جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى - الصفحة 118

lolla sweety · 26-01-12, 01:26 PM

أعزائي شعب روايتي الأكارم

الفسل أسبح جاهزاً ... نعم

وهو تويييييييييييل ويا ويل إلي بقول غير هيك

كاري .. بسي يا حلوة أن حبعتلك طارق وأشوف كم فسل رح تنزلي خلال سنة !!ههههههههههه

حبيباتي بما أنو الفسول القسيرة ذات القفلات الهادئة ما عجبتكم

فسأقدم لكم اليوم فسل تويييييييييييييييييييل ... تويييييييييييييييييل .. بس القفلة على مزاجي أنا

نسيم بانتظار ابداعاتك أثناء استراحتي .. ولقب الصفراء تم استخدامه أثناء الفسل ههههههههههههه
وعلى رأي بلو مي .. نياااااهاااااهاااااااا

ومعي استراحة أسبوع ههههههاااااااااااااااي

بانتظار تزايد الأعداد لطرح الفسل عن ظهري

lolla sweety · 26-01-12, 01:27 PM

لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 6 والزوار 0) ‏lolla sweety, ‏الحب الأول, ‏نسيم الغروب, ‏hamsa, ‏mimimiss, ‏أراك حلما
تسؤ تسؤ تسؤ تسؤ

وين الباقي يا جماعة

طب نادوا صحباتكم على بين ما أنزل

والفسل رح ينزل على عدة أجزاء
لزلك .. لا تعليق .. هههههههه

نسيم الغروب · 26-01-12, 01:29 PM

شيماء تدللين هسه قاعدة اكتب بجزء حلو لعيونكم وراح ينزل بالليل ان شاء الله او بكرى
والحلو الحرب دائرة باسلوب المكر

asmasa · 26-01-12, 01:29 PM

يلا لولا فين الفصل يا مفتريه.............. بدي الفسل التويل التوييييييييييييييييييييل

nahe24 · 26-01-12, 01:30 PM

لولاااااااااااااااااااا بما انه الفصل طوييييييييييل نزليه بسرعه عارفه ورايه
عزومه كبيره والله العالم كم طبخه بدنا نعمل خليني اقرأ قبل ما ابدأ المهام الشاقه
والكل حايتجمع اكيييييييييييييييييييد

lolla sweety · 26-01-12, 01:31 PM

الفصل الثامن

جلس هاشم بجوار جدته حول المائدة الصغيرة المستديرة في حديقة القصر ليتناولا طعام الإفطار ، بثت نظراته رغماً عنه عن يارا ولما لم يرها رفض بإصرار أن يسأل عنها ، لكن التساؤلات كانت تتوالى في دماغه عنها وهو ينتظر وصول الطعام ، شعر بالغضب وهو يفكر أنها خرجت دو أن تخبره .. صحيح أنه مر عامان على اتفاق عملهما ، لكن الشرط مازال قائماً! يجب أن يعلم بغدوّها وقدومها !
انتشله صوت جدته من أفكاره وهي تسأل :
- وين سوزان عنّك ؟ ما بدها تفطر؟
جلى حنجرته بامتعاض وهو يجيب بصوت عملي :
- سوزان بعدها نايمة !
الشهقة التي صدرت عن جدته كان يتوقعها ، لأنها إمرأة نشيطة منذ صباها ، وسألته بدهشة :
- الساعة صارت عشرة ونص وبعدها نايمة ؟
شدّ على شفتيه وهو يخبرها بصراحة كي ينهي هذا الموضوع الذي يضايقه بشدة :
- سوزان ما بتقوم قبل الساعة وحدة وإذا بكّرت بتصحى على 12 !
انتهت جملته وهو يشاهد القوام الممشوق في كنزة كريمية من الشيفون فوق قميص قطني من ذات اللون على بنطال بني تتخلله مشحات من لون بني أفتح قليلاً ، أما شعرها القاتل فكان محرراً في استدارة متدرجة حول وجهها ، كانت تبتسم بإشراق وهي تقترب منهما وتتبعها الخادمة تجر عربة طعام الإفطار لم ترتفع عيناه عنها رغم شرارات التحذير التي تلمع في دماغه ، ورغماً عنه تشكلت صورتان في رأسه إحداهما لإمرأة بصورة باهتة لكن دائماً في أبهى حلة ، تغفو في أوقات وجوده في المنزل ولا يهمها إلا رشاقة قوامها وتسلية نفسها ، وأخرى لإمرأة تضج حياة منتعشة الصباح دئمة الابتسام مثقفة وتعيش لإسعاد غيرها ، قادرة على إشعار من أمامها أنه الأهم في حياتها ولو حتى بأبسط الكلمات وأرق الإيماءات ، كانت الجدة تقول شيئاً لم يكد يسمعه ، لولا أنه أجبر نفسه أن يخرج من حالة التنويم المغناطيسي التي تصيبه كلما تأملها .. يا الله كم أعجبته وهي ضعيفة وكم تغريه وهي قوية !
كانت الجدة تقول :
- الله يسلملي هالإيدين ، يمّة هاشم هذا الفطور من عمل إيدين يارا طول ما نحنا بأميركا وهي كانت تطبخ كل شي لإنو الخدامات هناك بعرفوش يعملوا طبخ أردني ، ويارا الله يرضى عليها ست بيت مقدّرة ، أبوك كان يطلب منها معظم الطبخات.. ما إنت عارفو المسكين ما حدا فاضي يطبخله وصرله سنين بيوكل زي الأمريكان .. بس يارا الله يرضى عليها فشتله قلبه !
ابتسمت لها يارا وهي تقول بابتسامة ذهبت يعقله :
- يا رافعة معنوياتي إنت يا غالية ، ما كله كان بإرشاداتك ، لولا إنك كنت معي خطوة بخطوة ولا ماعرفت أطبخ شي !
التفتت إلى هاشم بعفوية وهي تضحك من قلبها على نفسها وتقول :
- أوّل مرة عملت فيها رز الله لا يورجيك كيف طلع .. تقول مهلبية أو رز بحليب ..
أغرقت في الضحك وهي تردف :
- استغفر الله ، اضطريت أرميه قبل ما حدا يذوقه .. لإنه وصمة عار ..
قاطعتها الجدة وهي تضحك :
- الله يجازيك يا يارا أنا نازلة مدح فيك وإنت خربت على حالك ... بس والله يا هاشم بتعمل منسف بياخد العقل!
كانت يارا تضع أطباق الإفطار على المائدة وهي تقول للجدة :
- الحمدلله هون في طباخ ، مش مضطرة أخوض تجارب بتحطم الأعصاب !
وبصوت رخيم هادئ جاءها السؤال :
- يعني ما بدك تدوقينا طبخك ؟؟!
انمحت الابتسامة عن وجهها وهي تقول بعفوية :
- البركة بأصحاب البيت وطباخينه !
وصلته الرسالة بوضوح ، لكن إن كانت تعتقد أن سوزان قد تدخل المطبخ لأي سبب من الأسباب فهي مخطئة ، امتنع عن الإجابة وهو يتأمل الأطباق أمامه والمكونة من الفطور العربي التقليدي ، طبق من البيض والبطاطا وطبق آخر من العجّة ( البيض مع البقدونس والبصل ) ، وجد نفسه يرفع حاجبيه تعجباً وهو يقول بانبهار :
- شو هالفطور البلدي هاد ؟؟!! والله .. زمااان عن هيك فطور .. الله يرحم أيام فطورك يا جدة!
ابتسمت له الجدة وهي تقول له :
- تتذكر يا هاشم أيام الفطور البلدي إلي كنت أمده كل يوم ، بدل هالخبز الناشف والططلي ( المربى ) إلي بتوكله..
وضعت يارا طبق لبنة وهي تقول :
- هاي سلطة لبنة بكون فيها لبنة طبعاً وورق زعتر أخضر طازة وشوية بندورة وزيت زيتون!
لمّا رأت حماسه لمكوناتها وهو يتأملها بإعجاب ، أضافت ببراءة كي تزيد إقناعه بها :
- ناصر كان يموت عليها !
الطريقة التي ارتفعت عينا هاشم نحوها بعدما انمحت ابتسامته فجأة ورمقها بنظرة نارية أرسلت رجفة إلى ركبتيها ، بادلته النظر بحيرة وهي لا تعرف ما الذي قالته كي يغضب إلى هذه الدرجة ، وبترفع قال لها من طرف شفتيه :
- شيليها من وجهي ، ما بحب الزعتر الأخضر !
رمشت بعينيها عدة مرات وهي تبعد الطبق من أمامه كما أمر ، وعقلها يعمل بلا انقطاع كي تعرف أين أخطأت ، تناولت إبريق الشاي وبدأت بسكبه في الأكواب قبل أن تجلس فس مقعدها!
كان يتناول الطعام باستمتاع ، بينما كانت تتساءل في نفسها أين زوجته العتيدة عنه ؟ أما الجدة فكانت غارقة في أفكارها ، هكذا خمّنت يارا وهي تراها تنظر إلى هاشم بحب شديد وقد غشى الحزن عينيها!
كان قلب الجدة يتآكل على هاشم وهي تدقق النظر في ملامحه المرهقة ، من عينيه الذهبيتين اللتين اختفى البريق منهما ، إلى عظام وجهه النافرة بدليل واضح على فقدانه للوزن ، وصولاً لشفتيه اللتين غادرتهما الابتسامة النابعة من القلب والتي كانت تسرق قلبها! تذكرت قبل حوالي ثلاثة أعوام ، عندما كانت في الولايات المتحدة ، وقبل عودتها إلى عمّان وتعرفها إلى يارا ، كان هاشم السبب الرئيسي وراء إصرارها لتعود ، عندما رأته يوطد علاقته بسوزان الفتاة التي بدت لها نسخة أكثر لؤماً وبروداً وعنجهيةً من نسرين زوجة فيصل ، إن كانت نسرين بسذاجتها قتلت روح فيصل المحبة للمرح ، فما الذي ستفعله هذه الفتاة الأمريكية الطباع الغربية التصرفات بهاشم حفيدها الأحب إلى قلبها.
غشت الدموع عينيها وهي تستعيد ذلك الشعور الذي انتابها وهي ترى العائلتان تزيدان علاقاتهما الاجتماعية معاً والسبب واضح .. هاشم وسوزان! جن جنونها في ذلك الحين وأصرت أن تعود إلى عمّان علها رأت فتاة تليق زوجة بحفيدها ، فتاة تجعله ملكاً ، تحي فيه ما مات من عزائمه ، فتاة تحيل صحراء هاشم جنةً تسكنها وحدها ... فتاة مثل ... يارا !
كانت الأمور تسير كما تريد بقدوم هاشم إلى عمّان قبل حدوث أي تطور حقيقي بينه وبين سوزان ، لذلك عملت جهدها أن تعلقه بيارا ، وضعتها في طريقة بكل الطرق الممكنة مهما كانت مستحيلة ، ونجحت في توريطه بعقد قرانه عليها ... لكنها نسيت كم هو عنيد ... حتى فاجأها بزواجه من سوزان رغم ارتباطه بيارا !
انقطعت أفكارها وهو يلتفت إليه ويسألها باهتمام :
- وين رحت يمة وتركتيني ؟؟ ما بدك تاكلي معي ؟
أمسكت الجدة بقطعة من الخبز وهي تغمسها بطبق اللبنة والزعتر الأخضر وتقول بمرح :
- رح آكل بس إذا بتدوق سلطة اللبنة إلي بتعملها يارا ..
وضعت اللقمة في فمه قبل أن يتمكن من الاعتراض ، ورغماً عنه كان يتلذذ بمزيج لذيذ من نكهات حامضة وحادة ، ارتفعت نظراته نحو جدته الضاحكة وهي تقول :
- بعرف إنك ما بتكره الزعتر الأخضر مثل ما حكيت ، لويش بتكسر بخاطر البنت ؟
ابتسم بدهاء وهو يقول وعيناه تتجول على ملامح يارا :
- بركي كنت بدي إياها هي تطعميني اللقمة !
ضحكت الجدة وهي تصدر صوت استنكار منحنجرتها أتبعته بقولها :
- يييي هو مفكر إنت لحالك هيك نفسك ؟؟ ألف مين تمنى يارا اتطعميه بس ولا واحد طال هالنعمة .. لويش إنت بدك تطولها ؟؟ روح للنايمة إلي فوق وقولها قومي طعميني !
أغرقت يارا بالضحك رغماً عنها ، خاصة وهي ترى مزيج الصدمة والغضب والقهر والغيظ على وجه هاشم ، كان يحلل المغزى من قول الجدة ( ألف مين تمنى .. ) ، لكنه عندما سمع ضحكة يارا الصادرة من الأعماق غزاها بعينيها وهو يشعر أن صوتها يداعب أوتاراً حساسة في جسده .. يا لهذا الإغراء .. لديها بحة ناعمة جداً تجعله يتخيلها وهي تهمس باسمه مجدداً في أذنه ، لكن المشكلة أن الهمس كان بداية ما يفكر فيه ليتحول الصوت إلى همسات أخرى في عقله أكثر دفئاً وأشد تأثيراً وأعمق معناً والمصيبة أن الخيالات وحدها تحيي فيه أحاسيساً لم يعرفها طوال عام زواجه الفائت!
التفتت إليه يارا وهي في مزاج للمزاح وقالت بذلك الصوت الناعم وبلهجتها الشامية التي أذابته البارحة :
- كيف لقيت كسر السفرة معنا ابن عمي ؟ إن شالله تكون عَجِبْتَك ؟ أي والله والله لو كنت قايل إنك رح تفطر معنا كان قومت الدنيا وما قعدتها كرمالك ! شو كم مرة رح يشرفني ابن عمي ويفطر معي ؟
ما إن أنهت جملتها حتى أغرقت بالضحك مع الجدة التي كانت تضحك منذ بدأت يارا الكلام ، بينما هاشم كان مستلذاً بسماع صوتها ومراقبة التواءات شفتيها بدلع .. والأهم كلماتها التي طربت لها أذنيه !
وقف وهو ينظر إليها بخبث ويقول بابتسامة ملتوية فيم بدا مستمتعاً بالدور الذي تلعبه باتقان :
- خلص ورجينا شو بدك تعملي من اليوم وطالع .. رح أفطر معكم كل يوم !
شعرت بالخجل رغماً عنها من طريقة تحديقه ، كانت عيناه تشعرها أنه سيلتهمها هي كل صباح ! وأكمل مخاطباً جدته:
- لازم أروح هلأ عندي محاضرة ، صحيح عمتي منى رح تيجي تقضي اليوم معك هي وهيا!
مال يقبل يد جدته ورأسها قبل أن يستقيم ويرسل ليارا نظرة مستعرة وهو يسألها بغمزة أحرجتها :
- شو مابدك توصلي ابن عمك للباب ؟!!
أبعدت عينيها عنه بإحراج وهي تقول :
- اعتبرني لسا نايمة !
ارتفع أحد حاجبيه باستنكار وترها ، خاصة وهو يقول بإصرار :
- بقول قومي ! بدي أحكي معك كلمتين !
وقفت وهي تسأله بقهر :
- وليش ما تقولهم هون أدام الجدة ؟؟
أرسل إليها نظرة أخرى أكثر غضباً وهو يقول :
- لإني مستعجل وبدي أحكي معك بطريقي للسيارة !
تدخلت الجدة وهي تقول ليارا :
- يمة روحي معه .. هو بده يوكلك ؟
مشت يارا أمامه متأففة فيم ابتسم هو بانتصار وهو يفكر .. يالله كم هي دقيقة جدته في انتقاء كلماتها ، لكنها لم تعلم كم كان فعلاً قريباً من التهام هذه الحلوى اللذيذة التي اسمها يارا .. وفي لقمة واحدة فقط !

lolla sweety · 26-01-12, 01:35 PM

مشى بسرعة كي يدرك الجسد ذو القامة الهيفاء الذي سبقه إلى الداخل ، وبخطوتين أصبح خلفها ليمسكها من ذراعها المختفية تحت قماش الشيفون الذي أرهق حواسه بأجمعها وهو يلهث خلف ذلك الجسد المتواري خلفه بإيحاء خطير ، من كتفيها حتى ساعديها ..لفها نحوه وهو يقول لها باستغراب :
-وبعدين مع هالنمردة إلي بتعمليها ؟
أفلتت ذراعها من قبضته وهي تقول :
-هلأ صرت نمرودة عشان بس بدافع عن حالي وبحاول آخد موقف؟؟
اقترب منها وهو يسأل :
-تاخدي موقف ضد مين ؟؟
رفعت رأسها تواجهه وهي تعيد شعرها خلف كتفها بحركة تكبر أعجبته :
-ضد أي حدا بينتقص مني!
شعر لوهلة أنه رجل كبير وأمامه فتاة في عمر الزهور لذيذة وجميلة تشكل إغراءً عظيماً لحواسه وتحدٍ كبير لسيطرته على نفسه .. لقد أتمت يارا الآن الخامسة والعشرين فيم أتم هو الرابعة والثلاثين .. يفصل بينهما تسعة سنوات تشعره أنه عجوزٌ جداً بينما هي صغيرة جداً وحيويةٌ جداً و... بريئةٌ جداً !

تأملها مطولاً وهو مستمع بارتفاع وجهها لمقابلة نظرته .. هذا الارتفاع جعل عنقها معروضة بشكل ساحر أمام عينيه ، خاصة وهو يلمح كتفيها بفضل قماش الشيفون الذي أنهك أعصابه! رغماً عنها احمرت وهي تشعر بنظرة عينيه تلتهم انحناءات جسدها بطريقة جعلتها تزدري ريقها وهي تدرك أنها تقف أمام رجل ( مجرّب ) صاحب خبرة ويعرف تماماً كيف ينظر إليها ، تضاءلت بحياء أمامه وهي تخفض نظراتها وقد اخافتها لمعة الجوع والتعطش في عينيه ، شعرت أنها تخوض في لعبة لا تعرف عن قواعدها وقوانينها شيئاً !

إحمرارها ذهب بعقله وبلا أي رادع ارتفعت أنامله إلى عنقها متحسساً دفء بشرتها ومستلذاً لقفزات النبض في جيدها ، قفزات حاكت ما يعانيه سائر جسده .. اقترب منها حتى التصق بها وما إن شعرت أن الموقف قد يتطور في وقت ليس بصالحها ،انحنت بسرعة نحو الأرض متظاهرة برؤيتها لشيئ يلمع عليها فيما كان هو على وشك أن يقطف قبلة تطفئ لهيب أشواقه .. لم تكن تريد أن تتحداه ما زال قادراً على هزيمتها ... وقفت وهي تقول :
-ما أغباني طلع مافي شي !
تأملها للحظة وهو يدرك أنها تنقذه وتنقذ نفسها للمرة الثانية من تعقيدات هما بغنى عنها ، لكن ذلك لم يقلل ولوبمقدار ذرة من خيبة الأمل التي أصابته لأنه لم يحظى بقبلتها ، وباستياء قال :
-ليش هو من إيمتى في إشي يعني ! وبعدين أنا كنت بدي أحكيلك إنو طلعاتك وجياتك بعدها بإذن ، يعني إياكِ تروحي وتيجي على كيفك مفكرة حالك خلص مفيش وراك حدا يتابع شغلك مع الجدة ..
شعرت بالقهر من كلماته ، مازال يستخدم ذات الأسلوب في الإهانة والتقريع .. أومأت برأسها وهي تزم شفتيها بألم ولمعة الدموع كانت واضحة بالنسبة له في عينيها وهمست :
-ماشي !
وبقهر لم يعرف سببه أكان عليها لأنه متخصص بإحزانها أم لأنه يشعر بالضعف أمامها قال لها :
-اتطلعي فيني وإنت بتحكي !
شدت شفتيها وسألته بقوة وهي ترفع وجهها في مواجهته في الوقت الذي سقطت دمعة واحدة على وجنتها :
-إنت ليش هيك بتعاملني ؟
فاجأه سؤالها وأربكه في ذات الوقت ، شعر بقلبه يتحرك وينبض بطريقة غريبة ، لم يألف هذا الهيجان في داخله ، هذه الفتاة تجعل كل شيء يستيقظ فيه وكأنما كان في سبات عميق ، تجعله يعي كيف كان كل شيء في داخله ساكناً لا روح فيه .. ومازال كذلك إلا في وجودها ..
دمعتها أشعرته بالحقارة ، خاصة وهو يقف عاجزاً أمامها وهي لم تفعل شيئاً يستحق أن يبكيها ، وبصوت مهتز وجد نفسه يقول بنبرة لا تتجاوز الهمس :
-يارا لا تبكي !
تفاجأت أن الجلمود الصخري المسمى قلب في صدر هاشم ربما يكون قد تحرك ، التفتت إليه وفي عنيها نظرة امتنان لم تستطيع أن تمنعها ، شعرت بمعنوياتها ترتفع ، لأول مرة يشعرها أنها انسانة يهتم بمشاعرها ، مسحت وجنتيها ، وكي تشعره بجدوى تنازله واهتمامه ابتسمت له برقة وقالت من خلف دموعها وهي تبتسم بخبث:
-بتأمر أمر ابن عمي ! بدك شي تاني قبل ما روح ؟
عض على شفته السفلى وهو يغمزها بوقاحة وقال بشوق وصلها ساخناً :
-آاااخ علّي بدي إياه بس !
ودون أي تفسير ولاها ظهره وهو يتابع مسيره باتجاه سيارته المصطفة في الخارج!

****************

مضى النهار سريعاً بقدوم العمة منى وابنتها هيا ، يا الله كم تحبهما ، كانتا فعلاً طيبتين ولطيفتين ، هيا تصغر يارا بعامين تقريباً ، ملامحها جذابة فعلاً ببشرة قمحية وشعر بني فاتح يصبح عسلياً تحت أشعة الشمس وعينان بنيتان لمعتهما مميزة ، لكن رسمة عينيها مميزة وفمها دقيق بإغراء فيم أنفها الصغير أضاف المزيد من الرقة إلى وجهها.
كانت يارا ترتاح لهما وتحب أن تقضي الوقت مهما ، العمة منى مشغولة جداً ببيتها وزوجها وأولادها ، لذلك تقبلت وجود يارا براحة عظيمة لأنها خففت إن لم تقضي على عذاب الضمير الذي كانت تعانيه بسبب وجود والدتها في بلد واحد معها وهي غير قادرة على خدمتها .. أشعرت يارا أنها ممتنة لكل ما تفعله مع والدتها تماماً كما أشعرها الشريف فيصل .. أما هيا فقد كانت متشوقة بطريقة غريبة لأخبار الأهل في الولايات المتحدة ورغم أن احتكاك يارا كان شبه معدوم معهم إلا مع والد هاشم وناصر ، ومع ذلك قبلت هيا بالقليل الذي كانت تحكيه يارا عن مغامراتها الدراسية ..
لم يظهر أثراً لسوزان طوال النهار ، ولم تمر لإلقاء التحية على الجدة ولا حتى على ضيفتها ، ولما أبدت الجدة استياءها سمعت يارا العمّة منى تهدئها قائلة :
-يمّة هاي البنت ترباية أميركا ومو عارفة تعيش ببلاد العرب ، وما بتفهم على أصولهم وتربايتهم لأنو أهلها هناك ما اهتموا غير يعملوا منها أمريكية ، الله يعينه هاشم مطلعتله روحه وهي بتشكي من كل شي بعمّان لا عاجبتها الشوارع ولا المولات ولا الفنادق ولا المنتزهات أي حتى ميّة عمّان مش عاجبتها قال مخربيتلها شعرها ، مش كإنو السشوار كل يوم والفير والتمليس دبحوا شعرها دبح!
أجابتها الجدة بامتعاض :
-مش هاي هي تنقايته ؟؟ مش هاد إلي بده إياه بنت أميركا بشكلها وهبلها .. بعدين يا منى إنت عارفة إنو الفرس من الفارس ، يعني هو لو يحط بباله إنو يعلمها ويفهمها الأصول بفهمها ، يشد عليها شوي بدل ما هي مش عاملة قيمة لحدا مهي هيك بتبهدله هو قدام الناس ..
اقتربت منى من والدتها أكثر وهي تخفض صوتها وتقول :
-والله حاول معها كتير قبل كم شهر إجى لعندي وهو رح ينجلط ، والله إني يوميتها خفت عليه ، كان وجهه أسود من كتر ما هو معصب وجبينه كله عرق ، والله كل أعراض الجلطة إجته إيده الشمال شدت عليه وصدره بلش يوجعه ، كان متخانق معها لأنها بتروح عالمسابح المختلطة وهي عندها مسبح بيوسع نص عمّان بالبيت!
شهقت الدة بعنف وهي تضع يدها على صدرها وتقول :
-الله لا يجبرك يا بعيدة ، ريتني أعدمها إذا هيك بدها تعمل بهاشم ، والله بقبرها ! يحطها يدقها قتلة يكسرلها راسها!
ضمت منى حاجبيها بحزن وهي تضيف :
-البنت يا حبيبتي مو فارقة معها شي ماخدة هاشم واجهة اجتماعية مكيفة إنها صارت حرم الشريف ورايحة من منتجع لفندق للمحلات الكبيرة تحكي وتقول إنها مرت الشريف .. بس عشان تفقع البنات والستات غيرة !
-وإنت كل هاد حكالك إياه هاشم وأنا مش دارية بإشي !
- والله كل شي عرفته هديك الليلة قبل شهرين يمكن ، كاين هو وياها طول الشهور إلي قبل يا شر اجتر وهو صابر صابر وبحاول يصلح ويغير فيها ، بس ليلتها رامي عليها يمين طلاق وهي كسرته وطلعت بنفس اللحظة ، وقتيها إجى لعندي رح يموت من القهر لإنو مو قادر عليها وإنت عارفة طول عمرنا مابنعرف ناخد مواقف قوية بمشاكلنا لإنا ما بدنا فضايح !
ظهرت ابتسامة بطيئة على وجه الجدة وهي تسأل :
-طلقها ؟؟ !!
-طلقة وحدة يمّة وثبتها بالمحكمة ، بس أبداً رجعت حليمة لعادتها القديمة ولا كأنو عمل شي .. هي أي نعم البنت بتخاف منه وبتعمل حسابه ، بس وقت ما يتحدوا بعض يا لطيف تلطف بكون البيت رح ينهد على روسهم !
انكمش وجه الجدة اشمئزازاً وهي تقول :
-قرف إلي يقرفها إن شالله من مرة .. وهادا الثاني إلي حاويها وسامحلها تمرمط كرامته قرف إلي يقرفه هو كمان .. منيح هيك !
ضحكت منى من قلبها على كلمات والدتها بينما كانت يارا تتحرق شوقاً لتعرف ما قالته العمّة للجدة ، سمعت البداية وعرفت أن الموضوع يخص هاشم وسوزان ، لكن ما إن قربت منى أسها من رأس والدتها وأخفضت صوتها حتى بات من الصعب على يارا أن تعرف محتوى حديثها !

lolla sweety · 26-01-12, 01:36 PM

في صباح اليوم الثاني لم يفطر هاشم معهما لأنه كان قد خرج باكراً لمحاضرته التي تبدأ في تمام الثامنة صباحاً ، أما يارا والجدة فقد استمتعتا بجلوسهما المتراخي تحت أشعة شمس أيار اللذيذة بعد فطورهما وهما تقرآن الأذكار وتصليان صلاة الضحى .
بعد أن أنهت يارا صلاتها دخلت القصر كي تضع ملابس الصلاة خاصتها في غرفتها ، لتفاجئ بالخادمة تقول لها :
-يارا .. مدام سوزان تقول بده يشوف إنت فوق في غرفة هو !
اتسعت عينا يارا برعب وهي تسأل :
-شووو ؟؟
ظهر التعاطف على وجه الخادمة وهي تبدي استغرابها أيضاً وتقول :
-والله هي قالت هيك .. أنا ما تعرفي ليش !
دخلت يارا لغرفتها كي تسرح شعرها باهتمام وتضع الكحل والماسكارا في عينيها ، قبل أن تنظر لنفسها في المرآة بالكنزة ذات الياقة الواسعة والتي مالت كاشفة إحدى كتفيها مع بنطال من الجينز ، الكنزة كانت ضيقة تفصل جسمها وتصل لمنتصف فخذيها ، ارتدت في قدميها حذاء ذو كعب عال لأن تلك (الصفراء) طويلة القامة ونحيلة وبارزة الكتفين كما عارضات الأزياء ..
دقت مرتين على باب الغرفة ولم يأتيها رد لأن مجفف الشعر كان يعمل ، تجرأت وفتحت طرف الباب وقالت بصوت عال :
-إنت بدك تحكي معي ؟
كانت سوزان تجلس على كرسي صوفا في وسط غرفتها ، ومزينة شعر تسرح شعرها وأخرى تضع لها طلاء أظافر ، لكن الكارثة كانت بما ترتديه سوزان ، والذي كان عبارة عن قميص نوم ربما لأنه ينتهي قبل أن يبدأ ، من الشيفون الأسود بالكاد يصل إلى حوضها وتكاد تجزم أن جسدها يظهر بوضوح من تحته ، شعرت يارا برغبة في التقيؤ فعلاً ، ياه كم هي إمرأة مقرفة بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، أبعدت عيناها عنها في اللحظة التي صرخت فيها سوزان :
-إنت مين سمحلك تدخلي ، ما بتعرفي تدقي عالباب !
ابتسمت لها يارا بطريقة مغيظة :
-هيّك قولتي اتدقي .. والله أنا أوشكت أكسره وماحد رد .. بس شو بدنا نعمل العتب على السمع !
وقفت سوزان بغضب لترى يارا تفاصيل ساقيها النحيلتين ، قد يكون هاشم يحب ساقيها لكنها تراهما كعودين من الخيزران .. يا للنحول !
لم تعرف سبب الغضب الناري الذي اتقد داخلها لرؤية السرير المبعثر ، وبعض ملابس هاشم مرمية ، المقرفة تهتم بنفسها قبل أن تسمح للخدم بترتيب الغرفة ، كيف تستطيع أن تجلس في غرفة بهذه الفوضى !
وقفت سوزان أمامها وهي تشير إلى شعرها بإيحاء :
-بتعرفي مضطرة استخدم السشوار لإنو شعري مبلول بعد الحمام ..كله من هاشم !
شعرت يارا بدوخة وهي تتخيل هاشم بالإيحاء الذي رمته لها سوزان ، كانت الأرض تميد من تحت قدميها ، يا الله هي تعلم أنه متزوج لكنها لم تسمح لنفسها يوماً أن تفكر به مع زوجته في سرير واحد ، نفضت رأسها بكبرياء وهي ترمي بشعرها بحركة تكبر تعلمتها من سارة خلف كتفها وضمت ذراعيها إلى صدرها وقالت :
-يا ستي نعيماً ، بس غريب ليش هو الصبح ماكان شعره مبلول ؟؟ شكله ما أخد شاور ؟؟
رغم أنها لم تر هاشم صباحاً لكنها أرادت أن تمحي نظرة الانتصار عن ملامح سوزان الصفراء ، لأول مرة تشعر برغبة بدائية لتغرز أظافرها في وجه أحد ..
نظرت إليها سوزان باستعلاء بعدما غادرها الشعور بالانتصار :
-اسمعي أنا ما جبتك هون عشان أسولف معك !
ضحكت يارا رغماً عنها ، فكلمة أسولف تليق بالجدة وربما بهاشم أحياناً ، لكن فتاة كسوزان نصف كلماتها تخرج باللغة الإنكليزية بدا غريباً عليها أن تستخدم مصطلحات أصيلة وقديمة كهذه ، وبجنون سألت يارا :
-ليش بتضحكي إن شالله ؟
تظارهت يارا أنها تحاول أن تتماسك من ضحكها وقالت :
-لا ولا شي كملي ..
وبغرور أكملت سوزان حديثها بالإنكليزية ، ظناً منها أن يارا ستجد صعوبة في فهم ما تقوله ، يبدو أن الغبية نسيت أن يارا درست وحصلت على شهادات متعددة في الولايات المتحدة ما يجعل لغتها قوية بما يكفي كي تفهم حتى ما لا يمكن أن تفهمه أو تقوله سوزان .. فلغة يارا علمية ، بينما لغة سوزان أقرب للعامية .. كانت تتحدث عن وجود حدود ليارا وأن عليها أن تلتزمها وأنها لن تسمح لها بالتجول في البيت براحتها ، وهناكمناسبات لا يجب أن تظهر فيها .. و.. و ..
قاطعتها يارا بهدوء وهي تجيبها بالعربية :
-بعتذر منك بس أنا ما باخد أي أوامر منك ... أنا هون مع الجدة وإلي بدها إياه رح أعمله غصباً عن الكل ، إلا في حال هي أو هاشم حكولي هيك !
تأملتها سوزان بغضب شديد وهتفت بها :
-روحي البسي زي التمريض تبعك ، بكفيدايرتيلي بالبيت وكأنك في استقبال نسوان !
رفعت يارا حاجبيها وهي تقول بتكبّر هنّأت نفسها عليه :
-والله أنا هيك تربيت ، من وأنا صغيرة ماما عودتني أغير ملابس النوم أول ما أصحى وأغسل وألبس شي مرتب وحلو وبعدين بطلع من غرفتي !
كانت سوزان تقف مصعوقة من كلام يارا ، هل حقاً هكذا تربت، بينما هي قد لاتبدل ملابس النوم طوال النهار إن لم تضطر للخروج .. تأملتها يارا للحظة قبل أن توليها ظهرها وهي تقول :
-انا رايحة أشوف الجدة أكيد بتسأل عني !
شعرت يارا بأعاصير من القهر تلوي أحشائها ، كيف تتجرأ هذه الوقحة وتعطيها أوامر بهذه الطريقة ، وهي التي لاتعرف بالترتيب وأصول التعامل واللباقة شيء ، كان يجب أن تخرج منتصرة في حديثها معها لأنها لن تسمح لإنسانة جاهلة بكل ما تحمل الكلمة من معنى أن تهزمها ، إنسانة قد تكون ناجحة في وسط المجتمع المخملي لكنها فاشلة كإمرأة وكزوجة وكأنثى وكسيدة منزل .. لن تسمح يارا أن تظهر سوزان أفضل منها في هذه المجالات ولن تريحها بأي انتصار في إدارة منزل هي فاشلة فعلاً في الحفاظ على قوانينه!

lolla sweety · 26-01-12, 01:37 PM

عندما وصلت يارا إلى الحديقة رأت ظهر هاشم لها وهو يجلس مع الجدة ، أرادت أن تهدّأمن روع إنفعالها كي لايتهمها بافتعال المشاكل ،لكن أذنيها التقطت حديث الجدة معه :
-قولي يا هاشم كم مرة خلال السنة الماضية سافرت سوزان على أميركا؟
-شو بدك فيها يمّة ؟؟
-خدني على قد عقلي وجاوبني يا يمّة !
ساد صمت بيّن ليارا امتعاض هاشم لكنها لم تر ملامحه أجاب بعدها :
-كل شهرين بتسافر مرة !
-وكل مرة بتقعد شهر مزبوط ؟
-مزبوط
-يعني إنت كل إلي قعدتهم مع مرتك بطلعوا يا دوب 8 شهور !
صمت هاشم وهو يتمتم :
-معقول ؟؟ والله كأنهم 8 سنين !
-طيب كمان مرة خدني على قد عقلي .. سوزان لما تروح على أميركا شو بتعمل ؟
-شو بتعمل يعني بتقعد عند أهلها ؟؟
-بتعرف إنو ولا مرة سوزان إجت سلمت علي لما إجت على أميركا ؟؟
-يمة البنت مو متل تربايتنا ، عاداتها أمريكية وغشيمة عن طباعنا العربية !
-طيب بلاش أنا يا هاشم .. ترفع تلفون على دار حماها تقولهم كيفكم ؟؟ أي إمك كانت هي إلي تتصل فيها كل يومين وتعزمها عندكم على الغداء وهي عمرها ما لبت دعوة .. بروحوا أبوك وأمك بسلموا عليها وبروحوا يودعوها وهي ما بترد الزيارة ، ومرة نايمة عند صاحبتها ، ومرة عند بنت خالتها ، ومرة مسافرات الصحبات مع بعض .. هاي البنت مش عارفة شو يعني الزواج ؟؟ لساتها عايشة متل بنات أميركا المراهقات ! هدول هن الأمريكيات إلي عاجبينك يا هاشم !
وقف هاشم بامتعاض في الوقت الذي اقتربت فيه يارا كي تنهي الحديث الذي بدأ يصبح خطيراً ، وهي لا تريد للجدة وهاشم أن يضايق أحدهما الآخر ، لأن كل منهما متعلق بالآخر بطريقة رائعة ! قالت يارا بابتسامة مصطنعة :
-إن شاء الله ما أكون طولت عليك يا جدة !
التفت هاشم إليها كالبرق و صرخ في وجهها :
-وين كاينة حضرتك ؟؟ أنا كم مرة قلتلك لا تتركي الجدة؟؟ إنت بتفهميش ؟؟
الصدمة عقدت لسان يارا فيم قالت الجدة بهدوء ولين :
-هاشم لا تطلع حرتك من ناس بناس تانية ..يارا راحت تودي طقم الصلاة على غرفتها والبنيّة ما تأخرت!
التفت إلى جدته وهو يقول :
-ما تنادي عالخدامة توديلها إياهم على غرفتها ، ولا لسا ما تعودت على عيشة القصوروالخدم .. ولا يمكن بس بدها تتهرب شوي من مسؤوليتها ..
عند هذه الكلمات تجمعت الدموع بقوة في عيني يارا ووقفت قائلة :
-أعذريني يا جدة على إلي بدي أعمله بس أنا خلص مو قادرة أتحمل !
التفتت إلى هاشم تنظر إليه بقوّة فيم كان هويعقد حاجبيه بحيرة شديدة منتظراً ما تقول ، لتتحول الحيرة إلى صدمة وهي تخبره :
-هاشم .. أن بستقيل من وظيفة الممرضة .. ومعك شهر تدبر للجدة ممرضة تانية !
التفتت للجدة بسرعة تقبل يديها ورأسها وهي تقول :
-سامحيني والله بحبك متل ما بحب أمي .. والله ما حنساك طول عمري رح أخدمك بعيوني وأمر عليك كل يوم ، بس أنا مش قادرة أتعامل كأني خدامة !
الغريب في الأمر كان هدوء الجدة وهي تحتضن يارا وتشدها كي تجلس بجوارها وهي ربت على ظهرها بحنان ، كان هاشم يتأمل المشهد وعقله يعمل بسرعة رهيبة ، ستمنعها الجدة لا محالة ، ستنقذ جدته الموقف ، لن تسمح لها بالرحيل ، لكن الصاعقة كانت بكلمات الجدة وهي تغالب دموعها :
-ولا يهمك يا حبيبتي ، أنا كنت أنانية معك طول السنتين إلي فاتوا وفضلت راحتي على راحتك وخليتك جنبي وإنت بإمكانك تصيري أحسن دكتورة بالدنيا ، بس خلص هلأ لازم تروحي تشوفي حياتك وتشتغلي بشهاداتك الجديدة وتصيري يارا تانية كل الناس بتحطها على راسها ، مع إني مش عارفة شو رح أعمل بحالي بدونك!
الكلمات الأخيرة كانت مصحوبة بدموع الجدة التي ما إن رأت يارا دموعها حتى أجهشت بالبكاء كطفلة صغيرة وهي تقول لها :
-حاسة حالي أحقر وحدة بالدنيا وناكرة للجميل .. إنت احتويتني وعلّمتيني وخلصتيني من كل مشاكلي وأنا مش قادرة أتحمل شوية ضغط كرمالك .. بس والله أهانوا كرامتي مرمطوني وكل واحد بعاملني زي الخادمة ،، شي بقولي لا تطلعي وتروحي إلا بأوامري وشي بقولي لا تاخدي راحتك بالحركة بالقصر والتزمي حدودك والبسي زي التمريض تبعك .. والله لو يصحلي أحطك على راسي ما بقصر بس أنا كمان حياتي هون صار فيها إهانة كبيرة إلي !
كانت يارا تتكلم وهي تبكي بحرقة جعلت دموع الجدة تتساقط مدراراً على وجنتيها ، فيم هاشم يراقب ما يرى وهو يقف مشدوهاً بالتحولات السريعة في زمام الأمور ، من الذي طالبها بارتداء زي التمريض ؟ هل ضغط عليها إلى هذه الدرجة ؟ هل ستغادر حياته ؟ هل استقالتها يعني أن يطلقها ؟ شعر بدوار وهو يفكر بكل هذه الأمور ليتفاجئ بانسحاب يارا من بين ذراعي الجدة وهي تتحرك باتجاه غرفتها فيم الجدة تبكي بصمت ، وما إن جاءت عينه عليها حتى قالت له :
-إنت السبب ، هالبنت أنا حبيتها وارتحتلها وروحي استكانت معها ، وبسببك مش عارفة أخليها جنبي ، ذليتها وتكبت عليها وأهنتها ومرمطت كرامتها وهي تحملت وسكتت وصبرت لأنها بنت أصول ، بس هلأ شو بقدر أعملها أكتر من هيك .. حرام علي إذا برضى بذلها عشان بدي إياها تبقى معي ، والمشكلة وين بدها تروح إمها مفكرتها عايشة بعز ربنا ، وأخوها بعد بكمل الطب باقيله سنيتن ... وعمها وابنه والله ليكسروا راسها .. لا أنا قادرة أخليها عندي .. ولا هاين علي أتركها تطلع تواجه هالدنيا لحالها .. وكله منك إنت ! حسبي الله عليها سوزان سمّت بدنها !
كلمات جدته كانت كنصل سكين يمزق صدره وأحشائه بلا رحمة ... لقد ظلم نفسه وظلم يارا وهو ينتصر لكبريائه .. تراجعت خطواته وهو يسير خلفها ليراها تصعد سلالم القصر مسرعة ، هرول خلفها في مطاردة شبيهة بتلك التي حدثت عشية خطوبتهما ، وقبل أن تغلق الباب كان يرفسه بقوة ويدخل مغلقاً الباب خلفه بعنف وهو يهدر قائلاً :
-وين مفكرة حالك رايحة ؟!

***************

lolla sweety · 26-01-12, 01:38 PM

انتهى الفسل يا كراميش

بانتظار آراءوتعليقااات توييييييييييييييييييلة تويييييييييييييييييييلة

وما تسألوني شو رح يسير بالغرفة .. ههههههههههههههههههه

باي باي

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
العرض العادي الانتقال إلى العرض المتطور الانتقال إلى العرض الشجري