آخر 10 مشاركات
مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          سَكَن رُوحِي * مكتملة **مميزة** (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )           »          لهيب عاشق-قلوب أحلام زائرة- للكاتبة الرائعة::هبة خاطر *كاملة+روابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          Wed for the Spaniard's Redemption by Chantelle Shaw (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-11-12, 10:49 PM   #7221

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي


حسنا اعزائي
اكملت الفصل كله الان
وسانزله بعد دقائق فاتمنى ان تتوقف التعليقات حتى تنزل الاجزاء متتالية
شكرا لانتظاركم


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 14-11-12, 10:52 PM   #7222

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الرابع والثلاثون




اسيل


إيسن/ المانيا



أبعدت عيني عن الحدود البلجيكية التي تجاوزنها ثم قلت محدثة ويليام الذي كان يقود السيارة وزوجته جالسة بجانبه:" متى سنصل؟"


اجابني بلطف وهو ينظر الي في مرآة السيارة الامامية:" قريبا .. فمدينة إيسن ليست بعيدة كثيرا عن الحدود البلجيكية."


سألته بعدها قائلة:" كيف علمت بأنه في ألمانيا؟"


"من دانييل نفسه."


رفعت احدى حاجبي مندهشة من جوابه ولم اتوقع ذلك ابدا فقد كان دانييل مختفيا ولا احد يستطيع الوصول اليه لا هو ولا والدته.


"في البداية كما تعلمين لم يكن يجيب عن اتصالاتنا حتى انه اقفل هاتفه ولكن بعد ايام ارسلت له رسائل قصيرة أترجاه فيها ان يطمئنني فقط عليه لأنني قلق بشدة وكما توقعت اجابني على رسائلي وقال بأنه خارج بلجيكا لأنه يحتاج لفترة يكون فيها بعيدا عن كل من يعرفهم .. وبانه في المانيا وبالضبط في إيسن ولم يخبرني بانه مع والدته فمازال يخفي الامر عني ظنا منه انني لا اعلم شيئا عن عودتها." توقف قليلا وقد انعكس غضبه الذي ظهر على ملامحه في المرآة وهو يردف:" وطبعا والدك اكد لي شكي بأنه يوجد مع سيلفيا عندما أخبرني بأن مكان إقامتها الفعلي في مدينة ايسن الألمانية."


تحدثت عندها شارلوت زوجة ويليام قائلة لنا:" انا ما زلت لا افهم الامر .. دانييل لم يكن يوما شخصا سريع الغضب ومهما حصل في انه يعطي الفرصة لكي تتوضح الامور اكثر له حتى يحكم عليها .. فما الذي جعله يتصرف بكل تلك القسوة مع زوجته وفوق هذا كله سافر الى المانيا تاركا كل شيء وراء ظهره .. اشعر بأن هناك جانب من القصة لا نعرفه نحن."


هتف زوجها قائلا:" انه جانب دانييل بكل تاكيد فنحن لا نعرف بعد كيف رأى الامور من وجهة نظره."


كيف راها؟؟ راها على ان اختي تخونه تلك الصغيرة المسكينة التي احببته من كل اعماقها ذنبها فقط بانها ضعيفة ويتملكها الخوف الهستيري من كل شيء .. كنت اقول ذلك مع نفسي قبل ان تقول شارلوت المرأة الهادئة الطباع ذو شخصية شفافة رقيقة:" ما يغضبني في الامر هي والدته .. انا لست ضد عودتها فهو ابنها وهي تبقى امه ولكن لا يبدوا بانها تملك أي رحمة ولا امومة في قلبها بتهديديها وضغطها على زوجة ابنها كل يوم وفي الاخير جعلت دانييل يرحل معها بدل ان تهدئه وتطلب منه البقاء في بيته حتى يبحث عن الحقيقة الكاملة."


قال ويليام وقد ظهرت الحدة في نبرة صوته:" ولهذا سأواجهها اليوم بكل افعالها هذه."


رأيت شارلوت تربت على ذراع زوجها قبل ان يعطيها يده وتضل يده الاخرى تتحكم في المقود بسلاسة .. امسكت بيده وضغطت عليه بحب وهي تقول له:" لهذا جئت معك حبيبي .. أريد أن اكون معك عندما تواجه تلك المرأة وحتى أطمئن على دانييل بنفسي."


Essen


استقبلنا اسم المدينة على اللوحة الكبيرة في الطريق ونحن ندخل اليها وهناك نظرت عبر زجاج النافذة وانا اشد اصابعي على حقيبتي التي كانت بها مذكرات اختي .. كان ويليام يقود في الشوارع الواسعة بين تلك الابنية العالية والابراج الحديثة الزجاجية التي تملا كل مدن المانيا تقريبا مما يجعلها مختلفة عن جاراتها من الدول الاوروبية التي مازالت محافظة على عمرانها ذو الطراز الاوروبي التاريخي .. لابد بأن المانيا قد تغيرت ملامحها بعد الحرب العالمية الثانية وبعد ان كاد يمحى عمرانها التاريخي كليا لكي تولد بلدا جديدا .. فهل سيستطيع دانييل وحسناء بدأ حياة جديدة ويمحيا قسوة الماضي التي مازالت تلاحقهما؟؟


توقفنا في منطقة بها منازل قرميدية جميلة وترجلنا من السيارة بعد ان دلنا جهاز الملاحة على بيت سيلفيا.. تأهبت للمواجهة عندما سمعنا خطوات تقترب من الباب بعد ان دق ويليام الجرس .. وكما توقعنا فتحت سيلفيا الباب لا غيرها .. كانت نفس المرأة التي رايتها ذات مرة مع والدي في مكتبه .. وقد كان واضحا عليها اهتمامها الشديد بنفسها لإخفاء عمرها الحقيقي تحت الجسد الرشيق واناقة فساتينها التي تصل لركبتيها والتسريحة الانيقة لشعرها الاشقر الذي كان يحيط بوجهها الابيض ذو الزينة الخفيفة المتقنة .. ظهرت الصدمة على وجهها وهي تحدق في عيني ويليام قبل ان ترفع احدى حاجبيها الاشقرين تخفي صدمتها تلك تحت النظرات المتكبرة التي رقمت بها زوجة ويليام التي هي الاخرى في تلك اللحظة دست يدها تحت ذراع ويليام وكأنها تذكرها بانه زوجها هي الان .. فانتقلت نظرات سيلفيا الساخرة إلي لكي تضيقهما وكانني الوحيدة الذي وترها وجودي قبل أن تعود للنظر الى ويليام وتقول له:" كنت اعرف بانك ستأتي بحثا عنه ويليام .. سعيدة لرؤيتك بعد كل هذه السنوات."


"اما انا فلست سعيدا لرؤيتك لذلك اخبريني اين هو ابني بسرعة."


"ابننا لم يعد طفلا صغيرا انه رجل ناضج لا يحتاجك ان تتبعه اينما ذهب."


"سيلفيا من الافضل بألا تحاولي التلاعب بابني لأنني لن اسمح بهذا ابدا .. من الافضل بأن تخبريني اين هو حتى انسى بانك اخذت مبلغا كبيرا مني عن طريق استخدام ابني حتى تسددي ديونك وتسترجعي هذا البيت."


تلونت ملامحها بالغضب عندما سمعت كلامه ذاك وقد بدا بانها شعرت بالإهانة لكي تقول بعدها وهي تدعي عدم المبالاة:" عموما لا يهمني ما يفعله دانييل .. انه رجل ناضج كما قلت لك وان اردت رؤيته الان فآسفة لأنه غير موجود في البيت."


"اين هو اذن؟"


اشارت بيدها وهي تقول:" اظنه موجودا في ناد قريب من هنا للبولينج."


عندها اقتربتُ انا من ويليام وقد كنت قد لمحت ناد كبير للبولينج قبل ان ينعطف ويليام بالسيارة عند الشارع التي تقيم فيه سيلفيا ودانييل حاليا .. قلت لويليام امام نظرات سيلفيا الحقودة والتي كنت اقوم بمجهود كبير لكي اكتم غضبي ناحيتها فلم ابتلع بعد غصة انها حولت حياة حسناء لجحيم وكانت تتجرأ على تعذيبها نفسيا.


"ويليام لو سمحت أن تتركني اذهب اليه انا .. اريد ان اكون اول من يتحدث معه."


"ولكن..."


كانت تلك كلمة شارلوت وقد كانت تتمنى ان تراه اولا لكن زوجها اوقفها عن معارضتا تلك قائلا:" سنراه حبيبتي .. اصبري قليلا .. فانت تعلمين بان الاهم الان ان يعلم الحقيقة."


أومأت له بالموافقة على طلبه وهي تربت على ذراعه التي كانت تمسك بها لكي يرفع بعدها ويليام عينيه الي ويقول:" طبعا بإمكانك الذهاب لرؤيته وانا وزوجتي سنضل هنا." ثم اكمل وهو ينظر الى سيلفيا:" فلدينا حديث طويل مع والدة دانييل."


تركتهم بعدها وذهبت على اقدامي رافضة اخذ سيارة ويليام عندما عرض علي استخدامها .. فالمشي كان سيساهم بتهدئة اعصابي التي كانت متوترة لرؤية تلك السحلية بدون ان استطيع جعلها تدفع ثمن ما فعلته بأختي .. وفي نفس الوقت كنت لا اعرف كيف ستكون ردة فعل دانييل على كل هذا .. ان رفض مسامحة حسناء فلا اعرف ان كنت سأستطيع السيطرة على اعصابي اكثر حينها .. لأن أختي بريئة كما انها هي من تعذبت اكثر منه بكل ما حصل لها لذلك لن اتقبل منه غضبه ان بقي عليه بعد ان يعلم الحقيقة.


وقفت امام النادي الذي كان عبارة عن بناية واسعة لكي اتوجه الى بوابته الزجاجية وهناك دفعتها ودخلت .. كانت الاضواء منارة للنادي وعلى يميني كان هناك مجموعة من الشبان والشابات يرتدين الاحذية المخصصة للعبة البولينج وضحكاتهم ترتفع عاليا .. لم يكن دانييل بينهم لذلك مشيت في ذلك الممر المحاذي للمقاعد التي كانت تخص تلك المضمرات العديدة التي كانت بجانب بعضها البعض .. كنت انظر الى كل مضمار ومن يقف عنده لعلي اجده بينهم .. حتى انني حدقت في مجموعة كانت كلها من اناس تجاوزت اعمارهم الستين سنة كانوا يرتدون ملابس مريحة والشيب غطى شعر رؤوسهم وهم يتباهون بحمل تلك الكرات الثقلة وضرب اكبر عدد من المجسمات البيضاء التي كانت في نهاية المضمار .. لكن دانييل لم يكن بين أي مجموعة رأيتها هناك وواصلت المشي في ذلك الممر المفتوح حتى انني لمحت نظرات النادل الالماني الذي كان يمسح بعض الكؤوس في البار الكبير لنادي وقد كان واضحا له بانني ابحث عن شخص ما .. لكنني تجاهلت نظراته وواصلت تحديقي في كل مجموعة حتى اقتربت ان اصل الى المضمار الاخير وهناك رايته يقف وحيدا ينظر بجبين مقطب وملامح واجمة الى الشاشة التي كانت امامه غير راض عن نتائج لعبته .. كان هو الوحيد الذي يلعب لوحده في اخر مضمار بعيدا عن الكل .. اقتربت منه بهدوء ولم ينتبه لخطواتي فقد كان يحمل كرة ثقلة اخرى ويقترب من الخط وهناك رأيته كيف كز على اسنانه ورمى بسرعة كبيرة الكرة لكي تصدر صوتا قويا لاصطدامها العنيف بأرضية المضمار وتتخذ اتجاها خاطئا فينتهي بها الامر في الاخير بعيدا كليا عن المجسمات ويخسر دانييل اللعبة من جديد كما كان واضحا من النتائج التي كانت على الشاشة.


"تبا."


تمتم بذلك بالهولندية .. تلك الكلمة التي كنت اسمعها كثيرا من زملائي في الكلية عندما كنت ما ازال ادرس مع أليخاندرو مما جعلها اول كلمة اتعلمها في تلك اللغة .. وضعت حقيبتي بهدوء على المقعد المخصص بذلك المضمار وانا اقول:" ان بقيت تلعب بهذا الشكل فستحطم أرضية المضمار لا غير."


التفت الي بسرعة اثناء قولي لتلك الكلمات .. فحافظت على هدوئي حتى عندما لاحظت كيف كور قبضة يده وقد امتزجت دهشته لرؤيتي مع غضبه .. قلت له عندما لم يتكلم:" لقد اتيت للتحدث معك."


وأخيرا تحدث لكن ببرود كبير:" ان كنت قادمة للومي لما فعلته مع اختك فاعلمي بانني لم افعل شيئا امام ما تسببت به لي من ألم وإن كنت اتية لكي تغيري رايي بأختك فانا اسف ليس هناك ما تقنعين به غير ما رأيته بأم عيني."


"لقد قطعت مسافة كبيرة انا ووالدك وزوجته حتى نحدثك .. فأعطيني فرصة لكي اتكلم وبعدها احكم بنفسك."


"لقد حكمت وانتهى الامر." قال ذلك وهو يقترب لكي يأخذ كرة اخرى جديدة عندها اقتربت منه ووضعت يدي على الكرة اجبره على النظر الي وعندما فعل قال بحدة:" كلامي كان واضحا مع والدي عندما أجبته عن رسالته.. اريد ان ابقى وحيدا ولا أعرف ما معنى ما فعله بقدومه الى هنا وجلبه لك معه."


وقاحته تلك اغضبتني فانا لم اتعود منه هذه المعاملة .. كنت اتذكر الوقت التي امضيته معه ومع حسناء في مراكش عندما كانا يجهزان للزواج .. لقد كان راقيا جدا في معاملته لي وللأخرين .. لا اصدق كيف تغير هذا الرجل لهذه الدرجة .. لكن رؤيتي لتعب الواضح على ملامح وجهه وعيناه الخضراوان اللتان كانتا قد اصبحتا باردتان وقد فقدتا لمعهما البراق والدوائر الداكنة تحيط بهما .. كل ذلك جعلني أتأكد بأنه لا يذوق طعم النوم والراحة .. يا الهي كيف تراه امه بهذه الحال ليل نهار ولا تخبره الحقيقة؟؟ اليس في قلبها أي رحمة؟؟ انه ابنها من لحمها ودمها .. منظره ذاك هو من أرغمني على أن ابقي على هدوئي واقول له:" ان كنت تريد البقاء لوحدك فلما انت مع والدتك اذا؟؟"


"هذا شأني."


"دانييل الا تلاحظ بأن والدتك اصبحت تدس في عقلك افكارا سوداوية عن زوجتك؟"


تفاجأت من الغضب العارم الذي سيطر عليه لكي يقول لي من بين اسنانه المطبقة على بعض:" احترمي والدتي اسيل .. انا لحد الان لم اقلل احترامي معك."


زفرت الهواء بحنق قبل ان اقول له بقوة:" جئت للتحدث معك ولن اتحرك من هنا حتى اقول ما جئت من اجله .. هل ستستمع لي وتريحني وتريح نفسك ام لا؟"


كان ينظر الي بعينين قاتمتي الخضرة غير راض عن اصراري ذاك للتحدث اليه .. عندها اردفت قائلة بهدوء:" ارجوك دانييل .. دوما لم يكن بيننا سوى المعاملة الحسنة والطيبة .. اعتبرني صديقة واستمع الي فقط وبعد ان اكمل كلامي سأرحل واعدك بانني لن اعود مجددا لرؤيتك ان لم تصدقني."


قال مؤكداً وقد لانت نبرة صوته:" حتى لو استمعت اليك فلن اصدقك."


"اذا فقط استمع الي."


"حسنا تفضلي." قال ذلك وهو يشير لي بيده الى مقهى النادي الذي كان قريبا منا .. توجهنا الى طاولة مستديرة صغيرة وقد كان المقهى خاليا فكل رواده كانوا مشغولين بلعب البولينج .. سألني ببرود ان كنت اريد شرب شيء وعندما رفضت صمت ينتظر ما سأقوله وقد ضم كلتا ذراعيه على صدره .. فقلت حينها:" قبل ان اقول أي شيء اريد ان اسألك سؤالا بسيطا ظللت طيلة هذه المدة بعد ما حدث بينك وبين اختي افكر فيه." رفعت بعدها رأسي بثقة وسألته:" هل سمعت يوما عن قاض يحكم على متهم بدون ان يسمع دفاعه عن نفسه؟"


قال لي وهو يلوي شفتيه بعدم رضى:" هل تقصدين بانني انا هذا القاضي؟"


"وهل لديك شك في هذا؟"


رأيته بعدها يفك ذراعيه عن صدره لكي يقول لي وهو يحني بجذعه قليلا على الطاولة:" هل تظنين بانني فقط لرؤيتي لرشيد في بيتي اتهمت اختك بالخيانة؟"


قطبت جبيني غير قادرة على فهمه وانا اقول:" أليس هذا ما فعلته؟"


حرك رأسه يمينا وشمالا وقد ظهر الاشمئزاز والغضب على ملامحه وهو يقول لي:" اتعلمين بأن اختك كانت تلتقي برشيد منذ مدة طويلة وبدون علمي .. والدتي بنفسها رأتها معه مرة في المركز التجاري." ثم اردف وقد ظهر الالم والغضب بوضوح في عينيه مردفاً:" اتعرفين بأنه عندما اخبرتني أمي ذلك لم اصدقها وبعدها فكرت بان اختك ربما التقت به صدفة لا غير لكنني انتظرتها ان تخبرني عن رؤيتها له .. كنت انتظرها كل يوم ان تخبرني عن التقائها برشيد ولكنها لم تفعل .. اتعلمين كم كان يؤلمني الامر عندما ينتهي كل يوم بدون ان تأتي إلي وتخبرني ما حصل .. كنت اعلم من البداية بانها ترى رشيد ولكنني صمت لانني كنت اريدها هي بنفسها من تخبرني الامر .. كنت اطالبها اسيل .. كل يوم اطالبها واردد نفس السؤال .. هل تخفين علي شيء حبيبتي؟ اخبريني .. ولكن جوابها كان ككل مرة .. لا شيء دانييل."


طيلة استماعي لكلماته تلك كنت اكز على اسناني بقوة كبيرة .. يا لحقارة والدته .. انها امرأة غير معقولة .. لقد تلاعبت بشخصين كما يحلوا لها .. تلاعبت بأختي وهددتها وهي توهمها بانها ستخفي امر رؤيتها لرشيد عن ابنها وفي نفس الوقت كانت تخبر دانييل بكل شيء بل وتشحنه بالأكاذيب ايضا حتى يكره حسناء .. يا لغبائكما معا انت وحسناء دانييل قلت ذلك مع نفسي وانا اسمعه بعدها يقول:" كانت فقط صامتة وشاردة الذهن متغيرة علي كثيرا وتتهرب مني طيلة الوقت حتى انها لم تكن تستطيع النظر في عيني .. كانت تطلب في تلك الفترة الكثير من المال .. كل مرة تقول بانها تحتاج مبلغا من النقود لتجهيز لاستقبال المولود مع انني كنت اراقب المشتريات ولا اجد بانها اضافت على ما اشتريته معها من قبل شيئا وعندما بدأت اشك بانها ربما تعطي ذلك المال لاحد ما توقفت عن اعطائها وشككت بانها تعطيه لرشيد عندما وجدت بان الامر قد وصل بها ان تتصل بوالدكما وتطلب منه المال .. هذا جعلني اصاب بالجنون فقد اصبحت اشك في كل شيء وانا لم اتوقع يوما بان حياتي ستصبح بهذا الشكل وبانني سأفقد الثقة في اكثر امرأة احببتها في حياتي ومع ذلك حافظت على صمتي ايضا فوالدتي كانت هي الاخرى تقنعني بان اصمت وبألا اتهور حتى ارى كل شيء بأم عيني ولم اتوقع بانني سأرى ذلك في بيتي .. البيت الذي عشنا فيه معا انا وهي."


"انت احمق دانييل واختي هي الاخرى اكبر بلهاء موجودة على الكرة الارضية."


استقام في جلسته وقال بغضب:" ماذا تقولين؟"


حركت راسي بعدم تصديق .. كيف لتلك المرأة ان تكون بكل هذه الوساخة؟؟ لكن هذه هي سُنة الحياة نجد أناساً في قمة السذاجة واناس في قمة الخبث والحقد يسعون فقط لتدمير حياة الاخرين حتى لو كانوا من لحمهم ودمهم .. لكن تلك المرأة لا يجب ان تنجح في تحطيم حياة ابنها واختي الصغيرة .. فكرت بذلك لكي انظر لدانييل واقول بهدوء تسلحت به لأنني كنت احتاجه لكي اخبره الحقيقة ومن البداية:" في الصيف الماضي وبالضبط حينما اكملت فيه حسناء الثامنة عشرة سنة فتعرضت حينها لمحاولة اغتصاب وكان رشيد من حاول فعل ذلك."


"ماذااااا؟؟"

...................

يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 14-11-12, 10:55 PM   #7223

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

سارة


حركت حساء المحار في الطنجرة قبل ان اترك الملعقة الخشبية واذهب لاستقباله عندما سمعت صوت المفاتيح تُدار في قفل الباب وفي طريقي نظرت الى المرآة الكبيرة التي كانت على الجدار .. ومررت يدي على شعري الذي سرحته على شكل ذيل حصان تنزل خصلاته لكي تصل الى ظهري وهي تتحرك برشاقة على قميصي القصير الحريري الذي كان باللون الاخضر يشبه لون الكحل الذي كان يزين عيني ويعكس لونهما الاخضر الفاتح .. تحركت بخفة بسروال الجينز الضيق الذي كنت ارتديه وكعبي حذائي يطرقان الارض .. نظرت اليه بسرعة عندما دخل .. رفع حاجبيه عاليا بإعجاب حال ان رآني فاقتربت منه ووقفت خلفه انزع سترته عنه وابتسامة عوجاء مرتسمة على شفاهي .. اخذت السترة منه وعلقتها في خزانة المعاطف والسترات التي كانت قرب الباب قبل ان يجذبني اليه وهو يضع يديه على خصري بتملك ويطبع قبلة على شفتي ثم يقول:" لا اظن بأنك ما زلت غاضبة مني صحيح؟"


قلت له وانا الوي شفتي واضع يدي حول رقبته بنعومة:" لا لم اعد غاضبة منك .. بصراحة فكرت جيدا بالامر .. لا يمكنني ان اعاقبك على ما فعلته فما حصل قد حصل ونحن متزوجين الان فلا يمكنني ان اقول لك بانني سأرحل من بيتنا لأنك نمت معي في الوقت الذي كنت منهارة عصبيا لا اعلم بما يدور من حولي."


ظهرت ابتسامة عوجاء على شفتيه وهو يقول:" لقد نمت بجانبك ولم انم معك فلا افهم لما ثرتي علي في الفندق عندما اخبرتك بهذا."


تذكرت صدمته لي في الفندق عندما كنت اترجم له مقطعا صغيرا من مذكراتي .. ففاجأني بقوله لي انني لم اكن احلم بل ما أحسست به حينها كان حقيقيا .. رائحته .. دفئه .. لمسته كل ذلك كان حقيقة .. عقلي فسر الامر اكثر من الازم في تلك اللحظة مع انه كان غير ممكن واكد لي هو عدم صحة تحليلي لكلامه عندما ضحك عاليا وهو يقول لي "اقصد نمت بجانبك وليس معك" لا انكر بانني ارتحت وسخرت من عقلي الذي رفض تصديق المنطق وهرب بنفسه بعيدا عن الحقيقة التي كنت اعرفها جيدا .. ولكن مع ذلك غضبت منه فلم اصدق بانه استغل فرصة انني كنت نائمة على سريره لكي ينام بجانبي ولم اجد نفسي سوى انني أتجاهل محاولاته لإصلاح الموقف فهو لم يكن يعلم بان كل كلمة يقولها تزيد موقفه سوءا.


"لكنني حقا بيتر لو كنت اعلم بانك فعلت ذلك لما بقيت اعيش معك في نفس البيت ونحن غير متزوجان."


قال وهو يبعد يديه عن خصري ويحركهما تلقائيا مع كلماته:" ما الذي فعلته؟ لقد قلت لك بانني لم اكن اعرف حينها بشروطك حتى اعمل بها ولم اظن بأن حتى النوم بجانبك هو ممنوع."


"بيتر لا تحاول ان تراوغ معي في الحديث فقد كنت تعرف جيدا بانني لا اسمح لك بالاقتراب مني ولهذا نهضت قبلي في الصباح وتعاملت معي وكأنه شيئا لم يحصل."


قال وهو يدعي البراءة الكاملة ويفتح عينيه على وسعهما:" اذن اين كنت تريدينني ان انام؟ على الارض؟ لقد كان سريري وفي غرفتي الخاصة فمن الطبيعي ان انام عليه حتى لو كان ذلك بجانبك."


ابتعدت عنه وتقدمت من المطبخ عندما علمت بانه لا امل في جعله يعترف بخطئه .. فقد كان ينكر بطرق تافهة .. والمضحك في الامر ادعائه بانه ليس له أي مكان للنوم فيه وهذا ما جعله ينام بجانبي على سريره بينما الشقة فيها ثلاث غرف نوم كبيرة واسعة .. وقفت في المطبخ وبدأت بإخراج الصحون من ادراج المطبخ في نفس الوقت الذي سمعته يقترب مني ويقول:" انسي امر النوم ذاك واخبريني منذ متى ترتدين سراويل الجينز يا شقراء؟"


"دوما." قلت ذلك لكي اضيف بصدق اكبر:" في الحقيقة لم ارتدي الجينز منذ مدة واليوم اردت ارتدائه."


"غريب .. ظننت بأنه غير مسموح للمسلمات بارتداء الجينز."


استدرت اليه وانا اضع الصحون من يدي واقول له:" بيتر كل شيء مسموح للمسلمات ارتدائه في البيت .. فكما ارتديت من قبل امامك فساتين قصيرة يمكنني ان ارتدي سراويل ضيقة ايضا."


"ما تقولينه منطقي."


التفت اليه فوجدته يرفع غطاء الطنجرة لكي ترتسم ابتسامة واسعة على وجهه وهو يقول:" شممت رائحة المحار ولكنني لم اصدق بأنك تطبخينه الا عندما رايته الان."


"هل كنت ما تزال تشك بانني لا اجيد إعداد المحار بيتر؟"


تظاهر بالجدية وهو يقترب مني لكي يقول:" وهل هذا معقول ان اشك في طعامك اني حتى لم اعد اكل ابدا في المطاعم واصاب بفقدان الشهية عندما تكونين في الجامعة ولا تستطيعين الطبخ بنفسك."


ابتسمت وانا أراه يرفع يدي اليه لكي يقبل اناملي واحدة تلوى الاخرى وعيناه لا تفارقان عيني بنظرات عابثة .. فقلت له ضاحكة:" حسناً بيتر المحار يوجد هناك في الطنجرة وليس في اناملي."


قهقه هو الاخر عاليا على كلماتي تلك لكي يرتد بعدها خطوة الى الوراء حتى يقيم مظهري وهو ينظر إلي من اسفل قدمي حتى منابت شعري ثم يقول:" انت تبدين رائعة جدا وسن الخامسة والعشرين لا تبدوا عليك أبدا بل تبدين وكأنك مراهقة رائعة الجمال."


كلماته تلك جعلتني ابدوا راضية عن مظهري كثيرا لكي اقترب منه واطبع قبلة طويلة على خذه ثم ضممته بعدها بكلتا ذراعي سعيدة لأنه كان يُشعرني بأنوثتي كامرأة .. ابتعدت عنه بعدها فرأيت التردد واضحا عليه هو يقول:" لدي استفسار ولكنني اخاف بأن تكون ردة فعلك سيئة عليه."


ابتسمت له بهدوء اطمئنه فبالعكس كنت انا من انتظر استفساراته لاني كنت متأكدة بانه لا يتردد عن سؤالي في شيء الا ان كان يتعلق سؤاله بالإسلام لذلك قلت:" اخبرني بيتر فمهما كان سؤالك انا لن اغضب منك بل سأحاول ان أساعدك."


ازاح بأنامله خصلة فلتت من عقدة تسريحتي ووضعها خلف أذني قائلا:" منذ مدة وانا اسأل نفسي لما امرأة مثلك باهرة الجمال تخفي جمالها عن الناس .. الا ترغبين بان يرى الاخرون جمالك كما أراه انا؟"


اتسعت ابتسامتي اكثر لسؤاله ذاك والذي كنت انتظره منذ مدة .. فهو السؤال الشائع الذي كنت اتلقاه دوما من الذين كانوا غير مسلمين .. لما المرأة المسلمة عليها ان تخفي جمالها بالثياب المحتشمة؟؟ سألته بنبرة لم تخلوا من المرح حتى لا يتردد مجددا من سؤالي عن دينه مرة اخرى:" لماذا بيتر؟ هل عندما أكون مرتدية الحجاب أبدوا امرأة بشعة؟"


هتف بسرعة قائلا:" لا بالطبع لا .. انا لم اكن اقصد هذا سارة بل بالعكس انت تبدين جميلة جدا بالحجاب وامرأة انيقة للغاية بثيابك المحتشمة حتى ذلك الحجاب الابيض الطويل الذي لا اعرف له بداية ولا نهاية يجعلك رائعة فوق الوصف وكأنك كائن مصنوع من البيضاء النقي."


قلت ضاحكة:" تقصد حجاب الصلاة."


"اجل هو ذاك." قال ذلك لكي يكمل موضحا سؤاله اكثر لي ظنا منه بانني لم افهم قصده جيدا:" لكن ما قصدته هو انك ايضا بدون حجاب تُظهرين جمالك اكثر واجد من المؤسف بانك تخفين ذلك الجمال فبصراحة هذا ظلم لك كامرأة رائعة الجمال."


"حسنا شكرا لأنك تقول عني رائعة الجمال."


"هذه حقيقة." قال ذلك محذرا إياي بنظرات صارمة يرفض ظني بانه يجاملني لذلك أومأت له براسي وانا افكر بهدوء كيف اجيبه عن سؤاله بطريقة مبسطة تقنعه بمفهوم الحجاب بسهولة .. وفي لحظة غير منتظرة فاجأته عندما امسكته من رقبتي قميصه وقربته الي حتى لامست انفه بأنفي عندها خرج من دهشته لحركتي تلك لكي يقول وهو يرفع حاجبيه بخبث:" من اين تعلمت هذه الجرأة يا امرأة؟ البارحة فقط كنت لا تستطيعين حتى النظر في عيني ان قبلتك."


"تعلمتها منك حبيبي." همست له بذلك وبصوت مثير فما كان منه إلا أن اقترب بشفتيه مني حتى يقبلني فهربت عندها بشفتي بنعومة منه قبل ان يستطيع ملامستهما لكي ألامس خذه بخذي واقول له بقرب اذنه:" اخبريني اولا كم ابدوا جميلة؟"


سمعت ضحكاته الخافتة المدغدغة لبشرتي قبل ان يطبع قبلة على خذي الذي كان قريبا منه ويقول:" انت ساحرة الجمال وانثى مثيرة للغاية." ابتسمت في خلدي وقد وصلت لما كنت اريده لكي يردف قائلا بصوت مبحوح مثير:" حتى انني سأحملك الان واركض بك لغرفة نومنا."


جذبني بسرعة إليه حتى يستطيع النظر الى عيني قبل ان يفاجئني بقبلة حميمية متعطشة التهم بها شفتي حتى شعرت بأنني أرتد الى الوراء من ضغطه علي لكي اضع كلتا يداي على الطاولة من خلفي استند بها حتى لا اسقط عليها .. وعندما علمت بانه مجنون ولن ينتظر حتى يصل لغرفة النوم وضعت يدي على صدره ابعده عني قبل ان انجح اخيرا بإبعاد شفتي عنه فنظر الي بأنفاس لاهثة وعيناه لا تفارقان شفتي يقترب مني ثانية محاولا تقبيلي مجددا .. عندها ابتعدت عنه واقتربت من الطنجرة وانا اقول بصوت مرتجف:" سيحترق الاكل."


سمعت خطواته تتبعني عندما تكلم قائلا:" اطفئي النار واتركي الاكل الان."


وضع لحظتها ذقنه على كتفي قبل ان يطبع قبلة على رقبتي العارية وذراعيه تحيطان بخصري بتملك عندها قلت له:" لقد اجبتك عن سؤالك .. فهل اقتنعت بجوابي؟"


"ماذا؟" قال ذلك وهو يرفع ذقنه من على كتفي فتحركت من مكاني من دون ان أجيبه لكي يتركني اذهب الى الثلاجة التي أخرجت منها صحن السلطة التي اعددته بينما هو بقي واقفا في مكانه غير فاهم لكلماتي الاخيرة حتى قلت له:" بصراحة انت بنفسك اجبت عن سؤالك عندما قلت بأنك عندما ترى جمالي بهذا الشكل تشعر بالإثارة."


"ما الذي تحاولين قوله سارة؟"


التفت اليه عندما وضعت صحن السلطة من يدي وقلت له بهدوء:" بل انت بيتر من عليك أن تخبرني .. ألا تعتقد بأنه عندما يراني رجل غيرك بهذا الشكل لن يفكر مثلك الان؟ هل ستحب ان يتمنى في نفسه لو يحملني ويركض بي لغرفة نومه؟"


صاح بقوة وقد تحرك من مكانه بتوتر وعصبية لم يلاحظها في نفسه:" بالطبع لا .. ما الذي تتفوهين به سارة؟؟ انا فقط من يحق لي ان افكر بلحظات حميمية معك لأنني زوجك وانت امرأتي."


"هل تضحك على نفسك بيتر؟ تعرف جيدا بانك لا تستطيع التحكم في افكار الاخرين وخصوصا افكار الرجال انها طبيعتكم .. لهذا فالمرأة لدينا تغطي نفسها اكثر من الرجل فهي لا تحتاج لكي يكون الرجل مغطى من شعره حتى اصابع قدميه لكي تغض نظرها عنه .. طبيعتنا اننا نستطيع التحكم في انفسنا اكثر منكم انتم الرجال وهذا شيء تعرفه انت جيدا فانت بنفسك قلت بانك تمنيت تقبيلي في المصعد عندما رأيتني اول مرة وحينها لم ترني بثياب كهذه بل بثياب طويلة محتشمة فما بالك لو كنت معك في المصعد بهذه الثياب فإلى اين كانت ستأخذك افكارك يا ترى؟؟"


كان واضحا بان كلماتي كانت مستفزة له بقوة وقد اثرت غضبه لدرجة لم أتوقعها ستكون بتلك القوة واكبر دليل كان عندما قال من بين اسنانه المطبقة وفكه المتوتر:" ولكن هذا غير معقول .. انا لا اريد ان يفكر بك احد بتلك الطريقة هذا يثير جنوني."


اقتربت منه حنيها لكي أحضن وجهه بين يدي بحنان واقول له:" ولكن لا احد سيفكر بي بتلك الطريقة غيرك انت لأنك الوحيد الذي تراني هكذا .. انا فقط اجبتك عن سؤالك عندما قلت بان الاسلام يظلم المرأة عندما يفرض عليها ان تغطي نفسها .. اردت ان افهمك بأن هذا لمصلحتها ولمصلحة الرجل ايضا وكل شيء محرم في الاسلام الا ولأنه يضر بحياة الناس."


بدأ الهدوء يعود الى ملامحه لكي يبتسم ببطء بعدها وهو يقربني إليه ويضع رأسي على صدره يضمني اليه بحنان قائلا:" اتعرفين سارة؟ انا لم اشعر يوما بالغيرة على صونيا وعلى من كانت لي علاقة بهم قبلها .. لكن انت اشعر بتملك خاص ناحيتك .. لا اعرف ان كان سيعجبك هذا الشعور ولكنني اشعر بانني املكك وبأنك لي لوحدي."


رفعت رأسي اليه وانا ما زلت بين ذراعيه وقلت:" بالطبع يعجبني هذا الشعور بيتر لأنني اشعر مثلك بانك لي ولوحدي."


"اجل حبيبتي." اقترب بعدها وطبع قبلة رقيقة على جبيني ثم داعب أنفي برأس أنفه قائلا:" بالمناسبة لقد اقنعتني بجوابك ذاك عن سؤالي وانا من سأحرص هذه المرة على الا تظهري هكذا ابدا امام أي شخص اخر غيري."


لم استطع كتم ضحكاتي السعيدة وانا احط جبيني على صدره استنشق في نفس الوقت رائحته الرجولية العطرة والمدغدغة لمشاعري .. لكي اتوقف عن الضحك عندما سمعته يقول:" لكن أليس من الغريب بأن أختاك لا ترتديان الحجاب؟"


ابتعدت عنه بعدها وانا استقيم في وقفتي وقلت:" صحيح بأنهما لا ترتديان الحجاب لكن لا يعني هذا بأنهما تهدفان لشيء غير اخلاقي من ذلك فأنا متأكدة من اخلاقهما الجيدة .. وهذا لا يعني ايضا بانني احاول ان اجد لهما الاعذار ولكن اعترف بان المرأة تحب ان ترى نفسها جميلة ولو فقط مع نفسها وبالنسبة لي افضل لو ان المرأة المسلمة ترتدي الحجاب برغبتها الخاصة على ان ترغم على ارتدائه فساعتها لن يكون لديه أي معنى."


نظرت اليه فوجدته يفكر بهدوء في كلامي قبل ان يقول:" انت اصبحت تقنعينني بقوة بأفكارك وأرائك."


ابتسمت في خلدي وانا اتمنى بأن يستمر هذا وان انجح في جعله ان يكون مسلما يقوم بكل عباداته على اكمل وجه.

................

يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 14-11-12, 10:57 PM   #7224

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

اسيل


"الخوف مؤلم جدا .. ما زلت اشعر به يلاحقني في كل مكاني .. في منامي وفي يقظتي .. احيانا كثيرة افكر في الانتحار."


"فهل الموت سيخلصني من هذا الكابوس الذي اعيشه مذكرتي؟؟"


"لا .. لن استطيع انهاء حياتي بنفسي .. ليس لدي الحق في هذا .. فلست من اعطي او انهي الحياة."


"ولكنني اتعذب كثيرا ولا اشعر بأن هناك من يحس بعذابي."


"عائلتي التي كنت مقربة منها تركتها في المغرب ووالدي معي ولكنه يظن بانه قد حل المشكلة وانتهى الامر بجلبي الى هذه البلاد الباردة .. اسيل فتاة متعجرفة وقاسية وهي تزيد من خوفي بنظراتها الكارهة لي وسارة تحاول التقرب مني ولكنني اشعر بترددها في ذلك وخوفها من العواقب التي تقف بيننا .. الكل لا يشعر بي إلا هو."


"دانييل غريب بأنني لم اعد اشعر بالخوف منه .. ينتابني احساس غريب وانا معه .. الامان والسلام والحنان .. هو الوحيد الذي يشعرني بذلك فقط بجلوسه بجانبي .. وعندما يذهب اشعر بذلك الخوف يعود الي وبتلك الغربة الفظيعة في داخل نفسي."


"مذكرتي لقد بدأت اتمنى بألا يبتعد عني دانييل ولو للحظة واحدة .. بالكاد استطيع ان اعترف لك بهذا .. انا اشتاق لدانييل"


قلبت بعدها الصفحات لكي ابدا بقراءة مذكرة جديدة لحسناء وقد كانت اغلبها بالعربية لذلك كنت انا من اقرأها لدانييل مترجمة له كلام حسناء بالفرنسية .. أما هو فقد كان يخفي وجهه بين يديه بألم كبير بعدما اخبرته حقيقة ماضي حسناء كله.


"كم كنت بلهاء عندما اعتقدت من قبل بانني احب رشيد .. انا لم احب ذلك الشخص يوما .. بل تعلقت به فقط لانه الوحيد الذي كان قريبا مني منذ طفولتي .. فكرة الزواج والحب اخذتها من عائلتي وكبرت عليها لكي تتبرمج لدي في عقلي .. اما قلبي فلم يفتح الا لدانييل."


"كم احب دانييل .. اشعر بان حبي له كبير جدا لا يستطيع احد تخيل مدى قوة هذا الحب ولهذا لا أستطيع تخيل نفسي بدونه .. بدون دانييل حبيبي .. اخاف ان يعلم يوما عن ما حصل بيني وبين رشيد .. ربما سيظن بانني تسببت في ما حصل لي .. ربما سيلومني كما لامني الجميع جداي وابي وعائلة رشيد وكل الناس لما حصل .. اجل فمعهم كل الحق انا كنت السبب الاول في الذي حدث لانني لو لم اذهب اليه وهو لوحده في البيت لما فكر في الاعتداء علي."


قلبت مرة اخرى الصفحات وتوقفت عند صفحة كانت من اخر ما كتبته.


"اشعر بالعالم يضيق علي فأحس بانني اصبحت انا وابنتي وحيدة بعدما تغيرت معاملة دانييل لي واصبح يتجاهلني طيلة الوقت بسبب رشيد الحقير الذي عاد لكي يحيل حياتي سوادا من جديد ووالدة دانييل تهددني وتجعلني تحت رحمتها."


"ااه لو تعرف يا دانييل ما الذي يحصل معي؟؟ لو تعرف كم اتحمل الان من العذاب فقط من اجل حبنا حتى لا يتحطم؟؟"


"لكنني لن اسمح بان تعرف بكل ما يحصل معي .. وسأتحمل كل الالم والخوف الذي اعاني منه الان."


"مع انني اشعر بان ابنتي تتضرر بكل هذا."


"تعيش معي الرعب الذي اعيشه من ظهور رشيد في أي لحظة."


"تعيش معي جفاء وبرود والدها معي وتجاهله لنا."


"تعيش معي ضرب جدتها لي عندما حاولت ان اقف في وجهها وتعيش معي تلك الاهانات التي ترميني بها كل يوم .. تعيش معي ذلك الجوع الذي نحسه معا عندما تأخذ مني سيلفيا كل مالي وتتركني لا اجد حتى ما اشتريه للأكل في الغذاء اثناء دراستي."


"توقفي ارجوك توقفي لم اعد استطيع ان استحمل سماع كل هذا."


هتف بذلك بألم واضح في صوته وهو يأخذ تلك المذكرات من يدي لكي يغلقها بقوة .. ولم ارفض ما فعله لانني كنت انا الاخرى غير قادرة على اكمال قراءة كل ذلك العذاب الذي مر على اختي الصغرى ولا احد شعر بما تعانيه .. لا احد احس بها .. لقد كنا غافلين عن ما تعانيه بصمت لمدة طويلة.. كيف حسناء؟؟ كيف استطعت ان تتحملي كل هذا؟؟


قلت لدانييل وانا امسح دموعي التي نزلت من عيني:" أرأيت دانييل .. هل ما زلت تعتقد بان اختي خانتك مع من جعلها تعيش في كل هذا الرعب؟؟ بل هل رأيت احدا يتحمل كل هذا الكم من الاهانات والضرب والخوف فقط من اجل حب شخص واحد .. انها حسناء من تحملت كل هذا من اجلك انت دانييل وفي الاخير كافأتها باتهامها بالخيانة."


"لا استطيع ان اصدق بأن كل هذا حصل مع صغيرتي."


قال ذلك بصوت مرتعش وقد كان ما يزال تحت تأثير الصدمة لكنني تفاجأت به ينهض بقوة من على الطاولة قبل ان يستدير ويركض مبتعدا عني .. فنهضت انا الاخرى من مكاني وناديته وانا اركض في ذلك الممر اتبعه ولكنه لم يستمع لي .. بالكاد استطعت اللحاق به عندما وجدته يفتح سيارته وقد دلف اليها بسرعة كبيرة لكي افتح انا بابها ايضا وأدلف اليها اجلس بجانبه وانا اقول له:" ما الذي ستفعله؟"


لم يجبني بل ادار المحرك بقوة لكي ينطلق بها بسرعة جنونية وما هي الا دقيقة وكنا امام بيت والدته وقد كدت ان اصطدم بمقدمة السيارة لو لم امسك بالكرسي من كلا الجانبين بقوة فلم اكن اضع حزام الامان عند اللحظة التي اوقف فيها دانييل السيارة بقوة جعلت مكابحها تصدر صوتا حادا مزعجا .. نزل من السيارة فتبعته انا الاخرى وسقطت المفاتيح من يده عندما حاول فتح الباب بذلك الغضب العارم الذي كان يحتله .. عندها اطلق شتيمة وهو يضرب الباب بقبضة يده قبل ان يجثوا ويحمل المفاتيح من جديد من على الارض ويفتح بها الباب .. دخل الى البيت فدخلت ورائه وانا لا اشعر بالارتياح لغضبه الاعمى ذاك .. شهقت عندما رأيته يتجه لوالدته بخطوات تنفث النار والتي كانت جالسة على كنبة مقابلة للكنبة التي جلس عليها ويليام بجانب زوجته .. لكن ويليام كان ادرى بغضب ابنه اذ نهض بسرعة من مكانه حال ان راه قادم بذلك الشكل المندفع العنيف ووقف امامه يمنعه من الاقتراب من والدته التي نهضت على قدميها وقد ظهر عليها الذهول لتغير دانييل المفاجئ ناحيتها والذي صرخ فيها من خلف والده الذي كان يقف بينه وبينها:" أنت كيف تتجرئين على فعل هذا بي؟ كيف تتجرئين على تهديد زوجتي وحتى ضربها وفي نفس الوقت تتلاعبين بي وتحرضينني عليها؟"


حاول والده تهدئته قائلا:" دانييل اهدأ بني ليس بهذه الطريقة ستحل الامور."


كادت ان تقترب منه زوجة والده عندما تراجعت الى مكانها في اللحظة التي صرخ دانييل في والده قائلا:" ابتعد عن طريقي .. انا اعرف جيدا ما افعل ولست اريد منها سوى ان تفهمني أي نوع من الامهات هي؟؟"


لم يستطع بعدها والده منعه من الاقتراب من سيلفيا فقد ابعده دانييل عن طريقه واقترب من سيلفيا وامسكها تحت مرمى أعيننا من ذراعها وهو يصرخ في وجهها قائلا:" اخبريني أي نوع من الامهات انت؟؟"


وبكل وقاحة طالبته قائلة:" ابعد يدك عني دانييل .. هل جننت انني والدتك."


ابعد يده عنها فجأة وقد ظهر الاشمئزاز على وجهه وهو يقول لها:" فعلا علي ان ابعد يدي عنك ليس لانك امي بل لانني اخجل وبشدة لأنني احمل دماء امرأة مثلك استغلالية وكاذبة."


"بسرعة صدقت اكاذيب والدك واخت زوجتك."


حرك رأسه وقد صُدم من وقاحتها التي لم يكن لها حدود قبل أن يقول:" لا اصدق بأنك تجرئين على الكذب امامي حتى بعد ان اكتشفت حقيقتك."


ظهر عليها الارتباك الكبير وهي تنظر اليه غير قادرة على الانكار اكثر ما فعلته وفي الاخير ضمت شفتيها لبعض تتظاهر بالقوة والثقة وهي تقول:" حسنا انا كذبت عليك بشأن انني لم اكن اعرف زوجتك من قبل بينما كنت قد سبق لي ورأيتها في بيت والدها عندما كنت ما أزال على علاقة به وكذبت عليك عندما كنت اقول لك بانها كانت تعطي تلك الاموال التي تطلبها منك لأحد ما بينما كانت تعطيها لي انا .. لكن هذا كله لا يعني بانها لا تخونك لقد رأيتها انا ايضا مع رجل عربي على قرب كبير منها مختبئين..."


قاطعها بشدة صارخا:" اصمتي .. توقفي عن تشويه صورتها لأنها بريئة ولن اسمح لك بان تضيفي أي كلمة عنها فيكفي الذنب الكبير الذي ارتكبته في حقها عندما صدقتك انت."


بحدة قالت:" حسنا صدقها ان اردت فهذا لم يعد من شأني .. فلست أهتم بما يفعله الاخرون بحياتهم .. كل ما يهمني هي حياتي وان اكون بخير وسعيدة."


لم استطع ان اتخيل كيف كانت وقع تلك الكلمات على دانييل اذ انا التي ليست لدي أي علاقة بسيلفيا لا من قريب او بعيد وشعرت بالألم لكلماتها تلك فما بالك بابنها .. رايته كيف بقي يحدق فيها بصمت مميت قبل ان يتحدث اخيرا بصوت لا حياة فيه:" انا لست الاخرون سيلفيا .. انا ابنك .. لكن لما علي تذكيرك بهذا وانت لم تشعري يوما بأن لك ابنا لأنك امرأة لا تعطي بل فقط تأخذ من الاخرين .. اعلمي بانني من قبل لم اكرهك حتى عندما تركتني في عمر صغير ورحلت ولكن الان ولأنك اذيت زوجتي وطفلتي فأنا لن اسامحك أبداً لأنني صرت اكرهك كما لم اكره يوما احدا ما."


استدار بعدها دانييل وتجاوزني انا ووالده لكي يصعد درجات السلم بسرعة كبيرة فبقينا نحن ثلاثتنا ننظر بصمت غير قادرين على الكلام الا سيلفيا التي عادت لكي تجلس على الاريكة وهي تضم يديها لبعض تنظر امامها بجمود .. بقيت على حالها ذاك طويلا ونحن ايضا لم ننطق ببنت شفة فما حصل كان موجعا جدا واكثر من تضرروا منه هما دانييل وحسناء .. لم نتحرك من مكاننا الا عندما سمعنا خطوات قوية على الدرج لكي ننظر ناحية السلم انا وويليام وشارلوت وحتى سيلفيا التي حركت اخيرا جسدها عندما نهضت واقفة على قدميها تتخلى عن جمودها الذي كان يظهرها كمنحوتة لا حياة فيها.


"ستذهب معهم؟"


فجأتنا جميعا بتلك النبرة الحزينة عندما كلمته بها وهي تقترب منه لدى توقفه عند اسفل الدرج وهو يحمل حقيبة ثياب صغيرة .. نظر اليها والشرر يتطاير من عينيه ومن دون ان يجيبها بشيء كلمنا قائلا:" دعونا نذهب من امام هذه المرأة لأنني لم اعد قادراً على التواجد في نفس المكان التي هي فيه."


مشيت بسرعة انا الاخرى ناحية الباب .. فقد كنت اشارك دانييل شعوره ذاك ناحية تلك المرأة وقد كانت خطوات والده وزوجته تتبعني .. فتح دانييل الباب وفي تلك اللحظة سمعنها تناديه:" انتظر دانييل."


استدار اليها بينما انا لم افعل لأنني كنت اشعر بغضبي يتصاعد كلما رأيت وجهها الكريه .. لكنني كنت انظر الى وجه دانييل الغاضب والمعذب وهو يقول لها:" لو كنت مكانك لم وجدت الجرأة للتحدث بعد كل ما فعلته."


ولكن بنبرة قوية صارمة سمعناها تجيبه:" اردت فقط أن اعترف بأنني لم اكن ولن اكون اما جيدة لك .. لكنني لا انكر بانني في هذه الفترة كنت سعيدة بوجودك معي هنا."


حرك راسه بسخرية مريرة من كلامها قبل ان يقول:" حتى في هذا كنت تبحثين عن مصلحة نفسك .. انت لم تكوني سعيدة سوى من اجلك لأنك اخيرا وجدت ونيسا لك في البيت حتى لو كانت علاقته بك متوترة .. انت اصبحت تشعرين بالوحدة القاتلة .. امضيت حياتك كلها تبحثين عن الرجل المناسب ولكنك لم تجديه ولن تجديه مستقبلا لأنك امرأة غير وفية ولا تعرفين معنى الحب بل فقط خيانة كل الرجال الذين يمرون في حياتك .. انت ستبقين الان وحيدة الى الابد."


استدرت في تلك اللحظة اليها عندما سمعتها تقول لدانييل بكل ثقة رافعة رأسها بشموخ:" برحيلك دانييل لن تتوقف حياتي .. فأنت مخطأ جدا ان ظننت بانني امرأة اسمح للوحدة بأن تقتلني .. انا امرأة تستغل كل ثانية تمر من حياتها من اجل مصلحتها."


رأيت ويليام وهو يتقدم من دانييل ويتجاوزني لكي يربت على ذراع ابنه ويحثه على الخروج قائلا:" دعنا نذهب بني." عندها ابعد دانييل انظاره الغاضبة عن والدته ونظر الى الامام لكي يتقدم خارجا بحدة من البيت .. تبعناه جميعا .. وعند السيارات طلب مني دانييل ان اصعد السيارة معه فساق عندها ويليام سيارته خلفنا وزوجته هي الوحيدة التي كانت ترافقه فيها.


بعد صمت حل علينا لمدة قصيرة اثناء قيادة دانييل لسيارته خارج مدينة ايسن ضرب فجأة المقود بغضب فأجفلت لذلك وانا اسمعه يقول:" اريد ان افهم فقط لما شكت بانني لن اتفهم وضعها؟؟ كيف تشك بحبي لها وانا الذي تعذبت لسنين في حبها بصمت وانا اراها مع ذلك الحقير وهو يدعي امتلاكه لقلبها امامي طيلة الوقت .. لقد كنت اتعذب بقوة كلما رأيته معها و..." لم يستطع أن يكمل كلماته تلك وقد ظهر العذاب واضحا على ملامح وجهه وهو يشد بقوة على مقود السيارة ويردد:" لو فقط كنت اعلم بأن الحقير حاول اغتصابها لقتلته بيدي هاتين."


"دانييل انت تعلم الان جيدا بانها تحبك ولكنها صغيرة في السن وتخاف كثيرا من الجميع .. خوفها هذا كمرض نفسي بداخلها."


"اه يا ربي اغفر لي وساعدني على جعلها تسامحني على الذنب العظيم الذي ارتكبته في حقها وفي حق طفلتي."


"اهدأ دانييل انت تعرف حسناء بانها تملك قلبا طيبا وستسامحك بكل تأكيد كانت تلك لحظات غضب جنوني عندما قمت باتهامها بالخيانة ولن تتكرر بكل تأكيد."


.................

يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 14-11-12, 10:59 PM   #7225

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

حسناء


نهضت من على الأريكة حيث كنت جالسة عليها انتظر رشيد لكي أقترب ببطء من الجدار الزجاجي لصالة البيت والذي كان يطل على الحديقة ثم نظرت عبره الى البيت الصغير الملحق بالحديقة وقد انسدل الظلام عليه .. كنت افكر بانزعاج في تأخر رشيد .. فقد كنت اشعر بالنعاس والتعب لكنني لم اكن استطيع أن اذهب للنوم إلا بعد ان ارى ان رشيد قد اتى للبيت واخذ ما يحتاجه وعندما اراه يخرج اعيد تشغيل نظام جهاز إنذار البيت .. عدت الى الاريكة عندما لم استطع البقاء هناك واقفة انتظره .. استلقيت عليها وانا اتغطى بالغطاء الذي تركته مرميا عليها بعد ان نهضت ابحث عن مذكراتي .. مذكراتي التي لم استطع ايجادها وقررت بمعاودة البحث عنها غدا صباحا فلا بد انني وضعتها في مكان ما غير الذي ظننته ونسيته .. وربما كنت احاول مواساة وطمأنة نفسي بتلك الكلمات حتى لا افزع بضياعها فقد كنت مرتبطة بها بشدة وكأنها قطعة مني وكيف لا؟؟ وهي تحمل كل أسراري ومكنوناتي الداخلية .. فتحت التلفاز من جديد وبدأت في مشاهدة فيلم جديد .. قصة رومنسية اخرى اختارتها اسيل لي ظنا منها بانني احب ان اشاهد أفلام الحب هذه غير مدركة بأنه في اوقاتي تلك اسوء ما يمكنني ان اشاهده هو ذلك النوع من الافلام الذي يدمي قلبي بقصة الحب بين البطلة والبطل .. ففي يوم من الايام كنت انا ايضا اعيش قصة الحب تلك ولكن نهايتها كانت تعيسة للغاية .. اغمضت عيني ودمعة أليمة تنزل منها.. دانييل لو تعرف فقط كيف ألمتني بما فعلته وكيف حطمتني كليا عندما شككت في نسب ابنتك .. لم اتخيل يوما بانك ستفعل هذا.


ظللت مغمضة عيني وقد اتعبتني تلك الافكار كثيرا .. وحتى عندما سيطر علي النعاس واستغرقت فيه ظلت تلاحقني تلك الافكار المؤلمة .. فحتى في نومي كنت اعاني من الاضطراب الشديد فلا اشعر بالراحة ابدا ليلا ونهاراً .. ولم استيقظ الا على صوت نباح قوي للكلب في الحديقة .. فلويت شفتي بانزعاج لكي اعاود إغماض جفني عندما لم استطع حتى رفع راسي من على الوسادة مع ان نباح الكلب كان يزداد حدة وقوة يطغى كليا على الاصوات التي كانت تصدر من التلفاز الذي نمت وتركته ما يزال مفتوحا .. حاولت فتح عيني من جديد ولكنني فشلت فقد كنت متعبة جدا ولم استطع حتى تقبل فكرة أنه علي الخروج في هذا الليل البارد الى الحديقة حتى أطلق سراح الكلب الذي مازال في بيته الذي تحيط به قضبان حديدية اخرى حتى يتجول في كل أرجاء الحديقة ليلا كما تعود من والدي واسيل بعدها .. حاولت تجاهل نباحه ولم اصدق عندما لم اعد اسمع نباحه نهائيا .. وكأنه اختفى من البيت .. فاستغرقت في النوم ثانية .. نوما كان أكثر اضطرابا هذه المرة لدرجة بأنني كنت اشعر بأن كوابيسي حقيقية جدا .. فحاولت الهرب من ذلك الشعور لكي اجد نفسي عندما فتحت عيني بانني كنت احرك راسي يمينا ويسارا بقوة وشفتي ترتعشان قبل ان استقيم بسرعة في جلستي وقد كدت ان اصرخ عندما علقت صرختي تلك في حلقي وانا أراه يرفع مسدساً صغيراً كان في يده امام فمي بحركة يأمرني فيها بالصمت ويحذرني من الصراخ .. نظرت اليه بعينين مرتعبتين وقد كان يجلس على كرسي جلبه بكل تأكيد من طاولة الطعام الضخمة الموجودة بالصالة .. ذلك جعلني أسأله بارتجاف وانا أيقن بأن ذلك الشعور المرعب والمشمئز الذي احسست به في حلمي كان فعلا حقيقيا فمصدره لسمات رشيد القذرة لوجهي:" منذ .. متى وانت .. هنا؟"


ابتسم ببساطة لي وقد لمعت عيناه ببريق جنوني زاد من رعبي قبل ان يُجيبني:" منذ قليل وعندما وجدتك نائمة احببت الجلوس بقربك وتأملك حتى تستيقظي من دون ان ازعجك."


بنبرة متوسلة وقد كنت خائفة حتى الموت قلت:" اخرج ارجوك .. الا يكفيك ما فعلته لحد الأن بحياتي."


"شششش" قال ذلك وهو يعيد رفع مسدسه ذاك وكأنه يذكرني به .. لكي يفاجئني بقوله:" انا لا أريد اذيتك .. أنا فقط اريد التحدث إليك وانت بعنادك من تضطرينني ان اكون قاسيا معك .. أو تعرفين حسناء .. انت لا تفهمينني ولو حاولت فهمي لما حصل ما حصل وافترقنا."


قلت له وانا احاول السيطرة على ارتجاف صوتي الذي كان يجعل كلماتي تخرج غير واضحة وكاملة:" ماذا .. ماذا يفيد .. كل ما تفعله الان؟ انت .. انت رشيد .. لديك حياتك .. وانا .. ايضا .. فلما تلاحقني؟"


اجفلت بقوة باكية وقد انفجر رعبي أخيرا عندما صرخ في وجهي وهو يضرب الطاولة برأس مسدسه :"أرأيت كيف أنك لا تفهمينني بالمرة."


"اصمتي تعرفين كم اكره بكائك."


صرخ في بذلك من جديد وعندها كتمت شهقاتي لكي انظر اليه من بين دموعي والخوف يسبب لي ألما شديدا في قلبي من قوة ارتجافه .. رشيد كان قادرا على كل شيء .. فأن يتبعني حتى لبيت والدي ويدخل اليه وهو مسلح جعلني أتأكد من ان هذا الكابوس لن ينتهي إلا...


لم استطع اكمال افكاري تلك وانا انظر الى مسدسه الذي جعل دموعي تنزل اكثر وغريزيا وضعت يداي على بطني وكأني سأحميها بيدي الهشتين منه .. لا اريدها ان تموت .. اريد ان اضحي بحياتي من اجلها ان قتلني سيقتل ابنتي ايضا .. ولذلك قلت له وانا ارفض تماما التضحية بابنتي:" رشيد لن ابكي .. حقا لن ابكي."


"جيد حبيبتي."


قال ذلك وهو يقرب يده الى وجهي يُمرر اصابعه على خذي عندها اغمضت جفني بقوة وانا انكمش على نفسي .. شعرت بلمسته كريهة للغاية واشمأززت منها لدرجة أنني قاومت بصعوبة رغبة ان انفض يده بكل قوة عني وامسح وجنتي التي لمسها بأصابعه القذرة .. لكنني من اجلها كنت اضحي من اجل طفلتي الصغيرة التي لم يكن ذنبها انني اخترت في بداية حياتي شخصا خطأ لكي ارتبط به لكي يختار هو بدوره ان يحطم حياتي حتى أخر نفس ألفظه .. فتحت عيناي وانا انظر اليه بكره كبير حاولت ان اخفيه عنه وهو يقول عندما ابعد يده أخيراً عني:" حسناء ما حصل بيننا في المغرب انت السبب فيه .. لقد كنت قد اخبرتك بانني تزوجت بتلك المرأة فقط من اجل مستقبلنا ولكن انت من تصرفت بغباء شديد وعناد وحاولت انهاء علاقتنا وذلك استفزني جدا ومن قوة حبي لك اردتك ان تصبحي امرأتي حتى قبل زواجنا."


رشيد مجنون .. انه ليس بكامل قواه العقلية .. كيف أنني لم انتبه لهذه اللمعة المريضة الجنونية في عينيه من قبل؟؟


كنت اعترف بذلك في نفسي وفي الوقت عينه كنت غير مصدقة انني موجودة بالقرب ذلك المجنون المجرم .. نظرت الى مسدسه الذي كان ما يزال في يده قبل ان ارفع عيني اليه بسرعة عندما أكمل:" انا ما زالت احبك حسناء واعرف بانك ما تزالين تحبينني .. لهذا انا مستعد لكي اسامحك لمحاولتك قتلي ومستعد لمسامحتك ايضا لخيانتك لي وزواجك بذلك السافل البلجيكي."


(يا إلهي أنقذني من هذا المريض العقلي.)


"حسناء انت عليك ان تتطلقي من ذلك البلجيكي وتعودي إلي وإلا سأقتلك وأقتله .. أتفهمين حسناء؟؟"


"اجل .. افهم .. انا افهم." تمتمت بذلك وانا احاول ان أبتعد عنه قدر الإمكان حتى توقفت فجأة وانا اكتم انفاسي برعب شديد عندما فاجأني بوضعه لفوهة مسدسه على بطني وهو يقول من بين اسنانه وعيناه السوداوان تحدقان ببطني المنتفخة:" وهذا الطفل لا اريده .. انا لا اريد طفل ذلك السافل .. انت لا تعرفين كيف اجن عندما اتذكر فقط بانك كنت معه تخونيني."


لم استطع حبس دموعي وانا احاول افهماه قائلة:" ولكنني لم اخنك فدانييل زوجي وهذه طفلتي كما هي طفلته."


شهقت برعب كبير وانا اتوقف عن النحيب عندما وجه بيد مرتجفة وبعصبية كبيرة المسدس الى رأسي وصرخ في وجهي قائلا:" اصمتي .. اصمتي ولا تقولي بأنه زوجك ثانية .. لا اريد سماع هذه الكلمة منك حسناء."


"حاضر .. حاضر." قلت ذلك من بين دموعي وانا احاول السيطرة على صوتي ثم أغمضت عيني للحظات قبل ان افتحهما وقد بدا صوتي خافتا لكن اكثر وضوحا وهدوءاً مع ان الرعب كان يقتلني:" انا ايضا ما زلت احبك رشيد .. انت تعرف بانني احببتك منذ ان كنت طفلة."


"وانا ايضا حبيبتي."


كتمت انفاسي بقوة عندما اعاد تمرير يده على وجنتي لكي يقول وهو يسحب يده بسرعة وقد أصبحت ملامحه عدائية للغاية:" ودانييل؟؟"


"سأتركه." قلت ذلك لكي اضيف بسرعة حتى اقنعه بحبي له:" انا تزوجت دانييل فقط لأنني لم استطع ان اعارض قرار والدي فهو من اختار دانييل لي."


"اجل والدك الذي يكرهني .. انا كنت ادرك جيدا بانه لم يوافق على خطبتنا منذ البداية من خلال نظراته لي ومحاولته المعارضة في البداية على خطبتنا بتعلله انك ما زلت صغيرة .. بينما السبب الحقيقي انه كان يريدك لإبن صديقه الاجنبي."


"اجل." قلت ذلك وانا أومأ له برأسي حريصة ألا أترك خوفي ذاك يشلني عن الحركة والتفكير بذكاء كما العادة فقد كنت اتصرف لحظتها بشجاعة كبيرة كما لم أفعل يوما من قبل .. رأيته يبتسم بغرابة شديدة وهو يقول:" حسناء لقد ضمنت مستقبلي جيدا .. من اجلك ضحيت بأشياء عديدة حتى استطيع ان اجلب اموالا كثيرة وبذلك سنعود الى المغرب غير محتاجين لأوروبا من جديد وسنعيش بعيدا عن عائلتك وعائلتي بعد ان اكون قد طلقت تلك المرأة التي هي زوجتي الان لأنني لم اعد بحاجة إليها."


"الم تتزوج بها من اجل الاقامة البلجيكية؟" قلت ذلك وانا اضع بهدوء قدمي على الارض ادعي اهتمامي بكلامه بينما كنت استرق النظر الى يده التي كان ما يزال يحمل بها ذلك المسدس .. اجابني بجدية كبيرة:" اجل هذا في الماضي اما الان فقد وجدت عملا استطيع فعله في المغرب وسيجعلني غنيا وذو نفوذ كبير لذلك لم اعد احتاج الى تلك المرأة وإقامتها البلجيكية."


"احقا ستترك زوجتك حبيبي؟"


"بالطبع سأتركها حبيبتي." قال ذلك بسرعة مؤكدا لي كلامه . عندها حاولت النهوض من مكاني .. فأمسكني بذراعي بقوة وقد تغيرت ملامحه التي كانت متحمسة لخططه الى ملامح عنيفة:" الى اين؟؟ هل كنت فقط تحاولين مجاراتي في كلامي حتى تهربي."


"لالالا." هتفت بذلك وانا اتنفس باضطراب خائفة من ألا يصدق كلامي وانا اردف بسرعة:" حقا رشيد انا لا اريد الهروب منك حبيبي انا فقط اشعر بعطش كبير واردت جلب الماء لنفسي."


رمقني بنظرة مشككة وقد هدأ غضبه بعد كلامي ذاك:" هذا فقط؟"


فقلت له بنبرة متوسلة:" اجل رشيد صدقني .. انا احتاج لشرب الماء كثيرا خصوصا في حالتي هذه."


غريزيا زدت من إحاطة بطني بيدي خائفة على طفلتي من رشيد الذي رمقها بعينين قاتمتين مليئتين بالكره .. وفي الاخير ابعد عينيه عن بطني لكي ينظر الى عيني فضم حاجبيه قبل ان اراه يُقرب يده مني لكي اكز على اسناني باشمئزاز عندما مسح جبيني برؤوس اصابع يده لكي ينظر الى انامله بعدها والتي كانت تحمل قطرات عرقي قائلا:" لما انت متوترة بهذا الشكل؟"


بل ان قلبي يكاد يتوقف بسبب الرعب الذي تسببه لي الان .. قلت ذلك مع نفسي قبل ان اقول له:" انا اشعر بان حلقي قد جف واصبح كمن الارض القاحلة المتشققة لذلك احتاج للماء رشيد والان ارجوك."


"حسنا اين هو الماء؟"


قلت له وانا اشير بسبابتي:" المطبخ هناك."


نهض واقفا على قدميه وعندها شعرت بالسعادة لأنه سيدعني لوحدي فأهرب منه .. ولكن كل املي خاب وقد فشلت خطتي فشلا ذريعا عندما استدار الي قبل ان يخطوا أي خطوة الى الامام وكأنه قرأ افكاري لكي يمسكني من ذراعي ويجعلني أقف على قدمي قائلا:" ستذهبين معي الى المطبخ وهناك تشربين ما تريدين من المياه لأنني لن اتركك لحظة واحدة بعيدة عن عيني."


فقلت له قبل ان أتحرك الى الامام وأنا أنظر الى المسدس الذي كان ما يزال بيده:" لما لا تترك المسدس من يدك؟ الا تثق في؟ ثم اننا وحيدين في البيت وامرأة ضعيفة مثلي لن تستطيع الوقوف في وجه رجل قوي مثلك."


نظر إلي لدقائق وكأنه يقيم حالتي وقد كانت في نظراته شكوك كثيرة وارتياب كبير من كلامي عندها قلت معللة طلبي:" انت تخيفني بذلك المسدس كما انك تعرف كم أنا اخاف من هذه الاشياء خصوصا ان هذه هي المرة الاولى التي ارى فيها سلاحا حقيقيا."


بقي صامتا وظننت للحظة بانه سيغضب مني كثيرا لكنني شكرت الله في نفسي عندما وضع المسدس بهدوء على الطاولة أمامنا لكي يمسك بذراعي ويقول:" هيا دعينا نجلب لك ماءاً بسرعة."


دخلنا المطبخ وهناك ترك ذراعي عندما اردت فتح إحدى الادراج .. اوليته عندها ظهري وقد كانت دقات قلبي تستطيع ان تسابق حتى الرياح في سرعتها .. ابتلعت ريقي بصعوبة وانا اجلب من ذلك الدُرج كوباً زجاجياً .. فقد كانت تلك فرصتي الوحيدة لإنقاذ نفسي وطفلتي من بين يدي ذلك المجنون الذي هو قادر على قتلنا .. امسكت بالكأس الكبير الزجاجي لكي انظر الى رشيد وانا على وشك ان اضعه على الطاولة .. نظر الى عيني عندما لاحظ نظراتي الغريبة تلك وفي تلك اللحظة بالذات بدل ان اضع الكأس على الطاولة .. ضربت طرف الكأس بالطاولة بقوة كبيرة حتى تحطم نصفه فأمسكت بالكأس الذي اصبح عبارة عن نصف قاعدة فقط ماتزال مثبتة بقطعة كبيرة من الزجاج الحادة وجهتها له غير مهتمة لزجاج الكأس الحاد الذي انغرز في كفي وانا اهدد رشيد الذي جحظت عيناه من الصدمة بسبب تصرفي المفاجئ ذاك ومن بين اسناني قلت له ولم اعد احتاج لاستخدام تلك النبرة اللطيفة حتى اخدعه واجاريه في كلامه لكي يصدق فعلا بانني أفكر بالعودة إليه:" ان اقتربت مني رشيد فسأقتلك."


كان الشرر يتطاير من عينيه اللتين اصبحتا قاتمتي السواد بشكل مرعب وقال:" ستقتلينني بقطعة الزجاج هذه؟"


عندما لمست نبرة السخرية تلك في لهجته الغاضبة .. زممت شفتي احاول ان الا اتأثر بكلامه .. فشعور الامومة جعل قوة وشجاعة كبيرة جدا تولد في داخلي في تلك اللحظات .. ولم القي بالا على كفي الذي كان ينزف دما غزيراًليصبغ الكأس المكسور باللون الاحمر وقد بقيت قطرات الدم تتدحرج على كامل ذراعي عندما رفعته أضعه على رقبتي وانا اقول له:" ان لم اكن قادرة على قتلك فأنا قادرة على قتل نفسي ان رأيت فقط يدك تقترب مني."

صرخ بغضب جنوني:" حسناااااء."

يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 14-11-12, 11:01 PM   #7226

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

فصرخت انا الاخرى محذرة:" اياك رشيد .. اياك ان تقترب مني وإلا سأغرز هذه القطعة الحادة في رقبتي."


ظهر عليه الارتباك الشديد ممتزجا بالغضب وهو يقول محاولا الطعن في ثقتي بنفسي:" انت لن تستطيعي اذية نفسك ولا اذيتي انت ضعيفة جدا حسناء وتحت رحمتي كما كنت دوما."


تلك الكلمة جرحتني كثيرا فقد كان معنى كلامه واضحا .. لطالما كنت ضعيفة وجعلته يتحكم بي كلعبة بين يديه لا حول ولا قوة لها .. لكن ليس بعد الان .. فوجئت به يحاول الاقتراب مني واخذ قطعة الزجاج من يدي ولكنني كنت اسرع منه والنار الذي كانت تتأجج بداخلي جعلتني ادافع عن نفسي ولو بحركة خرقاء اتت بنتيجة ارعبتني في البداية عندما رأيت الدم ينزف بقوة من وجنته التي جرحتها بسرعة بالكأس المكسور.. فصرخ حينها بقوة وهو يبتعد عني تلقائيا يضع يده على وجنته بألم كبير والذي جعله يغمض عينيه وكأنه بذلك سيخفف الالم .. ومن خوفي الشديد اطلقت ذلك الكأس من يدي لكي يسقط على الارض ويتشتت الى اجزاء صغيرة على ارضية المطبخ .. فركضت بسرعة خارجة من المطبخ وانا انظر ورائي واراه يبعد يده عن وجنته لكي يراني اهرب منه .. استطعت أن أدخل مكتب والدي وهناك اقفلت علي الباب بسرعة قبل ان يستطيع الدخول ورائي .. كنت اتراجع الى الوراء بخطوات مرتجفة وصدري يعلوا ويهبط من قوة انفاسي وانا انظر الى الباب بفزع .. اجفلت بقوة ودموعي اصبحت تغرق عيني عندما سمعت دقاته الجنونية ومحاولاته لكسر الباب.


"سأقتلك حسناااااء .. سأقتلك والان .. فلن تستطيعي الهرب مني مهما فعلت."


كنت مرتعبة .. ومع ذلك قاومت ذلك الرعب حتى لا يشل تفكيري .. وبسرعة بحثت بعيني في انحاء غرفة المكتب عن شيء يساعدني .. حتى رأيت الاريكة الكبيرة وذهبت الى راسها وهناك حاولت دفعها بيدي ومن حسن الحظ بانها لم تكن بعيدة عن الباب كثيرا حتى جعلتها تصل امام الباب فتمنع رشيد من كسره والدخول الى المكتب .. وابتعدت عن الباب بعدها بسرعة تاركة اياه يحاول كسرها وهو لا يكف عن ذلك الصراخ الوحشي .. وقفت خلف طاولة المكتب بسرعة وهناك امسكت بالهاتف الثابت وبيدين مرتجفتين ملطختين بالدم كنت أبحث بين الارقام المحفوظة به .. حتى وجدت رقم أسيل .. ضغطت الزر الاخضر وانا اضع السماعة على اذني بيد مهتزة وانا انظر في نفس الوقت الى الباب .. انتفض في كل مرة عندما يزداد صراخه وحدة محاولاته لتحطيم الباب ولم أصدق عندما فتحت الخط وقد بدت نبرة صوتها سعيدة وهي تقول:" اسفة حسناء عزيزتي لأنني تأخرت ولكنني في طريقي الى البيت ومعي..."


قاطعتها بسرعة وبصوت مرتجف متقطع:" اسيل .. اسيل انه في البيت .. وسيقتلني."


صاحت عبر الهاتف وقد تحولت نبرتها السعيدة إلى رعب حقيقي وهي وتقول:" حسناء عن من تتحدثين؟ من سيقتلك؟"


بصوت باكٍ ومُترَجٍ قلت:" اسيل انقذني ارجوك انه مجنون ومجرم مسلح."


نظرت بعدها الى الباب من بين دموعي عندما لم اعد اسمع تلك الاصوات العنيفة وقد حل هدوء غريب على الغرفة .. لم أعد اسمع غير أنفاس صدري القوية وصوت اسيل وهي تصرخ عبر الهاتف:" هل رشيد في بيتنا؟؟ حسناء اجبيني هل رشيد في البيت معك؟؟"


نظرت من حولي في غرفة المكتب وذلك الهدوء المميت قد حل فجأة على البيت وكأن رشيد قد تبخر في الهواء .. كنت انظر الى الجدار الزجاجي للمكتب والذي كان يكشف على الحديقة .. لم استطع رؤية الكثير فيها غير عتمة الليل التي لم تكن اضواء الحديقة الخافتة تخففها كثيرا والتي كانت تشعل تلقائيا عندما يسدل الليل ستاره .. لكنني ابعدت انظاري عن الجدار الزجاجي بسرعة عندما سمعت الصوت الرجولي يصرخ:" حبي ما الذي يحصل معك الان؟؟ اخبريني؟؟"


بقيت متجمدة في مكاني انظر الى المكتب غير مصدقة تلك الكلمات ولا ذلك الصوت .. انه صوته .. كان صوته لا يمكنني ان اخطأ في معرفة صوت الرجل الذي أعشقه .. كان يصرخ باسمي عندما لم اجبه ولكنني لم استطع ان اجيبه فقد كان ذلك حلما لم يستطع عقلي استيعاب انه من الممكن ان يكون حقيقة .. حتى سمعت اسيل تتجادل مع ذلك الصوت وكأنها تريد اخذ الهاتف منه:" دانييل دعني اتحدث اليها .. دعني افهم الامر."


حال ان اخذت الهاتف منه حتى قلت لها بصوت لم تتلاشى منه اثار الصدمة بعد:" دانييل معك؟"


صاحت قائلة بنفاذ صبر وقد كان واضحا بأن مشاعر الغضب والخوف قد امتزجت في نبرة صوتها:" اجل دانييل معي وهو سيموت خوفا عليك مثلي انا الان .. اخبريني الان لما قلت بأن رشيد سيقتلك؟ هل اتصل بك او رأيته قريبا من البيت؟"


"بل انه في البيت وانا مختبئة في مكتب والدي وقد اقفلت علي الباب .. قبل قليل كان يحاول تحطيم الباب وانا لا اعرف ما علي ان افعله اسيل .. ولا اظنه بانه سيستغرق وقتا كبيرا حتى يكسر ذلك الباب ويهجم علي في مكتب والدي." قلت ذلك بصوت باكٍ مرتعش من الرعب بعد ان كان صوت دانييل قد جعلني انسى كل ذلك الرعب الذي كنت أعيشه للحظات قليلة قبل ان تأخذ اسيل السماعة منه وتعيدني الى عالم الموت الذي احاربه في هذه اللحظات .. كانت غرفة المكتب هادئة جدا وظللت انظر من حولي بريبة كبيرة فذلك الهدوء لم يكن يريحني .. كنت كمن اشم رائحته ما تزال في البيت تتربص بي .. اين هو؟؟


"حسناء ابقي مختبئة في المكتب ونحن في طريقنا اليك وسنتصل بالشرطة الان وربما تصل قبلنا اليك .. لا تخافي اختي لن يستطيع اذيتك."


"ولكنني خائفة .. انه مسلح."


عندها صاحت اسيل قائلة وكأنها تذكرت أمراً مهما:" اذن دافعي انت ايضا عن نفسك .. والدي يحتفظ بمسدس مرخص في البيت .. لابد ان يكون في المكتب."


لم افكر يوما في استخدام السلاح ولا حتى امساكه حتى ولو من اجل رؤيته فما بالك الدفاع عن نفسي ولكن هذه المرة علقتُ كل أمالي على سلاح والدي فلم افكر في عاقبة أي فعل اقوم به لأنني كنت مستعدة لفعل كل شيء ممكن لإنقاذ طفلتي .. كنت اشعر بها تستنجد بي في تلك اللحظة ولذلك هتفت متوسلة اسيل:" في أي مكان في المكتب يخفي والدنا مسدسه اسيل؟؟ اخبريني بسرعة ارجوك."


التوتر جعلها تصرخ بغضب من نفسها وكأنها تلومها لأنها لا تعرف مكان سلاح والدنا:" لا اعرف .. حقا لا اعرف."


نزلتْ دموعي وانا احاول فتح ادراج المكتب ابحث عن المسدس ولكن كنت كمن اضحك على نفسي فمن سيخفي مسدسا في درج للمكتب يستطيع من كان رؤيته واستعماله .. قلت بصوت اصبح مبحوحا من البكاء:" اسيل انا لا اجده."


في تلك اللحظة سمعت دانييل يصرخ فيها:" لابد بأن هناك خزنة في المكتب يحتفظ فيها والدكم بالأشياء المهمة والغالية."


فصاحت اسيل بسرعة هي الاخرى:" ابحثي عن الخزنة حسناء."


"الخزنة" تمتمت بذلك وصدري يعلوا ويهبط بقوة كبيرة لتلك الدقائق التي كانت حياتي وحياة طفلتي فيها على المحك .. كان الهاتف بيدي اليسرى عندما تحركت بسرعة الى خزانة انيقة وراء المكتب ولم اعلم لما شعرت بأن الخزنة السرية يمكن ان تكون في تلك الخزانة الكبيرة فقط لأنني لمحته مرة من الحديقة عبر الواجهة الزجاجية الشفافة للمكتب وهو يخفي شيئا فيها ولكنني لم اهتم بالأمر .. كنت اتمنى من كل قلبي وانا ازيح درج الخزانة الجرار .. وكم كانت فرحتي عظيمة وانا ارى الخزنة الحديدية الصغيرة في داخل الخزانة الكبيرة .. لكنني عدت وشعرت بخيبة امل كبيرة مؤلمة جدا ونزلت دموع اخرى بكثافة من عيني قبل ان ارفع الهاتف لأذني واتجاهل صراخ اسيل باسمي لكي اقول لها:" اسيل الخزنة لها رقم سري كيف لم نفكر في هذا."


سمعت تقطع صوت أسيل الغاضبة لكي أفهم بانها كانت تشاركني دموعي وهي تقول:" حاولي تجريب أي رقم ربما يفتح معك من يعلم حسناء .... انت يجب عليك ان تملكي ذلك المسدس حتى تهديديه بالتراجع لوقت ان تصل الشرطة اليك والتي يتصل بها دانييل الان."


اغمضت عيني بقوة احاول ان افكر في أي رقم يمكنه ان ينقذني .. لكي افتح عيني بعدها وقد شعرت باليأس عندما لم استطع التفكير في أي رقم قد يكون مميزا لوالدي .. كيف اعرف الدخول في عقل عثمان وانا لم اعش معه مدة كافية حتى اعرف فقط طباعه البسيطة؟؟ وضعت يدي على بطني ومررتها عليها وكلمتها بصوت مرتجف "انت اغلى ما لدي في هذه الدنيا."


توقفت في الحال عن تمرير يدي على بطني وقد توقفت شهقات بكائي عندما ذكرتني جملتي تلك بشخص اخر كان قد قالها لي من قبل.. مر في بالي ذلك المشهد عندما مرر والدي يده على وجنتي بحنان كبير عندما كنت سأخرج من المشفى وقال لي حينها بعد استغرابي لمسامحته لي وحرصه على أخذي لبيته بنفسه:" انتم ثلاثتكم أغلى ما لدي في هذه الحياة."


رميت الهاتف من يدي على طاولة المكتب لكي ابدأ بالضغط على ازرار الخزنة الحديدية .. ستة ارقام .. ابتدأت بالرقمين الاخيرين للسنة التي وُلدتُ فيها وبعدها الرقمين الاخيرين للسنة التي ولدت فيها اسيل وفي الاخير الرقمين الاخيرين للسنة التي ولدت فيها سارة.


"خطأ" قلت ذلك ولم اعد أستطيع السيطرة على اعصابي اكثر لكي اضرب بيدي المجروحة الخزنة وانا ابكي بحرقة كبيرة وفي نفس الوقت كنت ما ازال اسمع صراخ اسيل ودانييل وهما يناديني باسمي عندما لم اعد اجيبهما وقد وصل اليهم بكائي المرير .. ومع ذلك لم استطع ان ارد عليهم .. لكنني توقفت عن البكاء وقد تجمدت الدموع في عيني عندما رأيته يقف عند الواجهة الزجاجية يحدق في بمنظر مرعب جعلني اصرخ بكل قوتي وانا ارى وجهه ملطخا بالدماء بسبب الجرح العميق الذي سببته له في خذه .. كان ينظر الي بعينين قاتلتين لا يمكن ان تكون لإنسان ابدا وبصعوبة أبعدت عيني عن عينيه بأسنان اصبحت تصطك رعبا لكي تتعلقا نظراتي بالمسدس الذي كان بيده .. كان سيقتلني .. لقد قرر قتلي .. يا ربي ساعدني .. قلت ذلك ولم افقد املي بعد في النجاة منه .. لكي ابتعد بنظراتي عنه وبأصابع مرتجفة ضغطت ثانية على ازرار الخزنة .. كنت أضع الرقم نفسه الذي لم اكن استطيع التفكير بغيره ولكن فقط غيرت ترتيب الارقام وبدأت من الرقمين الاخيرين للسنة التي ولدت فيها سارة وبعدها اسيل وبعدها سنتي انا ولم اصدق الفرج الذي اتاني عندما ادير مفتاح الخزنة وفُتحت لي وقد كان الرقم السري الصحيح هو مجموعة من الارقام الاخيرة من السنوات التي ولدنا فيها بدءاً من سارة الى اسيل وصولا بي.. لكنني قبل ان اخذ المسدس الذي ظهر موضوعا بجانب رزمة من أوراق مالية كبيرة وبعض الملفات الصغيرة .. كنت قد صرخت بقوة وقد سقط الهاتف بقوة من يدي على الارض لكي يتحطم وقد جثوت انا الاخرى على ركبتي اضع يدي على اذني اختبئ خلف الخزنة الكبيرة عندما دوى صوت حاد جدا مصدره تكسر الواجهة الزجاجية كلها للمكتب عندما اطلق رشيد عليها الرصاص حتى تتحطم .. فتحت عيني بعدها انظر الى الجدار الزجاجي وقد تحول الى الاف الاشلاء الصغيرة جدا من القطع الزجاجية المتفرقة على ارضية المكتب قبل ان ارى رشيد يدخل من تلك الواجهة وهو يخطوا فوق ذلك الزجاج بخطوات ثقيلة وينظر الي بعينيه اللتان كانتا سوداويتان يتطاير الشرر الأسود منهما .. اقترب مني ولم استطع فعل شيء للدفاع عن نفسي حتى انني تركت مسدس ابي في مكانه في الخزنة لأنني لم اجد الفرصة لأخذه وقد كنت أنكمش على الارض بجانب تلك الخزانة عندما وقف امامي لكي يمسك بشعري يرغمني على الوقوف على قدمي وقد كنت ارتعش من الرعب لدرجة بأن حتى صرخات الالم لم تنطلق من حلقي إلا عندما صفعني بقوة وانا اسمع شيئا يسقط من يده في نفس الوقت .. نظرت باكية الى ذلك الوجه الوحشي المخيف وتوسلت قائلة:" انا لم افعل لك شيئا رشيد .. اتوسل اليك ان تتركني."


من بين اسنانه التي تلونت بالدماء التي كانت تنزف من وجنته قال:" افضل موتك على ان اراك تحاولين قتلي."


ثم مد يده الى الخزنة التي كنت قد فتحتها لتوي واخرج منها مسدس والدي .. فكادت عيني تخرجان من محجريهما عندما رفع المسدس امام وجهي وقد شعرت بان يديه ستقتلعان شعري من منابته وهو يصرخ في:" أنا سامحتك على كل ما فعلته لي من قبل .. ومع ذلك بقيتي امرأة خائنة وتسببت لي بجرح عميقٍ في وجهي وهربت بعدها لمكتب والدك حتى تطلقي علي النار بمسدسه .. الست انا من أحبك بجنون؟؟ الست انا من بقيت شهورا وانا اتتبع حركاتك واجمع عنك كل المعلومات التي يمكن ان توصلني اليك واراقبك وانت تخونيني مع ذلك السافل الذي فضلته علي؟؟"


"انت من حطمت حياتي .. لهذا لابد بأنك مجرم مجنون حتى تقول بانني انا من ألمتك وخنتك."


"خائنة حقيرة."


صرخ بذلك وهو يصفعني بقوة حتى سقطت على الارض لكي اشعر بألم فظيع حينها وعلمت بانها النهاية عندما رأيته يوجه فوهة المسدس الذي كان بيده إلي.


.................



اسيل


"حسناء .. حسناء .. حسناء." كدت اجن وانا اصرخ باسمها عبر الهاتف عندما لم تعد ترد علي فجأة لكي انتبه اخيرا الا ان الخط قد اقفل.. بقيت انظر في الهاتف ودموعي تنزل من عيني .. فقد كانت بحاجة إلي ولكنني لم اكن استطيع مساعدتها في تلك اللحظة .. انتفضت في مكاني عندما اخذ دانييل الهاتف مني بعد ان رمى هاتفه عندما كان يتحدث عبره مع الشرطة ويطلبها لبيتنا فهي تستطيع الوصول قبلنا لأننا كنا لم نصل مدينة أنتوربن بعد .. نظرت اليه من بين دموعي وهو يناديها هو الاخر وقد شعرت بانه سيفقد عقله عن قريب مثلي .. لكي اقول له بصوت باكٍ معترفة بحقيقة مرة:" لقد أغلق الخط فجأة دانييل .. انها لا تسمعنا الان."


صرخ بقوة وهو يضرب مقود السيارة عدة مرات بقبضة يديه حتى شعرت بانه سيصطدم بسيارة ما في الطريق من تلك القيادة المجنونة التي كان يقوم بها والتي كانت تجعل ويليام يطلق صوت أبواق سيارته علينا بقوة مستفسرا عن تلك السرعة الجنونية .. كان دانييل يردد بغضب هستيري:" لماذا صرخت قبل ان تغلق الخط؟؟ ما الذي يحدث معها يا ربي؟؟"


ابتعلت غصة مؤلمة علقت في حلقي وانا ارفع يدي لكي امسح دموعي بقوة من وجهي واقول له وقد استوعبت بان بكائي وغضب دانييل الجنوني لن ينفعنا بشيء:" دانييل قُد بأقصى سرعة .. صراخك وغضبك وبكاءنا لن يفيد في شيء علينا ان نصل اليها لكي ننقذها."

دانييل وعى لكلماتي تلك بسرعة لكي يزيد من سرعة السيارة فيسابق الريح وقد ضرب بقوانين السير عرض الحائط فلم يعد لها اي اهمية بالنسبة اليه.. تجاهلنا رنين هاتف دانييل الذي كان المتصل والده بعد ان تركناه خلفنا يقود سيارته يحاول اللحاق بنا بدون جدوى .. لكي استمر في عد الثواني ثانية ثانية وانا اردد في نفسي .. لن يقتلها .. لن يقتلها .. لن يقتلها .. ظللت اردد تلك الكلمات وقد تأهبت كليا عندما وصلنا المنطقة التي نقيم فيها لكي ينعطف دانييل بسيارته القوية للشارع الذي فيه بيت والدي وهناك ضغط دانييل على المكابح بقوة يتوقف خلف السيارات الكثيرة للشرطة والتي كانت تحيط بالبيت وقد ظهر بأن المنزل مقلوب رأسا على عقب .. نظرت الى حيث كان يحدق دانييل الى سيارات الاسعاف المتوقفة عند الباب لكي يهتف غير مصدق:" يا إلهي."


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 14-11-12, 11:10 PM   #7227

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 48 ( الأعضاء 47 والزوار 1) maroska, ‏أمة الله, ‏Electron, ‏markunda, ‏غيداء هلال, ‏شوقا, ‏flower90, ‏جنون الكتابة, ‏angel hunter, ‏لجين1991, ‏جــــود~, ‏hidaya 2, ‏أم لجينه, ‏luz del sol, ‏جلكسيه, ‏نوت2009, ‏زالاتان, ‏سها, ‏قمره تمر حنا, ‏intissar2, ‏canad+, ‏khoukha, ‏altafoo, ‏moonsoon, ‏بوعجيب, ‏amoud+, ‏do3a, ‏عصفورة القلب, ‏همسات حب, ‏Ruru Syr, ‏celine92, ‏وردة فلسطينية, ‏أم أحلام, ‏nadiazin, ‏ليلوسا, ‏اغلى ناااسي, ‏الدلوعه جيسي, ‏أم أدهم, ‏أحلام الوادي, ‏اية احمد, ‏scilla, ‏*Ay gul*, ‏onlyme, ‏bessoum, ‏~*~رانـــيـــة~*~

انتهى الفصل اعزائي
اتمنى لكم قرائة ممتعة اعزائي
وفي انتظار ارائكم حول الفصل وخصوصا توقعاتكم عن قفلة الفصل وما سيحصل (فيس بريء)
واتمنى ايضا ممن يرسلون لي تقييمات بان يكتبوا اسمائهم لانني الاحظ في الفترة الاخيرة بان التقييمات التي تصلني بدون اسماء اصحابها ولهذا لا اعرف من قيم الفصل.
كما انني اعد اعزائي الذين لم اجيب عن تعليقاتهم بعد بانني ساكمل الرد عليها بعد هذا الفصل ان شاء الله.


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 14-11-12, 11:34 PM   #7228

رونق الروح

نجمة روايتي و زهرة البحوث و كاتب ماسي في الموسم الأول من فلفل حار

alkap ~
 
الصورة الرمزية رونق الروح

? العضوٌ??? » 104135
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 28,734
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » رونق الروح has a reputation beyond reputeرونق الروح has a reputation beyond reputeرونق الروح has a reputation beyond reputeرونق الروح has a reputation beyond reputeرونق الروح has a reputation beyond reputeرونق الروح has a reputation beyond reputeرونق الروح has a reputation beyond reputeرونق الروح has a reputation beyond reputeرونق الروح has a reputation beyond reputeرونق الروح has a reputation beyond reputeرونق الروح has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك max
¬» اشجع naser
?? ??? ~
قانوني بعلاقتي مع الأخرين ...............اكرهني لا مشكلة لدي .... ولكن اياك ان تحبني كذبا !
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يــــــــــــــــــــــــ ا الهى
والله جسمى كله بيرتعش
هرجع من تانى للتعليق
بس افوق من الصدمات


رونق الروح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-11-12, 11:46 PM   #7229

*Ay gul*

نجم روايتي وقارئة متألقة.

alkap ~
 
الصورة الرمزية *Ay gul*

? العضوٌ??? » 96962
?  التسِجيلٌ » Aug 2009
? مشَارَ?اتْي » 5,647
?  مُ?إني » بغداد
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » *Ay gul* has a reputation beyond repute*Ay gul* has a reputation beyond repute*Ay gul* has a reputation beyond repute*Ay gul* has a reputation beyond repute*Ay gul* has a reputation beyond repute*Ay gul* has a reputation beyond repute*Ay gul* has a reputation beyond repute*Ay gul* has a reputation beyond repute*Ay gul* has a reputation beyond repute*Ay gul* has a reputation beyond repute*Ay gul* has a reputation beyond repute
¬» قناتك max
?? ??? ~
لاتقل لي كم تحبتي ♥♥♥♥بل أرني كيف تحبني
افتراضي

قلبي عم يدك لحد الان
لي عوده بالتعليق ان شاء الله بعد ان افوق من الصدمه


*Ay gul* غير متواجد حالياً  
التوقيع


قل لي ولو كذباً كلاماً ناعماً
قد كاد يقتلني بك التمثال مازلت في فن المحبة..طفله بيني وبينك أبحر وجبال
♥♥♥
لم تستطيعي بعد أن تتفهمي أن الرجال جميعهم أطفال إني لأرفض أن أكون مهرجاً قزماً..على كلماته يحتال
فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً فالصمت في حرم الجمال جمال

رد مع اقتباس
قديم 14-11-12, 11:49 PM   #7230

رونق الروح

نجمة روايتي و زهرة البحوث و كاتب ماسي في الموسم الأول من فلفل حار

alkap ~
 
الصورة الرمزية رونق الروح

? العضوٌ??? » 104135
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 28,734
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » رونق الروح has a reputation beyond reputeرونق الروح has a reputation beyond reputeرونق الروح has a reputation beyond reputeرونق الروح has a reputation beyond reputeرونق الروح has a reputation beyond reputeرونق الروح has a reputation beyond reputeرونق الروح has a reputation beyond reputeرونق الروح has a reputation beyond reputeرونق الروح has a reputation beyond reputeرونق الروح has a reputation beyond reputeرونق الروح has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك max
¬» اشجع naser
?? ??? ~
قانوني بعلاقتي مع الأخرين ...............اكرهني لا مشكلة لدي .... ولكن اياك ان تحبني كذبا !
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة maroska مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 48 ( الأعضاء 47 والزوار 1) maroska, ‏أمة الله, ‏Electron, ‏markunda, ‏غيداء هلال, ‏شوقا, ‏flower90, ‏جنون الكتابة, ‏angel hunter, ‏لجين1991, ‏جــــود~, ‏hidaya 2, ‏أم لجينه, ‏luz del sol, ‏جلكسيه, ‏نوت2009, ‏زالاتان, ‏سها, ‏قمره تمر حنا, ‏intissar2, ‏canad+, ‏khoukha, ‏altafoo, ‏moonsoon, ‏بوعجيب, ‏amoud+, ‏do3a, ‏عصفورة القلب, ‏همسات حب, ‏Ruru Syr, ‏celine92, ‏وردة فلسطينية, ‏أم أحلام, ‏nadiazin, ‏ليلوسا, ‏اغلى ناااسي, ‏الدلوعه جيسي, ‏أم أدهم, ‏أحلام الوادي, ‏اية احمد, ‏scilla, ‏*Ay gul*, ‏onlyme, ‏bessoum, ‏~*~رانـــيـــة~*~

انتهى الفصل اعزائي
اتمنى لكم قرائة ممتعة اعزائي
وفي انتظار ارائكم حول الفصل وخصوصا توقعاتكم عن قفلة الفصل وما سيحصل (فيس بريء)
واتمنى ايضا ممن يرسلون لي تقييمات بان يكتبوا اسمائهم لانني الاحظ في الفترة الاخيرة بان التقييمات التي تصلني بدون اسماء اصحابها ولهذا لا اعرف من قيم الفصل.
كما انني اعد اعزائي الذين لم اجيب عن تعليقاتهم بعد بانني ساكمل الرد عليها بعد هذا الفصل ان شاء الله.
ياختييييييييييييييييييييي ي
حاسه انك عامله زى اللى رمى قنبله
وطلع يجرى
عفكره انتى شريره
مش وقفه اللى انتى وقفتيها دى خالص
هروح اقرا الفصل من تانى عشان اركز حلو
اليوم مقضياه بكى
جت حسناء كملت عليا


رونق الروح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مذكرات مغتربات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:05 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.