آخر 10 مشاركات
السيد والخادمة (104)- غربية- للكاتبة المبدعة: رووز [حصرياً]*مميزة*كاملة & الروابط (الكاتـب : رووز - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          61 - أنتِ لي - هيلين بيانشن - ع .ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          في محراب العشق "مميزة","مكتملة" (الكاتـب : blue me - )           »          603 - يائسة من الحب - ق.ع.د.ن ( عدد جديد ) ***‏ (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          Harlequin Presents - March - 2014 (الكاتـب : Gege86 - )           »          دموع تبتسم (38) للكاتبة: شارلوت ... كاملة ... (الكاتـب : najima - )           »          فى مهب الريح " متميزة " ... " مكتملة " (الكاتـب : الزينب - )           »          رافاييل (50) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الأول من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة.. (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree156Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-04-12, 12:30 PM   #1221

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


بنات حنزل الفصل بعد قليل ان شاء الله ... يا رب يعجبكم ....

كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-04-12, 12:31 PM   #1222

ناي محمد

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية ناي محمد

? العضوٌ??? » 140956
?  التسِجيلٌ » Sep 2010
? مشَارَ?اتْي » 3,000
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ناي محمد has a reputation beyond reputeناي محمد has a reputation beyond reputeناي محمد has a reputation beyond reputeناي محمد has a reputation beyond reputeناي محمد has a reputation beyond reputeناي محمد has a reputation beyond reputeناي محمد has a reputation beyond reputeناي محمد has a reputation beyond reputeناي محمد has a reputation beyond reputeناي محمد has a reputation beyond reputeناي محمد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

كركر ارحمينا ومشي الاحداث علي خير كله الا ياسمين وسليمان
يا عيني لو سليمان يتجوز ايمان وياسمين في نفس الوقت تبقي كملت هعهعهع


ناي محمد غير متواجد حالياً  
التوقيع
وين تواقيعي راحت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الالالا اختفت مرة واحدة انا خلاص حاعيط
هههههههههههههههههه نسيت اقلكم انا خبيت تواقيعي عند موني
]
?????? ?? ??? ?????? ?????? ??????? ??? ????? ?????
?????? ?? ??? ?????? ?????? ??????? ??? ????? ?????
?????? ?? ??? ?????? ?????? ??????? ??? ????? ?????
رد مع اقتباس
قديم 18-04-12, 12:33 PM   #1223

H A M
 
الصورة الرمزية H A M

? العضوٌ??? » 41334
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,063
?  نُقآطِيْ » H A M has a reputation beyond reputeH A M has a reputation beyond reputeH A M has a reputation beyond reputeH A M has a reputation beyond reputeH A M has a reputation beyond reputeH A M has a reputation beyond reputeH A M has a reputation beyond reputeH A M has a reputation beyond reputeH A M has a reputation beyond reputeH A M has a reputation beyond reputeH A M has a reputation beyond repute
افتراضي

قلبى بيدق يا كاردينا
بجد هتصدم وهتضايق اوى لو خلتيه يوافق ع كلام ايمان
اوعى تعملى فينا كده
انا عارفاكى قلبك طيب ومش هنهون عليكى


H A M غير متواجد حالياً  
التوقيع



رد مع اقتباس
قديم 18-04-12, 12:43 PM   #1224

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

كما قلت لكم انا ملتزمة تماما بنتائج القصة الواقعية ... لن انوه بشيء حتى لااحرق الفصل عليكم ...
اعزائي سانزل الفصل على جزأين لاني اراجع فيه الان عندما اكمل الجزء الاول سانزله واراجع الباقي لانزله في جزء ثاني لذلك اصبروا علي شوية .....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-04-12, 12:54 PM   #1225

عذراء الجليد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية عذراء الجليد

? العضوٌ??? » 155211
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,983
?  نُقآطِيْ » عذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاردينيا73 مشاهدة المشاركة
كما قلت لكم انا ملتزمة تماما بنتائج القصة الواقعية ... لن انوه بشيء حتى لااحرق الفصل عليكم ...
اعزائي سانزل الفصل على جزأين لاني اراجع فيه الان عندما اكمل الجزء الاول سانزله واراجع الباقي لانزله في جزء ثاني لذلك اصبروا علي شوية .....

شو يعني كركر ناخد حبوب الضغط ونجهز... عشان يلحقونا على طول اهئ اهئ اهئ الله يسامحك يا كركر والكل بيقول شريرة وانا بقول ابدا دي حونينة خالص اهئ اهئ اهئ


عذراء الجليد غير متواجد حالياً  
التوقيع
كلماتكم هزت قلبي ومشاعري.. كنتم ولا زلتم وستبقون من اروع من ادخله القدر الي عالمي... شكرا لسؤالكم.... احبكم في الله









أن كًآن هنآكًـ .. ـآمنيات جميلهـٍ في ,
حيآآتيٍ..فبقآئك معي ,
هي آجملها ♥

رد مع اقتباس
قديم 18-04-12, 12:55 PM   #1226

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


الفصل الخامس



انعقد لسان سليمان وهو ينظر نحو إيمان بصدمة ما بعدها صدمة! هل حقاً قالتْ ما قالته؟! نظر لعينيها السوداوين فانعصر قلبه رغماً عنه شفقة عليها، إنها ابنة عمه؛ لحمه ودمه، لا يحتمل رؤيتها وهي تذلّ نفسها هكذا حتى وان كان أمامه هو.

دوما كان يشعر باطمئنانها إليه، تقرّبها الخجول منه، لكنه لم يكن يشعر بأن تُكِنُّ له العاطفة بمعناها الرومانسي، دوما رآها تبحث فيه كما تفتقده من حنان ولطف معاملة، ابتلع ريقه وعيناه تتابعان دمعة يتيمة انحدرت من احدى عينيها وهي ما زالت متشبثة بالنظر إليه وكأنها تتعلق بثيابه! ماذا سيقول لها؟ نادته بهمس مجروح " سليمان " فأطلق تنهيدة إحباط رغماً عنه فقالت بألم واضطرابها يتضاعف " انت تحبها أيضاً؛ أليس كذلك سليمان؟" لم يكن سؤالاً، بل اعلان واقع حال.

رغماً عنه كلمة (أيضاً) شتّتت أفكاره مع غزو الغيرة لقلبه، فتاه عن مراعاة ايمان التي هالها قوة مشاعر سليمان نحو ياسمين والتي ظهرت جليّة كنصل سكين حاد ينغرز ببطء وقسوة كي يخترق أحلامها قبل قلبها، يمزقّها فتتناثر مع رياح الواقع الأليم، احلامها المخادعة التي تمسكت بها رغم كل الظواهر، احلامها التي نسجتها معها خالتها آمال وهي تحثّها على التقرب من سليمان بالذات.

نكّست إيمان رأسها وهي تتراجع خطوتين للوراء وهمست بحشرجة " آسفة " تنبّه سليمان انه لم يرد عليها حتى بكلمة فشعر بالعجز أكثر وهو يرى انكسارها امامه، لم يحتمل انكسارها هذا فناداها بيأس" ايمان " توقفت ايمان دون ان تنظر له ويداها ما تزالان إلى جانبي فستانها تدعكهما فيه باضطراب واضح، تنحنح سليمان وهو يحاول ايجاد الكلمات الملائمة " الامر أني.. انا فاتحت عمي محمد بالموضوع، وهو.. وافق " لاحظ رجفة جسدها فحاول ان يكون أكثر ثباتا وهو يضيف على عجل بلهجة صادقة " انت رائعة الجمال يا ابنة عمي وطيبة القلب، لكنك لا تعرفين قيمة نفسك جيداً، أيّا من أولاد عمك سيكون محظوظاً إذا وافقتِ عليه " هزّة رأسها لم تطمئنه ثم همست بصوت خافت " هذا إذا طلبني أحدهم او فكر بي من الأصل! " وبلمحة واحدة استدارت وهي تركض بخطوات متعثرة عائدة للبيت، تابعها سليمان بعينيه وهو يهمس لنفسه بإحساس ذنب قاتل أربكه للغاية " آسف إيمان.. حقا آسف؛ ليت أمر قلبي بيدي! "

***

أوشكت آمال ان تمزق قماش الستارة الناعم بأظافرها وهي تراقب خطوات ايمان الخاسرة المتراجعة، همست لنفسها بغيض " الغبية! لم تستطع كسبه، لم تستطع أن تلمس قلبه، وسليمان مفتاحه في قلبه هذا " أغلقت الستارة بعنف لتنساب كلمات عنيفة من فمها وهي تقول " ابنة ندى سحرته، تلك الفتاة ورثت سحرها عن امها، لكن اقسم؛ حتى لو حدث وتم زواجها من ولدي لن أجعلها تهنأ أبداً " رفعت ذقنها عاليا وعيناها تجمدتا من صقيع البغض الذي تكنُّه لامرأة حصلت على كل ما تريد.

***

كان محمد يشرب الشاي وعيناه تراقبان في الخفاء ابنته ياسمين، بدت متوهجة الوجه مرتجفة اليدين وابتسامة صغيرة لا تفارق شفتيها، هذه حالها منذ يومين، منذ ان جعل ندى تسألها عن رأيها بالزواج من سليمان، لم يكن لديه أدنى شك ان ياسمين ستقول نعم، ضحك محمد في سرِّه؛ فحسب ما نقلته له ندى ان ياسمين خبأت وجهها في يديها من شدة الخجل بينما جنى هي من نطقت وقالت باندفاع مبتهج (نعم.. نعم.. مؤكد نعم!).

ذابت عيناه رقة وهو ينظر لياسمين عبر شباك المطبخ، كانت تقرأ لأحمد حكاية، كم تبدو شبيهة بأمها، صغيرته كبرت وأصبحت عروساً وهو مرتاح البال لأنها ستكون من نصيب سليمان، لاحقت عيناه كرة قادمة من الجانب الآخر للحديقة لتتبعها خطوات راكضة من جنى وعلي، تنهد رغماً عنه وهو ينظر لجنى، جميلة جسورة قوية وعنيدة، عليه ان يراعي سنها أيضا ولا يتسرّع، جنى ليست ياسمين، ومؤكد عماد ليس سليمان، سكن ملامحه الهم توجساً من الاجتماع العائلي الذي سيلتحق به بعد قليل، عليه ان يجيد الكلام ليؤجل اي حديث يخصُّ جنى، فقط يتمنى ان لا يثير مجيد موضوع زواج عماد من جنى.

أنامل رقيقة ربّتت على كتفه فالتفت لصاحبتها بابتسامة حلوة ليجد ابتسامة أجمل على وجهها ثم قالت " لا تقلق يا محمد، ستجري الامور على ما يرام، انا اعلم بِمَ تفكر " أسبل محمد أهدابه ولم يعلّق بشيء ثم مدّ يده كي يضع كوب الشاي جانباً ورفع نفس اليد نحو وجه زوجته وقال بلطف " يفعل الله ما يشاء " طبع قبلة على جبينها وقال " انا ذاهب الان حبيبتي "

***

ياسمين تقرأ حكاية لأخيها الصغير وعقلها يشرد من دهاليز هذه الحكاية لدهاليز حكاية أكثر غموضاً وإقلاقاً لقلبها، حكاية سليمان الذي سيصبح.. زوجها، سليمان الذي رافق كل سنين عمرها بطيفه الحاني وعينيه الناعستين وهما تلمعان بشدة كلما نظر إليها، انها لا تصدق أنه قالها؛ يريدها هي بالذات زوجة له، لسنة كاملة كانت تحلم به ويثير حنقها بتحكمه فيها دون ان ينطق بكلمة ترضي قلبها المتلهف له، ارتجفت يدها وهي تمسك بيد احمد لتمنعه من شقِّ صفحة في كتاب الحكاية، إنها لم ترَ سليمان منذ أيام وتعلم جيدا ان اليوم سيتم الامر، لا تعلم كيف تصفُ هذا الشعور الذي يحاصرها ويجعلها تعيش في حالة من فوضى المشاعر والاحاسيس، شردت نظراتها بعيدا وفكرة شغوفة تملأ كيانها بالرضا رغم كل هذه الفوضى، إنها لا ترى رجلاً إلّا سليمان، سليمان.. سليمان.. سليمان، تعلقٌ نما في قلبها كزرعة صغيرة سقاها هو بحنانه الذي لا يعرف حدود، الزرعة نمت وامتدت فروعها وأينعت ثمارها، ولم تشعر بحلاوة هذه الثمار إلا عندما استوعبت اعترافه العام الماضي عندما قال لها (أنا أغار)، أغمضت عينيها والحرارة تتسرب لخديها، سؤال أضناها " هل سأراه الليلة؟ "

***

استشعر محمد ان سليمان لم يكن بطبيعته اثناء الجلسة التي ضمّت جميع الرجال في العائلة وعلى رأسهم الجد عبد الله، لكن الجد استأذن ليؤدي صلاة العصر، في البداية تصوّر محمد أنّ سليمان قَلِق من احتمالية ان يسبقه احد اخويه او ابناء عمه مجيد في طلب ياسمين، لكنه يبدو منشغلا بعيدا عن شركاء الجلسة، منشغلا بأمر آخر تماما، لقد شعر انه حتى يتجنب النظر إليه!

عبس محمد عندما رأى ايمان تدخل وهي تقدم العصير للجميع وقد بدت شاحبة جدا، لكن ما أثار عبوسه هو النظرة التي أطلّت من عيني سليمان نحوها! وايمان نفسها خصّته بنظرة.. نظرة كلها توسل!

شعر محمد أن هناك امرا غير مفهوم، ثم أجفل من صرخة أخيه الأكبر مجيد عندما تضايق لدخول ايمان وهو يقول " من طلب منك احضار شيء؟! اخرجي حالا ودعي أمك او خالتك آمال تحضر ما يحتاجه الرجال " ارتباك ايمان كان طبيعياً، ولكن نظرة سليمان الغاضبة نحو عمه مجيد لم تكن طبيعية ابدا! حتى إنه همّ ان يقول شيئاً لكن زمّ شفتيه بوضوح كي يمنع نفسه.

ضيّق محمد عينيه وهو ينظر لسليمان بتفكير، ثم قال فجأة وهو يهبّ واقفاً على قدميه " سليمان.. لقد نسيت ان أعطيك نموذج الخشب الجديد، ما دام والدي لم ينته من صلاته بعد؛ تعال معي لسيارتي كي أعطيه لك قبل ان انسى "

وهكذا خرج محمد يتبعه سليمان وقد بان عليه التشتت أكثر، عندما وصلا للسيارة فتح محمد الصندوق الخلفي بينما سليمان يقف جواره دون ان ينطق بشيء، بدا تائه عمّا شيء حوله فزاد حنق محمد ليقول له بهمس غاضب " ما بك سليمان؟! هل حصل شيء؟" تنبه سليمان للهجة عمه الغاضبة فقال بانشداه " لا.. لا عمي، لا شيء " عندها أمره محمد بحزم " أخبرني ما يحدث بينك وبين إيمان فوراً؛ وإلا قسماً بالله لن أزوجك ياسمين "

الهلع الذي هاجم سليمان بغتة؛ جعله يصحو من غيبوبته، فقال برهبة " لا عماه! اتوسل اليك لا تقلها، سأموت ان لم اتزوج ياسمين " هدأ محمد قليلا ثم قال " اذن أخبرني ما سبب تلك النظرات بينك وبين إيمان عندما دخلت علينا الان؟ " رد سليمان وهو يمرّر يده في شعره " لا اعلم ما أقول يا عمي، اقسم أني حقاً لا اعلم!" رد محمد بنبرة صارمة " أخبرني الان وإلّا سأضرب رأسك بنموذج الخشب هذا! فلا تختبر صبري يا ابن اخي، وتذكّر أنهم بانتظارنا، وانا لن أدخل حتى افهم منك ما يجري "

وهكذا وبوجه مهموم؛ حكى سليمان لعمه طلب إيمان الغريب المُحرج، وما ان انتهى حتى عمّ الصمت للحظات ثم قطعه محمد وهو يقول بهدوء بالغ " ليس من حقها ان تفرض نفسها؛ لا عليك ولا على غيرك، إيمان أخطأت بفعلتها سليمان وانت غير مسؤول عن ذلك، فإيّاك ان تشعر بالذنب " زمّ سليمان شفتيه بحنق ثم قال " اعلم اني لا يجب ان اشعر بالذنب، لكنها بدت.. يا إلهي.. انها ابنة عمي، تستنجد بي " قاطع محمد تلعثم ابن اخيه وقال بحنان " اسمعني بني، انها لا تحتاج للإستنجاد بك او بغيرك،إيمان تعاني الشعور بالنقص، هذا صحيح وأنا اعلم من يغذي هذا الشعور، عموما كما قلت لك؛ هي لا تحتاج لتستنجد بأحد، ابناء عمومتك كُثر، وهي فتاة مرغوبة حتى وان لم تكن ترى بنفسها هذا " صمت قليلا ثم اضاف " بنيّ سليمان.. الزواج يجب ان يكون أساسه صحيحاً، انا لا اقول هذا لأنك تريد الزواج من ابنتي، ولكن ما دمتَ تريد ياسمين فلا يصحُّ ان تأخذ ابنة عمها مهما كانت الأسباب، وفي المقابل إذا لم تتزوج ياسمين؛ فهل انت مقدّر أنها قد تكون لأحد أولاد عمك مجيد او حتى لأحد أخويك؟! ستكون كارثة للجميع "

أوشك سليمان ان ينفجر من كل الخيالات التي ومضت في رأسه بتدفق، شعر عمه محمد بما يمر به فمد يده ليربت على كتفه ويقول " افعل ما هو صحيح و دع الباقي لله بنيّ "

هزّ سليمان رأسه وهو يتبع عمه بعد ان أغلق صندوق سيارته وتوجه عائدا للبيت الكبير.

***

قال الجد بابتسامة أوهنها المرض " أحبابي.. جمعتكم اليوم لأني اريد الأفضل لكم دائماً " ثم نظر بفخر للشباب واحدا واحدا وأضاف " انتم الجيل الجديد لعائلة الشرقي، الجيل الذي سيملأ شجرتنا فروعاً باسماء جديدة تحمل لقب الشرقي " سعل قليلا ثم تنحنح ليكمل " لا يخفى عليكم اني اريد ان اسعد برؤية ارواحكم تتعانق مع ارواح بنات عمومتكم، اريد ان ارى بيوت احفادي مفتوحة وعامرة بالسعادة كما كنت سعيدا مع جدتكم رحمها الله " اخذ نفسا عميقا وقال بصوت واضح " سأسأل من يريد منكم الزواج ومن سيختار شريكة لحياته، ابتدأ أولاً بأكبر العزاب سناً؛ سليمان " ابتسم الجد لسليمان وسأل بلطف " قل لي سليمان؛ هل ترغب بالزواج بإحدى بنات عمومتك؟ " نظر سليمان نحو عمه محمد ثم ابتسم وقال بثقة " نعم، اريد الزواج من ياسمين ابنة عمي محمد " تنهد الجد براحة واتسعت ابتسامته الحانية المُجهدة ثم قال بسعادة " بارك الله فيكِ يا ولدي، ما رايك يا محمد؟" رد محمد بمحبة " انا موافق طبعا وقد أخذ سليمان رأيي في الامر قبل يومين وبدوري سألت ياسمين وهي موافقة أيضاً " جاء صوت مجيد حانقا قليلا وهو يقول باستهجان " وهل يمكن ان ترفض ابن عمها؟! " خيط من التوتر تخلّل الفرحة، ولكن محمد قال بهدوء بالغ " لا إجبار في الزواج يا اخي " عقد مجيد حاجبيه وقال بتأنيب واضح " عليك ان تحكم بناتك أكثر من هذا يا محمد " لكن محمد رد عليه بنفس الهدوء وهو يكرّر " الشرع يقول (لا إجبار)، ومن حقِّ البنات ان يبدين رأيهن " توتّر مجيد أكثر وقال بغضب " هل تقصد أنك كنت سترفض سليمان لو قالت ياسمين لا؟! " تدخل الجد ليقول بصوته الضعيف " مجيد.. توقف الان! " صمت مجيد على مضض منصاعاً لوالده الذي أكمل قائلاً " لا أريد ان يتحول الامر لمشادات كلامية، ياسمين قالت نعم وانتهينا، فلا اريد مزيدا من الجدل العقيم الذي سيعكّر صفو سعادتي " غمغم مجيد قائلا " اعتذر ابي " هزّ الجد رأسه بتفهم ثم قال وهو يوجه انظاره لحاتم " الان نعود للعازب الآخر، حاتم، هل لك رغبة في الزواج؟" رد حاتم بتعبير غامض " نعم " فسأل الجد " من ستختار؟" رفع حاتم رأسه وقال " انا ارغب بالزواج من.. ايمان "

نساء وقفن خلف الباب الموارب يتنصتن كعادتهن! كتمت ايمان شهقتها بيدها بينما اتسعت عيناها من المفاجأة وهي تسمع صوت حاتم يختارها هي! كانت أمها اخلاص تربّت على ظهرها بحبور، لكن إيمان لم تشعر بها كما لم تشعر بنظرات آمال الساخرة نحوها، عينا إيمان اللتان أذبلهما الانكسار شعّتا الان بالفرح، بل كل جسدها أخذ يشع بذاك الفرح ليمنحها شعورا مفعما بالحياة.. بالثقة.. بالانطلاق، شعورها هذا غلب حياءها وهي تمد عينيها لتحاول ان تجد وجه حاتم بين الوجوه.

حاتم.. بوجهه الذي لا يعطي تعبيرا واضحا، لكنه دوما مبتسم ولطيف، اجل إنه لطيف.. لطيف جدا، لطيف لدرجة انه طلبها.. هي إيمان، لم يطلب ياسمين أو جنى.

قلبها المبتهج تمكن من دحر كل الأفكار التي يوردها عقلها ليخبرها (لا تنسي وسط فرحتك؛ أن سليمان سبق حاتم في طلب ياسمين).

***

قال الجد عبد الله لابنه الأكبر " ما رأيك يا مجيد؟" رد مجيد ببساطة " موافق طبعاً " ابتسم الجد وقال بتروٍ " وإيمان؟!" عبس مجيد وهو ينظر نحو محمد بتحدٍ ويقول " ايمان ستوافق بلا أدنى شك! " اكتفى الجد بذلك وتحول نحو باسل وقال " ماذا عنك يا باسل؟ يمكنك الاختيار من أقاربنا أيضاً، فربما جنى صغيرة للزواج " ابتسم باسل ابتسامة عريضة وقال " سامحني جدي ليس لي رغبة الان في الارتباط، اشعر ان الوقت ما زال مبكرا لي " ضحك الجميع ثم قال الجد " وانت حامد؟" كان رد حامد غامضا وهو يقول " انا أفضل الانتظار أيضاً " وقبل ان يرد الجد بشيء جاء صوت عماد ليقول " انا اريد جنى " عمّ الجلة فجأة؛ صمت وتوتر، قطعه محمد عندما قال بصبر " لكن جدك قال ان جنى صغيرة يا عماد وانا اشاركه الرأي " تدخل حميد للمرة الاولى في الجلسة وقال بلطف " نستطيع عقد خطبتهما فقط، ما رأيكم؟ " فأيّده مجيد قائلا " انا اؤيد ذلك فجنى لا تصغر ياسمين وايمان إلا بعام واحد، نستطيع عقد قرانهما العام المقبل " لكن محمد أصرّ قائلا " لا أفضّل هذا، جنى تفكيرها غير ناضج وما تزال بعناد المراهقات، إنها مختلفة عن ياسمين، لذلك أفضّل تأجيل الأمر بضع سنوات " أوشك ان يرد مجيد لكن الجد سبقه لينهي الامر وهو يقول " اذن، سنزوّج ياسمين لسليمان وإيمان لحاتم، نعقد خطبتيهما الأسبوع المقبل ان شاء الله، وفي الصيف نقيم عقد القران وبعد ان تتم البنتان الثامنة عشرة نحتفل بالعرس في ليلة واحدة "

عمّ الفرح والارتياح وجوه الجميع حتى عماد! بينما ترقرقت الدموع في عينيّ الجد وهو يراقبهم يقتربون منه يقبّلون يده واحداً تلو الآخر فيقول لهم " مبارك أولادي، أحفادي"

***



مساء، في بيت محمد الشرقي



" أتيت لأستعجل الشاي "

ترتعش يد ياسمين وهي تحمل أبريق الشاي، لتعيده مكانه فوق الموقد وهي تلتفت إليه باضطراب شديد، ابتلعت ريقها بينما جسدها تلقائياً يلتصق بحافة الخزانة وسليمان يقترب بخطواته منها.

عيناه لا تفارقان وجهها بنظرة جعلت قلبها يخفق مجدداً بذاك الجنون، طوال العشاء وهو يخفق هكذا كلما تلاقت النظرات عفوياً.

همست اسمه في خجل فظيع وهي تدور بعينيها تبحث عن أي وجود لأبيها أو أمها أو حتى إخوتها، فقط تبحث عن قشة نجاة وسط تلك المشاعر التي لا تعرف كيف تتعامل معها وقد أخذت وضعاً جدّياً حقيقياً ورسمياً.

" أخذتُ الإذن لأكلمك على انفراد يا ابنة عمي " أعادت عينيها إليه فابتلعت ريقها مُجدداً وهي تنظر إليه وتهمس " أنا.. " لم تسعفها الكلمات وهو ينظر إليها هكذا! للحظة خافت منه ومن مشاعرها القوية نحوه، تبحث عن شعور أمان منحها إياه منذ طفولتها كابن عمها المفضل، لكنه اللحظة يمنحها ما يفوق براءتها على استيعابه، كل أنوثتها تستقبل بصدمة تدفق مشاعر سليمان نحوها كرجل عاشق.. مُتيم!

كان ما زال ينظر إليها بنفس الطريقة عندما قال بخفوت " أردتُ أن أتأكد وأسمعها منكِ بنفسي " تمتمت بغباء وهي تحدق فيه " تسمع ماذا؟! " رد وهو غارق في عينيها " أنك تريدينني كما أريدك، أني لستُ فقط ابن عمك الذي طلبك للزواج، بل الرجل الذي تحبين وترغبين، بإرادتك يا ياسمين وليس بإرادة أحد "

كان جاداً فيما يطلب! باتت كلها تنبض اللحظة وهي تحدق فيه وسع عينيها، كفاها تحركا ليسنداها وهما يتمسكان بحافة الخزانة التي تلتصق بها، تشعر بالحرارة تشع من كل جسدها، وتضطرم كالنار في خديها، عضت شفتها السفلى في عجز، ذابت عيناه فيهمس لها " يا عيون سليمان أنتِ، لن أحمّلك فوق طاقتك، قولي (نعم) فقط كرد لما أطلب وأنا راضٍ "

مرت لحظات وهما هكذا، ليتوسل إليها سليمان بالقول الرقيق " بالله عليكِ قوليها، توسلت للعم محمد أن يرضى حضوري الليلة وقد قتلني الشوق، وتوسلت مُجدداً كي يسمح لي أن أكلمك لخمس دقائق على انفراد، كل هذا لأجل أن أراكِ بعيني وأسمعك تقولينها بأذني "

أخيراً ارتجف رأسها بحركة (نعم) بينما أصابعها تشد أكثر على حافة الخزانة، وقبل أن يقول أي كلمة كانت تفرُّ من أمامه وهي ترفع حافة ثوبها كما كانت تفعل وهي طفلة تركض نحو حضنه وليس هرباً من ذاك الحضن!

تنهد وقلبه يدوي ويقف مكانه كأبله! ثم فجأة تذكر ليضرب بيده على جانب رأسه وهو يتمتم يوبخ نفسه " كم أنا غبي! لم أريها الخاتم ولم أخبرها أني اشتريته لها منذ عام كامل! "

" ألن نشرب الشاي الليلة؟! "

كان هذا صوت العم محمد وهو يدخل المطبخ، ابتسامته الحنونة المشاغبة تملأ وجهه الأسمر.

ليرد سليمان ببؤس رقيق " هربت قبل أن تصبه لنا! " فانفجر العم محمد ضاحكاً وسليمان يهز رأسه مبتسماً.

***



آخر الليل



داعب محمد خدّ ندى وهو يقول ضاحكاً " هل تذكرين يوم خطبتنا؟ " ردت ندى بوجه يدّعي التأنيب " كنت متهورا قليل الأدب! " علت صوت ضحكات محمد فوضعت ندى يدها على شفتيه وهي تقول " ششششش، لقد نام الجميع وستوقظهم بضحكك هذا " طبع قبلة على أناملها وقال بنظرات لامعة يستذكر تلك الليلة " كنت أتوق اليكِ ولم أصبر، ثم إننا كنا قرأنا الفاتحة واتفقنا مع والدك على كل شيء؛ ألا تذكرين؟ " تهز ندى رأسها وهي تقول عابسة " هذا لم يكن يمنحك الإذن في تقبيلي عنوة! " مد محمد ذراعيه ليحيط بهما جسد زوجته الناعم ثم قال بعاطفة " وأنتِ صفعتني وخاصمتني لأيام، وليغفر لي الله؛ لكنه القلب وما يهوى " تراخى عبوس ندى وهي تهمس برقة وحب عمّر هذا البيت " كم اتمنى ان يحظى ابناؤنا بما اسبغه الله علينا، إنها نعمة يا محمد " رد محمد وهو ينظر لعينيها " اجل نعمة؛ نعمة كنتِ أنتِ مفتاحها " فجأة همست ندى ببعض القلق " سليمان سيسعد ياسمين اليس كذلك؟ " عبس محمد قليلا وقال " هل لديك شك؟! " ردت ندى بقلق واضح هذه المرة وهي تقول " ليس لديّ شك نحو سليمان، ولكن خوفي من آمال يا محمد، انها حتى لم تتصل بي رغم ان اخلاص اتصلت وباركنا لبعضنا " قال محمد " لا تهتمي لها، انها غيورة وحقودة " قالت ندى بضيق " لم أكن اهتم لها ابدا فيما سبق، لكن الان فهي ستكون حماة ابنتي.. ستكون معها في نفس البيت " قال محمد بهدوء " سليمان قادر على حماية ياسمين حتى من امه " تنهدت ندى وهي تقول بأمل " ارجو ذلك "

***

الفتاتان لم تناما تلك الليلة، مستلقيتان على فراشيهما وكل واحدة سارحة في عالمها، التفتت جنى لتنظر نحو اختها فابتسمت وهي تراها تحدق في السقف، ابتسامة حالمة لا تفارق شفتيها وهي تلاعب خصل شعرها بشرود، اكتسبت ابتسامة جنى بعض المكر وهي ترفع ببطء وهدوء الوسادة من تحت رأسها لترميها فجأة على ياسمين، أجفلت ياسمين وصاحت بجنى وهي حانقة " لماذا فعلتِ ذلك يا مزعجة؟! لقد أوشك قلبي على التوقف!" ضحكت جنى وهي تغمز وتقول " سلامة قلبك يا عيون سليمان انتِ! " احمرّت ياسمين بقوة وقالت بحنق أكبر " ايتها الفضولية، هل تنصّتِ على كلام سليمان معي؟" ردت جنى وهي ما زالت تضحك " بصراحة؟ لم اقاوم، ثم كان يجب ان نجد حوارا عاطفيا نتحدث عنه انا وهالة غداً " شهقت ياسمين وهي تقول محذرة " إياك ان تخبري هالة، اقسم بالله سأخاصمك وأخاصمها " أخذت جنى تحرك حاجبيها وتقول " لا.. لن تخاصمينا، فقلبك رقيق ولا يحتمل الخصام " تأففت ياسمين وادارت ظهرها لجنى وهي تقول " على الاقل سأجرب هذه المرة وقد انجح، لن أكلمكما لأسبوع كامل "

ضحكت جنى وهي تعود لتسترخي فوق سريرها، لكن ضحكتها هفتت وابتسامتها بهتت، قالت فجأة " هل تعتقدين ان ابي سيوافق على عماد يوماً؟ " التفتت ياسمين نحو جنى وقالت " هل يقلقك هذا الامر؟! " التفتت جنى برأسها نحو اختها وقالت بوجه مهموم " نعم.. جداً " نظرت ياسمين بتعاطف لجنى وقالت برقة " ما كان يجب ان تخبرنا ايمان بالامر عبر الهاتف هكذا " تنهدت جنى وهي تقول " ليس مهما ان ايمان نقلت الكلام؛ المهم ان الكلام قد قيل بالفعل! اعلم جيدا ان ابي تهرّب من الامر الان، لكن ماذا عن المستقبل؟" قالت ياسمين تهدئها " ابي لن يجبرك على شيء يا جنى وانت تعلمين " لكن جنى ردت بنفس اللهجة المهمومة " ربما لن يجبرني على عماد، لكنه سيجبرني ان اختار واحدا من اولاد عمي " عقدت ياسمين حاجبيها بتركيز وقالت " اتساءل احيانا يا جنى كيف تفكرين؟! لماذا لديك كل هذا الرفض لفكرة الزواج من أحد ابناء عمومتنا؟! انهم طيبون، حتى عماد، صحيح هو يتصرف بسخافة وخشونة أحياناً وربما دمه ثقيل أعترف بهذا، ولكن في داخله طيب القلب ويحبك، اذن ما مشكلتك الحقيقية معه أو معهم؟! " قالت جنى بشرود حزين " لا أطيق التفكير اني قد اُجبر على الزواج يوما، لا أطيق التفكير أني لستُ مخيرة " احتدت نبرتها قليلا وهي تضيف " أكره شعوري اني مُلكية خاصة ينقلونها لمن يشاؤون، اني بلا حول ولا قوة كي أرفض، اني يجب ان ابرمج نفسي على حبِّ احد ابناء عمومتنا إذا فرضوه زوجاً عليّ " اتسعت عينا ياسمين وقالت بدهشة " هل ترينني هكذا جنى؟! هل ترينني برمجت نفسي للتعلق بسليمان؟!" ردت جنى بابتسامة رقيقة حزينة " سليمان كلمك اليوم خصيصاً على انفراد ليتأكد أنك اخترته بإرادتك، أنك تريدينه هو وليس فقط لأنه ابن عمك، أ ترين الفرق يا ياسمين؟ " تنهدت ثم أضافت ببعض الشرود " انتِ وسليمان حالة خاصة، انتما الاثنان اخترتما بعض، انت بالذات اخترته منذ الطفولة، أنا لم أتخيلك يوماً زوجة إلّا لسليمان، خياراتك كفتاة كلها محدّدة به؛ ليس لأنه ابن عمك؛ ولكن لأنك تحبينه بقلبك وتطمئنين إليه بعقلك وفطرتك " احمرت ياسمين قليلاً، ولكنها قالت بأمنية تتمناها لشقيقتها " أنتِ أيضاً تستطيعين الشعور نحو أحدهم مثلما اشعر أنا نحو سليمان، حتى لم يكن من أبناء العمومة " فردت جنى بسخرية مريرة وهي تلتفت لأختها " وهل أنا حرّة لأشعر؟ او السؤال الأصح؛ هل أنا حرة لأختار من أشعر نحوه؟! " أرادت ياسمين ان ترد عليها لكنها لم تجد الكلمات، كانت تعرف ان جنى مُحقّة في كل ما قالته، ولذلك هي تشعر بالقلق عليها، قلق من انها ستختار يوماً رجلاً من خارج العائلة كي (تشعر) نحوه.

***



يتبع ............



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 16-08-22 الساعة 03:47 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-12, 01:08 PM   #1227

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


قبل يوم من حفل الخطبة،

عند الغروب في بيت محمد الشرقي



كان سليمان يتململ في وقفته وهو يكاد يفقد صبره كي يراها بينما حامد يقف قربه يكتم ضحكته، يفترض ان يصطحبا ياسمين والخالة ندى الى الاسواق كس تشتريا بعض الحاجيات من اجل حفل الخطبة الذي سيعقد غدا في بيت العائلة، ولم يكن حفل خطبة فقط، بل عقد قران أيضاً، بناءً على إصرار سليمان وحتى حاتم، والجدُّ وافقهما وقد وجد الأمر انسب فعلا خصوصا أن ايمان تسكن في نفس البيت مع حاتم.

ابتسم حامد وهو ينظر لابن عمه الذي لم يتوقف عن النظر إلى ساعته وهو يتأفف ويقول " لماذا تأخرتا؟! " رفع حامد حاجبيه عاليا وقال " انهما لم تتأخرا؛ انت الذي أصبحت ترى الدقائق وكأنها ساعات! اهدأ يا ابن عمي ستفضحنا "

صوت ضحكات قادمة من الخارج جعل حامد يلتفت وهو يتساءل " هل هذه جنى من تضحك؟ من معها؟ " رد سليمان بلا تركيز وهو يشوّح بيده " أجل.. هي وصديقتها هالة أظن، إنهما في الحديقة " رفع حامد حاجبا واحدا بشقاوة قائلاً " أ تصدق أني لم أرَ هالة هذه ولا مرة واحدة؟! جنى تقول إنها جميلة " هتف سليمان بحنق " وما يهمني ان كانت جميلة ام لا؟! تسأل احيانا اسئلة غريبة! " عاد حامد ليضحك فوكزه سليمان بكوعه وقال " اصمت قليلا ولا تفضحنا، يبدو ان جنى وصديقتها ستدخلان " وما هي إلّا لحظات حتى دخلت جنى تتبعها هالة وقد تفاجأت كلتاهما بوجود الرجلين، فقالت جنى بريبة " ماذا تفعلان هنا؟! أليس من المفترض ان تأخذا امي وياسمين للسوق؟" رد سليمان بضيق " نحن ما زلنا بانتظارهما " عندها تنبهت جنى لصديقتها التي تقف على استحياء عند الباب فقالت بابتسامة " تعالي هالة، أقدم لك ابنيّ عمي سليمان وحامد، لم تريهما من قبل إلا في الصور " ثم اشارت لسليمان مضيفة بتعريف " هذا هو سليمان؛ ابن عمي وخطيب ياسمين " لم يتنبه احد لابتسامة حامد الواسعة وعيناه تلاحق بياض بشرة هالة فسبق الجميع قائلا وهو يحدق فيها " صباح الخير " انفجرت جنى ضاحكة بينما كتمت هالة ضحكتها بقوة اما حامد فجاءته وكزة اخرى من سليمان وهو يقول له " اننا في المساء يا غبي! " رد حامد بنفس الابتسامة وهو ينظر لهالة " ما ذنبي إذا اشرقت الشمس فجأة! " احمرت هالة بينما تنحنحت جنى وهي تجرّها من ذراعها وتقول " لا تضيع وقتك، هالة تعرفك كما تعرفكم جميعاً، لم أترك شيئاً يخصّكم دون ان أخبرها عنه " فرد حامد وهو يدّعي الحنق " هذا ليس عدلاً! تعرف عني كل شيء وانا لا اعرف عنها شيئا على الإطلاق" ابتسمت هالة وهي تقول بلطف " مساؤكم سعيد " ثم نظرت نحو سليمان وقالت " مبارك لك " رد سليمان بابتسامة لطيفة " شكرا لك "

ثم انسحبتا وهما تضحكان من شقاوة حامد، وما ان توجهتا ناحية السلم حتى التقتا بياسمين تتبعها امها، لتطلق خالة رغرودتها المميزة وجنى تصلي على النبي بصوت عالٍ، وكأنهما تبعثان المرسال بوصول العروس؛ وعلى طريقتهما، لمن ينتظر على نار.

***

" اللّهم صل على محمد وآل محمد "

خرجت الصلاة على النبي من فم سليمان عفوية حالما وقعت عيناه على (عروسه) بالطقم الأزرق الذي ترتديه، شعر اللحظة أنه أحبها وعشقها منذ ولادتها؛ ذابت نظراته وهو يتذكرها طفلة يحملها بين ذراعيه الى محل المثلجات كي يشتري لها ما تشتهي، يتمتم في سرّه (مكتوب على جبينك عشقها يا ابن آمال) حالما ذكر أمه خنقته غصّة بدّدت فرحته للحظات، وكأن ياسمين تشعر به فتتبدد فرحتها هي الأخرى ليطلّ من عينيها تساؤل رقيق حائر! ابتسم لها سليمان يطمئنها بينما حامد يهتف به " هل سنظل ننتظرك كثيراً؟! " فيتمتم وهو يغرق في محيط عينيها " لا انتظار بعد اليوم "

***

اليوم التالي؛ عقد القران في بيت العائلة



همست جنى بمكر قرب اذن حامد " الى من توجه نظراتك؟! " ارتبك حامد قليلا وهو يقول " لا أحد " ابتسمت وهي تمعن فيه النظر بتركيز متعمد لتحرجه ثم هتفت به " حامد.. اعترف " رد حامد وهو يوبخها " توقفي جنى! " لكنها لم تهتم فأضافت تسأله بكلمات مباشرة " هل تعجبك سمية؟"

رغما عنه تحركت عيناه نحو تلك الفتاة التي لم تتعدَ الرابعة عشرة؛ لكنها بجسد فتاة ناضجة فائرة الأنوثة، مغرية بهاتين العينين الواسعتين الغامضتين والبشرة الخمرية الحارة، شعرها الأسود يكاد يصل ركبتيها وقد امتنعت عن قصّه منذ سنوات، وتعتني به كل الاعتناء وتأبى ان تخبر فتيات العائلة بأسرار العناية، هادئة ناعمة في معظم تصرفاتها، لكن الشقاوة فيها سرٌّ آخر تخبئه.

دوما تنظر إليه في عينيه فتربكه دون ان تعطيه شيئاً محدداً، كم هي غامضة ابنة عمه هذه ويشعر أمامها وكأنه هو الصبي؛ لا هي الصبية! سميّة؛ إنها حلمه الصغير الذي سينتظره حتى يكبر أكثر.

عاد صوت جنى ليلحّ عليه " أخبرني حامد، هيا أخبرني واعدك لن أخبر احداً " تأفّف حامد وهو يقول " كم أنت ثرثارة ومزعجة! اصمتي الان فسيبدأ الشيخ بعقد القران بعد قليل" لكن جنى داعبته بالقول " هل ستحلم بعقد قرانك وانت تستمع للشيخ؟! " ضحكت جنى وحامد يتركها متأففاً مرة أخرى ويقول " لستِ مزعجة وثرثارة فقط؛ بل لا تطاقين! "

كانت ما تزال تضحك عندما أتاها صوت من خلفها أجفلها، ليس لأنه فاجأها؛ ولكن لأنه يجعل قلبها ينقبض! قال عماد " تبدين حلوة الليلة " غمغمت جنى بالشكر وهي تحاول التماسك كيلا تركض هرباً منه، فأضاف عماد بعاطفة وهو يقترب منها كثيراً " إنك أجمل فتاة في الحفل " ابتعدت جنى وهي تقول بنفور تلقائي " عليّ ان اعود لياسمين في الغرفة فوق كي أساعدها عندما تنزل، فالشيخ يريد البدء في المراسيم الان " لكن عماد وقف بتردد في طريقها وقال " لحظة " كزّت جنى على أسنانها وقالت مدعية الهدوء " تنحى عن الطريق عماد " حرارة أنفاسه وصلتها وهو يقول " ليتني أستطيع.. ليتني أجد القدرة لأبتعد عنك " كانا يقفان في نهاية القاعة الكبيرة لاستقبال الضيوف وقد عجّت بالحضور، لم يتنبه لهما احد وسط كل هذه الضجة، لكن جنى شعرت وكأنه يريد عزلها تماما عن الجميع ومحاصرتها! فوجدت نفسها تقول بغضب " قلت لك ابتعد عني.. ابتعد! " لكنه لم يبتعد، بل قال بنفس العاطفة الحارقة " هل تعلمين أني طلبتك للزواج؟ " لم ترد جنى بشيء وهي تزمّ شفتيها وتطرق براسها رافضة حتى النظر إليه، فأكمل عماد مؤكدا " اجل طلبتك، كنتُ أعرف ان عمي لن يوافق الان لأنك ما زلتِ صغيرة، ومع هذا؛ طلبتك أمام الجميع " رفعت رأسها اليه وقالت بعينين ثائرتين " لماذا فعلت ذلك إذن؟! " رد وعيناه لا تنزاحان عن وجهها " حتى يعلم الجميع أنك لي، ولا يفكر أحد من أولاد عمومتنا أنّ له نصيب معك " اشتد غضب جنى وأوشكت ان تجن من كلامه فقالت وهي تحاول ألا تصرخ عالياً " من انت لتقرّر هذا الامر؟! من تحسب نفسك؟! اقسم بالله سأخبر ابي وسترى ما سيفعله معك " قال بصوت مبحوح متضرع " لا يهمني جنى مهما فعلوا بي، كل ما يهمني ان تعرفي كم اعشقك وكم انتظرت وسأنتظر، حتى آخر يوم في حياتي يا جنى، سأنتظر "

انعصر قلبها في صدرها وهي تحدق فيه برعب حقيقي! شعرت كأن قضباناً تمتد وتنتصب لتحاصرها من كل اتجاه، لم تستطع اللحظة إلّا الهرب منه، قدماها تهرولان بها بعيدا عنه، لكن شعوراً قابضاً يخبرها أنه سيظل كخيال قاتم يلاحقها بلا هوادة.

***

دخل كل من حاتم وسليمان للغرفة التي اجتمع فيها النسوة حتى يتم عقد القران؛ وها قد تم الآن، فدخلا ليبارك كل منهما لعروسه.

عندما لمس سليمان (عروسه) ارتجف جسده، يداه لم تطيعاه وهما تسرحان رغماً عنه على طول ذراعيها المكشوفين، شفتاه تذوقتا طعم بشرتها وهو يطبع قبلة يتيمة فوق جبينها، فستانها الحريري الذي تمازج لونه بين الكريمي والأخضر جعله يتنهد عشقاً وهياماً، لكنه لم يستطع البقاء أكثر والنسوة أخذن يدفعْنَه ليخرج هو وأخوه حاتم الذي قبّل عروسه إيمان فوق جبينها أيضاً ثم تمادى وهو يميل بشفتيه ليقبل خدها، ولولا دفع النسوة له فربما كان سيتمادى أكثر.

خرجا مطرودين ضاحكين ليستقبلهما الرجال بالأهازيج الشعبية احتفالاً، اكتفى سليمان بالابتسام الذي يشعّ منه وهو يراقب أخاه حاتم يرقص مع الشباب، إنه سعيد لأجله، وسعيد لأجل ايمان، جزء من فرحة سليمان الليلة رؤيته لإيمان سعيدة وتتبادل النظرات العاطفية مع عريسها حاتم، لقد تأكد لسليمان الليلة أكثر من أي وقت مضى؛ أن ذلك الحوار الذي حدث في الحديقة بينه وبين إيمان، لم يكن له قيمة، بل وكأنه لم يكن له وجود من الأصل.

وسط الأهازيج والفرح فكّر سليمان أن لا شيء ينغّص عليه فرحته الليلة إلّا أمه، صحيح أنها لم تقل كلمة رفض واحدة؛ ولكنها تعامل ياسمين ببرود جليدي يكاد يفوق برودها مع الخالة ندى، وفي المقابل تعامل إيمان وكأنها ابنتها!

سليمان يعلم جيداً ما تريد أمه إيصاله بكل هذه التصرفات، رسالة صريحة أن ياسمين وامها ستظلان دخيلتين على العائلة.

لكن سليمان لم يستسلم لأفكاره المحبطة تلك، بل تقدم يشارك الرجال رقصهم وهو يفكر " المهم ان ياسمين باتت لي الان " ثم اتسعت ابتسامته وهو يدبك بقدميه مع حامد ويفكر بحرارة شوق " والأهم ان أجد طريقة لأكون بمفردي معها الليلة، ولو لدقائق فقط.. بضع دقائق لا أكثر.. "

***

في عجالى تهبط ياسمين درجات السلم نحو الطابق الأرضي في بيت العائلة وهي تحشر بعض أدوات التبرج داخل حقيبتها بينما قدماها تقفزان فوق الدرجات بخفة، بدت كطفلة لا عروساً عُقِد قرانها قبل بضع ساعات.

كانت قد نسيت بعض تلك الأغراض في الطابق العلوي لتتذكرهم في آخر لحظة، لتعود أدراجها كي تحضر ما نسته قبل ان تغادر مع عائلتها.

عبست وهي تحاول اغلاق حقيبتها التي امتلأت، ثم شهقت وهي تتعثر قبل أن تجد نفسها دون سابق انذار بين ذراعيه!

تنظر لوجهه القريب لاهثة وهي تهمس اسمه بأنفاس مخطوفة " سليمان! " بينما يرفعها قليلاً ليعود بجسدها للخلف فيصعد معها بضع درجات ثم يحشرها الى حيث زاوية مظلمة تخفيهما عن الأعين.

ضربات قلبها تدوي في أذنيها فتكاد تصيبهما بالصمم بينما تحدّق ببلاهة في عينيه اللتين فاضتا بشوق عارم أربك قدرتها على استيعابه والتعامل معه، ابتلعت ريقها وهي تهمس بارتعاش " أأ.. أهلي بانتظاري في السيارة " يميل إليها فتكتم أنفاسها بينما يهمس أخيراً قرب فمها " انتظارهم ليس بطول انتظاري يا ابنة عمي "

كفاها يدفعان صدره بردة فعل تلقائية وهي تهمس مجدداً " ابتعد سليمان.. " لكنه يشدد تطويق جسدها ليضمها إليه ويميل ليطبع قبلات متلهفة على خدها فتشهق بقوة وهي ترتجف بالهمس الحانق " عيب يا سليمان! عيب.. حاتم لم يفعل هذا مع إيمان " أنفاسه المتسارعة تختلط بضحكته الخافتة وهو يرد عليها " لا أصدق براءتك! ليتك رأيتهما في الحديقة الخلفية قبل ساعة لا أكثر " لتشهق ياسمين ثالثة؛ لكن استنكاراً هذه المرة، وقبل أن تقول شيئا بادر سليمان بالقول وهو ينظر لعينيها الخضراوين بهيام " مبارك لي أنتِ يا قرة عين سليمان "

ثم دون مقدمات كانت شفتاه فوق شفتيها ليكتم الكثير من الشهقات، يتأوه وهو يروي شوقه بينما تكاد ياسمين ان يغمى عليها بين ذراعيه، حتى أجفلهما معاً صوت آمال الجاف وهي تنادي " ياسمين.. ياسمين! " في لحظة ابتعد سليمان وقد توتر تلقائيا بينما يتحرك ليتقدم ياسمين بالنزول وقد استعاد رباطة جأشه فيواجه أمه بهدوء قائلاً " ياسمين هنا أمي، لقد نسيت حاجة بالطابق العلوي "

تكاد ياسمين تتمنى ان تنشق الارض وتبلعها من شدة خجلها، فاحتمت خلف ظهر سليمان بينما تسمع الخالة آمال تقول بجفاء أشد وسخرية لاذعة " وأنت ماذا كنت تفعل؟! تساعدها بحمل اجوات تبرجها الغالية؟! " رد سليمان بنفس الهدوء " بل أتيتُ أناديها كما فعلتِ للتو أمي؛ فعمي محمد طلبت مني استعجالها "

تواجهت نظرات الابن مع أمه للحظات، قبل أن تبتعد آمال وهي تتمتم بكلمات عن (قلة حياء فتيات اليوم!).

شعر سليمان بانطفاء فرحته كما شعر بحرج ياسمين البالغ وارتباكها من الموقف برمته، سحق سليمان أسنانه وهو يشد قبضتيه إلى جانبي جسده، أمه ليست بالتشدد الذي تظهره اللحظة، لقد سمعها بنفسه وهي تضحك مع الخالة اخلاص وتخبرها كيف فاجأت حاتم وإيمان في الحديقة الخلفية يتبادلان القُبل خفية!

" سليمان "

صوت ياسمين وهي تناديه بهذا الرجاء الخفي منحه القدرة كي يتجاوز الموقف، التفت إليها ومنحها ابتسامة من قلبه المتيم ثم قال لها " روحي فداكي يا حبيبة سليمان "

مد كفه نحوها في دعوة فتلاشى من وجهها الحلو كل الارتباك لتمنحه ابتسامة وخداها متوردان بالخجل، مدت يدها لتستقر في راحة كفه الممدودة وخضرة عينيها تشع بالغرام البريء والثقة العفوية.

***

بعد أشهر.. عصراً



في حركات رعناء مستهترة يمرُّ فؤاد بسيارته أمام البيت وجنى تراقب من شرفتها وهي تظهر اللامبالاة والبرود، لقد اعتادت هذه التصرفات منه، كما اعتادت لعودته إلى مصاحبة الفتيات.

اليوم فتاة جديدة يتعمد استعراضها امامها وهي تدرك ما هدفه، ورغم أنها تعلم الهدف لكن الامر من الداخل وفي العمق؛ يجرحها بالغيرة.

على كرسي مجاور تجلس هالة وهي تشعر بالتعاطف نحو صديقتها لتسألها " هل انت بخير؟!" ردت جنى باختصار " نعم " قالت هالة بحمائية وهي تعبس " لا تهتمي له " فنظرت جنى نحو هالة بهدوء وقالت " انا لا أهتم، فليفعل ما يشاء وليصاحب من يشاء " لكن هالة تعرف ان جنى تهتم، وهذا الاهتمام يؤلمها، حاولت مرة اخرى وهي تقول " جنى دعينا نعود للداخل، انه سخيف وما دمنا نجلس في الشرفة سيظل على استعراضه الأحمق هذا " لكن جنى ردت بتمرد " لن ادخل ولن أمنحه ما يريد بتصرفاته هذه! "

***



نهاية العام الدراسي



كانت تشعر بملاحقته لها منذ ان خرجت من المكتبة، انها تقاومه وتشعر ان مقاومتها أصبحت أكثر صلابة بعد هذه الأشهر.

لم تتفاجأ عندما شعرت به خلفها فقد أصبحت تعرف كيف يفكر ويخطط، لاحقها في الفروع الداخلية للحي حتى اختار التوقيت المناسب والشارع خالٍ ليتكلم أخيراً " مرحبا جنى " تجاهلته ولم تلتفت اليه فأضاف بحنق واضح " أنا أكلمك! " عقدت حاجبيها وهي تستدير نحوه لتقول بغضب " لا اعلم كيف تعطي نفسك الحق في مناداتي والتكلم معي وكأننا نعرف بعضنا؟! من تحسب نفسك؟! " رأته كيف يضغط فكيه ببعض للحظات قبل أن يتمالك أعصابه ليقول بهدوء " انا اريد التكلم معك فقط، هل يمكن هذا؟ " بعبوس ونبرة باردة سألت " ماذا تريد؟! اختصر فليس لدي وقت لأمثالك "

احمر وجهه من شدة الغضب وشعور الاهانة، كرامته غلبت وهو يواجهها بخشونة " تدعين البرود والترفع وأنتِ في داخلك تهتمين؛ تهتمين جدا يا جنى! " فقدت دقة من قلبها لكنها تمكنت من القول بنفس البرود " اهتم بماذا؟! لا أعرف عمّ تتكلم بالضبط " شمخ بذقنه في غرور وهو يقولها صريحة في وجهها " تهتمين بي بالطبع " ثقته بنفسه جعلتها تستجمع طاقتها لترد عليه بانكار ساخر " مؤكد هذه أحلامك! الآن.. هلا تركتني في حالي؟! " حاولت الابتعاد وهي تقاوم ارتجاف جسدها لكنه أوقفها بالقول " أ تنكرين غيرتك كلما رأيتني مع فتاة أخرى؟ أنا لستُ غبياً أو ابن البارحة يا جنى، وقد عرفت عشرات الفتيات لأفهم بسهولة مشاعر فتاة معجبة بي " ابتلعت ريقها بصعوبة ولم تسعفها الكلمات لترد عليه، خداها الاسمران احمرا بينما فؤاد ينظر إليها ويضيف المزيد " اعترف أني بالغت في استفزازك، لكني اردت معاقبتك على كلامك معي في آخر مرة "

شعرت جنى انها في خطر مُحدق! عقلها يواصل تبيهها للفخ الذي يسحبها فؤاد إليه، مهما كانت نيته؛ فالنتائج كارثية والعواقب وخيمة، هو لا ينفعها على الاطلاق، حتى لو طلبها في الحلال.

كان عليها التصرف لابعاده، يجب أن تجبره على النفور منها والابتعاد عن طريقها نهائياً، وبدفعة من العقل كانت تستعيد قوتها لتواجهه بقسوة قائلة " أنت تهين نفسك بهذه الملاحقة لي وافتراض مشاعر وهمية " عيناها في عينيه وهي تضيف بكل ما اوتيت من شجاعة ورباطة جأش " أنت لا تمثل لي أي شيء! مجرد شاب تافه فاسد "

عندها صدمها فؤاد وهو يمدُّ يده ليقبض على ذراعها وأصابعه تنغرز في لحمها وهو يقول بعنف " أنتِ حقاً عديمة الاحساس، لا أصدق أني.. أني.."

***

انتهى الفصل الخامس (تحديث 2022)







التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 16-08-22 الساعة 03:48 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-04-12, 01:10 PM   #1228

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sosonoso35 مشاهدة المشاركة


صباحكم معطر بذكر الرحمن ..
صباح الورد والياسمين .. للكاردينيا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عذراء الجليد مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 27 ( الأعضاء 27 والزوار 0)
‏عذراء الجليد, ‏babo, ‏moaazroaa, ‏كاردينيا73, ‏اميرة بيتنا, ‏ebru, ‏غمزة نظر, ‏h a m, ‏nona88, ‏حمام الحجاز, ‏soooon, ‏الحب الأول, ‏njoom, ‏زالاتان, ‏hob, ‏rose.rose, ‏lama9, ‏مانوش, ‏herms, ‏ساكنة القلوب, ‏do3a, ‏رنيـــــم, ‏tweety-14, ‏احمد ابو زيد

منورين صبايا

صباحكم ورد اعزائي .... اسفة ... مضطرة احذف هاتين المشاركتين حتى لايتقطع الفصل ....

سامحوني عزيزاتي


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-04-12, 01:14 PM   #1229

عذراء الجليد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية عذراء الجليد

? العضوٌ??? » 155211
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,983
?  نُقآطِيْ » عذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond repute
افتراضي

احذفي على راحتك ....
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا كاري خلتيني متل المجنونة انزل الفصل بسرعة بدون ما اقرا وادور على رد سليمان على ايمان ههههههههههههههه الله يسامحك وقفتي قلبي اللي مش عارفة اهديه لهلأ هههههههه





عذراء الجليد غير متواجد حالياً  
التوقيع
كلماتكم هزت قلبي ومشاعري.. كنتم ولا زلتم وستبقون من اروع من ادخله القدر الي عالمي... شكرا لسؤالكم.... احبكم في الله









أن كًآن هنآكًـ .. ـآمنيات جميلهـٍ في ,
حيآآتيٍ..فبقآئك معي ,
هي آجملها ♥

رد مع اقتباس
قديم 18-04-12, 01:17 PM   #1230

عذراء الجليد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية عذراء الجليد

? العضوٌ??? » 155211
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,983
?  نُقآطِيْ » عذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond repute
افتراضي

ارجع اعيد الفصل من الاول وبعدين برجعلك بتعليق طويل وعريض ويا ويلك اذا بدك اتوقفي قلوبنا مرة تانية بخبر هيك والا هيك هههههههههههههههه

عذراء الجليد غير متواجد حالياً  
التوقيع
كلماتكم هزت قلبي ومشاعري.. كنتم ولا زلتم وستبقون من اروع من ادخله القدر الي عالمي... شكرا لسؤالكم.... احبكم في الله









أن كًآن هنآكًـ .. ـآمنيات جميلهـٍ في ,
حيآآتيٍ..فبقآئك معي ,
هي آجملها ♥

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:56 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.