30-04-12, 09:20 AM | #1 | ||||
| قــــوس المطــــر !! "مميزة " بسم الله الرحمن الرحيم , ❀‘ لست جيدة أبدا في صياغة المقدمات لكن اللياقة تفرض علي ذلك كوني أكتب هنا لأول مرة .. يسعدني اليوم و رغم توتري .. أن أضع بين أيديكم أول رواية لي ... في هذا القسم المذهل الذي أحببت .. لقد تعلمت الكثير من كل حرف قرأته لمبدعي (روايتي) ... و حاولت أن أطبق شيئا مما تعلمت في هذه التجربة .. يجب علي ذكر أن هذه القصة (قيد الكتابة) لم أنتهي سوى من فصولها الأولى .. و آمل في أن أتمكن من إكمالها معكم .. أكثر ما أحتاجه هو ملاحظاتكم و انتقاداتكم .. و أتمنى أن لا تبخلوا علي بها .. , ❀‘ تواقيع ابطال الرواية .. أترككم الآن مع الفصل الأول من : ..❀.. قــــوس المطــــر !! ..❀.. , ❀‘ . الفصل الأول https://www.rewity.com/vb/6800280-post2.html الفصل الثاني https://www.rewity.com/vb/6814921-post22.html الفصل الثالث https://www.rewity.com/vb/t199072-5.html#post6843073 الفصل السابع ج1 https://www.rewity.com/vb/7044909-post216.html الفصل السابع ج2 https://www.rewity.com/vb/7055687-post243.html الفصل الثامن https://www.rewity.com/vb/t199072-29.html الفصل التاسع https://www.rewity.com/vb/t199072-33.html#post7138236 الفصل العاشر https://www.rewity.com/vb/t199072-53.html#post7317674 بانتهاء الرواية ان شاء الله التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 04-11-12 الساعة 10:55 AM | ||||
30-04-12, 09:32 AM | #2 | ||||
| الفصل الأول ^^ الفصل الأول : ... ابنة أمريكا ... (لما لا تردين أيتها الحسناء ؟ أنا أعلم أنك لا تتكلمين كثيرا و لكن ...) انتزعتني كلمات "جلال" بائع الخضروات الشاب من شرودي ، كانت يده تتحرك بخفة و تحمل عددا من الخضر و الفاكهة ليضعها في كيس بلاستيكي كبير مدندنا أغنية قديمة لم أعرفها ، و حين رفعت بصري لوجهه ابتسم لي و ناولني الكيس قائلا : (أظن أن هذا كل ما طلبته.) سألته بإرتباك عن الحساب ، كنت أعرف مسبقا ما علي دفعه فزوجة عمي ترسل معي مبلغا محددا جدا حين أذهب إلى السوق ، و لكني أردت قول أي شيء كإجابة ، فقد كنت شاردة طوال الوقت و لابد و أن جلال ثرثر كعادته بمزاحه السمج. عبست و أنا أعطيه المبلغ الصغير ، لقد قال حسناء ؟! .. ماذا قال أيضا ؟ نظرت إلى المرأة التي تقف بجانبي متفحصة بعض البرتقال ، فوجدتها تتصرف بطبيعية. خفف ذلك من ارتباكي قليلا. إن كنت لا أجد ردا لتفاهات جلال _أو أي شخص أشعر بتركيزه على الكلمات التي تخرج من فمي_ في العادة ، فكيف أتصرف الآن و أنا لم أسمع شيئا مما قيل .. من الجيد بأنه احتفظ بتعليقاته لنفسه هذه المرة ، مع أني لست راضية عن تلك الكلمة التي ناداني بها. أعاد إلي الفكة و حرصت على أن أحدجه بغضب قبل أن أنصرف ، لم أكد أخطو خطوتين حتى سمعت المرأة تقول بتذمر : (ما هذا ؟ .. لقد جعلتني انتظر طويلا ، ألا تستطيع الثرثرة مع فتياتك في وقت الفراغ !) توقفت بصدمة ثم التفت نحو تلك المرأة الوقحة التي توليني ظهرها ، شعرت بغضب شديد و فكرت لثوان في بضع كلمات مناسبة أسمعها إياها ، و لكنني عدلت عن ذلك فلدي ما يكفيني من المشاكل هذا الصباح و لن أجني شيئا من الشجار مع امرأة في سن والدتي ! ثم إن الذنب كله يقع على ذلك الغبي الضاحك ، ما الذي قاله لتعتقد شيئا كهذا ؟! تنهدت و أنا أخطو مبتعدة ببطء ... أيا كان هذا فلدي الآن مشاكل أهم أفكر فيها. لقد غادرت المنزل مسرعة و مذعورة حين بدأ عمي جنونه الإعتيادي على أفراد أسرته ! لحسن الحظ كانت لدي حجة الخروج للتسوق من أجل طعام الغداء _و هي مهمة أقوم بها يوميا_ لكنني اتخذتها هذا الصباح سببا للابتعاد عن تلك الأجواء العنيفة و لو لوقت قصير. علي أن أعترف أن ذلك لم يساعد في التخفيف من توتري ، بل إن الأمر أسوأ و أنا أجهل ما يحدث. ماذا فعل هذه المرة ؟ هل آذى زوجته أو ابنته ؟ أم اكتفى بتحطيم قطع الأثاث ؟ هل اجتمع الجيران ليفضوا الشجار ؟ أراهن أن زوجته تتفنن في الصياح و الشتم الآن و لن تسكت حتى بعد أن تهدأ ثورة عمي و يدخل في مرحلة الصمت التام ! لا يهمني أمرها كثيرا إن قلقي الأكبر على ابنتها "فرح" ، كم أشعر بالأسى عليها فهي الوحيدة التي تتأثر بهذه المشاجرات العنيفة ، فيما يعود والداها للتصرف و كأن شيئا لم يكن بعد بضع ساعات. لكنها قوية جدا رغم ذلك ، لم تظهر يوما أنها تعاني و دائما تواجه كل ما قد يعترضها بحزم ، لذا أعلم دوما أنها بطريقة أو بأخرى ستكون بخير. لقد مرت سبع سنوات مذ أجبرت على العيش مع أسرة عمي في بيتهم الكئيب ذي الأجواء المشحونة ، زمن طويل إلا أن تعاملي معهم ظل رسميا. أعلم جيدا أنهم ما كانوا ليوفروا لي شيئا غير المسكن حتى لو كانت حالة عمي المادية أفضل ، و أظنني أكثر ذكاء من أن أفتش عن الإنتماء الأسري عند الرجل الذي طرد ولديه حين كانا طفلين !! أنا لن ارتكب الخطأ ذاته و أعتبر نفسي فردا من أسرة أخرى لا ترحب بوجودي بينها. لقد كففت عن الغرق في الأحزان و الهموم منذ زمن ، و توقفت عن تمني أن يكون هذا كله كابوسا فظيعا استيقظ منه في النهاية.أعتقد ... أنني وجدت شيئا من السلام أخيرا حين وصلت إلى مرحلة التقبل. شيء واحد فقط لا أستطيع الكف عن القلق بشأنه مهما حاولت .... المستقبل ! و السؤال يظل يؤرقني .... إلى أين أتجه ؟ و ما الذي آمل في العثور عليه ؟! (رشا ... يا رشا تعالي يا فتاة و أخبريني ماذا يحصل في بيتكم ؟!) التفت إلى "منال" التي تنادي علي واقفة أمام منزلها في مطلع الحي ، تلك الفضولية المزعجة ! توقفت قليلا و شخصت بصري إلى آخر الحي بإتجاه منزلنا ، و كما توقعت كان هناك تجمع لا بأس به من سكان الحي أمام البيت ، شعرت بالتوجس رغم المشهد المعتاد لكنني غمغمت : (يا للسخف !) فكرت أنه ليس هناك داعي للتفرج على قتال هذين الزوجين المجنونين ، إنهم هكذا منذ أكثر من خمس و عشرين عاما ، و إن ما يدهشني في هذه اللحظة هو حب سكان حينا للمشكلات. عدت أنظر إلى منال و أنا أهز كتفي دلالة عدم المعرفة. (إذا كنت مهتمة لما لا تأتين معي الآن لتعرفي ؟) سألتها بنبرة لامبالية ، و كأنني لا أعرف السبب الذي يمنعها من الإسراع إلى هناك ، لقد لمحت رأسا بنية أطول من الجميع .... إنه "خالد" و لا شك ، و منال لا ترضى أن تظهر أمامه إلا كفتاة مهذبة ! شيء اسميه .. عجائب الحب ! هتفت منال باستنكار مبالغ فيه : (ماذا .. ؟! أنا لا أستطيع ، إن هذا لا يجوز ... ليس لائقا منك أن تدعيني لمشاهدة مشاجرة بين أهلك.) أجبتها بذات النبرة محاولة أن لا أخطأ في لهجتي : (و هل من اللائق أن تسأليني أنت عن شؤون أهلي الخاصة ؟!) اطل الغضب من وجه منال للحظات لكنها ما لبثت ان ابتسمت بسخرية قائلة : (لا تتواقحي معي يا ابنة أميركا , لو أراد عمك و زوجته الحفاظ على مشاكلهما الخاصة بعيدا عن الناس لأغلقا الأبواب عوضا عن اسماع الحي كله مشاجراتهما التي لا تنتهي !) تجهمت ... أعلم انها محقة تماما , كلاهما يسعى لفضح الآخر ما ان يبدآ في الشجار , و النتيجة تكون فضيحة كبرى للعائلة. بالكاد استطعت إجابتها دون ان اتلعثم كما يحصل معي حين أتوتر : ( الأمر أن بعض الناس تبقى كما هي دون حاجة لأن تمثل أمام الآخرين ما يخالف شخصيتها ..... إنه شيء يسمى بالصدق ربما تودين تجربته !) ذلك كان أسوأ دفاع على وجه الأرض ، و لكن التلميح الذي إحتوته عبارتي كان له تأثير السحر على منال فاحتقن وجهها غضبا و حنقا : (ما الذي تقصدينه بكلامك هذا ؟!) (ما أقصده هو .. لا ترتدي قناع التهذيب المزيف هذا أمامي ، ولتوفريه لشخص آخر لا يعرفك جيدا ، شخص مثل "خالد" _رغم ثقتي الشديدة في ذكاءه و كونه لن ينخدع بك أبدا_ !) لا أظنها فهمت أي شيء من عبارتي التي نطقتها بثقة تمنحني إياها اللغة الإنجليزية ، لكن هذا تماما ما أردته لها ، اسم خالد إلى جانب كلمات لن تفهم منها شيئا ! صاحت بغضب و هي تلوح بيدها بطريقتها الفظة : (إن كان لديك كلام لي فقوليه بالعربية ... هذا إن كنت تجرؤين !) ابتسمت لها قائلة ببساطة : (و لكنني أمريكية ... أم أنك نسيتي !) عضت على شفتها بغيظ ثم همت بقول شيء ما لكنني هتفت أقاطعها بسرعة : (آه .. صباح الخير خالد !) كنت أنظر أمامي كما لو أن هناك شخصا ما فعلا ، اضطربت منال و احمرت وهي تلتفت إلى حيث أنظر ، و اتسعت عيناها دهشة حين لم تجد شيئا ! تحركت من أمامها فورا كي أخفي الضحكة التي تهدد بالإنفلات من بين شفتي. اكتشفت أنني أستطيع أن أكون مستفزة في بعض الأحيان ، لكن ذلك فقط مع منال التي مازال الطريق إلى التعادل فيما بيننا طويلا ! ربما استخدامي لإعجابها الواضح بابن الجيران الوسيم للسخرية منها شيء بغيض ، لكن ما فعلته معي يبقى أبغض ألف مرة ، ثم إني لم أستطع مقاومة رؤية لسانها ينعقد و غضبها يتبدد ليحل محله الخجل بذلك الشكل المضحك ! ابتسمت بفخر لأنني خرجت منتصرة من مواجهة مع منال لأول مرة ! لكن ابتسامتي ما لبثت أن تلاشت حين وقع بصري على ذلك المشهد الذي جعل قلبي يهوي بين قدمي .. وسط التجمع الصغير أمام المنزل .. كان خالد يجاهد ليكبل ذراعي "يوسف" ابن عمي الأصغر و الذي بدا ثائرا غاضبا على نحو لم أره من قبل .. كأنه يهم بالهجوم على شخص ما بينما خالد يحاول منعه ! كان علي أن أعرف مذ ميزت خالد بين الجمع أن مصيبة حدثت استدعت وجوده ، فهو لم يكن يوما ممن يدفعهم فضولهم للتفرج على فضائح الناس. من ... من تأذى ؟! ماذا حدث ؟! لا أدري كيف قطعت تلك المسافة التي تفصلني عنهما رغم الثقل الذي هجم على أطرافي فجأة ، و لكني وجدت نفسي أمام يوسف أهتف به برعب و اسأله عما حدث. لم يجبني .. بل لم يبدو عليه أنه سمعني حتى ، كان يصرخ في خالد و يطلب منه أن يتركه ليذهب وراء شخص ما. (يوسف .. يوسف .... ماذا جرى ؟!) أخيرا وجد صراخي طريقا لأذنيه ، فالتفت ينظر إلي للحظات بوجه مشوه بمعالم الغضب قبل أن يجيبني بنبرة حاقدة : (و من يكون غيره ؟ ذلك الرجل الـ...) (إنه أبوك !) قاطع خالد شتيمته ناهرا إياه بحدة ، ما جعل يوسف يحاول انتزاع ذراعه من قبضته بعنف أكبر و قد ازداد غضبه : (ليس كذلك ... إنه ليس كذلك و لا أريد سماع هرائك عن حقوق الآباء .. أتفهم ؟!) (حسنا .. اهدأ ، أنا لا أريدك أن ترتكب حماقة تندم عليها.) (يوسف .. ما الذي حدث بالله عليك أخبرني ؟) طالبته من جديد. ما خطبه ؟ لم لا يمكنه أن يكون واضحا ؟! شعرت بضعف في قلبي جعلني أشعر بالإختناق ، و تجمعت الدموع في عيني المعلقتين به ، أريد جوابا .. أعلم أني سأجده إن دخلت إلى البيت لكنني .. لكنني لا أجرؤ .. هل تمادى عمي في عنفه فحصلت الكارثة .. ؟!حاولت أن لا أنساق خلف أفكاري التي كانت تتجه إلى تلك الكوابيس التي لطالما راودتني عن عنف عمي المروع مع أسرته ... ما كنت قادرة على تصور مشهد كهذا يحصل حقيقة ... و كل ثانية تمر علي دون فهم كانت تزيد جنوني ! قال خالد بصوت اهدأ : (كفى يا يوسف .. لقد أفزعت ابنة عمك.) التفت يوسف إلي ، حدق في وجهي المرعوب ثم راحت ملامحه تلين ببطء لتستعيد شيئا من شكلها اللطيف الذي أعرفه ، قال مطمئنا : (لا بأس يا رشا ، كل شيء سيكون بخير.) لم تخفى علي الطريقة التي نطق بها عبارته الأخيرة كما لو أنه يقنع نفسه ، لكني لا أظن الضرر الذي أحدثه عمي _أيا كان_ من النوع الذي تصورته ، أطلقت زفرة حارة و همست : (هل .. هل أمك و فرح فـ في الداخل ؟ هل هما .. بخير ؟!) سألته بتلعثم غبي و كم أكره ذلك في نفسي ، لكنه ليس بيدي ، ليس بمقدوري المرور بمثل هذا الانفعال و من ثم التشدق في الكلام. أومأ يوسف برأسه إيجابا ، ثم استطرد مخاطبا خالد : (اتركني أذهب !)كان صوته مازال نزقا و إن لم يكن بالعصبية السابقة ، حرر خالد ذراعيه فانتصب في وقفته يعدل قميصه ، قال خالد بإتزان : (عليك أن تهدأ ، لا يمكنك الذهاب خلفه ... ليس و أنت بهذه العصبية ، سوف تعقد الأمور أكثر.) (لا شأن لك بذلك !) شددت على كيس الخضروات الذي بين يدي : (يوسف توقف رجاء.) شعرت بالضيق و الحرج من أعين الناس المتسلية من حولنا ، كنا مانزال أمام عتبة الباب ، نوفر لهم مادة مناسبة للقيل و القال تستمر لأسابيع على أقل تقدير. أشرت له بعيني لينتبه إلى الحشد الصغير من حولنا و أنا أواصل برجاء : (اهدأ يا يوسف .. لا شيء يحل بهذه الطريقة !) أغمض يوسف عينيه و أخذ نفسا عميقا ليسيطر على أعصابه ، ثم قال : (حسنا .. حسنا .. فهمت.) تابع بضيق مخاطبا خالد : (و أنت .. إياك أن تجرب عضلاتك معي ثانية ... أنا أحذرك !) لم يجبه خالد بل اكتفى بابتسامة صغيرة تثبت مدى قربه من ابن عمي رغم السنوات الأربع التي تفصل بينهما. تنفست الصعداء و أنا أنظر إليهما ... ذلك المجنون كاد يقتلني رعبا ، إذا .. الأمر لا يتعدى ما يفعله عمي عادة ، أتساءل ما الذي دفعه لكل هذا الهيجان ؟! بدا لي يوسف في هذه اللحظة وهو يقف بجوار خالد صاحب القامة المديدة و الجسم القوي ، شبيها بالصبي الذي كانه حين رأيته لأول مرة. مازال يبدو كمراهق طائش رغم أعوامه الثلاث و العشرين ، خفف ذلك من غضبي لإخافته لي على ذلك النحو. تركته يصيح في الناس و يطلب منهم الذهاب و الإهتمام بشؤونهم ، و أسرعت بدخول المنزل بعد أن وعدني باللحاق بي. ..¤.. ..¤.. ..¤.. صوت زوجة عمي الصادح بأنواع السباب و اللعنات وصل مسامعي ما إن أصبحت في حديقة المنزل ، جاعلا إياي أتساءل للمرة الألف : أي نوع من العائلات هي هذه ؟!! لكني سرعان ما انتبهت إلى ذلك الجسد الصغير المتكور في ركن قصي من حديقة المنزل .. تحت نافذة المطبخ المتهالكة. (فرح .. ؟!) ناديتها بقلق و أنا أقترب منها. كان جسدها يهتز بفعل بكائها المكتوم ، و رأسها مسند إلى ذراعيها المضمومتين فوق ركبتيها ، إنها لا تعمد إلى هذا النوع من التعبير عن الحزن أبدا ، لطالما اعتبرت فرح الدموع ضعفا ، من المستحيل أن تبكي هكذا فقط لأن والديها تشاجرا ... يا إلهي ما الذي يحصل هذا الصباح ؟! قرفصت إلى جانبها و أنا اسأل بتردد : (هل .. أنت بخير ؟) لست مقربة من فرح مثلها مثل أي شخص آخر في هذا المنزل ، لكني أظن أنها تستطيع أن تجيبني رغم ذلك ، خاصة إن تعلق الأمر بوالدها فأنا أكون شاهدة على معضم المشكلات التي يفتعلها. لم ترفع رأسها ، أخذت نفسا عميقا و انتظرت قليلا ، لتجيب بعدها بصوت حاولت كل جهدها أن يكون ثابتا خاليا من آثار البكاء : (لقد فقد صوابه !) لا حاجة لأن اسأل من تعني ، عوضا عن ذلك أنزلت كيس المشتريات أرضا و اقتربت منها أكثر لأسألها بتعاطف : (ماذا فعل هذه المرة ؟!) بدأ صوتها يتلون بنبرة سخط و قهر وهي تجيبني : (قال ترهات ... اتهمني .. بأنني "أصيع" ليل نهار مدعية الذهاب إلى الجامعة ، قال أنني كأمي و أنني تربيتها فماذا سأكون غير ذلك ، قال ...) كتمت شهقة بكاء أخرى قطعت كلامها ، و جعلتني أشتعل بالكره تجاه عمي ، قبل أن تواصل : (قال .. أنني جلبت العار له ... لوثت اسمه !!! و بأنه لن يتركني أخرج ثانية من البيت ، لن أخرج إلا جثة هامدة !) اتسعت عيناي و لم أعرف ما أقول من الصدمة ، ترددت .. ثم وافقتها أخيرا بهمس متألم : (لقد جن حتما !) لا أصدق أن عمي قال هذه الكلمات .. قالها و بطريقته الفجة ، صارخا بها ليسمع الجيران كما هي عادته !! لا عجب و أن يوسف بدا ثائرا على ذلك النحو الجنوني ! أنا لا أفهم تركيبة هذا الرجل ، كيف له أن يهين ابنته و يشوه سمعتها هكذا بين الناس ؟!! من المستحيل أن توجد فتاة أشرف من فرح في هذا العالم ، إنها الابنة التي يفخر بها أي أب ! و حتى هو _ذلك الإنسان الذي لا أعرف بماذا أصفه_ يعي ذلك جيدا ، لكنه يفعل كل هذا فقط لتحطيمها .. إنها طريقة أخرى لينتقم فيها من زوجته التعيسة ! لماذا ؟! ألم يكفه ما فعله بولديه ؟! ألا يفهم أن انتقامه هذا لا يؤثر على زوجته .. تلك الـ"دلال" .. ؟! ذلك لأنها ببساطة لا تكترث أبدا بأولادها ؟! كأن زوجة عمي قد قررت إثبات صحة أفكاري في تلك اللحظة ، فأطلت من نافذة المطبخ تصيح في ، كما لو أنها لا ترى حالة ابنتها المحطمة بجواري : (رشا .. هل اشتريت ما طلبته منك ؟ هل أحضرت خضرا طازجة ؟ أم أن تعليماتي كان مصيرها كسابقاتها ؟ مؤكد فأنا أعرف حجم عقلك الصغير ... هيا تعالي و أرني ما اشتريته ... تحركي !) تمتمت بحاضر و أنا أقف و التقط الكيس امتثالا لأمرها ، و ما إن أبتعدت عن النافذة حتى استدرت نحو فرح من جديد ، كنت أفكر في قول شيء ما للتخفيف عنها لكن عيناي اتسعتا بصدمة فور رؤيتي لوجهها الذي رفعته .. كان وجهها الذي يحمل آثار البكاء مكدوما بشدة ، يحيط به شعرها الأسود مشعثا للغاية ..، ثمة تورم مريع عند حاجب عينها اليسرى كاد يخفيها تماما ، و شفتها السفلى كانت ممزقة و تنزف ! (يا إلهي ... ما هذا ؟!) ابتسمت فرح بسخرية حين صحت بهذه العبارة ، تحسست الكدمة فوق عينها بحذر و قالت : (نسيت أن أقول لك .. لم تكن الكلمات الطريقة الوحيدة التي عبر فيها عن أفكاره !) همست بقلق : (يا إلهي .. هل أنت بخير ؟! هل تتألمين ؟!) (أنا بخير .... ) (سأحضر بعض الثلج و المناديل .. انتظريني قليلا.) أسرعت إلى المطبخ ، لم أجد زوجة عمي هناك ، فرميت كيس المشتريات فوق الطاولة القديمة ، سررت لأنها انصرفت لشأن آخر و نسيت ما أمرتني به سريعا. قد يكون صعبا تصديق ذلك نظرا للعنف الذي يحدث دائما هنا لكن .. ليس لدينا علبة إسعافات أولية ! أخرجت كل مكعبات الثلج التي وجدتها في الثلاجة المسنة ، وضعتها في كيس بلاستيكي و جلبت منديلا نظيفا ثم عدت إلى فرح. (ضعيه على عينك.) أخذت مني الثلج و فعلت ما طلبته ، ثم تناولت بيدها الأخرى المنديل لتسمح الدماء بحذر عن شفتها ، لم تقل شيئا. بقينا صامتتين للحظات ، نسمع صوت يوسف وهو يشاجر شخصا ما في الخارج ، فهمت أنه شخص كان بين جمع الناس الفضوليين ، ذلك الفتى ليس على طبيعته اليوم أبدا ! لكني لم أفهم متى جاء هو و خالد إلى هنا ؟ ثم متى تحول موضوع المشاجرة التي هربت منها هذا الصباح من "كثرة السكر في الشاي" إلى فرح و هذا الموضوع الحساس ؟!! أصبح يوسف يتحدث مع خالد الآن و يبدو أن الشخص الثالث قد رحل ، لكن لم يكن بالمقدور فهم ما يقولانه فقد انخفضت الأصوات ما إن انتهى الجدال. لاحظت شرود فرح عند سماعها لصوت خالد ، شرود مع حرج و ألم شديدين ارتسما على وجهها المكدوم ، في العادة تجعلني أي علامة لمشاعر فرح تجاه خالد ابتسم بأمل ، لكنني أحسست بقلبي ينقبض هذه المرة .. لا أستطيع تخيل كيف تشعر في هذه اللحظة .. إلهي لا تدع خالد يتأثر بذلك الكلام الكاذب ! سألتها بتردد : (ماذا ستفعلين الآن ؟) رأيت عينيها تبرقان لكنها لم تجب فكررت سؤالي : (ما الذي سيحدث تاليا ؟) نفضت عنها حالة الشرود و الألم فجأة ، ارتفع ذقنها بتمرد وهي تنهض واقفة ، أجابتني بصوت قوي : (سيحدث أنني سأواصل الذهاب إلى جامعتي ، إنها سنتي الأخيرة و لن أضيع على نفسي كل الجهود التي بذلتها ، و ليذهب "سالم الفتحي" إلى الجحيم !) أجفلت قليلا إثر كلماتها الأخيرة ، أنا لم أحبذ يوما فكرة تحدي عمي لكن فرح لا تخافه ، إنها جريئة و قوية رغم حجمها الصغير. واصلت بسخرية : (و ما الذي سيفعله على أي حال ؟ يشتمني .. أم يضربني ؟! لأمنحه سببا ليفعل ذلك .. هذه المرة على الأقل !) لم تكن كلماتها مطمئنة أبدا ، فهززت رأسي أتساءل بقلق عن موعد المواجهة التالية : (أنت لن تذهبي اليوم إلى الجامعة ، صحيح ؟) (بالطبع لن أذهـ ...) قاطعها نداء أمها الغاضب علي : (أنت .. أيتها الفتاة الأمريكية البلهاء تعالي و أخبريني ما هذا الذي جلبته ؟!) هزت فرح رأسها بإمتعاض حاولت إخفاءه ثم أدارته جانبا. قطبت جبيني بغضب و أنا أتوجه إلى المطبخ بسرعة ، إن أكثر شيء أكرهه في الوجود هو دعوتي بالأمريكية ، ولدت و عشت هناك ... هذا صحيح ، لكني لا أنتمي إلى تلك الأرض و لا أقبل أن أعامل كما لو كنت أجنبية و أنا في وطني و _كما هو مفترض_ بين أهلي أيضا ! أثم إنني ... _كورت قبضتي لأوقف إرتعاشتهما_ أحاول نسيان تلك السعادة الزائفة التي عرفتها هناك .. بين أولائك الأشخاص الذين كانوا كل حياتي ذات يوم و لا أريد من يذكرني بهم أو بتلك الفترة ، و يوقض في جراحا لازلت أحاول التعافي منها ! (ما الأمر ؟) حاولت أقصى ما أستطيع لأغلف صوتي الغاضب بنبرة تهذيب ، لكنني لم أملك شيئا حيال تعبير وجهي. سألتني زوجة عمي _السيدة دلال_ و قد بدأت حالة أخرى من بخلها الشديد : (لماذا الخضر ناقصة ؟ أين هي البطاطا ؟) أجبتها و أنا أحاول جاهدة التمسك بالصبر : (لم تطلبي مني شراء أي بطاطا هذا اليوم ، أخبرتني أن لدينا بعض منها في البيت.) هل تعلم هذه المرأة كم تبدو سخيفة و هي تسأل عن أشياء تافهة بهذه اللهفة ، متناسية كل ما تعرضت له ابنتها قبل قليل ؟! قالت متذكرة : (آه .. هذا صحيح !) ثم ضحكت واحدة من ضحكاتها اللامبالية ، وهي تتابع : (أتساءل ما الذي يصيبني ؟! لقد أصبحت أنسى كثيرا هذه الأيام.) هل أكون شريرة إن تمنيت أن يظهر زوجها الآن و _لا يقصر معها_ كما يقولون ؟! (عمتي ..) رفعت رأسها عن الكيس و نظرت إلي بوجهها الذي لايزال محتفظا بجزء كبير من جماله ، جمال باهر أورثته لإبنتها فرح ، كلتاهما تمتلكان نفس العيون السوداء الواسعة و الأنف المستقيم الجميل و البشرة الصافية. كانت فرح نسخة أصغر سنا عن أمها ، لكنها كانت أكثر صلابة و تمردا ، إنسانة أفضل إن حق لي أن أقول ! نظرت إلي السيدة دلال بإستفسار ، فقلت بانزعاج مكتوم : (إذا سمحت .. لا تناديني بالأمريكية ثانية ، لدي اسم !) ابتسمت بلامبالاة و هي تفرغ محتويات الكيس الباقية ، أنا أعلم جيدا أنها لا تهتم ، لكنني واصلت : (و هلا تأكدت أولا إن كنت قد قصرت في شيء .. قبل أن تنعتيني بالبلهاء ؟!) انتهت من إفراغ المحتويات و تفحص كل المشتريات فإعتدلت واقفة ، لوحت بيدها و قالت بابتسامتها التي تغيظني دائما : (لا تنزعجي يا رشا ، إن كنت أوبخك فذلك لأنني أعتبرك كابنتي ، لا فرق لدي بينك و بين فرح.) قاومت بإستماتة رغبتي في التعليق على هذه العبارة ، الأمر الوحيد المؤكد هو أنها لا تبالي بشيء سوى نفسها ! حاولت تذكر ما سأجلبه لنفسي من متاعب إن عبرت عن رأيي بصوت مرتفع ، يمكن للسيدة دلال أن تكون مؤذية ... ليس مثل زوجها ، و لكنها قادرة على إحالة حياتي إلى جحيم إذا صممت على ذلك. إذا حصل و أفسد أحدهم مزاجها المتقلب العجيب تستيقظ لديها مواهب في الغدر و الخداع ، سمعت أنها أرسلت فتاة مسكينة عملت هنا كخادمة قبل زمن طويل إلى السجن بعد أن اتهمتها بالسرقة ، و ذلك كله كي لا تدفع للفتاة أجرها ! بغض النظر عن صحة ذلك من عدمه ، أنا مضطرة لتحمل هذه المرأة طالما أعيش في بيتها و ليس لدي مكان آخر أذهب إليه ! قالت و هي تدلك كتفها : (يا الله كم أنا متعبة.) لم أعلق فأردفت : (اغسلي الأطباق قبل أن تبدأي بإعداد الغداء و تذكري أنه يجب أن يكون جاهزا عند الثانية عشرة.) قالتها و خرجت من المطبخ بخطواتها البطيئة المتفاخرة. بقيت أنظر في إثرها مضيقة عيني للحظات ، ثم شمرت عن ساعدي و بدأت بجلي الصحون و أنا أطرطش الماء بعنف. تلك المرأة .. لقد خاطبتني كما لو كنت خادمة !! ذكرت نفسي أنه ما من معنى للألم الذي أشعر به الآن ، أعلم أنني على مر السنوات التي عشتها هنا قد خسرت الكثير من ذاتي ... و اعتدت العيش على الهامش .. كما اعتدت الخضوع لدلال و زوجها لأنه ليس لدي خيار ! إنه الواقع الذي فرض علي و ما من سبيل لتغييره ... لماذا الحساسية إذا ؟! ليس غباء أن أشعر بالألم بسبب بقايا كبرياء سخيف كان من المفترض أن يتلاشى قبل زمن بعيد ؟!! أفلتت مني دمعة ... سقطت في الحوض بين الصحون ..كان وجهها الذي يحمل آثار البكاء مكدوما بشدة ، يحيط به شعرها الأسود مشعثا للغاية ،ثم إنني ... _كورت قبضتي لأوقف إرتعاشتهما_ أحاول نسيان تلك السعادة الزائفة التي عرفتها هناك .. بين أولائك الأشخاص الذين كانوا كل حياتي ذات يوم ،أليس غباء أن أشعر بالألم بسبب بقايا كبرياء سخيف كان من المفترض أن يتلاشى قبل زمن بعيد ؟!! ..¤.. ..¤.. ..¤.. منذ دخل يوسف إلى البيت و اتخذ قراره الغير اعتيادي في البقاء للغداء ، و هو يبذل أقصى جهده للتخفيف عن أخته. كنت في المطبخ بعد أن جهزت لهم مائدة الغداء الأقل من متواضعة في صالة المنزل الصغيرة ، و كنت أسمع كل حواراتهم كما يسمعها عمي بالتأكيد من داخل غرفته ، لكنه في حالة "الصمت التام" الآن و لن يخاطبهم مجددا مدة يومين على الأقل ، كما لن يشاركهم الطعام لعدة أيام أخرى. و مع ذلك كنت مضطربة قليلا حين أخذت الطعام إليه ! لقد كان جالسا على سريره مستغرقا في تفكير هادئ و يبدو مختلفا عما يظهر عليه في العادة ، فالعصبية الدائمة و الحواجب المعقودة بشدة تبقيان جزءا من تفاصيل وجهه إلا في الساعات القليلة التي تعقب انفجاره. مثل الآن ... فقد كان هادئ الملامح و عيونه الحادة تتأمل الصحيفة أمامه بشرود ، شعره الرمادي الكثيف يبدو دوما متناقضا مع بشرته الشديدة السمرة. كان واضح الوسامة رغم سنواته التي تجاوزت الخمسين ، كما كان لايزال محتفظا بقدر كبير من قوته و صلابته أيام كان يعمل شرطيا. كنت أتسلى في أحيان كثيرة بتخيل عمي و زوجته في شبابهما ... دلال و سالم الفتحي ... ابني العم ! كيف حدث و ارتبطا ؟! مما لاشك فيه أنهما كانا يناسبان بعضهما كثيرا من حيث المظهر الجميل ، لكن عدا ذلك ... هززت رأسي بيأس و رحت أقلب في الطبق الممتلئ أمامي دون أن أتمكن من تناول شيء. أنا لا أشارك أسرة عمي الطعام أبدا ، ليس لأنهم يرفضون و لكن لأنني لن أشعر بالراحة إن جلست معهم على مائدة واحدة ، لا أحد اعترض على ذلك أبدا ما جعلني أكثر تيقنا من صحة تصرفي ! رحت أصغي و على شفتي نصف ابتسامة إلى يوسف و فرح و هما يتمازحان بما بدا مشاذة كلامية. في السابق كنت لأستهجن مثل هذا التواصل ، لكني الآن قادرة على رؤية ما وراء تلك العبارات القاسية من محبة و إهتمام ! الواقع .. _و نظرا للأجواء التي نشآ فيها_ فإن هذا يبدو منطقيا تماما ، إنها الطريقة الوحيدة التي يعرفانها للتعبير عن أي شيء ! دفعت طبقي عبر الطاولة كإعلان لإنتهائي من طعامي رغم أنه مازال كما كان ، و أسرعت أخرج من المطبخ هربا من ذكريات أثارتها في تلك اللحظات الأخوية !توقفت أسفل الشجرة الكبيرة التي تقبع في الجانب الخلفي من حديقة المنزل ، و رفعت رأسي إلى السماء فجعلت أشعة الشمس المتسللة من بين أغصان و أوراق الشجرة الكثيفة عيناي تضيقان. الهرب إلى هنا لم يفدني في شيء ، فها هي الذكريات تهاجمني بشراسة دون أن أستطيع إيقافها ، مستثيرة كل مشاعر الشوق و الألم و الحرمان بداخلي ... صورة لوجوه صغيرة بريئة ومضت داخل عقلي .. تصاحبها أصوات ضحكات مرتفعة .. رسمت مرح طفولة و كثير من اللهو الشقي ... سعادة و دفء أسري .. لكن لا ... أنا لم أكن يوما جزءا من تلك الصورة ... و لم أنتمي إليها أبدا ، إنها مجرد ذكرى زائفة أخرى وجب علي نسيانها ! شعرت بإنقباض في صدري و أخبرت نفسي كما فعلت ألف مرة من قبل ... أنني لن أستطيع الإستمرار على هذا النحو ، السماح لومضات عن سعادة غير حقيقية قد عشتها يوما بالتلاعب بي في كل لحظة .. علي نسيان الماضي .. علي ذلك ... علي ذلك ! هززت رأسي محاولة محاربة هذه الذكرى و آثارها بعنف ، ليس لدي استعداد لذرف أي دمعة أخرى لأجلهم ، كما أني لن أستسلم للكآبة و الحزن مجددا ... ليس لثانية واحدة إضافية حتى ! كل تلك المشاعر لا يجب أن تتواجد ... لا يجب أن تعني شيئا لأنها سراب فقط ... و الواقع الوحيد هو هذا اليتم الذي أعيشه ... و أنا .. أنا تقبلت واقعي قبل زمن طويل جدا .. أما الآن .... كان ظهري ملاصقا لجذع الشجرة الضخم و رحت أنزلق ببطء حتى أصبحت جالسة على الأرض .. الآن على تفكيري أن ينحسر فقط على هذا الواقع ! لن أسمح لنفسي أن أغرق في ألم الذكريات من جديد و لا أن أرثي حالي ! يوجد في حياتي الكثير من الصخب و المقلقات التي يمكنني تشتيت أفكاري و مشاعري بها ، لكنني اخترت أكثرها تأثيرا و لطفا ! هي ذكرى أيضا ... لكن ذكرى قريبة و يومية ، ذكرى لعينين خضراوين خضرة أشجار ربيعية تحت الشمس .. عينين دافئتين و ساحرتين ... تتطلعان إلي بحنان ربما أنا فقط من أتوهمه ، عينين قادرتين على تجديد حماستي للحياة بنظرة ! ابتسمت .. لأن صاحب تلك العينين _رغم عدم معرفتي به_ ... هو ببساطة الشخص الوحيد القادر على رسم ابتسامة صادقة على شفتي !! التعديل الأخير تم بواسطة small baby ; 01-05-12 الساعة 10:49 AM | ||||
30-04-12, 11:30 AM | #5 | |||||||||||||
نجم روايتي وعضوة في الورشة والموسوعة الماسية لقصص من وحي الأعضاء ومصممة بمنتدى وحي الخيال
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بداية موفقة عزيزتي .. مباركٌ لكِ بدايتكِ الرائعة لغتك متمكنة جداً .. واستمتعتُ بقراءة ما خطتهُ أناملُكِ رشا .. ما هي الذكريات التي تريدين نسيانها ؟ ولماذا ؟ ما الذي واجهتِهِ في أمريكا ؟ أما عمها سالم .. علامات استفهااااام .. ما هذا الذي يفعله بحق الله ؟؟؟ مجنون ؟ غير متعقلٍّ أبداً .. كيف له أن يحيل حياة أبنائه إلى هذا الجحيم ؟؟؟ وزوجته .. التي لم تجزع لابنتها ولم يرف لها رمش ؟ .. عائلة غريبة .. ولو كان سالم يريد الانتقام من زوجته فليس عليه استخدام أبنائه لتحقيق انتقامه !! إنهم أولاده أيضاً !! فظيع أتسائلُ عن الجرم الذي جعل سالم يكره زوجته .. وما هذه الحالة التي تصيبه بعد أن يجن على عائلته أتحررق بشوق لمعرف أسرار كل شخص من شخوص روايتك بداية موووووفقة .. أتمنى لكِ التوفيق ^__^ | |||||||||||||
30-04-12, 11:31 AM | #6 | |||||||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الترجمة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقلوب احلام
| صباح الخير .. من الممتع أن أكون قد قررت الدخول إلى روايتك فقط لأرحب بوليدتك وأخبرك أني سأتابعها ما أن أجد الوقت .. ولكني قرأت الفصل الأول ودهشت .. لك مقدرة أدبية رائعة ..لأنك تنقلت بين المشاعر تارة ..وبين المواقف تارة ..وبين وصف الشخصيات تارة ثالثة وهذا دليل على تمكنك اللغوي والأدبي ... يبدو إن الذكريات ستأخذ حيزا مهما في حياة رشا .. رشا وهي تعيش في عائلة تشهد العنف الأسري الذي للأسف موجود في مجتمعنا رغم تعاليم الأسلام الحكيمة .. سالم الفتحي ودلال ..شخصيتين ربما وجدت بهما شبها لأنهما من ذات الطينة ..كلا منهما يفكر بمصلحته ..وأنانيته الزائدة ..بعيدا عن تفكيرا أولادهما .. تأثير المشاكل على فرح ويوسف كان واضحا ..كلاهما يعانيان من جبروت الوالد ..ولا أبالية الوالدة .. خالد ..هل أنت رجل شهم كما أرجو ..أم ستصدق الأقوال التي سمعتها عن فرح ؟؟ رشا ...متشوقة جدا لأن تكشفي عن هوية صاحب العيون الخضراء الزاهية .. مبروك هدى روايتك الأولى التي سأتابعها بكل شغف فقد حزت على أهتمامي ..واصلي على كتابتها دوما .. بالتوفيق .. ودي | |||||||||
30-04-12, 11:58 AM | #7 | |||||||||||||
نجم روايتي
| شكرا لك عزيزتي هدى على الفصل الأول من روايتك مرحبا بك في قسمنا "قصص من وحي الأعضاء" أرجو أن تجدي كل ما تبحثين عنه من اهتمام و متابعة لقد قرات فقرة قصيرة جدا من فصلك لكن تناسق الكلمات و الأفكار شدني بقوووة سأتم القراءة في مبعد لأنني مرتبطة بأعمال منزلية و أعود تعليق مسهب بإذن الله تحياتي | |||||||||||||
30-04-12, 12:39 PM | #8 | |||||||||||
كاتب ماسي في الموسم الأول من فلفل حار
| بسم الله الرحمن الرحيم فى البدايه اقول الف مبروك هدى على وليدتك الاولى وعقبال المائه ثانيا اسلوبك سواء القصصى او الحوارى بجد اعجبنى واكتر ما اعجبنى اننى لم اضيع منك فى وسط السطور بل عند كل كلمة رايت نفسى منتبهة للكلمة التالية اكملى وانا من متابعينك ان شاء الله رشا فتاة فقدت حياتها وتخلى عنها ابيها هذا مافهمتة من السياق لتترك خيبة امل وتدخل لاخرى فى بيت عمها القاسى وزوجة عمها المغرورة لكن وسط طيات الحزن ربما يوما ستجد مايفرح قلبها الحزين دمتى بود هدى وفى انتظار الجديد | |||||||||||
30-04-12, 03:04 PM | #9 | ||||||||||||
كاتبة وقاصة بقسم قصص من وحي الاعضاء ولؤلؤة فعالية اقتباسات مضيئة
| مرحبا هدى حسن .. بداية اكثر بكثيررررر من موفقة بل ممتازة رائعة مبهرة ... اسلوبك وسردك رائعين جداا تمكنك واضح من اللغة .. وصف انطباعات رشا عن ماخلفه مزاج الاب العصبي ولامبالة الام (دلال) الي هما اصلا( اولاد عم) !!! وبرودها كان رائع رشا..أبنة أمريكا.. يعني الي فهمته أنها كانت عايشة بأمريكا مع عائلتهاا؟؟ وين صار العائلة؟؟ سبب رجوعهاا وتحملها العيش ببيت العم شبه خادمة؟؟ غموض مشوق يلف حكاية رشا فرح وتعلقها بخالد الي وصفك له يقول بأنه شخصية مهمة بالرواية ترى مشاعره لمن تتجه لمنال لفرح أم لرشا المشغولة بتعاسة حياتها سالم الفتحي..أي أب الي يطعن بسمعة بنته وبصوووت عالي ويفضحها بما لم ترتكب تعرف رغم تذمرك من دلال لكن انتو متشابهين جداااا هدى حبي هذه روايتك الاولى بداية تعارف مع قلمك أرحب بتوثيقة ياريت متطولين بتنزلين الفصول حتى نتمكن من التواصل المستمر معك وتتركي بصمة بنفوس القراء انتي تستحقيهااا .. أعرف الكتابة مو سهلة والحياة مشاغل لكن بالبداية لازم تجتهدي حتى تحافظى على أهتمام القراء ..للأسف لاحظت مؤخرا بان كتاب جدد متمكنين جداا وموهوبين بدرجة متميزة لكن كثرة تغيبهم آثرت على المتابعة بأنتظار القادم بشوق كبير | ||||||||||||
30-04-12, 04:41 PM | #10 | ||||
نجم روايتي ومصممة المكتبة العربية وعضو في فريق تصميم قصص من وحي الخيال ومصممة بمكتبة روايتى
| أعجبني الفصل جدا أسلوب مميز وسرد رائع ألف مبرووووووووووك انضمامك لقصص من وحي الأعضاء وإن شاء الله تكوني من الكاتبات الدائمات فيه | ||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|