آخر 10 مشاركات
أجمل الأفلام القصيرة..«خاسب الدبابه يا غبى منك ليه».. (الكاتـب : اسفة - )           »          واحترق الجليد(2) - قلوب شرقية -للآخاذة: (Jamila Omar (jemmy[معدلة]*كاملة & الروابط* (الكاتـب : Jamila Omar - )           »          394 - بين جمر و جليد - نيكولا مارش (الكاتـب : monaaa - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          106 ـ صيف في غيتسبرغ ـ بربارا بريتون ع. مدبولي (كتابة / كاملة** ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          كاثرين(137)للكاتبة:Lynne Graham (الجزء1من سلسلة الأخوات مارشال)كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          رواية المخبا خلف الايام * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          سلسلة فينسينتي... للكاتبة: Angela Bissell (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree18Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-07-12, 11:34 PM   #1371

فوووفه

? العضوٌ??? » 132904
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 183
?  نُقآطِيْ » فوووفه is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
اسلوبك راااائع يتضح فيه الرقي الادبي والاخلاقي بارك الله فيك


فوووفه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-12, 01:34 AM   #1372

اواه

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية اواه

? العضوٌ??? » 97594
?  التسِجيلٌ » Aug 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,946
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رغوده انتى رحتى فييييييييييين


اواه غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 07-07-12, 03:33 AM   #1373

تميمة عشق

مشرفة أفتح قلبك وشاعرة متألقة في المنتدى الأدبي ومحررة لغويه في منتدى قلوب احلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية تميمة عشق

? العضوٌ??? » 249948
?  التسِجيلٌ » Jun 2012
? مشَارَ?اتْي » 3,805
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » تميمة عشق has a reputation beyond reputeتميمة عشق has a reputation beyond reputeتميمة عشق has a reputation beyond reputeتميمة عشق has a reputation beyond reputeتميمة عشق has a reputation beyond reputeتميمة عشق has a reputation beyond reputeتميمة عشق has a reputation beyond reputeتميمة عشق has a reputation beyond reputeتميمة عشق has a reputation beyond reputeتميمة عشق has a reputation beyond reputeتميمة عشق has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

تميمة عشق غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-12, 04:21 AM   #1374

soha
 
الصورة الرمزية soha

? العضوٌ??? » 2247
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,795
?  نُقآطِيْ » soha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond reputesoha has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


soha غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-12, 04:27 AM   #1375

raghad165

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية raghad165

? العضوٌ??? » 80695
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 5,014
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » raghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   al-rabie
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
جُل ما عظّمه في عينيَّ • صِـغر الدنيا في عيـنيــــه =))
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركـاته ...

كيفكم حبيباتي .. إن شاء الله تكونوا بخير ...

آسفة لأنه تأخرت بس صرلي مشوار وما لحقت حتى اعتذر ع أساس انه أرجع بكير وانزل الفصل بس السهرة طوّلت ...

الفصل بإذن الله أقل من ساعة وبكون عندكم ..... دعواتكم ...


raghad165 غير متواجد حالياً  
التوقيع
إذا مررتم من هنا، فادعو لي ولوالديّ بالخير والتوفيق والصلاح.


ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
ربّنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلِنا
ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنّا واغفرْ لنا وارحمنا
أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
رد مع اقتباس
قديم 07-07-12, 06:01 AM   #1376

raghad165

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية raghad165

? العضوٌ??? » 80695
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 5,014
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » raghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   al-rabie
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
جُل ما عظّمه في عينيَّ • صِـغر الدنيا في عيـنيــــه =))
?? ??? ~
My Mms ~
Elk

الفصل الثالث عشر ... انـتـظـــار !

*

أنتَ في حِلٍّ فزدني سقَمـــا .. أفنِ صبري واجعلِ الدمعَ دمـا
وارْضَ لي الموْتَ بهجريـك فإن .. لمْ أمت شوقًا فزدني ألما

*


وقفت أمام المرآة .. تتطلعُ لبطنِها المنتفخ .. كما في كلّ يومٍ خمّنت أنّ حجمَهُ ازدادَ عنِ الليلةِ السابقة ... وبغض النظرِ عن مدى صحةِ تخمينِها من عدمِه كانت تعلمُ يقينًا أنها ستفيقُ يومًا ما ... لتجدَ أن حجمَه قد ازدادَ فعليًا .. جَدْولها اليوم مزدَحِم ... بدايةً من حصةِ الرياضةِ الإجباريةِ مرورًا بزيارتها للطبيبة للمرةِ الأولى بعد ذلك اليوم تحت إلحاح أهلها الشديد وانتهاءً بمجالسةِ ابنيْ شادن نظرًا لجلسة المحكمةِ اليوم للبتّ في قضيّةِ طلاقِها...

مدّت يدها إلى قلمِ الكُحل تؤطِرُ به حدودَ عينيْها الواسعتيْنِ كتغييرٍ للنفسيّة ... ولا تدري كيف أصبحت تضعُ الكُحلَ بيدٍ غير خبيرةٍ وكأنها ستمارس هذا الفعل لأول مرة .. ما تدريهِ فِعليًّا أنّ طرفيْ عينيها تكحّلا باحمرارٍ طفيفٍ عِوضًا عن ذلك الغمَقانِ المحبذ حتى أنّ دمعةً شارفتْ على السُّقوطِ من مقلتِها ... صوتُ طرَقاتٍ خفيفةٍ على الباب أنبَهها إلى تأخّرِها في تجهيزِ نفسِها .... قالتْ بتلقائية ..
- ادخل فابريغاس ..
فابريغاس الذي صفّر إعجابًا بهندامِها الرياضيّ الجديد تجَهّم قليلاً وهو يرى احمرارَ عينيْها ... سألَها كما اعتاد بعفويّة :
- ماذا هناك ؟ ... وجهُكِ متغيّر !
هزّتْ رأسَها وهي تبتسِمُ بانشِراحٍ قائلةً بِعدم رضا عن قِوامها الذي بدأ يتغيّر باضطراد :
- بالطبعِ وجهي متَغَيّر .. فخدّاي بانتفاخِهما الغريب هذا يبدوان كـخديْ " فلونا " ..
تقدّم مِنْها وكمّش وجنتيْها بأنامل شقيّة قبلَ أنْ يقولَ وهو يبتَسِم بدفء ...
- خداكِ أجمُل بانتِفاخِهما يا عزيزتي ..
كلامُه أسرى في نهاياتها العصبية فكرةً خبيثَةً جَعلتْ عينيها تبرقان بريقَ الكسلِ ... ليَفْهَمَ من نظرتِها الماكِرة أنها تريدُ أنْ توصل إليه أن لا حاجةَ لحصة الرياضةِ ما داما خدّاي أجمل بانتفاخِهما ... فهِمَها ... رفعَ حاجبيْه وهو يحرّك رأسه يمينًا وشمالاً بمعنى لا مفرّ لينهي أمرَه وهو يقول حازِمًا ..
- قلتُ بانتفاخِهما .. لا بانفجارِهما ... وقتَها ستبدين كـ " جغلي باف " ... ( فغرتْ فمها غيرَ راضيةٍ عن تشبيهها بذاك الكائن الورديّ المستدير فأردَفَ يقولُ بما يشبِه الحكمة ) حسنًا لنكن واقعيين .. أنتِ تأكلين طعام البيتِ بأكملِه ولو تركناكِ على سجيّتِك لأكلتِ طعامَ المدينةِ كُلّه دون اكتراث .. فبالله عليكِ كيف ستكونين إن لم تمارسي الرّياضة !
لوتْ شفتيْها وحَملَقتْ فيهِ بعينٍ اتسعت غيْظًا لتقولَ بردِ اعتبارٍ ...
- أنتَ لا تُعجبني منذ أتقنت العربية ... أصبحتَ تتفلسفُ كما يفعل الجميع ...
ضحكَ عفوَ الخاطِر رادًا ..
- قولي ما شئتِ .. نهايةً سنخرُجُ الآن لأن عمّي مجدْ لن يتورّع أبدًا عن تركنا إن تأخّرنا دقيقةً إضافيّة ... ( وأكمَلَ وهو يجُرّها إلى الخارج ) هيا هيا ...
أخرجتْ زفيرًا عاليَ الصوتِ من بين شفتيْها قبلَ أن تقول بتذمّرٍ :
- أحتاج دقيقةً إضافيّة أنتَعِل بها حذائي .. أخرُجا وسأوافيكما حالاً !
منحها ما تريدُ وخَـرج .. انتعلتْ حذاءَها لكنّها قبلَ أنْ تغادِرَ استوقفتها المرآة المنتصبةَ على حائطٍ من حوائط الغرفةِ لتنظُر إليْها مجددًا ..
كما في كلّ مرةٍ كانت كالمنوّمِ تخرِجُ قطنًا طبيًا ومزيلاً للزينةِ من حقيبتِها لتمسَحَ كُحلَ عينيْها الذي على الرّغمِ منَ غموضِ التأثير الذي يضفيهِ على ملامِحها بذاك التضاربِ الصارخ بين زرقةِ عينيْها وقتامةَ الأسود المؤطر لهما إلا أنه يظلُ يلحّ عليها لتزيله بأقذع الطرق ...
الاسم الذي التمع في صفحة هاتفها الصقيلةِ منعَها من التّفكيرِ مجددًا في السبب الذي يدفعُها دائماً لفعلِ الأمرِ ذاته .. تأففتْ مجددًا وهي تتخيّل طبيعة عقاب والدها لها على تأخيرِها هذه المرة .. تلقائيًا أخذت تهرول مسرعةً خارجةً من البيت لتسمع كالعادةِ صوتَ أمها القلِق وهو يقول " انتبهي لنفسكِ أندا " ...
هرعتْ مسرعةً تنزل السلالم .. لتستقبلها أخيرًا أشعّة الشمسِ بزخمها الحقيقيّ فورَ فتحِها بابَ العمارة الكبير .. أشعّة لم تنجح بالتأمل فيها كما رغبتْ عندما نظرتْ للرجليْن الواقفيْنِ بعيدًا قليلاً بملامحَ مكفهرّةٍ تعبيرًا عن سخطِهما !
بدآ بالسيرِ قبلَ أنْ توافيهِما فعليًا مما جعَلها تسرعُ أكثرَ للحاقِ بهِما قبلَ أنْ يصلا إلى نهايةِ الشارعِ بمشيهِما الذي أقربُ ما يكون هرولةً !!
منظَرُهم جميعًا الآن وهم يصطفون جنبًا إلى جنبٍ ليشغلوا مساحةً جيدةً من الشارع الرئيسي نظرًا لخلوّه مقارنةً بساعات الذروة وهم يرتدون جميعًا ملابس الرياضةِ ليتخلّوا بذلك عن هندامهم الأنيق المعتاد دعاها للضّحِك كلما تخيّلتْ أحدًا من جيران الحيّ يراهم ...
ركلةٌ وُجهتْ إليها على حينِ غرةٍ انتشلتْها من عمقِ أفكارِها التي دارتْ حولَ لا شيءٍ تقريبًا ... كزّت على أسنانها بتلقائيةٍ لكي تمنَعَ صوْتًا قد يكون مجلجلاً نظرًا لهذا الهدوء الذي يجثم عادةً على صدر المكان في بواكير الصباح إن خرَج منها لتعتَصِرَ يد فابريغاس القريبةِ في محاولةٍ لعدم لفتِ نظرِ المارةِ المعدودين على الأصابع ...
- هل أنتِ متعبة !؟
سألها والدُها بقلقٍ وهو ينظر إليها بوجهٍ شحب للحظاتٍ فأجابته وقد رطّبتْ شفتيها بجرعةٍ من الماء الذي تحمله في حقيبتها الكبيرة ...
- لا أبي .. الأمر عاديّ ... لقدْ ( وأخذت شهيقًا لتكمل ) قالتْ لي الطبيبةُ أن إيف ستبدأ بركلي عما قريب .. ويبدو أنها بدأت بالفعل ...
ضرب فاب يدًا بأخرى وهو يقولُ متأففًا .. :- انظر عمي .. لا تزال تقول إيف .. قلتُ لكِ اليومَ سنعرف .. لا تستبقِ الأحداث !
همهمَتْ بثقةٍ قبلَ أنْ تُكمِلَ وهي تقولُ بصوتٍ غابَ بحنين ...
- أشعُر أنها ستكون " إيف " .. إحساسي ما فتئ يقول لي ذلك !
رائحةٌ شهيةٌ مألوفةٌ فاحتْ في الأرجاءِ أخذوا على إثرها شهيقًا أنفيًا متلذِّذًا .. ليزفروا بعد ذلك زفيرَ السعادةِ وهم يروْن عـرَبة العمّ أبو أحمد تطلّ من طرفِ زقاقٍ فرعيّ محمّلةً بالكعكِ الطازج ... وكما جرت العادةُ كانوا يتوجّهون إليْه ليبتاعوا الكعكَ الذي سيتناولونه في حديقةِ الحيّ التي تبعُد مسافة كيلومترين اثنين آخريْن حيث النقطة التي تنتهي بها رياضتهم الصباحيّة ... حيث يفطرون هناك ثم يعاودون الرجوع سيرًا ... الطريفُ في الأمر أن هذا الكعك يبيعُه العم أبو أحمد لحرّاس عمارات هذا الحيّ الراقي .. لكن وحدَها عائلة مجد معلى هي الاستثناء نظرًا لوجود ابنتِهم " المختلّة " أندلس ...
تجاوزوا البائعَ بقليلٍ وإذ بركلة أخرى توجّه لها لتشعر معها بأنها غير قادرةٍ على المواصَلة ... ومجددًا كانت تعتصر يد فابريغاس القريبةِ منها ...
- لا لا بابا .. لن أستطيع المتابعة ... إنها في أوجِ نشاطِها اليوم ...
قالتْ وهي تلفظُ كلامَها الذي تخلله وقتٌ مستقطَعٌ لتأخذ نفسًا جديدًا .. امتعاضُ مجد بدا واضحًا وهو ينعتها بالمدللة .... لكنّ فابريغاس الذي لاحظَ احتقانَ وجهها لمْ يطمئنّ إلى أن ما هي فيه مجردُ دلالٍ طبيعيّ ...
- لا بأس عمي ... أكمِلْ أنتَ وأنا سأعيدها إلى البيتِ وأمري إلى الله ...
*
طريقُ العوْدةِ كان أكثر راحةً .. إذ أن أندلس وبعدَ التفاتِها إلى الوراء لترى اختفاء والدها في الطريقِ المعاكِس وجّهتْ لفابريغاس أمراً لاذعًا مفادُه " أبطئ سَيْرَك ! "
سؤالٌ وجّهه فابريغاس إليْها بوجهٍ بدا جدّيًا جدًا ومتعطًّشًا لاطمئنانٍ حقيقيّ وكل منهما ينظُر إلى الأمامِ ؛ نجح بجعلِها تتوقّف لحظةً من الزمنِ لتفكّر ... بل أكثرُ من لحظة ..
- هل ما أنتِ فيه حقيقيّ ! ... ( وأكملَ بتلعثمٍ قائلاً ) أقصِدُ تجاوُزَكِ الأمر فجأةً وكأن شيئًا لمْ يكُن ....
لأول مرةٍ تختبر كيف يكون السؤالُ " على الوجع " لكنها ومع ذلك ستجيبُه بصدق .... لنْ تكذِبَ عليْه .. قالت بعد أنْ تنهّدتْ بحسرةٍ بنبرةٍ توقّع أنْ تكون هشّة لكنه فوجئ بأنها كانت عكس ذلك تمامًا ..
- منذ مدّةٍ .... قرأتُ قصةً ، كانت تتحدّث عن فتاةٍ تقفُ على حافّة جُرفٍ شديد الانحدار .. حيث قررتْ أن يكون ذلك المكان انتهاءَ حكايتها ... مشاعِرُها كانت تتلخّص بثلاثةِ أحرفٍ فقط " يأس " .. واليأس كما تعرفُ لا يكون يأسًا إلا إن كان من حبيبٍ .. قبلَ أن تسافرَ إلى عالمٍ آخرَ أرادتْ أن تعذّب حبيبَها بغيابِها فكتبتْ إليه ..
" حبيبي ........... انتظرتُك .. و لم تأتِ ....
ألتقي بك ...................... في عالمٍ آخر "
ظانّة بأنه سيتعذب فعلاً إن قرأ كلماتِها .. وهمّتْ تترُكُ نفسَها للريح .. تتحررُ مِنه إلى الأبدِ بخروج روحها المسكونةِ به .... كانت قدْ أغمضتْ عينيها مرخية بذلك الستار على حياةٍ أخرى من الحيوات الكثيرةِ الثكلى ... وقبلَ أن تبدأ الروح بالتنصل منها شعرتْ بيدٍ كانت الأدفأ تحطّ على كتفِها من لا مكان ... تردّ إليها روحًا غادرتها بغيابِه ... التفتت إليه ... لكنّ وجهه ما كان المرغوب .. ضحكت بعد ذلك مقهقِهةً بمرارةٍ .. لتفكّر مجددًا بأن يده- بعد أن عرفتْ أنه ليس الحبيب - ليست الأدفأ .. وأن روحًا غادرتها لم تُردّ إليها قط ... لقدْ كان ملاكًا ما ... أنقَذها وغادَر بعدَ أنْ سئم خذلانَها له ... رأته يتناثر في الهواء فنبست بتحطّم كامل : " إنها المرة الخامسة عشرةَ ............ ولَسْتَ أنت من ينقِذني "
ملامح فابريغاس أخذت تتجهّم أكثر ... ليحرّك شفتيْه وهو ينظُر إليْها ذاهلاً ..
- لمْ أفهَمْ شيئًا ... ما المغزى من كل القصة ؟
كانت تتوقّع تلك الإجابة ولذا ابتسمت ابتسامةَ العارف ... تنهّدت بعمقٍ وقالت وكأنما تُسمِع نفسها ما ستقولُه قبل أن تسمعه لفابريغاس .. لتذكّرَها مجددًا بالعهدِ الذي قطعتهُ لها عمّا قريبٍ :
- فاب ........ الفتاةُ تلك هي كلّ مُحبٍّ منتَظِرٍ ... كل محبٍ متعذّب ! منْ منا لا تمرّ عليه لحظاتٌ يشعُر بها بالموْتِ الحقيقيّ ألفَ مرّةٍ لذكرى حبيبٍ مرّ من حياتِه ثمّ أكمل سيرَه ومضى وكأنه لم يكن في تفاصيلِ يومِه الصغيرةِ كلّها ... بِعَصًا سحريةٍ ننسى كيف كنا قادرين على العيش من قبلِه ... ونرفُضُ التفكيرَ في القدرةِ على العيشِ من بعدِه ... ونظلُ نتعذب ... نزهقُ أرواحنا ونحن نُعلّقها بأملٍ كاذبٍ ... ننهيها أملاً بأنْ يسمعَ عنا خبرًا " سيئًا " ويعود .. كما فعلت الفتاة عندما حاولت الانتحار للمرةِ الخامسةَ عشرة طمعًا بأن يكون هو من ينقذها ذات مرة .. غافلة عن اليدِ الرحيمةِ التي امتدّت إليها ... اليد التي كانت دافئة فعلاً ... لتسلّم بوجودِها ... وبأنها ستكون دائمًا هناك ... لتتعامى عن احتماليّة أن تنتحِر ذات مرةٍ فعليًا بسبب عدم امتداد تلك اليدِ إليها في اللحظةِ المناسبة ... ( سكتت بُرهَةً وأكملت بامتنانٍ ) اليدُ الرحيمةُ هي أنتم يا أخي ..... كنتُ في قمةِ عجزي وخذلاني كنتُ أنتَحِر نفسيًا على مدار أشهرٍ ... فإذ بكم جميعًا تمدّون إليّ يدَ العون .. دون أنْ تملّوا أو تسأموا .. مما جعَلني أملّ شخصيًا مني وأنا أصرّ على موقف الضحية ... وبدأتُ أخافُ من أن تملّوا أنتم أيضًا ضعفي فتركنوني إلى نفسي أخيرًا وأهلَك فقررتُ أنني لن أكون تلك الفتاةَ الخرقاء الغبيّة أبدًا ... وهي ذي كل القصة ........ ( وأكملت تمزح ) إيـــــه هيّجتَ المواجع !
ضحِكَ لضَحِكِها وكأنها تتحدّث عن الجيران لا عن نفسِها التي وإنْ لم تبُح لا تزال مكلومةً .. كل ما قالتْه كان رائعًا .. لكنه خشيَ أنْ لا يكونَ جوابًا نهائيًا .. سألَها بصوتٍ عاد لاتزانِه بعد أن تذبذب ضحكًا ...
- يعني ......... لو عاد الآن ... كيف سيكون موقفُكِ ؟
تنهّدت بمرارةٍ رغمًا عنها وقالت ..
- فابريغاس ......... لو كان يريدُ العوْدةَ لعاد ....... كم شهرًا مرّ وهو غائب .. أربعة .. تخيّل أربعة ! أنا الآن حاملٌ في بداية الشهر الخامس .. وبفضْلِ ما سببهُ لي إلى الآن لمْ أزُر الطبيبةَ لأطمئنّ على طفلي ... والغريبُ أنني لا أزال واقفة .. وإذًا أستطيعُ المضيّ قدمًا دونه ... ها أنا ذا .. أمارس الرياضة وآكل الطعام وأنام ملء جفوني ... ما الذي ينقصني ... ؟
كلامُها بتلك الطريقةِ كان مثارًا لشفقتِه .. خاصةً ونبرتُها تتهدّجُ في آخر كلمة ... ليعلَم يقينًا أنها تكابِر .. وأنها ربما فتحتْ لها أحضانَهُ عندما يعود دون أن تسأله ولا حتى سؤالاً واحدًا عن سر اختفائه المفاجئ ...
- أنتِ تعلمين أنه ما كان ليفعَلها بإرادتِه ... لا بد أن أمرًا طارئًا حصلَ له وجعله يتأخر في سفرِه ... أربعة أشهرٍ ليست بالشيءِ الكثير يا أندا ... تمرّ بغمضةِ عينٍ كعمرنا ... أرى أنّ في الأمر سرًا ... أتذكر أننا عندما سألنا مدير المطار عما إذا كان من ضمن المغادرين .......... قال لنا أنه سافر .. وأن تذكرته كانت ذهابًا فقط ... بينما قنصلية البلد التي زُعِم أنه سافر إليْها نفت تمامًا ...
ردت عليهِ بتماسكٍ أدهشَها .. وبلا مبالاة ..
- لا يهمّ .... ما يهمّني حقًا أنه ليس موجودًا ... كان من المفترض أن أعتصر يده هو عندما تركلني طفلتي .. كان من المفترضِ أن أعودَ معه إلى البيت عندما لا أستطيع مواصلة السير ... وكان من المفترض أن أذهب معه إلى عيادة الطبيبة لنتعرف معًا جنس المولود ! ( وأكملت وهي تشيح بوجهها رفضًا لأن يرى أي أثرٍ لضعفِها بعد الخطاب الأجوف الذي ألقته على مسمعه ) سأعيش حياتي بطولِها وعرضِها مع ابنتي ... ولا يهمّني بعد ذلك أن يغرق العالـَم كله مرورًا بآدم ..
لا يدري لمَ أشعرَهُ كلامُها برغبةٍ في الضّحك .. ربما لأنه صار خبيرًا بها عندما تكذب ... وعندما تحاوِلُ أن تدعي عدم الاهتمام .... المهمّ أنه كان مطمئنًا عليْها ... قال أخيرًا بهدوء ..
- يمكنني أن أسافرَ الآن وأنا مطمئنُ البال ...
شهقت بعدم تصديقٍ بينما جالت بعينيها المفتوحتين على وسعِهما على وجهه بمعنى " تكذب ! " ..
- لن تفعلَها أنتَ أيضًا بي ...
آلمتْه كلمتها التي أُغدِقتْ خذلانًا ... كلمتُها التي كانت تفوحُ خيبةً ...
- أندلس ... تعرفين كم يصعب عليّ فراقكم ... وفراقكِ أنتِ بالذات ... لكن لا مفرّ ... أنا مقيمٌ الآن في منزلكم منذ ما يزيد عن الثمانيةِ أشهرٍ ... حياةُ العالةِ هذه لا تناسبني بالمرّة ... كنت أفكّر بالعودة منذ زمن .. لكن ما حصل لكِ جعلني أفكر فقط بأن أكون عوْنًا .... لقدْ أحببتُكم ... وأحببت كرمَكم وأخلاقكم ... حتى أنني لم أتوقع أن أحظَ بزوجٍ أم متفهّم كوالدك .. ولكنها النهاية ... أنا الآن مطمئنٌ عليكِ ... ويمكنني أن أسافر قرير العين ....
ردّت برفضٍ قاطع :
- كلامك كله فارغ ... أيّ عالةٍ يا رجل ... أنتَ فردٌ من عائلتنا فكيف تكون عالةً علينا ... حتى أبي يضعُك بمنزلةِ سلام ... لن تسافر ( وأكمَلت في سرّها - ليسَ قبلَ أن تُسلِم – لتعود مجددًا إليْهِ قائلةً ) لمن تسافر .. والدُك توفّى وعائلتُكَ ظلت تتملقُكَ حتى أخذت منك مالك و كلّ شيء ... هنا وطنك .. حيث أهلك الحقيقيّون .. وإن كنت تشعُر بأنك قد أثقلتَ علينا فأنا لديّ الحل ( رأته يحاول أن يقولَ "لكن" فأكملت ) من غيرِ لكن ... كنتُ سأنتقِل للعيشِ في منزلي ... وأنا قطعًا أحتاجُ لوجودِ رجلٍ يعيشُ معي حتى أسُدّ حلُوق الناس .. وهذا الرجل سيكون أنتَ وإذا رغبتَ بالعمَل فاعمل .. لنْ يمنَعكَ أحدٌ عن ممارسة حياتك بشكلِها الطبيعيّ ....

*
- حقًا ستُسافِر ...
من بينِ دموعِها قالتْ وهي تتكلمُ معه على الهاتِف ...
لقد بدأ يشعُر بالملل .. إذ أن الأمر تجاوزَ عمرَه الافتراضيّ وهي كالعلقة ملتصقة به .. متى تفهم أنّه ملّ منها ! ... ثم لمْ يكنْ ليَستسيغَ دلالها المفرِط هذا .. لِمَ تبكي بهذه الطريقةِ الغبيةِ جدًا ... ردّ عليْها بنزق وصوتٍ بدأ يرتفع غضبًا ...
- لا .. لن أسافر ... أكذب عليكِ ؟؟!!
لمَ يتكلمُ معها بتلك الطريقة .. فكّرتْ لتتساءل ... أينَ أسَد القديم اللطيف .. الرومانسيّ خفيف الظل ... كيف تبخّر ليحلّ محله شابٌ آخر قاسٍ فظ !
- أسد !! لمَ تكلمني بهذه الطريقة ....
- اسمعي يا بنت الناس ... أنا شابٌ لديه مسؤوليّاته ... لا ينقصني إلا أنتِ !!!! .. كما دخلنا بالمعروف .. نخرج بالمعروف ...
عن أيّ معروفٍ يتحدّث ... لا لا .. إنه يَمزَح .. لا يمكن أن يكون جادًا ..
- وماذا عن حبنا ...
ضحكتُه الغريبةُ جاءتْ إليها كأصداءِ قرعِ طبولِ الشياطين حتى ما عادت قادرةً على سماعِها ... ردّ عليها قائلاً باستهزاءٍ جعلها تشعُر بأنها شيءٌ رخيصٌ ليس له أدنى قيمة ...
- عنْ أي حبٍّ تتحدثين ندى .. على مَن نضحك !! كنا نتسلى ... وكلانا يعرف هذا جيّدًا ....
.
.
بكتْ مجددًا لكنْ بصمتٍ وهي تتخيّل كيف كانت غرّة ساذجة عندما فكّرت بأنه يكنّ لها مشاعِرَ حقيقيّة .. كيفَ فكّرتْ بأنه سيكون مختلفًا عن كل الشباب الذي تسمع عنه من صديقاتِها المغرَّرِ بهنّ واللواتي سبقنَها إلى الوقوع في المصيدة .... ردّت عليه بنبرةٍ قويةٍ وهي تشعُر أنه لا يستحقّ أن تبكي عليه ....
- لقدْ فعلتَها بي يا حقير ... لن أسامِحك .. ما حييت ...
- " دخيلك " سامحيني .. تتكلمين وكأنك أم الشرَف .. حظًا أوفر يا حلوة في المراتِ القادمة ... علّك تقابلين شابًا في الجامِعة يكون أكثر لطفًا حين ينهي علاقته بكِ ... شابٌ لا يعبّر عن احتقاره لكل اللواتي من مثلكِ بطريقةٍ مباشِرة .............. ( وأنهى بحدة ) سلام !


*

يتبع ..


raghad165 غير متواجد حالياً  
التوقيع
إذا مررتم من هنا، فادعو لي ولوالديّ بالخير والتوفيق والصلاح.


ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
ربّنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلِنا
ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنّا واغفرْ لنا وارحمنا
أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
رد مع اقتباس
قديم 07-07-12, 06:03 AM   #1377

raghad165

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية raghad165

? العضوٌ??? » 80695
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 5,014
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » raghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   al-rabie
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
جُل ما عظّمه في عينيَّ • صِـغر الدنيا في عيـنيــــه =))
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وقفتْ تحُلُ حجابَها بينما أرسلتْ نظرَها نحو أختها شادن الجالسة على سريرِها بحيث تراها من خلال انعكاسها في المرآة ... كانت ترغـبُ بأن تتحفّظ على فرحِها حتى تُشعِرَ أختَها بمدى أسَفِها لأجلها ... لكنّ سعادتها نجَحتْ بالسطوعِ في حدقتيْها الزرقاوين سطوعَ قمرٍ مكتمِلِ الألقِ وسطَ سماءٍ أعيَتْها الظلمة فباتَ من العصيّ إخفاؤها ...
- ماذا قالتْ لكِ الطبيبةُ حتى تبدّل حالُكِ بهذا الشكل !
سألت شادن .. لتومئ أندلس بشقاوةٍ وهي ترقّصُ حاجبيها بمشاكَسةٍ رفضًا لأن تُجيبَها ... فما كان من شادن سوى أن أشاحتْ بوَجهها وهي تلوي شفتَها بينما قالتْ لها " الحقُ على من يرغب بالاستماع إليكِ " ...
أندلس التفتت إلى المرآة تخلل أناملَها في شعرِها مميتَةً همدانه الذي آلَ إليْه تحت تأثيرِ حجابها وكأنها لمْ تسمعها أبدًا ... لتلحّ عليْها أختها مجددًا بنفاد صبرٍ وهي ترْجوها أن تُخبِرَها ... أخيرًا قالت لها " سأخبركِ " ...
وأخذت تعدّ العدّ التنازليّ من الثلاثة .. لتقتربَ منها أخيرًا وتهمِسَ في أذنها ... شادن التي جاء الخبر إليها ملجمًا من الفرحةِ شهقتْ بعَدمِ تصديق ... أما أندلس فتألقت عيناها بدموع الشكرِ مجددًا ....
الفرحُ الذي عمّ في الأرجاءِ كان غازِيّ القِوام فما لبث أن تبخّر ليعودَ جو التوتر إلى السيادة .... أندلس التي باتت أكثر حساسيّة بسبب حملِها شعرتْ بحجم ما تحاول أختُها إضمارَه في نفسِها لكي لا تنهار قبلَ اللحظةِ المناسبة ..
تلقائيًا احتضنَتْها وهي ترى نفسَها عاجزةً عن فعل أي شيء ... فالأمر الآن لن تحلّه نصيحةٌ متأخرة .... أو حتى تدخّلٌ عائلي ... فهما سيتطلقان فعلًا اليوم في المحكمة تحت وِفاقٍ غبيّ بينهما على " أبغضِ الحلال " !
- لمَ لمْ تقوليْ لهُ أنكِ لا ترغبين بالطلاق .. كان ذلك ليغيّر كلّ شيء ! .. لمَ هززتِ رأسَكِ موافقةً بعد أنْ طرَحَ الأمرَ عليْكِ ..
ذاك السؤال الذي نطق به عقلُ أندلس قبل شفتيْها جعل شادن تنشجُ بطريقةٍ شعرتْ معها بأنّ روحهَا تـُعتصر لما تقاسيه أختها .... شادن التي كان ذاك السؤال قاضيًا لها قالتْ بخيبةٍ لانعدامِ حوْلها وقوّتها ...
- لقد تعبت ......... لم أعد قادرةً على مجاراتِه وكأن شيئًا لم يكن .... دائمًا أقفُ من علاقتنا موقف المنقذ بينما هو يستمتع بدورِ المتفرّج وكأن شيئًا ليسَ بيدِه ... حتى عندما خانني وأنتِ الوحيدة التي تعلمين بالأمر وضعتُ على عاتقي مسؤولية طفليّ لدرجةِ أنني تناسيْتُ كرامتي لأكبر قدَرٍ ممكن وتسامحتُ معَه ............ ( وسكتتْ زمنًا لتُكمِلَ بعدَها باندفاعٍ وكأنما يتعبُها فتْلُ السيرةِ في جنباتِ لسانِها وملامِحها تنقبِضُ أخيرًا وهي تحاول إعادة الثباتِ إلى نبرتِها ) انسِ .... فوْقَ المعروفْ ..... لطُّ كفوفْ ! سيكون الأمرُ موجِعًا في البداية ثم سأعتاد ببساطةٍ على الأمر .. والدايَ الآن متألّـمان لأجلي وهما لا يريان سببًا مقنعًا للطلاقِ .. لكنهما سيتعايشان مع الوضعِ أخيرًا .... أما بالنسبة لطفليّ .. فلن يتغيّر شيءٌ عليهما ... أنا و أوس متفقان تمامًا بشأنِهِما .. ليس الأمر نهاية العالم ...
كانتْ تتوقّع أنْ تجِدَ دَعمًا من شقيقتِها بعد إنهائها كلامِها .... لكنّ أندلُس التي سهَمت وكأنما تختبِرُ وَجعًا مفتوقًا قالتْ بصوتٍ شرُد بشوْقٍ كقطْعِ السيوف وهي تشيح بوجهها ...
- الأمرُ أبدًا ........ أبدًا ..... أبدًا ليسَ بتلك البساطةِ يا شادن ....
*
توجّه أسَدْ فوْرَ أن أنهى حديثه - الذي سيكون قطْعًا الأخير – مع ندى إلى غرفةِ والدتِه .. حيث وَجَدها هناكَ تطوي ثيابَها في حقيبةِ سَفَرٍ متوسّطة الحجم بحركاتٍ لا حياة فيها وعينين تذرفان الدموعَ كعادتهما منذ خبَر اختفاءِ آدم .. بدت لهُ امرأةً رمت روحَها على قارِعة طريقٍ تمر منه مركبة في السنة لتغدو شبحَ امرأة هدّ الزمان حيْلها !
لقد كان الأمر جللاً ... عليه هو شخصيًّا فكيف تـُراهُ يكون على والدتِه .. لا أحَدَ يستطيع لومَها .. يقولون أنّ أحدًا لا يكنّ لابنه مشاعِرَ أصدقُ من الأم ... لا أخ ولا حبيب .. وهذا كانَ واضحًا لديه عندما رأى زوجة أخيه قبل مدّة عندما زارتهم لأسبابٍ دبلوماسية .. كانت قد استعادت عافيَتَها وكأنها تجهّزت للسيرِ قدُمًا في مضمارِ الحياة .. غاضّة طرْفها عن الرجُلِ الذي كان مستعدًا ليضحي بروحِه من أجلها ... حتى هو ... لمْ يستطِع التّخلي عن المِنحةِ الـتي حصَل عليْها ليكمل دراستَه في الخارِج مقابل الاستسلامِ لوضعهم الحاليّ والمداومةِ على ندْبِ حظّه الذي سيجلب له لا شيء .. تذكر كيف كان يعود كلّ يومٍ ليرى أمّه على ذات الحالةِ التي تركها عليها وهي تحتضِن هاتفها على أمل أن يأتيَها خبرٌ منه ليتقطّع قلبه أشلاءً على شكلها الذي يفطِرُ القلب ... إلى أن خشيَ فعلًا أن تبيضّ عيناها من الحزن ! وجدَ أنّها لن تتعايش مع الأمرِ أبدًا وطيفُه يلاحقها أنى أدارت وجهها في هذا البيت الذي بات كئيبًا حتى ما عاد قادرًا على استراقِ نفَسٍ فيه دون أن يتجرّع معه العلقم .... وهنا فكّر بأنّ وضعَهُ المادّيّ يسمَحُ له بأن يأخذ والدتَه معه إلى الخارجِ حيث يكون قادرًا على الاطمئنان عليْها لأنه لن يستطيع بحالٍ من الأحوال أنْ يتركها وراءه وحيدةً تقارع بؤَسها وشقاءها .. وفي ذات الوقتِ يصنع مستقبله .. غير مفكّرٍ للحظةٍ أنها تحمل ولدَها في كل خليةٍ من خلاياها .. وليس في طيفه الذي يلاحقها في زوايا الدار !
عندما عرض عليها الفكرة رفضت رفضًا قاطعًا ... لكنّه أخذ يستميلُها مرّةً بكلامٍ دارَ حوْلَ فكرةِ أنه ولدُها أيضًا ويستحقّ منها أن تدعمَه وأن تقف إلى جانبه في أوقاتِه الصعبة ومرّةً بأنه لن يسافر ليتركها وحيدةً إلى أجلٍ غير مسمى .. ومرّة بأنها ستتحمل المسؤوليّة كاملةً إن هو عجِز عن بلوغِ مراده بفضل ممانعتها للذهاب معه ..
كلامه كان يكون أحيانًا قاسيًا ... لكن تلك الأشهر الأربعة صنَعَت منه رجلَ موقفٍ لا يستهانُ به .. وبذلك كان يعرف أن عليه أن يفعل شيئًا لأمّه .. أن يكفّر عن كل ما سببه لها من قبلُ من قلقٍ .. يجبُ أنْ يأتيَها من منطِق القوة وأنْ يبيّن لها سلبية ضعفها الذي لن يعيدَ آدم حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولاً .. وتحت إصرارِه وافقت ....
- دعيني أساعدك ..
قال أسد بشيءٍ من الحنانِ وهو يراها جدُّ متعبةٍ .. ليبدأ بمساعدتِها فعليًّا دون أنْ ينتظر منها ردًا وهي التي باتت قليلةَ الكلام وكأن لسانها رُبِط باختفاء فلذتها......
عندما انهيا تجهيز حقيبَتِها أخذت تنحُبُ مجددًا بصوتٍ قطع حبائل قلبِه ليهبطَ في أدنى قدميْهِ وهو يراها تتألم بينما هو عاجزٌ أتمّ العَجزِ عن طمأنَتِها وهو الذي يتآكل من الداخل كلما قال لأحدهم أن أخاه سيكون بخيرٍ بينما يعلمُ يقينًا أنه أبدًا لن يكون كذلك .. أخيرًا قالَ لها وهو يمدّ يدَه ليربت على يدها بقلةِ حيلةٍ وقد انعدمت به السبُل ....
- أمي .... بكاؤكِ لن يجلب نفعًا ولن يدفَع ضرًا ... أرجوكِ ... لا تجعلي خسارَتكِ لواحدٍ تجرّك لخسارة الآخر ... والله أنا أحتاجُك .. وأنتِ بذلك إنما تحرميني منكِ ( وقبّل يدَها ليردف ) لنْ تدعي ولدَكِ الأخرَق يسيرُ وحيدًا بينما هو ليس بقادرٍ بعدُ على قطعِ أي دربٍ بمفردِه .... أليسَ كذلك !؟
أومأت له برأسِها بمعنى " بلى " لتقولَ له وقد انفرجتْ شفتاها انفراجًا خفيفًا عدّه ابتسامةً بعد كل تلك المدة من العبوس الشديد الذي لبس ملامح وجهها كلها ... لتقولَ بصوتٍ تهدّج فرحًا حزنًا حنينًا لا يدري ...
- زوجةُ أخيكَ حامل ... ستدخل عما قريبٍ شهرَها الخامس ...
تساؤلاتٌ كثيرةٌ خطَرت في ذهنِه فورَ أن قالتْ والدته كلمتها الأخيرة .. منها ؛ ما طبيعةُ الشعور الذي ينبغي عليه أنْ يحسّ به ؟.. ولِمَ تحمِل زوجة أخيه الآن وقـد صار مكان زوجها مجهولاً ؟ .. وإلى أين يسيّرُهم القدَر ؟ .... لمْ يدرِ لكلّ هذه التساؤلاتِ جوابًا .. كلّ ما عرَفه وقتَها أنّ المسؤوليات ستكثر فوقَ كاهله ... بطريقةٍ ستحوّل مجرى حياته كلها ... وربما ... ربما ...... استقام بذلك أخيرًا !

*
*
*

لمَحَها وهي تنزِلُ من سيّارةِ أخيها سلام يتقدّمُها والدُها الذي بدا محتَقِنَ الوَجْهِ بطريقة ما ظنّ أنه رآها قبلاً .. كانت تسيرُ بثبات ... بقوةٍ كما عهِدَها ... جبلٌ لا تهزه ريح ... تتلفّع بسوادٍ أحبّ بطريقةٍ ما أنه ذكره بالحِداد ... فالأمرُ يستحقّ حـِـدادًا بعد سنواتٍ من الزواج ... سنواتٍ خرجا منها خاليي الوفاض ... اللهم إلا من طفليْن اثنين ...
آهٍ منكِ يا شادن ... ما زلتِ ترتدين نظارَتَكِ الكبيرةَ هذه كلما أردتِ إخفاء ملامِحِك عن الناس ... أتـُراكِ تبكين ... كما يفعلُ قلبي الآن .. أم أنكِ تحصرين في قلبكِ ... كمْ أخشى عليكِ من عادَتِك هذه ...
عندَ بوّابةِ المحكمةِ كان قد تلكأ بسيْرِه حتى يرفع احتماليّة مرورِها من جانبه .. وبالفعل مرّت بالقرب منه ولكن كسَهْمٍ أطلق لرجلِه العنان ... مرتْ مُسرِعةً .. كلحظاتهم معًا والتي انقضت بغمضةِ عيْنٍ ...
--
ما زلتَ تتـلكأ ... تُماطِل ... وكأن ذلكَ سَيَعْبُر بكَ إلى الضفةِ الآمنة .... تلكأ عزيزي ... كما تلكأت في تأخير موعد الجلسة متعللًا بأعمالك ... ها نحنُ ذا نقف عند بوابةِ المحكمة ومماطلتُك لم تجدِ نفعًا كالعادة ... ها نحنُ ذا نمرّ من جانب بعضنا كالأغراب ... ليس " كـ " .. فهكذا نحنُ سنكونُ " أغرابًا " بعدَ – ربما - أقل من ساعة ....
نظارتُها التي ترتديها فعليًا لسببٍ لمْ تبُح فيهِ لأحدٍ وهو أنها تستطيع بذلك تسريحَ بصرِها أينما شاءت دون أن تقيـِّـد عيونٌ أخرى حركة بؤبؤيها أعطَتْها مساحةً لتتفحّصَ " كبـَكيْ " قميص بذلته .. وكيّ القميصِ إن كان دقيقًا كما يحبّ ... وحتى لمَعانَ حذائه كما اعتادت أن تفعل بحرّيّة ... في وقتٍ كان يفكّر هو فيهِ بمجردِ المرورِ من جانبها .. ربما كان كلٌ منهما يحاول أن يطمئن على الآخر بطريقتِه ....
استقرّ بهم الحال في رواقٍ تناثرت فيه كَراسٍ قليلة للانتظار ريثما يأتي الحاجب ليستدعيهِما وَحْدَهُما أولاً ... فورَ دُخولِهما للقاعةِ التي كانت لعينيْهما مُظلِمةً شعرا مَعًا بأن قلبيهما سيظلا حبيسيْن هذا المكان إلى الأبد ...
الموقِفُ كان مهيبًا .. لا يليقُ بكلمةٍ أن تصفَ جلالَه ليس على هذيْن الاثنين فقط .. وإنما على كلِّ من يمرانِ فيه ليغضّا بالتالي طرْفهما عن بصيصٍ من النور يسْطَعُ في آخِـــــــر النفق .... ويتغافلا مع زحمةِ الأحداثِ أنّ يدَ اللهِ تعملُ في الخفاء ... وأننا مهما خططنا وقرّرنا هي التي ستنفذ نهايةً ما تريد ....
صوتُ القاضي كان جليلاً بشكل أجفَل قلبيهما عندما قال بعد مقدّمةٍ لم تهمّ أحدهما إطلاقًا ...
- سأسألُ كلّ واحِدٍ منكما سؤاليْن ... بعدَها سننطِقُ بالحُكم ...
رأسان اثنان يجلس صاحباهما على مبعدةٍ من بعضِهما كانا يومئانِ موافقةً وقدْ سلّما أمرهما إلى الله .. ليوجه القاضي سؤاله الأول إلى أوس ....
- هلْ تُحِبّ زوْجَتــك ؟
السؤالُ كان صدمةً .... لكلٍّ من شادن وأوس ... إذ أنهما لم يتوقّعا أبدًا أن يكونَ سؤالُه الأوّل ذاكَ السؤالَ !
" زوْجَتَك ... "
كلمةٌ رددها عقلُه وهو يعي معانيها ... ليُدْرِكَ أنه لمْ يقـُلها لها مِن قبلُ بالوضوحِ الذي تستحقه .. ودون أنْ يفكر كان يقول للقاضي بإقدام ....
- نعم ....... ( وَنَظر إليْها مُردِفًا بإصرارٍ ) أحبّها ...
( ماذا يفعَلُ هذا المجنون يا رب ! ) تساءلت شادن وهي تسمعُ كلامه الذي كان ليُدَغْدِغَ حواسّها لو كانا في وضعٍ آخر ... ليأتي سؤال القاضي الذي كرّرَهُ للمرةِ الثانية وهي ساهمةٌ بحزمٍ لينتشَلها مما هي فيه ..
- وأنتِ يا ابنتي ... هل تحبّيْنَ زوْجَكِ ... ؟
ولكن ما جدوى هذا السؤال الآن ؟ ....... وهل سينتهي بهم الحالُ إلى جلسةِ اعترافٍ بحب كل واحدٍ منهُما للآخر ...
يجبُ أنْ تكون صادقة ....... والصدقُ كالعادةِ مؤلم ... لذا اكتفت بتحريكِ رأسها إيجابًا ...
وجْهُ القاضي أخذ يتجهّمُ بعضَ الشيءِ وهو ينظُرُ إليهِما ورغبةٌ حقيقية بضربِهما كما يحدُثُ معه عادةً في أغلب حالاتِ الطلاقِ تلوحُ لديه ..... وجّه السؤالَ الثاني إلى شادن أيضًا ... وكان الآتي ...
- هل ترغَبينَ بالطلاقِ منه إذن ... ؟
ودون أن تسمَحَ لعقلِها بالعمَلِ كانت تحرّك رأسها مجددًا ...................... ولكن سلبًا هذه المرة وقد تزاحم عقلُها بكل صورِهِما الجميلة ....
ليسأل ذات السؤال أوسًا ... ويجيبه بكل وضوحٍ بـ " لا .......... لا أرغَبُ بتطليقِها "
وهنا نفخَ القاضي قائلاً بنفاد صبرٍ : " وماذا تفعلانِ هنا ؟ "
.................
.................
لا إجابة .......
" اذهبا الآن ...... لا طلاقَ لديّ "
- ولكنْ !!!!! ..
قالتْ شادن وهي لا تصدّق ما آل إليه قرارُ القاضي .... شكّت أنّ ما سمِعَتْه كان من نسجِ خيالِها ....
- الظروفُ كلّها ضدّنا يا سيّدي ...
قال أوْس وهو ينظُرُ إليْه معلّلاً " لكنْ " التي قالتْها شادن ليأتي ردّ القاضي حازمًا .......


- بُنيّ .. خذ زوْجتَك وانصرفا الآن ... ظروفُكما ستجدان لها حلّاً وهذا آخرُ ما عندي ...

*

سيّره رجلانِ أمسكاه بقسوةٍ من يديهِ عبرَ رِواقٍ طويل فاحتْ مِنه رائحةٌ كرِهها ... لمْ يكن قد رأى أيّ شيءٍ إلا أنّ قدرتَه على تحسس الأشياء باتت توازي قدرةَ العميانِ لدرجةٍ ما بفضلِ الشريطِ المغمِّم لعينيه منذ فترةٍ ، فصار يعرفُ إن كان يسيرُ في رِواقٍ أو في غرفةٍ محدودة المساحة من تردد الصوتِ وإن كاد يكون هنا إما منخفضًا أو مرتفعًا جدًا .. ففي الأوقاتِ التي لا يتمّ فيها استجوابُ أحدِهِم لا تسمع همْسًا .. أما في أوقاتِ الاستجواب ... فالصوتُ يصلُ إلى كل أصقاعِ سمْعِ المكان ...
عرف الآن أنه في غُرفةِ التحقـيـق ... عندما أفلته الرجلان ليثبتاهُ بالأكبال في الكرسيّ الحديديّ المحبب ! وكانا يخرُجانِ بعد ذلك مقفلان الباب خلفهُما ... ليستفرِدَ به الصوتُ الرجوليّ ............. عديمُ الرجولة ...
- كيف حالُك اليوم ؟
باستفزازٍ ردّ :- على أتمّ ما يرام ....
ردُّ الرجلِ كان ضحكةً ساخِرةً قال على إثرِها وهو يكشّر عن أنيابِه بخفوت ...
- جميـــل ... ( وأكمَلَ وكأنه يسردُ على مسمعه نشرة الأخبار ) ... اليومُ قامتْ زوجَتُك بزيارة الطبيب ..
ذكْرُ أندلس على لسانِ ذلك الرجُلِ جعلَه في أتمّ حالاتِ جنونه وهو يصرُخُ بالمُحقـق قائلاً
- ماذا فعلتم بها يا خسيس ... ؟
ضحكةٌ فاجرةٌ كانت الرّد جعلتْه يكرر ما قالَه ليشعُر بأصابع من حديدٍ تعتصِرُ شعره معيدةً رأسَه إلى الوراء قبل أن تدفعها إلى الأمام مجددًا بقوةٍ ليصطدم رأسُـه بالطاولةِ الحديديّة اصطدامًا عنيفًا لم يتأوه على إثره وقد صار ذلك لا شيء مقارنةً بما اختبرَهُ من عذابات ... الأصابع تلك لمْ تفلتْ شعره .. بل إن الصوتَ كان يخفتُ أكثر وهو يقتَربُ من أذنه قائلاً بنبرةٍ أرْسلتْ فيه قوةً كانت لتفجّر رأس هذا المحقق لو أنه ما كان موثق اليدين .... ( لا تخفْ .. لم نـُقم عليها حفلًا بعد ) .... ( اخرس !!! ) صرَخ بها آدم وهو يتخيّل الصورةَ التي أراد المحقق أن ترتسم في ذهنه ... ليقول الرجل بعد ذلك مبدّلاً نبرتَه إلى أخرى أكثر هدوءًا .. ( لا أدري يا رجُل .. لمَ لا تُريح رأسَكَ .. وتعترفْ ... )
بدأ آدم بالضحكِ ... ضحكٌ كان مستهزئًا بالرجُل الذي يستطيع الآن أن يفعَل به أيّ شيءٍ ... ليقول بعد ذلك وهم يبتسِم ابتسامةً الثقةِ التي حفظها المحقق ...


- المشكلة أنك لن تعدّ اعترافي اعترافًا إلا إن كان كما تريدُه يا ........ حضرةَ المحقق ..



*


انتهى الفصل .. قراءة ممتعة للجميع



raghad165 غير متواجد حالياً  
التوقيع
إذا مررتم من هنا، فادعو لي ولوالديّ بالخير والتوفيق والصلاح.


ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
ربّنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلِنا
ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنّا واغفرْ لنا وارحمنا
أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
رد مع اقتباس
قديم 07-07-12, 11:48 AM   #1378

اسفة

مراقبة،مشرفة عالمي..خيالي,الوثائقية،البحوث والمعلومات،روايتي كافيه،(قاصة ولؤلؤة ألتراس،لغوية،حارسة السراديب، راوي)،نشيطة،تسالي،متألقةومحررة جريدة الأدبي، صحافية فلفل حار،كاتبة عبير alkap ~

 
الصورة الرمزية اسفة

? العضوٌ??? » 110863
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 47,723
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك fox
?? ??? ~
دورى يادنياكماتشائين وأرفعي من تشائين وأخفضى من تشائين لكنك أبدالن تغيري من الحقائق ولا من المثاليات الصحيحة أو الأفكار السليمة التى تؤكدلنادائما إن الأهداف المشروعة فى الحياة لا بدمنالسعي إليها بوسائل شريفةوأن ما نحققه بغيرهذه الوسائل لا يحقق لنا أبدا
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

صباح الخير رغود فصل مستنزف للمشاعر بشكل رائع عمرك شوفتى وجع حلو ابدعتى يمكن الحاجة الوحيدة اللى خففت من وقع الاحداث موقف القاضى مع اوس وشادن كان لازم حد يخبطهم على دماغهم عشان يفوقوا مادام كل واحد شايل كرامته اللى ناقحةعليه فى موقف اكبر منها بكتير فوق كتفه وماشى اندا رغم تقديرى اللى بتمرى بيهووقوف عائلتك جنبك لكن انا زعلانة اوى منك ومن ليون ومامته ايه ياجماعة هو ادم ده كان هوا ماحدش بيسأل ايه اللى جرى له هو رخيص اوى ليه كده يعنى فاب اداكى اول الخيط وقال البلد اللى راح لها نفت وصوله لها ماشى ياست القوية لملمتى حياتك واستمريتى لكن حياتك تسوى ايه انتى وابنك او بنتك وهو مش فيها اذا كان هو الحياة لكم وبتضحكى على مين وبعدين اسد ده مش كان بفى كويس ايه اللى حصل يعنى ادم راح فى خبر كان ولا يرجع يلاقى كل احبابه باعوه وكملو المشوار عادى بيحصل فى الدنيا كتير قلبى معاك ياادم بجد اكتر حد عاجبنى فاب بشخصيته العميقة وذوقه وده ما يمنعش وسامته غريبة ان الاجنبى لما يدخل حياتنا كعرب ويعرف تقاليدنا والدين كمان سبحان الله يقدرهم اكتر من كتير مننا ياترى ايه السبب هل لاننا اخدناهم كحق مكتسب وخلاص ولا ايه حبيبتى رغود كتبتى فابدعتى وعن جد اسلوبك رائع وسردك شيق وكله حكم تسلمى وبانتظارك ياشريرة برده ماقلتيش الدكتورة قالت ايه

اسفة غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 07-07-12, 12:25 PM   #1379

بنت السيوف

نجم روايتي و لؤلؤة فعالية اقتباسات مضيئة

 
الصورة الرمزية بنت السيوف

? العضوٌ??? » 237732
?  التسِجيلٌ » Apr 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,664
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » بنت السيوف has a reputation beyond reputeبنت السيوف has a reputation beyond reputeبنت السيوف has a reputation beyond reputeبنت السيوف has a reputation beyond reputeبنت السيوف has a reputation beyond reputeبنت السيوف has a reputation beyond reputeبنت السيوف has a reputation beyond reputeبنت السيوف has a reputation beyond reputeبنت السيوف has a reputation beyond reputeبنت السيوف has a reputation beyond reputeبنت السيوف has a reputation beyond repute
افتراضي

اندلس ومحاولها بان تبدا من جديد من دون ادم... اعتقد انها ستفشل لان ادم حبيبها وزوجها وحتى وان اخطئ في حقها فهو يحبها ولن يتركها ابدا... لكن عدم ظهوره بالرغم من مرور عدة اشهر ... ربما هذا ماجعلها تحس انه تخلى عنها... ربما تحاول ان تكافئه بالمثل مثلما تعتقد ... لكني متاكدة بانها لن تستطيع... فقوتها التي تظهر بها قوة زائفة تغطي بها ذكرى حبيب تشتاق له يوما بعد يوما... وهذا ما كان يقراءه فاب في عينيها ويعلم ان كل ما قالته كذب لا يدل على صدق مشاعرها وشوقها الكبير.
شادن واوس يحاولان جعل حياتهما تسير نحو طريق مسدود ... لكن لا يعلمان ان مفتاح هذا الطريق بيديهما ... لو يتنازلا قليلا عن بعض الكبرياء والكرامة ... لاستطاعا تجاوز كل العقبات دون كل هذه الفضائح ووصول قضيتهما للمحكمة... حتى ان القاضي رفض النطق بالحكم ... وطالبهما ان يتجاوزا مشاكلهما التافه دون اللجوء للمحكمة ... ربما يستطيعان الان ان يستمعا لبعضهما وان يتواصلا بطرق حضارية دون اللجوء الى الاتهامات التى تزيد الامن التوتر والمشاكل.
وقوع ادم في ايدي غير رحيمة ... اعتقد انه وقع تحت ايدي عصابة ربما صاحبها فضحه ادم من خلال برنامجه... ادم يعلم انه خاطر ببرنامج صريح ... لكن لم يكن يعلم ان ثمن صراحته سيكون السجن والتعذيب
فبرغم من معاناته تحت وطئت التعذيب الا انه مازال شامخا قويا... يعلم انه ترك اناس تتعذب ببعده ... وخاصة امه التي ماعادت مثل السابق وهي لا تعلم ان كان ابنها حيا او ميت ... ينعم بالحياة او انه يتعذب ... ما اصعبه من شعور... ولعل ما حصل لادم رجع بالايجاب على شقيقه اسد ... فلم يعد ذاك الشاب المستهتر العابث ... بل اصبح شخصا مسؤولا ... واحس بالمسؤولية يوم تركهم ادم...
فصل رائع رغودة
وكانني اشتم رائحةقرب النهاية
مشكورة غاليتنا وسلمت يداك
بالتوفيق


بنت السيوف غير متواجد حالياً  
التوقيع
رحلة مع حنان لن تنقطع ابدا ان شاء الله

https://

رد مع اقتباس
قديم 07-07-12, 12:33 PM   #1380

القدس لنا

? العضوٌ??? » 190164
?  التسِجيلٌ » Jul 2011
? مشَارَ?اتْي » 89
?  نُقآطِيْ » القدس لنا is on a distinguished road
افتراضي

شكررررررررررررررررا

القدس لنا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.