آخر 10 مشاركات
سارية في البلاط الملكي * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : هديرر - )           »          نساء من هذا الزمان / للكاتبة سهر الليالي 84 ، مكتمله (الكاتـب : أناناسة - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قبل الوداع ارجوك.. لاتذكريني ! * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          السر الغامض (9) للكاتبة: Diana Hamilton *كاملة+روابط* (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشقكَِ عاصمةُ ضباب * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تريـاق قلبي (23) -غربية- للمبدعة: فتــون [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : فُتُوْن - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-07-12, 06:50 PM   #4471

bestqueen

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bestqueen

? العضوٌ??? » 207614
?  التسِجيلٌ » Oct 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,511
?  نُقآطِيْ » bestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond repute
افتراضي


عاااااااااااااااااااااااا ااااااااا
صادم صادم
بالنسبة لمبن بالضبط اسيل ولا دانييل ولا المسكينة سارة
انا اهضطر اسفة روح انزل من الشغل دلوقتى وهتابع الفصل مع موسيقى عمر خيرت مساء
صادم صادم
عاااااااااااااااااااااااا اااا
ياحبيبتى يا سارة


bestqueen غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIZE=7"]
عادت عادت عادت العفاريت ومغامرتها الشيقة مع زيزي واكرم وموها؛ مروة محضرة مفاجآة في القادم القوا نظرة و استعدوا للبرد
https://www.rewity.com/forum/t302384-146.htm
احب واقرب الابطال الى قلبى

[/SIZE]
رد مع اقتباس
قديم 19-07-12, 06:53 PM   #4472

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني والعشرون




حسناء


" لقد ناديتني باسم رشيد وانت بين ذراعي."


نظرت امامي الى الارض عندما لم استطع النظر الى عينيه مباشرة غير قادرة على استيعاب بعد ما فعلته .. أضاف بلهجة مخيفة:" كنت تخيلتني رشيد؟؟ مازلت تحبينه اليس كذلك؟؟"


رفعت عينين مصدومتين اليه من كلماته تلك فكانت نظراته غريبة جدا .. نظرات لم يسبق لي ان رايتها في عينيه التي اخافتني لحظتها .. لم يستطع البقاء في مكانه كثيرا .. فنهض من مكانه بسرعة وخرج من الخيمة تاركا إياي لوحدي استوعب ببطء شديد ما حصل وما أعقبه دانييل من كلمات أكثر من مستحيلة وجارحة .. عندما استوعبت اخيرا تلك الكلمات بدأت تنزل دموعي بقوة لدرجة بانها لم تتوقف الا بعد ان انهكني البكاء بشدة وشعرت ببعض الدوار جراء ذلك .. فاستلقيت بتعب على الارض لدقائق .. قبل ان استقيم جالسة في مكاني من جديد وانا اشعر بخذر غريب في جميع أنحاء جسدي .. نظرت بضبابية الى قميصي قبل ان ارفع اصابع مرتجفة اليه واقفل ازراري العلوية واعيد ارتداء سترتي .. نهضت على قدمي بضعف وانا احس باني استنفدت كل قوتي بالبكاء .. خوفي وقلقي الكبير على دانييل الذي لم يعد منذ ان خرج قبل وقت طويل جعلني اخذ قرارا لا رجعة فيه .. خرجت للبحث عنه .. وحال أن ابتعدت قليلا عن الخيمة حتى لمحته جالسا على صخرة كبيرة كانت بقرب النهر. خطوت بضع خطوات نحوه قبل ان اتوقف وقد سيطر علي الخوف من ردة فعله .. تملكني التردد كثيرا لذلك بقيت في مكاني وفي نفس الوقت احسست بانه قد سمع خطواتي ويعرف بانني على مقربة منه اقف خلفه على بُعد خطوات قليلة .. مرت دقائق عدة ولم يتحرك من مكانه او يتكلم .. لكنني لاحظت بوضوح رغم ذلك قبضة يده التي كانت تنزف بالدماء .. كتمت شهقة بكاء قوية بداخلي وانا انظر الى الاذى الذي سببه لقبضته .. لابد بانه قد ضرب شيئا ما في هذا المكان .. اهي صخرة جذع شجرة ام ماذا؟؟


بتردد تكلمت:" دانييل .. عليك زيارة الطبيب .. ربما تكون عظام يدك قد تأذت؟"


لم ينظر ليده حتى لكنني انتبهت الا انه كان يحركها بسهولة .. فعلمت بانه لم يؤذيها سوى بجرح سطحي .. اطمأننت قليلا للأمر مع انني وددت لو انه يزور الطبيب لكي يضمد له جرحه ذاك .. توقفت عن تحديقي بيده التي كان يضعها على الصخرة بجانبه ونظرت الى جانب وجهه بجمود عندما قال:" يبدوا بان لديك ذكريات عميقة جدا مع خطيبك."


"ماذا تعني؟" همست بذلك له وانا اشعر بقمة الرعب في داخلي من فكرة ان يكون قد علم بما فعله رشيد .. لكنه صدمني اكثر عندما قال من دون ان يلتفت الي:" كنت تحبينه لدرجة انك مارست معه الجنس قبل زواجكما."


"ماذا؟؟"


التفت الي .. ففوجئت بألم عميق تجلى على ملامحه .. كان يبدوا وكانه يتعذب بقوة .. ولا احد يعرف مدى عذابه غيره .. لكنني كنت انا الاخرى اتعذب اشد منه لكلماته التي لم اصدق بانه هو من تفوه بها .. اكمل وهو ينظر الي بعينين معذبتين: "ربما اعتقدت بانني لا ادري شيئا عن اهمية عذرية الفتاة لديكم .. لكنني ادري وكما من حق أي رجل منكم ان يتزوج بالفتاة التي تكون له وحده ولم يسبق لاحد غيره ملكها .. استحق انا الاخر هذا."


"دانييل" تمتمت بذلك بعدم تصديق وانا أنظر إليه .. قبل ان ينهض من مكانه ويقترب مني بهدوء غريب .. وقف امامي فتلاقت اعيننا للحظات قصيرة تأملني فيها بخيبة امل كبيرة .. قبل ان يتجاوزني ويقول:" دعينا نذهب من هنا .. ما عادت لدي أي رغبة في البقاء."


.............


سارة


بعد يومين


"يبدوا بأن اسيل قد عادت الى البيت."


قال ذلك والدي وقد انفرجت اساريره عن ابتسامة مزيفة يدعي بها امام جاد بانه سعيد لعودة ابنته للبيت بعد نهار من الغياب .. كعادتها تعود حتى المساء .. شعرت ببعض الاضطراب من قدومها في نفس الوقت الذي يجلس فيه جاد معنا انا ووالدي يتناول القهوة .. لانني لم اكن مستعدة لكي تحرجني امامه فهي تكرهه بدون سبب .. صوت كعب حذائها كان يسبق خطواتها .. كانت متوجهة الى الدرج عندما توقفت في نصف طريقها اليه وقد انتبهت لوجودنا معها في البيت .. التفتت الينا ورفعت كلتا حاجبيها وهي تحدق الينا .. قبل ان تقترب منا بخطوات واثقة وتقول بغرور ظهر واضحا في نبرة صوتها:" مرحبا."


اجبت عليها التحية بينما والدي زم شفتيه وبقي ينظر اليها بترقب .. اما جاد فابتسم لها ببشاشة و حياها قائلا: "مرحبا اسيل .. كيف حالك؟ وكيف كانت رحلتك بالمغرب؟"


اردت بان تشق الارض وتبلعني .. فقد كنت متأكدة من انها ستجيبه بشيء وقح كعادتها .. لكنها جعلت فمي يفغر عندما جلست بجانبي على الاريكة واجابته قائلة:" بخير جدا .. كما ان رحلتي كانت رائعة بكل معنى للكلمة."


اغلقت فمي حال ان انتبهت لمظهري المضحك وانا احدق فيها بتعجب وابتسمت بتردد في وجه جاد عندما اعقب على كلامها: "لقد اشتقت لسارة كثيرا اثناء غيابها عني في المغرب لذلك قررننا بانه لا داعي لكي نتخذ وقتا اطول في التعرف على بعض اكثر مما فعلنا .. لهذا سنعلن عن خطبتنا رسميا بعد أسبوع في حفل صغير سنقيمه في بيتكم هنا."


"اه حقا؟؟"


"اجل." اجبتها هذه المرة انا بذلك وفي نفس الوقت كنت انتظر ردة فعلها بقلب متوجس .. لكنها فاجأتني اكثر عندما ابتسمت لي ابتسامة واسعة وهي تقول:" مبروك لك سارة لقد سعدت من اجلك."


بأسارير متهللة اجبتها وانا لم اصدق اقتناعها باختياري لجاد: " شكرا اسيل عزيزتي واتمنى لك الحظ السعيد ايضا."


حظ سعيد تمنيته لها من كل قلبي .. لأنني كنت اعرف بانني لن احظى به فما انا الا فتاة مخطوبة برجل لا اشعر باي شيء ناحيته غير الامتنان لأنه جاء في الوقت الذي انا احتاج فيه لشيء ينقذني من مشاعري المحرمة .. اعرف بانني سأظلمه معي لأنني احب رجلا اخر وهو شاب حسن الخلق لا يستحق هذا ولكنني اعد نفسي بان اكون الزوجة الصالحة التي سترافقه طيلة حياته وتكون بجانبه مهما كانت الظروف.


انتزعتني اسيل من افكاري عندما سألتني قائلة:" من سيستقبل حسناء في المطار؟ فهي ستصل بعد ساعتين."


اجبتها بأسف:" بصراحة لا احد سيستقبلها .. لقد اتصلت بي قبل قليل واخبرتني بأن رحلتها ستتأخر بسبب الطقس السيء ولن تصل هذا المساء كما انها لا تعرف متى ستصل غدا لذلك هي من ستاتي بنفسها الى البيت عندما تصل إلى بلجيكا هي ودانييل."


أومأت براسها بهدوء غريب لازمها منذ ان التقت جدينا في المغرب وحصلت تلك المواجهة بيننا.. إنها غريبة الاطوار لحد انها تصيبنا انا ووالدي بالصدمة لتصرفاتها .. شيء في داخلي يقول بأن هذا الهدوء ورائه عاصفة.


والعاصفة ابتدأت عندما سألنا جاد باستغراب قائلا:" لم ارى سائقكم رشيد .. مع ان كل من سيارتكم مركونة خارجا .. كنت اود ان ادعوه لحضور حفلة خطبتنا انا وسارة .. فمهما كان يبقى رجلا قد خَدَمَكُم لسنوات طويلة."


لفت انتباهي ان جاد لم يكن ينظر الي اثناء حديثه عن رشيد بل كان يحدق بنظرات غريبة الى اسيل التي بقيت على برودها وهي تبادله النظرات قبل ان تتفوه بشيء جعل الجميع يشهق:" رشيد قد رحل من هنا حال ان عدنا من المغرب جاد .. لقد عاد الى عائلته .. زوجته وطفله."


"ماذا؟؟ رشيد متزوج؟؟" هتف جاد بذلك وهو يحدق بعدم تصديق الى اسيل التي لم يرمش لها جفن وهي تصدمنا بذلك الخبر المستحيل .. اكدت اسيل الخبر بكل ثقة قائلة:" اجل رشيد متزوج وزوجته حامل.. الم تكن تعرف؟؟"


كان سؤالها الاخير موجها بوضوح الى جاد الذي اجابها وهو يتمالك نفسه من الصدمة:" لا لم اكن اعرف وكيف اعرف وانا تعرفت عليه فقط من مدة قصيرة عندما اتيت لبيتكم اول مرة."


رفعت اسيل احدى حاجبيها الانيقين عند سماعها لكلام جاد .. لكن الكل التفت ناحية والدي عندما قال بهدوء مخيف:" رشيد غير متزوج لا اعرف من اين جئت بهذه القصة اسيل .. رشيد فقط رحل لأنه حظي بعمل افضل مما كنا نوفره له."


بتحد وثقة كبيرين جدا أجابته اسيل:" لقد قلت لك بان رشيد متزوج .. أو تظن بأن رجلا في مثل سنه لن يكون قد كون أسرة."


من بين اسنانه هتف والدي بغضب: "اسيل لقد قلت لك بان هذه القصة غير حقيقية .. فأنا من اعرف رشيد لسنوات طويلة وليست انت."


نظرت بعدم تصديق الى والدي وقد كان غضبه الكبير مفاجأة كبيرة لنا .. كان محمرا من الغضب يكز على اسنانه بقوة وفكه متوتر .. كل ذلك فقط لخبر غريب اطلقته سارة عن رشيد .. وكان من المحرج حقا ان جاد انتبه للتوتر الذي حل علينا فجأة خصوصا شرارات الغضب الذي كان والدي يتبادلها مع اسيل .. فنهض واقفا على قدميه يستأذن بالذهاب وعندما اعترضنا انا ووالدي على ذهابه بتلك السرعة تحجج بالعمل الكثير المتراكم عليه والذي يجب عليه ان ينهيه بأسرع وقت ممكن .. لكي يرحل بعدها وقبل ان يفعل خص اسيل بنظرات غير مفهومة وكانه هو الاخر لم يستوعب ما قالته .. عندما تاكد والدي من رحيله اقترب من اسيل وامرها قائلا:" اتبعيني الى المكتب."


"لماذا؟"


اجابها بعصبية نادرا ما كان يستخدمها معها:" اسيل قلت لك اتبعيني لمكتبي سنتحدث هناك."


نهضت اسيل بسرعة من مكانها وهتفت معارضة امره:" لن ارافقك الى أي مكان لأنه ليس هناك ما نتحدث به .. رشيد متزوج وردة فعلك هذه تأكد لي بانك كنت تعلم بالأمر ولكنك تحاول إخفائه وهذا ما لا افهمه."


"انت مجنونة."


صرخت بغضب كبير وقد استفزتها كلمات والدي:" انا لست مجنونة .. بل هي الحقيقة ورشيد اخبرني بها بنفسه."


باستغراب كبير سألها والدي:" لما رشيد سيخبرك شيئا كهذا غير مسموح لاحد بان يعرفه."


حدقتْ بصمت في والدي لعدة دقائق قبل ان تقول له بهدوء حل عليها فجأة:" لا اعرف .. يمكنك ان تساله انت عندما تراه ثانية."


رقبناها انا ووالدي بصمت وهي تبتعد عنا لكي تصعد السلم بسرعة .. كان حوارا سريعا قويا صادما. تمتمت وانا انظر الى والدي الذي كان يبدوا عليه القلق الكبير:" ابي هل حقا رشيد متزوج وانت وهو اخفيتما امر عائلته عن الجميع؟؟"


التفت الي والدي وبانت الصدمة عل وجهه كمن انتبه اخيرا لوجودي .. اقترب مني بعدها وبحركة لم اعهدها منه سابقا وضع يده على خدي وقال:" ارجوك سارة انسي ما حصل تماما .. وانصحي اختك بالا تتحدث امام احد بذلك الامر."


لم اجيبه لأنني كنت غير قادرة على استيعاب شيء .. لذلك سألني ثانية:" هل ستنسين تماما هذا الكلام وكانه لم يكن؟"


"سارة؟؟"

رمشت بعيني عدة مرات قبل ان أومأ براسي بالموافقة .. عندها اقترب مني و طبع قبلة على اعلى راسي بعدها نظر الى عيني بحزن وقال قبل ان يرحل من امامي:" انت الوحيدة التي لا اجد صعوبة في التعامل معها ولا تصيبينني بالقلق عليك .. كما انني افتخر بك للغاية لأنك اخترت الرجل المناسب لكي تكملي معه حياتك عزيزتي."

حسناء
نظرت بصمت الى دانييل الجالس بجانبي في الطائرة .. منذ ان صعدنا اليها وهي يضع عصابة النوم على عينيه حتى ينام بهدوء .. كنت اعرف بانه متعب كما انا متعبة لاننا انتظرنا كثيرا في المطار حتى اعلن عن وقت الرحلة التي كانت قد تأجلت .. لكنني لم اذق طعم الراحة ابدا منذ ذلك اليوم المشؤوم في ذلك الوادي .. حاولت كثيرا بعدها ان اخبره الحقيقة .. لكنه لم يكن يعطيني أي فرصة. كان يتجنب لقائي والتحدث الي وحتى النظر الى عيني وكانه لا يريد تذكر ذلك اليوم .. كان صامتا طوال الوقت .. وماذا عليه ان يضيف بعد كل ما قاله لي .. لو يعرف كم المني بشدة وكم جرحني بقوله ذاك .. لو يعرف كم اعاني؟؟ لكنه لا يعرف شيئا كل ما يعرفه ان يظن بي السوء .. لم اتوقع ابدا بان دانييل سيحدثني يوما بتلك الطريقة .. سيكون انانيا ولا يسمح لي بان ابرهن له بانه هو الوحيد الذي يمتلك قلبي .. لقد كان في منتهى الانانية والقسوة معي .. لقد جعلني اندم لانني حاربت الجميع وحاربت مخاوفي وتزوجته .. اجل ندمت .. لانني اشعر الان بانني كنت مخطئة عندما ظننت بانه رجلا سيتفهمني بكل مساوئي والامي .. لقد اخطأت في هذا والان اصبحت اعيش مخاوف اكثر واكبر مما كنت اعيشها من قبل . الان اشعر بالخوف بقوة من ردة فعله عندما يعلم الحقيقة .. لا اظن بعد ما قاله لي بانه سيتفهم ما حصل لي .. دانييل ابدا ليس هو الرجل الذي توقعت ان يكون .. ولكنني مع ذلك متأكدة من شيء واحد بانني احبه حتى ولو ندمت لزواجي به.
"مرحبا .. اتحبين تناول شيء سيدتي؟"
قبل ان اجيب مضيفة الطيران .. فوجئت بدانييل يزيح العصابة السوداء عن عينيه ويطلب منها قهوته المفضلة .. عندها اشحت بوجهي بسرعة عنه .. وقد المني انه جعلني اظن بانه نائما بينما هو كان مستيقظا طوال الوقت .. سمعت بعدها المضيفة تعاود سؤالي ان كنت اريد شيئا .. فحركت راسي بالرفض من دون ان نظر اليها .. تجنبا للقاء بعيني دانييل .. امضينا تلك الثلاث ساعات على نفس الوضعية .. جسديا قريبين جدا من بعضنا .. ولكن روحيا بعيدين جدا عن بعضنا البعض وقد ألم كل منا الاخر بشدة.
وصلت الطائرة في الصباح الباكر جدا الى مطار بروكسيل .. وعندما خرجنا من المطار لم يكن هناك احد باستقبالنا .. كان ذلك شيئا متوقعا فلا أحد كان يعلم بموعد وصولنا بعد تأخر وصول الطائرة. عندما استقلنا سيارة الاجرة .. نظر دانييل الى ساعته وقبل ان يطلب من السائق ايصالنا الى بيتي التفت الي وقال ببرود:" الساعة الان لم تصل بعد الرابعة صباحا .. هل لديك مانع ان مررنا لبيتي اولا حتى لا نزعج اهلك منذ الصباح الباكر؟"
كنت ارغب بشدة برفض طلبه ولكنني لم استطع إذ شعرت باني لا استطيع ان اناقشه في أي موضوع .. فوافقت على امل ان نرحل بسرعة من بيته .. فأخر ما كنت اريده هو ان أتواجه معه بعد كل ما حدث.
كنت زوجته ولكني لم ارى ليوم بيته .. لذلك عندما وصلنا تفاجأت بانه يملك بيتا كاملا .. بيتا تحلم به أي امرأة ان تعيش فيه مع الرجل الذي اختارته شريكا لحياتها الا انا .. لان ردة فعل دانييل تلك اثبتت لي من جديد بان شخصا مثلي ذو ماض ملوث لا مستقبل له.. كان الظلام ما يزال حالكا .. فالشمس لم تشرق بعد في ذلك الصباح البارد .. لكن مع ذلك استطعت ان استكشف ملامح البيت من اضواء الشارع الساطعة .. كان بيتا ذو طابقين بنوافذ جميلة ومراب صغير يتسع لسيارة دانييل الضخمة لا غير .. نزلت من سيارة الاجرة انتظره بجانب البيت بينما هو بقي ينقد السائق أجرته .. وعندما رحلت سيارة الاجرة حمل الحقائب وتقدم مني .. فتح الباب وقام بتوقيف جهاز الانذار اولا قبل ان يعود ويحمل الحقائب بصمت .. فبقيت انا عند الباب انظر اليه وقد ترددت كثيرا بالدخول .. وعندما انتبه الى انني لم اتحرك من الباب ..استدار الي وبوجوم سألني: "ألن تدخلي؟"
"بلى." تمتمت بذلك بخفوت قبل ان اخطوا نحو الداخل .. تبعته في ممر منار بأضواء انيقة .. قبل ان نصل الى صالة جميلة بها ارائك عصرية وطاولة وضع عليها تلفاز كبير وكل الاجهزة المتعلقة به.. بجانب غرفة الجلوس تلك كانت هناك مساحة واسعة احتلتها طاولة طعام زجاجية كبيرة هي وكراسيها الستة .. وقد كانت الطاولة على مقربة من بابين زجاجيين يظهر منهما مسبح صغير مغطى و حديقة صغيرة بجانبه .. بينما على يسار طاولة الطعام كانت هناك باب مفتوحة .. من الوهلة الاولى عرفت بانه مطبخ البيت.
"سأحمل لك حقيبتك لغرفتي .. يمكنك ان تستحمي هناك وتغيري ثيابك قبل ان نتوجه الى بيتكم."
بسرعة هتفت:" لا أحتاج لهذا .. استطيع الانتظار حتى اصل الى بيت والدي."
نظر الي بنظرات لم استطع سبر غورهما .. نظرات جعلتني ابتلع غصة حلقي بألم .. كان هادئا بنظراته لكن ايضا مخيفا .. مستهزئا .. شبه ابتسامة ساخرة تراقصت على شفتيه القاسيتين وهو يقول:" لا تخافي بان اعيد ما كنت على وشك ان افعله قبل يومين .. لقد كانت تجربة سيئة جدا لي .. لن احب ابدا ان اوضع مرة ثانية في موقف كذاك .. لذلك كني مرتاحة من انني لن ازعجك بالإضافة الى أنني سأدخل إلى غرفة الضيوف هناك سأستحم في الحمام الملحق بها وأستريح قليلا حتى تطلع الشمس."
نظرت الى الارض حتى اخفي عنه الالم الذي تجسد على ملامح وجهي .. كل حرف من كلماته كان وكانه شفرة حادة تتفنن في تمزيق قلبي لكنني مع ذلك تحليت بقوة من حديد حتى لا ابرهن له بانه يؤذيني بكلماته تلك .. تركته يقودني الى غرفة نومه التي كانت في الطابق العلوي بجانب غرفتين أخريتين .. فتحها ودخل اليها اولا بينما انا لم ابعد عيني عن ظهره وانا اراقبه يضع حقيبتي على السرير .. قبل ان يستدير ويشير بيده لباب خشبية كانت بالغرفة قائلا:" هناك يوجد الحمام .. سأكون في الغرفة المجاورة ان احتجت لشيء ما."
لم انطق بشيء وهو الاخر لم ينتظرني حتى أجيبه .. فقد خطى بسرعة خارج الغرفة مقفلا الباب ورائه .. عندها اقتربت من السرير العريض ذو شراشف جميلة مميزة بلون ترابي دافئ وجلست عليه .. رفعت يدي الى وجهي امسح دمعة يتيمة نزلت على خدي .. ثم امسكت بحقيبة يدي وفتحتها لكي اخرج منها دفتر مذكراتي الذي لا يفارقني .. نظرت بحزن الى تلك المذكرات التي اهداني إياها دانييل في الماضي .. كم كان متفهما رقيقا معي .. كنت ما ازال هشة للغاية اكثر من الان وكلما كنت اراه او اتحدث اليه حينها اشعر به كبلسم لجراحي .. كنت احب الصمت والاستماع اليه فقط وكان هو الاخر لا يطالبني بالكثير أبدا .. تنفست بضيق لأفكاري تلك قبل أن أضع دفتر المذكرات على السرير بسرعة وانهض من مكاني عندما سمعته يدق الباب بهدوء قائلا من ورائه بصوت مرتفع:" المناشف ستجدينها في خزانة الحمام الكبيرة."
لم اجيبه بل توجهت بسرعة الى الحمام واقفلت الباب علي .. استحممت بسرعة قياسية ثم احطت جسدي بمنشفة كبيرة وجدتها في خزانة الحمام وشعري هو الاخر وضعت عليه منشفة صغيرة ناعمة حتى اجففه .. خطوت خطوتين خارج باب الحمام وعندها رفعت عيني انظر الى السرير الذي كان امامي .. ففتحت عيني على وسعهما وانا اراه جالسا على طرف السرير .. يمسك مذكراتي بين يديه يقرأها بإمعان .. صرخت بقوة فيه:" ما الذي تفعله دانييل؟"
لم انتظر اجابته وقد فوجئ بصرختي تلك .. فيبدوا بانه لم ينتبه لخروجي ابدا بسبب تسليط كل انتباه على ما هو مكتوب على ذلك الدفتر .. ركضت اليه كالمجنونة .. وعندما وصلت اليه خطفت دفتر المذكرات من يده بسرعة البرق .. نظرت الى الصفحة التي كان يقرأها .. فتمنيت لو انني لم اكن احب ان اكتب احيانا مذكراتي بالفرنسية.
قلت له بنبرة لوم: "ما كان عليك ان تقرأ مذكراتي."
" كنت فقط اريد رؤية الدفتر ولم أتوقع بان اجد بضع صفحات مكتوبة باللغة الفرنسية .. لكنني لست نادما ابدا لانني قرأتها."
رفعت اليه عيني بحدة انظر اليه بغضب شديد واستنكار لفعلته تلك وعذره الاسوء .. لكنه قابلني بهدوء مستفز حتى انه نهض من مكانه ووقف امامي بجسده الضخم وقال:" يُقال بأن المذكرات هي الوحيدة التي لا تحتوي على الاكاذيب بل فقط الاسرار الحقيقية لصاحبها."
كلماته تلك أدخلت الخوف لقلبي حتى عدت أحدق الى مذكراتي بقلة حيلة للخروج من ذلك الموقف الصعب .. مع انني لم اكن أدري ما هو الاصعب بالضبط .. هل هو انه اكتشف الحقيقة من مذكراتي ولم يكتشفها بنفسه .. ام مواجهتي له الان؟؟
"لقد كتبت فيه بانك تكرهين رشيد وتتمنين لو انك تنسينه هو والماضي الذي وصمك به."
لم اجيبه اذ التزمت الصمت بقوة وانا اكز اسناني على بعضهم انظر الى دفتر مذكراتي بعمق وكأنني اريد اختراق غلافها .. لذلك عندما لم يرى أي تجاوب مني سألني من جديد:" أي ماض سيء هذا الذي وصمك به رشيد؟"
كنت امسك بمذكراتي بقوة شديدة. تنفست باضطراب وانا ارفع عيني اليه وأقول بعصبية:" وهل هناك أسوء من ماضي معه .. كنت مخطوبة برجل متزوج خفية عني وكان ينوي فقط ان يتزوجني حتى اكون بمثابة جارية له بينما هو متزوج بأخرى ستمنحه الجنسية الاوروبية."
بقي ملتزما الهدوء ينظر الي بنظرات عميقة .. قال بعد ثوان من تأمله لي:" لقد كتبت في المذكرات بانك تحبينني .. أهذا حقا ما تشعرين به؟"
نظرت اليه لدقائق طويلة بصمت مميت وانا ازم شفتي بقوة .. وفجأة رميت دفتر مذكراتي على صدره بعنف .. لكنه تلقفه بسهولة قبل ان يتضرر الدفتر وامسكه بيده بينما انا هتفت فيه بصوت مهتز من الدموع التي بدأت تتجمع في عيني:" أنت أغبى رجل رأيته في حياتي."
احتل الوجوم وجهه وهو يحدق الي مستغربا من هستيريتي تلك ويقول:" هل هذا هو جوابك؟"
كنت اهتز في مكاني وصدري يعلو ويهبط من الغضب الذي تملكني .. صرخت فيه مرة اخرى:" ظننتك متأكد منذ البداية من حبي لك .. إلم تصدقني كان عليك ان تفهم هذا لوحدك عندما تراني تحديت عائلتي كلها من اجل ان اتزوجك هذا اذا لم تفكر كيف انني كنت ارفض الزواج تماما في البداية لانعدام ثقتي بالرجال وكيف اصبحت اثق فيك انت دون غيرك .. بالطبع هذا ليس بصدفة أيها الذكي."
رمى دفتر المذكرات بعنف على السرير قبل ان ينظر الي بغضب تفجر فيه هو الاخر وصرخ قائلا:" وكيف تريدينني ان افكر في كل هذا وانت ناديتني باسم رشيد عندما كنت بين أحضاني .. اتعلمين كم جرحني هذا؟؟ كم المني؟؟ كم صدمني؟؟"
"انا لست احبه ولم اكن اتخيله هو بدلا منك بالطريقة التي تعتقد .. انت فقط تسرعت في الحكم علي .. فقط لأنني نطقت باسمه .. لذلك انا من علي ان أسألك هل تعرف كم جرحتني والمتني وصدمتني فيك؟؟"
تقدم مني ومد يده لكي يقربني إليه .. لكنني أبعدت يده عني بعنف غير مهتمة بالشيء الذي تعثرت به والتي كانت فقط منشفة راسي وانا ارتد الى الوراء رافضة تماما ان يلمسني .. لكنه اقترب مني فجأة وجذبني من كلتا ذراعي بسرعة لم تترك لي مجال لكي اهرب منه .. اصطدمت بصدره بقوة في نفس اللحظة التي شعرت بان ما يستر جسدي بدا بالانفلات.. فتذكرت لتوي بانني لا اغطي جسدي سوى بمنشفة كنت اعرف بانني حال ان ابتعد عن دانييل ستنزل المنشفة عن جسدي .. لذلك كتمت شهقتي بقوة وانا استمع اليه يقول وهو يعصرني بين ذراعيه:" انا أصدقك كما أنك على حق بوصفك لي بالغبي .. انا حقا غبي لأنني شككت فيك.. لكنني لم اتحمل فكرة انك اقمت علاقة خاصة مع ذلك الحقير لكنني اعتذر لانني لمتك على شيء مضى .. فانا الاخر كانت لدي علاقات خاصة مع فتيات كثيرات قبل ان احبك."
تضاعف غضبي كثيرا لكلماته تلك .. لذلك دفعته عني بقوة استجاب معها عندما ابتعد عني ناسية امر منشفتي .. شهقت بقوة عندما كادت تنزل من على جسدي لو لم يمسكها دانييل بإحكام حتى تبقى مغطية جسدي .. متفهما للإحراج الكبير الذي كنت أشعر به .. لم استطع النظر اليه لكنني كنت اشعر بحرارة انفاسه وهو يلفظها بالقرب من وجهي .. رفع احدى يديه الى وجهي ومررها على خذي نزولا على رقبتي ثم كتفي .. كنت مغمضة العينين اشعر بلمساته الرقيقة باستسلام بدا يتسلل الى داخلي .. تمتمت وانا افتح عيني بحزن:" اخر شخص توقعته ان يجرحني في اعماقي هو انت دانييل."
اقترب من وجهي كثيرا .. فنظرت اليه بتوتر قبل ان يطبع قبلة رقيقة جدا على الدمعة الوحيدة التي بقيت عالقة على خدي .. احسست به يمسحها عن خذي بشفتيه .. داعبت انفاسه خذي وهو يهمس لي:" سامحيني .. اعدك بانني لن اؤلمك من جديد."
"سامحتك دانييل .. سامحتك." قلتها له بكل صدق وانا ارى ابتسامة سعادة ترتسم على شفتيه في نفس الوقت الذي كنا نتشارك فيه انفاسنا .. لمس شفتي بعدها بشفتيه يقبلني برقة لم اعهدها منه من قبل وكانه يغريني حتى أسامحه عن كل اخطائه التي ارتكبها معي .. مع انني بداخلي كنت اعرف بانه مازال يفكر بي بطريقة خاطئة وما كان يشفع له هو انه لم يكن يتعمد ان يؤلمني. هو يظن ما يراه وما سمعه وما نشأ عليه .. لذلك كنت متأكدة من أن دانييل مهما كان رجلا متفتحا على الثقافات الاخرى ومتفهما لي للغاية .. لكنه يبقى ذو افكار مختلفة عني .. ورغبة كبيرة احتدمت بداخلي بان اخبره كم هو مخطا في اعتقاده بشأني وبشأن رشيد .. تلك الرغبة ولدها في هو بحبه الكبير لي وحنانه ورقته التي ما عدت استطيع ان اتذكر معها أي شيء اخر غير انني انا الاخرى رغبت بقوة بان انسي كل ماضي مع رشيد.. رغبتي كانت قوية وحبه كان اقوى اذ انه جرفني معه في عالم العشق الذي لم يكن ابدا يخص رشيد الذي حاول حتى اخر لحظة ان يحطم مشاعرنا تلك عندما دفعني دانييل بلطف حتى نسقط معا على السرير .. لكنني نبذت أي ذكرى لي مع رشيد كان هناك فقط الحاضر .. الحاضر الذي ربما اعطى مسارا جديدا لحياتنا وربما لا.
وعده كان صادقا وفي نفس الوقت كنت اشعر بيديه تزيحان المنشفة عني لكنني لم استطيع منعه اذ شعرت بانني غرقت في بحر عميق من مشاعر جديدة تماما علي: "لا تخافي .. كوني متأكدة من انني لن أؤذيك أبدا."
يتبع...



التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة كرم ; 19-07-12 الساعة 07:09 PM
maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 19-07-12, 06:57 PM   #4473

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

اسيل
"سحقا.. سحقا."
قلت ذلك وانا اتخلل شعري بيدي بتعب كبير .. لم اعرف لما سهرت طيلة الليل وانا احاول جمع اشلاء صورته التي مزقتها من دفتر مذكراتي قبل اسبوع .. لما احتفظت اصلا بتلك الاجزاء من الورقة وها انا احاول تجميعها وتعديلها من جديد حتى تصبح صورة كاملة .. لكن الامر لا ينجح معي .. مع كل التعب والانهاك الذي اشعر به الا انني مصممة على تعديل الصورة حتى ارى وجهه من جديد .. لقد المني كثيرا وحاولت محاربة ذكراه لكنني اشعر بانني غير قادرة على هذا .. غير قادرة على العيش بدونه .. لا استطيع ان انسى ذكرياته معي لا اريد ان امحي ذكراه من عقلي وقلبي كما لا اريد ان تضيع صورته الوحيدة التي رسمتها بيدي مني .. "رشيد." تمتمت بذلك بألم شديد وانا المس بأصابعي جزءا صغيرا استطعت ان الصقه من الصورة فكون محيط عينه .. سالت نفسي بحزن قائلة: "لما يحصل هذا معي؟؟ لما اعاني نفس المعاناة التي عانتها والدتي."
لو تعرف والدتي كم احتاج اليها الان .. اود لو تعلم بمدى الامي حتى تخفف عني و تعدني بان الزمن سيداوي جراحي كما داوى جراحها هي .. لكنني اشعر الان بانني لا استطيع مواجهتها او حتى التحدث اليها للاطمئنان عليها . اشعر بانني ظلمتها عندما لمتها على حبها لرجل متزوج .. اعرف الان بانها ما كانت تستطيع التحكم في نفسها كما يحصل معي الان .. لا استطيع مواجهتها او طلب السماح منها .. لكنني اعدها واعد نفسي بانني لن اكون ضعيفة مثلها لن ادع حبي لرشيد يحطمني .. وسأستمر في حياتي .. ولكنني سأضل على كرهي للرجال .. وأولهم رشيد وعثمان .. وسيدفع الثمن كل من يحاول اذيتي امثال جاد .. فهو الان اصبح عدوي اللدود ليس فقط لأنه يخدع سارة بل لأنه كان يعرف رشيد.
................
حسناء
بصوت مرتجف باك وانا اضم شرشف السرير الى صدري قلت:" لقد وعدت بان لا تؤذيني."
"ولماذا لم تخبريني من قبل بانك ما زلت عذراء؟"
كلماته تلك زادت من تعذيب ضميري لي .. فزادت شهقات بكائي تلقائيا ..أخفيت وجهي بين ركبتي وانا اضم ساقي الي .. ابكي بحرقة على ما ارتكبته من خطأ فضيع .. كيف لم امنعه الا بعد فوات الاوان؟؟ احسست بيده على كتفي العاري فانكمشت على نفسي اكثر .. وهو الاخر ابعد يده عني وسمعته بعد ذلك ينهض من السرير يرتدي ثيابه التي كانت مرمية على الارض وبعدها اقترب مني من جديد وجلس على حافة السرير من الجهة التي كنت اجلس عليها .. سمعته يقول:" تعرفين بانني لم اكن اعرف بانك عذراء .. لقد ظننت بانك سبق واقمت علاقة مع خطيبك السابق لأنه كان مقربا جدا لك بالإضافة الا انكم كنتم على وشك الزواج."
تمتمت بصوت متقطع وانا ما زلت على حالي ابكي مخفية دموعي :" انا لا اصدق بانني خنت ثقة عائلتي في .. لا اصدق ما فعلت."
"انت لم تفعلي شيئا صغيرتي .. انت زوجتي وما حصل بيننا امر طبيعي."
"لا."
قال بسرعة يطمئنني:" عائلتك لن تغضب منك ابدا .. اعرف بان شرط عائلتك كان الا ان نكمل زواجنا الا عندما تنهين دراستك الثانوية وذلك لن يحصل قبل ستة اشهر وشرطهم هذا كان بسبب خوفهم من ان تهملي دراستك بسبب مسؤوليات الزواج .. لكنني ساعدهم بانني سأحرص بنفسي على ان تكملي دراستك وتأخذي شهادة الثانوية وحتى الجامعة وانت معي ببيتي."
حركت رأسي بين ذراعي من دون ان ارفعه اليه وقلت ببكاء مرير وانا اشعر بانه لن يفهم أبدا المشكلة التي اوقعت بها نفسي:" دانييل الامر ليس بهذه السهولة .. عائلتي لن تسامحني على ما فعلته ابدا .. انت لن تفهم عاداتنا وتقاليدنا كلها .. ستكون مصيبة ان عرفوا باننا اقمنا علاقة مع بعض سرا بدون علم الجميع."
هتف بغضب عندما نفذ صبره:" من قال بان علاقتنا هي سر؟"
"دانييل اهلي لا يعرفون باننا..." لم استطع ان اكمل اذ كان الامر فظيعا لي ما فعلته بعائلتي .. لكنني فزعت عندما قال:" حسنا اذا كان هذا الامر يقلقك سأخبرهم الان."
"لالالا." صرخت بذلك وانا ارفع راسي اليه اخيرا وبدموع تجمدت على وجنتي اكملت بقوة:" اياك دانييل اياك وان تخبرهم بشيء."
تأملني لدقائق طويلة بصمت ولم يتكلم الا عندما تحدثت انا ثانية متوسلة اياه:" ارجوك دانييل أتوسلك لا تخبر احد عن ما حصل بيننا .. اعتبر وكان شيئا لم يحصل."
بعناد قال:" ولكنه حصل .. انا لا أريد ان انتظر بعد الان ستة اشهر حتى اكون معك كزوج وزوجة."
غطيت وجهي بيدي وانا اهتف: "يا ربي ساعدني."
يتبع ...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 19-07-12, 06:58 PM   #4474

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

سارة
طرقت الباب بهدوء ولم اسمع أي استجابة منها لطرقاتي .. لذلك فتحته وانا حريصة على الا اصدر صوتا يزعجها فربما هي ما تزال نائمة .. اقتربت ببطء منها حيث كانت مستلقية على سريرها تغطيها الاغطية من أسفل قدميها حتى رقبتها .. وقفت بجانب سريرها على ناحية يمينها عندها فاجأتني عندما فتحت عينيها فجأة فاتضح لي بانها كانت مستيقظة .. سالتها بابتسامة عريضة:" عروستنا الصغيرة لن تنزل لتناول الغذاء؟"
أشاحت بعينيها عني ولم تظهر السعادة على وجهها وهي تقول لي:" لا اشعر بالجوع .. اريد فقط ان انام فانا مازلت متعبة من السفر."
كان فعلا يظهر عليها التعب الشديد ولكن هل ذلك فقط بسبب السفر؟؟
" ماذا بك حسناء؟ لا تبدين لي بخير.. هل تشاجرت في الطائرة مع دانييل؟ .. فعندما اوصلك في الصباح الى البيت بعد قدومكما من المطار كنتما صامتين واجمين بشكل غريب جدا .. صحيح بانك كنت تحاولين التصرف بطبيعية ولكن ابتسامتك كان من الواضح عليها بأنها مزيفة وتخفي حزنا عميقا خلفها."
لم اتلقى منها أي اجابة او ردة فعل على كلامي ذاك .. لذلك جلست عل طرف سريرها وربت على كتفها قائلة:" حسناء من الطبيعي ان تكون هناك مشاكل بين الزوجين خصوصا الزوجين الجديدين تكون بينهما مشاكل عديدة وتبتدأ من اليوم الاول للزواج .. لكنها عادة مشاكل صغيرة وتافهة للغاية .. مع الوقت عندما تتذكرين الاسباب التي كنتما تتشاجران عليها ستضحكين على نفسك كثيرا."
"ليس هناك مشاكل بيني وبين دانييل."
"حقا؟؟"
"حقا." اجبتني بعناد وتصميم .. فتركتها على راحتها مع انني كنت متأكدة من انها تواجه مشكلة ما .. فحتى عيناها تفضحان كذبتها تلك بانها بخير .. فهما حمراوان تدلان على بكائها لوقت طويل .. لكنني لم اريد ان أضغط عليها وفضلت بأن تخبرني بنفسها عندما تحب ذلك عن ما تواجهه من مشاكل مع دانييل الذي انا متأكدة بانه لن يدعها حزينة هكذا لوقت طويل.
قلت مغيرة الموضوع: " حسناء لم اخبرك بعد باننا سنقيم حفلة في بيتنا بعد اسبوع وقد بدانا بتجهيز كل شيء منذ الان .. ستكون حفلة خطبتي انا وجاد."
"مبروك."
ابتسمتُ لتلك الكلمة المختصرة والتي نطقت بها باقتضاب من دون ان تنظر إلي حتى .. وقلت بمرح متظاهر:" اليوم لدي موعد مع مصممة ازياء مغربية .. احب لو تأتين معي .. ربما تختارين ايضا شيئا لنفسك كما ستفعل اسيل .. فهي تساعدني على التجهيزات ايضا."
نظرت الي اخيرا بعينين متعبتين وقالت بنبرة متأسفة:" لا استطيع سارة انا اسفة حقا ولكنني اشعر بتعب كبير .. لا اريد النهوض من هذا السرير طيلة اليوم."
"لن ارتاح ان تركتك بالبيت بهذه الحالة."
اجبتني بسرعة قائلة:" كوني مطمئنة سارة انا بخير .. فقط اشعر بنعاس شديد ولا رغبة لي بالخروج."
مططت شفتي بيأس لإصرارها الكبير على عدم مرافقتنا .. لذلك نهضت من مكاني وانا اقول لها:" حسناء كما تريدين مع انني كنت اتمنى لو ترافقيننا."
"في المرة القادمة."
أومأت لها وانا احاول الابتسام لها قبل ان اقول:" سأذهب الان لتناول الغذاء مع والدنا .. وساترك لك الاكل في الثلاجة حتى تأكلي عندما تشعرين بالجوع .. كما انني سأتصل بك كل مرة للاطمئنان عليك."
خرجت من غرفتها بعد ان لاحظت عدم رغبتها في مناقشتي اكثر من ذلك .. توجهت بخطى هادئة الى الطابق السفلي .. وهناك وجدت والدي ينتظرني على طاولة الطعام .. قلت له وانا اجلس بجانبه:" يبدوا باننا سنتناول الغذاء فقط انا وانت والدي .. اسيل كالعادة لن تأتي الى البيت في هذه الساعة وسنلتقي بها عند المصممة وحسناء لا ترغب بشيء غير النوم الان."
"لو كان دانييل هنا .. لقامت من سريرها بسرعة الطائرة وجلست تأكل معنا.. فهي لا تستمع الا لكلامه هو وكانه قد نومها مغناطيسيا."
"ابي." قلت ذلك غير مصدقة القسوة والمعاملة المجحفة التي اصبح يوجهها لحسناء منذ ان ضربت بكلمته عرض الحائط وتزوجت بدانييل:" ابي انا منتبهة جيدا انك لا تحدث حسناء .. عليك ان تتقبل بانها تحب دانييل ودانييل يحبها فما المشكلة ان كانت تستمع لكلامه؟"
اجابني بثقة كبيرة:" سترين بان دانييل لن يسعدها .. فقط انتظري وسترين بانني كنت محقا في كلامي ورفضي له."
تنفست الهواء بضيق قبل ان اقرب صحن والدي وأبدأ بوضع الاكل له واضعة في نفس الوقت حدا لنهاية حوارنا:" من الافضل بان نتناول غذائنا بهدوء والدي فقد سئمت من نفس الموضوع."
....
في متجر المصممة الكبير التي كانت معروفة بعروض الازياء للقفاطين المغربية التقليدية في اوروبا .. هناك التقينا جميعا انا واسيل وجاد الذي صمم على القدوم معنا .. وقد كانت مبادرة جميلة منه لمحاولاته التقرب مني بقوة قبل زواجنا .. بمرافقته لي اثناء تجهيزاتنا للخطوبة حتى والدي الذي اوصلني الى عند المصممة فضل انتظاري مع جاد في صالة الاستقبال يتناولان القهوة التي قدموها اليهم. فقد كان والدي سعيدا جدا بمساعدتي على التجهيزات لخطوبتي وانا الاخرى كنت اسعد لسعادته ولافتخاره بي فذلك ما شجعني اكثر على القرار الذي اتخذته بالزواج من جاد الرجل الذي لن امنحه قلبي لان اخر امتلكه قبله .. مع انني كنت حزينة جدا من الداخل لأنني لم ارى او اسمع أي خبر عن بيتر منذ ان عدت الى بلجيكا .. فيبدوا بانه قد نسي امري .. كما نسيت الصحافة امر الفتاة المسلمة التي يحبها بيتر يانسنس عندما لم يُأكد لهم أي شيء بأن الخبر صحيح.
اخترت بضعة قفاطين اعجبتني ودخلت الى غرفة التبديل .. بعد ان دخلت اسيل قبلي تجرب قفطانا اعجبها .. وبدأت بحل أزرار قميصي الذي كنت ارتديه فوق ملابس رقيقة .. لكنني توقفت عن ذلك قبل ان اكمل حل الزرين الاخيرين عندما سمعت ضجيجا في الخارج.
كان صوت احدى البائعات التي كانت في استقبالنا بجانب صوت مديرتها المصممة:" سيدي لا يمكنك الدخول عنوة الى غرفة تبديل الثياب هذا ممنوع."
"سأتصل لك بالشرطة."
"اذا اتصلي لأنني لن اتحرك من هنا قبل ان اجد حبيبتي."
"يا إلهي." قلت لذلك في نفسي عندما وصلني صوته .. كانت نبرة صوته التي لا يمكن ان انساها .. فتحت عيني على وسعهما عندما فتح باب الغرفة علي بقوة .. فتلاقت اعيننا .. تلك العينان الزرقاوان ثانية.
"هل انت مجنون ماذا تفعل؟"
صحت بذلك في وجهه عندما دخل الى الغرفة الصغيرة التي كنت ابدل فيها ثيابي.. لم يجبني على سؤالي بل اقفل الباب بإحكام بجعله لي اسند ظهري على الباب محاصرا اياي بذراعيه حتى لا يستطيع احد الدخول علينا مثلما فعل هو .. قال من بين اسنانه وقد رأيت بان غضبا متهورا سيطر عليه فأصبحت عينيه الزرقاوان كبحر هائج يأخذ كل من يحاول ان يعانده: " انا مجنون بك.. لقد هربت مني لأسبوعين ولم اعرف بعودتك الا اليوم.. اتعرفين كم عانيتُ في هاذين الاسبوعين؟؟"
قلت محاولة ان اقنع الرجل الذي كان متغيرا علي كثيرا .. غير مصدقة بأن اسبوعين استطاعت ان تغيره من رجل عاقل الى رجل مجنون بالغضب:" بيتر .. انت رجل رزين وتحسب لكل خطوة قبل ان تقوم بها الف حساب لذلك لا تتهور ارجوك عائلتي هنا بالخارج."
اجفلت بقوة عندما صرخ في وجهي قائلا:" هل تخافين من ان يراك زوجك المستقبلي سارة وانت هنا معي؟؟ الرجل الذي فضلت ان تمضي معه حياتك كلها بتعاسة فقط حتى لا تكوني مع من تحبينه لأنه ليس من دينك؟؟"
"سارة؟؟"
اطلقت شهقة لسماعي صوت جاد القلق وهو يناديني بقوة من الخارج لكي اسمع والدي هو الاخر يصرخ قائلا:" سارة افتحي الباب."
.................
اسيل
نزعت عني القفطان الذي كنت أجربه وارتديت ثيابي بسرعة عندما كنت اسمع تلك الضوضاء في الخارج .. خرجت من غرفة تبديل الملابس في اللحظة التي وجدت فيها بائعتين ترافقان عثمان وجاد يقفان عند باب غرفة التبديل التي دخلت اليها سارة . كانت البائعة تشير الى الباب قائلة:" لقد قال بانها حبيبته ودخل الى غرفتها."
دقات قلبي كانت تدق بسرعة البرق لكلام البائعة واكثر لهستيرية عثمان وهو يطرق الباب على وشك ان يكسره صارخا:" سارة افتحي الباب."
اقتربت منهم بسرعة في نفس اللحظة التي فُتح فيها الباب .. فتحت عيني على وسعهما بذهول .. لان ليست سارة من فتحت الباب بل كان بيتر .. والمصيبة بانه كان يمسك بذراع سارة التي كانت من دون غطاء راسها وازرار قميصها مفتوحة.
"سارة" تمتم جاد بذلك غير مصدق ما يراه .. بينما سمعت انا شهقات مستنكرة من البائعات للمنظر الذي كان امام اعينهم .. قبل ان ارى دموع سارة وعدم استيعابها لما يحصل وكأن بيتر هو الاخر فاجأها بفتح الباب في تلك اللحظة .. نظرت الى دموعها وقد شعرت بذنب كبير .. انا من اتصلت ببيتر واخبرته عن عودة سارة وانا من اخبرته عن مكانها الحالي عندما اصر على معرفته لكنني لم اتوقع بان المجنون سياتي لمتجر الازياء من اجل ان يرى سارة امام الجميع .. لقد اصبح حقا مجنونا بها.
"سارة ما هذا؟"
كان ذلك صوت عثمان المصدوم .. راينا سارة تنفض ذراعها بقوة عن بيتر واستدارت بسرعة تجلب معطفها الذي كان على معلقا على مشجب الغرفة .. ارتدته بسرعة كبيرة والجميع يراقب حركاتها الخرقاء بسبب التوتر الكبير الذي كانت تعانيه وبنفس الاضطراب والسرعة وضعت غطاء راسها على شعرها .. لكنها قبل ان تجيب عثمان .. خطى بيتر خارج الغرفة وبكل ثقة وجرأة تجاوز عثمان ووقف امام جاد يواجهه بكل قوة قائلا:" سارة امرأتي انا وليست لغيري."
امسك جاد بياقتي معطف بيتر بسرعة عندما استفزته كلمات بيتر وجرحت بكرامته وهو يصرخ في وجهه قائلا:" من تظن نفسك ايها الوقح لكي تقول هذا الكلام عن خطيبتي."
بيتر هو الاخر لم يكن ابدا رجلا متسامحا .. بل انفجر غضبه لحظتها فدفع عنه جاد بقوة ارتطم بها على الجدار من خلفه وبيتر يقول له من بين اسنانه وهو ينفض ياقتي معطفه بطريقة درامية وكان حثالة هي من لمست معطفه الثمين:" عن أي خطيبة تتحدث .. خطيبتك التي لا تشعر بشيء ناحيتك وكأنك حجر يتمشى على قدمين . ام خطيبتك التي تحب رجلا اخر واعترفت بهذا امام جميع موظفيه."
"انت يجب على احد ما ان يلقنك درسا."
قالها جاد وهو يقف على قدميه بثبات يقترب من بيتر بنية الدخول معه في شجار .. لكن عثمان صرخ فيه طالبا اياه بالتوقف في مكانه فامتثل جاد له كالذليل .. بينما انا بداخلي كنت اشعر بمشاعر كثيرة .. بالذنب لان سارة كانت اكثر واحدة فينا مصدومة مما يحصل لها .. وبنشوة سعادة غريبة لأنني رأيت جاد يعاني وضعا مذلا له كذاك .. صمت الجميع في انتظار عثمان ما سيقوله والذي اقترب من سارة ووقف امامها بهدوء يخفي خلفه غضبا يسحق الصخور .. وسألها بلهجة مخيفة:" سارة هل ما يقوله هذا الرجل صحيح؟"
لم تجيبه سارة اذ بقيت تنظر الى عثمان بجمود .. فأعاد سؤاله من بين اسنانه المطبقة قائلا:" سارة هل فعلا انت على علاقة مع هذا الرجل؟؟ هل تحبينه كما يدعي؟؟ اثبتي لنا العكس ان كان كلامه فقط ادعاءات كاذبة."
"سيدي انه هناك الذي اثار المشاكل في محلي."
كانت تلك مصممة الازياء وصاحبة المتجر قادمة ناحيتنا وترافقها الشرطة رجل وامرأة بلباسهم الرسمي الازرق والابيض .. فكرت بان ذلك ما كان ينقصنا .. كانت صاحبة المتجر تشير بسبابتها الى بيتر الذي لم تتغير ملامحه من الاستهزاء الذي كان يكتسحه أبدا .. تقدموا من بيتر الذي قدم لهم بطاقته الشخصية عندما طلبوا رؤيتها .. رفع الشرطي عينيه عن البطاقة وبهدوء سأله:" ما المشكلة سيد بيتر؟؟ فصاحبة المتجر تقول بانك قد تهجمت على الغرفة التي كانت بها الشابة سارة؟"
بكل هدوء وثقة في نفسه اجابهم وهو لا يبعد عينيه عن سارة:" هذا الكلام غير صحيح . كل ما فعلته انني اردت التحدث مع المرأة التي تحبني واحبها."
رأيت عثمان يضغط على اسنانه بقوة شديدة يحاول ان يهدا من نفسه والا يلقي بالا على استفزاز بيتر له بذلك الشكل الكبير من خلال كلماته الجريئة الواثقة .. وجه هذه المرة الشرطي سؤاله لسارة يسالها ان كانت تؤكد صحة كلام بيتر .. لكنها بقيت صامتة .. وقد كانت حالتها نفسية واضحة بانها مزرية .. لذلك تحدثت الشرطية بعملية قائلة:" سيد بيتر لو اثبت لنا ما تقوله صاحبة المتجر فسيكون علينا ان نصطحبك معنا الى مركز الشرطة."
"هو لم يقم بشيء سيء .. لقد اراد فقط التحدث الي."
التفت الكل الى مصدر الصوت سارة .. وقد ظهرت المفاجأة على وجوه الجميع لكلمات سارة المدافعة عن بيتر الذي اعتلت شفتيه شبه ابتسامة منتصرة .. فراينا الاستغراب الكبير على وجه صاحبة المتجر قبل ان تقدم اعتذارها للجميع بتردد ونبرة صوت مازالت مستغربة من ذلك الوضع .. من خطيب كان ينتظر خارجا وخطيبته تتحدث في غرفة تبديل الثياب مع رجل بلجيكي اقتحم المكان بجرأة كبيرة .. الشرطة هي الاخرى وجهت تحذيرا لبيتر وسارة :" لا يجب ان يتكرر الامر ولو اردتما التحدث الى بعض فبدون ان تثيرا الشبهات."
بيتر لم يجب بشيء على ذلك الكلام بينما سارة وأومأت برأسها لشرطيين تعدهما بانها لن تكرر خطا هي في الحقيقة لم تقم به ابدا .. بل فقط تحملت مسؤوليته وذلك كان واضحا لكي تنقذ الرجل الذي كانت تموت حبا فيه .. رحل جاد والشرطة ما تزال تحيط بنا . رحل من دون ان ينبس ببنس شفة .. لكنني لم انسى ان ارمقه بنظرات مستهزئة منه للغاية وهو الاخر لاحظ جيدا نظراتي تلك قبل ان يرحل .. شعرت بسعادة لا توصف لأنني تخلصت من امر جاد حتى ولو كنت قد المت قليلا سارة بالطريقة التي تخلصت بها من جاد .. عثمان هو الاخر لم ينتظر كثيرا اذ انه تبع خطوات جاد الى الخارج بعد ان رمى سارة بنظرات مؤلمة جدا .. جعلت دموع سارة تنزل من عينيها .. فلم يبقى سوى الشرطيين ينتظرون رحيل بيتر وسارة عن المكان .. تحركت من مكاني عندما طالبتني سارة بصوت لا حياة فيه قائلة:" هيا نذهب اسيل."
لكن بعد ان ابتعدنا عن بيتر ببضع خطوات سمعناه يناديها قائلا:" سارة انتظري لا يمكنك الذهاب بهذه السهولة."
رايتها تزفر الهواء بضيق شديد قبل ان تلتفت اليه وتقترب منه وتقول له بنبرة متوسلة:" بيتر لا حاجة لكي تثير المشاكل اكثر مما فعلت . واعلم بانه حتى لو افسدت زواجي من جاد فالأمور بيننا لن تتغير ابدا لأنني لن اتزوجك حتى لو حطمت حياتي كلها."
رحلنا بعدها وادرت محرك سيارتي اوصلها الى البيت .. بيتر هو الاخر لم يتجرا على اللحاق بنا بعد كلمات سارة تلك .. وفي داخلي كنت اظن بانه ربما يكون بعد كل ما فعل قد يأس من حب سارة .. لكنني حافظت على صمتي في السيارة خصوصا وانني كنت ارى بطرف عيني دموع سارة التي ابت ان تتوقف ..كانت تنظر الي الطريق بجمود وبين الحين والاخر تطالبني بخفوت بان ازيد من السرعة حتى نلحق بعثمان في البيت .. عندما اوقفت السيارة امام البيت لم تنتظرني حتى ادخلها للمراب .. بل خرجت منها مسرعة ناحية الباب .. دخلت الى البيت وتركت الباب مفتوحا .. انا الاخرى تركت سيارتي بالخارج وركضت ورائها .. لكنني توقفت في وسط الصالة الكبرى عندما رأيتها تقف امام عثمان الذي كان يجلس بتفان على اريكة عريضة يمسك بيده كاسا من الشراب وعلى الطاولة قنينة من الويسكي كان من الواضح بأنه فتحها لتوه .. كان ينظر الى كاسه الذي بيده من دون أن يواجه سارة التي كانت تتوسله قائلة:" ابي الامر ليس كما تعتقد .. لم يحصل بيني وبين ذلك الرجل أي شيء .. انا مازلت ابنتك..."
لم تكمل كلامها اذ قاطعها بهدوء وهو ما يزال ينظر الى محتوى كاسه:" اتعرفين سارة ما هو المؤلم جدا في الامر .. انني كنت اراك انت قدوتي .. كنت اعرف بانني اب سيء .. ولكنني كنت سعيدا لان اولادي ليسوا سيئين مثلي .. خصوصا انت سارة .. كنت اتمنى دوما ان اكون بأخلاق ابنتي الكبرى .. لذلك كنت افتخر بك للغاية حتى ولو لم اقلها لك .. كنت اسعد دوما لرؤيتي لك بتلك الشخصية الملتزمة الرائعة النقية والتي اوهمت الجميع بها"
قال كلماته الاخيرة الصادمة لسارة وهو يرفع عينين غاضبتين اليها .. قبل ان نفزع كلتنا ونطلق صرخات عالية عندما رمى الكاس بعيدا على الارض فاصدر صوتا قويا بينما محتواه يجري على الارضية الامعة .. نهض واقفا على قدميه وتقدم من سارة ولاول مرة رايته يمسك سارة من كلتا ذراعيها ويهزها بعنف قائلا وقد اعماه غضبه:" لقد خنتي ثقتك بك كما فعلت والدتك .. لقد اذقتني طعم الخيانة مرة ثانية بعد ان ظننت بانني تجاوزته .. لقد اثبت لي بانني فعلا كنت غبي ومخطأ للغاية عندما ظننت بانك لن تريثي خداع والدتك والخيانة الدائمة التي تجري في دمائها."
لا يعقل والدي بانك ستفعلها .. لا يعقل بانك ستؤلم سارة بهذه الطريقة .. بماض لا تدري عنه شيئا .. لا يعقل بانك جننت لكي تظن ذلك بابنتك سارة.. يا الهي ما الذي ستتسببين به اسيل لأختك؟؟
تركها فجأة حتى ارتدت خطوات الى الوراء قبل ان تثبت قدميها على الارض من جديد .. بقيت تنظر اليه بصدمة غير فاهمة ما قاله .. بينما انا كنت احدق اليه بتوسل الا يتهور والا يدع غضبه يهدم كل جهوده التي قام بها لإخفاء ماضيه مع زوجته الاولى حتى لا يؤلم سارة.
"ما الذي تقوله ابي؟"
اجابها بهتاف قوي:" سترين سارة الان ما اقصده."
يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 19-07-12, 07:00 PM   #4475

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

استدار وبخطوات كبيرة اجتاز الصالة الكبرى .. غاب عنا لدقائق وحينها اقتربت من سارة وقلت لها بسرعة:" سارة دعينا نخرج من البيت .. هو غاضب من الاحسن بان نبتعد عنه هذه اللحظة ونعود بعد ساعتين يكون قد هدا فيها .. انه فقط يهذي الان."
قالت بصوت جامد:" لا اسيل لن اتحرك من مكاني قبل ان اعرف ما قصده والدي بكلامه ذاك عن امي."
"لا ..."
صمت قبل ان استطيع اكمال كلامي عندما رايته قادما فعلمت بان خطتي في جعلها تبتعد عنه حتى لا تسمع ما سيحطمها قد فشلت فشلا ذريعا .. اقترب منا بخطوات سريعة وهو ينفث الغضب من منخاريه بقوة .. كان يحمل ملفا بيده والكثير من الظروف القديمة .. رماهم في وجه سارة فتلقفت بعضهم بمرارة مرتسمة على وجهها لمعاملته القاسية تلك .. قبل ان يصرخ قائلا:" والدتك عندما كنت اسافر وابتعد عنها كانت تقوم بخيانتي مع اخر.. لقد طلقتها حتى وانا اعرف بحملها بك وعدت الى هنا .. لأنني كنت متأكدا من انك لست بطفلتي .. بل طفلة الرجل الذي كانت والدتك تخونني معه .. لكن انظري أنظري الى كم تلك الرسائل التي كانت ترسلها لي خالتك .. انظري الى تلك الرسائل واقرئي كيف كانت تتوسلني لكي اعود للمغرب من اجل ان ارى طفلة اختها التي كانت تخبرني بالرسائل بانها طفلتي انا ايضا.. يمكنك ان تري ايضا نتيجة التحاليل التي قمت بها لكي أتأكد من ان هناك رابطة دم بيني وبينك."
جَثت سارة ببطء على الارض وجمعت بيدها كل تلك الاظرفة وذلك الملف الذي كان قد سقط هو الاخر على الارض .. تفحصته بجمود كبير وقد بدت شاحبة للغاية وهي تقرأه .. رمته على الارض في اللحظة التي ارتمت على الاريكة تجلس عليها وقد اصبحت شفتيها زرقاوتان ولم تكتفي بذلك الملف اذ انها فتحت ايضا تلك الأظرفة وبدأت تقرأها .. لم استطع فعل شيء لها ابدا بل اكتفيت بالنظر بغضب شديد الى عثمان الذي ابتعد عنها واستند على اقرب جدار اليه وبدا بانه شارد في عالم ثان وكانه قد عاد الى الماضي .. لكن حالته المزرية تلك لم تجعلني ابدا اشفق عليه وهو المها اكثر منه .. ألام سارة ساعتها ما كان لأحد يمكنه ان يشعر بها الا هي .. فاجأتني عندما نهضت فجأة على قدميها .. كانت الدموع حبيسة عينيها وهي تنظر الى عثمان للحظات قبل ان تجثو بسرعة الارض وتحمل الملف ثانية وتضمه اليها هو والرسائل تقدمت مني وسألتني بصوت غريب:" اعطيني مفاتيح سيارتك اسيل."
"ماذا؟"
لم تنتظرني حتى استوعب طلبها ذاك .. بل خطفت المفاتيح بسرعة البرق من يدي وقالت قبل ان تركض خارج المنزل:" عليها ان تواجهني بكل هذا."
بقيت لثواني واقفة في مكاني غير قادرة على استيعاب ما حصل .. وعندما فهمت اخيرا بان سارة قد رحلت .. صحت باسمها اناديها وانا اركض ورائها .. لم تستجب ابدا لنداءاتي .. بل دلفت بسرعة الى مقعد السائق وادارت المحرك بسرعة كبيرة ورحلت من امامي في اللحظة التي وصلت بها الى المكان الذي كنت قد ركنت فيه سيارتي .. بقي فقط صوت المحرك القوي يطن باذاني .. وانا انظر الى السيارة وهي تبتعد بعيدا عني قبل ان انظر من حولي بقلة حيلة تخطر على بالي فكرة وحيدة قد تساهم في مساعدة سارة.. لم اتردد في تنفيذها ابدا ولكن حتى تلك الفكرة لم تكن كافية بالنسبة لي لكي اطمئن على سارة فركضت الى البيت بسرعة.
............
حسناء
جلست عند اعلى الدرج بحزن وخوف وانا انظر الى والدي بتعاسة وهو يبكي مستندا على الجدار بجبينه .. بعد ان رحلت سارة وتبعتها اسيل تجري ورائها .. اصواتهم العالية هي من ايقظتني فأتيت لكي ابقى بعيدة عن اعينهم احضر المواجهة الصادمة التي حصلت بينهم .. التفت الى الباب بسرعة عندما دخلت منها اسيل ثانية تتوجه الى والدي بخطوات نارية .. والدي الذي استقام في وقفته ومسح دموعه بسرعة قبل ان تراه اسيل في تلك الحالة التي ظن بان لا احد قد حضرها غير مدرك بانني شهدت لحظات ضعفه مع نفسه .. صرخت اسيل بقوة امامه وهي تقول:" هل انت راض الان على ما فعلته؟؟ هل انت راض؟؟"
لم يجبها لذلك اقتربت منه اكثر وتنفست الهواء بعمق تحاول ان تهدا نفسها قبل ان تطالبه قائلة:" اعطني مفاتيح سيارتك حتى الحق بها."
اجابها من بين اسنانه:" انت لن تلحق بأحد اسيل .. دعيها تعود اليه فهذا ما تريده."
اسيل لم تتوقف عن الصراخ ابدا عندما قالت:" انت حقا اسوء والد اراه في حياتي .. انت وكل عائلتك .. لقد تسببتم بتحطيم حياتنا .. لابد وان قلوبكم من حجر انت ووالديك."
كنت اراقبهم من اعلى الدرج بتعب كبير وجفناي يغمضان في كل مرة. الدموع ابت ان تنزل من عيناي .. لكنني رفعت يداي الى جبيني امسح العرق الذي كان يبللنني .. كنت اشعر بالمرض ومع ذلك ضللت هناك انتظر متى ستنتهي تلك الحرب .. حرب بين اخوات وابائهم وبين حياة غريبة نحارب وجودنا فيها .. لم يكن احد يتوقع بان انفجار ابي بالأسرار سيطال ايضا اسيل .. عندما استفزته كثيرا بكلامها فصرخ هو الاخر بوجهها بغضب عارم:" لقد سئمت من لومك الدائم لي على ما حصل لحياتك .. فقط لانني لا اريدك انا ووالدي ان تتألمي من حقيقة والدتك الانانية للغاية .. تظنينها ملاكا؟؟ .. تظنين بانني تخليت عنك منذ الصغر؟؟ مخطئة ايتها الحمقاء .. فهي كانت تمنعني كما تمنع عائلتي من رؤيتك . اتعرفين كم مرة سافر جديك اليك وكانت تعيدهما خائبي الامل .. كما كانت تحرضك علينا .. لقد جعلت قلبك حقودا على عائلتك لا تحتملين سماع اسمهم. ربتك على فكرة انك وحيدة لاننا تخلينا عنك .. لكن لا .. فقط اموالي ما كانت ترضى ان تقبلهم مني .. او تظنين ببلاهتك هذه بان والدتك كانت تعيشك تلك الحياة الرغيدة فقط من مدخول عملها البسيط في المكتبة .. انت حقا واهمة وعشت لسنوات بالأكاذيب."
سارة
كان وميض ضوء الكاميرات يشع كلما مررت بشارع رئيسي. تسجل بذلك السرعة المجنونة التي كنت اسوق بها .. لكنني لم اهتم ..كلما كنت افكر فيه ساعتها بانني يجب ان اصل اليها .. ان أواجهها .. حتى تأكد او تنكر كل ما واجهني به والدي .. كانت الدموع تغشي عيناي واحيانا كثيرة كنت اعرج بالسيارة متفادية السيارات التي كنت على وشك ان اصطدم بها بصعوبة كبيرة غير مهتمة لمزاميرها الساخطة .. اخيرا وصلت الى المستشفى التي ترقد فيه .. كان الوقت ليلا لكنني مع ذلك كنت اريد مقابلتها حتى ولو دفعت حياتي ثمنا لذلك .. فأمنيتي الوحيدة التي كنت اريدها ان تتحقق ساعتها هي ان اراها وهي تخبرني الحقيقة .. حقيقتها هي وحقيقتي انا.
اوقفت السيارة بطريقة مفاجئة بجانب المستشفى حتى اصدرت عجلاتها صوتا مدويا وخرجت منها احمل تلك الوثائق والدلائل الورقية بيدي .. عند باب المستشفى الكبير المقفل .. اوقفني حارس الامن الذي كان يقف عنده .. فطالبته بحدة قائلة:" ابتعد عن طريقي فانا اريد رؤية والدتي."
بحزم اجابني:" مستحيل انستي .. غير مسموح بالزيارات الان."
"قلت لك لا يهمني .. اريد رؤيتها الان .. لن اتحرك من هنا قبل ان أراها."
ابعدني عن الباب عندما حاولت تجاوزه وهو يصيح بنبرة مهددة:" قلت لك لا يا انسة ولو أصررت اكثر فسأستدعي لك الشرطة حتى تأخذك من هنا."
"لا داعي لكي تقسوا عليها .. سأبعدها بنفسي من هنا."
لم اهتم بذلك الصوت الذي ضاعت عني نبرة صوته بل كل ما كنت اهتم به ساعتها هو رؤية والدتي. شعرت بيدين تحيطان بذراعي .. تجذبني بقوة وفي نفس الوقت بلطف لكنني قاومت تلك الايدي بينما كان يقول:" سارة .. سارة اهدئي . سترينها فيما بعد."
"لا لا." صرخت بذلك وانا احاول الافلات من قبضتيه القويتين .. لكنني لم افلح في ذلك اذ هو الذي استطاع ان يتحكم في هستيريتي ويديرني اليه . فواجهته بوجه دامع .. كان وجهه الحبيب من يحدق الي متألما لحالتي التي اوصلتني الظروف لها .. لم اشعر بنفسي عندما كان يبعدني عن باب المستشفى .. بل فقط سمعت كلماته وهو يقول لي بحنان:" سارة اصبري فقط للصباح وسأجلبك بنفسي الى هنا لرؤيتها."
توسلته من بين دموعي:" بيتر انا اريد رؤيتها الان .. لا استطيع ان اعيش وانا لا اعرف حقيقتي." اشرت له بعيني الى الملف والرسائل التي كنت امسكها بقوة بين اصابعي وقلت له بألم كبير تفجر بعد سنين من دفنه بداخلي:" انظر بيتر انظر ماذا اراني والدي .. اهذه هي حقيقتي؟؟ ان كانت هي هذه .. فانها مذلة للغاية ومؤلمة لدرجة لا استطيع ان اتحملها."
وضع يده بسرعة خلف راسي عندما لم يستحمل توسلي له وجذبني اليه يضمني له .. شعرت بقبلة قوية يطبعها على جانب وجهي بينما انا كنت ابكي بهستيرية على صدره .. وكانني عدت طفلة الست سنوات تبكي والدتها التي كانت تريد الرحيل من البيت وهي تتعلق بثيابها تحاول منعها من التخلي عنها . فكانت تصرخ بوجهها وهي تبعد اصابعها بعنف عن فستانها الذي كانت تتشبث به بكل قوة اصابع اطفال صغيرة "ابتعدي عني سارة .. انا نادمة بقوة لأنني انجبتك .. لوميه هو لأنه تخلى عنك وليس انا." كنت اضع كلا قبضتاي يداي على صدره واضربه بقوة وكانه هو السبب فيما حدث بينما انا كنت اتخيلهم هم امامي: "لماذا .. لماذا هذه الحقيقة التي طالما انتظرت معرفتها .. لماذا يجب ان تكون مؤلمة وبشعة لهذه الدرجة؟"
"اهدئي سارة"
لكنني لم اهدا ضللت اصرخ واضرب بقبضاتي على صدره وهو يضمني اليه بقوة لم يفعلها من قبل ولم انتبه انا ساعتها لتصرفاته التي لا تجوز بسبب ما كنت اعيشه من الام لا توصف .. كان حنونا معي صبورا لما كنت امر به .. لكنني بعد كل تلك المدة من المعاناة والصراخ والهستيرية .. بدأت افقد تدريجيا قوتي .. ويخفض صوتي رويدا رويدا وتتلاشى هستيريتي بسرعة كبيرة حتى شعرت بوهن شديد لم اعد معه استطيع الوقوف على قدمي وبدوار قوي جعلني اغمض عيناي مع انني ضللت اشعر باللحظات الاخيرة عندما تلقفتني ذراعيه بلطف قبل ان تتلقفني الارض بقسوتها وبرودتها وكانت الكلمات الاخيرة التي سمعتها منه هو عندما همس لي يعدني قائلا:" ستكونين بخير معي سارة."

سمراذ likes this.

maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 19-07-12, 07:04 PM   #4476

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي


انتهى الفصل اعزائي
وانتبهوا الفصل يبتدا من الصفحة 447 وينتهي في الصفحة 448
واتمنى من احدى المشرفات ان تعدله حتى يكون في صفحة واحدة
كما اتمنى منكم اعزائي القراء الا تبخلوا علي بارائكم فقد قمت بمجهود كبير لكتابة الفصل .. فارجوا ان ارى اراء الجميع بدون استثناء وكل كل عام وانتم بخير


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 19-07-12, 07:27 PM   #4477

همسات حب
alkap ~
 
الصورة الرمزية همسات حب

? العضوٌ??? » 196133
?  التسِجيلٌ » Aug 2011
? مشَارَ?اتْي » 233
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » همسات حب has a reputation beyond reputeهمسات حب has a reputation beyond reputeهمسات حب has a reputation beyond reputeهمسات حب has a reputation beyond reputeهمسات حب has a reputation beyond reputeهمسات حب has a reputation beyond reputeهمسات حب has a reputation beyond reputeهمسات حب has a reputation beyond reputeهمسات حب has a reputation beyond reputeهمسات حب has a reputation beyond reputeهمسات حب has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصل رااااااااااااائععععععععع جداااا ومتعوووووووووووووب عليهـ
فعلآلآ يعطيكـ الف عاااااافيهـ,’’
وكل عاااااااااام وانتي بااالف خيررر وصحهـ.,


همسات حب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-12, 07:56 PM   #4478

الحياة الرائعة
alkap ~
 
الصورة الرمزية الحياة الرائعة

? العضوٌ??? » 239903
?  التسِجيلٌ » Apr 2012
? مشَارَ?اتْي » 707
?  مُ?إني » egpte
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » الحياة الرائعة has a reputation beyond reputeالحياة الرائعة has a reputation beyond reputeالحياة الرائعة has a reputation beyond reputeالحياة الرائعة has a reputation beyond reputeالحياة الرائعة has a reputation beyond reputeالحياة الرائعة has a reputation beyond reputeالحياة الرائعة has a reputation beyond reputeالحياة الرائعة has a reputation beyond reputeالحياة الرائعة has a reputation beyond reputeالحياة الرائعة has a reputation beyond reputeالحياة الرائعة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك fox
¬» اشجع shabab
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

كويس جدا ان بيتر اتحرك حتى لو مكانوش لبعض بس على اقل عمل شئ بس انهو يدخل عليها فى غرفة الملابس دة جنان رسمى مش عرف بس متاكدة ان مش هيسبها نهائى

الحياة الرائعة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-12, 07:59 PM   #4479

kiloa

نجم روايتي وقاصة في قسم قلوب أحلام القصيرة و Vip بمكتبة روايتى

 
الصورة الرمزية kiloa

? العضوٌ??? » 106837
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 2,600
?  نُقآطِيْ » kiloa has a reputation beyond reputekiloa has a reputation beyond reputekiloa has a reputation beyond reputekiloa has a reputation beyond reputekiloa has a reputation beyond reputekiloa has a reputation beyond reputekiloa has a reputation beyond reputekiloa has a reputation beyond reputekiloa has a reputation beyond reputekiloa has a reputation beyond reputekiloa has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعرف اني مقصرة للغاية معاكي
بسضروف
انا الان غادي نمشي عندي سوايع نرد عليك منين نرجع إن شاء الله


kiloa غير متواجد حالياً  
التوقيع
لنرفع أيدينا و لندعو ربنا ليتحرر قدسنا
?????? ?? ??? ?????? ?????? ??????? ??? ????? ????? عندما ينغرس الراء بقوة و سط حاء و باء الحب حينها تروى الحكاية
?????? ?? ??? ?????? ?????? ??????? ??? ????? ?????
حرب مع الراء

?????? ?? ??? ?????? ?????? ??????? ??? ????? ?????
الحديقة السرية
ما هو الكرايت؟ و إلى ماذا يطمح؟ وما ذنبها هي لتكون ثمنا باهضا لفاقدي الضمير؟ أسئلة لن تعرف إجابتها إلا في أحضان الكرايت حيث تسطر اولى حروف الحكاية
?????? ?? ??? ?????? ?????? ??????? ??? ????? ?????
في أحضان الكرايت
رد مع اقتباس
قديم 19-07-12, 08:01 PM   #4480

احمد ابو زيد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية احمد ابو زيد

? العضوٌ??? » 141761
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,705
?  نُقآطِيْ » احمد ابو زيد has a reputation beyond reputeاحمد ابو زيد has a reputation beyond reputeاحمد ابو زيد has a reputation beyond reputeاحمد ابو زيد has a reputation beyond reputeاحمد ابو زيد has a reputation beyond reputeاحمد ابو زيد has a reputation beyond reputeاحمد ابو زيد has a reputation beyond reputeاحمد ابو زيد has a reputation beyond reputeاحمد ابو زيد has a reputation beyond reputeاحمد ابو زيد has a reputation beyond reputeاحمد ابو زيد has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير اخت سكينة يعطيكى العافية على الفصل الطويل والاكثر من رائع والمليىء بالابداع والاحداث والمفاجات انا نادم بشدة على عدم متابعتى لروايتك الرائعة والمبدعة من البداية ان شاء الله ساقوم بقراءتها كلها... فصل روعة سعدت جدا ان حسناء لم يفعل لها رشيد شيء ويصل لمراده وحزنت جدا لحال سارة بعد مواجهة والدها ومعرفة حقيقة والدتها ....شكرالك كثيرا على الفصل الاكثر من رائع ومن ابداع لابداع موفقة دائما فى انتظارك بعد شهر رمضان الكريم كل عام وانتى بخير والجميع بخير ينعاد عليكى وعلينا وعلى الامة الاسلامية بالخير واليمن والبركات اخوكى احمد

احمد ابو زيد غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مذكرات مغتربات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:42 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.