مذكرات مغتربات "متميزة ومكتملة " - الصفحة 112

gege gemy · 07-02-12, 01:49 AM

اسفففففففة جدااااااااااااا يا بناااااااااااااااااات

سهرتكوا اوووووووى معايااااا 10 دقائق فقط وانزل الفصل

بعتذر جدااا والله

بشرى=)=)!!! · 07-02-12, 01:53 AM

اه بصاح تعطل بزاف الفصل... و خاصني نوض نعس غدا فايقة بكري هادشي زعما راه عندي امتحان غدا ان شاء الله...
عرفتي على حفاظة حفظت قدام البيسي وآآآآآآو... ههههههه
ندآآآآء الى جيجي هل تسمعيننا؟؟؟ الله يخليكي عيناي ما بقيتش قادرة نفتحهم اكثر.....

بشرى=)=)!!! · 07-02-12, 01:57 AM

جيجي في انتظارك عزيزتي!!
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 9 والزوار 0)
‏بشرى=)=)!!!, ‏واعدة, ‏الغلا كلة, ‏altafoo, ‏samou2a, ‏gege gemy, ‏رنيـــــم, ‏soso jena, ‏hebaa

مستعدييييييين يا بنات؟؟؟

gege gemy · 07-02-12, 02:01 AM

الفصل التاسع

اسيل

الصدمة كانت أكبر من الألم الذي تلاشى امام ألم كلماته .. لم أتخيل يوما بأن أُصفع .. والأكثر أنني لم أستطع أن ادافع عن نفسي .. وجدت نفسي صامتة صمت الموتى .. وكأنني اعترف بذنبي بذلك الصمت وكأنني موافقة على كلامه .. لم اعرف لحظتها ما علي فعله .. لم اكن اعلم شيئا ولم يكن باستطاعتي استيعاب أي شيء .. غير أنني غير قادرة على تحريك لساني .. وجدت نفسي غير قادرة على أن استرجع قوتي .. كلامه صحيح .. انا لا اساوي شيئا امام سارة .. انا كريهة .. شعرت بشيء رطب دافئ على شفتي .. رفعت اناملي إليهما.. لكي افاجأ بذلك الدفا المزعج يحط على اصبعي هو الأخر .. ابعدت أناملي بهدوء عن شفتي ونظرت لها لكي ارى بعض من اللون الاحمر القاني قد لون أصابع يدي التي اصبحت شاحبة .. كلامه زاد الطين بلة عندما سمعته يقول:" لست نادما ابدا على صفعي لك .. فأنت تستحقينها."

سمعت خطواته تبتعد .. لكي ينزل درج الشرفة بثقة ويرحل .. بينما أنا بقيت واقفة هناك لمدة لم اعرفها .. لا أشعر بشيء من حولي .. عندما رفعت عيني اخيرا .. كان قد تلاشى .. لم تبقى سوى آثار خطواته على الثلج الذي بدأ يملأ الحديقة ويمحي رويدا رويدا تلك الخطوات التي كانت تشير الى البيت الصغير في أخر الحديقة .. رفعت يدي المتجمدتين الى فمي .. ومسحت شفتي اللتان كانتا ماتزالان تنزفان على إثر صفعته القاسية .. دخلت البيت بعدها وانا اجر نفسي جرا لا اشعر سوى بالعار والخزي من نفسي .. كنت أصعد الدرج ذليلة وسط ذلك الهدوء الغريب الذي خيم على البيت وكأنه منصدم هو الأخر مما حصل قبل دقائق .. وسارة وحسناء هما الأخرتين لم يبق لهما وجود أمام الدرج كما تركتهما .. وأنا بدوري لم اهتم بالنظر ناحية غرفتهما .. إذ حال أن وصلت إلى الطابق الثاني .. دخلت غرفتي واقفلت علي الباب .. لكي اسقط على الأرض أنا وهمومي .. وقد استوعبت اخيرا ما حصل وانخرطت في بكاء مرير كاتمة صوته بكفي الذي كان على فمي.

..........................

سارة

"حسناء .. توقفي عن البكاء .. لقد انتهى الأمر وهي لن تقترب منك مجددا."

جملة رددتها أكثر من مرة بدون أن اجد أيّ إجابة من حسناء عليها .. جملة كانت لاحول لها ولا قوة ولم اعرف لما كنت أرددها ربما لإنني كنت اشعر بقلة الحيلة .. وأنا اراها على تلك الحال ..منظرها كان يدمي قلبي .. يؤلمني كثيرا .. كنت اعرف بأنى أنا الأخرى ستنزل دموعي لو بقيت حسناء على تلك الحال أمامي.. متكورة على نفسها فوق السرير تبكي بحرقة .. وقد اصبحت وكأنها كرة صغيرة نحيفة تهتز من البكاء وهي منحشرة في نفسها .. كانت ذراعها تضمان ركبتيها لها .. ودموعها لا تكف عن النزول ونشيج بكاءها يصم الاذان.. ماذا علي أن افعل لها .. شعرت بها تذوب امامي ولا استطيع فعل أيّ شيء لها .. اشعر بأن هناك شيء أكبر من ما فعلته اسيل .. يبدو بأن هذه حالة انهيار بعد ضغط قوي كانت تعانيه هذه الفتاة .. لكي تأتي اسيل ويكون تصرفها هو ما جعل ذلك الحمل من الهموم ينهار اخيرا من علي كتفي حسناء الرقيقتين.

رفعت رأسي اليها احدق الى وجهها المبلل بدموعها والذي كان نصفه مخفيا بشعرها المشعث الذي كان يغطي وجهها .. عندما تمتمت فجأة من بين نشيج بكاءها والذي بدأ يقل حدة عن البداية : " لماذا أنا دوما ؟؟ لماذا انا تعيسة في حياتي ؟؟ .. ولا تحصل معي سوى الاشياء السيئة ؟؟ مالذي فعلته حتى لا استحق السعادة كغيري."

طعنة ألم وراء الأخرى .. كانت هي من تسببت به كلماتها لي .. كم هو صعب .. أن ترى الحياة تنسحب من شخص يستحقها فعلا .. انزلت يدي من على شعرها وربت على كتفها .. وأنا افكر بأنني صرت الأن متاكدة بأن الأمر قد تجاوز ما فعلته اسيل قبل قليل .. هناك شيء اخر سبب لها هذه الحالة بل أشياء .. قلت لها بنبرة حاولت بكل ما لدي أن اخرج فيها كل حناني .. لعله يكون البلسم لجروحها .. ذلك البلسم الذي لم اجده لنفسي أنا : " حبيبتي حسناء .. لما تتكلمي هكذا ؟؟ .. هذا كلام لايجب أن يخرج من بين شفتيك ولا تفكري فيه ثانية .. السعادة بإمكان أيّ شخص أن يحققها .. فقط عليه أن يأخذ الحياة على أنها ألم وفرح حزن وسعادة .. هي ميزان وأنت بشطارتك تستطيعين أن تزني القدر الذي تريدينه .. لايمكنك أن تتجاهلي الحزن وألا تزنيه .. لكن يمكنك أن تزني الكثير من السعادة حتى تطغى على الحزن وهكذا تعيشين بسلام .. ويصبحا الألم والحزن كأنهما الملح يضافا لسعادتك حتى تكتمل حياتك."

بحثت بعيني في وجهها عن عينيها حتى ارى ردة فعلها .. لكن لا .. كانت عينينها مخفيتين تحت خصلات شعرها السوداء الكثيفة .. تجرأت ومددت أناملي إلى وجهها ابعد تلك الخصلات عنه .. وكأنها علمت بأنني ابحث عن ردة فعلها في بحر عينيها الدامعتين .. فاغمضت عينيها بسرعة قبل ان اراهما .. منعت عني رؤية وجهها الحقيقي .. لكنها لم تستطع منع الدموع الصامتة من النزول كشلال اصابه الخرس .. قلت لها بهدوء :" ساذهب لكي احضر لك شرابا دافئا يساعدك على تهدئة نفسك."

لم تجبني كما توقعت فنهضت من مكاني بهدوء .. خرجت من غرفتها وأنا اقفل الباب ورائي .. لكي اقف عند الدرج واطلق تنهيدة طويلة عميقة .. إلى أين اذهب بانتباهي وبحزني وبغضبي ؟؟ .. إلى اين ؟؟ إلى حسناء التي تدمي قلبي ألما عليها .. أم إلى الرجل الغريب الذي كانت برفقته .. أم إلى ما فعلته اسيل اليوم من جرح لحسناء ولي أنا أيضا .. التفت ورائي .. ونظرت إلى غرفة اسيل من بعيد .. كانت مضاءة ذلك واضح من الضوء الذي كان ينتشر تحت باب غرفتها المقفلة .. شعرت بالغضب والألم في آن واحد .. يمتزجان لكي يعطيان شعور تعيسا .. العاهرة .. إبنة العاهرة .. هذا ما كانت ستقوله بالتأكيد .. نزلت الدرج بخطوات ثقيلة افكر بشرود أليم .. أمي ليست عاهرة .. اعرف بأن الكل ينعتها هكذا لأنها مدمنة على الكحول والمخدرات .. لكن حياتها لم تكن سهلة وهذا ما لا افهمه .. لا انكر بأنها قد خرجت عن الطريق المستقيم .. لكن .. لكن ماذا سارة ؟؟.. استنكرين بأن والدتك بعد تخلي أبيك عنها لم تقم علاقات مع رجال اخرين .. اغمضت عيني غير قادرة على منع دموعي من النزول .. وانا اتوجه الى المطبخ الخالي .. هذه فكرة تقال لكن لا احد متأكد منها .. لن اصدق شيئا عن أمي بما أنني لم ارى شيئا بنفسي .. لم اراها سوى تتعاطى المخدرات والحكول .. اما شيء آخر فلم اره منها .. في بعض الأحيان اجد نفسي سعيدة لأنني لا اعرف الكثير عن أمي .. اريد أن ابقى هكذا جاهلة للحقيقة .. فربما تكون مؤلمة لي معرفتها .. ممتنة بقدر السماء والارض لخالتي لإنها ابعدتني عن عالم كان ليحطمني لو ابقتني بجانب أمي .. مع إنني كنت اتمنى لو بقيت أمي بجانبنا.

gege gemy · 07-02-12, 02:06 AM

حركت الشاي الساخن بالملعقة الصغيرة وقد تغلغلت نكهة الليمون التي كانت تتصاعد من بخاره في انفي.. حملته بيدي وتوجهت ثانية الى غرفة حسناء .. قبل أن احط قدمي على الدرج حتى اصعد الى الطابق الثاني .. سمعت باب المنزل الرئيسي يفتح .. فعدت خطوة الى الوراء وأنا اعلم من القادم .. ظهر بعد ثواني رجل طويل نحيل .. وقد كان يرتدي معطفا طويلا انيقا .. رفع رأسه وهو يقفل الباب ورائه لكي تلتقي اعيننا .. ضاقت عينيه وهو يقترب مني بخطوات سريعة .. لكي يسألني بقلق :" هل حسناء بخير ؟"

اجبت بهدوء مطمئنة إياه .. وأنا افكر بأن الأخبار تصله بسرعة .. في بعض الأحيان افكر بأن رشيد ليس سائقا .. بل وكأنه مراقب لكل مايدور في البيت لا بل كل مايدور في حياة السيد عثمان .." بخير الان .. ستشرب الشاي الذي اعددته لها بنكهة الليمون وستصبح أفضل حالا."

"واسيل ؟؟"

لويت فمي بإبتسامة مريرة وأنا اجيبه :"حتى هي بخير .. لاتخف أميرتك تكشر عن انيابها بقوة .. عليك أن تخاف علينا نحن منها .. لاعليها."

بنبرة باردة قال :" هل أنت غاضبة من كلام اسيل لك ؟؟"

لم اشعر بالغضب ابدا من رشيد هذه المرة ايضا.. لإنني متعودة على عيناي والدي الذي يبقهما في البيت بعد خروجه .. إنه يده اليمنى .. فبالتأكيد كل ما يحصل في البيت يعرفه أبي .. واعرف بأن رشيد يعمل أكثر من جهده لخدمة هذا البيت .. خدمة تبدو كاملة أكثر من الازم وهذا ما لا اعرف سببه ؟؟

اجبته اخيرا :"كلامها كان جارحا لأختها الصغرى ولي أنا أيضا."

رقت ملامحه فجأة وبغرابة .. عثمان والدي الذي لا أستطيع سبر أغواره .. هو ورشيد وجهان لعملة واحدة .. اشعر بالغموض يلفهما .. لذلك اظن بأنهما وجدا بعضهما في عتمة الغربة .. ماضيهما مطمور في العمق .. وحاضرهما غامض .. والمستقبل معمها يبدو بعيدا للغاية ولن يظهر يوما.

بنفس الملامح اللطيفة .. رفع يده ووضعها على كتفي .. شعرت به يرتب عليها بلطف ويقول :" سارة .. أميرتي ." سمعت في نبرته تشديدا على الكلمة الاخيرة وكأنه ينفي كلماتي التي قلتها قبل قليل عندما نعت اسيل وحدها أميرته ويصحح لي بأننا أنا وحسناء كلنا أميراته .. بينما أنا شعرت بشعور جميل .. شعرت بكلمته وبلمسته وكأنها بلسما يهدأ ويرطب قليلا الجروح العميقة والكثيرة التي كانت في داخلي .. اكمل كلامه قائلا :" لاتهتمي لكلماتها .. انت أعقل منها واسيل طبعا لم تقصد شيئا بكلامها ذاك .. تعرفين .. لديها ميزة سيئة وهو لسانها .. صدقيني لم تقصد ذلك الكلام عن والدتك .. تعرفين بأنها تفتقد الى خاصية إحترام الأخرين .. كما إنك تعرفين ألسنة الناس .. إمرأة مدمنة على المخدرات والكحول .. فلا بد بأن تذهب عقولهم الى البعيد البعيد واسيل من اولئك الاشخاص."

"اجل." قلتها بحرقة شديدة .. اجل ألسنة الناس هي من ساهمت في يأس أمي من الحياة الجميلة وساهمت في عذابي أنا أيضا .. اومأت لوالدي وأنا ارسم إبتسامة حزينة على شفاهي .. اطمئنه أنني سابتلع غصة الألم ككل مرة .. لكن في داخلي لم اكن اعرف إن كنت أنا قادرة على بلع تلك الغصة والتظاهر بأن شيئا لم يحصل .. خصوصا مع شخص مثل اسيل ربما تجد متعة في إعادة الكرة والطعن في نفس الجرح الذي سببته في المرة الأولى والذي لن يكون بالتأكيد قد إلتئم بعد.

صعد والدي بعدها الدرجات بسرعة فتبتعه وانا مازلت احمل الكأس في يدي .. كنت اتقدم بهدوء حتى لايتناثر محتوى الكوب على الأرض .. عندما دخلت الباب المفتوح لغرفة حسناء وجدته يقبل جبينها .. لكي يلتفت إليّ ويقول هامسا :" وجدتها نائمة."

وضعت الكوب على مكتبها الذي تدرس عليه والذي كان بالقرب مني .. اقتربت من السرير حيث كان والدي يجلس على طرفه .. نظرت إليها .. كانت تنام بسلام غير مكتمل .. دموعها لم تجف بعد من على وجهها .. منظرها كان حزينا للغاية وهي متكورة على نفسها .. تشعر بالوحدة والخوف والحزن .. هذا ما يحيط بهذه الصغيرة الجميلة .. خرجت من افكاري عندما سمعته يقول :" مالذي حصل بالظبط .. لما تشاجرت اسيل مع حسناء ومعك انت ؟؟ .. مالذي ادى لكل هذا ؟؟"

شعرت بالتوتر والدهشة لسؤاله .. فاجائني به كثيرا .. ألم يخبره رشيد .. متأكدة بأنه سمع كلام اسيل الجارح لحسناء عندما اتهمتها بأنها كانت برفقة رجل غريب في سيارته .. لكن يبدو بأنه لم يخبر والدي عن كل ما سمعه ؟؟ يا إلهي ذلك الرجل حقا يعلم كيف يخرجني من الورطات .. اجبت والدي بهدوء حاولت ان اخفيه مع انني شعرت بالذنب لأنني مضطرة لإخفاء عليه أمرا مهما يتعلق بابنته " لا شيء مهم .. تعرف اسيل ارادت ازعاج حسناء والأخرى لم تكن في مزاج جيد وهكذا بدأ الشجار."

رأيته يومئ برأسه بهدوء .. وقد بان بأنه قد صدق كلامي بسهولة .. فهو يعرف بأن اسيل تحب أن تثير المشاكل معنا .. شعرت بالندم الكبير يجتاحني .. بعد أن ادركت غبائي .. سَتُفضح كذبتي بالتأكيد عندما يلتقي والدي مع اسيل .. كيف نسيت بأنها لن تتوانى ولو لدقيقة واحدة عن إخباره بما رأته .. بأن حسناء كانت برفقة أحد ما .. هذا الشخص الذي أكاد أموت فضولا لكي أعرف من هو ؟؟ .. نظرت إلى جسدها المستكين في نفس الوضعية التي تركتها عليها قبل قليل ونزلت الى الأسفل حتى اعد لها الشاي الذي لن يشربه أحد الآن وسألتها فقط بيني وبين نفسي .. من هو ذلك الشخص الذي كنت برفقته حسناء ؟؟ ولماذا يا فتاة ؟؟ توجهت بنظري إلى والدي وأنا افكر بأنه عندما تنهض حسناء عليها أن تقدم لي تفسيرا بالتأكيد .. رفعت يدي افرك جبيني بإنزعاج واضطراب .. علي أن اخبره الحقيقة لو رأى اسيل فهي ستخبره بطريقة غير لائقة .. وأنا لا اريد بأن أظهر أمامه بمظهر الكاذبة .. سأعتذر عن كذبتي البيضاء التي اطلقتها قبل قليل واصحح الأمر قبل أن يسوء اكثر .. كنت على وشك أن افتح فمي واتكلم واقول له بأنني أسفة .. وبأن سبب شجار بناتك كان بسبب مرافقة حسناء لرجل غريب لا نعرف لحد الآن من هو ؟؟ .. لكنني ابتلعت كلماتي عندما رأيته ينهض من على السرير ويتوجه الى الخزانة الكبيرة إلى الجهة حيث يوجد بها أغطية السرير الوثيرة .. اخرج غطاءا ثقيلا حريريا .. ووضعه على سرير حسناء حيث كانت تنام متكورة على شرشف السرير .. فرد الغطاء فوق تلك الكرة الصغيرة التي انتشرت خصلات سوداء أعلى رأسها بطفولية حول وجهها ورأسها .. التفت إلي فجأة فوجدني احدق إليه عندها قال لي:" هل ستبقين هنا؟"

اجبته وأنا اومئ برأسي:" أجل سأبقى .. حتى اطمئن عليها لم تبدو لي بخير ربما ترتفع حرارتها لا قدر الله."

ابتعد بخطواته بهدوء من دون أن يرد علي .. وحط يده على مقبض الباب كنت على وشك ان اوقفه حتى اخبره بحقيقة ما جرى اليوم .. لكنه سبقني هذه المرة ايضا عندما استدار إلي وقال لي بنبرة امتنان :" انا سعيد لما تفعلينه معها سارة .. هي فعلا بحاجة إليك .. كما اسيل بحاجة إليكما ايضا."

بحاجة إلينا .. رددتها في نفسي وأنا اراه يخرج من الغرفة ويقفلها ورائه من دون أن يضيف أي كلمة اخرى .. بينما أنا بقيت واقفة هناك جامدة إلا عقلي الذي كان يعمل بسرعة عجيبة .. أفكار كثيرة كانت تتخبط داخل عقلي .. أولها أنا لم استطع إخباره الحقيقة .. لم أستطع الإعتذار عن كذبتي .. وثانيا كان هذا بسبب كلامه الغير المنطقي .. اسيل تحتاجنا هذا ما لا أعتقده ابدا ولن أصدقه يوما ..إنها تبدو أقوى من المعدن نفسه .. لايمكن أن يكسرها شيء .. وكأنها خلقت للوحدة والعجرفة .. هي أفضل مني ومن حسناء .. فكيف تحتاجنا يا والدي العزيز ؟؟

.....................

gege gemy · 07-02-12, 02:11 AM

اسيل

كنت احدق أمامي بجمود .. وقد حل علي هدوء غريب .. لا ليس غريب لإنها عادتي .. أن أفكر بهدوء مع نفسي .. الغريب هو ما فعلته قبل قليل .. عندما إنهرت خلف الباب على الارضية الباردة باكية ..لماذا كنت أبكي؟؟ لماذا ذلك البكاء المخزي ؟؟ .. لماذا في الأصل خرجت من البيت بتلك الوضعية وتركت ذلك الحقير يحدثني.. لم أكن قوية اليوم ابدا .. اليوم لم أكن اسيل التي عهدتها .. كيف ضاعت مني اسيل القوية لساعات ؟؟ أين كنت أنا ؟؟ عندما تركت شخصية أخرى تتقمصني .. شخصية ضعيفة بكت أمام رجل حقير المستوى .. اظهرت له ضعفي وشوقي لوالدتي .. أين كنت ؟؟

نظرت من مكاني حيث كنت ممددة على السرير اتكأ برأسي على مقدمته العريضة عندما سمعت طرقات هادئة على باب غرفتي .. ابعدت ذراعي عني الذي كنت اضعه وراء راسي .. وانتظرت بأن اعرف هوية الطارق مع أن جوابي سيكون واحدا لن يتغير مهما كانت هويته .. "لا اريد رؤية وجه أحد."

"اسيل اعرف بأنك لازلت مستيقظة .. فهل أستطيع الدخول؟"

لم اجيبه .. لم اجبه لعله يفهم لوحده ويرحل من أمام باب غرفتي .. فأخر واحد أريد رؤيته هو عثمان السبب في كل ما أنا فيه الآن .. فتحت عيني على وسعهما وأنا ارى الباب يفتح لكي يطل برأسه .. قبل أن يفتحه كليا ويدخل .. تأففت بصوت مسموع وأنا اراه يقفل الباب .. لكي يجيبني بنبرة مغيظة للغاية :" سألتك هل مسموح لي بالدخول وإجابتك كانت الصمت .. والسكوت علامة الرضى."

قلت بصوت حاد :" في بعض الأحيان يكون علامة للنفور والإمتعاض."

توقعت بأنه سيغضب لكلماتي .. لكنني كنت مخطئة .. ابتسم بهدوء مغيظ أكثر وهو يقترب مني بخطوات واثقة .. وقف أمام سريري ينظر إلي .. قبل أن يجلس على طرفه .. كتمت غيظي بصعوبة .. وإلتفت إلى الجهة الأخرى مستكثرة عليه حتى النظر إلى وجهي .. لكن كل تصرفاتي تلك لم تحرك فيه شعرة واحدة .. إذ إنني سمعته يقول بهدوء شابته سخرية مبطنة :" لم اكن اعرف بأن سامية ثرثارة كبيرة .. ومع من؟؟ .. ثرثرت عن أسرار زوجها السابق مع إبنتها."

كان كلامه واضحا لي بأنه قد علم عن تلك الأمسية الرائعة التي مرت على هذا البيت .. كان يتكلم عن كلماتي التي وجهتها لسارة بدون وعي مني .. وجدت نفسي ألتفت إليه وأقول مدافعة عن والدتي مع أنني أشعر بالغضب منها هي أيضا :" لقد كانت أكثر من أم لي .. ولم يكن بيننا أسرار."

رأيته يلمس الشرشف بيديه وكأنه يبحث فيه عن شيء غير موجود .. وهو يقول لي :" أنا لن اتحدث عن مافعلته والدتك بفضحها لأسراري لك .. فهذا شيء طفولي منها وخطئها هي وليس خطأك أنت .. لكن ما اطلبه منك الآن .. هو أن لا تفتحي هذا الموضوع ثانية مع أي مخلوق اخر.. فلحسن الحظ سارة لم تفهم معنى كلمتك تلك أكثر من إنها معايرة لوالدتها لأنها مدمنة ومنحرفة"

صحت بلهجة دفاعية وأنا استقيم أكثر في جلستي :" ولما لا ؟؟ ثم من أخبرك بما حدث اليوم هل هي سارة بنفسها ؟؟"

أجاب بهدوء وهو ينظر إلي مباشرة :" لا ليست سارة .. رشيد من اخبرني."

شعرت بذلك الغضب الكبير يعود إلي لكي يصعد على السطح .. لقد فتح رشيد باب الجحيم على نفسه .. وضعت يدي تلقائيا على خذي تحت تلك الخصلات الكثيفة المتموجة التي كانت تخفي احمراره وجرح شفتي السفلي .. أتذكر تلك الصفعة التي مازالت تألمني حتى الآن .. نظرت إلى والدي وأنا اكز على أسناني بغضب كبير وهو يضيف على كلامه :" لقد أخبرني بأنك كنت على وشك أن تخرجي كل ما في جعبتك عن ماض والدة سارة .. لو لم يمنعك هو واخرجك من البيت."

كنت انظر إليه وأنا احاول أن احلل كل كلمة قالها وكل حركة صدرت منه حتى أصل إلى الأخير إلى تفسير مقنع لعدم غضبه .. متأكدة من إنه ابدا ما كان ليقبل بصفعة رشيد لي .. متأكدة من هذا .. لكن من كلام عثمان كان واضحا بأن رشيد الحقير الجبان حذف مشهد الصفعة من حديثه لوالدي .. ياله من جبان .. قلت ذلك في نفسي .. وأنا اسال عثمان حتى اتأكد من ما وصلت إليه أفكاري :" أهذا فقط ما اخبرك اياه؟"

ظهر الإستغراب على وجهه وهو يجيب :" أجل .. لماذا هل هناك شيء أخر حدث ولا أعرفه."

كنت على وشك أن اخبره بتجرأ الحقير رشيد على صفعي .. لكنني مسكت لساني في اخر لحظة لكي اجيبه قائلة وأنا راضية عن كلامي :" لا .. لاشيء اخر."

رأيته يحدق في وجهي وكانه يتأكد مما قلته لكي يقول بعدها بهدوء :" أرجوك اسيل .. لو سمحت لا اريد أن تخبري أحدا بما تعرفينه عن سارة .. حاولي أن تنسي ما اخبرتك به والدتك عندما كنت تعيشين معها."

رسمت إبتسامة سخرية على فمي وأنا اشعر بغباء كلماته لكي اقول له :" لا استطيع أن أنسى .. يعجبني دوما تذكر ماضيك المشرف."

نهض من مكانه بحدة وهو يصيح في قائلا :" اسيل .. لاتجعليني أظهر لك وجها أخر .. أنت لاتعرفينه بعد."

قلت بعدم مبالاة:" أنت مخطئ عثمان .. أنا اعرف وجهك الحقيقي الذي تتكلم عنه الآن .. منذ سنوات طويلة إكتشفت ذلك الوجه ويا لروعته."

تبادلنا النظرات أنا وإياه لثواني عديدة شعرت بأننا نحرق بعضنا بنظرات متشابهة .. قبل أن يخرج من غرفتي من دون النظر الى الوراء ثانية .. بينما أنا عدت لمخططاتي حول كيف سأجعل رشيد يندم على اليوم الذي رأني فيه.

...................

gege gemy · 07-02-12, 02:17 AM

حسناء
فتحت عيني بتعب كبير .. كنت أشعر بإعياء وخدر يسري في جسدي .. رمشت عدة مرات وبقيت أحوم بعيني في أنحاء الغرفة حتى استوعبت إستيقاظي أخيرا في منتصف الليل .. تفاجئت من سارة التي كانت كانت تجلس بجانبي على طرف السرير .. تتكأ برأسها على رأس السرير .. وقد كان ضوء الأباجورة الخافت ينتشر على وجهها الأبيض .. وهي تنام بهدوء في وضعية غير مريحة بالمرة .. وجدت نفسي أحدق إليها .. وقد شعرت بالدموع تملأ عيني من جديد .. لقد بقيت بجانبي و دافعت عني بشراسة كما تفعل الأخت لأختها الحقيقية .. تمتمت بندم .. لو أنني فقط لم اخرج يا سارة واستمعت الى تحذيرك لي من الثقة في اي كان .. أغمضت عيني بقوة .. أتذكر دانييل .. لازلت لا استطيع للآن تصديق ما حدث .. رفعت اناملي الى شفتي ومررتها عليهما بإرتجاف لكي ابعدهما بعدها بسرعة وبنفور وكأنني لا اريد أن اتذكر تلك اللحظة .. اغمضت عيني بقوة أكبر هذه المرة حتى انسى تلك اللحظة .. مستحيل دانييل .. ليس أنت .. ليس بعد أن وثقت فيك .. انا لا اريد حبا .. لم اعد اريده لأن بسبب الحب أصبحت حياتي سوداء .. الحب هو من نزع مني الآمان والسلام في حياتي .. وأنت اعدت لي ذلك الآمان لكنك عدت ونزعته مني بطريقة صادمة ؟؟

شعرت بدموعي تنزل على خدايا تحرقهما بألم .. وجدت الخوف بدأ ينتشلني ويعذبني .. فما كان مني إلا أن إرتميت في أحضان أقرب شخص كان بجانبي ساعتها .. سارة .. أجل سارة .. ضممت ذراعها التي كانت مرمية إلى جانبي بقوة إليّ وأنا أمسكها بيدي غير مهتمة بما سيكون رأي سارة في ما أفعله .. كنت أبكي وقد علت شهقاتي .. لكي اهدأ بسرعة مفاجئة عندما شعرت بلمسات يدها على شعري .. تمررها بهدوء وهي تربت بين الفينة والأخرى على رأسي .. كان واضحا بأنني ايقظتها من نومها ببكائي .. لكنني لم اهتم .. كنت اشعر براحة كبيرة للمساتها الحنونة لي .. إشتقت كثيرا لهذه اللمسات .. لمساتها كلمسات جدتي .. اعرف بأنها لن تضاهي لمسات الأم الذي لم اعرفها يوما .. لكنني أحبها واحتاجها.. كانت سارة صامتة لا تتكلم أثناء تمريرها ليدها على شعري وكأنها تنتظر مني أن افرغ كل ما بداخلي من تلقاء نفسي .. هدأت بعدها وتلاشت شهقاتي نهائيا .. ومسحت دموعي بكفي .. لكي اسمعها تتكلم أخيرا وتقول :" هل أذاك؟"

كتمت انفاسي .. اعرف بأنني خاسرة أمامها ولا استحق إحترامها ولا رقتها التي تعاملني بها الآن .. لكنني أتمنى من قلبي ألا تتخلى عني ليس بعد أن اظهرت لي هذا الحنان .. أخطات معها كثيرا .. اول أخطائي معها كانت أنني نفرت منها في البداية وتجاهلت تقربها مني وأسوء اخطائي وافظعها كانت هي أنني قابلت صدقها معي ورقتها بالكذب عليها .. لم اجد داعيا للاستمرار في الكذب بعد ما عرفت الحقيقة بطريقة بشعة جدا .. فقلت بخجل شديد كنت أشعر به منها متجاهلة الإجابة على سؤالها بطريقة مباشرة:" أسفة سارة ما كان علي أن أكذب عليك بشأن الشخص الذي خرجت برفقته .. لم تكن صديقة بل صديق."

فاجائتني عندما تجاهلت هي الأخرى كلامي لكي تكرر نفس سؤالها الأول بهدوء وإصرار في نفس الوقت :" هل أذاك؟"

إهتز صوتي كما إهتزت مشاعري معه وأنا اقول بذلك الصوت المتحجرش من البكاء :" لا اعرف .. حقا لا اعرف إن أذاني أم لا .. لكنه سبب لي خيبة أمل كبيرة فيه وصدمني .. هل تُعتبر هذه أذية ؟؟"

لم تُجب .. إنما لمساتها الحنونة على شعري جعلتني أتكلم لوحدي .. فأضفت على كلامي بنفس الصوت المتقطع ودموعي تهددني بالإنفجار مرة ثانية في أي لحظة :" كنت سعيدة لأنني وجدت أخيرا صديقا أثق فيه .. صديقا أشعر بالحماية بجانبه يفهمني فقط من نظراتي .. اكثر ما احببته هي البراءة التي كانت تطغى على علاقتنا كنت اريدها وبحاجة إليها تشعرني بأنني نقية .. بأنني مازلت في ذلك العالم الأبيض النقي الجميل والهادئ .. لكنه فاجئني اليوم بان له تطلعات أكثر من الصداقة لقد قال بأنه يحبني ..."

عند تلك الكلمة الاخيرة توقفت لم استطع الإكمال اكثر .. فقط نزلت دموعي ثانية وبقوة .. أشعر بنفسي ضعيفة وبالصدمة قوية علي .. أشعر بأنني قد عدت الى نقطة الصفر من جديد .. لا أريد حبا .. لأنني لم اعد أثق بالحب .. الحب شيء بشع يولد مشاعر متوحشة همجية لدى الرجال .. الحب شيء مؤذي لا يملك أي صلة بذلك الشعور الجميل النقي الذي كونته عنه في صغري .. لقد إكتفتيت من الحب الذي رأيته مع رشيد ولا أريد تجربته مرة ثانية .. الحب شعور مخادع .. يرتدي ثوبا جميلا يخفي بشعاته الحقيقية .. لا أريد حبا .. ابدا لا اريده .. قلت ذلك لنفسي وأنا أشد على ذراعي سارة بقوة أبكي على ذلك الذراع مخفية وجهي فيه .. شعرت بها تقترب مني لكي تطبع على أعلى رأسي قبلة رقيقة دافئة .. وتقول بعدها:" إسمعي حسناء انا لست راضية على كذبك علي ولا على التقائك برجل غريب؟؟ لكنني أيضا لا اؤيد فكرتك بان الحب لا يمكنه أن يكون بريئا .. أنت تملكين فكرة خاطئة عنه بل فظيعة عن ذلك الشعور الجميل."

قلت لها في محاولة أخيرة للدفاع عن نفسي مع أنني أعرف بانها محاولة فاشلة حتى مع نفسي وفي نفس الوقت متجاهلة كلامها عن الحب لأنها لن تفهم حقيقته كما أفهمها أنا :" لم أكن مع رجل غريب .. أنه رجل نعرفه جميعا وأنت أيضا تعرفينه .. لقد كان دانييل إبن صديق والدي وشريكه."

"أي صديق بالظبط تقصدين؟"

نبرة الإستغراب والترقب كانت واضحة في صوتها الذي رن في انحاء الغرفة الصامتة .. وجدت نفسي أبتلع ريقي وأنا أشعر بأن ما سأقوله بالتاكيد لن ينال اعجابها .. لكنني لم أجد خيارا اخر غير القول لها بصوت شبه هامس:" إبن ويليام."

صاحت فجأة وبقوة :" دانييل .. هل تقصدين دانييل نفسه."

اومأت لها براسي غير قادرة على تأكيد ذلك بالكلام .. لكي افاجأ بها تنهض من على السرير بقوة وهي تمسك بجبينها بعدم تصديق .. عضضت عندها شفتي بندم لأنني اخبرتها .. بل بندم اكبر لأنني خرجت اصلا مع دانييل وقد علمت فضاحة فعلتي الأن .. فما بالها لو علمت بأنه قام بتقبيلي .. قالت بعدها ونبرة صوتها لم تهدأ بعد :" دانييل بنفسه هو من تخرجين معه .. أتعرفين حسناء كم عمر دانييل .. أظن بأن بينكما على الأقل عشرة سنوات من الفرق."

قلت بخجل كبير أصحح لها :" إحدى عشر سنة."

قالت بحدة :" شكرا على التوضيح."

أهدلت برأسي انظر إلى الغطاء الذي كان يغطي جسدي .. أخفي دموع الضعف والخوف والذنب عنها .. وأنا اشعر بأنها هي الاخرى خيبت أملي عندما واجهتني بهذه الحدة .. لا أحتاج إلى اللوم منها .. فلومي لنفسي كاف بتعذيبي .. لكنني احتاج الحنان الذي اظهرته لي في البداية .. وضعت رأسي على المخدة اخفي وجهي عنها والذي اصبح مبللا بالدموع .. لكي أشعر بعدها بجلوسها قربي .. تدخل أصابعها الرقيقة بين خصلات شعري وتمررها عليها برقة شديدة .. كلمتني بنبرة نادمة :" أسفة لأنني صرخت فيك قبل قليل .. لكنني لم أتوقع ابدا بأن يكون صديقك هو دانييل.. توقعته عربيا مسلما وأيضا في مثل سنك أو أكثر بقليل."

لم أجيبها .. لم اجد شيئا اجيبها به .. لكنني في داخلي كنت اعرف بانني مع دانييل لم اكن اشعر بالنفور منه .. كان يحترم ديانتي واصلي العربي لدرجة كبيرة بل كان يساعدني على تحمل نظرات الكره من بعض المتطرفين في الشارع الذين يصفهم أمامي بالجاهلين .. ويحاول دوما إقناعي بأن ليس جميع الأروبيين مثلهم .. والدليل هو .. اااه دانييل .. قلتها في نفسي بحرقة مانعة لساني بطريقة شبه مستحيلة من نطق اسمه .. كم كنت سعيدة بك وبرفقتك .. لما فعلت ما فعلته اليوم وحكمت على صداقتنا وشعورنا الجميل البريء بالإعدام..

"حسناء عزيزتي .. إبتعدي عنه ارجوكي .. عيديني بهذا .. إنه ليس منا .. ولا يناسبك ابدا .. ربما أحب اللهو معك فقط .. فكيف يمكن لشخص مثله أن يحب فتاة اصغر منه سنا بإحدى عشر سنة وليست من أصوله ولا من ديانته."

كررت سارة كلمتها عندما قابلتها بالصمت:" عديني حسناء بإنك ستخرجينه من حياتك؟"

قلت أخيرا بصوت مهزوز :" أعدك .. سأخرجه من حياتي إلى الابد."

شعرت بقبلتها الثانية بعدها على رأسي .. لكي تقف وتقول :" ساذهب الآن إلى غرفتي حتى أكمل نومي .. لدي غدا عمل وعلي الذهاب إلى الجامعة ايضا .. وانت ابقي في البيت .. خوذي يوم غد راحة لك.. حتى تستطيعي أن تنسي ما حصل اليوم."

اومأت لها وأنا في داخلي أعرف بأن الغد لن يكون سوى أسوء من اليوم مثلما ستكون الأيام التي ستليه .. فأنا لن انسى يوما ما حصل مع دانييل لأنني اشعر بأن ذكراه قد حفرت في داخلي."

كانت سارة محقة نوعا ما فأنا في الصباح نهضت متاخرة .. بعد طلوع الضوء إذا كان ممكنا أن نسمي ذلك الضباب الكثيف ضوءا .. كنت اشعر بنفسي منهكة للغاية وكأنني خضت حربا وكأن جسدي كان حصنا للدفاع أمام الأسلحة التي هاجمت قلبي.. لكن السبب بالتأكيد كان يعود إلى أنني لم أذق طعم النوم الا بعد ساعات طويلة وذلك بعد رحيل سارة من غرفتي .. لكي أبدا بالنحيب والبكاء لوحدي.

نزلت إلى الأسفل لكنني عدت وصعدت بعد دقائق إلى غرفتي .. بعد أن تأكدت بانني وحيدة في البيت لابد بأن سارة في عملها الأن ولابد بأن اسيل قد ذهبت إلى كليتها على ما اظن وأبي كالعادة خرج لعمله .. بقيت لوحدي أنا هنا .. لم أستطع حتى أن افكر في تناول أي وجبة إفطار .. فقد كنت أشعر بفقدان كبير للشهية .. أمسكت بحقيبتي وأنا اعود إلى سريري الذي كان مايزال فوضويا .. فتحتها ثم أخرجت منها هاتفي النقال .. كان مايزال مقفلا منذ البارحة .. وقد كنت قد أقفلته عمدا حينها أمام الباب قبل أن ادخل راكضة باكية الى المنزل .. غريب البرود الذي سيطر علي البارحة .. غريب جدا أنني لم أصرخ بدانييل ولم اتصرف بهستيرية كما هو متعود مني عند اقتراب أي رجل مني .. بعد قبلته تلك صدمت منه ومن ما فعله وقاله .. ألجمت الصدمة لساني لكن عيناي لا .. لم أكف عن البكاء بصمت بعد ان طالبته بهدوء غريب أن يرجعني إلى البيت رافضة أي محاولة منه لشرح ما حدث .. فتحت الهاتف لكي تنهال علي كم من الرسائل .. كلها كانت منه .. كلها .. فتحت أخر رسالة منه بأصابع مرتجفة .. وفي داخلي لم أستطع نكران الفضول والشوق الذي كان يعتريني لكي ارى وأٌقرأ كلماته .." حسناء أرجوك .. أريد فقط الإطمئنان عليك .. على الأقل افتحي هاتفك ".. فقط هذا ما قرأته .. لكن في تلك الكلمات القليلة لمست توسلا وقلقا حقيقيا علي.. لم استطع إقفال الهاتف والتعامل وكأنه شيء لم يحصل .. لذلك قمت بإرسال له رسالة اقول فيها له بأنني بخير .. فقط أن يبقى بعيدا عني.

لم أكد أضع الهاتف على الطاولة حتى رن هاتفي برسالة جديدة أفزعني وصولها السريع .. رفعت الهاتف إلي .. ونظرت الى شاشته اقرأ الرسالة التي كانت منه .. جحظت عيناي عندما قرأت كلماته .. "أنا امام بيتكم الأن .. أريد رؤيتك والاطمئنان عليك شخصيا .. ستخرجين أم أتصل بوالدك حتى يدعني أراك بنفسي."

حاولت أن ارسل له رسالة جديدة اطالبه بها ان يعود ادراجه .. لكنني حذفتها ورميت الهاتف بغضب على سريري .. مالذي يظن نفسه فاعلا .. لماذا المشاكل تلاحقني أينما ذهبت .. لماذا لايدعونني بسلام أعيش حياتي التي حطموها في الاصل .. حاولت كتم دموعي وغضبي في نفس الوقت وأنا أتوجه إلى النافذة الكبيرة التي كانت تطل على الشارع حتى أنظر منها .. شعرت بأنني أكور قبضتي بقوة وأنا أرى سيارته فعلا تحت البيت .. ألم يكفيه ما فعله البارحة ؟؟

فكرت في تجاهله لكنني وجدتها فكرة غبية وخطيرة في نفس الوقت .. أعرف بأنه قادر على تطبيق كلامه بسهولة فهو ما يخطر بباله يقوم به على أرض الواقع .. وسارة طمئنتني في رسالة لها قصيرة تركتها لي على مكتبي بأنها تأكدت بأن والدي لم يعرف شيئا عن خروجي مع دانييل البارحة .. أغمضت عيني بقوة .. لا أريد مشاكل مع والدي .. يكفيني ما جلبته له من عار ومشاكل قبل شهور .. لا اريد أن يأخذ عني صورة سيئة الأن بعد ان تفهم ما حصل لي وأكد لي بأن الذنب ليس ذنبي فيما فعله رشيد قبل شهور .. عند تلك الفكرة التي طغيت علي نزلت الدرج أخيرا بعد أن ارتديت أول ما حطت عليه يدي من سروال جينز وكنزة صوفية لكي اتدثر بمعطفي الثقيل .. فتحت باب البيت وانا احط قدمي على الممر المؤدي إلى الباب ذي القضبان الحديدية الكبيرة .. رأيته يخرج من سيارته حال رؤيته لي ويقف أمامها ينظر إلي بجمود بينما أنا شعرت برجفة قوية .. ليس من البرد بل من الخوف مما سيحصل .. مستغربة في الحقيقة من ذلك الخوف الغريب .. لا أشعر بالخوف منه .. حتى بعد البارحة لا زلت غير قادرة على الشعور بالخوف منه حقا .. وإلا لما كنت قد خرجت إليه الآن .. أنا اشعر بأنني أملك خوفا من شيء أخر .. خوفا من نفسي أنا .. حركت رأسي يمينا ويسارا بسرعة أحاول نفض تلك الأفكار الغير المنطقية عن رأسي .. ضممت معطفي إلي وفتحت الباب بتردد لكي اقف امامه .. لا استطيع أن اتقدم خطوة أخرى إلأى الأمام .. وقد شعرت عندها بتردد قوي والندم الكبير لأنني خرجت إليه .. اشعر الأن بأنني غير قادرة حتى على مواجهته .. حدقت إلى الأرض عندما سمعته خطواته تقترب مني.

.......................

gege gemy · 07-02-12, 02:43 AM

سارة

" يا إلهي .. لو أنهم يعطونني هذه الشجرة الضخمة كهدية للكريسماس فسأكون شاكرة لهم مدى عمري."

إبتسمت على كلمات إيريكا وهي تنظر إلى تلك الشجرة التي كانت عند النافذة الكبيرة في الصالة الواسعة حيث مكتبينا أنا وإيريكا .. لقد أتوا بها العمال في الصباح بكامل زينتها ووضعوها في تلك الزاوية تقليدا يقام كل سنة كما علمت من إيريكا .. من أجل إحتفالات أعياد الكريسماس .. قلت لها وأنا اراها تحدق الى شجرة الكريسماس من مكانها :" إيريكا .. لم تبعدي عينيك عن شجرة الكريسماس منذ أن اتيا بها إلى هنا .. لن يعطوها لك فمن الأفضل أن تكفي عن الأحلام وتبدئي بالعمل أخيرا لهذا اليوم."

تنهدت إيريكا بيأس وهي تجيبني :" معك حق .. يجب أن اكف عن الأحلام .. علي أن اشتري شجرة الكريسماس بمالي الخاص لبيتي .. مع أنها ابدا لن تكون بضخامة وروعة هذه الشجرة التي تكلف غاليا جدا."

ضحكت بصوت منخفض وانا افكر بأنه ليس هناك من هو أكثر حمقا وطفولية من إيريكا رغم سنواتها الثلاثة التي تكبرني بها .. سلطت بعدها إنبتاهي كله على عملي حتى انتهي منه بسرعة فلم يعد هناك الكثير من الوقت ويصل موعد خروجي من العمل عند الظهيرة الذي اقتربت كثيرا .. لكن فجأة تخلل الصمت الذي كان يحيط بنا أنا وإيريكا إلا من طقطقات أصابعنا على لوحة المفاتيح رنين الهاتف .. سمعت إيريكا تجيب وبعد أن انهت المكالمة نهضت واقفة وهي تقول: "علي أن أنزل إلى الطابق الثاني لجلب بعض الملفات المهمة حتى يراها هو ".. قالت كلماتها الأخيرة وهي تشير الى المكتب الذي كان مقفلا بابه يقبع داخله بالتأكيد المدير غارقا في عمله كالعادة.

ذهبت إيريكا بعدها بخطوات سريعة واستقلت المصعد لكي أكمل أنا بعدها عملي .. ارحت بعد دقائق قليلة رأسي على كرسي مكتبي بتعب .. وقد تفاجئت بانني انتهيت بسرعة قبل حتى عودت إيريكا .. مددت يدي بعدها أدلك كتفي .. قبل أن انهض من مكاني واتجه حيث كانت تلك الشجرة تحتل مكانا هاما من الصالة.. لمست كراتها الذهبية وأضوائها التي كانت مشعلة .. لم يكن تفكيري حقا مع تلك الشجرة المزينة .. كنت ألمسها بعشوائية بينما افكاري رحلت في طريق حسناء .. واسيل .. اسيل التي وجدتها صباحا .. فقط رُؤيتها في المطبخ جعلتني أترك إفطاري على الطاولة وارحل الى عملي بسرعة .. اعرف بأن تصرفي ذلك كان قاسيا إذ اظهرت لها بوضوح بأنني لست سعيدة بالوجود معها في نفس المكان .. لكنني لست نادمة على ذلك .. هي من قتلت فيّ شعور الأخوة التي كان يمكن أن يولد بيننا .. لذلك لا أريد حتى النظر في وجهها موجهة المسؤولية لها عن ما يبدر مني الأن من قسوة ناحيتها .. لكنني ما أستغرب منه وهو بأن ابي لازال لايعرف شيئا عن دانييل .. مع أنني متأكدة من أنه قد إلتقى باسيل ليلة البارحة وحتى صباحا .. فقد استقلا السيارة معا لكي يوصل رشيد أبي إلى عمله ويوصل اسيل الى كليتها .. فكرت وأنا انقر بيدي على تلك الكرة الذهبية اللون .. أمعقول بأنها لم تخبره شيئا عن رؤيتها لحسناء تستقل سيارة رجل غريب فقط لكي تستفزنا فيما بعد .. لالا أجبت نفسي رافضة تلك الفكرة.. اسيل ليست من تلك النوعية .. أو يمكن بأن تكون فعلا من تلك النوعية كل شيء منتظر منها .. لا اعرف حقا .. قلت ذلك وانا اطلق تنهيدة تعب .. حتى حسناء لا أصدق للأن كيف أنها تورطت مع دانييل .. ودانييل كيف تجرأ على الأقتراب من حسناء .. لم اتوقعه حقيرا هكذا .. لطالما رأيته اثناء زيارة والده وهو لأبي في البيت .. لم أكن على معرفة جيدة به فعلاقتي معه لم تكن تتعدى التحية وبعدها أرحل من أمامه هو ووالده .. لكنه كان يبدوا لي شابا عاقلا يحترم والدي كثيرا ومؤكد سيحترم كل ما يتعلق به .. لكن أن يحاول التلاعب بفتاة صغيرة .. هي إبنة صديق والده .. هذا ما لا استطيع إستيعابه .. ثم حتى لو كان يحبها وهذا ما لا اصدقه .. فلايمكن لذلك الحب ان ينجح .. ببساطة لأنه من عالم اخر .. ليس من ديننا ولا من أصلنا .. توقفت أفكاري عند تلك الكلمات وأطل الحزن من قلبي وأنا أتمتم لنفسي :" ااه سارة .. كيف تتكلمين عن دانييل هكذا وكأنك نسيت بيتر ومشاعرك المحرمة له."

"بماذا تهمسين لنفسك؟"

فزعت وشهقت بقوة لكي استدير في نفس اللحظة .. كتمت انفاسي وأنا اراه يقف أمامي على مقربة مني .. كان يحدق إلي بعينيه الزرقاوتين وهو يضيقهما بأستغراب من ردة فعلي .. إبتلعت ريقي لكي أقول له بعدها بنبرة هادئة اخيرا :" أسفة سيد يانسنس لم أشعر بوجودك."

إبتسم إبتسامة صغيرة .. فأشحت بعيني عنه ..أعرف كم احب إبتساماته وكم تخطف أنفاسي .. فهي تضفي على ملامحه وخصوصا عينيه سحرا أخر مميزا ..سمعته يقول لي :" أجل اعرف .. فيبدو بأنك كنت غارقة في أفكارك لدرجة بأنك لم تلاحظي خروجي من مكتبي."

اومأت له بالموافقة وأنا أشعر بالحرج من الحقيقة التي واجهني بها .. فعلا موضوع حسناء ودانييل وحتى أسيل شغل افكاري كلها اليوم .. رفعت رأسي اليه عندما فاجأني بقوله :" لا تشغلي افكارك كثيرا .. شابة مثلك لا تستحق أن تقتل نفسها في الحزن الذي هو باد بقوة على ملامحها الجميلة ."

شعرت بالتوتر لكلماته .. توتر جعل الحرارة تتسرب في كامل جسدي .. إبتعدت من أمامه عمدا وأنا أقول له عارفة بخزي بأنه كشف توتري الغير المنطقي من كلامته التي كانت بالتاكيد عادية .. مجاملة ككل مجاملة يعطيها رئيس العمل لموظفيه ..:" أسفة سيد يانسنس.. هل تحتاج لشيء؟"

أجابني بحزم تلاشى منه بسرعة تلك الرقة التي كلمني بها قبل قليل :" لا لا أحتاج لشيء .. انا مضطر للخروج الأن .. سأعود بعد ساعة إلى المكتب أخبري إيريكا بهذا."

اومأت برأسي وتمتمت بكلمة وداع اعرف بأنها لم تصل لأذنيه .. لكي أنظر إليه بعد أن أولى لي ظهره وتوجه إلى المصعد الخاص بخطوات واثقة للغاية.. تأملته من وراء ظهره .. كان يرتدي معطفا أنيقا للغاية بنيا غامقا كما هي بذلته اليوم أيضا .. كالعادة يبدو قويا حازما .. عيناه لامعتان رائعتا الجمال تعبران عن الذكاء وخبرة طويلة في الحياة ومجال الأعمال .. أبعدت نظري عن المصعد الذي أستقله لكي أتجه بنظراتي بسرعة الى المصعد العام وأرسم إبتسامة على فمي عندما خرجت منه إيريكا كما توقعت .. اخبرتها بعدها برحيل المدير وبأنه عائد بعد ساعة لكي أجمع حاجياتي بعدها وأرتدي معطفي وأودعها أنا الأخرى واستقل بعدها المصعد العمومي حتى أرحل .. عندما خرجت من الباب الكبير أمسكت بحجابي ووضعته على رأسي .. لففته بسرعة حولي وأنا انزل الدرج .. توقفت فجأة ليس ببعيدا عن المبنى عندما إرتخى شالي ثانية على رأسي وكاد أن ينزل على كتفي أمسكته بإنزعاج بكلتا يدي وأنا اطلق زفرة طويلة .. لأنني اضطر لنزعه وإعادة ارتداءه دوما في الشارع .. فقط بسبب قواعد غبية لا أعرف ما علاقتها بذكاء الشخص وقدرة تفانيه في العمل .. كانت تقف أمامي سيارة على جانب الطريق .. سوداء فخمة للغاية .. زجاجها كان أسودا قاتما لا تستطيع أن ترى كيف تبدو عليه السيارة الفارهة من الداخل .. إقتربت منها وقد لاحت لي فكرة لا بأس بها .. وهي أن أستدخم زجاج نافذتها الذي كان من ناحية السائق كمرآة .. كان الزجاج أسودا لامعا لذلك كان سيساعدني على رؤية نفسي في المرآة حتى أستطيع تعديل حجابي كما يجب .. إقتربت من النافذة أكثر وأنا ألف الشال بطريقة جيدة ومتقنة كما يجب .. لكنني إبتعدت عن الزجاج بسرعة البرق وقد فُجأت بأن هناك أحد داخل السيارة وذلك من زجاج النافذة الذي بدأ ينزل اتوماتيكيا .. لكي تطل تلك العينين الزرقاوتين التي وقعت في سحرهما لأول مرة رأيتهما فيها من تلك النافذة ولكن الأن كانت تنظران إلي نظرات وكأنها لا تستوعب ما يحصل أمامها كما لم أكن أنا قادرة على إستيعاب ما يحصل.

..

انتهى الفصل التاسع .....

gege gemy · 07-02-12, 02:48 AM

بناااااااات اسفة جدااااااااا

اتاخرت اوووى عليكم انا عارفا وكمان النت كان بيستغبي معايا

والحمد لله الفصب وصل بسلامة

سكينة >> بيتهيألى هتموتينى .. انا لو منك مش هادينى فصول تانى ادققها ههههههههه

حسناااا استنى لسه ف قفلة تانية >> انهاردا قفلتين نااااااار

فاطمة كرم · 07-02-12, 02:49 AM

أعتذر كثيراً حبيبتي has2006 لحذف مشاركاتك التي تخللت الفصل كي لا ينقطع تواليه على القراء

قراءة ممتعة للجميع

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
العرض العادي الانتقال إلى العرض المتطور الانتقال إلى العرض الشجري