آخر 10 مشاركات
476 - درب الجمر - تريش موراي ( عدد جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          على فكرة (مميزة) (الكاتـب : Kingi - )           »          ♥️♥️نبضات فكر ♥️♥️ (الكاتـب : لبنى البلسان - )           »          همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          اتركي الماضي ميتاً- نوفيلا زائرة -لفاتنة الرومانسية :عبير محمدقائد *مكتملة& الروابط* (الكاتـب : Omima Hisham - )           »          سحر جزيرة القمر(96)لـ:مايا بانكس(الجزء الأول من سلسلة الحمل والشغف)كاملة إضافة الرابط (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          [تحميل] للــعشــق أســرار، للكاتــبة : فـاطيــما (مصرية)(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          56 - الندم - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          رسائل بريديه .. الى شخص ما ...! * مميزة * (الكاتـب : كاسر التيم - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-12-12, 12:19 AM   #7531

ساكنة القلوب

? العضوٌ??? » 164025
?  التسِجيلٌ » Mar 2011
? مشَارَ?اتْي » 877
?  نُقآطِيْ » ساكنة القلوب has a reputation beyond reputeساكنة القلوب has a reputation beyond reputeساكنة القلوب has a reputation beyond reputeساكنة القلوب has a reputation beyond reputeساكنة القلوب has a reputation beyond reputeساكنة القلوب has a reputation beyond reputeساكنة القلوب has a reputation beyond reputeساكنة القلوب has a reputation beyond reputeساكنة القلوب has a reputation beyond reputeساكنة القلوب has a reputation beyond reputeساكنة القلوب has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 32 ( الأعضاء 27 والزوار 5)
‏ساكنة القلوب, ‏~*~رانـــيـــة~*~, ‏loulouys, ‏وردة الكاميليا, ‏الحب الأول, ‏جلاديولس, ‏بسنت محمد, ‏rose.rose, ‏@همس انثى@, ‏yasser20, ‏صمت الهجير, ‏Ruru Syr, ‏حياة..., ‏Njoom, ‏sara8639, ‏smile2, ‏أمة الله, ‏*Ay gul*, ‏سمراء الجنوب, ‏الحارثيه, ‏غيداء هلال, ‏nahe24, ‏leeen, ‏ريمين


ساكنة القلوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-12, 12:21 AM   #7532

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

اعزائي اكملت كتابة الفصل واكملت الرد على جميع التعليقات
سأنزل الفصل الان واتمنى من كل قلبي ان ينال اعجابكم
وكما العادة اتمنى ان تتوقف التعليقات حتى اكمل انزال الفصل


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 03-12-12, 12:25 AM   #7533

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل السادس والثلاثون



اسيل


نزلت السلم وبدل ان اخرج من البيت اتجهت الى غرفة مكتب والدي .. وقد كانت تأتيني رغبة قوية في كل مرة لرؤية ذلك المكتب الذي حدثت فيه كل تلك الوقائع المؤلمة .. وقفت امام باب المكتب الذي كان مواربا .. قطبت حاجبي بعدم ارتياح .. فوالدي كان يقفل غرفة المكتب بالمفتاح بعد الحادثة .. لذلك دفعت الباب ببطء وقد شعرت في تلك اللحظات بالخوف وكأن رشيد سيعود من الموت ويهاجمني انا الاخرى في المكتب .. لكنني سخرت على افكاري تلك عندما رأيت والدي ليس غيره يقف في الغرفة بجمود يتأمل تلك الواجهة الزجاجية التي تحطمت كليا ولم يتم تجديدها بعد .. مع ان كل الزجاج المكسر الذي وجدناه في الغرفة عندما وصلنا انا ودانييل في تلك الليلة المشؤومة بعد الشرطة الى البيت كان قد تم جمعه من قبل عمال التنظيف وحتى لم يبقى هناك أي اثر للدماء التي كانت للاثنين معا لذلك الحقير ولأختي التي كادت ان تجهض طفلتها في هذه الغرفة .. استدار الي عثمان بحركة سريعة اعربت عن توتره وغضبه .. قبل ان يعود الهدوء اليه بسرعة ايضا عندما وجد الذي يقف خلفه فقط ابنته اسيل .. فالواضح بأن ما حصل لحسناء اثر على الجميع فاصبحنا نتخيل في أي لحظة بان احدا سيهاجمنا وكأننا غير مصدقين بأن رشيد قد انتهى واصبح من عداد الموتى .. استدرت الى الباب حتى ارحل وقبل ان اخرج من الغرفة توقفت مكاني عندما سمعته يقول:" ان كنت ذاهبة الى المشفى عند حسناء فدعيني اوصلك لأنني ذاهب ايضا لرؤيتها الان."


استدرت اليه عندما اكمل كلامه وقلت له:" ما الذي حصل وجعلك تتحدث معي اخيرا بعد مقاطعتك لي لأيام؟"


"وكأنك انت من كنت تكلمينني وكنت انا أتجاهلك .. انت الاخرى قاطعتني منذ التقائنا في المستشفى عند اختك."


"وماذا كنت تتوقع مني ابي؟؟ لقد قمت باتهامي امام الجميع بأنني السبب في ما حصل لحسناء."


"اسيل افهميني .. انا لماذا سافرت الى المغرب اليس من اجلك انت؟ سافرت حتى لا ادعك تسافرين وتبتعدين عن حسناء في وقت كانت هي بأمس الحاجة لوجودك معها .. وماذا يحدث؟ يصلني اتصالٌ في الليل بان ابنتي كادت ان تفقد حياتها هي وطفلتها واختها التي من المفترض ان تكون معها كانت في ألمانيا."


لا فائدة ترجى منك ابي فحتى سفرك للمغرب ما زلت تنكر بانك قمت به ليس لأنك فقط اردت بقائي بجانب حسناء بل ايضا لانك كنت تريد رؤية أمي .. لكنك تنكر وتحملنا الذنب علينا ككل مرة .. تخاف من ان تعترف بذنبك مع انك في اعماقك تحمله.. حركت رأسي غير راضية عن اصراره في تحميلي ذنب ما حصل لاختي واستدرت لكي أرحل من الغرفة .. وعندها اوقفتني ثانية كلماته:" هيا اسيل .. ما نفعله لا يعود بالخير ابدا على حسناء .. لقد زرتها البارحة لوحدي وكانت تعيسة وغير راضية عن مقاطعتنا انا وانت لبعض."


ومرة اخرى استدرت اليه وتحدثت بقوة قائلة:" وانا نفس الشيء ابي لا اريدها ان ترانا بهذه الحالة ولكنني ايضا لا يمكنني ان اسمح بالتمثيل عليها بان علاقتنا اصبحت جيدة وعندما تخرج من غرفتها تعود لاتهامك لي بانني السبب في هجوم رشيد عليها."


رأيته يزفر الهواء بضيق قبل ان يقول اخيرا:" اسيل اجد بأن حسناء معها حق ما قد حصل قد حصل ولن يفيدنا لوم بعضنا البعض."


"هذا ما كان عليك ان تعترف به في البداية ابي."


تقدم مني وقال لي بهدوء ما زال يشوبه بعض التردد والبرود:" دعينا نذهب اليها."


خرجنا من البيت بعدها ودلفنا الى سيارة والدي وقد جلست بجانبه فانطلق بها الى المشفى وفي الطريق حاولت ان اكسر ذلك الصمت الذي كان مسيطرا علينا بسؤالي ذاك:" كيف تركت امي في المغرب؟"


اعتلت ابتسامة ساخرة جانب فمه وهو يقول:" بعد مرور ايام من عودتي تسألينني الان عن والدتك."


تظاهرت انني ارتاح في جلستي اكثر مدعية بأنه لا يأثر علي ببروده ذاك في التعامل معي:" وهل تركت لي فرصة لكي أسألك؟ فحال أن وصلت الى بلجيكا حتى قمت بالصراخ في وجهي .. لكن دعني أعلمك بأنني اتصلت بها واطمأننت عليها بنفسي."


"حسنا وماذا قالت لك؟"


سألني ذلك وقد حاول التظاهر هو الاخر بعدم المبالاة مع انني كنت أدرك جيدا بأن الفضول كان يقتله ليعرف رأي والدتي في مساعدته لها بعد ان كانت تكرهه لسنوات .. فقلت له:" شكرَتْك كثيرا وتقول بانها تخلصت من فؤاد لأنها متأكدة بأنها ستكسب دعوة الطلاق فهي لا تفكر بالعودة ابدا لزوجها بعد ان ادركت خطأها الفظيع في زواجها به."


رأيت كيف شد يديه بوضوح على المقود وقد تذكر ما يثير غضبه بقوة:" لقد وجدتها في حال مزرية جدا .. فقمت باستخدام كل نفوذي حتى أخرج ذلك الحقير من بيتها ووكلت لها محام محترف في عمله ولكنني اضطررت لتركها في منتصف الطريق عندما اتصل بي ويليام .. فقد اكتفيت بترك لها رسالة في الفندق الذي اقيم به حتى عندما تتصل بي يخبرونها لاضطراري لمغادرة البلاد على وجه السرعة."


"لا تقلق ابي لقد شرحت لها ما حصل على الهاتف." قلت ذلك ورأيته يومأ لي برأسه بهدوء راض عن ما فعلته لكي اضيف وانا احاول ان اكتم ضحكتي بصعوبة:" لقد سمعت منها بانك لعبت دور البطل وضربت فؤاد في المرة الاولى التي رأيته فيها."


التفت الي بقوة ونظر الي وقد فتح عينيه على وسعهما وكانه لم يصدق معرفتي بالامر .. فتمتمت مترقبة لردة فعله التي لم تكن تدعوا للراحة:" امي من أخبرتني بأنك لكمته."


بغضب حاول كتمه قال وهو يعود للتركيز على الطريق امامه:" والدتك حقا مازالت ذو عقل طفولي لم تصدق انها تصالحت معك حتى بدأت تحكي لك كل ما تراه عيناها."


" من الطبيعي ان تخبر ابنتها بكل ما يحصل معها."


بسخرية مبطنة قال وهو يومأ برأسه:" مثلا كإخبارها لابنتها عن حياة والدها مع زوجاته السابقات .. هذه اشياء خاصة ائتمنت عليها والدتك لأنها كانت زوجتي وكنت اتقاسم معها اسراري فليس من المعقول ان تفضح كل أسراري لابنتنا."


"حسنا صرت تعرف بأن والدتي لا تجيد حفظ الاسرار فلا تنسى هذا في المرة القادمة."


قلت له ذلك فلم يجبني بل ضل يقود بصمت مميت .. عندها انا الاخرى لم اجد شيئا اخر لقوله .. حتى اوقف السيارة بجانب الرصيف قبل ان نصل الى المشفى نظرت اليه عندما قال لي:" لقد ضربته لأنه كان يستحق ذلك .. فقد حول بيتها الى سجن لها وقد كان على جسدها كله ووجهها اثار الضرب حتى انها بنفسها خجلت مني لأنني رأيتها بذلك المنظر وصارت تحاول ان تخفي عني تلك الاثار الفظيعة."


أغمضت جفني وقد شعرت بالغضب يفور في داخلي لذلك الوصف المؤلم الذي سمعته عن والدتي .. يا للحقير فؤاد لقد كانت سعيدة جدا والدتي بزواجها به غير عارفة بأنها تزوجت بشيطان في صورة انسان .. قلت لأبي وانا مازلت مغمضة العينين احاول استرجاع هدوئي الذي فقدته لتوي:" معك حق ابي بل انه يستحق القتل لا لكمة واحدة فقط."


شعرت بيده تربت بخفة على كتفي وهو يقول:" حسنا لقد عالجت الامر ومع انه هو الاخر لم يكن بشخص سهل فهو ايضا كان له نفوذه وسلطة الا انني استطعت ان أتفوق عليه وأخلصها منه لذلك من الافضل ان تنسي انت ووالدتك امره."


فتحت عيني وقلت لنفسي بصوت عال:" اتمنى لو انها لم تلتقي به وتتزوج به."


"انا اكثر منك اسيل .. صدقني تمنيت لو انها لم تتزوج أبداً بغيري."


نظرت إليه وقد سمعت الحزن الواضح في نبرته .. كان ينظر امامه بتعاسة وقد اتضح لي كم هو متألم من زواج والدتي وكم كان يتمنى لو ان حبه الوحيد قد بقي له ولكن والدتي لم تكن تريد البقاء متعلقة بشبح حبها الاول لذلك تشبثت في اول فرصة لنسيان عثمان وحبها له وقد كانت هذه الفرصة عبارة عن كابوس وليس حلما جميلا كما ظنت والدتي المسكينة .. رأيتُ كيف حرك والدي رأسه بسرعة وكأنه ينفض تلك الافكار من راسه قبل ان ينتبه لتحديقي به ويستدرك نفسه بسرعة مغيرا الموضوع:" هي انزلي من السيارة لكي تختاري معي باقة جميلة من الورود نأخذها الى حسناء."


وافقت بكل حماس على طلبه لكي ننزل معا من السيارة وندخل المشتل الذي اوقف السيارة بجانبه .. وهناك اخترت لها انا ووالدي باقة ورود كبيرة بيضاء اللون جميلة جدا لكي نكتب على البطاقة انا ووالدي كلاما جميلا باسمنا معا نتمنى لها الشفاء العاجل .. اخذنا الباقة معنا في السيارة وعندما اوقفن السيارة في موقف المستشفى خرجنا منها وحملت انا باقة الورود تلك سعيدة بها كطفلة متحمسة لأنها ستقدم هدية لأختها الاصغر منها .. لكنني توقفت عند درج المشفى الخارجي وانا اطالب والدي بالتوقف ايضا عندما لمحت دانييل هو الاخر يوقف سيارته في الصف الثاني .. نزلت بعدها درجات مدخل المشفى بينما والدي بقي ينتظرني في مكانه ولم يقترب من دانييل لأنه في اليوم الاول لوصوله الى بلجيكا لم يترك احدا الا وقد اذاه بكلامه القاسي واتهمه بأن له يدٌ في ما حصل لحسناء ودانييل بكل تأكيد اخذ حصته من غضب والدي اما رشيد فذاك الذي لم اسمع عنه أي شيء منذ تلك الليلة التي وجدته فيها مع ويليام في حديقة المستشفى ولا اظن بانه هو الاخر قد نجى من غضب والدي فوالدي على ما يبدوا يستطيع الوصول اليه عندما يريد ذلك عكسي انا تماما التي لا اعرف اين يختفي كل المدة التي يغيب فيها .. اقتربت من دانييل الذي خرج من السيارة وقد ابتسم لي وقد بدأ في الآونة الاخيرة اكثر قوة واستيعابا لما حصل وأكثر صبرا بكثير على حسناء إذ إنه لحد تلك اللحظة لم يراها شخصيا مع انه لا يفارق المشفى الا من اجل ان يرتاح الليل في بيته ويستحم ويغير ثيابه ثم يعود باكرا ويضل طيلة اليوم في المستشفى حتى ولو ان حسناء لا تحتاجه .. رددت عليه تحية الصباح ورأيته بعدها يومأ لوالدي الذي بقي بعيدا عنا يحييه بصمت حتى لو كان قد قسى عليه كثيرا عندما قال له بأنه لولا تسرعه وحكمه على المرأة التي يحبها بذلك الغباء لما تركها لوحدها ووجد رشيد الفرصة للهجوم عليها .. لكن دانييل كان اكثر من متفهم لردة فعل والدي فقد كان واضحا بأنه هو الاخر يلوم نفسه على ما حصل لحسناء فكان متقبلا لقسوة الجميع عليه من دون ان يحاول حتى الدفاع عن نفسه.


سألته قائلة:" كيف حالك دانييل؟"


اجابني قائلا:" بخير وانت؟"


أومأت له اطمئنه عن نفسي بسرعة لكي استفسر بعدها قائلة:" عادة تأتي أبكر من هذا الوقت."


"اجل هذا صحيح .. لكن اليوم مررت عند المحامي تعرفين بأن فترة نقاهة أختك قد بدأت تنتهي وموعد جلسة المحكمة قريب جدا."


زفرت الهواء بضيق شديد وقد كنت متخوفة من المحاكمة التي أفهموني بأنه لابد منها فما حصل ليس بسهولة أن نقول للشرطة بانها كانت تدافع عن نفسها لكي ينسوا الامر ويرحلوا .. هناك قوانين وإجراءات عليها ان تُتخذ وحسناء كانت اكثر من متفهمة لهذا بهدوء مريب جدا اجزم بأن ورائه تلك الطبيبة التي تدخل عندها كل يوم حتى تجعلها تتقبل كل ما يحصل معها."


"وماذا قال المحامي لك؟ هل من جديد؟"


"حسنا يقول بأن الشرطة قد اخذت اقوال زوجة ذلك السافل الذي اتمنى ان تلتهمه نار الجحيم الان."


رفعت احدى حاجبي وانا أسأله بارتياب:" وبعد."


رفع كتفيه العريضين بعدم ارتياح قائلا:" لقد تحدثت عن رشيد وكأنه ملاكا وزوجا صالحا يحب عائلته ولم يتحدث يوما عن خطيبته وعن رغبته في العودة اليها لأنه كان سعيدا في حياته مع زوجته."


"من الممكن ان تكون هي ايضا مخدوعة به فهو لن يخبرها عن نواياه بكل تأكيد."


"اعرف اسيل ولكن هذا الامر ليس في صالحنا .. فالمحامي كان يتمنى بأن تكون لها شهادة ضد رشيد وان يكون زوجا سيئا او على الاقل تقول بأنه كان عنيفا لكن العكس ما حصل."


هتفت غير مصدقة:" ماذا تعني بأنهم لن يصدقوا براءة حسناء وبأنها قتلته دفاعا عن النفس؟"


مد دانييل يده في ذلك الوقت وربت بلطف على ذراعي قائلا:" لا تكوني متشائمة بل متفائلة مثلي فأختك تشعر بخوفنا وهذا ما يجعلها تخاف هي ايضا .. كلنا نعلم بانها كانت تدافع عن نفسها وهذا ما سنثبته للقاضي ولجنة الحلاف."


حاولت ان اهدأ نفسي والا اترك الافكار السوداوية تسيطر على خيالي لكي اقول وانا ارغم نفسي على الابتسام فحسناء لن تتعرض للمزيد من السوء مستقبلا:" حسناً علينا ان نقوم بكل جهدنا لكي نثبت لهم بـأنها قضية دفاع عن النفس."


"سنفعل بكل تأكيد." قال ذلك بقوة مما جعل الاطمئنان يدب الي بعد ان رأيت كل تلك الثقة المتجسدة في عينيه .. حثثته عندها للتقدم معنا الى داخل المستشفى لكنه قبل ان يفعل استوقفني وفتح الباب الخلفي لسيارته الانيقة البيضاء قائلا:" اريدك ان توصلي شيئا مني لها."

........................

يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 03-12-12, 12:30 AM   #7534

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

حسناء



"كل يوم تصبح صحتك بأفضل حال عن قبلها."


سألت الممرضة بلهفة وقد كانت تدون مراجعتها الصباحية كالعادة لكي تتركها للطبيب:" وطفلتي بخير؟؟ انا اتبع نصائحكم بالحرف الواحد حتى لا يحيط بها الخطر من جديد."


"انها بخير ما دامت والدتها بخير."


زفرت الهواء بارتياح وانا احيط بطني بكلتا يداي .. قبل ان نسمع طرقات صغيرة على الباب الذي فُتح بعدها .. طلت سارة برأسها تتأكد من انني مستيقظة لكي ترتسم ابتسامة واسعة على وجهها عندما التقت أعيننا وقالت:" صباح الخير على اجمل ام في العالم."


اطلقت ضحكة سعيدة من شفتي كان سببها كلمات سارة التي دغدغت امومتي وشوقي الكبير لرؤية ابنتي وحملها بين ذراعي .. قلت لها وانا ادعوها للاقتراب:" صباح الخير سارة اقتربي."


"يبدوا بانه علينا ان نناديها فقط بالأم لأن هذا الشيء الوحيد الذي يرسم ضحكة السعادة الحقيقية على وجهها."


ضحكات سارة المرحة علت في الغرفة وهي توافق الممرضة على كلامها ذاك قبل ان تسألها على حالتي فتطمئنها اما انا فقد تلاشت ابتسامتي عندما تعلقت عيناي بالرجل الذي دخل خلف سارة وهو يحمل باقة زهور ملونة جميلة جدا .. حاولت رسم الابتسامة على وجهي عندما ألقى علي تحية الصباح وقد وضع باقة الورود على طاولة الغرفة .. فقد كنت لا اعرف كيفية التصرف معه ومرة واحدة هي التي رأيته فيها لدقائق وقد كان ذلك في حفل زفافه مع سارة عندما باركت له انا ودانييل .. كان زوج اختي ولكنني كنت اشعر به رجلا غريبا ولابد بانه يشعر بنفس الشيء ناحيتي كامرأة غريبة عنه اتى لزيارتها من اجل زوجته .. فلم تكن العلاقة طبيعية كما يجب ان تكون وكل هذا بسبب القطيعة التي حصلت بين سارة ووالدي مما جعلها تتزوج بدون موافقته فاصبح تباعد حياتها الزوجية يطال الكل .. تحدث بصوت هادئ عميق:" كيف حالك؟"


"انا بخير شكرا لك."


قلت ذلك لكي أتلقى قبلة طويلة على وجنتي من سارة وهي تجلس على طرف السرير بينما الممرضة كانت تخرج من الغرفة.


"بالطبع على اختي ان تكون بخير بيتر فهي قريبا ستنجب لنا طفلة جميلة جدا."


عقب بيتر سارة على كلامها ذاك بابتسامة لبقة وجهها لي وهو يقول:" عليها ان تكون قوية وواثقة من نفسها."


بادلته انا الابتسامة في الوقت الذي نهضت سارة من على سريري واقتربت من باقة الزهور وحملتها من فوق الطاولة لكي تقربها لي قائلة:" هل اعجبتك؟"


اومأت لها وانا ألمس الزهور العطرة بيدي:" انها رائعة جدا فألوانها دبت في انتعاشا كبيرا ممتزجا بالفرح لرؤيتكم."


نظرت سارة الى الزهور بنظرة رومنسية طافت على عينيها وهي تقول:" هذه الزهور تذكرني بشهر عسلي."


نظرت الى بيتر فرأيته يحدق في سارة وحاجبيه مرتفعتين بطريقة ماكرة مما جعلني احاول كتم ضحكتي وانا اقول لها:" واضح جدا بأنك اشتريت لي هذه الزهور الهولندية من اجل ان تتذكري ايام شهر عسلك."


نظرت الي بعدها وهي تدعي الجدية قائلة:" ايتها الشقية بالطبع لا .. لقد اشتريتها حتى تنعشك رائحتها وتعطي منظرا جميلا منتعشا بألوانها الجذابة لغرفتك ذي الالوان الباهتة للمشفى."


نهض بيتر من مكانه حيث كان جالسا على كنبة في غرفتي لكي يقترب من سارة ويحاوطها بذراعه قائلا لي:" حال ان رات هذه الباقة الهولندية في محل بيع الزهور حتى وقعت في غرامها واصرت على جلبها لك." ثم بعدها نظر الى سارة وقال لها:" اتركي الباقة لأختك حبيبتي .. وان كنت اشتقت لحقول الزهور في هولندا فسأعيد لك التجربة بكل حذافيرها في نهاية عطلة هذا الاسبوع."


ضربته بخفة على ذراعه وهي تعض على شفتيها قائلة بخفوت حازم:" إياك ان تبدأ من جديد بوقاحتك بيتر."


انفجر بيتر ضاحكا لكي انفجر انا الاخرى ضاحكة معه وقد بدأنا اخيرا نتصرف على طبيعتينا وتلاشى ذلك البرود الذي كان بيننا .. لكي اتوقف عن الضحك فجأة وانا اقطب وجهي وقد وضعت من جديد كلتا يداي على بطني فتوقف بيتر هو الاخر عن الضحك بينما انحنت سارة مقتربة مني وهي تلمس ذراعي سائلة إياي بقلق:" هل تشعرين بالألم؟ هل علي أن استدعي الطبيب؟"


اجبتها وانا ارفع رأسي لها لكي ارسم ابتسامة مطمئنة على محياي:" لا اختي .. انه امر عادي يحصل لي أحيانا بعد ما تعرضت له سابقا من وشوك الاجهاض."


ربتت على ذراعي وهي تقول:" عليك الا تتحركي كثيرا كما يطالبك الطبيب."


"وانا انفذ نصائح الطبيب."


قلت ذلك لكي اعاود النظر الى بيتر الذي ابتسم لي مطمئنا قبل ان يقول:" ستتعافين عن قريب."


عندها قالت سارة بمرح:" وسنذهب جميعنا الى حقول التوليب في هولندا."


نظر اليها بيتر ساخرا من كلامها لكي يقول لها:" الى اين ستذهبين معهما .. نحن سنرسلهما فقط هي وزوجها وهو من سيتكلف بأن يكون المرشد السياحي لها بين الزهور."


"انت لا تخجل ابدا."


رأيته يقبلها على وجنتها عندما قالت له تلك الكلمات بينما انا طأطأت برأسي بحزن لتحدثه عن دانييل .. سارة هي الاخرى لم تنتبه لحزني عندما قالت:" صحيح لم أرى دانييل في المستشفى هذا اليوم."


قلت ببرود وانا ادعي عدم المبالاة بينما اناملي تلمس تلك الزهور الملونة:" وما أدراني أنا بمكان دانييل."


احسست بهما يتبادلان النظرات قبل ان تبعد عني سارة باقة الزهور وتعطيها لبيتر الذي اعادها للطاولة حتى اعطيها انتباهي عندما عادت لكي تجلس بجانبي قائلة بهدوء وروية:" حسناء من غير المعقول بانك تركته كل هذه المدة لا يراك ويطمئن عليك بنفسه .. كوني رحيمة ارجوك انه يضل كل يوم في المستشفى ينتظر متى ستسمحين له برؤيتك."


رفعت رأسي اليها وقلت لها:" انا لم اقل له بأن يبقى في المستشفى كل هذه المدة .. بالعكس سأكون مرتاحة لو رحل ولم يعد مرة ثانية."


"كيف يترك زوجته المريضة والحامل في المشفى لوحدها؟"


قلت بعناد وانا ابعد عيني عنها:" كما تركني في البداية اخرج من البيت ولم يفكر بالمخاطر الذي قد اتعرض لها يمكنه تركي وشأني الان في المشفى."


"حسناء ..."


لم تكمل كلامها الذي كانت تريد قوله اذ فُتح الباب في تلك اللحظة لكي نلتفت جميعنا نرى القادم ولم أصدق عندما رأيت والدي هو من يدخل مبتسما لي يحمل باقة ورود جميلة .. واسيل بجانبه تحمل هي الاخرى باقة ورود رائعة من الجوري الاحمر وتحمل ايضا بيدها دب محشو جميل جدا .. كانت تقترب مني وهي ضاحكة وفي نفس الوقت تحاول التوازن في مشيتها لحملها الهديتين معا وقد أصبحت خطواتها تلك مثل خطوات البهلوان .. قبل ان تتوقف ضحكتها مرة واحدة وقد كادت ان تسقط الدب المحشو من يديها لو لم تستدرك نفسها بسرعة وتمسكه وهي ما تزال تحدق في بيتر لكي تلتفت بعدها الى والدنا بترقب لردة فعله .. وقد كتمنا جميعنا انفاسنا عندما تبادلا الرجلان نظرات باردة قاتمة .. ولم يستطع أي احد فيهم التحدث .. عندها قررت بان اضع حدا لذلك الصمت القاتل المليء بالتوتر فقلت:" سعيدة لرؤيتكما ابي .. اسيل."


الفتت الي اسيل مبعدة عينيها أخيراً عن والدنا لكي ترسم ابتسامة متوترة على شفتيها وتحاول مساعدتي في تلطيف الجو بقولها:" مصادفة جميلة ان نلتقي جميعنا هنا."


ثم قامت بإلقاء تحية مختصرة على بيتر وسارة لكي أتكلم أنا مرة ثانية وانا انظر الى والدي:" ابي هذا يكون بيتر زوج اسيل." ثم نظرت بسرعة الى بيتر الذي كان هادئا اكثر منا جميعا وقلت بسرعة حتى اتخلص من تلك اللحظات الصعبة في تعريف اب وزوج ابنته الكبرى على بعضهما:" وعثمان يكون والدنا ووالد سارة ايضا."


سمعت عندها والدي يقول بنبرة استهزاء:" لا داعي لكي تعرفيني عليه حسناء .. فقد سبق وحصل تعارف جميل فيما بيننا في دار الازياء عندما كانت تجهز سارة لخطبتها بجاد."


شعرت بتوتر سارة بجانبي وأنا الاخرى ابتلعت ريقي عندما رأيت بيتر ينظر الى والدي بنظرات ازدادت قتامة وبروداً وقد فهم معنى والدي جيدا بكلامه لكي يرد عليه بنفس الطريقة المبطنة في الكلام عندما قال:" أما انا فلم اتعرف الا الان بطريقة طبيعية على والد زوجتي."


كان الاثنين يقصدان تلك المرة التي رأيا فيها بعضهما في دار الازياء للقفاطين المغربية عندما كانت سارة ستخطب رسميا بجاد فقام بيتر بفوضى كبيرة لفسخ الخطوبة .. لذلك فرؤيتهما لبعض في تلك المرة كانت سيئة جدا وهذه المرة الاولى التي يتعرفان فيها على بعض بهدوء .. او بالأصح هدوء متظاهر يخفي خلفه كرها وبروداً .. رأيت ابي يتجاهل بعدها بيتر وسارة لكي يقترب مني ويلثم جبيني .. عندها نهض بيتر من مكانه وقال لي:" علي العودة الى عملي الان .. سعيد لتحسن صحتك."


"وانا ايضا سعدت برؤيتك."


"وشكرا على الزهور." اضفت ذلك عندما رأيته يتقدم من سارة تحت مرمى اعين والدي الباردة الذي جلس على طرف سريري وذراعه على كتفي بتملك وكانه يريد ان يخبر بيتر بان ليس له أي مكان بيننا .. لكن بيتر اقترب من سارة ووقف امامها وقال غير تارك لها فرصة للكلام:" سأذهب حبيبتي."


لكي اشيح بوجهي عنهما وانظر الى اسيل التي رفعت كلتا حاجبيها غير مصدقة حركة بيتر تلك التي فمن الواضح بانه كان قد فاجأ بها حتى سارة عندما قبلها على شفتيها قبل ان يبتعد عنها لكي يخرج بهدوء من الغرفة .. من طرف عيني حاولت ان انظر الى والدي .. الذي كان يضيق عينيه وهو ينظر الى سارة والتي هي الاخرى كان من الواضح بأنها تجمدت عن الحركة بسبب الحرج الكبير الذي شعرت به حينها وقد اصبح وجهها أحمراً قانيا من خجلها.. حتى تحدثت اسيل اخيرا تحاول ان تنقذ سارة من موقفها ذاك:" انظري ماذا جلبت لك حسناء."


نظرت اليها بينما كل حواسي كانت متركزة على سارة الصامتة ووالدي الزام شفتيه بمنظر غير مريح .. ولكن قبل ان تصل الي اسيل فوجئنا بسارة تتحرك بسرعة من مكانها وتحمل حقيبتها وهي تقول:" سأذهب الان .. ربما ألحق ببيتر حتى يوصلني الى الجامعة."


هتفت بقوة اناديها:" سارة."


عندها التفت الي وقد كانت قد وصلت للباب ثم قالت لي:" سأعود اليك في المساء حبيبتي."


أومأت لها مرغمة على الموافقة على كلامها وعندما خرجتْ من الغرفة واغلقتْ الباب التفتنا انا واسيل بسرعة الى ابي وقلنا في نفس اللحظة:" أرأيت ماذا فعلت ابي؟"


هتف وهو يقف مستقيما:" ماذا فعلت؟ هي من أرادت الذهاب."


عندها تحدثت قائلة:" ابي لقد اغضبتها بنظراتك وكلامك ذاك الفظ مع زوجها ولذلك فضلت الخروج من الغرفة والرحيل بصمت."


"الم تشاهدا وقاحة زوجها المتعمدة امامنا؟"


"ابي ارجوك." قالت ذلك اسيل بعدم مبالاة وهي تجلس بجانبي لكي تردف:" تتحدث وكأن من قام بتقبيل سارة ليس بزوجها .. ثم انني وجدتك تقبل امراة في مكتبك ولم تكن زوجتك فلذلك لا تحاول خلق الاعذار لفظاظتك مع بيتر وسارة."


شعرت بالحرج في مكان والدي من جرأة اسيل في الحديث معه ومن افعاله هو الاخر لكنني قلت له بعد ثواني من الصمت:" لا افهم لماذا تصرفت بتلك الطريقة القاسية معهما."


كان ينظر الينا عندما حاصرناه بأسئلتنا تلك وفي الاخير استسلم عندما فرك جبينه بيده لكي يقول بعدها بنبرة صادقة:" لا اعرف لما تصرفت معه بتلك الطريقة .. لا اشعر بالراحة لبيتر يانسنس .. احس بأنه رجل متعجرف ومغرور يكفي انه من عائلة يانسنس ثم انني للان غير متقبل بأنه تزوج بابنتي من دون ان يفكر حتى في طلب الاذن مني."


"ابي أتظن شخصا مثله سيطلب اذنا للزواج؟ لم يطلب هذا حتى من والده سيطلبه منك انت لرجل الغريب عنه .. ابي عذرك هذا غير مقبول لما فعلته فالسبب واضح بانك مازلت غاضبا من سارة على اخر مرة واجهتك فيها وقامت باتهامك بالاحتيال على اموال والدتها."


قال بقوة معترفا بسبب مقاطعته لسارة:" اتهام باطل ما كان عليها ان تتجرأ على قوله لي ولن اسامحها حتى تعتذر لي."


يا ليتها تفعل قلت ذلك مع نفسي لأني كنت متأكدة من أن والدي مستحيل ان تكون ثروته هذه من اموال زوجته الاولى نبرته كانت صادقة وحاسمة عندما قال لي هذا لذلك فسارة تخطأ في حقه وعليها ان تعرف خطئها لكن من سيفتح عينيها المعميين على هذا الامر .. لست انا بكل تاكيد لا استطيع ان اتحدث معها بهذا الامر الحساس اتجاه والديها لانني سبق وفعلت عندما جلبت لها حاجيتها بعد ان صارت تعيش مع بيتر ولم انجح في اقناعها بل حتى انها طالبتني ساعتها بأن لا اتدخل في الامر.

نظرت الى والدي عندما رن هاتفه في تلك اللحظة .. اخرجه من جيب سترته لكي ينظر اليه لجزء من الثانية قبل ان يعاود النظر الي وتعبير على وجهه انبأني به بأن الاتصال يخصني .. فتمتمت وقد عرفت المتصلين من نظرة عينيه:" جداي صحيح؟"
.......................

يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 03-12-12, 12:31 AM   #7535

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

أومأ لي بصمت .. عندها قلت له وانا امد يدي له:" اذا اعطيني الهاتف."


كنت مستعدة للحديث معهما فلم تكن تلك هي اول مرة اتحدث معهما بعد هجوم رشيد علي .. فقد اتصلوا بي فزعين عندما وصلهم الخبر من عائلة رشيد التي بُلغت بوفاة ابنهم ولولا ذلك لكنت قد حرصت على الا يعرفوا بالأمر أبداً .. لكن ما باليد حيلة .. امسكت بالهاتف المحمول لوالدي وانا اسمع اسيل تقول:" وهذا دليل على ان ما حصل لك كانت له نتائج ايجابية .. فها هما يتصلان بك كل يوم للاطمئنان عليك بعد ان كانا قد قاطعاك لشهور."


أومأت لها برأسي فقد كان هذا الامر يريحني جدا أنهما تصالحا معي أخيرا .. بعد غضبهما علي لمعرفتهما قبل شهور بحملي عندما اتصل بهما دانييل يعلمهما بذلك فلم يعاودوا الاتصال بي ولا الرد على اتصالاتي حتى فقدت الامل في مسامحتهما لي ولكن ما حدث مع رشيد جعلهما ينسيان ما فعلته فقد تحول كل غضبهم الى هلع علي. ضغطت على الزر الاخضر ورفعت الهاتف لاذني وقبل ان استطيع تحيتهم سمعت:" عثمان اتمنى بان تكون الان بجانب حسناء لقد وعدتني بانك ستكون معها في هذا الوقت حتى نحدثها."


"انها انا جدتي."


"ابنتي الصغيرة." هتفت بذلك لكي تتلاشى ابتسامتي من على وجهي عندما سمعتها تنفجر بالبكاء فترجيتها قائلة:" ارجوك جدتي توقفي عن البكاء كلما حدثتني عبر الهاتف .. انا بخير ولا داعي لهذا لأنه يؤلمني."


كلماتي الاخيرة جعلتها تحاول كفكفة دموعها عندما سمعتها تجلي حنجرتها وقد خفت شهقاتها حدة لكي تقول لي:" انا لا اريد ايلامك ولكن الامر صعب علي ان يحصل معك كل هذا وانا لست حتى بجانبك."


"جدتي انا بخير .. صدقيني وحتى ابنتي بخير."


سألتني عندها قائلة:" واذا لماذا ما زلت ترقدين في المستشفى لحد الان؟"


حاولت طمأنتها بكذبة بيضاء مع انني كنت اعلم بان تأخر رقودي في المشفى يعود الا انني لا استطيع العودة الى البيت قبل ان يتم الحكم بقضيتي ولذلك تم إبقائي في المشفى حتى امضي فترة النقاهة كلها فيها فهي افضل بكل تأكيد من زنزانة في السجن لمرأة حامل بصحة ضعيفة.


"انا مازلت في المشفى حتى اكون تحت مراقبة الاطباء و حتى لا يتكرر النزيف لا غير .. يمكن ان تقولي بأن هذا من باب الاحتياط."


فاجأني صوت جدي وقد كان واضحا بأنه قد أخذ منها الهاتف بسرعة لكي يهتف قائلا:" كيف حالك صغيرتي؟"


"بخير .. انا بخير جدا اطمئن جدي."


"كيف أطمئن وانت ترقدين في المشفى بينما الشرطة تحوم حولك؟"


عاودت جملتي الاولى اطمئنه علي وانا اشدد على كلمة بخير في كل مرة .. لكي اسأله بعدها بقلق انا الاخرى:" اخبرني انت جدي هل تتعرض انت وجدتي لمضايقات من عائلة رشيد."


بسرعة هتف:" بكل تأكيد لا."


حركت رأسي بألم وانا اقول له:" اخبرني الحقيقة ارجوك .. اعرف بأنهم لن يتقبلوا بسهولة ما فعلته بابنهم."


"بل عار عليهم ان يدافعوا عن ابنهم بعد كل ما فعله لك."


قلت له من بين دموعي التي غلبتني وبدأت تنزل من عيني:" انهم اناس يغيرون الحق بالباطل ولهذا انا خائفة عليكما جدا."


عندما سمع والدي كلماتي تلك لجداي ربت على كتفي وهو يهمس لي قائلا:" لا تخافي صغيرتي لن يستطيع احد الاقتراب منهما لأن لدي من يراقب الوضع هناك."


لكنني مع ذلك بقيت خائفة عليهما .. فكما لم يستطيعوا الحراس الذين كلفهم والدي بحمايتي فمن الممكن ايضا الا يستطيعوا حماية جداي .. سمعت جدتي بعدها تهتف بصوت عال حتى اسمعها فقد كان واضحا بأن السماعة ما تزال مع جدي:" لا تخافي حسناء عزيزتي فوالديْ رشيد ليسا اكثر من شخصين عجوزين مثلي انا وجدك .. ليس لديهما سوى لسانهما الطويل."


عندها قلت بألم كبير:" ارأيت كنت متأكدة بانهما سيضايقانكما ولو حتى بالكلام."


ردد جدي عندها بهدوء:" انهما غاضبان فمن مات هو ابنهما ولكنهما سيتقبلان الحقيقة يوما ما."


تمنيت بأن يتحقق كلام جدي ويتقبلا والدي رشيد حقيقة بأن ابنهما من كان مجرما وأفسد حياتي وبأنني لم اكن اريد قتله لولا انه اراد قتلي وقتل طفلتي .. سمعت جدي عندها يسألني قائلا:" اخبريني متى ستعرض قضيتك على المحكمة؟"


"قريبا جدا." قلت ذلك وانا احاول ان اتجاهل دقات قلبي التي تضطرب كلما تذكرت بأنه علي الامتثال امام القاضي وذكر له امام الجميع كل ما حصل لي .. لكنني كنت احاول طمأنة نفسي بأن الامر سيكون هادئا مثلما حصل مع الشرطة عندما اخذت اقوالي واخبرتها بقصة رشيد معي منذ البداية .. رددت مُجددا لجداي:" لدي محام جيد وسيخلصني من هذه القضية بسرعة."


"اتمنى بأن يمر كل شيء على خير."


رددت كلماته انا الاخرى لكي اودعهما بعدها بألم واشتياق لهما قبل ان اعطي الهاتف لوالدي الذي اراد التحدث اليهما هو الاخر .. خرج من الغرفة تاركا اياي مع اسيل حتى يُكمل مكالمته تلك وقد علمت بأنه يريد معرفة ما يحصل هناك معهما بسبب والدي رشيد ولكن بعيدا عني حتى لا اصاب بالقلق والفزع عليهما .. لا يعرف بانني اكثر واحدة جربت قسوة والدي رشيد عندما لم ينصفان بعد محاولة ابنهما الاعتداء علي فما بالك الان وقد قتلته بيدي .. لكنني في تلك اللحظة لم اكن استطيع فعل شيء سوى الدعاء لهما ان لا يتضررا بسبب ما فعلته وبعدها لا استطيع سوى ان ارغم نفسي على الثقة بحراسة والدي لهما .. مددت يدي الى وجهي امسح دمعتي الحزينة التي لاحظتها اسيل الجالسة بجانبي والتي هتفت فجأة تحاول ان تنسيني حزني:" انظري للذي جلبته لك اليوم معي."


نظرت الى باقة الزهور الحمراء ثم الى الدب المحشو الذي بقيت احدق فيه بابتسامة لم اعرف متى ارتسمت على محياي .. قلت لها وانا امد يدي للدب المحشو التي مدته لي هي الاخرى عندما رأتني اريد امساكه:" انه رائع .. لا اظن بأنه سبق لي وقلت لك بأنني احب مثل هذه الاشياء الرقيقة."


"صحيح لم تقولي لي هذا من قبل ربما كنت تعتبرين هذا سرا تحتفظين به لنفسك ولشخص اخر قريب من قلبك."


تجاهلت كلمات اسيل تلك لأنني كنت مشغولة بتأمل الدب المحشو الذي كنت امرر يدي على القلب الذي كان يمسكه وتمتمت اقرأ تلك الكلمة التي كتبت فوق القلب الاحمر.


" love You "


"امممممم."


سمعت اسيل تصدر تلك الاصوات الغريبة لكي انظر اليها اخيرا واقول بفرح كبير:" شكرا لك اسيل .. لقد احببت هديتكما انت ووالدي جدا .. انها رقيقة للغاية ومعبرة وانا ايضا احبك اختي وسعيدة للغاية لان علاقتك تحسنت من جديد مع والدي."


قلت ذلك وانا اشير ايضا لباقة الورود الرائعة .. والتي مدت اسيل يدها اليها لكي تجذب منها وردة حمراء وتقدمها لي قائلة بصوت حالمي:" ورود حمراء تعبر عن الحب الكبير." امسكتُ بالوردة انا الاخرى وانا انظر اليها بريبة لكي تجذب البطاقة التي كانت هي الاخرى مثبتة بباقة الورود وتشم عطرها وهي تغمض عينيها وتقول:" وبطاقة معطرة بعطر رومنسي." ثم فتحت عينيها ثانية وقالت لي وهي تشير الى الدمية المحشوة التي كانت بين يدي:" و دب محشو يحمل لك قلبا ينطق بحبه لك."


تلاشت كل امارات السعادة من على وجهي وانا اقول لأسيل بفضاضة:" انه هو صحيح؟"


مطت اسيل شفتيها بنزق قبل ان تجيبني:" وهل انا ووالدي من سنجلب لك هذه الاشياء .. حسناء ارجوك شغلي عقلك معي قليلا فما جلبته لك انا ووالدي كانت هي تلك الزهور البيضاء التي وضعها والدي على المنضدة بجانبك."


شعرت بالغضب من كلماتها وقد تأكدت بانه دانييل صاحب هذه الهدايا .. لذلك ارجعت لها بحدة الدب المحشو والتي امسكته وقد تفاجأت لعنفي وانا اقول لها:" اذا أعيدي كل هذا له لأنني لا احب هذه الاشياء الطفولية."


"منذ متى كانت الورود الحمراء والهدايا الرومنسية طفولية؟؟" قالت ذلك لكي تضيف بعدها وهي تضع الدب المحشو بجانب باقة ورود الجوري الحمراء:" لقد اصبحت جافة اكثر من الازم مع زوجك .. انا اتمنى لو انه هناك من يهتم لأمري ويعبر لي عن حبه بهذه الاشياء الرقيقة المدغدغة للمشاعر."


نظرت اليها وانا ارفع كلتا حاجبي مندهشة من كلامها .. اخر شيء توقعته ان تكون اسيل فتاة رومنسية .. انها جميلة جدا وانيقة ولكن دوما تشعرني بأنها تعتبر مثل هذه الامور الصغيرة في الحب تفاهات .. لذلك قلت لها:" كنت اظن بانك ستفضلين هدايا قيمة غالية على هذه الهدايا البسيطة."


ارتسمت ابتسامة هازئة على شفتيها وهي تنظر الي بطريقة كأنما تقول لي بها لقد المتني بكلماتك هذه حسناء .. عندها حاولت ان اصحح خطئي بقولي:" لم اقصد الاساءة اليك .. انا فقط اراك عادة تهتمين بالأزياء والمجوهرات اكثر من الورود والدمى المحشوة."


نظرت الى عيني وردت قائلة:" هذا صحيح ولكنني كنت قد قلت لك اتمنى لو احدا ما يهديني هذه الاشياء وليس ان اهديها أنا لنفسي فلن تكون لديها أي قيمة حينها."


"حسنا اتمنى لك زوجا افضل من زوجي لا يشكك فيك ويغمرك بهدايا مثل هذه."


نظرت الي بنظرات غريبة احسستني ثانية بها بأنني اخطأت لقولي لتلك الكلمات .. لكنها طأطأت برأسها بصمت تنظر ليدها وهي تلعب بأناملها وكأنها لا تريد النظر الى عيني .. عندها تأكدت بأنها تمر بقصة حب حزينة.


"من هو اسيل؟"


نظرت الي متفاجئة من سؤالي عندها وضحت لها قائلة:" انه هو صحيح؟؟ رشيد الذي كان يعمل مع والدي هو الشخص الذي تحبينه ؟"


"ماذا تقصدين؟"


"اسيل واضح بأن كلامي الاخير لم يعجبك وكأنك تقولين لي بأن هذا لن يحصل يوما بيني وبين رشيد."


صاحت بغضب عنيف لم يزيد سوى من فضح ارتباكها الكبير:" ما هذه الحماقات التي تتفوهين بها؟"


قلت بكل هدوء: "انا متأكدة من انك تحبينه لقد اعربت لك عن إحساسي هذا سابقا."


هي الاخرى رأت ثقتي الكبيرة في كلماتي التي لم اكن لكي اتزحزح عن اصراري عليها .. فحلت الصدمة مكان الغضب في عينيها وجمدها صمت مميت لذلك مددت يدي ووضعتها على يديها وانا اردف:" مهما كنت ترين بأن الامر مستحيل بينكما فلا تتشاءمي .. بالتأكيد ستتزوجان وستعيشان بقية حياتكما مع بعض بفرح وهناء."


سحبت يدها من على يدي بسرعة لكي تنهض وتغادر الغرفة قائلة:" سأذهب لأرى والدي."


حدقت في الباب الذي اقفلته ورائها لثواني طويلة قبل ان ازفر الهواء اخيرا وانا اعود بظهري الى الوراء استلقي على الوسائد الكبيرة البيضاء .. يبدوا بأنها ترى الامر صعبا جدا بينها وبين رشيد .. لابد بأن ذلك الاخير من يترك مسافة كبيرة بينه وبينها .. لن استغرب هذا من الرسمية التي يعاملها بها على انها ابنة رئيسه مع انه لم يخدعني بتلك الرسمية والعملية في التعامل مع أختي لأن نظراته اليها كانت مميزة خاصة ودافئة لا يمكن ان تكون عادية ابدا .. لاتشبه نظراته لي او لسارة وهذا ما يجعلني متأكدة بانني لم اخطأ في تحليل نظراته لأسيل .. اسيل مميزة له لكن لا بد بأنه كالعادة والدي يقف في طريقهما .. فهما يعرفان جيدا بانه لن يوافق على ارتباطهما لأنه يبقى سائق سابق لدى عثمان .. لو يلين والدي معنا اكثر .. فأنا متأكدة بانه طيب ويحبنا كثيرا لكن مشكلته بأنه يحاول فرض علينا افكاره وقرارته .. يظننا غير قادرين على ايجاد سعادتنا بأنفسنا.


السعادة .. صوت بداخلي ردد تلك الكلمة باستهزاء بالغ لكي يضيف صوت المنطق الذي يلازمني .. الحقيقة هي ان والدك محق حسناء .. الم يقل من قبل بأن دانييل لا يناسبك .. وهذا صحيح .. دانييل عذبك.


لم يعجبني ذلك الصوت ومع انني كنت غاضبة من دانييل الا ان صوت قلبي دافع بشدة عن اختياري لدانييل كزوج وحبيب لي وانا التفت لكي احمل وردة الجوري الحمراء التي كانت قد جذبتها اسيل من الباقة الكبيرة لكي اشم عطرها الاخاذ ثم احمل بعدها ايضا الدب المحشو الابيض وألمس القلب الاحمر الذي كان يمسك به واقول لنفسي:" دانييل يحبني وانا احبه هذا شيء ليس لدي أدنى شك فيه ولكن..."


لم استطع ان اكمل اذ بترتْ كلماتي غصة الم ابتلعتها بصعوبة لكي احمل ثانية البطاقة التي كانت مثبتة بالباقة وأقرأ كلماته.


"انت والطفلة اغلى شيء في حياتي .. فلا تحرميني من نوركما حبيبتي .. ارحميني من هذا العذاب الذي انا فيه."


خنقتني رعشة بكاء لكي اعيد وضع البطاقة ثانية على المنضدة بجانبي وانا اهمس بتعاسة:" وعذابي انا دانييل من سيرحمني منه؟؟"


عدت الى النظر الى تلك الدمية وكلمة احبك التي تحملها لي وقلت:" نحن نحب بعضنا ولكن هناك شيء قوي تحطم في علاقتنا .. لا اريد رؤيتك لأنني لو رأيتك فلن اتذكر منك سوى ذلك الوجه الغاضب المليء بالحقد والكره لي ولابنتنا .. اريد ان استرجع صورتك الاولى دانييل .. صورتك المشعة بالحب والحنان والامان .. لكن المشكلة انني اشعر بانني اضعتها ولا اعرف كيف السبيل للوصول إليها."

......................

يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 03-12-12, 12:35 AM   #7536

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

سارة



"بيتر .. بيتر."


ناديته بقوة وانا اركض ورائه احاول اللحاق به عندما كان يتقدم من سيارته في مراب المستشفى .. استدار الي عندما سمع نداءاتي لكي يضم حاجبيه لبعض وهو يراني اقف امامه لاهثة .. امسك بذراعي بلطف وهو يقول لي:" اهدئي واخبريني ما الذي جعلك تخرجين من غرفة اختك وتركضين ورائي هكذا."


حاولت الابتسام له من بين انفاسي المتلاحقة اطمئنه قائلة:" لا تقلق بيتر ليس هناك من شيء .. فقط قررت بان اخرج الان واعود فيما بعد الى حسناء وعندما لمحتك من بعيد قررت اللحاق بك لعلك توصلني في طريقك الى مكتبة الجامعة ان لم اكن سأؤخرك طبعا عن عملك."


"لا بالطبع لن تأخريني سارة." قال ذلك وهو يفتح لي باب السيارة فدلفت اليها وانا ارمي حقيبتي في المقاعد الخلفية .. لكي اسند راسي على ظهر الكرسي وأغمض عيني ولم افتحهما الا عندما سمعت بيتر يقول وقد جلس خلف المقود:" لابد بأن والدك ازعجك بكلامه بعد خروجي لذلك هربت منه ولحقت بي."


نظرت اليه لثواني قبل ان ابعد عيني عنه وانظر امامي بحزني ثم قلت متأسفة:" اسفة بيتر على المقابلة الفظة الذي تعمدها والدي معك."


" لا داعي للأسف .. معه انه يجب ان تعلمي بأنني قد تحملت طريقة حديثه الخالية من اللباقة فقط من اجلك انت .. لأنني اعرف بانه مهما اذاك فأنت تكرهين التحدث عنه بالسوء."


"اجل." همست بذلك بشرود قبل ان اضيق عيني عندما تذكرت ما قام به بيتر في غرفة حسناء مما جعلني التفت اليه واضرب ذراعه بيدي مدعية الغضب منه وانا اقول:" تقول بأنك كنت صامتا تتحمل فظاظته هااا؟؟ كأن والدي الوحيد الذي كان وقحا معك؟"


هتف بصوت مرح وهو يقود السيارة خارج المراب:" ما الذي فعلته انا؟"


زادت عيني ضيقا وانا اقول بنبرة صوت مضحكة لتمثيلي بها الاعتذار والندم:" مسكين حبيبي .. ظلمتك انا."


"انت ظالمة."


عندها ضربته بلطف على ذراعه ثانية وانا اقول:" لقد تواقحت انت ايضا في الحديث معه ناسيا بأنه حماك حتى ولو لم يتقبلك .. ثم كيف تقبلني امام عائلتي بتلك الجرأة؟"


لكنه تجاهل سؤالي ذاك وقد ركز على كلماتي عن والدي وقال بلهجة تحولت من المرح الى الجدية:" انا لست مضطرا لكي اهتم لأشخاص لم يتقبلوا زواجي بك .. لا والدك ولا والدي ولا كل من عارض هذا الزواج."


حينها تلاشى كل مرحي لكي انظر الى خاتم زواجي الذي يتوسط بنصري وتمتمت بتعاسة:" لكنه والدي وفيليب ايضا يبقى والدك بيتر مهما فعلوا لنا."


نظرت اليه عندما لم يجبني .. فوجدته يركز على الطريق بملامح قاسية وقد توترت عضلة عند فكه تنبأ عن غضبه الذي يشتعل بداخله .. هذا شعوره الدائم كلما ذكرته بوالده وكلما قلت له بأنه يبقى أبيه مهما حدث بينهما .. كما لو انه يخدع نفسه بأنه حقا لم يعد من تلك العائلة .. انت منهم بيتر ومازلت تحمل دمهم وحتى عاداتهم وتقاليدهم للأسف ولكنك لا تريد الاعتراف بهذا.


اجفلت عندما اخرجني من شرودي صوت رنين هاتف بيتر في السيارة .. لكي يضغط بسرعة على الزر الاخضر بلوحة السيارة يجيب المتصل عبر مكبر الصوت حتى لا ينشغل عن قيادته في الطريق .. انطلق صوت مشع بالمرح في انحاء السيارة باللغة الانجليزية ذو لكنة امريكية:" مرحبا صديقي."


ظهرت المفاجأة على بيتر وقد كان واضحا بانه عندما اجاب عن الاتصال لم ينظر الى هوية المتصل لأنه كان شارد الذهن هو الاخر في كلماتي عن والدينا .. اجابه بعدها:" مرحبا روبرت .. مدة طويلة لم اراك فيها."


قال الرجل الامريكي الذي رأيته مرة واحدة في زفافي:" اجل منذ ان تزوجت نسيت كل اصدقائك وحياتك الماضية."


لم يستطع بيتر سوى ان يشاركه الضحك على كلماته تلك لكي ابتسم انا الاخرى لكلماتهم تلك فتتجمد الابتسامة على شفاهي ويتوقف بيتر عن ضحكه ذاك عندما قال روبرت:" اتصل لكي اشكرك .. فمع ان الهدية التي وعدتني بها في زفافك ارسلتها لي متأخرة جدا والواضح بانك تذكرت فقط هذا الاسبوع بانه عليك وعد لم تنفذه بعد لكي ترسل لي زجاجة الشمبانيا الفرنسية .. لكنها كانت اكثر من رائعة .. ذوقك في الشراب لا يستطيع احد منافستك فيه يا رجل."


بقيت احدق في وجه بيتر بعينان تكادان تخرجان من محجريهما وهو الاخر حاول اخفاء ارتباكه لنظراتي تلك قبل ان يتحدث بصوت جليدي قائلا لروبرت:" لم اخبرك روبرت بأن زوجتي تستمع الى محادثتنا وهي تبلغك سلامها."


نظر الي بيتر في تلك اللحظة فوجد نظراتي مازالت متجمدة عليه .. روبرت هو الاخر صمت لثوان طويلة .. وكأنه قد فهم جملة بيتر المبطنة المعنى .. لكي اسخر من نفسي في تلك اللحظة متأكدة من ان روبرت يعلم جيدا بحساسية الموقف ولذلك لم يكشف وعد صديقه له في حفل الزفاف امامي عندما همس له في اذنه بعيدا عني لكي يكتفي فقط بالضحك على صديقه المولع بالشراب الفاخر .. بعد دقائق طويلة جدا من الصمت ظننتها لن تنتهي تكلم روبرت اخيرا قائلا:" انت ايضا بلغ لزوجتك سلامي." وعندما لم يجبه بيتر اكمل قائلا بصوت هادئ هدوء الموتى:" علي الذهاب الان بيتر .. اتصل بك فيما بعد."


"الى اللقاء." قال له ذلك بيتر بهدوء لكي يغلق الخط .. ولم تكن هناك أي تعبيرات على وجهه وهو يكمل قيادة السيارة .. تحدث بعد دقائق من الصمت المؤلم وبكل هدوء وبرود قال وعيناه مسلطتان على الطريق امامه:" لا تنظري الي بهذه الطريقة."


قلت له بصوت خرج خافتا ولكنه يحمل من الغضب ما يحطم الجبال .. فقد كنت عندما اغضب اصبح أكثر من هادئة لدرجة مخيفة:" وكيف علي ان انظر اليك وانا اكتشف بأنك تخدعني منذ شهور؟"


زفر الهواء بحنق وهو يلتفت الي ويقول:" سارة ارجوك .. انها فقط زجاجة شمبانيا اشتريتها له وارسلتها كهدية لصديقي .. انا لم اشربها."


"كم مرة اخبرتك بانه محرم شراء الكحول وليس فقط شربه؟؟"


"نسيت."


صحت قائلة:" بالله عليك بيتر .. هل تسخر مني بِعُذرك هذا؟"


لكي يقابلني هو بصياحه قائلا بغضب:" بالله عليك انت سارة ان تتوقفي عن مراقبة كل تحركاتي.. أنا لست مضطرا لإعطاء تفسيرات عن كل ما اقوم به .. هذا كثير وبدأت اشعر به يخنقني."


يخنقك؟؟ همست بذلك لنفسي غير مصدقة كلمته تلك .. انا اخنقه؟؟ عندها هتفت بصوت خافت صارم:" بيتر اوقف السيارة الان."


هو الاخر دل فعلا بأنه كان يعني كلمته تلك بالحرف الواحد عندما لم يتردد بإيقاف السيارة جانبا .. عندها امسكت بحقيبتي وفتحت الباب لكي اخرج من تلك السيارة .. اغلقت الباب بقوة لكي التفت بسرعة الى الامام .. ولم اعرف لحظتها كيف شعرت فجأة بأن كل شيء يدور من حولي وقد تشوشت علي الرؤية .. رمشت بعيني عدة مرات لكي استطيع بصعوبة ان ابتعد عن سيارته واقف بقرب سيارة اخرى كانت متوقفة بجانب الرصيف .. استندت عليها ولم اكن اعرف ما يحصل لي في تلك اللحظة ولكنني كنت متأكدة بانه مازال يراقبني من داخل سيارته .. لكي اكز على أسناني بعد ثوان معدودة وافتح عيني ارغم نفسي على المشي الى الامام بدون ان التفت اليه .. ولم اتوقف الا عندما شعرت بصوت محرك سيارته يصدر صوتا قويا وهو ينطلق بها بسرعة مجنونة مارا بجانبي وراحلا بغضب تاركا إياي لوحدي.


...................


اسيل



يا للعار .. اصبحت مفضوحة المشاعر امام حسناء .. وغد وبعد غد وفي الايام القادمة ستتعرى دواخلي النفسية امام من؟؟ امام سارة ام عثمان الذي اصلا يشك في مشاعري الخاصة اتجاه رشيد امام من بالضبط سيتعرى قلبي؟؟


قلت وانا اغرز اظافري بقوة في كفاي واضرب فخذاي بقبضتي يداي:" حمقاء .. بلهاء .. اصبح الكل يعلم بأنك تحبينه .. حتى رشيد نفسه كشف حقيقتك لهذا يسهل عليه تعذيبك وجعلك تطيعينه بدون ادنى مقاومة .. ايتها الحمقاء ماذا لو علموا المصيبة الكبرى وهي انك اصلا متزوجة الان من رشيد."


"اسيل."


انتفضت مذعورة في مكاني وانا اقف على قدمي بسرعة قياسية .. نظرت الى دانييل للحظات قبل ان اهدأ من نفسي عندما تذكرت بانني كنت اطلق العنان لأفكاري بصوت مرتفع لكن بالعربية .. لم يفهم كلماتي بكل تأكيد ولن يفضح سري الذي اصبح يهددني به قلبي الضعيف.


"هل انت بخير؟"


حتى عندما لم يفهم كلماتي الا انه كان قد احس وارتاب لمنظري الجالس على مقعد حديقة المشفى متشنجة العضلات وامارات الغضب والعنف متجسدة على وجهي .. لكني مثلت الهدوء عليه وتظاهرت بابتسامة مؤدبة وانا اجيبه:" بخير دانييل .. فقط متوترة من كل ما يحصل."


"ومن لا." قال ذلك وقد ظهر عليه الشرود في مشاكله التي كانت تجعله غير واعي حقا لما يدور من حوله .. لذلك لم يصر على معرفة سبب تصرفي الغريب ذاك مع نفسي .. بل التفت الي مجددا وسألني قائلا:" كيف حالها؟ وهل تقبلت هديتي؟"


طأطأت برأسي وانا اجيبه من دون النظر الى عينيه حتى لا ارى الالم فيهما جراء ما كنت سأقوله له:" للأسف ما زالت مصرة على الا تراك."


لم اسمع جوابه وطال انتظاري له لثواني طويلة قبل ان ارفع رأسي اليه وأتكلم ثانية اقول له بلطف:" لا تيأس فهي ستسامحك؟"


نظر الي بحدة لم تكن موجهة لي ولا لحسناء التي تعذبه بمنعه عنها بل حدة علمت أنها موجهة لنفسه عندما قال بنبرة لوم لنفسه:" متى؟؟ متى ستسامحني؟ انا اريد الاطمئنان عليها وعلى طفلتي الكل فعل الا انا .. اليس انا اول واحد يجب ان يكون بجانبها الان يأخذ بيدها ويهدئها ويَعدها بأن كل شيء سيصبح افضل في حياتها؟؟" لم اجد ما اجيبه به حتى عندما سمعته يقول:" انها تريد جعلي ادفع ثمن ما فعلته بها .. حسنا لقد دفعته ومازلت ادفعه الا يكفيها عذاب ضميري؟؟ اخبريها بأنني لن اسامح نفسي ابدا حتى لو سامحتني هي .. لذلك فلتكن مطمئنة أنني سأبقى ادفع ثمن ما فعلته للابد."


لم اجد نفسي سوى انني انظر اليه بتوسل قائلة:" اعطيها المزيد من الوقت ارجوك دانييل فأنا وأنت نعرف تماما أنه مهما بلغ ألمنا قوة فلن يستطيع ان يصل لدرجة ما مرت به هي من ألم شديد .. دانييل انها المرة الثانية التي تتعرض لأقوى الصدمات في حياتها لكي ينتهي بها الامر وهي تقتل رشيد .. هل تظن بأن هذا كان سهلا عليها؟"


هتف بلوعة متألمة:" اعرف اسيل اعرف بأن ما تمر به لا يحتمل ولكن الا تزيد هي من عذاب نفسها وعذابي بابتعادها عني؟"


لم اجبه بل التزمت الصمت لوقت طويل لم اعرف الى متى امتد وانا افكر بصمت واسمع انفاس دانييل المضطربة الغاضبة من ما يحدث معه .. لن الومه ولن الومها .. الاثنين معهما حق فيما يقولانه ولكن كيف سنصل الى نتيجة لهذه المعضلة؟؟ يبدوا حلها صعبا جدا ولكنني مع ذلك نظرت بعد حين الى دانييل الذي كان يحدق امامه بشرود أليم وقلت له بخفوت هادئ:" اتعرف دانييل؟؟ احيانا اشعر بأن حسناء ترفض رؤيتك ليست فقط لأنها متألمة منك بل لأنها لا تستطيع مواجهتك .. لقد واجهت الجميع بحالتها هذه ولكن انت وكما فعلت من قبل عندما اخفت عنك انت بالضبط حقيقة ما حصل لها مع رشيد في عيد ميلادها فهي الان لا تريدك ان تراها وقد قتلت رشيد الذي هاجمها من جديد .. هذا يدل على قوة حبها لك الذي يجعلها لا تريدك ان تراها بحالة قد تزعزع فكرتك عنها .. عن حبيبتك الهادئة الخالية من المتاعب."


حرك رأسه وهو يمسك بجبينه غير مصدق لما سمعه مني ثم يقول بعدها:" ليس ثانية .. كم مرة علي ان اقول لها بأنني أنا وهي شخص واحد لا يجب ان نتشارك فقط سعادتنا وافراحنا بل ايضا احزاننا وآلامنا ولكنها لا تفهم .. تريد فقط ان تظهر لي تلك الصورة الخالية من العيوب .. لا تفهم بأنني لا ارى فيها عيوبا حتى لو كانت .. لا تفهم بأنني سأتفهم كل ما يحصل لها بل فقط عليها ان تفتح لي قلبها بالكامل."


"اتبعني دانييل."


قلت ذلك بسرعة مما فاجأه وجعله يسألني عن السبب ولكنني لم اجبه اذ ركضت عائدة الى داخل المشفى لكي اسمع بعدها خطواته السريعة تلحق بي وعندما وصلنا الى غرفة حسناء دخلت اليها بينما هو توقف تلقائيا وقد صار مبرمجا على ان حدوده عند عتبة باب غرفة حسناء ولا يجب عليه تجاوزها .. ابتسمت بعد ان أطليت برأسي عليها بهدوء كبير وقد وجدتها بالحالة التي توقعت .. عدت أدراجي ببطء الى دانييل في الخارج وعندما وقفت امامه قلت:" انها نائمة الان بإمكانك الاطمئنان عليها الان بنفسك من دون ان تحس بك فنومها قد اصبح ثقيلا في الآونة الاخيرة."


هتف غير مصدق:" بدون موافقتها."


مططت شفتي بنفاذ صبر من رفضه وقلت له بعدها:" انها فرصتك الوحيدة دانييل لكي تراها الان .. فلا تضيعها فهي لن تعرف بوجودك في غرفتها."


ظهرت على ملامحه الموافقة على كلامي واستيعابه لما اقول .. لكي ينتهز فرصته ويقترب من الغرفة وهناك وقف في طريقه الشرطي يقول:" ليس لديك اذن من الطبيب بالدخول اليها."


رأيت كيف كز دانييل على اسنانه بقوة وقد كان اكثر مني يشعر بالملل المغيظ من مراقبة الشرطة لحسناء ولكل من يدخل ويخرج من غرفتها لكنه قال بهدوء محافظ عليه من اجل حبيبته:" انها فقط بضع دقائق سأرى فيها زوجتي واخرج بعدها."


"غير ممكن الا بعد اذن الطبيب سيد دانييل."


عندها انا من انفجرت بغضبي لإصرار الشرطي على عرقلة مخططي: "هل عليه ان يطلب الاذن لرؤية زوجته لبضع دقائق يا هذا."


تحرك الشرطي في مكانه بطريقة انبأتني بأنني كنت وقحة معه في الكلام وقبل ان يجيبني بصوت محذر .. قاطعه صوت اخر بنبرة صارمة:" هل من خطب؟"


نظرنا ثلاثتنا الى الطبيبة التي اتت من خلفنا وعندها سبقني دانييل الى الحديث قائلا:" دكتورة كريستينا .. ارجوك اريد رؤيتها لدقائق قليلة اطمئن عليها بنفسي .. اكاد اجن وانا هنا غير قادر على رؤية زوجتي."


تحدثت بنبرة متأسفة قائلة:" لا استطيع ان ارغمها على رؤيتك سيد دانييل .. انها هي من لا تريد لقائك ولست انا من امنع هذا."


هتفتُ عندها قائلة:" دكتورة كريستينا .. انه سيراها فقط لبضع دقائق وهي لن تعرف بهذا لأنها نائمة بعمق .. فقط ساعديه لكي يطمئن قلبه."


اعقبني دانييل على كلامي بسرعة قائلا لطبيبة وقد بدأ يستغل فرصة اهتمامها لكلامنا:" انا وزوجتي نحب بضعنا بقوة .. ما حصل بيننا فقط سوء فهم جعلها تغضب مني .. لا تظني ارجوك بأنها تخاف مني وتكرهني او أي شيء من هذا القبيل."


لم يتوقع دانييل اجابة الطبيبة عندما اكدت كلامه قائلة:" اعرف جيدا بأنها تحبك فهي بنفسها اخبرتني بهذا ولكنها متألمة منك بشدة."


تنفس دانييل بضيق لكي يستدير بيأس لكنني لم أيأس مثله بل حاولت اقناعها ثانية:" ارجوك علينا مساعدتهما لكي يعودا الى بعض وليس المساهمة في تفريقهما .. انا اعرف اختي ومتأكدة بأنها عندما تكون بقرب زوجها فستتحسن نفسيتها اكثر."


لانت ملامحها كثيرا .. وظلت صامتة للحظات قبل ان تزم شفتيها وتقول اخيرا:" حسنا بإمكانه الدخول اليها لكن فقط لبضع دقائق واتمنى فعلا بألا تشعر به .. فلا اريد ان اعود خطوات الى الوراء بعلاجي معها."


استدار دانييل ينظر من جديد الى الطبيبة النفسية وعلى ملامحه تعبيرات عدم التصديق بأنها سمحت له برؤية حبيبته أخيرا .. عندها ابتسمت ملئ فمي وانا احثه بحماس قائلة:" هيا دانييل انها فرصتك."


اقترب دانييل منا من جديد وقبل ان يقترب اكثر من الباب اوقفته الممرضة بقولها:" من الافضل بان ترافقك اختها وتناديني ان حصل أي شيء لا تشتهيه سُفننا."

....................

يتبع...


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 03-12-12, 12:37 AM   #7537

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

وافق دانييل على كلام الطبيبة وانا الاخرى اومأتُ لها لكي اتقدمه الى غرفتها وافتح الباب ببطء شديد بعد ان أقفل الشرطي فمه وازاح لنا جانبا لسماعه بنفسه الطبيبة وهي تأذن لدانييل بالدخول غرفة حسناء .. وعندما تأكدت من انها ما تزال نائمة التفت الى دانييل وحثثته على التقدم الى الداخل .. اغلقت الباب خلفنا لكي ارى بعدها دانييل متجمد في مكانه غير قادر على الاقتراب من حسناء .. يُحدق فيها بألم شديد عندما شاهدها نائمة فوق السرير الطبي بإرهاق كبير .. بطنها التي اصبحت كبالون صغير تحت الشرشف الابيض الذي كان يصل حتى صدرها ويدها تضعها عليها وأناملها تمسك بوردة حمراء التي كانت من باقة دانييل .. وهي تضم بذارعها الاخرى الدب المحشو اليها .. دليل اخر على انها مازالت هائمة في حبه .. لكنها مثلما ملكت القوة للتخلص من كوابيس رشيد بيديها تعلمت ايضا كيف تدافع عن كبريائها كأي انثى مجروحة من حبيبها .. اخيرا بعد ثوان من تجمده في التحديق فيها من مكانه .. تحرك بجسده متقدما منها ببطء شديد حتى لا يزعج نومها .. تبعته ببطء انا الاخرى لكي ابقى بعيدة عنه بضع خطوات اعطيه بعضا من الخصوصية معها وقد توقف بجانب سريرها .. كانت تتنفس انفاسا ثقيلة مستغرقة في النوم العميق بسبب ادويتها وتعبها النفسي ومجهوداتها اليومية مع الطبيب حتى تتجاوز كليا ما حصل لها .. نظرت الى يده التي مدها اليها حتى يلمسها ولكنه تراجع بيده وكأنما خاف من ان تؤذي لمسته بشرتها الرقيقة الهشة .. قبل ان تقسوا نظراته فجأة بعد ان كانت رقيقة معذبة بالذنب .. قطبت جبيني وانا احاول فهم سبب قسوة ملامحه المفاجئة لكي اتتبع عينيه فاراهما تحدقان في وجهها يرى الكدمات الصفراء عليه والتي كانت زرقاء في الايام الاولى بعد الحادثة مما كان يثبت اعتداء رشيد عليها جسديا وضربه لها بوحشية .. لكي ينظر الى كفها الذي غيروا لها الضمادة الكبيرة بلاصق طبي كبير ابيض لوشك التئام جرحها الكبير .. عندها تجرأ على لمس يدها التي كانت تحتضن وردة الجوري الرقيقة بين اناملها الرقيقة وقد تغيرت مرة اخرى قسوة نظراته لكي يطغى عليها العذاب الشديد بسب لومه لنفسه لما حصل معها .. اردت ان اقول له لحظتها بأن ما حصل ليس ذنبه .. لكنني تراجعت عن ذلك عندما شعرت بأنه لن يريد ان يستمع لأي احد في تلك اللحظات غير انفاس زوجته الثقيلة بالألم .. لمس وجنتها برقة شديدة وهو يمرر صعودا ونزولا انامله عليها بهدوء بالغ لم يوقظها به بل زاد من تهدئة انفاسها وكأن لمساته سحرية تجعلها تنعم بنوم مليء بالسلام والطمأنينة.. رأيته بعدها يجثوا على ركبتيه امامها لكي يمسك بيدها ويقبله بهدوء ويضع جبينه عليه بدون ان يثقل على تلك اليد الصغيرة .. كان متألما بشدة ولم استطع تحمل رؤية ألمه أكثر من ما فعلت لذلك قررت ان افعل شيئا للتخفيف عنه فتكلمت بخفوت قائلة:" أختي ستكون بخير عن قريب."


رفع رأسه دلالة على سماعه لكلماتي بعد ان ظننت بان جموده ذاك جعله ينخرط في عالم اخر من الحزن لا يستطيع احدا اخراجه منه .. لكنني علمت بانه لم يخرج لا من حزنه ولا من غضبه عندما قال بصوت كان هادرا بخفوت لكنه كان يحمل كما هائلا من الغضب الاسود:" اتمنى لو كان مازال على قيد الحياة .. فقط لشيء واحد حتى اقتله بيدي هاتين."


رأيته يتلمس بعدها كفها المجروحة وعندها قلت بارتباك محاولة تهدئة غضبه ذاك:" دانييل ذلك الجرح هي من فعلته بنفسها غير متعمدة ذلك طبعا عندما أرادت تهديده بقطعة زجاج صغيرة .. هذا ما قالته لي..."


جملتي الاخيرة الخرقاء تمتمت بها فقط وانا اطأطأ برأسي للأرض وقد شعرت بغباوة كلماتي .. ما نفع ان اهدأ غضبه عندما أخبره بأنها جرحت نفسها وهي تدافع عن طفلتهما؟؟ فهذا لم يزيده سوى عذابا وهو يتخيل كم كانت تعاني في تلك اللحظات لوحدها بينما هو بعيد عنها .. رفعت رأسي انظر اليه من جديد عندما سمعته يتأوه الما وهو يخفي وجهه في يدها بينما يده كانت هذه المرة على بطنها وكأنه يريد ان يطمئن بذلك عن طفلته قبل أن اسمعه يهمس:" اسف طفلتي سامحيني ارجوك." لم استطع ان افهم معنى اسفه لطفلته في البداية لكي افسره على انه بسبب تركه لوالدتها وحدها تدافع عنها .. لكنني توقفت نهائيا عن التفكير بكلماته تلك وانا احبس انفاسي وقد استقام هو الاخر بسرعة البرق واقفا على قدميه عندما سقطت الوردة على الارض بعد ان كانت على السرير بسبب تحرك حسناء تلقائيا اثناء نومها .. تستلقي على جانبها مما جعل دانييل يرتد خطوتين الى الوراء بهدوء شديد في نفس الوقت التي زفرتُ انا فيه الهواء بارتياح عندما لم تستيقظ من نومها قبل ان اسمع سعالها الضعيف فركضت ناحيتها وقد كانت تولينا ظهرها في تلك اللحظات .. وقفت امامها على الجانب الثاني من السرير .. اراها تقطب جبينها في نومها وقد بدأت تستيقظ بانزعاج .. نظرت الى دانييل في تلك اللحظة وهو يكتم انفاسه حتى لا تشعر به .. قبل ان اعاود كتم انفاسي أنا الاخرى عندما فتحت عينيها ببطء لكي تتحدث بصوت ناعس ببحة متعبة:" هذه انت اسيل؟"


اقتربت منها برأسي قليلا وربتت على وجنتها وانا اقول:" اجل حبيبتي هذه انا."


تحدثت ثانية بصوت متحجرش وهي ترمش بعينيها:" اشعر بالعطش .. هل تناوليني كوبا من الماء لو سمحت؟"


"بالطبع حبيبتي." قلت ذلك وانا التفت الى المنضدة التي بجانبي .. اخذت قنينة الماء لكي افتحها واصب منها في الكاس وقبل ان اقدمه اليها نظرت الى دانييل الذي كان قد وصل عند الباب .. اشفقت عليه عندما رأيت نظراته الحزينة تلك لأنه لا يستطيع حتى ان يكون مع زوجته بعلمها وبرضاها .. فتح الباب ببطء لم تشعر به حسناء وحتى عندما خرج واغلقه ورائه لم يصدر أية صوت مما جعلني اساعدها بهدوء على الجلوس فوق سريرها حتى أسقيها الماء.


سألتني بعدها:" اين والدي؟"


"لقد ذهب بعد مكالمته مع والديه الى المحامي." ثم اضفت اطمئنها:" فقط امر اعتيادي يطمئن على امور القضية ومجرياتها."


اومأت لي بإرهاق وهي تحاول ان تعدل الوسادة من خلفها فاقتربت منها بسرعة وطالبتها بالهدوء لكي اعدل لها أنا الوسادة حتى تستلقي براحة اكبر على ظهرها تنظر الي بصمت .. وبعد ثوان معدودة تكلمتُ بمرح قائلة:" اراك تضمين هدية حبيبك."


تأوهتُ مدعية الالم عندما رمت الدب المحشو علي بحنق فتلقفته بيدي وانا اقول لها:" ليس ذنبي ان كنت لا تستطيعين كرهه كما تدعين."


"ستصمتين ام ابدأ انا الاخرى بالحديث عنك وعن رشيد الحب الصامت."


تلاشت كل تعبيرات المرح من على وجهي لكي اطالبها بوجوم قائلة:" يكفي حديثا في موضوع ليس له أي صلة بالواقع."


هزت كتفيها مدعية عدم المبالاة بينما عيناها كانتا تلمعان فضولا .. لكنني انتهزت فرصة صمتها لكي اغير الموضوع نهائيا عن رجالنا الذين كانوا قناصين محترفين بسهومهم المدببة الحادة لقلوبنا الصغيرة .. تحدثنا باي شيء غيرهم بل كل واحدة فينا كانت تتهرب من موضوع زوجها بطرق مفضوحة للأخرى .. حتى لا تؤلم قلبها بالحديث عن حبها الاول والاخير .. وفي النهاية انتهت زياراتي بتوديعي لها بعد ان دخلت الطبيبة النفسية عندها للجلوس معها كما تفعل كل يوم من اجل التحدث معها عن أحوالها النفسية .


خرجت من المشفى عائدة الى البيت بواسطة الحافلة لان والدي الذي كان قد اتى بي صباحا الى المشفى كان قد ذهب قبلي .. وطبعا التقيت بدانييل قبل خروجي والذي عرض علي أن يوصلني بسيارته للبيت لكنني كنت عنيدة في رفض طلبه وقد اجبرته على البقاء في المشفى فزوجته بحاجة اليه اكثر من أي احد اخر .. ربما تحتاج شيئا وتجده هو بالقرب منها في تلك اللحظة.


كنت انظر عبر نافذة الحافلة التي كان بها القليل من الناس وكل واحد يجلس في زاوية منفرد فيها بنفسه. توقفت الحافلة عند الضوء الاحمر لإشارة المرور .. فبقيت انظر بصمت ورأسي مسندا على النافذة .. افكر فيه .. وانا اردد نفس السؤال في داخلي .. اين انت يا رشيد؟


ذكرته فحضر .. اول ردة فعل طرأت على عقلي عندما رأيت ذلك الشخص الذي اعرفه كما اعرف نفسي واستطيع تمييزه دون غيره اينما كان .. استقمت بسرعة برأسي انظر الى ذلك الرجل الواقف على الرصيف امام امرأة تحمل بين ذراعيها طفلا صغيرا .. كان واضحا بأنهما مشغولين بحديث طويل مع بعضهما .. احسست بدوار في تلك اللحظة لكنني وجدت نفسي ابتلع ريقي قبل ان اتصرف بسرعة واجد نفسي اقف على قدمي وانا ارن جرس الحافلة .. لكي يتوقف بي السائق بعد ان انطلق الضوء الاخضر لإشارة المرور في المحطة التالية للحافلة .. نزلت منها بسرعة وركضت عائدة الى ذلك الرصيف الذي لم تكن المحطة التي توقفت فيها بعيدة عنه كثيرا .. ركضت كالمجنونة وشكي يكاد يقتلني بينما خصلاتي المموجة تتطاير مع الريح بجنون .. توقفت على الرصيف المقابل للرصيف الثاني حيث وجدتهما ما يزالان يقفان في مكانهما ورشيد يظهر عليه التركيز الشديد على كلامها .. بينما شعرها الاسود يتطاير أمامها هو الاخر بفعل الريح .. مما لمست بعض من خصلاتها الطويلة وجهه لكي يبعد تلك الخصلات بيده تلقائيا عن ذقنه وهي الاخرى وضعت خصلات شعرها تلك خلف اذنها تحاول منعها من التمرد على وجه حبيبي انا وزوجي انا .. قلت ذلك وانا اكز على اسناني بغيرة مجنونة استعرت بداخلي خصوصا عندما رأيتها تعطيه الطفل الصغير لكي يحمله بين ذراعيه بهدوء وحنان غريب استطعت ان اراه في مكاني وانا على الرصيف الثاني .. يحدق في الطفل لكي يبتسم له .. ابتسم .. احسست بأنني اغرز أظافري في كفاي وانا اراه لأول مرة يرسم ابتسامة حقيقية على وجهه وجهها لذلك الطفل .. لكي انطق غير مصدقة:" طفله." ثم نظرت الى المرأة التي كانت تفتح حقيبة الطفل الصغير في يدها لكي تجلب له شيئا ما .. فتأكد لي بأنها زوجته .. نظرت اليهما معا .. الاب يحمل طفله بحنان والام ترعاهما .. يا للعائلة السعيدة ..


وانا؟؟ اين انا من كل هذا؟؟


سألت ذلك نفسي بقوة .. "انا ايضا زوجته .. بل هو زوجي انا .. انا لوحدي." قلت ذلك بغضب اعمى لم اعرفه من قبل غير مهتمة لقدمي اللتين تحركتا للأمام تعبران الطريق التي كانت تمر عليها سيارات كثيرة .. لكي اصرخ بقوة عندما افزعني صوت مكابح سيارة توقفت فجاة وبقوة كبيرة على بُعدٍ صغير مني وقد كادت ان تدهسني بعجلاتها .. نظرت الى سائقها بضياع وهو يشتم بغضب ويطلق اصوات ابواق سيارته علي حتى ابتعد عن الطريق بعدما كدت اورطه في مشكلة قتل فتاة خرقاء غير مهتمة بحياتها وهي تعبر طريق السيارات بتلك الطريقة المتهورة .. ابعدت انظاري عن السيارة التي كادت تقتلني لكي اعيد نظري بلهفة الى رشيد غير مهتمة لغضب السائق .. فوجدته ينظر الي هو والمرأة التي كانت شابة في نفس عمري .. كان ينظر الي وقد تفاجأ بمنظري ذاك بين السيارات قادمة اليه كالمجنونة .. بقيت احدق فيه بدموع تحرق عيناي لكنني رفضت بأن تنزل وتفضح ألمي .. بل تحركت اليه اتقدم بخطوات تعميها الغضب .. وقفت امامه أنقل نظراتي منه الى طفله الصغير الذي كان يحمله بين ذراعيه .. التفت بعدها الى زوجته وبقيت احدق فيها مطولا بينما هي كانت تنظر الي بتوجس من نظرات امرأة غريبة تكاد تحرقها بعينيها الاهبتين غضبا أسودا .. شعرت المرأة بالارتباك الشديد لعيني اللتين لم تزحزحا عنها .. فنظرتْ عندها خلف كتفي حيث كان رشيد ورائي يحمل طفله ينتظر ردة فعلي الذي لم يكن يعرف كيف ستكون .. مسكينة المرأة بنظراتها المضطربة وهي تطالب رشيد بصمت بأن يفهمها ما يحصل .. ويخلصها من نظراتي النارية .. غير مدركة بأنني لم اكن افكر بأذيتها .. فهي ضحية رشيد مثلي انا .. او ربما اكثر لانها لا تعرف حقيقته كما اعرفها انا والتي عندما رأيتها على ارض الواقع استعر الجنون في نفسي .. قلت مع نفسي وانا أتأمل ملامحها .. رغم اناقتها الا ان جمالها عادي .. انا افوقها جمالا .. لكنني عدت وعضضت على شفتي بقسوة عندما حدثني صوت المنطق طاغيا على غضبي قائلا لي .. تتحدثين اسيل وكأنها خطفت منك زوجك وهي المراة العادية الجمال .. استفيقي اسيل .. انت من خطفت منها زوجها وليس العكس .. فهي الزوجة الاولى وأم ابنه .. لا بد انه تزوجها قبل ان يعرفك .. لكنني عدت ونهرت ذلك الصوت القاسي الذي كان يؤلم قلبي في داخلي .. انا لم اخطفه منها .. بل هو الذي خطف حياتي مني وحكم علي بالتعاسة عندما ارغمني بالزواج منه .. اجابني ثانية ذلك الصوت الذي كنت اكرهه للغاية .. اذا انت تبقين المرأة الجميلة التي رغب بها وتزوجها حتى يشبع رغباته لا اكثر.


"هذا فقط في أحلامه." قلت ذلك لصوت عقلي ذاك منتصرة عليه وانا ألتفت الى رشيد وقد جزمت بأنني سمعت في تلك اللحظة زفرة ارتياح كان مصدرها زوجته عندما ابعدت نظراتي الشرسة عنها اخيرا .. نظرت اليه وقلت بسخرية قاسية:" منظرك جميل جدا وانت تحمل ذلك الطفل بين ذراعيك .. الن تعرفني عليه؟؟"


زاد من رفع رأسه لي ببرود اغاظني بشدة .. وبدون ان يرف له جفن واحد قال بهدوء لا يصدق:" ما الذي تريدينه الان؟"


"ما الذي اريده؟" ردت ذلك وانا الوي شفتي مدعية التفكير العميق .. لكي اقول بعدها بحدة كبيرة بالكاد استطعت كتم صراخي الذي كنت اريد ان اطلقه عليه:" دعنا نرى ما الذي اريد فعله الان؟"


اعقبت جملتي تلك بالتفاتة قوية ناحية المرأة التي انتفضت من نظراتي التي لم تكن تبشر خيرا ابدا .. وقلت لها:" تريدين ان يصبح ابنك مثل رشيد؟؟ خائن مخادع مثل والده؟"


عندها نطقت المرأة اخيرا بصوت غاضب:" من انت حتى تتحدثي عن والد ابني بهذه الطريقة؟"


انطلقت ضحكة مجنونة من بين شفتي كلها مرارة وحزن .. وانا اتوقف عن الضحك وقد بقيت الابتسامة القاسية تحتل وجهي عندما رأيتها تنقل نظراتها مني الى رشيد وتقول له:" هل يمكنك ان تفهمني ما الذي يحصل ومن هذه المرأة؟"


" بسرعة اقتربا."


كانت تلك كلماته على الهاتف لكي يغلقه بسرعة .. متجاهلا سؤال زوجته ذاك وهو يقترب منها بسرعة متجاوزا اياي بكل بسهولة .. كان الغضب قد ظهر على ملامحه وجعلها متوحشة مخيفة لكنه كان صامتا مسيطرا على غضبه وهو يعطي الطفل ذو الشهور الاولى من حياته لوالدته .. اخذت زوجته الطفل منه وهي ما تزال غير قادرة على فهم ما يجري في تلك اللحظات .. سمعته يقول لها بصوت امر:" ادخلي السيارة انت والطفل وابقيا فيها حتى اتي إليكما."


المتني كلماته تلك في صميم قلبي .. لقد اشعرني بأنني حقا لا اعني له شيئا .. بل حتى نفسي لم تكن تطاوعني لكي اقول بانني زوجته .. لم اكن اشعر بان لدي الحق فيه كما لديها هي .. كم تمنيت لحظتها لو ان جاد قتلني في باريس هو واولئك المتوحشون حتى لا يعود رشيد من البعيد لكي ينقذني منهم .. فلا بد بانه كان قد بدأ يستقر مع عائلته الصغيرة وسعيدا لولادة ابنه .. حركت رأسي بقوة انفض عنه افكاري التي كنت الوم بها نفسي فرشيد رجل حقير وكل ما يحصل ذنبه هو .. انقذني من ايادي قذرة حتى اكون له.. قذر جبان يركض وراء رغباته الحقيرة....


"لكن الن تفهمني ما ...."


لم تكمل كلامها اذ ان رشيد افزعها عندما صرخ فيها وقد نفذ صبره ولم يستطع ادعاء البرود والهدوء اكثر من ما فعل:" قلت لك ادخلي الى السيارة."


"حاضر."


وصلت تمتمتها تلك الى مسامعي وهي تضم ابنها لصدرها متوجهة الى السيارة السوداء الضخمة لرشيد .. خضوعها له جعل غضبي يتضاعف وفد ذكرتني بنفسي .. اجل انا كنت مثلها .. فالحب جعلني اكون ضعيفة واتخلى عن قوتي امامه لكي أوافقه عن كل ما كان يأمرني به .. لكن هذا كان في الماضي .. منذ هذه اللحظة التي واجهت فيها عائلته والتي فجرت غضبا كبته لمدة طويلة في داخلي عندما رأيت كيف أنه يحطمنا انا وتلك المرأة وطفله الصغير الجميل ذاك فقط من اجل رغباته هو. عندما ارادت زوجته تجاوزي لكي تدخل الى السيارة .. أمسكت بذراعها في اللحظة التي رأيت فيها سيارة اخرى رباعية الدفع سوداء تتوقف امامنا لكي يخرج منها رجلين مفتولين العضلات .. فحدثهما رشيد بسرعة قائلا:" لا يمكنني الاعتماد على أي احد فحتى انتما تركتماها تثير المشاكل."


ابتسمت باستهزاء وانا ابعد عيني عن الرجلين اللذين اتضح لي بأنهما من يقومان بحراستي بدون ان ادري بوجودهما كظلي."


"سيد رشيد أوامرك كانت ان نراقب السيدة بدون ان تشعر بهذا حتى لا نسبب لها أي إزعاح."


"وتتجرأ على مناقشتي." صرخ بذلك بعصبية بدأ يفلت زمامها كثيرا في الاونة الاخيرة لكي يأمرهما قائلا:" ماذا تنتظران خذوها الى بيتها."


لكنني ظللت امسك بذراع زوجته التي كانت تنظر الي بنظرات غير مصدقة لوقاحتي في تثبيتها في مكانها بتلك القوة .. وقلت للرجلين بصوت عالي حتى يصل الى رشيد:" انا لست طفلة حتى يأخذني احد للبيت .. ثم ماذا رشيد هل تحاول ان تبعدني عنها حتى لا تعرف حقيقتك؟"


"اسيل اطلقي سراحها." قال ذلك بصوت خرج كفحيح الثعبان .. خطير مخيف .. لكنني مع ذلك أبيت ان امتثل لأمره ثانية .. ليس بعد الان فألمي قد فاق الاحتمال .. علي ان اتخلص من لعنة حبه .. لذلك ظللت امسك بذراع المرأة التي امرتني هي الاخرى بارتباك كبير قائلة:" أبعدي يدك هذه عن ذراعي."


"انتظري قليلا حتى تعلمي كيف انك امرأة مخدوعة في كل شيء."


"اسيل قلت لك دعيها .. لن اكرر كلامي مرة اخرى."


ثانية لعبت بالنار بكل شجاعة وتجاهلت تلك النبرة المرعبة التي انطلقت من بين شفاهه .. لكي اقول له من دون ان انظر اليه حتى:" هي لن تتحرك من هنا حتى تعلم حقيقة زواجك بامرأة اخرى."


"اسييييل." سمعت عندها صراخه بإسمي وقد تفجر غضبه لكي اطلق شهقة الم عندما دفعني عن زوجته بقوة لكي اصطدم بسيارته الكبيرة .. قبل ان ارفع راسي اليه بغضب فأجده يقف امامي ورجاله خلفه وزوجته هي الاخرى تضم ابنها اليها تخفي وجهه في صدرها حتى لا يرى ما كانت تشهده عيناها بخوف واضح .. غضبي هو الاخر تفجر كليا في تلك اللحظة عندما صرخت في وجهه:" لم ارى احقر منك ومن جبنك..."


توقفت كلماتي عن الانطلاق بتهور من بين شفتي وقد سيطر صمت مميت على الاجواء بيننا .. الا من شهقة اطلقتها زوجة رشيد الاولى عندما صفعني على خدي أمامهم جميعا .. وضعت يدي على خذي غير مصدقة بأنه قد تجرأ ثانية على ضربي .. لا وهذه المرة قد شهد هذا المنظر المخزي اشخاص عديدون غيرنا انا وهو .. يا الهي .. تمتمت بذلك مع نفسي .. لكي اشعر ثانية بدموعي تحرق مقلتي .. ومع ذلك ابتلعت الم تلك الصفعة بكل قوتي .. واغمضت عيني بشدة لكي افتحهما من جديد وانا ارفع راسي اليهم جميعا انظر اليه بوحشية .. كان ينظر الي من بين انفاسه الغاضبة التي كانت تحرق وجهي .. بينما حراسه كانوا ينظرون من حولهم في الشارع الشبه خال من المارة يدعون تأكدهم من ان لا احد رأى ما فعله زعيمهم بي .. بينما هم في الحقيقة يبعدون اعينهم عن لحظات كانت خصوصية بين زعيمهم وزوجته الجديدة التي يتبعونها طوال الوقت .. نظرت مباشرة في عيني رشيد الذي لم يظهر عليه الندم ابدا لما فعله بل كان واضحا بأنه مستعد لتكرار ما فعله في تلك اللحظة لو عاودت إهانته .. انا الاخرى شعرت بأنني لم اعد قادرة على التظاهر اكثر بالقوة واخفاء جرح قلبي فعندما سأجرب فعل ذلك ستنطلق دموعي هذه المرة بقوة من عيني ليس خوفا منه بل من الالم الذي اصبح عميقا في قلبي .. لذلك لم استطع سوى ان اتمتم قائلة:" اريد الطلاق."


تحدث بهدوء خافت وبصوت لم يخلوا منه الاشمئزاز والكره:" سأضع موعدا مع القاضي لكي يتم الطلاق."


لم اصدق بذلك الشعور الذي شعرت به حينها .. وكأنه صفعني ثانية بكلماته تلك .. صفعة كانت اقوى واقسى من اصابع يده القوية .. شعرت بألم شديد حرقني وجعل دموعي التي قاومتها لوقت طويل تنزل من عيني أخيرا فأشحت بوجهي بسرعة اخفي دموعي عنهم حتى لا يروا خزيي .. مع أنني شككت بأن رشيد قد كشف دموعي تلك بعينيه اللتين تشبهان الصقر في سرعتهما وقوتهما .. ابقيت على نظراتي بعيدا عنه حتى وانا استمع لكلماته التي كانت كالسم يقتلني ببطء:" قللتِ من قيمة نفسك عندما قمت بهذا العرض المخزي امام الجميع لطلب الطلاق .. اشفق عليك لما وصلت اليه ولا اصدق كيف انني تزوجت بفتاة حمقاء مدللة طفولية كثير ان يطلق عليها امرأة ناضجة."


نظرت اليه اخيرا عندما سمعت خطواته تبتعد عني .. وقد استدار راحلا وهو يجر المرأة ورائه والتي جمدتها الصدمات الكثيرة التي تلقتها في وقت قصير .. ادخلها السيارة ورحل بها بعيدا عني تاركا اياي خلفه كبضاعة اشتراها وندم لانه التفت اليها من البداية وكأنه خدع فيها .. اطلقت العنان لدموعي اكثر بصمت قاتل انظر الى تلك السيارة التي ظلت تبتعد حتى اختفت عن انظاري .. لكي اشعر بعدها بيدي الحارسين الذين بقيا معي يحثونني على الدخول الى سيارتهم:" سنوصلك الى البيت سيدة اسيل."

"اتركوني .. اياكم وان تلمسوني." صرخت بذلك بقوة فيهما لكي يسحبا ايديهم من دون ان يبتعدا عني .. فانطلقت عندها شهقاتي القوية وانا استند على السيارة بظهري لكي انزل ببطء بعدها على الارض واجلس عليها ابكي بحرقة كبيرة .. غير فاهمة لما يحصل معي .. فأنا من طلبت الطلاق وانا من اردته بكل قوة .. فلماذا الان هذا الالم والندم لفكرة بأنني لن اعود زوجته؟؟


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 03-12-12, 12:41 AM   #7538

maroska

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر وعضوة القسم السياحى المميزة

alkap ~
 
الصورة الرمزية maroska

? العضوٌ??? » 141454
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 4,911
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » maroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond reputemaroska has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 43 ( الأعضاء 41 والزوار 2) maroska, ‏أمة الله, ‏أم أدهم, ‏*Ay gul*+, ‏sara8639+, ‏غيداء هلال, ‏ساكنة القلوب, ‏Mikane, ‏smile2, ‏markunda, ‏rose.rose, ‏بسنت محمد, ‏بياض القلب, ‏جلاديولس, ‏Njoom+, ‏hager_samir, ‏~*~رانـــيـــة~*~, ‏نهولة, ‏قمره تمر حنا, ‏حياة..., ‏زالاتان, ‏yasser20, ‏Ruru Syr, ‏fracas du silence, ‏أم لجينه, ‏الحب الأول, ‏جــــود~, ‏braa, ‏laraaa+, ‏طال عمري, ‏che, ‏بوعجيب, ‏narjis+, ‏العنود محمد, ‏canad+, ‏marie2000, ‏سحر الخيال, ‏intissar2, ‏عصفورة القلب


انتهى الفصل اعزائي
واتمنى بأن يحوز على اعجابكم
ومن كل قلبي اتمنى بأن ارى مشاركاتكم وارائكم.


maroska غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملوك تحت رحمة العشق

رد مع اقتباس
قديم 03-12-12, 01:14 AM   #7539

Njoom

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية Njoom

? العضوٌ??? » 212832
?  التسِجيلٌ » Nov 2011
? مشَارَ?اتْي » 629
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Njoom has a reputation beyond reputeNjoom has a reputation beyond reputeNjoom has a reputation beyond reputeNjoom has a reputation beyond reputeNjoom has a reputation beyond reputeNjoom has a reputation beyond reputeNjoom has a reputation beyond reputeNjoom has a reputation beyond reputeNjoom has a reputation beyond reputeNjoom has a reputation beyond reputeNjoom has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
¬» اشجع ithad
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

صدمة وربي لو انك قدامي يا مارو تموتي ضحك
لا تعلييييييييييييييييق رشيد وهذا انا اقول رجال وفارس وكذا
واسيل الغيرة عمتك بقووووة بس معقولة يطلقها
مدري ليه حاسه ان هالانسانه اللي معاه مو زوجته او في شي
استوعب اللي صار واعلق مارو
تسلم يدك ؤا عسل
^^


Njoom غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-12-12, 01:15 AM   #7540

nanash

? العضوٌ??? » 276437
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 964
?  نُقآطِيْ » nanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond reputenanash has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

nanash غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مذكرات مغتربات

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:02 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.