آخر 10 مشاركات
120- أتيت من بعيد - آن ميثر - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          قيود ناعمة - ج1سلسلة زهورالجبل - قلوب زائرة - للكاتبة نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          شيءٌ من الرحيل و بعضٌ من الحنين (الكاتـب : ظِل السحاب - )           »          أميرها الفاتن (20) للكاتبة: Julia James *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          دموع على خد القمر (124) للكاتبة: Helen Bianchin (الجزء 2 من سلسلة عواطف متقلبة) كاملة (الكاتـب : salmanlina - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-08-12, 08:55 PM   #4771

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ...



يا صباح الخيرات و الليرات و البشارات الحلوة سكينة و ربى يديم السعادة و الفرح عليكم ...




ناطرينك بكل الشوق الليلة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elham farrag مشاهدة المشاركة
منتظرين على احر من الجمر
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *Ay gul* مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كل عام وانت بالف خير قلبي
هلأفينا نقول انو فرحه العيد راح تكمل بالانتظارقلبي.....
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Alia 74 مشاهدة المشاركة
الله يبشرك بالخير مارو وعيدك مبارك ناطرين
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شفاء عبدالقادر مشاهدة المشاركة
بنتظارك عزيزتي على احر من الجمر.......
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ~*~رانـــيـــة~*~ مشاهدة المشاركة
مارو دمتي ذخرا للوطن والله ماتتصوري شو مشتاقة لأسول ويارب رشيد يبان بلفصل ولسارة وبيتر ودنييل وهسناء والكل تهك جبت عدتي من بيتنا وحاجي اعسكر لحد ما ينزل الفصل صبايا الي بتفوت لا تنكسف ذوقو لحلو تونسي وركزوا على فصل مع كاس تاي بلبندق او اللوز





مارو حيبرد التاي فلا طولي بليززززززززززززززززز
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد ابو زيد مشاهدة المشاركة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته لم اقرا هذا الخبر غير الان وسعدت به جدا فى انتظارك اخت سكينة موفقة
اهلا وسهلا بالجميع
والفصل قرب ينتهي اعزائي فصل طويييييييييييل كتم انفاسي كما ان به مفاجات غامضة
ولا تقولوا اني لم احذر
ويا سلام على حلويات تونس بايادي تونسية خليتي لعابي يسيل يا بنتي خصوصا هذيك الحلوى لي فيه حبيبات صغار شكلاتة يمكن؟؟ معرفتش ولكن كظهر لذيذة بزاف.


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 22-08-12, 09:06 PM   #4772

mis moon

نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية mis moon

? العضوٌ??? » 215104
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,090
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » mis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond reputemis moon has a reputation beyond repute
افتراضي

عنجد ؟؟؟؟؟
فيه فصل اليووم؟

انا راح انطط مثل الكنغر هههه
ننتظرك عزيزتي
لا تتاخري ^^


mis moon غير متواجد حالياً  
التوقيع
اعتذر عن متابعتي لمن وعدتهم بمتابعتهم ... لدخولي القليل

اذا فقدتني ..... فلا أريد منك سوى الدعاء ... ثم الدعاء ... ثم الدعاء
اعتذر لكل شخص اعتديت عليه بشيء واتمنى أن يسامحني وهذا كل ما اريده !


لا تنسى ذكر الله
سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
قديم 22-08-12, 09:39 PM   #4773

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تميمة عشق مشاهدة المشاركة
عزيزتي عندما طرحت تساؤلي أعلمت عند ردك أنه كان تساؤلا منتقص غير مكتمل على الأقل في طريقة الطرح ، عندما تناهت الأسئلة لعقلي و ترجمتها أناملي هنا ، قصدت أنه معروفك لدينا أنكم اكثر استيعابا و احتواءً للأنثى ، بناءً على مكوث الفرنسيين مدة ليست بقليلة ، نعم نعلم أنهم محتلين لكن ، أكيد أنكم ، قد استفدتم القليل من تفهمهم العلمي و الاجتماعي ، نعم نحن على دراية أنهم جاءوا ليستغلو خيرات البلاد ، لكن لابد من وجود من هم كانوا يسعون لتطور أصحاب البلاد الاصليين . هذا أولا
مساء الخير عزيزتي
اولا وقبل كل شيء "نتي كتبتي بنفس لون ردي وساعة وانا كنبحث على ردك في ردي ههههه"
اما بالنسبة لكلامك فانا اجد بان الاحتلال والفرنسيين ليس لهم اي دخل في تكوين مجتمعنا لان صراحة لو راينا سنجد بان هناك الكثير من الدول العربية التي تم استعمارها من قبل الانجليزيين والفرنسيين والكثير ولكن لم تتغير عادتهم ولا تقاليدهم ولا طريقة تفكيرهم وطبعا انا لا اعمم فليس الكل يفكر بنفس الطريقة.
ثانيا قد تعد الأردن و بالذات بالنسبة لبقية بلاد الشام أجمع و خاصة مناطق الجنوب منها و الشرقية و حتى الشمالية و التي لا زالت محافظة للآن على حذافير العادات و التقاليد الخانقة ،و خصوصا بالنسبة للعائلات أردنية الجذور و بالنسبة لنظرتهم لحفاظهم على ما ورثوه من اجدادهم ( و هذا لا يعني أنني اقلل من شأن العاصمة أو المدن التي لا تقم بالكثير من هذه الامور بل يحاولون حلها بطرق مختلفة هذه المشاكل ، لكن فيمَ يخص مرور أحد من الفتيات من كافة مناطق المملكة في حالة مرور هذه الحالات عليهم بالنسبة لإحدى العائلات ، تجدين كل العائلات تكاتلت و تصافت و كأنهم بنيانا مرصوص حتى لا تزيد الطين بلة ، في حالة قررت عائلة الفتاة الأخذ بثأرهم من عائلة الرجل الذي حاول هتك عرض ابنتهم ، بل تجدينهم يجمعون الكثير من المال و كبار الشخصيات حتى تقبل عائلة الفتاة بالتنازل عن حقها بل و تمشي الفتاة بين الناس رافعة رأسها ، شامخة ، أنه أُخذ بحقها ، لذلك تساءلت كيف أنهم ينظرون لفتاة كحسناء بهذه النظرة خصوصا أنه مغلوبا على أمرها
اكررها ثانية قبل اي شيء حسناء مازلت تخفي حقائق تتعلق بما حدث معها في ذلك اليوم لذلك لا يمكننا ان نحلل قصتها مئة في المئة الا بعد ان نعرف كل شيء عن ما حدث معها.
واخيرا نعود لنفس الموضوع .. على حسب رؤيتي للمجتمعات العربية فالحقيقة ان الفتاة اكثر متضررة حتى لو كانت هي الضحية لان الموضوع حساس جدا لمجتمعاتنا .. وكما قلت لك سابقا سيتعاطفون معها ولكن دوما ورغما عنهم تبقى في نظرتهم فتاة لم تعد كغيرها من الفتيات شيء مس سمعتها حتى ولو لم يكن ذلك بيدها .. وانا متاكدة عزيزتي بان ما قلته عن القبائل الاردنية وعما يفعلونه فان الفتاة لو كانت ذو شخصية ضعيفة خائفة فهي بكل تاكيد لن ترفع راسها لانها اول من ستنظر الى نفسها بتلك الطريقة قبل ان ينظر اليها غيرها.
شيء اخر اريد ان اخبرك به .. كانت هناك قضية هزت الراي العام بقوة في المغرب وفي هذه السنة بالضبط حتى ان الاخبار الاوربية ضلت لمدة ليست بقليلة تتحدث عن الموضوع .. وكانت قضية اغتصاب مراهقة لم تتجاوز 15 سنة وبماذا انصفوا الضحية؟؟لا شيء بل هي من دفعت الثمن غاليا .. ارغمت على الزواج بمن اغتصبها وبعدها قامت بالانتحار لانها لم تستطع تحمل العيش مع مغتصبها وهذه قضية حقيقية مثلها الكثير في كل انحاء الوطن العربي.


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 22-08-12, 09:48 PM   #4774

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kiloa مشاهدة المشاركة



اييه أنا ساكنة ف مكناس
و لكن اصلي من تنغير
يعني امازيغية صحراوية هعهعهعهههههههههههه Xـ


X
اييه عندك الحق مكناس اقرب لإفران..اوكي!
عيد مبارك و كل عام و أنت بخير هيهيهي
حاليا أنت فين دابا؟ °O°


Désolée car je suis trop curieuse



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kiloa مشاهدة المشاركة
أنا هي .. Tilila أمازيغية

نسيت و جاوبت ف بلاصت Kiloa
شحال انا غبية

آسفة><
مرحبا والف مرحبا بناس مكناس
وفعلا كنت عارفة بان ناس مكناس اصلهم امازيغ
وانا دابا كاينة في طنجة مرحبا بيك عندنا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة canad مشاهدة المشاركة
في انتظااااااارك متشووووقه كثيررر
اهلا وسهلا ك
وكنتمنى يعجبك الفصل القادم.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سوسيةاكادير مشاهدة المشاركة
شكرا مقدمتك رائعة ورواية ان شاء الله تعجب القراء بالتوفيق
مرحبا ببنت بلادي
ان شاء الله تعجبك الفصول

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الياس سعدي مشاهدة المشاركة
م شكرا من القلب لك لنصائحك التي افادتني و شجعتني
شكرا لمرورك الجميل.



maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 22-08-12, 09:49 PM   #4775

Alia 74

? العضوٌ??? » 212219
?  التسِجيلٌ » Nov 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,721
?  نُقآطِيْ » Alia 74 has a reputation beyond reputeAlia 74 has a reputation beyond reputeAlia 74 has a reputation beyond reputeAlia 74 has a reputation beyond reputeAlia 74 has a reputation beyond reputeAlia 74 has a reputation beyond reputeAlia 74 has a reputation beyond reputeAlia 74 has a reputation beyond reputeAlia 74 has a reputation beyond reputeAlia 74 has a reputation beyond reputeAlia 74 has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا بالجمعه الحلوه

Alia 74 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-12, 10:06 PM   #4776

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي


اعزائي ساقوم بعد دقائق قليلة بتنزيل الفصل الثالث والعشرون .. فصل طويل انتبهوا ان يفوتكم اي جزء منه.
كما انني احب ان اخبركم بانني قد قمت بالرد على جميع تعليقاتكم السابقة.


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 22-08-12, 10:17 PM   #4777

Alia 74

? العضوٌ??? » 212219
?  التسِجيلٌ » Nov 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,721
?  نُقآطِيْ » Alia 74 has a reputation beyond reputeAlia 74 has a reputation beyond reputeAlia 74 has a reputation beyond reputeAlia 74 has a reputation beyond reputeAlia 74 has a reputation beyond reputeAlia 74 has a reputation beyond reputeAlia 74 has a reputation beyond reputeAlia 74 has a reputation beyond reputeAlia 74 has a reputation beyond reputeAlia 74 has a reputation beyond reputeAlia 74 has a reputation beyond repute
افتراضي

جاهزين شدو الاحزمه

Alia 74 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-08-12, 10:19 PM   #4778

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثالث والعشرون




أسيل


"أنت تكذب."


اقترب مني بعينين تنفثان النار مثلي تماماً وهو يقول:" يا لوقاحتك أسيل .. تُكذبين والدك."


"ولم لا؟؟ فكل الصفات السيئة مجتمعة فيك فهل ستستغني عن الكذب حتى لا تحقق أهدافك؟؟"


بقي يحدق إلي بصمت وألم حقيقي تجلى في عينيه لم أريد أبداً أن أحدق إلى عينيه حتى لا أتأثر بألمهما مع إنني لم أكن أعرف لما شخص ظالم مثله يمكنه أن يشعر بالألم؟؟


تكلم أخيراً بعد صمت طويل:" أنا لا أعرف لم أحاول أن أقنعك بحقيقة أنت تصرين على إغماض عينيك عن رؤيتها .. فطوال سنوات وأنت ترفضين أي تقرب مني وعندما فعلت أخيراً حولت حياتي إلى جحيم أكثر مما كانت عليه .. لقد كنت محقاً عندما فضلت ألا أخبرك شيئاً عن حقيقة والدتك في الماضي لأنك ما كنت لتصدقيني .. لقد زرعتْ فيك الحقد والكراهية منذ نعومة أظافرك لذلك أنت فتاة ميئوس منها."


"أنت..."


لم أكمل كلمتي تلك لأنه رحل من أمامي قبل أن أجد الكلمات المناسبة التي تصف ظلمه لوالدتي و لي .. خرج من البيت بخطوات سريعة غاضبة .. لم أجفل لصوت الباب الحاد الذي دوى في أرجاء البيت بعد أن أغلقه بعنف بل بقيت أنظر أمامي كالصنم الذي لا يشعر أو يحس بكل ما يدور من حوله .. كنت فقط أحاول أن أستوعب ما حصل قبل دقائق .. أحاول أن أفهم كلماته التي تدفقت إلى رأسي بسرعة مجنونة و كأنني لم أكن أستمع له قبل قليل وغضبي منه كان يسد أذني عن سماع كلامه وفهمه .. شيئاً فشيئاً بدأت أفهم كل كلمة قالها والمعنى المراد منها .. يا إلهي .. لقد إتهم والدتي بالأنانية .. إتهمها و برأ والديه من جريمة نكرانهم لي وعدم بذلهم لأي مجهود لكي يتعرفوا إلي منذ صغري .. لقد قال بأن والدتي كانت تمنعني من رؤيتهم .. غير معقول .. لا بل الذي لا أستطيع أن أصدقه هى كذبة أنه لم يتخلى عني .. كان يحاول رؤيتي على مدى سنوات أتذكر هذا جيداً و أنا التي كنت أرفض مقابلته بنفسي .. أجل أنا من كنت أرفض و ليس...


لم أستطع أن أكمل أكثر من ذلك و ذكرى قوية عصفت بي .. خارت قواي فجأة فجلست على الأرض بوهن أفكر في ذلك اليوم الذي مرت عليه سنين طويلة...


"أسيل ابنتي الصغيرة عثمان في الخارج."


بلهفة قلت: "أبي؟؟"


مطت شفتيها بعدم رضى وهي تجيبني:" أجل إنه والدك .. والدك الذي تركنا لوحدنا نحارب أنا وأنت قسوة الحياة فقط لأنه فضل أختك حسناء عليك."


كززت على أسناني الصغيرة حينها بشكل لا يشبه الصغار أبداً بينما والدتي أكملت برقة ورجاء في نبرة صوتها:" لا تغضبي عزيزتي .. كل ما يهم الآن ألا ندعه يدخل إلى حياتنا من جديد حتى لا يحطمها .. لقد أتى بقرار من المحكمة يرغمني به على تركك تقابلينه لذلك لم أعد أستطيع منعه من رؤيتك وبهذا يجب عليك أن تقومي بهذا بنفسك حبيبتي الصغيرة .. عليك أن تخرجي له الآن وتخبريه بأنك لا ترغبين في رؤيته أبداً وبأنه فقط بإصراره هذا يتسبب لنا بالمزيد من المشاكل."


رأت التردد على وجهي فقالت بنبرة متوسلة أكثر بملامحها الرقيقة كالمعتاد:" أرجوك أسيل .. إفعليها من أجلي أنا والدتك التي تحملتْ الكثير من العذاب من أجلك."


"أجل سأطرده ماما من بيتنا .. سأحميك منه."


أجفلت لرنين الهاتف الذي أخرجني من ذكرياتي القديمة لقوة طفلة صغيرة و حقد و كره نشأ في قلبها ولكن كان من الواضح من جعله يتولد في داخلها .. لكن لماذا؟؟ لابد بأن لوالدتي سبب حتى تفعل هذا .. حقاً لماذا كانت تقنعني دوماً بألا أسمح له برؤيتي؟؟


عاود الهاتف الرنين لكي يرغمني على أن أترك أفكاري تلك لثواني و أجيب بعصبية على المتصل من دون أن أنظر إلى شاشة الهاتف الذي كان في حقيبتي المرمية على الأريكة:" من ؟"


"معك بيتر يانسنس .. إتصلت في وقت غير مناسب؟"


زفرت الهواء بصوت غير مسموع أهدأ من نفسي وقد تذكرت أمر سارة التي أنساني إياها عثمان بكلامه الذي سيصيبني بالجنون عن قريب .. سألته قائلة:" هل وجدتها؟"


"أجل وجدتها و كما توقعت أنت كانت متوجهة للمستشفى التي ترقد فيه والدتها."


إنهلت عليه بوابل من الاسئلة: "و أين هي الآن؟ وهل هي بخير؟ هل هي معك الآن؟ "


أجابني بهدوء على عكسي أنا:" إنها بخير الآن ولكنها لا تستطيع أن تحدثك لأنها نائمة."


"نائمة؟؟" صحت بذلك باستنكار شديد.


"أجل نائمة بعد أن أعطاها الطبيب حقنة مهدأة لأنها أصيبت بإنهيار عصبي."


"ماذا؟ أنا لا أفهم شيئاً."


بحدة أجابني:" ولا أنا أفهم شيئاً .. كل ما فهمته بأن مشكلة عائلية أوصلتها لهذه الحالة المزرية و أنا لن أسمح لنفسي بأن أرى سارة في هذه الحالة مرة أخرى كما رأيتها اليوم لذلك هي ستبقى في بيتي حتى تستيقظ وتقرر بنفسها إلى أين تريد الذهاب."


"أول ما ستفعله عندما تستيقظ هي أنها ستقتلك لأنك جلبتها لمنزلك."


"بل أظن بأنها ستكون ممتنة لي لأنني أنقذتها منكم."


بحدة صحت فيه: "عفواً.. لم أفهم ما الذي تعنيه؟"


بثقة كبيرة أجابني:" هذا لا يهم .. كل ما يهم الآن هو أن تعرفي بأنني اتصلت بك حتى أطمئنك على سارة وأعدك أيضاً بأنها ستكون بخير وشيء آخر وهو سيارتك سأكلف شخصاً موثوقاً به لكي يوصلها إليك ويتركها أمام بيتك."


شعرت بالغيظ لثقته تلك وقراراته التي يتخذها بشأن سارة دون أن يهتم لرأي أحد لذلك قلت له من بين أسناني:" بيتر لقد اتصلت بك حتى تبحث عن سارة لأنني لم أكن أستطيع فعل ذلك بنفسي .. كنت أريدك أن ترجعها إلى بيتنا لا أن تأخذها إلى بيتك أنت .. آسفة ولكنه لا يمكنني أن أثق بك لتلك الدرجة فلو حصل شيء لأختي فلن أسامح نفسي ."


كان صوته حاداً وفي نفس الوقت محافظاً على خفوته وهو يقول:" بل أنا الذي آسف من أجلك لأنك مضطرة لكي تثقي بي .. ولا تخافي لست بسفاح يغتصب الفتيات ولا بمجرم يتاجر بالأعضاء البشرية أو يتلذذ بشرب الدماء."


زفرت الهواء بضيق شديد لإصراره الذي كان غير قابل للنقاش قبل أن أقول له وأنا أشعر بأنني مرغمة على إخراج تلك الكلمات من بين شفتي:" ليس لدي ما أقوله لك غير إنني سأنتظر إتصالها حال أن تستيقظ."


أغلقت الخط وأنا أفكر في إحتمالية أن بيتر على حق .. سارة تحتاج إلى البقاء في مكان بعيد عن عثمان عن البيت وكل مشاكله .. تحتاج أن تستوعب ما حصل وتتقبل حقيقتها .. تحتاج للوقت حتى تستعيد هدوئها وحكمتها .. عليها أن تبتعد عن كل هذه الفوضى .. وأنت أسيل أليس عليك أن تبتعدى عن هذا البيت أنت الأخرى؟؟


سؤال طرحه علي ضميري الذي كان لا يشعر أبداً بالراحة .. أشعر بأنني ظلمت أحداً معي بقوة ولكنني لا أعرف أي جهة ظلمت بقسوتي .. فهل هي أمي؟؟ أم عثمان وعائلته؟؟


لا أعرف.. أشعر بأنني ضائعة كما لم أكن يوماً حيث أني عاجزة عن إيجاد الطريق الصحيح .. نظرت أمامي من جديد بيأس .. لدقائق طويلة بقيت أحدق في ألاشييء حتى وقعت عيني على هاتفي المحمول من جديد .. مررت يدي على جبيني و أنا أفكر .. الهاتف إنه طريقي .. طريقي لكي أعرف الحقيقة .. رفعته إلى أذني بسرعة بعد أن قمت بالبحث عن ذلك الرقم الذي لم أتصل به منذ زمن بعيد والذي كنت أتجاهل إتصالاته بقوة .. ضغطت الزر الأخضر وانتظرت كثيراً و أنا أسمع رنات الهاتف الرتيبة حتى ظننت بأنها لن تجيبني وكدت أن أغلق الخط عندما صاحت غير مصدقة: "أسيل؟؟"


بسخرية مريرة أجبتها:" تبدين متحمسة لمحادثتي مع أنك استغرقت دهراً حتى ترفعي السماعة."


صمتت لثواني معدودة قبل أن تجيبني بصوت ثقيل شابه الحزن الكبير:" لقد اشتقت إليك أسيل .. اشتقت إليك و أتمنى لو يعود الزمن إلى الوراء حتى لا أفترق عنك."


قلت لها بنبرة قد خلت من كل السخرية التي كانت تسيطر عليها وحلت بدلها الجدية:" أشعر بأن كلامك غريب للغاية."


"أسيل إرجعي إلي أرجوك حتى نعود معاً فقط أنا و أنت ولا تدعي والدك يفرق بيننا."


كل الهدوء الذي تحليت به فجأة اختفى أيضاً فجأة وسيطر علي الغضب وأنا اقول لها من بين أسناني:" حقاً ؟؟ ثانية تريدينني أن أبتعد عنه؟ لماذا؟ لماذا كل هذا الحرص منك على ألا أتقرب منه؟"


تخيلت ملامحها التي طغت عليها ملامح الدهشة وهي تقول:" أسيل .. إنه عثمان .. عثمان الذي تخلى عنك و أنت في عمر صغير جداً."


لم أستطع أن أجيبها بشيء وقد لمست الوتر الحساس في نفسي لذلك أعقبتْ والدتي على كلامها ذاك قائلة:" أم إنه أغراكِ بأمواله وهداياه كما كان يحاول أن يفعل في صغرك."


كنت أزم شفتي بقوة و أنا أستمع لكلماتها الجارحة تلك لذلك خاطبتها بطريقة عنيفة:" هل تعنين الأموال والهدايا التي كنت ترفضين أن أقبلها منه حتى تقبلينها أنت فيما بعد لكي تقدميها لي على أنك أنت من تكبدت كل عناء الدنيا لكي تشتريها لي؟"


ظهر التوتر واضحاً على نبرة صوتها وهي تصيح قائلة:" ما الذي تقولينه أسيل؟؟ أرجوك كفي عن الترهات فأنا في حالة لا تسمح لي بتحمل المزيد من الهموم."


"أمي أجبيني" كنت أعرف بأن نبرة صوتي كانت صارمة وقوية بما يكفي لكي تجعلها تتوتر أكثر وهي تتمتم باضطراب قائلة:" لا شيء .. لا شيء لدي .. أجيبك به."


عاودت طلبي بنبرة أكثر قسوة قائلة:" أمي .. أريد الحقيقة."


كما كنت أعرف .. والدتي لم تكن امرأة تستطيع تحمل الضغط كثيراً وخصوصاً مني .. لطالما شعرت بها طفلتي وليس العكس .. فهي دوماً كانت تنساق للبكاء والصراخ كالطفلة حتى أوافقها في كل ما تقوله و أنفذ كل طلباتها.. قالت بسرعة صائحة في عبر الهاتف وقد انفجر غضبها:" أجل كنت أقبل منه كل تلك الهدايا والاموال .. أليس حقك؟؟ هل يحق فقط لبناته الأخريات أن يستمتعن بثروته؟؟ أنا كنت أحاول ألا أحرمك من شيء يتمتعون به هم وعليك أن تعلمي بأنه رغم كل مجهوداتي تلك فقد كان ما يعطيه لك لا يضاهى أبداً بما تحصل عليه بناته الأخريات."


كنت أستمع لكلامها بفم فاغر .. كان كلامه صحيحاً .. صحيحاً .. لم أستطع أن أستحمل أكثر من ذلك فصرخت بقوة:" أمي .. كيف تجرؤين على خداعي .. لقد كنت توهمينني على أنه لا يهتم لي ولا أتلقى منه حتى مصروفي الشهري الذي هو من حقي .. أمي أنت فعلت هذا فقط حتى أكرهه و أحبك أنت أكثر .. أكثر لدرجة بأن لا ينافس حبي لك أي حب آخر .. لماذا؟؟"


هي الأخرى صرخت غير قادرة على الصمت أكثر وعدم الدفاع عن نفسها:" لأنه يستحق هذا .. يستحق أن يذوق ولو قليلاً من العذاب الذي عشت فيه أنا .. أردت و مازلت أريد الإنتقام منه لأنه حطم حياتي .. لقد كنت أحبه وضحيت بالكثير من أجله من بين كل تضحياتي أنني قبلت أن أكون زوجته الثانية و بدون علم عائلته و أعاني الذل و أعيش بعيدة عنه أنا وطفلته الصغيرة وفي الأخير يطلقني لأن زوجته الأخرى بحاجة إليه .. أنا لن أسامحه لأنه حطمني .. قولي لي أسيل .. ما ذنبي أنا لكي تكون حياتي بهذا الشكل .. كل ما كنت أحلم به هو زوج أحبه وأبني معه عائلة صغيرة سعيدة .. هذه كانت كل احلامي في الحياة ولكنه حطمها لي بكل سهولة .. ما ذنبي أنا؟؟ إنه ذنبه هو أسيل .. هو و أنا لم أسامحه على هذا لذلك أردت أن أنتقم منه بك .. أردت أن أجعله يتعذب وهو يرى كيف أن ابنته تكرهه من كل قلبها .. أردته أن يقوم بكل واجباته من أجلك ككل أب و أردته أن يحبك ويتعلق بك ولكن في نفس الوقت أن يتعذب لأنك لا تعرفين بكل ما يقوم به من أجلك ولا تعرفين بحبه لك .. أردته أن يتعذب حتى ولو كنت أتعذب معه .. أنت لا تعرفين كم أكرهه أسيل .. الكره الذي أحمله له لم يعرفه أحد من قبل."


كنت أحاول منع شهقات الألم من أن تنطلق من حنجرتي عالياً بكل قوتي .. كنت أكتم أنفاسي و أنا أستمع إليها .. سلسلة صدمات قوية عصفت بي .. لكن أشدها صدمة لي كانت والدتي .. إنها ثلاث وعشرون سنة أي سنوات طويلة و أنا أعيش مع تلك المرأة .. وفي الأخير أكتشف بأنني لا أعرفها .. أمي ليست هي أمي .. سنوات و أنا أعيش مع امرأة مثلت علي دور المسكينة المظلومة التي لا حول لها ولا قوة والتي تحب ابنتها أكثر من حياتها .. امرأة لا تريد من الحياة سوى أن تعيش في هناء وطمأنينة مع ابنتها .. لكنها كانت أكثر امرأة أنانية يملأها الحقد لدرجة لا تصدق .. عند تلك الحقيقة توقفت عن التفكير وقلت لها بصوت جامد يخلو من معايير الحياة:" لقد إستخدمتني كأداة للإنتقام من الرجل الذي أحببته .. لم تهتمي لي ولا لمشاعري ولا لمستقبلي .. كل ما اهتممت به هو الإنتقام لنفسك ولو عبر ابنتك الوحيدة."


"أسيل حبيبتي." قالتها بصوت مهتز مستدركة كلامها لكنني قاطعتها بحدة قائلة:" لا أريد أن أسمع أي شيء منك أكثر مما سمعته."


"أس..."


لم تكمل ندائها .. إذ طال إبهامي بسرعة الزر الاحمر أضغط عليه و أنهي تلك المحادثة التي جعلتني أشعر بطعم الخيانة من كل من أحببتهم .. كان طعمها مؤلم بشكل لا يحتمل.

يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 22-08-12, 10:22 PM   #4779

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

سارة


في نقطة ما في عتمة أظلمت روحي كنت قد يأست من أنني سأرى الضوء من جديد .. فقدت الأمل من إنني سأخرج من تلك العتمة التي كانت تحيط بي من كل جانب وتطوقني بتعاسة وحزن كبيرين .. لكن الأمل قد أتى من حيث لا أعرف .. صحيح بأنني في البداية أحسست بأنه أمل ضعيف .. لكن مع كل لحظة كانت تمر علي و أنا في تلك العتمة كنت أشعر بذلك الأمل أكثر وأكثر.. لم أرى نوراً في عتمتي في البداية ..كل ما حصل هو أن هناك رائحة كانت زكية للغاية أثارت حواسي كلها و إنتشلتني من خوفي في تلك العتمة .. فانتبهت حواسي لها وتناسيت خوفي .. عقلي الباطني كان يرسل لي إشارة أنني أعرف تلك الرائحة .. ليست غريبة علي حتى ولو كانت هذه المرة أقوى من أي مرة عرفتها فيها من قبل .. شعرت بالأمان وأنا في تلك الظلمة للرائحة التي تغلغلت في روحي فقد أكدت لي بأن أحداً بجانبي .. بدأت أشعر بأنني أنتقل لعالم ثان ولو ببطء .. فلم أعد أشم فقط تلك الرائحة المميزة إنما أيضاً بدأت أسمع و أحس بأشياء كثيرة تدور من حولي لكنني لم أكن أستطيع تمييز تلك الأصوات الخافتة عن بعضها البعض .. بعدها خطوات صغيرة تكاد لا تصل إلى أذني قبل أن أشعر بشيء يرفع عني فإندفع الهواء البارد إلى جسدي .. لكي أشعر بعدها بثقل يحط على الشيء الناعم الذي كنت أستلقي عليه لكي يعاد الغطاء الذي كان يحميني من البرد فوق جسدي .. كنت على وشك أن أفتح عيني وقد شعرت بأنني أخرج تلقائياً من تلك العتمة التي كانت تسجنني في ظلامها لكنني شعرت براحة كبيرة ورغبة قوية في النوم من جديد عندما أحسست بحركات رقيقة دافئة على وجنتي .. كانت حركات تغريني لكي أغط مجدداً في نوم عميق لكن هذه المرة كان خالياً من تلك العتمة المخيفة.. إنما كنت أغط في عالم تمنيت بألا أخرج منه أبداً.


"إرتاحي."


…………..


أسيل


حياتي حالكة الظلام مثل هذا الليل الذي أحدق إلى سواده من نافذة غرفتي...


هذه إحدى أقسى دروس الحياة التي تلقيتها طيلة سنواتي الثلاث والعشرون .. لقد إكتشفت بأنني عشت في كذبة كبيرة وكل من حولي كانوا من حابكى تلك الكذبة .. أمي و والدي والعائلة والظروف وكل شيء بنيت على أساسه حياتي كان فقط كذباً .. حياتي كبناية كبيرة .. بنيت على أساس مغشوش فطالها الإرتداد حتى آخر حجر فيها .. هكذا هي حياتي .. علي أن أهدم كل تلك السنوات حتى أعيد بنائها من جديد على أساس حقيقي .. وهل سيكون القادم حقيقي؟؟


لا أعرف .. أشياء كثيرة مازلت لا أدركها في حياتي .. لكنني مدركة إلى مدى الألم الذي أشعر به الآن .. خيانة رشيد لي .. كانت مؤلمة جداً ولكنني مع ذلك قاومت ذلك الألم لكن أن تزيده خيانة والدتي لي فهذا ما لا أستطيع تحمله .. لا أستطيع تحمل كل هذه الخيانات معاً .. لا أستطيع أن أتحمل بأنني لا اعني لأي أحد في هذه الحياة شيئاً حتى لوالدتي.


"هذه المذكرة لم تعد نافعة .. لم تعد تتحمل كل آلامي."


قلت ذلك و أنا أقفلها لكي أرميها بعيداً عني و أقف مجدداً على قدمي .. إقتربت من تلك النافذة أكثر و وضعت جبيني على الزجاج الشفاف .. أغمضت عيني و أنا أتذكر والدتي .. كل تلك السنوات التي عشتها معها لقد كانت لي أرق شخص و أطيب شخص رأيته في حياتي بينما بشكل غير مباشر كانت تشحنني بالغضب والكراهية والحقد حتى أصبحت على ما أنا عليه الآن.


توقفت عن التفكير في ذلك الأمر عندما سمعت خطوات قوية تصعد الدرج بسرعة هستيرية .. قطبت جبيني لصوت الباب الذي فتح بقوة فخمنت بأنه باب غرفة سارة قبل أن يفتح باب غرفتي أنا الأخرى ويظهر عثمان وصدره يعلو ويهبط لسرعته .. صاح حال أن رآني:" لقد بحثت عنها في كل مكان حتى في المدينة ولكنها غير موجودة وتفقدت غرفتها الآن واتضح بأنها لم تعد للبيت بعد."


كنت أعرف بمن يقصد من كلامه ولكنني كنت مستغربة من الخوف والقلق اللذان كانا يوترانه بقوة لذلك قلت له:" لماذا تبحث عنها؟ ألست أنت من جعلها ترحل من البيت."


صرخ بغضب في وجهي وهو يبعد يده عن الباب الذي كان يمسك بمقبضه قائلاً :" أنا لم أقل لها بأن ترحل من البيت .. ما هذا الجنون الذي حل بكم .. أجل كنت غاضباً وما زلت غاضباً ومصدوماً منها ولكنها تبقى ابنتي ولا أريد أن يؤذيها أحد مهما فعلت."


حدقت فيه بصمت بينما هو مسح وجهه بيديه وقد ظهر التعب في صوته وعلى ملامحه جلياً بينما عذاب الضمير لم يرحمه هو الآخر وهو يحدث نفسه قائلاً :" أين ستكون قد ذهبت في هذا الليل القارص."


الآن انتبهت لهذا؟؟ قلت ذلك مع نفسي لأنني لم أجرؤ على النطق بذلك فقد كنت متألمة كفاية لكي لا أجد أي رغبة في إيلامه هو .. تحدثت بهدوء قائلة:" لا تقلق على سارة .. إنها بخير."


توقف عن هستيريته تلك و سلط نظراته علي قائلاً بصرامة:" هل تعرفين أين هي؟"


"أجل"


"ولم لم تخبريني أين هي منذ البداية؟" أجفلت لصراخه القوي ذاك لكنني مع ذلك إلتزمت الصمت بقوة حينها بقي يحدق إلي لدقائق ظننتها دهراً قبل أن يتكلم من بين أسنانه يُقر بحقيقة توصل إليها لتوه:" هي معه الآن صحيح؟؟"


تنفست بضيق شديد وأنا أشعر بأنني على وشك الإختناق بينما رأسي يكاد ينفجر من الألم .. كنت أحس و كأن هناك طبول تقرع داخل رأسي ستصيبني بالجنون والهستيريا .. حتى جسدي كله أصبحت أشعر به منهكاً لدرجة إنني لم أعد أستطيع الوقوف على قدمي .. تقدمت من السرير وجلست عليه وقد خارت قواي لكل هذه الصدمات التي عصفت بي بلا رحمة .. سمعته ثانية يصيح:" ذهبت إليه .. أثبتت لي ثانية بأنني مخطى لأنني فكرت بأنها لا تشبه والدتها .. يا إلهي ألا تدري كم تسببت لي من الآلام الآن .. أنا لن أسامحها أبداً .. أخبريها بأن لا تدخل بيتي مجدداً كما إنني وبكل تأكيد لا أريد رؤيتها .. فبكل وقاحة تذهب إليه حال أن تشاجرت معها .. وكأنها كانت تنتظر أن أقوم بأي رد فعل قاس معها حتى تلجأ إليه."


"يا للعار."

كانت تلك كلماته الاخيرة قبل أن يرحل من غرفتي بينما أنا استلقيت على سرير وقد كنت أشعر بتعب لم أشعر به من قبل حتى لساني شعرت به مجمد في مكانه لا يقوى على الحراك .. كنت أعرف بأنني حتى لو أردت أن أدافع عن سارة .. فما كان بإمكانه أن يصدق ولا كلمة مما سأقوله .. أنا الأخرى لم يكن لدي ما أشرحه له أكثر من أن سارة كانت بحاجة إلى أحد غيرنا نحن حتى تتقبل حقيقتها وهذا الشخص هو بيتر .. بيتر سيستطيع مساعدتها .. لكن عثمان ما كان ليتقبل أبداً هذا الكلام .. كما إنه من الأفضل بألا يرى سارة الآن .. لن يزيد سوى الأمور سوءاً .. تحتاج إلى الإبتعاد عن الجميع وتحتاج لكي تبقى وحيدة حتى تستوعب كل ما حصل معها .. فلندع لها فرصة أن تحظى ببعض الهدوء وفيما بعد سترى بنفسها كيف ستصلح أمورها مع الجميع .. فبالنسبة لي أرى لها الآن أملاً في أن تحيا بسعادة لو تقبلت ماضيها .. أما أنا فلا أرى لنفسي أملاً بذلك.
يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 22-08-12, 10:25 PM   #4780

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

سارة


لوقت طويل و أنا أحدق في نقطة معينة في السقف منذ أن فتحت عيني وحطت عيني عليها .. لم أشيح عيني من على ذلك البياض .. كنت أحدق وكأنني فاقدة الذاكرة لزمن قصير و أستعيدها بذلك الصمت الغريب في كياني .. أحدق و أحدق .. وأخيراً إستوعبت بأنني في غرفة غريبة .. إستقمت جالسة في مكاني .. داهمني دوار بسيط فإستندت بمرفقي على السرير .. تلاشى الدوار بسرعة ونظرت بعدها من حولي .. كان المكان مظلماً .. فأرجحت إلى أن الأمر يعود إلى الستائر المنسدلة لأنني كنت متأكدة بأن الوقت ليس ليلاً من الساعة التي كانت تشير إلى العاشرة صباحاً و أربعون دقيقة .. أنرت الأباجورة التي كانت بجانب الساعة حتى أتأكد تماماً من إنني لم إرى هذه الغرفة من قبل ومما زاد رعبي إن الغرفة لم تكن أبداً تشبه غرف المستشفى على الأقل .. نهضت بسرعة من ذلك السرير الواسع .. و أنا أنفض الشراشف الفضية الأنيقة عن جسدي .. كنت ما ازال كما رأيت نفسي آخر مرة في المرآة .. أرتدي نفس الثياب إلا من معطفي .. وحتى حجابي كان ما يزال يحيط برأسي مع إنه قد تراخى قليلاً وظهرت منه بضع خصل من شعري .. عدلت حجابي بسرعة كبيرة و أنا أخرج من الغرفة .. رمشت عدة مرات للضوء الذي تلقاني حال فتحي لباب الغرفة .. لحظات وتعودت عيني على الضوء المشع .. كان يوماً مشمساً تلك هي أول فكرة طرأت لي وأنا أقف في الردهة الواسعة والتي كانت تطل على طابق آخر .. الطابق الأسفل .. كنت أمشي بدون أن أصدر أية صوت على تلك الأرضية .. فنظرت أسفل قدمي لكي أنتبه أخيراً إلى أنني أمشي حافية القدمين .. لم ألقِ بالاً أكثر لذلك بل واصلت المشي بحذر .. وضعت يدي على الدرابزين من الزجاج الشفاف الانيق ونزلت الدرج بهدوء .. كان المكان واسعاً رحباً .. بدا لي المكان وكأنه تصميم شقة فخمة من طابقين وليس ببيت ومما أكد لي الأمر هو النوافذ العريضة فقد كانت تطل على منظر جميل من مكان مرتفع .. تجاوزت طاولة طعام فخمة هي ومقاعدها والتي كان على جانبها على بعد أمتار بار صغير مجهز بكل أنواع الشراب ومن الجهة الاخرى بعيداً عن الصالة يحتل مكتب كبير المكان وبه رفوف عريضة ضخمة مصطفٌ عليها عدد كبير من الكتب .. إقتربت من تلك النوافذ الضخمة التي كانت خلف الأرائك الوثيرة ونظرت إلى المنظر أمامي فتعرفت على المكان لتوي .. كنت في إحدى البنايات التي تطل على نهر شيلدت.


إبتعدت عن المكان و إقتربت بهدوء من منضدة كبيرة كانت عند الجدار من الجانب الايمن .. نظرت إلى الصور التي كانت موضوعة على المنضدة الأنيقة .. كانت كلها صوراً للعائلة وهو معهم .. كنت متأكدة من إنني في بيته ومن غيره كان معي في تلك اللحظات الصعبة.


"صباح الخير."


أتاني صوته هادئاً رزيناً لكنني مع ذلك لم أستدر إليه بل تأملت تلك الصورة أكثر والتي لفتت إنتباهي أكثر من غيرها .. صورتهم جميعاً الأب الذي كان شخصاً آخر في تلك الصورة مختلفاً تماماً عن الرجل الواجم الملامح الصارم التعابير الذي يظهر على صفحات الجرائد والمجلات أو على الإعلانات السياسية والبرامج الإخبارية .. كان ضاحكاً مبتسماً سعيداً وهو يضم زوجته من جهة والتي بدورها كانت تضم ابنتهما الكبرى سارة على ما يبدو ومن الجهة الأخرى كان يضم ابنته الصغرى ماريا وهي الأخرى كان يحيطها بيتر بذراعيه مبتسماً حاله كحال عائلته .. كانت صورة تبعث على السعادة والحميمية لدرجة أنها جعلت الدموع تترقرق في عيني .. سمعته يقترب مني عندما إستغرب هدوئي الغريب ذاك .. توقف على بعد خطوات قليلة من ورائي وقال:" هل تشعرين بأنك أفضل حالاً من البارحة؟"


أجبته بتلقائية:" أفضل؟؟ بل أشعر بأنني أسوأ حالاً من البارحة بكثير .. فعلى الأقل البارحة سيطرت علي حالة مجنونة ربما أنا حاولت الهرب بتلك الطريقة الهستيرية من واقعي .. الصراخ والبكاء ذلك ما كنت أستخدمه حتى أدافع عن نفسي .. حتى لا أصدق ما سمعته أذناي وما رأته عيناي .. الآن أشعر بأنني إستوعبت كل شيء والألم بصمت هو أقسى شيء يمكن أن تجربه."


"من الأفضل بألا تفكري بالأمر."


لم ألقِ بالاً لكلماته تلك بل استدرت إليه .. إبتلعت غصة مؤلمة و أنا أنظر إليه بجمود وقد إلتقت أعيننا .. قلت له ببرود لم أتعمده بقدر ما تعودت عليه في حياتي الباردة:" لم أتيت بي إلى هنا بيتر؟ .. لم تدخلت بحياتي؟"


دس يديه في جيب بنطلونه وسألني:" وهل كانت تعجبك حياتك بتلك الطريقة سارة؟" لم أجد إجابة لسؤاله ذاك فإلتزمت الصمت حينها أكمل كلامه قائلاً:" لو لم أكن بجانبك البارحة أين كان سينتهي بك الأمر؟ ربما كنت لتكونين ميتة الآن وقد وجدك أحدهم صباحاً متجمدة من الصقيع على الطريق الخالية بعد أن تكوني قد إنهرت لوحدك من الصدمة وفقدت وعيك على الطريق الباردة."


"ربما .. ربما كان ذلك أفضل." تجرأت لقول ذلك لأول مرة في حياتي.


"الموت ليس هو الحل سارة .. كما إنني أستغرب من أن من تقول هذا الكلام هي سارة القوية التي لا تهرب من المشاكل بل تواجهها بثقة وصبر."


تكسر ذلك البرود الذي كان قد تملكني لكي أنفجر بآلامي .. نزلت دموعي بكثافة و أنا أقول له:" لأنني أشعر بنفسي خاوية من الداخل .. أشعر بأنه لم يعد لدي شيء أستحق أن أعيش لأجله .. أشعر بأنني لا شيء."


"سارة لا..."


لم يكمل كلامه إذ قاطعته بقوة قائلة:" لا بيتر أنت الذي لن تفهم ما أحس به .. أنت عشت وسط عائلة متحابة وكاملة .. أما أنا فلا .. عشتُ فقط مع عائلة لم تكن يوماً عائلتي .. والدتي كانت ترفض أن تتحمل مسؤوليتي و والدي كذلك .. لطالما تساءلت لما والدي ليسا بجانبي .. لكنني لم أتوقع يوماً بأن يكون الجواب على هذا السؤال قاسياً بشكل لا يخيل .. بأن تكون والدتي قد خانت والدي .. فهذا ما لم أتوقعه .. صحيح كنت أعرف بأنها إتخذت طريقاً سيئاً جداً بعد طلاقها ولكنني لم أتوقع بأن البداية كانت منذ زواجها بوالدي .. وشيء قاس للغاية أن أعرف الآن لم لم أرى والدي إلا بعد سنوات من ولادتي .. رأيته وعاملني كغريبة عنه في البداية لسنوات وهو ينكر وجودي بيتر فهل جربت أن تكون لك أم خائنة و والد يقوم بتحاليل لكي يتأكد من إنك من لحمه و دمه؟؟"


أمسك بذراعي حتى أنظر إليه و أستوعب كلامه وهو يهتف:" و بعد .. حتى لو كنت قد جربتُ حدوث هذا معي لكنت أقوى و لما تمنيت الموت لحظة .. بل لكنت قد إستمررت في الحياة و وعدت نفسي والجميع بأنني سأبني حياة أفضل مما حصلت عليها .. سارة لم تحطمين حياتك بسبب ماضٍ لم يكن لك يد فيه.. أنت لم تحظي بحياة عائلية طبيعية ..هذا صحيح ولكن يمكنك أن تحظي بها مستقبلاً .. لا تقفي أمام صور عائلتي و تبدأى بندب حظك العاثر مع عائلتك .. بل يمكننا أنا و أنت أن نبني عائلتنا الصغيرة وستكون أفضل من أي عائلة حظيت بها أنا قبلاً أو حظيت بها أنت فيما مضى."


"أنت تزيد من ألمي بيتر."


" لماذا؟"


أجبته من بين دموعي التي مهما شوشت علي النظر إلا إنني كنت أرى زرقة عينيه المشعة بكل وضوح:" لأنني أتمنى ذلك ولكنني لا أستطيع."


"ثانية الديانة تفرق بيننا."


"علي أن أرحل." قلت ذلك بعد أن رأيت بأن حوارنا ذاك لن يهتدي بنا إلى حل أبداً .. لأن الحل يستحيل أن يوجد لمعضلتنا.


إستدرت مبتعدة عنه قبل أن يوقفني عندما أمسك بذراعي قائلاً :" إلى أين أنت ذاهبة؟"


إلتفت إليه من جديد وقلت بصوت ضعيف:" إليها .. أريد رؤية والدتي."


"لن تخرجي من ذلك الباب قبل أن تتناولى دوائك و إفطارك وأتأكد من أنك بخير بعدها سأرافقك بنفسي عندها."


"بيتر علي الرحيل لا يمكنني البقاء معك هنا.. يكفي بأنني وجدت نفسي نائمة في بيت غريب عني."


"غنه ليس ببيت غريب عنك .. إنه بيتي أنا و أنت في أمان فيه أكثر من أي مكان آخر و أعتقد بأنك رأيت بنفسك بأنني لم أؤذيك أو أزعجك بل إحترمت وجودك في بيتي كل الإحترام."


"أعرف و أشكرك على هذا."


"أنا لا أنتظر منك أن تشكريني سارة."


تنفست الصعداء لكلامه ذاك .. كان ينظر إلي بصرامة .. كان عنيداً في قراراته وأنا كنت أعرف هذا أكثر من أي أحد آخر .. تشبث بقوة بطلبه حتى إنه حثني على التقدم من طاولة الطعام وهو يقول:" أنا أعني ما أقوله .. عليك أن تتبعي نصائح الطبيب الذي زارك البارحة و أنت فاقدة الوعي .. أنت لا تهتمين بصحتك كما إنه عليك أن تتريثي لمقابلة والدتك .. فأسيل تنتظر إتصالاً منك تطمئنيها على نفسك."

"أسيل؟؟ هل تعرف أختي أسيل؟؟"
...................
يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مذكرات مغتربات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:45 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.