آخر 10 مشاركات
عاطفة من ذهب (123) للكاتبة: Helen Bianchin (الجزء الأول من سلسلة عواطف متقلبة) كاملة (الكاتـب : salmanlina - )           »          482-خفقات مجنونة -ميشيل ريد (كتابة /كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          إشاعة حب (122) للكاتبة: Michelle Reid (كاملة) (الكاتـب : بحر الندى - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          غريق.. بين أحضانك (108) للكاتبة: Red Garnier *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          العروس المنسية (16) للكاتبة: Michelle Reid *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          وَ بِكَ أَتَهَجَأْ .. أَبْجَدِيَتيِ * مميزة * (الكاتـب : حلمْ يُعآنقْ السمَآء - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-06-12, 08:43 PM   #4161

mis moon

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية mis moon

? العضوٌ??? » 215104
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,090
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » mis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 13 والزوار 0)
‏mis moon, ‏canad, ‏يافا, ‏maroska+, ‏بحر الكلمات, ‏~*~رانـــيـــة~*~, ‏Alia 74, ‏sara8639, ‏sara13, ‏mona hamuda, ‏gege gemy, ‏laraaa


هيييييييييييييييييه
جت سكينة اجت اجت ^_^


mis moon غير متواجد حالياً  
التوقيع
اعتذر عن متابعتي لمن وعدتهم بمتابعتهم ... لدخولي القليل

اذا فقدتني ..... فلا أريد منك سوى الدعاء ... ثم الدعاء ... ثم الدعاء
اعتذر لكل شخص اعتديت عليه بشيء واتمنى أن يسامحني وهذا كل ما اريده !


لا تنسى ذكر الله
سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
قديم 23-06-12, 08:44 PM   #4162

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 13 والزوار 0) maroska, ‏canad, ‏smile2, ‏~*~رانـــيـــة~*~, ‏mis moon+, ‏بحر الكلمات, ‏Alia 74, ‏sara8639+, ‏sara13, ‏mona hamuda, ‏gege gemy+, ‏laraaa+


يا بنااات جيجي لي حتنزل الفصل وهي دققته اسألوها هي عن شر الفصل ههههههه


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 23-06-12, 08:48 PM   #4163

mis moon

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية mis moon

? العضوٌ??? » 215104
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,090
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » mis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond repute
افتراضي

ما قلت انك شريرة يا سوسو *_*
ههههههههههههههه


mis moon غير متواجد حالياً  
التوقيع
اعتذر عن متابعتي لمن وعدتهم بمتابعتهم ... لدخولي القليل

اذا فقدتني ..... فلا أريد منك سوى الدعاء ... ثم الدعاء ... ثم الدعاء
اعتذر لكل شخص اعتديت عليه بشيء واتمنى أن يسامحني وهذا كل ما اريده !


لا تنسى ذكر الله
سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
قديم 23-06-12, 08:51 PM   #4164

laraaa

نجم روايتي و كاتب في الموسم الأول من فلفل حار

alkap ~
 
الصورة الرمزية laraaa

? العضوٌ??? » 205038
?  التسِجيلٌ » Oct 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,222
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » laraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond repute
افتراضي

يلاااااااااااا يااجييجي نزززلي الفصل بسرررررررررررررررعه

laraaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-12, 08:53 PM   #4165

epilobe
 
الصورة الرمزية epilobe

? العضوٌ??? » 141258
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 676
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » epilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond reputeepilobe has a reputation beyond repute
افتراضي


الحمد لله على السلامة مارو
تنوري المغرب ان شاء الله كيدازو لامتحانات ان شاء الله اكون مزيان


epilobe غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم إني أسالك بأحب الأسماء إليك وأقربها عندك، أسالك ربنا بأنك أنت الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم
أن ترفع الكروب والغموم والظلم عن أمة الإسلام، وعن إخوتنا في أرض الشام وسائر بلاد المسلمين ، اللهم عجِّل بنصرك الذي وعدت، اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك
رد مع اقتباس
قديم 23-06-12, 08:53 PM   #4166

gege gemy

نجم روايتي وقاصة في قصص من وحي الأعضاء وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية gege gemy

? العضوٌ??? » 162015
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,505
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » gege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond repute
¬» قناتك max
Mh04

بنااااااات انا هانزل الفصل حالاااااا

رجاءااااا محدش ينزل تعليق لحد ما اخلص تنزيل

وحابة ابشركم >>>>> الامتحانات عملت مع سكينة احلى شغل

والفصل قنبلة لا تتخيلوها



gege gemy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-12, 08:54 PM   #4167

gege gemy

نجم روايتي وقاصة في قصص من وحي الأعضاء وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية gege gemy

? العضوٌ??? » 162015
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,505
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » gege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond repute
¬» قناتك max
افتراضي الفصل العشرين

الفصل العشرين

حسناء

"هل رأيتِ شبحاً ما ؟؟"

ترددت تلك الجملة على مسامعي من دون أن أستطيع إستيعاب كلمة واحدة منها .. بقيت فاغرة فمي ولم أغلقه حتى عندما ازدادت إبتسامته إتساعاً وإستمتاعاً بشكلي ذاك الذي لم يكن قد تحول من الذهول إلى الخوف بعد وهو يقدم لي باقة جميلة من ورود الجوري الأحمر التي جلبها معه .. حثني على إمساكها عندما لم أتحرك من مكاني قائلاً :

" خذيها أنها لكِ ."

كلماته تلك كانت كالصفعة التي أيقظتني من صدمتي .. تجاهلت يده الممدودة تلك بباقة الورد وهتفت فيه من بين أسناني برعبٍ :

" ما الذي تفعله هنا دانييل ؟"

رأيته ينفث الهواء من منخاريه بقوةٍ وكأنه يحاول أن يتمالك أعصابه وبلهجةٍ حازمةٍ قال :

" أمسكي باقة الورود ."


لم أستطع بعدها إلا ان استجيب لطلبه ذاك .. فأمسكت الباقة وأنا أشعر بجسدي يرتعش بمكانه .. فقال في نفس اللحظة التي سمعت فيها خطوات قادمة من خلفي :


" إياكِ أن تخيبي كل أمالي فيكِ .. أقسم بأنكِ لو فعلتها لن تري وجهي ثانية ."


تجمدت يداي على باقة الورود وأنا أستمع لجدي الذي قال لي :


" لم تردي عليّ حسناء .. من الطار .."


لم يكمل كلماته إذ دُهش هو الآخر لرؤية دانييل يقف أمامه .. بضحكة كبيرة تعالت في الأجواء كان مصدرها جدي الذي أخرج بها نفسه من الدهشة التي كانت قد ألجمت لسانه في البداية لكي يتدارك نفسه بسرعة ويبدأ بالترحيب بدانييل بينما أنا كنت أبتلع ريقي بصعوبةٍ وأنا أراقب دانييل يصافح جدي بحرارة ٍ.


" دانييل .. دانييل معنا في المغرب .. تفضل بني تفضل ."


لكي يصيح بعدها بالعربية ينادي على جدتي وأبي بأسارير متهللة بادله إياها دانييل وهو يرمقني بين الحينة والأخرى بنظرات مصممة .

عندما خطى دانييل إلى داخل البيت إستدرت أنا لكي أقف أمام والدي أنظر إليه بتوسلٍ عندما تقدم إلينا يرافق جدتي مستغربين لصوت جدي الحماسي و سرعان ما ظهر عدم التصديق في تعابير وجهه التي تحولت بعد ثوانٍ معدودةٍ إلى تعبيرات يعمها الغضب العارم .. كنت قد لاحظت توتر فكه وأسنانه التي كانت مطبقة على بعضها البعض بطريقة مخيفة .. لذلك توسلته بعنياي أن يرحمني ولا يقلب حياتي مع جداي إلى كابوس .. لكن توسلاتي تلك ذهبت أدراج الريح وهو يقطع ترحيبات جداي بدانييل التي ما كانت لتنتهي أبداً عندما سأله بحدةٍ ووقاحةٍ بالنسبة لوالديه اللذين إستغربا ردة فعله تلك على ضيفهم وإبن صديقه وشريكه لسنوات طويلة ..

" ما الذي تفعله هنا يا هذا ؟"


" عثمان "


تردد صوت جدي بحزمٍ وذهولٍ في نفس الوقت غير فاهم لما يحصل من تلك النظرات الكارهة التي كان يرمق والدي بها دانييل .. بينما دانييل ظهرت في عينيه نظرات التحدي والقوة والتصميم على نيل مراده .. لكن جدي حتى وهو لم يكن فاهماً للكراهية التي أصبحت تعمي إبنه والموجهة لدانييل .. فهو كان رافضاً تماماً لذلك التعامل القاسي الذي تعامل به والدي مع دانييل .. حبست أنفاسي عندما قال والدي من بين أسنانه موجهاً كلامه لوالده الذي كان غاضباً منه :


" أنتَ مخدوع بهذا الخائن كما خدعت به أنا من قبل والدي ."


" أنا لم أخدع أحداً ."


كان ذلك صوت دانييل القوي الذي أسكت الجميع بثقته الكبيرة في نفسه وهو يكمل بجرأة جعلتني أشهق في مكاني وأفلت باقة الورود تلك لكي تسقط على الأرض بقوةٍ :


" ليست لدي نوايا سيئة أبداً .. ولكي أبرهن لكم هذا أنا جئت أطلب يدها منكم للزواج بي "


بعد دقائق طويلة من تحديقهم الصامت في وجهه ومن دون أن يُبدوا أيّ ردة فعل غير الذهول .. إستدارا إليّ بعدها جداي يحدقان في وجهي على غير والدي الذي لم يشح عينيه عن عيني دانييل بنظرات نارية من الغضب الأعمى .. نظروا إليّ ثم إلى تلك الباقة التي أوقعتها أرضاً لكي يفهما الأمر جيداً .. سمعت جدتي تمتم بكلمةٍ واحدةٍ :


" مستحيل ."


تمنيت لحظتها لو تشق الأرض وتبتلعني فقد كانت هناك صدمة كبيرة في أعينهم غير قادرين على تصديق ما يحلله منطقهم لما يحصل في تلك الساعة .. أطبقت شفتي على بعضهما أحبس أنفاسي وقد شعرت بأن أطرافي قد تجمدت من برد لا يشعر به غيري .. نظرت إلى دانييل لحظتها فوجدته ينظر إليّ بهدوءٍ كبيرٍ في عينيه كانت نظراته واثقة بحبي له .. لكنني لم أكن أعرف ما عليّ فعله .. أحياناً لا تستطيع منع نفسك من خذلان الشخص الذي تحبه.

سمعت والدي يهدر في وجهه قاطعاً ذلك الصمت الذي سببه دانييل بكلامه الصاعق ذاك :

" أنتَ مجنون وقح .. لقد قلت لكَ من قبل أنت وإبنتي لا يمكن أن تجتمعا حتى في مكانٍ واحدٍ ."


" لكننا فعلنا وهي موافقة على الزواج بي سيد عثمان ."


" أهذا صحيح حسناء ؟"


شعرت بأن أنفاسي التي حبستها لدقائق بداخلي .. قد أخرجتها متتالية بطريقة سريعة جداً وقد أصبحت أتنفس بإضطراب وصدري يعلو ويهبط .. أجفلت عندما صرخ والدي في وجهي معيداً نفس سؤال جدي الأول :


" أهذا صحيح بأنكِ قبلت الزواج به ؟؟"


شعرت بأن الدموع تترقرق في عيني .. كنت خائفة .. كنت بين طرفين وكل طرف لا أستطيع أن أتحمل نظرات اللوم والخيبة منه .. كنت بين عائلتي ودانييل .. وجوابي مهما كان سيعني بانني سأخسر أحدى الطرفين .. نظرت إلى دانييل .. كان ينتظر هو الآخر جوابي وقد إرتاب لصمتي لكنه لم يظهر ذلك للعيان .. كان يحاول أن يحافظ على هدوئه مع أنني كنت أعرف بأن الشك من أنني ربما سأخذله هذه المرة أيضاً قد بدأ يتسلل لقلبه و هز ثقته بنفسه .. لابد بأنه في قرارة نفسه كان خائفاً أن أرفض طلبه أمام الجميع فيخسرني للأبد .. أنه مضطر لخسارتي لأنه سيبتعد عني حينها بنفسه .. لقد تحمل الكثير من الألم والخذلان والآن أصبح كل شيء متوقف على جوابي لإنهاء عذابه .. سمعت جدي يحثني بصوت هادئ رزين على أجابتهم :


" لا تخافي بنيتي أجبيبي فقط بالحقيقة .. أتريدين الزواج به ؟"


" أجل ."


تمتمت بها وأنا أومأ برأسي مما جعل راحة كبيرة ترتسم على ملامح دانييل يرافقها الحب الكبير الخالص متجسداً في عينيه .. لكنني عندما رأيت وجوه عائلتي أخافتني بغضبها الصامت .. أخافتني للحد أنني لم أجد القدرة على البقاء واقفة أمامهم فأستدرت على مرمى من أعينهم وبسرعة صعدت الدرج إلى الطابق الثاني أختبأ في غرفتي من جوابي ذاك وما سيخلفه من مآسي أو أفراح .. تاركة دانييل يواجههم لوحده.

................

سارة


" كفي عن ضمها إليك امي فأنتِ تخنقينها هكذا ."


إبتعدت عني خالتي ونظرت إلى ابنتها بعينين معاتبتين بينما أنا الأخرى حدقت فيها بهدوء وأنا أسمع خالتي تقول لها:


" لقد إشتقت إليها كثيراً .. سأضل أضم حبيبة قلبي إليّ طوال اليوم ."


إبتسمت لكلمات خالتي وأنا أرفع يدها إليّ لكي أقبل ظهر يدها بحب كبير ثم أقبل وجنتها قبل أن أبتسم في وجهها وأقول :


" وأنا إشتقت إليكِ كثيراً خالتي ."


ربتت على وجنتي قبل أن تمد يدها بسرعة إلى عينيها من جديد وتمسح تلك الدموع التي علقت برموشها لسعادتها برؤيتي قبل أن تلتفت بحماس إلى إبنتها التي كانت تجلس على كرسي يقابلنا في غرفة الجلوس بنظرات باردة تحدق إلينا :


" هيا يا سُمية إتصلي بوالدكِ وأخبريه أن سارة معنا .. سيطير من السعادة بهذا الخبر وسيأتي حالاً ."


من بين أسنانها أجابت سُمية أمها :


" أمي والدي في العمل لا يجب علينا إزعاجه."


بحزم أجابتها خالتي وهي تبعد يدها عن ذراعي الذي كانت تمسك به طوال الوقت وكأنها خائفة أن تلتفت ولا تجدني بجانبها :


" قلت لكِ إتصلي به .. فسارة أهم لوالدكِ ولي من عمله ."


نهضت وهي تتأفف بوضوح .. لكي تبحث عن هاتفها وتتصل بوالدها الذي كان بمثابة الأب لي وعندما إختفت خارج الغرفة .. إلتفتت إليّ خالتي وهي تحتضن يدي بحنان تسئلني قائلة :


" كيف حال أختي ؟"


نظرت إلى المدفأة التي كانت شرارات الحطب المشتعل تتصاعد منها وقلت بحزن شاب نبرة صوتي :


" إنها تتحسن لكن ببطئ شديد ."


وكأنها فهمت مصدر تعاستي فسألتني بتعاطف كبير :


" هل مازالت تعاملكِ بنفورٍ ؟؟"


إلتفت إليها بسرعة للكلمة الأخيرة التي بدا بأنها قد نطقتها من دون قصد منها .. نظرتُ إليها بألمٍ كبيرٍ .. فرمشت بعينيها بحرجٍ شديدٍ وقد تلون وجهها بشعور الذنب قبل أن تعتذر قائلة :


" أسفة بنيتي .. ما كان يجب عليّ قول ذلك لكِ لقد جرحت
مشاعركِ ."


حاولت الإبتسام في وجهها وأنا أقول :


" لا بأس خالتي .. ثم إنها الحقيقة وأنا أتقبلها .. أمي تنفر مني وأصبحت تكرهني لأنني أعيش مع والدي .. لابد وبأن الأمر يتعلق أكثر من مجرد بأنه طليقها ."


إلتفت إليها ونظرت إلى عينيها حيث لاحظت إلتماعهما بتوتر لم يخفى عليّ لكي أسألها من جديد :


" أنتِ تعرفين بكل تأكيد لما والداي يمقتان بعضهما وبالتالي ينفران مني لأنني الصلة التي تجمع بينهما ."


سمعنا خطوات سُمية عائدة إلى غرفة الجلوس .. فتنهدتُ بضيق لأنني لمرة أخرى لن أحصل على إجابة .. لكن قبل أن تدخل سمية إلى الغرفة .. همست لي خالتي بأسفٍ :


" لقد قلت لكِ من قبل بألا تسئليني يا سارة .. فهذا السؤال يتعلق بوالديكِ وهما من عليهما أن يجيباكِ عليه مع أنني أظن بأنهما قد فعلا حسناً عندما فضلا عدم إحياء الماضي معكِ ."


بخيبة أمل كبيرة نظرت إلى المدفأة والنار المشتعلة بها التي كانت تنشر الدفء من حولنا فيصل إلى أجسامنا لكن ليس إلى قلوبنا .. وددت لو أقول لخالتي بأن الماضي يتبعنا .. وبأنني لا اأستطيع بناء حياتي إن لم أعرف ماضيّ .. لكنني لم أستطع إذ دخلت سمية من الباب وهي تقول ببرودٍ وإختصارٍ شديدٍ :


" والدي قادم ."


" جيد جداً ."


قالتها خالتي بفرحة عارمة لكي تتلاشى فرحتها وتختفي إبتسامتي عند رؤيتنا للإبن البكر وهو يدخل غرفة الجلوس هو الآخر .. بقي للحظات واقف قرب الباب متفاجئاً لرؤيتي .. لم يتقدم إلا عندما حثته والدته على ذلك بإرتباكٍ وخجلٍ مني لتصرفات إبنها معي قبل سنوات والتي لم يستطع أحد تناسيها :


" أدخل سُهيل .. انها ابنة خالتك وصلت اليوم الى البلاد ."


تقدم سُهَيْل مني لكي يقبل رأس والدته عندها لاحظت نظرات أخته المستمتعة بالموقف وحرج الجميع .. لكنني مع ذلك حافظت على وجه بلا تعبيرات قبل أن اتفاجأ به يقف أمامي ويمد يده لي .. فرفعت عينين جديتين له وقلت له ببرود :


" لا أعطي يدي ."


ظهر الإرتباك في عينيه للحظات قبل أن يسحب يده إليه في نفس اللحظة التي تحدثت بها أخته بسخريةٍ مبطنةٍ :


" سهيل إبنة خالتك ملتزمة جداً ما كان عليك إحراجها."


إلتزمت خالتي الصمت بينما أنا تجاهلت كلمات سمية التي تحب طوال الوقت إغاظتي والغيرة تشع في عينيها بوضوح .. كنت أعرف بأن خالتي وزوجها لطالما عاملانني بحب كبير وخالص وهذا ما كان يثير إستغراب الجميع وغيرتهم لكنه لم يكن بيدي إن كانت قلوبهم قد تعلقت بي كثيراً فأنا الأخرى كنت أشعر نحوهم بحب خالص وكبير .. راقب الجميع سهيل وهو ينسحب من الغرفة بأكملها متعللاً بالتعب ورغبته في النوم العميق بغرفته .. بعدها أجبت على سؤال خالتي بتلقائية عندما سألتني عن أخر أخباري :


" لقد خُطبت لرجل يدعى جاد ."


gege gemy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-12, 08:55 PM   #4168

mis moon

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية mis moon

? العضوٌ??? » 215104
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,090
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » mis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 18 والزوار 0)
‏mis moon, ‏غمزة نظر, ‏lala905, ‏princess emo, ‏~*~رانـــيـــة~*~, ‏حب الدنيا, ‏Alia 74, ‏laraaa, ‏mona hamuda, ‏canad, ‏gege gemy, ‏altafoo, ‏خفوق الشوق, ‏smile2, ‏بحر الكلمات, ‏sara13
بليييييييييييييز جيجي نزلي الفصل بليز حبيبتي


mis moon غير متواجد حالياً  
التوقيع
اعتذر عن متابعتي لمن وعدتهم بمتابعتهم ... لدخولي القليل

اذا فقدتني ..... فلا أريد منك سوى الدعاء ... ثم الدعاء ... ثم الدعاء
اعتذر لكل شخص اعتديت عليه بشيء واتمنى أن يسامحني وهذا كل ما اريده !


لا تنسى ذكر الله
سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
قديم 23-06-12, 08:56 PM   #4169

gege gemy

نجم روايتي وقاصة في قصص من وحي الأعضاء وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية gege gemy

? العضوٌ??? » 162015
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,505
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » gege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond repute
¬» قناتك max
افتراضي تكملة الفصل

حسناء


" إفتحي الباب حسناء ."


أغمضت عيني بقوةٍ وأنا أخفي رأسي بين ساقي اللذان كنت أضمهما إليّ بكلتا ذراعي .. سمعته يعيد الطرق على باب غرفتي من جديد وبصوت أكثر هدوءاً وطمئنينة قال :


" لقد رحل دانييل ووالدك أيضاً خرج من البيت .. لذلك إفتحي الباب فسنتحدث أنا وأنتِ فقط ."


رفعت رأسي لكي أنظر إلى الباب بترددٍ .. لكنني نهضت من مكاني عندما أعاد طرق بابي بإصرارٍ .. وبخطى غير ثابتة توجهت إلى الباب .. حاولت أن أعدل من حالتي الفضوية قبل أن أفتحه .. وعندما فعلت لم أستطع النظر إلى عينيه لذلك طأطأت برأسي للأرض ..


" ألن تدعيني أدخل ؟"


أومأت له برأسي وأنا أتنحى جانباً عن الباب فدخل وهو يقفل الباب وورائه وتقدم إلى سريري وجلس على طرفه .. أنا الأخرى تبعته لكنني بقيت واقفة بجانبه حتى حثني على الجلوس بجانبه ففعلت لكي يبدأ الحديث مباشرة وهو ينظر إليّ :


" والدكِ وجدتكِ غاضبان لدرجة مخيفة ."


"وأنتَ جدي ؟"


قلتها وقد تجرأت على النظر إلى عينيه .. فلم أرى سوى النور والحكمة يشعان من ملامحه كما أراه دوماً .. كان هادئاً .. هادئاً لدرجة كبيرة وكأنني قبل قليل لم أعلن أمامه عن رغبتي بالزواج برجل أجنبي .. أجابني على سؤالي قائلاً :


" أنا مصدوم .. لم أربكِ على أن تقابلي رجلاً لا تربطكِ به أيّ علاقة رسمية ."


فتحت فمي لكي أدافع عن نفسي لكنني أغلقته بعدها وأنا أراه ينظر إليّ بحزمٍ .. كيف سأدافع عن نفسي ؟؟ ليس لدي عذر .. لأنني فعلاً أخطأت بمقابلاتي السرية بدانييل .. ما كان علي أن أخذل ثقتهم بي .. لابد وأن والدي قد أخبرهم بأنني كنت أقابل دانييل بدون علمه .. تكلم ثانية عندما لاحظ بانني قد أحسست بخطئي وأعترفت به على الأقل مع نفسي :


" الآن لن أعاتبكِ على ذلك الخطأ الذي إرتكبته عندما كنت بعيدة عنا .. لأنه هناك مشكلة كبيرة عالقة وعلينا حلها قبل أن نقوم بفعل أيّ شيء أخر."


نظرت إليه بإمتنان كبير لكلماته الأخيرة فقد تعامل مع الأمر بهدوءٍ وصبرٍ .. لكنه جعل الإرتباك يعود إليّ عندما سألني قائلاً :


" ما الذي جعلكِ تريدين الزواج بشخص غريباً عن تقاليدكِ وعاداتكِ و يكبركِ بإحدى عشرة سنة ؟"


تهربت من سؤاله الثاني الذي كان محرجاً لي لكي أجبيه فقط عن السؤال الأول بسرعة :


" أنه يفهم تقاليدنا وعادتنا ولولا هذا لما كان جاء لطلب يدي منكم ثم أنه عن قريب سيتخذ الإسلام ديناً له عن قناعة ."


" يبدو بأنكِ لا تعرفين أخر الأخبار ."


ضممت حاجبي لبعض عندما لم أستوعب معنى كلامه ذاك فأكمل قائلاً :


" لقد أسلم دانييل قبل أن يأتي للمغرب ."


هتفت صائحة :


" هل أنتَ متأكد جدي ؟"


" لو لم أكن متأكداً لما أتيت لأناقش معكِ أصلاً طلب زواج من شخص غير مسلم .. فدانيل قد أسلم وقد أراني بنفسه الوثيقة التي تثبت بأنه قد أصبح مسلماً وهذا شجعني على أن أعرف رأيكِ في الأمر .. مع أنه هناك إحتمال بأنه ربما قد أسلم فقط لكي يتزوجكِ .. وإن تأكدت من صحة هذا الإحتمال فلن يكون هناك أيّ مجال لكي تتزوجيه ."


هلعت لكلماته تلك .. لكنني حرصت على أن أتكلم بهدوء حتى يكون كلامي منطقياً ومقنعاً :


" وان قلت لكَ يا جدي بأنه قد أسلم لأنه يؤمن بديننا فهل هناك مجال للموافقة على زواجنا ؟"


سألني بإستغرابٍ :


" لماذا أنتَ متأكدة من أنه يؤمن بدين الإسلام ؟"


بتلقائية أخبرته


" لأنه ببساطة منذ وقت طويل وهو يفكر بأن يسلم .. لقد أخبرني صراحة بأنه لا يريد أن يسلم من أجلي فيخدعني ويخدعكم أنتم أيضاً .. أخبرني بأنه يحتاج وقتاً لكي يتقرب من الإسلام ويعرفه حتى يسلم وهو عن قناعة به ."


" أرى بأنكِ تدافعين عنه بكل قوتكِ .. ألم يكن دانييل سوى رجل نستضيفه في بيتنا كلما آتى إلى بلدنا من أجل الإستجمام والراحة وأنتِ كنت تكرهين وجوده لأن ذلك الشخص كان يغار منه ."


عضضت على شفتي وأنا أسمع كلماته الأخيرة التي قصد بها رشيد الذي لم يعد ينطق بأسمه على لسانه منذ تلك المأساة التي ألمت بالجميع .. بل فقط يناديه بذلك الشخص هذا إذا تحدث عنه وهذا ما كان يحصل نادراً جداً بينما جدتي كانت كل يوم تبدأ صباحها وهي تدعي على رشيد مما كان ذلك يزيد فقط من غمي وحزني في الماضي ويزيد من غضب جدي .. تمتمت بحرج :


" لقد ساعدني كثيراً في تجاوز محنتي لولاه لما رأيتني أعود إلى هنا أواجه ماضيّ .. لقد أثبت لي بأن ما كنت أشعر به ناحية رشيد هو شيء لم يكن صحيحاً أبداً ."


" هل تُحبين دانييل ؟"


سؤاله كان مباشراً وحازماً لم يكن ليتقبل أيّ مرواغة في جوابي عليه هذه المرة .. لذلك أومأت برأسي وأنا أجيبه قائلة :


" أجل أنا أحبه .. أنه شخص يستحق حبي .. أشعر بأنه قادر على حمايتي وعلى منحي الأمان الذي أريده والسعادة التي لطالما بحثت عنها ."


نظرت إليه قبل أن أمسك بيديه معاً أتوسله قائلة :


" أقسم جدي بأنه قادر على إسعادي وأنا الأخرى تعبت من الألم والحزن .. لا ترفضوه فلو فعلتم لن يبقى لحياتي أيّ معنى ."


" سأحاول أن أقنع والدكِ وجدتكِ بإعطاء دانييل فرصة لكي يثبت بأنه يستحقك .. عندما يوافقان إتصلي به حتى يأتي إلى بيتنا لمقابلتنا ."
نظرت إليه وهو يقف من مكانه بنية الخروج من غرفتي لكنني إستوقفته بحماسٍ كبيرٍ وعدم تصديق في نفس الوقت أقول :


" حقاً .. هل تعني بأنكَ موافق عليه ؟"


نظر إلىّ بنظرات عتاب جعلتني أعود جالسة في مكاني أسبل أهدابي بخجلٍ من نفسي .. كتمت تنهيدة إحباط عندما قال :


" لا لم أوافق بعد .. كل ما عنيته بكلامي بأنني أريد التحدث إليه من جديد لعلي أفهم أهدافه ونواياه وحقيقة مشاعره ."


لاحقت بعيني خطواته الهادئة حتى خرج من باب غرفتي وهو يقفله ورائه عندها إستلقيت بظهري على سريري وأنا أنظر إلى السقف وأتنهد بقوة .. ربما معك حق دانييل مواجهتك للجميع اليوم والتي أغضبتني منكَ في البداية هي من ستخلصنا قريباً من كل ذلك الخوف الذي كان ينتابنا بشأن مستقبلنا .. وربما .. ربما لا .. ربما ستحرمنا من بعض للأبد .. جننت للفكرة الأخيرة وحاولت أن أتناسها وأنا أتسائل في نفسي .. متى الإستقرار .. الإستقرار في النفس والطمئنينة ؟؟


................


اسيل


خرجت من مرسمي إلى الحديقة وأنا أدس يدي في جيبي معطفي طمعاً في قليل من الدفئ لهما محاولة في نفس الوقت إيجاد طريقي في الحديقة التي أصبحت وكأنها مغطاة ببساط كبير ناصع البياض أخفى تحته عشبها وممرها .. كنت أشعر بنشوة كبيرة من السعادة في تلك الأيام .. صحيح بأن البيت خال من أصحابه ويبدو موحشاً لشابة وحيدة تعيش فيه .. لكنني مع ذلك لم اشعر بالوحدة فوجود رشيد بجانبي ومرافقته لي طيلة الأيام الماضية جعلتني أشعر بأمان وسعادة .. مع أنني لاحظت جيداً محاولاته الدائمة حتى لا نبقى مع بعض في مكان يجمعنا لوحدنا .. لذلك لا يتواجد معي في البيت إلا عندما يكون العمال موجودين لترميم ذلك الملحق الصغير الذي تحول أخيراً لمرسم جميل مريح للغاية .. لقد تابع أعمالهم بجانبي وسهر على أن يكون المرسم كما أريد .. وذلك أسعدني بعكس أن يغضبني لأنه يتهرب من أن يتواجد وحيداً معي فذلك يعني لي بأن تواجدي معه يجعل الأمر عليه شاقاً لكي يكبح مشاعره ناحيتي مشاعره الذي يثبت لي بما يفعله بأنها قوية جداً.
دخلت البيت من باب المطبخ والإبتسامة لا تفارق محياي لأفكاري التي كانت تدور كلها حول رشيد .. كنت على وشك أن أنزع معطفي عندما سمعت جرس الباب يدق .. ضممت حاجبي لبعض مستغربة من الطارق .. من يمكنه أن يزورني ؟؟ رشيد لديه مفاتيحه الخاصة وأنا لا أنتظر زيارة من أحد عشية رأس السنة .. توجهت إلى باب البيت الرئيسي وقبل أن أفتحه نظرت إلى شاشة الكاميرا الموصولة بجرس الباب .. لم أستغرب من قدومه بل فغر فاهي عن إبتسامة واسعة قبل أن أخفيها تحت قناع من البرود وأنا أفتح الباب وأتقدم إلى الباب الخارجي .. حدقت إليه بهدوء أثناء تقدمي منه .. كان يرتدي معطفاً راقياً أسود اللون يقيه من البرد وقد رفع إليّ عينين زرقاوتين مميزتين للغاية لكن نظراته كانت تنافس نظراتي بروداً وهو يقميني أنا الأخرى .. إقتربت منه وفتحت الباب الحديدي لكي أسأله بالفرنسية :


" مرحباً ..عن من تسأل يا سيد ؟"


بفرنسية ذات لكنة هولندية وببرود أجابني :


" أبحث عن آنسة إسمها سارة .. ألا تقيم هنا ؟؟"


جملته الأخيرة لم تكن سؤالاً ابداً .. فقد بدا واثقاً من أنه يعرف الجواب الصحيح .. حدقت في عينيه مباشرة وفكرة أن هذا الرجل المتعجرف ذي النظرات الجذابة والمظهر الأرستقراطي يحب سارة الرقيقة الجدية مع نفسها أكثر من اللزوم جعلتني أرغب بالإبتسام من أذني اليمنى حتى أذني اليسرى .. لكنني حافظت على مظهر البرود الذي كنت أتجسده ورفعت رأسي بشموخ مثله تماماً وأنا أجيبه :


" سارة مسافرة خارج البلاد .. هل يمكنني أن أعرف من يسأل عنها ؟"


" إلى أين سافرت ؟"


تجاهل سؤالي عن هويته بكل بساطة بسؤاله عن مكان سارة .. شعرت بالغضب من تعجرفه ذاك لكنني تظاهرت بالهدوء وأنا أجيبه بطريقة مغيظة له :


" ومن أنتَ حتى أخبركَ عن مكان أختي ؟"


" أختكِ ؟؟"


رفعت إحدى حاجبي بإستغرابٍ وأنا أقول له :


" وهل لديكَ مشكلة لأنها أختي ؟"


بجرأة وقحة أجابني :


" لا علاقة بينكما لا في الشكل ولا في الشخصية ."


بإختصار قلت :


" حالة خاصة ."


زفر الهواء بقلة صبر ثم قال :


" لست هنا لكي أناقش حالتكم الخاصة في العائلة .. جئت هنا فقط من أجل سارة .. ويبدو بأنها ليست هنا .. فشكراً لمساعدتكِ آنستي ."


حدقت فيه بذهول وهو يستدير لكي يتوجه إلى سيارته التي ركنها أمام البيت .. شعرت بغضب كبير من تلك الشخصية المستفزة الباردة .. تمنيت لو أنه في إستطاعتي تجاهل أمر قدومه لبيتي .. لكنني لم أستطع للأسف فقد وعدت رشيد بأنه علي حل مشكلة جاد وسارة وعلي فعل أيّ شيء حتى لو كان على حساب كبريائي.
ناديته بصوتٍ عالٍ وبجديةٍ متخلية عن مظهر البرود ذاك الذي تسلحت به أمامه :


" سيد بيتر يانسنس ."


إستدار إليَ هو الأخر ونظر إليّ بتفاجأ بينما أنا حدقت في عينيه مباشرة وقد تسائلت مع نفسي .. أن أتخلى عن كبريائي وكرامتي لم أتخيل يوماً حتى في أحلامي بأنني سأفعلها .. والآن لمن أفعلها ؟؟ هل فقط من أجل إنقاذ سارة من جاد أم من أجل ألا يتهور رشيد ويتدخل بطريقته التي أنا متأكدة بأنها ستعود علي بكارثة لا غير .. ربما السببين معا هما ما جعلاني أتقدم من بيتر بخطوات ثابتة بينما هو سألني قائلاً :


" إذا كنتِ تعرفينني فلما تظاهرت بعدم معرفتكِ لي قبل قليل ؟"


بهدوء أجبته وأنا أقف أمامه :


" احببت أن أعرف عنكَ منكَ شخصياً وليس من المجلات أو من سارة."


شددت على إسم سارة ولم يخب ظني إذ لمعت عينيه لمجرد أن فعلت ذلك .. فسألني قائلاً :


" سارة حدثتكِ عني ؟"


" ليس كثيراً .. لكن بكل تأكيد أخبرتني بأنها تحبكَ كثيراً وبأنها مضطرة للزواج بجاد حتى تهرب من حبها لكَ ."


كنت أراقب ردة فعله بإستمتاع من قبضته التي تكورت بقوة ثم فكه الذي توتر بوضوح وشفيته اللتين أطبقهما على بعض واللتين أصبحتا شاحبتين عندما ذكرت له رغبة سارة بالزواج بجاد .. قاطعت ذلك الصمت الذي إلتزمه هو عندما قلت :


" هي الآن مسافرة ولكنها ستعود بكل تأكيد ."


أومأ لي برأسه بهدوء وقد أرخى قبضته بعد أن إستطاع السيطرة على أعصابه .. فسألته مغتنمة فرصة لقائي ذاك به :


" يمكنكَ أن تعطيني رقم هاتفكَ الخاص .. سأتصل بكَ عندما تعود ."


نظر إليّ لثواني معدودة قبل أن يدس يده في الجيب الداخلي لمعطفه ويخرج بطاقة شخصية قدمها لي بعدها .. فأمسكتها ودسستها في جيب معطفي أنا الأخرى لكي أنظر إليه عندما سألني بإستغراب قائلاً :


" لماذا تفعلين هذا ؟"


" عفواً ."


" أقصد لماذا ترغبين بمساعدتي ؟؟ .. ألا يجب أن تكوني بصف ذلك الشخص الذي تريد سارة الزواج به لأنه من دينكم وبلدكم ."


بجدية كبيرة أجبته :


" سيد يانسنس .. طبعا لا يسرني أمركما أنتَ وسارة ولكن أنا لديّ أسبابي الخاصة لمساعدتكَ ."


بلطف مغيظ سألني وقد رقت لهجته عن ماكانت عليه في البداية :


" هل يمكنكِ أن تطلعيني عن هذه الأسباب الخاصة ؟"


زممت شفتي بتفكير لم يدم سوى لثوان قليلة .. وفي الأخير تحدثت بإختصار قائلة قبل أن أرحل من أمامه :


" الأولوية الآن هي إبعاد جاد عن سارة .. وبعدها نرى مشكلتكَ أنتَ ."


سمعت ضحكته المغيظة لكلماتي الأخيرة تلك بينما أنا كنت متوجهة للبيت تاركة إياه هناك بدون أن أنظر إليه مرة أخرى .. كان لدي أمل في ذلك الأحمق بأنه ربما سيكون له مستقبل مع سارة .. لكن جاد هو الذي لم أكن أتأمل منه شيئاً.


gege gemy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-06-12, 08:59 PM   #4170

gege gemy

نجم روايتي وقاصة في قصص من وحي الأعضاء وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية gege gemy

? العضوٌ??? » 162015
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,505
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » gege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond reputegege gemy has a reputation beyond repute
¬» قناتك max
افتراضي تكملة الفصل

حسناء

" كيف ؟؟ كيف توافق عليه يا حاج ؟"

كنت جالسة في غرفة جلوس البيت أنظر إلى الجميع وقد شاب إجتماعهم العائلي التوتر والغضب وبالأخص بين والدي وجدتي اللذين كان معارضين تماماً لفكرة الزواج من دانييل بينما جدي كان قد وافق عليه بعد أن تناول معه العشاء بطلب منه وبعد أن رحل دانييل كان قد خصني بنظراتٍ يطمئنني بها أن الحوار يبشر بخير وليس العكس كما كان يتمنى والدي وجدتي .. إلتفتُ إلى جدي عندما أجاب جدتي بحزمٍ قائلاً :

" ولما لا أوافق ؟؟ هي تريد الزواج به وهو مستعد لفعل أيّ شيء لإسعادها .. كما أنه أسلم عن قناعة .. إذن أين هو المانع في قبول طلبه ؟"

" هناك موانع كثيرة أبي ."

قالها والدي وهو يقف على قدميه بعصبيةٍ لكي يقول :

" إن هو أسلم فهذا لا يعني بأنه ليس هناك موانع .. فأول مانع أنه لا يناسبها."

عقبت جدتي على كلام إبنها توافقه قائلة :

" أجل إنه لا يناسبها يا حاج .. أنا لا أستطيع أن أستوعب بأنكَ تريد تزويج حفيدتكَ لكافر ."

" أنه ليس بكافر ."

كان صوتي الذي صدح عالياً مدافعاً عن دانييل .. رأيت شرارات الغضب تتطاير من عيني جدتي التي كانت على وشك أن تنفجر بغضبها في وجهي لولا جدي الذي قال بهدوء مهدئاً للوضع قليلاً :

" أنتِ ترتكبين خطئاً فادحاً بنعت رجل مؤمن بكافر ."

نظرتُ بتوترٍ إلى جدي عندما رأيت جدتي تقترب منه لكي تجلس بجانبه بمحاولة منها لإقناعه بوجهة نظرها بهدوءٍ مصطنعٍ :

" يا حاج .. لو أنا وأنتَ وحسناء صدقنا فعلاً بأنه قد أسلم الناس لن تصدق .. الكل سيقول بأننا زوجناها لكافر أجنبي فقط لأنه لن يهمه سمعتها التي أصبحت ملوثة في نظر الناس ."

ضممت قبضتي يدي بقوةٍ وبغضبٍ كبيرٍ وأنا أسمع كلامها وأرى جدي وهو يطأطأ برأسه مستسلماً للواقع المر .. فقلت مع نفسي بغضبٍ .. ليس ذنبي .. أنه ليس ذنبي .. لما عليكم أن تحكموا عليّ بالإعدام لجريمةٍ كنتُ أنا ضحيتها .. سمعت جدي يتمتم من دون أن يرفع رأسه عن الأرض :

" الله أعطاها فرصة ثانية لبدأ حياتها من جديد لما سنمنع عنها هذه الفرصة .. لقد إختارته بنفسها وهي تحبه ."

هذه المرة والدي من أجابه وقد شعرتُ بأنه يريد التأثير في عقل جدي كما تحاول أن تفعل جدتي بكلامهم ذاك عن ألسنة الناس :

" أبي .. أنه لا يناسبها بحق الله .. ثم هي من إختارت رشيد في البداية نحن لم نرغمها عليه .. ولكن أنظر الآن ما كانت نتيجة إختيارها .. بعد كل ما حصل من جراء إختيارها لرشيد فما الذي يؤكد لكَ بأن إختيارها هذه المرة صائب .. بل العكس هو ما يظهر لنا لقد إختارت رجلاً أكبر منها وأجنبي عن تقاليدها وعاداتها .. وبكل تأكيد دانييل لا يحب حسناء إنه فقط يراها مختلفة عن الأخريات التي عرفهن في حياته لذلك يفعل المستحيل لكي تكون له .. أنتَ تعرف الأجانب يا أبي وكيف يفكرون ."

" أنا لستُ طفلة أبي ."

صرخت بذلك وقد وقفت أنا الأخرى على قدمي .. كنت أعصر يدي عصراً وأكز على أسناني بطريقةٍ جعلتهم يتجمدون في أمكنتهم ذهولاً من ردة فعلي تلك التي لأول مرة يرونني فيها .. نزلت دموعي وأنا اؤكد لوالدي بان إختياري كان صحيحاً :

" أنا اخطأت من قبل لا أنكر هذا ولكن لا تنسوا بأانكم شجعتموني على ذلك الخطأ .. لا تلومني لأنني كنت منخدعة بحقيقة رشيد لأنه إن فعلتم فهذا يعني بأنكم أيضاً عليكم أن تلوموا أنفسكم لأانكم خدعتم أيضاً بحقيقته التي كان يخفيها تحت أقنعة مزيفة من الطيبة والشهامة والخجل .. أنا الآن أخترت دانييل لوحدي .. ليس تحت أيّ ضغط أو تشجيع من أحد أو حتى من ظروف حياتي .. أنا أخترته لأنني مقتنعة به .. أنا لا أشعر بأنني أريد الزواج بدانييل لأنه شيء برمج عليه عقلي وقلبي مثلما حصل معي من قبل مع رشيد .. بل أشعر بأنني أريد الإرتباط به لأنني أنا أريد هذا وأتمناه ."

" أنتِ حقاً أصبحت فتاة وقحة .. تصرخين بوجهي من أجل ذلك الرجل ."

بهدوءٍ مميتٍ قلت له تحت صمت جداي :

" أنا أسفة لم أقصد الصراخ في وجهك أبي بل الصراخ في العالم بأنه ليس علي أن أدفع طوال عمري ثمن غلطة واحدة قمت بها قبل سنوات ."

بغضب هتف :

" أهذا كلامه ؟"

" وإن كان هذا كلام دانييل أبي .. ألا ترى بأنه كلام معقول ومنطقي ؟؟ ألا ترى بأنه كلامه هو من أنار حياتي من جديد ألا ترى بأنه هو السبب في جعلي أواجه الجميع من أجل سعادتي ؟؟"

لم يجبني والدي فأكملت قائلة بجمودٍ :

" أنتَ والدي وأنا لا أستطيع الوقوف في وجهكَ .. لستً بجرأة أسيل التي لا تهابكَ ولا بقوة سارة التي تقرر كل شيء لحياتها بنفسها .. لكنني سأخبركَ بشيء وسأدع ضميركَ يحكمكَ .. أنت ولا يوم أحسستني بأنكَ والدي ولم تقرر يوماً شيئاً في حياتي .. لذلك أحذر من أن يكون قراركَ الأول في حياتي خاطئاً ويجعلني تعيسة طوال حياتي ."

كنت أرى الألم يرتسم على وجهه اثناء قولي لتلك الكلمات .. صَدَمْتُهُ وألمته بقوة .. وهذا ما جعلني أنكمش على نفسي .. تلك القوة التي تحليت بها لدقائق كانت غريبة عني فأنا لم أستطع أن ألتزم الصمت والضعف مرة أخرى وأنا أرى حياتي تتهدم أمام عيني ثانية .. كان عليّ فعل شيء ولم أستطع أكثر من قول ما بقلبي .. إقترب مني خطوتين بينما ملامحه تلاشى منها تعبير الألم وقد أصبحت غير واضحة التعابير جامدة باردة وهو يقول بنبرة لا حياة فيها :

" أتعرفين ماذا ؟؟ أنا لن أتدخل بحياتكِ أبداً ولن أتخذ لكِ لا القرار الأول ولا الأخير .. تريدين الزواج به إذاً تزوجي به .. ولكن كوني على علم بأنكِ مسؤولة عن عواقب هذا الزواج ولا تلجئي لي أبداً أن وقعت لكِ أيّ مشكلة ولم ينجح زواجكِ معه ."

أسيل

وضعت كوب الشاي الساخن على الطاولة أمامي ونظرت إليه من مكاني وأنا أحاول أن أخفي إبتسامتي .. خرج من المرآب بعد أن أدخل إليه السيارة حال وصوله إلى البيت .. ثم تقدم مني بهدوءٍ ووقف عند شرفة الحديقة ونظر إليّ بإستغراب قائلاً :

" لماذا أنتِ جالسة في الشرفة في هذا الجو القارص ليلاً ؟"

بهدوء أجبته :

" فكرت بأن مراقبة الألعاب النارية في الجو القارص أفضل من البقاء وحيدة بداخل البيت ."

نظر إلى السماء حيث لم تهدأ الألعاب النارية عن الفرقعة قبل حتى أن يصير منتصف الليل .. قبل أن يعيد أنظاره إلي ويقول :

" لما لم تذهبي لرؤية الألعاب النارية التي تنظمها المدينة بدل هذه الألعاب الصغيرة التي يتسلى الجيران بفرقعتها بجانب بيوتهم ؟"

بتلقائية أجبته :

" إتصل بي أليخاندوا ودعاني لحضورها معه لكنني رفضت ."

تململت في جلستي بتوتر عندما رأيته يتحرك ويصعد الدرجات الثلاثة لشرفة بعد كلامي ذاك عن اليخاندروا .. وقف أمامي يحاول ان يكتم غضبه بهدوءه المزيف ذاك وهو يهدر بصوت جعلني اندم لانني حاولت استفزازه من اجل ان استمتع بردة فعله عن صداقتي بأليخاندروا التي مازالت مستمرة :

" امازلت تقابلين ذلك المدمن ."

حاولت تهدئة الاجواء التي توترت بيننا فجاة بقولي :

" هو ليس مدمن .. انه فقط .."

قاطعني بقوة قائلا :

" فقط يتعاطى المخدرات ويحاول ان يجعلك تسلكين نفس طريقه أهذا ما تريدين قوله ؟"

بحدة هتفت وقد استفزني صياحه في وجهي :

" هو لم يحاول ان يجعلني اسلك نفس طريقه .. انا من استمعت لرأيه عن المخدرات واصريت على ان اخذها منه .. وهو حاول منعي لكنني .."

مرة اخرى قاطعني وهو يشير بسبابته امام وجهي محذرا :

" يكفي .. لقد قلت لك لا تقابليه ثانية يعني لا تقابليه ثانية ."

" وانا لم اقابله .. لقد رفضت الخروج معه اليوم والبارحة وكل يوم يحاول الاتصال بي اتهرب منه فقط من اجلك لانك انت من طلبت مني ان ابتعد عن صديقي الوحيد في هذه البلاد المملة التعيسة ."

نظرت اليه وقد الجم انفجاري ذاك في وجهه لسانه .. اطبق شفتيه على بعضهما وبقي ينظر الى وجهي وكانه قد تأثر باعترافي له بنفسي بانني انفذ طلباته فقط لإرضائه .. أشحت بوجهي عنه بحنق وتعمدت تجاهل وجوده وانا انظر للناحية الاخرى بغضب صامت .. سمعت خطواته تبتعد عني وينزل درج الشرفة بغضب راحلا من امامي .. عندها زفرت الهواء بضيق وانا اغمض عيني بألم وفي نفس الوقت استلقي برأسي على رأس الكرسي الذي كنت جالسة عليه .. لم استطع البقاء جالسة في ذلك المكان اكثر من ثوان قصيرة قبل ان انهض من مكاني على اثر البرد الشديد الذي كان يساعدني كوب الشاي الساخن في تحمله والذي برد على اثر حواري البارد المستفز ذاك الذي دار بيني وبين رشيد قبل قليل .. كنت على وشك دخول البيت عندما عدت ادراجي وقد اخافتني وحدته الموحشة .. فنزلت بسرعة درج الشرفة وتوجهت الى المرآب بعد ان اخذت مفاتيح سيارتي التي كانت على طاولة الشرفة .. توقفت عند باب المرآب عندما سمعت صوته يناديني .. اصدرت صوتا صغيرا على ازعاجه لي .. من دون ان انظر اليه بقيت وافقة في مكاني بصمت انتظره ان يتقدم مني وعندما فعل .. قال وهو يقف ورائي :

" إلى أين ؟"



التعديل الأخير تم بواسطة gege gemy ; 23-06-12 الساعة 09:54 PM
gege gemy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مذكرات مغتربات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:18 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.