آخر 10 مشاركات
تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          32 - القلب اذا سافر - جيسيكا ستيل (الكاتـب : فرح - )           »          المستفيد الحبيب - أن هامبسون - عبير - عدد ممتاز (الكاتـب : pink moon - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          126 - السهم يرتد - آن ميثر - ع.ق ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : ورده قايين - )           »          169- الرجل الفراشة - سارة كريفن- ع. ق (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          447 - وتحقق الأمل - د.م (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية صدفة للكاتبة : bella snow *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : bella snow - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree18Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-07-12, 06:12 PM   #1521

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


بانتظارك رغوده ... بس 9 بتوقيت السعوديه ؟؟؟

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 18-07-12, 06:29 PM   #1522

اسفة

مراقبة،مشرفة عالمي..خيالي,الوثائقية،البحوث والمعلومات،روايتي كافيه،(قاصة ولؤلؤة ألتراس،لغوية،حارسة السراديب، راوي)،نشيطة،تسالي،متألقةومحررة جريدة الأدبي، صحافية فلفل حار،كاتبة عبير alkap ~

 
الصورة الرمزية اسفة

? العضوٌ??? » 110863
?  التسِجيلٌ » Feb 2010
? مشَارَ?اتْي » 47,690
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond reputeاسفة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك fox
?? ??? ~
دورى يادنياكماتشائين وأرفعي من تشائين وأخفضى من تشائين لكنك أبدالن تغيري من الحقائق ولا من المثاليات الصحيحة أو الأفكار السليمة التى تؤكدلنادائما إن الأهداف المشروعة فى الحياة لا بدمنالسعي إليها بوسائل شريفةوأن ما نحققه بغيرهذه الوسائل لا يحقق لنا أبدا
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رغودة قبل ماامشى بس على فكرن دى مش اغنية انا بسمع موسيقى بس خلاص ما تتضايقيش اتفضلى أنا وحدي اجر عبء حنيني ـــ أنا وحدي .. فشاطريني شجوني ابعثي في من سناك شعاعا ــــــ إنني تهت في ظلام السنين
انظري لي .. أن الحنين بقلبي ــــ تتراءى ظلاله في جفوني حنى يااندا حرام


اسفة غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 18-07-12, 07:07 PM   #1523

Maissae

نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء وأميرة حزب روايتى للفكر الحر و عضو سياحى نشيط وعضوة فريق التصميم

alkap ~
 
الصورة الرمزية Maissae

? العضوٌ??? » 156628
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,923
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Maissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond reputeMaissae has a reputation beyond repute
?? ??? ~
َوميلادكِ .. حِكايَةُ عِشْقٍ أُخْرٓى!
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ييييي دائما الأخيرة في الفصووول
المهم الفصل الأخير لسى ما نزل هيهيهي
رغودتي شكرا ع إبداعك الراقي حبيبتي
والله انك مبدعة تحفة ودائما بتثيري إعجابي بجمال حرفك ما شاء الله عليك.. الله يحميك يا رب
وتضلي دائما تتحفينا بوجودك المتألق..
إيف وسييف.. يا هلا بالصغار نورتو الدنيا بحالها يا قطاقييط..
لكن حقا أسفت لأجل آدم.. وهو يرى أطفاله قد كبروا وأندا تغيرت وهو بعيد عنهم.. يا إلهي على الوجع.. بس هانت إن شاء الله بس يشرح لها الوضع بتنحل الأمور.. مع ان أثر العامين على نفسيته
أكيد صعب ينساه.... الله لا يوفقهم كركبولو حياتو ع الفاضي
فاب.. سعييدة أنه أسلم.. هكذا اكتملت العائلة والكل مرتاح .. إلا أندا طبعا.. لكن ليس بعد الآن
رغوودة.. بنستناك في الفصل الأخير .. قلتي اليوم صح؟؟
بس ارحمينا ولا تتأخري بليييز أنا جد متشوقة للقاء القادم.. ويا رب أكون موجودة أثناء التنزيل..
بوسآآآات كتيرآآآآت لرغودتي القمر.. بحبك في الله عسولتي


Maissae غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-12, 07:42 PM   #1524

اواه

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية اواه

? العضوٌ??? » 97594
?  التسِجيلٌ » Aug 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,946
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » اواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond reputeاواه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء الخير رغوده مستنيينك على نار


اواه غير متواجد حالياً  
التوقيع







رد مع اقتباس
قديم 18-07-12, 07:48 PM   #1525

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخيرات و الليرات لأحلى رغودة و صبايا



يا رب ينزل الفصل بدرى قبل العاشرة لحتى أقدر أقرأه قبل ما تقطع الكهرباء



ناطرينك على نار رغودة :heeheeh:


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
رد مع اقتباس
قديم 18-07-12, 09:59 PM   #1526

raghad165

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية raghad165

? العضوٌ??? » 80695
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 5,014
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » raghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   al-rabie
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
جُل ما عظّمه في عينيَّ • صِـغر الدنيا في عيـنيــــه =))
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يداي ترتجفان وقد كتبتُ لتوّي كلمة تمّت ...

يا الله .. ما هذا الإحساس ، عمومًا ... فقط دقائق أقرأ فيها الفصل لمرةٍ أخيرة ليكون عندكم ...

ابقوْ جميعًا في أماكنكم ... حسنًا !!!

حبي ......


raghad165 غير متواجد حالياً  
التوقيع
إذا مررتم من هنا، فادعو لي ولوالديّ بالخير والتوفيق والصلاح.


ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
ربّنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلِنا
ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنّا واغفرْ لنا وارحمنا
أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
رد مع اقتباس
قديم 18-07-12, 10:09 PM   #1527

raghad165

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية raghad165

? العضوٌ??? » 80695
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 5,014
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » raghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   al-rabie
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
جُل ما عظّمه في عينيَّ • صِـغر الدنيا في عيـنيــــه =))
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس عشر ... الجريمة الكاملة !

قلبُها يخفِقُ بأحاسيسَ مجنونة ... كجـُنونِ تذكّرِها وقفتَه أمامها بعدَ كل هذه المُدةِ بتلك الهيئةِ التي ذبَحَتْها بحُضورِها الطاغي وإطلالتها الآسرة وتلك الروح المشتعلة فيه بشكلٍ لا يشبِه أبدًا روحَها التي خبت منذ زمنٍ وهي تشارفُ " عمليًا " على محوِهِ مِنْ تفاصيلِ نهارِها الذي يكون عادةً شاقّا جدًا حتى لا يأتي عليْها الليلُ إلا وقد استبدّ بها التّعبُ فتخلُد إلى نوْمٍ ثقيلٍ تسلّم نفسَها لسلطانِه برحابةِ صَدر ..
ربّما كانَت تشعُرُ وقتَها بحنينٍ قاتِلٍ يُخضِعُها لنفوذِه بشكلٍ يصعُبُ معه التحكّم بردودِ أفعالِها ... وربّما شعرتْ بوخزةِ اشتياقٍ كتلك التي كانتْ تشعُرُ بها عندما يطولُ عملُه فيتأخر عليْها .. ومؤكدًا مؤكدًا شعرتْ بحُرقةٍ لنْ تبرُد إلا إن انتقمتْ منه وصرختْ فيه حتى ينقطع صوتُها إلى الأبد ... لكنّ إحساسًـا لا يُمكِنُ تغافُلُه كان يعذّبُها أكثر من كل تلك الأحاسيس مجتمعةً ... لمَ لمْ يعُدْ مُجددًا بعد أن صفعتهُ بالوَرْد ؟
صوْتُ إيف الذي ارتفعَ انتَشَلَها مِنْ خِضمّ مشاعِرِها المتناقضةِ لتلتفتَ ناحيتَها وهي تضعُ سبّابتها أمام فمِها لتنبِس بـ " اششش " خفيفة مُحذرة إياها من إيقاظ سيف النائم بجانبهما بعد أن أشعلتْ نورَ المصباحِ المنضديّ لكي تطمئنَها إلى أنّها موجودة ... احتضنَتْها بعاطِفةٍ قويّة وهيَ تبتسِمُ لها بحنوّ لتهدأ الصغيرةُ قليلاً وتهدأ كليًا بعد ذلك عندما وضعـتْ في فمِها زُجاجة الحليب .... ظنّتْ أنها ستعود مجددًا للنومِ بعد ذلك ولكن هيهات ! فما إن انتهتْ زُجاجة الحليبِ حتى عادت لتصرُخ مجددًا .... يا الله ستوقظ سيف بصراخِها هذا !!
وبتذمّرٍ وتعبٍ شديديْن حمَـلَتْها وأخذتْ تتمشى بها في الممرّ ذهابًا وإيابًا مُلصقةً إياها بصدرِها لتشعُـر هي بأمانٍ غير عاديّ يلفّها كما يحصُل عادةً معها بمجرّد احتضانها لطفليْها ! الهدوءُ الذي غمرَ المكان عن آخِرِه وقد أخذ صوتُ ابنتها ينخفضُ تدريجيًا إلى أن انقطَعَ تمامًا جَعَلها تشعُـر برغبةٍ رهيبةٍ لكسره " مـُستعجِلةً رِزقَها " .... أخذت تغنّي بعذوبةٍ ...
" يلا تنام إيفا ... يلا يجيها النوْم ...
يلا تحبّ الصلاة .. يلا تحبّ الصوْم ..
يلا تجيها العوافي .. كل يوم بيوْم ...
يلا تنام يلا تنام لادبحلا طير الحمام ..
روح يا حمام لا تصدّق بضحك ع ايفا تتنام .. "
ونظرت إليْها فوَجَدَتْها قدْ غطّتْ في سُباتٍ عميقٍ .. ويبدو أنها كانت قد نامت من قبلِ أن تغنّي لها أصلاً ... وبخفةٍ شديدةٍ كانت تضعُها في سريرها خشيةَ إقعادِها من نومها الخفيف غيرَ مقاومةٍ رغبتَها بتقبيلِها من إحدى وجنتيْها المنتفختيْن بحلاوةٍ ....
جلستْ على طرَفِ السّرير تتملّى طفليْها النائمَيْنِ بملائكيةٍ ساحِرةٍ ولمْ تــَدرِ كيف هَطلتْ دمعةٌ ساخنةٌ على صفحةِ خدّها وهي تتخيّل أنهما سيبتعدانِ عنها .. صدقًا هي لا تعرِف طبيعة الحياةِ المُقبِلةِ عليْها الآن وقد رتبتْ كل شيءٍ بحيث يكون آدم غيرَ موجودٍ في الصورة بتاتًا ... ليأتي الآن ويخرّب كلّ شيءٍ في لمحة ! .............. كما تمنّت أنْ يفعل مطولاً ، ولكن ماذا إن سارت الرياح بما لا تشتهي السفُن ..... ماذا إنْ عاد ليأخذ منها طفليْها الآن ... ماذا لو كانت أصلاً خارجَ حساباتِه ...
نظرتْ إلى ساعةِ الحائط فأزعَجَها العقربُ الصغيرِ الذي يقف على مقربةٍ من الواحدةِ صباحًا ... لقدْ مرّ أكثر من سبْعِ ساعاتٍ منذ التقـتْهُ ... عندما صفعَتْه بما كان بيدِها ... بالورد ... لتنْظَرَ بعدَها بخوفٍ واشتياقٍ إلى عينيْه وتجد فيهِما رونقًا رجوليًا مختلفًا ... نارًا تُنفَثُ بـ ........... بما يشبهُ احتراق الغابات !
لقد كان جريحًا .. مطعونًا .. وشيءٌ مِنْ كبريائه التي تحفظُها كسير بطريقةٍ غير قابلةٍ للإصلاح ! بالضبْط كما هي .. جريحةٌ ومطعونةٌ و ...... كسيرة !
-للحقّ- توقّعتْ أنْ يأتي منذ ساعتين تقريبًا ... فهي تعرِف تمامًا أن آدم " الذي لمْ يعُد غائبًا " لا يؤجّل عمَلَ يومه إلى غده ... كل ما تعرِفُهُ الآن أنها تنتظِرُ وصولَه البيْتَ على جَمْرٍ من الانتظار والترقب ... أما ما لا تعرِفُهُ فكيْف سيكون ردّها على أيّ شيءٍ سيقولُه أو سيفعَلُه ... ولم تــُرِدْ قطعًا أن تفكّر ... تاركةً لنفسِها حرّيّة أن تكون على سجيّتِها أمامه ... ... دون أن تكبِتَ قلبَها بتعقـّلاتٍ ستُشعِرها فيما بعدُ بأنها خسِرَتْ فُرصةً ربما تكون الأخيرة ....

تحرّكت من على سريرِها بحيرةٍ وهي تترقّب قدومَه .. سيأتي سيأتي ... لا مفرّ مِنْ ذلك ... كما أنّ أهلَه مسافرون وبذلك لا يكونُ لديهِ وجهةٌ يذهب إليْها إلا هنا ... لمَ لا تزالُ واثقةً بهِ ... لمَ يظلّ إيمانها به قويًا إلى الآن .... لِمَ لا تستطيعُ أنْ تركَنَ إلى أنّه ربّما كان لديه " ارتباطاتٌ " أخرى أكثر أهمّية ....
أخذت تمشي حائرةً في المَنزِل الذي تراه الآن كبيرًا جدًا على أن يعيش فيه ثلاثةٌ فقط ... لتفكّر بأنه يجب أن يعيش فيه أربعة ... وربما في المستقبل خمسة أو ستة .... يا الله ....... ما هذا الضعْف ! ما هذه المسكَنة ؟ ما هذا الغباء !!!! ترغبُ في ضربِ نفسِها ضرْبًا مُبرّحًا وهي تُسلّمُ بأنّه سيطلبُ منها أن يعودوا " عائلة " ! كبرياؤها الذي كان متقيحًا بعد أكثر من عامينِ ونصفٍ على هجرِها لم يكن شيئًا مُقابل " ذُعرِها " الحقيقيّ مِنْ أن يخذُلَها مجددًا ... وهُنا كانت تفضّل أن تموتَ ألفَ مرةٍ يوميًا على ألا تطعنَ مرةً أخرى لأن ذلك سيسبب لها تقرّحاتٍ جديدةٍ ستكون القاضِية ! ....

ابتَسَمتْ بمرارةٍ وهي تسمع انفتالَ عتلةِ الباب بينما هي تسير في الممرّ .... لقد تركتْهُ مفتوحًا لكي لا تضطرّ للتحرّكِ وفتْحِه لهُ شخصيّا ... وبذلك تؤخّر المواجهة قليلاً ... لكمْ تعرِفُه !.. ولَكم كان الزمنُ الذي مرّ عليْها بعيدًا عنه غيرَ كفيلٍ بجعْلِها تنساه ولا أن تنسى حتى تفصيلاً واحدًا مِن تفاصيلهِ الصغيرةِ الكثيرةِ !
ها هو ذا يدخُلُ دونَ أنْ يُلقي السّلام – على غيْر عادتِه – يتسمّرُ كليًا بعد أن رآها تقِفُ على ما يبدو بانتظارٍه ليَشعُرَ بأنّ شيئًا لمْ يتغيّرْ .. وكأنه عائدٌ من عملِه ليس إلا ! ... وبِحنينٍ استحوَذَ عليْهِ كلّيًا كان يتأمّلها من مسافةٍ " آمِنة " ليُدْرِك كمْ تليقُ بِها ثيابُ الصيْف ... ابتَلَع ريقَه بصعوبةٍ وهو يعي أنّ عليْه أن يبدأ تحت وقْعِ أنظارِها " الحاقدة " ..... لكنّ خجله مِن نفسِه وهو يرى أنه يستحقُّ ذلك تمامًا جعله ينكّسُ نظَرَه أرضًا ليعودَ ويرفَعه مجددًا وهو يقول لنفسِه أنْ يا نفْسُ خِفّي عليّ .. وكأنه يطلبُ منها أن لا تقفَ بصفّ أندلُس ضدّه كما فعل قلبُهُ منذ زمن .. قال أخيرًا بنبرةٍ مستَجدِية ما قللتْ من إبائِه شيئًا ...
- كان البابُ مفتوحًا !
لتَفْهَمَ أنّه يلمّحُ إلى شيءٍ ما ... ومَعَ ذلك لمْ تستَطِع سوى أن ترى فيه الآن سببًا لكـُلّ ما تكبّدتْه من عذاب ومشقّة ... لمْ تكن تملِكُ كلامًا ....... أيَّ كلامٍ ... وجهها كان يحكي وفقط ... يحكي الكثير ... في كُلّ خَلْجةٍ وكلّ مَلْمَحٍ قرَأ عتبَها ... لوْمها ... غضبَها ................ وحتى اشتياقَها ! إنها هي .. أندلُس التي قيلَ لمضيّعِها : إبكِ كالنساء ... على مُلكٍ لمْ تستطِع أن تُحافظ عليْه كالرجال .. لكنّه لنْ ييأس .....
أنيأس أندلس ونحنُ نلومُ من يئسًا ... وكم مِن زوْرقٍ لعبت به الأمواجُ ثمّ رسا !
لكمْ لعبتْ به الأمواجُ يا أندلس ...... آهٍ لو تعرفين كم يرغب بأن يرسو أخيرًا ..
طال بهِما الوقتُ وهما واقِفان لترغب بلكمِه وهي تفكّر بأنّه إن عادَ ليظلّ صامتًا فلا جَدوى مِن عودتِه .. قالتْ أخيرًا وهي تستديرُ مولّيةً ظهرها إياه وقد باتَ تحمّلُ صمتِه لا يطاقُ ....
- سأخلد للنوم ( وأكملَتْ بتهكّمٍ وَصَله مريرًا ) خذ راحتَك ... البيْتُ بيْتُك !

*

لا إراديًا كان يبتَسِمُ بشقاوةٍ وهو يراها تدْلِف " غُرفتَهُما " دون أنْ تقفل الباب ... ليعضّ شفّتَه بخبثٍ وقدْ عادت به ذاكِرَتَه إلى ليالٍ ناعمة .. ضارية ويا ليتَها تعود ! .. تنهّدَ بِعُمْقٍ وهوَ يشعُر بامتنانٍ عظيمٍ لله لأنه عادَ أخيرًا إلى بيتِه في إشارةٍ صريحةٍ إلى أنّ إصلاحَ الأمورِ ما يزالُ ممكنًا .. ما دامت أطرافُ النزاعِ قائمة ........ نظرُهُ حطّ أخيرًا على أرضيّة الممرّ ليتذكّر الليْلةَ التي عادَ فيها ليجدَها متمددةً عليها عندَما غضبتْ مِنه ذاتَ مرّة بعدما قرأتْ خبَرًا على صفْحَتِه ... وبتشوّقٍ لمْ يألَفْه منذ زَمَنٍ صار يتجوّل في البيْتِ بُغيَةَ مَعـرِفة إن كانَ قد تغيّر فيه شيءٌ أم لا ...
الصّالَةُ كانت الأقرب ... ولذا كان يدخُلُها وفيه حَماسٌ كبيرٌ ... لا يدري لمَ أحَسّ بنشوةٍ خفيفةٍ وهو يرى أنّ شيئًا لمْ يتغيّر فيها ... اللهم إلا بعضُ التحفِ القليلة ... وبذلك كان يتوجّه إلى غُرفةِ التلفاز ... صَدْمةٌ خفيفة اعترتْه فوْرَ أن اشتعل فيها النور ... بهرَجةُ المَكانِ كانت كثيرةً على قلبِه عندما ذكّرَتْه بلحظاتٍ كثيرةٍ مهمّةٍ فاتتْه ... الحوائط الأربعة كانت قدْ طُلِيَتْ بِلونيْنِ آخرين ... الورديّ الفاتِح والأخضَرُ المنعشُ الذي يبعثُ في النّفسِ إشراقةً ... الألعابُ كانتْ مرتّبةً بشكلٍ لذيذ و حتى السجّادةُ التي داعبت قدميه بوثارتِها بعثتْ فيهِ إحساساً بالتجددِ يُناسِب بحالٍ من الأحوالِ ما تخلقه الطفولة عندما تعبق بمَكانٍ ما ... لكنّ زاويةً من زوايا الغُرفةِ جعلتْ حسرةً تسري في كل خلاياه حتى رغبَ معها بالبكاءِ إلى آخر لحظةٍ من عُمُرِه ... رأى مِنضدةً دائريةً طويلةَ الأرجلِ مغطاةً بغطاءٍ ناسَبَ بألوانِه ألوان الغرفة ... وعليه بعضُ الصورِ المؤطّرَةِ بأطُرٍ مزَرْكشةٍ ... رأى صورةً لهما معًا لمْ يدْرِ سبب تواجُدِها ... ربّما التُقِطتْ لهما في شهرِ عسلِهما لكنّهما لم يطبعاها وقتها ... ورأى صورةً لها ببطنٍ مُنتَفِخ ووجهٍ مبتسِمٍ يطلّ منه الفَرَح مع مسحةٍ من الحزن لم تخطئها عيناه ... كانت برفقةِ عائلتِها تجلسُ على الحشائِش بينما تُمسِكُ في يدِها شطيرةً كبيرة والكل من حولِها يضحك .... صورةٌ أخرى نَجَحتْ بجعلِه يتجرّعُ مُرًا ببطءٍ مُجرِّح .. كانت صورةً لامرأةٍ تتصببُ عرَقًا ويبدو أنها على سرير الولادة تحتضنُ طفليْن لم تتضِح ملامِحُهُما بينما تسحُ من عينيْها دمعةُ فرَحٍ غالبتْها... يا الله .... ما الذي فاتَه ؟ ..
معَ أنّ جوْلته في البيتِ لم تكتَمِل إلا أنه وَجَد نفسَه غيْرَ قادِرٍ على المتابَعة الآن وإحساسٌ غريبُ يتغلغلُ فيه ليُحرّقَه شوْقًا لرؤيتِهِم وهم نائمون معًا لأول مرّة ... قلبُه أخذَ ينبِضُ بإيقاعٍ متخبّطٍ آلَمه وأفرَحَهُ في آن .... وَلَجَ الغُرْفة فانفلتَ منْه زَفيرٌ حارّ وهو يرى صغيريْه على السرير تتوسطُهُما أمّهُما التي تدّعي النوْم ! .. شيءٌ ما منَعَهُ مِنَ الجُلوسِ على السّرير ... ربّما لأنه علِمَ وقتَها أن ذلك لنْ يكونَ جيّدًا له .... سيوقِظُهما مؤكّدًا إن هو اقترَبَ منهُما بقبلةٍ ضاريةٍ سيطبعُها على خدّ كلٍ منهُما مما سيؤجّجُ نارَ الحِقْدِ في عينيْ أندلس ...
وبلا وَعيٍ كان يجلسُ على الأرضِ البارِدةِ نسبيًّا يتكئ بمرفقهِ على السريرِ وهو يحرّمُ على عينيْه أن تغادرَهم إلى أنْ استسلمَ لنوْمٍ كان هنيئًا لأول مرةٍ منذ مدة !

*

استيْقَظَتْ بعدَ أذانِ الفجْرِ بقليلٍ وهي تستَغرِبُ أنها قد نامتْ فعلاً - ولو لسويعاتٍ - بعد كل ما جرى لها في الأمس .. ليأتي على فِكرِها طيْفُ آدم مجددًا ... حاولتْ تبديد تلك الصورةِ التي خرَقتْ عقلَها برؤيتِها طفليها الذيْنِ كانا ما يزالان نائمين ... قبّلتْهُما بِخفّةٍ وهي تستلّ نفسَها رويدًا رويدًا لكي لا يستيقظا بعد أن تغادر السرير .. سارتْ خارجةً من الغُرفةِ وهي تتحسسُ طريقَها في الظلام ... إلا أنها اصطدمتْ بجسَدٍ صَـلْبٍ كان نائمًا على الأرض ... بصعوبةٍ كتمتْ شهقَتَها وهي تَعي أنّه آدم ... ابتسمتْ - لا تدري لِمَ - وهي تُخمّنُ طبيعةَ أحاسيسِه التي عاشَها ليلةَ الأمسِ قبل أن ينام ... لتخرُجَ بعدَ ذلكَ بروحٍ أنعَشتْ فيها الذكرى جـراحًا جديدة وهي تجِدُ أنها معه مجددًا تحت سقفٍ واحدٍ !
صلّتْ الفَجْرَ على شرفتِها وأخذَتْ تدعو الله بأنْ يمنّ عليْها براحةِ البالِ أخيرًا سواءٌ كان ذلك برحيلِه إلى الأبدِ أو بعوْدتِه .. المهم أن ترتاح ... فهي اشتاقتْ فعلاً لذاك الشعورِ .. عينُها التي حطّتْ على التقويمِ أسرَتْ فيها إحساسًا بالتعبِ لمجرّد رؤيتِها أن اليومَ الجمعة !
عليها إعدادُ فَطورٍ مميّزٍ حتى ولو كان صغيراها لا يَفهمان سببًا لذلك ... لكنّها تحاول منذ خُلِقا أنْ تغرِسَ فيهما القيَمَ والمبادئ بأبسَطِ الطرُق وأكثرِها سلاسةً .. ليشعُرا بأنّ ليوْمِ الجمعة فضلاً عظيمًا .. وكاحتفاءٍ به يتمّ إعدادُ الفطورِ والخُروجُ عَصرًا إن سنحتِ الفرصة ... توجّهتْ نحو التلفازِ الذي صارَ الآن في غرفةِ مكتبِها وفتحتْ قناةً من قنواتِ القرآن الكريم لكيْ تطرُدَ الشياطينَ منَ المَنْزِلِ وبذلكَ تطمئنُ نفسيًا .. لتتوجّه أخيرًا إلى المَطبَخ مُقفلةً خلفها الباب لكي لا يعبث أحد الصغار بمكنونات هذه الغرفة المهمة إن هو استيقظَ لا على عينِها ..
ماذا لدينا اليوْم على قائمةِ الفطور ؟! ... فكّرت بأن رقائقُ البان كيك مع القشطة والعسل ستكون مناسبةً للصغار .. و ......... ستعدّ قالبًا من الكيك تسلّي به نفسَها ريثما يستيقِظُ أحدٌ ما لتنفّس شيئًا مِنْ توَتّرِها الذي كلما ظنّتْ أنه بلغَ أشُدّه فوجِئَتْ بأنه يزدادُ أكثر ...
أنهت إعداد الرقائق ووَضَعتِ القالَب في الفُرْنِ ... الساعةُ تجاوَزَتِ السابعةَ منذُ قَليلٍ ... تمَطّتْ بكَسَل وعيناها تدْمَعُ في رغبةٍ لفّتْها ودفعتْها لتفكّر بساعةٍ من النّوْم ؛ إلا أنّ رؤيتها لخيْطٍ مِن الماءِ يسحُ من أسفلِ خزانة المجلى جعَلَها تزفُرُ بضيقٍ وهي تستوْعِبُ أنّ هناكَ عملاً شاقًّا يلوحُ في الأفُق .. وبغيْظٍ تزاحَمَ عليْها من كلّ صوْبٍ كانت تشمّرُ عنْ ساعِدَيْها !!


*

يتبع ..


raghad165 غير متواجد حالياً  
التوقيع
إذا مررتم من هنا، فادعو لي ولوالديّ بالخير والتوفيق والصلاح.


ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
ربّنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلِنا
ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنّا واغفرْ لنا وارحمنا
أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
رد مع اقتباس
قديم 18-07-12, 10:17 PM   #1528

nourra

? العضوٌ??? » 229024
?  التسِجيلٌ » Mar 2012
? مشَارَ?اتْي » 735
?  نُقآطِيْ » nourra has a reputation beyond reputenourra has a reputation beyond reputenourra has a reputation beyond reputenourra has a reputation beyond reputenourra has a reputation beyond reputenourra has a reputation beyond reputenourra has a reputation beyond reputenourra has a reputation beyond reputenourra has a reputation beyond reputenourra has a reputation beyond reputenourra has a reputation beyond repute
افتراضي

weni el baki el fasl

nourra غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-12, 10:21 PM   #1529

raghad165

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية raghad165

? العضوٌ??? » 80695
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 5,014
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » raghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   al-rabie
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
جُل ما عظّمه في عينيَّ • صِـغر الدنيا في عيـنيــــه =))
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


المكانُ غريبٌ عليْه ... هذا ما شَعَر بهِ فوْرَ أن استيْقَظ وهو يرى نفْسَهُ مُحاطًا من جهةٍ بخزانةٍ امتدت على طولِه وأكثر ومن جهةٍ أخرى بحرْفِ سريرٍ امتدّ على طول جنبه الآخر ! رفع رأسَه فتذكّرَ أنه في غُرْفةِ نوْمِه وبذلك كان يشعُر فجأة بأنها كانت ليلةً مُريحة خلتْ كما لم يحصُل منذ زمنٍ طويلٍ من أيّ كابوس ! ... نهضَ مِنْ فوْرِه ومنَحَ للنائِميْن قبلةً طويلةً في الهواء وهو يرى أنها ليْست موجودة .. ليأخُذ بعد ذلك مِنْشفة صغيرةً من إحدى رفوف الخزانة بعد أن وَجَدها سريعًا إذ أنها كانت في مكانها السابِق كما يتذكّر !!
توجّه إلى الحمّامِ وأخذ حمّاماً سريعًا بمياهٍ باردةٍ ما شعَر بحرارتِها وقد اعتاد على الأمرِ ببساطةٍ منذ زَمَن ! خرَجَ بعدَ ذلك وفي نيّتِه إيجادُها ليتحدّثَ معها ويـُـنهي الأمر ... إلا أنّ الرائحةَ التي تسللتْ لأنفِه سيّرَتْهُ إلى المَطبَخ ... وتحديدًا إلى الفُرنِ الذي كان مصدَر الرائحة .. كانَ يهمّ بفَتْح بابه عندما جاءَه ذاك الصوتُ المفاجِئُ وهو يقولُ لهُ مُحذّرًا بنبرةٍ صخَبتْ في صوْتٍ كان عاليًا حانقًا بحيثُ لم يتناسَب مع " براءة " فِعله ..
- ستفسِدُ ارتفاخَ الحلوى ...
ودونَ أنْ يفكّر كانت موجات الصوْتِ وحدَها كفيلةً بإبعادِهِ عن الفُرْن ... لقدْ كانَ صوتُها ... صوتُها الذي صارَ قويًّا يتناسبُ مع كونِها أصبَحتْ أمًا .. ولكنْ أيْنَ هي ؟
تساءلَ وهو يستديرُ بظهرِه باحثًا عنها بعينيْهِ لكنّه ما وَجدَها عند مستوى نظرِه ... أراد أن يسألها " أين أنتِ " لكنه لمَحَ ساقــًا بيضاءَ رائقة تخرُجُ من خزانةِ المجلى المقابلةِ له – بعدما استدار – كانت مُغريةً له وقد أمضى عُمرًا افتَقَد فيه منظَرَ الجسَدِ السليم ... فلمْ يقاوِم ضِحكةً ساخِرةً انفلتت منه وهو يستوْعِبُ أنها تجلسُ في خِزانةِ المجلى !!!!!!!
توجّهَ إليْها بنـَظراتٍ عابِثةٍ ووجهٍ كان ضَحوكًا كالعادة رُغْمًا عنه عندما يتعلّقُ الأمر بها ... نزَل إلى مستواها ليسألَها وهو يطالِعُها بـفُكاهة ..
- ماذا تفعلينَ عِنْدَك ؟
- أرقُص !
ردّتْ عليْهِ بتهكّمٍ وهي ترى سُؤالَه سخيفًا فقد كان واضِحًا جدًا ما تَفْعَلُه .. ومن ناحيةٍ أخرى ما كانت عارفةً كيف تردّ عليْه وهي تَرى الحديثَ معهُ بشكلٍ طبيعيّ أمرًا صعبًا إلى الآن ..
- رقصُكِ جميل ..........
قالَ بِحَنانٍ بالِغٍ وهو يسترجِع ذكرياتِه معها مدْرِكًا أنه كان وقِحًا بسؤالِه .. لا بل بنبرتِه ... وبحزمٍ كان يُرْدِف بعد بُرهةٍ قضاها صامتًا ..
- أخرجي ... سأحُلّ المُشكِلة ..

لا ... لمْ تَخرُج ... أتَدرون لمَ ... كانتْ تشعُـر بشوْقٍ جرَف عقلَها إلى غياهِبِ جُبٍّ لا قرارَ له ... شوْقٌ جعلها ترغَبُ برؤيتِه يرْتَجِلُ لأجلِها ولو كلمةً مجددًا ... ولذا كانت تعانِدُه ...
- أندلـُس ... قدْ تزيدينَ المُشكِلة .. دعينِ أتصرف ... أخرجي من الخزانة ...
إنه يعترِف .. منظرُها كان في غايةِ الطّرافةِ وهو يتأمـّلُها الآن .. ترتدي قفازيْن وتمسِكُ بيدِيها مِفكًا تحاوِل عبثًا إصلاحَ شيءٍ ما ... ثيابُها ذكّرتْه بيوْمٍ بعيــد ... كانت ترتدي قميصًا " بطيخيًا " وسروالاً قصيرًا جدًا بالكاد تعدى منتصف فخذِها بلوْنِ " أصفرٍ " باهت ... أما شعرُها فكان غائبًا في ظلمةِ الخزانةِ الفارغةِ إلا منها ...
- هوهوووووي علينا ! قلتُ اخرجي .. وإلا واللهِ ..... ( وغضِبَ قليلاً وهو يراها لا تبارِح مكانها ولا تعيرُه انتباهًا ليرْدِفَ بنفاد صبر ) ... عنيــــــــدة !!!!! ......
وكان يتقدّم منها غير مُبالٍ بالشهْقةِ القويّة التي صدَرَت مِنْها وهو يدخُلُ الخِزانة .. ملامِحُها كانت توسَعُ حنْقًا بينما احمرّ وجهُها ومسافةٌ قصيرةٌ تكاد تكون معدومةً تفصِلُ بينهما ... هتفتْ بمعارَضة ...
- الخزانة لا تتسع لاثنين ! ........ أنتَ تُضايِقُني ( وحاوَلَت أن تتَحرّك مبتعِدةً دون جدوى وقدْ حُشِرَت بجسدِه الذي كان قد أغلَقَ الطريقَ بوَجهها ... )
في الداخِل كان الظلامُ مُزْعِجًا وهُوَ يمنَعُ كلاً منهُما من استراقِ النظّرِ إلى الآخر ... تناوَل منها المفتاحَ أخيرًا بعد قوةِ شدّ بذلَها كانت أكبرَ من قوّتِها ... أصلَحَ العُطْلَ في مُحاولةٍ ثانيةٍ بعدَ أن نجَحَ أخيرًا بفتْلِ محبسِ ماسورةِ المياه ... نظَرَ إليْها وقد انتهى من مهمّتِه مادًّا يدَهُ بالمِفَكّ .....
لمْ يرَها ... لكنّه عرَفَ أنها كانت جميلةً ... بل رائعة .. قلبُهُ أخبَرَه بذلك وهو ينبِضُ لأجلِها نبضًا استثنائيًا .. نبْضًا ناسَبَ تَرَفَ حُسنِها القابع تحت وطأة الظلام ...
- أتَسْمَحُ ليَ الآن بالنهوض ...
قالتْ بحنقٍ ليخمّنَ أن ملامِحها تحتدِمُ غيْظًا الآن ... بينما أشارتْ بيدِها في حركةٍ توافقتْ مع تخمينه تمامًا ... ليبدأ كلّ شيءٍ بالسيْرِ ببطءٍ ثقيلٍ جَثَمَ على صَدرِه وهو يحاوِل خطْفَ الثواني قبلَ أن تنهضَ بعد أن تجدَ مهرَبًا من حبسِها القسْريّ هنا وقدْ بدأ يشعـرُ لتوّه بأن ثيابَهُ بُلّت كما ثيابها بالطبْعِ نظرًا لأرضيّة الخزانة ... إلا أنّه قرّرَ أخيرًا أن ....... أنْ ينفّسَ عن شيءٍ مما يخنُقُه منذ زمن ...
قال بصوتٍ غامَ عشْقًا وحسرة وهو يمدّ يدَهُ لتحتضِنَ يدَها المُشهَرَةَ مُخفِضًا إيّاها وهو يقرّبُها من فمِه بتوانٍ ...
- بدت وكأنها مليون سنةٍ ... مليون سنة ... وأنا بعيدٌ عنْكِ ...
أبعَدَت يدها بقوّةٍ قبلَ أن تلامِس شفتيْه لتهتِفَ بانفعالٍ ...
- ليْسَ صحيحًا !
ابتلَعَ ريقَهُ وقد شعَرَ بجفافِ حلْقِه يكاد يمنَعُه عن التفوّه بكل الكلامِ الذي اجتمع عليْهِ بضربةِ رجلٍ واحدة ...
- مليون سنةٍ تغيّرَ فيها كلّ شيءٍ .. كل شيءٍ .... سوى شيءٍ وحيد ....
سمِعَ نشيجًا حاولتْ إخفاءهُ بغباءٍ وهي تأخذُ شهيقًا سريعًا مُقاطِعةً إياهُ بغَضب ..
- أريدُ أنْ أخْرُج ...
حرّك رأسَهُ بإصرارٍ وهو يرفُضُ رفضًا قاطِعًا منحَها مُرادَها ... ليُكمِلَ ...
- أعرِفُ أن المكانَ ليسَ مناسبًا ... لكنني سأكمِلُ ما بدَأتُه ....... ( وتَساءَل أمامها بعيْنيْهِ غيرَ مهتمٍّ إن كانت قادرةً على رؤيتِهما ) أتعرِفين الشيءَ الوحيدَ الذي لمْ يتغيّرْ طوال تلك المُدة ! ( ليردِفَ بعدَ صمتٍ جديدٍ بهَمْسٍ جريحٍ وهو يقتَرِبُ مِنْها ) ... حُبّي لكِ ! ..

ولا يدْري كيف كانت تثورُ كإعصارٍ وهي تتذكّرُ كل شيءٍ وكأنه حَصَلَ بالأمس ... لتقولَ له وهي تنقُرُ بسبابتِها صدْرَه هاتِفةٍ بقوةٍ غريبةٍ قبل أن تتحوّلَ نبرتُها إلى ضعْفٍ شديدٍ و خسارة ...
- أتَرى ذاك الحُبّ ... انقعْه .... واعصُرْهُ ... ثم اشرَبْ ماءهُ .... لا حاجةَ لي بِهِ ! ..
إنّها مُحقّة .... لقدْ تخلّى عنها في أعصبِ الأوقات .. ترَكها تكامِدُ وحيدةً كلّ الوَجع ... إنه يشعُـر حقًا بأنه كان حقيرًا .. كان مُجرِمًا ... ليشعُرَ بعدَ ذلك بِظـُلمٍ كبيرٍ لا قِبَلَ لهُ باحتمالِه يكادُ يدكّه عن آخره نتيجةً لإحساسِه الذي يتخلّى عنه الآن ... استحى من أنْ يردّ عليْها وقد بات كلّ ما فيهِ يصطفّ بحِزبِها ضدّهُ في جريمةٍ مُمَنْهَجة !
- أندا ..!!!!!!!

استجداها بندائه الذي كان ضعيفًا وقد ........ وقدْ شعَرَ بأنها ستكونُ ملاذه بعد أن تخلى عنْه كلّ ما فيه ... ليُفاجأ بأنّها أخذتْ تصرُخُ بصوْتٍ عذّبَهُ بطريقةٍ ساوَتْ عذابَ السنَتيْنِ ونيّف ...
- إياكَ أن تناديني بأندا ... لستُ أندا بعد اليوْم ... أنا أندلس .. التي لم تستطِعْ أنْ تكونَ رجُلاً كفايةً لكي تُحافِظَ عليْها ... ( وتطلّعتْ إليْه بعينيْنِ تنفثانِ النارَ ) أيَجْرَحُك ذلك ... ! نعمْ لم تكُن رجُلاً كفاية ...

وَدَفعَتْه بقبضتيْها الاثنتين إلى الخارِج ليحاوِل أن يستعيدَ توازنَه وهُو يتمسّك بحافةِ الخزانة الخارجية ... ويخرُجَ بعدَ ذلِك طواعيةً خَشيةَ أن يُكْسَرَ شيءٌ ما في نفسِه .... فوْرَ أن خرَجَ كانت تُغادِر .. لتَسمَعَ صوْتًا تألفُه ...
وبحُرقةٍ كانت تلتفتُ إليْهِ مُجددًا وهي تقولُ بكراهية ...
- لقد أيقظتَهما ... وأخفتَهُما مؤكّدًا ........ اخرُج من حياتي ........ اخرج منها إلى الأبَد !
وبعدَها التفتت عنْه وسارتْ في طريقِها إلى غرفةِ النّوْم ...

*

ظلّ يمشي وراءَها إلى أن وَصلت السرير ... كان ابنُه يصدَحُ بترانيمِه العذبة ملءَ حنجرتِه .. رآها تتوجّه ناحيَتَه ، تحتضِنُه وتسيرُ به قليلاً فيهدأ .. تتحركُ صوْبَ الخزانةِ لتُخرِج لهُ لباسًا مناسبًا وتدخُلَ بهِ إلى الحمّام المرافقِ للغرفة .. ثم تخرُجُ به بوجهٍ وشعرٍ مبتليْن ! .. يضحَكانِ معًا .. تبدّل له الثيابَ وتسرّح شعرَه .. بينما تناغيهِ ببراعةٍ فيستجيبُ لها بضَحكاتٍ مختلفة .. لتذهبَ بعدَ ذلك إلى المَطبخ وتعدّ له طبقًا من " السيريلاك " وتجلسُه على كرسيّه الخاصّ بعد أن وضعتْ له مريلةً واءمت بلونِها ثيابه وتعطيه بذلك الملعقة !
..
لمْ تخرُج من المطبخ ... إذ أنها تفقدت قالب الحَلوى وأعدّت بطريقِها طبقًا ثانيًا من السيريلاك ليدرك أنها حصّةُ ابنتِه .. خرَجَتْ بعد ذلك من المطبخِ ... غادَرَها لثوانٍ وهو يُحاوِل اللعبَ مع طِفلِه الذي أخذ يبكي لمجرّد اقترابِه منه ويخرُج بذلك قبلَ أن تمسكه بالجرم المشهود ! وكانت تعودُ بنفادِ صبرٍ إلى المَطبخ الذي صار خارجَه الآن وهي تسمعُ صراخَ ابنِها ...

توجّه إلى غرفةِ النوْم ... ليجدَ نفسَه مستلقيًا فجأة على السريرِ بجانب ابنتِه التي تفتَحُ عينيْها الآن ... إدراكُه مدى شبهِها بوالدتِها جعلَه يرغَبُ بتقبيلِها ولو عنوةً ... لكنّه كاحترازٍ أخذ يحرّك ملامِحَه بطرُقٍ عجيبةٍ مستفيدًا من خبرتِه عندما كان ممثلاً ... الأمرُ لمْ يكنْ صعبًا ... أخذتْ تضحكُ بسلاسةٍ إلى أنْ شعَرَ بأنها ألِفَتْهُ وبذلك قبّلَها قبلةً ناعمةً ما استطاع أن يزيدَ حدّتَها وهو يرى فيها امتدادًا له .... بأنها قطعةٌ منْهُ لمْ يخدِشْها الزمانُ ويقسِمٌ أنه لن يدعَه يفعلُ ذلكَ بمشيئة الله ....

ما إنْ حمَلَها حتى لاحظَ الطيف الذي يقفُ قرابة البابِ يرمِقُه بعيْنٍ لاذِعة .. وكأنما استكثرتْ عليْه أن يسترِق من الوقت لحظةً يفرَحُ فيها من قلبِه وهو يناغي ابنتَهُ ! ولا يدري لمَ كان يُحكم احتضانَهُ للصغيرةِ وهو يرى أندلس تتقدّمُ إليهِما .. وكأنما يثبتُ لها أنّه يستطيعُ أن يحظى بشيءٍ أخيرًا ... اقتربتْ منهُما .. وجلستْ على طرَفِ السرير لتُصدِرَ صوتًا غنِجًا لفتتْ به انتباه ابنتِه لتندَفِعَ الصغيرةُ فاتحةً ذراعيْها لأمّها ... ولمّا كان آدمُ ينأى بها عن أندلس أخذتْ تصيحُ حتى أعادَها لوالدتها التي ارتَسَم النصرُ على وجهها بتشفٍّ !

*

إنها الثالثةُ عصرًا .... وأندلُس ترفضُ بشدّة أن تلتفتَ إليْه ... وحتى أنْ تُشْعِرَهُ بأنّه موجود .. لقد تحاشتْه فعليًا منذ الصباح .. قبلَ نصفِ ساعةٍ خلَدَ الصغيرانِ بمُعجزةٍ إلى النّوْمِ بعدَ أن مزّقا طبلتي أذنيْه بصراخِهِما ... يا الله .. إنها حقًا مأساة .. إن كانت تمارِسُ هذه الحياة " الصعبة " بوجودِ طفليه كلّ يوْم بمُفردِها ... إنها تُعِدّ الآن كأسًا كبيرًا من القهوةِ المرّة .. مما أثارَ استغرابَهُ فهي كانت تكرهُ القهوة كراهيةً أبدية !! وتضعُ قطعتين من الكيك في صحنٍ مسطّحٍ لتتوجه إلى الغرفةِ التي كانت شبه فارغةٍ قبل غيابه ! ... ها هي ذا تفتحُها الآن ليفاجأ بأن هناك مكتبًا أنيقًا .. ومكتبًا هندسيًا آخر بجانبه !! أما التلفاز فقد صار كبيرًا مسطّحًا عُلّــَـق على حائطٍ وعلى الجانب المقابل له وُجِدتْ أريكةٌ جلديّة طويلة ....
وضعت القهوةَ والكيك على المكتب لتفتَحَ بعدَ ذلك دُرجًا وتخرج منهُ ورقةَ المشروع ... يجبُ عليها إنهاؤها اليوْم ... وَبصدمةٍ كان يسألها وهو يرى ما تفعَلُه بعينٍ حارّة ...
- تعملين !!!!!!؟؟؟؟

ستجيبُه رغمًا عنْها .. لقدْ سئمَ دوْرَ الأطرش في الزّفة .... وبتصميمٍ وصوتٍ كاد يخرُجُ عن طورِه وهو يرتفعُ بحدةٍ قال ...
- أجيبينِ قبلَ أن أفقِدَ آخر شعرةٍ من صوابي !
صمتت .... لدقيقةٍ كاملة ... ليسمع صوتَها أخيرًا على غير المتوقّـَّع .. لكنّهُ كان الآن متهكّمًا لدرجةٍ جرَحتْه حتى شعَر بعظامِه تتهشّم ذُلاً ....
- وماذا ظنَنتَ !؟ هل توقّعْتَ أن أظلّ عالةً على أبي إلى أن تشرّف سعادتُك ....
عقلُه كادَ يغيبُ وهو يسمَعُ كلامَها ... أين تظّنّ أنه كان .... أكمَلَتْ دون أن تراعي مشاعِرَه أبدًا ..
- لقدْ ذهبت ... وأنتَ حُرٌ بقرارِك .. ما أعرِفُهُ جيّدًا أنه لا يحقّ لكَ أبدًا أن تسألني عن أي شيء الآن ... لأن الدنيا لا تسيرُ وَفق قوانينك ورغباتِك .. أن تغادِر بملء إرادتِك تاركًا خلفَكَ فوضىً شغلتْ عقولَ الكثيرين وهم يحاولون إصلاحَها لتعودَ الآنَ وترغب أن يعودَ كل شيءٍ كما كان ... ( وهتفت فيه بأسَف ) أنا لا أعرف أصلاً إن كنتَ ترغبُ بعوْدةِ شيءٍ إليكَ من عَدمِه ... ( ورفعتْ حاجبيْها بلؤمٍ وهي تكمِلُ بصوتٍ منخفِض ) ظلمتُك بهذه !

لمْ يردّ عليْها بشيءٍ ... لمْ يعْرِف من أينَ يبدأ .. أخيرًا سألَها وهو يجلِسُ على الأريكة محيطًا وجهه براحتيْه وهو يرى نفْسَه مكبّلاً الآن بأصفادٍ من نوعٍ آخر قبلَ أنْ يُطأطِئَهُ بشَكلٍ وافَقَ إحساسَهُ المتمرِّغِ انكسارًا ...
- هلْ ....... هل تعرِفينَ أينَ كُنت .. ؟
لمْ تجبه بشيءٍ البتّة ... لكنّه فَهِمَ من إيماءاتِها أنها تتحرّج عنِ الحديثِ معه إلى الآن بطريقةٍ أو بأخرى .... تلك الفكرةُ جعلتْ عقلَهُ يشت منه ... ولذا كان يصرُخُ فيها وهو يتَحرّكُ كبرْقٍ نحوَها هازًا إياها بعُنْفٍ بينما هي تغمِضُ عينيْها خوْفًا من أن ........ تعتقِل نظراتُه قلبَها الآن في لحظةٍ حرِجةٍ ..
- اصرُخي واسْألي ... وجّهي لي الكلام اللاذع ..... افعلي أي شيءٍ .. فقط قولي لي أنكِ تهتمين !
رفَعتْ رأسَها وفتحتْ عينيْها أخيرًا .... لتتحرّك شفتاها بما يشبُه الابتسامةَ ... لكنها كانت ابتسامةً بائِسةً بالطبع ! لتقولَ بهدوءٍ شديدٍ قتَله في الوريد ...
- أخفِضْ صوتَك ... ستوقِظُ الأطفال ..
وهنا كان يفقِدُ فعلاً صوابَه ... هدَرَ بوحشيّة ...
- فليستيقِظ العالمُ كلّ العالمِ .. لا أبالي ... فقط ... قولي لي أنكِ تهتمّين ! ... ( وأردَفَ بخيْبة ) هذا البُرود ليسَ ثوْبَكِ ...
وهيْهاتَ أن تقولَها ... كانت قد بدأتْ تفقِدُ هدوءها المُدّعى ... قامت هي الأخرى عن الكرسيّ وابتَعَدت عنه رادّة على جملةٍ قالها منذ قليل بعمليّة مبَرْهِنةً أنّ البرودَ أصبحَ على قياسِها وتمامًا ...
- لم تمنَحني الفُرصةَ لأسألَكَ عما حَصَل قبلَ أن تغيب ... لمَ يُفتَرَضُ بي الآن أنْ أسألك عن المكانِ الذي ذهبتَ إليْه ... ألا يُفتَرَضُ أنّ الصورةَ كانتْ واضحةً بالنسبةِ لديّ .. أقصِدُ التصوّرَ العامّ عن المكانِ الذي كُنتَ فيه !

*

يتبع ..


raghad165 غير متواجد حالياً  
التوقيع
إذا مررتم من هنا، فادعو لي ولوالديّ بالخير والتوفيق والصلاح.


ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
ربّنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلِنا
ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنّا واغفرْ لنا وارحمنا
أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
رد مع اقتباس
قديم 18-07-12, 10:32 PM   #1530

raghad165

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية raghad165

? العضوٌ??? » 80695
?  التسِجيلٌ » Mar 2009
? مشَارَ?اتْي » 5,014
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » raghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond reputeraghad165 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   al-rabie
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
جُل ما عظّمه في عينيَّ • صِـغر الدنيا في عيـنيــــه =))
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ضحِكَ من قرارةِ نفسِه بيأسٍ وهو يستوْعِبُ أنها تُلَمِّحُ إلى أمرِ زواجِهِ السابِق ... إذ كان قد تذكّرَ بصدمةٍ ما حدثَ قبْلَ أن يسافِر .. يا الله ! أينَ هو وأينَ هي ! ما زالت تفكّرُ بالأمرِ إلى الآن ... أخذَ يضحَك بنبرةٍ مستفزّة وهو يشعُرُ بالضياعِ ؛ مما دفعَها لتشعُرَ بغَضَبٍ أعمى يلفّها من رأسِها حتى أخمصِ قدميْها ! وكأن الأمرَ يحتَمِلُ الضّحِك ... حسنًا ؛ لحسنِ حظّهِ أنّهُ توقّفْ وإلا كانت ستـُخِرُّهُ هدًّا .. لتفكّر بعد ذلكَ بقليلٍ بأنّه آدم ... آدم الذي لنْ يجعَلَها تنتَصِرُ مُطلَقًا وإن كان من حقّها أن تنتصِرَ بعد كل هذه المدة .... وبذلك كانت تتوجّهُ إلى كرسيِّها مجددًا وهي ترتشِف من كوبِ قهوتِها رشفةً بأسى لتوقنَ للمرةِ العاشرةِ بعد الألفِ أنّ يديْها مما علِقــَتْ بهِ صِفرُ ... أخيرًا قالتْ بحَسْم ..
- لوْ سمَحت ... يجبُ أن تتركني لعمَلي الآن قبْل أن يستيقظ كلّ من سيف و إيف ...

لقدْ ذكرَتْ اسميْن ... !! وبمفاجأةٍ كان يسألُها مسترجِعًا أنها ما تفوّهتْ من قبلُ باسميْ صغيريْه ...
- ماذا سمّيْتِهِما !؟
أعصابُها تلِفَتْ ... رُحماكَ يا ربّ ! هلْ يطـلُبُ منها معرِفةَ اسميْ طفليْه وقد أتما العاميْن !!!!!! ... صرَخَت وقد عيلَ صبرُها ..
- أنظُر لنفسِك ... لا تعرِف حتى اسميْ طفليْك .... ( وأكملت بغيرةٍ وحقدٍ لا متناهيين ) ربّما كنتَ منشغلاً بأبنائك الآخرين ... من يعرِف !!!

لقدْ جُنّتْ هذه المرأة ... عنْ أيّ أبناءٍ تتحدّث ...
- آدَم ... أرجوك ... أخرج من هنا .. ويفضّلُ أن تخرُج من البيْتِ بأكمَلِه ... و.. وأتمنى أن يكون ذلك سريعًا ... !
قالتْ بترددٍ ... ليتوجّه فعلاً خارِجًا من الغُرْفَةِ وقد تذكّرَ أنّ أمامه قصةً كبيرةً يجبُ أن يوضِحها لزوْجتِه ... وقبلَ أن يتجاوزَ الباب كان يقول دون أن يستدير مولّيا ظهرهُ لها بصوتٍ قاوَمَ لإخراجِه واضحًا دونَ ترعيد بعدَ صِراعٍ شديدٍ مع نفسِه وهو يشعُرُ بأنّ الزمنَ يتوقّفُ كليًا ليستمِع إليْه وليسَ فقط هيَ ..
- لقدْ توفّيَت من قبْلِ أن أتزوّجَكِ ..
وكانَ يريدُ تجاوزَ البابِ لكنّها كانت تتحرّكُ عدْوًا لتصلَ إليْهِ قبْلَ أنْ يغادر ...
- كـ .. كـي ... كيف !!!!!!
تنَهّدَ بارتيــاحٍ وهُوَ يرى تلكَ الروحَ القتاليّة تتصاعَدُ فيها شيئًا فشيئًا ...
- قلتُ لكِ أنها توفّيَت من قبْل أن أتزوّجَكِ .. أتحتاجُ تلكَ الجُملةُ توْضيحًا !

وَكان يتحرَّكُ لـيجلِسَ على كُرسيّ مكتبِها .. يرتشف من كوبِ قهْوتِها رشفةً تحت أنظارِها الذاهِلة ... قبلَ أن تنبَعِجَ ملامِحُهُ و هوَ يعي أنّ القهوةَ ليست مرةً وفقط .. إنما ثقيلةٌ أيضًا بشكلٍ غير مستساغٍ ... وكأنه لمْ يقُل لتوّه شيئًا أكثرُ أهمّيّة كان يقولُ بموضوعيّةٍ ...
- كنتِ لا تشربينَ القهوة ! وعندما صِرتِ تشربينَها صرت تشربينها مُرّةً !
صاحَتْ فيه بحنق ...
- كُنت .......... كُنت ، وما عاد فيّ شيءٌ مما تعهَدُهُ على حالِه ... ( وارتفعَ صوتُها أكثر لتُكمِل ) أما عنْ سبب شُربي للقهوةِ مرةً فلأنني أصِبتُ بسكّري الحمْل قبل أكثر من عاميْن .. وبعدَها صار لزامًا عليّ أنْ أتجنّب السكّريات لأن احتمال إصابتي بالمَرضِ باتت مرتفعة .. ( ونظرتْ إليْهِ بسخريةٍ شديدةٍ مُردِفةً ) تدري .. كنت أعيشُ مرتاحةً جدًا .. !!!
وبلا وَعيٍ كان يسألُها سؤالاً تأخّرَ جِدًا وقد علِقَ في ذهنِه كلامُها عما أصابها بحملِها..
- وكيْفَ هيَ صحّتُكِ الآن ؟
ضحكَتْ بهستيريّةٍ وهي تتأكّدُ مما سمِعَتْـه .. أيسألُها عنْ صحّتِها حقًا ! ردّتْ عليْهِ بنبرةٍ هدأت هدوءًا شديدًا أخافَه ..
- على أتمّ ما يُرام ... شكرًا لاهتمامِك ... والآن ، هلّا سمَحتَ لي بإتمامِ عمَلي !
لمَ تُعاقِبُه بهذه الطّريقة .... تُشعِرُه مع كلّ كلمةٍ تقولُها بكراهيَتِها .. تتعامَلُ معه برسميّةٍ قاتلةٍ ... " هلا سمحتَ لي " وَحدَها كانت كفيلةً بجعْلِه يستشيطُ قهرًا !
- ليْسَ قبْل أن أشرَحَ لكِ كلّ شيء ... ليسَ قبلَ أن أُبرّئ ساحتي لديكِ ... ليْسَ قبْلَ أن تسامحيني ... !
ولم ينتظِرْ منها ردّا .. كانت تجلسُ على الأريكةِ الطّويلةِ وقد بان التعبُ على محياها كلِّه .. لم يبالِ أبدًا بترحيبِها مِن عدَمِه بما سيقولُه ... لكنّه أرادَ أنْ يرتاحَ ولو من عبءٍ واحدٍ بعد أن كان مخطئًا وهو يظنّ أنه سيخرُجُ ليجدَ حياةً مفتوحةً على مصراعيْها أمامَه ... تنتظِره ليكملَها من حيثُ توقفتْ ...

- كنتُ وحيدًا في الغُربة ... والأحوالُ كانتْ مُزرية .. ولذا وجدتُ في فتاةٍ عربيّةٍ قابلتُها هـُناك فرصتي الأخيرةَ لأنقذَ ما تبقّى من نفسي ... كنتُ قد أحببتُكِ من قبل ... حبًا طاهِرًا يا أندلس .. لكنّ طيْفكِ الذي كان يلاحقني في كلّ ليلةٍ ما استطاع سوى أن يزيدَ طينَ قلبي بللاً .. تزوّجتُها وكنتُ مُخلِصًا لها ... لكنّها عرفتْ بطريقةٍ ما أنني ما زلتُ أحبكِ أنتِ .. في الحقيقة قرأتْ ما كنت أكتُبُه في جريدةٍ .. حيثُ كان لي هناك عمودٌ أسبوعيّ .. قرأتْ ما كتبتُه بعد زواجنا وأنّ الحبّ كاللعنة يظلّ يلاحقنا بأشباحِه إلى آخر رَمَق ومهما تبدّلت أحوالنا .. فاستحالتْ حياتُنا جحيمـًا .. مع أنني واللهِ حاولتُ جاهِدًا أنْ أعوّضَها عن كل ما افتقدتْه بالغُربة ... وذاتَ يوْم كنّا خارجيْن معًـا وبدأت توجّه إليّ الاتهامات .. أخذتْ تصرُخُ حتى ما عُدتُ قادِرًا على التركيز بالقيادة ... وكان آخر ما سمِعتُه منها " انتبه " .. لكنّ السيارةَ الأخرى كانت قـد اصطدمتْ بنا بالفِعل من جهتِها لأنني لمْ أستطع اختيار المكبحِ المناسب .. وهكذا ماتت ..

توجّهَ ناحيَتَها .. كانت قد أخذت تبكي بحُرقة لا يدري لمَ .. فقصتُه تلك تافهةٌ جدًا وهو يستدعيها الآن ولا تحتاجُ ذلك التأثر البالغ منها ... وقفَ أمامَها فنهضتْ من فوْرِها وهي تصيحُ به ..
- حقير .... وَغْد .. ( وبعد سيْلٍ من الشتائم خرجتْ رغمًا عنْها كانت تقولُ بغضبٍ أهوَج ) أكرَهُك ...
تلقى الكلمةَ بابتسامةٍ خرجت مُرّة كروحِه التي نهَشَ الزمانُ روْنَقَها ... قبْل أن يشتعِلَ فيهِ الغضبُ وهو لا يصدّق أنها تقول له " أكرَهُك " بملءِ إرادتِها !!!!!!! تحركَ كعاصفةٍ قويّةٍ .. كان يضعُها على الأريكةِ لتصطدمَ فيها بعُنْفٍ قبْل أن يُغلِق الطريقَ أمامَها بجلوسِه القُرفصاء .. مرتكزًا بمرفقيه على كوعيْها العاريَيْن حتى شعرت أنهما اخترقتا عظمَها من شدةِ القوةِ التي تأثرَتْ بها .... بينما كان يقتَرِب منها بوجهٍ لَفَح وجهها بغضبهِ الناريِّ ... لتُلاحِظَ الآنَ نُدبةً تقتربُ من حاجبِه الأيسر بملامِح مذعورةٍ بعدَ أن صارَ وجهه كل ما تراه في هذه اللحظة .... سألَها بقسوةٍ وعينين اتسع محيطـُهُما بشكلٍ أخافَها حتى جفّت الدماءُ في عُروقِها .. بل تبخّرت كليًا تحت لهيبِ نظراتِه ...
- حقًا تكرهينني !!
وبكِبْرٍ كانت تُغمِضُ عينيْها بينما سالتْ دموعُها لتومئ إيجابًا " أكرَهُك " .....
إنْ كانت تظنّ أنّه كان غاضبًا فهي ما كانت سوى مخطئة تمامًا ... لأنّه الآن بعروقِ وجهه التي نَفرتْ بما يُشبِه الحِقْدَ لا يقارَن أبدًا بكل حالات غضبِه السابقةِ مجتمعةً ..

لا تدري كيف صار مستحوِذًا عليْها بالكامل ... كان يرتفع من مكانِه لتشعُر بهِ يصيرُ فوْقَها بلمحةٍ حتى ما عادت قادرةً على الفكاكِ منهُ وقد شعرتْ بضعـفٍ كبيرٍ يخترِقُها بمجرّد احتكاكِ جسدِه بجسَدِها ... اقتربَ منها أكثر ... وخطَفَ منها قُبلةً شرِسةً حتى شعرت بفكّها يتحطّمُ تحت قوّتِها ليبرهنَ لها عكس ذلك .. قبلةٌ نسفتْ كل ما ادّعتْه أمامه من كُرْهٍ وهي تُبادِلُه إياها بأخرى أكثر عاطِفةً وحنانًا !
نظَرَ إليْها أخيرًا ... وقال بحزْمٍ وقسوةٍ واءمته ...
- لا تكذبي مُجددًا ... وإلا سيكونُ عقابكِ وقتها كاملاً !!
وجلَسَ بهدوءٍ بجانبها على الأريكة وكأنه لمْ يفعلْ شيئًا .. ليَسمَعَها تقولُ بهمْسٍ مخذولٍ أذواهُ بضعْفِه وقوّتِه في آنٍ بعدَ صمتٍ طويلٍ ...
- لمَ خدعتَني .. ؟
أجابَها بصِدقٍ بعْدَ أن ضربَ فخذه بقبضتِه آسِفًـًا : - لمْ أخدَعْكِ ... كنتُ خائفًا وحسب ... ظُهورُكِ أمامي فوْرَ عوْدتي كان إشارةً صريحةً إلى أنني يمكنني أن أجعل حُلمي الذي كان أنتِ واقعًا بعد كل ما تكبّدتُه من عناء !... كيفَ ظننتِ بالله عليكِ أنني سأمتلكُ الجرأة الكافيةَ لأخبِرَكِ بكلّ شيءٍ ... وأتلوّى بعدَها على جمْرٍ من الحَسرةِ بعدما تعلنينَ رفضَكِ الارتباط برجلٍ تزوّج من قبْلِكِ امرأةً " نفقتْ " في حادثِ سيْرٍ كان هو سببه !
هتفتْ رفضًا :- وفضّلتَ ألا تمنحني الخَيار ... أجبَرْتني وحسب !! أتعْلم ... لا تُكمل شيئًا ... لا أريدُ أن أعرِفَ أيّ شيءٍ عنْكَ بعد الآن ... لن أهتمّ مجددًا ....
نظَرَ إليْها بعينيْنِ كانتا تضيقانِ بخيْبةٍ وهو يشعُر بأن الأبواب كلّها توصَدُ في وجهه :- هكذا ببساطة !
صوتُها الذي ارتفَع بصخَبٍ بعد أن كانت نبرتُهُما هادئة قبل قليلٍ اخترَقَ جُدرانَ قلبِه وهو ينبِهُهُ إلى حقيقةِ أنّ الأمرَ مُعقّدٌ جدًا وأكثر مما يتصوّر ....
- عن أي بساطةٍ تتحدّث .. ! ( ودفعته بقبضتيْها ليبتعِد تلقائيًا عنها ) ... إن كان ما يقارب الثلاث سنواتٍ التي مرّت بسيطةً عليْكَ فهي لم تكن أبدًا كذلك عليّ ... ( وأكملت وقد أخذ صوتُها يتهدّج بألَمٍ لطالما عذّبها ويعذّبُها ) هل سألتَ نفسَكَ عن الآلامِ التي تجتاحُ الحامِلَ !!! ... ناهيكَ إن كان بِكرها ... وتوأمًا ... دون زوْجٍ يطمئنُها أو يُشعِرُها حتى بقيمتِها ... هلْ فكّرت بالخوفِ الذي كاد يفتِكُ بي وأنا أتخيّل طبيعةَ الحياة المقبلةِ عليها مع طفليْن دون أبّ ... هل تخيّلت الصعوبات التي وقفت عقبةً في طريقي وأنا أحاوِلُ أن أكرّسَ حياتي لابنيّ حتى ما عدتُ قادرةً على أخذِ نفَسٍ ولو واحدٍ براحةٍ لكي أعوّضَهُما عن فقدِهما والدِهما الجبان !! والدهما الذي غادَر وقد أشبع والدتهما وعدًا بأنّ رحلته ستستغرِقُ أربعةَ أيامٍ فقط .... وكان ذلك وجهُ الضيْف .. آخرُ عهدي بك !!!!!!!!!!!!
هدَرَ بعنفٍ وهو يرفُضُ أن يكون مظلومًا بهذا الشكل دون أن يدافعَ عن نفسِه ..
- لا تعرفين شيئًا ... وتتكلّمين كأنكِ الضحيّةُ الوحيدة ... هناك جريمةٌ كاملة ... مورِستْ بحقّي وأنتِ الآن تأتين لإكمالِها ... لن أرضَ بذلك مطلقًا ...

- جريمة !!!!!!!!!!!!!!!!!!! أراك واقفًا أمامي بلا أدنى خدوش .. ( وأكملت بموضوعيّة ) حسنًا ربما أنا لا أعرف شيئًا نعم ... لكنني لا أرغب بمعرفةِ شيءٍ أيضًا كذلك ... هذه اللحظة لي .... من حقي وحدي أنْ أحاسبك على كلّ ما جرى لي وليْس من حقّك أن تتكلم .. لقد أخطأت .. أخطأتَ كثيرًا ... وصدقًا لا أجدُ نفسي قادرةً على تفهّمِك حتى .. كلما تناسيْت ألما ما ؛ جعجع ألمٌ آخرٌ فيّ ليخبرَني أنك لا تستحقّ ولو فرصةً واحدة .. ( أكملت بأسى وهي تنهارُ باكيةً ) لمْ تتصل ولا حتى تلفونًا واحدًا طوال عامين ونيّف .. كم أنتَ أنانيّ !!!

ظلتْ تبكي بضعـفٍ ليتقطّع قلبُهُ لهُ بعد ذلك وهو لا يدري ما يفعل ولا ما يقول لكي يخفّفَ عنْها ! .. خشي حتى أن يقتربَ منها وهو يرى في نفسِه نذالةً لا يحقّ لها خدشُ نقاء تلك الباكيةِ على مقرُبَةٍ منه ... كاد يتهاوى وهو يشعُر بأن آخِر خيوطِ الحياة تتلاشى من بين يديْه ... ليقرر بذلك الخُروج من الغُرفةِ وهو يحاوِل خداعَ نفسِه بتعليقِها بأمَلٍ قد يكون قريبًا .... ليأتي صوتُها موقفًا له ... صوتُها الذي كان محتقنًا بدموع الوداع ..

- أأحزِمُ أمتعتي وأغادِرُ أم ....... تغادِرُ أنت ؟
مال بوجهه قليلاً ناحيتَها ... ليقول أخيرًا وهو يغضُّ بصرَه عنها لسببٍ لم يعرِفه بينما بدت نبرتُه غامضةً جدًا ...
- لا ... ابقيْ هنا مع الأولاد ... أنا من يجبُ عليه أن يغادِر .. ( وأردَف بعد ذلك بقليلٍ .. ) فقط امنحيني أقل من أسبوعٍ ريثما أدبّر أموري ..

*

يتبع ..


raghad165 غير متواجد حالياً  
التوقيع
إذا مررتم من هنا، فادعو لي ولوالديّ بالخير والتوفيق والصلاح.


ربّنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
ربّنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلِنا
ربّنا ولا تحمّلنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنّا واغفرْ لنا وارحمنا
أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:25 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.