آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          نيكولو (53) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الرابع من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          فرصة أخيرة -ج 2حكايا القلوب-بقلم:سُلافه الشرقاوي[زائرة]كاملة &الروابط* (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          19 - هزيمة القمر-جين لوغان-كنوز أحلام (كتابة فريق الرومانسية المكتوبة /كاملة )** (الكاتـب : * فوفو * - )           »          جايكوب وايلد (118) للكاتبة: Sandra Marton {الجزء 1من الأخوة وايلد} *كاملة* (الكاتـب : Andalus - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          محكوم بأمر الحب (55) -قلوب شرقية- للرائعة: mema ameen [مميزة]*كاملة* (الكاتـب : mema ameen - )           »          قيدك الماسي (7) -رواية غربية- للكاتبة المبدعة: Shekinia [مميزة]*كاملة &الروابط* (الكاتـب : shekinia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree91Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-10-11, 01:49 PM   #271

Gorgie!

? العضوٌ??? » 175432
?  التسِجيلٌ » May 2011
? مشَارَ?اتْي » 206
?  نُقآطِيْ » Gorgie! is on a distinguished road
افتراضي


merci................................!

Gorgie! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-11, 02:04 PM   #272

جود الدنيا
 
الصورة الرمزية جود الدنيا

? العضوٌ??? » 105884
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,381
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
?  نُقآطِيْ » جود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond reputeجود الدنيا has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكراااااا والله يعطيك العاااااااافية

جود الدنيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-11, 02:25 PM   #273

~sẳrẳh

إدارية ومشرفة سابقة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء وأميرة الخيال وشاعرة متألقة بالقسم الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية ~sẳrẳh

? العضوٌ??? » 1678
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 15,447
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute~sẳrẳh has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» اشجع hilal
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

كاردينيا

ربما يوما ما ؟؟

وقف قلي مع نهاية الفصل هل تكون رنا اخت لمريم اكرم ..

صدفه ستكون صدمه لدكتورنا يوسف الطويل --->>(لازمن نعطيه لقب) ..

كم طوله تقريبا ياكاري؟؟ وعلى فكرة من بعد ابو سمره بقيت اتشائم من الدكاتره

كاردينيا

وانا بقراء بتوقف عند جمل راقت لي كثيرا ..لديك عبارات تحمل روح الكوميديا ..

فحديثك عن الخاله رجاء جعلني ابتسم على هوايتها الجميله

انتي بترسمي المشاهد بدقه ورعه لا تقل عن روعته في نقل المشاعر ..

SẳRẳh~










التعديل الأخير تم بواسطة ~sẳrẳh ; 16-10-11 الساعة 06:05 PM
~sẳrẳh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-11, 02:34 PM   #274

Maissae

نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر و عضو سياحى نشيط وعضوة فريق التصميم

alkap ~
 
الصورة الرمزية Maissae

? العضوٌ??? » 156628
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,923
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Maissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond repute
?? ??? ~
َوميلادكِ .. حِكايَةُ عِشْقٍ أُخْرٓى!
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

صباح الفل والياسميييين
بنآات... في فصل اليوم؟؟؟


Maissae غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-11, 03:22 PM   #275

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

يا بنات ساحاول الان انزال الفصل الثاني ...... اسفة صارت عندي حالة طارئة واضطريت اخرج ...

كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-11, 03:24 PM   #276

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الفصل الثاني .......



محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-11, 03:27 PM   #277

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-11, 03:29 PM   #278

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-11, 03:29 PM   #279

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الفصل الثاني
انه لا يصدق، عيناه اتسعتا في صدمة وذهول وهو يتمعن بالوجه المطرق الى الاسفل بخجل وربما ببعض الاضطراب، سمع صوت الخالة رجاء يقول بحنان " وهذه اختها الصغرى مريم " ابتسم الجميع بينما يوسف يحاول جهده ليخفي صدمته، ابتلع ريقه عندما مرت مريم امامه وهي تقول للجميع بصوتها الهادئ " مساء الخير " لم تنظر اليه، بل انها لم تنظر لاي شخص اخر وتوجهت ناحية النساء لتجلس بجانب كوثر، عاد يوسف ليجلس مع باقي الرجال وهو يبتسم للعم احمد الذي واصل كلامه في السياسة بينما عقل يوسف بعيدا عنه تماما، قريبا من فتاة لا تبعد عنه أكثر من متر واحد!
لم يتنبه أحدهم لردة فعل يوسف الا شخص واحد، شخص عركته الحياة، شخص يعرف جيدا كل التفاصيل الدقيقة المتعلقة بولده الذي رباه على يديه، يفهم كل خلية من خلايا دماغه كيف تعمل، كما يفهم كل لمحة تمر على وجهه وماذا تعني، ابتسم الحاج علي وهو يراقب الجميع وكيف ان النساء يقبّلن رنا وهن يعتقدن انهن حصلن على الجائزة الكبرى بعد الاعجاب الذي ظهر في عيني يوسف تجاهها، ولكنهن لم يلحظن ما حدث بعد هذا الاعجاب، نظرة واحدة لأختها الصغيرة الخجولة واشتعلت عينا ولده باللهب! عاد لينظر للفتاة التي تبدو انها اسرت ولده، ولا يلومه حقا! أعجبه حجابها الذي يحيط بوجهها الفاتن.
تمعن الحاج علي في مريم واخذ يفكر " انها حزينة! حزينة بشكل غير عادي، جمالها تبارك الله فيما خلق وفيها شيء يجعل الرجال ينجذبون اليها كالمغناطيس لكنها تبدو ببراءة الاطفال ولا تدرك حجم ما تمتلك من تأثير في النفوس، ترى ما أحزنها هكذا وهي بهذا العمر الفتي؟! ربما لأنها يتيمة الاب؟ " عاد لينظر الى اختها التي اجلستها زوجته بجانبها بينما اختارت مريم ان تجلس بجانب كوثر التي اخذت تبتسم لها ويبدو انها تحدثها عن طفلها القادم، اختها رنا واثقة وقوية الشخصية، ولكنها لا تنفع ولده، هو يعرفه جيدا، يريد فتاة بريئة الافكار كما هي بريئة الجسد، فتاة وكأنها خرجت من بطن امها للتو، فتاة.. كمريم.
اتسعت ابتسامة الحاج علي وهو يرى حفيده ينجذب لمريم ويذهب ليجلس بجانبها، يبدو ان لديه جينات خاله فيما يخص النساء!
ما زال يوسف يقاوم النظر اليها، ولكن عيناه تحيدان كل فترة ناحيتها، لماذا ترتدي الحجاب الاسود باستمرار؟! رغم انه يليق بها الا انه يتمنى ان يراها بحجاب ملون، نظرة لابن اخته الذي ينظر الى مريم بانبهار أدرك ان تأثيرها قد وصل اليه، رأى مهند يهمس لها بشيء وبعدها، قلبه قفز من مكانة وهو يراها تبتسم، بل تضحك بخفة بينما برزت على جانبي فمها غمازتين رائعتين اعطتها لمحة من الشقاوة.
ابعد خصلات شعره عن جبينه وهو يشعر بالارتباك الشديد، يحاول جهده السيطرة على انفعالاته، ولكن هذا كثير، كثير جدا، وما زالت السهرة في اولها.
***
العشاء كان تعذيبا له فقد جلست امامه الاختان في تحد سافر لأفكاره المتضاربة بينما جلس الى يمنينه هاشم والى يساره والدته واختار والده ان يجلس بجانب مريم وكالعادة مهند على ركبتيه، بدا الجد والحفيد متأثرين بشدة بالفتاة، كز على اسنانه في غيظ، فها هو يرى والده يضحك بخفة مع مريم التي استطاع جذبها لتكلمه عن تلاميذها في المدرسة، كانت عفوية جدا وهي تتكلم عن طلابها بفخر، كان صوتها هادئا جدا وفيه نبرة خجل لكنها بدت سعيدة باهتمام والده بها وهاتان الغمازتان تثيران جنونه، كم هي مختلفة عن اختها رنا التي جعلت النساء ينصتن اليها بإعجاب، كانت مثقفة ومتكلمة ممتازة كما كانت مستمعة جيدة فلم تستأثر بالحديث لنفسها، اثارت اعجابه كانسان، لكنها لم تحركه كرجل.
عادت نظراته المتلصصة تحوم حول مريم وهو يشعر بالحسد والغيرة من ابن اخته ووالده، همسة من هاشم اخرجته من صمته عندما قال " هل انت حائر بين الاختين؟ رغم أني اراك ميّال بشكل خاص للصغرى " مد يوسف قدمه وداس على قدم هاشم بقوة من تحت الطاولة، توجع هاشم واختنق بلقمته، مد يده ليأخذ قدح الماء الذي سارعت هناء الجالسة بجانبه الاخر بإعطائه له.
***
" لم تنظر لي ولا مرة واحدة!"
هذا ما كان يوسف يحدث به نفسه وهو يحتسي القهوة بعد العشاء، سألته رنا عن عمله في المستشفى واجابها بأدب وهو يلاحظ ان مريم اهتمت قليلا ورفعت عينيها باتجاهه فاستغل الموقف ووجه اليها الكلام قائلا " وانت انسة مريم كيف هو عملك في المدرسة " احمرت قليلا لكنها نظرت اليه وهي تقول " انا أحب عملي جدا، الأطفال.. " توقفت قليلا وهي تنظر بتركيز لوجهه، عقدت حاجبيها قليلا وهو كالمخدر لم ينطق بكلمة، هل تعرفت عليه؟ هل تذكرته؟ رآها تبتلع ريقها بوضوح ثم نظرت باتجاه اختها رنا وكأنها تطلب العون فابتسمت اختها لها مشجعة فارتجفت ابتسامة على فمها الصغير واكملت دون ان تنظر اليه بشكل مباشر " الاطفال نعمة من الله التعامل معهم، امنحهم العاطفة فيمنحوني العاطفة في المقابل، لا ينافقون ولا.. يؤذون " كلمة الاذى التي خرجت من فمها اخترقت قلبه، اذن هناك من آذاها، هو واثق من ذلك، تقبضت يداه في غضب رغما عنه، استمر الجميع في التكلم عن موضوع الاطفال وخصوصا كوثر التي كانت متلهفة جدا لطفلها القادم.
انتهت الامسية بوقوف رنا وتبعتها اختها لتعتذر ان عليهما المغادرة لان الوقت تأخر، وقف الجميع ليودعهما وهذه المرة تقدمت رنا لتصافح الرجال بمن فيهم يوسف بعد ان عانقت النساء مودعة ولحقت بها مريم، ولكن ما ان وصلت ليوسف حتى ترددت قليلا قبل ان تمد طرف يدها لتصافحه دون ان ترفع نظراتها اليه، اما هو فمد يدا مرتعشة ليصافحها، ما ان لمس بشرتها حتى شعر بخفقات قلبه تتزايد باطراد، انها شديدة النعومة، ثم شعر كأن قلبه يُنتزع من صدره عندما سحبت يدها بنعومة من يده ثم استدارت بهدوء لتبتعد عنه وتودع الاخرين، خصّت مهند بوداع خاص وهي تقبله على وجنته بينما هو لف ذراعيه الصغيرتين حولها في تملك وسعادة!
ضحك الحاج علي ومازحها قائلا " يبدو إنك خطفت قلب حفيدي،" فاحمرت مريم وهي تبتسم بخجل شديد، تمتم يوسف لنفسه وهو يراقب ما يحدث " يا الله، ألهمني الصبر! "
***
في طريق العودة التزم يوسف الصمت وشاركه والده صمته وهو يرخي رأسه على ظهر مقعده ويغمض عينيه في هدوء، فقط الام التي تجلس في المقعد الخلفي كانت متحفزة لمعرفة رأي ابنها، في البداية اعطته الوقت ليبدأ هو بالكلام لكن صمته طال وزوجها لا يساعدها وهو يغمض عينيه في انعزال كامل عنهم، دوما كان زوجها غامضا ولا تعرف كيف وبماذا يفكر، أخيراً قررت الاعتماد على نفسها فتنحنحت وقالت " ما رأيك بنيّ، أ ليست الفتاة رائعة؟" اجاب يوسف بشرود " انها تخطف القلوب قبل الابصار،" انشرح صدر الام وقالت بسعادة عارمة " الحمد لله، اذن انت تريدها " رد بنفس الشرود " اريدها؟! انا اتمناها كالحلم، اتمنى ان تصبح مريم لي اليوم قبل الغد " ابتسامة صغيرة ارتسمت على فم الاب دون ان ينطق بشيء بينما ارتبكت الام قليلا وهي تقول " تقصد رنا بنيّ، رنا وليس مريم، كم مرة اعدت عليك الاسم وقلت لك احفظه وانت تسخر مني وها انت خلطت اسمها باسم اختها،" عندها قال يوسف بإصرار " كلا امي لم اخلط الاسمين، انا اريد مريم زوجة لي وليس رنا،" زاد ارتباك الام وهي تنظر لزوجها الذي ما زال يغمض عينيه ثم التفتت لابنها وقالت بعدم تصديق " ولكن، ولكن يا بني هي أصغر منك بالكثير، انها في التاسعة عشرة كما انها معلمة اطفال بينما اختها طبيبة اسنان، انا ارى رنا أكثر قربا منك بشخصيتها القوية المحببة، انها ملائمة لك كزوجة أكثر من اختها الخجول، انا اعترف بجمالها الخاص الغريب ولكن الجمال ليس كل شيء يا ولدي،" قال يوسف وهو لا يحيد بعينيه عن الطريق " انا اعلم ان كل ما تقولينه منطقي امي، ولكني اريد مريم، ولن اتزوج غيرها " نظرت الام لزوجها تستنجد به وهي تقول " قل شيئا يا ابا يوسف، تكلم يا حاج لماذا تظل صامتا هكذا،" عندها فقط فتح الاب عينيه وقال " انا لا اعلم ماهي المشكلة! انت تريدين ان يتزوج ابنك وهو وافق واختار العروس التي تناسبه، اذن ماهي مشكلتك؟ هل العروس فيها شيء يعيبها لترفضيها؟" تلعثمت الام قائلة " لا ابدا، الحقيقة ليس مهما انها معلمة، ولكني اجدها صغيرة جدا ليوسف، هناك ثلاثة عشرة سنة بينهما " قال يوسف بانزعاج " امي! تصورين الامر وكأني عجوز وهي طفلة صغيرة " اضاف الاب بخفة وهو يلتفت لزوجته " يا ام يوسف الست اكبرك باثنتي عشرة سنة؟! هل وجدتني يوما عجوزا بالنسبة لك؟" احمرت الام وقالت " لا يا حاج، لكن هذا زمن وذلك زمن اخر،" عندها حسم يوسف الامر قائلا " امي، انت تريديني ان اتزوج وانا اقول لك اني مستعد للزواج منذ الان ولكن لن تكون عروسي غير مريم،" صمتت الام وهي لا تعرف بما تجيب بينما اضاف الاب بهدوء " غدا ان شاء الله اتصلي برجاء واستعلمي منها عن الفتاة، انا لا مانع لدي ابدا، يوسف هو من سيتزوج وهو من يجب ان يختار مادام اختياره ليس فيه ما يشين اذن لا حق لنا في الاعتراض،" حل الصمت بقية الطريق وكل منجرف في خيالاته الخاصة، وخيال يوسف يدور حول وجه كالحلم مبتسم بغمازتين تزيدانه فتنة.
***
نظرت رنا لأختها مريم بحنان وهي تفكر كم تبدو بريئة وهي تسرح بعينيها هكذا، سألتها بصوت هادئ " بماذا تسرحين عزيزتي؟" ردت مريم وهي تلتفت لأختها " هل تعلمين اني التقيت بالدكتور يوسف سابقا؟" ارتفع حاجبا رنا قليلا وهي تقول " حقا! اين؟" ردت مريم " قبل فترة بسيطة، كنت عائدة من عملي بالحافلة عندما ساعدني لأتجنب زحام الركاب، لقد اخذ يدفعهم بعيدا عني ليسمح لي بالنزول دون يدفعني أحدهم " ردت رنا بابتسامة " يا لها من صدفة! اذن كان فارسك الهمام الذي انقذك من التعذيب اليومي الذي اخترته لنفسك،" ردت مريم لتدافع عن نفسها " لكن رنا، انتِ من قال لي اني يجب ان اعتمد على نفسي كما انك تعرفين جيدا ان مواعيد عملي لا تتناسب مع مواعيد عملك لتوصليني معك،" قالت رنا " حبيبتي انا أستطيع تدبير الامر ولكنك ترفضين، يبدو ان سيارتي المتداعية المسكينة أكثر سوءا من الحافلة،" ضحكت مريم وهي تقول " لن اعلق عن موضوع سيارتك! لا اريد جرح مشاعرك،" ضحكت رنا هي الاخرى ثم سألتها بعد قليل وهي تبتسم " هل استمتعتِ بالأمسية حبيبتي؟" ردت مريم بوجه بشوش " نعم.. جدا " اتسعت ابتسامة رنا وهي تقول لها ممازحة " طبعا لقد حصلت على معجب صغير فاتن، بينما انا لم أعجب خاله " نظرت مريم بعطف لأختها وقالت بأمل " قد يكون من النوع الذي لا يفصح عن مشاعره، ربما سيخبر والديه بالأمر اولا،" ضحكت رنا وهي تقول " ثقي بي لن يخبرهما بشيء عني، ربما اعجب بي ولكن لم ارَ في عينيه نظرة رجل لامرأة، وأنا اريد رجلا ينبهر بي كامرأة وكإنسانة على حد سواء،" حزنت عينا مريم وهي تقول " انا اسفة رنا، يبدو رجلا جيدا " ردت رنا بابتسامة واسعة " فعلا يبدو رجلا جيدا ولكن لِمَ الاسف غاليتي! هل تعتقدين ان أملي خاب؟! انا لا يهمني الموضوع يا حمقاء! انا اصلا ما ذهبت الا من اجلك انت، اردتك ان تخرجي أكثر وتختلطي بالعالم الحقيقي وتبدئي حياتك من جديد،" شحب وجه مريم وادارت وجهها ناحية نافذة السيارة بجانبها، مدت رنا يدها اليمنى لتحيط بيدي اختها المضمومتين بارتباك في حضنها، قالت رنا بهدوء " لقد مر عام ونصف، الا تكفي هذه المدة لتلتئم جراحك وتنسي ما حدث،" ادارت مريم وجهها ناحية اختها وعيناها تلتمعان بالدموع " حتى لو نسيت يكفي ان يأتي حسام ليذكرني بكل شيء وكأن ما حدث بسببي وليس بسبب،" شهقت مريم وهي تكتم كلماتها وبكاءها معا، فيما قالت رنا بحزم " حسام حالة اخرى يجب ان يتغير تأثيرها في حياتك،" صمتت مريم وعادت لتدير وجهها ناحية النافذة لتحدق بعيون دامعة في الظلام.
***
عندما وصلتا الى البيت كانت الام بانتظارهما وعلى وجهها علامات الغضب، همست رنا وهي تدخل سيارتها الصغيرة في المرأب " لا تقولي شيئا، دعيني انا اكلمها، انت اصعدي مباشرة إلى غرفتنا " هزت مريم راسها موافقة وهي تشعر بالضيق الشديد فها هي امها متحفزة لتثير المشاكل لهما.
هبطت من السيارة وتبعتها رنا، تمتمت مريم ب" مرحبا امي " لكن الام حدجتها بنظرة قاسية ولم ترد عليها ثم استدارت باتجاه رنا وهي تحدجها بنظرة اقسى ثم قالت بغضب " لقد قلتِ انكما ستكونان هنا عند العاشرة وها هي تكاد تبلغ الحادية عشرة وانتما تدخلان البيت، ماذا يقول علينا الجيران عندما يروكما تعودان بهذا الوقت، لقد مللت من افعالك رنا، الا يكفي انك اخذت مريم معك وانت تعلمين جيدا ان اخاك حسام لا يحبذ خروجها؟! "
كانت رنا تستمع بهدوء لامها ولكن ما ان نطقت اخر جملة حتى ثار حنقها وقبل ان تقول شيئا قالت لمريم المرتعبة " اذهبي مريم لتنامي، تصبحين على خير عزيزتي،" تلعثمت مريم وهي تقول " ولكن، أ.. أنا " قاطعتها رنا وهي تقول بحزم " مريم، تصبحين على خير،" تنهدت مريم واستدارت لتدخل البيت بينما تسمع امها تقول بحدة " اجل، اجعليها ثائرة مثلك، علميها كيف تعصي امها واخاها الكبير،" عند هذه الكلمات ركضت مريم لتدخل غرفتها التي تتشاركها مع اختها ورمت نفسها على فراشها الضيق لتبكي بحرقة وهي تقول " الهي، ارحمني من هذا العذاب، لا احد غيرك يعلم ما اشعر به، لا احد على الاطلاق،"، في المرأب كانت رنا ما زالت تشتعل غضبا وهي ترد على امها " انا أستطيع ان احتمل اي كلام منك عني، أستطيع ان اقف صامتة وانت تتهميني بان بنت عاقة لمجرد اني لست على هوى ابنك المدلل حسام، او كما تدعينه (اخي الكبير) والذي هو ليس كبيرا في اي شيء الا في غروره وتعجرفه وانانيته القاتلة، لكن ما لا احتمله هو محاولتكما لدفن مريم حية، لن اقف صامتة وانا ارى اختي الصغيرة تدفع الثمن لنهاية حياتها، ثمن لخطئكما الجسيم في حقها وتريدون التخلص منه بالتخلص منها هي، لقد التزمتُ الصمت العام الماضي ودفعتُ الثمن غاليا، احساسا فظيعا بالذنب تجاهها، يقتلني ان افكر اني لو لم اصمت بوقتها لما حدث ما حدث، ولكني امي لن اصمت بعد اليوم فيما يخص مريم، سأخرجها مما هي فيه رغما عن الجميع " وتحركت رنا لتسير بخطوات نارية ناحية باب البيت بينما الام تحملق فيها بذهول! صحيح ان رنا ثائرة الطباع الا انها لم تكلمها يوما بهذه الطريقة! لقد جعلتها تشعر انها السبب فيما حدث لمريم، لكن صوتا في داخلها أخبرها " قد لا تكونين سببا لما حدث لمريم في الماضي لكنك سببا لما يحدث لها الان!"
عدلت سهاد من وشاحها الابيض الذي تضعه على راسها وهي تشعر بخليط من المشاعر، لقد كانت دوما ضعيفة في مواجهة الامور، منذ ان قرر والدها تزويجها وهي في الخامسة عشرة، زوّجها لرجل يكبرها بعشرين عاما! لم تقل شيئا ولم تعترض وتقبلت مصيرها بصمت، فقد تربت في بيت لا يقول (لا) لكلمة رجل، مهما كان هذا الرجل، الا يكفي ان الله خلقه رجلا! ولحسن حظها كان زوجها اقل استبدادا من ابيها ومع ذلك كانت له نفس الافكار عن الرجال، فربى ابنه البكر ليكون هو الاول في كل شيء وبعدها تأتي أختيه، وهي تعترف انها تنظر لابنها حسام بنفس الطريقة ومن يلومها على ذلك؟! هي تربت ان الرجل هو العامل الاهم والاوحد في العائلة! لكن زوجها لم يهمل بنتيه وشجعهما على اكمال تعليمهما مثل اخيهما رغم ان اخاهما تعثر في دراسته قليلا، ولكنه تمكن في النهاية من التخرج من كلية الاقتصاد في نفس السنة التي دخلت فيها رنا كلية طب الاسنان بينما مريم كانت في الثانية عشرة، وبعد اسبوع واحد من تخرج حسام استيقظت سهاد لتجد زوجها ميتا في فراشه!
كانت صدمتها كبيرة وتقوقعت على نفسها لأيام، لم تتعود ان تكون بمفردها بدون رجل! فوالدها مات منذ سنين وليس لديها اخوة فقط أختين فرقت بينهن الايام واصبحت كل واحدة منهن في بلد، وفي يوم استيقظت مما هي فيه على صورة ابنها وهو يحمل مريم ليأخذها لسريرها بعد ان نامت باكية على الاريكة في غرفة الجلوس وعندها وجدت سهاد رجلها القادم الذي ستستند عليه، انه ولدها حسام، عند هذه الفكرة استقرت سعاد وشعرت بالراحة وهي تدخل البيت لتغلق الباب، صحيح ان حسام تركهم من سنين منذ ان تزوج بتلك المرأة وسكن معها في شقتها وصحيح انه لا يصرف شيئا على البيت وترك الامر كله لرنا؛ الا انه يظل رجل البيت، رجل البيت بلا منازع!
***
اقتربت رنا من سرير مريم وظلت تنظر اليها بحنان شديد وهي تنظر اليها كيف تكورت على نفسها بوضعية الجنين وغفت بملابسها واثار البكاء واضحة عليها بينما لم تنزع الحجاب من رأسها، ارادت ان تنزعه عنها لترتاح في نومها، ولكن خافت ان توقظها، لذلك اكتفت بان وضعت عليها الغطاء بهدوء ثم ذهبت لتبدل ملابسها وتنام هي الاخرى فيبدو ان عاصفة قادمة باتجاهها غداً، عاصفة اسمها حسام وهي يجب ان تكون بكل قوتها لتحمي نفسها واختها معا.
***
في الصباح الباكر كان يوسف يشرب قدح القهوة الذي أعده لنفسه ووقف ينظر عبر شباك المطبخ الى الحديقة الجميلة التي يعتني بها والده بنفسه منذ ان تقاعد من العمل في مؤسسة المنسوجات العامة كوكيل اول وزارة، تنهد يوسف وهو يدفع بخصلات شعره الى الوراء، لم ينم حتى الفجر وعندما نام أخيراً استيقظ بعد ساعتين! وها هي السابعة صباحا من يوم الجمعة فحمد الله انه ليس لديه عمل لهذا اليوم، فذهنه مشغول جدا، لم يتوقف عن التفكير بها، انه يريدها، لا يعلم ما سبب احساسه الواثق انها من ستسعده، وهو سيسعدها، اقسم في سره انه سيجعلها تعيش كأميرة، سمع صوت امه من خلفه وهي تقول باستغراب " يوسف! ما بك تقف هكذا؟ ومتى استيقظت؟" استدار يوسف وعلى فمه ابتسامة ناعسة وقال " صباح الخير حبيبتي " لم تهتم الام بالتحية قدر اهتمامها بولدها فاقتربت منه ورفعت نفسها عاليا لتصل بيدها الى جبينه لتعرف حرارته وهي تردد " لا حرارة لديك، ولكنك تبدو شاحبا، هل تشعر بالمرض؟ " احاطها يوسف بإحدى ذراعيه وهو يقبل جبينها قائلا " ليس بي شيء، ربما اكون متعبا من الامس فقد كان يوما مرهقا بعد ان جاء العديد من المصابين في حادث حافلة،" قالت الام بخوف " يا حافظ يا الله، لقد أصبح الجميع يقودون بجنون في الشارع،" نظرت اليه بلهفة وهي تضيف " انت تقرأ آية الكرسي ودعاء الركوب عندما تقود سيارتك يوميا اليس كذلك؟" ضحك يوسف عاليا ثم انزل رأسه ليسنده براحة على كتف امه فيما احتضنت امه كتفيه العريضين بحنان وابتسمت وهي تقول " لا أدري من منا يحتضن الآخر، لقد اصبحت كبيرا جدا على حضن أمك الصغير " همهم يوسف وهو يتنهد براحة " ابدا لن يكون حضنك صغيرا، لا اشعر بهذه الراحة الا معك " تلاعبت بخصلات شعره الناعمة وهي تقول ممازحة " حقا؟! وماذا عن هذه الفتاة الصغيرة التي سلبتك النوم من اول لقاء،" رفع يوسف رأسه ليواجه عيني امه وقال غامزا " اذن فانت تغارين،" ضحكت الام بينما علا صوت الاب من عند باب المطبخ وهو يقول مدعيا الغضب " اذن لم تكتف بهجر احضاني من اجل احضان هذا الشاب، ولكنك تغارين عليه ايضا! " استدارت الام لتقول بخجل " يا حاج الا تخجل من هذا الكلام امام ابنك؟!" ضحك يوسف بينما هز الاب كتفيه وهو يقول " ابني عليه ان يأخذ بعض الدروس حول معاملة الفتيات الصغيرات من امثالك " احمرت الام بشدة وهتفت تلوم زوجها " علي! توقف " ضحك الاب قائلا " كم مضى عليك ولم تناديني بعلي هكذا كأيام زواجنا الاولى " تحركت الام لتسير حانقة خارج المطبخ بينما ضحكات زوجها تعلو لكن يوسف ناداها قائلا " امي، لا تنسي ان.. " قاطعته قائلة وهي تواصل مسيرها مبتعدة " لا تقلق بني سأتصل برجاء عند العاشرة، ما زال الوقت مبكرا جدا لاتصل بها الان " تنهد يوسف مستسلما بينما ربت والده على كتفه وهو يقول بمرح " اصبر بني، لم اعهدك قليل الصبر هكذا! " ابتسم يوسف في وجه ابيه دون ان يقول شيئا.
***
عند العاشرة والربع دخلت اخته هناء بينما كان واقفا في المطبخ يتبعها زوجها المتثائب وهو يحمل ابنه الذي كان نائما على كتفه، بعد ان سلّمت هناء على اخيها تركته وذهبت لامهما على عجل ودون ان تقول له شيئا! لقد أدرك سبب الاستدعاء الطارئ لأخته، فامه لن تخطو خطوة في مسالة زواجه الا واخته معها! سمع صوت هاشم المحتج وهو يقول " هذا ليس عدلا، سهر بالليل واستيقاظ مبكر في يوم الجمعة، هذا كثير، تزوج يا اخي وخلصنا من هذه الاجتماعات النسوية " هز يوسف رأسه وهو يشاركه امتعاضه من كل هذه المداولات بين امه واخته،
هتفت هناء قائلة " ماذا؟! يريد الصغرى؟! وأنا التي استهزأت بهاشم عندما لمّح ان يوسف أُعجب بها، يا له من احراج، ماذا سنقول للخالة رجاء؟" ردت الام متنهدة " وماذا عسانا نقول؟! الولد يريد الاخت الصغرى، لا اعتقد ان فيها شيء يعيب " عقدت هناء حاجبيها الاسودين وهي تقول " ولكن امي، هذا فيه اهانة للدكتورة رنا الا تعتقدين ذلك؟" ردت الام بغير اقتناع " لا، لا اعتقد، نحن لم نفتح الموضوع فقط كانت تلميحات من جانب رجاء، عموما دعينا نتصل برجاء وهي ليست غريبة وسنخبرها برغبة يوسف وهي ستنصحنا كيف نتصرف " هزت هناء رأسها موافقة، بعد قليل كانت الام تتصل بصديقتها رجاء وهي جالسة على الاريكة في غرفة الجلوس بينما تجلس ابنتها بجانبها ويقابلها على الاريكة المقابلة ولدها المتلهف وزوجها المبتسم بينما جلس زوج ابنتها على الكرسي الكبير وهو على وشك النوم كأبنه الذي ما زال ينام على كتفه، عم الصمت وهم يستمعون لحوار الام بينما غاب صوت صديقتها رجاء على الجانب الاخر من خط الهاتف، بعد السلام التقليدي والشكر على سهرة الامس تنحنحت الام بارتباك وقالت " رجاء، اريد ان اقول لك شيئا، آآ.. نعم، في الحقيقة لا.. ليس تماما، الدكتورة رنا ممتازة، ولكن.. لا، ليست المسألة انها لم تعجب يوسف، لكن.. الحقيقة انا محرجة منك رجاء، ولكن هذه رغبة يوسف، اجل اعلم ان لا إحراج بيننا ويوسف ابنك كما هو ابني، الحقيقة ان يوسف اعجب بأختها مريم وهو يريد ان يخطبها " توقفت الام قليلا ثم نادت على صديقتها باستغراب " رجاء.. اين ذهبت؟! ماذا هناك؟"
شعر يوسف بقلبه يغوص في أعماقه وهو يتخيل ان مريم مخطوبة لغيره، يا إلهي انه لم يفكر بذلك، صحيح هي لا تضع خاتم خطبة، ولكن هذا لا ينفي انها قد تكون مخطوبة، او ربما تكون متزوجة!
عاد ينظر بقلب مرتجف لامه وهاله ان يرى شحوبا يزحف لوجهها وهي تستمع لكلام الخالة رجاء ثم نظرت باتجاهه بألم! توجع قلبه وقد أدرك انها لابد ان تكون مرتبطة فعلا، ولكنه سمع امه تقول لصديقتها " حسنا رجاء، انا اشكرك لأنك اخبرتني الموضوع بصراحة ولا تقلقي لن أخبر احدا، يا إلهي.. الفتاة ما زالت صغيرة جدا! حسنا، فليكن الله في عونها وعون عائلتها، شكرا رجاء " باقي الكلمات لم يسمعها يوسف فقط هدير قلبه يختلط بمعاني الكلمات التي يسمعها، انه لم يفكر بالأسوأ؛ هل مريم مريضة؟ يا إلهي، هل مرضها خطير؟ استيقظ من افكاره على يد والده تضغط على كتفه فهز رأسه في ذهول بينما يسمع امه تنهي المكالمة ووجد نفسه يقف على قدميه ولم يلحظ ان الجميع قد وقفوا معه ايضا وهم يترقبون ما ستقوله الام في وجل، اخذت الام نفسا عميقا وهي تنظر الى يوسف ثم قالت بصدمة " الفتاة.. مُطلقة " اتسعت عينا يوسف بينما هتفت هناء " ماذا؟!" حشرج صوت الام وهي تضيف بأسى " والكارثة انها تطلقت بعد أيام فقط من زفافها على ابن عمها "
***



انتهى الفصل الثاني



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 02-07-22 الساعة 10:09 AM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-10-11, 03:47 PM   #280

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة h a m مشاهدة المشاركة
المقدمه جميله وبتوعد بأحداث شيقه وممتعه
انت دائما مبدعه ومميزه
كاردينا
تسلم ايدييك
شكرا جزيلا لك ويا رب تعجبك الفصول .... تحياتي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sosonoso35 مشاهدة المشاركة
يا هلا بزهرة الكاردينيا الرقيقة .. كم انا سعيدة وانا اتجول بين دروب كلماتك واشاهد لوحات بديعة يرسمها لنا قلمك
وانا سعيدة بكم جميعا ويا رب اكون عند حسن ظنكم دائما ... الف شكر




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة zdha12 مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة arooj مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gorgie! مشاهدة المشاركة
merci................................!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جود الدنيا مشاهدة المشاركة
شكراااااا والله يعطيك العاااااااافية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soon مشاهدة المشاركة


الله يبارك فيكم ويعافيكم ... شكرا جزيلا




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة small baby مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله

اول مرة اتابعك .. ومتحمسة كتير اقرأ رواياتك الماضية من كتر ما سمعت عن روعتهم ^__^

المقدمة .. رائعة كتييير .. اديش هوه تعلق فيها البطل لحتى انه حلم فيها وعم تدعسها الحافلة كمان هههه
يمكن هوه ما قدر يقرب منها لانه شاف احترامها وطريقة تصرفاتها وبحالها هاد يمكن اللي كان مانعه يقرب عليها

كتير متشوووقة اقرأ البارت الاول .. لي عودة ان شاء الله
ومبروووووك الرواية الجديدة ^___^

تقبلي مرووري ..

عزيزتي اهلا بك ويا رب تعجبك الرواية بانتظار رأيك دوما وتعليقاتك على الفصول ... الف شكر لك


كاردينيا

ربما يوما ما ؟؟

وقف قلي مع نهاية الفصل هل تكون رنا اخت لمريم اكرم ..

صدفه ستكون صدمه لدكتورنا يوسف الطويل --->>(لازمن نعطيه لقب) ..

كم طوله تقريبا ياكاري؟؟ وعلى فكرة من بعد ابو سمره بقيت اتشائم من الدكاتره

كاردينيا

وانا بقراء بتوقف عند جمل راقت لي كثيرا ..لديك عبارات تحمل روح الكوميديا ..

فحديثك عن الخاله رجاء جعلني ابتسم على هوايتها الجميله

انتي بترسمي المشاهد بدقه ورعه لا تقل عن روعته في نقل المشاعر ..
sẳrẳh~

شكرا لك سون اسعدتيني بكلامك ومرورك على الرواية .... ويا رب تعجبك ايضا للنهاية
حلوة يوسف الطويل ههههههههههههه هو حقا طويل يمكن 187 سم ...
اتمنى ان اوصل لكم صوت مريم ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:20 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.