22-01-12, 09:49 PM | #1047 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 17 ( الأعضاء 15 والزوار 2) lolla sweety, غناء الروح, petite princesse, بحر الندى+, فـــــيـــــروز, نسيم الغروب, خلود سعد, بنت بلدي, زالاتان, do3a, جارة القمر 2009, نجد العز, مانوش, اوشين, اماني33+ نورتي حياتي .. والله اشتقتلك كتير احتفالاً بوجودك البارت صار جاهز كيف بس وهو يجهز خلال ساعة مو ساعتين ؟؟ هلمّوا يا شعب روايتي الكرام الفصل السابع سينزل خلال لحظات | |||||||
22-01-12, 09:53 PM | #1048 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الفصل السابع أنهت يارا أوراقها وأوراق الجدة قي مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنيّة عمّان .. كانت تشعر بالتوتر وهي تقود الجدة في كرسيها الخاص كي لاتسير لمسافات طويلة ، دقائق قليلة تفصلها عن لقاء هاشم .. زوجها المزعوم . تأكدت من أناقتها في تنورتها البيضاء بالطراز الواسع الغجري وكنزتها الملائمة باللونين الأبيض والمشمي ، كانت تضع شالا أبيضوقد اهتمت بزينة وجهها الخفيفة التي لاتتعدى الماسكارا وقلم الكحل ومطري الشفاه! بدت مختلفة كانت على يقين من ذلك ، لأن إقامتها في أمريكيا بين أفراد العائلة الشريفة علمتها كيف تهتم بنفسها وبأناقتها ، حتى علمتها كيف تتسوق وتجعل من نفسها إنسانة لها حضورها وتسرق الأنظار بتحركاتها وكلماتها .. وحتى بمجرد وجودها في مكان ما. ماإن خرجت حتى بحثت عيناها عن القامة المميزة للشريف ، التقت نظراتهما للحظة قبل أن تبعدهما يارا بحنكة وهي تميل نحو الجدة كي تبتسم لها وهي تشير باتجاه هاشم الذي سار نحوهما ومال محتضناً جدته بدفء خالص .. وتبادل معها بضع كلمات قبل أن يستقيم بوقفته ويرسل نظرة تقييم نحو يارا جعلتها تبتسم برقة وهو يقول لها : - الحمدلله على السلامة .. كانت لتحمر خجلاً وارتباكاً فيما سبق ، لكنها الآن تتمتع بشخصية أكثر قوة وثقة جعلتها تبادله النظرة بأخرى رقيقة وهي ترد عليه بلهجة عملية : - الله يسلمك يارب .. شكراً! لمحت للحظة نظرة حيرة أو حتى ارتباك وهو يستوعب الحدود التي وضعتها بينهما بجملة واحدة فقط ، شعر بها مختلفة جداً، أنيقة جداً، واثقة جداً، والأهم ... قوية جداً! لن تنكر شعور الرضى الذي انتابها وهي ترى الاختلاف في حضورها قد وصله وأدركه بوضوح ، في الواقع لم تتوقع أن تنجح بهذه السرعة! خلال دقائق معدودة استقرت يارا في الكرسي الخلفي ، بينما الجدة جلست بجوار هاشم الذي يبدو بسحره قد أنساها جريمة زواجه بسوزان التي كان من الواضح أن الجدة لاتطيقها! جلوسها في الخلف جعلها قادة على رؤية عينيه المختبة خلف نظارته السوداء ، لكنها لم تستطع كشف اتجاه نظراته التي كانت تظن للحظات أنها تنصب عليها ، لكن انعاس الشمس على عدسات النظارة الداكنة حعلتها غير قادرة أبداً على التأكد من ذلك .. عند وصولهم للقصر وقفت الخادمات في الباب لاستقبال الجدة " سيدة القصر الكبيرة "ونقل حقائبها هي و ممرضتها إلى غرفهما السابقة ، أما سيدة القصر الشابة فلقد مرت دقائق طويلة أثناء جلوسهم في غرفة الجلوس وسألت الجدة عنها عدة مرات ، قبل أن تتكرم وتهبط من غرفتها كي تستقبل جدة زوجها. ما إن دخلت سوزان الغرفة حتى شعرت يارا بنظراتها تخترقها وتقيّمها صعوداً وهبوطاً وقد بدا عليها الاستنكار لجلوس الممرضة في ذات الغرفة مع الجدة والحفيد ، وكأن وجودها كوجود إحدى الخادمات ! شعرت يارا بالاستفزاز فما توقتعته كان صحيحاً سوزان مازالت غير متفهمة لعقد قران هاشم عليها ومن الواضح أيضاً أنها قد احتلت جزءاً كبيراً من تفكيرها ..وتخطيطها ... هذه السوزان ليست مثل سارة أبداً ولا كالسيدة نسرين التي وضعت لها حدوداً دون أن تذلها! اقتربت سوزان من الجدة وهي تقول : - أهلا وسهلاً نورتينا ... الحمد لله على سلامتك! ومالت نحوها كي تقبل وجنتها برقة مصطنعة بدا واضحاً أنها مجبرة عليها ، بالذات مع عيون هاشم التي راقبت تصرفات سوزان كالصقر ، وبتحليل بسيط استنتجت أن هاشم و سوزان قد تجادلا على هذا الاستقبال! تفاجأت بعيني هاشم التي حطت عليها فجأة وكأنه شعر بتفكيرها ، والأدهى أن ضبطها تتأمله وهي ساهمة في أفكارها ، الغريب في الأمر أن السنتين الماضيتين علمتاها أيضاً كيف تستنتج الأمور من أبسط المواقف .. كان من طبيعتها التحليل والغوص في حياة الناس من تصرفاتهم وكلماتهم ، لكنها ازدادت خبرة خلال العامين الماضيين بعد تعاملها مع مجموعة من أمهر الممثلين في المجتمع المخملي ! لم تتفاجئ يارا عندما أهملت سوزان وجودها تماماً واستقرت في إحدى الأرائك دون أن تنظر إليها حتى ، كان من الواضح أنها تحجمها ، وكأنها تريد أن تشعرها أنها لا شيء في هذا المنزل سوى مستخدمة ولن تعاملها يوماً كفرد من أفراد العائلة .. ظهرت ابتسامة بطيئة على شفتي يارا وهي ترى علامات الزهو والانتصار ترتسم بخبث على ملامح سوزان وكأنها حققت إنجازاً عظيماً بما فعلت ، أو حتى كأنها همشت يارا ووضعتها بعيداً عن حياتهم للأبد .. نظرات هاشم التي التقطت تصرف سوزان انتقلت إلى يارا ليضبطها تبتسم بطريقة أذهلته .. هذه الفتاة لم تضعضع سوزان مثقال ذرة من ثقتها بنفسها .. أين ذهبت يارا التي احتمت به واختبأت خلف ظهره وهمست له بتلك ( الهاشم ) التي مازالت إلى اليوم تترد في رأسه ؟ تفاجئ أكثر وهي تبتسم وتقول : - جدة يا عمري .. شو رأيك تطلعي ترتاحي بسريرك عشان ما يشد عليك الروماتيزم بعد قعدة الطيارة! ذهل هاشم من الطريقة التي سحبت فيها يارا الجدة من الجلسة وكأنها تقول لسوزان فلتهنأي بجلوسك وحيدة ، الجدة هي من اختصاصي لن تستأثري بها أبداً .. لكن ذهول هاشم لم يشكل شيئاً أمام الصاعقة التي ضربت رأس سوزان ، وشعرت بانسحاب يارا يستخف بها وبتصرفاتها كلها ! وقفت الجدة المتعبة التي لم تبد واعية لكل ما يدور حولا فمفاصلها كانت قد بدأت تضايقها وقالت بصوت أجش : - الله يسعدلي عينك يا يارا ، دايماً حاسة فيني يا يمّة .. قوم يا هاشم قومني بكفيها يارا تعبتها كتير بهالرحلة .. قالت الجدة كلماتها الأخيرة وهي ترى يارا تقف مقتربة منها كي تساعدها على الوقوف ، ولما اقترب هاشم من جدته تنحت يارا بانتباه وكأنها ترفض أي اتصال أو تلامس قد يحدث بينهما ، رمقها بنظرة عابرة فيها من الاستخفاف والغضب ما أثار توترها وارتباكها .. ألم تتوعد أن لا تثير غضبه كي لاتخضع لتجبره وتعامله السيء معها ؟ سبقتهما نحو المصعد الداخلي ووقفت منتظرة الجدة بعد أن تأكدت أن حقائبهما قد تم نقلها إلى غرفتيهما .. سمعت سوزان تتكلم مع الجدة وتخبرها عن العشاء في الساعة الثامنة مساءً .. نظرت يارا إلى ساعتها لتجد أن الساعة تجاوزت الخامسة .. مازال أمامها الوقت الكافي كي ترتاح و تغتسل براحتها! يتبع | |||||||
22-01-12, 09:56 PM | #1049 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| دخلت غرفتها - بعد أن تأكدت من نوم الجدة - وهي ترفع الشال عن شعرها الذي كانت قد غيّرت قصته ودرجته حول وجهها مضيفة بين خصله بعض اللون العسلي الداكن الذي كان أفتح من لون شعرها الأصلي بدرجة أو اثنتين لا أكثر فبدا شعرها وكأنه بتدرجات لونية هادئة ، حلّت رباط شعرها وحركته بيديها فتموّج حول وجهها بنعومة ، تفاجأت وهي تسمع صوت إنغلاق الباب لتلتفت خلفها وتتفاجئ أكثر بدخول هاشم دون استئذان ، كانت عيناها مفتوحتان بدهشة وهي تسمعه يقول : - بدي أحكيلك هالكلمتين وخليهم على طول ببالك ! رفعت حاجبيها وهي تقول باستعلاء : - عفواً بس حضرتك ما دقيت على الباب قبل ما تدخل ..والأصول بتقول لازم الواحد يستأذن قبل ما يدخل غرفة حدا! أمسكها من مرفقها وشدها نحوه وهو يقول : - أنا بقول سيبك من هالحركات ، ونظراتك هاي إلي بترفرفيلي فيها كل شوي مالها داعي .. حضرتك درست وأخذت ما جستير فهمنا بس العين يا حضرة الممرضة ما بتعلى على الحاجب .. وبحذرك يا يارا من أي مشاكل جاي وببالك تعمليها .. التزمي حدودك بكون أفضل للجميع ! ما إن أنهى كلماته حتى أفلتها فجأة كما أمسكها فجأة ، واضطرت هي أن ترفع شعرها الذي تساقط على وجهها لتجده على وشك الخروج من الباب ، سبقته وقطعت عليه الطريق وهي تقف أمامه وتقول : - أنا ؟؟ أنا يا هاشم بدي أعملك مشاكل ؟؟ ارتفع حاجبه بنظرة غريبة ، هل كان مستمتعاً بما يراه أم أن اسمه من بين شفتيها يداعبه بدغدغة رغماً عنه ، وقال لها بابتسامة ملتوية : - والله وبطلنا كمان نحكي بيك .. وصرنا نحكي هاشم بدون ألقاب ! رفرفت بأهدابها ارتباكاً وهي تقول : - يمكن لإنو الشريف فيصل والشريف ناصر كانوا مصرين إني أحكي معهم بدون ألقاب ! ضم ذراعيه على صدره وهو يبدو مستلذاً بالأخبار التي تمده بها وسأل : - والله ؟؟ هيك لعاد ؟؟ بدون ألقاب !! وشو كنت تناديهم بالله ؟ شعرت بالارتباك من أسلوبه وكأنه كان مستخفاً بها لصغر سنها وبراءتها وأجابت بتلعثم : - كنت أحكي للشريف فيصل .. عمي أبو هاشم .. والشـ قاطعها قبل أن تكمل : - والله ؟؟ عمي أبو هاشم !! يعني زي المسلسلات السورية قصدك .. حماك يعني عمك ؟؟ يعني أنا بدك تحكيلي ابن عمي إذاً ؟؟ أحسن من هاشم شو رأيك ؟؟ هيك أول ما أدخل على البيت بتيجي ركض عالباب وبتحكيلي ( أهلا وسهلا ابن عمي ، تقبر قلبي ابن عمي ، يسلّم عمرك ابن عمي ) .. شعرت لوهلة أنه مستمتع جداً بتخيلها بالصورة التي يتكلم عنها ، تلك الزوجة المتفانية لزوجها والمستعدة لوضعه على رأسها وهي تخدمه بكل ما أوتيت من قوّة .. وبتحليل سريع أدركت أن هاشم رجل لا تمنحه زوجته التقدير الكافي .. ويكاد يذوب على زوجة تهتم به كما اعتاد أن يرى في المسلسلات السورية التي تحكي قصص الحارات القديمة والتي ترضي غرور الرجل وكبرياءه وحبه للتقدير .. وبلحظة جنون وبفضولها الأنثوي الذي يريد أن يرى هاشم أسير كل شيء فيها همست له بلهجتها الشامية المتقنة وبدلع فطري : - هيك بدك ابن عمي ؟؟ بتأمر أمر يا تاج راسي ! الاعصار الذي لمحته في نظراته أشعرها بالرعب ، أظلمت العينان الذهبيتان ليستحيل لونهما داكناً وكأنه ذهب يغلي بلظى النيران .. اقترب منها لكنها ابتعدت بهدوء وهي تضحك بنعومة كي تنهي الموقف وقالت : - كيف بس ؟؟ بزبط الحكي الشامي ما؟؟ أصلاً كتير من صحباتي كانوا يفكروني شامية أو إنو ماما شامية ! وقفتها أمام النافذة جعلت شمس العصر الأخير قبل الغروب تسقط على شعرها ، رأته يضم حاجبيه بتفكير وهو يسألها : - مغيرة لون شعرك ؟ رفعت أناملها نحو خصل شعرها المتناثرة حول وجهها وهمست : - بس عملت خصل ! ظهر الامتعاض واضحاً على وجهه وهو يقول بقرف : - يا الله انتو الستات شو xxxxxين بحالكم .. ليكون قصيتيه كمان ! من شدة قهرها منه لضمه لها مع سوزان بخانة واحدة رغم عدم تصريحه بذلك قالت : - آه قصيته أكتر من مرة .. وقبل ما آجي خليت الكوافيرة تقصرلي إياه مزبوط ! بس عفواً ليش عم تسأل ؟؟ في شي بدك تعرفه يعني ؟ سؤالها أعاده إلى موقعه الصحيح وهو يتنحنح ويسألها بصوت عادي كي يغيّر الموضوع : - صحيح وناصر شو كنت تحكيله ؟ ابتسمت رغماً عنها لذكرى ناصر بشخصيته اللطيفة وقالت : - ناصر أصر إنو ما بده ولا أي نوع من الألقاب .. آل لا سيد ولا بيك ولا حتى أستاذ .. آل ما بصير زملاء دراسة يكون في بينهم أي نوع من الرسميات ! رأت هاشم يتأملها بتقييم وهي تتحدث لأول مرة منذ وصولها بهذه الأريحية وهذا الانطلاق ... حركة عظمة فكه السفلي أنبأتها أنه يشد على أسنانه ، ألهذه الدرجة يغيظه أن يعاملها أحد أفراد عائلته بقليل من الإنسانية والمساواة ، ألهذه الدرجة يعتبرها خطراً على ابن عمه ويضايقه أن تتعامل معه ببساطة ؟؟ أنهى تساؤلاتها وهو يسألها : - إنت درست بنفس جامعته ؟؟ أومأت برأسها موافقة وهي تشرح له : - بصراحة هو ساعدني بكل شي ، قدملي على الجامعة ودعمني بقسم التمريض ، وفهمني كيف استراتيجية التدريس هناك .. بتقدر تقول حطلي رجلي على الطريق الصحيح ! ساد الصمت بعد كلماتها ، كان ينظر إليها بتركيز شديد ، ولما شعر بنظراتها إليه أسر عيناها بعينيه للحظة قصيرة قبل أن يتنحنح وهو يقبض على أكرة الباب ويقول لها بلهجته المعتادة : - متل ما قلت لك ما بدي مشاكل بهالبيت ! ركز نظراته في عينيها وهويضيف : - وبالذات مع سوزان .. لا تحطي راسك براسها .. ماشي ؟؟!! لم يترك لها مجالاً للرد أو الاعتراض حتى ، غادر الغرفة وهي تشعر بغيظ شديد ، لماذا هي دائماً الأسهل بالنسبة له ؟؟ لماذا يجد في تقريعها وتهديدها أمراً بسيطاً وسهلاً لا إشكال فيه ؟ في تمام الثامنة استعدت يارا للعشاء بأن رفعت شعرها على شكل ذيل حصان ، وتركت شعر المقدمة يتهدل بدلال على جبينها ، تأملت صورتها بالمرآة وهي تشعر بالرضا من صورتها البسيطة في بنطال من الجبنز وكنزة قصيرة تصل إلى ردفيها ، وكالعادة زينة وجهها طبيعية لا تتعدى الماسكارا والكحل وملمع الشفاه! توجهت إلى غرفة الجدة كي تصطحبها إلى غرفة الطعام حيث مأدبة العشاء . عندما دخلتا كان هاشم وحده بانتظارهما واعتذر من جدته لغياب سوزان لدقائق قليلة لأنها في نادي الرياضة ، جلسوا حول المائدة ، هاشم على رأسها وعلى جانبه الأيمن الجدة وبجوارها يارا ، وصاروا يحتسون العصير الطبيعي وهو يتبادل مع جدته أطراف الحديث حول أخبار الجميع في أميركا في أثناء انتظارهم لحضور سيدة المنزل الغائبة. يتبع | |||||||
22-01-12, 10:01 PM | #1050 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| عندما دخلت سوزان بزيها الرياضي الذي كان عبارة عن بنطال ضيق يصل لمنتصف الساق مع كنزة رياضية ملائمة وحذاء رياضي من علامة مميزة ، كانت تتمتم بكلمات الاعتذار للجدة بسبب تأخرها ، ولما رأت يارا تشاركهم الجلوس على نفس المائدة تحولت نظراتها إلى هاشم وقالت بحاجب مرفوع بصوت بارد يلائم لون شعرها الأشقر فيما كانت تستقر خلف كرسيها على جانب هاشم الأيسر : - من إيمتى الخدم بشاركونا الوجبات ؟؟ صدر عن يارا شهقة رغماً عنها .. هل نعتتها حقاً بالخادمة ؟!! احمر وجهها قهراً وهي ترفع نظراتها نحو هاشم الذي ضبطته يرسل نظرة نارية نحو زوجته الوقحة ، لكن الجدة سبقتهما وهي تسأل بصوت عالٍ أظهر استياءها : - وينهم الخدم يا ست سوزان ؟؟ وقفت بقهر وهي تقول ليارا : - قومي يمّة نتعشى بغرفتي وتسولفيلي من كتبك يا فهيمة .. قبض هاشم على يد جدته وهو يقول : - له يا جدة .. سوزان مو قصدها شكلها ما انتبهت إنو إلي قاعدين كلهم من أهل البيت ! جلست الجدة إكراماً لحفيدها وهي تقول : - قولتك يمّة شكلها نسيت إنو يارا مرتك الأولى .. وهي الثانية ! هذه المرة سوزان التي وقفت وهي تقول بغضب وقد احتقن وجهها من الانفعال : - والله إلي كتب عليها هاشم بالمونة والترجاية مش متل إلي بتنخطب معززة مكرمة من بيت أهلها ! التفت هاشم نحو زوجته وهدر باسمها بغضب أسود : - سوزان ... ولا كلمة ! لكن يارا المجروحة لم تستطع إلا أن تقف وهي تقول بصوت متحشرج : - معلش أنا تسمحولي ! ووقفت بسرعة البرق وهي تسمع الجدة تقول : - شايف كلام الست مرتك إلي متل السم شو عملت ؟؟ خرجت من الغرفة وصوت هاشم يصلها : - يارا تعالي ... وين رايحة! أهملته وهي تصعد بسرعة نحو غرفتها وقد أعماها الألم ، وتساقطت دموعها بعجز على وجنتيها .. في غرفة الطعام قالت الجدة لهاشم : - والله يا هاشم إن ما بتطلع ورا البنية وبتطيب خاطرها وبترجعها لهون مالي قعدة معك على سفرة طول عمري وأردفت وصوتها يتحشرج قهراً من تلك الفتاة التي لم تحترمها هي أو زوجها : - من هون لربك ياخد وداعته ما بشاركك قعدة بمكان واحد .. شو نحنا ما بنعرف الأدب والأصول! وقف هاشم وهو يقبل رأس جدته ويقول : - له يا غالية .. شو هالكلام .. طلبك عالعين والراس .. وهلأ بجيبلك يارا وهي بتضحك كمان .. بس ما يكون خاطرك إلا طيب! ثم نظر نحو سوزان وقال بحزم : - وإنت بتوزني كلامك منيح قبل ما تحكي .. لإنو إلي ما بحترم ضيفنا ما له أي احترام بيننا! وقفت سوزان بغضب وهي تقول : - أنا وهاي البنت ما بنقعد على طاولة وحدة .. من إيمتى إلي بيخدمونا بيقعدوا معنا ؟؟ قالت لها الجدة بغضب : - ليش هي مش بشر .. والله يارا بتسوى كل بنات الدنيا ورفعت نظراتها نحو هاشم وهي تضيف : - بس عتبك علّي يفهم هالشغلة ! كانت سوزان على وشك أن تقول شيئاً لكن هاشم قاطعها بغضب : - قلتلك ولا كلمة .. هادا إلي ناقص تردي بتم الجدة وتجادليها كمان! وقومة عن هالطاولة مافي .. يا ويلك إذا برجع وما بلاقيكي .. فاهمة ؟؟!! خرجت كلمته الأخيرة كالإعصار قبل أن يغادر الغرفة بغضب وهو لايدري ممن يجب أن يغضب .. لماذا كل هذه التعقيدات تنهال فوق رأسه كالحمم .. عقد قرانه على يارا يثير جنون سوزان حتى قبل وصولها والجدة إلى عمّان. كانت يارا تجلس على طرف سريرها في غرفتها وقد مسحت دموعها وي تأبى لإنسانة فارغة الرأس مثل سوزان أن تهزمها ، وقفت أمام المرآة وهي تعيد رتيب هيئتها قبل أن تعقد العزم على العودة إلى الطابق السفلي كي تستعيد مكانها حول المائدة ، لن تفعل ما تريده تلك المعقدة ، وستثبت لها أن كلماتها عنها لاتعنيها في شيء .. بكل بساطة لأنها ليست معنية بهكذا كلمات .. فهاشم خطبها من والدتها ولم تطلب هي منه ذلك أبداً .. المشكلة أنها لاتستطيع فك ارتباطهما لأنها مازالت طرية العود حالياً ، أين ستقيم وماذا ستكون ردة فعل الجدة وماذنبها بكل هذه التعقيدات التي كان سببها في الأساس تعقيدات حياتها هي .. يارا! فتحت الباب كي تخرج من غرفتها لتصطدم بجسد هاشم المتين ،شهقت متفاجأة وهي تشعر بيده على ظهرها تمنع ارتدادها بقوة قد تتسبب بوقوعها، وسمعته يقول بينما يسحب يده: - كنت بدي أشوف وينك .. ابتعدت يارا أكثر عنه وهي تقول دون أن تسمح لنظراتها بالالقتاء بنظراته : - هيني .. كنت بدي أنزل ... عشان الجدة! تفاجأ هاشم من ردها .. يا الله .. كانت تريد أن تلملم الموقف بطيبتها ! وهو الذي كان يتوقع أن تتحدى سوزان .. قال بهدوء : - بتعرفي الجدة ما بهون عليها زعلك ! تجاوزته وهي تقول من وراء ظهرها : - وحضرتك كالعادة عامل حالك النشمي تاع الجدة إلي ما بكسر كلمتها! ولا أنا المفروض أكون حجر وما أتأثر بأي كلمات قليلة ذوق ! شعرت بيده على عضدها وهو يلفها برقة كي تواجهه ويقول : - يارا ! أنا عارف إنو كلامها بضايق فعلاً .. بس إنت كبري عقلك وسيبك من تعليقاتها! أدارت وجهها عن وهي تهمس بضيق ورغبة عارمة بالبكاء تنهشها نهشاً: - بصير خير ! عادت يده تلفها وتقربها منه أكثر وهو يقول : - طيب ممكن تبتسمي أنا وعدت الجدة أرجعك بتضحكي ! هذه المرة رمقته بنظرة استعلاء وهي تقول منطرف شفتيها : - أترك الجدة علي ... أنا بعرف كيف أسعدها و أرضيها .. عشت معها سنتين وما قصرت معها لإني بعتبرها جدتي فعلاً .. عمري ما كنت بحاجة لحد يعلمني كيف أتفاهم معها وأسعدها ! اقترب منها أكثر وهو يهمس : - طيب وأنا ؟ تشوشت أفكارها وهي تعقد حاجبيها وتسأله بضبابية : - إنت شو ؟؟ داعب إحدى الخصل المتهدلة على وجهها وهمس : - متى بدك تفهميني وتقدري موقفي وما تحقدي علي ؟ أجابته بعفوية : - انا ما بحقد عليك ! سأل بنعومة كما الريش : - بس ؟؟ نظرت في عينيه وهي تقول بألم وصله بوضوح شديد : - طبعاً بس !! ليش إنت تركت مجال لشي غير هل ( بس) ؟؟ محنا مش أد المدام ولا أد المقام.. حضرة هاشم بيك! وقبل أن يضيف شيئاً ، تجاوزته كي تهبط الدرج بسرعة وقد أشاع جوّاً من الارتباك في كيانها .. دخلت غرفة الطعام بابتسامة عريضة وهي تقول : - جدتي حبيبتي إن شاء الله ما أكون طولت عليك .. نظرت خلفها وهي تتأكد من عدم وجود هاشم قبل أن تضيف بهمس وهي تغمز متآمرة مع الجدة ونظرة عابرة نحو سوزان : - كان لازم أروح على غرفتي عشان أزبط ملابسي ! وضحكت بنعومة في اللحظة التي دخل فيها هاشم ، فالتفتت إليه وهي تقول بدلال : - يي إنت هون ... منيح ما سمعتني شو كنت بحكي للجدة!! وعادت تضحك بنعومة ودلع جعلها تشعر بحرارة بخارية تصدر عن الرأس الأشقر أمامها! بذكاء شديد تمكنت من رسم ابتسامة على وجه هاشم والجدة ، في الوقت الذي كانت فيه تتميّز سوزان غيظاً! قالت لها الجدة وهي تربت على كتفيها : - يجعلني ما أنحرم هالضحكة يا قلب الجدة ... والله هالشفايف وبسمتهم بيسوا عندي الدنيا وما فيها ! استقر هاشم في كرسيه وهو يقول : - طيب ممكن هلأ نتعشى لإنو بصراحة الأكل اليوم بشهي ! كانت كلمته الأخيرة مصحوبة بنظرة ذات معنى نحو شفتي يارا .. فيما تتراقص على شفتيه ابتسامة ملتوية بخبث! تأملته يارا للحظات ، وصورته في حفل زفافه تأبى أن تغادر أفكارها .. لم يكن عريساً سعيداً وإنما يمتلئ ثقة وهدوءاً غريبين .. رغم أنها لم تحضر سوى بداية الحفل .. لأنها غادرته مستأذنة كي تدرس لامتحاناتها وطلبت من ناصر أن يتصل بها في حال احتاجت الجدة شيئاً، وبذلت جهدها ألا يلمحها هاشم أبداً في تلك الليلة كي لا تفتح باباً عنيفاً لمشاعرها تجاهه .. التي تأبى أن تتقبل تجاهلها لها! انتهى الفصل بانتظار آراؤكم وتعليقاتكم الحلوة قراءة ممتعة للحلوين وما تنسوا التقييمات دمتم بود لولا سويتي التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 14-01-17 الساعة 11:07 AM | |||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|