آخر 10 مشاركات
أرملة أخيه-قلوب زائرة(ج1 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير محمد قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          " بين الصمت والهمس ...حكايا تروى " * مميزة * (الكاتـب : همس القوافي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          للحب, الشرف والخيانة (101) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة* (الكاتـب : سما مصر - )           »          قيود ناعمة - ج1سلسلة زهورالجبل - قلوب زائرة - للكاتبة نرمين نحمدالله *كاملة&الروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          رهين الشك - كارول ويستون - عبير دار الكنوز [حصرياً على منتديات روايتي] (الكاتـب : Andalus - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree156Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-04-12, 03:49 PM   #671

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي


اعزائي اعتذر بشدة على التأخير ولو تعرفوا المغامرات الي قمت بها من اجل اكمال الفصل .... هههههههههههه
عموما يا غاليين اليكم الفصل الثاني .... اتمنى من قلبي ان يعجبكم .....


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-04-12, 03:54 PM   #672

احمد ابو زيد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية احمد ابو زيد

? العضوٌ??? » 141761
?  التسِجيلٌ » Oct 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,705
?  نُقآطِيْ » احمد ابو زيد has a reputation beyond reputeاحمد ابو زيد has a reputation beyond reputeاحمد ابو زيد has a reputation beyond reputeاحمد ابو زيد has a reputation beyond reputeاحمد ابو زيد has a reputation beyond reputeاحمد ابو زيد has a reputation beyond reputeاحمد ابو زيد has a reputation beyond reputeاحمد ابو زيد has a reputation beyond reputeاحمد ابو زيد has a reputation beyond reputeاحمد ابو زيد has a reputation beyond reputeاحمد ابو زيد has a reputation beyond repute
افتراضي

ألف مبروك .. لقد سعدت بهذا الخبر

احمد ابو زيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-12, 03:56 PM   #673

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الفصل الثاني







لم يكن امامه إلا تلقّف جسدها ليرفعها عاليا فوق رأسه، للحظة عاد لسنوات خلت عندما كانت طفلة ويرفعها بنفس الطريقة، لكن.. اللحظة مرت سريعا ليقابل وجهها المختفي بشكل جزئي خلف خصلات شعرها الذهبية، عيناها لم تعودا عينيّ طفلة، فرفرفة رمشيها أصبحت تزخر بفتنة الصبا، ابتسامتها تلونت بروح شبابها المتفتح حديثا، حرّك سليمان رأسه يمينا وشمالا ليبعد خصل شعرها المتدلية فوق وجهه بينما ارتباكه يتضاعف بضغط اناملها المتمسكة بكتفيه، انزلها للارض وهو يحاول اخفاء اضطرابه خلف ضحكات مبتهجة توازي ابتهاجها وهي تقفز للاعلى والأسفل واناملها ما زالت لا تفارق كتفيه، كانت تردد باعلى صوتها " لقد عدت.. عدت، كنت انتظرك قرب النافذة منذ ساعتين "
لم يملك سليمان إلا ان يهز رأسه بغباء وعيناه تبحثان عن طوق نجاة حوله، يبدو انه حتى الان لم يعرف بوصوله احد، اراد ان يقول (لندخل) عندما فاجأته بأن قالت بابتسامة ناعمة وعيناها تبرقان " اشتقت لك كثيرا.. كثيرا جدا " وكانت الخطوة التالية الأكثر ارباكا لسليمان عندما رمت بنفسها عليه تتعلق برقبته وتضمه إليها، اتسعت عيناه في صدمة وهو يحاول التعامل مع احساسه برقة انوثتها التي التصقت به، تمالك نفسه وهو يبعدها بلطف شديد ويقول بصوت محشرج " صغيرتي وانا اشتقت اليك أكثر، لكن دعينا ندخل لارى العائلة، لقد اشتقت للجميع "
لم يهتم بتبرمها بينما ينحني ليأخذ الحقيبتين اللتين سقطتا على الارض دون ان يعلم اصلا متى اضاعتهما يداه ومتى فارقتا قبضتيه! لم تعتقه وهي تلف ذراعيها حول ذراعه الايمن وتميل برأسها فوق ساعده، ما زالت اقصر من ان تصل كتفيه، ابتلع ريقه وهو يسمع همهمتها الطفولية " لن ادعك ترحل مرة اخرى "
***

بعد ساعتين..

لم يراقبها يوما من قبل! ما الذي يحدث له؟ عيناه تتبعانها طوال الوقت ورغما عنه وهي تسابق بخطواتها خطوات الاطفال ابناء هناء وكامل، بينما علي يتعلق بأذيالها وأخاها الاصغر احمد والذي لم يتعدَ الستة أشهر بين ذراعيها، كان يحاول تفسير احساسه الجديد بياسمين، هل يا ترى احساسه هذا بسبب رغبته الملحة في الزواج؟ فياسمين رغم صغر سنها الا انها أصبحت فتاة يافعة وحباها الله بجمال مُلفت.
اخذ يؤنب نفسه على افكاره ويقول " الا تستحي يا سليمان؟! انها ابنة عمك، عرضك وشرفك!" لكن عيناه التقطتا يدا احمد الصغيرة وهي تغوص في خصل شعرها الكثيفة فلم يتمالك ان يعتصر أنامله، تمعن في تقاسيم وجهها الحانية وهي تداعب بطرف انفها خد احمد، اشرقت الفكرة في رأس سليمان؛ أن تحمل ياسمين طفلهما! موج هادر من الرضا اكتسحه ووجد نفسه يهمس في سره بحزم " لمَ لا؟! ابنة عمي وانا اولى بها! "
ربما سليمان يجيد إخفاء مكنوناته؛ لكن عمه محمد تنبّه لنظراته غير المنضبطة، راحة اعترت محمد، كان يعرف ان مصير ابنتيه سيكون لأبناء اعمامهما، رغما عنه عليه الاعتراف انه في داخله يؤمن بذلك كما يؤمن به والده وأخويه مجيد وحميد؛ (الفتاة لابن عمها)، ولكن فرقه عنهم انه لا يريد ان يحدث ذلك بالغصب والاكراه، بل بالقبول والرضا التام، لايريد ان تتزوج ابنتاه إلا بمطلق إرادتهما الحرة.
عاد محمد لينظر نحو سليمان وهو يدعو الله ان يجعله ينتظر، سليمان هو الاقرب له من أولاد أخويه، وهو بلا شك الأقرب والأكثر حظوة لياسمين ايضا، رغم بعض التخوف من محمد ان ابنته تعتبره كأخ أكبر لها.
لكن العقبة الحقيقية ان محمد يعرف سليمان جيداً، هو رجل لا يقرب الفواحش، فهل سيصبر على أهواء نفسه؟ هل سينتظر بضع سنوات أُخر لتكبر ياسمين بما يكفي ويزوجها له؟!
***
السعال ازداد على الجد عبد الله، ولكنه اخفاه بمهارة كيلا يعكّر صفو الجلسة لعائلته المرحبة بعودة حفيده سليمان، الحقيقة أنّ الجلسة لم تكن صافية تماما، فها هي آمال تبث ندى نظرات مسمومة، حقدها على ندى تضاعف بعد ولادة احمد، هو يعرف بماذا تفكر او الاصح بماذا كانت تأمل! كانت تأمل ألاّ تنجب ندى الولد ابدا، ولكن الله خيّب رغباتها المريضة وانجبت ندى بدل الولد الواحد؛ اثنين.
تنهد بحسرة وهو ينظر لوجه ولده الأوسط، حميد رقيق جدا وما يزال يشعر بالذنب نحوه لانه قبل سنوات منعه من الاقتران بزوجة ثانية هرباً من جحيم عِشرة آمال، الحمد لله لم يعرف بهذا الامر إلا هو ومجيد، وقد كان مجيد قاسيا مع أخيه وهو يخبره انه أضعف من ان يحكم امرأة مهما بلغ جبروتها وقسوتها.
الواقع أن إحساس الجد عبد الله بالذنب يعود لسنوات طويلة ماضية؛ عندما اختار اخلاص لمجيد وآمال لحميد، تصوّر ان اخلاص الهادئة المسالمة ستهذّب طباع مجيد القاسية، لكنها كانت اقل قوة وذكاء من ان تفعل ذلك! فكانت النتيجة ان قسوة مجيد الفطرية امتدت جذورها في اعماق نفسه لتطال حتى اقرب المقربين إليه، لكنه يبقى الرجل الانسب ليخلفه في قيادة العائلة، ليس لأنه الأكبر فقط؛ ولكن لإنه الأقوى والأكثر تمسّكاً بالتقاليد، فحتى لو كان حميد هو الأكبر فلم يكن عبد الله ليختاره، فحميد أرق من ذلك بكثير، وقد حاول عبد الله ان يمنحه الدعم بتزويجه من آمال، تلك القوية القادرة التي تأمّل عبد الله ان تكون سنداً لحميد قبل ان تكون سكناً له، لكنه أخطأ مُجدداً ولم يحسب حساب بُخل مشاعرها كأمرأة، فنأى حميد بعيدا عنها يجتر حرمانه ليغذي احساسه بالعزلة الروحية عنها.
حادت نظرات عبد الله نحو ولده الثالث الأصغر وزوجته؛ محمد وندى، إنهما يكادان يكونان مثاليين! مثاليين لدرجة تثير غيرة وحسد الجميع، لكنه يعرف ان ندى عانت مع محمد حتى أعادته للطريق القويم، فلا يوجد انسان يتغير بين ليلة وضحاها، امرأة صبورة وذكية ومليئة بالعاطفة الحانية، لهذا تعلق بها محمد بهذه الطريقة وقد كات لتعلقه المساوئ، فمحمد لم يبتعد بداره فقط، ولكنابتعد أيضاً بإيمانه الراسخ حول تقاليد العائلة التي يعتبرها الجد عبد الله لا يمكن التهاون فيها، صحيح أن محمد ما يزال يملك نفس النظرة في بعض الامور، لكن قناعاته تغيّرت لتحيد نحو تقاليد المدينة أكثر من الريف.
عاد السعال ليحرق صدر عبد الله وشعر ببضع قطرات من العرق تتجمع عند جبينه، رفع عينيه لتلتقيا بعيني ابنه البكر، عينا مجيد لانتا قليلا وكأنه يقول (هل انت بخير أبي؟)، لكنه لم يتحرك من مكانه، بل احتفظ بجموده في جلسته وسط الرجال، فهمس عبد الله في سره " الحمد لله.. انا لم أخطأ في هذا؛ فمجيد هو خير خلف رغم كل عيوبه! "
***
صرخت كل من ياسمين وجنى وبنفس واحد " ماذااااا؟! " هذه كانت ردة فعلهما عندما أخبرهما حامد انه ابتداء من الليلة سيعود للإقامة في بيت العائلة الكبير، أخذت دموع ياسمين تهطل بلا توقف بينما شاركتها جنى الدموع الغاضبة وهي تقول " لا يمكنك ان تبقى هنا، ان مكانك معنا في دارنا، انت قلت اننا اقرب اليك من اي شخص آخر " رد حامد وهو يغالب تأثره " هذا صحيح، اقسم بالله انه صحيح لكن يا جنى والدي يريد عودتي وامي كذلك تتوسل الي كي اعود، علي العودة أيضا للعمل مع والدي في مصنعه " قالت جنى بقسوة " اذن انت تبحث عن مصلحتك، تريد العودة من اجل المصنع " احمر حامد قليلا وقال " لا تكوني ظالمة يا جنى، انه مستقبلي " هتفت جنى " انت انتهازي ووصولي، انا اكرهك.. اكرهك " ثم ضربته على صدره بقبضتها وركضت بعيدا لتداري ألمها في احدى اركان البيت الكبير، نظر حامد بتوسل لياسمين كي تتفهمه فما كان منها الا ان قالت بحشرجة " لا تطلب مني ان اسامحك، تعرف جيدا اننا سنفتقدك بشدة، لماذا تختار هذا اليوم بالذات؟! انا كنت سعيدة بعودة سليمان فلماذا قتلت فرحتي هكذا؟!" اقترب حامد من ياسمين وامسك يدها وقال " اقسم لك ان ابي يلح منذ شهر وانا أجلت الامر لحين عودة سليمان فقط كي أخفف وطأة الامر عليك انت وجنى، فأنا اعلم كم تحبانه " اخذت ياسمين تجهش بالبكاء وحامد يملس على شعرها ويهدهدها بكلمات حانية.
صوت اتى من خلفهما وهو يقول " لماذا ابكيت صغيرتي؟ " استدار حامد نحو سليمان بابتسامة امتنان لتواجده وقال وهو يلف ذراعه حول كتفي ياسمين التي تكفكف دموعها " اني احاول مراضاتها لأني سأعود للبيت الكبير " قال سليمان وهو يضع يديه في جيبي بنطاله " واين جنى؟ " رد حامد بإحباط " لقد صرخت فيّ وأسمعتني أقسى الكلمات، ثم ضربتني على صدري وركضت مبتعدة "
ضحك سليمان بخفة ونظراته لا تفارق ياسمين، عيناه تضيّقتا وهو يلمح أصابع حامد السمراء على كتفها تلامس بعفوية – يعرفها بريئة- خصلات شعرها، ادار وجهه جانبا ليسيطر على انفعالاته، انه يعرف ان ياسمين تتعامل مع حامد كأخ وليس كابن عم؛ حالها حال جنى، والشعور متبادل من جهة حامد، انه لا يستشعر اي تغيير في مشاعرهم تجاه بعض، ولكن مع كل هذا، سليمان يشعر بالغيرة! غيرة وغضب ايضا، غضب ليس من حامد او من ياسمين، غضب من نفسه لانه غير قادر على التعامل بهدوء مع تغير مشاعره نحو ياسمين، تنحنح وهو يمد يده ويقول " تعالي ياسمين، دعينا نذهب كي نبحث عن جنى ونراضيها " وضعت يدها الصغيرة في يده في استجابة فطرية، لم تتغير، ياسمين لا تزال تستجيب ببساطة وعفوية له منذ ان كانت طفلة، لا يعلم كيف ان استجابتها هذه؛ جلبت له دفقا هائلا من السعادة، واحساسا متملكا يسيطر عليه ان ياسمين لن تكون إلا له.
***
كانت تجلس على ارضية الحديقة النديّة في احدى اركان البيت، تنشد الوحدة لتكون حرة في التنفيس عن مشاعرها، لم تستطع السيطرة على دموعها، علت شهقاتها وهي تبكي بألم، لا تستطيع ان تصدق ان حامد لن يكون معهم بعد اليوم في نفس البيت، لا يضايقهم بصوته الجهوري وهم يتناولون الطعام او يتشاجر من اجل رؤية مباراة بينما هم يريدون الفلم العربي، لن يجد علي من يقفز فوق سريره في الصباح ويناديه (استيقظ يا دب)، حتى احمد اعتاد عليه ويحاول تعلم الزحف فقط ليصل إليه، كيف سيعيشون بدون وجوده، ضوضائه وصخبه، الاحساس بالارتباط العميق معه، الدفء لضحكاته والاستمتاع بخفة ظله، كيف؟ كيف؟!
أجفلت جنى من صوت يقول " جنى " هبت واقفة وهي تمسح دموعها بقوة وتلملم خصل شعرها المبعثرة وهي تقول بارتباك " ماذا تريد عماد؟" اقترب منها وقال بلطف وارتباك يفوق ارتباكها " لقد.. لقد سمعتك تبكين " تحركت خطوتين لتبتعد عنه وهي تقول " ليس بي شيء، اتركني عماد " لكنها شعرت بأصابعه تلتف حول معصمها يمنعها من الذهاب وهو يقول بتوسل " لماذا لا تخبريني بما يضايقك؟ انا لا احب رؤيتك تبكين " التفتت إليه براسها وقالت بهدوء " عماد قلت لك ليس بي شيء، دع يدي اريد الذهاب " لكن أنامله ضغطت أكثر على معصمها حتى أوجعها فتأوّهت جنى وهي تنظر اليه بانشداه وقبل ان تقول شيئا سبقها عماد ليقول بضراوة " لماذا ترفضين اهتمامي بك؟! ألست ابن عمك ايضا؟! ما الذي يجعلني مختلفا عن سليمان او حامد او حتى باسل وحاتم! كلهم تعاملينهم بمحبة إلا انا، قد اتفهم انك متعلقة بحامد لانه تربّى في بيتكم، ولكن ماذا عن الاخرين؟ لماذا لا تعاملينني مثلهم؟" انتزعت جنى يدها من يده وقالت بحدة " لانك مزعج وتؤذي دون اعتبار، دوما كنت هكذا منذ كنا اطفالا صغارا " استدارت بعنف لكنه شدها مرة اخرى وهذه المرة من ذراعها وقال من بين اسنانه " كنت ازعج واؤذي لانك كنت تؤذينني بسخريتك مني، كنت انشد محبتك وفضلتك على الجميع لاني كنت احب انطلاقك ومرحك، لكنك نبذتني واوقعتني في مقالب محرجة لا تعد ولا تحصى، جعلتني اضحوكة بين ابناء العم ولكني غبي! اجل غبي لاني ما زلت اهتم " دفعها وتركها تقف هناك بمفردها تعاني احساسا مضاعفا بالضيق لتسمع بعد قليل صوت سليمان قادما من بعيد وهو يقول باهتمام" ماذا حدث عماد؟! "
***
نظر محمد لزوجته بحنان وهي تضع احمد في سريره الذي يحتل جانبا من غرفة نومهما، انشرح قلبه كالمعتاد عندما التفتت اليه لتمنحه ابتسامتها المحببة التي أسرته منذ ان رآها قبل ستة عشرة سنة، تقدمت لتأخذ مكانها بجانبه على السرير وهي تقول همسا " نام أخيراً، أسنانه ستظهر قريبا وهو يعاني حبيب قلبي " لامس محمد خدها الناعم وهو يقول مدعيا الغيرة " انا فقط حبيب قلبك " ضحكت بنعومة وهي تقول " انت حبيبي المفضل، ما رأيك بهذا؟" تبسم وهو يلامس خصلات شعرها الذهبية بينما قالت ندى بتعاطف " البنات متأثرات جدا لرحيل حامد عن البيت، حتى علي اخذ يبكي بلا توقف " تنهد محمد وهو يرد " حامد ذكي يا ندى وهو يعرف ان مستقبله مع والده، ووالده اشترط عليه العودة وهو وافق " ردت ندى ببعض الخيبة " كنت اظنه سيفضلنا " قال محمد بحيادية " لا يجب ان نكون أنانيين يا ندى، نحن لم نأخذه في بيتنا طوال السنوات السابقة إلا لاجل مصلحته؛ ومصلحته الان تقتضي ان يعود لبيت العائلة " تنهدت ندى وهمست بحزن " سأشتاق اليه، بل سأفتقده بشكل لا يوصف، اشعر انه ابني فعلاً " ابتسم محمد بحب وقال " حبيبتي لا تبتئسي، هو لن يهاجر، وصدقيني ستجدينه منذ الصباح الباكر واقفا على باب البيت يبتسم ابتسامته البلهاء " ضحكت ندى وعيناها تلمعان بدموع التأثر بينما كانت تدعو في قلبها أن يحصل هذا.
***

في صباح اليوم التالي

لمسات على خدّ ندى جعلتها تستيقظ من سباتها ثم صوت فيروز يشدو جعلها تفتح عينيها على اتساعهما، رفعت رأسها فوجدت زوجها محمد يحمل صغيرهما احمد وهو يبتسم بمكر ويقول " الدب في الأسفل احضر معه افطارا وشغل لك اغنية فيروز التي تحبينها " هبت ندى من سريرها بسعادة وقالت بلهفة وهي تتوجه للحمام " واين البنات؟ " رد محمد وهو يخرج من الغرفة " البنات وعلي يلقنون الدب درسا! " ضحكت ندى ملء فمها وهي تتخيل حامد بهيئته الضخمة وأطفالها ينهالون عليه ضربا بالوسائد.
***
بعد أيام

أغلقت جنى باب البيت بتأفف بينما ياسمين تحثها على الاسراع، قالت جنى وهي تتثاءب " لا اعلم لماذا علينا الذهاب في اول يوم دراسي؟! لن يفوتنا شيء إذا تغيبنا اليوم وانت تعرفين ذلك " ردت ياسمين وهي تجرها من يدها " لا تكوني كسولة! لا اعرف لماذا لا تحبين المدرسة لهذه الدرجة! انت اذكى مني وبمجهود بسيط تستطيعين التفوق، لكنك لا تبالين بدارستك " قالت جنى بضجر " قراءة الكتب مملة وكلما فتحت كتابا أجد نفسي اضيع بين اسطره، ملللللللل! " ردت ياسمين متبرمة " جنى حاولي بذل جهد أكبر فوالدانا ينتظران منا الأفضل " هزّت جنى كتفيها ولم تعقب بشيء.
طريقهما للمدرسة لم يكن طويلا ولكنه يتطلب منهما السير عبر عدة أفرع متقاطعة حتى تخرجا للشارع العام الذي تقع مدرستهما في منتصفه، شهقت جنى وهي تشعر برباط شعرها ينقطع فتناثر شعرها الاسود الطويل بينما تنحني للأسفل كي تلتقط الرباط الذي سقط على الرصيف، تأففت ياسمين بحنق وهي تقول " قلت لك لا تستخدمي هذا الرباط فشعرك كثيف وهذا رباط ينفع إلا للفتيات الصغيرات " ردت جنى باحتجاج وهي تتخصر حانقة " انت السبب، لو لم تستعجليني لكنت بحثت عن رباط أفضل " لتؤنبها ياسمين وهي تذكرها بالقول " لو لم تتأخري بالنوم لما اضطررت لاستعجالك! "
لم تشعرا في خضم مجادلتهما بتوقف سيارة من النوع الرياضي بجانبهما، كان فؤاد مارا بسيارته عندما لمح غمامة الشعر الاسود تتطاير في الهواء، لم يتوانَ ان يتوقف لرؤية الفتاتين، احداهما شقراء والاخرى سمراء، لم تشعرا به وهما تتجادلان، كانتا بثياب المدرسة وبدتا رقيقتي الجسم.. لذيذتين.. جميلتين، خصوصا هذه السمراء بشعرها الحالك، لم يتبين شكل وجهها تماما لانه انغمر بخصلات شعرها، ولكن ما جذبه عيناها، هل رآهما سابقا؟ ابتسم بعبث وهو يُخفض نافذته الجانبية ويقول بمرح " هل يمكنني المساعدة في فض النزاع؟" التفتت اليه السمراء بحدة بينما احمرت الشقراء وهي تعض شفتها السفلى بإحراج، قالت السمراء " جد لنفسك لعبة اخرى تلعبها يا فتى وارحل من هنا " رفع فؤاد حاجبيه عاليا وهو يردد ما بين دهشة واستمتاع " فتى؟!" تأففت السمراء واخذت تلم خصلات شعرها كيفما اتفق ثم سحبت الشقراء من ذراعها وهي تهدر قائلة " كله بسبب الاستعجال، انظري كيف جعلتنا عرضة للكلام في الشارع " تذكرها.. اجل تذكرها، ابتسامة صغيرة علت ثغره وهو يلاحق الفتاة بنظراته بعد ان ابتعدت مع رفيقتها وقال بهمس " اسمها جنى؛ صغيرة لكنها جميلة وممتعة "
جنى لم تكن اقل احراجا من ياسمين، ولكنها تداري ذلك خلف اسلوبها الانفعالي الساخر، يا إلهي ألم يرهما أحد غير فؤاد حكمت! كانت ما زالت في غيظها عندما وصلتا بوابة المدرسة فاستوقفتها ياسمين وقالت برقة " هل ستلتزمين صمتك المزعج هذا؟ اسفة لاني جعلتك تتعجلين الخروج " ابتسمت جنى باعتذار وهي تقول " وانا اسفة لأني غضبت منك فلم يكن خطأك لاني اخترت الرباط غير المناسب " احتضنتها ياسمين براحة ثم ابتعدت وهي تقول ببعض الضيق " كنا سخيفتين امام ذاك المنحل فؤاد! حقيقة خفت ان يفعل شيئا يحرجنا به أكثر " ردت جنى وهي تهز راسها " لا اعرف كيف تجرأت ورددت عليه! " قالت ياسمين " كان يستحق، احسدك أنك تستطيعين الرد هكذا بينما انا اشعر بلساني ينعقد واقف كالبلهاء! " سحبتها جنى من ذراعها وهي تقول " لستِ بلهاء فلا تقولي ذلك مرة اخرى، هيا بنا، سيقرع الجرس في اية لحظة "
***
بعد أشهر، العيد في البيت الكبير

صوت والدته اللحوح وهي تهمس باذنه " سليمان اليوم حضر اقاربنا من ابناء عمومتنا ولديهم ابنتان رائعتان، صحيح انهما تربتا في بلدة ريفية، لكنهما متعلمتين، اختر واحدة منهما " رد سليمان بحرج " امي لقد قلت لي ذلك سابقا واجبتك اني لا اريد الزواج الان،" عبست آمال وهي تقول " لماذا؟ لا افهم أسبابك! انت على وشك بلوغ التاسعة والعشرين وليس لديك عائق مادي، اذن لماذا لا تتزوج؟ انت ابني البكر واريد ان افرح بك " اسبل سليمان اهدابه ليمنع نفسه من النظر نحو (أسبابه).
أسبابه تتلخص في فتاة لم تبلغ السادسة عشرة، وجد نفسه خلال بضعة أشهر هائما بها! حاول كثيرا ان يستعيد نظرته إليها كابنة عمه الصغيرة التي كانت يحملها بين ذراعيه ويدللها كأخت صغيرة، لكنه لم يستطع، الامر أكثر صعوبة مما اعتقد، تصور انه سيستطيع السيطرة على مشاعره وتجميدها حتى تكبر ياسمين وتنضج، لكنه ببساطة فشل! ورؤية اولاد عمه يحومون حولها ايضا لم تساعده على الاطلاق، الكل ينظر إليها بفم مفتوح وعيون حالمة حتى باسل الذي عاد لتوه من السفر ينظر إليها بنفس الطريقة، لقد أصبح سليمان يشك في نفسه انه يبدو مثلهم عندما يكلمها دون ان يشعر! الحمد لله انها أصبحت أكثر تحفظا معه فلم تعد ترمي بجسدها الناعم عليه ولو انها لم تتنازل عن لف ذراعيها بتملك حول ذراعه كلما رأته، هي لا تعلم انه هو من أخبر عمه محمد ان ينبهها بطريقة لطيفة بالامتناع عن احتضانه هكذا، وعمه وافقه الرأي ببساطة وهو يبتسم ابتسامة غامضة!
ابتعدت امه أخيراً بعد ان يئست من جذب نظره لاحدى الفتاتين، تنفس سليمان الصعداء وهمس في سره " اتمنى ان تجد امي شيئا يلهيها عني، لم اعد احتمل هذا الضغط "
لمسة على كتفه أدرك صاحبتها قبل ان يلتفت، فرائحة عطرها سبقتها، عطر اشتراه بنفسه لها ويا ليته لم يفعل! لم يكن يدرك انه سيصبح مصدر تعذيب له هكذا، التفت إليها راسما ما ظنه ابتسامة مرحبة لكنها لم تتعدَ ان تكون فاترة! النظرة الخائبة في عينيها جرحته لكنها ابتسمت ببشاشة وقالت " ستأتي للمزرعة معنا غدا اليس كذلك؟" تنحنح وهو يقول " لا اعتقد، عندي بعض الاعمال " عيناها الجميلتان اظلمتا وارتجفت شفتاها وكأنها على وشك البكاء ثم قالت بهمس ناعم " ارجوك سليمان تعال معنا، سنمرح جميعا، لماذا لم تعد تشاركنا رحلاتنا هذه؟! انا افتقدك جدا، منذ ان عدت من سفرك الطويل وانت مبتعد! " صوت حاد جعل ياسمين تجفل بقوة بينما آمال تقول " لا تزعجيه يا بنت! انت كبرتِ على ميوعة الطفولة هذه! اذهبي واتركي سليمان فهو ليس من سنك " غمغمت ياسمين ب(نعم) وهي تنكس رأسها وتتحرك بخطوات متعثرة لتبتعد، قال سليمان بلهجة عاتبة " لماذا أحرجتها هكذا يا امي؟! انها لم تفعل شيئا لإزعاجي " قالت آمال باشمئزاز " انها بنت سخيفة ترمي بنفسها عليك وتظن انها ما زالت طفلة تتعلق برقبتك وتتدلل عليك بطلباتها " نظر سليمان بهدوء لامه ثم قال " انها ابنة عمي، تحمل دمي واسم عائلتي، لذلك هي ليست سخيفة إذا طلبت مني شيئا، فاذا لم تطلب مني أنا فممن ستطلب؟! ارجوك امي كرهك لزوجة عمي محمد تناسيه وفكري ان اولاده هم من دمك ولحمك ايضا " تشوهت تعابير آمال بالسخط واستدارت لتبتعد حانقة من ابنها.
عينا سليمان اخذتا تجولان بين الوجوه بحثا عن ياسمين، ضغط على اسنانه بشدة وهو يرى اخاه حاتم يضاحكها، تحرك بخطوات لم يستطع حكمها وما ان اقترب حتى سمع كلمات حاتم وهو يقول " من اجلك فقط سأحضر " شعر سليمان بالاختناق! قال ببعض الحدة " حاتم اذهب وساعد باسل وحامد في وضع الموائد في الحديقة " هزّ حاتم كتفيه وقال " سأذهب حالاً " التفت سليمان لياسمين وهو يعقد حاجبيه ويقول " لا يجدر بك التنقل بين ابناء عمومتك وتوسل حضورهم هكذا! " اتسعت عينا ياسمين واحمرت بشدة، فتحت فمها لتقول شيئا ولكنها لم تستطع النطق، تغرغرت الدموع في عينيها فكانت الرصاصة التي أطلقتها على قلب سليمان، امسكها من كلتا ذراعيها قبل ان تتحرك مبتعدة وقد اطرقت برأسها جانبا كيلا تنظر اليه، ناداها برقة " ياسمين " لكنها لم ترد، بل شعر بندى دموعها على يده، همس " آسف صغيرتي، كنت حادا معك بلا داعٍ، لكن عليك ان تفهمي أنك كبرتِ ولا يجوز ان تفعلي ما كنت تفعلينه وانت صغيرة، لقد أصبحت على ابواب الشباب وعليك مراعاة هذا الامر " رفعت وجها مبتئسا ترسم الدموع ملامحه وقالت بحشرجة " انا اكره ان أكبر اذا كان الثمن ابتعادك عني، لا تحرمني قربك سليمان، انت مهم جدا لدي " ابعد يديه عن ذراعيها وأنفاسه تهرب منه، ما زالت تنظر إليه بهاتين العينين، يا إلهي كيف يمكنه ان يُفهِمها ما يشعر به ويبعده عنها؟! انها صغيرة، بل صغيرة جدا، والأسوأ انها بريئة وطفولية بتفكيرها، حدّث نفسه قائلا " تمالك نفسك يا سليمان، عليك ان تمسك العصا من المنتصف " ابتسم بلطف وهو يقول بتأنٍ" انت ستظلين صغيرتي ومهما كبرت ستكونين الاهم عندي، لذلك لا يوجد شيء في الدنيا سيحرمك مني، وحتى أثبت لك كم انت مهمة سآتي غدا للرحلة "
***
في اليوم التالي
حسناً.. عليه الاعتراف ان امساك العصا من المنتصف ليس سهلا على الاطلاق، الكل كان يريد ان يكون في فريق ياسمين لكرة القدم والكل كان يريد ان يشاركها اعمال تحضير الصحون، والكل كان يريد حمل الاغراض نيابة عنها، و(الكل) هنا يخصُّ الذكور من أبناء عمومته طبعاً، عدا عماد الذي حاول كالعادة الاقتراب من جنى فصدّته ببرود، فاختار ان يعتكف وحده ولا يشارك بشيء.
سليمان أصبح موسوسا حتى نحو حامد الذي يعرف في قناعته ان نظرته إليها لا تتعدى (نظرة اخ)، ولكنه يبقى ابن عمها وكل شيء وارد، ألم يكن هو نفسه يعتبرها كأخت صغيرة عندما وجد مشاعره تتحول لشيء آخر؟ تنهد في ضيق وهو يرى اثنان من اصدقاء باسل قد حضرا الرحلة وأحدهما اخذ يساعد ياسمين في تحضير السلطات ورغم ان والدتها ندى كانت معهما إلا انه لم يرتح لنظرات الشاب نحو ياسمين وشعر سليمان بالغضب الشديد من باسل لانه احضر شابين غريبين في رحلة عائلية.
" سليمان، هل تريد مني اي مساعدة؟" التفت سليمان ليرد على ايمان، كانت طويلة القائمة وممتلئة قليلا وتبدو أكبر سنا من حقيقتها، انها تبدو في العشرين رغم أنها لا تكبر ياسمين إلا ببضعة أشهر، رد عليها سليمان بلطف وهو يحمل صندوق الطعام " لا عزيزتي، شكرا لا احتاج لشيء " اطرقت ايمان برأسها فشعر انها ليست على ما يرام فقال سليمان " ما بك؟ لا تبدين بخير " ردت ايمان وهي ترفع اليه عينين سوداوين واسعتين " اشعر بالنبذ! لا احد يقترب مني ولا احد يكلمني " رد سليمان " اذهبي وساعدي ياسمين والخالة ندى " ابتسمت ايمان بسخرية وهي تقول " ياسمين لديها دائما من يساعدها! " تغاضى سليمان عن تلميح ايمان ثم قال " اذن اذهبي لجنى، اعتقد انها اخذت سمية وذهبتا لتبحثا عن بعض الاخشاب " هزّت ايمان كتفيها باستخفاف " لا احب هذه الاعمال الخشنة انها تجرح يدي " الصندوق الذي كان يحمله لم يكن خفيفا بينما هو مضطر ان يقف ليسمع شكوى ايمان وأخيراً قال بابتسامة " اذن ما رأيك ان تحملي معي هذا الصندوق الذي سيقصم ظهري؟ " شعّ الابتهاج من وجه ايمان ودون تردد ساعدته في حمل الصندوق ولم تكن هذه إلا البداية! فقد قضت باقي الرحلة ملتصقة به تساعده في كل صغيرة وكبيرة!
***
في الليل كان سليمان متمددا في سريره والابتسامة لا تفارق وجهه، ابتهاج طفولي يغمره، تذكر وجه ياسمين المحتقن وعيناها تفضحان غيرتها من التصاق ايمان به، اتسعت ابتسامته وهو يقول بصوت مبحوح " اجل يا سليمان، اعترف أنك كنت على وشك اقتلاع شجرة من جذورها بيديك المجردتين من شدة سعادتك بغيرتها عليك! "
***
وقفت في شباك غرفتها تمشط شعرها الاسود الطويل وهي تدندن على أنغام فيروز القادمة من الأسفل، امها تعشق فيروز وأصبح من المعتاد ان يصدح صوتها في ارجاء البيت، اليوم هو الجمعة، أخيراً عطلة بعد اسبوع دراسي متعب، ابتسمت جنى وهي تتذكر صديقتها الجديدة هالة، أصبحتا صديقتين هذا العام فقط، كانت تراها سابقاً، ولكنها لم تكن بنفس الصف وهذه السنة تم تحويلها اليهم وكانت بداية صداقتهم، ألفة غريبة نشأت بينهما، وكأنهما تعرفان بعضهما بعض من سنوات، هالة ببشرتها البيضاء الناصعة وشعرها البني وعينيها اللتين تماثلان لون شعرها، فتاة جميلة وخفيفة الظل، اندمجتا سريعا وكأن احداهما تكمل الاخرى، ضحكت جنى وهي تفكر حتى في الدراسة احداهما تكمل الاخرى فاذا اعطوها عشرة بالمئة دراسة لجنى فمؤكد التسعين الباقية لهالة، فتاة مجتهدة وذكية.
لقد أخبرتها كل شيء عن عائلتها وهي في المقابل أخبرتها عن عائلتها ايضا، والدة هالة توفيت قبل عام، لديها اخوة واخوات لكن كل يعيش بمعزل عن الآخر، انها تفتقد روح العائلة ودوما تلمع عينا هالة بالفرح عندما تتكلم جنى عن عائلتها الكبيرة، شيء واحد لم تستطع اخبار هالة عنه حتى الان؛ ملاحقة فؤاد الصامتة لها!
تراه في طريق ذهابها وإيابها للمدرسة، ياسمين ايضا لاحظت نظراته وحذرتها انه قد يعتبرها هدفا له، حقيقة هي تستغرب اهتمامه بها ولا تفهمه! هي صغيرة بالنسبة له كما انه ما زال على عهده في مصاحبة الفتيات وكم مرة شاهدته برفقة احداهن في سيارته، تنهدت وهي تعود لتمشيط خصل شعرها وتحدق عبر نافذتها إلى أخيها علي وهو يلعب الكرة مع اولاد الجيران، فجأة اخذ الاولاد يبتعدون باتجاه الرصيف فأدركت ان سيارة قادمة، انتظرت قليلا لتطمئن لمرورها بسلام قبل ان تغلق الستارة عندما تعرفت على صاحبها، اتسعت عيناها في ذهول وهي تراه يرفع رأسه عاليا لينظر إليها مباشرة، اخذ قلبها يقرع بعنف وهي تبادله نظرات مشدوهة، ثم.. وبكل بساطة ابتسم لها!
***

انتهى الفصل الثاني (تحديث 2022)



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 13-08-22 الساعة 02:05 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-12, 04:11 PM   #674

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 18 والزوار 0) ‏كاردينيا73, ‏ذبحني احزاني, ‏blue me+, ‏ام مزن+, ‏big_dreams, ‏totaphd, ‏janen, ‏SONESTA, ‏hidaya 2+, ‏يافا, ‏Gemini Rose, ‏nour-love-mohand, ‏بحر الكلمات+, ‏paradise91, ‏الحب الأول, ‏احمد ابو زيد, ‏nemo7233

مساء الورد للجميع


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-04-12, 04:33 PM   #675

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بنات لكل من قرأ الفصل لاول مرة اعتذر عن الخطأ في ذكر اسم اخ سليمان وهو حاتم فقد ذكرت اسمه الحقيقي (صلاح) هههههههههههههههه عموما انا عدلت الخطأ الان ....

كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-04-12, 04:34 PM   #676

ما أحد إلا أنا

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية ما أحد إلا أنا

? العضوٌ??? » 50965
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 704
?  نُقآطِيْ » ما أحد إلا أنا has a reputation beyond reputeما أحد إلا أنا has a reputation beyond reputeما أحد إلا أنا has a reputation beyond reputeما أحد إلا أنا has a reputation beyond reputeما أحد إلا أنا has a reputation beyond reputeما أحد إلا أنا has a reputation beyond reputeما أحد إلا أنا has a reputation beyond reputeما أحد إلا أنا has a reputation beyond reputeما أحد إلا أنا has a reputation beyond reputeما أحد إلا أنا has a reputation beyond reputeما أحد إلا أنا has a reputation beyond repute
افتراضي

مبروك الرواية تنوني اشوفها خخخخخ يعني الابطال جنا وياسمين واو متابعه لك

ما أحد إلا أنا غير متواجد حالياً  
التوقيع
اللهم صل وسلم على محمد وآل محمد
رد مع اقتباس
قديم 02-04-12, 04:46 PM   #677

عذراء الجليد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية عذراء الجليد

? العضوٌ??? » 155211
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,983
?  نُقآطِيْ » عذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond reputeعذراء الجليد has a reputation beyond repute
افتراضي

يعطيكي الف عافية كاري على الفصل الروعة
بدي اقراه مرة تانية وتالتة لحد ما اتشربه منيح وبعدين برد عليكي هههههههههههه


عذراء الجليد غير متواجد حالياً  
التوقيع
كلماتكم هزت قلبي ومشاعري.. كنتم ولا زلتم وستبقون من اروع من ادخله القدر الي عالمي... شكرا لسؤالكم.... احبكم في الله









أن كًآن هنآكًـ .. ـآمنيات جميلهـٍ في ,
حيآآتيٍ..فبقآئك معي ,
هي آجملها ♥

رد مع اقتباس
قديم 02-04-12, 04:53 PM   #678

ساندرين

? العضوٌ??? » 51221
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,295
?  نُقآطِيْ » ساندرين has a reputation beyond reputeساندرين has a reputation beyond reputeساندرين has a reputation beyond reputeساندرين has a reputation beyond reputeساندرين has a reputation beyond reputeساندرين has a reputation beyond reputeساندرين has a reputation beyond reputeساندرين has a reputation beyond reputeساندرين has a reputation beyond reputeساندرين has a reputation beyond reputeساندرين has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ساندرين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-12, 04:54 PM   #679

بحر الكلمات

كاتب ماسي في الموسم الأول من فلفل حار

alkap ~
 
الصورة الرمزية بحر الكلمات

? العضوٌ??? » 174316
?  التسِجيلٌ » May 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,585
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » بحر الكلمات has a reputation beyond reputeبحر الكلمات has a reputation beyond reputeبحر الكلمات has a reputation beyond reputeبحر الكلمات has a reputation beyond reputeبحر الكلمات has a reputation beyond reputeبحر الكلمات has a reputation beyond reputeبحر الكلمات has a reputation beyond reputeبحر الكلمات has a reputation beyond reputeبحر الكلمات has a reputation beyond reputeبحر الكلمات has a reputation beyond reputeبحر الكلمات has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   al-rabie
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
ارسلت امنياتي للسماء وكلي امل في رب العطاء
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حبيبتى كوكو الفصل رائع

اولا :فين رسالتى الطويييلة

ثانيا عايزة اعرف نوع المغامرات اللى عملتيها لفك الحصار(فيس برئ للغاية)

ثالثا هو الفصل قصير ولا انا بيتهيئلى

رابعا التعليق:
احساس سليمان بياسمين راائع لكن انا خايفة من امة المفترية شكلها بتكرة عيال محمد مش بس مراتة
حامد احساسة نحو جنا كاختة لكن جنا هل احساسها مختلف لحد الان لم افهم
مسكين سليمان حتلاقيها منين ولا منين من اولاد عمك ولا اخواتك ولا اصحابهم هههههههههههههههه
ياسمين وغيرة من ايمان جعلت سليمان يطير بين السحاب
عماد ---حراااام نفسى حد يحبة مش عارفة لية صعبان عليا جدا
فؤاد اكيد هايحط جنا هدف لية لكن السؤال هل ستتطور العلاقة وتتحول لتخرج جنا من لائحة الارتباط العائلى
كاردينيا هاموت واعرف نوع المخدرات اللى بتحطيها بين طيات كلماتك والتى تجعلنى اتفاجأ ان الفصل ------انتهى
شكرا كاردى انتى مبدعة


بحر الكلمات غير متواجد حالياً  
التوقيع
وباتمنى ولو يوم اني ارجع طفلة من تاني *لااحزان ولا هموم وموج البحرعنواني *وشعراتي تطير بسعادة وتحوم على وشي*وضحكاتي بتملا الكون وتأسرني*وموجة تجبني وتوديني على شط احلامي*ابني على الرمال قصري *ونور الشمس يحاوطني ويحضني *لاافكريوم في بكرا*ولااعرف للهموم معنى*واقول ياجرح انساني
بحر الكلمات


رد مع اقتباس
قديم 02-04-12, 04:54 PM   #680

laraaa

نجم روايتي و كاتب في الموسم الأول من فلفل حار

alkap ~
 
الصورة الرمزية laraaa

? العضوٌ??? » 205038
?  التسِجيلٌ » Oct 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,222
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » laraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond reputelaraaa has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل جميييل كردينياا .... جنا تحيرني هل سووف تكوون علاقة حب ببينها وبين فؤاد ام عمااد لكن حقا اشفقت على عمااد فهو يشهر بالصد من جنا وهو يحتفظ بمشاعر لها هل يمكن ان يكوون في مستقبل بينهم ؟؟؟؟؟ هل وجوود فؤاد بحياات جنا سيكوون سيء ام ايجاابي؟؟؟؟ سليماان ويااسمين جميل مشاعرهم الغيرة التي بينهم وحبه لتملكها وولكن اااااامل ستكوون اكبر عقبة بينهم ؟؟؟

laraaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:42 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.