آخر 10 مشاركات
مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          499 - أكثر من حلم أقل من حب -لين غراهام - أحلام جديدة جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          قيود الندم -مارغريت بارغيتر -ع.ج-عدد ممتاز(كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حياتي احترقت - فيفيان لي - ع.ج ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : عروس القمر - )           »          32 - ليلة ثم النسيان - باني جوردان عبير الجديدة (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : dalia cool - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          سارق قلبي (51) -رواية غربية- للكاتبتين: وجع الكلمات & ولقد أنقذني روميو *مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-10-12, 10:50 PM   #6461

غيداء هلال

? العضوٌ??? » 224358
?  التسِجيلٌ » Feb 2012
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » غيداء هلال has a reputation beyond reputeغيداء هلال has a reputation beyond reputeغيداء هلال has a reputation beyond reputeغيداء هلال has a reputation beyond reputeغيداء هلال has a reputation beyond reputeغيداء هلال has a reputation beyond reputeغيداء هلال has a reputation beyond reputeغيداء هلال has a reputation beyond reputeغيداء هلال has a reputation beyond reputeغيداء هلال has a reputation beyond reputeغيداء هلال has a reputation beyond repute
افتراضي


مساء الخير مارو اكيد جاهزين ومتحمسين كتيير

غيداء هلال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-12, 10:55 PM   #6462

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي


اتمنى ان تتوقف جميع تعليقاتكم حتى انزل الفصل الان وتكون اجزائه متتالية.


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 18-10-12, 10:55 PM   #6463

bessoum

نجم روايتي وقاصة بقلوب أحلام وعضو في فريق التراس قلوب أحلام و كاتب في الموسم الأول من فلفل حار

alkap ~
 
الصورة الرمزية bessoum

? العضوٌ??? » 214428
?  التسِجيلٌ » Dec 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,970
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » bessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond reputebessoum has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء النور على الجميع
في اتم الاستعداد سكينة


bessoum غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-10-12, 11:00 PM   #6464

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثلاثون




اسيل


"انا اسفة لم اكن اقصد شيئا سيئا بكلامي ذاك."


ابعدتْ عينيها عني بهدوء لكي تجذب انتباه الجميع من جديد اليها وتريحني من نظراتهم الحادة عقب كلماتي الاولى .. بينما انا كنت احاول اخفاء صدمتي من الصدفة التي لا تصدق .. عدت وحدثت نفسي وانا استرق النظر اليها .. لا يمكن ان تكون صدفة .. انها نفسها والدة سارة .. حتى انها تشببها كثيرا .. كما انه نفس المستشفى الذي اوصلت اليه مرة سارة من اجل ان تلتقي بوالدتها .. كنت احلل الامر في داخلي وانا أتأكد مع كل لحظة تمر بان القدر جمعني مع والدة سارة والتي تركتها تكمل حكايتها وقد ازداد كل اهتمامي بسماع الماضي منها شخصيا وليس من والدتي التي تعرف القصة فقط من وجهة نظر والدي.


"كان علي ان اكون راضية لان زوجي عندما علم بخيانتي له لم يقم باي فضيحة .. ولكنني كنت متألمة اكثر منه .. لحقيقة انه لم يصدق عندما وجد سببا حتى يطلقني بل وايضا إهانتي وكأنني انا فقط من خنته وليس هو من بدأ بالأمر وقام به اكثر من مرة .. كرهت نفسي لانني احببته ولأنني انا من كنت احاول اقناعه بفكرة زواجنا .. وصلت الى حالة فظيعة من الكره واصبت بصدمة عندما علمت بانني حامل منه .. اردت الاجهاض وقبل ان افعل حصل ما حطمني كليا عندما تخلى عني الرجل الذي احببته لدرجة انني خنت زوجي معه .. هرب بعد طلاقي وتركني مع مصيبة كبيرة وهي الادمان على المخدرات والكحول .. فكان كل هذا سببا في محاولتي الانتحار مرة .. ولكن تم انقاذ حياتي .. لازالت ترن لحد الان كلمات الطبيب في اذني عندما فتحت عيني وقال لي بانني كنت بين الحياة والموت ومعجزة انني لم اجهض وان الله يريد لهذه الفتاة ان تعيش وبعيشها هي انقذت حياتي."


شعرت بدمعة تنساب من عيني قبل ان تنظر الي فجأة والدة سارة وهي تحاول ان تكون جامدة الملامح وقد التقطت عينيها دمعتي تلك التي كانت تتدحرج على خدي لكي ارفع يدي بسرعة امسحها فأشاحت نارمان وجهها عني مرة اخرى ونظرت الى المعالجة النفسية التي كانت تجلس بجانبها التي أومأت لها براسها تشجعها على الاستمرار في كلامها .. فأكملت وهي تقول بصوت سمعت فيه حزنا وتعاسة كبيرة:" بدل ان احب ابنتي كرهتها لأنها اعادتني للحياة .. فلم اكن اريد أي شيء يربطني بزوجي السابق ولذلك لم ينجح معي العلاج من الادمان بعد ان اجبرتني عليه اختي الوحيدة التي كانت من طرف والدتي على تلقيه اثناء فترة حملي .. وحال ان عدت الى بيتها للولادة وانجبت الطفلة بعد فترة قصيرة من النقاهة من المخدرات .. تركتها في بيت اختي ورحلت فلم اكن استطيع ان اكون اما لها لأنني لم اشعر بالحب ناحيتها .. شعرت بها تؤلمني اكثر وتذكرني به كلما نظرت اليها .. كنت غير متقبلة تماما بانه هناك رابطة قوية بيني وبين زوجي السابق .. رحلت الى مدينة كبيرة اخرى وهناك كان من السهل علي ان ادخل عالم الادمان من جديد وهذه المرة تعمقت فيه اكثر ولم اعد الا بعد سنتين بعد ان خسرت كل ثروتي التي تركها لي والدي وبعد ان انهكت اختي في البحث عني في كل مكان في البلاد لعلها تنقذني من الطريق الذي اتخذته .. عدت وانا محطمة وقد استغلني كل من وجد الفرصة لذلك .. عدت جسدا بلا روح .. اموت ببطء .. عدت فقط لكي اطلب مالا من اختي ومازلت اتذكر كيف كانت ابنتي تناديني بكلمة امي للمرة الاولى .. وعندها كل ما قمت به هو الهرب من تلك الطفلة التي كانت تخيفني لمجرد التفكير بتحمل مسؤوليتها .. لقد ظلمت ابنتي وظلمت اختي وظلمت نفسي .. فابنتي عندما بدأت تكبر وتصبح شابة ناضجة فهمت ما يحصل معي ومع كل الالم الذي سببته لها .. الا انها كانت قد بدأت تبحث عني بنفسها وتحاول علاجي في كل مرة تجدني فيها ..حتى انها قبلت بالسفر مع والدها والاغتراب من اجل ان تستطيع علاجي هنا .. وقد نجحت .. نجحت في ارجاع روح التي روي عليها التراب لسنوات وظننتها قد ماتت .. لقد نجحت في جعلي ارى الحياة من جديد .. نجحت في إنقاذ حياتي للمرة الثانية والان اتمنى لو اقول لها..."


كنا ننظر اليها جميعا بألم وانا أكثر من الجميع لأنني كنت قد عايشتُ تلك الشخصية ولم اصدق كيف كانت فتاة هادئة ولا تبخل على احد حتى بابتسامة وفي داخلها تحمل هما ثقيلا وتعيش مع ألم كبير .. وكان من الواضح بان والدة سارة تجد صعوبة في التحدث عن مشاعرها بتعمق اكثر .. فقد بقيت تبتر كلماتها في الاخير غير قادرة على التعبير عن مشاعرها بكل صراحة وسهولة .. لكي تفاجئنا عندما نهضت فجأة من مكانها تستأذن الخروج قبل ان تتوجه بخطوات سريعة نحو الباب وتفتحه لكي تختفي بعدها عن نظراتنا .. ظللت احدق في ذلك الباب وانا اسمع همهمات الجميع من حولي .. لكي انهض انا الاخرى واستأذن بدوري من الجميع واخرج ورائها .. تبعتها في الممر وانا اراها تتوجه الى باب الحديقة .. خرجتْ منه واتجهت بخطوات سريعة إلى ذلك المقعد التي تجلس عليه عادة .. خففت من سرعة خطواتها عندما اقتربت منه وكأنها قد وجدت راحتها اخيرا بقرب ذلك المقعد .. وقفت امامه لثواني تنظر بشرود امامها قبل ان تجلس عليه .. فاقتربت منها بهدوء وحذر غير عارفة لما ستكون عليه ردة فعلها .. كنت احتاج للحديث معها .. احتاج لمعرفة اكثر مما سمعته منها .. احتاج لمعرفة الحقيقة من جميع الاطراف.


جلست بهدوء على طرف المقعد الذي تجلس عليه وانا اسألها:" ااستطيع ان اجلس بجانبك؟"


"لقد جلست وانتهى الامر."


زممت شفتي غير راضية على الاجابة الباردة التي قابلتني بها حتى من دون ان تنظر الى ناحيتي .. لكنني رفضت ان استسلم غير مستغربة كم تغيرتُ شخصيا وتغيرت ردود افعالي على من حولي وكم اصبحت انسانة هادئة غير تلك الشابة العصبية الوقحة اللسان التي كنتها .. فما حصل لي علمني الكثير وغيرني رغما عني .. من بداية اغترابي حتى وصولي الى هذه المصحة. استنشقت الهواء بهدوء قبل ان اقول لها وقد بدأت بحديث لا يمت بصلة عن ما اريد معرفته منها:" ستخرجين قريبا؟"


"اجل."


عضضت على شفتي غير قادرة على جذب حوار معها وحاولت ان اقول شيئا تشاركني فيه الحديث بدل ان تجيبني ببرود وبإجابات مختصرة تقليدية .. لذلك قلت لها:" انا ايضا سأخرج بعدك بأيام قليلة."


لم اصدق عندما التفتت الي اخيرا وابتسمت ابتسامة صغيرة وهي تقول:" سعيدة من اجلك تستحقين البدء في حياة جيدة .. من حظك بانك لم تبتلي بالمخدرات لمدة طويلة والا لكنت قد اتخذت طريقا اطول بكثير مما اتخذته الان حتى تتعالجي من تلك السموم."


"شكرا .. اتمنى لك ايضا حياة سعيدة لك ولابنتك .. فقد سمعت بانها قد تزوجت ولهذا غبت في ذلك اليوم عن المصحة من اجل حضور حفل زفافها."


ابتسمت اكثر وهي تنظر امامها وكانها تتذكر احداث ذلك الزفاف الذي تمنيت بكل جوارحي لو حضرته انا الاخرى .. وقالت:" لقد كانت عروسا رائعة جدا .. وزوجها كان يظهر للجميع جنونه بحبها.. صحيح بانه ليس من بلدها وهناك اختلاف كبير بينهما من ناحية النشأة والعادات والتقاليد ولكن لا اعتقد بان هذا سيسبب لهما عائقا في حياتهما .. لأنهما يحبان بعضهما بقوة."


"هل هو مسلم؟" سؤال خطر على بالي فجأة مع انني كنت اعرف الجواب سابقا .. ولم أتفاجأ عندما اجابتني والدتها بنفس ما كنت مقتنعة به في داخلي فالكل يعرف سارة ومتأكد من اخلاقها:" ابنتي سارة لا تتساهل ابدا في ما يخص دينها .. من دون ان اسألها كنت متأكدة بان ذلك الرجل اصبح مسلما قبل ان يتزوج بها .. كان عليك ان تري كيف فرضت على الجميع من حضروا الزفاف ان يتقبلوها عروسا بحجابها زيادة على انه لم يكن هناك أي نقطة كحول في مشروبات الزفاف."


"يبدوا بانك تحبينها؟"


نظرت الي وقد تلاشت ابتسامتها لكي اترقب ردة فعلها .. بعد دقائق من الصمت وهي تحدق بي بنظرات قوية اربكتني .. قالت وقد راوغتْ في الاجابة عن سؤالي بطريقة مباشرة:" لقد المتها كثيرا .. اشعر بذنب كبير .. لحد الان لا استطيع النظر في وجهها."


"كل ما فعلته اصبح الان من الماضي."


"لكنني حاولت اصلاح الامور معها بارتكاب خطئٍ كبير .. لا استطيع تخيل كيف ستكون ردة فعلها لو علمت بانني اكذب عليها كل هذه المدة بشأن والدها."


"إذاً..." قلت تلك الكلمة غير قادرة على إكمال جملتي وقد تجمدت عيني على عينيها.


........................


حسناء


"اذا انت حامل؟"


"اجل."


اجبتها بذلك بابتسامة حالمة وانا امرر يدي على بطني بينما كنا نتمشى في محل لثياب الاطفال .. حماتي .. انا بنفسي كنت غير متقبلة لتلك لكلمة خصوصا عندما رمقتني بنظرات مخيفة في ذلك الصباح حين وجه لها ابنها كلاما قاسيا .. لكنني فوجئت بمحاولة تقربها مني بعد عودتها هي ودانييل من المانيا .. حتى انها فاجأتني اليوم عندما طلبت مني امام دانييل ان نخرج معا لأنها مللت البقاء في البيت .. ودانييل هو الاخر لم يعترض بل لمحتُ نظرات رضى في عينيه عن محاولة تقرب والدته مني .. مهما كان متألما من الامر الا انه في داخله يتمنى بألا اتأثر انا بذلك الشرخ الموجود في علاقته مع والدته .. فخرجنا معا انا وهي للتسوق .. مع ان الغريب في الامر بانه طيلة هاذين اليومين الذين مروا عليها وهي في بيتنا لم تتحدث معي أبدا عن والدي وعن معرفتي لعلاقتها السابقة به .. انها تتعامل وكأنه لم يحصل شيئا .. فعلا كانت امرأه غريبة الاطوار لا يستطيع احد فهم شخصيتها.. مع انني كنت سعيدة لان الامر لن يذكر ابدا فهكذا اضمن بان دانييل لن يعرف ما يمكنه ان يأثر على علاقتنا الزوجية.


"هل قمت بالفحوصات الازمة لمعرفة جنس الطفل؟"


"لا لأنني اعرف من احساسي بانها ستكون فتاة."


توقعت بان تسخر من احساسي مثل ما يفعل كل من اقول له ذلك ولكنها ابتسمت بهدوء وهي تحمل كنزة صوفية صغيرة للفتيات الصغيرات وتنظر اليها وتقول:" تعرفين انه كان لدي نفس الاحساس عندما كنت حاملا بدانييل .. كنت اعرف بانه ولد ورفضت القيام بفحص طبي رغم اصرار والده .. وعندما ولدته كان ولدا كما كنت احس بداخلي .. كنت سعيدة به جدا." قالت ذلك وقد لمست حزنا في كلماتها الاخيرة .. راقبتها وهي تعيد الكنزة لمكانها لكي تلتفت الي بسرعة تحاول اخفاء حزنها ذاك قائلة:" حتى انه صار جدال كبير بعد ولادته حول اسمه .. كنت اريد تسميته دانييل بحسب العادة الفرنسية لانني بلجيكية من الوالون ووالده كان يريد تسميته دانيال لانه كان من البلجيكيين الفلاندر على حسب لغتهم الأم الهولندية .. ولكن في الاخير انا من ربحت واسميته دانييل."


"لما تركت دانييل في ذلك السن؟"


تلاشت ابتسامتها وهي تنظر الي في نفس الوقت الذي عضضت فيه على شفتي السفلى وقد انتبهت اخيرا الى ما تفوه به لساني .. لم يبدوا عليها الرضى ابدا لسؤالي ذاك الذي يبدوا بانني قد تجاوزت به حدودا كثيرة .. ابتلعت ريقي وانا اترقب ردة فعلها .. ظننت بانها ستغضب وتطالبني في أي لحظة بان اتدخل في شؤوني ولكنها فاجأتني عندما تحدثت بهدوء قائلة:" الحب والتضحية .. لانني احببت رجلا اخر كان علي ان اضحي بحب دانييل."


رمشت غير قادرة على استيعاب كلماتها ابدا...


اردفت قائلة:" انت لن تفهميني الان ولكن اعلمي بانه يمكنك في أي لحظة ان تحبي رجلا اخر .. فانا احببت والد دانييل لكي يموت ذلك الحب بعد سنوات واحب رجلا اخر ويموت ذلك الحب ايضا بعد مدة قصيرة ولم اندم لانني ساعتها كنت قد فقدت دانييل ووالده ..لا فقد كنت سعيدة لانني عشت حبي الاخر ولو لفترة قصيرة واحببت شخصا ثالثا ولكن هذا الحب لم يمت بعد بل حاولوا قتله في قلبي .. فاحذري عزيزتي انت ايضا ان يموت حبك لدانييل وتحبي شخصا اخر .. عندها بكل تاكيد ستضحين بكل شيء حتى بما تحملينه في بطنك الان وبمن يعشقك في البيت وستتركينهما وتذهبين لمن يكون قد ملك حبك."


"مستحيل."


هتفت بذلك من بين اسناني بغيظ كبير من كلماتها تلك التي جعلتني افقد احترامي لها مع نفسي :" الخيانة تبقى خيانة ولا مبررات لها .. وانا احب زوجي وطفلتي اكثر من نفسي لا يمكنني ان افضل عليهم أي شيء اخر ولا يمكنني ان اخون ثقتهم بي .. ارجوك لا تقارنيني بنفسك."


"ماذا تعنين بكلامك انني عاهرة؟"


قلت بسرعة وانا اشعر بالانزعاج الشديد من المحور الذي اتخذه حوارنا:" اسفة سيدة سيلفيا ولكن يبدوا بانك اسأت فهم كلامي .. انا فقط لا اريدك ان تقولي بانني من الممكن يوما ما ان اترك زوجي وطفلتي من اجل حب شخص اخر .. لانني لا يمكنني ان احب احداً غير هاذين الشخصين."


"يكفي .. انت لن تفهميني فدعنا ننهي هذا الحديث."


كنت شاكرة لها مع نفسي لأنها انهت ذلك الحوار حتى لو انهته بحدة لم استحقها منها .. ذهبنا بعدها بصمت خارج المحل .. كل منا كانت مشغولة بأفكارها عن الاخرى .. توقفت عندما رأيت لوحة استعلامات تشير الى حمام قريب في الطابق الذي كنا فيه في المركز التجاري .. عندها تحدثت معها قائلة:" لو سمحتِ اتمنى بان تنتظريني قليلا فانا اريد الذهاب الى الحمام."


نظرت الي وهي تزم شفتيها بطريقة غير راضية قبل ان تقول وهي تتأفف بوضوح:" حسنا اذهبي سأكون في انتظارك هنا ولا تتأخري فانا لا احب الانتظار."


"لن اتأخر." قلت ذلك وانا انعطف في ممر خال ينتهي بحمامات الرجال وعند يمينه ممر ثان اخر توجد عنده حمامات النساء .. غسلت يدي ووجهي وانا أوصل الماء لرقبتي و انظر بعدها الى نفسي في المرأة .. كلامها جعلني اشعر بالغثيان .. يا لوقاحتها .. كيف تفكر حتى بهذا العذر المقزز لما فعلته بابنها وزوجها .. يا إلهي لا تستحق إبنا مثل دانييل ابدا .. اتمنى لو ترحل عن بيتي في اقرب وقت .. فهي لا تشعرني ابدا بالراحة.

رميت المناشف الورقية التي جففت بها يدي ووجهي في سلة القمامة .. لكي اعيد وضع ملمع شفاهي على شفتي وامسد شعري الاسود الذي كنت افرده على جانبي حتى اخرج بعدها من الحمام .. كنت امشي في ذلك الممر بهدوء عندما امسكت يد ذراعي بوحشية تجذبني الى جدار جانبي عند زاوية ممر اخر صغير يؤذي الى سلم الطوارئ ..كانت صرختي على وشك ان تنطلق عاليا بفزع عندما وضعت يد قاسية على فمي تمنعني من الاستغاثة .. شعرت بدوار عندما اصطدم راسي بالجدار من ورائي على إثر دفعه لي بقوة قبل ان تُثبت عيني على العينين السوداوين القاتمتين امامي.

يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 18-10-12, 11:01 PM   #6465

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

"مستحيل" تمتمت بذلك بلسان مرتجف كما كان كل جسدي يرتجف وقبضتيه تكادان تحطمان عظام ذراعي ووجهه الكريه بالقرب مني كما كانت نظراته المرعبة تجمدني في مكاني.


"لماذا مستحيل ايتها الحقيرة هل ظننت بانك حقا ستفلتين بفعلتك مني؟"


انا لست ضعيفة .. لا يمكنني ان اخاف منه بعد كل الثقة والامل والسعادة التي تعلمتها وعرفتها مع دانييل .. انا اقوى من ان اخاف من هذا الخائن .. قوية لدرجة بأنني لأول مرة تجرأت على تحديه وانا اقول من بين اسناني:" دعني وشأني فأنا لم أؤذيك بل بالعكس تألمت كثيرا بسببك."


استغللت فرصة بأنه كان يبعد يده عن فمي لكي احاول الصراخ من جديد .. لكنه اسكتني بصفعة قوية الهبت خدي ألما .. جعلتني اخرج حشرجات بكائي الشجين عندما امسكني من ذراعي من جديد ويده الاخرى امسكت بذقني بوحشية تجبرني على النظر الى تقاسيم وجهه الكريهة .. لما لم اكن ارى من قبل نظراته الحقيقة و وحشيته وهمجيته؟؟


"اصمتي عن البكاء .. اصمتي." هتف بذلك وهو يكز على اسنانه ويضغط في نفس الوقت بكفه على فمي حتى يكتم شهقات بكائي وألمي.


"هل ظننت بأنني نسيتك؟؟هل ظننت حقا بأن الامر انتهى وبأنك بدأت حياة جديدة مع ذلك السافل الذي كنت تخونيني معه .. كان ينظر اليك بإعجاب مع انك كنت خطيبتي وانت الاخرى لابد وانك شجعته على ذلك .. ولم تكتفي بهذا بل حاولت قتلي ايتها المجرمة."


شعرت بأنني فقدت كل قوتي بل بانني لم اكن يوما قوية ولا داعلي لكي اتسلح بقوة لا املكها .. انا ضعيفة ومرتعبة خصوصا عندما قال لي:" وهل يعرف ذلك البلجيكي السافل بأنه تزوج بمجرمة؟"


ارتعبت من كلماته ونزلت دموعي اكثر لكي اتوسله بكلمات غير واضحة بسبب يده التي وضعها ثانية على فمي يكتم انفاسي بها:" ارجوك رشيد .. أرجوك دعه وشأنه .. لا تدخله في ماض لا علاقة له به."


ارتسمت ابتسامة كريهة منتصرة على شفتيه لسماعه توسلي ذاك .. قبل ان ينتفض في مكانه بذعر بينما انا جحظت عيني عندما سمعنا معا اسمي يتردد في الممر .. كان صوتها .. صوت سيلفيا .. لم تترك لرشيد فرصة ان يطلق سراحي قبل ان تراه فقد طلت علينا بسرعة وهي تناديني.


"هسن..." بترت اسمي قبل ان تكمل نطقه عندما طلت علينا فجأة ورأتنا في ذلك الوضع .. حيث كان رشيد قريبا مني يثبتني بكلتا يديه على الجدار من خلفي .. ابتعد عني بسرعة عندما وقفت سيلفيا تنظر الينا بجمود .. لكي احني برأسي بسرعة امسح دموعي وصدري يعلو ويهبط من انفاسي التي كانت متسارعة بسبب الخوف والرعب الذي دبه في رشيد الشيطان الذي يرفض ان يبقى تحت تراب الماضي .. اقتربت منها بسرعة تاركة رشيد خلفي لكي امسك بذراعها لأول مرة واجذبها ورائي بسرعة نبتعد عن ذلك الممر .. كنت اركض واجعلها تركض ورائي وكعباي حذائها يطرقان الارضية المرمرية.. وفي كل مرة كنت ألتفت الى ورائي أتأكد من عدم وجوده وأتابع بعدها الركض حتى عندما لم اكن أرى له أي اثر خلفنا .. خرجنا من ذلك الممر الى حيث المحلات والناس يتجولون بينها .. عندها توقفت سيلفيا وهي تنفض يدي عن ذراعها قائلة بحدة وغضب:" كيف تجرينني ورائك بهذه الطريقة؟ لقد تجاوزت حدودك معي كثيرا."


تمتمت بصوت مرتجف:" اسفة حقا ولكن..."


توقفت عن الحديث عندما لم اجد ما اقوله لها وطأطأت براسي وانا اسمعها تقول:" ولكن ماذا؟"


لم اجيبها وظللتُ اعض على شفتي السفلى بكل قوتي وانا لا اعرف في أي مصيبة علي التركيز .. هل في مصيبة عودة رشيد لحياتي؟؟ ام لتهديده الواضح لي؟؟ ام رؤية والدة دانييل لرشيد معي؟؟


"الن تتكلمي وتخبريني مع من كنت عندما تأخرت علي؟"


رفعت اليها عيني بسرعة عندما واجهتني مباشرة بسؤالها ذاك .. كانت تريد جوابا على سؤالها فعلمت بأنه لا مفر من ذلك ولا يمكنني ان ابقى صامتة .. فقلت كاذبة بخفوت:" لا اعرفه .. لقد شعرت بالدوار عندما خرجت من الحمام ورأني ذلك الرجل وحاول مساعدتي عندما اسندني حتى لا اسقط."


رفعت إحدى حاجبيها الشقراوين وهي تنظر الي .. بقيتْ تحدق في مطولا فاعتراني توتر شديد واضطراب وانا أنتظرها حتى تقول أي شيء او ان تبعد نظراتها الثاقبة عني لكنها لم تفعل فارتأيت ان اهرب انا بنظراتي عندما اشحت بعيني بعيدا عنها.


"لا يهمني ما تفعلينه."


رفعت عيني اليها لكي أراها قد أدارت لي ظهرها تمشي بعيدا عني عندها لم اجد نفسي سوى انني اسرع بخطواتي ورائها حتى وصلت إليها وامسكت بذراعها .. فالتفتت الي بحدة لكي ابعد يدي عن ذراعها بسرعة .. حينها كنت متأكدة من انها لم تصدق كذبتي ولكنني لم اكن قادرة على ان افهمها الحقيقة .. فتركتها مع خيالها يسرح بها الى اين يريد فليست هي من كانت تهمني ولتعتقد بي ما تشاء فدانييل هو ما يهمني لذلك قلت لها بنبرة متوسلة:" ارجوك لا تخبري دانييل بما حصل."


استفزتني كثيرا عندما اعتلت ابتسامة عوجاء شفتيها وهي تقول محافظة على ابتسامتها تلك:" والثمن؟"


"عفوا"


رددت كلامها قائلة:" لكل شيئا ثمن الا تعرفين هذا؟"


قلت لها غير مصدقة ما تعنيه:" تعنين لسكوتك ثمن؟"


اكتفت بإيماءة من راسها لكي اقول لها باشمئزاز:" كيف تريدين ثمنا لسكوتك عن مشكلة قد تحطم حياة ابنك الزوجية .. يجب عليك ان تسعيْ انت ليكون ابنك سعيدا."


"سعيدا مع امرأة تخونه؟؟"


"انا لست خائنة." صحت بذلك بغضب شديد .. لكي تتحول ملامح سيلفيا من المكر الى الحدة والغضب هي الاخرى وتقول:" اياك وان تعاملني على انك افضل واشرف مني .. لقد رأيت كل شيء بأم عيني وانت لن تقنعينني بالعكس." لم استطع ان اضيف شيئا حتى عندما رايتها تضحك فجأة وهي تقول:" وانا التي كنت اقول لك بانك لن تفهمينني عندما أخبرك بأنني خنت زوجي باسم الحب لأنك لم تعاني من الامر ولم تجربيه .. بينما انت لك خبرة فيه."


"انا احب دانييل و..."


قاطعتني بحدة قائلة:" لا تحاول الانكار معي .. وانا ايضا لا اريد معرفة الكثير عن هذا الامر فيكفي ما عرفته .. تريدينني ان اصمت فعليك ان تدفعي ثمن هذا .. انا لا اقدم خدمات بالمجان."


"وما الثمن؟"


"حاليا احرصي فقط على ان يسدد دانييل كل ديوني .. وبعدها سأرى ما هو الثمن الحقيقي الذي عليك دفعه لي مقابل صمتي."


اغمضت عيني وانا احاول كبت دموعي التي كانت تترقرق فيهما .. وادعي لله ان يساعدني .. قبل ان اقول لها بصوت مخنوق من الدموع التي كنت أحبسها في عيني:" لقد تعبت وسأعود للبيت الان وانت ان اردت البقاء فهذا شانك."


"لا انا ايضا اريد العودة."


عندما وصلنا الى البيت رأيت سيارة دانييل مركونة في الشارع .. عندها زفرت الهواء بضيق شديد قبل ان ادخل البيت وانا اشعر بخوف شديد .. وكأنه سيشتم علي رائحة رشيد .. قلت ذلك محاولة السخرية من افكاري وانا احاول تهدئة نفسي عندما كنت افتح الباب .. اهدئي حسناء .. دانييل لن يعرف بأمر رشيد أبدا .. أبدا.


"أتيتُما باكرا."


قال ذلك وهو يضع الكتاب الذي كان يقرأه على الطاولة في غرفة الجلوس لكي ينهض من مكانه ويقترب مني .. كتمت انفاسي عندما انحنى براسه لكي يطبع قبلة على خدي وقبل ان يبتعد عني همس في اذني قائلا:" اشتقت لك."


حاولت الابتسام له عندما نظر إلي وعيناه تلمعان شوقا .. لكي اشعر بوهن شديد في ركبتي فجأة عندما تلاشت ابتسامته وقطب جبينه يضم حاجبيه حتى التصقا ببعض .. هل علم بانني رأيت رشيد؟؟


امتدت أنامله الى وجهي لكي يرفع خصلات شعري ويضعها خلف اذني .. راقبت خطوط جبينه المقطب وهي تزداد حدة عندما كان يتفحص خدي بيده قبل ان يسألني:" ما هذا؟"


لم اعرف حقا عما يتكلم عندما رفعت يدي وتحسست خدي حيث كانت انامله وانا اقول:" ماذا؟"


اجاب بحدة:" خدك متورم ومحمر اللون."


"حقا؟" قلت ذلك باضطراب وقد تذكرت أخيرا صفعة رشيد لي لأن ألمها لم يكن يساوي شيئا امام ألم الخوف من معرفة دانييل بالحقيقة يوما ما.


"من فعلك بك هذا؟"


"لا احد دانييل." ابتعد عني دانييل بنظراته الغاضبة والتفت الى والدته التي كانت واقفة ورائنا والتي اضافت على جملتها الاولى تلك قائلة:" انه فقط حادث بسيط .. كانت تقف بقرب باب الحافلة ولم تنتبه للباب عندما فُتح .. واصطدم خدها به."


"هل حصل لك هذا؟؟"


هتف دانييل بذلك وعيناه تكادان تخرجان من مكانهما لكي أومأ له برأسي اأكد له كذبة والدته على انها هي الحقيقة .. وقد كنت اعرف بان انقاذها لي باختراعها تلك الكذبة التي لم تخطر على بالي لابد وان ثمنه سيكون غاليا .. فازداد احتقاري لها ولنفسي على كذبنا عليه .. وقلت له:" انا بلهاء لأنني لم انتبه لباب الحافلة."


"بالطبع لست بلهاء.. حوادث كهذه تحصل مع أي شخص." قال ذلك يواسيني بكلماته تلك وهو يمرر انامله برقة على خدي قبل ان يعاود سؤالي:" هل يؤلمك؟"


"لا." قلت ذلك وفي نفسي كنت اشعر بأن قلبي من يؤلمني .. تلقيت قبلة اخرى رقيقة على خدي قبل ان يمسك بيدي ويحثني على الجلوس على اريكة غرفة الجلوس .. جلس بجانبي لكي يضمني اليه وهو يتخلل بأصابعه خصلات شعري بينما جلست امه بمقابلتنا .. ابعدت عيني عن وجهها الكريه في الوقت الذي كان رأسي على صدره ينعم بدفء حضنه .. لكي تتحدث والدته بعدها قائلة وقد بدأت تمثل الطيبة والتردد قائلة بصوت خافت:" دانييل حبيبي .. اتمنى بان تكون لديك اخبار طيبة عني."


استمر في تمرير يديه بهدوء على شعري وهو يقول لها بصوت تملأه السخرية المريرة:" تقصدين اخبار ديونك؟"


نظرت إليها عندما لم تجبه فوجدتها قد اشاحت عينيها عنه مدعية الضعف والحزن .. عندها قال دانييل:" المبلغ كبير .. وانا لا استطيع تسديده .. فبنفسي اخذت قرضا حتى استطعت شراء هذا البيت وما زلت اسدد فيه." اضاف دانييل بسرعة عندما رأى تغير ملامح والدته:" لا تخافي .. فهذا لا يعني بانني لن اساعدك .. فغدا سأذهب واتدين من والدي المبلغ الذي تحتاجينه."


"والدك؟" رددت سيلفيا ذلك بدهشة لكي يجيبها دانييل بنبرة شابها الحزن:" اجل والدي الذي تركته .. لا احد غيره يستطيع اقراضي هذا المبلغ وطبعا لن اقول له بان كل هذا من اجلك انت .. لا اريد فتح جراح الماضي عليه ولا اريد اغضابه ايضا."


طأطأت سيلفيا برأسها في الوقت الذي ابعدني دانييل عنه لكي يقول لي برقة: "وانت حبيبتي ارجوا بالا تتحدث أمام والدي بأمر وجودها في بيتنا.. لا اريده ان يعرف بظهورها ابدا."


"لا تقلق دانييل انا لن اتحدث بهذا الامر ابدا."


نظرت بعدها لسيلفيا وانا اراها تبتسم بخفاء عن دانييل .. سعيدة على ما تحصل عليه في بيتنا من حلول لمشاكلها فقط باستخدام الخداع والمكر .. كم كرهت تلك المرأة .. لقد تأكدت حينها من ان احساسي الاول بها والذي كان غير مريح بالمرة كان صحيحا .. فهذه المرأة خائنة واستغلالية لدرجة لا تصدق.


"عن إذنكم .. انا متعبة وسأذهب لكي ارتاح في غرفتي" قلت ذلك وانا انهض على قدمي مبتعدة عن دانييل عندما لم استطع تحمل نظراتها الخبيثة اكثر .. صعدت غرفتي وانا اتحاشى النظر الى دانييل الذي حال ان دخلت غرفتي حتى سمعت خطواته على الدرج تلحق بي .. اغمضت عيني بألم قبل ان اتوجه الى السرير وانزع حذائي لكي اتمدد عليه وانا اشعر برغبة كبيرة بالبكاء لكنني كتمتها عندما فتح دانييل باب الغرفة واقفلها من جديد لكي يتوجه الى سريرنا .. جلس على طرفه وهو ينظر الي .. رفعت عيني اليه وانا مازلت مستلقية في مكاني فرايته يحدق في بقلق .. قلت حتى اطمئنه علي:" انا بخير دانييل .. حقا خدي لا يؤلمني."


"اذا لما تبدين حزينة بهذا الشكل؟"


وضعت يدي على يده وقلت معتذرة:" انا اسفة دانييل لأنك انتظرت عودتي الى البيت بفارغ الصبر وانا استقبلتك بمزاج سيء."


"ما يهمني سوى ان تكوني بخير انت والطفلة."


تحدثت بصوت بطيء متألم:" نحتاج لك انا وهي الان .. نحتاج لحضنك الحنون الدافئ وللكثير من حبكَ."


ارتسمت شبه ابتسامة على شفتيه قبل ان يتمدد بجانبي على السرير بهدوء هو الاخر ويقول لي وهو يفتح لي ذراعيه:" اقتربي حبيبتي.. فدانييل كله لكما."


"انا احبك دانييل."


"اعرف صغيرتي"


فقلت بألم: "تأكد بألا تنسى هذا مهما حصل."

.................
يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 18-10-12, 11:05 PM   #6466

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

سارة



امستردام



"ابتسمي."


حاولت ان ابتسم اكثر لعدسة الكاميرا التي كان يوجهها بيتر ناحيتي وانا اقف خلف بحيرة جميلة في اجمل حدائق امستردام عاصمة هولندا .. ثانية ردد ولم يلتقط الصورة:" ابتسمي اكثر حبي .. اكثر."


زفرت الهواء بضيق وقد تلاشت ابتسامتي عن وجهي نهائيا لكي اقول:" لقد تعبت واقفة هنا .. وانت لم تلتقط الصورة بعد .. فكل ما تقوله هو اكثر اكثر اكثر.. أي ابتسامة هذه التي علي ان ارسمها عل..."


توقفت عن قذف كلماتي تلك عندما سطع وميض من الكاميرا يعلن عن التقاط الصورة .. بقيت صامتة استوعب ما حدث وانا ارى بيتر ينظر الى الصورة في الكاميرا الرقمية .. ويضحك قائلا:" التقطتها على غفلة منك كما خططت."


"لا اصدق بانك جعلتني اغتاظ عمدا حتى تلتقط لي صورة وانا بشكل فظيع." قلت ذلك عندما استطعت التحدث اخيرا وقد وقفت بجانبه انظر الى صورتي وانا اقف فيها غاضبة اضع كلتا يداي على خصري وفمي مفتوح كالبلهاء .. يا لصورة المضحكة.


"احذفها بيتر."


نظر الي وقال بكل عناد:" لا" كدت ان افتح فمي لكي اعترض على تلك الصورة مرة اخرى عندما امسك بذراعي وجذبني اليه قائلا:" كفي عن الاعتراض على كل شيء اقوم به."


صمت وانا ازم شفتي بعدم رضى في الوقت الذي رايته ينظر خلفنا وكانه يبحث عن شيء ما .. قبل ان يجذبني من يدي مرة اخرى الى حيث كان هناك قلب كبير ضخم على الارض متكون كله من زهور بمختلف الالوان .. أوقفني خلف ذلك الابداع في تشكيل الزهور لكي يرفع الكاميرا ويقول:" والان ابتسمي حقا واياك ان تعبسي."


قلب الكاميرا بنفسه لكي يقوم بتصورينا معا وهو يرفع عدسة الكاميرة امام وجهينا وخده يلمس خدي لكي يلتقط صورة لنا معا .. ويعيد التقاط صورة اخرى بعد الاولى مباشرة عندما فاجأني بطبع قبلة مجنونة على خدي .. لكي يبتعد عني وهو يضحك وينظر الى الصورة في الشاشة الصغيرة لجهاز الكاميرا .. ابتعدت عنه ضاحكة وانا اقول:" هل عليك ان تكون وقحا حتى في الصور؟"


"سأرسلها للمصور الفوتوغرافي حتى يكبرها ويأطرها ونضعها في وسط صالة البيت حتى يراها كل من يدخل الى شقتنا."


جحظت عيني وانا اسمع كلماته تلك .. انه مجنون وسيفعلها .. قلت له محذرة:" سأدعك نائما واحذفها ان تأكدت من انك ستقوم بهذا الفعل المجنون."


ضحك بصوت عال قبل ان يجذبني اليه حتى اصطدمت بجسده لكي يحيط خصري بتملك قائلا بصوت تعمد ان يكون مثيرا لحواسي:" اسمعي عذرائي الجميلة .. انا انام ولكن قلبي وعقلي يبقيان صائحان معك .. اشعر بكل تحركاتك على السرير حتى انفاسك نفسا نفسا ودقات قلبك دقة دقة."


ابتسمت وانا اراه يقترب مني لكي يهمس بالقرب من اذني قائلا:" يجب ان تعرفي انني بعد نومك اضل صاحيا أتأملك لساعات طويلة وانت نائمة وعندما انام فإنك لا تفارقينني حتى في احلامي."


رفعت يده الي لكي اطبع قبلة على كفه تحت مرمى عينيه.. وقبل ان انزل يدي امسكها هو الاخر ولثم ظهرها بحب قبل ان يضمني من جديد اليه ونتمشى في الحديقة .. تمشينا فوق بحيرتها بوساطة تلك الاحجار المدورة التي كانت تطفو على مياهها بين البجع الابيض الجميل .. وعندما خرجنا من الحديقة توجهنا الى حيث تركنا وسيلة نقلنا التي اتينا بها .. قلت ضاحكة:" نحن حقا مجانين."


التفت الي وهو يسالني:" لماذا؟"


نظرت اليه مجددا غير قادرة على ان اشبع من التحديق فيه وهو يرتدي سروال جينز ازرق وقميص ابيض فوقه سترة خفيفة زرقاء داكنة .. كان بسيطا وانيقا في نفس الوقت .. بل كان في غاية الوسامة .. لطالما قلت بانه شخصية مميزة .. فيه الصرامة والجدية والحنان والرقة شخصية غرفت من كل المشاعر .. قلت له وانا اثبت عيني اخيرا على عينيه الزرقاوين المميزتين: " اتعرف لو راك احد من موظفيك وانت هكذا وتركب دراجة هوائية لن يعرف ابدا بانك مديره."


"ارجوك هل ظننت بانني اقتل نفسي في العمل ليل نهار؟ انا انسان كجميع الناس واحب الحياة كثيرا اكثر مما تتخيلين."


"اعرف." قلت ذلك وانا اعني ما اقوله بمعنى الكلمة لكي يجلس هو على مقعد الدراجة الهوائية ويترك لي مكانا حتى اجلس امامه على نفس الكرسي الصغير .. قلت وانا احكم الامساك بمقود الدراجة في نفس الوقت الذي وضع بيتر يديه على يدي حتى يقودها هو:" بيتر انا اعرف جيدا لما اصررت على ان نأجر دراجة هوائية واحدة .. اسمعني جيدا .. نحن في الشارع لا تنسى هذا اضافة الا انك من الممكن ان توترني واسقط من الدراجة."


"يا الهي كم تقلقين؟" هتف بذلك وهو يقبل خدي لكي ينطلق بالدراجة الهوائية .. كان يقود بها في ممر الدراجات بين الاشجار والزهور على جانب القنوات المائية وعلى الجسور التي كانت تملأ المدينة من كل جانب .. والتي كانت تبحر عليها تلك المراكب الكبيرة التي تعمل بالمحركات .. تحمل عليها السياح وهم يلتقطون الصور لكنائس ومباني و متاحف امستردام التاريخية التي يمرون بها وهم على المياه في تلك المراكب .. والمرشد السياحي يقف كالعادة في وسط المركب يعطيهم معلومات عن كل مبنى تاريخي يرونه بجانبهم .. كما سبق وفعل معنا عندما أخذنا نحن ايضا جولة بتلك المراكب في امستردام.


"بيتر انتبه للطريق امامك ."


هتفت بذلك بذعر عندما قام برفع حجابي عن رقبتي بأسنانه قبل ان يقبلها متعمدا دغدغتي بعدها لكي تفلت ضحكة من بين شفتي وانا اطالبه ثانية قائلة:" سنسقط إلم تتوقف عن فعل هذا."


ابعد يديه عن المقود وبذلك ارغمني على ان انتبه لقيادة الدراجة بنفسي حتى لا استطيع منعه من التمادي اكثر في تقبيلي وقد وضع كلتا يداه حول خصري وشفتيه تداعبان رقبتي من تحت غطاء رأسي .. مما جعلني ذلك افقد السيطرة على المقود خصوصا عندما رأيت امرأة قادمة ناحيتنا تقود دراجتها الهوائية بهدوء .. حاولت ان ابتعد عن طريقها لكنني فشلت في ذلك عندما انحرفت بي عجلات الدراجة الهوائية يمينا وشمالا لكي اصرخ بذعر وانا ارى المرأة هي الاخرى تفقد سيطرتها على المقود بسبب فقدان لتوازني .. لكي تحاول ان تتفاداني في نفس الوقت الذي ابتعد بيتر عني وامسك بالمقود بقوة مستخدما مكابح الدراجة لكي تتوقف الدراجة بنا في منتصف الطريق .. سمعنا آهة تألم وصوت حاد على الارض .. التفت الى الخلف بسرعة فرأيت المرأة ممددة على الارض تمسك بركبتها وتتأوه بألم بينما دراجتها هي الاخرى مرمية على الارض حيث العشب عندما انحرفت بها الدراجة خارج الممر المخصص لدراجات الهوائية .. نزل بيتر من على الدراجة بسرعة واقترب من المرأة لكي يجثوا بجانبها و يسألها بقلق كبير:" هل انت بخير سيدتي؟؟ انا اسف جدا لما حصل لم انتبه لك."


كنت انا الاخرى قد لحقت به بسرعة لكي اقول لها وانا اراها تمرر يدها على ساقها وهي تحاول الجلوس على الارض:" انا اسفة جدا سيدتي .. لقد فقدت السيطرة على المقود."


اعاد بيتر سؤالها وهو يقول:" هل تشعرين بألم كبير في ساقك .. يمكنني ان اخذك للمستشفى الان."


"لا لا داعي لهذا." تحدثت المرأة أخيرا بذلك وهي ترفع عينيها إلينا وتضيف:" انه فقط جرح صغير وسطحي .. سأداويه في البيت."


"متأكدة؟؟" ردد بيتر ذلك وهو ينظر الى ساقها .. لكي تجيبه وهي تحاول النهوض من مكانها فامسك بذراعها يساعدها على ذلك:" انا حقا بخير .. ليست اول مرة التقي مع عاشقين هائمين في قبلاتهما غير منتبهين للقيادة فاسقط انا عن دراجتي."


كززت على اسناني بحرج شديد وغيظ كبير عندما رأيت بيتر يبتسم باستمتاع قبل ان يرد عليها:" انا اكثر من عاشق لزوجتي."


رفعت المرأة التي كانت تبدوا في اوائل الأربعينات عينيها الي وابتسمت لي لكي احاول مبادلتها الابتسامة قبل ان اشيح بوجهي عنها واجثوا على الارض اخفي خجلي في حاجيتها التي كنت اجمعها وقد كان من الواضح بان المرأة المسكينة كانت قادمة لتوها من السوق التجاري .. اعدت وضع حاجياتها تلك في أكياسها البيضاء لكي اقدمها لها في نفس الوقت الذي كان بيتر قد رفع دراجتها من على الارض لكي تجلس المرأة الهولندية على مقعدها .. اخدت مني تلك الاكياس الصغيرة ووضعتها في سلة مثبتة بمقودها امامها .. قبل ان تقول لنا بوجه بشوش متسامح:" انتبها في المرة القادمة حتى لا يكون غيركما ضحية قبلاتكم."


"سأحاول." قال ذلك ضاحكا قبل ان تشاركه المرأة الضحك ثم تودعنا لكي تنطلق بعدها بدراجتها الى الامام مبتعدة عنا .. عندها التفت الي بيتر وقد كان يزم شفتيه محاولا كتم ضحكته على ما حصل .. فازداد غيظي وانا اقول:" بالطبع الامر مضحك بالنسبة لك ولم ترى الموقف المحرج الذي اوقعتني فيه."


" كُفي عن قول هذا سارة .. لم يحصل شيء لتلك المرأة .. بل ذهبت وهي تضحك ملئ فمها؟"


قال ذلك قبل ان يقترب مني ويردف بهدوء وهو يمسك بيدي:" دعينا نعيد الدراجة لمكانها ونذهب للتسوق قبل ان اخذك لمطعم جميل لتناول المحار الهولندي .. تحبينه صحيح؟ لانه هناك اناس كثيرون من الذين ليسوا من بلدي او من هولندا يشمئزون منه."


"لا تقلق انا احبه كثيرا .. واجيد طبخه ايضا."


"عندما نعود الى بلجيكا سأجعلك تطبخينه لي بنفسك."


"اعدك بهذا."


تجولنا بعدها بين المحلات التجارية للثياب .. توقف بيتر عند واجهة محل للأحذية النسائية وهو يحثني على ان اتوقف معه وقد كانت ذراعه تحيط بخصري كعادته .. اشار الى حذاء جميل وانيق جدا ذو كعب صغير .. وسألني:" هل اعجبك الحذاء الابيض؟"


ابتسمت وانا اتأمل الحذاء اكثر من خلف الواجهة الزجاجية:" انه جميل جدا."


لم اكد اكمل كلماتي حتى دفعني برقة أمامه لكي ندخل الى المتجر .. وهناك كانت في استقبالنا فورا وعند الباب بائعة شقراء بشوشة الوجه .. رحبت بنا في المحل قبل ان يطلب منها بيتر ان تجلب له الحذاء الابيض الذي كان على الواجهة بمقاس قدمي .. لكي تحثنا قبل ان تختفي لجلب الحذاء على الجلوس على إحدى المقاعد المخملية الحمراء التي كانت تنتشر في المحل الواسع .. قلت لبيتر:" الحذاء جميل جدا ولكن لا داعي لشرائه فقد اشتريت الكثير قبل الزفاف."


نظر الي بنظرات اسكتتني وقد كان غير راضي ابدا عن كلامي قبل ان يقول بصوت لا يقبل النقاش:" اعرف جيدا بانه لديك احذية وبان قدميك ليستا عاريتين لكن انا احببت ان ارى ذلك الحذاء عليك لذلك لا يجب ان ترفضي هديتي."


مددت اناملي لحاجبيه لكي امرر ابهمي برقة عليهما وانا اقول:" لا احب انا اراك مقطب الحاجبين وغاضب او عابس .. احب ابتساماتك كثيرا إنها اروع الابتسامات التي أراها في حياتي."


"ماذا هل تحاولين اغرائي الان لكي تحصلي على قبلة مني؟"


كتمت زفرة كنت على وشك ان أطلقها في وجهه قبل ان ابعد يدي عنه واقول:" لا احتاج لكي اطلبها بيتر فانت كريم جدا في التقبيل."


ابتسم بخبث وهو ينظر الى شفتي عندها تظاهرت بتعديل حجابي وانا اتنحنح بخفوت عندما رأيت البائعات ينظرن الينا .. قبل ان تعود البائعة التي استقبلتنا بالحذاء الذي طلبناه وهي تقول:" لقد احضرت الحذاء بمقاس السيدة."


وقف بيتر على قدميه واخذه منها وهو يشكرها قبل ان افاجأ به وهو يجثوا على ركبتيه ويمسك بقدمي لكي ينزع عني حذائي الذي كنت ارتديه ويلبسني الحذاء الابيض الذي اختاره بنفسه .. كنت احدق اليه وهو يربط حزام الحذاء الرقيق الابيض حول كعبي قدمي .. لكي يتأمل بعدها الحذاء في قدمي ثم يرفع عينيه الي فتلاشت ابتسامته وظهرت عندها الدهشة الكاملة على وجهه لكي يمد يده الى وجهي ويمسح تلك الدمعة التي فرت من عيني والتي لم اشعر بها .. عندها مددت يدي الى وجهه ووضعت كفي على خده بحنان وحب كبير .. فلو اراد لشققت صدري واقتلعت قلبي منه حتى يرى كيف هو حبه يتربع على عرش قلبي .. همست له:" انا لا اصدق كل هذه السعادة التي اعيش فيها بيتر .. انا لم احلم بان احصل على كل هذه السعادة .. كل احلامي تتحقق بشكل غير معقول .. معك عوملت كأميرة وكحبيبة وكأنثى لا يرى رجلها غيرها في بنات جنسها وحتى انني اصبحت كسندريلا." قلت كلمتي الاخيرة وانا اضحك ضحكة صغيرة من بين دموعي .. قرب وجهي اليه بيده التي كانت على خدي هي الاخرى لكي يسند جبينه بجبيني وهو ينظر الى عيني مباشرة لثوان قبل ان يغمض عينيه وكانه يريد ان يحس اكثر بذلك التقارب الروحي الذي كان بيننا قبل ان يكون تقاربا جسديا ويهمس:" انت ملكة قلبي .. وسندريلا التي وجدتها اخيرا بعد خمسة وثلاثين سنة من البحث عن نصفي الثاني في هذه الحياة."


"احبك."


قلت تلك الكلمة له بكل الحب الذي اكنه له .. عندها لامس شفتي بشفتيه برقة بالغة قبل ان يبتعد عني ويطبع قبلة على جبيني لكي اقول له وقد تذكرت اخيرا امر الحذاء:" احببت الحذاء كثيرا واريد اخذه."


"بالطبع ستأخذينه .. انه مصنوع خصيصا لقدميك الجميلتين."


سحبت قدمي بسرعة عندما شعرت بمداعبات أصابعه لكعب قدمي .. لكي أسمع ضحكاته الهادئة والمستمتعة على خجلي وانا التفت من حولي أتأكد بان البائعات مشغولات بعملهم ولم يروا لحظاتنا الخصوصية تلك. خرجنا من المحل بعد ان دفع بيتر ثمن الحذاء وقد كنت ادس يدي خلف ظهره كما كان يفعل هو الاخر بالمثل نضم بعضنا لبعض ونحن نمشي على الرصيف حيث أفخم محلات أمستردام .. قبل ان اجره انا هذه المرة لمحل تجاري مخصص لبدلات رجالية أنيقة .. قلت له وانا اتشبث بذراعه:" اريد ان اختار لك انا ايضا شيئا من الثياب على ذوقي."


"بكل سعادة سأرتدي كل ما يعبر عن ذوقك."


ابتسمت في نفس الوقت الذي لاحظت فيه انه لم يرفض طلبي كما فعلت انا قبل قليل من شدة غبائي مع انه هو الاخر يملك المئات من قطع الثياب .. انه يجيد استغلال كل لحظة تمر بيني وبينه ولا يحب ان نخسر ميزة أي لحظة تمر علينا مع بعض .. رددنا التحية على البائعة الجميلة التي اقتربت منا ايضا لكي ترحب بنا في المحل .. وتدع لنا بعدها حرية التجول فيه .. كان فقط صامتا يراقبني وانا ابحث له بين الثياب المعلقة بمهارة .. في الاخير اخترت له بنطلونا كلاسيكيا باللون البني الداكن مع قميص باللون الترابي الفاتح .. وارتأيت بما انه كان فصل الربيع ودرجة الحرارة بدأت تصعد فوق الصفر ان اقتني له سترة انيقة من الكشمير الفاخر حتى لا يحتاج الى ارتداء معطف معها .. وربطة عنق بنية داكنة كالبنطلون مع وشاح دافئ ذو ألوان ترابية متدرجة.. استدرت اليه وانا اريه الثياب التي احملها بيدي واقول بترقب لردة فعله وقد كنت مترددة من اظهار له ما اخترته فقد كنت اعرف جيدا بانه صاحب ذوق رفيع ويعطي اهمية للمظهر الخارجي .. لذلك كنت متوترة طيلة الوقت وانا احاول ان استخدم كل مهارتي في تنسيق بدلة انيقة فاخرة له تعجبه في النهاية:" هل اعجبك ما اخترته لك؟"


"ذوقك رفيع ورائع للغاية."


قرن قوله بالفعل عندما اخذ مني تلك الثياب وقبل خدي قبل ان يتجه الى غرفة تبديل الثياب حيث تقدمت به الشقراء الى هناك .. وبعد ان اغلق الباب ورائه استدارت البائعة الي وهي ترسم على وجهها ابتسامة واسعة وتقول مشيرة بيدها الى اريكة مخملية فخمة تقابل غرفة تبديل الملابس التي دخل اليها بيتر:" يمكنك الجلوس هنا وانتظاره سيدتي."


"شكرا" قلت ذلك وانا أبادلها الابتسامة لكي أجلس على تلك الاريكة اضع حقيبتي الشخصية و الكيس الانيق الذي كنت احمله بيدي هو الاخر بجانبي على الاريكة المريحة.. كنت انظر الى خاتم زواجي بابتسامة لا تفارق وجهي وانا أحركه في بنصري .. بينما البائعة كانت قد عادت الى عملها في المتجر مع زميلاتها الاخريات .. رفعت عيني بسرعة عندما فتح بيتر الباب .. لكي افتح عيني على وسعهما بذهول وانا انظر اليه .. كم كان رائعا بالثياب التي اخترتها له .. قال وهو يعدل من الوشاح الذي وضعه حول رقبته:" كيف أبدوا؟"


"رائعا." قلت ذلك بذهول وانا لا أستطيع ان احيد عيني عنه.


"اقتربي حبيبتي."


نهضت بسرعة من مكاني حتى أتأمل البدلة عن قرب وهي على جسدها القوي الرشيق الذي يلائمه كل ما يرتديه .. وقفتُ عند باب غرفة تغيير الثياب.


"تبدوا رائعا..."


لم اكمل كلماتي بل قاطعتها لكي أليها بشهقة قوية انطلقت من حلقي عندما جذبني فجأة من ذراعي الى داخل الغرفة التي كان يغير فيها ثيابه .. لكي يقفل الباب علينا ويثبتني عليه .. اضطربت انفاسي وانا انظر اليه .. أستوعب تلك الحركة المفاجئة منه .. نظرت اليه وقبل ان استطيع قول أي شيء سألني هو:" والان اخبريني كيف أبدوا؟"


تلاشت صدمتي بسرعة البرق عندما نظرت الى عينيه التي كانت نظراتهما الي تفقدني صوابي وهمست:" وسيم للغاية."


"حقا؟؟"


"حقا." قلت ذلك وانا ابتسم بنعومة واعدل له الوشاح في الوقت الذي كان يداعب بشرتي بأنفاسه الحارة .. ازدادت ابتسامتي اكثر عندما احرجني باقترابه مني وقد تعمد ان يوهمني بانه سيقبلني لكي يرجع براسه قليلا الى الوراء .. أحنيت براسي وانا اضحك بخفوت اخفي احمرار خداي عنه في الوقت الذي كنت اسمع منه ايضا ضحكاته الخافتة المستمتعة لكي يقترب بشفتيه مني من جديد لكي ارد له اللعبة التي بدأ بها عندما تركته يلمس شفتي لبرهة لكي اهرب بوجهي منه في اللحظة الاخيرة التي كان يوشك فيها على تقبيلي .. سمعت ضحكاته وهو يقول من بينها:" انت تتدللين الان على قلبي؟"


"انت من تحب ان تحرجني."


"بل اعشق رؤية خجلك." قال ذلك وهو يقبل خدي .. قبل ان يقترب من جديد من شفتي بنية تقبيلهما فاقتربت منه انا الاخرى ويداي تتسلل من رقبة قمصيه الى خلف رقبته احيطها بهما .. كانت شفتينا على وشك ان تلتقيا عندما فزعت بين ذراعيه وانتفضت على اثر دقات مفاجئة على الباب .. اغمضت عيني للحظات اثناء فزعي ذاك قبل ان افتحهما من جديد لكي انظر اليه في اللحظة التي سمعت فيها البائعة من خلف الباب تقول:" اسفة سيدتي ولكن لا يسمح لوجود شخصين في غرفة واحدة لتغيير الملابس."


"يا للإحراج."


"تجاهليها."


قلت من بين اسناني غير مصدقة بروده في التعامل مع الامر:" كيف اتجاهلها .. وجودي هنا ليس له أي معنى وكله بسببك .. انت عليك دائما ان تسبب لي الاحراج مع الاخرين."


حاولت ان امد يدي الى مقبض الباب حتى افتحه عندما ابعدني عن الباب بسرعة لكي يسند هو هذه المرة ظهره عليه وذراعه ما تزالان تضمانني اليه مانعة عني الحركة:" دعني اخرج بيتر."


"لن تخرجي من هنا حتى تساعدينني في تغيير ثيابي."


"توقف عن هذه التصرفات الوقحة ودعني اخرج."


"انت عنيدة وانا اكثر حبيبتي .. قلت لن تخرجي ان لم اخرج معك وانا اعني هذا .. والم تريدي فليس لدي أي مشكلة في ان نبقى هنا اليوم كله حتى تغيري قرارك."


"بيتر." هتفت بذلك بعدم تصديق .. وانا انظر الى ملامحه الذي كانت ثابتة .. عنيد كالحجر .. قلت ذلك مع نفسي وانا استسلم بارتباك لرغبته لكي ابدأ بنزع الوشاح عن رقبته بسرعة .. لكي تمتد يدي الى قميصه تنزع ازراره .. ارتجفت يدي وانا افعل ذلك عندما كنت اشعر بنظراته الناعسة تتأمل كل حركة اقوم فيها .. اكملت فتح ازرار قميصه وانا اكتم انفاسي واحاول ان اضبط حركاتي حتى لا تُظهر توتري بسبب وجوده القريب مني والذي كان يجتاح كياني كله .. ابتعدت عنه امسك بقميصه الابيض الذي علقه بالمشجب .. ثم نظرت اليه بغضب للامبالاته لتلك البائعة التي كانت ماتزال تطرق الباب عندما وجدته ما يزال يسند ظهره على باب الغرفة بأريحة وهو ينظر الي فهتفت:" انزع هذا القميص عنك بيتر."


"لماذا تريدينني ان انزعه؟"


فغرت عن فاهي غير مصدقة كلماته ونبرة صوته الوقحة تلك لكي اصيح قائلة:" بيتر انه حقا ليس الوقت المناسب لما تفعله الان."


جذبني فجاة اليه وهو يدس يديه تحت ذراعي وينظر الى عيني بثقة ويقول:" لماذا تتوترين .. كوني هادئة واعلمي بانه معي يمكنك فعل ما تشائين .. دعي تلك البائعة تطرق الباب حتى تتعب..."


توقف عن التحدث عندما ابعدت القميص عن كتفيه برقة وقد لامست اناملي كتفيه العاريتين بنعومة لكي اسمع همساته في اذني قائلا:" تجيدين نزع ثيابي عني."


ابتعدت عنه ثانية بسرعة على اثر كلماته تلك وانا ارمي عليه باقي ثيابه الذي كان يعلقها على المشجب .. واقول:" انت حقا لا تصدق.. كلما اريد ان ارضخ لرغباتك واتقبل جنونك تغضبني اكثر."


ضحك بشقاوة وهو يكمل نزع الثياب التي كنت قد اخترتها له .. مددت له سرواله الجينز لكي اسمعه يقول:" لما تخفضين بصرك؟"


"هيا بيتر."


اخذ بنطلونه مني اخيرا وضحكاته تزيد من غيظي .. لكي اقترب منه عندما انهى ارتداء ثيابه واعدل له رقبة قميصه واقول:" بيتر انت من ستخرج اولا .. لأنني لا اريد ان اتعرض لموقف محرج مع تلك البائعة."


ظهر وميض غريب في عينيه وهو يقول لي:" اعطيني تلك الثياب التي تمسكين بها."


اعطيته البدلة التي سيشتريها وانا انظر باستغراب له .. فتح الباب لكي يخرج من الغرفة .. وجدنا امامنا وكما توقعنا البائعة وهي تنظر الينا محاولة كبت غضبها بصعوبة .. اوشكت على الحديث فأوقفها عن ذلك بقوة عندما مد لها يده بالثياب الجديدة قائلا بنبرة باردة وصارمة:" سأشتريهم."


اخذت البائعة الثياب منه لكي تقول:" اسفة لأنني ازعجتكما بطرقي على الباب ولكن غير مسموح..."


فوجئت انا بنفسي عندما قاطعها بحدة وهو يقول: "ما هذه الخدمة السيئة في محل محترم كهذا؟؟ انا انتظر يا انسة ان تضعي ثيابي في كيس مناسب حتى ارحل."


"حاضر سيدي..."


لم يدع البائعة المسكينة حتى تكمل كلامها الا وكان قد امسك بيدي وحثني على ان نمشي من امامها حيث سيدفع ثمن البدلة .. وفي نفسي اعتذرت منها .. فهذا كان وجهه الاخر الذي يظهره لجميع من حوله .. والذي اظهره لي في البداية عندما تعرفت اليه .. لكنني كنت اقسم مع نفسي بانني سأغيره .. (سأغيرك يا بيتر .. ستصبح اكثر اهتماما بمشاعر الاخرين وبكل تأكيد بدينك الجديد.)

...........................
يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 18-10-12, 11:08 PM   #6467

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

حسناء


"لماذا لا تركزين في دراستك؟"


"ماذا؟" قلت ذلك وانا ارفع يدي عن الورق الذي كنت ارسم عليه دوائر متفاوتة في الحجم لا علاقة لها بواجبي الدراسي .. نظرت الى دانييل الذي تكلم وهو يجلس على الاريكة المقابلة لي يعمل على حاسوبه المحمول .. بينما والدته كانت تعد شيئا لنفسها في المطبخ.


اعاد كلامه لي قائلا:" لا اراك تدرسين بل انك اكثر من ساعة وانت شاردة الذهن بينما يدك تخط تلقائيا تلك الدوائر."


قلت كاذبة وقد اصبحت كل ما افعله في الآونة الاخيرة هو الكذب عليه :" لم افهم ما علي فعله."


"اقتربي ربما استطيع الشرح لك وتستطيعين اعداد واجبك."


نهضت من مكاني واقتربت منه .. لكي اعطيه الكتاب الذي كان بيدي .. امسكه مني وهو ينظر الي بنظرات غريبة ويقول:" اولا عليك ان تعديني بانك ستدفعين لي ثمن مساعدتي لك في الدراسة."


"ماذا؟"


"لكل شيء ثمن .. هل ظننت بانني سأساعدك بالمجان."


قال ذلك لكي تزداد دهشتي غير مصدقة ما سمعته منه .. كنت أضم حاجبي لبعض بقوة وانا انظر اليه .. قبل ان ارفع راسي انظر الى والدته التي كانت تراقبنا ببرود من باب المطبخ المفتوح.. وانا افكر في هذه العائلة التي تريد ثمنا لكل شيء .. أي ثمن يريده دانييل هو الاخر؟؟ الا يكفي ما تأخذه مني والدته من اموال تجبرني على ان اسحبها من دانييل بحجج واهية حتى تبقي على سري طي الكتمان غير مكتفية بانه سيدفع ديونها عن قريب؟؟


ضحك عاليا بينما انا عدت انظر اليه بذهول .. قبل ان يتوضح لي بانه كان يضحك على ملامح وجهي المندهشة ويقول:" ماذا بك لما كل هذا الرعب الذي ارتسم على وجهك؟"


بقيت صامتة غير قادرة على فهم أي شيء في الوقت الذي جرني من يدي يحثني على الجلوس بجانبه لكي يبعد بعدها حاسوبه من فوق ركبتيه ويضعه على الطاولة امامه .. التفت الي بابتسامة واسعة لكي تتلاشى ابتسامته تلك عندما سمعنا معا رنين جرس الباب .. قطب جبينه وهو ينظر ناحية الممر المؤذي لباب البيت وقال:" من سيأتي إلينا في هذه الساعة؟"


ابعد يديه عن يدي التي كان يمسكها حتى ينهض لفتح الباب ولكنه عاد الى مكانه عندما هتفت والدته وهي تسرع ناحية الممر:" انا سأفتح."


ضيقت عيني بغيظ اكتمه في داخلي لمحاولاتها الدائمة بالتظاهر امامه بانها تهتم لأمرنا .. قد أسرعتْ لفتح الباب حتى تظهر له بانها تعطيه الفرصة لإكمال حديثه معي .. تجرأت في داخلي على نعتها بالعجوز الشمطاء مع انها كانت امرأة رشيقة تحرص على المحافظة على جمالها ولكن داخلها هو الذي كان قبيحا جدا والمشكلة الحقيقية هي أنها كانت قد بدأت تقنع دانييل بانها قد تغيرت عن تلك المرأة الخائنة اللامبالية الي تركت ابنها من اجل رجل خانت والده معها.


اخرجني دانييل من افكاري عندما فاجأني بقبلة سريعة على شفتي وهو يبتعد عني ويقول بنبرة ملأها الشوق:" الثمن الذي ستدفعينه لي هو ان تستسلمي لي هذه الليلة بدل ان تستسلمي لسلطان النوم .. فأنا اغار حتى من النوم الذي يأخذك مني."


رمشت بعيني بارتباك وانا ابعد انظاري عنه وقد فهمت اخيرا ما كان يعنيه بكلامه لكي يضيف بحزن: "إياك ان تظني بانني لم الاحظ انك تتهربين مني في الآونة الاخيرة فأنا لم احب فقط ان أضغط عليك لأنني اعرف بان هذا بسبب هرمونات الحمل."


قلت وانا اتحاشى النظر اليه:" دانييل انت تعرف بانه لدي دراسة وعلي ان اركز فيها لا غير."


"ما هذا العذر الذي اصبحت تتحججين به كلما اقتربت منك هذه الايام؟"


لم اجبه ففوجئت من اصراره الذي جعله يمسك بذقني حتى انظر الى عينيه مباشرة .. لكي يقول:" هناك شيء يحصل معك .. ارى الخوف في عينيك .. اخبريني ماذا هناك صغيرتي؟"


"لا أحد."


اغمضت عيني بارتياح غير كامل لان والدته تدخلت في الوقت المناسب لكي يدعني ويلتفت إليها قبل ان افتح عيني بعدها عندما سمعتها تعيد كلامها له:" لم اجد احدا عند الباب غير هذه العلبة."


ردد دانييل وهو يقف على قدميه:" علبة؟؟ هذا غريب.. الا يوجد عليها اسم مرسلها او حتى عنوانه؟؟"


"لا .. لا شيء يوجد عليها ربما في داخلها دانييل .. عليك ان تفتحها وترى بنفسك."


اخذ منها العلبة الصغيرة .. لكي يفتحها امامنا بسهولة .. تغيرت ملامحه من الوجوم الى الجمود وكانه رأى شبحا امامه اما انا فكانت صدمتي قوية جدا وانا ارى دانييل يرفع بيده ذلك الشيء الذي كنا انا وهو نتذكره جيدا .. سقطت العلبة الصغيرة من يدي دانييل ولم يهتم بها بل امسكه بكلتا يديه يتفحصه وكأنه يتأكد من ان عينيه وذاكرته لم تخوناه في الوقت الذي قالت والدته باستغراب:" هل هذا سوار؟"


اجابها بنبرة ميتة خالية من اية مشاعر وهو يصحح لها كلامها:" بل هو خلخال."


سارة


طال تحديقه إلي كثيرا .. لم اعرف كم من الوقت؟؟ غير انه يستلقي لوقت طويل يتأملني بهدوء ونظرات ساحرة ناعسة .. تجرأت اخيرا على التحدث وقطع عليه لحظات التأمل تلك وانا اقول له:" لماذا انت صامت؟"


"احب تأملك."


قالها وهو يمد يده الى شعري لكي يبعد بضع خصله عن وجهي .. رمشت لرقة حركته تلك وانا انظر الى الشرشف الابيض الذي كان يغطينا هروبا من عينيه بحياء في الوقت الذي سمعته يقول وهو يمرر انامله على كتفي العارية:" لا اعرف كيف علي ان اعود غدا الى العمل والافتراق عنك .. ما الذي فعلته بي يا امرأة لكي تجعليني لا اريد الابتعاد عنك قيد انملة .. اصبحت لي الهواء الذي اتنفسه فإن ابتعدت عنك سيكون الموت هو مصيري."


وضعت يدي بسرعة على شفتيه وانا اقول:" لا تقل هذا .. نحن لن نفترق ابدا في الحياة او بعد الموت."


شعرت بقبلته الرقيقة لأناملي التي كانت على شفتيه وهو يبتسم ببطء وغرور وقد كانت ابتسامته تلك مميزة جدا لدرجة انها خلبت لبي بالكامل .. وقلت بخفوت:" انها اخر ليلة لنا في هولندا ولم اتوقع بان تكون جميلة لهذه الدرجة .. العشاء في اليخت على نهر مدينة روتردام كان رومنسيا جدا بيتر .. والاروع هديتك التي قدمتها لي من خلال ذلك اللحن الذي عزفه عازف الكمان اثناء عشاءنا .. لا تتخيل كم اعجبني .. لقد رغبت في البكاء من شدة سعادتي."


قال بنبرة يتظاهر فيها بعدم الرضى:" هذا فقط ما اعجبك في هذه الليلة .. ظننتك ستقولين بان اروع شيء في هذه الليلة هو ما حصل بيننا في هذه الغرفة."


حاولت كتم ضحكتي وانا اغمض عيني غير مصدقة كلماته .. لكي افتح عيني من جديد واجده ينظر الي بابتسامة منتصرة على وجهه عندها وضعت راسي على صدره اسمع دقات قلبه الحبيبة واهمس:" انت تعرف بانني أصبح اسعد امرأة في الكون عندما اكون معك."


"انا رجل ذو فهم بطيء لذلك اشرحي لي كلامك اكثر."


"بيتر كُف عن إحراجي." قلت ذلك وانا اضرب بيدي على ذراعه بخفة.


وبصوت ضاحك قال:" لتوي قلت بانك تكونين اسعد امرأة معي والان تضربينني."


"لا لم افعل." قلت ذلك وانا ارفع راسي لكي اطبع قبلة رقيقة على ذراعه واعود لكي احط راسي على قلبه وانا ابتسم برضى لتلك القبلة التي شعرت به يطبعها على رأسي .. كنت اعرف بأنه سعيدا جدا وفي مزاج اكثر من رائع ومناسب لكي ابدا له الحديث عن ما حصل في روتردام:" بيتر اتعرف لما سالتك قبل قليل عن سبب صمتك؟"


"لماذا؟" قال ذلك بجدية وقد لمس التردد في صوتي .. لكي أجيبه بعدها قائلة:" لقد ظننت بانك مازلت غاضبا مني لما حصل في اليخت."


دهشت عندما علت فجأة منه ضحكات قوية قبل ان يقول:" كيف سأكون ما أزال غاضبا منك بعد كل مشاعر العشق التي فجرتها قبل قليل."


شعرت بنشوة السعادة لكلماته تلك ولكن ابتسامتي تلاشت عندما قال فجأة بجدية:" ولكنني لا انكر بانني غضبت منك في تلك اللحظة عندما استغللت غيابي عنك لدقائق قليلة في اليخت وقمت بالاتصال بماريا."


قلت له باسف وانا احرك يدي على ذراعه برقة:" اسفة لم اكن اريد اغضابك .. اردت فقط الاطمئنان عليها وانت كنت تمنعني من الاتصال بها فقررت فعل ذلك من دون علمك .. لم اتوقع بانني عندما أتصل برقمها الخاص سيجيبني والدك بدلا من اختك ماريا."


شعرت به يبعدني عنه بلطف لكي يضع راسي على الوسادة ويستقيم جالسا ينظر الي بعينيه الزرقاوين الامعتين ويقول لي:" انا لم امنعك من الاتصال بها الا لأنني اعرف جيدا بان الامر سيؤلمك لو فعلت .. وسيؤلمني انا ايضا .. انت لا تعرفين كيف شعرت في اللحظة التي عدت بها إليك في اليخت لكي اسمع صوته وهو ينهال عليك في الهاتف بكل الشتائم المهينة .. حقا لا تعرفين شعوري."


قلت وانا اتذكر غضبه عندما وجدني اتحدث على الهاتف .. بل الحقيقة لم اتحدث بل عقد لساني عندما اجابني والده بوحشية:" بيتر ردة فعلك كانت قاسية .. لقد اهانني انا ومع ذلك لم اقم باي فعل عنيف ووقح ارد به على إهاناته .. ما كان عليك تحطيم هاتفي بعد ان صرخت في والدك واجبته بكل تلك الوقاحة .. مهما كان هو يبقى والدك."


فكرت بانني حقا افسدت مزاجه وقد كان واضحا من ملامحه الذي تغيرت بقوة واصبحت حادة وهو ينظر الي قبل ان يقول منوها:" سارة افعلي ما تشائين ولكن علاقتي بذلك الشخص اياك وان تتدخلي بها .. لا تحاولي الاقتراب من ال يانسنس ابدا .. لان من يهينك يهينني انا ايضا .. ابتعدي ثم ابتعدي عن ال يانسنس فلا تظني بانهم قد نسوا امرك .. صمتهم هذا اعرفه جيدا فهو ليس الا تخطيط لمحاربتنا انا وانت."


حاولت الابتسام لتلطيف الاجواء التي وترتها بحديثي مع انني احسست بالخوف يتسلل الى داخل قلبي .. لكنني رفضت ان اكون ضعيفة وان افسد حياتي مع بيتر .. ابتسامتي كانت مرتجفة وانا اقول له متظاهرة بالهدوء لكي اجلس على السرير انا الاخرى و اضع رأسي على كتفه:" لا يمكنني ان ابتعد عن ال يانسنس حبيبي .. لان من تزوجته هو واحد منهم وانا اصبحت احمل ايضا نفس الاسم."


شعرت بيده يمررها على شعري الذي كان ينساب خلف ظهري وهو يقول بنبرة الطف من ذي قبل:" انت تعرفين من اعني بكلامي سارة .. انا لن اتحمل ابدا ان يؤذيك احد منهم .. فانا اخذ احتياطي لكل خطوة اقوم بها لأنني اعرف بأنهم ينتظرون استغلال أي خطأ يصدر منا للانقضاض علينا."


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 18-10-12, 11:13 PM   #6468

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 28 ( الأعضاء 27 والزوار 1) maroska, ‏محبة النجوم, ‏bestqueen+, ‏عصفور الكناري+, ‏Im Mahmoud, ‏أراك حلما, ‏زالاتان, ‏scilla, ‏che, ‏life is fun, ‏الحب الأول, ‏smile2, ‏lolololy909, ‏اغلى ناااسي, ‏sara8639+, ‏moloo, ‏angel hunter, ‏sosobarra, ‏غيداء هلال, ‏اية احمد, ‏altafoo, ‏bessoum, ‏big_dreams, ‏laraaa+
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 32 ( الأعضاء 30 والزوار 2) maroska, ‏Im Mahmoud, ‏altafoo, ‏أم لجينه, ‏bestqueen+, ‏intissar2, ‏حبي الأزلي, ‏محبة النجوم, ‏عصفور الكناري+, ‏أراك حلما, ‏زالاتان, ‏scilla, ‏che, ‏life is fun, ‏الحب الأول, ‏smile2, ‏lolololy909, ‏اغلى ناااسي, ‏sara8639+, ‏moloo, ‏angel hunter, ‏sosobarra, ‏غيداء هلال, ‏اية احمد, ‏bessoum, ‏big_dreams, ‏laraaa+

انتهى الفصل اعزائي المتابعين
اتمنى لكم قراءة ممتعة ومن كل قلبي اتمنى بان يعجبكم الفصل.
انتظر ارائكم على احر من الجمر وتوقعاتكم بشأن الابطال خصوصا حسناء ودانييل وعودة رشيد .. بالطبع لا اتحدث عن رشيد بطل اسيل .. بل رشيد خطيب حسناء السابق.


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 18-10-12, 11:28 PM   #6469

hope 21
 
الصورة الرمزية hope 21

? العضوٌ??? » 153163
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 366
?  نُقآطِيْ » hope 21 has a reputation beyond reputehope 21 has a reputation beyond reputehope 21 has a reputation beyond reputehope 21 has a reputation beyond reputehope 21 has a reputation beyond reputehope 21 has a reputation beyond reputehope 21 has a reputation beyond reputehope 21 has a reputation beyond reputehope 21 has a reputation beyond reputehope 21 has a reputation beyond reputehope 21 has a reputation beyond repute
افتراضي

اول رد لي حلووووووووووووووو

hope 21 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-10-12, 11:49 PM   #6470

غيداء هلال

? العضوٌ??? » 224358
?  التسِجيلٌ » Feb 2012
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » غيداء هلال has a reputation beyond reputeغيداء هلال has a reputation beyond reputeغيداء هلال has a reputation beyond reputeغيداء هلال has a reputation beyond reputeغيداء هلال has a reputation beyond reputeغيداء هلال has a reputation beyond reputeغيداء هلال has a reputation beyond reputeغيداء هلال has a reputation beyond reputeغيداء هلال has a reputation beyond reputeغيداء هلال has a reputation beyond reputeغيداء هلال has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرا مارو على الفصل الرائع الملئ بالاحداث ربنا يستر على ابطالنا في الفصول القادمه

غيداء هلال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مذكرات مغتربات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:10 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.