23-04-12, 04:13 PM | #901 | ||||||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| الفصل بعد نصف ساعة تقريباً يا عذوورة ... بدووورة .. منورة يا قلبي .. وان شالله يكون زي ما بتتمنوا .. | ||||||||||||
23-04-12, 04:56 PM | #903 | ||||||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| الفصل السابع ... أنت لي ! تناولتْ هاتفها المحمول بشيءٍ من الغضب .. لتردّ دون أن ترى اسم المتصل الذي هي متأكدة منه .. - هل من الممكن أنْ أنام ؟ - ليس تمامًا ... جاءها رده باتًا ... لتتحول نبرتُها إلى ما يشبه الملل .. - آدم ، أقفلتَ الخط لتوّك .. ما الذي جدّ في أقل من دقيقتين ... ؟ - ما جدّ أنني لم أسمع صوتكِ فيهِما .. ألا يكفي هذا ؟ - بلى ، يكفي تمامًا .. ( أجابت بحبٍ ضاحكة ) ، شعرتْ بعدها بصوتِه يتماوجُ فسألته : "- ماذا تأكل ؟ " ليجيب باستمتاعٍ يضاهي تماماً استمتاعه بذوبان الشوكولا في فمه : - آكل الشوكولا .. تويكس تحديدًا .. يقولون أنها لكَ ولنصفكَ الحُـلو .. - غشاش كبير .. نصفكَ الحُـلو يحسب طعامه باللقمة نظرًا للحمية التي ألزمته أخته بها وأنتَ تأكل ما يحلو لك ! - هل طلبتُ منكِ ممارسة حميةٍ ما ؟ إذاً أنا لم أغشكِ .. ثم تعالي.. أنتِ أين قضيت يومك ؟ - في صالون التجميل ... ( أجابت بتلقائية ) - إذًا هي معادلة ، أنتِ تقضين يومكِ في صالون التجميل وأنا أقضي يومي واقفاً على السلم .. أُكمل تعليق الستائر وأصلح إنارة بيتنا ... فمن الطبيعيّ أن تحسبي اللقمة وأنْ آكل أنا الشوكولا - بيتنا ! ....... ( قالت وهي تتنهّد بسعادة وترقب ) - بيتنا .... وغدًا سنكون معاً به .... في مثل هذا الوقت .. ليس غدًا تماماً لأننا سنبيت ليلتنا الأولى في الفندق وبعدها سنسافر... بطريقةٍ ما أحرجتها نبرتُه اللعوب لتقول باندفاع : حسنًا وداعًا .... - خائفة ؟ سحبت نفساً وهي تقول بموضوعية : - لستُ كذلك .. ابتسم بحذق وهو يجيبها بنبرته الخشنة الواثقة التي باتت تعشقها : - واضح جدًا من احمرار وجنتيـْكِ ... لكأنني أراهما أمامي رأي العين ! ( ضحك ليكمل ) ... لا تخافي أبدًا .. لستُ هنا لأخيفكِ .. - آدم .... - لستُ آدم ... أنا حبيبُ أندا ... شعرت بقلبها يهدر للكلمة ، بل لنبرة صوته أثناء قوله لها وسألته ببراءة وهي تشتاق له بطريقة غريبة: - كيف يخطُر لكَ الكلام ؟! - سرُّ المهنة .... - بما أنكَ تحتفظ بأسرارك إلى الآن فأنا يجب عليّ أن أذهب .. سأنام الآن واللهِ وأنا أكلمُك .. كما أنني عندما أنعس أهذي بالكلام ...! ثم لن تكون جميلة مني أن أنام غدًا في فستاني الأبيض .. - آآه إلا النوم في الفستان الأبيض .... إن كان من أجل ذلك فنامي جيدًا ... - وقح ! ( قالتها وهي تضحك لتنتهي المكالمة ) .. --- أمسكَ دفتره الخاص بـ " يومياتِ عاشقٍ شرقيّ " لا يعرفُ أحدٌ بعمله هذا ، يذكر جيدًا الليلة التي كان فيها بما يشبه عشاءَ العمل .. عندما قال له صديق السيد رامي – رئيسه في شركة ستاند أب كوميدي الشرق – أن الناس هنا متمسكون برأيهم المغلوط عن العرب والمسلمين ... وأنه نادرًا ما قابل عربيّاً يحمل فكرًا متطرفًا .. ليعرض عليه بعدها أنْ يخصص له مساحةً في الصحيفة التي يعمل فيها كرئيس تحرير عندما تحدث السيد رامي عن عبقريّة آدم في عمله السابق كصحفيّ .. لم ينتظر آدم كثيرًا وقتها قبل أن يجيب بالموافقة ... لكنه طلب من السيد أن يعطيه الثقةَ أيًا كان الموضوع الذي سيتطرق إليه ... وعندها خطرت له فكرة اليوميات .... لم يَبْدُ السيد رونالد متحمّسًا لها .. لكـن آدم استفاد من دماثة أخلاقه ومِن خجله من سحب ثقته – بصراحةٍ – ! الجدير بالذكر أن السيد رونالد غيّر رأيه تمامًا عندما أطلعَهُ آدم على مسوّدته .... فإضافة لأسلوبه الجميل ... و"العاطفيّ" كما سمّاه ، أعجب بالبدايةِ الغريبةِ لقصةٍ ربما ستضج يومًا في أنحاء بلده الغافل تمامًا عن حبٍ دافئ من هذا النوع .. ( أعزائي ...... سأخبركم أخيرًا بخاتمة القصة .... لقد أصبحتْ لــــــي ...... ) فكّر بروعة أن يملأ عاموده بهذه الكلمات القليلة بخطٍ كبير وينهي الحكاية التي بهّرها كثيرًا .. ستكون فكرةً جديدة ... لكنه شعر بأنها ليست النهاية ... فكتب تحتها بخطٍ صغير .. " ربما ألقاكم بعد شهر العسل " ... --- الجوّ يزداد لطافةً .. وهذا دفعه للرغبةِ بالنوم على شرفة غرفته ... تسللت لمسمعه نغماتٌ ما ... هناك أحد ما من الجيران يسمع الأغاني في هذا الوقت ؟ .، أيْ نَعَم الوقت متأخر .. إلا أنّ سماعَه الموسيقى الخليجية الدافئة وكلمات هائمة تتراقص داخلها دفعه للتغاضي عن هذا الفعل الذي لا يهضمه عادةً .. يكفي أنّ المستمع رهيفُ الحِسّ ... فتحَ باب الشرفة لتتواثب الستارة البيضاء على وقع تحريكِ النسيم النديّ لها ، أراد بسط لحافه على أرضيّة الشرفة لكنه تراجع أخيرًا لسببيْن ... أولهما أن أمه ستوبّخه صباحاً على اتساخ لحافه وإن لم يكن متسخًا .. وثانيهما أن الجلوس على أريكة القش الصغيرة بدا له أكثر إثارة ... خاصةً أنه سيكون غبيّاً إن تركَ ليلةً مقمِرةً كهذه تسهرُ وحدها دون أن يتأملها بعينٍ عاشقةٍ للجمال ! استلّ كتابًا ما .. وبعض المكسرات وأضمر في داخله نيّة إعداد الشاي .... خطا إلى الشرفة ليصدمه النور القادم من شرفة الجيران الجدد .. و ليتفاجأ بعدها بأن ظلاً ما -يرتدي خرقة بيضاء على رأسه- جالسٌ على كرسيّ وأمامه طاولةٌ رست عليها بعض الكتب وهاتف محمول عرف أنه مصدر الصوت ... كانت تنكّس رأسها .. تحلّ مسألة ما ... أما هو فكان يراقب تحركاتها بنصفِ عينٍ لكي يُسكِتَ الصوتَ الذي علا بداخله ليخبره بأنه أعجب بشكلها العام ، عندما رفعت رأسها ووجّهت إليه طرفًا ... ثوانٍ قليلة أخذتها قبل أن تبدأ بلمّ حاجياتها بانزعاجٍ عرفتْ كيف توصله إليه ... أطفأت الإنارة لتسمع قبل أن تدلف غرفتها .. ( نسيت أنّ حضور الملائكة يستلزم غياب الشياطين ) - أنا شياطين ؟ قالت في سرّها بمقتٍ كامل ... لتتراجع بتحدٍ وتعود لتشعل الإنارة وتضع حاجياتها على الطاولة .. رفع حاجبيه متعجبًا .. ليقول في داخله ( كم هي قوية ! ) بينما ظل جالسًا على أريكته يُظهِر قراءته للكتاب الذي يحمله في يده .. أما هي فكانت تتظاهر بالدراسة بينما لم تكن تفعلها .. أصلاً هي تدرس في شرفتها لأنها لا تتقن الدراسة تحت أي عين ترقبُها.. أخيرًا دخل غرفته عندما علا صوتٌ من أصواته الكثيرة أمره بأن ( استحِ ) ... بينما هي انتظرت دخوله مطوّلاً لتلِـج غرفتها وتنام .. كادت تغفو على كتابها لولا أنّ رغبتها بكسب التحدي حثتها حثًا على البقاء ! --- - أكرَهُكِ ... كانت هذه الكلمة - بل الصرخة - أول ما قفز لمسمع سلام عـندما فتح باب شقته لتتوقف الدماء في عروقه عن الجريان ، هرع إلى الداخل ليجدها منهارةً تمامًا .. بينما رويد يبكي ، - ... حبيبتي ، اهدئي قالها محاولاً طمأنتها ليعلو صراخها وهي تكرر " أكرهكِ ، أكرهكِ " - ناي .. توقفي ! صرخ بصوتٍ لا يحاكي أبدًا صراخها ... كان صوتًا يشبه الرعدَ في دويّه ، ومع ذلك لم تتوقف ... أخيرًا اقترب منها .. لتشعر بصفعته القوية تهزّها وتنتشلها من البحر الذي غاصت في لجّته المظلمة ،... احتضنها وهو يمسحُ موضع صفعتِـه بينما تمتم بكلمات الاعتذار ويده الأخرى تحط على شعرها المربوط بإهمالٍ حاكى تماماً حالتها النفسيّة الرثة .... - قالت في آخر لقاء صحفي أنها تعيش في تفاهم تامٍ مع ابنتها لا بل وتخرج معها على الدوام هي وحفيدها رويد ... تعرف من ابنتها .. إنها أنا يا سلام ... أنا ابنة تلك اللامعة ! تكذب !؟؟ ألا تعرف أنني أسمعها ؟ ألا تراعي مشاعري إلى الآن .. - لا يهمّ حبيبتي لا يهم .... دعيها ؛ ستعرف يومًا أيُّ قيمة تلك التي أهدرتها .... أنتِ اهدئي فقط الآن ، رويد يبكي .... ألن تذهبي إليه ؟ صمتت .. وهي تسير برفقته ، أحاطت جذعه بذراعيها لكي تستمدّ منه القوة ، تأملته بعاطفة ... بينما أخذت تبكي ببؤس شديد .. حملت رويدًا أخيرًا لتقول وهي تبتسم ألماً بينما ترمقه : - لا أعرف كيف يمكن لامرأة أن لا تنحني أمام نداءات ابنها ... أن تتركه يبكي دون أن تكفكف دمعه ... تخرج دون أن تطمْئِنَهُ بأنها عائدة .. تتركه لخادمةٍ دون أن تسأل عن أهليتها ... تدمر حياتها وحياة الرجل الذي أحبها وأحبته من أجل المال وإدارة الشركات ... تخيّل ؛ قالت لأبي أنها لا يمكنها المجيء لحضور حفل زفافي نظرًا لانشغالها بالخارج ... وأبي المسكين قال أنه لم يخبرها مراعاة لي ... لم يكن يعرف أنني تسمعت على مكالمته كاملة .... اكرهها يا سلام ، اكرهها وأكره أحياناً أنني أم لأجلها ... أخاف أن أكون يومًا مثلها ..... حتى عندما غادرت حياتي وبلا رجعةٍ إن شاء الله .. تركت فيّ عقداً لا أعرف شفاءً لها ... كان ملتصقاً بها ويده لم تتوقف عن مسح شعرها وكتفها بحنان شديد ، في الوقت الذي كان قلبه يعتصر ألمًا لأجلها ، شدد من احتضانه الجانبي لها لأنها تحمل الطفل وهو يقول بعاطفة صادقة : - ناي .. لا تقارني نفسك بها أبدًا ، لم أنتِ خائفة ؟ ... لو تعلمين كم أحمد الله لأنك أم طفلي ... معكِ لا أخاف عليه أبدًا .. لأنني أوقن تمامًا أنكِ نعم الأم له .... ( قالها لتهدأ .. ثم أردف بامتعاضٍ و ربما استغلال ... ) مع أنني أغار منه أحياناً وذاك شيء آخر ، ضحكت ملء فمها متناسية كل شيء قبل أن تضع رويدًا في سريره إذ كان قد نام مجددًا .. مسحت دمعاتها بطفوليّة يحبها .. التفتت نحوه ورمقته بملامح ماكرة تليق بها جدًا كما شعر وقتها قبل أن تقول بجرأة : أنا لك ... - سبحان الله !!!! دائمًا الوقت غيرُ مناسب ... ( قالها بخفة لتضحك و ليكمل بتبرم ) ستذبحنا أندلس إن تأخرنا عليها ... وأنتِ ستتأخرين كالعادة في تجهيز نفسكِ .... وأنا المسكين ، أريدك أن تكوني الأجمل ! - مُحِقّ ... ( قالت باستدراك قبل أن تدير ظهرها هامّة بالخروج من غرفة رويد ... ) - هيييي تعاليْ .. قبلةٌ واحدة لن تؤخرنا ... - " صرّت على أسنانها وهي تشيح بوجهها ناحيته لتقول بدلال : ما زلتَ كما أعرفكَ واضحٌ بشكلٍ مخيف .. لكنْ مع ذلك ليس الآن .. أنتَ لمْ تنجح قبلاً بجعلها قبلةً واحدة ... - من يعرف ؟ ربما أنجح الآن ..... --- - ماما ..... أريد طلاءَ الأظافر الورديّ ، هذا غير جميل .. - سأجنّ بعد قليل ماما .... منذ ساعةٍ وأنا رهن أوامرك ، يكفي إلى هنا ... - لمَ فعلتِ كل شيء لعليّ ؟ أعرف .. أنتِ لا تحبينني كما تحبينه ، - نوور !؟ من أينَ جئت بهذا الكلام .. ؟ منذ متى ونحن نتصرف بقلة تهذيب .. ؟ - أنا لاااا أحبك ماما ... قالتها نور بقوة ... لتصل إلى مسمع شادن بأضعاف قوتها ... ( نور لا تحبني ؟؟ ) وكأنها تسمع تسائلها .. أردفت بإجابةٍ مُلجِمة ..... - أحبُ بابا وفقط .... أريد بابا الآن .... - نوور !!!!!!!!!! صرخت شادن بها لتبدأ نور بالبكاء ... قبل أن تدخل قلورياس لتأخذها وهي تحتضنها بحنان وتهدهدها بصوتها العذب المطمئن قبل أن تقول ... - سنضع الآن طلاء الأظافر الذي تحبينه ... هيا تعاليْ معي يا حُـلوتي ،. وأخذتها بينما أشارت لشادن بأن تهدأ ... كيف ستحلّ معضلتها ؟ كيف ستعود دون أن تهدر كرامتها .. ؟ إن كان متمسّكاً بها ألا يجب أن يطلب منها العودة ؟ حتى إن عادت ... هي لن تحتمل مجددًا كلمة شكٍ إضافية ..، لربما كانت ستقدِر على نزعه من حياتها لو كانت بمفردها ، كانت ستتألم وكثيرًا .. لكن ألمها مهما كان موجعًا وقتها سيظل محتمَلاً .. هناك طفلان الآن ... يقتلانها بنظراتهما المشتاقة لوالدهما ... والوضع يزداد سوءًا ! فها هي نور تخرج من مرحلة النظرات لتصل إلى مرحلة التصريح .. كم ستحتمِـل !؟ كانت ساهيةً تمامًا ورأسها يعجّ بالتساؤلات عندما دخلت ناي لتجدها على تلك الحالة ... ولتتكلم تلقائيًا مسريةً إياها : - اسمعي ... لا تشكي لي ... سأُبكيكِ ... كلنا لدينا همومنا التي ليس وقتها الآن .. سنفرحْ ، حسنًا ؟ أومأت لها شادن أنْ " حسنًا " .. قبل أن تمدّ ناي يديْن حطتا على ظهرها لتربتا عليه مانحتيْها الدعم .. ولتقول بعدها .. : لا أعرفكِ منذ زمن .. لكن الله يعلم كم أحببتكِ ... وكم أتمنى لكِ الخير .. جاءها كلامها موقظًا ... فعلاً ليس الآن ، يجب عليها أن تتحلى بالقوة .... - حبيبتي .. وأنا أيضًا ، بالفعل يجب علينا أن نفرح و قسريًا .. أندا قادرة تمامًا على جذبنا من شعرنا وأمام الناس إن لم تشعر بفرحنا الحقيقيّ يلفها .. --- - اللهم صلِّ على سيدنا محمد .... قالتها مروة بينما رمقت آدم بحلته الأنيقة ... بدا لها كما لم تعرفه من قبلُ رجلاً ... لا لشيء إلا لأنها دائمًا ما كانت تراه طفلها الذي لن يكبر ... تقاذفت دمعاتها تباعاً ... بينما بدا آدم ممتناً لها .. على كل ما قدمته من أجله ليصل إلى هذه المرحلة ! - واللهِ أنتنّ النساء .. لا تـُفهَمْنَ أبدًا ... لم البكاء الآن ؟!! قالها أسد ... لتتحول نظرات أمه ناحيته .... - لن تعرف ... لأنك لست امرأة ! وخرجوا جميعًا ... آدم أصر على أن يقود سيارته المزدانة بالزهور بنفسه ... أما أسد فاستأجر سيارةً اليوم لكي يكون أكثر حرية في تحركاته وأمه .... --- - قلتُ لكَ أن الوقت ليس مناسبًا الآن ...، حسنًا .، ماذا ؟ ليس تماماً ..، سأتصل بك لاحقاً . سمعت شادن لتكاد تموت فضولاً لمعرفة الشخص الذي تكلمه والدتها بالإسبانية ... أحست ارتباكها ، وحتى انزواءها ربما خوفًا من أن يسمعها أحد ...... ( ترى ماذا هناك أمي ؟ ) .. - شادن ماذا تفعلين هنا .. ؟ ( سألت قلورياس بصدمة ... ) - لا شيء أمي ... جئت لكي أستعجلك .. الجميع بانتظارك لنذهب ... بدأ المعازيم بالتوافد .. وخرجتا ،.... --- يتبع .... التعديل الأخير تم بواسطة هبة ; 07-06-12 الساعة 01:27 PM | ||||||||||||
23-04-12, 05:01 PM | #904 | ||||||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| ^ بعد الحفل ^ رنّ هاتف شادن للمرة السادسة على التوالي ... كان المتصل سلام ، أخيرًا ردّت عليه وهي تقول بنزق : - يا أخي فهمنا أنك تتصل .... شُغِلتُ قليلاً بـأمي وهي تبكي آخر العنقود ... ماذا تريد ؟ - تعاليْ حالاً خلف الفندق .. أريدكِ في أمرٍ هام .... قولي لأمي أنْ تخرج مع نور فوالدي ينتظرهما في سيارته ومعه عليّ و رويد ... - سلام .. ماذا هناك ؟ هل أصاب ناي مكروه ... ليس من عادتها أن تفرّط برويد ... قل بسرعة ، أقلقتني ! ضحك بانتصار وهو يرقب ناي قادمةً نحوه قبل أن يقول : " ناي لم تفرّط فيه لأن لا علم لها بالأمر ... تركَتْ رويد معي وأنا سلّعتُه .. ليس هناك ما يقلق ، هي بخير .. أريدك في أمرٍ خاص فلا تكثري الجدال وتعاليْ ! " سارت وهي تبتهل إلى الله أن لا تكون هناك مصيبة ما في انتظارها ... حذاؤها عالي الكعب قيّد سرعتها خاصةً وهي تحاول أنْ لا يعبث الهواءُ بعباءتها .... خافت وقد أخذ المكان يتلفع بالظلمةِ شيئًا فشيئًا .... وقفت قليلاً قبل أن ترنّ على سلام لتجد هاتفه مغلقًا ... اشتاطت غيظًا وهي تبحث بعينيها عنه دون أن تراه ، أرادت أن تهمّ بالعودة عندما شعرت بأنامل قويةٍ تغطّي بلمحِ البصر عينيها لتحجب عنها الرؤية ... أحستْ هذه المرة بخطرٍ حقيقيّ يداهمها فأخذت تتخبط محاولة التملص من الشخص الذي يحاول أن يكتّفها بيديه الآن لكي لا تهرب ... أرادت أن تصرخ بملء فمها عندما سمعت تلك " الشادن " الهامسة المختلفة تخرج من بين شفتيه ... --- ظل أسد ينتظر والدته وقتًا لا بأس به ... لتطلّ عليه أخيرًا ووراءها امرأتين ... أو بالأحرى امرأة وفتاة ،.. و لم يستغرق كثيرًا من الوقت ليعرف هويتهما .... بلباقةٍ رحّب بالسيدة التي تقترب من والدته عُمرًا .. ودخل السيارة ... لتجلس والدته بجانبه ... والجارة وابنتها خلفهما ، بدت السيدة محرَجةً للغاية لأن زوجها وأبناءها الثلاثة غادروا قبلها بينما هي ظلت وابنتها لنهاية الحفل مجاملةً للسيدة مروة التي طلبت منهما البقاء .. لتطلب منهما العودة أخيرًا بصحبتها لأن السيارة فارغة ،.. باحترافيّة ونصف عينٍ كان يوجّه نظراته عبر المرآة إليها ... ونظرًا للظلامِ لم يستطع أن يتبيّن ملامحها جيدًا ، مع ذلك عرف تمامًا أنها تدّعي الوداعة من صمتها طوال الطريق ... رآها مرتيْن فقط واستطاع أن يعرف منهما أي فتاة قويّة هي ... ليخرج من إطراقته الطويلة عندما سمع والدته تتكلم مع الخالة عن دراسة ابنتها ندى .. وأنها ذكية في المدرسة وتنتظر منها نجاحًا باهرًا في الثانوية ... لكنها تجد صعوبةً في مادة الفيزياء .. وربما ستحضر لها أستاذًا خصوصيًا ... لتقول السيدة مروة أن ابنها أسد بارع في الفيزياء .. وأنه يمكنه أن يقدم المساعدة .... - لا نريد أن نُتعب ابننا أسد ... لا شك أن دراسة الهندسة وحدها تستغرق كل وقته ... - لا لا ... إنه ينظم وقته بشكلٍ جيد ... كما أن ساعة في النهار لن تأخذ من وقته الكثير ... أليس كذلك يا أسد ؟ أراد أن ينفجر في والدته ليقول : كلا .. ليس كذلك يا أمي ! ... لكنه أخيرًا لم يُـرِد أن يكسر كلامها .. وبصراحة بدت له الفكرة جيدة ..... كما أنه عندما وجه طرفه إلى المدعوة ندى نجح بقراءة " اللا " من شفتيها الملويتيْن كنايةً عن عدم موافقتها على الأمر ، ولأن معاكسة الفتيات في آرائهن تجري في دمائه قال بكل رحابة صدرٍ ... ( بلى أمي ... لن تأخذ من وقتي شيئًا ... أصلاً أكون في قمة السعادة حين أقدم عوناً للجيران ) --- يا الله هل وصل بها الحال لكي تتخيله معها .. إنها تحلم .... عرفت أنها تحلم ومع ذلك استجابت سريعًا لحاجتها إليه فأخذت تستنجد به ، تناديه باسمه بأقصى ما اعتراها من اشتياق وحنينٍ وحتى تعب .. ! احتضنها بقوةٍ عندما أجهشت بالبكاء ..... طال بهما الوقت وهو يحتضنها بينما هي لا تزال تبكي .. تبكي لألفِ سبب ، ربما لأنها متعبة .. مكتئبة .. حزينة ... ولكن تلك الأسبابَ كلها كانت واهية ... كانت تعلم يقيناً أنها تبكي لأنها لم تصدّق أنه أتى ..... أتى أخيرًا .. وهي مشتاقةٌ إليْه .... بصمتٍ قادها إلى سيارة قلورياس ... فمجد سلّمه مفاتيحها بكرمه المعتاد لأن أوس أتى متأخراً وبالكاد حضر حفل الزفاف ،.. ركبت بجانبه ... دون أن تنبِسَ بكلمة وهو كذلك ! ،.. ظل يقود السيارة شبه ضائعٍ وهو يبحث عن النقطة التي سيبدأ منها ، عن وجهته .... ليصطفّ أخيرًا عـند بوابة المعهد الذي كان بداية حكايتهما ، بطريقةٍ ما قاده القدر إلى ذاك المكان .. هو حقاً لم يخطط للأمر ... لكنها ما فهمت سوى أنه يحاول أن يضغط عليها مجدداً .. فوجدت نفسها ترخي سمعها لأصداء اتهاماته المتكررة لها بالخيانة ... فما كان منها إلا أن أصدرت ضحكة قصيرةٌ أخرجتها عمدًا بسخرية قبل أن تقول بقسوة ... ( لم جئت يا أوس ؟؟ ) وليردّ هو عليها بـ ( جئت لأنهي هذه المهزلة ! جئت لأعيد عائلتي يا شادن. ) ضحكتُها هذه المرة كانت أعلى وأطول زمناً ...... لتقول نهايةً بذات القسوة ، - قُل أنك عُدتَ لأنك لا تطيق يومك دون تقاريري اليوميّة حول تحركاتي ... قل أنك عدتَ لأن نفسك الشكاكة حثتك على العودة .... قل أيّ شيء إلا أنك جئت لتعيد عائلتك ! أنت فاشل جداً عندما تدّعي الوداعة يا أوس .... - حسنًا ..... كما تريدين !... لكنني لن أسمحَ لكِ بالذهاب ، لن أسمح لكِ أبدًا ... - لن تسمح لي ؟؟؟؟ حقًا أنتَ غريب ، وكأنك لا تتعلم من أخطائك ... متى تفهَمُ أنني أنا من يقرر ... ليس أنت ..... ليس أنت ! - منذ متى أصبحتِ قاسية ، تقِـفين لي على الكلمة .. تعاملينني وكأنني لست أوس ... ( قالها مستجديًا وكأنه يذكـّرها .. ) - أعلم أنك أوس ... أوس الذي ظننته شخصاً لأكتشف فيما بعد أنه شخصٌ آخر أبعد ما يكون عما حلمت به .. لكنك لست من يسيّر حياتي بعد الآن ... أنا من سيقرر عندما يتعلق الأمر بي من الآن فصاعداً ... وليس أنت ! - حسنًا ليس أنا ... لكنني سأدفع عمري من أجل أن أجعلكِ تقررين العودة ... --- بحثت بعينيها عن صغيرها فلم تجده .. اضطربت .. لكنّ ملامح سلام المستكينة تماماً بعثت فيها شيئًا من الاطمئنان ... لتشعر بملامحه تنقلب مئة وثمانين درجةً وهو يكلّم أحدًا ما على الهاتف بينما هي مقبلةٌ عليه ... نظرت إليه بخوفٍ وقالت : - مع مَن تتكلم ؟ إجابتُه التي تلخّصت بملامح وجمت في خوف لصٍّ متربَّصٍ به جعلتها تقطّب حاجبيها تحفّزَا لكلمةٍ خشيت أن يقولها ... - أين رويد ... ؟ سألت بفزعٍ .. فقوبِلت بضحكة سلام اللعوب وهو يتحدّث على هاتفه ، ليومئ لها بعدُ بأنه بخير ...... اطمأنّت لجانب رويد .. لكنّ جانبًا آخر بدأ يأخذ من صبرها كل مأخذ ........ - سلام مع مَنْ تتكلم ؟؟؟ لم يأتِها أيُّ ردّ ... ليتحرّك مبتعدًا عنها بينما هي تلاحقه بعينيها بعدم فهمٍ ولا تصديق ! شعرَتْ بِهِ يرتاح كثيرًا مع متحدّثه الذي باتت شبه متأكدة أنه " امرأة " ... أخيرًا ذرعت المسافة بينهما ... لتنتشل منه الهاتف مباغَتةً ... وليبرِزَ عدم موافقته لفعلها بملامحه التي تغضنت غضبًا ! كتلميذٍ مؤدب أعادت الهاتف إليه ... ليتقدّمها سيرًا نحو سيارته بذات الملامح الواجمة ... سارت خلفه ليدخلا السيارة معاً . قهقه عاليًا فور ركوبهما ... لتشعر بأن فُصامًا ما يحوم في الأفق ،. قال بعدها بتشفٍّ وهو يعضّ على شفته السفلى ... - رائعة عندما تغارين ! - سلاااام .. مع من كنتَ تتكلّم ؟ سألتْه بنفاد صبر وقد ارتفعتْ نبرتُها قليلاً ..... ليجيبها بصمتِه الماكر ويبدأ القيادة ،.. ظلت تلاحقه بعينيْن يتطاير منهما الشرر .. وهو " وكأنه ليس هنا " ... أخيرًا مدّت يدها وأمسكت ذراعه لكي تجبره على الالتفات إليها .... التفتَ أخيرًا لتقابلَهُ بعينيْها المتسعتين تساؤلاً .. وليقول بتلقائية : مع شادن ... عيناها اللتان ضاقتا بعدم تصديقٍ أرسلت له إحساساً أفاد نعتها إياه بالكاذب ... ليتمكّن صدقُ تعبيرِ عينيها من جعله يشكّ بنفسه إلا قليلاً .. أخيرًا استلّ هاتِفَهُ وفتح سجل المكالمات بعد أن توقف عن القيادة ... وفعلاً كان اسم " شادن " هو المتربّع على قمة سجل المكالمات ,.. لكن اسمًا آخر لم تعرف كيف رأته عيناها قفز أمام نظراتها وكأنه الوحيد في سجل المكالمات ، ناشرًا دواماتِ قلقٍ في كيانها كله .... مَنْ هي " سلمى " التي كتب سلام كلمة " جامعة " بجانب اسمها ؟ رأى بَرْقَ الترقّبِ في عينيْها ... ليستذكر أن هاتفه معَها وهي تحرّك أصابعها بحريةٍ على شاشته الكبيرة .. أطبقَ جَفنيْه وقد دار الأمر في مخه ... وبخفةٍ سحب هاتِفَه من يدها وبتلعثُمٍ قال : - لمْ تسأليني عن رويد ؟ " ليعود مجدداً إلى القيادة .... ظلت مطرقة لوهلةٍ قبل أن تستشفَّ من ارتباكِه تحفظه على فتحِ الموضوع الآن .... وبصبرٍ عميمٍ تداركت نفسها وقالت بهدوءٍ : - أين هو ؟ - إنه عند أمي ... ( ردّ وهو يحرّك حاجبيْه نصرًا ) - لكنْ !! ..... رويد يكون مزعجاً ليلاً وسينغّـص نوْم ماما قلورياس .......... ( أكملت بخفوت ) وووو أنا لا أستطيع أن أنام دون أن أراه ! حملق فيها بتطلّبٍ قبل أن يقول برجاء : - أمي ستسْعَدُ بهِ .. هي ليلة واحدة ! ناي ... لا تفسديها أرجوكِ .. - لكن ... رو.ي.... قاطعها قبل أنْ تُكمِل.... ليقول بغضبٍ ونزق فارَ في دمائه فجأة كبركان ... - ناي ..... سأشتم رويد وأبا رويد وأم رويد بالمعيّة بعد قليل !!!!! فقط لو تركّزين جديًا فيما تفعلينه ... تدفعينني لمكان لا أريد الوصول إليه ،.. لست سوى رجلٍ بالنهاية !! صمتَ طوال الطريق بعدها ، أما هي فظلت كلمته الأخيرة تتردد في مسمعها جيئة وذهابًا ... أحستها وحشًا ضاريًا يتوق لالتهامِ مملكتها .. سلام حبيبها ترى في هاتفه " سلمى جامعة " وبعدها بقليل يُذكّرها بأنه ليس سوى رجلٍ ، ( هل فعلتَها يا سلام ؟ ) وعند هذه النقطة شعرت بروحها تحترقُ ثمّ تضرمُ نارُها مجددًا لتعود وتحترق ! ترجّل من سيارتهِ وصفَق خلفه الباب لتستيقِـظ من هوْل المفاجأة .. حتى إن لم يخُنها بعدُ فهي في خطرٍ حقيقيّ ، ( سلمى وسلام ) جاءها شقها المجنون ليخبرها بأن اسميهما يليقان ببعضهما تمامًا .. ليقرع قلبها طبول الحرب ... ولتقول في عقلها "أنْ حان وقتُ تصحيحِ المسار" .... لن تجعل من نفسها امرأة فاشلة تبكي ضياع زوجها .. حتى إذا ما راجعته بالأمر قال لها بكل قسوة أنها السبب ... وأنّها بنفسها منحته العذرَ ! هرولتْ خلفه مسرعةً ... وقطعت السلالم كفهدٍ يعدو خلف فريسته ... أما هو فكان قد استقلّ المصعد .... وصلتْ باب البيتِ قبله فوقفتْ تنتظره ... ثوانٍ وشقّ نور المصعد ظلمة العمارة ليشرق وجود سلام بقلبها بنورٍ مماثل ... تجاهلها تمامًا ودخل دون أن يشعل الإنارة ..... دلف غرفة رويد ... خلع حذاءه وفكّ ربطة عنقه .. رمى جاكيت بدلته على الأرض وحلّ أزرار قميصه .... شرُد قليلاً وهو يتطلع إلى الشارع الهادئ ... بطريقة ما شعر بالكآبة تزحف إليه ..... لو يعرف طريقًا يفهّمها فيها أنّ الضغوط من حوله كثيرة ... وأنها الآن باتت إحداها !! كان حانقًا عندما فكّر بالنوم على الأريكة شبه المهجورة المستقرة في غرفة رويد ... فتح النافذة وأزاح الستارة لكي يأنس بضوء القمَر وهو يتسلل إلى الغرفة ........ ربما .. هي طريقةٌ واحدة تلك التي يعرفنها النساء لكي يصالحنَ بها أزواجهنّ .. لكنّها لم تكن مجرد طريقةٍ لناي ... كانت أكثر من ذلك ، عنتْ لها طوق النجاة ... فكرت بأنه ربما سينسى المدعوة سلمى – إن كان يفكر بها – عندما تشعِرُهُ بقربِها كحبيبة .... كحبيبة عاش معها أجمل الليالي وأعذبها ...... ارتدت فستانَاً هجرتْهُ منذ زمن ..... أرخت شعرها لينسدل وراء ظهرها وأحاطتْ عينيها بتلك الهالةِ الارستقراطية التي وضعتها لها المزينة يوم خطبتها ...... سارت حافيةَ القدميْن ... ولم تخجل من قِصَر فستانها .... بجرأةٍ حسدتْ نفسها عليها دلفت غرفة رويد .... الغرفة التي لطالما أشبعَتها ألمًا لفقدها حنان الوالدة وحتى دفء الحبيب الذي أُغدِقت به عاماً كاملاً قبل أن تصبح أمًا ... انخطفت أنفاسه فور رؤيتها بتلك الطلة الجريئة .... لكنه لن يُفسد الخُطة التي جاءت معه على السليقة ويبدو أنها نجحت تماماً بإظهار ذوبانه وضعفه أمامها .. ولذا ظلّ ساكتًا .. بدأت تخاف ... فسلام لم يحرك ساكنًا لمجيئها ،. شعرت بكرامتها تـُراق أمامها ... ( يا الله فلتأخذ روح سلمى الآن إن كانت قد خطفت زوجي مني ) تمتمتْ بها بحقدٍ أسود .. ولتخفف من وقع مصابها ظلت تمشي في الغرفة لتستقر أخيرًا أمام النافذة المفتوحة .......... بدأ الصبرُ ينفد منه ... فها هي ذا تختال أمامه في دعوةٍ صريحة للانقضاض عليها .. لكن وقوفها أمام النافذة المفتوحة ليبدأ شعرها بالتراقص مرةً ذات اليمين ومرة ذات الشمال وجسدها يحتضنُ الهواء القادم عبر النافذة بدا له مشهداً غير عاديّ أبدًا .. احتمال أن يكون أحدهم ما واقفاً في الشارع وبالتالي ينعم بهذا العرض المسائي أيقظ فيه شيطانه ليقول بغضب أهوج : هييييي أنتِ ، كيف تقفين هكذا أمام النافذة ؟ ابتعدي فورًا ... شعرت بكلماته الهائجة أياً كانت وهي توجَّه لها انتصارًا ... أدارت وجهها ونظرت إليه قبل أن تقول بمراوغة : - لن ابتعد إلا إنْ أبعدتَني أنتَ ... - نااااي .... لا تثيري غضبي فهو مُثارٌ خِلقةً .... هزّت رأسها رفضًا ليفهم أنها لن تتحرّك ... هذه المجنونة لو تعلم كم يحبها لسبب يجهله ... ليست خارقة جمالٍ ولا أميرة ماس ولا حتى سليلة عائلة شرفاءٍ ... لكن ذلك بعينِه ما يعنيه الحب .... تقدّم نحوها وأمسك ذراعيها بتملك .. أبعدها بقسوةٍ نحو النقطة الأكثر ظلاماً في الغرفة .. وخطف منها قبلة مجنونة حاكت تمامًا شوقه الكبير ......... ابتعد قليلاً عنها ليتأكد من مشاعرها فوجد في عينيها خير دليل .... وليقول بعدها بصوتٍ ضجَ رجولةً : " أنتِ لي وحدي " ... --- يتبع مع لولا | ||||||||||||
23-04-12, 05:04 PM | #905 | |||||||
نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| كانت تقف في وسط الجناح الخاص بارتباك شديد وهي تنظر إلى كل شيء ولا شيء ، ما التالي أندا ؟! حفل الزفاف وكان بروعة الخيال .. نعم .. ولكن الآن .. ما المطلوب ؟؟ ماذا يفترض بها أن تفعل ؟! ضايقها الصمت وهي تتساءل أين آدم أو ما الذي يفعله في هذه الدقيقة بالذات ؟! رفعت عينيها قليلاً لتفاجأ به يجلس في وضعية نصف استلقاء على السرير الواسع وعيناه مسبلتي الجفنين لكنهما ترسلان شرارات ملتهبة نحوها ، شعرت بالحرارة تندلع في شرايينها خجلاً وخوفاً وارتباكاً و .. ترقباً همس لها بصوت متحشرج يحمل من المشاعر ما لا قِبَل لها بتفسيره : - تعالَيْ إلى حبيبِ أندا .. يا حبيبة آدم ! اتسعت عيناها استغراباً ، هل حقاً قال لها تعالَيْ ؟ أهملت كلماته التي أعطتها دفعة من الثقة كي ترفع القفطان الأبيض الذي ارتدته فوق بدلتها البيضاء ساعة خروجها من القاعة ،و لم تلحظ عينا آدم اللتان اكتسحتا ما ظهر من جسدها وكأنه كان يتوق أن ينفرد بها بصورتها البهية التي كانتها في الحفل ، يتوق أن يتأملها بعيداً عن النظرات الفضولية ، أن يلامسها دون موسيقى تصويرية من الشهقات النسائية .. أرادها أن تكون له .. بلا أي مشوشات ! غادر السرير كي يقترب منها فالتفتت إليه بتحفز حالما شعرت باقترابه ، لامس بشرة كتفها المخملية بظاهر يده وهو يهمس لها بعاطفة مكبوتة بينما يقترب منها ببطء مدروس : - رؤياك متعةٌ للنظر .. ابتسامةٌ صغيرة ظهرت على شفتيها قبل أن تميل بوجهها حياء منه ، فاقترب منها أكثر لدرجة شعرت معها بأنفاسه الدافئة تلفح عنقها وكتفيها ، حطت أنامله على ذقنها ليرفع وجهها نحوه وهمس أمام شفتيها بصوته الذي بات يحطم حصونها أيًا كانت مناعتها : - لا تلمني! لم تلمني.؟..........خفق القلب لعين سحرتني إن تلمني سأغني!............."عين حورا قتلتني" تأملت عيناها عينيه اللتين كانتا بدورهما تتأملان عينيها ، تلاقت النظرات لتروح في عالم من الخيال ، العواصف التي تبادلاها بلغة العيون ، كانت كفيلة بإصابة كليهما بصعوبة في التنفس ، همس لها هذه المرة وشفتاه تلامس عنقها : - أنت جميلةٌ يا أندا .. بل خلابة .. وكلما نظرت إليك كلما تهت في سماء حسنك أكثر ... حواء قلبي! همس كلمته الأخيرة وشفتاه تحط على شفتيها قبل أن تعزفا أرق ألحان الحب ، لكن المشكلة كانت بيديه اللتين اتجهتا إلى سحاب فستانها ، وضعت يدها فوق يده وهي تبتعد قليلاً عنه وهمست : - آدم ! أظلمت عيناه بالعاطفة من جديد وهو يسمع اسمه من بين شفتيها ، لتقول هي بارتباك وقد بدأت ترتجف : - أحتاج أن أبدل ملابسي ! ابتسم بهدوء وملامحه تستعيد شيئاً من تعقلها وهو يقول متصنعاً البراءة : - أنا كنت أعرض خدماتي فقط في مساعدتك .. هذا كل شيء ! بعد نصف ساعة كانت أندلس في الحمام المرافق تتصارع مع نفسها كي تخرج بثوب نومها الملائكي بلونه الأبيض ، أخيراً نظرت إلى نفسها بالمرآة كي تتأكد من زينة وجهها وانتظام شعرها ، قبل أن تفتح الباب وتخرج ،، تفاجأت بالغرفة الفارغة .. لتنتبه بعد قليل إلى باب الشرفة الزجاجي المفتوح ، كانت على وشك أن تقترب منه كي تخبره بوجودها عندما دخل إلى الغرفة على وجه السرعة وهو يقول بانفعال : - إياك أن تقتربي أكثر ، قد يتمكن البعض من رؤيتك ! ابتسمت وهي تشعر بغيرته اللذيذة عليها كي تقول : - كنت أريد أن أقول تصبح على خير .. ذلك كل ما في الأمر ! ارتفع حاجبه بمكر وهو يسألها أثناء اقترابه منها : - هذا كل ما في الأمر ؟؟!! هل تعتقدين كذلك ؟! تباعدت أندلس وهي تتجه إلى السرير لتقف بجوار أحد جانبيه وترفع الأغطية وهي تقول بتلعثم مستغربة عدم لحاقه بها : - أنا .. متعبة .. صدقاً .. أشعر ...... أعني .. أنني مرهقة ... وأشعر بالنعاس ! تأملها للحظات بتركيز كي يقول وعيناه عصية الفهم بالنسبة لها : - حسناً يا أندا .. تصبحين على خير ! شعرت بالحيرة .. لماذا لم يمانع ؟!! لمعت عيناها بخيبة أمل وهي تتخلص من مئزرها بتمرد جعل عيني آدم تجحظ وهو يتفاجأ بقميص نومها ، قبل أن تندس في السرير ،مغطية رأسها بالكامل ، لحظات قليلة مرت ثم سمعت خطواته المكتومة على السجادة الوثيرة وهو يقترب من السرير من جهتها ، رفع الغطاء بحركة فاجأتها وتسببت بصدور شهقة قوية منها ، تأملها بحرية على ضوء الأباجورة الجانبية للسرير ، ولما لاحظ ثغرها المفتوح انشداهاً ، قال بتلقائية : - افسحي لي .. أنا معتاد على النوم على هذا الجانب من السرير ! ضمت حاجبيها بتركيز شديد وهي تسأله بتشكيك : - وهل أنت معتاد على النوم في سرير مزدوج ! أومأ لها بالموافقة وهو يعض على شفته السفلى بتسلية ويقول : - أحتاج مساحة كبيرة للنوم ، ولطالما أحببت الحركة بحرية شديدة ليلاً ! ابتلعت ريقها بتوتر وهي تزحف ببطء نحو الجهة الأخرى من السرير ، قبل أن يستلقي آدم في مكانها ويطفئ ضوء الأباجورة لتغرق الغرفة في الظلام .. شعرت باضطراب تنفسها للحظات طويلة وهي لا تعرف كيف يمكنها أن تهدّئ من روع قلبها وتوترها بالكامل ، ليصلها صوته عبر الظلام : - هل حقيبتك جاهزة للسفر غداً ؟!! احتاجت دقيقة كي تستجمع تركيزها وهي تجيب والدهشة لا تغادرها من تصرفاته : - نعم! عاد الصمت يخيم على المكان ، وهي تتساءل ما الذي حدث لاندفاعه وتشوقه ؟! شعرت بالتعب من توترها الذي جعل جسدها مشدوداً كما الوتر ، فاستلقت على ظهرها وهي تحاول أن تسترخي بعض الشيء ، لتفاجأ بيدي آدم تحطان على وسادتها حول وجهها وهو يميل بوجهه نحوها ويهمس : - هل ارتحت الآن ؟! وقبل أن تتحرك شفتيها كان يأسرهما بقبلة نارية وأنامله تتحرك بحرية على جسدها فيم تنهيدة استمتاع تفلت من بين أنفاسه! **** استيقظت على مداعبات رتيبة لذراعها لتسمع همسه الرجولي قرب أذنها تماماً : - ألهذه الدرجة أرهقتك ؟؟! شعرت بخجل شديد من إيحاءات كلماته الخبيثة ، دفنت وجهها في صدره القريب منها وهمست : - كم الساعة ؟! - بلغت التاسعة قبل دقائق قليلة .. ونحن يجب أن نكون في المطار في تمام الحادية عشرة ! شهقت أندلس وهي ترفع رأسها وتقول باندفاع : - يا إلهي لقد تأخرت ! عينا آدم كانتا في عالم آخر و كأن التأخير الذي تتكلم عنه لا يعنيه أبداً ، تأملها بجوع وهو يقول : - كم انتظرت هذه اللحظة ! التفتت نحوه بتساؤل ليكمل : - تخيلت نفسي وأنا استيقظ صباحاً ليكون وجهك الفتّان أول شيء تقع عليه عيناي .. و رغم روعة خيالاتي إلا أنك في الحقيقة أشد روعة .. مدام حشكي ! عضت شفتيْها ارتباكاً وهي تحيد بنظراتها عنه ، قبل أن تنسحب كي تستعد لرحلة شهر العسل التي بانتظارهما ، لكن قبضته اشتدت على رسغها وهو يسألها بحاجبين مضمومين : - إلى أين ؟! - لقد تأخرنا بما فيه الكفاية ، يجب أن نستعد للسفر ! لكن آدم الذي كان ينتظر استيقاظها بفارغ الصبر شدها حتى استلقت على السرير وقال وعيناه تتامل عينيها : - مازال أمامنا الوقت مدام حشْكي .. ! | |||||||
23-04-12, 05:09 PM | #906 | ||||||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 9 ( الأعضاء 9 والزوار 0) raghad165, lolla sweety+, عبير1, yaraa_charm, سها, honest pride قراءة ممتعة .... وبتمنى أشوف ردودكم عن جد ... وتقييماتكم أكيد ... شكر جزيل جداً لـ لولو على إغنائها الرواية في ديو استمر لفصلين ...... أتمنى أن تستمر الرواية على ذات الوتيرة من الحماسة بالنسبة لكن ... القادم أجمل بكثير وصادم بعض الشيء ... ، صحيح اللي بيحكي انه الفصل مو طويل رح يااكل قتلة مرتبة هههه | ||||||||||||
23-04-12, 06:46 PM | #909 | ||||||||||
نجم روايتي
| ياسلام على اجتماع لولا ورغوووووووووووووود وياسلام اكتر على قفلاتك الشريره يالولا يانهار ابيض ايه اللى بيحصل ده يارغود لا وانا بقول عليك حونينه سلام وناى ...........ياوعدى ياوعدى ومين سلمى جامعه دى شكل الغيره عملت عمايله معاكى ياناى شادن واوس .............ياترى هتعمل ايه عشان ترجع تكسبها ياعم اوس اما باقى قفلات لولا الجامده دى مش هنقدر نستحمله مش كفايه يارا وهاشم وساره وحازم وناصر وهيا تكمل بااندا وادم انتى ناويه لينا على ايه يالوليتا فصل راااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااائع من اجمل كاتبتين ابداع يفوق الوصف | ||||||||||
23-04-12, 06:48 PM | #910 | ||||||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم وقاصة وكاتبة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 10 ( الأعضاء 9 والزوار 1) raghad165, جين ايير, طوطه, mango20103, الإلياذة, رومانسية بغداد, SONESTA, بعثرة روحـ منورين ..... ازا بدكم هي مطافي وهي اسعاف ههههههههههههههههههههههه بالله بدي ردود طويلة ....... الفصل هلكني طول الاسبوع الماضي .. بحبكم عن جد كلكم .... | ||||||||||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|