آخر 10 مشاركات
روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          مهجورة في الجنة(162) للكاتبة:Susan Stephens (كاملة+الرابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] بسمة مدفونة في خيالي ، لـ ضاقت انفاسي (الكاتـب : Topaz. - )           »          منحوسة (125) للكاتبة: Day Leclaire (كاملة) (الكاتـب : Gege86 - )           »          معلومة بتحكيها الصورة (الكاتـب : اسفة - )           »          من هو الإسرائيلي رون آراد الذي حذر أبو عبيدة من تكرار مصيره؟ (الكاتـب : اسفة - )           »          324 - زواج مع وقف التنفيذ - جانيت هوج - م.د ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : TOMLEDER - )           »          أجمل الأفلام القصيرة..«خاسب الدبابه يا غبى منك ليه».. (الكاتـب : اسفة - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree156Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-05-12, 11:33 AM   #3361

amoud

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية amoud

? العضوٌ??? » 85305
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » amoud has a reputation beyond reputeamoud has a reputation beyond reputeamoud has a reputation beyond reputeamoud has a reputation beyond reputeamoud has a reputation beyond reputeamoud has a reputation beyond reputeamoud has a reputation beyond reputeamoud has a reputation beyond reputeamoud has a reputation beyond reputeamoud has a reputation beyond reputeamoud has a reputation beyond repute
افتراضي


ينصباح الورد على الحاضريم

amoud غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-05-12, 11:39 AM   #3362

narjis

نجم روايتي وعضو نشيط في فريق التراس قلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية narjis

? العضوٌ??? » 154595
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,570
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » narjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

صباح الخير
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 18 والزوار 0) ‏narjis, ‏amoud, ‏ام ايلاف, ‏paradise91, ‏عذراء الجليد, ‏زالاتان, ‏غرام العيون, ‏مدامع عين, ‏رنيـــــم, ‏كترين, ‏سايلور, ‏كاردينيا73+, ‏حمبصيصة, ‏marie2000, ‏علمتني الدنيا, ‏moone22, ‏rouka2000, ‏الحب الأول


narjis غير متواجد حالياً  
التوقيع



اضغط على الصورة للانتقال الى الرواية

رد مع اقتباس
قديم 26-05-12, 11:42 AM   #3363

fedoo
 
الصورة الرمزية fedoo

? العضوٌ??? » 48072
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 382
?  نُقآطِيْ » fedoo has a reputation beyond reputefedoo has a reputation beyond reputefedoo has a reputation beyond reputefedoo has a reputation beyond reputefedoo has a reputation beyond reputefedoo has a reputation beyond reputefedoo has a reputation beyond reputefedoo has a reputation beyond reputefedoo has a reputation beyond reputefedoo has a reputation beyond reputefedoo has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح الخيييييييييير.... مع اني مش شايفة خير نوهاااائي...

شكله الفصل حيكون زي اليوم ومبارح...في مصر وسوريا

بانتظاااارك كاري


fedoo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-12, 11:43 AM   #3364

عذراء الجليد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية عذراء الجليد

? العضوٌ??? » 155211
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,983
?  نُقآطِيْ » عذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 23 ( الأعضاء 22 والزوار 1)
‏عذراء الجليد, ‏كترين, ‏7oureya, ‏اوشين, ‏دعاء23, ‏blue me, ‏monaliza1971, ‏كاردينيا73, ‏moone22, ‏paradise91, ‏fedoo, ‏عطرشرقي, ‏gege gemy, ‏amoud, ‏زالاتان, ‏غرام العيون, ‏رنيـــــم, ‏سايلور, ‏حمبصيصة, ‏marie2000, ‏علمتني الدنيا

اهلا وسهلا بام اسلان.....كيفك يا حلوة.... يا بريئة ومش شريرة ابدا ...اهئ اهئ اهئ هي دنيا بعدها مهفتهاش عربية مسرعة بالخطا اهئ اهئ اهئ ....واااااااااااااااااااااا اااااع


عذراء الجليد غير متواجد حالياً  
التوقيع
كلماتكم هزت قلبي ومشاعري.. كنتم ولا زلتم وستبقون من اروع من ادخله القدر الي عالمي... شكرا لسؤالكم.... احبكم في الله









أن كًآن هنآكًـ .. ـآمنيات جميلهـٍ في ,
حيآآتيٍ..فبقآئك معي ,
هي آجملها ♥

رد مع اقتباس
قديم 26-05-12, 12:02 PM   #3365

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عذراء الجليد مشاهدة المشاركة
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 23 ( الأعضاء 22 والزوار 1)
‏عذراء الجليد, ‏كترين, ‏7oureya, ‏اوشين, ‏دعاء23, ‏blue me, ‏monaliza1971, ‏كاردينيا73, ‏moone22, ‏paradise91, ‏fedoo, ‏عطرشرقي, ‏gege gemy, ‏amoud, ‏زالاتان, ‏غرام العيون, ‏رنيـــــم, ‏سايلور, ‏حمبصيصة, ‏marie2000, ‏علمتني الدنيا

اهلا وسهلا بام اسلان.....كيفك يا حلوة.... يا بريئة ومش شريرة ابدا ...اهئ اهئ اهئ هي دنيا بعدها مهفتهاش عربية مسرعة بالخطا اهئ اهئ اهئ ....واااااااااااااااااااااا اااااع
ههههههه
صباح الخير عذورة .... يتوقف الأمر على صدمة كاري .... وبعدين نشوف تأثيرها سيعود على أسلان وأسيل ازاي


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 26-05-12, 12:03 PM   #3366

blue me

نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وكاتبة وقاصة بقلوب أحلام

 
الصورة الرمزية blue me

? العضوٌ??? » 102522
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 15,125
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » blue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond reputeblue me has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك action
افتراضي

ماصارت نص ساعة كاري ؟؟؟؟
عندي فسحة لمدة نص ساعة .... وبعدين لا أعلم متى سأجد فرصة الدخول مجددا


blue me غير متواجد حالياً  
التوقيع
حاليا ..

رد مع اقتباس
قديم 26-05-12, 12:05 PM   #3367

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

اعزائي ... سانزل الفصل الان .... سيكون على جزأين ..... يا رب يعجبكم

كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 26-05-12, 12:07 PM   #3368

عذراء الجليد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية عذراء الجليد

? العضوٌ??? » 155211
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,983
?  نُقآطِيْ » عذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة blue me مشاهدة المشاركة
ههههههه
صباح الخير عذورة .... يتوقف الأمر على صدمة كاري .... وبعدين نشوف تأثيرها سيعود على أسلان وأسيل ازاي

اهئ اهئ اهئ انت من امتى بتعتمدي على فصل كاري عشان يكون مزاجك عال العال.... يا شريرة ...لو اعتمدتي على فصولها كان من زمااااااااااااااااااااااا ااااااااااااان اسلان مقطع اسيل بوس ومتزوجها والمخلوقة حامل كمان هههههههههههههه


عذراء الجليد غير متواجد حالياً  
التوقيع
كلماتكم هزت قلبي ومشاعري.. كنتم ولا زلتم وستبقون من اروع من ادخله القدر الي عالمي... شكرا لسؤالكم.... احبكم في الله









أن كًآن هنآكًـ .. ـآمنيات جميلهـٍ في ,
حيآآتيٍ..فبقآئك معي ,
هي آجملها ♥

رد مع اقتباس
قديم 26-05-12, 12:07 PM   #3369

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الفصل الثالث عشر
لحظات.. لحظات مرت وآمال تنظر بفزع إلى ياسمين! ياسمين.. تنزف!
عينا آمال جاحظتان بذاك الفزع لا تطرفان، تلاحق الصور امامها ولا يأتي جسدها بأي حركة للمشاركة مع ما يجري!
حامد يضع ذراعه تحت ركبتي ياسمين ليحملها، صراخه اختلط بعويل اخلاص وهو يطلب منها احضار غطاء، اخلاص أخذت تركض وهي تندب وتلطم على خديها، حامد ينادي ياسمين عسى ان ترد وهو يركض بها نحو الخارج وعيناه تفيضان بدموع الرعب عليها، لمحة اخرى لإخلاص وهي تلحق بابنها الى الخارج، وبعدها.. عمّ الصمت!
أطرقت امال أخيراً الى الارض تحدق فيها للحظات طويلة، فجأة شهقت عندما ميّزت قطرات الدم الذي تناثر على الارضية! لم تكن واعية تماماً لما ينطقه لسانها وهي تتمتم " ماذا فعلت؟! ماذا فعلت؟! "
***
يده ترتجف بقوة وهو يفتح باب سيارته ويترجل منها، لم يكن يرى بشكل واضح وهو يدخل مهرولا الى مبنى المستشفى، في صالة الاستقبال رأى العديد من الاشخاص يتحركون هنا وهناك، عيناه ترى وعقله لا يفسّر! وقف هناك وجسده يرتعد بينما يتمتم باستنجاد غريزي " يا رب.. ياسمين يا رب "
رأته ممرضة بحالته هذه، تقدمت منه وقد أشفقت عليه، تكلمت بهدوء " هل أستطيع مساعدتك بشيء؟" لكنه لم يرد ووجه تائه ما بين شحوب وهلع، امسكته من ذراعه فأجفل! ابتسمت بلطف وقالت بأمومة " بنيّ اهدأ، هل جاء أحد اقاربك هنا؟" ظل سليمان يحدق في وجهها الخمسيني وأوشكت دموعه على الهطول عندما قال بصوت محشرج " ياسمين، زو.. زوجتي " لمعت عينا الممرضة بالتفهم وربتت على ذراعه وهي تقول " ان شاء الله خير، هدئ من روعك، فقط أخبرني باسمها الكامل " رد بانشداه " محمد.. اسمها ياسمين محمد الشرقي، إنها.. إنها حامل، كانت.. انا.. لا اعرف! " هزّت رأسها دون ان تثقل عليه بالمزيد ثم أخذته ليجلس على أحد الكراسي، وبعدها تحركت مبتعدة عنه.
لم يعرف سليمان كم طال غيابها بينما هو يجلس هنا يستعيد كلمات حامد الباكية وهو يخبره عبر الهاتف ان ياسمين تنزف وقد نقلها للمستشفى.
أجفل سليمان مرة اخرى ما ان شعر بيد فوق كتفه، رفع وجهه ليطالعه وجه الممرضة المستبشر مرة اخرى، قالت له برقة " لا تخف بنيّ، انها بخير، تعال معي لآخذك إليها " لكنه لم يتحرك فقط قال بصدمة " هل.. هل انت متأكدة؟! اسمها ياسمين، ياسمين محمد.. الشرقي " غامت عينا الممرضة إشفاقاً ثم قالت " نعم بني، تأكدّت من الاسم، هي دخلت قبل ساعة لحصول نزف، ولكن الله لطف، الان هي بخير والطفل أيضا بخير " هطلت دمعتان منه وهو يتمتم بارتعاش " ألف حمد وشكر لك يا رب.. ألف حمد وشكر " تبسمت في وجهه ثم قالت " هيا لأرشدك "
وهكذا تحرك سليمان بخطوات تكاد تكون مترنحة، ما يزال مصدوما ولا يصدق أنها بخير، انه يريد رؤيتها فقط، يريد ان يرى عينيها تلمعان بالفرح كما عوّدته، يريد ان يستغرق في شفتيها وهما تبتسمان له بدعوة غير مقصودة! انها طفلته، حبيبته، قلبه النابض بين جنبات صدره.
همس بانشداه " انا السبب.. انا السبب! " التفتت اليه الممرضة لتقول بحيرة " ماذا قلت؟" رد بانفعال وهو يتوقف وسط الممر الابيض " انا من جعلتها حامل لتعاني هكذا، لن اسامح نفسي ابداً " عبست الممرضة وبدت حازمة وهي تقول " توقف عن لوم نفسك هكذا وتعال معي لتطمئن على زوجتك، لو كل الازواج شعروا بالذنب مثلك لما ولد طفل ابدا!"
وهكذا تحرك سليمان مرة اخرى ليس بإرادته ولكن بإرادة يد الممرضة التي اصرت على سحبه من ذراعه كطفل تاه الطريق منه!
في نهاية الممر الطويل الابيض رأى وجوها مألوفة، لقد ميّز حامد والخالة اخلاص يجلسان متجاورين ومعالم الانهيار واضحة عليهما، ما ان لمحه حامد هو الآخر حتى جاءه مهرولا نحوه بوجه شديد الشحوب وهو يقول " سليمان، الحمد لله إنك اتيت، انها بخير الان، الطبيب.. الطبيب.. " اختنق حامد بعبراته وانهار في البكاء وهو يرمي بنفسه على صدر سليمان، انسحبت الممرضة بينما قال سليمان بصوت محشرج مخنوق وهو يبعد حامد عنه " هي بخير، أليس كذلك؟ الممرضة قالت انها بخير" رد حامد وهو يتمالك نفسه ويمسح وجهه " نعم.. انها بخير، نزفت كثيراً، ولكن الطبيبة تمكنت من السيطرة على الموقف والجنين بخير ايضاً، قالت يجب عليها ان ترتاح تماماً وستقضي باقي أشهر الحمل تنام على ظهرها " تنحنح سليمان ليجلي صوته وهو يسأل " اين هي الان بالضبط؟!" رد حامد وهو يطلق أنفاساً ويشير الى أحد الابواب " إنها هنا لكن الطبيبة معها، لم تسمح لنا برؤيتها حتى الان، قالت ان ننتظر "
نظر سليمان من فوق كتف حامد نحو خالته اخلاص، لقد بدت في حالة غريبة! صحيح كانت تبكي لكنها كانت تجلس على طرف الكرسي منكسة الرأس وقد اخذت تنود بجذعها بينما يداها تضربان برتابة على فخذيها، الاغرب انها لم تتحرك باتجاهه رغم انها نظرت اليه مرة واحدة، مرة واحدة لتعود وتنكس رأسها!
نظرتها غريبة منكسرة؛ تفيض احساسا بالذنب! اتسعت عينا سليمان وافكاراً سوداء تداهم عقله فجأة!
سأل بصوت خافت " حامد، اين امي؟! " رد حامد بارتباك " لا اعلم، اقصد انها في البيت، انا لم افكر في الواقع، عندما وجدت ياسمين بهذه الحالة لففتها بالغطاء وركضت بها للمستشفى وامي رافقتني، لم افكر بالخالة آمال، حتى اني لم اتصل بك في المعمل إلا بعد وصولنا للمستشفى بمدة، كنت في حالة صدمة ورعب " هتف حامد باستدراك وهو يضرب على جبينه " يا إلهي نسيت ان اتصل بعمي محمد " لكن عقل سليمان كان في اتجاه آخر فسأل بصوت غريب " من كان مع ياسمين عندما وجدتها؟ ما الذي حصل لتنزف؟ الطبيبة التي تتابعها في العيادة أخبرتنا ان الحمل بوضع ممتاز ومستقر، وقد كانت ياسمين بألف خير عندما تركتها في الصباح!" عينا حامد اخذتا تتهربان من سليمان، إحساس غامض غاضب أخذ يحرق صدر سليمان، وكأنه يشعر بما حصل دون أن يعرف تفاصيله، ليقول ويداه تتقبضان الى جانبي جسده " أخبرني حامد بما حصل " ارتبك حامد أكثر وقال باضطراب " انا لا اعرف حقيقة، كنت عائدا لاستلم غرفة النوم الجديدة عندما وجدت ياسمين تقف في منتصف الدرج تحمل صندوقا وهي تلهث، وقد بدت على وشك الاغماء وهي تترنح، ركضت نحوها لأسندها عندما وقعت على صدري وأوقعت الصندوق على درجات السلم ثم اخذت امي تصرخ أنها تنزف!" زمّ سليمان شفتيه قبل ان يقول بحدة " واين كانت امي؟" رد حامد بتردد " كانت تقف.. قريباً "
أنفاس متلاحقة هدرت في صدر سليمان قبل ان يتحرك نحو الخالة اخلاص، وقف امامها وهي ما تزال على جلستها الكئيبة، سأل بشكل مباشر " هل امي من جعل ياسمين تحمل الصندوق؟" لم ترد اخلاص، بل حتى لم ترفع رأسها، عاد سليمان ليسأل بإلحاح دون ان يشعر بحامد الذي يقف مضطربا خلفه " ردي عليّ خالتي، هل هي من طلبت من ياسمين حمل الصندوق لتصعد به السلم؟" عندها انهارت اخلاص وهي تولول وتقول " كم انا بلا نفع! كم انا ضعيفة وتافهة، البنت كانت ستموت وانا وقفت عاجزة " صرخ سليمان رغما عنه قائلا " هل امي من طلب منها ذلك؟" أخيراً رفعت اخلاص وجهها اليه، كانت بائسة بكل معنى الكلمة وصرخت هي الاخرى قائلة " نعم.. نعم! وانا لم أستطع فعل شيء، دوما لا أستطيع فعل شيء، يا إلهي.. ياسمين، يا حبيبتي الصغيرة الصبورة "
وعادت لتنتحب وتولول..
لم يكن سليمان في حالة تجعله يشعر بألم انسانة مسكينة كإخلاص، تعاني الشعور بالكره لضعفها وقلة حيلتها، بجمود تحرك مبتعدا كي يجلس على كرسي بعيد وعيناه تحدقان بلا تركيز على حامد وهو يحتضن امه المنهارة في البكاء.
***
كان بمفرده وهو يدخل لرؤيتها، اغلق الباب خلفه بهدوء، رعشة خفيفة ما تزال عالقة بيده.
تقدم منها وعيناه تمران فوق جسدها الممدّد فوق السرير الأبيض، لم تفتح عينيها رغم ان وقع خطواته مسموع، شحوب وجهها الشديد أثقل كاهله.
جلس على كافة السرير جوارها وهو يمد يده ليملّس فوق شعرها وهو يفكر؛ ماذا فعل بها؟! لقد أوشكت ياسمين أن.. أن.. أغمض عينيه بجزع ولم يجرؤ على التفكير بأبعد من هذا، ثم فتح عينيه يتمتم بحمد الله.
انحنى نحو شفتيها المتيبستين يطبع قبلة رقيقة والغصّة تخنقه، ابتسمت! وابتسامتها هذه جعلت بضع دمعات تنسكب من عينيه، بل خنقته شهقة بكاء، كتمها وهو يخجل منها، لكن ما هو فيه اللحظة يفوق خجل الرجولة من الضعف، فاستسلم وهو يغمر وجهه في راحة كفه وانهار في البكاء!
في النهاية هو مجرد انسان أوشك أن يخسر ما يفوق قدرته على تحمل فراقه، والأسوأ هو شعوره بأنه شريك في كل ما جرى على ياسمين! شريك أخرس عاجز، ومخافة أن يغضب الله في أمه؛ كسرته أمام رجولته وأمام أهل بيته المسؤولين منه.
أخذ يتمالك نفسه وهو يكفكف دموعه ويقول هامساً لياسمين النائمة بوعد يقطعه لنفسه قبلها " لن أسمح لمخلوق بأن يؤذيك مرة اخرى يا ابنة عمي "
***
بعد ثلاثة ايام، البيت الكبير
الجناح الخاص بحميد وآمال
وجدها تجلس على الاريكة البنية في جناحهما الخاص قال بهدوء " امال، ألن تذهبي معنا للمستشفى؟!" تطلعت امال نحو زوجها بعينين فارغتين؛ لا.. لم تكونا فارغتين، بل يائستين! لقد بدت في حالة لم يرها فيها حميد سابقاً مما اثار قلقه.
لم يفهم ما يحدث معها، فمنذ دخول ياسمين المستشفى وهي بهذه الحالة! تجلس ساهمة أغلب الوقت داخل جناحهما، رفضت الخروج من البيت ولا تتكلم إلّا لماماً.
عادت لتبتعد بعينيها عنه فتنهد وهو يتحرك نحوها ليجلس على الاريكة الصغيرة جوارها، هناك ما يثقل كاهلها وهو تتنازعه المخاوف، لم يعد يستطيع الصبر كي يعرف، عليه ان يفهم.. ان يتأكد، وكم يتمنى لو كان ما يخطر في باله ليس صحيحاً!
أخذ نفساً قبل ان يقول بتوجس " أخبريني آمال.. هل كان لك يد فيما حصل لياسمين؟ هل أثقلت عليها بالعمل ذلك اليوم؟ أشعر ان امرا ما حدث، امر أكبر من مجرد نزيف طرأ على ياسمين كأي حامل اخرى " لاحظ كيف ارتجفت يداها وهي تحركهما في حجرها بتوتر واضح، اطرق حميد وهو يتمتم " استغفر الله ربي واتوب اليك " ثم قال بإحباط " اذا كان لك يد فعلاً؛ حتى ولو من دون قصد، فعليكِ ان تعرفي ان ابنك البكر سيترك البيت لا محالة، هو لم يقلها صراحة حتى الان، ولكني اراها في عينيه " تقبّضت يداها ونكسّت رأسها، وقف حميد على قدميه وقد يئس من دفعها للكلام أو الاعتراف بما حصل حقيقة.
أطرق بنظراته للأرض يتفكر؛ هل عليه قول كل ما يعتمل في صدره منذ سنوات طويلة؟ أم يكتمه لباقي عمره؟
أخيراً قرر الافصاح ودون أن يرفع نظراته قائلاً بنبرة حملت الكثير من المعاني " لقد حذّرتك مراراً امال، حذّرتك من عاقبة غيرتك المرضية من ندى، دوما حقدتِ عليها، دوما كرهت انها تمكنت من فرض ارادتها والانفصال ببيت خاص بها، حاولتِ خلال هذه السنوات فرض سيطرتك على بيت العائلة فقط كي تثبتي لها إنك أفضل منها.. أقوى منها.. أهم منها! "
تناهت لمسمعه حشرجة! فلم يعرف أ هي حشرجة اعتراض منها أم حشرجة قهر من تعرية مشاعرها؟!
لكن.. سواء أ كان هذا أو ذاك فحميد قرر الاستمرار بالإفصاح فأضاف " استغليتِ ضعف إخلاص بطريقة لا ترحم، بل ساهمتِ وبكل قساوة لمحو شخصيتها أكثر وأكثر، كنتُ اراقبك يا ابنة العم طوال هذه السنوات وانت تبنين قصوراً مزدانة بالحقد والكراهية، لم يكن يرضيكِ شيء ابدا، حاولت جاهدا أن أرضي نزعة الاستحواذ والسيطرة لديك؛ لكنني فشلت.. وتعبت! ربما كنتُ أنا الآخرضعيفاً، وها أنا أدفع الثمن معكِ؛ نحن سنخسر ابننا البكر، وكنا على وشك خسارة حفيدنا ايضاً"
صوت شهقة بكاء مكتوم جعل حميد يرفع رأسه المطرق ويتطلع إليها، اتسعت عيناه في ذهول وهو يرى امال تبكي بدموع غزيرة، لكنها تكتم نشيجها! إنه لا يذكر متى رآها تبكي آخر مرة! يا إلهي.. متى رآها تبكي فعلا؟!
انكسارها مسّ وجدانه، شعور بالحماية تحرك في داخله رغماً عنه، لم يكن يحبها؛ هو يدرك ذلك، لكنه يشعر بالمسؤولية تجاهها، انها ابنة عمه.. لحمه ودمه، عِشْرة سنين طويلة، ورغم قساوتها وجفائها إلا إنها تبقى مسؤولة منه، مدّ كفه الهزيل ليضغط على كتفها بمواساة وقال " اذكري الله يا امال، سأتكلم مع سليمان لأفهم ما يدور في خلده، رغم انه يلتزم الصمت تماماً ولا يتكلم إلا عندما يكون مع ياسـ.. معها "
رفعت وجهها الاسمر إليه، وجها مليحاً ذكّره بوجه ابنتهما سمية، لكن السنون تضحك ساخرة وهي تمتص رحيق الشباب، وربما ليست السنون فحسب، بل روحها القاسية أيضاً.
تنهد في حسرة وتحرك مبتعدا ليصل الباب، وقبل ان يخرج قال دون ان يلتفت إليها " عرس حامد وسمية سيكون بعد أسبوع، ياسمين اصرت على عدم تعطيله "
خرج بعدها تاركاً امال تستعيد ذكرى قطرات دم على الارضية البيضاء التي تلمع نظافة، كانت ياسمين قد مسحتها للتو!
***
أجفلت ندى وهي تشعر بذراعي محمد تحيطان جسدها من الخلف ويدلّلها برقة " حبيبتي " حاولت تخليص يديها بسرعة من حصار ذراعيه لتمسح دموعها الغزيرة، لكنه شدّد من ضغطه ليمنعها وقرّب فمه من أذنها أكثر وقال " لا تمسحي دموعك، لا تخفيها عني"
فأخذت ندى تجهش بصوت مسموع بينما تستسلم لذراعي محمد وهو يلفها لتواجهه، رفع كفيه لوجهها واخذ يمسح دموعها بصمت، لترمي ندى بنفسها على صدره وهي تقول بلوعة من بين شهقاتها " لقد ارادت اجهاضها يا محمد! انا اعرف ذلك رغم صمت الجميع، ابنتنا.. ابنتنا كانت على وشك فقد طفلها! بل.. بل ربما.. حياتها! يا إلهي.. اي امرأة مجنونة؟! "
أدرك محمد انها تقصد امال، لقد قاوم هو نفسه هذه الفكرة المرعبة، لا لشيء إلا ليتحكم في غضبه ويتصرف بعقل لمصلحة ابنته.
أخذ يملّس على شعر ندى وهو سارح فيما حدثه فيه سليمان هذا الصباح، لم يخبره بحقيقة ما حصل مع ياسمين ذلك اليوم، لكنه أخبره بقراره، ابن أخيه لن يتراجع وهو أيضاً لن يتراجع، ياسمين لم يعد لها بقاء في بيت واحد مع آمال.
***
غمز حامد عبر مرآة الامامية للسيارة وهو يلتقط بعينيه قبلات سليمان لخد ياسمين المحمر، ثم قال بمرح ومشاغبة " اعتبراني غير موجود؛ لكن ماذا عن الناس في الشارع؟! كان يلزمكما سيارة بنوافذ مظلّلة بدل هذه الفضائح في الشارع " ضحك سليمان بينما احمرّت ياسمين أكثر وهي تقول لحامد " انت بلا حياء! تستحق أني لن احضر عرسك "
رد حامد ببؤس " لقد قلت لك أني لا أمانع تأجيل العرس، لكنك أصررتِ!" فقالت بابتسامة مشاكسة " وانتَ كنتَ مسرورا بإصراري! أم ستخبرني أنك تفضّل الانتظار حتى ألد؟!" ضحك حامد واكتفى بأن يحرك حاجبيه صعوداً ونزولاً علامة (لا).
ذراع سليمان كانت تلفّها وبتعب مألوف مالت لتريح رأسها فوق كتفه لتغرق في نوم عميق، وعندما وصلوا حملها سليمان بين ذراعيه وأدخلها إلى بيت عمه محمد، يشير للخالة ندى التي كانت بانتظارها كي تفتح الابواب في طريق دخوله.
ميّز صوت خطوات راكضة لابنته نورها لكن يبدو أن جنى استطاعت إيقافها قبل أن تصل إلى والديها.
تحرّك بصمت نحو إحدى الغرف في الطابق الأرضي والتي تم تحضيرها خصيصاً لياسمين كي تستقر فيها إلى حين موعد الولادة.
كانت تطلق تلك الغمغمة المعتادة في نومها وهو يضعها بحرص فوق السرير، يغطيها وهو ينظر ملياً لوجهها، ما يزال ذاك الوجه الصغير ذابلاً، ابتلع ريقه وهو يتذكر كلمات الطبيبة عندما أخبرته أن ياسمين تعرضت لخطر مميت! هي والجنين في احشائها كانا على وشك الموت.
تحرك نحو الباب وأغلقه، ثم عاد إليها ليجلس على السرير ثم يخلع فردتي حذائه ويميل بجسده كي يستلقي جوارها، حاوطها بذراعيه يضمها لصدره بينما يقرأ عليها آيات قرآنية للحفظ، ثم أغلق عينيه وهو يفكر بالترتيب الجديد الذي يجهز له بعد أن تلد ياسمين وتستعيد قوتها، خطوة قد تكون كبيرة لن تتقبلها العائلة خاصة عمه مجيد؛ لكنها باتت حتمية.
***
تتمدد جنى على سريرها وإلى جوارها ابنة أختها التي أخذت تلعب لعبتها المفضلة وهي تنثر خصلات شعر خالتها وإعادة شبكه فيما يشبه الضفيرة، لتتركها جنى تفعل ما تشاء، فأختها تحتاج للراحة التامة.
عينا جنى تسرحان وهي تفكر في حياتها الماضية، أعادت الكثير من الحسابات في رأسها منذ تركت الدراسة والتزمت البيت، في البداية لازمها شعور الخواء لأشهر فكانت لا تصحو إلّا منتصف النهار، وتعترف داخلها إنها كانت تتمادى بالاستسلام لذاك الشعور السلبي كي تؤثر في قلب أبيها وتدفعه ليعيد النظر في قراره، لكنه لم يفعل، وهي لم تستطع البقاء في حالة الركود هذه، فأخرجت نفسها من تلك الحالة لتواجه الواقع، أو بالأحرى لتواجه نفسها.
لقد أخطأت بإهمال دراستها، قد لا تحب التعليم وضغط الدراسة والامتحانات، لكن أباها تحمّل لأجلها ضغوطاً أشد، وكانت تستطيع النجاح ولو في حدوده الدُنيا ببعض المجهود الإضافي.
ما هي فيه اليوم تتحمّل مسؤوليته بمفردها، إهمالها هو سبب رسوبها لعامين متتالين، ولن تخدع نفسها بالقول إنها كانت في حالة نفسية سيئة بسبب موضوع عماد او فرض الزواج بالإجبار من احد أبناء العمومة؛ لقد كانت ببساطة تستمع بوقتها مع الفتيات في المعهد، خاصة أن نظام التعليم في البلد للمعاهد والجامعات مختلف كلياً عن النظام الرقابي المتشدّد للمدارس، حيث المعلمات كُن دوماً يلاحقن الطالبات ليدرسن ويحضرن الواجبات يوماً بيوم والتشجيع على طرح الاسئلة خلال الحصص الدراسية، كما يتابعن عن كثب مستويات الطالبات وتبليغ ادارة المدرسة، والادارة نفسها تتابع أيضاً الغياب والحضور ومنع تهرب الطالبات وعقابهن فيما لو لم يحضرن حصّة، بينما اساتذة المعاهد والجامعات يكتفون بإلقاء المحاضرات وتنظيم الامتحانات في وقتها، لا أحد يتابع او يحاسب او يطالب، بل هي مسؤولية الطالب وحده ليقرر أن يحضر المحاضرات ويدرس لينجح، أو تنزلق قدمه في إحساس الحرية ليهمل ويتقاعس طوال السنة فيرسب وقت الامتحان وهو عاجز عن اللحاق بما فاته طوال العام الدراسي.
اكتشفت جنى أنها لم تتحمل المسؤولية، واستهانت وتهاونت كثيراً، ربما رسوبها في العام الدراسي الأول كان يحصل للكثيرين بتغيّر طبيعة النظام الدراسي، لكن تكرار الأمر للعام التالي ليس مُبرّراً على الاطلاق، فلم تُلقِ باللائمة على أحد إلّا نفسها!
وبعد المواجهة والاعتراف؛ تقبلت الواقع، فخرجت من قوقعة الخواء والخمول، فهي فتاة نشيطة بطبيعتها وتحب العمل والحركة، فأخذت الكثير من المهام في البيت على عاتقها ومساعدة أخويها في الدراسة.
رغم هذا.. فمؤخراً باتت تنتابها نوبات إحباط، تخفيها بشقِّ الأنفس وتتجاوزها بالصبر أحياناً وتجاهلها أحياناً أخر.
كفّت نورهان عن العبث بشعر خالتها، فنظرت إليها جنى لتراها غفت في حضنها، تبسمت وهي تحمد الله مُجدداً على سلامة ياسمين.
انحنت جنى لتقبل خدّ الصغيرة وتفكر أن رغم الخطر الذي تعرضت له أختها لكنها على الأقل سالمة الآن في بيت أبيها، كما يكفي جنى أن ياسمين ستكون معها في البيت من جديد، فتنشغل معها وبها، ثم نظرة لوجه الصغيرة النائم وهمست تكلمها " يكفي وجودك الحلو الشقيّ يا حبيبة خالتك، فهو لوحده كافٍ لبثِّ السعادة في قلوبنا "
***


يتبع...



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 24-08-22 الساعة 03:01 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-05-12, 12:21 PM   #3370

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

عرس حامد وسمية
" هل أستطيع أن أكلمك؟ "
حالما سمعت سؤاله؛ تقلّصت أنامل جنى ببعض التوتر التلقائي حول طرف فستانها، كانت تعلم انها يجب ان تتحدث إليه، انه ابن عمها أولاً وأخيراً، كما إنها تغيرت، فلم تعد عدائية انفعالية نحوه، فباتت أكثر تفهماً له، بل إنها حتى تشفق عليه!
استدارت نحوه فرفرف ثوبها الفيروزي حولها، صمدت أمام نظرات الشوق المؤلم والحب اليائس في عيني عماد وهو يتطلع إليها؛ لتقول له " مرحباً يا ابن عمي، مؤكد تستطيع الكلام معي " ابتلع عماد ريقه بصعوبة ثم قال بصوت مبحوح " هل أستطيع ان اقول إنك تبدين جميلة دون ان يزعجك الامر؟!" احمرت جنى قليلا وردّت بنبرة تطييب خاطر " شكرا لك " تنهد ببعض الارتياح ثم استجمع شجاعته ليقول " أعرف أني؛ وعلى مرّ السنوات القليلة الماضية، قد أخطأت بحقك كثيراً، بل اخطأت بحق العائلة كلها وأنا أتجاوز كل الحدود معك، ربما يكون لي عذري أني احببتك جداً.. وما أزال " تنحنح وهو يرخي نظراته للأرض قليلاً قبل أن يضيف " أردت.. أردت الزواج منك بأي طريقة، شعرتُ أنكِ من حقي، ولأكن صادقاً ما يزال هذا الشعور موجوداً رغماً عني " قالت جنى بتوجس " أرجوك عماد لا تفتح موضوع الزواج مرة اخرى " رفع عماد عينيه إليها يلجم آلام قلبه وهو يهمس بحرقة " انا اريد فقط ان اقول.. أقصد أن أسأل؛ هل هناك امل يا ابنة عمي؟!"
نظرت جنى إلى ابن عمها الذي رافقها منذ الصغر كباقي اولاد عمومتها، كان دوما يلاحقها بطريقة لحوحة خانقة تتسم بالخشونة المنفرة، وإذا لم تستجب له؛ يلجأ لأذيتها او أذية من يهمونها، حتى باتت مشاعرها نحوه أقرب للكره! لكن اليوم.. لا تشعر إلّا بالإشفاق عليه فتتذكر الماضي وتصرفاتها معه، فكم من مقالب أوقعته فيها في الطفولة وحتى المراهقة ليصبح مثار سخرية، او تبادله خشونته بخشونة أشد، ربما كانت هي الاخرى قاسية عليه، لكنها لم تقصد ان تؤلمه، بل أرادت أن تشعر أنها قوية وقادرة على الرد.
أخذت تحدّق بوجهه الاسمر المرتبك، كم تودُّ لو تعطيه ما يريده فهو عزيز عليها، لكن ليس بيدها أنها لا تشعر نحوه بشيء، لا شيء على الاطلاق، لا يحرّك فيها شعرة واحدة! الشيء الوحيد الذي لم يتغير فيها انها لا تستطيع تقبله كما لم تستطع يوماً تقبل فكرة العيش في بيت العائلة الكبير.
في النهاية ما يشعر به كلاهما اليوم نحو بعض هو نتاج أخطاء العائلة وسياسة الإجبار، كل رجال الشرقي لديهم نفس شعور عماد؛ ولو بتفاوت، حتى والدها لا تستثنيه.
إنها تحبهم جميعاً، ولكنها لا تتقبل أفكارهم وتمسّكهم بربط أولاد وبنات العمومة ببعض، وكأنهم يحوكون لوحة بخيوط محدّدة لا تخرج عن كونها من عائلة الشرقي.
وستظل فكرة زواج إحداهن من (غريب) مرفوضة بشكل قطعي، إلى ما شاء الله.
أعادها صوت عماد للواقع وهو يناديها بقلق " جنى، ألن تردي عليّ؟!" بسكينة تغمرها وثبات موقف تؤمن به قالت " اسمعني عماد، وليكن هذا آخر كلام بيننا في هذا الموضوع، انا سامحتك من قلبي على كل ما فعلته معي، واتمنى ان تسامحني لو أخطأت في حقك يوماً، أما الزواج فأنا اسفة يا ابن عمي.. من قلبي اقولها إني آسفة، لا أنت ولا أي من أولاد عمومتنا أشعر نحوه بأكثر من عاطفة أخوة وصلة دم أعتز بها وأفخر "
الصدمة على وجهه آلمت قلبها رغماً عنها، لقد علم أنها جادّة ومشاعرها لن تتغير، أنها لن تكن تعاند كما كان يتصورها هو والجميع، وإنما ببساطة كانت تخبرهم بما تشعر به.
برباطة جأش تجاوزت شعور الألم والذنب نحوه لتضيف تحثّه بجدية " انسَ فكرة الزواج مني يا عماد لأنها لن تتحقق، جِد لنفسك فتاة أخرى تحبك وتحبها، تسعدان بعضكما البعض؛ بتآلفكما وانتمائكما لبعض، لا تضيع المزيد وأسعد نفسك بتكوين عائلة، صدقني أتمنى أن أراك أباً، وأن أحمل اولادك بين ذراعي وهم ينادونني (عمّتي) "
لم تحتمل الموقف أكثر وهي ترى في عينيه لمعة دموع حبيسة، وقبل أن تنسحب سألها بخفوت " وماذا عنك يا ابنة عمي؟ ألا تريدين أن تكوني أمّاً؟ "
أوشكت أن تتنهد بقوة! فرغم أنه تغير وأصبح مدركاً لاستحالة زواجهما؛ إلّا إنه ما يزال لا يستطيع تقبّل أنها قد تتزوج يوماً بآخر!
تماسكت وهي ترفع ذقنها وتقول بهدوء " أنا في بيت أبي معززة مكرّمة، كما قالها هو، وليس لي بعد قوله قولاً، حفظه الله لي وأطال في عمره "
ثم تحركت لتتركه بمفرده وتلحق بالحفل في صالة الضيوف، أطرق عماد بعد ابتعادها وكل كلمة قالتها تدور في رأسه، خاصة كلماتها الأخيرة عن زواجه بأخرى.
قبل شهرين سليمان لمّح له حول الموضوع لكن عماد تجاهل التلميح المفهوم وأبى تقبّل سماعه، حامد أيضاً بات يقولها له باستمرار بأسلوبه الفوضوي غير المباشر، لتحاصر عماد أكثر وهو يراها واضحة جليّة في عيني أبيه وعميّه؛ حميد ومحمد، الكلُّ يخبره أنّ عليه الزواج، الزواج بغير جنى!
هطلت دمعة حارقة من قلب عاجز عن النسيان، فهل زواجه بأخرى سيطفئ هذه النار؟!
**
انتهى الفصل الثالث عشر (تحديث 2022)










التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 30-05-23 الساعة 12:01 AM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:28 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.