غير متواجد حالياً  
التوقيع
قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه
ادعوا لها بالرحمة
رد مع اقتباس
قديم 18-11-11, 07:32 PM   #313

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

ناطرينك وجع على أحر من الجمر


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
رد مع اقتباس
قديم 18-11-11, 07:40 PM   #314

نسيم الغروب

نجم روايتي وقاصة وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الأعضاء وعضو متألق ونشيط بالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية نسيم الغروب

? العضوٌ??? » 102266
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 6,407
?  نُقآطِيْ » نسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير
سأكون بانتظار قنابلكِ
أخشى ان تتفجري بها قبل ان تفجرنا


نسيم الغروب غير متواجد حالياً  
التوقيع



رد مع اقتباس
قديم 18-11-11, 08:30 PM   #315

وجع الكلمات

قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدى

 
الصورة الرمزية وجع الكلمات

? العضوٌ??? » 169342
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 8,446
?  نُقآطِيْ » وجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond repute
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مشاهدة المشاركة
ناطرينك وجع على أحر من الجمر
وأنا منتظرة رأيك على الفصل على ناررررررررررررررررررررررر


وجع الكلمات غير متواجد حالياً  
التوقيع
قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه
ادعوا لها بالرحمة
رد مع اقتباس
قديم 18-11-11, 08:32 PM   #316

وجع الكلمات

قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدى

 
الصورة الرمزية وجع الكلمات

? العضوٌ??? » 169342
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 8,446
?  نُقآطِيْ » وجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond repute
059

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسيم الغروب مشاهدة المشاركة
مساء الخير
سأكون بانتظار قنابلكِ
أخشى ان تتفجري بها قبل ان تفجرنا
مساء الفل والياسمين والزنبق
فجرتي بي ومن زمان لهذا تأخرت ألملم فتاتي الذي خلفته ورائها
وأنا متحمسة لما سوف يخلربه الفصل من دمار شامل فيك
شفتي الشر


وجع الكلمات غير متواجد حالياً  
التوقيع
قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه
ادعوا لها بالرحمة
رد مع اقتباس
قديم 18-11-11, 08:42 PM   #317

norseen

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية norseen

? العضوٌ??? » 153879
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 382
?  نُقآطِيْ » norseen has a reputation beyond reputenorseen has a reputation beyond reputenorseen has a reputation beyond reputenorseen has a reputation beyond reputenorseen has a reputation beyond reputenorseen has a reputation beyond reputenorseen has a reputation beyond reputenorseen has a reputation beyond reputenorseen has a reputation beyond reputenorseen has a reputation beyond reputenorseen has a reputation beyond repute
افتراضي

نحن بالانتظاااااااار وجعي ... القي بقنابلك علينااا نحن لهااااا عزيزتي

norseen غير متواجد حالياً  
التوقيع

" لقد حررني الله فليس لاحد ان ياسرني "







******

رحمكَ الله يا راسيم رحمةً واسعه وأسكنكَ فسيح جناته ..
أسأل الله العلي العظيم أن يغفر لراسيم رحمه الله ,و أن يتغمده برحمته التي وسعت كل شيء و أن يلهم أهله الصبر و السلوان ..
اللهم آمين ..
رد مع اقتباس
قديم 18-11-11, 08:45 PM   #318

حنان

كاتبة وقاصة بقسم قصص من وحي الاعضاء ولؤلؤة فعالية اقتباسات مضيئة

alkap ~
 
الصورة الرمزية حنان

? العضوٌ??? » 135644
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 7,122
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » حنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond reputeحنان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
?? ??? ~
المقياس الذي نقيس به ثقافة شخصٍ ما، هو مبلغ ما يتحمّل هذا الشخص من آراء غيره المخالفة لرأيه.. د.على الوردي
افتراضي

بالانتظاااااااااااااااااا ااااااااااار

حنان غير متواجد حالياً  
التوقيع








حب حب

رد مع اقتباس
قديم 18-11-11, 08:54 PM   #319

وجع الكلمات

قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدى

 
الصورة الرمزية وجع الكلمات

? العضوٌ??? » 169342
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 8,446
?  نُقآطِيْ » وجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond reputeوجع الكلمات has a reputation beyond repute
Icon26

norseen العسل ... وحنان_سمر القمر شكرا على حماسكم إلي بشعللني من الحماس ..


ها هو المولود السادس من معذبتي .. يا رب ما يخيب آمالكم


وشــــــــــــــــــــــك را من صميم قلبي على تشجيعكم لقلمي الصغير
والأهم على تحملكم لي



قراءة ممتعة يا رب






^ الفصل السادس ^


* لا تصدقينها *





عدت لتلك الشقة التي تدوس على صدري بدون شفقه, فتخلف دمارا, لا يستطيع الزمن أعادة بنائه, لقد تطلب مني جهدا جبارا لكي أخمد تلك المشاعر التي هجمت علي مرة واحدة فجعلتني مشتتا, تائها لا وجهة أستنجد بها, وهذه المرة لم تكن نرجس هي التي أشعلت فتيل العذاب, بل فاطمة, آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه منكِ يا فاطمة أن عذابك أشد وأمر من نرجس لأن قلبك أبيض وهذا الذي يخنقني, ويطحنني في أنياب الملامة ...
فتحت باب الشقة, وأنا بقايا إنسان, لم تبقى به حصانة, معرض للانهيار بأي لحظة , حين دخلت كان الليل يداعب السماء التي أحمرت خجلا, كنت أتمنى وبكل جوارحي بألا أصطدم بنرجس, لأني صدقا لا أعلم ما سوف تكون ردة فعلي عليها, فلازالت مشاعر مختلطة تحاول بأن تزحف لروحي, وأنا أصدها بدرع هش يكاد بأن يتفتت أمام إصرارها.
لهذا أطرقت برأسي, وشققت طريقي مباشرة نحو هدفي, ألا وهو غرفتي, فلا بد بأن أكلم فاطمة, وأبرر لها الذي حصل, فألمها يصهرني, ويفجر أحساس بالندم الذي كالوباء ينهش بجسدي الوهن.
لسوء حضي الذي لا يفتأ يرافقني, كل خططي تبددت باختراق فحيحها غلاف الصمت الذي جلدت نفسي به:
- " ألم أكفك أنا وما فعلته بي ؟ ذهبت لأخرى لكي تدمر حياتها بكل دم بارد؟! "
ضيقت عيناي, وأنا أعد للعشرة لكي أربط لجام أعصابي الهائجة في داخلي, فألتفت إلى يمناي, فتقع مقلتي عليها, تجلس بشموخ مستفز, بوجه ماتت فيه الحياة, فصارت ملامحه جامدة كالموتى, تغطي شعرها بحجاب, وتكسو بدنها بلباس محتشم, منغمسة بلون السواد, كسواد قلبها الذي لا يعرف سوى لغة الحقد, لم أرد بأن أشبع غرورها, لهذا لذت بصمت, وتحاشيتها, ومضيت في شق طريقي نحو تحقيق غايتي, التي لم تهنأ نرجس إلا وقد أخرتها بصوتها الذي يخدش طبلتي أذني:
" إلى أين أنت ذاهب؟ أتريد بأن تعذبها أكثر مما فعلت؟ أتقي الله يا رجل, الفتاة مسكينة ويكفيها ما فعلته بها أيها الظالم "
صمت قدمي عن المشي, حين فارت الدماء المتدفقة في عروقي, وأنا أستدير صوبها, وكل خلية في جسدي تنضح بالغضب الذي لا يكبحه أعتا وأشد درع, رغم اللهيب الذي يتوهج به وجهي, لم أرى الخوف يحتل تضاريس وجهها المتمسكة بسكنها الذي يزيد من درجة الغضب الذي يلتهم كل ذرة بداخلي, ففتحت بوابة الجحيم التي كنت أناضل لكي تبقى مغلقة في صدري,و أغدقت عليها بكل الحمم المتكدسة ورائها دون أن أهتم بالعواقب, فرعدته بصوتي المتغذي بالكراهية:
- " أنا الظالم .. أم أنتِ.؟؟!! أنتِ التي جعلت أبي يتبرأ مني .. أنت التي أحالت حياتي جحيما.. والآن تريدين بأن تغسلي عقل فاطمة وتجعليها تقف في صفك.. أيتها الحية "
لم أجد نفسي وأنا منوم بحبوب الغضب إلا وأنا أقف أمام نرجس وأستل سيف سبابتي.. مشهرا إياه صوب وجهها.. الذي لا يزال متيبس .. لم تمر عليه نفحات المشاعر البشرية.. احترت مع هذه المرأة أقسم بذلك .. يكاد عقلي ينفجر وأنا أبحث عن جواب عن الطينة التي صنعت بها !!!
أمسكت بسبباتي .. وهي تغرس سهام عيناها من قوس جفنيها اللتين لم ترمشان .. وقالت برنه تعففت عن أي أحساس..:
- " أنا لم أقل لها سوى الحقيقة .. حقيقتك القذرة "
هنا أخذت الشياطين تتقافز أمام ناظري .. ودخان الغضب يخنق أنفاسي.. فيعيث في نفسي فسادا.. ويطلق صرخات تزلزل المكان بقاطنيه.. وأنا أقذف بيدها المعتصرة لسبابتي بعيدا عنه:
- " أيتها الشريرة ... يبدو بأن الكلام لا ينفع معك .. لا ينفع معكِ إلا لغة واحد وهي "
رفعت يدي اليسرى .. لأنفذ حكمي عليها .. إلا أن صرخةَ أمسكت بيدي .. فأحالتها معلقتا بين السماء والأرض..
_ " توقفـــــــــــــــــــــ ــ أرجوك "
حولت عيناي ببطء ليساري .. وأنا في قرارت نفسي أعلم هوية صاحبة تلك الصرخة التي بترت تنفيذ عقابي لمعذبتي ..
ليروعني ما أرى ..
شظايا الحزن التي حطمت محياها أصابتني بجروح بالغة استهدفت روحي التي أعياها التعب فباتت هشة في أي لحظة تهددني بالاضمحلال..
فجاءت فاطمة لتكمل سلسلة عذابي المتواصلة... والتي لم تجعل لي مجالا للتنفس..
فحبست أنفاسي الذائبة في صدري وأنا أجر لساني جرا للنطق:
- " فاطمة أرجو عودي للغرفة "
قذفت علي بلهيب دمعها الذي كوى مقلتيها.. وهي كما يبدو تعاني مع الكلمات مثلي:
- " كلا لن أعود.. لم أعد أطيق هذا الجو المشحون الذي يلاحقني حيثما ذهبت.. لا مع أخي ولا هنا.. لم أذق طعم الراحة.. أريد أن أنام قريرة العين .. والله أريد أن أرتاح .. أرتاح .. لم أعد أحتمل .. لم أعد أحتمل جو الرعب هذا "
لتضع كلتا يديها على رأسها.. وتنكمش على نفسها.. في خندق الحزن البارد .. والدمع يتدحرج على وجنتيها فتوسمها بحمرة تحطم القلوب المتحجرة ..
أطرقت بجفنيها بانكسار يشتت نفسي في دهاليز الحيرة ورياح الملامة تهدر في زواياها ..
كورت يدي لأكون قبضة .. تكاد العروق تنفجر منها .. وشعور بأني سوف أخسرها يزحف بداخلي .. ليرهبني من ضياع حليف مستقبلي...والسبب كالعادة نرجس .. التي ما أن ذكر عقلي اسمها في أوراقه حتى انفجرت من جديد قنبلة الغضب الموقوت بداخلي..
فشمخت برأسي وأنا أزفر كثور الهائج ... فأسقط عيناي على فاطمة المحبوسة وراء قضبان الألم .. وقلت وأنا أغالب وجعي علي مرآها بهذه الحال:
- " لا تصدقينها .. كل الكلام الذي قالته لك نرجس كذب .. أرجوك لا تصدقينها .. أنا نادم وأريد أن أصلح ما ..ما "
تثاقل لساني .. بعد أن غرست نصل مديتها في عيناي .. بتلك النظرة التي تجمد الدماء في العروق بريح السموم الحارقة ... والتي تبعث في النفس الشعور بالصغر .. نعم أحسست لحظتها بأني صغير .. صغير .. وقد أكملت شعوري الحنظلي هذا بزمهرير المنبعث من نبرة صوتها المشبعة ببحت البكاء:
- " تصلح ماذا ؟ كيف تصلح شيء قد أنكسر؟!! .. ولن يعود إلى سابق عهده مهما فعلت .. كيف تعيد لي عذريتي التي اغتصبتها.. روحي التي نحرتها.. بقايا نفسي التي شتتها ؟!! قل لي هيا قل "
وأخذت تضرب بقبضة يدها على صدرها بهسترية..
أخذت انتفض كالمحموم.. وأنا أنجد حلقي الذي جف ببعض لعابي النافذ..
دست كم هائل من الأكسجين إلى رئتيها على مرأى مني أنا المتعلق بقشة من الثبات .. ومن ثم قالت وقد تسلحت صفحة وجهها ببعض القوة التي لم تسلم من انهمار الدمع على سطحها:
- " هذا الجواب الذي توقعته.. لهذا من الأفضل بأن ترحل .. وإلى الأبد من هنا .. فقد آذيتنا بما فيه الكفاية .. أرحل .. أرحل .. لربما أستطيع بأن .. بأن أنسى الذي حصل "
قالتها وانكماشه تلسع ذقنها..
لهيب لا يطاق يهاجم محجري عيناي ..
انهيار التام ينسكب علي
فيقيد عقلي وفكري
ويجعلني فريسة سهلة لي أمر يصدر من غيري..
لهذا رضخت بدون أرادة مني على أن أنصاع لطلبها ..
فالقشة التي كنت أتشبث بها بالأمل
قد انكسرت ..وأنكسر معها أحلامي بالحضيض والسند الذي سوف يرافقني في خندق الحياة المظلم..
خرجت وأنا أسحب ساقي سحبا .. إلى لا وجهة ...



***


كان صوت الملاعق المنغمسة في أطباق الطعام المكتضة بطعام العشاء يعلو على صوت الصمت الذي يخنقنا بصوت العقل ... أو على الأقل من جهتي .. ذاك الشرر الذي كان يقدح من عيني مجد لم أعهده قبلا.. لقد كان حقا يريد بأن يتهجم علي .. أنه يكرهني كرها جما .. كرها جعل الدماء تجف في عروقي.. الأمر لم يعد كسابقه.. كل الأوراق قد تغيرت .. لهذا كان يجب علي بأن أغير أنا قوانين اللعبة .. كانت هذه الهواجس تتطاير في عقلي .. تجذبني أكثر فأكثر في مستنقع الخوف..
حين تسلل بين حشود الأفكار المتخبطة برأسي صوتها المنهك.. والذي بالكاد يلامس طبلتي أذني:
- " لم أكن هكذا .."
رفعت رأسي المطرق .. وحدجت بها والاستغراب يبسط سيطرته على محياي.. هي التي تعمقت جراحها .. فنزف الحزن من عيناها .. وخلف قفارا من المرارة الباهتة .. مخلفتا جفافا في طيات تعابيرها .. أو ما تبقى منها..
كل هذه المشاعر الموجعة غرست في نفسي فقط عندما أسقط بصري عليها ...
توقفت عن تحريك الملعقة على الطبق .. وبسطتها على وجه الطاولة.. لتدس الهواء في صدرها .. فتسلط مقلتيها المغبرة علي.. وتطلق العنان لصوتها المخدوش بنصل البكاء:
- " لقد كان لدي صوت .. لكن أخي عمار كتمه .. فقط لأنه كان يكره أمي وظن بأنها هي السبب التي جعلت أبي يطرده من المنزل وليست أعماله التي لم يعد أبي يتحملها .. كان حاقدا عليها كثيرا .. ( زمت شفتيها بحرقة .. وسهم الدمع الغادر يشق طريقه من عيناها الناضحة بلون الحمرة .. فتكمل بعد ذلك على نفس نغمة ) حقده أعماه لدرجة أنه لم يرى بأن أمي لم تنظر إليه إلا كابن .. في حياتها لم تعتبره أبن زوجها .. لكن قلبه المريض لم يجعله يرى سوى الكره والبغيضة .. وكذلك رفاق السوء .. عندما تعب أبي أراد بأن يرى ابنه وبأن يعطيه فرصة ولم يرد بأن يموت وابنه ليس معه .. وكذلك أراد بأن يترك أحد يكون بجنبي ويرعاني عندما... ( عادت ورقة وجهها تتجعد تحت قبضة الألم .. حين خرجت كلماتها منحورة بالعبرات ) توفي أبي ضانا بأن عمار قد اصطلح.. وبأنه تركني بأيدي أمينه.. لم يرى الوجه المخفي خلف قناع البراءة الذي ارتداه حين عاد ليرى أبي.. حاولت أن أقاومه .. بأن أردعه بشتى الطرق .. ( غرست أظافرها على الغطاء الذي تتزين بها الطاولة .. والغضب الممتزج بالوجع ينحت على تقاسم وجهها .. وهي تنفث حرقتها من فمها ) لكن لم أجد منه إلا المهانة والضرب .. والذل .. لقد حولني إلى فتاة بلا صوت .. بلا أرادة .. ( حلقت بيدها اليمنى .. لتحط بها على صدرها فتعتصر قميصها القطني بأناملها المتصلبة .. وقد برزت عروق جبينها والعبرات تغتال أرضها التي التهبت بحمرة تغرس وتد الوجيعة في منتصف القلب فترديه صريعا لآهاتها الصامتة .. وأكملت بنفس النبرة التي تخلع الروح من الجسد ) لقد سلبني روحي .. فأصبحت ضائعة .. أصبحت جسداٌ بلا روح .. أتحرك كالمسيرة ... لسنوات لم أعد أعرف من أنا .. الذي أعرفه بأني يجب بأن أطيع كل أوامره بدون أي جدال .. أمرني بأن أترك الدراسة وأعمل لكي أصرف على البيت وعليه ففعلت .. ودفنت نفسي وراء مكينة الخياطة ليل نهار فقط لكي أوفر له الجو المناسب لكي ينغمس بملذاته .. هو الذي لا عمل له إلا الشرب والاستمتاع مع رفاقه .. كنت قد بدأت أرضى بهذه الحال مجبرتا .. حين جاءت القشة التي قسمت ظهري .. "
هنا صمتت أمام رعشة استهدفت ذقنها .. وأثقلت قسمات وجهها الدامية بلسعات النحيب الجارفة ..
لم أعد أقوى أكثر من ذلك عن الخضوع لصمت .. كان يجب بأن أتحرك .. أفعل شيئا .. أي شيء .. فإحساس بالألم على حالها يقطع قلبي أربا أربا في كل ثانية تمر .. فحركت مقعدي المتحرك بدون أي تأخير .. ودفعته نحوها هي المواجهة لي .. فأضمها بكل جوارحي .. لعلها تتشرب المواساة التي عجز لساني عن تزويدها بها .. لتنكمش بحضني كالجنين .. تناشد المزيد من جرعات الحنان .. الذي يبدو قد حرمت منه زمنا بعيدا ..
أسندت ذقني المكوي بسمومها .. وأنا أضمها بقوة إلى صدري الذي لم يسلم من عصف الدمع الهائج بداخلي .. والذي حرصت بألا يخرج لها ..
تخلل صوت نحيبها المتعالي بين أحضاني الراجفة .. صراخ متثاقل ينادي باسمها:
- " فاطمة .. فاطمة .. فاطمة "
انتفضت من تحت حضني .. وانتصبت والجزع ينحت قسمات وجهها ... في حين أنني أخذت أتلفت من حولي بحثن عن مصدر الصوت .. وقلبي مقبوض ..
نظرت إلي من وراء أكوام الدمع ... ووجهها ينكمش مشكلا تضاريس الرعب:
- " أنه هو .. لقد عاد .. عاد "
ازدرت ريقي بجهد جهيد .. وأنا أتسلح بقوة مزيفة .. وأشحت ببصري بعيدا عن عيناها المستنجدتان بي .. لأسقطهما على الشباك المفتوح على مصارعيه بغرور في جدار الصالة ..
كان نعيقه أتٍ من هناك .. أنه لا ينفك يعكر حياتي وحياة هذه المسكينة .. التي تستجدي العون مني ..
لم أجد نفسي في معمعة الحيرة .. ألا وألتهم المسافة التي تحيد بيني وبين الشباك بعجلات كرسي .. فأغلق الشباك بلمح البصر .. إلا أن صراخه العنيد لم يعتقنا .. فما كان مني وأنا أنظر إلى فاطمة وهي ترتعد خوفا إلا أن أخذت أتلفت من حولي بحثا عن طوق نجاة أخفف فيه وجع هذه المسكينة .. لأجد الحل تحت مجهر عيناي .. والذي لم يبعد عني ألا مسافة خطوتين .. لقد كان ريموت التلفاز .. الذي انتشلته من على الكنبة .. وفتحت التلفاز .. ورفعت درجة الصوت أعلى ما يكون .. غير مكترثة بما يذاع على التلفاز..
ورجعت صوبها .. أغذيها من ترياق الأمان في حضني ...
ما هي إلا دقائق مرت كالدهر علينا .. وإذا بصوت جرس باب الشقة يغرد .. فجبر مقلتي على الخروج من محجريهما .. ونبض قلبي يتسارع بصورة جنونية .. وفاطمة تغرس أظافرها بصدري .. لدرجة خلت بأنها سوف تخترق جلدي ..
توقف حرفيا عقلي عن العمل لحظتها .. ولم يعد إلى رتمه الطبيعي إلا عندما لامس طبلتي أذني صوت عمي صالح .. وهو ينادي قائلا:
- " نرجس هذا أنا عمك .. أفتحي الباب رجاءا "
حينها فقط تمكنت من التنفس بارتياح ... وأنا أحاول بأن أبعد فاطمة المتشبثة بي بكل ما أوتيت من قوة .. فقلت هامسة بأذنها .. ماسحتا على قلبها بالأمان :
- " فاطمة لا تخافي أنه عمي صالح .. لا تخافي .. سوف أذهب لأفتح له الباب "
ومسحت على رأسها المغلف بحجابها ... لترتخي أصابعها المتشنجة .. فأستغل الفرصة بتغليفهما بيدي .. وسحبهما بروية بعيدا عني ..
فأدعها منكمشة على حالها كالشرنقة ..
وأتوجه للباب .. الذي ما إن فتحته حتى غارت عيناي من وقع الصدمة ..
لقد كان عمي صالحة يسند ذلك المجرم مجد والذي من شدت ثمالته بالكاد كان يقوى على الوقف .. وفتح عيناه المتثاقلتان .. والذي كان يتمتم بملكوت آخر ...
هجمت على عمي بنظراتي والعتاب ينحت محياي.. حين بادر بتقديم جلسة دفاعه عن حاله قائلا.. وهو يحاول بأن يعدل مجد الذي أخذ ينزلق من تحت ذراعه :
- " اعذريني يا ابنتي .. هذا المجنون سوف يفضحنا بالخارج .. بشق الأنفس تمكنت من جعله يأتي إلى هنا .. "
لأقاطعه قائلة بوجه يغلي :
- " عمي أعذرني لا أستطيع بأن أجعله يدخل إلى هنا .. فهذا الشخص لم يعد مرحبا به هنا بتاتا .."
ليرد علي عمي والانكسار يشوه وجهه الذي لم يسلم من خنادق الزمن الغادر:
- " أعلم ذلك يا ابنتي .. ولا ألومك .. لكن والله لو لم أحلف بأنه لن يدخل بيتي لكنت أدخلته هناك .. وسترتنا من الفضيحة الذي سوف يسببها .. أسمعي يا نرجس أنا سوف أبات الليلة معه .. وسوف أحرص بألا يفعل فعلا مجنونا .. وغدا سوف نجد حلا لهذا الوضع .."
أوجعني رؤية عمي بهذا الوضع .. والخزي يمرغ وجهه بوحله .. لهذا قلت رغم عن رغبتي التي يصرخ بها عقلي:
- " حسنا عمي .. هذه الليلة فقط .. عمي يجب أن ننهي هذه المهزلة.. والله تعبتُ "
هز رأسه مؤيدا .. وقال بعد أن أطلق تنهيدة طويلة :
- " وأنا كذلك يا ابنتي .. وأنا "


***



كانت الكوابيس تتقاذفني كالكرة .. وتقض مضجعي .. في حين أني ظللت أتقلب على السرير وكأني أنام على شجر من الصبار بأشواكها الحادة التي تخترق جسدي .. ظل الخوف يغطيني كاللحاف تماما.. لم يتركني ولو لثانية واحدة .. فعندما بالخطأ تغفل عيناي وتستسلمان لأغراء النوم .. تتفجر صورته أمامي وهو يهجم علي ويجردني من شرفي الغالي .. لهذا أشرع عيناي اللتين زاغ بصرهما .. رغم أني أنام بالقرب من نرجس .. وفي غرفتها المغلقة بأحكام .. إلا أن الشعور بعدم الأمان لا يفتأ يطاردني .. لقد قمت بزفر مخاوفي المتراكمة في صدري .. التي ما لبثت أن رجعت مع شهيقي ..
نظرت إلى ساعة معصمي المهترئة .. وضوء القمر المتسلل من شباك الغرفة المشرعة الأبواب يساعدني .. لأجدها الساعة الرابعة وربعا صباحا .. ما هي إلا دقائق ويعلو أذان الفجر .. فعزمت أمري على القيام والتوضؤ .. وتعطير لساني بذكر الله .. فهو البلسم لكل مخاوفي .. ولو كانت لبضع دقائق.. لكن حلقي الجاف .. صاح يناشدني أن أبقى .. فبتر مخططي المستقبلي..
فدست على مخاوفي .. ودنيت من الباب ... وأنا في داخلي أكرر شادة من عزمي : (( والده معه .. لن يؤذيني .. لن يؤذيني ))
لأفتح الباب بعد أن أسكنت يدي المنتفضة على طبول الرعب على مقبضه .. فأجر ساقي المترددة تتبعها أختها بجهد جبار ..
لأشق طريقي عبر الظلمة الصابغة للصالة نحو المطبخ ومع كل خطوه أخطيها يزداد انقباض قلبي المرتاع.. أخيرا بت في المطبخ .. فأشعلت الضوء من فوري .. لأتنشق بعض ريح الحرية من هواء الخوف الملوث..
تناولت كأسا وملأته بالماء من الثلاجة .. لأشبع ظمأى بعد ذلك .. وضعت الكأس الخاوي على صفحة الطاولة الصغيرة التي تتوسط المطبخ ..وقد بدأت أعصابي المشدودة تلين .. حين كتم على أنفاسي يد ضخمة .. غدرت بي .. تبعتها يد قيدت معصماي بقبضة محكمة .. وأنا الجزعةُ ارتعشت كورقة خريفه أجتاحها ريح عاصف.. وقد خرجت عيناي عن حجرهما ..
أحسست بصفعات أنفاس ملتهبة تضرب بسياطها على خدي الشاحب ذعرا .. فتحركت مقلتي لا إراديا إلى هناك .. ولم تجرأ على أن تسمح لرموشي بأن ترمش .. كان هو .. نعم هو .. ذابحي .. فشعرت بالدماء تجف في عروقي .. وجسدي يتصلب .. وعقلي يدور .. باختصار كدت أموت من الخوف .. ليهمس قائلا .. وعيناه شبه مفتوحتان.. والخدر يغشي وجهه المنسل من خلفي .. والحاط على كتفي:
- " سوف أترككِ .. لكن ليس قبل أن تعيديني بأنك لن تصرخي .. فأنا أريد أن أتحدث معك فقط .. وأقول لكِ الحقيقة التي شوهتها لك نجرس بكل تأكيد.. فهل تعديني بأن تسمعيني وبأنكِ لن تصرخي؟ .. وأنا بدوري أعدك ِ بألا أؤذيكِ "
لم أجد نفسي إلا وأنا أهز رأسي بنعم .. فغريزة الحماية أعمت بصيرتي .. وأرضختني لأرادتها التي تخالف أرادتي الشخصية..
ليُحل يدي من قبضته الصلبة .. ويحرر فمي من يده الخانقة لصوتي .. ظللتُ واقفة كالشجرة المتغلغلة جذورها في الأرض .. لا أقوى حتى على التفكير ..
حين أشار لي بيده بالجلوس على الكرسي المجاور لي .. والمرافق للمائدة الصغيرة .. نفذت أمره بدون أي تفكير .. فقد شلت خلاي عقلي تماما .. وما عاد يعلو بداخلي إلا صوت صرخات قلبي الهلعة ..
كتمثال خشبي جلست على الكرسي مقابلة له هو الذي جلس على الكرسي المواجه لي ..
لم يجرؤ حتى على النظر إلي مباشرة .. ظل يبعثر أنظاره من حوله .. ويخفي عن بصري وجهه الممرغ بتعابير لم أتوصل إلى نوعها ..
ليقطع صوت الصمت بقوله بنبرته التي استشعرت التردد في طياتها :
- " سوف أبوح لك بكل شيء .. وأنتِ أحكمي علي بعد ذلك .. وأنا سوف أقبل حكمكِ مهما كان .. فقط أصغي لي جيدا .. ولا تقاطعيني .. فالكلام الذي سوف أقوله.. سوف يتطلب مني جهدا جبار لكي أخرجه للعلن .."
قام بازدراد ريقه .. وأسكن كلتا يديه اللتين تشابكتا بعد ذلك على خد المائدة الخشبي .. وأخذتا تشدان من أزر بعضهما البعض .. فيعود هو للغة الكلام والغصة تبطن صوته:
- " كل شيء بدأ منذ 13 عاما .. عندما كنت ف12 من عمري .. حين خرج أخي ماجد الذي يكبرني بعشر سنوات من المنزل غاضبا .. بعد أن نشب شجار كبير بينه وبين أمي التي كانت تقف حائلا بينه وبين الفتاة التي يريد أن يتزوجها .. وكانت هذه أول مرة تختلف فيها أمي معه .. فهي تحبه كثيرا .. وتوليه اهتماما كبيرا .. وهو كذلك .. لهذا استغربت حين صحوت على وقع صراخهما الذي كان يهز المنزل .. أبي لم يكن في البيت .. فقد كان مسافرا لكي يجلب بضاعة للمحل .. فكنت أنا الشاهد الوحيد لشجارهما .. لقد رأيت كل شيء من وراء باب غرفتي شبه المفتوح .. لقد خرج ووجهه أحمر كالدم .. وأمي تناديه وعروق جبينها بارزة .. ما هي إلا دقائق معدودة وإذا بي أسمع احتكاك سيارة صادر من الشارع المطلة عليه شقتنا .. فركضت أمي هلعة وكأن قلبها دلها على الفاجعة القادمة .. فإذا بها ما أن وقعت عيناها لما وراء الشباك .. إلا أن انهارت على الأرض جاثية .. ووجها شاجب كالموتى .. وتريد أن تصرخ لكن لا يخرج شيء من فمها.. وأنا أنظر إليها غير مدرك لما يحدث.. فهرولت صوبها .. وأخذت أهزها وأنادها بلا جدوى .. فرايت بأن أرى ما نظرت إليه من الشباك .. ويا ليتني لم أنظر.. لقد .. لقد .. (( غرقت مقلتيه في بحر من الظلمة وهو يشد من اتحاد أنامله ببعضها البعض .. ليكمل قائلا .. وبحة ذبلت معها حروفه الناطق بها )) لقد كان ماجد .. غارقا بدمه .. أنا الآخر تسمرت مكاني .. (( زفر بعمق مضني .. لينكس رأسه بعد ذلك ويضيف ونبرة صوته يزيد اختناقها )) لم تعد أمي مثل قبل بعد ذلك اليوم .. أصبحت جسدا بلا روح .. معنا بالجسد .. لكن عقلا في عالم آخر .. الأطباء لم يجدوا مشكلة عضوية فيها .. حتى الأطباء النفسيين حاولوا بها بلا فائدة .. لقد ضاعت .. ضاعت (( ليجفلن وهو يهوي بكلتا يديه المتحدتان على الطاولة المسكينة التي لا حول لها ولا قوة وهو يكرر بحنق ينزف الألم )) لقد ضاعت ...ضاعت "
انتشدت القوة من تنورتي التي خنقتها بقبضتي يدي من تحت الطاولة ..وجسدي يرتعد من أخمص قدمي إلى قمة رأسي ..
توقف عن معاقبة الطاولة المسكينة .. ليرخي قبضتيه على سطحها .. ويزيد من انحناء جسده إلى أسفل وهو يقول وقد بهت لون صوته ذو غصة:
- " حتى أنا ضعت ... كل ما أردته بأن يلاحظوني .. أمي في عالمها الخاص .. وأبي يعتني بها .. وأنا أصبحت غير مرئي .. لهذا أردت بأن أنبههم بوجودي .. لهذا افتعلت شجارا في المدرسة .. صحيح بأن أبي أخذ يصرخ بي .. وعاقبني .. لكن لم أكترث .. الذي أهمني بأنه لاحظ وجودي.. أهتم بي ... أحس بأن لي قيمة في البيت ولست قطعة أثاث .. لهذا تعمدت بأن أفتعل المشاكل وبأن أتأخر بدراستي فقط لكي يراني أبي ويوليني بعض الاهتمام.. (( أفلت تنهيدة تصل إلى الصميم ومن ثم قال بصوت يحاكي الهمس بدنوه )) لكني للأسف ضعت .. ضعت في طريق الفساد .. ولم أعرف كيف السبيل إلى الرجوع .. "
غرس أصابعه المتشنجة بخصلات شعره .. وخنقها .. وهو يقول والمرارة تنسكب من حنجرته :
- " جاء حادث نرجس ليوجه صفعة قوية لي .. ويوعيني لمدى تمادي بسلوك هذا الطريق.. لقد كنت في السجن حين جاءني أبي وقال لي بأن خطيبها النذل تركها عندما عرف بأنها فقدت القدرة على المشي لهذا أصيب أباها بأزمة قلبية .. واحتمال كبير بألا ينجو .. لهذا أقترح عليه بأن أتزوجها وسوف يسقط التهمة عني .. وأخرج من السجن ..فوافقت لأنه لم يكن لدي خيار آخر .. وأيضا بأن شيئا بداخلي يشعرني بسوء لفعلي ..بالطبع رفضت نرجس وبشدة بأن أتزوجها وكذلك حالتها النفسية لم تساعد ... لكن عمي والدها أقنعها .. ومن ثم تم القران على عجل .. ليتوفى بعد ذلك أبوها بعد قراننا بساعتان .. لقد انهارت تماما نرجس .. لم أقوى على فعل شيء.. أو بالأصح لم أستطع فعل شيء سوى الجلوس بهدوء .. وعاصفة من الإحساس بالذنب تفتك بي .. لم تعد ترني نرجس إلا بصورة المجرم الذي أفقدها القدرة على المشي ومستقبلها .. وأباها .. هي لم تكن تعلم بأن سامر الخسيس تركها بسبب عجزها الذي تعلمه بأن أهله هم الذي أصروا عليه .. وبأن فعله هذا هو الذي أودى بحياة والدها المسكين .. وقد وصانا والدها بألا نقول لها الحقيقة حتى لا نؤذيها .. لهذا أنا صامت وأتحمل حكمها الجائر لأني وعدته .. وعدته ... كما وعدته بأن أعتني بها .. لهذا عاهدت نفسي بأن أعود للطريق الصائب .. فتركت الشرب .. وعملت مع أبي بما أني لا أملك شهادة .. بذلت كل جهدي لكي أفي بوعدي ولكي أجعلها تسامحني ... لكنها كانت دائما تسد الأبواب بوجهي .. وتقتل كل محاولاتي لكي تصفح لي ... رغم ذلك ظللت مصرا على أن أواصل محاولاتي على أمل بأن تسامحني يوما ما .. لكنها .. لكنها ..(( بتر جملته وهو يسلط علي عيناه متقدة غضبا .. ووجهه قد أبتلعه الحنق الدامي .. لحرمني من نعمة التنفس والخوف يتغلغل أكثر في قلبي .. وهو يقول بصوته الحاكي لنبرة شيطانية ))
لكنها خانتني ... خانتني .. هذا الذي لا يمكنني أن أتغاضى عنه .. الخيانة الخيانة التي نحرتني.. ومع من مع سامر الذي تركها وهي بأمس الحاجة له ... وأنا الذي أريد رضاها والذي تحمل جفائها ماذا أعطتني بالمقابل الخيانة وهو يظفر بحبها وسماحها .. (( ليحرر يديه من بعضهما .. ويصفع بهما خد الطاولة المستكينة .. والحمرة القانية تشتعل في خديه وأخذ يصرخ بأعلى طبقة من صوته وهو يقف كثور هائج ينفث لهيبة المحترق الذي يصفع به الهواء المحيط به بكل عنف ويردي الكرسي صريعا على الأرض العارية فيستقر والخزي يعتليه.. ويوقعني في حقل من الألغام التي لا تفتأ تنفجر تحتي لترديني صريعة لذعر الفاتك بكل خلية تعيش فيه ويغسلني بأفواج من العرق الذي يهطل من جبيني كزخ المطر )) لهذا عدت لنفس الطريق .. لأنني لم أعد أحتمل الذي يحدث لي .. فهذا كثير كثير علي ... حرمت نفسي من أشياء كثيرة لأجلها ... وهي كافأتني بالخيانة "
وتحت مجهري عيني اللتين زاغ بصرهما تابعته وهو يرتعش بعنف.. وكأنه يريد بأن ينقض على شيء فيهشمه تحت قبضتي يديه اللتين برزت عروق ظهريهما.. لهذا زادت درجة خوفي للقمة .. وأنا أتصور الأسوأ في خلدي.. ابتلعت فتات ريقي وتشبثت بأطراف كرسي الخشبي أمتص منه القوة لصمود أمام هذا الفيضان المقبل علي في أي لحظة..
لتتعالى أصوات الإنذار في عقلي وأنا أراه يقترب مني .. فدخلت في غيبوبة من الرعب الذي سلب مني أنفاسي .. وجعل قلبي ينبض بسرعة جنونية تكاد تحطم قفصي الصدري ..وأقسم بأن شعر رأسي وقف تحت حجابي ساعتها..
ولم يساعدني أبدا وجهه المتحجر الملامح ..
رأيته يرفع يده جهتي .. لتقفز عيناي من محجريهما .. وتحتك أوصالي ببعضهما البعض ... وقلبي يسقط من عرشه العاجي ...
إلا أن يده لم تطالني .. بل انبسطت لتكشف عن راحت يده تقف بيني وبينه .. وأنا في خضم معمعة التعجب .. أخترق صوته الذي ارتخى .. وتلحف بغطاء الرجاء:
- " أرجوك صدقيني وضعي يدك بيدي .. وأنقذيني ..أنقذيني .. لا أريد بأن أعود لذلك الطريق .. أرجوك لا تتخلي عني كما تخلى عني أبي والجميع .. أرجوك "
ارتقيت ببصري إلى وجهه الذي تبعثرت به شظايا العجز والمنتقع بالانكسار ..
تراقصت مقلتي على وقع الحيرة .. وهي تعكس صورته المنهزمة على مرآتها .. قرب يده صوبي وهو يعتصر صوته المنتحب قائلا:
- " أرجوك .. سامحيني سامحيني .. وأعدكِ بأني لن أخذلكِ أبدا ثقي بي .. ثقي بي وضعي يدكِ بيدي أرجوكِ "
لم يستجيب لرجائه إلا صمتي.. الذي نبع من قفار من المشاعر الخاملة التي لا ملامح لها تقبع في داخلي..
التقطت عيناي يده التي انكمشت لتشكل قبضة مهزوزة .. وصفحة وجهه تتمرغ بالخيبة .. فيبتر خيط الصمت بتمتمته المتوجعة:
- " كنت أعلم بأن ردك سوف يكون هذا .. أنتِ لا تختلفين عنهم .. كلكم لا تريدون أن تصغوا إلي .. تفضلون بأن تروني بصورة المجرم .. لا أعلم لماذا هناك جزء صغير بداخلي قال بأنكِ سوف تكوني غير .. لا أعلم "
مرر كلا كفيه على تضاريس وجهه.. وهو يفلت زفرة مكبلة بأطنان من الخذلان .. الذي لم يجد له أي وقع في داخلي .. وقال وهو يدس القوة في نبرة صوته:
- " حسنا .. واضح بأن حياتي تسبب المشاكل لكل من يحيط بي .. لهذا سوف أنهيها .. سوف أنهيها بأول سيارة تقع عيني عليها .. وسوف أريحكم من مجد القذر المخزي المجرم .. وداعا ... وداعا فاطمة .. وسامحيني لأني أذيتك .. لأنني صدقا نادم لما فعلته بكِ أشد الندم "
انفرجت عيناي على ضربة الصدمة التي هشمت محياي وأنا ألمح بريق الدمع يتشبث برمشه ...
اختفى من أمام ناظري دون أن أتحرك قيد أنملة .. ظللت ملتصقة كالمسمار بالكرسي .. وطعمان من الحلاوة والمرارة أتجرعهما في آن واحد.. في حين شعور بتشفي يلفح قلبي .. وأنا ألتهم الأكسجين كأني لم أتذوقه منذ عقود ...



***


وجع الكلمات غير متواجد حالياً  
التوقيع
قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه
ادعوا لها بالرحمة
رد مع اقتباس
قديم 18-11-11, 09:33 PM   #320

نسيم الغروب

نجم روايتي وقاصة وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الأعضاء وعضو متألق ونشيط بالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية نسيم الغروب

? العضوٌ??? » 102266
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 6,407
?  نُقآطِيْ » نسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الخير
لم أعرف ما الذي كنت افعله في حقل من ألغام الاحاسيس
لم أخرج منهُ سالمة بل بجروح عتية وبألم أحاط بهؤلاء الثلاثة
في باديء الأمر وجدت نفسي اذهب بأرادتي الى منطقة كتب على مدخلها مجد وعقابه
دخلتها كي افرح بعذابه وهي يتجرع سم الألم بيديه ولكن وجدت معهُ نرجس التي كانت تسقيه بيديها وهو ايضاً يحرق يديها
وفاطمة تقف هناك تختنق بدموعها فرحاً وألماً تخاف ان تتقدم من الاثنان حتى وان ارادت ان تنقذ أحدهما .
نرجس صابرة الى النهاية من اجل ان تسقيه ماتبقى من السم حتى وان تسرب الحرق الى ما تبقى منها لانها خُدعت بأسم الحب وعاشت بوهم السعادة المنتظرة .
حتى مجد لايجرؤ على قول الحقيقة واستأثر بالالم لنفسه
فاطمة
تائهة غارقة تتشبث بشيء حتى يتبين انه لاشيء وغير قادر على ان ينجو بنفسه رغم قوته الظاهرية
الان امامها حقيقتان من نرجس ومجد
كل منهما يبرر ما الذي أوصله لهذا النقطة ويرى انه المظلوم وبنفس الوقت ينتهج عقاب الطرف الثاني
مجد وتلك الصورة التي تتكرر لدى عائلات كثيرة احدهما المفضل والاخر يجرفه التيار بعيداً عن المحيط وحالما يفقدون الاول ينسون وجود الثاني فيبدأ بالتمادي ليسمعوا صوته ويستدلوا لوجوده لكن هل هذا الحل ؟؟؟؟
فلو فعل كل من عاني مثله ما قام به لفسدت الارض وضاع الشرف .
اما نرجس لا اعرف لا اريد ان اتكلم لانها حتى لو لم تعرف الحقيقة فذلك لايبرر لها خيانتها
فاطمة اصبحت الامور بيدها
فهل ستقدم على ان تخبر احد على ما قدم عليه مجد ام ستكون هذه فرصتها لتتخلص منه ؟؟؟
أكيد عند وجعي الخبر اليقين
لم افجر شيء كل معاركي هادئة اعتى من الحرب الباردة
ما أنتِ خرجتِ من تلك المرحلة واستعملتِ الاسلحة المحظورة
واستبحتِ حرمة مشاعرنا
وانتِ تتلاعبين بها كل مرة
هنيئاً لكِ
شكراً على ما نقشته
سلملم


نسيم الغروب غير متواجد حالياً  
التوقيع



رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:25 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.