27-05-12, 06:49 PM | #1053 | ||||||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... لا تعملون مدى سعادتي بانتهائي تقريبًا من كتابة الفصل الجديد ، بجد يعني ... حمل كدا وهينزاح بكرة بإذن الله ههههههههههههههـ شكرًا الكم بجد على دعمكم المتواصل ولكل من سأل عني ، وأنا بصدق بعتذر لو كنت تأخرت عليكم .... بكرة عندي أول امتحان فاينل ... مشان هيك حأحط الفصل إن راد الله عالفجر مشان تدعولي ههههههههـ إن كترَت بكرة الظهر بكون نازل ... دعواتكم ، و اشتقتلكم بالمناسبة بحجم عائلي ههههه | ||||||||||||
28-05-12, 01:53 PM | #1055 | |||||
نجم روايتي
| اقتباس:
اهلا رغد بالتوفيق يارب وان شاء الله من المتفوقين واحنا اشقنالك اكتر | |||||
28-05-12, 09:58 PM | #1057 | ||||||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| أعتذر على التأخير .... سيتم حالاً نزول الفصل .. وأتمنى صدقًا أن يروق لكم .... شكرًا لـ small baby - انعام على تعبها معي في تعديل الموضوع .. وشكرًا أد الأياااااااام لأحلى Lolla sweety على تعبها معي هاد الأسبوع ودعمها اللامتناهي شكرًا عنجد حبيبتي .. لي رجاءٌ واحدٌ فقط ..... لا تبخلوا عليّ بردٍ أو تقييم .... فالله يعلم أنني آثرتكم على أشياء كثيرةٍ هذا الأسبوع لأجهز الفصل كما يليقُ بكم ... بشكل يستحق الانتظار ، وأتمنى أنني وفقت ... بسم الله ........ بدأنا | ||||||||||||
28-05-12, 10:02 PM | #1059 | ||||||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| الفصل التاسع ... إني اخترتُكَ يا وَطني ! تَحْبِكُ لها الذكرى ألفُ قصيدةِ " أحبُّكِ " ، ومع ذلك تسمحُ لجملةٍ واحدةٍ قرأتْها بأنْ تنقُضَ غزلَها أنكاثاً !! ( نَقْضُ الغَزْلِ ) ..... هذا ما أحستْ أنها فعلَتْهُ بفوضوية تفاعُلِها مع الحدَث ، كيْفَ لا وهي التي ضيّعتْ صبرَها خلال الفترةِ الماضية على أسباب مختلفةٍ هباءً بانفلاتتِها الأولى والتي تود لو تقسِمُ أنها ستكون الأخيرة .. ماذا تَفْعَل ؟ إنها المرةُ الأولى التي ينصرِفُ فيها آدم من المنزِِل غضبًا منها !! أحقًا هو غاضب ؟ ولكنْ لمَ ؟ هوَ منْ أعطاها مساحةً ما ، كان مِنَ الصعبِ عليْها أنْ تضيقَ عليْها فجأة .. لقد كان يستشيرها في كلِّ شيء .. وفي النهاية تجدُ خبرًا كهذا منشور على صفحتِه .. لتكون آخر من يعلم ..... ومع ذلك لو أنها تروّت .. ولو أنهُ قالَ كلمةً واحدةً فقط قبلَ أنْ يخرُج .. كلمةً ما تسرّي نفسَها بها إلى أنْ يعود .... ربما قالَ " أعتذر " .. لا لا ، لِمَ يعتذر هي التي أخطأت ، هي التي أقحَمَتْ نفسَها في معمعةِ ذاكَ المشهَدِ السخيفِ دون استئذان أو حتى طرقِ الباب المناسب !... لوْ صرَخَ بها ، كأن يقول مثلاً " كفاكِ حُمقاً " ... أيُّ شيء ، ها هيَ ذا .. يأخُذُ فكرَها الندمُ إلى أقاصي الدنيا ، تجوب على بساطِه الأفقَ ، لتعودَ مجددًا إلى تلكَ البقعةِ المُقفِرة حيثُ أرعَبَها اختفاءُ ظلهِ المفاجئِ خلفَ عتمة البابِ الخشبيّ ... حيث انسحَبَ بصمتٍ من المشهَدِ ! يمرُّ الوقتُ دونَ أنْ تسمَعَ احتكاكَ مفتاحِهِ بفرزةِ الباب .. يمرُّ الوقتُ وهي تعضُّ أناملَ الخوْفِ طمعاً في انتصارٍ على وِحدتِها الآن ! ( لا يا آدم ... لستَ قاسيًا .. لنْ تتركني وحيدةً أكامِدُ هذا الليلَ الطويلَ ... ولوْ ، أنتَ العاقِل ) اتكأت على حائِطٍ ما .. وتلفعتْ عيناها بغشاوةِ الدمْعِ لتشعرَ بقمةِ الوَهَن .. بينما أرختْ على خيبَتِها ستارَ الوجع وهي تهمِس أخيرًا بتبتّلٍ ( يا رب ... تعرِفُ أنني أحبّه ! ) . --- أتعرفُ ذاك الإحساس ؟ ....... عندما تنكبُّ عليكَ شُهُبُ الأفكار .. لِنَقل عندما يصطلح الجميعُ على أنكَ قد " جاءك الوحي " ، كيف تسترسِلُ وقتَها بشرحِ قضيّتِك! ، هبْ أنكَ كاتِبٌ مثلاً ... كتبتَ قصتكَ الأجمل في مصادفةٍ محضة ... وعندما أردتَ أنْ تُنْهِيَها بحدثٍ التمعَ ألَقُهُ فجأة في ذهنك ويختلفُ تمامًا عن الذي رسَمْتَهُ لها أثناءَ كتابتها نفدَ الحِبرُ مِن قلمِك!! ... " التمزّق " هذا ما تشعُرُ به وأنتَ تحاوِل كَنْسَ بياضِ الورقةِ بقتامةِ الأزرقِِ عبثاً .. يطولُ بكَ الزمن فتحدثُ شقًا في الورقةِ وأنتَ تحاولُ دَرّ الحبر بعد أن نفد ... تنتَكِسُ حالتُك .. فتنسىْ وأنتَ تُكافِحُ لكتابة النهايةِ النهايةَ التي رسمتَها ... تزهَدُ كل النهاياتِ في عينيْكَ فجأة وأنتَ تتخيلُ قصتَكَ التي لا يليقُ بكمالِها سوى تلكَ النهايةَ " المنسيّة "، لتُلقي بما كتبتَهُ في أقربِ سلةِ مهملات ، يبدو لكَ ذلكَ غيرُ منطقيّ لكنّه ما يحدث بالضبطِ مع كثيرٍ منا ... ولذا تشعُرُ داخليًا أنكَ وفي كل مرة تهمُّ بها بقراءة قصةٍ ما بأنَكَ على أعتابِ قراءةِ القصةِ الأجمل ، يتضح لكَ ذلك من مقدمتِها ربما .. لكنك عندما تنهيها تشعرُ بأنها ليست هي .... ربما لأنّ كاتِبَها نسيَ كتابةَ نهايَتِها التي التمعتْ فجأةً في ذهنه ولمْ يكُن شجاعًا بما يكفي ليلقيها وراء ظهره .... آدم ... شعرَ بكلِّ تلكَ الأحاسيسِ تختَلِجُهُ فورَ سماعِهِ كلامَ أندلس ، كلامها الذي نزل عليهِ كالصاعقة ... ليدرك أنّ المديرَ أخذَ يلعبُ بورقةٍ أخرى ، ورقةً لا تناسبُ الأوضاعَ المشحونة أبدًا .... آدم كانَ بتمسّكِهِ بالمبدأ كمن جاءَهُ الوحيُ ... فقدّم بالتالي تلك الحلقاتِ التي تحدّثت عن " مبدأ " الوطنِ بأسلوبٍ جريء جلبتْ له -و خاصة المعنوَنةَ بـ " إني اخترتكَ يا وطني "- شهرةً مضاعفة ... لكنّ ذلك ترافَقَ مع نفادِ الحِبرِ والذي تلخّصَ بانقلابِ السيدِ رامي عليْهِ بعد أنْ جاءتْهُ تهديداتٌ ما من طرفٍ ثالثٍ ، يظنّ السيدُ رامي إذن أنّ إحداثَ شِقٍّ في الورقةِ يتمثّلُ بـ قـَلبِ " موود " البرنامجِ بحلقةِ يقدّمُها والزميلة سيما بيارجان قد تجدي نفعاً ... ولذا تساءل وهو يخرجُ مِنْ البيتِ بعدَ أنْ وصلَ إلى سماءِ غضبِه السابعة .. هل يعرفُ السيد رامي أنّ خلقَ نهايةٍ ما غير المرسومة لإرضاء أحدِ الأطرافِ سيجعَلُ مَن يتابِعُ البرنامجَ يقول عندما ينهي الحلقة القادِمة بأنه ليس هو ،.... والسبب أنّ مؤدّيه " تناسى " ولمْ ينسَ النهاية الألِقة ! لنْ يسمَحَ بذلكَ أبدًا .. وإلا فإنه سيكون شجاعاً وسيرمي ببقيّةِ مجدهِ المُقَدّرِ له –ربما- في أقربِ سلةِ مُهملاتٍ ! إلا " المبدأ " ... هو خطّهُ الأحمرُ الذي لا تجاوزَ عنهُ .. فوْرةُ غضبِهِ توافَقَتْ مع كمِّ الضغوطاتِ التي انسكبتْ على كاهِليْه لتولّد انفجارًا عظيمًا دخلَ على إثرهِ مكتبَ المُديرِ بثورةٍ مُستَمِرة ليقولَ باندفاعٍ ما ساوَرَهُ مُنذُ زمنٍ .... - كُنْ شجاعًا سيد رامي .... لا تكُن جبانًا ... !!!!!!!!!!!!! جمودُ السيدِ رامي وهيْبَتُه طغتْ لوَهلةٍ على ثورَتَه ... ففكّرَ فيها بأنّ لكلِّ مقامٍ مقالٍ وأن السيدَ رامي .. يبقى السيد رامي ... خفّتْ وتيرة حدّتِه هذه المرة وقد حكَمَ أخيرًا على أعصابِهِ المنفلتَةِ بالعودةِ إلى عُقالِ الرشد ... وعلى إثر ذلك قال بتروٍ : - لا تخف .. لمَ أنتَ خائف !؟.... معكَ الرأيُ العامُّ برمته ، أنتَ عندما تقولُ الحقَّ ينبغي أنْ لا تخاف ... همْ من يجبُ عليهِم أنْ يخافوا .. وهم خافوا فعلاً ولذا استعرضوا قوتهُمْ أمامكَ بطريقةٍ مبتذلة .... صدقني .. ليسَ بمقدورِهِم فعلُ أيِّ شيء ... همْ يخسَرونَ الآن آخر جولاتِهِم ومصيرُهُم إلى زوال ! إيماءاتُ السيدِ رامي نجحَتْ بجعلِ آدم يطمئنُ قليلاً ... فهو يعلمُ جيدًا أنّ السيدَ ليسَ ممن يبحثون صِرفًا عن المال ... كلامُه المتّزِنُ بعدها أيقظَ آدم إلى حقيقةٍ ماثلة ..... - بُنيّ ... هناكَ فرقٌ بينَ الخوفِ والحِرص ، لديكَ عائِلَةٌ الآن ، والأمرُ لا يشبه أبدًا " يوميات عاشقٍ شرقي " .. ولا يتعلّق بإفراغِ ما في جُعبَتِكَ فقط ... أو في تقديم ما تشعُرُ به تجاه وَطنِك دون مواراة وإنْ كان أسلوبكَ هزليًا .. ! صدّقْني .. ما فعلتُهُ يصبُّ في مصلحَتِكَ قبل الشركة .. وإنْ كان على إعلان الحلقةِ دونَ إخبارِكَ فلأنني أعلمُ أنكَ لنْ تسمحَ لي بذلك إنْ شاوَرْتُك وربما انتهى الأمر بتغييرِكَ كلمة السر الخاصة بصفحةِ البرنامج على الفيس بوك وحتى بإلغائِكَ لمعاونك على الصفحة من إدارتها .... ويا سيدي أعتذر عن ذلك .... لا أدري كيفَ سمَحتُ لكَ بعرضِ الحلقة ... " إني اخترتكَ يا وطني " ؟؟؟ ... العنوانُ وحدَهُ دون مشاهدة " الدواهي " التي تندرِجُ تحته كفيلٌ بتربص العيونِ بك وبنا !! كلامُهُ كان منطِقيًا جداً ... جدًا جدًا ، خاصةً عندما ذكر " عائلتَه " ليلوحَ طيفُ أندلس أمام ناظريْه .. هل تهوّر فعليًا ؟ أواقعٌ هو بينْ جحيميْن .... جحيمُ ما قد يفعَلُهُ هؤلاء إنْ استمرّ .. وجحيم الخَرَسِ ؟........ لكنْ ما الفرق ... كِلاهُما جحيم !! " المبدأ ... المبدأ " ، كلمةٌ ظلتْ تنعكِسُ على مرايا أفكارِه مِنْ خلالِ ذِكْرِ السيدِ رامي لـجملةِ " إني اخترتُكَ يا وطني " ليتذكر أنه كان يعلمُ كلّ ذلك منذ قرّر أن يعتزِل الصمتَ حيالَ ملفاتِ الفسادِ التي تكدّستْ بها محاكِمُ البلد .. وبأنّه عندما يُفتـِّـحُ أعينَ الناسِ على حقائق كثيرةٍ إنما ينقذُ بذلك وطنَهُ على قدْرِ استطاعته ... قد يبدو ذلك صغيرًا في أعينِ الناس وليس مستحقًا للمخاطرة ، ولكنه بدا لآدم العالم كله بما فيه ، ردّ بعزمٍ أكيد ... - أعرِفُ ذلك منذ حرَفْتُ مسار البرنامج ، وإن كان العنوان الماضي قد أزعجكَ وقضّ مضجعهم إلى ذلك الحد فاعلمْ أنني ربما أعنْوِن الحلقة القادمة بـ " فليتنكر لي زمني " والتي لن أقدمها بالطبعِ مع سيما ، فلتكُنْ حلقتنا الأخيرة إنْ كنتَ متأكدًا مِن موقِفِك ، وأنا سأجِدُ لي عملاً آخر ... وبذلك تنقذُ مؤسستكَ من لسانِها الوقِح ، والذي باتَ يجلبُ لكَ المشاكِل مؤخرًا ، لا أقول إلا يا حيْف !! يا حيْف على رجلٍ مثلك يا سيد رامي ........ !! ودونَ انتظارِ الردِّ كان يولّي خارجًا ، بعدَ أن أفرغ ما في جعبَتِه .. ربما لأنّه كان يحتاجُ لأحدٍ ما يحثُّهُ على التمسكِ بمبدئه لا أنْ يخيفَهُ مما هو آتٍ ، وبالطبع ربُّ عمَلِه لن يحقق له مبتغاهُ بخوْفِه أو حِرصه كما قال .... --- تناوَلَ هاتِفَهُ الذكيَّ وبعدَ عدة نقراتٍ على شاشتِهِ كان قدْ أتمّ مسحَ الخبرِ عنِ الصفحة ... ( مِنْ غيرِ المنطقيِّ أنْ تسيرَ ضدّ التيار .. ثم تتوقعُ أنْ يكون " التيارُ " معك ! ) كلمةٌ ولجتْ كالسهمِ إلى رأسِه ليتذكّر معها صاحِبها .... صديقُه الذي انقطعتْ أخباره منذ شهرٍ تقريبًا .. زفرَ بضيقٍ ، كل شيءٍ أصبحَ مُعقّدًا ! ولا أحدَ لديْهِ يـُظهِر ضعفهُ أمامه ... المديرُ وقف في مكانٍ ما مِنَ الحدث ، صديقُه غاب عنِ المشهد برمته .... وأمه تحتاجُ مَنْ يُطمئنُها ... أما أندلس فهو لمْ يُقحِمها بعدُ في المسألة .... ربما قريبًا .. فتَحَ البابَ لِيَجِدَ المكانَ مُظلِماً ، لسببٍ ما أحبّ العتمةَ فلم يشأ تبديدَها ولذا كان يمشي وهو يتحسسُ أثرًا ما في الظلام ... أخيرًا اصطدَمَ بما يبحثُ عنه وتلقائيًا كانَ ينحني بجسدِهِ ليوقِظَها مِنْ النومِ بتربيتاتٍ خفيفةٍ أبتْ إلا أن تضعْضِعَها بتخَبُّطِها ... تخبُّطٌ لمْ يدمْ لثوانٍ أتبعتْهُ بشهقةِ غزالٍ وليدٍ .... ( آدم ؟؟ ) شعورٌ هزيلٌ بالحاجةِ كاد يُبْكيهِ وهو يرى طريقتَها في لفظ اسمِه بكل ذاك الضعْف ليستَشفّ مِنْ نبرتِها أنها كانتْ تبكي ... ( قلبُه ... ) ... قالَ بحنانٍ وهو يحاوِل طمأنَتَها ... - خِلْتكَ لنْ تعود ............ آسِفة ...... قالتْ بتهدّجٍ وهي تُطالِعهُ بنظراتٍ واءمَها وصفُ " المرتعبة " ، ليردَّ عليْها بنبرةٍ متسائلة مطمئنة .... - ولِمَ لا أعود ، أصلاً لمَ تتأسفين ؟ .. - ولِمَ ذهبتَ إذن ؟ ( سألتْ بدهشةٍ .... ) " آهٍ يا أندلُس ....... فقطْ لوْ تعلمين .. أين أنا ، وأينَ أنتِ !!!! " ردّ عليها وهو يتنهّدُ : - مسألة عالقة ، تتعلقُ بالعمل ........... صحيح ، في ما يتعلّق بالحلقة ،.. أُلغِيَتْ ! " أُلغِيَتْ " كلمة جاءتها كالمُخلّص ... لتشعرَ أنها عيدُ الميلادِ وهو يتجسّد بكلٍّ هداياهُ أمامها ، ذاك الشعورُ الذي ينتابها حيالُه ليس بيدِها ... كما ليس بيدِها بالضبطِ أن تحبّه بهذه الطريقة ..... - أنتَ لستَ غاضبًا مما فعلتُهُ ... صحيح .... ؟ سألتْ بلهفة .... وربما تعلّقٍ بأمل ليجيبها بتقليدٍ تامٍ لنبرتِها ( وَمِمّ أغضب ؟ ... ) - آدم !!!!!!! - على فكرة ... لمْ يكُنْ لي عِلمٌ بالأمر ، هناكَ مدير آخر للصفحة .. وهو الذي وضع الخبر .... وببساطةٍ أزلتُه لأنه عارٍ عن الصحة ... قال بأريحيّة لتتفاجأ وهي تُخَمّنُ مِقدار السخف الذي أمطرَتْ نفسها به ... ليُكمِلَ بتسلية : - يا ذكاء !! أستشيرُكِ بالقميص الذي سأرتديه ... ألن أستشيرَكِ بأمرٍ هامٍ كهذا !! وصدقًا لو أنني فعلتُها أستحقُّ الذبْحَ ليسَ فقط ما فعلتِه .. ضَحِكَ بخفةٍ وهو يتخيّل انبعاجَ ملامِحِها لكلامِه .. وضحكَ وهو يخمّن انبعاجَ ملامِحها رفضًا لضحِكِه ... توجه نحو قابِسِ الكهرباءِ ليشعل الإنارة ... وأكملَ طريقَهُ في استجابةٍ لنداءاتِ معدتِهِ الخاوية نحو المطبَخ وصوتُهُ يأتيها من خلفِهِ ليُعلنَ لها عنْ جوعِه .... قامتْ وهي تُعَدّلُ ملابِسَها وتوجهتْ إليه حيث كانَ يسترِقُ لقيْماتٍ من القِدرِ الصغيرةِ مباشرةً وبتأنيبٍ كانتْ تسحَبُ المِلْعقَةَ مِنْ يدِه وتديرُ ظهرَهُ ناحيةَ البابِ بينما قالتْ بحزمٍ : - بدّل ثيابَك بينما أسخّن الطّعام ... بضجَرٍ كانَ يستَجيبُ لما قالتـْه .. عادَ بعدَها إلى المطبخِ فوجدَها تنهي تجهيزَ المائدةِ الصغيرة ... تناوَلا الطعامَ ثمّ تشاركا معاً لمَّها ، شَعَرَ بأنه يحتاج أنْ يكونَ قريبًا مِنها أكثر ، أن يخْتَزِنَ في مُخيّلَتِه كثيرًا مِنْها ... كانَ قَلِقًا وفقط .... ! - ماذا لدينا هذا المساء .. ؟ بتساؤلٍ قال آدم ... لتردَّ عليْهِ بهدوءٍ ... - لدينا النوْم ... تجاوزت الثانية عشرة ولديك عملٌ صباحًا ... كما أنكَ لم تنمْ جيدًا البارحة .. ظللتَ تتقلبُ في الفراش .. شعرَ بخيْبةِ أمل ... خيبةُ أملٍ لم يستسلمْ لها ، صحيحٌ أنهُ مُتعَب ... و جدًا يحتاجُ إلى النومِ ، لكنه فكّـر أخيرًا بجدوى جسِّ نبضِها ، فرأيُها سيشَكّلُ ربما طبيعةَ المرحلةِ القادمة ... إنه ليسَ لنفسِه ببساطة .. - لا أرغبُ بالنومِ ، ( وأكملَ وهو يمسِّدُ جبهتَهُ بيدٍ واحدةٍ ) ما رأيكِ في فيلمٍ مثلاً ؟ الحماس الذي اكتسى وجهها أسرى فيه حماسًا مماثلاً ، صفّقتْ بفوْرةٍ ثم أومَأتْ لهُ برأسِها كنايةً عن موافَقَتِها .. لكنّ التوجُّس سرعان ما تمرّد على حماسِها فقالت استجابةً لذلك .. - لنْ تضحَكَ عليّ .. وينتهي بنا الأمر كالعادةِ ونحنُ نتابِعُ نشرةَ الأخبارِ ... صحيح ! - لا ... سينتهي بنا الأمر ونحنُ نتابِعُ فيلمًا يا آنسة .... أ ، أقصد يا مدام .. ضحكتْ ضحكة قصيرة ليتوجه آدم نحوَ الغرفةِ التي استقر فيها التلفاز ويبدأ رحلة التقليب بحثًا عن فيلمٍ مناسب ... تبعتْهُ بعدَ قليلٍ بكأسينِ من الشاي وكميةٍ وافرةٍ من الفوشار .. جلسَتْ بجانِبِه على الأرض .. كان لا يزال يبحثُ .. إلى أن أطلّت عليْه شارةُ بداية فيلم " الحب الحقيقيّ " صفّقَ حماسًا ... أمّا هي فاندهشتْ لتفاعُلِه.. أخيرًا قالت باستغراب : - .. لمْ أتوقّع أنْ تكونَ مِن أنصارِ هذا النوعِ من الأفلام .. ! - لستُ مِن أنصارِهم ، لي معَهُ ذكريات .. شاهدتُه أثناءَ سفري في السينما مـ .. ع .... وَسَكَتَ فجأة بعد أنْ تغضنتْ ملامحه بصدمةٍ راوَدَتْهُ عن كلماته ! شيءٌ ما في داخِلِـها بدأ يُنْبِتُ غصةً ... فخلال الشهرين الماضيين كان لآدم بعض الوقفات التي لا تستطيعُ تفسيرَها بل تخاف أنْ تُفَسّرها وتخاف أيضًا أنْ تسأله عنها لسببٍ ما ... شرُد قليلاً ثم عادَ وهو يجلي صوتَهُ قائلاً بخفوتٍ ... ( سيُعْجِبُكِ ) شعرتْ بشيءٍ ما يتغلغَلُ فيها ... شيءٌ ملأ داخِلها بشيءٍ أخذ يرتـَفِع مِن أخمصِ قدميْها حتى شعرت به يسدُّ رئتيها ... شيءٌ موغِلٌ في الإبهام لا قِبَلَ لها بتفسيرِه ...! ابتسمتْ بمجاهدةٍ بينما رَمَقتْه بنظرةٍ أرسلتْ لهُ بحثَها عن الاطمئنان ... ظلا صامتيْن مدةً لا بأسَ بها وكلُّ مُرسِلٌ طَرْفَهُ نحو التلفاز .. أخيرًا قفزَتْ كلمةٌ إلى فمهِ بقوةٍ غريبةٍ .... - أحبُكِ .... -- يتبع ، | ||||||||||||
28-05-12, 10:09 PM | #1060 | ||||||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| - أحبُكِ .... قالَها بكلِّ وضوحٍ وصراحةٍ ، قالَها بصدقٍ .. صدقٌ بدّد إحساسَها بذاك الشيء ... صدقٌ جعلَها تطمئنُ إلى جانبه –كما دائمًا- بشكلٍ عصيٍّ على التفسير ،..... صحيحٌ أنّها تشعرُ أحيانًا بالضياع .. لكنها سرعان ما تتذكر أنه آدم ، الذي لنْ يخذلها ، وهذا يكفي ... - أتسمحُ لي ؟ سألتْ وهي تستقيم بجذعِها .. لتتبدّل ملامِحُهُ معلنةً عنْ تساؤلِه ... - أسمحُ بِماذا ؟ سأل بحيرةٍ لتجيبَه وقد رَقّ صوْتُها بقمةِ القوة ..... ( باحتضانِك .. ) واحتضنَتْهُ بِالفِعل ... أغمَضَتْ عينيْها بحـثًا عن رِواءٍ مِنه .. لسببٍ ما أحستْ بأنّهُ مُسافر ، بعيدًا عن الحلقةِ المفقودةِ التي تشُعرُ بها .. هناكَ جزئيّاتٌ كثيرةٌ لمْ تجرؤ بَعدُ على مناقشتها معه .... كيف تقنِعُهُ بشيء هي ليستْ مقتنعةً به أصلاً .... يا الله ... تشعُر بأنها مختـلةٌ ( مشاعِـريًا ) معه فقط تشعُر بالاشتياق والسعادة والاطمئنان والترقب والخوف والضياع وكلِّ شيء .. كيف يمكن أنْ يخْتـَزِلَ قربهُ كل تلك المشاعِر فيها .... - أحبُّكِ ... ردّدَها مُجدّدًا مِرارًا بشغـف وهي لا تزال تحتضِنُه ... لتَفلِتَ مِنها شهقةُ بكاءٍ أتْبَعَتْها بـ " أثقُ فيك .. " وشهقةٌ أخرى قالت معها بتهدّج " أنا خائفة " ... ابتَعَدَ قليلاً ، نَظَر إلى وجهها فوَجد في ملامِحها كل تصديقٍ لما قالتْه ... لوْ أنّه يستطيع المكابرة ... أنْ يمضي متغافِلاً عنْ حقيقةِ أن هناك ما ينغّصُ حياتَهما ليس فقط الماضي ، بل وحتى عمله والكثير ... يؤلمُهُ أنها تعرِف لنقل تشعُـر .. وأنّ كلاهُما غير قادرٍ على التطرقِ للموضوع صراحة ... نظرةُ أنها تَحْفَظُهُ التي تـُطِلُّ منْ عينيْها الآن تجعَلُه يشعُـر بعُريّ أفكارِهِ تمامًا أمامها .. وهذا يقتُلُه .. فهو لمْ يعتَدْ قبلاً على أن يكون مكشوفًا لتلك الدرجة ! - ظننتُكِ تثقينَ فيّ لدرجة لا تشعرين معها بالخوْفِ ... قالَها وهو يعي أنّ كلامَهُ محضُ فارغٍ .. فأي عاقلٍ كان ليرتاب ، نظرَتْ إليْهِ فقرأ عظيمَ الحيرةِ في عينيْها ..، رأى انفراج شفتيْها في محاولةٍ للبدء .. لتعود وتطبِقُهما بقسوةٍ ثم تعاودُ الكرّة ...... لمَحَ وميضَ القـُدرة في عينيْها فعَرَفَ أنها اللحظةُ التي ستبدأ فيها ... حيثُ نقطةُ اللا رجوعِ ! - أثِقُ فيكَ لدرجةٍ تُشعِرُني بالخوْف ... الخوْفُ المُجرَّدُ يا آدم ، مِنْ كُلِّ شيء .. لدرجةِ أنني عندما أحسستْ بأنني أريدُ أنْ أفَهم قلتُ لكل التساؤلات التي في خاطري موتي .. فهوَ لنْ يخذلكِ ، وفكرةُ أنكَ قد تفعَلُ عندما أفكرُ بشطحاتِكَ القليلةِ الغريبةِ تلك ، تفتك بي أشد الفتكِ ! كلمةُ ( شطحاتِكَ ) نجَحَتْ بسَنِّ مِعوَلِ الذكريات .. ليعودَ به الزمنُ إلى ذلك اليومِ الكئيب حيث قطراتُ الدمِ تتأرجَحُ على واجهة سيارتِه وهي لا تزال طازَجَة لمْ يُجَفّفها صقيعُ البَرْدِ ..، تلكَ النُّقطَةُ في الماضي لو أنّها ما شوّهتْ صفحَته .. لو أنّ حُلْوَ حاضِرِه طمسَها ... أوْ أنها أخذَتْ معها روحَهُ فلم يشعُر بقبْحِ الإحساسِ بالذنب ... ذنبُ أنه ما استطاعَ أن يُسرِعَ ليتفادى القدَرَ .. عندما خانتْهُ قدماه عنْ ضغط الدواسة المناسبة .. وذنبٌ أكبرٌ لأنه يشعر بالخيانةِ الآن كلما نـظَرَ لعينيْ حبيبتِه ليُدرِك مجددًا كمْ كانَ موجِعًا تناسيهِ الماضي في الفترةِ التي قابَلها فيها مجددًا بعد عاميْن ، لكنّه فعلاً وفي لحظةٍ ما نسيَ كلَّ شيء ، وبعدَها بقليلٍ كان يحاول رتقَ فَتْقٍ قديمٍ .. ومع ذلك يشعر الآن بأنه كانَ غبيًا عندما قال لها بوضوحٍ أنه لنْ يسمحَ لأحدٍ بالاضطلاع على أسراره ! لو أنها تشبّثتْ بحقّها في المعرفة ولو أنها أخذت كلامه على محملِ الجد .. ولو أنها ولو أنها ! جَلَبَةٌ نهوضِها المفاجئ وهي تهرَعُ خارجةً مِنَ الغُرفةِ نجحتْ بإخراجه من زوبَعَة " لو " التي تلَبّستْه فجأة .. ليُغْمِضَ عينيْهِ وهو يُفَكِّرُ بأنَّ الوقتَ ليسَ مُواتِيًا الآن سوى لإصلاحِ ما يمكن إصلاحُه ... فكلامُها أوْضَحَ له أنهـا بدأت تشعُر بشيءٍ ما منذ زمن .... قامَ مُسرِعاً وهو يستَرْجِعُ قيامَها المفاجئ عندما شرُدَ مِنْهُ شرودُه ... وجدها ترتَكِزُ على حافةِ الحوْضِ وبيدِها مِنْشَفةٌ صغيرة .. بدا له أنها متوعّـكة فشَعَر ببعضِ القلق .. - لمْ أمُتْ ! تنْظُرُ إليّ وكأنّ الروحَ قدْ غادرتني ... سمِعَها تقولُ بتهرُّبٍ ليُدْرِكَ أنّ نظراتِهِ حملتْ كمًا مِن الجمودِ أخافَها ... - يا الله .... النومُ على البلاط مجددًا .. كمْ مرّة قلتُ لكِ أنْ تكفي عن هذا الحُمْقِ .. ! ( قال بتسلُّطٍ ) - أ .. أنتَ السبب ، عندما غادرتَ جلستُ أنتظِرُكَ ثم غَفَوْت .. ( ردتْ بلعثمة .. ) - ... إذن عندما قلتي لدينا النوم لمْ تقوليها رأفةً بالعبدِ الفقيرِ إلى الله ... قلتِها لأنكِ أنتِ التي ترغبُ بالنوم ! - أبدًا ليس كذلك ... ! - هيا هيا .. إلى النوْم ( قال وهوَ يُحَرِّكُ يده ليُـنهِ النقاشَ ) - وَحِّدِ الله !!! لمْ أصدّق أننا فكَكْنا العُقدة وتكلمنا أخيرًا كراشديْن ... ... حسنًا ، هل تفكِّر في مشاركته الهموم ؟ لا مــانِـعَ أبَدًا ! قف للحظة ... تمهّل يا آدم .. هلّا فهمتَ نفسَكَ ؟ متى فكّرْتَ في أنْ تكون متفانيًا لتلك الدرجة ؟ لو أنكَ وضعتَ احتمالاً واحداً لكشْفِ المستورِ لكشفتَهُ قبل الآن ... ليسَ مِنْ حقك أنْ تُدمِّرَ حياتَها وهي في طوْر التشكُّل بحقيقةٍ ربما لن تغيّر شيئًا معرِفتُها سوى أنها ستجلبُ المشاكِل ...علاوةً على ذلك لديكَ العمل ، والأمر الخاصُّ الذي أطلعكَ عليْهِ مجْد لكي يضمَنَ وقوفَ أندلس في صفِّ والدتِها ... حتى إنْ رغبتَ بالبوْحِ لترتاحَ مِما يُثقِلُ كاهليْكَ .. حتمًا ليسَ الآن الوقتُ المناسب ... - بِمَ تُفَكّر !! لِمَ أنتَ ساهِم .. ؟ نَفَضَ رأسَهُ ليزيحَ عنهُ كلَّ شيء وفكَّر بأن الحاضِرَ أمامه .. وبما أنه بدأ بتناسيِ تلك العُقدةِ فهو سيكمِلُ ما بدأه .. لمْ يعلمْ أحدٌ بالأمرِ من قبل .. وبما أن القصةَ انتهتْ فلا داعي ليعلم أحدٌ بها الآن ،. مِنْ ناحيةٍ أخرى .. عُقَدُ الحاضِرِ أوْلى بالفكفكةِ وأدْعى للمجابهة .... تنهّدَ وهو يبتَسِمُ لها في حُـنُوٍ .. غرسَ أنامِلَهُ في ثنايا شعرِها وسمَحَ لها بأن تعانِقَ خُيوطَ الشمسِ التي استرسلتْ إلى منتصف ظهرها بينما هي تتلكأ رفضًا لعناقها الخشن ... - شَعري يا رجل ! ليسَ بهذه الثورةِ ... ضحكَ مِن صميم قلبِه وهو يسمع تشبيهها أنامِلَهُ وهي تعبثُ بكل شعرةٍ من شعراتِها بالثورة ! رفعَ حاجبيْهِ مُستَنْكِرًا بتنَدُّرٍ وقال أخيرًا بمزاح : - أشفقتُ عليهِ فقد كانَ يعيشُ جوًا مِنَ الرتابة لا يليقُ به ... وبما أنكِ ذكرتِ الثورةَ فأنا أحبه وهو ثائرٌ يحاكي صاحِبَتَهُ ... لوَتْ فمَها بينما ضربتْ كفًا بكفٍ وهي تقول باندفاع .. - يا حسرة !! إنْ كنتُ أنا ثائرة .. فماذا تسمّي الفتيات الثائرات بحقٍّ ، إنْ كانت ثورتي صفرًا فثورتهنّ واحِدٌ بجانبي .. وعلى جميع الأصعدة ما شاء الله !! ظنّتْ أنها ستُضحِكُه .. أو ربما سخِرَ مِنْ تبرمها الواضح ... إلا أنها بحالٍ من الأحوالِ لم تتوقـع وجومَهُ ذاك .. لوّحَتْ أمامَ وجهه بيدٍ لكي تنتشِلَهُ مِنْ حالتِه ... لتجدَ أنه كان أسرع مِنْها في اقتناصِهِ يدِها .. أمسكها بقوةٍ غيرِ موجعة .. حمْلَقَتْ قليلاً بقبضتِهِ الملتفةِ حولَ رُسْغـِها ولسببٍ ما كسَتْها الحمرة، رفعتْ عينيها بقليلٍ مِنَ الخجل ... خجَلٌ تزايد وهي تستوْعِبُ الكلماتِ مِنْ حركاتِ شفتيْهِ قبلَ أنْ تصل لأذنيْها .... - حسنًا يا فتاتي ... حوارُنا أصبحَ مُمِلاً ، لمَ لا نلعبُ أدوارًا تناسِبُنا ... ( إهداء لعذراء الجليد ) - أيُّ أدوارٍ .... ؟ تساؤلها غيرُ البريء جعلَ عينيه تجولانِ على محياها قسَمةً قسَمة ... ليكتفي بـ " امممممم " وقِحة كإجابة عليْه ... - آدم !!! - لستُ آدم .... تذكّرتْ عندما قالـَها لها قبلاً .. كيف أكمَلَها .. لتطبقَ جفنيْها و تـردّدها بهمسٍ مسموع ( حبيبُ أندا ) - آااه .. قلبي الصغيرُ لا يتحمّـل ! وأشارَ لقَلبِهِ في حركةٍ مفتَعَلةٍ .. بينما غامت عيناهُ " بسَهْوَكـَةٍ " ... - أنتَ حتى آدم كثيرةٌ عليْكَ .. لأنكَ لا تعرِف كيف تكفّ عن السخرية ! سأذهبُ لأتابِعَ الفيلم .. يا آدم " حافْ " .. وشدتْ على كلِمةِ ( حاف ) وهي تديرُ ظهرها ليعودَ ويُمسكها مجدداً وهو يقول بتساؤلٍ عابث ... - تقصِدينَ " الحب الحقيقيّ " ؟ ... أجابته بهزةٍ عنيفةٍ لرأسِها ليردف بذات النبرة : - وهذا ما سنفعَـلُه ......، وقبلَ أنْ يسمع ردّها كان يُرَتّل بقُـربِ أذنِها ... لماذا نسائل هذاالطريق .. لأي مصير ، يسير بنا ؟ و من أين لملم أقدامنا ؟ فحسبي، و حسبك أنا نسير... .. معا، للأبد.. ... توقّفَ قليلاً ... وغَمَزَها ليكمِلَ بهمسٍ ... ( حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر ) --- قَرْعُ الهاتِفِ المجنون أيقَظَها مِنْ غمرةِ النومِ ... تَلمّستْ إليْهِ طريقًا على المنضدة المجاورة للسرير ولمْ تُفْلِحْ سوى بالضغط على زر الرفض ... عادتْ لتنام ، لكنّ هاتِفها سرعان ما تمرّد مجددًا وأخذ يصيح ... ردّت بلا وعي على المتصل : - نعم ... قالتها بصوتٍ متراخٍ نتيجة للنوم ... ليأتيها صوتُهُ الشديد موقظًا ... - هكذا يردُّ الناس !! ............. ( وعندما لم يأتِهِ أيُّ رد صاحَ بغضب ) هااي أنتِ أينَ ذهبتِ .،؟ - بابا واللهِ أنا نائمة ... فقط انتظر لحظة ، ( وتمَطّتْ ثم فركتْ عينيْها لكي تستيقظ ) ... كمِ الساعةُ الآن ؟ - إنها العاشرة .. العاشِِرة ، تنامينَ إلى العاشِرة !! ... مِنَ المؤكّدِ أن آدم غادَر دونَ إفطارٍ بسببكِ .... أغمضتْ عينيْها وهي تبْتلع بهدلته الصباحيّة .. قبل أنْ تفتحَهُما لـتبدد مزاعِمَ والدِها عندما وجدتْ آدم لا يزال نائمًا بجانبها .. تبسّمتْ بعد أن أنهتْ تثاؤبها وهي تقولُ له بهدوء ... - بابا ... صباحُ الخير ، ماذا هناك ؟ أقصِدُ أنني سعدتُ باتصالك .. لكنك أبدًا لا تتصل عادةً في هذا الوقتِ .. خيرًا إن شاء الله. كانتْ قد ضربتْ على الوَتَر ... وعلى إثر ذلك تنحنَحَ قليلاً قبلَ أنْ يردَّ بصوتِهِ الوقور : - كل خيرٍ بإذن الله ... فقط كنتُ أرغَبُ باجتماعٍ عائلةِ معلى .. غدًا مساءً بمشيئة الله ... السابعة تمامًا يا أندلس .... رغبتُهُ باجتماع العائلة ، تحديد الوقت " تمامًا " كما قال .. ونبرتُهُ قبلَ ذلك ، كله مجتمعًا نجحَ بوخزها .. بصوتٍ متوجّسٍ ردت : - هل هناكَ ما يقلق ؟ صحتك ووالدتي .. أكل شيء على ما يرام ! بطمأنةٍ رد : لا تخافِي كل شيءٍ على ما يرام .. فقط تعاليْ غدًا كما قلتُ لكِ ... أنتِ وآدم بالطبع ، ودّعَتْهُ وقلبُها لا يزال يخفِقُ متوجّسًا فكلامُهُ لمْ ينجَحْ بطمأنَتِها ولوْ شعرة ً ! يدٌ عابِثة نجحتْ بانتشالِها مِنْ إطراقَتِها عندما مرّت على وجنتِها مسرعةً دون رِفقٍ لتنتَفِضَ كالممسوس ... حمْلَقَتْ فيهِ بعينٍ كاملةٍ لثوانٍ وشفتاها مزمومتانِ بتعبيرٍ حانق ... حانقٍ بمزاح ، قبلَ أنْ تسمَعَ تصبيحَتَه " قليلة الأدب " .. - أتدري كم الساعة .. ؟ - إنها العاشرة .. العاشِِرة ، تنامينَ إلى العاشِرة !! ( وقلّد نبرةَ والدِها الموبخة تمامًا .. ) - بسم الله الرحمن الرحيم ، قل أعوذ برب الفلق !! كيف سمعتَ كلام والدي ؟ - أنتِ عندما تستيقظين لا تعرفين شرقًا مِنْ غربٍ ، كنتِ قد ضغطتْ زرَّ " السبيكر " دونَ أنْ تشعري ... ضحكتْ وهي تستذكر تخبّط أناملها على أزرار الهاتف .. لكن ضحكتها لم تلبث أن اختفت .. ليحلّ محلها الحيرة .... - ليسَ مِنْ عادتنا أن نأخذ موعدًا إنْ رغبنا بزيارةِ بيت العائلة ... حتى همْ إنْ أرادوا اجتماعنا كانوا ليأمرونا بزيارتهم فورًا ... دون تحديد الساعة !! أشعر بأن هناكَ أمرًا ما ... قلبي ينبُض بطريقةٍ لا تبشر بالخيـْر ... - دعكِ مِنْ هذه المخاوف .. لا أرى أنّ هناكَ داعٍ لها ، غدًا يذوب الثلج .. ويظهر المَرْج .. طمأنَتـْها كلماته القليلة ... ليسَ كثيرًا لكنها نجحتْ بتوجيهِ الحوار ناحيته ... - تأخرتَ كثيرًا عنِ العمل ... أطبقَ جفنيهِ وسمح لـ " أوف " واحدة بالانفلات من بين شفتيْه ... غرزَ أنامِلَهُ في شعره بكسَلٍ قبل أنْ يقول : - لا عمَلَ اليوم .... لديّ الكثيرُ لأنهيه ... - كثيرٌ لتنهيه ؟؟؟؟ - أجل ،، عملٌ مِنْ نوعٍ آخر .... واعتدَلَ وهو يفكر بإزاحةِ حِمْلِ " يوميات عاشقٍ شرقيّ " عنْ كاهله .. ليحسم أمره أنْ حان موعِدُ اليوميةِ الأخيرة ... فالوَضعُ الراهِنُ لا يسمَحُ بالمتابعة .. كما أنّ مِنَ الصعبِ عليْهِ أنْ يستمرَ ... لأسبابٍ عديدة منها أن حياتَـهُ " مِنْ بابِ الغيرة " ليستْ مشاعـًا الآن ، فَقَبْلُ كان عِشقُهُ محضَ أمنية .. تحدّثَ عنْها كما يتحدّثُ الطفلُ عنْ رغبتِهِ في أنْ يُصبِحَ رائد فضاءٍ ربما .. وربّما كان مجرّدَ بوابةٍ وصلَ مِنْ خِلالِها لشريحةٍ واسِعَةٍ – بعض الشيءِ – ليعّرفهم بنفسِهِ كشرقيّ ويحقق مآربـَه التي وُجِدت يومياته لأجلها ،.... أما الآن وقدْ أخذَ كلُ شيءٍ منحى آخر فالأمر يختلفُ كليًا .. -- يتبع ، | ||||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|