04-01-12, 06:45 PM | #1 | ||||
نجم روايتي وقاصة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| بـَريـِـقْ.. فى صَباحٍ غَيرِ عَادىّ، بَين أيّامٍ حَار القلبُ فيها و حَنّ..و مَع خُطواتٍ أطلَقَتها سَارِحةً تُسَلّم زِمامَ قَدمَيها لفِكرٍ شَريد..ذَات لَحظَة وَقفَت مُتلفّتةً خَافقَةَ القَلبِ حَيرى فى إحدى الطُرقاتِ المألُوفةِ لَها، فتَكشّفَتْ لأَين استَمرّ بِها الطّريقْ..انعَطَفَتْ فى اللّحظةِ تَالِيتِها لِلطريقِ الجَانِبىّ..تَنهّدَت تَسير مِن جَديدٍ، حَيثُ سُيِّرَت قَدَماها، و أُخِذَتْ لِدِفْءِ الحَنِينْ. بَينَما تَتسارَع زَخّاتُ المَطَرِ و تَشتَدُ ثِقَلاً عَلى غَيرِ اعتِياد!..رَفَعتْ وَجهًا لِقَطَراتِ الحَيَاةِ المُتمَايِلَةِ فِى الَهواءِ نَاعِمةً، هَادِرَة، تَمسِحُ التَعَبَ عَن الوُجوهِ و القُلوبْ..اتَّسعَتْ حَدَقتا عَينَيها، و بَرقَتا فى مَلمَحِ ارتِياحٍ و وَقفَةِ سُكُون، تُناظِر المَدخَلَ الزُجاجىِ السَميكِ للمَقهَى الهادِئ..تَقدّمَت فى خُطواتٍ صَغيرَةٍ مُتسارِعةٍ بارتِياب، كَدقّاتِ قَلبِها المُنزَوِى بَين الصَدرِ خَافِقًا بعُمقٍ، و صَخَبٍ، و اهْتِياجْ. تَصَاعَد لَحنٌ نَاعمٌ مُتسَلّلاً لحَواسِها مُنبهًا، فَرَفعَت أنامِلَها بتَوتُرٍ لحِزامِ حَقيبَتِها الجِلديّةِ تُنزِلها عَن كَتِفِها، فَاتِحةً إيّاها مُفتّشَةً عَن هَاتِفِها الذِى ألقَتْه بنَزَقٍ بَين لُجةِ أشيَائِها مُنذ دَقائِقٍ عِدّة..انتَشَلتْه مِنها، ثُم رَفعَته و أجَابَت تَستَبِق مُهَمهِمَةً بتَحيّةٍ قَلِقَة..فأتاها صَوتُه يَسألها بِرقَة: "أَين أنتِ الآن؟!" رَفعَت عَينَيها عَن الأرضِ الرّطبَة، تُعيد التأمُل للباب الزُجَاجِى و اللاّفِتة..و كَأنما لا تَعرفُ جَوابًا، أَو..لَيس لَدَيها له جَوَاب، فقَالَت بِبَساطَةٍ سَمِجةٍ أثَارَت غَيظَه: "أنا..هُنا!!" : "آها، هَكَذا أدرَكْتُ المَكَانَ حَقًا..سَأكون مَعِك حَالاً!!" : "لا..لَم أقصِد"..فى هُدوءِ صَوتِها فَاجَأت مُهاتِفِها مُجدّدًا، فَقال بِنَبرَةٍ تُماثِلُها: "لا عَلَيكِ..أنَا سَأستَطِيع القُدُوم الآنْ"..ثُم أَتبعَ فَجأةً: "أمَازِلتِ تُريديننِ؟؟" تأوّهَت فِى صَمت..سَكِتَت لَحظَة، أسرَعَت بَعدَها تُؤكِد سُؤالاً..نَافِيةً آخَر: "أ..أكِيدْ" : "أخْبِرينِ بِمَكَانِك إذًا.." أنهَت حَدِيثَها مَعه، بَعدَما وَعد باللّحَاقِ بِها دون أن يتَأخّر كَعَادَتِه..و دُونَما إظهَارٍ لعَجَبِه البَادِى بنَبرَتِه، مِن انتِقَائِها لهَذا المَكانِ الغَيرِ مَألُوفْ! بينَما تُطبِق أنَامِلُها حَولَ الهَاتِفِ صَعدَت عَينَاها بتَساؤلِ حَائرٍ غَريقْ.."أَلاَ مُنِحنا فُرصَة أيُها القَلب؟!" : "إذا سَمحتِ!" انتَفَضت إثرَ انتِشالِ الصَوتِ لهَا مُذَكّرُها بوَقفَتِها تَسُد المَخرَج الوَحِيد، و قَد أتَاها مِن أحَدِ عَامِلِى المَقهَى، حَامِلاً صُندوق ما..أفسَحَت لَه طَريقْ، ثُم مَرَقت لِلدَاخِل، سَارِحًا بَصَرُها بَينَ المَكانِ و جَوَانبِه بنَظراتٍ مُترَدِدَة. خَطَت للدَاخِل بوَجَل، مُختَارَةً أحَدَ الأركَان، و جَلَستْ إلى مِنضَدَتِه، أَراحَت حَقِيبَتَها فَوقَ المِنضدَةِ مُتّكِئَةً بمِرفَقِها إلَيها، تَشُد ظَهرَها بقَلَقْ. شَرعت تَنقُر بأَظَافِرِ يُمناها فَوقَ الخَشبِ البَاهِتِ اللّونْ، مُمَرّرَةً أنَامِلَها فَوقَه فِى شُرودْ.. : "يا آنِسَة!!"..حِينَما رَفَعت رأسَها فَجأَة، كَرّرَ مُوضِحًا: "مَاذا سَتأخُذِينْ؟!" أجَابَته دُونَ تَفكِيرٍ بطَلَبِ مَشرُوبِها المُفضّل..بينَما يُومِئ النَادِلُ مُنصَرِفًا، أرجَعَت كَتِفَيها للوَرَاءِ مُستَنِدَةً إلى ظَهرِ المِقعَدِ الخَشَبىّ، تَتفَقّد عَيناها أرجَاءَ المَقهَى الصغِير و زَوَاياه الدَافِئَةْ. استَمَعت شَارِدَةً لنَقَراتِ أصَابِعِها، تُؤالِف نَقراتَ المَطَرِ الرّتِيبَةِ فَوقَ أَرضِ الطَرِيق..تتجَوّل روحُها بالشَارِعِ القَدِيمِ، و جُدرَانِه الطُوبِيّةِ التى تَحكِى الكَثيرَ فِى صَمتْ..تَأمّلَت بقعَةً تَجمّعَت بِها المِياه فِى جَانِبِ الأرضِ المُبتَلّة، تَمَاوَجَت فِيها خُطوطٌ كَثِيرَةٌ نَاعِمَة، مُتآلِفَة..مُتَشتّتَة. صَوتٌ أُلقِىَ كَحَجَرةٍ بَين أفكَارِها، فَاهتَزّت مُنتَفِضَةً ثَانِيةً، نَاظِرة لِزرٍّ ضَغَطَته عَفَوًا بِهَاتِفِها فَنَبهّهَا لأنّه مَازَال عَلى أنِينِه السَاكِنِ بَين أَصابِع يَدِها المُطبِقة حَوله..أفرَجَتها تَارِكَةً إيّاه بِلا اهتِمام، ليَنزَلِق مُستَقِرًا فَوقَ المِنضَدَة...بَينَما تُغرِقُ بالتَأمُلِ فى انهِماكٍ بأصَابِعِ يَدَيها البَارِدَتَين المُتشَابِكَتَين، تَنبّهَت للكُوبِ السَاخِن آتِيًا، وُضِع أمَامَها، وَ قَد تَصاعَدَت أبخِرَتُه السَاخِنة مُحمّلةً بنَكهَتِه العَذبَة..تَلمّسَت دِفءَه بأنَامِلِها مُلامِسَةً حَافَتَه، و عَادَت لتَنقُر بأَظَافِرِها، تَارةً فَوقَه، و أُخرَى فَوقَ الخَشَب..تَتأمّل يَدَها بِحَيرَةْ! أمسَكَت بِالهَاتِفِ فَجأة، أغلَقَته فَاتِحَةً حَقِيبَتَها تُعِيدُه إلى عُزلَتِه دَاخِلِها..ألقَت بنَظرَةٍ عَلى دَعوَةِ زِفَافٍ، و قَد مَالَت بِصَبرٍ بَين مُحتَوَياتِ الحَقِيبَة..تَأمّلَتها مُطولاً، و شَدّت جَرارَ السَّحَابِ لتُغلِقُه..ظَلّت يَدُها عَلى تَشَبُثِها بالحَقِيبَة..و أنَامِلُها تُمسِك بالجَرّارِ فِى ذُهُولْ، حِينَما رَفَعت رَأسَها، فارتَسَمت مِن أفكَارِها الحَيرَى خَيالاتٌ تُشبِه..تُشبِهُه؟!! {رَائِع..هَا أنتِ تَنسِجِين أوهَامًا...} تَساءَلَت فى صَدمة صَامِتَة..{أَم أنّه وَاقِع؟!..وَاقِع!!} حِينَمَا رَآها (الخَيال)، كَانَت صَدمَتُها قَد سَكِنَت قَلِيلاً، و خَفّ تَرَاقُصُ قَلبِها مِن بَعدِ سَقطَتِه بَين سَاقَيها المُرتَعِشَتَين..فتَأمّلَت وُلوجَه أمَامَها، و التِفَاتَه، و مَلامِحَه التى تَدرَّجَت فِيها مَشاعِرُه، فِى دَهشَةٍ بَدَت كَوَاقِعٍ، يَبعُد كَثِيرًا عَن أَىِ خَيَالٍ لَدَيها عَنه..تَابَعَته فِى هُدوءٍ غَرِيبْ، وَ قَد تَقَدّم مِنها بابتِسَامَةٍ صَغِيرَةٍ بَينَما الدَهشَةُ لا زَالَت عَلى استِقرَارِها بِعَينَيه.. : "هَذِه أنتِ!!"..لَم تَكُن بِحاجَةٍ لتَأكِيد، لَكِنّها أَومَأَت مُؤكِدَة..بَينَما انعَقَد لِسانُها مُعرِضًا عَن إِخرَاجِ أىٍ مِن أَحرُفِه غَيرِ المُبهَمَة، كَما انعَقَدَت أصَابِعُها و قَد سَكِنَت إلى حِجرِها مُعرِضَةً عَن تَجَاوُزِ مَخبَأها تَحت حَافَةِ المِنضَدَة، و الامْتِدَادِ لإجابَةِ يَدِه المُنتَظِرَةِ مُصافَحَة لَم تُجَب، فَارتَدّت لِجَانِبِه مَضمُومَةً بحَرَجٍ بَدَا بِوَقْفَتِه و التِفَاتَتِه، قَبل أن يَجلِس أمَامَها مُتنَهّدًا بِهُدوء..قَائِلاً: "أتَسمَحِين لى؟!" : "لَقَد جَلَستَ بالفِعلْ!!".. {مَا هذا الذِى أقُولْ؟!!}...قَالَت سَرِيعًا و قَد تَبعثَرَت أفكَارُها: "أا..مَاذَا تَفعَل هُنا؟!!" ابتَسَم بهُدوء، مُوضِحًا بِبسَاطَة: "أنَا مُقِيمٌ بِالقُربِ مِن هُنا أيضًا.." ثُم أتبَع مُرفِقًا استِفهَامَه المُندَهِش بابتِسَامَة: "لَكِن، أنتِ..مَاذا تَفعَلِين؟!" التعديل الأخير تم بواسطة hadya ; 15-03-12 الساعة 01:10 PM | ||||
04-01-12, 06:47 PM | #2 | ||||
نجم روايتي وقاصة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| أخفَضَت عَينَها..تُحاوِل اعتِصَارَ إجابَةٍ مَا مِن أَصابِعِها المُنعَقِدَة بِغَيرِ تَصدِيق..بَينَما تُحرِكُها بتَوَتُر، و تُمرِر خَاتَم الخِطبَة الذَهَبى حَولَ بِنصَرِها الأيمَنِ مُبعِدَةً إياه، ثُم تُعِيدُه..فَتُبعِدُه... هَمهَم مُتعَجِبًا، مُعِيدًا تَساؤلَه: "هِمممْ؟؟!!"..تَذكّرَت سُؤالَه الذى ضَاع مِنها بَحثًا عَن جَوابٍ مَفقُود..أعَادَت إِلَيه عَينَيها..ثُم أخفَضَتْهما سَرِيعًا لحِجرِها، تَنبِش بنَظَرِها بَين طَياتِ تَنُّورَتِها المُزَركَشةِ عَن خَاتمِها الذى انفَلَت مِن بَينِ يَديها..حَالَما وَجَدتْه؛ أعَادَت إحاطَتَه لإصبَعِها، و قَد ضَاعَت مِنها كَلِماتُه ثَانِيَةً. ابتَسَم، فَاتّسَعَت ضَحِكَتُه..رَمَقَته بغَيظ، فأَجَاب نَظرَتَها بَاسمًا: "وَ كَأنّ سَنَواتٍ لَم تَمُر!!..لَم تَتغَيّرِ أَبَدًا!!" كَنارِ بهَشِيمِ قَلبِها مَرق شَئٌ مِن..رُبمَا الغَضَبْ!...تَتَبعَت عَيناه خُيوطًا نَاعِمَةً مِن بُخارٍ دَافِئ حَتى هَامَت مُتوَارِيَةً عَن نَاظِرَيه..وَجّه عَينَيه لِكوبِها المَملوءِ مُتأَمِلاً فُقاعَاتَه الجَذابةَ الصَغيرَة التى تَلاَصَقت، يُوارِيها بِساطٌ خَفِيفٌ مِن حُبَيبَاتِها الحُلوة..فَسألَها، و سُؤالُه مُؤكِدٌ كَلِمَاته: "مَازِلتِ تَعشِقين تِلك الشُوكولا!" : "كَثيرًا"..بَينَما دَعّمَت الكَلِمَة مُومِئةً تَبتَسِم بِثِقَة، ضَاعَت مِنها مُجَدّدًا خُيوطُ الكَلِمَات..فَشَردت خَلفَها. أغرَقَت بمُتابَعَةِ حُبَيبَاتِ مَشرُوبِها الصَغِيرَةِ فى حَرَكَتِها الطَفِيفَةِ إثرَ زَفرَتِها الحَيرَى..مَاجَت تَأمُّلاتُها سَريعَةً بَينَ نِقاطٍ شَتّى، بَينَ مِظلّتِه المَضمُومَةِ و قَد وَضعَها أمَامَه، مُحمّلَةً بقَطَراتِ مَطَرٍ لَم تَجِف بَعد..وَقَعَت نَظرَتُها التَالِية بِشُرُودٍ فَوقَ كَتِفِه، ثُم شَعرِه المُصفّف بِبَساطَة، و قَد خَفّ قَلِيلاً!... : "هِييىْ..لأَينَ ذَهَبتِ ثَانِيَةً!" قَالَت مُستَشعِرَةً عَينَيه: "تَغيّرتَ كَثيِرًا..تَبدُو مُختَلِفًا"...استَقَام ظَهرُه بحَرَج، وهو يَهُز كَتِفَيه، ثُم يَرفَعهُما و يَشُد جِذعَه و جِلسَتَه..مَرَّرَ أصَابِعَه بَين خصلاتِ شَعرِه زَافِرًا بثِقَلْ..و عَادَ نَاظِرًا لوَجهِها فِيما كَان انتِبَاهُها غَارِقًا بَينَ أصَابِعِها بشُرودٍ جَدِيدٍ لَم تَعِ مَعَه اضْطِرَابَه!!.. : "إنّه..مُرورُ السَنَواتِ يَا صَغِيرَة!!" : "صَغِيرَة!!!"...ضَاقَت عَينَاها بغَيظْ، وهِى تَرفَعهُما ليُسَدّدَان جَوابًا لَم تَعثُر عَلَيه بَعد..فَصمَت مُبَعثِرًا التِفَاتَاتَه فِى مُحِيطِهما.. : "آسِف"..سِكَنَتْ، بَينَما رَدّدَ و قَد ارتَدّ إِلَيه هُدُوءُه: "آسِف..لَقَد حَضِر رَفِيقى أَخِيرًا..فَـ..رُبمَا، الأفضَل أَن أَذهَب أنَا إِلَيه.." أكّدَت بِسُرعة: "آه..أ..بِالطَبعْ"..بَينَما جَاءَت ضَربَةٌ لَحظِيّة، صَغِيرَةٌ قَاسِيَة، أَطَاحَت بأفكَارِها أَمامَ صَرِيحِ وَمِيضِها..و كَأنَّمَا الجَوَاب عَمّا أَتَى بِها إلى هَذَا المَكَان، و عَمّا تَفعَلْه الآنْ، أََتَاهَا فَجأَة، بَاسِطًا سِتَارًا مِن الوَعِى..فَآلمَهَا. : "إنّها..كَانَت، صُدفَةً غَرِيبَة" رَدَّت بقَلَق: "نَعَم..بِالفِعْل".. تَأمّلَت يدَهَا التى امتَدّت شَارِدَةً عَنها لتُصَافِحُه، عِندَما وَقِف مَادًا يَدَه ثَانِيةً، و كَأنّه غَفِل عَن مُصَافَحتهِما الأُولَى المَبتُورَة. تحَرّك نُورُ شَمسٍ ذَهَبِىٍ هَادِئٍ فِى حَنِينٍ لِمَثِيلِه..فَالتَمَع الذّهَبُ حَولَ بِنصَرِها التِمَاعَةً خَافِتَة..بَرق مَعَها بَصَرُه و بَصَرُها..فَارتَفَعت عَينَاه سَريعًا لعَينَيها و قَد نَال جَوابًا يُدرِكُه...التَفَتا بحِدّة..و اهتَزّت بجِلسَتِها مُنتَفِضَةً مَع نِداءٍ صَاخِبٍ بصَوتِ رَجُلٍ مَا. أَسرَع خُطواتَه الثَقِيلَة يَحُثّها مُبتَعِدًا..بَادَر رَفِيقَه مُصَافِحًا، يَتجَاهَل نَظَراتَه المُتَسائِلَة بِفَهمْ. كَطِفلَةٍ أضَاعَت هُدَاها لِلبَيتْ، تمَنّت لَو تَجهش بالبُكاء..عَادَت لتَنبِش بعَينَيها كُل مَا حَولَها، أمَلاً بطَرَفِ خَيطٍ مَا، لِيُجيب سُؤالَها المُحتَرِقْ..{أَيْنَ الطَّرِيقْ؟؟؟} هَتَفت بِسُرعَةٍ فِى أثرِه، فَاستَدَار بَهرًا..قَالَت مُوضِحًة، تُشيِر نَحو الطَاوِلَةِ فِى انزِعَاجْ: "مِظَلّتُكْ!!" وَهو يُخَلّل خصلاتَ شَعرِه بأَصَابِع يُسرَاه، شَاعِرًا بخَاتمِ زَوَاجِه الفِضىّ مُلاَمِسًا مَا لاَمَس مِن رَأسِه..عَاد بخُطواتِه حَرِجًا، لِيَلتَقِط مَا خَلّفَه وَرَاءَه نَاسِيًا..ثُم ابتَعَدْ. تَلاحَقَت زَخّةُ مَطَرٍ سَخِيّة، و ازدَادَت بقعَةُ المَاءِ بَين جَنباتِ الطَرِيق تَمَاوُجًا..تَابَعَت خُيوطَها النَاعِمَةَ و قَد ازدَادَت شَفَافِيَةً...أنزَلَت عَينَيها كَجَبِينِها الخَفِيض، و تَلَمّسَت بِوَجَلٍ خَاتمَها..لمَعَت عَبرَةٌ فَكّتْ عَنهَا خِنَاقَها، مَاسِحَةً الكَثِيرَ بطَرِيقِها..فأخفَضَت جَبينَها أكثَرْ. "تَأخّرْت..أعلَمْ...إنّى أعتَذِر" كَالآتِ مِن فَجوَة، تَصاعَد صَوتُه القَوِىُّ قَادِمًا مِن مَكَانٍ مَا..رَفَعَت رَأسَها بتَعَبْ، بَينَما يَتَساءَل مُتفَحّصًا مَلاَمِحَهَا بقَلَقْ: "مَاذَا بكِ؟!!" أتَتْ بَسمَةٌ صَغِيرَةٌ لتَرتَسِم بِرِقّةٍ بَين مَلامِحِها، فَقَابلَت نَظرَتَه القَلِقَة..ارتَجَفَت عَمِيقًا بَينَما تُحِيطُها غِلالَةٌ مِن دِفْء..فَقَالَت بخُفُوتٍ تَستَمِعُ مَعَه لتَفسِيرِها: "فَقَط، كُنتُ..أَشعُر بِالبَردْ!!" مُندَهِشَة تَأمّلَت بِصَمتٍ مَا انرَسَم بَين عقدَةِ حَاجِبَيه و مَلاَمِحِه، و مَا يَعصِف بِالأَفكَارِ فَيضَعها خُطوطًا فِى عَينَيه، تَنسِج مائة سُؤالٍ و سُؤالْ..نَقضَهم كُلّهم بِبَسمَةٍ مُتوتّرةِ مُتَمتِما: "آسِف حَقًا"..تَرقّبَت حَرَكتَه بَينَما يَجلِس فَوق المقعَدِ الذى لَم يَحتِفظْ أَكثَر بِدِفْءِ جِلسَةِ شَخصٍ مَا فَوقَه..وَهُو يُوضِح: "اضْطُرِرتُ لِلتَأخُرِ، وَ.." سَكت لَحظة، فَتذكّر مُتبِعًا: "وَ هَاتِفُك..هَل أغلَقتِه؟!.." {آخِرُ مَا يَنقُصنى هو كَذِبَة..يَا الله!!}..أسرَعَت تُخفِض عَينَيها فِى حَرَكةٍ مُتوَتِرةٍ تَفتَح حَقِيبَتَها مُبَعثِرَةً بِأنَامِلِها بَين مُحتَوَياتِها قَائلةً: "سَأَرَاه!".. : "لا يهمّ الآنْ"..أتبَع بنَظرَةٍ قَلِقَةٍ تَتفَحّصها بتَرقُب: "لَقَد أقلَقْتِنِى فَقَطْ.." تَركَّزَت نَظرَتُها بمَلامِحِه، ثُم سَقطَت عَنه مُحَملِقةً فِى شُرودٍ بنَقراتِ مَاءٍ تَنَاثَرَت تَلتَمِع قَطرَاتُها كَالنَدى فَوْقَ سُترَتِه، بَينَما اتّسَعَت نِقاطٌ أَكبَر مُفتَرِشَةً بِنَسِيجِها.. : "لَقَد تَبَلَّلتَ كَثيرًا..آسِفَة" رَفَع إلَيها عَينَين اتسَعَتا بِعَاصِفَتهِما...رَمقَته بعَجْز، فَرَمَاها بِنَظرَةٍ مُخفِضًا عَينَيه نَحو الحَقِيبَة المَفتُوحَةِ مُتسَائِلاً: "هَل أعجَبَتك؟!!"..انتَفَضَت تَسأَله بِحَيْرَة: "مَاذا؟!!" هَمَس مُفَسِرًا: "نُموذَج بطاقَةِ الدَعوَة.." شَردت بَين النُقوشِ المُذهَبَةِ التى تُزَيّن البطاقَةَ الدَاكِنَةِ البَيَاضِ بأَنَاقَة..تَدَاخلَت نُقوشُها و خُطوطُها بَين أفكَارِها، فَحاوَلَت انتِشَالَ إجَابَةٍ مَا.. : "إنّها جَمِيلَة..لَكِن...أَنـَ..." أدرَكَ مَا أرَادَته دُونَمَا كَلاَمْ، فَأقَرّه يَخشَوْشِن صَوتُه قَائِلاً: "تُرِيدِين تَأجِيلَ الزِفافْ.."مَع مَا ارتَسَم بعَينَيها..أَتبَع مُتسَائِلاً بصَوتٍ خَفِيضْ: "أَو..رُبما...إلغَاءَه هَذِه المرّة"..شَهقَةٌ خَفِيفَة، خَرجَت مِنها كَلِمَتها هَامِسَة: "مَاذا!!!" فَكَرّرَ مُستَفهِمًا بخُفُوتْ: "مَاذا؟؟!!" قَالَت بتَرَدُدٍ بَاحِثَةً عَن كَلِمَات: "لا شَئ..إنّه فَقَط..." : "فَقَط مَاذا؟!..أَخبِرينِ، و سَأفعَل مَا تُرِيدِينْ.." سَكنَت مُحَملِقَةً بِوَعدِهِ النَّافِذ بدِفْءٍ مِن بَينِ كَلِماتِه و عَينَيه..صَمَتتْ، و سَكَتْ...استَرخَى بَصَرُها نَاسِيًا وَرَاءَه أَسئِلَةً حَائِرَة تَعلَّقَت يَائِسَةً بأنصَافِ خُيُوطٍ تَعَثّر كِلاهُما بجَمعِها..فاسْتَكَانا بَين مَقَاعِدِ الحَيرَةِ يَجلِسان بإِنْهاك، لا يهمّ مَعه تَطَلُعاتُ أنظَارِ جِيرانِهِم بحَدَائِقِ المُتعَبِينْ. بَينَما تُومِض مِن بَينِ أفكَارِها أشْياءٌ شَتّى تَاهت أوصَافُها، تَطَلّعت روحُها لِلنُورِ الذَهَبِى الآتِ مِن خَلفِه، يُشرِقُ أَكثَر، فَيتَسَلّل فِى نُعُومَةٍ لِنَفسِها..نَادَاها فَجأَة، فَتَرَدّدَ الصَّدَى بَارِقًا، يَسرِى مُسرِعًا فَيدُقّ بِطَرِيقِه كُلَ الأبوَابْ. وهِى تَتأمّل بقعَة المَاء ذَاتَها، و قَد جَفّت فِيها أسرَارُها وَ تَبخّرَت فِى دِفْءٍ جَدِيدْ..وَ تَبزُغ مِنها فَجأة أَلوانٌ حَارَت بَحثًا حَول اسمِها، هَمَست دُونَ قَصْد: "لا أعرِف!!"..لَمّا طَال صَمتُه؛تَطلّعت إِلَيه بِوَجَل، حَدّقَت بمَلاَمِحِه مُستَنكِرَةً بضيقْ..فَلَقد كَان يَبتَسِمْ! قَالَت بِحِدّة: "فَلْتُضحِكَنِ مَعَك!!" أشرَقَت بَسمَتُه بَينَما يَتبَدّل سَبَبُها وهُو يُجِيبْ: "لا.." كَرّرَت بغَيظْ: "لا؟!"..فَأوْمَأ بِثِقَة. : "مَا بَالُكْ؟!!" تَأمّل مَلامِحَها المَقرُوءَةَ بِحَنَانْ، ثُم قَال بغُمُوضٍ اسْتَتَر بِبَسمَتِه: "إنّه أَحَدُ أسرَارِى!" رَمقَته مُتسَائِلَة..فَأسرَع مُشِيرًا نَحو الكُوبِ المَنْسِى مِن أَمَامِها قَائِلا: "تُعَسّرِينَ أشيَاءً، فَتَتعَبِينْ..و تَنسِينَ فِى طَرِيقِك الكَثِيرْ" بُهِتَت لِكَلِمَاتِه، فَتَسمّرَت نَظرَتُها عَلى وَقعِ كُلِ خُطوَاتٍ شَتِيتَةٍ مَضَتْ..اختَرَق الصَمتَ قَاطِعًا خُيوطَ الشُرودْ: "لا عَلَيكِ مِن ذَلِكَ كُلِّه..و الآنْ..."سَكت لَحظات، ثُم أتْبَع بخُفوتٍ مُترَدِدًا: "هَل لَنا بإِجابَةٍ مَا؟!" عِندَمَا طَالَت لحَظاتُ السُكوتْ، انتَشَل أفكَارَه مِن الذّوَبَانِ فِى عَمِيقِ غَيمَاتِ الشُرودِ العَاصِفَةِ بعَينَيها..تَلفَّت بَاحِثًا بِصَمتٍ عَن النَادِل الذّى نَأَى بِذَاتِه مُترَاجِعًا عَنهما مُنذ دَقَائِقٍ خَلَتْ..وهُو يَرفَع يَدَه المُرتَجِفَة ليُؤشِر إِلَيه مُنادِيًا، قَطَع صَوتُها الطَرِيقَ، هَامِسَةً مِن خَلفِ الحَيَاءْ: "أنـَ..أنا..." بَينَما تَلتَجِئ بِنَظَرِها لِنقطَةٍ مَا بِيَدِه التى تَصَلّبَتْ فِى طَرِيقِها..جَمُد لِمَرآى وَمضَةٍ جَدِيدَة، أنَارَت بَين عَينَيها..أَومَأ يَحُثّها لإِتمامِ عِبارَتِها، بَينَما بَرِقَت عَينَاه تَرقُّبًا، وَ..وَ بَهجَةْ!! قَالَت بَعدَ طُولِ شُرودْ: "أنَا..مُوَافِقـَة!!" إنّها..لأَىِّ حُب، و لكُلِ من أحَب، و إن اختَلَفتْ ضُروبُ الحُبِ و أَزمَانُه... رابط لتحميل القصة، ككتاب إلكترونى... الكتاب، و تصميم الغلاف، مُهدَيان من إبداع (حنان..s)..فشكرًا يا أجمل كاتبة و أخت و صديقة التعديل الأخير تم بواسطة hadya ; 15-03-12 الساعة 01:28 PM | ||||
04-01-12, 08:48 PM | #3 | |||||||||
نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام
| هي احبت شخصا ما لكن ظروف ما ما سمحت لها ان تكون من نصيبه وبعد مرور الزمن تعرفت علي اخر يرغب بان تكون كل شيء في حياته هي متردده لا تعرف ماذا تفعل وتلتقي صدفة بذلك الشخص الذي ملك قلبها ياتري شو الي صار ومنعها من ان تكون معه يمكن لانه متزوج او ماذا ؟طيب مصيرها مع الشخص التاني هل ستستمر في حياتها معه خاصة بعد موافقتها بعد شرود ولا شو مستنية اعرف تفاصيل الرواية في الفصول الجاية | |||||||||
04-01-12, 09:28 PM | #4 | |||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| هدهوده ..وأخيرا بعد فترة غياب كنت منتظرة بشوق لأبداعك الجديد.. حاولت أن أتفهم حالة بطلتنا ..عشت في دواخلها ..ومررت بكل المشاعر التي تشعر بها ..حتى لكأني شعرت بالضياع الذي تعيشه .. لقد وصفت كل شيء بدقة متناهية ..وبأحساس راقي ..خاصة وأنت تصفين البريق ..بريق خاتمها الذهبي .. أعجبت كثيرا بفكرة اللقاء في المقهى ..تذكرت أغنية (يا سلام ..قد إيه حلو الغرام )لننانسي عجرم .. ابدعت كعادتك حبيبتي ..ونلت الاعجاب الكبير بالتوفيق | |||||||||
05-01-12, 12:02 AM | #5 | |||||||
مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء
|
| |||||||
05-01-12, 12:44 AM | #7 | |||||||
نجم روايتي
| جمـــــــيل ما تكتبين .. أتعلمين .. هرولت لاهثة حين لمحت ع،نــــوانا موقعا باسمك يلمع بريقه .. كمـــا تلمع تفاصيله الأخرى قصص المقاهي .. غالبا ما تكون لي مربكة ذكرتني .. شخص طالما ذكرني بدوره برجل عرفته ذات حينٍ منسي في مقهى .. أتدركين .. غالبا ما تستحضر في كتاباتك .. ذاكرة مـــا ..ذاكرة عاشت خلسة في حينٍ مـــــا .. من الجميل .. قراءتك ههنا.. صدقــــا و أرق التحايا .. يـــا رائعة | |||||||
05-01-12, 02:15 AM | #8 | ||||||||||||
كاتبة وقاصة بقسم قصص من وحي الاعضاء ولؤلؤة فعالية اقتباسات مضيئة
| مرحبا هدهد... بريق... راح اسكت فعلا..من أقرء لك هدهد أعيش جو ثاني صدقيني .. المكان الجو ..وصفك له بهذه الدقه كان مبهر حسستيني الاجواء وقفة البطلة جلستها انتظارها ..كاني كنت معها ..هناك آيماءات أشارات مهمة جدا لم تهمليها سردتيها بأحساس مرهف توجتها بحوار مختصر ..أعطى للوحة لمستها النهائية .. البطلة هذه المره أيجابية ذكيه أتخذت قرار حاسم وقررت ان تبدأ حياتها مع شريك يستحقها فهمها فأعطاها الخيار .. مشكلة الحب هدهد تتضخم حسب النفوس الي يسكنها ان كانت متخاذلة كان وصمة عار بحياتها وان كانت ضعيفة يتوقف الزمن مجازيا في داخلها لتعلق بذكرى طوال حياتها .. بطلت قصتك تخلصت من ماضي ببريق خاتم كان كاشارة لها بأن تمضي بحياتها ..أشارات نملحها دائما نحسها دون ان نملك الشجاعة لأعتبرها بشوق لجديدك حبي | ||||||||||||
05-01-12, 12:32 PM | #9 | |||||||||
نجم روايتي وقاصة في قصص من وحي الأعضاء وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء
| يا صباح الخير والجمال يا احلى هادية ايه الجمال دا كله .. التصميم انتى اللى عاملاه هدهدتى صح تحفة بجد بيلخص القصة كلها ف الصورة دى والصور بتاعة حديقة فطومة جميييييييييلة اوووووى عجبنى اووووى جو الشتا اللى ف سطورك المطرة السقعة الشوكلاتة الساخنة واحداث القصة كلها حاساها لايقة ع الشتا توترها وترددها وكأن البرد اجتاحها وبعدين حسيت بالدفا >>> ابدعتى ف وصف الحالة كلها والصورة كاملة انا حسيتها بطلتنا عاشت قصة حب وانتهت قبل بدايتها ... واتخطبت واعتقد انها ما قابلتش الحيرة دى وقت خطوبتها لكن لما حست بالجد خلاص وانها هتتجوز رجليها اخدتها للشارع دا للمقهى دا بلا شعور منها يمكن كانت عاوزة تقابل الماضى او عاوزة تخرج منه >> وقابلته صدفة ويمكن مقابلته اللى ساعدتها ع حسم قرارها ومش عارفا اللى اثر فيها هو زواجه ولا انها حست ان خلاص كدا نهت الماضى وهتكمل ف المستقبل >> احساسى كمان ان خطيبها هو اللى شجعها انها تاخد القرار لما ف لحظة حست انه فاهمها وانها مرتاحة لدا حبيت اوووووى لما ابتسم وقالها دا سر وبعدين قالها ع عادة هى بتعملها .. كمان احساساها بالدفء لحظة وجوده وتجلى الحقيقة قدام عنيها هى ليه اجت هنا .. اعتقد انها دلوقتى بس هتقدر تكمل حياتها وهى مرتاحة بعد مواجهة اخيرة مع الماضى بصى من الاخر هادية عجبتنى عجبتنى عجبتنى >>> ف حاجا ف روحك بتلمسنى ف كل مرة بقرالك ودا اكتر حاجا بحبها فيكى يا صديقتى تسلم ايديكى بجد حبيبتى وف انتظارك داااائما >> بس عاوزة اشوفك شوية من غير برانيط اخفاء ههههههههه | |||||||||
05-01-12, 12:47 PM | #10 | |||||
نجم روايتي وقاصة بقسم قصص من وحي الأعضاء
| اقتباس:
أحلى صباح على أحلى جيجى حبيبة قلبى قبل كل شئ...التصميم إهداء من إبداع حنونة..بس هى كالمعتاد مكتبتش إسمها..لو هى مأضافتش إسمها أنا حاضيفه بمعرفتى هه بس يسعد صباحك حبيبتى يارب...لى رجعة بإذن الله أرد على التعليقات من البداية بس حبيت أوضح إن التصميم لحنونة و أصبح عليكى و على حديقة فطومى..و أبعثلك و لكل واحدة فيكم دول... التعديل الأخير تم بواسطة hadya ; 05-01-12 الساعة 01:32 PM | |||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|