آخر 10 مشاركات
رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة) (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          61 - الشبيــه - نان اسكويث- (مكتوبة/كاملة) (الكاتـب : SHELL - )           »          68 - ذهبي الشعر - فلورا كيد - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          128- فرس الريح - مارغريت بارغيتر - ع.ق(كتابة /كاملة)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          0- عاشت له - فيوليت وينسبر -ع.ق- تم إضافة صورة واضحة (الكاتـب : Just Faith - )           »          030 - خيمة بين النجوم - دار الكتاب العربي (الكاتـب : Topaz. - )           »          [تحميل] الحظوظ العاثرة،للكاتبة/ الرااااائعه ضمني بين الاهداب " مميزة "(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-03-12, 11:26 PM   #1041

malksaif

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية malksaif

? العضوٌ??? » 120710
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,545
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » malksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي عاشق ليل لا ينتهى


الفصل السادس عشر

شبك يدة بذراعى وقال " لاتسمح لليأس أن يدب بداخلك أركان ..لقد قاست ليل كثيراً مثلك تماماً وتستحقان سوياً بعض السعادة ولو بعد حينٍ ..يجب أن تكون صريحاً معها وتعترف بحبك لها ..."..رفعت حاجبى بسخرية وقلت " تحلم وأنت مستيقظ صلاح هى لن تعطينى الفرصة "...رد بضيق " تكون قد كسبت شرف المحاولة يارجل ..." إبتسمت وأنا أسمع تبرمة الهامس من موقفى وهز رأسة عدة مرات وقال "والأن لنعود لما حدث بعد مكالمة والدنا ..أريد أن أعرف ماحدث .." نظرت لوجههة المتفائل ويتنازعنى شعورى الحب والحزن سوياً ..حزن لعبث الأقدار وفرحة حبيبة بعودة صغيرى , ربت على يدة وأكملت " مرت الأيام وإنتهزت أول فرصة خرج فيها رشاد من المقر وبصحبتة مجموعة كبيرة من الرجال متجهين نحو مخزن الأسلحة ودلفت لغرفتة بعد أن خلعت ملابسى برمتها , إرتديت ملابس إشتريتها من الشارع الخامس بعد المكالمة المزيفة خلعت ساعتى ومتعلقاتى الشخصية خوفاً من أن تكون مزودة بأجهزة تصنت ...حتى أننى سرت حافياً الى غرفة رشاد المحمدى التى حدثت فيها والدى وقررت أن أتصل بالسفارة وبلوسيان اذا تعقد الأمر .... عقر دارة , المكان الوحيد الذى من المستحيل أن يزودة بأجهزة تصنت وهاتفة مجهول الهوية كى تفشل كل محاولات تتبعة ..كلمت فى البداية السفارة المصرية وتبادلتنى أسماء عديدة حتى وصلت للسفير وقصصت علية ما سيحدث فلم يصدقنى وظن أننى شاب يعبث معة تابعت الإتصال إلا أنة فعل كالنعامة وأبى الإنصات الىّ فلم أجد إلا طريق لوسيان اليهودى فإتصلت بة وعبارة واحدة تدق برأسى ... تركنى فيما مضى لأصبح تابعاً لة , عميلاً ينقل الأحداث , كان بداخلى لجة ذعر عارمة من أن أعود لتلك السجون وتقمع روحى مرة أخرى ...وخشيت على طلاب تلك الجامعة من أن يلاقوا نفس مصير والد جورج بأن تقطع أوصالهم ويصبحوا وشم حزين بخلفية أهلهم طوال حياتهم , وأيضاً بصمة عار مزيفة ستلتصق بديننا سواء قبلنا أو رفضنا ....عندما هممت بطلبة تذكرت قانون السجون السرية ....مواقع أمريكا السوداء "فعالية البرنامج تعتمد على اقناع المعتقل في مراحل مبكرة من تطبيق هذه الطرق بان مصيره يتوقف على المحققين وانه لا يسيطر على وضعه"....حاولت تفعيل ذلك القانون علية بأن أحفز خوفة وقلقة من الجماعة وأسرب الية شعور عدم سيطرتة على الوضع حتى يظل بقبضة يدى ... كنت واثقاً أنة سيسعد بذلك الخبر ولكننى لم أحب غمرة بالإطمئنان , أردتة أن يصبح قلقاً وغير متزن ... جزء بداخلى كان من المستحيل أن يثق بة ...كلما عرض أمراً شككتة بنفسة وبصواب تفكيرة ... حتى خرجت منة بوعد فى تركى أعود للوطن فى مقابل تسليم الجماعة أثناء تنفيذهم للعملية شعرت بشىء غريب أنذاك وبأنة يريد قلب الطاولة برمتها على رأسى .... كاد يفتك بصمودى فسألتة "لماذا أثناء العملية وليس قبلها بهذا الوضع من الممكن أن تتأخرو أو يحدث أى شىء فتتفجر الجامعة على رؤوس طلابها "أجابنى بخبث ماكر إستنبطة من حروفة " كل ما يهمنى إمساكهم متلبسين ...." أوقعنى بفخ أخر كأنة يخطط للقبض عليهم بعد تنفيذ عمليتهم تلك ....قمة الخداع والمكر ..كان يجب أن أكون منتبهاً لأقل حركة تصدر منة ...أخشى الإلتفات كى لايطعننى بظهرى كعادتهم التى حفرها تاريخهم وعهودهم ...بعد محادثتة شعرت بالجذع يغرقنى وإمتدت يدى الى رقم إيشا فجائنى صوتها كقشة يتشبث بها غريق, قصصت عليها ما حدث فقالت " أركان حاول بكل الطرق أن تقابلنى قبل تنفيذ العملية بفترة .."..أغلقت الهاتف ومسحت أثارى , ألقيت نظرة خاطفة على خزينة ذلك الشيطان الماكر وتساءلت ..ما الذى يخفية بها ؟..حاولت فتحها فلم أستطع ...فأعدت كل شىء لمكانة وخرجت وكأننى لم أكن ..." لازالت عينا صغيرى متسعة من دهشتها فأكملت وأنا أعى جيداً أية صراعات أحدثتها إعترافاتى الموبوئة تلك ..ولكننى أردت التحدث والتحدث بلا إنقطاع ..أردت الوقوف بربوة عالية والصراخ بأعلى صوتى مدافعاً عن ذاتى وأننى لم يكن لى خيار أخر يخرجنى من ذلك الوكر سوى ما فعلتة ....
مر يومين كاملين إعتصرت فكرى لأخرج بأى منفذ من تلك النكبة ...لم أجد سوى وعد إيشا بمساعدتى ...تملصت من المراقبة وأسرعت لمقابلتها بعيداً عن مجال عملها ...التقيتها بحديقة سنترال بارك تخفينا أشجارها العتيقة عن العيون , وسط صيحات الأطفال والأباء والعشاق وطلبة الجامعات ...أخبرتنى أننى لم أفارق فكرها منذ حدثتها وأننا يجب أن نتزوج لأحصل على الجنسية فى معظم الأحيان تأخذ وقت وإستفسارات مشوبة بالحذر وخاصة فى ظروف البلد تلك ولكن قريبها فى مجلس الشيوخ سيساعدنا فهو مدين لها بخدمة ...تزوجنا فى نفس اليوم وشرعت فى تجهيز أوراقنا لأحصل على تلك الجنسية الباردة مخفياً جنسيتى المصرية السيناوية لأهرب من ظلم الأقدار ...عندما مضيت على أوراق زواجنا شعرت بثلج يسرى بعروقى يسحب شمس صحرائى ومياة نهر النيل من شرايينى ليبدلنى لأصبح مثلهم ...لكنة كان المفر الوحيد لمأزقى ...سألنى صغيرى " هل هى يهودية بالفعل ؟"...قلت " لا ياصغيرى ليست يهودية لقد توفت وهى معتنقة أفكار إسلامنا ...عرفتها علية وكانت بطريق توبتها ...نعم والدها مسيحى ووالدتها يهودية ولكن إيشا قصة أخرى صلاح ..قصة مختلفة عن سجنى ...قصة حريتى .." تنهدت وكررت " نعم قصة حريتى ...دعنى أخبرك بما حدث مع رشاد المحمدى أولاً ...تعددت لقائاتى المختلسة مع إيشا وجورج بعدما توهت مراقبى لوسيان ورشاد المحمدى وكل الفضل يعود لة فى تدريبى المتقن .....قابلنى ديفيد مالبورس عضو منتخب جديد بمجلس الشيوخ ...مسيحى ذو خلفية عسكرية قصصت لة ما حدث وأخبرنى أنة لولا إيشا لرميت بغياهب السجن لباقى عمرى على تلك المعلومات الخطيرة ...فقلت لة لم يعد يهمنى شىء سوى إبعاد رشاد المحمدى عن الجامعة فأنا بالكاد خسرت كل شىء .....
مرت الأيام بسرعة البرق وشعرت بتغيرات مريبة بداخل الجماعة وتم تأجيل موعد التنفيذ ..كسى وجة سيدهم كأبة قاتمة كروحة ونظرات شك مبتورة الهوية يحدج بها كل من حولة ...وصلتة معلومات عن فضح خطتة عند لوسيان , حتى ذات يوم لم نجد إياد العلاوى فيما بيننا ..وسرت شائعة بين أفراد الجماعة أن رشاد المحمدى قتلة وألقاة بصندوق نفايات فى إحدى سفرياتة لأنة وصلة معلومات عن وجود خائن بيننا وظن رشاد أنة هو.... كلبة المطيع كان أول من وخزتة براثنة الهوجاء ....حاولت إستدرار المعلومات من صفوفهم عن هوية هذا الرجل الأشبة بأخطبوط تصل الية كل المعلومات , يدة تجتاح كل مقر وقسم شرطة بتلك المدينة الباردة ...أخبرنى أحدهم بمعلومة هزيلة عن أنة أفغانى الأصل وأخر صرح بسرة الخطير أنة باكستانى الأب وروسى الأم تعرض لظلم شديد جعلة على ما هو علية اليوم ...تدرب على يد المخابرات الروسية وفر منهم بعد فترة ليكمل مسيرة الإسلام الذى هو برىء منهم لوحدة ..كان مزهو وهو يهمس بأذنى بذلك السر الخطير الذى لم يستطع إقناع عقلى بمصداقيتة ....مرت أيام مسرعة كالسحاب , يفترسنى القلق وعدم النوم والتفكير المستمر لأخرج من شركهم بأقل الخسائر .....إرتفعت الروح المعنوية ثانية عندما بشرهم سيدهم بقرب ميعاد تنفيذ مخططهم ....تتابعت التدريبات المهلكة وتزايدت وطأتها حتى نحلت الأجساد وأصبحوا مثل جيش صغير مدرب على أعلى مستويات يهم بالإنقضاض على عدوة اللدود ....كانت هذة نقطة تحركى ...بلغت إيشا بميعاد التنفيذ وميعاد وصول الذخائر فأخبرت وسيطها الذى بلغنى بضرورة إخبار لوسيان بما يحدث فأثار زوبعة من التوتر الهائج بداخلى طلبة ذلك ...وحاولت التملص منة ولكن الرجل أخبرنى أنة سيضرب عصفورين بحجر واحد ولمح أنة لم ينسى الشابين اليهودين اللذان كانا يتراقصان مع سقوط مبنى التجارة العالمية ويطلقون صيحات الفرح فهمت ما يعتمل بصدرة وتأكدت شكوكى بلوسيان أنة يريد تفجير الجامعة ...ثم القبض عليهم ليظهر بموقف البطل الهمام ...ويزيد من تسويد شكل الإسلام والعرب ...أخبرتة وظهر الفرح جلياً بصوتة المشابة لفحيح الأفعى ...ثم حدث كل شىء بسرعة البرق منذ وصلت الذخائر ...


هجمت كتائب من المخابرات والمباحث الفيدرالية على وكر الجماعة ...وتبادل الجميع إطلاق النيران تسلقت سطح المكان وحاولت البحث عن رشاد المحمدى والخوف يعتصر قلبى من أن يعرف أننى الواشى الحقيقى فيؤذى أحدكم أو رفيقى دربى كما هددنى من قبل ...لكننى فشلت فى العثور علية وتم القبض على الجميع بإستثناءة وإثنين من رفاقة تمكنوا من الهرب بعد قتل جنديين تحت ستار الظلام ....بقيت بمركز المخابرات حوالى الإسبوعين ..تحقيقات بلا هوادة على الرغم من معرفتهم بأننى المبلغ ولكنهم شكوا بى أيضاً ....خرجت أخيراً بقلب مثقل بالبؤس رغم حصولى على حريتى وتحويل لوسيان للمحاكمة العسكرية بسبب تقاعسة فى التحرك والإبلاغ الرسمى عن هجوم الجامعة ...تجرد من رتبتة وأحيل للمعاش المبكر بلا تشريفات ولا رتب ..الثقل الذى سحق قلبى هو هروب رشاد المحمدى وعدم تمكنهم فى العثور علية ...إستقبلتنى إيشا بعد أن تمكنت من إنهاء أوراق جنسيتى التى ساعدتنى كثيراً فى الخروج مبكراً من تحقيقاتهم ...نصحنى ديفيد مالبورس أننى يجب أن أعود لوطنى ...رغم سقوط كل التهم عنى وصفحتى البيضاء إلا أنة لا يضمن ما سيحدث بالمستقبل , خاصة بعدما علم أن رشاد المحمدى كان بالأصل تابع من توابع المخابرات الأمريكية وتمويلة الأساسى كان صادراً منهم لبعض الأعمال التى لا يستطيع الإفصاح عنها ولكنة إنقلب على صفوفهم بعد فترة تدريبة , هو لن يستطيع دخول الولايات المتحدة ولا الدول المعروفة لأن صور تنكره التى كانت تقبع بخزينتة الغامضة الى جوار مستندات وجوازات سفر مزيفة وخرائط لأماكن حيوية متناثرة على أنحاء أوربا قد أمسك بها ضباط المخابرات فمن المحتمل أن يكون قد فر لدولة من دول جنوب أفريقيا المجهولة أو الأسيوية التى لاتقع تحت أجنحة أوربا ولن يظهر بالصورة فى الوقت الحالى ..ورغم ذلك حذرنى من أنة سيعلم بجواسيسة أننى الواشى وسيثأر منى ..وقتذاك خشيت عليكم وطمئننى ديفيد أنة لن يجرؤ على الإقتراب من مصر بالفترة الحالية وهناك مراقبة متخفية على العائلة لفترة بمساعدة بعض قوات المخابرات المصرية , ثار القلق أكثر بدواخلى فرشاد المحمدى لن يردعة شىء ..كنت أعى ذلك جيداً....قررت العودة فشطرنى والدك بقرارة , حين جاءتنى مخابرة هاتفية منة إتهمنى بأننى واشِ وأن رشاد المحمدى أخبرة أن فلذة كبدة بلغ عن رفاقة ظلماً وعدواناَ وإتهمهم بأنهم إرهابيون وتم القبض عليهم وأستاذى برفقتهم ولكنة تمكن من الفراروصمم على فضحى أمام والدى , حاولت أن أشرح لة ...أن أخبرة أنهم بالفعل إرهابيون , لم يصدقنى وسحق وعيى بمعرفتة بزواجى من إيشا اليهودية كما يدعوها , أخبرنى أن معة صور لشهادة ميلادها وعقود زواجنا ....

أغلق الهاتف وباب العودة بوجهى ..أصبحت منفياً ليس بحكم محكمة إنما بحكم والدى.... حكم إعدام جائر سلط على رقبتى , مزقتنى عدم ثقتة بى ولكننى شعرت بالإمتنان , لم أواصل إستسماحة حتى لاأعود وأرى ليل وتعود مواجعى للظهور ..وجدتها فرصة عظيمة للهروب منها .....على الرغم من إفتقادى لك ولوالدتى ولبلال أيضا إلا أن حب تلك الصغيرة العنيدة كان قد تضخم مع زيادة مشاكلى وأصبحت كالمجنون بها تحتل وعيى وفكرى بكل لحظة كأنها هوائى الذى يجعلنى أستمر بالحياة ...تضارب غضبى وحبى لها بدواخلى وأثرت الفرار كما قال والدى ولكنة هو من فتح لى الباب لأهرب ولا أعود"...تأملنى صغيرى قليلاً وقال " لاتقسو علية أركان لقد كنت عرق ينبض بالألم بداخلة رغم جهلى لما كان يحدث إلا أننى كنت أرى وجعة يتزايد مع غيابك ويفور بداخلة عند سماع أحد ينطق بإسمك كأننا نذكرة بحروف ذنبة ...جميعنا تألم لفراقك حتى بلال الذى كان رافضاً لقرار والدى ولكن لم يرغب يوماً الخروج من تحت طوعة , ولا أحد قد وجد سبيل لمعرفة مكانك كنت مطموس الهوية حتى عبد الرحمن عندما كنت أسألة بالبداية كان يطمئننى بكلمات فاترة ويقول أنة لا يعرف مكانك وأنت من تتصل بة ..لما فعلت ذلك أركان لماذا ؟..كان من الممكن أن تتحدث معنا بغض النظر عن قرار والدك "..إبتسمت بسخرية فهذا الصغير الكبير وضع يدية على جرحى وأخذ يضغط علية بكل قوتة ...همست " هل تعنى من خلف ظهر أبو طلال .." هز رأسة بالإيجاب تنهدت وأنا أجيبة "..فكرت كثيراً بذلك صلاح ولكننى علمت أن علاقاتى بأى شخص من داخل العائلة سيجعل جرحى مفتوحاً لا يندمل ونارة لن تخمد إلا بالبعاد والتناسى كى لا يخذل أبو عبد الله فى كل أبناؤة يكفية أنا , هكذا فكرت لم أحب جعلكم تخوضون حربى لأنكم الأقرب وفى النهاية كنت بحاجة أنا أيضاً للملمة السنوات التى قضيتها بالسجن وإعادة ترتيب أوراقى .."...رد صغيرى قائلاً" لم تقنعنى مثقال ذرة أركان ..كنت خائفاً منا لأننا نذكرك بوالدنا وبها أيضاً ..أليس كذلك ؟" كيف أكون شفافاً لتلك الدرجة الموجعة أمامك أيها الصغير إيتسمت بوجل أخفى تعثرى وقلت " ربما , ربما صغيرى .."..عدل من جلستة لتصبح أكثر راحة وقال "أكمل ماحدث .."..ضحكت وقلت ألم تكتفى ؟..." تنهد بعنف وقال " لم أنتهى أريد معرفة ما حدث مع رشاد ولوسيان وإيشا هل حقاً تزوجتها بطريقة طبيعية ؟" رفعت حاجبى بسخرية خبيثة وقلت " ماذا تعنى بطبيعية ؟"...إرتبك وساد الخجل محياة فإنفجرت ضاحكاً وقلت " يا إلهى تخجل كالفتيات ياصغير .." تبرم بجلستة قليلاً ولم يجيب فقلت " حسناً حياتنا كانت طبيعية بأغلب الأوقات صلاح ولكن كان بيننا ميثاق خفى لإحترام من يقبع بقلب الأخر كما كانت ليل تسكننى كان زوجها الأول يسكن جوارحها , كانت صديقة وفية وزوجة مثالية رغم كبر سنها إلا أنها هى الوحيدة التى هونت غربتى "...تنهد صلاح وقال" ماذا حدث لها ؟.." شردت بعينى فى شجرة نخيل بعيدة تحركها الرياح شمالاً ويميناً وهى صامدة تلين مع عبث الرياح ولا تتحرك من مكانها , ذكرتنى بإيشا كانت هكذا تنحنى حتى تمر عاصفة الرياح ثم تعود لتقف وتعمل بغلق كل أبوابها حتى لا تنحنى لنوبة الرياح القادمة... صامدة للنهاية , لم أحب ذكر حادث موتها الأليم وقلت وعيناى ساهمتان " حادثة ....ماتت بحادثة صلاح , بعد خمس سنوات من خروجى من السجن .." لمس ذراعى وقال برجاء" قص على ما حدث معك بعد خروجك " ....قلت بتركيز والمشهد يتكرر بحذافيرة أمام حدقتى "شرعت ببناء حياتى على أنقاض ماضى ..حولت بكل جهدى تناسى بداياتى وأصبحت أشيد حاضرى بعزيمتى وإرادتى .......لم أكمل دراستى وبدأت بالعمل مع إيشا بمطعمها تركت لى كل شىء وحاولت إخراج جورج من كبوتة الحزينة فعمل ثلاثتنا بالمطعم حتى كبر وإقترحت تشييد فروع بجميع أنحاء الولاية حتى نضخم حجم الإيرادات وبالفعل سنوات من العمل المضنى والسهر ولكن النتيجة كانت تفوق الوصف ....وضعت كل جراحى بعملى هل تعلم عندما تضخ كل طاقاتك السلبية بشىء مفيد يصبح أفضل مما تحققة وأنت تضخ بة طاقات إيجابية ...لقد قست على الحياة كثيراً ولكننى لم أرضخ لها بل تجاوزتها وإنتصرت عليها .."
نظرت لصغيرى الذى أصبح تنفسة مضطرباً وتصلبت ملامحة الشاحبة فقلت " لاتقلق صلاح الدين لم أعد أركان القديم ولكننى إرتديت ثوب أقوى وإرادة أصلب ..تعلمت الكثير والكثير ..لست نادماً على شىء مما حدث ..حتى عندما قتلت لوسيان لم أشعر بذرة ندم ..." همس بذهول وألم فطر أعماقى بعينية التى إختفى لونهما وسط غيمة ضبابية من الدموع "قتلتة .."إبتسمت بتهكم ووكزتة بذقنة وقلت " هل تريد بعد كل ذلك أن أعود بدون ثأرى ؟...فى الحقيقة لم يكن ببالى قتلة هكذا ولكنة تسرع ليهرع لأحضان الموت حين حاول قتلى بليلة مظلمة بلا قمر ولا نجوم , كنت عائداً من المطعم ...سعى للإنتقام منى قبل أن أفيق من تأثيرة وأتقدم خطوة لأمحية ...شعرت بة منذ الوهلة الأولى فهو مجرد فاشل فى التصيد يرسل خدمة ليجروا ضحيتة جراً الى قدمية ولا يستطيع إحضارها وحدة , إستدرجتة لزقاق قديم مهجور ينتهى بحائط مسدود وتلفت لأجدة يسدد فوهة مسدسة الكاتم للصوت بوجهى وهو يسبنى بعربيتة المهشمة ...يلومنى لطردة من وظيفتة ولكن رفاقة الصهاينة لن يتركوة سيعمل مديرأمن بإحدى شركاتهم الكبرى لفترة ثم يعود الى مكانة بعد أن تهدأ الأمور ...زفرت وملامح الوغد تظلل بظلالها الكئيبة على ناظرى عينية الخبيثتين وبشرتة الباهتة اللون وصوتة المقتبس من خذى أمتة يصدح بذاكرتى نفضت عقلى علة ينزاح عن عاتقى وهمست " هل تعلم من تذكرتة فى تلك اللحظة صلاح الدين ؟ تذكرت شهيدنا , أخونا البكر وكيف لم يستطع حتى حمل سلاحة لمجابهة قاتلية ...لمحت طيفة يحوم حولى ويحثنى لقتلة ...لم أشعر بنفسى إلا وأنا ألوى ذراعة الممسكة بالمسدس بحرفية لم يتعلمها يوماً فى أكادميتة الشهيرة ثم وجهت مسدسة لوجهة وضغطت على شريان يدة بحركة دافعة فخرجت الرصاصة لتثقب رأسة ...ويرتمى على الأرض جثة هامدة ليلطخ الثلج الأبيض بدماء مدنسة قذرة ...ألقيتة بأقرب مقلب للنفايات الطريقة المثلى التى تعلمتها لدفن الموتى ...فغر صغيرى فاة دهشة , توقفت دموعة فجأة وقال بعفوية "أقسم أنك فعلت .."فإنفجرت ضاحكاً وقلت "أقسم أننى فعلت .."....فهجم علىّ محتضناً إياى بعنف ..بادلتة سلامة المشتاق وقال "إفتقدتك كثيراً...أركان ..كثيراً جداً"..ربت على كتفة وقلت "أعلم ياصغيرى ...أعلم .." أخذ يمسح عبراتة بكم قميصة كطفل صغير أعاد ذكريات طفولتة الى وجدانى وقال " أكاد أشعر أنك تقص قصة خيالية على واقعنا .."...لويت شفتى بعبث وقلت " ليتها كانت خيالية صلاح ...ليتها ولكنها واقعاً لم أكن أعرف يوماً بحياتى أننى سأخوضة ..حرب عصابات وسجن وجماعة إرهابية روعتنى وشكلت مبادئى من جديد , تناسيت كل ما علمنى إياة أبو طلال فهو لا يعمل بالحياة الواقعية ...حررنى من نكبتى الوساطة التى كان يرفضها والدنا دوماً....فعلت كل شىء يناقض أركان القديم ولا أعلم هل ستعود تلك المبادىء لتبرئنى يوماً أم سأظل مجهول القيم هكذا , أشكلها لتليق بى ..التفكير يقتلنى دوماً فيما إذا كانت هناك طريقة أخرى لأخرج من تلك المحنة بشرف ولكننى تقاعست عن التفكير فيها وفضلت طريق الوشاية والوساطة التى حققتها من أجلى إيشا "....زفر صغيرى وقال " عدت لتتوب أركان أكاد أشعرك هكذا .." إبتسمت وأنا أعبث بشعرة الأسود وتمتمت " هل تعتقد أيها الفضولى ؟..كبرت كثيراً صلاح ولكن فضولك لازال كما أتذكرة ..." شبكت يدى بحزم من حولة عندما إستكان الى جوارى فى ضمة قوية ....بادلنى إياها بعنف وشهقات مكتومة .... فشعرت بعودتى الحقيقية للوطن...رست مراكبى جزئياً بوطنى الحقيقى ... فالوطن ليس الأرض .....بالرغم كل شىء الوطن هو هم ...بكبرياؤهم العنيدة وألمهم المختبىء , مشاعرهم التى تطمسها الأوجاع ....وملامحهم التى حفرتها السنوات ....نمو عقولهم وتبدل أحوالهم ....الوطن هو مشاركتهم لحظات غضبهم , فرحهم , صمتهم حتى حزنهم وطن ...

وقفت بمطبخ المنزل أضع لمسات أخيرة على عهد صلحى أنا وشذى ...عقلى تدور بة توقعات موقفها لما فعلتة بها ...سلامة ذهب ليحضرها من المطار ...خرجت وقلبى يضخ دماؤة بقوة من شدة رعبة كمن ينتظر نتيجة الثانوية العامة هل سيخفق أم سينجح ...دلفت لغرفة النوم وتناولت لفافة الشاش الأبيض التى زودنى بها سلامة لأتقن دورى وبدأت بلفها حول ذراعى ..ورأسى وإتخذت مكانى وسط الأغطية كمن دهستة سيارة بالفعل , دق باب الشقة دقة واحدة ودخل سلامة بالمفتاح الذى أعطيتة إياة ..سمعت صوتها يشدو رقيقاً , دافئاً , متلهفاً ...نظرت من وسط غيمة الشاش التى لففت بها رأسى لأرى عينيها المحمرتين من أثر البكاء وجنتيها الملتهبتين من لسعات البرد ودفء المشاعر التى إجتاحتها عند رؤيتى ...ياالله ,,كم تمنينت الركض لأغرقها بأحضانى وقبلاتى لتسامحنى عن لحظة طيشى الغبية ولكن إذا فعلت ذلك ليس بعيداً أن تجعل إصابتى المزيفة حقيقية ....أشار سلامة من خلفها أنة مغادر فهززت رأسى بالموافقة ترك الحقائب ومضى بطريقة ...سمعت صوت باب الشقة يغلق خلفة وهى لازالت متصلبة مكانها ..حاولت إضفاء لمسة إرهاق على صوتى وقلت "إفتقدتك شذى أين عمار الصغير ؟..ظهر من خلفها ذلك الكيان الضئيل الذى يحتل نصف عالمى بأكملة وهجم على وقالت "إحترس عمار والدك متعب .." نظرت لها وهى تقترب بفستانها الصوف الأرجوانى الذى أشترتة يوم عيد ميلادى الذى لم أستطع حضورة لتأخرى بالعمل ...جلست بجوارى وقالت بعربيتها التى توهتنى " لما لم تكن حريصاً عند القيادة ..كلما تركتك تتسبب بمشكلة كطفل صغير ..ماذا أفعل بك ؟"..تصنعت الألم عندما مس صغيرى ذراعى الملفوفة بالشاش فأبعدتة عنى برفق ....قبلت يديها وقلت مجيباً سؤالها "تقبعين الى جوارى هكذا لتهتمى بصغيرك الثانى ...هل سامحتينى ؟"...قالت بوهن " تساندك الأقدار عمار بشكل مريب ..." نزل الصغير من بين أحضانى وإقتربت لتمس جبهتى بشفتيها الرقيقتين ثم تغمرنى برائحة السكيب العابقة بملابسها فيذوب كيانى بين أحضانها الدافئة وأشدد ذراعى فى إحتضانها ...فهمست " عمار ذراعك تلك ..أليست مصابة ؟..." فتلعثمت وأنا أردد ببله " بالطبع مصابة ..."نظرت لى بشك وقالت بمكر " أننى أتضور جوعاً ...هل أحضر طعام من الخارج لابد أنك جائع أيضاً"...رفعت الغطاء بتثاقل ونزلت وأنا أقول " إن سلامة أحضر لنا طعاماً فاخر إحتفالاً بعودتك " ..دلفنا الى المطبخ الواسع وعمار الصغير يقفز مغتبطاً بعودتة الى منزلة ...فوجئت بها تقول وأنا أراقب الصغير " هل تستطيع إمساك هذا الطبق حبيبى ؟" تلقفتة من يدها وأنا ذائب بإبتسامتها الشقية التى أعشقها ثمانى أشهر أيتها القاسية كيف إحتملتى وعينيكى تذوبان شوقاً لى ....صدمنى تبدل إبتسامتها الرقيقة الهادئة الى حانقة غاضبة ..تعتصر قبضة يديها كالمتأهبة لتدخل بعراك فوضوى وهى تنظر ليدى المصابة التى تمسك بالطبق الثقيل والذى لا تستطيع ذراعاً مصابة حملة هكذا بتلقائية ....تركت الطبق ليقع من يدى ويتحطم على الأرض فحدجتنى بنظرة ثائرة وقالت بهدوء محتقن الغضب لطفلها " عمار إذهب لغرفتك ياصغيرى لتشاهد التلفاز قليلاً فماما وبابا سيتحدثان "...ركض الصغير لغرفتة هارباً ....هذا الخائن الصغير يتركنى بمواجهة سبب شقائى ....أخرجتنى من شرودى بقولها " لست مصاب عمار أليس كذلك ؟" فهززت رأسى بالنفى وفككت الشاش الذى خنقنى وألقيتة بسلة المهملات ..ضربت الأرض بقدميها وألقت الأطباق الفارغة على الأرض لتتحطم وهى تصرخ " تكذب عمار ولا تعتذر ..يالرجولتك العظيمة ....تسحبنى بتلك الطريقة المفزعة من بلد آخر وأنا قلبى يعتصر ألماً عليك ..تهاجمنى كوابيس لعينة من شدة قلقى عليك ....لكنك أنانياً مجحفاً كل ما يهمك نفسك فقط ...."قلت وأنا أقترب منها "كان السبيل الوحيد لإعادتك شذى ..."دفعتنى على صدرى وإنقلبت لغتها الى الإنجليزية وقالت " مغرور , أحمق , إنتهازى ..لن تتغير أيها الهمجى " أمسكت كلتا يديها الهشتين بيدى وقلت " توقفى وإجعلينا نتفاهم شذى ...لامجال للبكاء على اللبن المسكوب الأن لقد عدتى وإعترفتى بشوقك لى وإنتهى الأمر .." سادت لحظات من الصراع المتلهف بين عينانا ونفضت يديها من لمستى وقالت " لاتلمسنى ولم ينتهى الأمر ..أستطيع العودة بأية لحظة الأن ولكنى لن أذهب ولى شرط للعودة اليك .."إنفرجت أساريرى وقلت " كل ما تطلبينة مجاب ..." دققت النظر بملامحى وقالت " نعود مخطوبين مرة أخرى بتقاليدكم .."ضاقت عيناى فى محاولة يائسة لمعرفة مغزى كلماتها ...وعندما فهمت أخيرا إحتقن وجهى من الغضب وقلت بهمس" مستحيل أن تعنى ما أفهمة .." هزت رأسها ولمحت نظرة الإنتصار بعينيها وهمست " نعم عمار ..سأعلمك معنى أن تثق بى ...مخطوبين لا لمس ولا حتى مصافحة .."صرخت بوجهها " بيننا طفل شذى لاتكونى حمقاء "...قالت بتحد وثقة " أنة شرطى إقبلة أو إرفضة وأعود بطفلى الأن ....." ضربت الكرسى بقدمى وقلت " لا تضعين أمامى خيار أخر إذن .." هزت رأسها بنعم فإقتربت منها وهمست " حسناً شذى ولكن أريدك أن تعرفى أن ذلك الشرط سيؤلمك مثلما سيؤلمنى تماماً .."

هم قاتم يجثم على أنفاسى نظرت للمرآة أراقب تلك الهالات السوداء نتاج ليلة ساهرة لم ترى مقلتى فيهما النوم ...الضيق من واقعى لازال يتناسل أكثر , غضب من تصرف غريب الدار رغم إقتناعى بوجهة نظرة إلا أننى أأبى الإنصياع لفكرة .....والهم الأكبر هو تلك المرأة القابعة بالمنزل ..لم أمضى لعملى إلا بعد أن تأكدت من ذهاب الأطفال لمدارسهم .....لم تكن قد إستيقظت بعد وحاولت الهرولة قبل أن تفيق وأراها ...كلماتها تدور برأسى كلما فكرت بوجودها ..ماذا أفعل بالرجال؟.... كلمات مقتضبة قالتها بلحظة يأس ...ومن تقصد ؟...أية حياة تلك التى جمعتها مع زوجى ..إذا كنت أنا تحملت لأولادى لما تحملت هى ؟..ولما وافقت من البداية على زيجة كتلك ؟....إخترق أفكارى صوت رحمة وهى تدلف للمحل وتقول بمرح " أقف على الباب منذ دقائق ولم تلاحظى وجودى فيما شردتى ياليلى ؟"...رحمة أصغر منى بعامين تحمل بشرة مخملية وعينان لوزيتان ...مميزة بحاجبها الأنيق وملابسها المحتشمة دوماً ..من تلك الشخصيات التى تفرض عليك إحترامها بجديتها وعمليتها المفرطة ....قمت من مكانى وضحكت أثناء أقتربى منها لأعانقها وقلت " كنت شاردة فى زوجة زوجى " تغضنت ملامحها وقالت وهى تقبلنى على وجنتى بخفة " ما الذى ذكركِ بها ؟..هل حدث شىء لاأعرفة ؟.." حركت أصبعى أمام شفتى وقلت " أسئلة ..أسئلة ياإلهى إعطينى فرصة يافتاة لأجلب لكِ شيئاً تشربية " ضحكت بشقاوة وقالت " لا أريد شىء قصى على الجديد ليلى أرى شيئاً بعينيكى إعترفى ..."جلست بجوارها على الأريكة وقصصت ما حدث بالأمس فرحمة هى أقرب صديقاتى والوحيدة التى تشاركنى خزينة أسرارى والوحيدة التى رفضت تماماً بقائى مع بلال بعد علمى بزواجة من أخرى حاولت مراراً دفعى لطلب الإنفصال إلا أننى رفضت بحزم حتى التوغل بالتفكير فى ذلك الأمر ...ساد الصمت برهة طويلة وهى تضع إصبعها على ذقنها المختوم بخاتم الحسن وبوادر تفكير عميق يلوح على محياها ..حركت يدى أمام عينيها وقلت " أين ضعتى رحمة ؟"...أجابت " فى كلمات زوجة زوجك عزيزتى ...رغم ضيقى من موقف أم طلال إلا أن تلك الفتاة تؤثر بى لاأعلم لماذا ؟..ربما غموضها وإصرارها العجيب على التقرب منكم والتوغل بعائلة من المفترض أنها ترفض وجودها .." قلت " لاأعلم رحمة ولا أريد أن أعرف شيئاً عنها "..إقتربت منى وقالت " ليلى أنتِ بتلك الطريقة تظلمين أبناؤك وتظلمين أخيهم الصغير ..لن أقول أكثر من ذلك فأنا أعى جيداً أية عقلية صلبة تقبع هنا " قالت جملتها وهى تشير لعقلى وتابعت " لن تقتنعى إلا بتفكير نفسك مثلما حدث ببداية علمك بزواج بلال "..وقفت متجهة نحو ثلاجتى الصغيرة , تناولت علبتين من العصير , قذفت بواحدة لها وفتحت الأخرى ..إرتشفت القليل وأنا أفكر تحت ملاحظتها الدقيقة وقلت " أتركى هذا الأمر الأن لازال المشوار طويلاً.."



التعديل الأخير تم بواسطة هبة ; 10-03-12 الساعة 05:35 PM
malksaif غير متواجد حالياً  
التوقيع









رد مع اقتباس
قديم 09-03-12, 11:49 PM   #1042

malksaif

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية malksaif

? العضوٌ??? » 120710
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,545
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » malksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي عاشق ليل لا ينتهى

الفصل السابع عشر ...

غيمت شمس الغروب على الأجواء ...مر اليوم مرور السحاب ولم نرى أياً من رجال العائلة سوى عم عبد الله المتجهم الملامح ...هربت ليل لعملها ومكثت أنا مع تلك الصديقة التى أخذت تتفحصنى بنظرات ضايقتنى وحاصرتنى ...فهربت أنا الأخرى لغرفتى وبداخلى سؤال شائك ..كيف تركت ليل صديقتها هنا ولم تأخذها معها للمحل ؟....هناك شىء مريب يحدث ويحاول جميعهم طمسة ...طرقات على باب غرفتى جعلنى أهرع لحجابى وأرتدية ...قلت "أدخل" فدخلت أم طلال بملامحها الهادئة التى تشوبها تحفز خفى قالت "أريد الحديث معك شمس ..." قلت لها وأنا أرشدها لتجلس "ما الأمر عمتى ؟..." دخلت بصلب الموضوع مباشرة وقصت لى عن زوجة بلال الثانية تلك الغريبة التى لم أرتح لها ....قدمت أعذار كثيرة لولدها المتوفى مما ضايقنى منها ولكننى أخفيت تذمرى وراء هدوء منتظر , قالت " لم يكن سعيداً مع ليل شمس تعلمين ذلك جيداً وكنت دوماً شاهد عيان على مشاكلهم ونكباتهم ..سعى ليجد لنفسة طريقا جديدة يرتاح فية "..مبررات واهية أثقلت قلبى وسقطت أم طلال من عينى لوهلة وهى تشيد أوهام بالية لتقنعنى بصحة ما فعلة فقيدها ...أجبتها بجملة واحدة ألجمتها عن ذلك التعييب المفرط بحق ليل وقلت " لقد كسر ولدك ليلى عمتى لو كان طلال على قيد الحياة لما رضى بتاتاً بما فعلة بلال " هبت واقفة وأخذت تفرك يديها بإنفعال وتتمتم "لا تضغطى على مشاعرى بذكر طلال شمس تعلمين كم أنتى غالية عندى ولكن الظروف الأن ليست كما كانت ..أركان قد عاد ولا أريد طفل بلال أن يتربى بعيدا عن إخوتة ..أريد لم شمل العائلة مرة أخرى شمس " إقتربت منى وهى تمسح دموعها " سنموت ياشمس ولن يتبقى لكم سوى بعضكم البعض أريدكم مجتمعين وأقوياء ...ليلى ترفض وجود سلمى وطفلها ولا أريد إغضابها بإخبار اطفالها بنفسى لان عمك أبو طلال قد حذرنى من ذلك "..تنهدت وأنا أجذبها برفق لتجلس بجوارى وربت على يديها وقلت " ماذا تريدينى ان افعل عمتى ؟"...قالت بأمل متفجر من محياها " أريدك ان تقنعى ليل بضرورة اخبار الاطفال بوجود أركان الصغير أريدهم جميعا تحت جناحى حتى مماتى " إنتفضت اوصالى وقلت بتردد "عمتى تطلبين شيئا مستحيل نعم يجب ان نخبر الاطفال بوجود اخيهم ولكن ليلى لن توافق ابدا ببقاء هذة المرأة معها تحت سقف واحد "...خبطت عمتى على ركبتها وقالت بتصميم عنيد " لن يفارق أحفادى مكانى شمس أخبرى أختك بذلك "...حاولت إيقافها للتفاهم معها ولكنها لم تعطنى مجال للحديث وتركتنى واقفة أنتفض من كبر الموقف والمسئوولية التى القتها على كاهلى ...تلك المرأة المقربة الى روحى فقد حملت حبيب قلبى ذات يوم ومنذ رأتنى وكأنها إستشعرتة بقسماتى ..لم تكن تعرف عنى سوى إسمى وشكت فى ّ منذ رأتنى وواجهتنى وأخبرتها بكل شىء فأصبحنا مقربين للغاية منذ زواج ليلى ببلال ...لم أراها قط بذلك الحزم والتصميم ..جلست بإنهاك على سريرى ودموعى تسقط بدون أن أستطع كبها وألم غائر بداخلى...توتر جعل أطرافى تنتفض.... كيف سأخبر ليلى ؟..ستشعل نار الجحيم بداخل المنزل إذا جرؤ أحد وإقترب من أولادها ..أة ياليلى ماذا أخفيتى بداخل كهفك المظلم أيضاً؟..كيف تحملتى ذلك الذل ؟....

صلينا الفجر أنا وصلاح الدين بمسجد الحى وفوجئنا بوجود والدى وعمى قبلنا ...لم يكن هناك مصلين كثر بذلك الوقت الصباحى البارد وصلينا جماعة خلف والدى ..تبخر كل شىء بداخلى حين أسلمت أمر تلك الدقائق الية ..راحة تتسلل بخفة بشرايينى وسكينة دبت بكامل روحى الى جانب أمل فى شىء حسناً سيحدث , ماهو ؟..لا أعلم ..إنتهت الصلاة وتوجهنا للمنزل مزاح خفيف الظل بين عبد الرحمن العائد من سفرة منذ ليلتين وصلاح الدين ... نظرات يلفها الحذر وجهت لوالدى من قبلى ومن قبل صغيرى ..فهو لم يعتد بعد نظرة اللوم التى وجهها لة والدى والتى كانت تحمل أسئلة متعددة عن كيفية تعاملة مع الوضع ...قبل ذهابنا للنوم طرقت على باب غرفة صلاح لأطفىء نار الشك بداخلى نحو ذلك الشاب الفاسد الذى رأيتة يقف معة وكنت قد نسيتة بغمرة عودتى الية ..فتح الباب وهو يستعد للنوم وقبل أن يرتدى قميصة لمحت تلك الندبة الغائرة بصدرة فهببت من مكانى وأوقفت يدة عن اخفاؤها وقلت بذهول "ما هذا ؟" ..إبتسم وهو يدارى الأمر ولا يريد التحدث فقلت بتصميم " صلاح الدين ما هذا ؟.." فقال " حادثة منذ كنت مراهقاً تعاركت مع بعض الصبية وكانوا يطاردوننى بسيارة نصف نقل ذات شفرات معلقة بوجهها وإصطدموا بى ..قلت بدهشة جارفة " هل كنت تركض على الأرض وهم يطاردونك بسيارة "...ضحك يحاول قلب الأمر الى مزاح " نعم واجهت سيارة شرسة وحدى ألست قوياً ؟" فقلت بتحد " ماذا حدث بينك وبينهم ..؟" أجاب وهو يتكىء بمرفقة على السرير بجوارى " لا تضخم الأمر أركان لقد كان تحدٍ صبيانى و ولى أمرة ؟.." فقلت مباغتاً " وهل لوجودك مع ذلك الشاب الفاسد الذى منعك والدك من مصاحبتة تحدً أخر صلاح ؟"...سرت الدهشة بملامحة وإستقام بجلستة وقال " من أخبرك ؟"..هببت واقفاً وقلت " لم يخبرنى أحد ..رأيتك برفقتة وكانت ليل معى وتعجبت لوجودك برفقة هذا الولد ؟..ما الذى يحدث ؟"..قال بعناد " يريدون نهب كنوز الوطن أركان هؤلاء الحمقى .." سرى قلق خفى بداخلى وقلت " هل تساعدهم ؟".. إنفجر ضاحكاً وقال " لم أصل لواقعية ماضيك عزيزى .." تلونت ملامحى وظهر توترى بوضوح وقلت بجدية "أخبرنى ماذا يحدث معك أيها الصغير وكف عن المراوغة .." قلب شفتية بتبرم وقال بهدوء " هذا الولد يدعى مجدى وهو وسيط بين الرأس الكبيرة ويريد تضامنى معهم لينهبوا ربع المقبرة التى إكتشفنا أثار وجودها الأولية ..يخططون لذلك "..أجبت بلا تردد " لما لم تبلغ الشرطة والحكومة ..؟.."إنفجر ضاحكاً حتى دمعت عيناة وأنا أقف فى وسط تيارات إندهاش وصلت بإرتفاع درجاتها للذروة ..فلما رأى عبوس وجهى تنحنح وأجاب " إنهم هم الحكومة والشرطة من يريدون سرقة الأرض أركان ..من العائلة الحاكمة ياأخى" جلست على حافة السرير وقلت بإنفعال " ماذا تعنى ؟"...أجابنى بسخط لاح بعينية "المسئوول عن إكتشاف هذا المكان عالم أثار مرموق ويشغل كرسى هام فى الوزارة عندما إكتشفت تلك المقبرة الخاصة بإحدى عشيقات فرعون والتى كانت الأقرب لقلبة وكانت ممتلئة عن أخرها بأصناف من الحلى والقرابين الذهبية فقد كان ذلك الفرعون الصغير يخطط لحياتة معها حيث ستلتقى أرواحهم بمقبرتها ويعيشون حياتهم الثانية سوياً .... وجدت وجوة غريبة تتردد على المكان ومن حسن حظى أن تلك المقبرة تقع بالمنطقة التى تقع بنطاق مسئوليتى , كنت أقوم بالمعاينة كل مساء وبرفقتى عالم أثار يونانى , إكتشفت فقد بعض الحلى الصغيرة الخاصة بأصحاب المقبرة فسألت عنها فى حين تم ترحيل العالم اليونانى لبلادة بشكل مفاجىء مما أعطى إنذارات بداخلى فقررت مواصلة التحقيق حتى ردعنى هذا المسئول الكبير ..وبدأ مجدى يتودد الىّ رغم أنة كان ألد أعدائى بطفولتى ومراهقتى ..تغاضيت عن معاركنا القديمة ومددت يد الصلح فهو جارنا وقد سافر وعاد بحلة جديدة وأنيقة مما جعلنى أظن أنة عدل من حالة السىء حتى بدأ الحديث وعرض الرشاوى لإسكاتى وكان أخر محاولة تلك التى شاهدتها "...إستيقظت كل حواسى المتعبة وإشتعل عقلى بفكرة واحدة وقلت "إذا كانت القيادات التى تحمى كنوز الوطن هى التى تسرقها فإلى من ستلجأ؟..لا يمكنك مجابهتهم وحدك .." لمع بريق التحدى الخاطف بعينية وقال بزهو " الشباب هم من سيمنعوه أركان ..وقود البلد وعمادها هم من سيقفوا للظلم الذى وقع على عاتقنا منذ وقت طويل "..رفعت حاجبى بسخرية وقلت "أنت أحمق صلاح إذا ظننت للحظة أنك وبرفقة بضعة شباب ستتمكنون من إيقاف هؤلاء الحيتان ...رغم غربتى إلا أن أخبار البلد كانت تصلنى كأننى أعيش فيها ..الأمن المركزى والمخابرات ستسحلكم وتمتص إرادتكم قبل أن ترمشوا بعيونكم وخاصة شاب ذو أصول سيناوية مثلك "..دقق النظر بملامحى وقال بشجاعة " لن أصمت لهم ولن أنخفض ليمروا على رقبتى ..سأدافع حتى أخر قطرة بأنفاسى..لن يضيع إسم صلاح الدين الذى أسميتنى بة أدراج الريح يكفينى فخراً أنهم لن ينتصروا على روحى الرافضة " فخر وزهو تفجر بأوردتى للهجتة الحماسية ولكن سرعان ما تقلصت وحل محلها الخوف , إنقبض قلبى لما قد يحملة لة المستقبل , قطع توارد تكهناتى صوتة يقول " هذا الأمر يحتاج جلسة طويلة أركان وواثقاً من أنهم لن يستطيعوا لمس شعرة منى فى ذلك الوقت "...تنهدت وزاد ثقل القلق على صدرى وقلت " سأفكر فيما قد نفعلة ..لا أعلم كيف تستطيع النوم وورائك هذا الموضوع الخطير "..تظاهر بالنوم وتدثر بغطاؤة وقال " هكذا ..ببساطة" ..فتح عينية نصف فتحة وقال " لا تقلق أركان دعها لرب الخلق يدبرها ..ما كتب سيحدث مهما طحنتنا الأفكار ..." وقفت ممسكاً بباب غرفتة وأنا أبتسم لكى أخفى هلعى علية وقلت " يالك من عاقل أيها الصغير ...غلبت لقمان الحكيم هل هناك عرق يربطك بعبد الرحمن "ضحك من تحت غطاؤة وقال " نعم ياصاحبى فنحن من أل عبد الله البدوى " أغلقت الباب وتمتمت "تصبح على خير ".فقال وهو يكشف الغطاء ويتمطى ليأخذ السرير بأكملة " قل صباح الخير " ..أغلقت الباب وتوجهت نحو غرفتى ...نعم نحن أل عبد الله البدوى المنكوبين أيها الشاب مشتعل الحماسة ...خفق قلبى بقوة مروع من الأقدار وتلاعبها , أعتصر عقلى لأخرج بأية فكرة قد تساعدنى على إنقاذ صغيرى , ضيعنى النوم بغياهبة وإستسلمت بعد مصارعة مع سلطانة ....لقد كانت ليلة طويلة , أنهكت قواى وإخترقت أشياء كثيرة بداخلى ....

إستيقظت بعد أربعة ساعات تماماً على صوت دقات هاتفى ..لقد كان عمار وقد عاد من سفرة ويريد رؤيتى ورؤية ليل ...إتصلت بها وإتفقنا أن أمر عليها فى المحل التجارى الذى لم أزرة بعد ...كان صباحاً جديداً مشرقاً أشعة الشمس البازغة تدفىء الأجواء ..المطر لم يتساقط منذ يومين مما جعل الأنحاء صيفية الحلة ..الأحلام عن مصير صلاح الدين لم تفارقنى ولا أعلم هل عقلى الباطنى المعتاد على الأشياء السيئة هو من صور لى ظلامها أم ماذا ؟......عبثت بهاتفى لدقائق وأنا مستلقى على ظهرى ثم وقفت وبنيتى الذهاب لمكان كان يجب أن أزورة منذ حضورى ولكننى أرجأت زيارتة كثيراً ..أنبت عبد الرحمن كثيراً لعدم دفن بلال الى جوار طلال بسيناء ولكنة صرح بأن والدنا هو من رفض سفرة لسيناء وصمم على دفنة هنا ...تعجبت كثيراً لموقف والدى ولازلت ..أخذت حماماً سريعاً وصليت الضحى ثم توجهت نحو المقابر ...بداية الفراق الأبدى ...كنت قد أخذت عنوانها من عمى عبد الرحمن , قدت سيارتى حتى وصلت الى مكانها ...ساقاى تنتفضان من الرهبة , تتقدمان خطوة وتتأخران خطوتين , ينوء المكان بزخم الموت , رجفة إجتاحت قبضتى الثابتة , إقتربت خطاى من قبر توأمى وبداخلى أنا من زهقت أرواح بشر خشية ملتهبة منة , رغم أنة مدفن جامد لن يستيقظ منة توأمى ليلومنى ويعاتبنى ...ولكننى لم أجرؤ على الذهاب فيما قبل والأن تعترينى رعشة خوف قاتمة وأكثر شىء يلح على ذاتى رؤية مثواة الأخير ...وصلت بسيرى الى تلك المقبرة الأسمنتية الملصق عليها جدار رخامى نقش علية إسم توأمى وأية قرآنية صغيرة .....قرأت الفاتحة على روحة وتلمست قبرة بخفة مرتعشة ...لقد مضى بطريق لا يؤوب منة الراحلون , ما كان شعورك نحوى عند وفاتك يا أخى ؟...رغم كل الذنوب التى إقترفتها إلا أننى غاضب وحزين ..يقطع نياط قلبى فراقك هكذا ....آة يابلال ماذا أفعل ياأخى ؟..أخبرنى ؟...تنهشنى الأقدار وما تلقية بدهاليزى حالكة الظلمة ....تساقطت عبرة يتيمة على وجنتى مسحتها بعنف وتنفست بعمق , أملأ رئتى بهواء يحمل عبقة ....جلست أمام مقبرتة وأخذت أتحدث وأتحدث ..تارة أقص علية بعضاً من ماضى وتارة أستسمحة لهروبى وعشقى لزوجتة ...شعرت بة يجلس أمامى يسمعنى وبعينية نظرة مؤنبة لما فعلتة رغماً عن إرادتى ...

لعنت كل شىء وكرهت عودتى وأنا جالس بجوارة ولأول مرة منذ عودتى ينتابنى ندم جارف لرجوعى اليهم ..كان الأفضل أن أظل غريب الدار ولا أنكأ جروحهم هكذا ......إنقضت نصف الساعة ولم أستطع التحمل فرحلت عن ديار توأمى أحمل مشاعر متضاربة وأفكار غاشمة بالهروب مجدداً....مررت بوالدتى قبل ذهابى لليل ..قبلت يديها وجلست معها أحاول الترويح عنها وعن حالة القلق التى أراها تقفز من عينيها السوداوين على أبناؤها وأحفادها ..كلما تطرقت لأمر ليل إنسحبت بسلاسة وأدرت دفة الحديث الى أمر أخر ....إنضمت الينا زوجة بلال ...تلك المرأة التى أعرف تصنيفها جيداً ..تلك هى مكسور الجناح التى يقصدها والدى , ضعيفة الشخصية التى تختبىء خلف ظلال الرجل أياً كان نوعة , أعى جيداً عشقها الغير مشروط لبلال حتى أننى واثق بأنها تعلم كل سلبياتة وتخفيها تحت قناع البراءة لأنها لا تريد فقدان السند والرعاية منة وهو على قيد الحياة ومن العائلة الكبيرة بعد مماتة , أشفق عليها وعلى نوعها رغم غضبى منهن ....إقتربت منى وهى تبتسم لتصافحنى وتتأمل ملامحى بقوة أكبر من المرة السابقة ثم قالت " سبحان الله كم تشبهة .." إبتسمت وأنا أتناول أركان الصغير من يديها وبداخلى هاجس مرضى وأنا أتأمل ملامحة الدقيقة وهو يمص إصبعة بفمة ويتأملنى كأن بيننا سابق معرفة ...غمرنى الألم وفكرت هل تركت طفلك بإسمى لتعذبنى بلال؟..لتذكرنى بك ؟..هل كنت تشعر بقرب وفاتك وعودتى أية هواجس إنتابتك لتسمى طفلك المعافى بإسم من يفترض أن تكرهة ملء السماء والأرض ..أم فعلت ذلك لتضمن ولائى لعائلتك المرفوضة ؟.... قبلتة والرجفة تعترينى ثم سلمتة لوالدتة لتلك القشعريرة الباردة التى اجتاحت عمودى الفقرى عند ملامسة هذا الكائن الضئيل الحجم ....

" ميساء ...تأخرنا "كان هذا نداء المزعج المبكر لا أدرى لما صممت خالتى ليلى على أن يوصلنا للمدرسة اليوم أنا وريان وطلال ...ركضت مسرعة للخارج كى لاأسمع تذمر أكثر إندسست بجوار ريان وعندما تلاقت عينانا بالمرأة الأمامية إنفجر ضاحكاً فرفعت حاجبى بدهشة علام يضحك هذا المدلل ..سرعان ما تتابع ضحك ريان وطلال نظرت على وجهى بالمرأة فوجدت المشط معلقاً بمنتصف شعرى , يا إلهى لقد بحثت عنة بكل مكان فقلت مهاجمة إياة " هذا بسبب تسرعك ومناداتك المستمرة ميساء ميساء وكأن اليوم سينتهى" ..خلصت شعرى من المشط الذهبى الصغير وأخرجت رباطة وأحكمت غلقها وسط نظراتة المتأملة المختلسة والتى كانت سبباً إضافى لحنقى علية فقلت " إلام تنظر هكذا ؟.." إبتسم وظهرت غمازتية وقال " لم أرى شخصاً ينسى مشطاً بشعرة من قبل وأحب الأشياء الغريبة ومراقبتها ..." ضيقت عيناى بتهكم وقلت " هاة هاة هاة أضحكتنى للغاية .." غمزتنى ريان وهى تخرج هاتفها المحمول وتهمس " أتركية وشأنة ميساء أنظرى لدى مفاجأة لك ..." نظرت على شاشة محمولها فوجدت صورة عفوية للأستاذ براء وهو يشرح درس الأمس عرفتة من ملابسة التى كان يرتديها فأطلقت شهقة ذعر وأغلقت الهاتف بسرعة ..الحرارة إجتاحت جسدى بأكملة وسط ضحكاتها المتواصلة التى أثارت فضول صلاح وطلال الذى كان غارقاً بجهاز الكمبيوتر المحمول خاصتة ...حمدت ربى أنة أثر الصمت عندما غمزة طلال بإشارات يدية " فتيات حمقاوات لاتأبة لهم ..." إبتسم صلاح وتزايد تحديقة بوجهى المشتعل من رعب الموقف ... تابع تورد وجنتى بسكون حتى إستطعت السيطرة على هيئتى ...أنزلنا أمام المدرسة وريان لازالت تضحك وعندما تركنا وذهب صرخت بوجهها " لماذا فعلتى ذلك ريان أخطئت ببوحى لكِ بسرى .." تغضنت ملامحها ووكزتنى بكتفى وقالت ببراءة " أيتها البلهاء لقد جازفت وصورتها من أجلك .." فقلت بإنفعال " ريان لاأحب هذة الممارسات ولا أريد رؤية صورة... ليس معنى أننى معجبة به أن تنتهزى الفرص لتكديرى .." قالت ريان بمدافعة " لم أفعل ذلك ريان لقد أردت مساندتك لا أكثر ولا أقل ..وإذا كنتِ لاتريدين حسناً سأعى ذلك المرة القادمة .." تركتنى ورحلت قبل أن أتلفظ بحرف ...
مضى اليوم وبداخلى خوف حقيقى من أن تفعل ريان إحدى حركاتها البلهاء فتفضح أمرى ...نهرت نفسى وإكتسحنى الغضب لإخبارى لها بما حدث ...تضاءلت ثقتى بها بعد حركتها تلك ومضى النهار وأنا أصب جام عصبيتى وإنفعالى على رغد التى أخذت الأمر بروية وبمزاح ...جاء وقت الإستراحة جلست على المقاعد الخشبية برفقة رغد فى حين تجمعت ريان مع صديقاته المعتادات يتبادلن الرسائل والصور ونغمات الأغانى عن طريق البلوتوث ...حاولت التركيز بكتاب التاريخ بلا جدوى فقررت الذهاب للفصل بعيداً عن ضوضاء الفتيات ما كدت أمر بجوارهم حتى قالت إحدى رفيقاتها من أرسل لى صورة الأستاذ براء ومن صورها أيتها الخبيثات ..هاتف من هذا ؟؟"..صدحت الكلمات بأذنى وتوترت دواخلى ..نظرت لريان نظرة لوم ورجاء ألا تتحدث ...أسرعت الخطى بإتجاة الفصل لمست رغد كتفى وقال "ما الأمر ميساء إنك تنتفضين يافتاة ؟..هل أنتِ مريضة ؟"..شعور بالبكاء خنقنى , وسرى الخوف والذعر بأوردتى كالنار بالهشيم ...

حلكة عمياء لفتنى وأنا أراقب الغزلان البلاستيكية يتوجهن لأماكنهم ونظرات عابثة موجهى لى لمحتها بطرف عيناى ورأسى مدفون بكتابى حتى إقتربت منى هيفاء لتقول "كيف حالك ميساء وكيف حال اللغة العربية ؟" واجهتها بهجوم شرس " ليس من شأنك هيفاء .." وتبعتنى رغد بهجوم أشرس عندما شعرت بما يجرى وقالت " لما لاتذهبى لتقلمى أظافرك أيتها الفاسدة .." إمتقع وجهها وهمست " أغبياء .." وهى تعود لمكانها فى نفس اللحظة التى دخل بها الاستاذ براء للفصل ...فتعالت صيحات وقهقهات جعلتنى أتمنى أن تشق الأرض وتبتلعنى ..لاحظ التوتر ورمقنى بنظرة متفحصة ثم أوقف الهرج والضحكات بطرقة عالية من كتابة على المنضدة وبضع كلمات توبيخ ..جعلت حالتى تسوء أكثر وأكثر ..كم كسرتنى ريان , نظرت لها بإحباط إستوطننى فلا فائدة من تغييرها ..رغم ملامحها المتجهمة إلا أننى كرهتها وكرهت عودتى لمنزل يحتوينا سوياً....بعد محاولات منهكة تمكنت من السيطرة على نفسى وتجمدت الدموع بحنجرتى ....غصة علقت بداخلى لتجرح كيانى بجرح غائر ..شعور الخيانة كريه يقتات على كل شىء حسن بدواخلى, يطمسة بلا هوادة ...تأجج شعور الكراهية والغضب حتى وصل لأقصى مداة عند نهاية اليوم الدراسى ..لم أنتظرها أو أنتظر صلاح بل أسرعت راكضة الى لامكان ..حاولت رغد أن تلحق بى ولكنها لم تستطع لأننى أطلقت العنان لساقى لأهرب بعيداً عن ذلك المكان المشؤوم ...
وصلت بركضى الى كورنيش النيل ...تأملت إنعكاس الشمس على صفحتة مما جعل المياة تتلألأ كحبات الماس ..سقطت دموعى ولم أستطع كبتها أكثر من ذلك ...شعرت بالحرج من نظرات العابرين المارقة , فتوجهت لركن تظللة الأشجار..الحيرة تعصف بى , وأمقت مجرد التفكير بالعودة للمنزل ..ولكن والدتى ستقلق ...أخشى أن يفتضح أمرى بينهم أيضاً...كيف سأتعايش مع ريان بعد ذلك إبنة خالتى التى كشفت سرى لألد أعدائى ..غبية ميساء , غبية ..كيف تأتمنيها على سر كهذا ؟؟.....مرت حوالى الساعة وأنا جالسة هكذا شريدة , مهجورة بملابسى وحقيبة مدرستى ...هاتفى لم يصمت لحظة عن الدق والدتى وريان ورغد وصلاح ...لم أرد إجابتهم ولا أعلم ماذا سأخبرهم عند رجوعى الملزم اليهم ....هممت بالذهاب وإذا بوجة حانق بعينين فضيتين يمتزجان بحمرة الغضب يدقق بملامحى فقلت بصدمة " صلاح كيف عرفت مكانى ؟"...فتح الطريق أمامى وقال " لنتحدث بالطريق والدتك تكاد تجن عليكِ.."ركبت السيارة بجوارة وإنكمش تفكيرى كما إنكمش جسدى وأنا أتشبث بحقيبتى ووجهى تظهر علية علامات البكاء بوضوح ..توقف أمام كافيتريا على الكورنيش وقال " لنشرب شيئا قبل ذهابنا للمنزل فلو رأتك والدك هكذا ستفقد عقلها .." مشيت خلفة بإستسلام ليس من طباعى ولكننى لم أستطع مواجة أى شخص فقد حطمنى موقف ريان ....دق بهاتفة على والدتى وقال بعملية " نعم انها معى شمس لا تقلقى ...تحدثى مع والدتك "..تفحصنى بعينية فزغت بناظرى الى الناحية الأخرى سمعت صوت والدتى المذعور تقول ميساء هل انت بخير حبيبتى لااعلم كيف غفل عنك صلاح حين احضر ريان ..." التفت أواجة عينية بعرفان جميل فأشاح بوجهة وبؤس قاهر على محياة ..أغلقت الهاتف وتنحنحت فهبط من السيارة وقال " لندخل ... "أعطيتة الهاتف وقلت "شكراً إخفائك أمر إبتعادى عن والدتى ..." لم يرد وأزاح كرسيا لأجل بمنضدة جانبية بعيدة الى حد ما عن رواد المكان ...قال " ماذا ستشربين ؟"...قلت بوجوم " أى شىء .." إستدعى النادل وطلب كوبين من عصير الفراولة ..أثر فىّ تذكرة وطلبة لما أحبة بعد ذهاب النادل قلت " كيف عرفت مكانى ؟.." أجاب ببرود " أخبرتنى رغد أنة مكانك المفضل حين ينتابك الغضب .." فقلت مدافعة " لم أكن غاضبة .." زفر بغيظ وقال من بين أسنانة " لاتتحامقى ميساء أخبرتنى ريان بماحدث .." جحظت عيناى بمقابلة عينية المشتعلتين بالغضب ولم أستطع إخفاء دموعى فإنهمرت على وجهى وأنا أقول بإنفعال " لقد طعنتنى بظهرى لم أعد أريد رؤيتها أو السماع عنها .." أمسك يدى وشد عليها وهو يقول بتردد " هل ما قالتة صحيح ؟..." إنهمرت الدموع أكثر على وجنتى وتعالى صوت شهقاتى مما جعلة يبتأس ومد يدة بمنديل وهو يقول بمزاح مؤلم" الناس تنظر الينا ميساء سيظنوننى قد إختطفتك بملابسك وحقيبتك المدرسية تلك ..؟"تزايد نحيبى وقال " حسناً إذا كنتِ لاتريدين التحدث بالأمر .." قلت من بين دموعى " لاأريد أن أتحدث وأصرخ أيضاً .."قال بود " حسناً أنا أسمعك .." قلت " أشعر بالغضب صلاح .." خبطت صدرى وتابعت " غصة حارقة تقف هنا ..تأبى النزوح ...ريان طوال عمرها وهى تؤلمنى و توجعنى بكلماتها ولكن موقف اليوم فاق كل ظنونى بها وفاق الوصف لبشاعتة ...لا أعلم كيف سأواجهها هى أولاً وكيف سأقف مرتفعة الرأس كما كنت من قبل أمام تلك الفتيات الغبيات رفيقاتها ..." تلعثم وهو يمسد رقبتة " هل تحبين هذا المدرس حقاً ميساء .." تخضب وجهى وقلت " أننى أكن لة الإحترام والإعجاب لا أنكر ذلك ولكن هذا ليس مبرراً لما فعلتة ..." ساد السخط ملامحة وقال بكبرياء مرحة تنضح توتراً " ليس مبرراً وهى مخطأة ولكن لن تسمحى أن يكسرك شىء أمامهم ..كونى قوية وسليطة اللسان كما عهدتك دائماً ..أم لا تتواقحى إلا علىّ فقط .." ضحكت من بين دموعى وقلت " أشعر بالقهر الشديد والضعف ..ربما أكون منحرفة الطباع ولكننى من الداخل هشة للغاية لاأقوى على مواجهتهم ..أرجوك صلاح فلتقنع والدتى بأن أخذ هذة السنة من البيت إنها تستمع اليك .." أسند ظهرة العريض على الكرسى وربع يدية أمام صدرة وقال " مستحيل .." فقلت بغضب " لن أستطيع مجابهة الأمر .." ..قال بتصميم عنيد " ميساء التى أعرفها لا تنكسر بتلك السهولة ..ستعودى شامخة متدثرة بكبرياءك وعنادك لتوقفى كل بلهاء منهن عند حدها ..." عاد النادل بكوبى العصير وضعهما وذهب فقلت " وريان ..؟" إرتشف بعض عصيرة وقال " عندما أحضرت ريان من المدرسة كانت منفجرة بالبكاء وعندما سألتها عما حدث قصت ما فعلتة وقالت إنها لم تقصد البوح بسرك ولكن من غبائها وضعت إسمك تحت صورة مدرسك ولمحتة تلك الفتاة لاأتذكر إسمها ..." غرقت بالتفكير فى موقف إبنة خالتى هل هو خدعة أخرى من خدعها لتبرىء نفسها أمامى ...نظرت لة وهو يراقب النيل وروعتة ونسمات الهواء تحرك شعرة بعفوية عقدة حاجبية تأبى الإنصراف رغم مزاحة المتكرر فباغتة بسؤال يحوم بعقلى بلا هوادة وقلت " لما أنت هادىء هكذا ؟..ظننت أنك عندما تعرف ستشنقنى حية وتذبح مدرسى .." غص بشرابة وقال بسخرية " أيتها الحمقاء أتريدين قتلى أنا الأخر بعد سلخكم أحياء .."ضحكت وأنا أشرب كوب عصيرى مرة واحدة كعادتى وعندما إنتهيت تحت نظرتة المتأملة المتهكمة وقال " لازلتى كما أنتِ بتلك العادة التى أمقتها ..كيف يتسع تنفسك لشرب كل هذا الكوب مرة واحدة ..أخبرينى " تناسيت حزنى ودموعى التى أحرقت بشرتى وقلت " سر المهنة ..ربما يوم أعلمك إياها والأن أخبرنى السبب ؟؟.." تردد قليلاً وأشاح بوجهة بعيداً ثم أخرج حافظة نقودة وترك الحساب وقال " لنكمل حديثنا بالسيارة ...لاأريد إثارة ذعر من بالمنزل لغيابنا .." شعرت بتهربة ولكننى لم أترك لة الفرصة إقتربت منة وقلت بإصرار "أخبرنى ؟.." فقال وهو يبتسم " ألا تملين ؟" هززت رأسى بالرفض فتأملنى قليلاً ثم قال " ربما لأننى أكبرمنكِ سناً وأعرف طبيعة ما يحدث لكِ..."...ركبنا السيارة وقلت بوهن " لم تقنعنى .." فإنفجر ضاحكاً وقال " هل تريدننى أن أذهب لأعلق مدرسك من عنقة كى أكون عند حسن ظنك ..وأقنعك " حدقت بملامحة الصلبة وحديثة الهادىء وكأننى أراة للمرة الأولى وقلت " لا تفعل ....أحبك هكذا ..." حدق بعينى قليلاً وتجهمت ملامحة ثم لاح شبح تفكير عميق بعقلة ....فتوترت وإنسحبت بنظراتى بعيداً عن مرمى نظراتة الفولاذية ....شغل السيارة وإنطلقنا للمنزل وبداخلى فوضى من الحواس الغريبة ....

نظرت بساعتى للمرة الخمسون بعد مغادرة رحمة ...لقد تأخر عن ميعادة ما يقارب العشر دقائق ..أمقت عدم الإنضباط بالمواعيد ...حاولت التركيز بمراجعة حسابات اليوم ولكن عقلى الأحمق يفلت ليهرب بعيداً عنى ويحضر طيفة أمام عيناى ...منظرة وهو يصرخ بوجهى بالأمس يثير غضبى وضحكى بآن واحد ..يقلقنى قلقة علىّ , يوتر أجزائى ويجعل تكهنات حمقاء تعبث بأفكارى , أخرجنى من شرودى صوت فتح الباب الزجاجى لتدخل هبة نسيم عليلة تطغى على المكيف الدافىء ...حدقت بطيفة الذى تمتم بسلام مختصر ثم أغلقت أوراقى ما كدت أنطق بتأخرت حتى باغتنى بإعتذار رقيق قائلاً " أعتذر لتأخرى الزحام خانق للغاية , حسبت دقائقى على ما تعودت علية بأمريكا ولكن هنا الوضع مختلف " ..راقبت ملامحة الواثقة الثابتة وشىء غريب دافىء يسحب لكيانى ..أجبت محاولة كسر حاجز تلك المشاعر المزعجة " نعم الوضع هنا مختلف كثيراً عن هناك ...لنذهب الأن كى لانتأخر على موعدنا .." تجول بنظرة سريعة على المحل الصغير المكتظ بملابس جديدة تنضح منها رائحة معطرات الملابس وقال بود " مقر عمل لطيف للغاية ليل ..يناسبك "...حدقت بة محاولة فهم كلمة يناسبك , قلت وأنا أرتدى معطفى وقبعتى " ما معنى يناسبك ..؟"..رفع حاجبة مستغربا إستفسارى على غير عادتى فى تجاهلة وأجاب " عملى , بعيد عن الضوضاء , تمتزج فية كل أنواع الملابس كما تمتزج بداخلكِ الطباع ...يشبهك كثيراً"..صمت وأنا أمر من أمامة وأجيب بسخرية " نعم يشبهنى ..فأنا من شيدتة منذ أحجارة الأولى وأجد بة كثيراً من ذاتى "...ساعدنى بسحب الباب الحديدى وغلقة ثم مسح يدية بمنديل ورقى بأناقة وتوجة لسيارتة وملامحة تحمل علامات إستفهام غامضة ...لاإبتسامة ولا إحتكاك متعمد ألا يزال غاضباً مما فعلتة بالأمس ..إذن ليصدم رأسة بأقرب عامود إنارة ...زفرت بحنق وهو يفتح باب سيارتة ..وجلست ثم أغلق الباب بهدوء وإتجة لمقره إرتديت قبعتى رغم دفىء الأجواء إلا أننى أردت شيئاً يشغلنى عنة ولو بدقائق ....مكتب عمار محامى بلال يبعد عن محلى قرابة النصف ساعة وبذلك الوقت يأخذ ساعة لإزدحام الطريق بالعائدين من أشغالهم ...ساد الصمت بيننا وأنا أختلس النظرات لوجهة المتغضن , العابس وهو يضم حاجبية بنركيز شديد على الطريق ..فيما تفكر غريب الدار ؟..أى الأشياء تدور بداخلك ؟...تنهدت وأنا أفتح نافذة السيارة لأتنشق بعض الهواء البارد وأنا أنهر نفسى بقوة لإهتمامى المبالغ بة ..لا أعلم لما إصطدم عقلى بتلك الذكرى البعيدة وكأنها عمراً أخر حين إلتقينا أول مرة ...كنت عائدة من السعودية التى كنت أمقت معيشتى بها لإفتراقى المضطر عن رفيقاتى التى لم أعد أعرف أين إنتهى بهم الحال ..أبعدنى والدى عنوة عن كل شىء يخصنى كنت غاضبة وحانقة فى حين كانت شمس تتعجلها وسعيدة بها ...لم تكن تعرف إننا سنعود منها ببؤس أكبر , أول لقاء بيننا كان عاصفاً ..تأملنى بعينين مندهشتين مما ضايقنى وجعل أشياء غريبة تفتح أبوابها بغتة رغماً عنى وفقدت القدرة لبرهة على التفكير على عكس عادتى مما جعل إحساسى المترصد يرفع كل أسلحة الهجوم , يتأهب لمقاومة هذا الغريب الذى وتر دواخلى ...يا إلهى كم مضى من العمر ؟؟...تلك النظرة التى ثقبنى بها لم أتعرض لها بحياتى ولن أنساها يوماً ...إلا أننى بغضتة للهجتة المستفزة وتساؤلاتة عن منزل عمة وكأننا سرقناة ...يالحمقى كم كنت بلهاء فحين عدت للسيارة الى جوار والدى أخذت ألعن اليوم الذى عدنا بة ...ورأينا هذا المتحذلق ولكن لم يكن باليد حيلة ....قطع شريان ذاكرتى صوتة يقول " سأقف هنا لأشترى سجائر وأعود سريعاً..." هززت رأسى موافقة وراقبتة بسترتة القطنية الرياضية وبنطالة الجينز الثلجى اللون وهو يركض بخطوات واسعة الى ذلك المحل الصغير فى زاوية الشارع ..راقبتة يأخذ سجائرة ويدفع نقود ثم يحدث جدل لبضعة دقائق وإبتسامة هادئة ودع بها الرجل العجوز وهو يرفع يدة للسماء ويدعو للغريب الكريم ..
أدرت وجهى كى لايلاحظ مراقبتى لة ..أدار السيارة وقبل أن يشعل سجائرة قال " أيضايقك أن أدخن ؟" قلت بهدوء " لابأس ...رغم أنها عادة سيئة "..إبتسم وهو يمسح وجهى بنظراتة وهمس " نعم بعض أثار الغربة .."إلتفت ليعود للإنتباة الى الطريق وغرقت بفيضان غاشم من المشاعر العابقة بدخان سجائرة ...لم يكن بلال يدخن ..لاأعلم لما ورد هذا لذاكرتى فشعرت بالضيق و فتحت النافذة بحيث تسمح بمرو الدخان الى الخارج وقلت " هل ذهبت لزيارة والدتك اليوم ؟"قال بثبات " نعم كنت برفقتها قبل حضورى اليك "...سألت بتردد " هل لازالت ضيفتها هناك ؟"...تنهد وهمس " نعم ..عمار كان يريد حضورها إلا أنها رفضت وصممت على عدم الحضور برفقتنا .." سادت برهة قاتلة من الصمت , نارتغلى برأسى تذيب شرايين عقلى واحداً تلو الأخر فقلت بلا وعى " تحيرنى تلك المرأة وتثير هواجس الشك بداخلى هل تظن أنها كانت تعرف بما يفعلة أخيك ؟"التفت ليختلس نظرة سريعة وقال " بل واثق أنها تعرف كل شىء ..عمار هو من سيخبرنا حقيقة هذا الزواج من بدايتة فقد كان رفيق بلال المخلص كما أخبرنى صلاح الدين .."..قلت بتردد " أرى أنك إتفقت مع صغيرك .."..ضحك وأخذ نفساً عميقاً من سيجارتة وقال " نعم أقنعتة بوجهة نظرى ..كما سأقنع أناس أخرين قريباً"....رفعت حاجبى بسخرية وقلت " الأناس الأخرين متصلبى الرأى والرأس ويفهمونك جيداً فلا تحاول وتهدر طاقتك .." دق بأصابعة على المقود ولم تفارقة الإبتسامة وقال " لما تكرهيننى هكذا ليل ؟"...قلت وأنا أعبث بحقيبتى " لاأكرهك .." فقال " هل تحبيننى ؟"...فارت الدماء بداخلى وأحرقت السخونة المتأججة أحشائى وقلت " ما هذا الكلام السخيف ؟.." ضحك وأكمل " حسناً لا تكرهيننى ولا تحبيننى ..أقف على حافة الإحساسين صحيح ؟" إختلست نظرة لملامحة المتهكمة وقلت " توقف عن السخرية منى والصراخ بوجهى وربما تنحرف قليلاً وتكون على خط الصداقة "...قال " يعجبنى الأمر طالما لم تثيرى غضبى بملابس قصيرة وخروج بعض منتصف الليل للتمشى .." لم تضايقنى لهجتة المستفزة ولا أوامرة المضحكة لم أجيب وصمت ولا أعلم هل صمتى موافقة أم لامبالاة على كلماتة تلك ..عاد لعبوسة مرة أخرى ولكنة أخذ يتحدث بأشياء عجيبة وغريبة , ثرثرة لاتتعدى رصف الكلمات ...بعض الحديث بالسياسة ومقتة من نظام الدولة وتشعبة للحديث عن بلدتة الأم سيناء وظروفها المدقعة الفقر بسبب الحكومة , شعرت بضغينة غير محتملة على سياسة الوطن من قبلة ولكنى لاأعرف هل هى حقيقة أم مجرد حقد دفين نتاج الغربة وبرودها ...لم تشغلنى يوماً ظروف البلد السياسية او أى شىء يخصها كان يكفينى مسؤوليات عاتقى لتحرك عقلى بلا هوادة فلا يجد حتى دقيقة ليفكر فى غير أمورة ...إنحرف بنا الحديث حول مذاكرة الأولاد وحياتهم وطلب منى أن أسمح لة بأخذهم معة لسيناء بالأجازة ووافقت ..أصبحت كالمغيبة عن الوعى وأنا معة يختم الموافقات من شفتى بلا جهد شعرت بة رفيقاً قديماً يؤازرنى بأحلك أوقاتى ويمد يدة ليأخذ عنوة بعض مسئولياتى ليكمم بها عاتقة ...ما المقابل غريب الدار ؟..عودتك أم ماذا ؟
وصلنا لمكتب عمار فإرتجفت ركبتاى , أخر مرة كنت هنا عدت وبداخلى زاوية مظلمة سوداء الهوية ...تعثرت وأنا أخرج من السيارة فأمسك بيدى بسرعة البرق وتلاقت عينانا برهة ثم سحب يدة وكأن شعلة جمر أحرقتة زاغت عينية ودس يدة بشعرة وقال " هل أنتِ بخير؟"..قلت ودوامة ضائعة بداخلى " نعم بخير شكراً لك ."..صعدنا الدرجات ودلفنا للداخل ..قابلنا عماربعملية جامدة ..أعطاة أركان الأوراق وهو مكفهر الوجة وسأل بإتهام واضح " هل كنت تعلم بما يفعلة عمار ؟..." هز عمار رأسة بالنفى وقال لم أعرف بذلك الأمر مطلقاً أركان ..الذهول الذى إرتسم على محياة صدق إعترافة وهمس أركان بنفاذ صبر " كيف تكون محامية ولا تعلم شىء عن هذا ؟"...إنتفض عمار بغضب وقال " أتتهمنى بشىء ها هنا أركان تكلم بصراحة ؟"..قابلة غريب الدار بغضب أشد قسوة وصلابة " نعم عمار أعلم جيداً كم كنت صديقاً وفياً لبلال وأريد أن أعرف حقيقة هذة المتاهة التى نعيش بها .."..رد عمار بكأبة " لاأعلم سوى ظروف زواجة من سلمى أما تلك التصفيات التى قام بها بعملة لاأعرف عنها شيئاً.." كنت جالسة أراقب ما يحدث والصمت يغلفنى لاأقوى على كلمة واحدة وأنا أرى غريب الدار يتحدث ...قال عمار وهو يجلس بمكانة والإرهاق بادٍ على وجهة " سلمى كانت إبنة لرجل ذو نسب بعيد لكم كان يمتلك شركة مقاولات كبيرة بسيناء ضربت أسهمها بالبورصة فهبطت وعرض بلال على الرجل شراءها ولكنة قصم ظهرة بالسعر ولم يكن لة أى باب أخر سوى أخيك فوافق على البيع المبلغ الذى تلقاة كان بخساً أمام قيمة الشركة...بعد فترة علم بوفاة الرجل وعن تركة إبنة شابة تشاء الصدف أن تكون فى شركة بلال تتلقى تدريبها فيراها بلال ويصمم على تزوجها لإحساسة بالذنب مما فعلة ..." باغتة أركان بجمود " أشعر بالذنب من تضييع ثروة رجل خانتة الأقدار ولم يشعر لعمليات النصب التى فعلها "..زفر عمار بضيق " انت بالذات لا تتحدث أركان اذا كان بلال قد أخطأ فأنت ارتكبت كبيرة الكبائر بحقة وليلى معك "..إشتعلت عينا غريب الدار وإنقلب لونها الى الفضة المنصهرة فقلت " ماذا تعنى عمار ؟.."...نظرة واحدة من أركان لجمتة وأصبحت الجاهلة الوحيدة بينهما فجاء دورى بالصراخ" ماذا يقصد أركان ..ماذا تقصد عمار ؟..فليحدثنى أحدكم .." هب أركان واقفاً وقال " لقد إنتهى الحديث ها هنا ..عمار سنتحاسب فيما بعد وهذا وعد منى "..ضيق عمار عينية وظهر تحدٍ صارم بهما ..قال " هيا ليل لنذهب .." قلت بإصرار ثابت " لن أمضى من هنا خطوة واحدة إلا عندما أعرف ماذا يقصد بكلماتة الأخيرة .."سادت الرهبة والترقب الأنحاء نظرات عمار وأركان تتعارك بوضوح جلى ....بتر الصمت الكئيب ذلك صوت دقات على باب المكتب ويفتح لتظهر إمرأة محملة بأكياس مشتريات وتبتسم بوجوهنا ثم سرعان ما إقتربت وهى لاتزال ترتدى نظارتها الشمسية لتصافح أركان وتقول بعربية متعثرة " كيف حالك بلال ؟"..قدماى تجمدتا وأصبح الفلك يدور من حولى بعبارة واحدة كبيرة إرتكبتها بحق زوجى أجهل حدودها وملامحها ....قال أركان بصوتة الخشن الجوهرى "أدعى أركان أنا توأم بلال .." تخضب وجهها بالخجل وهى تخلع نظارتها وتنظر بذهول الى ملامحة وقالت بتلعثم يجمع بين اللغتين "أسفة للغاية ...كيف حال بلال ؟.." فركت جبهتى محاولة إخراج نفسى من تلك السخونة اللافحة التى تغرقنى وسمعت صوت عمار يقول " لقد توفى بلال شذى منذ أشهر عندما كنتِ بالخارج ...هذة شذى زوجتى ..." وضعت يدها على فمها وقال " ياربى أعتذر ..أعتذر حقاً لا أدرى ماذا دهانى اليوم ؟.." قال أركان بعملية " لاعليك ..سنذهب الأن اليس كذلك ليل ؟" نظرت لة من حفرتى السحيقة يمد يدة لى وعيونهم تترصدنى لفترة السكون التى إغتالتنى ...لمحت شبحة يقترب وقال " لنذهب الأن .." حملت حقيبتى بألية وخرجت مارة بزوجة عمار التى همست بصدق " أسفة للغاية ..."...
هبطنا بالمصعد الضيق الذى ضاق أكثر وشعرت بالهواء ينقص وينقص الى أن بدأ صدرى يعلو ويهبط , المرايا التى تلف جدرانها تنعكس فيها تجسيدنا واقفين بملامح ثابتة راقبتة مكفر الوجة وكأن حزن العالم يتربع برعونة بعينية ....فيما شاركتة لإيذاء زوجى وهو لم يكن هنا من الأساس؟؟ .....وضعت يدى على رقبتى أخلصها من قيد وهمى يخنق روحى ووجدانى كان الطريق للأسفل طويلاً وعندما وقف ذلك التابوت الحديدى إندفعت مسرعة بإتجاة الشارع الرئيسى أتنشق الهواء المفقود من رئتى , راقبنى ولم ينطق بكلمة واحدة ...فقلت " ماذا كان يقصد أخبرنى ؟" تسربل وجهة بالظلام وظل متلحفاً بصمتة البغيض الذى أكرهة ...
أجاب بعد برهة " لنمضى ليل وسنتحدث بالطريق ..أرجوكِ" ...ركبت السيارة وكلى متوقفاً عن العمل منتظراً إشارة الحقيقة التى أغفلها ويعلمها هو وعمار ...



التعديل الأخير تم بواسطة هبة ; 10-03-12 الساعة 05:48 PM
malksaif غير متواجد حالياً  
التوقيع









رد مع اقتباس
قديم 10-03-12, 12:00 AM   #1043

Maissae

نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر و عضو سياحى نشيط وعضوة فريق التصميم

alkap ~
 
الصورة الرمزية Maissae

? العضوٌ??? » 156628
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,923
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Maissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond repute
?? ??? ~
َوميلادكِ .. حِكايَةُ عِشْقٍ أُخْرٓى!
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


يآآآآي أخيرا الثلاث فصول وبالتفاصيييل
سعيدة أنك حليتي عقدة الحبل يسرتي..
أنا لازمني كوب كافي مركز حتى أقعد أسبح برآاحتي.. أقصد أقرأ براحتي
لي عودة بتعليق مفصل يا عسل^ـ*


Maissae غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-12, 12:08 AM   #1044

malksaif

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية malksaif

? العضوٌ??? » 120710
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,545
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » malksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maissae مشاهدة المشاركة

يآآآآي أخيرا الثلاث فصول وبالتفاصيييل
سعيدة أنك حليتي عقدة الحبل يسرتي..
أنا لازمني كوب كافي مركز حتى أقعد أسبح برآاحتي.. أقصد أقرأ براحتي
لي عودة بتعليق مفصل يا عسل^ـ*
هههههه مساء الورد والياسمين ميوسة حلينا العقدة وموتنا فوفى ...لالا أسرناة بس عشان نسيم الغروب ما تزعل هههههه ..بإنتظار رأيك على أحر من الجمر غاليتى ..قراءة ممتعة ...


malksaif غير متواجد حالياً  
التوقيع









رد مع اقتباس
قديم 10-03-12, 12:19 AM   #1045

نسيم الغروب

نجم روايتي وقاصة وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الأعضاء وعضو متألق ونشيط بالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية نسيم الغروب

? العضوٌ??? » 102266
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 6,407
?  نُقآطِيْ » نسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond repute
افتراضي

ياه ألم كبير وحقائق غائبة

ملك فصول رائعة تستحق الانبهار

لي عودة اخرى ان شاء الله
تسلم ايدك واحاسيسك
سلملم


نسيم الغروب غير متواجد حالياً  
التوقيع



رد مع اقتباس
قديم 10-03-12, 12:21 AM   #1046

نسيم الغروب

نجم روايتي وقاصة وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الأعضاء وعضو متألق ونشيط بالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية نسيم الغروب

? العضوٌ??? » 102266
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 6,407
?  نُقآطِيْ » نسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة malksaif مشاهدة المشاركة
هههههه مساء الورد والياسمين ميوسة حلينا العقدة وموتنا فوفى ...لالا أسرناة بس عشان نسيم الغروب ما تزعل هههههه ..بإنتظار رأيك على أحر من الجمر غاليتى ..قراءة ممتعة ...
ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههاي اضحكي على غيري
يا حبيبتي هذا واح شبهه من اقربائه
فوفي نن عيني قاعد ومتهني في الورطة وياكل مش وبعد شوية احكيله قصة عشان ينام
كان غيرك اشطر يا شابة


نسيم الغروب غير متواجد حالياً  
التوقيع



رد مع اقتباس
قديم 10-03-12, 12:39 AM   #1047

malksaif

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية malksaif

? العضوٌ??? » 120710
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,545
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » malksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسيم الغروب مشاهدة المشاركة
ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههاي اضحكي على غيري
يا حبيبتي هذا واح شبهه من اقربائه
فوفي نن عيني قاعد ومتهني في الورطة وياكل مش وبعد شوية احكيله قصة عشان ينام
كان غيرك اشطر يا شابة
لالالالالالالا مستحيل مش هو فوفى دة إحنا بنأكلة ونشربة من يوم الأسر تكريماً ليكى نسومة الصبح راح نضعة على المقصلة بدل مش تبعك هههههههههه تسلميلى نسومة رأيك الغالى حبيبتى ربى ما يحرمنى منك وبإنتظار عودتك بأى وقت تشرفينى ياجميلة ...


malksaif غير متواجد حالياً  
التوقيع









رد مع اقتباس
قديم 10-03-12, 01:08 AM   #1048

مانوش

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية مانوش

? العضوٌ??? » 120965
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,146
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » مانوش has a reputation beyond reputeمانوش has a reputation beyond reputeمانوش has a reputation beyond reputeمانوش has a reputation beyond reputeمانوش has a reputation beyond reputeمانوش has a reputation beyond reputeمانوش has a reputation beyond reputeمانوش has a reputation beyond reputeمانوش has a reputation beyond reputeمانوش has a reputation beyond reputeمانوش has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
?? ??? ~
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ
افتراضي

الحمد لله على السلامة يسورة

اشرقت الانوار

شايفة الفصول منورة

اقرا واستمتع


مانوش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-03-12, 01:16 AM   #1049

malksaif

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية malksaif

? العضوٌ??? » 120710
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,545
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » malksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Icon26

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مانوش مشاهدة المشاركة
الحمد لله على السلامة يسورة

اشرقت الانوار

شايفة الفصول منورة

اقرا واستمتع
تسلميلى يا أحلى مانوش ...المنتدى منور بوجودكم الجميل غاليتى ...هههههههه جهزى شوب قهوة مانوش أحسن تنامى منى ولا أجيب الفول والطعمية والعشا التقيل الى أكلتة من هنا ورحت فى سابع نومة من هنا مساء الورد الجورى مانوش


malksaif غير متواجد حالياً  
التوقيع









رد مع اقتباس
قديم 10-03-12, 01:19 AM   #1050

malksaif

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية malksaif

? العضوٌ??? » 120710
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,545
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » malksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond reputemalksaif has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

,مانوش, ‏صدى التفاؤل, ‏بعثرة روحـ, ‏زهور الشتاء, ‏raga, ‏bero_23amr, ‏اوشين, ‏khoukha, ‏fatmeh, ‏mola_elec
منورين صبايا ...:e h_s(7):


malksaif غير متواجد حالياً  
التوقيع









رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:49 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.