09-07-12, 03:42 PM | #1403 | ||||||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| وأنا جيييييييييييييييت ... بتمنى تغرقوني تقييمات وتعليقات لأنه متت اليوم ومبارح مشان اكتب الملحق ... تخيلوا اهلي رجعوا من السفر وحالة بيتنا كيف !...... الداخل اكتر من الطالع ... ! المهم .. بتمنى يعجبكم ... ترقّبوا الفصل قبل الأخير بعنوان " صفعتني بالورد " في القريب العاجل ما رح احدد يوم معين مشان ما ارجع عن كلمتي بعدين ... بحبكم .. | ||||||||||||
09-07-12, 03:43 PM | #1404 | ||||||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| ملحق الفصل الثالث عشر / أوجاعٌ ...... للفُرجة ! لا شيء تغيّر في المعتقل السريّ ... كُلّ ما يعرفُه آدم أنّ وضعه يزدادُ سوءًا .. ليس من ناحية تفاقُمِ أوجاع قلبه وجسده فحسب .. وإنما حتى من ناحية إحساسه بالظُلم والفقد ... بالاشتيـــاق .. بعدم تحمّلِه مزيدًا من الأفكارِ التي تأخذه و تعيده إلى هذه الزنزانةِ المزرية الحال ... و فوق كل هذا لم يصِل إليه أيّ خبَرٍ عن عائلتِه منذ تم " اختطافُه " كما يحبُ أن يسمّي ما حصل له في المَطارِ ... ليتساءل بعد ذلك إن كان أحدٌ ما من عائلتِه قدْ عرَف مكانَه أم لا ... هو أصلاً لا يعرف شيئًا عنْ وضعه ... كل ما يعرفه ؛ أن ما حصَل له تم تحتَ غطاءٍ حكوميّ ... فقد تمّ أخذُهُ من المَطار وليسَ خُفيةً تحتَ جُنْحِ الليل .... فتلكَ الصفةُ لا تليقُ ببعضِ الساسةِ المتبجحين ؛ ممّن يحبّون أن " يحسنوا " في كل شيء ... إن سرقوا أحسنوا في سرقتهم ... إن أفسدوا .. حتى إن اختطفوا وعذّبوا ... مرّ الآن على اعتقالِه قرابة الأربعة أشهرٍ وهُم لا يسمَحونَ لهُ بالاتصالِ بمُحامٍ أو حتى بالاطمئنان على عائلتِه التي يكاد يحترقُ رغبة الحديث مع أي فردٍ فيها إلا من خلال التحقيق .... حين يسردون عليه بعض تفاصيلها مثل ذهاب زوجته إلى الطبيبة وحملِها الذي انتشَلَه من تفضيله الموتَ على ما يمرّ به ... وحصول أخيه على منحةٍ دراسيّة في الخارج ليضغطوا عليْهِ أكثر ... ويُعلِموهُ بأنهم يستطيعون الوصول إليْها حتى يعترِف بشيءٍ لا يدري عنه أبدًا أيّ تفصيل ... ولو كان يعرفه لاعترف ليُنهي ما يتعرّضُ له من عذاباتٍ نفسيّة .. ما فهِمه من كلامِ المحققيْن الذيْن يتناوبان عليْه من خلال أسئلتِهِم أنهم يظنّون أنه يعملُ لصالِـحِ جهةٍ ما .. أشخاصٌ يكونونَ " أعداءً " لمَنْ تعرّضَ لسيرتِه الذاتيّة وملفات فسادِه في مدوّنتِه إثرَ بحثٍ نشره مؤخرًا ولسوء حظّه كان لذلك الرجل منصبًا مرموقًا في الدولة .. ليستطيع بكلّ بساطةٍ أنْ ينتشِل آدم من حياتِه ... همْ يريدون منه الآن أن يُطلِعَهُم على تفاصيلَ صغيرةٍ حوْل تلكَ الجِهة .. أماكن اجتماعـِهم .. مخططات .. أسماء ! ... والمُضْحِكُ في الأمر أنّهم يتكلّمون معه وهم مسلّمون بمعرفتِه بكل تلك الأشياء ... متى سيصدقون أنه لا يعرف شيئًا .. وبالتالي متى سيخرُج .. ؟ كثيرةٌ هي التساؤلات التي تتقافز لذِهنه وفي كلّ الأوقات .. تجلدُه بوَقعِها تمامًا كالسياطِ التي يُعذّبُ بها إثرَ عدم اعترافِه بما يرغبون بسماعِه ... يدٌ لمْ تكُن فاجرةً كتلك الأيدي امتدّت إليه ... كان أخوه بالمحنة .. رفيقُه في هذه الزنزانة الحقيرة .. شابٌّ مثـله اعتقِل لأسبابٍ وضيعةٍ كالعادة ... ربّتَ على ظهرِه الدامي من الخلف .. ليقولَ بعدَ ذلك مسرّيًا .. - لنْ يطولَ الأمرُ قبل أن تعتاد عليه .. جسدُكَ مع الزمنِ سيصبح أكثر تحمّلاً وشدة .. عن ماذا يتحدّث هذا الرجل ..... هلْ يرى مسألة التعذيبِ هذه عاديّة ووجَعه هو الشاذ ... هل سينتَظِر حتى يصبِحَ بهيمًا لا تؤثر به تلك الوحشية ... أما ينبغي عليْه أن يقول له " ستفرَج ... " أو ربما قال " لا تيأس " ... لا يا آدم ...... إنّه محقّ ... محقّ لأنه لم يكذبْ ... لأنه رَفضَ أن يقول لك أنها ستُفرَج بينما هو يعلم يقينًا أن ذلك لن يكون قريبًا ........ وبالله عليكَ كيف يقولُ لكَ لا تيأس .. وهو مغمورٌ يأسًا ... حسنًا .. لقد تفوّه بالأنسب ... التفتَ إليْهِ .. قال بما تبقّى في صوته من بقيّة : - اطمئن ، لمْ تعد مؤلِمةً كما في السابق منذ الآن ... ( وأردَفَ وهو يعتصِرُ شفتيْه لكي يظل متماسِكا وحتى لا تهطُل دمعةٌ ستزيد وجَعَه بعد ملامستِها جرحًا من جراحِ وجهه الكثيرة ) لقدْ حُفّ جلدي يا رجل .. أعتقد أنهم سيصلون أضلاعي عمّا قريب .. ( وضَحِك بعد ذلك ساخرًا بشدة قبلَ أن يتوقـّف فجأة ليقول بملامِح تبدلت وكأنه لم يعد يهتم ) .... كله راايح ! وكأن تلك الكلمةَ كانت السرّ ... تدفّقَ في فِكره سؤالٌ كان قويّا لدرجةٍ طاش معها كل ما كان يفكّر فيه .. ليسألَ بلهفة ... - قل لي يا أخي ... ماذا جرى بأخينا في الزنزانة المقابلة ... هل نَجَح بالهَرَب ... ما إن أنهى سؤاله حتى نَظَر إليه رفيقُه نظرةَ استهزاءٍ عرف أنها ليستْ موجّهة إليْه ... ليقول بعد ذلك مخاطِبًا إياه بنبرةٍ منخفضةٍ حدّ الهَمس ... - أنتَ جديدٌ هنا .. لم تكمل الأشهُرَ بعد .. أنا أسبِقُكَ بعامٍ كامل ... أنظرْ أخي ... هُنا كلّ شيءٍ قائمٌ على المَصلحةِ الخالِصة ... لا تظنّ أبدًا بأنه هرَبَ مِنْ رأسِه .. نحنُ لا نعيش في المسلسلات ... هنا ... هكذا جرَت العادةُ ... عندما ينتهون من رَجُلٍ ما يعرِضُ عليْه أحدُ - ما نسميهم - الضباط أن يهرّبوهُم بشكلٍ آمنٍ مقابِلَ مبلغٍ مُجْزٍ من المال لكي يحققوا من أي سجينٍ استفادةً كاملة سواءً اعترف أم لمْ يعترف بشيءٍ ... وأنتَ مقابلَ أنْ تَخرُج من هذا المكان كم تدْفع ؟ ... لو سألتَني ... أدفَعُ مال الدنيا مقابل ( وأغلق أنفه ليكمل ) عدم اشتمام رائحة العطور الفرنسية هذه .. ( ابتَسم آدم نظرًا لتشبيه أخيه المضحك رغم وجعه ليعودَ للاستماع بتركيزٍ شديدٍ إليه ) طبعًا الأغبياءُ فقط من يظنّون أن ذلك لا يتمّ تحت عِلْمِ المسؤولين ... لكن هذه المرحلة قـد تنتظِرُها أعوامًا .. إلا إن كانت أمك قد دعتْ لكَ ليلةَ القَدْر ... وقتَها ستتَعرْقل واسطةٌ ما في طريقِهم ليخففوا عنك العذاب ... ما قالَهُ رفيقُه في المُعتَقَل بدا له كنزًا دفينًا ... أملاً عظيمًا ... نورًا أكيدًا في نهايةِ النّفَق ... لكنّه مع ذلكَ فكّر جدّيًا في طبيعةِ الواسطةِ التي قد تلقى في طريقِه .... * دَلَف سلام ورأسُهُ يعجّ بألفِ فكرةٍ وفكرةٍ إلى مكتَبِ والدِه ليجدَه هو و فابريغاس بانتظاره كي يتناقشا حوْل ما توَصّلَ إليْهِ بعد أنْ قابلَ مُديرَ المَطارِ مجددًا والذي كان لحسن الحظّ من معارِف والدِه ... مجْد الذي رأى ابنه متجهّمًا نَجَح بقراءةِ عينيْه ليرى الغضبَ مشتعلاً فيهِما ... أما فابريغاس فكان كل ما يشغلُه شيءٌ آخَر .. تقدّم سلام وجلس على كرسيّ جلديّ استقر في أحدِ طرفيْ المكتب .. ولم يـقُل كلمةً .. لتـلحقه أعينٌ متلهّفةٌ لسماعِ نتيجةِ ما آلَ إليه لقاؤه بمديرِ المَطار .... - حسنًا .. لم أصلْ إلى أيّ شيء .... قال سلام وهو يحاول التملّص من النظرِ المُركّزِ عليْهِ بطريقةٍ موتّرة ... - كيْف يعني لم تصل إلى شيء !! ... سلام هذا الرجُلُ يعـرِف شيئًا قد ينقلنا إلى مرحلةٍ أخرى من البحث ... أو ربما انتهى بنا الحالُ إلى معرفةِ مكانه أخيرًا ... قالَ فابريغاس بأعصابٍ منفلِتة وهو يركّز عينيه المفتوحتين على وسعِهِما على مرمى نظر أخيه بطريقةٍ ناسبته كأخٍ أكبرٍ ... ردّ عليهِ عمّه مَجْد قائلاً .... - بنيْ فابريغاس اهدأ قليلاً .. نحنُ نعرِف كلّ ذلك .. لكن الأمر يحتاجُ صبْرًا .... إنْ كان ما نؤمن به صحيحًا فذلك يعني أن بحثنا قد يمتدّ لفترةٍ طويلة .... وخلال هذه المدة يجبُ أن نكون أكثرّ هدوءًا .... قـُل لي سلام ... ما الذي حَصَل بالضّبْط .... ؟ تنهيدةٌ عميقة صدرت من سلام ليغمض عينيه بعد ذلك بتعبٍ وهو يقول ... - أبي .... كلّما سألته أجابني بنفس الإجابة .... إلا أنه يكون متوتّرًا بشكلٍ يوترني شخصيًا ... حركاتـُه وإيماءاته تفضحه ... تؤكدُ لي أنّه يعرِف شيئًا لا يريد قوله .. بل إنّ قولَه سيَكونُ قاتلاً بالنسبة إليه ... ما قالَه سَلام ... أكّد لمجدٍ مخاوفه ... نظرُ الرجُليْنِ كان يستفزّه ... التقطَ كرةً مطّاطية كانت على مكتبِه العريضِ وأخذ يفرّغ بها غضَبَه لينهَضَ بعدَ ذلكَ ويقول بنبرةٍ صارمة بينما يذرع المكتب جيئة وذهابًا .... - أنا آسِف لقوْلِ ذلك ... لكنه وقتُ اللعبِ غير النظيف ... رجُلٌ كهذا لن يحرّكَه سوى تهديده بمنصبه .............. وربّما عنت له الجائزة التي سأرسلها له شيئًا ... عيون أربعة كانت تدور أحداقها تساؤلاً عندما أعاد الرجلان معًا كلمة " جائزة " بنبرةٍ مستهجنة ... نهَضَ مجْد مِنْ فوْرِه وهو يفكّر بجدوى ما سيَفْعَلُه ... لمْ يَكُن متأكدًا .. لكن ذلك أفْضَـلُ من أن يندبوا جميعًا حظّهم .. - أنا أعْرِفُه من قبل ... كان رجلاً جيدًا ... عائلتُه تعني له كلّ شيء ... ولذا بمبلغٍ من المال وصورةٍ لعائلتِه نكتب عليْها من الخَلف رسالةً مُعبّرة أعتقد أن عُقَدَه ستُـحَـلّ ... بالطبع لن نؤذي فرْدًا من عائلته ... لكنّ ذلك سيكون محضَ تهديدٍ .... الفكرةُ لم تَرُق سلامًا ... لأنه كان ولا يزال يرى العائلة شيئًا مقدّسًا لا يُمكن المَساسُ به لِقهْر الرجال .. لكنّ عائِلتَه تُمَسّ الآن ... أختُه تعاني الأمرّيْن وهو لا يستطيع أنْ يفعَـلَ لها شيئًا يريحها أكثرُ مما يفعَلُه وقد يكون هذا مبررًا له .... فابريغاس كان يفكّر بشيءٍ آخر ... يفكّر بأندَلُس التي لا تعلمُ شيئًا عن كلّ ما يجري .. تُفكّر بأنه هجَرَها .. لا تكفّ عن توجيهِ اللوْم إلى زوجها كلما سألَها عن أيّ شيءٍ يتعلّقُ به ... أخيرًا قالَ موجّهًا حديثَهُ لمجد وسلام بعد فترةٍ من الوقتِ ساد الصمتُ فيها .... - ومتى فكرتما بإطلاعِها على كل ما يَجْري .. ؟ تساؤلُ فابريغاس كان الملائم تمامًا لتتسع عيْنا مجد محذرةً إيّاه ... أمّا سلام فكان يرى في تساؤلِ أخيه منطِقًا ما .... أكمَلَ فابريغاس بعد عدمِ تلقيه أي ردٍ ... - مِنْ حقّها أنْ تعرف الأسباب التي جعلتْه يهجُرُها في وقتٍ عصيبٍ كالذي تمرّ فيه .. حمْلُها صعب ... وحالتُها النفسية وإن كابرت متدهورةٌ للغاية ... ونظرًا لحملِها فإن أحاسيسها متهيّجة في الأصل .. لا تعلمون مدى سوء وضعِها منذ انتقلنا للعيشِ هناك في منزلها هي وآدم ... تظلّ ساهمةً أغلبَ الأحوال ... وأحيانًا تعزف عن الكلام لفترةٍ طويلة ... لمْ أرها على تلك الحالةِ من قبل .. إنها تثيرُ هلعي عليها يا عمي ... أفضّل بكاءها وصُراخها على أن أراها محطّمةً بهذا القدْرِ دون أن أستطيع مساعَدتها ... كأي أب ... كان فؤاده يتمزّق مع كل كلمةٍ يقولها فابريغاس ... فهو مسبقًا كان يعلمُ مدى سوءِ حالتِها .. لكنّ ما يعرفه جيدًا أنّ حالتها هذه ستكون " لا شيئًا " مقابلَ ما سيحصُل لها إنْ عرفتْ .... بحكمةٍ ربّتَ على ظهرِه وقال له بنبرةٍ هادئة ... - بـُنيْ .. طبعًا من حقّها أنْ تعرِف ... لكن أن تعرف بماذا ؟ نحنُ إلى الآن هائمون على وجوهِنا وكلّ ما نعرفه بعضُ إرهاصات ... مخاوف وتوقعات لا أكثر ... نوقن أن شيئًا مما نفكّر فيه صحيحٌ لكنّ ذلك لا يعني أن نُكدّرها أكثر دون دليل ... الوضع لن يدومَ طويلاً ... سنعرف شيئًا ما في القريبِ العاجِل ووقتها سنخبرها بما يمكننا إخبارها به ... حتى أمّه التي طمأنّاها بطريقةٍ ما من حقّها أن تعرِف هي الأخرى لأنها عندما لجأت إليّ لتفاتحني بشأنِ الأمرِ قطعت قلبي وهي لم تترك بابًا إلا وطرقته لتعرفَ أيّ شيءٍ عن ابنها ... تنهيدةُ سلام ... جعلتْ فابريغاس يتوق لتنهيدةٍ هو الآخر ... فالفترةُ الآنيّة باتت جدًا مزعجة ومتعبة ... الضغوطات تهطل لا يدرون من أين ! ... حالة أندلس وحملها الصعب .. واختفاء زوجها .... ووعكةُ عليْ الصحّية التي يرْقُد على إثرِها في المشفى منذ أسبوعٍ تقريبًا بعد رفضِ القاضي تطليق شادن و أوْس ... وإلى جانب كلّ ذلك عملُهُم الذي ينبغي عليهم أنْْ يراعوهُ لكيْ لا تنفلت منهم زمام الأمور ....... ما يعرفونه جيدًا أنهم ليسوا على أفضل ما يرام .. بل إنهم لا يُحْسَدونَ على حالتهم مطلقًا ... * توجّهتْ أندَلس إلى عَنبرِ الأطفال و تحديدًا إلى غرفةِ عليّ التي تمّ نقلُه إليْها إثر التحسّن الذي طرأ على حالتِهِ ليغادر قسم العناية الفائقة ... هناك حيث رقدَ على سريره الأبيضِ الصغيرِ .. كانت الغُرفةُ خاليةً لسببٍ ما ... بهرَجة المكان بألوانه الجذابة ورسوماتِ الأطفال المحببة على الجدران ما كانت لتطغى على كآبة المشهد .. الصغيرُ الذي لطالما كان شقيًا حَرِكًا يبعثُ البهجةَ في نفْسِ كلّ من يراه .. يرْقُدُ هنا .. كالـ ... وأخذت تبكي بصمتٍ كما باتت تفعل دائمًا ... فأي شيءٍ يذكرها بكل شيء .. تناوَلَت من حقيبتِها دفترَها الصغير وقلمها كما اعتادت أن تفعل كلما خلت بنفسِها لترتاح ... وكتبت ... " حبيبي ... لأن الحياة التي اختبرتُها من بعدكَ كانت موتًا ... أنتظرك ... لا أريد منك أي تفسير .. فقط عُد .. عُد حبيبي ... وليحفظكَ الله لي أينما كنت ................. أحبك .. إلى لا أعرف أي مدىً ... " فُتِحَ البابُ فجأة لتدخُلَ شادن كالذي يفرّ من حتفه .. فإذ بها تقفِلَ الدفتر خاصّتها كالبرقِِ بينما ملامِحُها تضطربُ وهي تحاول فتحَ السحّاب لتعيد الدفتر إلى حقيبتِها قبل أن تلاحِظَه شادن ... لكنّها ما إن أنهت قتالها مع الزمنِ حتى شعرتْ بأن شادن لا تدري عن هواها شيئًا !!! إذ أنها كانت منشغلةً بالدخولِ قبلَ أن يُمسِكها أحدٌ ما في رواقِ المشفى ... أحدٌ كأوْس مثلاً ! شادن التي صدمها وجودُ أندلس وقد تركتِ المكان قبل قليلٍ لكي تُجبِر أوس على عدم اجتماعِهِما في مكانٍ واحدٍ ... مؤمنةً بأنه لن يتركَ عليّ وحيدًا ليلحَقَ بها ... من أجل أنْ يتحدّث معها رغمًا عنها ...... فوجئت وقتها به يخرُجُ من الغرفةِ محطّمًا قناعتَها بأنّها ستجدُ متنفّسًا لها أخيرًا ... بعد قليلٍ اجتذبا نظرَ بعضِ الأشخاص المتواجدين في الرواق ... فإذ بها تعودُ مسرعةً إلى الغرفةِ و أوس لا يزال يلحق بها على هوْنٍ وملامِحُه مكسوّةٌ بالشر الشقيّ خاصته ... لتجدَ أندلُس هناك .. شعرتْ بأنها تتربطُ فعليًا عن فِعل أيّ شيء .... فإذ بها تستديرُ مولّية ظهرَها لأندلس مستجيبةً لليدِ التي أمسَكَتْ بها من معصمِها جارّة إياها بوجهٍ ارتفع حاجباه نـَصرًا مما دفعها لتكزّ على أسنانِها بغيظٍ لأنها لن تستطيع أن تجعل من أندلس شاهدةً على مهاتراتهم " السخيفةِ " جدًا جدًا كما آمنت مؤخرًا وبذلك كان أوس يسجّل عليْها نقطةً ... ابتسمت أندلس بأسى وهي ترى أختها و زوْجَها يتعاملان بشقاوةٍ كالأطفالِ مع بعضِهِما بعدما حصل في المحكمة .. إذْ أنهما صارا أضحوكَةَ العائلتيْن .. عائلة شادن وعائلة أوس ... صارا قصةً ستروى على لسانِ الكثيرين ربما لأجيالٍ عدّة ... مما ذكّرَها بطبيعةِ القصةِ التي قد تروى عنها والتي ستكون أكثر تراجيديّة ... مجددًا كانت تخرج الدفترَ لتكتب ... " انقطعت السبُل إليكَ ... والكل أدار ظهرَهُ لي وصدّق أنني لم أعُد أكترثُ لك ... تخيّل ! .. صدّقوا أنني لم أعُد أتنفّسُك ... صدّقوا أنني ........ لستُ خائفة عليكَ ولستُ أموتُ ألفَ مرةٍ وأنا أتخيل ما جرى لكَ لتغيب كل تلك المدة .... لو كنتَ موجودًا لكشفتني منذ أول لحظة ... لكنني أعرف أنك وإن غِبتَ .... وإن غادرت حياتي .... ستظل موجودًا في كل ذرةٍ من قلبي ........ إلى لا أعرفُ أيّ مدىً ... " * جلسا في حديقةِ المشفى الهادئةِ حدّ السكون ... الحشائشُ الخضراءُ تتمايلُ مع النسَمات .. وحشرةٌ صغيرةٌ برتقالية القوقعةِ منقطةٌ تتهادى فوق الأرضِ الرّطِبةِ وأنظار شادن مسلّطةً عليْها حتى كادت تقلِبُها على ظَهْرِها من حدّتها وهي تقسم أنها حقًا لن تكون من يبدأ بالكلام .... كان يستمتع بمنظرِها وهي تمتقع غضبًا من كلّ ما جرى .. حتى هو عندما يتذكّر ما حصل .. يكاد يقع أرضًا من شدةِ الضحك ... أما هي ... فلا تفكّر بما حدث إلا على أنه إهانةٌ لنضجِها وعقلِها ... فالطلاقُ أسهلُ بكثيرٍ من الكلام الساخر الذي سمعته من الجميع منذ خروجهما من قاعة المحكمة .... وكأنّها الطفلة العاقة التي هربت من والديْها جريًا فإذ بها تتعرقَلُ فتقع على أمّ وجهها ليمسكا بها ... بعد فترةٍ من الصمتِ أدار وجهها ناحيتـَه برقةٍ ممسكًا بذقنِها ... ليناديها بـ " شدّون " هامسًا بها بعذوبة .... فإذ بها تبتسم بتلذذ تلقائيٍّ غريبٍ وهي تنْظُرُ إليه بينما عضّت على زاوية شفـتها السفلى أخيرًا لتغمضَ عينيْها بعد أن وجهت إليهِ نظرةً سريعة من زاوية عينها اليمنى .. محاولةً كبتَ انبساطها لسماعها تلك اللفظةِ دون جدوى ... " شدون " ....... كان يقولُها من قبلُ كلما حاول استعطافـَها لكي تحنّ عليْهِ قليلاً ... كان يقولُها كلما حاوَلَ أن يأخذَها من نفسِها عنوةً موقنًا بأنه سينجح بتلك الطريقة ... يقولُها بنبرةٍ ماكرةٍ ماطًا حرفَ الواو ... لتجيبَه كالعادة بأوس سريعة .. تكاد تخلو من الواو كتأديبٍ له على مطّ اسمها بذاك التهتك والتراخي ومع لدغتها المميزة كانت تشد على السينِ لينفلتَ الثاء من مخرجِه إلا قليلاً ... فما كان اسمه إلا حلوًا كالحلوى وهي تنطِقُهُ ... - كم اشتاقَ لكِ أوس !!! ردّ عليْها بذات التراخي الذي لفظَ اسمها به ... ولكن مع تقليدٍ تامّ لها عندما قال " أوس " ... - كفاكَ مُزاحًا وسخرية ... بحزمٍ قالتْ وهي تُخضع ملامِحها لسطوة إرادتِها ... فما كان منه سوى أن أجابها بكل أريحيّة .. - ومن قال لكِ أنني أمزح .... أوس حقاً اشتاق لكِ ... ( وفتح يديْه أمامَها بينما حرّك رأسه تساؤلاً بمعنى ماذا أفعل ؟ ) لم تـُعِرْ كلامَه انتباهًا ...... بل كانت تقولُ بنبرةٍ جادةٍ للغايةِ وهي تشهر سبابتَها أمامه بينما كست القسوة ملامحَها ... - كلامُكَ في المحكمةِ كان غريبًا ... أنتَ أخذت قرار الطلاقِ فلمَ تراجعتَ عنه عند القاضي .. لمَ قلتَ له أنكَ لا تريد الطلاق هاااا ! ... لقد كان منظرُنا كعائلة خمس نجوم ، الحمدُ للهِ والشكرُ !!!!!! ضَحِكَ دقيقةً ربما على طريقتِها التي كانت عفويّة جدًا في تعبيرها عن حنقها لكل ما حدث بينما غضبها يتزايدُ وهي تراه يضحك وكأن أعصابَه في ثلاجة ...... قبلَ أنْ يَرُدّ عليها بقمةِ الهدوء ... - ولكنّكِ فعلتِ المِثل ... بل أنتِ من قال أولاً أنه لا يرغبُ بالطلاق ... وهذا ما شجعني على قولِ أنني لا أرغب به أيضًا .... ارتبكتْ قليلاً وهي تتذكّر ما حدث لتوقن أن كلامَه صحيحٌ ... شبّكت يديها بتوتّر لتفرّغ حدةَ ارتباكها قليلاً وأخذت تمدد أنامِلَها باضطراب .. لتقول أخيرًا بصوتٍ مهزوزٍ .... - أنتَ من اتخذ القرار ..... ولمْ تسألني أصلاً إن كنت أريد ذلك الحل أمْ لا ... كنتَ غبيّا جدًا .. وبليدًا جدًا ..... ووو لمْ تفهم أنني لو أردت الطلاق لطلبته منكَ ولما انتظرتُك تلك المدة ... ردّها كان إشارةً خضراء .. قلّص المساحةَ بيْنــَهما ونَظَرَ إليْها بحبٍّ .. مُركّزًا بصَرَه عليْها بينما هو يتنهّد تنهيدةَ اشتياقٍ مفضوحة ... رافضًا التعليق على أيّ شيء ... مؤمنًا بأن المستقبل سيكون أمامَهُما الآنَ ليبدآ بطريقةٍ صحيحةٍ يتجنّبُ فيها كلّ منهما جَرْحَ الآخَرِ ولو سهوًا ... كل ما عَرَفَهُ وقتَها أن الوردةَ المتدلّيةَ مِنْ شجرةٍ قريبةٍ جدًا تناديه ليقتطفها ويعطيها لحبيبتِه ....... كانت وردةً بيضاء ... كالصفحةِ التي سيفتحانِها لبعضِهِما في التوِّ ورغمًا عن أنفِها .. رأتْه ينهضُ مِنْ مكانِه بسرعةٍ فأجفلت عائدة قليلاً إلى الوراء ... لكنها بعد ذلك رأته يتوجّه صوبَ الشجرةِ القريبةِ فابتَسَمتْ بتألّقٍ غيرِ اعتياديٍّ ... وبعدَها كان يعودُ وهوَ يحاول تشذيبَ الوردةِ لكي تليقَ بها ... وَقَفَ أمامها فمدّت يدها بعفوّيةٍ لتأخذ الوَردة .. لكنه كان يُبعِدها من أمامِها بِشقاوةٍ ... تورّدتْ وجنتاها نظرًا لما شعرتْ بهِ مِنْ إحراج .... فكان يجلِسُ أمامها على الأعشاب القرفصاء وهو ينظُر إليْها بتركيزٍ شديدٍ مرتكزًا على حافةِ المقعد الخشبي الطويل الذي تجلس على طرفه حتى شعرتْ بنفسِها تتماهى فيه كليًا تحت أنظارِه الجائعة ... حتى شعرتْ بأنه لا يرى سِواها قط .... وأخذَ يقول بحالميّةٍ لم تتوقّع أنه يمتلِكُها ، منَ اليَومِ تَعارَفنا .... وَنَطوي ما جَرى مِنّا وَ لا كانَ وَ لا صارَ .... وَ لا قُلتُموَ لا قُـلنا وَ إِن كانَ وَ لا بُدٌَّ ... مِنَ العَتـبِ فَبِالحُسنى كَفى ما كانَ مِن هَجرٍ .. فَقد ذُقـتُم وَقَد ذُقنا فَقد ذُقـتُم وَقَد ذُقنا ........................... فَقد ذُقـتُم وَ قَد ذُقنـا ! وقدّمَ إليْها بعدَ ذلك الوردةَ البيضاء ... فشَعرت بأنّ العالمَ كلُّهُ تحتَ تصرّفِها .. كيف لا وهي تسمَعُ عذبَ الكلامِ من أوس شخصيًا في دعوةٍ صريحةٍ لفتْحِ صفحةٍ جديدةٍ كما تمنّت مطوّلاً .. همَسَتْ ودمعةُ سعادةٍ تتلألأ ببريقِ الهَوى في عينيْها .... " أحبّكَ " .. ليطولَ زمنُ التملّي نظرًا بالحبيب ... ويقطَعَ لحظةَ صفائِهما الرهيبةِ تلكَ رنينُ هاتِفها ... كانت أندلـُس ... التي حمَلتْ لها خَبَرًا ........ كان الصدمة ! * انتهى المُلحَق .. قراءة ممتعة للجميع التعديل الأخير تم بواسطة هبة ; 12-07-12 الساعة 09:03 PM | ||||||||||||
09-07-12, 03:59 PM | #1405 | ||||||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 4 والزوار 1) raghad165, بنوته عراقيه+, تى تى بك .... منورة يا قلبي .. | ||||||||||||
09-07-12, 04:00 PM | #1406 | ||||||||||||
نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries
| رغوده انا لسه في فصل سبعه بحاول اكملهم بس ما اريد استعجل هههههه بقرا فيها بستمتاع بس اريد اتابع معاكم اعمل ايش ... التقييم بح اليوم بكرا ياقلبي اول ما يتفتح الحصار عن تقييمات هقييمك | ||||||||||||
09-07-12, 04:38 PM | #1407 | |||||||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 7 ( الأعضاء 7 والزوار 0) raghad165, غرشوبه الفريج, amen alselawi, flower90, حلاوة غير, shereen.kasem منورين يا قلبي .... قراءة ممتعة ... اقتباس:
بتمنى تعجبك تكملة الرواية .... وتلحقي تتابعيها معنا قبل ما تخلص ... | |||||||||||||
09-07-12, 04:49 PM | #1408 | ||||||||||
نجم روايتي
| كده يارغوده بعد الرومانسيه دى تختميها بصدمه طب نعمل ايه احنا بقه دلوقتى ده انا ما صدقتش عنيه لما لقيت كلمه صدمه فكرت بيتهيئلى اهىء اهىء اهىء اوعى تقوليلى ان على جراله حاجه ولا ان اندا سقطت لا لا لا كله الا ده احسن انا هايجرالى حاجه ربنا يستر كفايه شر لحد كده ابوس ايدك يا شيخه ده انتى بهدلتيهم اخر بهدله ها امتى بقه الصدمه الجايه | ||||||||||
09-07-12, 06:02 PM | #1410 | |||||
نجم روايتي عضوة في فريق الترجمة وعضوة في فريق التراس قلوب أحلام
| رغودة انا مابدي ياها تخلص هلا والله لسا بكير شوبكم علي انتي ولولا وبلومي الي يا الهي صاروخ خلصتها بسرعة لسا انا بتعود على ابطال وانتوا بدقوا جرس نهاية القصة والله حرام ههههههه يسلمو على الملحق اه يا اندا | |||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|