25-01-12, 11:41 PM | #1 | ||||
قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدى
| * منقذي * لكل زهرة مهما كان اسمها كان وردة أو خلافه .. رحيق يخلد في الذاكرة .. لا يمكن العيش بدون رحيقه الذي تتغنى بها أرواحنا قبل ألسننا .. لكن يا أجمل زهر وورد زارت صفحات حياتي القاحلة بريحها العطر .. وحضوره النظر .. ولونها الزاهي .. أهديكما (( زهر المشمش و ورد بابل )) باقتي المتواضعة لعلها توصل ما خذلني لساني عن قوله .. لكما أهديكما .. _ منقذي _ ((منقذي )) لمساته .. همساته .. بحت صوته .. تخترق صدري .. لتلدغ قلبي بسم حبه الذي بات أدماني الذي لا أستطيع بأن أعيش بدون ولا لحظة واحدة .. هو أكسجينِ .. هو دمي الذي يسري بعروقي .. هو سر استمراري في درب الحياة الغادر .. الذي لم يذخر عقبة لم يضعها لي على صفحة مسيره .. لأسقط أخيرا فيلتقفنِِ فارس أحلامي الشهم .. وينتشلني من الضياع الذي لا مفر منه .. أنا الجذع المكسور .. الذي لا يصله بالأرض أي جذور .. تتقاذفه رياح السنون العاتية .. دون أن ترأف بحاله الكسيفة .. الآن أنا ابنة 25 ربيعا .. تحضنني السماء والأرض بين جنباتها التي تلفحني برحيقها العطر الذي يدفئ قلبي قبل روحي العطشاء لنبع الحنان الدفاق .. أنت.. أنت يا سهم الحب الأبدي .. انغرست في لب قلبي من أول نظرة .. حين كانت الظلمة تعتكف من حولي .. ترسل ذبذباتها الهادئة .. وتبردني بمعطفها الثلجي .. وتسكب علي دموعها الهامرة .. لتقف السماء النائمة فجأة عن صفعي برذاذها الذي لا نهاية له .. فأرفع رأسي أتطلع لها والعجب يسحبني بصنارته .. لأجد خيمة واقيه .. تكبح جناح المطر من أن يطالني .. فأحني حاجبي إلى أعلى مترجمة قبضة العجب التي تغص بها أفكاري .. ليخترق حاجز الصمت الدامع .. صوت شجي .. يرسخ بالوجدان .. ويأبى أن ينزاح منه كالوشم: (( إنكِ ترتجفين )) لتنمد يد لي من أقاصي السماء .. محملة بمعطف ينفح منه ريح الذكورة .. ازدرت ريقي الظمآن .. وعيناي معلقتان بأطراف المظلة .. تفتش بلا أن تحضا بقطرة أمل ترويها .. غاب ليكشف عن ظهره الفسيح .. وطوله الذي يلامس السحاب .. تغمسه سياط المطر بدون شفقة تردعها .. ليبتلعه الرواق الضيق الذي بالكاد يسعه.. بأنيابه المعتمة .. وعيني متعلقة بمنقذي ممسوح الملامح .. تأبى .. بل تشجب أي محاولة لتزحزح عن مرآه المبهم .. حتى لو كان طيفه الراحل .. أخذت الأيام تسحب معها الأسابيع لتخلد في راحت الشهر .. والبحث الحثيث عن منقذي لا يخمد في داخلي .. كنت أستيقظ على أمل رأياه وأغمض عيني على موت اللقاء .. وأنا لا أكف عن زيارة تلك الرقعة التي أخترق قدري قدره على صفحته .. خبت لحظات الترقب ألمؤد وهو بالمهد على كف الخيبة .. لأتهاوى بعد مرور الليلة التي تلت الثلاثين .. لأتهالك كدودة اعتكفت في شرنقتها تخفي شحبها الميت على أول كرسي خشبي التقطته عيني اللتين بالكاد تهجران ذلك الرواق الذي لم يخرج من جوفه منقذي المجهول الهوية ... طلقة صاخبة .. شقت طريقها بّ حشود الخيبة التي تتكدس في عقلي وقلبي الذي فقد رتمه الطبيعي .. منذ رأيته لخياله الممسوح المعالم .. رفعت رأسها المثقل بالأوجاع التي كبلته بعد أن رفعت راية الاستسلام .. ليشرع جفني عن أكتافها .. وتقفز مقلتي عن محجريهما .. وهما تعكسان أرضية الشارع السوداء مصحوبا بلون شاذ ينذر بشؤم.. فيتدحرج قلبي ليطال ذاك الجسد الساكن على سطحها و الممرغ بالأرضية الكئيبة .. بخطى تعثرت في مطبات الجذع الذي تسرب كالوباء في دمائي المتدفقة في شراييني .. دنيت وكلي رجاء بأن ما يصوره رأسي المفجوع ما هو إلا ضرب المستحيل .. جثوت وقد خارت قوى قدمي المهترئة ككوخ قديم .. لأمد يدي المبعثرة في شتات التردد .. لأخلل أناملي التي ضربتها شحنات كهربائية لاذعة فور حطها على رأسه الساكن .. أجبرتها على الانكماش إلى الوراء .. إلا أن السموم التي تحرق جسدي .. دفعت بي مجبرة للكشف عن ذلك الوجه المندس تحت شعر سلسبلي كثيف يشع من بين جنود غشاوة الظلمة .. ليصرعني .. بل ينحرني من الوريد إلى الوريد .. فعيون القلب تمكنت من تذليل التضاريس الممسوحة .. ورسم صورة المنقذ في لوحة بروزتها وحرصت على دسها في أحشاءها لشهر منصرم .. لأنحني إلى خلفي والصاعقة تشطرني نصفين .. صفارات الشرطة لا تردعها أصوات الحشود المتجمهرة والتي تفتي بسبب مصرع صانع البهجة في قلبي برصاصة لا أحد يعرف من أين انبثقت .. والتي لم تستقصد من بني البشر أجمع إلا من كنت أبحث عنه مع كل نفس أتنشقه .. مع كل طرفة عين أرمشها .. مع كل نبض أنبضه.. عدت أدنو من بدنه الصائم عن الحركة .. أريد أن أفتش عن بصيص أمل بالحياة يلوح من حوله .. أبعدت خصلاته النائمة بخشوع عن جبينه .. لأتلمس ذلك الوجه المخملي .. فيطالني لسعات الصقيع .. فأعود بأناملي أدراج الرياح .. فأقف كالمسيرة بخيوط وهمية على يد أحدهم كاللعبة .. وأركض شاقة طريقي بين حواجز الجماهير التي تتمتع بعلك خبر جديد فيما بينها ... فأمسك بمعطفه الذي ضللت أتنشق منه عبيره لأيام لا تعد ولا تحصى .. حتى رحل ريحه .. من على المقعد الذي هجرته.. وأهرول كالمسعورة للراقد بسبات أبدي .. فأركع بجنبه .. فأدثره بمعطفه الوفير الذي لم أترك لليلة إلا وقد زرته فيها .. وأغرس وجهي أمام محياه المكبل بالصمت .. وأكلمه وهمسات قلبي تسابق كلماتي المتحشرجة في صدري لزمن طال: (( أنه معطفك ألا تذكره .. ها هو ذا أعدته .. أنت بارد أليس كذلك .. الآن سوف تستيقظ .. نعم معطفك هذا أنقذني من البرد .. وسوف ينقذك .. سو تصحوا .. نعم سوف تصحوا " لم يجبني إلا هدوءه الذي يجمد تعابير وجهه .. فأحضنه بكلى يدي .. وأخلد رأسي على أشواك الشارع .. غير عابه بما يغزوني من صقيع أوصاله .. فيصافح أنفي أنفه المعكوف .. وتداعب شفتي شفتيه الملتزمتان لخط موحد .. وببوح نشيجي الذي تصدى لتعابير كلماتي اللاتي تقطر رجاءا : (( أرجوك أصحا .. أنت لم تعرفني بعد .. أنا .. أنا أنا ليلى .. من أنت.. ؟ .. أنا بيني وبين نفسي اسميك بمنقذي .. أعلم هو اسم غبي .. لكنن لم أجد اسما أنسب منه لك .. أتشعر الآن بدفء ... أم تريد بأن أحضنك أكثر ... ؟ فهمتُ.. فصمتك يدل بأن جوابك نعم ..سوف أحتضنك أكثر .. فالبرد قارص هذه الليلة .. أعلم ذلك فالشتاء قارص هذه السنة يا منقذي )) لأترجم كلماتي بالفعل .. فألاصق جسدي بجسده المتصلب أمده بدفء الذي في خلدي تصورته دواءه لدائه الصامت .. لكن .. لكن يدا .. بل أيدي انتشلته من لب حضني .. قبل أن يبدأ مفعول دوائي .. فأصرخ كالأم التي سحبوا عنها أبنها عنوة بهسترية جن على وقعها جنوني: (( دعوه .. أتركوه .. أنه يشعر بالبرد .. أتركوه .. أتركوه )) لتقيدني أيادي أخرى شلت تقدمي صوبه .. لكن لم توقف هيجاني المطالب بتدفئة منقذي الذي أمام ناظري دفنوه تحت وشاح البياض .. الذي جعل الدماء تتفجر في رأسي .. فأهز رأسي بعنف طال صوتي الشاجب لفعلهم: (( لا.. هو ليس ميت .. هو فقط يشعر بالبرد .. أتركوه .. أبعدوا هذا الشيء عنه )) وأنا أحاول نفض قيودي البشرية عن ساعدي .. وشعري الثائر يطالب هو الآخر بفك أسري .. ليسجنوه في صندوق لا مفر منه ... راحلين به .. إلى اللا عودة .. تلاحقهم عيني اللتين أضربتا عن الرمش .. والدمع الملتهب يشن هجوم عنيف على وجنتي .. وقد ماتت الحواس في داخلي.. لتخلف دمارا شاملا .. أبقى الخواء .. فصرت كالقربة التي لا تحوي في أحشائها ماءا .. تهاوت بعد أن حررتها أيدي حامليها .. لتقع على الأرض وتتحطم إلى آلاف القطع .. التي تبعثرت على الأرضية الجرداء .. هذه باختصار نهاية قصتي مع منقذي .. التي لم تبدأ بعد ... سوف تسألوني من أين هبت علي لمساته الحانية .. وهمساته الحالمة .. وعطره الفواح .. سوف أجيبكم بكلمة واحدة فقط .. طيفه الذي لم يفارقني من يوم لقياه .. *تمت* التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 25-05-17 الساعة 06:36 PM | ||||
25-01-12, 11:50 PM | #2 | |||||||
نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي وساحرة واحة الأسمر بقلوب أحلام
| رائع رائع رائع ... احسنتي روعه ما اكدر اعبر ماذا اقول للكي .... ان شاء الله غدا برد عليكي بعد قرائتها مره اخرى ... استمري في ابداعكي ونحن نقف معكي نساندكي ... شكراااا يامر على الهديه الجميله .. هاي احلى هديه اتلقاها .. شكراا مره اخرى وانا سعيده لان التقيت بكي ... انا الان ما اكدر اعبر غدا بارد على القصه الجميله ... تحياتي اليكي | |||||||
26-01-12, 12:13 AM | #3 | ||||
عضو موقوف
| السلام عليكم انا ببكي يا وجع دلوقت احلي هديه في حياتي تعبيراتك بتذهلني بتفقدني صوابي من جمالها ملكتك الابداعيه مذهله تسلم ايدك حبيبتي احلي هديه في حياتي والله اتفق مع وردة بابل غدا افندها لكن بالحاله دي استحاله انا قلبي نبضه فعلا زاد وانت منقذتي والله اسلوبي لا حلو ولا حاجه الكل لطش فيه تسلم ايدك حبيبتي انا مبسوطه لدرجة البكاء شكراااااااا ما حدش عمل عشاني حاجه زي كده قبل كده تسلمي مليون مره انا بحبك اوي شكراااااااا | ||||
26-01-12, 01:16 AM | #4 | |||||
قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدى
| اقتباس:
منتظرة ردك بعد ما تصحصين ^__* دمتي بود ^_^ | |||||
26-01-12, 01:55 AM | #5 | ||||
نجم روايتي وعضو في فريق ألتراس قلوب أحلام ومحلل سياسي بقسم الافلام الوثائقية
| كلماتكى رائعه واسلوب مرهف قمه بالرقه يبعث قشعريره بارده نسماتها تلعب بأوتار القلوب وتلعب على انغام نبضات الاحاسيس لكى منى باقه مليئه بورود مليئه بعبق الكلمات المعبره بالعواطف والمشاعر والاحاسيس الجيا شه تسلمى وتسلم كلماتكى الرائعه لكى منى كل تقدير واعجاب,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, | ||||
26-01-12, 05:31 AM | #6 | ||||
قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدى
| شكرا لكل من أنار صفحتي برده الغالي على قلبي لقد أسعدتمنني أكثر مما تتصورن لي عودة لرد عليكن بالتفصيل وبعث ما يخالجني من أحاسيس بموروكن العطر .. اللذي ربط يدي عن التعبير^__* | ||||
26-01-12, 09:58 AM | #7 | |||||
نجم روايتي وأميرة حزب روايتى للفكر الحر
| وجع الروح لما تصرين على ابكائي باغلب رواياتك ؟!؟!؟!؟!؟ ابدعتي الوصف والكلمات والشعور, اسم القصه مذهل " منقذي" واللذي بحثت عنه لاجده دون قدره مني على انقاذه اااااااااااه يا وجع فانت بكل كلمه ترسمين تعابير الام علي وجهي وكانني انا من تعيش هذه الاحداث...... ابدعتي صديقتي العزيزه وبكل مره اتفاجا من مدى روعتك اللتي لا اشك بها ابدا...... وحشتيني... وبانتظارك | |||||
26-01-12, 11:05 AM | #8 | |||||
روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء
| يا إلهى هل إستخسرت السعادة أن تعطيها شيئاً منها و أرسلتها للألم و الوجع ... شكراً وجع على القصة الرائعة الأسلوب و الصور و فى إنتظار جديدك ... | |||||
26-01-12, 01:06 PM | #9 | ||||
عضو موقوف
| واااااااااااااو ايدى انتي اخيرن قتلتي بطل عن نفسك يعيني عليكي مشاعر واحاسيس وافضل مقطع وهي تحاول تدفيه وهو مسيكين مات المتي قلبي وخليتيني ابكي وكيف ابعدوها عنو واااااااااااو اني قلتي مالكيش في الرومنسه صدقتك مجنونه انتي ام الرومنسيه سلام وتحيه ولقد انقدني روميو | ||||
26-01-12, 08:51 PM | #10 | |||||
قلمٌ اِفتقدناه وفارقنا لبارئه _ نجم روايتي وكاتبة سابقة بالمنتدى
| اقتباس:
بالعكس أنا التي يجب بأن يبكي بعد كلامكن عن قلمي المتواضع ^_^ ولولا الله ومن ثم حماسكن لليلة البارحة في معذبتي لما خرجت هذه الأقصوصة لنور ^__* رحيقك العطر لا أشبع منه أبدا ^__* فلا تحرميني منه | |||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|