مذكرات مغتربات "متميزة ومكتملة " - الصفحة 582

مرمرية · 01-10-12, 11:35 PM

فى انتظارك سكينة على ناررررررررررررررررر

bisooo · 01-10-12, 11:37 PM

عااااااا فكرت الفصل نزل

سكينه الدجاجه اجت بدها اياني اروح اناااااااااااااااااام

مو قادره فتح عيوني

شكلي راح اقرأ الفصل بكره

رولا احمد · 01-10-12, 11:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسفة

تؤتؤ لارا انه الموبا وليس اللاب توبا هههههههههههههه

سديكة انبسطي هي عذورة طلعت من كثر ما نقينا عليها
شكله الوحش الاخضر كبس عليها هههههههه

رولا احمد · 01-10-12, 11:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bisooo

عااااااا فكرت الفصل نزل

سكينه الدجاجه اجت بدها اياني اروح اناااااااااااااااااام

مو قادره فتح عيوني

شكلي راح اقرأ الفصل بكره

شو بيسو ليش لايسة طاقية الاخفاء
اظهر وبان عليك الامان ...
سؤال مين الدجاجة

laraaa · 01-10-12, 11:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا احمد

سديكة انبسطي هي عذورة طلعت من كثر ما نقينا عليها
شكله الوحش الاخضر كبس عليها هههههههه

هههههههههههه مسسسسكينه عذوووره كانت ع اعصاابها بتنستنى بالفصل شكلو جووزها مسكهااا يااخووفي قلبي معك عذووره

maroska · 01-10-12, 11:49 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 36 ( الأعضاء 34 والزوار 2) ‏maroska, ‏Njoom+, ‏رولا احمد, ‏اغلى ناااسي, ‏moosh momken, ‏l3ionhajeet, ‏ليلوسا, ‏سلطآنه, ‏غيداء هلال, ‏جيجك, ‏jene, ‏شوقا, ‏~*~رانـــيـــة~*~, ‏intissar2, ‏ليليان, ‏amoud+, ‏زالاتان, ‏د. أمل, ‏fracas du silence, ‏laraaa+, ‏do3a, ‏صمت الهجير, ‏canad, ‏haneen el nada, ‏scilla, ‏اواه+, ‏لاميا, ‏مرمرية, ‏sweettara, ‏أميرة مملكة الخيال, ‏samar1987, ‏! سنوات العمر !

اهلا وسهلا بالجميع
شايفة اسماء لم اراها منذ مدة طويلة (طاقية الاخفاء عليها رواج كبير هههههههه)
ان شاء الله يعجبكم الفصل
واتمنى من الجميع ان يتوقفوا عن التعليقات حتى انزل اجزاء الفصل متتالية

رولا احمد · 01-10-12, 11:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة laraaa

هههههههههههه مسسسسكينه عذوووره كانت ع اعصاابها بتنستنى بالفصل شكلو جووزها مسكهااا يااخووفي قلبي معك عذووره

شايفة يا عيني عليها
بس لا تخافي عليها ما بتغلب
هلأ بتحجج بدها تفوت على الحمام وبترجع تدخل
هي اصلا ما راح يجيها نوم قبل ما تقرأ الفصل

maroska · 01-10-12, 11:54 PM

الفصل الثامن والعشرون

اسيل

أغمضت عيني في سلام داخلي بدأت اتعلم الشعور به مآخرا .. كم هو جميل هذا الشعور .. دافئ وناعم .. كم اشتقت لدفء وللهدوء...

"اليوم جميل جدا اسيل.. انه اول ايام الربيع."

فتحت عيني ببطء وانا ابتسم بهدوء انظر الى الممرضة التي كانت تنظر الى زجاج النافذة المطلة على حديقة المصحة .. والشمس تشرق لكي تجعل الاشجار والعشب الاخضر يتلألأ تحت نورها المشع .. قلت بهدوء:" صحيح يانا هذا اليوم جميل جدا .. حتى انني أحس براحة كبيرة ورغبة في التنزه في الحديقة."

"حسنا فلتتناول دوائك لأنه موعده وعندها سأخبرك بالمفاجئة التي اخفيتها عنك منذ البارحة."

نظرت اليها من جديد وانا امسك بحبة الدواء من يدها وكوب الماء .. ابتلعتها بسرعة وبعدها شربت كل الماء الذي كان في الكوب مرة واحدة قبل ان اعيده اليها قائلة بابتسامة سخرية:" يانا .. انا لم اعد تلك المريضة العنيدة التي ترفض اخذ دوائها احيانا .. تعرفين بانني اصبحت مطيعة جدا بدون محاولة اغرائي بالمفاجئات كما يفعلون مع الاطفال."

قالت وهي تزم شفتيها بعدم رضى عن كلامي:" اولا اسيل انت لست مريضة .. انت انسانة كانت تمر بمشكلة كبيرة وهي الان تحاول الخروج من تلك المشكلة وثانيا انت لا تطيعننا بل تطيعين نفسك التي تطالبك بانقاذها .. انها رغبتك اسيل بان تعيشي حياة طبيعية ككل الناس وليس حياة تقتلها المخدرات ببطء."

اشحت بوجهي عنها لكي انظر ثانية الى الحديقة عبر النافذة .. كلامها صحيح .. انا الان ارغب بكل قوتي الشفاء من المخدرات كما انني اريد ايضا التخلص من اسيل القديمة بكل شيء فيها حتى من حبها المستحيل.

"هل تبحثين عن صديقتك؟؟ انها غير موجودة لقد سُمح لها بمغادرة المستشفى ليوم واحد حتى تحضر زفاف ابنتها."

"انها ليست صديقتي يانا .. انا فقط تعرفت عليها عندما جلست بجانبها في الحديقة وتجاذبنا حديثا عاديا لا غير .. انا حتى لا اعرف قصتها التي اوصلتها للإدمان .. لكنني سعيدة لأنها تحضر حفل زفاف ابنتها.. انها امرأة حزينة طوال الوقت وتستحق الشعور بالسعادة."

"وانت ايضا تستحقين الشعور بالسعادة .. الا تريدين معرفة المفاجئة؟"

"حسنا اخبريني بها."

كورت شفتيها اللتان تلمعان بملمع شفاه رقيق وهي تقول:" مع انك لا تبدين متحمسة للمفاجئة لكنني سأخبرك بها."

قلت لها احثها على الحديث:" هيا قولي."

كانت تحرك حاجبيها صعودا ونزولا بطريقة مضحكة وهي تقول:" لقد مرت الفترة الصعبة اخيرا وصدر قرار البارحة بالسماح لك بتلقي الزيارات وهو لم يصدق الامر حتى كان اول واحد يصل الى المصحة في الصباح عند وقت الزيارة."

بتلهف لاشتياقي لرؤية احد اعرفه سألتها:" من؟"

"ومن غيره .. الذي كان الامر صعب عليه مثلما كان صعبا عليك عندما منعوك من الزيارات لأنك كنت في بداية تلقي العلاج .. والدك اسيل."

تمتمت بعدم تصديق: "سيسمح لي برؤية والدي اليوم؟"

أومأت برأسها تأكد كلامي عندها نهضت بسرعة على قدمي وتجاوزتها متجهة الى باب غرفتي افتحها حتى اخرج منها وانا لا افكر في شيء غير ان أراه .. انها ثلاثة اسابيع لم ارى فيها أحد من عائلتي ولا اي شخص اعرفه .. ثلاثة اسابيع عشت في مصحة مع اناس غرباء عني .. كنت امشي في الممر بسرعة وصورته الاخيرة لا تفارق ذهني عندما اتى بي الى المصحة .. كان معذبا متؤلما وكان وعده لي بانه سيقوم بالمستحيل حتى يعوضني عن كل الم شعرت به في حياتي .. ابي...

"انتظري اسيل."

لم اهتم لندائها ذاك بل ظللت اركض ولم اتوقف إلا عندما وصلت لنهاية الممر وهناك حاولت فتح الباب للخروج ولكن الباب لم تفتح .. ظللت احاول جذبها والدموع تترقرق في عيني وقد شعرت لحظتها بأنني حبيسة المكان.. اريد رؤيته فلما العواقب تقف في طريقي الان؟؟

"قلت لك انتظري اسيل."

عاد صوتها لكي ينهرني بقوة هذه المرة قبل ان تصل الي اخيرا وهي تلفظ انفاسها باضطراب لركضها ورائي .. اخرجت بطاقة من جيب بلوزتها وادخلتها في القارئ المخصص للباب لكي يصدر صوت قصير من القارئ عندها جذبت مقبض الباب ففتح معها بسهولة كبيرة .. نظرت الي وقالت بحزم:" عليك ان تتريثي اسيل .. سآخذك اليه بنفسي."

حاولت ان استمع الى نصيحتها تلك عندما ارغمت نفسي على المشي بجانبها بهدوء .. حتى وصلنا الى صالة كبيرة كانت للزوار .. كانت الصالة شبه خالية من الزوار وقد كان من الواضح بأن الكل قد فضل رؤية من يحبونهم في حديقة المصحة حتى يستمتعوا معهم بالجو الصحو .. لمحته عيناي جالسا على احدى تلك المقاعد الزرقاء وقد ظهر عليه التوتر وهو ينتظر قدومي .. فقد كان يحرك ساقيه في مكانه بسرعة كبيرة يهيأ للناظر من بعيد وكأن ساقيه ترتجفان بسرعة .. اقتربت منه بهدوء بينما يانا بقيت في مكانها ولم تتحرك خطوة اخرى للأمام تاركة لنا حرية التصرف في تلك اللحظات الخصوصية .. وقف بسرعة عندما راني اتقدم منه .. انا الاخرى حال ان وصلت اليه توقفت على بعد خطوتين منه لكي يقطع هو تلك المسافة الباقية بسرعة لكنه توقف امامي فجأة وكأنه ذكر نفسه بانه لا يستطيع ضمي اليه .. هل الامر صعب بيننا لهذه الدرجة؟؟ صعب عليه ضم ابنته التي لم يراها لأسابيع؟؟ هوة عميقة بيننا قلت ذلك وانا انظر باسف الى عينيه اللتين لم تكونا غاضبتين مني بل يملئهما الحب وعذاب الضمير باتجاهي .. والخوف .. الخوف من ان يظهر مشاعره تلك نحوي .. لو يعرف بانني انا الاخرى اشعر بذلك الخوف من اعلاني عن مشاعري الحقيقية له.

تكلم اخيرا وهو ينهال علي بوابل من الاسئلة بنبرة كانت بغاية القلق:" كيف حالك؟ كيف امضيت هذه الاسابيع هنا؟ هل تشعرين بانك بخير هنا؟"

"انا بخير." اجبته بذلك لكي ادرك بعدها بأنه يستحق مني ان اطمئنه عن نفسي اكثر من قولي لتلك الكلمتين فأردفت قائلة:" اشعر بتحسن كبير .. في البداية كان الامر صعبا جدا علي وتعذبت لكي اصل لهذه المرحلة التي انا فيها الان .. انا في مرحلة اشعر بان دمائي بدأت تتخلص من تلك السموم والافضل بأن نفسيتي بدأت هي الاخرى تتخلص من كل تلك الكراهية التي ساهمت في وصولي الى طريق المخدرات."

"كم يسعدني ان اعرف بانك بدأت تشفين من ذلك السم الذي كنت تتعاطينه."

كلماته تلك وترتني اذ لم اعرف ماذا علي ان اجيبه وهو الاخر لم يعرف ما عليه ان يضيف قبل ان اقول له حتى اكسر الصمت الذي احتل الاجواء فجأة:" ما رايك ان نخرج الى الحديقة بدل ان نبقى بين هذه الجدران الكئيبة."

"بالطبع .. كما تريدين."

رايته يعود الى المقعد لكي يحمل منه حقيبة صغيرة جلدية .. خرجنا بعدها بصمت من قاعة الزيارات الى الحديقة في الخارج .. بقيت امشي بجانبه حتى وصلت الى ذلك المقعد الخشبي حيث كنت احب الجلوس بجانب تلك المرأة التي تجلس عليه كل صباح حتى لو كان البرد قارصا .. هناك جلست على المقعد لكي يجلس هو الاخر بجانبي .. مرت من امامنا امرأتين تعملان في المصحة .. ابتسمتا لي وهما في طريقهما الى داخل المصحة فبادلتهما الابتسامة انا الاخرى قبل ان التفت الى عثمان الذي كان يمد لي الحقيبة الجلدية وهو يقول:" لقد اتيت لك ببعض الحاجيات بما انهم سمحوا لي بهذا اخيرا."

امسكت بالحقيبة بهدوء من عنده وفتحت سحابها لكي تحط عيني على اول شيء كان فيها .. مذكراتي .. نظرت اليه وانا اخرجها من الحقيبة عندها قال لي:" لا تفزعي .. لم اتطفل على مذكراتك ولم اقرأها بكل تأكيد .. لا انكر بانني رايت الصفحة الاولى منها وعندما عرفت بانها مذكراتك قررت ان اتي لك بها."

مررت يدي على غلافها وانا اقول:" اشتقت للكتابة وللرسم ايضا."

"لما لم تخبريني من قبل بانك ترسمين وبانك لم تعودي تدرسين في الكلية وانما في معهد الفنون.. هل علي ان افتح الغرفة الملحقة بالحديقة لكي أتفاجأ بغرفة لم اعرفها مليئة باللوحات والرسومات وأدوات الرسم."

ابتسمت بحزن لتذكري تلك الغرفة التي جهزتها بدون علمه بمساعدة رشيد .. كم اشتقت الى تلك الايام القليلة التي كنت فيها مهتمة بالرسم كثيرا.. تحدثت بحزن قائلة ولم اعرف ما داهني لحظتها وقد رغبت بان احكي له عن طفولتي كما لم افعل يوما:" لقد كنت احب الرسم منذ الصغر .. كنت احب الجلوس والتحديق في الرسامين الذين يزورون مدينتي ويرسمون على جدرانها." زفرت الهواء بضيق شديد وقد تلاشت ابتسامتي كليا وانا اكمل بحزن:" لكنني لم اعترف يوما لنفسي او حتى لأمي بانني احب الرسم او اريد ان اتقن هذا الفن .. في الحقيقة كنت اسخر من كل من يكون حلمه الوحيد في الحياة فقط الرسم على جدران تلك المدينة .. بينما في باطن أعماقي كان لدي نفس الحلم."

سألني باستغراب كبير قائلا:" ولماذا اسيل؟ لماذا كنت تقسين على نفسك هكذا؟"

التفت اليه وحدقت في عينيه اللتان كانتا بنفس لوني عيني وانا اقول:" كنت اخجل من موهبتي .. كانت بالنسبة لي شيئا يعبر عن ضعف الشخصية وعن التفاهة وانا لم اكن اريد ان اكون هكذا .. كنت اريد ان اكون قوية وقاسية حتى لا يتجرأ على اذاقتي الالم .. كنت انا كل ما تملكه والدتي وانا كنت احبها كثيرا لدرجة بان ابرمج عقلي على ان احميها حتى من نفسها الضعيفة .. ان اكون سندها وانا ما زلت لم اتجاوز العاشرة من عمري .. لقد كنا وحيدين وكان على احد فينا ان يتعلم القسوة والكراهية حتى يستمر بالمضي بنفسه وبالطرف الاخر في عالم لا يرحم."

لم يستطع ان يحدق في اكثر من تلك الثواني لكي يهرب بعينيه من عيني وينظر امامه .. نظرت الى جانب وجهه .. كان فكه متوترا بغضب ابعدت عيني عن وجهه ونظرت الى يديه اللتان كان يضمهما مع بعض يفركهما بقوة لغضبه من تلك الكلمات التي واجهته بها .. لم يستطع تحمل انه السبب في جعلي اقتل طفولتي ومراهقتي وكنت في طريقي لقتل شبابي بالمخدرات لقسوتي على نفسي .. لذلك نهض على قدميه بسرعة ومن دون ان ينظر الي قال ببرود:" سأذهب الان."

امسكت بذراعه بسرعة .. ظللت امسك بها حتى عندما استدار الي وانا انظر اليه من مكاني بعزم كبير .. اسيل التي كانت تخاف من ماضيها وتتجنبه بواسطة التسلح بالكراهية فقد ماتت ..قلت له بصوت واضح:" انا عشت لسنين اكره فقط .. لا افعل شيئا سوى الكراهية .. كرهتك انت وكرهت سارة وحسناء وامي وزوجها فؤاد وكل من كان يتقرب مني وكرهت نفسي .. وفي الاخير بعد ان مررت بأقسى لحظات حياتي ادركت بان الكراهية لم تزدني الا ألما."

"اسيل." تمتم بذلك غير مصدق ما يسمعه لكي اضيف انا بندم شديد:" لقد اخبرتك للتو بانني اردت حماية نفسي ووالدتي لذلك ظننت بان الطريقة الوحيدة هي ان اقتل مشاعري .. لكنني اعترف واخيرا بهذا .. انك لست الوحيد الملام على كل ما حصل لي فوالدتي ايضا ملامة لأنها تصرفت بمنتهى الانانية معي ومعك ومع نفسها وفي كل هذا ابقى انا اكبر ملامة على ما وصل إليه حالي."

حاول التحدث عندها قاطعته وقد نزلت دموعي من عيني وانا اقول:" انا اسفة .. اعتذر لكل محاولاتي السابقة لإيلامك .. اسفة جدا ابي واقسم بأنني لطالما احببتك وما زلت احبك .. انا فقط كنت متألمة جدا منك وكنت احاول ان اذيقك نفس الامي..."

لم يتركني اكمل كلماتي اذ ولأول مرة اقترب مني لكي يجثو على ركبتيه ويضمني اليه بقوة وهو يهتف بألم:" ابنتي الحبيبة."

ضممته انا الاخرى بكل قوتي وانا ابكي على كتفه واقول:" سامحني ابي .. ان لم تسامحني فانا لن اجد السلام الذي تحدث عنه جدي في احد الايام .. لقد سامحت نفسي واريد ان اسامح الجميع حتى يسامحوني."

شعرت بدموعه هو الاخر تنزل من عينيه لأول مرة في لحظة ضعف لم اشهدها منه من قبل ابدا وهو يهتف:" بل انا الذي اطلب منك ان تسامحيني صغيرتي يا من افديك بحياتي."

...............

يتبع...

maroska · 01-10-12, 11:56 PM

حسناء

نظرت اليه وهو يرتدي بذلته الرسمية وقلت وانا اضم يدي امام صدري بغضب:" انت مصر على الذهاب اذن؟"

من دون ان يستدير الي وهو يضع ربطة عنقه حول رقبته قال:" ايام طويلة وانا احاول اقناعك بالذهاب لزفاف سارة وانت عنيدة على لا شيء .. وانا اسف حبيبتي ولكنني سأحضر زفافها فهذا اقل شيء افعله حتى ارد جميلها لي."

هتفت بلوعة قائلة:" عن اي جميل تتحدث؟؟ انها اول من اعترضت عليك بعد ان علمت بأمر حبنا لبعض."

"لا الومها."

فغرت فاهي غير مصدقة كلمته تلك التي قالها بكل هدوء مغيظ قبل ان يضيف:" ولكن ذلك كان في البداية كما انه دليل على حبها لك فقد كانت خائفة على اختها الصغرى من حب كان يبدوا للجميع حينها مستحيلا."

"انا لا افهمك دانييل."

استدار الي اخيرا وهو يكمل تعديل ربطة عنقه وقال بجدية كبيرة:" اسمعيني جيدا .. انا اعرف سارة حتى قبل ان تعرفيها انت .. لقد كنت اراها مع والدك عندما يدعوني انا وعائلتي لبيته ويدعوهم ابي لبيته ايضا .. صحيح لم اكن قريبا منها لانها كانت قليلة الكلام جدا وتتجنب التعامل مع الرجال ولكنني لا املك شيئا ضدها .. انها فتاة طبية بلا شك ويحزنني انها ستتزوج ولا احد سيحضر زفافها من عائلتها .. وحقا لا استطيع عذرك في شيء لانك تصرين على الا تحضري زفاف اختك الكبرى وهي من سافرت لمسافات طويلة حتى تحضر عقد قرانك في مراكش ام انك نسيت هذا؟؟"

شعرت بالغيظ الكبير وبانه قد لمس الوتر الحساس قبل ان اقول له بنبرة غاضبة متألمة في نفس الوقت:" ولم انسى ايضا كيف كانت تتهمن انا واسيل ووالدي باننا نعيش في خيرات والدتها مع ان والدي اكد لي وبكل غضب بان كل ما صرفه علينا هو من امواله التي جناها بعرق جبينه وبان والدتها ليست اكثر من كاذبة كبيرة."

حرك رأسه يمينا وشمالا دليلا على عدم اقتناعه بعذري ذاك وانا الاخرى لم استطع اضافة اي كلمة اخرى عندما سمعت رنين هاتفي .. بحثت عنه في الغرفة بسرعة ولم اكن لأجده في اي مكان وانا اشعر بان يومي ابتدأ بكل ما يمكنه ان يغضبني حتى سمعت دانييل يقول:" الرنين بعيد بعض الشيء .. ربما تركته فوق طرف النافذة حيث وجدتك تجلسين هناك قبل قليل."

خرجت بعد كلماته تلك بسرعة من الغرفة وذهبت الى النافذة التي كانت في الممر قريبة من غرفتنا وعلى طرفها الواسع كنت اضع بضع مخدات مريحة أتأمل من هناك خارج البيت استمع لأفكاري. وجدت هاتفي فعلا موضوعا هناك حيث كنت جالسة .. رفعت الهاتف الي لكي ارى اسم المتصل .. ابي.

توترت لاتصاله ذاك .. ماذا يريد؟؟ فمنذ ذلك اليوم الذي زرته فيه في البيت واخبرته حقيقة سيلفيا لم يكلمني بعدها .. تنفست الهواء بقوة قبل ان اجيب عليه مدعية الهدوء:" مرحبا ابي."

"مرحبا حسناء .. كيف حالك؟"

رفعت كلتا حاجبي باستغراب من نبرة صوته الهادئة .. فقد كنت اظن بأنه غاضبا مني لانني في نظره ادعيت بان سلفيا هي زوجة صديقه السابقة .. اجبته والذهول لم يفارقني:" بخير."

سمعته يزفر الهواء بضيق شديد قبل ان يقول:" اتصلت لكي اقول لك بان توقعك كان صحيحا .. فقد تحريت عن الامر واتضح لي اخيرا بان سيلفيا كانت الزوجة الاولى لويليام وهي والدة دانييل."

اغمضت عيني وانا اتنفس الصعداء .. كنت اعرف بانها هي .. قلت ذلك لنفسي وقد شعرت بالفرح لانني لم اكن مخطئة في ظني كما شعرت بالحزن الشديد لان والدة دانييل هي فعلا من كانت مع والدي غير عابئة للبحث عن ابنها والتعرف اليه.

"انا اسف حسناء."

ببرود اجبته: "على ماذا ابي؟"

"لانني لم اصدقك في البداية .. لكن افهميني ارجوك .. الامر كان شبه مستحيل .. لم اكن أستطيع تخيل بانني كنت أرافق والدة دانييل .. لم اتوقع الامر حتى في خيالي."

"المهم الان بأن تسعى لإصلاح خطئك." قلت ذلك وانا اتمنى في نفسي بان يفعل ذلك وان يترك سيلفيا لكي يفاجئني قائلا:" لا تقلقي لقد انهيت علاقتي بها نهائيا .. لم يعد أي شيء يربطني بها."

وضعت يدي على قلبي اشعر بدقاته السعيدة وأنا افكر قائلة لنفسي .. وأخيرا سأعيش بسلام مع دانييل من دون ان يعذبني ضميري كل يوم .. قطع علي سعادتي تلك عندما قال:" وصلتني انا واسيل دعوات لحفل زفاف سارة وانت؟"

بوجوم أجبته:" وانا ايضا."

"وهل ستذهبين اليوم؟"

اجبته بنفس سؤاله قائلة:" وهل ستذهب انت واسيل؟"

سمعت صمته يجيبني لثواني قبل ان يقول اخيرا بنبرة قاسية:" انا لن اذهب الى زفافها .. سارة تجاوزت الحدود الحمراء كثيرا ولحد الان لا استطيع مسامحتها ولكن هذا لا يعني بانه عليك مقاطعتها مثلي .. انت اختها واظن بانه سيكون من الافضل بان تحضري زفافها .. لا تتركيها وحدها ارجوك .. لو كنت استطيع لأرسلت اسيل ايضا لكي تحضر زفافها ايضا."

"ولكن..."

قاطعني بهدوء قائلا:" لو حضرت زفافها اخبريها بانني وددت دوما ان احضر زواجها وأسلمها بنفسي لزوجها ولكن هذه الامنية اعدمت قبل ان تتحقق."

.................

يتبع...

maroska · 02-10-12, 12:00 AM

سارة

"الأن يمكنك رؤية نفسك في المرآة."

تحركت ناحية المرآة الضخمة وانا أحاول رفع فستاني من امامي والمزينة هي الاخرى ساعدتني في رفع ذيله الطويل .. وقفت امام المرآة انظر الى جسدي بالكامل بجمود سيطر علي لحظتها .. لم اكن ارى المزينة او اشعر بها وهي تفرد فستاني امامي بطريقة متقنة حتى ارى نفسي بأجمل منظر امام المرآة .. وجهي .. جسدي .. هل انا هذه حقا؟؟

لم استطع التصديق بأن تلك الصورة التي تتجسد على المرآة هي لي انا .. هل انا هي العروس؟؟ حاولت ان اتخيل نفسي كثيرا وانا عروس بالفستان الابيض منذ ان وافقت على الزواج ببيتر ولكنني لم اتوقع نفسي سأصبح عروسا هكذا.

فلم ارى يوما عيني جميلتين كما أراهما الأن .. لون الكحل المائي الاسود والرموش الكثيفة التي كانت تحيط بهما جعل خضرتهما مشعة وجذابة.. خدان مرمريتان وقد طفت عليهما حمرة زهرية خفيفة .. شفاه بلون فاتح انيق زاد من حجمها فكانت زينة وجهي متقنة جدا .. اضافت المزيد من النعومة والرقة على ملامحي وفي نفس الوقت جعلتها ناضجة وجميلة .. مضيئة ومشعة خصوصا بغطاء رأسي الملكي الذي كان يحيط بوجهي وقد ثبتت المزينة طرحة الزفاف التي كانت تنساب على كامل جسدي وصولا لذيل فستاني ببروش كبير من الذهب الابيض ظاهر عند جانب راسي وقد كان مصنوعا بمهارة وناعما بتلك الاحجار الصغيرة الدقيقة من الالماس وفي اخره زينت اطرافه بأحجار اللؤلؤ الراقي .. كان ذوق بيتر كما انه كان واحد من هدياه الكثيرة التي اغدقني بها من اجل الزفاف.

سمعنا طرقات هادئة على باب الغرفة .. تلك الطرقات اتتني بعيدة وانا لأول مرة اضل احدق في نفسي في المرآة لوقت طويل .. حقا ليلة الزفاف هي ليلة العمر .. ليلة تكون مميزة بكل ما فيها .. كم ابدوا متغيرة وفي نفس الوقت ما زلت هي نفسها سارة.

"اهلا سيد بيتر .. تفضل ادخل فالعروس جاهزة."

"شكر..." لم يكمل كلمته تلك عندما التقت عيناه بعيني على المرآة .. جحظت عيناه بذهول .. حتى ان المزينة رات دهشته لكي المحها تتسلل خارج الغرفة تاركة ايانا لوحدنا مع بعض .. نظراته تلك جعلتني اشعر بانني سأطير سعادة اكثر مما أشعر .. ولحظتها تعلمت شعورا اخر .. فمن اجمل ما يمكن للمرأة ان تراه هو نظرات الاعجاب الشديد في عيني حبيبها وكأنه لا يرى اي امرأه في العالم غيرها هي .. وكما ذهلت عيناه بي .. ذهلت عيني به غير قادرة على الشعور بأي شيء اخر غير دقات قلبي المتسارعة وانا ارى ذلك الرجل امامي .. لم اصدق بانه سيكون لي وتساءلت هل هذا الرجل حقا سيكون زوجي بعد دقائق معدودة؟؟

كان وسيما سالبا للعقول .. تقدم مني ببدلته السمو كينج السوداء الفخمة والتي كانت تجعله رجلا لا يقاوم ثم توقف ورائي وقد لمع شعره تحت أنوار الغرفة والذي كان مسرحا كله للوراء في تسريحة انيقة رسمية .. فظللت انظر اليه مشدوهة غير قادرة على إشاحة وجهي عنه .. عيناه ان كانتا من قبل من اجمل العيون التي رأيتها في حياتي فهي الان مظلومة بسبب وصفي الذي لا يمنحها حقها في روعتها .. كانتا مشعتين كما لم اراهما من قبل .. مليئتين حبا وسعادة .. سعادة انستني كل الم مر في حياتي وكأنني خلقت في تلك اللحظة ولم ارى من الالم والحزن شيئا بل فقط عيون زرقاء سعيدة رائعة سلبت أنفاسي .. كل شيء كان فيه ساحر الجمال .. احببت فيه كل شيء .. وسامته ونور عينيه المميز وكل ملامحه وحتى غروره .. كان دوما رجلا راقيا وانيقا يجذب النساء اليه ولكن الان كان اكثر بكثير .. رائعا في كل شيء سيخطف عقول النساء بكل تأكيد ولكنني متأكدة من انه لي انا لوحدي كما انا سأكون له ولوحده.

اخيرا استدرت اليه بعد ان رفعت اطراف فستان عن الارض حتى لا يعرقلني عن الحركة وبهدوء وقفت امامه .. نظرت اليه بسعادة كبيرة في نفس الوقت الذي كان ينظر الى عيني هو الاخر .. سمعته يهمس اخيرا قائلا بصوت أجش:" انك اجمل عروس رأيتها في حياتي."

تمتمت له وانا اخفض بصري بخجل اصارحه انا الاخرى ولأول مرة في حياتي:" وانت تبدوا رائعا ببدلة العريس."

"انت .. ان..."

رفعت نظري اليه عندما لم يجيب على كلماتي تلك بل اراد قول شيء اخر ولكنه لم يستطع .. نظرت اليه وقد لفحتني انفاسه الحارة التي اضطربت فجأة .. شعرت بالخجل والفزع الشديدين لنظراته عندما رأيت عيناه مسلطتان على شفتي عندها حاولت ان ارتد للوراء وانا اهتف:" يا الهي بيتر .. مازلنا لم نتزوج بعد."

"وانا لا استطيع ان اصبر اكثر مما فعلت .. الا ترين نفسك كيف تبدين خلابة الجمال؟"

"هل انتما جاهزين؟"

اجفلت للصوت الذي هتف فجاة داخل الغرفة قاطعا على بيتر افكاره التي كانت قد بدات تفقده زمام سيطرته .. نظرت الى ماريا التي دخلت الى الغرفة فجاة ظنا منها بانني وحيدة واريكا تتبعها .. وقفتا الاثنتين عند عتبة الباب وبكل براءة نظرت ماريا الى اخيها الذي كان يزم شفتيه يكتم غضبه منها لانها قاطعته عن ما كان يفكر في فعله .. قالت:" انتما تبدوان رائعين للغاية .. انا حقا لم ارى من قبل عروسين بهذا الجمال كله." بعدها تحدثت اريكا وقد فهمت نظرات بيتر وبخبث ينطق من عينيها قالت:" حتى وانت ترتدين فستانا محتشما سارة إلا انك تبدين رائعة جدا .. سيحسدون كل الرجال السيد بيتر عليك."

"تبالغين." قلت ذلك بحياء وانا اهرب بعيني منه في اللحظة التي هتفت فيها اخته ماريا وقد تذكرت ما جاءت من اجله الى الغرفة اخيرا:" بسرعة ماذا تنتظرا؟؟ المدعوون كلهم قد حضروا وهم في الاسفل في القاعة ينتظرونكم والقاضي ايضا."

"تعلموا في المرة القادمة ان تطرقوا الابواب." اخيرا تكلم بيتر و يا ليته لم يفعل فكلماته النزقة تلك جعلت ماريا تحدق فيه ببلاهة غير قادرة على فهم مزاجه الذي تغير فجأة حتى قالت لها اريكا:" لقد قاطعناهما ماريا عن عيش اخر اللحظات قبل الزواج."

"انا اسفة." قالت ذلك ماريا بخفوت قبل ان تنفرج اسارير بيتر اخيرا وهو يقترب منها لكي يقبل خدها قائلا:" تعرفين كم انا سعيد لوجودك في زفافي؟"

"اجل وانا ايضا سعيدة."

قبلها ثانية بحب على جبينها وهو يتركها لكي يقترب مني بهدوء .. اعطاني ذراعه لكي اعانقها بذراعي .. ففعلت بهدوء وقد كانت اول مرة اتشبث به ..شعرت بدفء جسده مع انني كنت اضع يدي فقط على ثيابه وفي نفس الوقت دخلت المزينة الى الغرفة ان اذن لها بيتر بالدخول عندما سمعنا طرقاتها .. ابتسمت وهي تقترب منا .. قامت بتعديل فستاني قليلا وهي تفرده وتتأكد من ان لا شيء ينقصه لكي تستدير ورائي وتفرد الذيل على الارض جيدا حتى يظهر طوله كله بينما إريكا مدت لي باقة الورود الانيقة البيضاء والتي كانت مربوطة بربطة حريرية بيضاء هي الاخرى .. وصلت رائحة الورود الى انفي وقد كانت رائحة عطرة رقيقة داعبتني كما كان يداعبني الشعور الجميل وانا اتعلق بذراع بيتر واريكا تلتفت اليه لكي تضع وردة بيضاء مثل الورود التي كنت امسك بها في الجيب الخارجي لسترة بدلته الفاخرة .. عندما انتهت من تعديل له تلك الوردة قالت بابتسامة واسعة:" يجب ان ترقيني في العمل."

"حسنا سأرقيك لمنصبي وبهذا تصبحين مديرة وانا اصبح سكرتيرا لك."

ضحكت بمرح وهي تبتعد عنا لكي تتأملنا بإعجاب قائلة:" عندها سأكون مديرة لطيفة وجيدة الطباع ولن اكون ابدا كثيرة الغضب."

"هل افهم من كلامك هذا بانني مدير سيء الطباع."

قهقهت اريكا ولم تستطع ان تجيبه لأن ماريا حثتها على الاسراع بلهفة وهي تقول:" بسرعة اريكا علينا ان نسبقهم الى الاسفل."

خرجت اريكا وماريا من الغرفة وبعدها نظر الي بيتر وقال:" هل انت مستعدة لكي تصبحي الان السيدة يانسنس؟"

"مستعدة لكي اكون زوجتك."

بادلني الابتسامة وهو يضع يده الاخرى على ذراعي يضغط عليها برقة قبل ان يتقدم بي برسمية .. فتح باب الغرفة الذهبي وخرجنا لكي نطل على القاعة الضخمة الكبيرة المطلية باللون الذهبي اما اطرافها فكانت منقوشة بماء الذهب على الطريقة الاوروبية الملكية .. كالقصور الأوروبية .. وقد كانت القاعة دائرية مفتوحة السقف نحو الدورين الثاني والثالث المحاطين بدربزين مذهب ذو تصميم فخم .. الطابق الثالث جعلنا نرى القاعة بأكملها والحضور كله واقف في انتظارنا .. المكان كله كان مليئا ..لم استطع رؤية وجوههم بوضوح من ذلك العلو حيث غرفة تبديل الثياب الرئيسية .. ولكنني كنت متاكدة من انها وجوه لا اعرفها فتمتمت وقد شعرت بالخوف والحزن معا:" لا اعرف من هم المدعوون .. اشعر بانني ساكون غريبة بينهم ومثيرة للشفقة لان لا احد من عائلتي سيكون بجانبي."

كلماتي وصلت لمسامع بيتر الذي اجابني بثقة قائلا:" لقد قلت لك بانني سأجعله اكثر يوم سعيد لك في حياتك .. فثقي بي."

نظرت اليه بابتسامة سعيدة ااكد له بانني اثق به بكل تأكيد وبانني اعتبره عائلتي وسط كل هؤلاء الغرباء .. في نفس اللحظة تسرب صوت عذب جميل جدا الى مسامعي .. التفت الى جانبي لكي ارى عازف الكمان يرتدي بدلته الانيقة وهو يقترب منا لكي يحينا بإيماءة من رأسه قبل ان يتقدمنا وينزل الدرج لكي نتبعه نحن ببطء .. عزفه كان في غاية المهارة والرومانسية .. كان عزفا هادئا جميلا وقد جذب انتباه الحضور جميعا الينا لكي يكفوا عن التحدث فيما بينهم ويلتفتوا جميعا ناحية الدرج لاستقبال العروسين .. نزلنا الدور الاول على السلم المغطى بالسجاد الاحمر والذي كان سلما واحدا مثله يقابله عند الناحية الثانية حتى وصلنا الدور الثاني من الدرج وهناك توقفنا عند الدربزين المذهب والمزين بالورود الرقيقة .. ننظر الى الجميع قبل ان نتقدم ثانية لكي ننزل السلم الاخير الذي كان واسعا جدا والسجاد الاحمر الفاخر يتضارب لونه مع اللون الذهبي الملكي .. ضل عازف الكمان يتقدمنا ونحن نمشي ورائه ونغمات لحنه تسبقنا الى الحضور الذين كانوا يقفون بمجموعات كثيرة صغيرة حول طاولاتهم المتقنة الزينة .. كانت القاعة مزينة بالورود كلها ابتداء من الدربزين وكل السلاليم وصولا الى كل الطاولات و زوايا القاعة التي وضعت فيها باقات ضخمة جميلة من الورود.. وعلى منصة القاعة الرئيسية كانت هناك طاولة ضخمة كبيرة مغطاة بشراشف ذهبية وورود عطرة تزينها وقد وقف عندها القاضي بلباسه الرسمي ينتظرنا .. قبل ان تحط قدمي على ارض القاعة ونحن في الدرجات الاخيرة لمحت عيني من غير ماريا واريكا اللتان كانتا في قمة اناقتهما وهما تنظران الينا بابتسامات واسعة وجميع الحضور من الطبقة الارستقراطية للمجتمع البلجيكي و معارفه الاوروبيين واصدقائه الأمريكيين وبعض العملاء الاجنبيين القريبين منه في العمل الذين كانوا ايضا حاضرين في القاعة .. كل ذلك لم يجعل الدموع تترقرق في عيني .. بل من جعل ذلك يحصل هو رؤيتي لوالدتي تقف بالقرب من خالتي وزوج خالتي .. لم استطع ان ابقى على نظراتي الهادئة المتظاهرة امام المدعوين بل نظرت بسرعة الى بيتر غير مصدقة ما رأته عيناي وانا اريده ان يقول لي بان ما رايته لم يكن خيالي وهو يوهمني بوجود عائلتي .. بل حقيقة .. بيتر هو الاخر فهم نظراتي جيدا اذ أومأ لي برأسه يأكد لي بأن ما رأيته حقيقة .. بصعوبة منعت نفسي من ان اقفز من على تلك الدرجات اركض اليهم لكي ارتمي في احضانهم .. الحمد لله بانني كنت متعودة على السيطرة على مشاعري وهم ايضا كانوا ينظرون الي بهدوء وسعادة وقد لمحت دموع خالتي وهي تنظر الي من مكانها بجانب زوجها وامي .. هددتني دمعاتي التي كنت احبسها في عيني بالنزول عندما لمحت ايضا حسناء ودانييل يقفان ايضا بالقرب من طاولتهم .. كانا رائعين حسناء بفستانها الاحمر الذي يصل طوله لركبتها ودانييل ببدلته الرسمية. توقف العازف عن العزف عندما وقفنا امام الطاولة الضخمة والقاضي بجانبنا .. جلسنا انا وبيتر على الكرسيين امام المصدح الذي كان جاهزا لإيصال صوتنا لجميع اذان الحضور الكثير .. تكلم القاضي وقد بدأ بمراسيم الزواج.

"نعم أوافق." قلت ذلك بابتسامة كبيرة بقرب المصدح عندما سألني القاضي ان كنت اوافق على الزواج ببيتر يانسنس.. بينما بيتر كان قد اجابه بصوت عال كله ثقة وفخر:" بكل تأكيد أقبل."

وقعنا على وثيقة الزواج بالدور انا وهو لكي يقف القاضي على قدميه ونقف نحن ايضا معه نستمع للإعلان الذي اعلنه على الجميع:" للمكانة التي أترأسها في المدينة والسلطة التي بيدي ولأنها رغبتكما معا بدون اي ضغوطات أعلنكما زوجا وزوجة."

لحظتها تلك اعتلت التصفيقات الحارة والتهليلات من جميع الحضور .. بينما دمعاتي لم استطع حبسها اكثر وقد نزلت من عيني تعبر عن سعادتي وانا استدير الى بيتر حتى ابارك له بزواجنا واتلقى منه المثل .. نظرت اليه من بين دموعي وانا غير مصدقة بانني اصبحت زوجته .. حلمي المستحيل تحقق .. احمدك يا الله على تحقيقك لحلمي الذي لم اتوقعه يوما بان يصبح واقعيا .. كنت اشعر بسعادة مفرطة لدرجة عدم تصديقها .. هذا الرجل الذي يقف امامي سعيدا اصبح زوجي شرعا وقانونا .. رفع يديه وضم وجهي بين كفيه بنعومة وبرقة مسح دموعي وهو يقول بصوت ملأته الاثارة:" مبارك لك عروستي."

"ومبارك لك ايضا."

يتبع...

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
العرض العادي الانتقال إلى العرض المتطور الانتقال إلى العرض الشجري