آخر 10 مشاركات
206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          ليلة بلا قمر - آن ميثر (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          عطر القسوة- قلوب احلام الزائرة- للكاتبة المبدعة :داليا الكومي *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          418 - خطوة خارج الزمن - ميراندا لي (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          زوجة اليوناني المشتراه (7) للكاتبة: Helen Bianchin..*كاملة+روابط* (الكاتـب : raan - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-02-12, 09:50 PM   #1551

has2006

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية has2006

? العضوٌ??? » 159231
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,281
?  نُقآطِيْ » has2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond reputehas2006 has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بشرى=)=)!!! مشاهدة المشاركة
طبعا ضروووووووري...
و لا يهمك حنا غادي نراجعوه و ندققه...!!
غير توكلي على الله و حني قلبك علينا شوية و نزلي لنا الفصل!!
زين مساء الخير كيف داز الامتحان يارب يكون كلشي مزيان وطمنيني بعداك ماطلعاتش ليك هديك لي نيفها طويل هههههههههههههه
بشرى زدني معاك أختي حتي أنا في طلبك وشفي هي دبا غير ضحكات معنا وحنا طلعنا ماكانتقشروش هههههههههههههههههه


has2006 غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 24-02-12, 09:56 PM   #1552

zeina007
alkap ~
 
الصورة الرمزية zeina007

? العضوٌ??? » 64471
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,404
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » zeina007 has a reputation beyond reputezeina007 has a reputation beyond reputezeina007 has a reputation beyond reputezeina007 has a reputation beyond reputezeina007 has a reputation beyond reputezeina007 has a reputation beyond reputezeina007 has a reputation beyond reputezeina007 has a reputation beyond reputezeina007 has a reputation beyond reputezeina007 has a reputation beyond reputezeina007 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ماروسكا يا صاحبتي العزيزة عارفة طالع لك زعاف مني:7R_001: لأني ما كتبت ليك والوووو سمحيلي بزاااااااااااااف راني والله ما عنديش مع التعليقات راه اختك تتكون مجمكة امام ابداع و تميز خطييييييييييييييييييييييي ير جدا كاسلوبك في الكتابة راه ماعندي ما نقول غير تبارك الله عليك و مبروووووووووك التمييز :c hirolp_krackr: تستاهليها والله يزيد في كتاباتك عن المغربيات بصورة ناعمة و جميلة و راقية
ندوز للشخصيات سأصفها قي بعض الكلمات لني كما قلت مجمكة
اولا سارة حنونة رومانسية لا تظهرها للأخرين و عند وقوعها في الحب جابتها فراسها مسكينة هي للي تتبقى فيا الله يكون معها
حسناء امممم جننتني هذه الفتاة كانت مغفلة بكل المعنى للكلمة مع رشيد و حمقاء مع دانييل هي صحيح العلاقة بينهما غير مقبولة لكن جنون حبه فيها سيجعله يفعل المستخيل ليكون معها ارجو ان تعطيه فرصة حيت ليمبغاتوش عفاك سوسو صيفطيه ليا في الفيسبوك
اسيل غضبي و مرارتي هتنفجر بسبب هذه الفتاة متكبرة غير مبالية :7R_001:مستهترة و لكن جا شكون لي يرجعها الطريق الصحيح رشييييد رجل المهمات الصبعة (هكذا اسيمته الله يعينه على البلوة الحلوة)
ابوهم متى سيكون والدهن و يشعر بهن و يتكلم معهن فهن بالتأكيد محتاجات لحض دافئ و من احسن من باهم في غياب الوالدات
سوسو زوينة ديالي ما تقلقيش مني و ان شاء الله لي لقيت شي وقيت نجاوبك و نحط رد و خا يكون صغير تهالي فراسك
عرفتي جيمي شحال هذي بيني و بينها يمكن راها مقلقة مني حيث ما كتبتش ليها ردود او تعليقات على رواياتها قوليها تسامحني عفاك


zeina007 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-02-12, 09:57 PM   #1553

intissar
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية intissar

? العضوٌ??? » 10092
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 713
?  نُقآطِيْ » intissar has a reputation beyond reputeintissar has a reputation beyond reputeintissar has a reputation beyond reputeintissar has a reputation beyond reputeintissar has a reputation beyond reputeintissar has a reputation beyond reputeintissar has a reputation beyond reputeintissar has a reputation beyond reputeintissar has a reputation beyond reputeintissar has a reputation beyond reputeintissar has a reputation beyond repute
Rewitysmile10

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maroska مشاهدة المشاركة
يعني ضروري الفصل ينزل اليوم يا بنات؟؟؟
لكنني لم انهي مراجعته بعد وايضا لم يدقق


عسلامة سكينة
شو ضروري ؟؟
انا ما صدقت الى اليوم رح ينزل الفصل , وتقولي ضروري ؟؟؟؟
على الأقل حنّي شوي على الشخص اللي ينتظر خارج الباب ههههه

بالنتظار يا قلبي و الفصل إذا بدك نزليه مثل ماهو


intissar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 24-02-12, 10:02 PM   #1554

بشرى=)=)!!!

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية بشرى=)=)!!!

? العضوٌ??? » 124592
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 795
?  نُقآطِيْ » بشرى=)=)!!! has a reputation beyond reputeبشرى=)=)!!! has a reputation beyond reputeبشرى=)=)!!! has a reputation beyond reputeبشرى=)=)!!! has a reputation beyond reputeبشرى=)=)!!! has a reputation beyond reputeبشرى=)=)!!! has a reputation beyond reputeبشرى=)=)!!! has a reputation beyond reputeبشرى=)=)!!! has a reputation beyond reputeبشرى=)=)!!! has a reputation beyond reputeبشرى=)=)!!! has a reputation beyond reputeبشرى=)=)!!! has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة has2006 مشاهدة المشاركة
زين مساء الخير كيف داز الامتحان يارب يكون كلشي مزيان وطمنيني بعداك ماطلعاتش ليك هديك لي نيفها طويل هههههههههههههه
بشرى زدني معاك أختي حتي أنا في طلبك وشفي هي دبا غير ضحكات معنا وحنا طلعنا ماكانتقشروش هههههههههههههههههه
حسنا اهلا الزين..
لبارح دوزت غير الكتابي الحمد لله.. و الشفوي اجلوه حيث اليهودية الي خليتيها انت مولات النيف الطويل تحبسات في الطريق حيث كانت الشتا كثيرة و الريح بزاف و طاحت شي حاجة في الطريق الي كانت غادي دوز منه...
كون غير طاحت عليها فاش كانت دايزة بعدا.. هههههههههههههههههه
و دبا خاصنا نعاودو نشدو راندڤو آخر على حساب الشفوي....
اما كيف داز... هو كان مشيحر شوية هههههههه و طويييييييييييييييل في ساعتين... يعني اش نقول ليك معقلتش حتى على الاسئلة باش نعقل واش درتهم مزيان او لا لا...


بشرى=)=)!!! غير متواجد حالياً  
التوقيع



[IMG][/IMG]


و رائعة قصص من وحي الأعضاء مع نخبة من الكتّاب المتألقين


رد مع اقتباس
قديم 24-02-12, 10:05 PM   #1555

بشرى=)=)!!!

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية بشرى=)=)!!!

? العضوٌ??? » 124592
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 795
?  نُقآطِيْ » بشرى=)=)!!! has a reputation beyond reputeبشرى=)=)!!! has a reputation beyond reputeبشرى=)=)!!! has a reputation beyond reputeبشرى=)=)!!! has a reputation beyond reputeبشرى=)=)!!! has a reputation beyond reputeبشرى=)=)!!! has a reputation beyond reputeبشرى=)=)!!! has a reputation beyond reputeبشرى=)=)!!! has a reputation beyond reputeبشرى=)=)!!! has a reputation beyond reputeبشرى=)=)!!! has a reputation beyond reputeبشرى=)=)!!! has a reputation beyond repute
افتراضي

حسنا واش وصلاتك الخبار على اشنو قالت سكينة..
قالت لك أ لالا باقي ما رجعاتش الفصل يعني ما غاديش تنزلو اليوم..
ايو اقولي لي انت دبا اشنو نديرو معاها كتسحاب دخول الحمام بحال خروجه.. حنا ما معانا الضحك... ياك؟؟


بشرى=)=)!!! غير متواجد حالياً  
التوقيع



[IMG][/IMG]


و رائعة قصص من وحي الأعضاء مع نخبة من الكتّاب المتألقين


رد مع اقتباس
قديم 24-02-12, 10:05 PM   #1556

bestqueen

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bestqueen

? العضوٌ??? » 207614
?  التسِجيلٌ » Oct 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,511
?  نُقآطِيْ » bestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maroska مشاهدة المشاركة
يعني ضروري الفصل ينزل اليوم يا بنات؟؟؟
لكنني لم انهي مراجعته بعد وايضا لم يدقق
ضرورى ده سوال ده اه طبعا ضرورى وحتما ولابد كمان احنا بقالنا اسبوع منتظرين
لا تشغلى بالك بالتدقيق احنا هندقق ماتقلقيش خالص هنفهم كل حرف
الفصل الجديد ارجوكىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى ىىىىىىىىىىىىىىىىىى:s m20:


bestqueen غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIZE=7"]
عادت عادت عادت العفاريت ومغامرتها الشيقة مع زيزي واكرم وموها؛ مروة محضرة مفاجآة في القادم القوا نظرة و استعدوا للبرد
https://www.rewity.com/forum/t302384-146.htm
احب واقرب الابطال الى قلبى

[/SIZE]
رد مع اقتباس
قديم 24-02-12, 11:24 PM   #1557

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

يا بنااااات لكل من سال عن فصل جديد .. لقد راجعته الان .. لكن سأقول لكم بانه غير مدقق .. يعني سيكون بالتاكيد مليئا بالاخطاء .. لكنني سأنزله بما انكم متشوقون لقرائته ولن انتظر حتى الغد كما كنت اريد .

maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 24-02-12, 11:29 PM   #1558

زالاتان

? العضوٌ??? » 207170
?  التسِجيلٌ » Oct 2011
? مشَارَ?اتْي » 425
?  نُقآطِيْ » زالاتان has a reputation beyond reputeزالاتان has a reputation beyond reputeزالاتان has a reputation beyond reputeزالاتان has a reputation beyond reputeزالاتان has a reputation beyond reputeزالاتان has a reputation beyond reputeزالاتان has a reputation beyond reputeزالاتان has a reputation beyond reputeزالاتان has a reputation beyond reputeزالاتان has a reputation beyond reputeزالاتان has a reputation beyond repute
افتراضي

ياااااااااااااااااااااااا ي


بالانتظار هياااااااااااااااااااااا


زالاتان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-12, 11:29 PM   #1559

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الحادي عشر

سارة

"إريكا."
تمتمت بها وأنا مازلت أنظر باستغراب إليها من تلك الشاشة الصغيرة .. وفي الأخير ارتايت ان اخرج لها بنفسي بدل ان افتح لها الباب من هناك .. كنت أخطوا بحذر على الممر المؤذي الى تلك البوابة ذي القضبان الحديدية وانا أنظر اليها وهي مولية لي ظهرها تحرك ساقيها بتوتر .. لماذا أتت إلي؟ لم يسبق ان قامت بزيارة لمنزلي .. مالذي حصل؟ بالتاكيد الامر يتعلق به .. قلت ذلك في نفسي وانا اسرع الخطى اكثر .. فقد بدا يقتلني الفضول والترقب لكي اعرف سبب قدوم اريكا لبيتي .. استدارت الي ايريكا حال ان سمعت خطواتي السريعة .. التقت أعيننا .. تنفست بضيق .. كان هناك عدم تصديق في عينيها .. هل علمت بما حصل؟ .. لا ينقصني الان سوى ان تكون ايريكا هي الاخرى قد قدمت إلي لكي تلومني وتقول بانني خدعتها هي الاخرى عندما لم اخبرها عن أن زميلتها المقربة لها في العمل هي مسلمة وعربية . تقدمت من الباب وفتحته من دون ان اتكلم لكي اقف بجانبه وانا اقول لها:" مرحبا اريكا ."
اجابتني بسرعة ومن دون أن ترد على تحيتي:" حمدا لله أنك انت من خرجت إلي ؟ كنت اظن طيلة وقوفي بجانب هذا الباب بأنهم قد أعطوني في العمل العنوان الخطأ من ملفك الشخصي ." ابتسمت لها بدون مرح لكي تضيف هي الاخرى بخفوت:" يبدوا باننا فعلا لم نكن نعرف عنك شيئا."
كنت أعرف ما تعني بكلامها ذاك .. مستغربة أنني أقيم في منزل كبير كهذا يذل على رفاهية اصحابه وهذا ما لايظهر علي .. لابد بانها عنت ايضا بكلامها كونها لم تكن تعرف بانني مسلمة وعربية الاصول .. كتمت غيظي ولأول مرة اشعر بانني اريد أن اخرج غضبي في احد ما ليس هو السبب الرئيسي في ما به انا الان .. تعودت من الشيطان في نفسي وفتحت الباب اكثر وانا اقول لها بنبرة هادئة:" تفضلي إيريكا .. فلن ندخل إلى داخل البيت ."
كنا نمشي بصمت معا حتى وصلنا الى الباب الداخلي .. فتحته لها وبعد ان دخلنا .. فوجئنا بوالدي يقف أمامنا.. لكي ينظر إلى إيريكا باستغراب وفضول .. فتكلمت بعملية معرفة عن إريكا:" إنها إيريكا .. زميلتي وصديقتي في العمل."
شددت على كلمة صديقة .. صحيح كنا نلتقي فقط في العمل ولكنني اعتبرها صديقة وكنت اتمنى ساعتها بالا تخيب ظني فيها هي الأخرى .. إلتفت إليها وأنا أقول لها:" السيد عثمان هو والدي."
شعرت بها لم تعرف كيف تنطق إسم والدي للوهلة الاولى لذلك ارتبكت وهي تمد يدها إليه لكي يتصافحا .. سمعت والدي يقول لها:" سعيد بمعرفتك." بينما لم تفتني النظرة الساخرة التي رمقني بها .. فلا زال يهزأ من عملي .. اجبته في نفسي قائلة.. ليتني كنت استمعت اليك منذ للحظة الاولى التي قلت فيها أن بيتر لا يختلف عن والده أبدا .. تقدمت بإريكا الى الصالة حيث جلسنا على تلك الارائك الجلدية بينما ابي استئذن حتى يدخل إلى مكتبه .. سئلتها ان كانت تحب ان اجلب لها شيئا لتشربه .. لكنها رفضت بلباقة معتذرة بانها لاتملك الكثير من الوقت .. كنا ننظر إلى بعض بصمت وانا أرى كيف وجدت صعوبة للحديث .. لكنني بقيت صامتة انتظرها ان تبدأ هي الحديث .. في الأخر تكلمت قائلة:" لا تشبهين والدك"
أومات لها براسي عل صحة كلامها وفي داخلي أعرف ما ترمي إاليه بكلامها ذاك لكي اجاريها انا ايضا في لبقاتها تلك:" هذا لأنني أشبه والدتي."
"أهي بلجكية؟"
سئلت ذلك بفضول شديد .. فأجبتها ببساطة:" لا .. انها مغربية أبا عن جد ."
"غريب لديك ملامح أوربية بشكل لايصدق."
"اهذا ما جعلكم تسمحون لي بالعمل معكم .. لأنكم ظننتم بأنني لست مسلمة او حتى عريبة."
رأيت عينيها تجفلان بسرعة تفاجأً لحدتي في نبرة صوتي .. لذلك أضفت بلهجة معتذرة:" أعتذر ايريكا .. أشعر بالغضب لما الت إليه الأمور .. أعرف بأنني يجب ألا أفرغ غضبي فيك لأن بيتر يانسنس هو من تسبب في غضبي هذا ."
أجابتني بصوت هادئ متفهم:" لابأس سارة .. أتفهم الوضع .. هو الاخر افرغ كل غضبه فينا اليوم .. يا إلهي للحظة كان سيطرد نتالي من مكتبه شر طردة .. عندما علم بانها كانت على معرفة بأصلك العربي وديانتك المسلمة."
أثارت كلماتها حفيظتي وفضولي في ان وحدي لكي اسئلها بسرعة:" مالذي فعله؟"
لمع ذلك الوميض في عينيها البنيتين الذي أعرفه جيدا والذي ينهض من سباته كلما كان الامر يتعلق باخبار مهمة وايريكا على وشك ان تحكيها او تستمع اليها ..كنت لابتسم لحماسها لثرثرة لو انني كنت في ظروف مغايرة .. بَدأت بالتكلم بدون توقف بينما انا كنت أصغي سمعي لها جيدا ..
"في البداية إستغربت جدا عندما دخل المكتب وكأنه إعصار على وشك أن يحطم كل من يقف في طريقه .. لقد افزعني بصراخه وهو يطلب مني ان اطلب نتالي الى مكتبه ومعها ملفك الشخصي .. بالطبع انا دهشت للوهلة الاولى وفي نفس الوقت عرفت بأن أمرا سيئا قد حدث وهذا الامر يتعلق بك .. لكنني فتحت فمي كالبلهاء عندما سئلني إن كنت أعلم بانك فتاة عربية مسلمة ولم اخبره."
هذه المرة لم أستطع منع نفسي من رسم ابتسامة حزينة على فمي .. يا لجهله.. توقفت إيريكا عن حديثها ذاك عند تلك الجملة ونظرت الي بنظرات لوم وهي تقول:" لما لم تخبريني من قبل؟ انا لا أملك شيئا ضدكم.. لكنني أستغرب من أنك لم تخبريني بحقيقتك."
أجبتها بنفاذ صبر:" إيريكا .. الكل يتحدث وكأنني حقا كنت أخفي حقيقتي عنكم .. لم أكن أخفيها .. أنا كنت عربية مسلمة دائما ومازلت .. لو سالني احد لكنت قد اجابته .. لكنني كنت اعمل هناك ببساطة مثلكم انتم لا أظن بأن أحدا كان يهتم لدين الأخر في العمل حتى يتكلم عنه."
"معك حق ." قالتها لكي تضيف بسرعة ايضا:" لكن سارة كيف قبلت بوظيفة بمكتب يانسنس؟ .. لا أظن بان مسلما في هذا العالم سيحب الاقتراب من تلك العائلة."
نظرت الى اصابعي المرتخيتين بتعب على حجري .. كنت أشعر بالندم الشديد لأنني اقتربت ليس فقط من مكان عمل واحد من تلك العائلة .. بل لأنني اقتربت كثيرا كثيرا منه .. ما كان ليأثر في الأمر كثيرا لو أنني لم أسمح لنفسي بالعيش مع مشاعر محرمة تجاهه كما هو الان .. قلت بصوت خافت:" لم أكن أعرف بأنه إبنه .. حتى قبلت في الوظيفة وقابلته .. بدا لي إنسانا راقيا بتفكيره ولم اتوقعه للحظة بانه إبنا لوالده حتى في أفكاره .. في الاصل كنت اظن بانه يعرف بان سكرتيرته هي شابة مسلمة من أولئك الذين والده يحاربهم في هذه البلاد بل في اوروبا كلها."
لحظات من الصمت تخللتنا .. لكي أسمع إيريكا تتنحنح حتى اعطيها انتباهي .. رفعت بصري اليها فرأيت الإرتباك في عينيها قبل أن تتكلم بنبرة معتذرة:" أنا أسفة صديقتي .. لم أستطع اليوم الدفاع عنك كما يجب أمامه ..لقد خفت لحظة رأيته في غضبه ذاك .. لم أراه في حياتي بذلك الشكل إلا اليوم .. لكنني للأن لا أصدق وقوف نتالي امامه بقوة وثقة .. لم يرف لها جفن وهي تخبره بانها لم تقم باي خطا بتوظيفك .. فكل شروط سكرتيرة اكثر من جيدة كانت متوفرة لديك .. وليس هناك قانون في البلاد يمنع من تشغيل سكرتيرة من اصل عربي وتتبع ديانة الاسلام .. اظنه كان على وشك أن يقوم بابشع جريمة في التاريخ في حقها .. خفت ان يحطم رأس تلك العجوز مع الحائط .. قبل أن يصرخ فيها حتى تنصرف الى عملها."
"إمرأة شجاعة." قلتها وانا لم أستغرب ما حكته لي ايريكا عن نتالي .. فأنا أتذكر جيدا أول يوم جئت فيه الى مكتبها حتى أتقدم للوظيفة التي كان معلنا عنها .. نظرت بتعجب لملفي من تحت نظارتيها الطبيتين .. ظننت للحظة بأنها رأت شيئا لم يعجبها في ملفي الشخصي .. لكنها سئلتني بعدها بنبرة متعجبة:" جنسية بلجكية ومكان الولادة في المغرب؟"
أجبتها بنعم وأنا أوضح لها الامر قائلة بانني من أصول مغربية .. مع أنني كنت مستغربة لسؤالها ذاك .. فعليها ان تركز اكثر على قدراتي العملية .. لم تضيف شيئا على كلامي .. بل انها اقفلت ملفي بعدها وهي تقول لي بأنه يمكنني أن أستلم الوظيفة في اليوم التالي .. الأن أفهم جيدا لما ظهر الاستغراب على نتالي عندما علمت بمكن ولادتي في الوهلة الاولى . تلك المراة الغريبة .. والتي تبدوا قوية للغاية .. تعمدت ان تشغلني لديه مع انها تعرف بان الامر لن ينتهي على خير لو علم بالأمر.. هل يا ترى هي ضد أفكاره هو ووالده .. ممكن جدا وهذا ما يبدوا الامر عليه .. فما أراه بأن هناك الكثرين منهم ضد ذلك الحزب وأفكاره العنصرية .. فهي تضر بالبلاد أيضا قبل أن تضر بنا.
أجبت اخيرا ايريكا قائلة وانا أرسم على وجهي ابتسامة لطيفة:" لا بأس إريكا .. انا ممتنة لك لأنك أتيت للطمئنان علي .. لم يكن بوسعك فعل شيء أخر أكثر من هذا .. ثم إن الامر قد انتهى الان .. فأنا لن أعود إلى ذلك العمل مرة ثانية."
"هذا بالتأكيد ما ليس عليك فعله."
"عفوا." قلت ذلك غير مستوعبة معنى جملتها تلك .. لكي تجيبني هي وقد طلت الجدية على ملامحها الرقيقة:" إياك أن تتخلي عن العمل .. هو لا يستطيع طردك .. وهو يظن بانك ستستقيلين من العمل لوحدك .. سيكون هو الرابح ان فعلت هذا .. فعندها سيطالبك بتعويضه.. لانك وقعت معه عقدا حتى نهاية هذه السنة .. أم أنك نسيت ذلك العقد الذي أصر عليك ان توقعيه بعدما كانت تريد نتالي استبدالك بسكرتيرة اخرى تعمل لدوام كامل."
شعرت بالإظطراب يجتاحني وكلام إيريكا ينهال علي من حيث لا أدري .. كيف ذهب كل هذا من عقلي .. العقد ... فعلا وقعت معه عقدا حتى نهاية السنة وقد أخبرني بانه بعدها يمكننا تجديد العقد مجددا .. كان مصمما على توقيعه في ذلك الحين وكأنه كان خائفا من أن أترك العمل .. بعد ان كانت نتالي تجهز لاعطاء مكان عملي لسكرتيرة أخرى .. فعلا لا يمكننا انا وإياه ان نكسر قواعد العقد الذي بيننا .. نظرت الى اريكا بعدم حيلة أتوسلها بعيني حتى تأتي لي بحل لهذه المعضلة .. لكنها اجابت توسلي ذاك بإصرار كبير منها:" عليك غدا العودة لعملك وكأنه شيئا لم يحصل .. لاتجعليه يربحك .. ماذا سيفعل لك؟ .. لاشيء .. بل انه ينتظرك انت ان تفعلي حتى لا يكون هو المخطأ."
"وهذا بالظبط هو السبب الذي يجعلني أستقيل .. لن ابقى في عمل صاحبه يكرهني وينتظر رحيلي منه على أحر من الجمر."
كانت على وشك أن تجبيني إريكا عندما قطع رنين هاتفها حديثنا .. لكي تعتذر مني وتجيب على الهاتف .. بينما انا شردت لدرجة لم أعد أسمع فيها أي أصوات من حولي .. غير كلام ايريكا السابق عن عملي وبيتر يتردد في عقلي بدون توقف .. أمسكت برأسي بتعب .. لا استطيع العودة وفي نفس الوقت يبدوا بأنني لا أستطيع الإستقالة .. إيريكا معها كل الحق.
"أعتذر مرة ثانية .. لكن صديقي إتصل بي .. لقد تأخرت عليه فشعر بالقلق."
رفعت رأسي إليها وانا أعيد يدي لحجري .. نظرت إلي بشفقة وهي ترى ذلك التعب مصاحبا معه بصدمة كبيرة في عيني وملامحي بوضوح .. لكي تقول لي بعدها:" ليس عليك أن تفكري كثيرا .. ليس لك خيار أخر .. أنت إمرأة قوية جدا سارة .. إياك وأن تجعليه يحطمك بهذه الطريقة .. صحيح انا أخاف من ساعات غضبه .. لكن الشيء الذي انا مؤمنة به حتى افكاري عن حزب والده الاحمق ذاك .. لا اتردد ابدا في ان اعلن عنها في وجهه .. وستفاجئين إن قلت لك بانه كان يجيبني دوما بكلمتين هما:"احترم رأيك" .. فيسكتني بتلك الكلمات .. قد تجدين ما سأقوله غبيا جدا أو خطأ كبير .. لكنني أظنه شخصا حقا طيبا .. ثم إنه عادة لا يتصرف بكل هذه الهسترية مع السملمين والعرب كما فعل اليوم معك أنت.. لا أعرف لكنني أظن بأن في الأمر شيئا أخر."
"إيريكا الحقيقة انه متطرف وعنصري لأبعد حد .. لطيف نعم لكن ليس معنا نحن بل معكم أنتم."
قلتها لها وانا اشير برأسي إليها .. لم تجد ما تقوله لي فيبدوا بأنني واجهتها بحقيقة لا يمكن هي ان تزينها اكثر مثلما كانت تحاول فعله قبل قليل .. نهضت من مكانها بعدها تستأذن الذهاب .. رافقتها للباب وانا أشعر بإحباطها وإحباطي معا يحاولان أن يواسي بعضهما في الخفاء .. قبل أن ترحل قالت لي وقد فاجاتني بإصرار ظهر مرة ثانية بقوة في صوتها:" إسمعي سأنتظرك غدا في العمل كما هي العادة .. لا تكوني حمقاء .. لم يعد هناك الكثير على نهاية هذه السنة .. بضعة أسابيع وتنتهي .. فلا تحطمي كل شيء وتوقعي نفسك في المشاكل من أجل أفكاره التافهة."
لم تنتظر رأيي إذ خطت بسرعة وبرشاقة إلى الخارج .. بينما أنا بقيت أنظر إليها مع أن الصورة كانت ضبابية أمامي لأن تفكيري كله أخذه كلام إيريكا وطرحت سؤالا على نفسي لا أعرف كيف علي أن أجيب عليه:" هل أستمر في العمل ويعلم الله ماذا ستكون ردة فعله؟ أم أستقيل وعندها نرى المشاكل الذي ستنهال علي لأنني أنا من فسخت العقد بدون حق وهذا مايريده هو؟"
..............................
أسيل
"هل أنت متأكدة بأنه قادم لكي يوصلك إلى البيت؟"
رمقت أليخاندرو الذي كان واقفا بجانبي أمام المطعم بعد أن خرجنا منه بنظرة غاضبة .. فقد أغضبتني نبرته المتشككة .. طيلة فترة تناولنا لطعام الغداء كان لطيفا معي وفي الأخير وقفت على فكرة بأنه ربما لن يكون الأمر سيئا إن اتخدته صديقا لي في الكلية يؤنس وحدتي .. لكنه الان يبدوا بانه يريد ان يغير النظرة التي أخذتها عنه قبل قليل بكلامه المبطن عن سائقي الذي لم يظهر حتى الأن .. قلت له بحدة:" سيأتي أنا متأكدة .. لقد رسلت له رسالة قصيرة من هاتفي .. سيكون في طريقه إلي .. إنه يعمل لدي .. هذا هو عمله تنفيذ أوامري."
نظرة متشككة رماني بها من عينيه الامعتين .. ذلك جعل غضبي يتضاعف فقلت له : "شكرا أليخاندرو .. هلا رحلت الأن .. لا داعي لكي تنتظر هنا معي."
"متأكدة؟" واردف بعدها قائلا:" يمكنني أن أرافقك أنا إلى البيت إذا أحببت؟"
أجبته بسرعة:" أجل متأكدة .. سأبقى هنا لإنتظاره حتى يوصلني بنفسه .. ربما سأدخل لكي أشرب فنجان قهوة في هذا المطعم حتى يأتي .. حقا لا داعي لبقائك ولا لمرافقتك لي للبيت .. نلتقي غدا." قلت كلماتي الاخيرة وأنا أودعه بسرعة .. لكي احثه على الذهاب. كان يمشي وهو يلتفت إلي في كل مرة .. وعندما توارى عن أنظاري .. زفرت بقوة .. ذلك الحقير فعلا تأخر .. معقول ألا يأتي ويتجاهل رسالتي .. لم يفعلها من قبل .. إلتفت إلى باب المطعم الزجاجي الكبير الذي كان خلفي .. ونظرت الى نفسي حيث كان جسدي الرشيق منعكسا عليه .. انيقة بسروالي الجنيز الضيق وحذائي العالي الرقبة وسترتي المبطنة الزرقاء الغامقة .. لكن مع ذلك لست راضية الان عن شكلي كثيرا .. كان علي ان أختار شيئا اكثر جاذبية .. ربما أكثر إغراءا .. لكن الجو كان بارد قلت ذلك لنفسي وكانني اعذرها لعدم استطاعتها تنفيذ ما تريده افكاري الماكرة .. نظرت إلى شكلي مرة أخرى .. أبدوا جميلة وجذابة كعادتي .. كلما أتذكر عدد الرجال الذين أوقعتهم في غرامي بدون حتى ان اقصد ذلك .. ترتسم الابتسامة من جديد على فمي .. واشعر بثقة كبيرة تغمرني .. تلك الثقة التي تهتز حال ان أراه .. لا اعرف لماذا؟ مأكد بأن السبب يرجع بانني تعودت على نظرات الإعجاب وهي ترمقني أينما ذهبت .. لكن هو لا؟ دائما ما يرمقني باستعلاء .. لابل إنه لا ينظر إلي حتى .. قلت ذلك لنفسي وأنا أشعر بالغيظ والحيرة الكبيرين .. أول مرة أواجه شخصا مثل هذا ؟ يكاد يقتلني غضبا وغيضا وانا أكره ايضا بأن يهزمني أحد .. تجاوز حدوده معي اكثر من الازم .. أسيل.. إنه فقط ممثل بارع .. يجيد إخفاء إعجابه بي تحت تلك الملامح الجامدة والباردة .. تذكري أول يوم جاء فيه للقائك في المطار .. لقد كان شخصا أخر .. تعامل معك بلطف كبير .. كان حريصا على راحتك .. بالتأكيد أعجبته .. بالتأكيد .. قلت ذلك وأنا أمد أصابعي إلى شعري الذي كانت كثير من خصله مثبتتة خلفه باحكام .. نزعت ذلك الدبوس الكبير من خلف شعرفي وتركت خصلي تنزل كشلال متمرد حول وجهي .. لطالما كان شعري من مكملات مظهري المغري الذي أملكه طبيعيا .. اجل كم من شخص اخبرني بانني املك هالة من مظهر طبيعي وفي نفس الوقت جذاب ومغر للغاية .. حركت بيدي خصل شعري بسرعة كبيرة .. حتى تحيط تلك الخصل المتموجة الامعة بوجهي بطريقة أنيقة .. إلتفت أخيرا ورائي وانا أفكر بأنه من الجيد انني جعلت أليخاندرو يرحل .. حتى لايشاهد ربما لحظة من لحظات انهزامي عندما لايأتي رشيد .. لكن حقا لو لم يأتي ذلك السائق المغفل .. فسوف .. لم اكمل وعيدي ذاك .. فقد ابتلعت ريقي بصعوبة وانا أراه يقف بملل يتكأ على السيارة ينظر إلي .. أول سؤال خطر على بالي منذ متى وهو هنا؟؟ لم أنتبه للسيارة .. هل رأى كيف كنت أعدل شعري حتى أبدوا بمظهر أكثر جاذبية له.. وإن رأى .. أليس هذا هو المراد أسيل؟ سئلت ذلك نفسي وانا أتقدم منه بخطوات ثقيلة كلها أنوثة .. وقفت أمام الباب من دون أن أنظر إليه أنتظره أن يفتح لي الباب .. من الجيد بانه لم يتركني أانتظر كثيرا .. فتحها لي بسرعة .. لكي ادخل فاقفلها بهدوء .. فكرت.. ألا يشعر بالإهانة وهو يفتح لي باب السيارة انا في ذلك اليبت من دون غيري؟ .. بل إني أطالبه بذلك بكل الطرق المهينة الموجودة في العالم ولكن دائما الهدوء من يحكم تصرفاته .. أليس لديه مشاعر ؟.. بالطبع ليس لديه .. صفعته البارحة لي تأكد لي بأن جسد من حجر كما هو قلبه من حجر .. يا إلهي صفعة منه نزفت منها شفتي ما لايصدق .. تعبت في محاولة مني حتى اوقف نزف شفتي .. مندلين باكملهما صارا ملطخين وانا احول وقف النزيف .. لكنه سيدفع الثمن .. مؤكد سأفعل .
كنت أقضم شفتي بتفكير كبير بينما الصمت الذي كان يحيط بنا كان يصم الأذان .. هذه المرة لم أكن أريد هذا الصمت بل كنت اريد ان أبدأ في خطتي .. في نفس الوقت وجدت نفسي وكأنني أمام أمر مستحيل .. غير قادرة على فعل شيء .. لم أجرب يوما أن أحاول إغراء أي شخص .. بل هم من كانوا يشعرون بذلك من تلقاء أنفسهم .. لم تصدر يوما مني تصرفات تجذب الرجال .. هم من كانوا يرمقونني دوما بنظرات الاعجاب ويمطروونني بكلمات الغزل بينما انا لا اظهر لهم سوى البرود ..
"ااي." قلتها وانا أتلمس باصبعي بسرعة موضع جرح شفتي الذي سببته صفعته لي على شفتي السفلى .. كنت في الصباح قد قمت بمجهود جبار حتى اخفي تماما ذلك الجرح الصغير بادوات التجميل .. ويبدوا بأنني نسيت امره الأن وانا اقضم شفتي شاردة في افكاري حتى وضعت اسناني على الجرح الذي لازال حساسا .. رفعت عيني إلى المراة الأمامية للسيارة عندما تذكرت بأنني لست وحيدة .. ظبطت عينيه في المراة الأمامية .. شعرت بانني اغلي من الداخل عندما لم يبعد عينيه عن عيني في المراة .. بقي يحدق إلي بثقة في المراة للحظة كاملة .. لم يبعدهما عني الا عندما إدعته الضرورة لكي ينظر أمامه للطريق .. لم أشعر أبدا بأنه قد شعر بالحرج لظبطي له وهو يحدق إلي .. جعلني ذلك أغضب .. إن كان هو وقحا .. فأنا أكثر منه .. لذلك تكلمت قائلة وانا أبعد يدي عن شفتي:" يالهي لا أعرف ما نوعك من البشر؟ ومازلت تملك الجرأة لتحدق في عيني بعد ما فعلته ."
لم يجب .. لكنني شعرت بأنني لسمت أوتاره الحساسة عندما شعرت بسرعة السيارة تزداد وكأنه يحاول أن يتمالك أعصابه بقوة حتى يتجاهل كلامي .. ذلك الإحساس جعلني اشعر بطعم الإنتصار .. طعم الإنتصار الذي لم يكتمل بعد والذي شعرت برغبة وحماس شديدين لإكماله .. فقلت بجرأة أكبر هذه المرة من دون أن أنتبه لكلامي كثيرا وذلك فقط رغبة مني لإهانته وإغاظته بقوة :" ظننتك في البداية قد تكون على علاقة مع سارة .. لكن الان أشك في ان إمرأة مهما كانت نوعيتها ستنظر اليك .. إنك بارد للغاية.. اشك بانك تستطيع الاقتراب من أي إمرأة.. يبدوا بان لا أحاسيس لديك كما لدى كل الرجال الاخرين."
شهقة قوية أطلقتها وانا أتمسك بكرسي السيارة بعد ان توقفت بسرعة كبيرة وبطريقة مفاجئة لم اكن اتوقعها .. إستقمت في جلستي وانا انظر اليه برعب لكي اصيح فيه" هل انت احمق .. ماذا لو كان قد أصابني شيء؟ .. احتى السياقة لا تجيدها."
لم يجبني اذ فتح الباب بقوة وخرج منه .. شعرت بالخوف والندم لانني تحدثت اليه منذ البداية وانا اراه يحوم حول السيارة بسرعة البرق .. وجهه الان معبر جدا جدا عن الغضب .. فتح باب السيارة الذي كان من جهتي .. لكي يمسك بذراعي ويخرجني بالقوة .. كتمت أنفاسي .. عندما ثبتني على باب السيارة .. كنت انظر اليه بعينان مفتوحتان على وسعهما بذهول لرؤيته محمرا غضبا والشرر يتطاير من عينيه .. لدرجة بأنه لأول مرة جعلني أخاف .. بل أموت خوفا منه .. حاولت ان اظهر له القوة واخفي الضعف والخوف الشديدين الذين شعرت بهما لحظتها .. فقلت بكلمات غير متناسقة:" ماذا؟ ابتعد عني .. لايحق لك ان تخرجني من السيارة بهذه ال.."
لم أكمل كلامي .. إذ أنه قطع كلامي وتنفسي عندما اطبق شفتيه القاسيتين على شفتي .. جمدتني الصدمة ..لكنني استيقظت من تلك الصدمة على إثر الم حاد في شفتي .. رفعت يدي بسرعة الى صدره أدفعه عني .. لكن محاولتي كانت فاشلة للغاية .. كنت كمن ببعوضة تحاول دفع صخرة كبيرة .. وهو ثانية رد على محاولتي تلك بتصرف أقسى عندما أمسك برأسي بين يديه .. بينما جسده كان على وشك ان يسحقني بحيث لم أستطع الحراك أبدا .. فورائي السيارة التي كنت مثبتتة عليها وامامي جسده المتين القوي الجامد .. كنت ساختنق .. لذلك حاولت بكل قوتي ان أدفعه عني .. لكن في الاخير شعرت بالوهن والضعف .. ولم اجد سوى دموعي لاول مرة أدافع بها عن نفسي .. طعم غريب ذاك الذي تذوقه لساني .. مزيج من الملوحة وطعم كريه أخر .. يشبه طعم الدماء .. شهقت بقوة املا رئيتي بالهواء عندما ابتعد عني أخيرا .. بينما كان صدره هو الاخر يصعد ويهبط وهو يتنفس بقوة وغضب.. شعرت بنفسي ارتعش ودموعي تأبى التوقف .. لم يحصل معي يوما مثل هذا الامر الفظيع .. ولم اتخيله لنفسي يوما .. كما انني ابدا لم اريده لنفسي .. كان الموقف قد ارعبني لدرجة كبيرة وشعرت بانني انكسرت للغاية .. رايته من بين دموعي يبصق على الارض باشمئزاز دمائي التي تسربت لفمه ايضا.. توالت شهقاتي اكثر عندما امسك بذقني بقسوة مجبرا إياي ان انظر إلى عينيه مباشرة .. ...نظر الي بوقاحة فاغمضت عيني وهو يقول من بين اسنانه:"كنت تستفزينني في السيارة حتى أقوم بما قمت به الان صحيح ؟ اكنت تظنين حقا بانني لم الاحظ وجودك .. اذا فدعيني اعترف لك يا فتاة .. بانك فعلا إمرأة جميلة جدا .. لديك جمال مثير من المستحيل الا يراه او يلاحظه اي رجل .. وبالطبع انا لاحظتك ولاحظت محاولاتك لجذب إنتباهي فانا لست غبيا .. لاحظت هذا منذ ان اتيت الى بيتي بذلك اليوم البارد تطرقين باباه بذلك المظهر المثير حتى اوصلك ..كان من الواضح بانك تعمدت ذلك المظهر مع انني كنت أعرف مسبقا بأنك شخصية تحب اظهار جمالها ومفاتينها للغير مع ذلك كنت تهتمين بمظهرك كثيرا بحضوري .. لكنني لطالما حاولت احترامك من أجل والدك لكن يبدوا الأن بأنك لاتريدين هذا الإحترام."


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 24-02-12, 11:32 PM   #1560

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

فتحت عيني وحدقت فيه بنظرات ضبابية من دموعي الكثيفة التي كانت تنزل من عيني .. لكي أرى ابتسامة إشمئزاز ترتسم على شفتيه .. لكي يردف على كلامه قائلا:" اتعرفين؟ .. اعترافي بجمالك قبل قليل .. لم يكن الا لأعلمك بانك لاتعنين شيئا لي .. انا رجل مثل كل الرجال وامثالك بالطبع ستعجبني لكنني سامل منها بعد ان تشاركني مرة واحدة السرير .. انت ابدا لست مميزة كما تظنين .. بل امثالك بالنسبة لي هم للتسلية والمتعة فقط."
ابعد يده عن فكي .. فتوالت شهقاتي بقوة .. جرح وألم كبيرين كنت أشعر بهما .. كنت أشعر وكانني أعيش في كابوس .. ليس حقيقي مايحصل لي الان .. انا لست كما يقول هو عني .. اهذه فكرة الجميع عني؟؟ انه يتحدث معي ويعاملني كعاهرة .. أجفلت بقوة عندما صرخ في قائلا" لما تبكين الان؟ الم يكن هذا هو مرادك؟؟"
حركت رأسي يمينا ويسارا أرفض تصديق ما يحصل لي الان .. لابد بأنه كابوس .. سأستفيق منه وأعود لواقعي .. واقعي انني في البيت بكرامتي .. لالا ليس في بيت عثمان بل كل ما يحصل هنا كابوس .. سأستفيق وأجد نفسي مازلت اعيش في مدنتي الصغيرة أصيلة أجل مع امي في بيتنا الصغير وخيوط الشمس الذهبية الدافئة تتسرب الى البيت لكي تعطيه إضاءة طبيعية .. تدخل من نوافذه لكي توقظني من نومي المتأخر .. بينما اصوات والدتي وهي تتذمر لانني مازلت نائمة تصل الى اذني لكي تزعج نومي بلذة .. وعندما اخرج من البيت ستلفحني نسمات هواء البحر المالحة والمنعشة .. بينما زقزقات العصافير عند شبابيك بيوت الجيران الصغيرة تملأ أصواتها الاحياء الضيقة والنظيفة بينما احواض الزهور تملا عتبات الابواب.. هذه هي حياتي الحقيقية .. وما اعيشه الان ليس سوى كابوس ساستيقظ منه بكل تاكيد لكي اجد نفسي بانني في اصيلة .. "كابوس" صحت بذلك وانا ادفعه بقوة من على صدره .. ارتد قليلا الى الوراء .. ليس جراء دفعي له بل لدهشته للحالة المجنونة التي أصابتني فجاة .. كنت أنظر حولي بلا هوادة .. اريد ان أستيقظ مما انا فيه .. مالذي يحصل لي؟؟ انها ليست حياتي لما كل هذه التعقيدات؟؟ مسحت دموعي التي كانت تزداد في كل مرة بظهر كفي .. وتقدمت بخطوات تائهة .. ابحث عن شيء .. عن عالمي الذي اخرجوني منه .. لم اكاد اتجاوزه حتى شعرت باصابع قوية تجذبني بقسوة من ذراعي .. نظرت اليه بتوسل حتى يتركني ..لكنه صاح في بقسوة" الي أين انت ذاهبة؟ لاينقصني سوى ان أبتلي بك."
جرني من ذراعي وفتح باب السيارة الامامي .. حاول إدخالي إليها لكنني قاومت بكل قوتي .. وبصوت متوسل قلت له" دعني ارجوك .. لا اريد ."
لكن ما من مجيب أدخلني بالقوة في السيارة واغلق الباب علي .. عندما كان يدور حول السيارة .. كنت انا احاول بكل قوة لم ارعرفها من قبل الخروج من السيارة.. لكن باباها كان مقفلا اتوماتكيا .. كنت على وشك ان اكسر مقبضها من قوة ماكنت اجذب فيه حتى افتحه وانا اصرخ باكية .. امسك بي من ذراعي عندما جلس خلق المقود بجانبي وهو يصرخ ثانية في وجهي بقوة:" اصمتي .. هل جننت فجأة؟ .. تقبلي كون هذه هي حقيقتك .. انت لست شيئا بنظر الاخرين .. والان اهدئي حتى أوصلك الى بيتكم .. قبل ان افقد أعصابي أكثر من هذا وانت فعلا لازلت لاتعرفين رشيد عندما يفقد السيطرة على اعصابه كليا.. لاتجعليني اصبح شخصا انا امقت ان أصبحه"
شعرت بارتخاء كبير ووهن عظيمين في جسدي .. وجملة واحدة تتردد في اذني جاعلة ذلك الوهن يتضاعف ويتضاعف .. حتى افقدني كل قوتي كل رغبتي في البحث عن حياتي الماضية .. اجل الماضية .. قلت ذلك وانا استرخي على الكرسي واسند راسي عليه .. انظر امامي .. بينما انا كنت لا ارى شيئا في الحقيقة .. لقد كنت أبحث عن الماضي .. كنت احاول ان استرجع الزمن قبل قليل .. والزمن لايعود اسيل .. كنت تركضين وراء شيء مات ودفن ولن يعود .. كان تفكيري هكذا .. لم اهتم لرشيد حتى وهو يضع حولي حزام الوقاية للسيارة .. لماذا تركتني والدتي؟ ولما تخلى عني الجميع؟ هل لأنني فعلا كما قال .. لم اكن اعني لها شيئا .. كنت ثقلا عليها بدون شك ؟؟ انا ماهي حياتي بالظبط؟ .. الى أين الطريق؟ كم أتوق لكي يجيبني احد على هذا السؤال بالايجاب .. لكن لا أحد كان بإمكانه إجابتي لأنني كنت أعرف في داخلي الاجابة .. ليس لدي طريق امشي فيه .. لطالما كنت ضائعة وانا مازلت ضائعة تائهة لن اجد يوما الطريق .. أُهان هنا وهناك .. أخدع ويخيب املي في اقرب الناس الي .. أكتشف في الاخير بان لااحد يحبني .. فتاة مكروهة .. مع انني لا أكره أحدا .. انا لست جمادا.. انا احببت والدتي ومازلت احبها بطريقة لا تخيل لاحد .. احببته هو ايضا عثمان .. كنت احبه جدا .. ومازلت احبه .. لكنني اتمنى بان اكرهه وهو السبب في هذا والسبب في قسوتي معه لأنني اكره حبي له.. سارة .. حسناء كلتهما لم اكرههما يوما .. كنت غاضبة منهما .. في داخلي دوما كنت اتمنى رؤيتهما .. كنت اتمنى لو انني استطيع مسامحتهما على لاشيء .. واعيش في سلام .. جمال .. جمال الشاب الذي كان مجنونا بي .. الرسام الحالم .. لم اكرهه هو الاخر يوما .. انا كنت اخاف منه لانه كان يريد ان يجذبني لعالم حالم جميل .. ذلك العالم الذي كنت ارى جميع صديقاتي يعشن فيه .. إلا أنا .. لم أكن أريد ذلك العالم لانه ضعيف .. مع انه كان ضعفا جميلا الا انه لم يكن مسموحا لي من نفسي ان اكن ضعيفة .. حتى رشيد .. نزلت دموعي كشلال تدفق بقوة مرة واحدة .. رشيد السائق .. لقد كان دائما يعطني احساسا غريبا .. كنت اشعر بضعف معه لا استطيع مقاومته .. اشعر بمشاعر تدغدغني تجعلني لااستطيع ان اقف ضدها .. كرهت ذلك فلم اجد سوى ان أدافع عن نفسي بطريقتي المعهودة .. إهانة الاخرين كانت دوما طريقة للدفاع عن النفس .. أشعر بانني الان محطمة للغاية .. ااه أسيل كذبت على نفسك كثيرا كنت تخدعينها والان ماذا؟ بعد فوات الاوان تواجهين نفسك بالحقيقة .. لم يعد ينفعك شيئا .. الكل يكرهك الان .. لطالما كنت شخصا غير مرحب بك في هذا العالم.. إلتفت الى جهة رشيد عندما شعرت بشيء ناعم يحط على فمي برقة .. كانت الصورة غير واضحة امامي . لكنني استطعت في الاخير ان استوعبها .. كان رشيد يمسح فمي بمنديل ابيض .. بينما كانت السيارة متوقفة امام البيت .. وصلنا ولم ادري حتى .. ألهذه الدرجة اخذتني مواجهة نفسي لحقيقتي بعيدا عن الواقع .. كان ينظر الى عيني بصمت بين الحين والاخر وهو ينظف فمي من تلك الدماء الذي تسبب هو في تسربها .. رفعت يدي بوهن الي .. وبعدت يده عني بطريقة ضعيفة جدا يشفق عليها حتى الطفل الصغير .. فأبعد يده تلقائيا عندما راى محاولتي تلك .. مددت يدي الى مقبض الباب لكن قبل ان افتحه .. سمعته يناديني بنبرة غريبة شابها الهدوء على عكس ما كان عليه قبل قليل:" أسيل."
لم انتظره ان يتكلم اكثر .. اذ فتحت الباب وخرجت منه .. كدت ان اسقط لكنني تمسكت بالباب جيدا .. كنت اشعر بوهن شديد في ساقي وكانهما لاتقويان على حملي .. في الأخير إستطعت أن أخطوا بخطوات ثقيلة جدا الى الباب .. غير مهتمة بمظهري المزري الذي بإمكانه أن يرعب كل من يراني عليه.
......................
سارة
"حسناء من اجلي .. لننزل إلى الاسفل أفضل من أن تحبسي نفسك بغرفتك واحبس نفسي انا بغرفتي .. ارجوك من اجلي."
كنت اتوسلها هكذا وهي جالسة على سريرها بوجه باك .. اجابتني بحدة وقد ذكرني منظرها بتلك الطفلات العنيدات:" لقد رايت سارة بنفسك كيف امرني بمرافقته .. دائما ما انا يجب ان انفذ الاوامر من دون ان يراعي احد مشاعري ورغباتي الخاصة ."
قلت لها للمرة الالف أحاول ان اقنعها .. فهي لاتعرف بان وراء إصراري هذا حاجتي اليها كما هي بحاجة لي .. اريدها ان تكون معي حتى ابتعد بتفكيري عن بيتر يكاد يقتلني التفكير فيه وفيما حصل والاسوء انني لم أتخذ أي قرار بعد بشأن ما قالته لي إيريكا .. :" حسناء .. رافقيه لن تخسري شيئا .. ثم من المحال ان يكون دانييل هناك .. انه لايقيم في بيت والده .. هو مستقل بحاله ومن الممكن ان لايأتي لذلك العشاء."
"بالطبع سيأتي .. انا متأكدة أمعقول بألا يحضر البكر لحفلة عشاء يقيمها والده."
قلت لها بحدة بعض الشيء" اذا تعاملي وكانه غير موجود .. الاتستطعين هذا؟"
نظرت الي من تحت رموشها .. فشعرت وكانها تخفي عني شيئا .. ايمكن يان يكون قد اتصل بها اليوم في الهاتف وتحدثت اليه .. ترجمت تفكيري عبر كلمات متشككة وانا اسئلها:" هل اتصل بك؟ .. هل حدثته عبر الهاتف عندما تركتك اليوم في البيت؟ .. هذا إلم تكوني قد رأيته."
صاحت بقوة فاجاتني:" لالالا لم أحدثه ولم أراه ولا اريد رؤيته .. لهذا لا أريد مرافقة والدي .. لما لاتفهمون بأن الامر صعب .. انا اريد الابتعاد وانهاء هذا الامر وأبي يحطم كل مجهوداتي الجبارة التي أقوم بها."
قلت لها مدافعة عن والدي .. فمهما كان يجب ان لا تشعر بالانزعاج من تصرفه ذاك وتكرهه:"حسناء لا تظلمي والدنا .. انه لايعرف شيئا عن ماحصل بينك وبين دانييل .. هو يظن الان بانه الان يخرجك من قوقعتك التي تحيطين نفسك بها .. حتى تستمتعي بتلك الحفلة مع أناس أخرين وتنفتح شخصيتك اكثر ."
رأيتها تمسح دموعها بقوة بكم بيجامتها القطنية .. وهي تقول لي بعند:" حقا .. بهذه الطريقة هل ان يجبرني على مرافقته يكون هكذا كانه يساعدني؟؟ .. مخطأ جدا .. ثم اتسائل إن كان يتجرأ على ان يتحدث بصفة الامر ويأمر اسيل .. انه لايستطيع بكل تاكيد اسيل لايستطيع حتى ان يسألها اين تذهب ومن اين تاتي .. وحتى انت لم يكلمك بتلك الطريقة الامرة الصارمة مثلي أنا."
تنهدت بتعب .. رايتها تضم ساقيها اليها وتضع راسها عليه .. ااه ياحسناء .. ياصغيرة هل تظنين بان اسيل غير مُراقبة .. تلك الحمقاء ايضا تظن بانها تفعل ما تشاء وبان والدي خصص لها رشيد من اجل ان يدللها اكثر بسائق خاص .. غير عارفة بان رشيد يرافقها إلا لأجل مراقبة كل خطواتها .. لكن معك حق .. والدنا فعلا لايتجرا على أمرها شخصيا بل هو يفعل مايشاء بطريقة خفية عنها وبذكاء منه .. لكن ماذا اقول علاقته بايل وتعلقه بها يبقى دوما خطا احمر لايمكننا تخطيه ويبقى دوما شيئا غامضا .. تكلمت بصوت هادئ:" حسناء .. انا واسيل لسنا مثلك والدنا يرانا نعيش حياتنا بشكل عادي لذلك لا يجبرنا على شيء .. بينما انت مختلفة عنا .. اخبريني الان .. صفي لي فقط حياتك .. انت من المدرسة الى البيت .. في المدرسة لاتتتحدثين حتى مدرسوك لايعرفون صوتك وفي البيت تدفنين نفسك في غرفتك المظلمة . ولا انا ولا والدي راضينا عن ما تفعلينه بنفسك .. هو حاول إجبارك لاخراج نفسك من عالمك المظلم ذاك لانه لم يجد حلا اخر."
لم تجبني .. بل تجاهلت حديثي وكنت اعرف ذلك .. لا أحد يستمع لي في هذا البيت .. لو فقط تنهض وتضمني إليها .. أحتاج الى من يعدني بالامان والسلام يعطيني بعض الحنان .. اكاد اموت حزنا وألما .. لا يعرفون بان خلف هذا الوجه البارد الهادئ .. شوق لحنين شوق لسلام هجراني منذ وقت طويل .. اشعر بانني لااريد ان تشرق شمس الغد لاول مرة لااريدها .. فحياتي غدا لااعرف اي طريق ستسلك .. شعور صعب عندما تعرف بانك مظطر لتختار قرار من بين قرارين كلاهما لا تستطيع حتى التفكير فيهما."
نهضت من على سريرها .. مخيبة الأمال .. حسناء رفضت مساعدتي من دون أن تدري .. فتحت الباب .. لكي أضم حاجبي لبعضهما .. وأنا أسمع ذلك النحيب .. تركت الباب مفتوحا وانا اتقدم بخطوات حذرة .. وقفت عند الدرج ارفع حاجبي بذهول هذه المرة .. وانا ارى اسيل تجلس عل رأس الدرج تخفي وجهها بيديها معا وتبكي بطريقة جعلتني انسى كل غضبي منها .. كان نشيجها حزينا للغاية .. إلتفت الى حسناء التي شعرت بها تخرج من غرفتها لكي تقترب مني .. ظهرت الدهشة هي الاخرى على وجهها عند رؤيتها لاسيل وهي تبكي بتلك الطريقة .. تبادلنا انا وهي نظرات الاستغراب .. لكي اتقدم بعدها بهدوء من الدرج واجلس عليه بجانب أسيل .. مددت يدي بتردد الى كتفها وفي الاخير إرتأيت انه علي ان اعرف مابها حرام أن أدعها هكذا من دون ان اساعدها .. لم استطع تحمل رؤيتها بتلك الطريقة .. حال ان وضعت يدي على كتفها حتى فزعت واهتز جسدها لكي تنظر الي بسرعة مفاجئة .. فتتحت عيني ذهولا .. لكي اسمع ورائي شهقة حسناء ونحن نراها على تلك الحالة .. وجدت نفسي اسئلها غير مصدقة ما ارى:" ماهذا؟ من الذي فعل بك هكذا؟"
نظرت الى شفتيها المتورمتين وجبهما جرح ظاهر للعين مع أنه كان صغيرا وبعض الدماء متيبسة عليه كانت دليلا على انه كان ينزف .. كان وجهها بحالة فظيعة .. متعب للغاية حزين ومنكسر لدرجة لا تصدق لدرجة انني يوما لم اتوقع رؤيتها في تلك الحالة .. غطت وجهها بيديها مرة اخرى وعلى نحيبها .. فجذبتها عندي بسرعة بينما هي لم تمانع ابدا وكانها كانت تتمنى ذلك بصمت .. مررت يدي على شعرها وانا عاجزة عن الكلام .. سمعت حسناء تقول لي بخفوت:" من الافضل بان تدخليها الى غرفتها .. فوالدي في غرفته وربما يخرج الان ويجدها هنا بهذه الحالة."
اومأت لها .. وحاولت ان أحث أسيل بعدها على النهوض .. لكنها كانت بلا رغبة وكانها قد شلت في مكانها .. اشرت لحسناء بان تساعدني حتى نجعلها تنهض من مكانها .. ترددت في البداية حسناء وهي تنظر الي وعيناها تكادان تخرجان من مكانهما .. لكنني نطقت من بين اسناني إسمها وقد اغضبني ترددها وهي ترى اختها في تلك الحالة المخيفة وترفض مساعدتها:" حسناء."
مدت يديها ببطىء تمسك بذراع اسيل التي كان راسها على كتفي تبكي عليه .. ساعدنها في النهوض وقد كانت تتعثر في كل مرة تخطوا فيها .. فتحت باب غرفتها وفي نفس الوقت كنت أحاول ان احمل اكبر نسبة لثقل جسدها علي انا .. عندما جلست على سريرها تمددت عليه .. فسارعت لكي انزع حذائها عن قدميها لكي تتكلم اخيرا بصوت لاحياة فيه:" دعيه ."
لم أهتم لكلامها .. فنزعته عنها وجلست على طرف السرير بينما حسناء بقيت واقفة بعيدة عنها .. سالتها لمرة اخرى باصرار كبير:" من فعل بك هذا؟ " ابتلعت ريقي لكي اضيف الفكرة التي خفت منها .. فمنظرها لم يكن بالصعب علي لكي اعرف بان مسببه هو رجل بكل تاكيد :" اسيل .. ماذا حصل لك بالظبط؟"
تمتمت بصوت مبحوح من بكائها" لا سارة .. لم يحصل ما في بالك."
"إذاً كان على وشك الحصول؟"
نزلت دمعة حارة من عيينيها وهي تجيبني:" لا لم يكن ليحصل شيء .. كان فقط يريد ان يعلمني درسا .. انني لست شيئا في نظره .. وبان هذه هي نتيجة افعالي.. لقد كان درسا قاسيا جدا ."
كنت أشعر بفظاعة ما تقول .. صحيح لم يحصل ما ظننته لكن .. الطريقة التي كانت تنطق بها تلك الكلمات جعلتني لا أستطيع تخيل الامر ابدا .. مؤلم جدا .. بالتاكيد فلو راها احد ما لما صدق بانها هي نفسها اسيل القوية المتحجرة .. لقد كانت منكسرة ومحطمة للغاية .. "من هو اسيل؟ اخبريني ارجوك؟" قلت ذلك بنبرة جد متوسلة .. احزنني ما مرت به للغاية .. لكنها اجابتني وهي تغمض عينيها:" ارجوكم .. دعوني لوحدي فانا متعبة للغاية واريد ان ارتاح."
نهضت من على سريرها .. لكي تسبقني حسناء الى الباب .. كان من الواضح بانها لن تخبرنا بشيء لكنني على الاقل وسط كل تلك الاحزان والالام التي مرت علينا .. سعدت لان تلك الاحزان في نفس الوقت هي من تقربنا لبعضنا .. فكما لم اتخيل يوما ان ارى اسيل في هذه الحالة .. لم اتخيل يوما ان تتكلم وتحكي لي عن ما يؤلمها.. كما انني علمت منذ اللحظة بانني صابحت احمل الان حملا كبيرا .. حمل حسناء وحمل اسيل وحمل نفسي.

nour66 likes this.

maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مذكرات مغتربات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:18 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.