آخر 10 مشاركات
بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          لحظات صعبة (17) للكاتبة: Lucy Monroe *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          3-المطاردة العنيفة - ساندرا فيلد -روايات نتالي (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )           »          دوامة الذكريات - فانيسا غرانت - روايات ناتالي** (الكاتـب : القصايد - )           »          13- حب أم واجب - كاى ثورب - روايات ناتالي (حصرياً لروايتي ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          [تحميل] إمــا "شيطـــان" أو شـخـص مــهـزوز الـكـــيان/للكاتبة Miss Julian(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جددي فيني حياتي باللقاء *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-03-12, 10:47 PM   #2251

عذراء الجليد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية عذراء الجليد

? العضوٌ??? » 155211
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,983
?  نُقآطِيْ » عذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 15 والزوار 1)
‏عذراء الجليد, ‏fouzia hab, ‏وردة مصر, ‏7oureya, ‏soso jena, ‏maroska, ‏اواه, ‏laraaa, ‏gege gemy, ‏اوشين, ‏ملاك روحي, ‏fatima zahraa, ‏jene, ‏اين انا من احلامى, ‏دلال الدلال

جيجي انتي اللي حتنزلي البارت


عذراء الجليد غير متواجد حالياً  
التوقيع
كلماتكم هزت قلبي ومشاعري.. كنتم ولا زلتم وستبقون من اروع من ادخله القدر الي عالمي... شكرا لسؤالكم.... احبكم في الله









أن كًآن هنآكًـ .. ـآمنيات جميلهـٍ في ,
حيآآتيٍ..فبقآئك معي ,
هي آجملها ♥

رد مع اقتباس
قديم 26-03-12, 10:47 PM   #2252

gege gemy

نجم روايتي وقاصة في قصص من وحي الأعضاء وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية gege gemy

? العضوٌ??? » 162015
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,505
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » gege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond repute
¬» قناتك max
افتراضي

بنااااات ربع ساعة فقط ويكون الفصل معكم


فصل نااااااااااااااااااااااار


gege gemy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-03-12, 10:49 PM   #2253

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة gege gemy مشاهدة المشاركة
بنااااات ربع ساعة فقط ويكون الفصل معكم


فصل نااااااااااااااااااااااار
يعني عجبك الفصل يا جيجي لاني لسى معرفتش رايك
اهو يا بناااات اللي بحب الفصول النارية يستنى


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 26-03-12, 10:49 PM   #2254

عذراء الجليد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية عذراء الجليد

? العضوٌ??? » 155211
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,983
?  نُقآطِيْ » عذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond repute
افتراضي

يا عمي احنا قاعدين على نااااااااااار والست جيجي قاريته وبتقاهر فينا وبتقول فصل نااااااااااار

عذراء الجليد غير متواجد حالياً  
التوقيع
كلماتكم هزت قلبي ومشاعري.. كنتم ولا زلتم وستبقون من اروع من ادخله القدر الي عالمي... شكرا لسؤالكم.... احبكم في الله









أن كًآن هنآكًـ .. ـآمنيات جميلهـٍ في ,
حيآآتيٍ..فبقآئك معي ,
هي آجملها ♥

رد مع اقتباس
قديم 26-03-12, 11:02 PM   #2255

نسيم الغروب

نجم روايتي وقاصة وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الأعضاء وعضو متألق ونشيط بالقسم الأدبي

 
الصورة الرمزية نسيم الغروب

? العضوٌ??? » 102266
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 6,407
?  نُقآطِيْ » نسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond reputeنسيم الغروب has a reputation beyond repute
افتراضي

زين شفت الشريط لاني كنت حغلق المنتدى
جيجي يابشمهندسة نزليه بسرعة قبل انام


نسيم الغروب غير متواجد حالياً  
التوقيع



رد مع اقتباس
قديم 26-03-12, 11:13 PM   #2256

اواه

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية اواه

? العضوٌ??? » 97594
?  التسِجيلٌ » Aug 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,946
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
Elk

مساء الخير ياجيجى ايه اخبار الفصل
مستنيينك على نار


اواه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-03-12, 11:13 PM   #2257

gege gemy

نجم روايتي وقاصة في قصص من وحي الأعضاء وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية gege gemy

? العضوٌ??? » 162015
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,505
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » gege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond repute
¬» قناتك max
افتراضي الفصل الرابع عشر

الفصل الرابع عشر


أسيل

ظللت أتراجع بخطواتي للوراء وأنا أراه يقترب من الباب .. كنت أحبس أنفاسي بقوة خائفة كثيراً مما سمعته مع أنني لم أفهم شيئاً .. لكن إحساسي أنبأني بأن رشيد أبداً لن يقبل بأن يكون أحد غيره هو وجاد قد إستمع إلى ذلك الحديث .. وضع قبضته على الباب ودفعه قليلاً لكي يتوقف فجأة عندما صدح رنين هاتفه .. أجاب قبل أن يفتح الباب أكثر

"نعم سيد عثمان."

إستدرت بعدها مستغلة الفرصة وأنا أركض إلى داخل البيت قبل أن ينهي مكالمته تلك.
.....................


حسناء

"جيد بأنكَ قريب من البيت لأنه عليك أن توصل أسيل وسارة الأن إلى البيت."

أغلق هاتفه بغضب كعاصفة هوجاء .. كنت أنظر إليه من بين دموعي وأنا لا أستطيع أن أحتج على الألم الذي تسببه قبضته لي في ذراعي والتي كانت تعصر عظامي الهشة .. نظرت إلى دانييل الذي كان والده يقف أمامه يحاول إقناعه بالهدوء .. صاح فجأة في والده هو الأخر :

" لكنني لم أفعل شيئاً .. أنا أحب ابنته ما المشكلة في هذا ؟"

"أعرف دانييل هذا .. لكن دع له مجالاً لكي يتقبل الأمر."

صرخ والدي فيهما بقوة قاطعا تلك الهدنة :

" أيّ مجال تتحدث عنه ويليام .. أتتوقع مني أن أقبل بهذه المهزلة .. أبداً أبداً لن أقبل بإقتراب ابنك من ابنتي ولو شبراً واحداً .. أنا لم أتي بها إلى هنا حتى تحب ابنك الذي إتضح لي الآن بأنه خائن للأمانة وأنا الذي كنت أدخله بيتي بإطمئنان."

وقبل أن يستطيع ويليام أو دانييل الرد على والدي .. كان قد سبقهما أبي عندما لوح بسبابته محذراً ويليام :

" وأنتَ ويليام لم أتوقع هذا منكَ أبداً .. لكنى لن أتحاسب معك الآن على موافقتك لما يفعله ابنك."

نظر إليّ دانييل فأشحت بنظري عنه وشهقاتي بصمت تتوالى .. لكي يجرني والدي إلى خارج البيت تاركاً ويليام يمنع دانييل بصعوبة من اللحاق بنا وتلك اللمعة المتمردة التي رأيتها في عينيه تؤكد بأنه يريد منع والدي من أخذي معه .. تعثرت كثيراً في طريقي .. لكن أبي لم يهتم .. كان حريصاً أثناء مشيه الذي يشبه بالهرولة على ألا نتوقف .. لم أراه يوماً غاضباً بذلك الشكل لذلك أشعرتني حالته الجديدة تلك بالخوف الشديد .. خرجنا من البيت لكي نلتقي برشيد أمامنا .. فهتف والدي بقوة موجهاً كلامه إليه:

" إنهما ما يزالان في الداخل .. أوصلهما الآن للبيت."

نزلت دموعي كشلال قوي وهو يدخلني إلى سيارته الرياضية .. جلست في المقعد الأمامي بجانب مقعده وأنا أتمنى لحظتها لو كانت سارة معي .. لم ألتفت إليه عندما جلس أمامي وأدار السيارة بعنف لكي تصدر هديراً يصم الآذان قبل أن تنطلق بسرعة جنونية.

"كفي عن البكاء."

فزعت لصراخه المفاجأ ذاك لكي تكون ردة فعلي هي البكاء ثانية وقد إرتفعت شهقاتي لكي أتمتم من بينها :

" لماذا أنتَ غاضب هكذا ؟"

نظر إليّ ومن بين أسنانه وقال :

" غاضب أو تسئلين بعد .. أنا من علي سؤالك عن تفسير لتلك المهزلة لا وواضح بأنك تصدقينه عندما وقف أمامي يهتف بحبكِ الخيالي."

صحت بقوة بعد أن إستفزتني كلماته :

" إنه يحبني حقاً."

فاجأني بصمته الذي حل عليه فجأة .. نظرت إلى جانب وجهه فكان جامداً لم يظهر عليه أي تعبير .. لاحظت تخفيفه للسرعة بشكل سريع لكي يركن السيارة على جانب الطريق الخالي الحالك الظلام .. كانت شهقاتي قد هدأت لكي تترك المجال وحده لدموعي أن تنزل بصمت .. وأنا أنظر إليه بترقب وخوف في نفس الوقت .. إستدار إلي وهدوء غريب سكنه فجأة .. تكلم بهدوء .. هدوء أراحني قليلاً :

" إسمعي حسناء .. معكِ حق ليس عليّ أن أكون غاضباً منكِ .. أنتِ صغيرة جدًا لكي تقاومي إغراء دانييل لكِ ."

" لا .."

قاطعني يتحدث من بين أسنانه وشفتيه المطبقتين :

" دعيني أكمل حديثي ."

تنفس بصوت مسموع لكي يكمل كلامه قائلاً :

" أنتِ ودانييل لا تتلائمان مع بعض أبداً .. دانييل أكبر منك بكثير .. وأنا وأنتِ نعرف جيداً بأنه شاب يحب تجديد علاقته مع النساء كثيراً .. أنتِ بالتأكيد لست له سوى تغييراً جديداً بدل روتينه الذي مله .. أقصد علاقة مع فتاة عربية صغيرة بلهاء تصدق كل ما يقوله لهو شيء جديد عليه."

رفعت يدي إلى عيني أمسح دموعي بينما هو ينتظر رداً مني على كلامه ذاك الذي بقدر ما أغضبني وجرحني بقدر ما هدأني وجعلني أفكر بذكاء .. تكلمت وأنا أستعمل لأول مرة توسل الابنة لأبيها:

" بابا هل يمكنكَ أن تسمعني أنتَ الآن من دون أن تغضب."

رأيته يزم شفتيه بقوة وكأنه يريد كتم غضبه قبل أن ينفجر ثانية لكي يومأ لي برأسه سامحاً لي بالتحدث ..

"أبي .. أقسم لكَ بأن دانييل مختلف .. أنا أيضاً لم أكن أظنه في البداية جيداً .. لكنه أثبت لي فعلاً بأنه شخص رائع."

لم يجبني .. لكنني علمت بأنه أبداً لم يقتنع بكلامي .. راقبت حركاته وهو يدس يده في جيب سترته السوداء الأنيقة .. قطبت جبيني عندما أخرج هاتفه المحمول بصمت .. فسألته بريبة وأنا أراه يبحث عن رقم ما :

" مالذي تفعله أبي ؟"

أجابني وهو ما يزال يبحث في قائمة الإتصالات :

" بما أنكِ لا تستمعين إليّ وأنا أتفهم هذا طبعاً لأنني لست أنا من ربيتك .. فسأتصل بمن ربياكِ حتى تستمعي لرأيهما في كلامكِ هذا ؟"

"جدايّ."

صحت بذلك برعب وأنا لا أستطيع حتى التفكير في ردة فعلهما .. لكي أمسك بهاتفه بطريقة جريئة مجنونة وأحضنه بين كفي.
رمقني والدي لحظتها بغضب كبير لكي أتوسله باكية:

" أرجوكَ أبي .. أتوسل إليكَ لا تتصل بهما لن يتفهما الأمر أبداً .. أرجوكَ فقط سامحني لن أعيدها."

أرخيت الهاتف من يدي لكي يأخذه والدي بهدوء ويرجعه ثانية إلى جيب سترته .. نظر إليّ وقد إرتسم الإرتياح والإنتصار على وجهه .. ككل من ينجح في خطة صغيرة ذكية بالوصول إلى ما تمناه .. بينما أنا أكملت بصوت لا حياة فيه :

" لن يتفهما الأمر .. أنا متأكدة وأعرف طريقة تفكيرهما .. يحبان دانييل كضيف يأتي لبلدهم ثم إلى منزلهم لكن أبدًا لن يقبلا بأيّ تقارب بينه وبين حفيدتهما التي ربياها بنفسيهما .. ستكون صدمة لهما .. سأشعر بأنني خنتهما وأنا لن أحتمل هذا ولن أسمح به أيضاً."

"هل ستبتعدين عنه فقط بسبب جديك .. أنتِ تعرفين جيدًا بأنه غير مسموح لكِ بأن تكني له أيّ مشاعر غير الود والإحترام وليس فقط من أجل جديّكِ وهذا لأنه ليس بمسلم ولا عربي"

كنت أنظر للدموع .. دمعة .. دمعة .. تنزل برتابة غريبة فوق يدي اللتان كانتا على حجري وأنا أهمس:

" بلا .. كنت أعرف من البداية بأنه محرم عليّ .. حاولت أن أمنع نفسي من الإقتراب منه .. لكنني كلما كنت أبتعد عنه كانت تعود لي كوابيسي .. يعود لي الماضي بكل حذافيره .. أشعر بأمان كبير معه هدوء وراحة نفسية هجرتني منذ مدة طويلة .. إشتقت لتلك الراحة وأصبحت في حاجة إليها بشدة وهو كان يغطي ذلك الإحتياج من دون مقابل .. قربه دواء للجراح لذلك كنت أحاول دوماً الإقتراب أكثر منه .. أعرف بأنه محرم ولكنني كنت أحاول نسيان ذلك .. كنت أتخيله منا حتى لا أجد ما يمنعني من القرب منه .. أنا آسفة أبي وقعت في خطأ كبير لن يتكرر ثانية .. إعلم فقط بأنه لم يسيء لي يوماً بل كان الأمان الذي كنت بحاجة إليه والكثير الكثير الذي لا أجد له تفسيراً ."

شعرت بيده تربت على ذراعي .. فإبتعدت عنه عندما زادت كثافة دموعي لكي اتكأ بكتفي على زجاج النافذة أنظر منها إلى اللا شيء غير الظلمة الحالكة .. وقبل أن يدير السيارة قال لي بصوت لونه مشاعر كثيرة إبتداءاً من الغضب وصولا الى الشفقة :

" لا عليكِ حسناء .. ستنسين وستستمرين بحياتكِ لكن طبعاً بدون دانييل."

كلماته الأخيرة كانت أمراً أكثر من تعاطف معي .. ذلك لم أجد نفسي سوى أنني أومأ برأسي بلا حول ولا قوة .. ها قد إستيقظت من الخيال الذي كنت أعيش فيه وحطت قدمي أرض الواقع بصورة قاسية ومفاجئة .. كم حاولت أن أتناسى أمر إختلاف دانييل عنا بعالمه ذاك .. لكن لما كنت أتناسى ذلك ؟ ربما لأنه دائماً ما كان يشعرني بأنه قريب جدًا من عالمي ويفهمه كما أفهمه أنا .. لا أحتاج للشرح له كثيرًا إنه يفهم نظراتي قبل أن تصل الحروف إلى لساني .. لكن الحقيقة تبقى حقيقة دانييل ليس منا .. وأنا ما كان علي أن أتهور بتلك الطريقة .. أغمضت عيني بألم في محاولة مني عدم تذكر تلك اللحظات الرقيقة الرائعة التي أمضيناها أنا وهو على تلك الشرفة الجميلة.
....................


gege gemy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-03-12, 11:15 PM   #2258

gege gemy

نجم روايتي وقاصة في قصص من وحي الأعضاء وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية gege gemy

? العضوٌ??? » 162015
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,505
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » gege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond repute
¬» قناتك max
افتراضي

أسيل



ماذا تخفي رشيد ؟ من أنتَ ؟ أنتَ أبدًا لستَ رجلاً عادياً .. لطالما كانت لدي شكوك ناحيتكَ منذ أول لحظة رأيتك فيها بالمطار إحساس بداخلي لم يصدق أبدًا كلمة سائق عندما عرفتني عن نفسكَ .. مع أنني أراكَ تعمل سائقاً لكن دائماً ما أرى هالة من الهيبة حولكَ .. تبدو رجلاً رئيساً لا مرؤوس .. تبدو بأنكَ من تحكم وليس هناك من يحكمكَ .. ولا يوم شعرت بكَ سائق .. لذلك كنتُ أحاول دوماً أهانتكَ بتذكيركَ بمقامكَ وفي الحقيقة لم أكن أفعل ذلك الا لكي أقنع نفسي بأنكَ أقل مني وبأنه لا داعي لذلك الشك المريب الذي يجتاحني كلما رأيتكَ .. لكن دوماً ما كانت ردات فعلكَ تثبت لي العكس يا إما بهدوئكَ المستفز وعدم مبلاتكَ أو قسوتكَ وجبروتكَ الذي تظهرهما فجأة .. من أنتَ رشيد ؟؟

وكأنني لم أعد أتمتع بحرية التفكير بيني وبين نفسي بسرية تامة .. وكأنه سمع أفكاري عندما رفع عينيه إلى المرآة الأمامية للسيارة .. حاولت أن أبعد عيني بسرعة عن عينيه عندما إلتقيتا لكنني لم أستطع هذه المرة .. شعرت بأن عينيه تثبتان عيني حتى لاتهربا من نظراته .. بقيت أحدق في عينيه للحظات معدودة .. لحظات كانت وكأنها سنوات جعلتني لا أشعر حتى بسارة التي كانت تجلس بجانبي بإرتباك وقلق كبيرين .. حديث بالأعين حدث بيننا كشفرات منه لم أفهم منها سوى أنني لا يجب أن أسأل عنه .. كانت عينيه تقولان لي بوضوح إلا ذلك السؤال أسيل فلا تسأليه ..


"لقد سبقنا كثيراً .. لا أفهم لما كل هذه السرعة المتهورة أيريد قتل نفسه وقتلها ؟"


إلفتت بقوة إلى سارة عندما أتت كلماتها تلك في الوقت المناسب غير عارفة بأنها قد أنقذتني من سجن نظراته .. كانت سارة قلقة جداً وغاضبة في نفس الوقت .. ربما غاضبة من والدي لسرعته المجنونة تلك عندما جر حسناء بطريقة لم نستوعبها لحظتها أبداً إلى سيارته وإنطلق بها تاركاً إيانا لوحدنا أنا وسارة لكي يوصلنا رشيد .. أو ربما هي غاضبة من حسناء بنفسها .. فكما دهشت عندما أخبرتني سارة بأنها متاكدة من أن والدي وجد حسناء مع دانييل فقد رأتهما من شرفة البيت وقبل أن تستطيع فعل أيّ شيء كان أبي قد أنهى الأمر وجر حسناء معه خارجاً بها من البيت راحلين بطريقة غريبة لم يفهمها الحضور والذي لحسن الحظ لم يلاحظوا ما حصل في الحديقة.


شعرت بالواجب علي طمئنتها لكنني لم أستطع .. بصراحة والسبب أنني أبداً لست خبيرة في إيجاد الكلمات الطبية التي تريح شخصاً عزيزاً عليّ .. أعرف نفسي لم أتعلم من الحياة سوى الكلمات القاسية الحادة التي تجعل الجميع يُبقي مسافة كبيرة بيني وبينهم حتى أكون بذلك قد بنيت حصناً حولي يحميني من كل سوء .. إلتزمت الصمت وأنا أشعر بالقلق أيضاً على سارة وحسناء ووالدي أيضاً كما كنت أشعر بقلق قوي جدًا من ما سمعته قبل قليل عن الحوار الذي دار بين رشيد وجاد.


وجهت سارة حديثها هذه المرة إلى رشيد وهي تقول له :



" لو سمحت رشيد أسرع أنتَ قليلاً أيضًا ربما نلحق بهم."


اومأ لها بالموافقة .. فإستغربت أنا ثانية لتعامله المغاير جدًا مع أفراد البيت كلهم بغيري أنا .. يعاملهم بإحترام شديد وهدوء وكأنه يعيش بشخصيتين مزدوجتين .. لكن بالتأكيد معاملتي الأولى له هي السبب في جعله يظهر لي شخصيته الثانية والتي أظن بأنها هي شخصيته الحقيقية .. إذا يا رشيد لست أنا فقط من إحترف الإختباء وراء الأقنعة المزيفة أنتَ أيضًا إحترفت هذا.

زادت سرعته ولكن أبداً ليست بشكل متهور لإدراك رشيد التام بالمسؤولية التي على رقبته الآن وهي أنا وسارة .. لم تمر دقائق قليلة من السياقة لكي يشير بعدها لسارة بسبابته من خلال الزجاج الأمامي لسيارة وهو يقول:

" آنسة سارة .. سيارة والدك متوقفة هناك على جانب الطريق .. إطمئني فيبدو بأنهم بخير."


إستقامت سارة بسرعة تحاول أن تنظر إلى حيث أشار رشيد .. كنت من مكاني أنظر بصمت إلى السيارة الرياضية السوداء التي كانت متوقفة على جانب الطريق .. وقبل أن يقترب رشيد بالسيارة منهما عاد والدي لسياقة سيارته من جديد بطريقة عادية .. سمعت سارة تتنفس الصعداء بينما رشيد تابع السياقة بصمت .. صمت شاركناه جميعاً حتى وصلنا إلى البيت وقد كان والدنا كما المتوقع قد سبقنا ودخل هو وحسناء البيت قبلنا بدقائق معدودة .. خرجت بسرعة من السيارة أتبع سارة التي كانت تركض لداخل البيت ..

هل لأنني خفت أن تتركني وحيدة معه أم لأنني أردت أن أرى ما سيحصل في الداخل ؟؟ ربما الإثنين معا.


إعتليت الدرج مع سارة عندما لم يكن هناك دليل لوجود أحد من عثمان أو حسناء بالطابق الأسفل .. بقيت في الخلف ولم أستطع الإقتراب أكثر من سارة وهي تقف وراء باب حسناء الذي كان مقفلاً من الداخل .. طرقتْ الباب لمرتين بهدوء وعندما لم تسمع أيّ صوت بدأ القلق يعصف بها أكثر فبدأت طرقاتها تتحول من الهدوء واللطف إلى القوة .. لكي تهتف بصوت عال قائلة :


" حسناء إفتحي لي الباب."


فُتح الباب لكنه لم يكن باب غرفة حسناء التي لم تجب نداءات سارة أبداً .. بل باب غرفة والدي من فُتح بحدة لكي يخرج من غرفته ويقف عند بابها ينظر إلينا بملامح واجمة .. تبادلنا النظرات معه لكي يقول لنا أخيراً بنبرة آمرة تجرأ لأول مرة على توجيهها لي أنا أيضاً :


" أتركوها وشأنها .. إنها بخير فقط دعاها تدرك مدى فظاعة خطئها."

فاجئني بعودته لغرفة نومه وهو يقفل الباب ورائه بحدة لمرة أخرى .. لم أشعر بأنني في حاجة للغضب مما فعل فقد شعرت بتفاهة غضبي عندئذ .. فيبدو بأنه معذور .. راقبت بشفقة سارة وهي تجلس على الأرض بإنهاك .. كنت على وشك أن أتركها وأدخل إلى غرفتي فما باليد حيلة مع أنني وددت لو بيدي شيء أفعله لكي أخفف عنها لكنني لم أستطع حتى التحدث إليها ..

لكن قبل أن أفتح باب غرفتي عدت أدراجي نادمة على تجاهلي لألامها وإقتربت منها وقد شعرت بأنني أنا الأخرى متعكرة المزاج بسبب ما حدث مع إنه لم يكن يهمني يوماً ما يحدث مع عائلة عثمان .. جثيت على ركبتي لكي أسئلها :


" ذلك الشاب دانييل هو نفسه من رأيتها معه سابقاً تركب سيارته."


أومأت لي سارة بحزن لكي تنظر إليّ وتجيب :

" لقد حذرتها وطلبت منها نسيانه وهي الأخرى أعطتني وعدًا بأنها لن تقابله من جديد .. لكنها خذلتني كما صدمت والدنا."

أخفضت عينيها بألم لكي تردف قائلة بحزن وكأنها تقر بحقيقة لا تريدها :


" أنا متأكدة بأنه أشعرها بشيء مختلف حتى تخلف بوعدها لنا وتضرب بكل القواعد عرض الحائط ."


مددت يدي لكي أربت على ذراعها وانا أُقر في نفسي برقة سارة الشديدة لقد تأثرت بما حدث وكأنها هي من كانت في مكان حسناء لا أختنا الصغيرة .. قلت لها محاولة التخفيف عنها :

" لا تحزني .. حسناء ستنسى الأمر .. تعرفين بأنها مازالت مراهقة لابد بأنه فقط الإعجاب بشاب وسيم قوي ومن ثقافة أخرى .. ستنساه بسرعة."


حركت سارة رأسها بالنفي معارضة كلماتي لكي تقول بنبرة تعيسة :


" لا أسيل .. لا أظنه إعجاب ما يحصل معها .. فتاة مثل حسناء نعرف كلنا بأنها منطوية جداً على نفسها ولا تقترب بسهولة أبدًا من أي أحد وخصوصاً من شخص أجنبي عنها وعن كل ما يتعلق بأصولها وديانتها .. لابد وأنه أشعرها بأكثر من مشاعر الإعجاب .. أنا خائفة .. خائفة من أن تكون حسناء تحمل لدانييل مشاعر الحب."


توقفت عن الكلام بينما أنا كنت قد لمست إهتزاز في كلماتها الأخيرة لكي تردف وهي تبعد وجهها عني :


" ستتألم .. لأنه حب محرم مصيره الموت قبلا أن يحيى .. ستتألم كثيرًا وأنا أعرف مدى هذا الألم وهي صغيرة لاتستحق كل هذا الألم."


"تتكلمين وكأنكِ جربت هذا الألم سارة ؟"


نظرت إليها بإستغراب زاد أكثر عندما نظرت إليّ بإرتباك نظرات عرفت بأنها تلوم نفسها على زلة لسانها .. وكما توقعت لم تجيبني إذ تهربت من الأمر عندما مسحت عينيها الدامعتين بسرعة لكي تنهض وقد عادت إليها قوتها وتحكمها في مشاعرها .. وقفت أنا الأخرى على قدمي بينما هي يتقول لي بعملية :


" لا يجب أن أجربها حتى أعرفها أسيل .. الجميع يعرف بأن من لا تستطيع أن تكون مع من تحبه لهو أمر مؤلم لها وخصوصًا بالنسبة لفتاة رقيقة هشة مثل حسناء."


لم أصدق ولا كلمة مما قالته لكنني لم أريد أن أزعجها بذلك بفضولي إن هي لم تريد إخباري من تلقاء نفسها وقد عذرتها فمن أنا لكي تخبرني عن حياتها الخاصة ؟؟ إستدرت ناحية غرفتي وأنا أودعها قائلة :


" تصبحين على خير .. أنا متعبة وسأذهب للنوم."


"تصبحين على خير."


على كلماتها الأخيرة تلك دخلت غرفتي وأغلقت الباب ورائي .. لكي أتكأ على الباب وأنا أزفر الهواء بحنق شديد .. "ماهذه الليلة الفظيعة ؟؟" وأكملت وأنا أنزع حذائيّ وأرميهما بعشوائية في أنحاء غرفتي :


" إبتداءاً من نظرات جاد الوقحة إلى ذلك الحوار المريب المخيف لكي ينتهي الأمر بفضيحة الحفل حسناء ودانييل والآن حتى سارة يبدو بأن لديها ما تخفيه .. لستُ غبية لكي لا أفهم بأنها كانت تتكلم أيضًا قبل قليل عن نفسها .. أتحب أحداً ما ؟؟ أهو الأخر حب محرم ؟؟"


إقتربت من نافذة غرفتي وبدأت أحدق في ذلك البيت الذي كان في الحديقة .. لكي تعود أفكاري تحوم حوله .. مالذي يخفيه أكاد أموت لكي أعرف ؟؟ ربما يكون رجلاً خطيراً فكل ما سمعته لا ينبأ بخير .. ربما عليّ أن أخبر والدي عن ما سمعته ؟؟ لكن حتى والدي علاقته مع رشيد غريبة جداً ؟؟ أبداً ليست علاقة سيد بيت بسائقه .. عند تلك الفكرة فركت جبيني بإرهاق واضح من كل تلك الأفكار والأسلئة التي كانت تضج برأسي بطريقة فوضوية ..


كنت على وشك أن أستدير لكي أرحل من أمام النافذة لكي أتراجع عن ذلك وأنا أقطب جبيني وأضم حاجبي لبعض بدهشة وإستغراب كبيرين وأنا أرى رشيد يخرج من بيته في تلك الساعة .. تتبعته عيناي وهو يمشي في ذلك الظلام لا تنيره سوى تلك الأضواء الخافتة الأنيقة بتصميمها وإضائتها والتي كانت مثبتة على الأرض على طول ممر الحديقة .. إختفى عن عيناي .. فإبتعدت بسرعة عن نافذتي وخرجت بهدوء من غرفتي أتوجه إلى النافذة الضخمة الأخرى التي توجد في ممر الطابق الثاني والتي تطل على الواجهة الرئيسية للبيت .. رأيته يفتح البوابة ذات القضبان الحديدة لكي يخرج منها ويقفلها ورائه .. كان يمشي بخطى سريعة قوية في الشارع .. بقيت أحدق إليه حتى إخفتى عن نظري .. فإستندت عندها بجبيني على زجاج النافذة البارد وأنا أدرك بأنني فعلاً لم أعد أفهم شيئاً.

.......

أفتح عيناي وأعيد إغلاقهما هذا كان عملي طيلة الليل .. أحاول النوم ولكنني لا أستطيع .. أرق تملكني وحكم عليّ بأن أظل طيلة ساعات الليل الطويلة أتقلب على سريري الناعم المريح والذي أصبح في تلك الليلة وكأنه سرير من الاشواك .. تضج الأفكار في رأسي يرافقها ذلك الصوت المزعج للساعة التي كانت على المنضدة الصغيرة بجانب سريري .. ذلك الصوت الرتيب الذي تحالف مع أفكاري لسلبي راحتي بسبب ما يحصل في هذا البيت الكبير .. الكل لديه أوجه ثانية كل ما يحرصون عليه هو إخفاء تلك الوجوه عن بعضهم البعض .. وأنا لا أتجزأ منهم أبداً .. متى ستسقط هذه الأقنعة المزيفة التي نخفي بها حقيقتنا وتظهر وجوهنا الحقيقة على العلن.


فتحت مرة أخرى جفناي بتعب ونظرت إلى الساعة ثانية .. إنها الرابعة والنصف صباحاً .. عدت لكي أغلق جفناي مع أنني أعلم بأن النوم قد غادرني بلا عودة لتلك الليلة .. لكنني لم ايأس من المحاولة .. لكي أعاود فتحهما مرة أخرى ببطئ ثم أستيقم جالسة على سريري أصيغ السمع .. هل يتهيأ لي ؟؟ أسمع حركة في الخارج .. ربما المنطق لا يصدق بأنني أستطيع أن أسمع من مكاني صوت شخص يدخل المنزل فقط على قدميه وليس بسيارة .. لكنني ربما أكون محقة فلساعات وأنا أستمع فقط إلى الصمت الذي كان سيد المنزل حتى تعودت عليه وحفظته ربما أي حركة الآن كفيلة بأن أعرف بأنها دخيلة على ذلك الصمت المحيط بالمنزل ..


إقتربت من النافذة وأنا أتجاهل ألام ظهري من تعبي الشديد الذي كنت أشعر به والذي لم يساعدني أبداً أن أغط بنوم عميق .. إنه هو .. لقد عاد .. أضواء البيت الصغير مشعلة الآن .. ذلك الحوار لا أستطيع نسيانه أبدًا .. إنه يخفي شيئاً عنا .. والدليل جاد رجل الأعمال المهم يخاف من سائق .. صوت جاد المرتعب والمتوسل وهو يطالبه بأن يدعه يعيش حياته لا أستطيع نسيانه أبداً .. ما هذا كله ؟؟ من هو رشيد ؟؟ شعرتُ بأنني على وشك الصراخ بذلك السؤال بأعلى صوتي حتى تسمع المدينة كلها ما يكاد يحطم خلايا عقلي من التفكير به ..


أمسكتُ بكنزة صوفية مفتوحة وإرتديتها فوق بيجامة نومي الرقيقة .. نزلت الدرج بهدوء حتى لا أوقظ من يغطون في النوم .. دخلت المطبخ وأشعلت أضوائه .. فتحت الثلاجة وأنا أسترق النظر بين كل فينة وأخرى إلى ذلك البيت .. ماتزال أضوائه مشعلة فكرت بذلك وأنا أشرب كأس ماء بارد في رشفة واحدة لكي يعود إليّ التوتر من جديد وأنا أفكر في كل تلك الأمور التي إختلطت عليّ ..

ما معنى أن يخرج ليلاً على أقدامه ولا يعود حتى الرابعة والنصف صباحاً ؟؟ ربما يكون رجلاً خطيراً ربما علي إخبار عثمان بما يحصل في بيته .. لكن أمعقول بأن والدي لا يعلم بما يفعله .. لالا غير ممكن مأكد والدي لايعلم وإلا لما أكد جاد لرشيد بأنه لن يفتح فمه أمام والدي عن كل ما يخص ماضي رشيد ..

ضممت تلك الكنزة الصوفية إليّ بقوة وأنا أفتح باب المطبخ .. وقفت على الشرفة الواسعة في ذلك الجو البارد والظلمة الحالكة أنظر أمامي إلى ذلك البيت .. لم أجرأ طبعاً على الإقتراب منه كما أنني لم أعرف لما خرجت لكي أقف في مكاني وكأنني أتمنى أن يكون الحظ معي مرة أخرى وأكتشف شيئاً عنه صدفة مثل ما حصل قبل ساعات عندما شاء القدر أن أكون حاضرة على تلك المحادثة السرية .. شعرت بأن كنزتي لم تعد تحميني ضد البارد القارص .. ففكرت بأنه عليّ دخول البيت وقبل أن أفعل أبعدت عيني عن بيته لكي أمررها بتلقائية على ممر الحديقة التي كانت تضيئه تلك الأضواء التي لا تطفأ أبداً بالليل ..


ضممت حاجبي لبعضهما وأنا أرى تلك البقع الغامقة اللون .. لم أستطع كبح فضولي لذلك نزلت الدرجات الثلاثة بخفة وسرعة لكي أقترب من تلك البقع وأجثو على ركبتي حتى توضحت لي طبيعة تلك البقع ولونها الأحمر القاني .. ما تزال طرية .. لم يمر وقت طويل عليها .. إستقمت على الأرض غير مصدقة عيناي وأنا أنظر إلى بيته الذي أصبح قريباً مني .. رغبة مجنونة وجريئة جعلتني أتتبع تلك البقع حتى باب بيته .. تلاحقت أنفاسي وأنا أمد يدي بحذر شديد إلى باب بيته الذي فوجئت بأنه لم يكن مقفلاً ..


دفعته لكي يفتح بصمت .. صمت تصدره فقط طنين دقات قلبي وأنفاسي التي أصبحت فجأة متسارعة .. إزدادت بقع الدم وضوحاً عند عتبة الباب .. كتمت أنفاسي بقوة خوفاً منه وعليه .. ذلك الخوف منه الذي كان يأنبني بشدة لإقترابي منه ويطالبني بالعودة من حيث أتيت إلى داخل المنزل الذي يبدو أكثر أمناً من بيت شخص مجهول حقيقته .. وخوف عليه يكاد يقتلني في مكاني من إحتمالية أن يكون هذا دمه .. وفي الأخير إنتصر الخوف .. الخوف عليه .. لكي أخطو بقدمي عتبة الباب متجاهلة السبب وراء عدم إذعاني لصوت المنطق بدل إذعاني لصوت قلبي .. متجاهلة البحث عن إستفسار لذلك الخوف الشديد عليه وهو الذي أذاني بشكل كبير.


خطوت داخل البيت الذي كانت حقيقته أنه بيت صغير لكنه يظهر للعيان أكبر بكثير بسبب قلة الأثاث فيه والمساحة الحرة المتروكة فيه .. توقفت في وسط البيت .. الذي كان عبارة عن مساحة مكشوفة على بعضها .. أرائك جلدية صغيرة وتلفاز مثبت على الجدار شككت في الحال بأنه يحتاج تلك الجلسة الطبيعية التي يحتاجها كل شخص يعيش حياته بطبيعية .. شخص مثله سيكون مشغولاً طيلة الوقت بإخفاء ما لديه من أسرار أكثر من أن يمضي وقته بمشاهدة التلفاز .. نظرت من حولي مطبخ صغير مفتوح على الصالة وسرير مزدوج قرب نوافذ البيت الصغير بشراشف غامقة تدل على أن الذوق الذكوري هو الذي يحتل ذلك البيت الصغير بكل حذافيره .. مع أن البيت يظهر وكأنه لا يستخدم كثيرًا مرتب وكأنه خارج لتوه من صورة في مجلة .. لا يبدو هناك أثر لأحد في البيت .. نظرت إلى الدرج اللولبي الصغير الذي كان يؤدي إلى الطابق الثاني لذلك البيت الصغير .. عدت بنظري بإستغراب إلى سريره الذي كان على مرمى عيني ..


وفكرت إلى أين يؤدي ذلك الدرج ؟ فسريره هنا ما الذي يا ترى لديه فوق بل الأهم الآن أسيل هل هو هناك ؟؟ .. عدت أتجول في المكان بأعيني وفي نفس الوقت لا أصدق بأنني أقف هناك في قلب بيته .. كنت أهرب بعيني في كل مرة عن تلك البقع التي سكنت أرضية البيت أيضاً كلما إصطدم نظري بها .. لم يكن هناك أثر له فكلمني صوت المنطق يطالبني بأن أركض إلى بيتي .. يكفي تهوراً حتى الآن .. ومن الأفضل بأن أوقظ عثمان لكي يشرح لي كل ما يحصل هنا .. إزدرت ريقي وأنا أقترب أكثر من طاولة صغيرة أنيقة كانت بين المطبخ والمجلس الصغير .. وأنا أقر بأن الأمر فعلاً لايمكن الصمت عليه .. حدقت بصدمة في ذلك الشيء الذي لاحظته لتوي على تلك الطاولة .. كلمت نفسي بذهول :


" مخطئة جداً أسيل عندما فكرت قبل قليل بأن البيت لا يدل عن أن أحداً يسكنه .. لا بل إنه يدل عن وجود صاحبه بكل تأكيد .. توقفت عند الطاولة أنظر إلى المسدس الفضي بعدم تصديق وأنا أحارب رغبة لمسه ..


"ما الذي تفعلينه هنا ؟"



التعديل الأخير تم بواسطة gege gemy ; 26-03-12 الساعة 11:33 PM
gege gemy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-03-12, 11:15 PM   #2259

lovetoday

? العضوٌ??? » 173754
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 222
?  نُقآطِيْ » lovetoday has a reputation beyond reputelovetoday has a reputation beyond reputelovetoday has a reputation beyond reputelovetoday has a reputation beyond reputelovetoday has a reputation beyond reputelovetoday has a reputation beyond reputelovetoday has a reputation beyond reputelovetoday has a reputation beyond reputelovetoday has a reputation beyond reputelovetoday has a reputation beyond reputelovetoday has a reputation beyond repute
افتراضي

مننننننننننننن فضلككككككككك انزلييييييييه

lovetoday غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-03-12, 11:17 PM   #2260

gege gemy

نجم روايتي وقاصة في قصص من وحي الأعضاء وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية gege gemy

? العضوٌ??? » 162015
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,505
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » gege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond repute
¬» قناتك max
افتراضي

شهقت بقوة وأهتز جسدي مرافقاً لتلك الشهقة بسبب الصوت الذي هدر من ورائي .. وقبل أن أستدير إليه أو أقوم بأيّ ردة فعل ثانية .. وجدت نفسي أثبت على الحائط وظهري يلتصق به بحركة قوية سريعة منه .. نظرت إلى عينيه بخوف إجتاحني مضاعفاً عما كان بي .. لكي تتجمد هذه المرة عيناي خوفاً ونظراته الغاضبة الحانقة تحدق إليّ .. عيناه كانتا مخيفتان جداً بل ملامحه كلها كانت مرعبة لحظتها .. غضب لم أراه يوماً فيه .. شعرت بأنه يتمنى خنقي بكلتا يديه لحظتها .. أغضمت عيني بألم عندما أحسست بضغط أصابعه التي تقبض على ذراعي تزداد قوة .. حتى أنني ضغطت على أسناني بقوة حتى أستطيع تحمل ألام قبضته تلك ..

شعرت بعد ثواني معدودة بأن أصابعه ترتخي بصورة ملحوظة عن ذراعي .. ففتحت عيني أستكشف ما الذي حصل لغضبه فجأة .. لكي افاجأ أنا بعينيه مغلقتان تعبيراً عن الألم الذي كان يشعر به لحظتها وتنفسه غير الطبيعي وكأنه ينهك قواه بحاجته لإستنشاق الهواء وفي نفس الوقت كنت أسمع صوتاً رتبياً مزعجاً يضرب أرضية الغرفة بطريقة بطيئة .. نظرت تلقائياً إلى الأسفل لكي أرى بأنها قطرات دماء وصوت نزولها للأرض ذاك هو من كان يتخلل الصمت المميت الذي يسيطر على الأجواء .. تبعت مصدر تلك القطرات بعيني لكي أجدها تنزل من تحت أكمام سترته السوداء لكي تتدحرج على كفه ثم أصابعه وتنزل بعدها إلى الأرض بتلك الطريقة .. رفعت عيني إليه برعب لكي أجده قد فتح عينيه وهو الأخر يحدق إليّ ..


نسيت كل خوفي منه وأصبح خوفي عليه أقوى من جديد وأنا أوجه نظراتي إلى ذراعه التي كانت مصابة وقد عرفت مصدر إصابته من خلال تلك البقعة الكبيرة التي كانت تظهر غامقة على سترته السوداء المبطنة وثقب كان قطره صغيراً بها ..


"أنتَ مصاب"


نظرت إليه بهلع لكي يرخي قبضته كلياً عن ذراعي ويحررها .. إبتعد بعدها عني قليلاً مفسحاً لي المجال لكي أستوعب الأمر .. راقبت حركاته البطيئة .. إنه مصاب ولكن ذلك لم ينقص شيئاً من قوته مع أنني أعلم تمام العلم بأنه يتألم .. شعرت بالحزن لذلك .. لكي أقطب جبيني بعدها وأنا أراه يحاول نزع سترته عنه .. لكنه لم يفلح بنزع الجزء الذي يتعلق بذراعه المصاب .. إقتربت منه وبتردد قلت له :


"دعني أساعدك ؟"


نظر إليّ تلك النظرات التي لم ترق لي أبداً .. لكنه مع ذلك لم يتكلم ولم يجبني لا بالرفض ولا بالموافقة .. لذلك حسمت الأمر أنا عندما تقدمت منه أكثر حتى أصبحت بجانبه تماماً فحاولت بحذر شديد أن أنزع سترته عنه .. عندما نزعت سترته عنه شهقت بقوة وأنا أفلت السترة من يدي لكي تسقط على الأرض وتصدر صوتاً قصيرًا .. وضعت يدي على فمي وأنا أنظر إلى قميصه الأبيض والذي أصبح كمه تقريبا كله أحمر اللون ..


تكلم بلهجة ساخرة عندما رأى ردة فعلي تلك :


" ليس أكثر من جرح سطحي."


"سطحي."


رددت ذلك وأنا أبعد يدي عن فمي لكي أردف قائلة بعدم تصديق :


" لقد أطلقوا عليكَ النار."


إبتعد من أمامي لكي يتوجه إلى سريره وجلس على طرفه وهو يفتح أزرار قميصه .. فقلت له وأنا أحدق إليه غير مستوعبة لما يحدث ولا لعدم مبالاته لتلك الحال التي كان فيها :


" عليكَ الذهاب إلى المستشفى فأنتَ تنزف ."


"هلا أتيتِ لي بعلبة الإسعافات الأولية التي توجد في الحمام ؟"


فتحتُ فمي ذهولاً لتجاهله المتعمد ذاك لكلامي .. علمت بأنه لن يستمع إليّ وهذا ما إستغربت له أكثر لكنني لم أستطع فعل شيء غير أن أنفذ طلبه لذلك توجهت إلى باب الحمام الذي كان مفتوحاً ويبدو بأنه كان فيه قبل قليل عندما كنت أنا أحدق في ذلك المسدس بحيث لم أنبته لوجوده خلفي ..


دخلت إلى ذلك الحمام وبحثت في جميع أدراجه عن الإسعافات الأولية .. لكي أجدها أخيراً .. حجم تلك العلبة كان أكبر من التي لدينا في البيت وكأنه متوقع لحوادث مثل هذه .. لكن مهما كانت ما تزخر به تلك العلبة من مساعدات إلا أنها بقيت في نظري وأنا أحملها إليه بين يدي غير كافية أبداً لذلك الجرح الذي كان ينزف بشكل مرعب .. وضعت العلبة بجانبه على طرف السرير ثم فتحتها له ..


"أمسكي بالمقص"


تعبير عدم الفهم ظهر على وجهي وأنا أنظر إليه غير قادرة على إستيعاب كلماته .. ففقد صبره لبطئ فهمي لكلامه لكي يوضح بحدة :


" أريدك أن تقصي كم القميص وليس أنا."


اومأت له بسرعة وقد إنتبهت إلى أنني بدأت أتصرف كالبلهاء .. ومن لا يتصرف هكذا ؟ وهو يرى أحداً مصاباً برصاصة أمامه يتصرف بكل هذا الهدوء والامبالاة .. حتى في الخيال ما كنت لأتوقع نفسي يوماً سأقع في موقف كهذا .. قلت ذلك في نفسي وأنا أمسك بالمقص وبدأت أقص بحذر لم أقم به يوماً كما الآن .. كنت أشعر بشعور مقزز وأنا أمسك بذلك القميص الرطب من الدماء .. إنحرف المقص عن مساره عندما وصلت إلى حيث إخترقت الرصاصة ذراعه .. فرفعت نظري إليه لكي أراه ينظر إليّ بترقب .. عدت للتركيز على قصي كم قمصيه وهذه المرة بحذر أكبر ومحاولة أكبر للسيطرة على نفسي .. عضضت على شفتي بقوة وأنا أرى تلك الرصاصة مازالت مستقرة في ذراعه .. قلت له بنبرة متوسلة نبرة غريبة عني :

" أرجوكَ رشيد عليكَ الذهاب إلى المشفى .. فمازلت أرى الرصاصة محشورة في لحمكَ."

تكلم بهدوء عكسي أنا :


" إنها سطحية .. تستطعين إخراجها أسيل."

"ماذا ؟"


صحت بذلك غير مصدقة .. لكي يتكلم رشيد من بين أسنانه يقول لي :


" ألستِ أنتِ من عرضتِ المساعدة ؟ .. في الأصل لم يكن عليكِ التطفل عليّ في هذا الوقت المتأخر من الليل .. إحمدي الله أنني تحكمت في أعصابي وإلا لكنت قد أخرجت كل ألمي فيكِ لوجودكِ في بيتي بدون إذن"


أخفضت عيني غير قادرة على إجابته وكالعادة كان قد أشعرني بتفاهتي وضئالتي أمامه .. ولكن بماذا كان علي أن أجيبه ؟؟ بأنني تجسست عليه في بيت ويليام لذلك لم أنم الليل كله وخرجت في الظلمة إلى الحديقة من دون أن أعرف لما ؟ .. أم أقول له عفواً رشيد دخلت بيتك بدون إذن لأنني كدت أموت خوفاً عليك عندما رأيت تلك الدماء على ممر الحديقة ..


مستحيل ولا واحدة فيهم أستطيع الإعتراف بها .. عذر أسوء من الأخر يكفي بأنني لا أجد حتى الآن تفسيراً مقنعاً لنفسي عن سبب تلك المشاعر الدخيلة التي تجتاحني بوجوده ..


إلتقطت ملقطاً صغيراً كان في تلك العلبة وقابلت عينيه بنظرات تحد أعرب فيها له بأنني قادرة على فعلها كما يريد .. قادرة على الإيفاء بوعدي بمساعدته .. كتمت أنفاسي وأنا أمسك بذراعه .. قربت الملقط من جرحه .. شعرت بجفاف كبير في شفتي فمططتهما بتلقائية .. وحال أن لامس الملقط ذلك الجرح .. تراجعت بسرعة وأنا أشعر بعدم القدرة على الإستمرار .. نظرت إليه بعينين ضعيفتين آسفتين .. وأنا أحرك رأسي يميناً ويسارًا أتمتم بنبرة مرتعشة :


" آسفة .. لا أستطيع فعلها رشيد .. لست قوية كفاية لكي أفعلها كما تظن .. إني حتى أكره رؤية الدماء."


"لا بأس أسيل .. لابأس."


قالها بلطف مهدئاً إيايّ وهو يمسك بيدي لكي ينزع عنها الملقط .. نظرت إلى عينيه مباشرة فرأيت رقة فيهما رقة غريبة عن ملامحه القاسية .. أردف قائلاً :


" هل يمكنكِ أن تسدي لي خدمة ثانية ؟"


اومأت له برأسي بصمت .. لكي يكمل بعدها :


" لو تقومين بمسح تلك الدماء من على الأرض .. لا أريد أن يعرف أحداً بالأمر."


"حسناً."


قلتها وأنا أنهض من على السرير لكي أقف على قدمي .. خطوت بخطوات سريعة جداً إلى الباب حتى لا أراه وهو يزيل تلك الرصاصة من لحمه .. وقفت خلف الباب وأنا أغلق جفناي بقوة وكأنني أنا من شعرت بذلك الألم عندما سمعت شهقة ألم صغيرة لكن قوية صدرت عنه لم يستطع كبحها .. فتحت عيناي عندما عم الهدوء من جديد ونظرت إلى بيتنا .. كان هادئاً صامتاً أصحابه جميعاً نيام إلا أنا وهو ..


دخلت إلى المطبخ بهدوء حريصة على ألا أصدر أيّ صوت يوقظ من في البيت .. ذهبت إلى أدراج كانت مخصصة لمساحيق وأدوات التنظيف .. أخذت أقوى مفعول لسائل تنظيف لدينا في البيت وخرجت من المطبخ .. كنتُ شاكرة لأضواء الحديقة لأنها كانت تنير لي طريقي على تلك البقع الحمراء التي بدأت تتيبس على الممر.. كنت أضع عليها المسحوق وأنظر إليها كيف كان يذيبها لكي أمرر عليها قطعة القماش التي كانت بيدي مرة واحدة فتتلاشى تلك البقع وكأنها لم تكن .. زفرت الهواء بقوة وأنا أنظر إلى ما أفعله .. لكي تنهال الأسلئة عليّ بلا رحمة ..


لما تتصرفين بطريقة غير منطقية أسيل ؟ أليس أول ما كان عليك فعله هو أن توقظي أهل هذا البيت لكي يعرفوا بأنهم ليسوا بأمان كما يظنون ؟؟ ثم أنكِ حتى لم تنظفي شيئاً يوماً ما والآن تنظفين دمائه وكأنك تشتركين معه في أفعاله الغامضة هذه بتستركِ عليها .. تنظفين دماء الرجل الذي صفعكِ وعاملكِ بوحشية وجرح كرامتكِ جرحاً عميقاً ؟؟


عند ذلك السؤال رميتُ ذلك القماش من يديّ على الأرض ووضعت بحدة ذلك المنظف السائل هو الأخر على الأرض .. لكي أتجه بخطوات واثقة إلى بيته ثانية وبدون أن أطرق الباب دخلت ..

توقفت فجأة عندما وجدته قد أتم للتو خياطة جرحه بنفسه .. وقد قص قميصه كله فبقي عاري الصدر فبان جرح صدره هو الأخر بوضوح .. يا لذلك الجرح .. أثاره كبيرة ومخيفة .. مالذي مر على رشيد في الماضي وما الذي يحصل معه الآن ؟

نظرت إلى وجهه بصمت عندما رفع إليّ نظراته فتلاشت كل قوتي التي تسلحت بها قبل قليل لمواجهته وذلك لرؤيتي تعباً كبيراًعلى وجهه .. حتى أنني رأيت من مكاني بعض قطرات العرق على جبينه .. ذلك الجرح السطحي كما سماه .. معالجته أنهكته .. أشاح ببصره عني .. فإقتربت منه وجلست على السرير ثانية بجانبه ..

أمسكت بالضمادة التي كان ينوي تضميد بها جرحه .. قسوت على نفسي حتى أنظر إلى ذلك الجرح الذي أخاطه بنفسه .. كيف يكون قوياً لهذه الدرجة ؟ .. لقد فعلها حتى بدون مسكن .. كززت على أسناني وأنا أضمد جرحه ذاك بينما كنت أسمع أنفاسه المضطربة تصل إلى أذني بقوة .. غطيت ذلك الجرح وواصلت تضميدي له بينما بدأت أشعر في نفس الوقت بالإرتباك لقربه الشديد مني ..
وكان غباءاً مني عندما رفعت عيني إليه .. فقد تلاقتا بقوة عيناه وعيناي اللتان لم يكن يفصل بينهما سوى القليل .. هربت بسرعة بعيني إلى جرحه ثانية .. شعرت بأنفاسي تتوتر لذلك حاولت أن أبعد تفكيري عنه وأنا أقول بصوت مبحوح :

" ألن تخبرني بما حصل ؟"


"أتتوقعين أن أخبرك ِ؟"


سؤال بسؤال .. وثقة كبيرة في لهجة صوته التي تكلم بها .. أجبته أنا الأخرى بهدوء مستفز وأنا أثبت الضمادة في نفس الوقت :


" ربما إن أخبرتني قد تقنعني بألا أصعد إلى والدي الآن وأوقظه من نومه حتى أخبره بكل ما حصل الآن."


طال الصمت وما من مجيب على كلماتي .. فرفعت رأسي إليه لكي أرى ردة فعله .. ويا ليتني ما فعلت فإبتسامة عوجاء إرتسمت على فمه هازءاً من كلامي .. ردة فعله تلك أشعرتني بالإحباط الشديد كما إستفزتني للغاية .. لذلك صحت بغيظ فيه :


" هل تجد بأن الأمر مضحك ؟"


"بالعكس."


قالها لكي يردف وتلك الإبتسامة تزداد إتساعاً بإستمتاع على ملامح وجهه المتعبة بوضوح :


" بل أجد الأمر يثير سخريتي."


إبتعدت عنه بقوة وفي لحظة كنت قد وقفت على قدمي بعينان يتطاير شرر الغضب منهما .. لكن في نفس تلك اللحظة الغاضبة مد يده القوية إليّ وأمسك بمعصمي يجرني إليه حتى أعود جالسة بقوة بجانبه حيث كنت قبل قليل .. أمسكَ بذراعي وقربني إليه بحدة وقد إختفت إبتسامته الساخرة التي كانت مرسومة على وجهه قبل قليل لكي تحل محلها الجدية التامة والقوة التي لا تفارقه .. همس كفحيح الأفعى بالقرب من وجهي وقد شعرت بأن كلماته كانت كسوط حاد ينهال على جلد وجهي :


" إسمعي يا فتاة .. أياكِ وأن تقومي بتهديدي .. ستعتبرين ما حصل هذه الليلة كلها لم يحصل في حياتكِ .. بمجرد أن يطلع الضوء ستمحين هذه الليلة من عقلكِ .. أنا متأكد بأنكِ ستفعلين."


قبل أن أقول أيّ شيء حاد كنت أنوي قذفه به وقد تصاعد غضبي حتى كاد أن ينفجر بي جعلني أبتلع غضبى ذاك لكي أفتح فمي ذهولاً عندما أرخى أصابعه قليلاً عن ذراعي بدون أن يحرره وقد لون الإنتصار عينيه السوداوتين وهو يقول في آن واحد :


" لو كنتِ تريدين إخبار أحد أسيل .. لفعلتِ ذلك قبل ساعات طويلة .. حال أن سمعتِ الحديث الذي دار بيني وبين جاد."

.....................

يــــتبع



التعديل الأخير تم بواسطة small baby ; 27-03-12 الساعة 12:12 AM
gege gemy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مذكرات مغتربات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:50 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.