12-07-12, 09:58 PM
| #2322 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء  
|  اعزائي اسفة جدا جدا جدا للتاخير بس والله ظروفي ما سمحت حتى اكمل تنقيح الفصل كله .... انا حنزل ما نقحته الان واذا استطعت اكمال التنقيح اليوم انزله ايضا واذا لم استطع سامحوني سانزله غدا ان شاء الله .... قراءة ممتعة | ||||||||
|  |
|
12-07-12, 10:02 PM
| #2324 | |||||||||||
| إدارية ومشرفة سابقة وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي قلم الأعضاء وأميرة الخيال وشاعرة متألقة بالقسم الأدبي  
| اقتباس:
وين المعلمة زوزو  | |||||||||||
|
| |
|
12-07-12, 10:02 PM
| #2325 | ||||
| يسعد مساك كاردينيا بعرف إني مقصرة بحقك كثير بس لازم تعرفي إني من المدمنات على قراءت رواياتك قلمك إلو سحر خاص بيسرق لقلوب حبيت أشكرك حبيبتي مع انك بتستاهلي أكثر بكثير من الشكر نشالله بتضلي منورة حياتنا برواياتك و بحضورك المميز مع حبي | ||||
|
| |
|
12-07-12, 10:13 PM
| #2326 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الجزء الأول من الفصل التاسع رسالة من تحت الماء ... أغنية لعبد الحليم الموجُ الأزرقُ في عينيك.. يُجرجِرُني نحوَ الأعمق وأنا ما عندي تجربةٌ في الحُبِّ .. ولا عندي زَورَق إن كُنتُ أعزُّ عليكَ فَخُذ بيديّ فأنا عاشِقَةٌ من رأسي حتَّى قَدَمَيّ إني أتنفَّسُ تحتَ الماء.. إنّي أغرق..أغرق..أغرق همست بتعثر وضعف " أأ.. أرجوك.. اترك.. يدي.." لكنه لم يرحم ضعفها.. كان ما زال يلثم باطن كفها ليزفر انفاسا حارة تداعب بشرتها برقة تناقض عنف المشاعر التي تثيرها فيها هذه الانفاس فتشوش عقلها تماما.. قال بتحشرج " ليس قبل ان تقولي نعم ..." ... رفعت نظراتها اليه ... تغرق في عينيه.. امتزج العذاب بالعشق ليشكلا شعورا فريدا من نوعه.. همست بتوسل وانهيار مصحوب بالدموع " لا يمكنك ان تفعل هذا بي! لا يمكنك دفعي لاخطو هكذا خطوة ... ارجوك ... اتوسل اليك ... دعني ارحل ... ساعدني حتى أستطيع الرحيل.. ساعدني لأشفى.. لأبتعد... هذا كله خطأ ... انا سابتعد ... اجل سابتعد... سابتعد حتى عن منى... ساقطع علاقتي بها نهائيا.. انا ... انا ..." شهقاتها غلبت هستيرية كلماتها ... اخذت تجهش بالبكاء فضاعت ملامحه المتوترة امامها خلف ستارة من الدموع ... لم تر نظراته وقد لانت فجأة بحنان متدفق.. ارتخت قبضته تدريجيا لتسحب يدها بانكسار وألم ... همس باسمها " مرام ..." لكنها قاطعته وهي تقف على قدميها تمسح دموعها وتقول " لا ... لا تقل شيئا آخر... اتوسل اليك ..." ثم تحركت مبتعدة لا تلوي على شيء بينما احمد يضع على عجالى مالا على الطاولة وهو يشتم.. *** كم مر من الوقت وهو يجلس في سيارته ويتصبب عرقا! كان يقبض على المقود بضراوة يقاوم جانبا متهورا يحثه على العودة الى داخل هذا المطعم الصغير حيث تجلس مرام هناك في احدى زواياه المعزولة ... تجلس بصحبة احمد! هذا الرجل يمسك كفها و.. يقبل باطنه! اخذ فراس يضرب بقوة على المقود وهو يقاوم المعاني المتدفقة لعقله تفسيرا لتلك الصورة... صورة ازدادت قساوة بتعابير مرام التي رسمت بوضوح احساسها بالضعف تجاه ذلك الرجل ... كزّ على اسنانه وهو يقول بصوت مسموع " حدسك انبأك يا فراس .. انبأك بأمر غير طبيعي يحدث بينهما ولكنك انكرته ... تصورت انها مجرد شكوك تحوم حول اي رجل في محيطها وان السبب يعود فقط لاحساسك بالحاجز الذي يبعدها عنك ... لم تكن تريد ان تصدق ان هذا الحاجز هو رجل متزوج ولديه طفل! هل هذا ما كان يؤرقك يا مرام؟! هل لجأت لي لتهربي منه؟! هل كان يلاحقك واخترت ان تبتعدي بالاقتران بغيره؟! " الشك .... آفة قذرة تنخر بنقاء السريرة .... لم يستطع الا ان يتساءل عن مدى علاقتها بأحمد.. منذ ان رآهما يخرجان سوية من باب الجامعة وتلك الآفة اخذت تشحذ همتها لتبدأ النخر.. شيء ما ربما لغة جسديهما جعلته يشعر ان امرا غير عادي يجمعهما ... في البداية لام نفسه على سوء ظنه عندما وجدها تركب سيارتها الخاصة وتنطلق بها لكن سرعان ما لاحظ ان احمد تبعها بسيارته ليلحق بهما هو الآخر .... مشاهدتهما يدخلان المطعم سوية كان طعنة له.. اما نظرات احمد لها فقد مزقته خصوصا مع هذه الاستكانة الانثوية التي ابدتها مرام نحوه ... لحق بهما وقلبه يهدر ... ويا ليته لم يفعل ! تطلع نحو باب المطعم وهو يفكر ببعض الذهول أنه لا يعرف كيف خرج من ذلك المكان ولا يعرف كيف يمكن لاحساسه المجروح الغاضب ان يحوله لكتلة عجز مثيرة للشفقة هكذا؟! مهنته علمته أن يهذّب طبائعه الانسانية العنيفة.. انه يؤمن بوجوب السيطرة على اشد الانفعالات قوة حتى يجيد التفكير والتصرف بحكمة.. يؤمن ان الحُلم ليس هبة بل هو غاية يصل اليها من يسعى نحوها بصدق ومثابرة ... ارتعش فراس وعيناه تلمحان باب المطعم يفتح.. خرجت مرام بخطوات متعثرة هاربة لتتوجه مباشرة نحو سيارتها وهي تطأطئ رأسها في تعابير يسيطر عليها الضياع! بضع ثوانٍ ولحق بها ظل احمد لكنه لم يتعدَ الخطوتين خارج بوابة المطعم ليتوقف وهو يتطلع اليها تركب سيارتها.. عيناه لا تفارقانها.. عيناه يلتمع فيهما الاصرار والتصميم.. *** طريق العودة كان ضبابيا تماما ... مشاعرها ما زالت تتقاذفها الامواج ... كيف يفترض ان تتصرف؟! كيف يمكنها ان تقاوم مشاعرها نحوه الان؟! لم تستطع ان تفعل ذلك في الظل فكيف تفعله وقد اصبحت في العلن؟! كيف وهو يطالبها بها بهذا الاصرار! كيف يمكنها مقاومة حصاره لها ... بل كيف يمكنها مقاومته هو شخصيا؟! امواج وامواج ... وهي تشعر انها تغرق أكثر وأكثر... كانت قد وصلت بيتها لكنها ركنت سيارتها على جانب الطريق بدلا من ان تدخلها للمرآب.. اسندت جبينها على مقود السيارة وهي تحاول التنفس بعمق ... انها تشعر بحالة من التشوش لم تشعر بمثلها سابقا في حياتها.. حتى عندما قبلها احمد في تلك الليلة لم يحدث لها هذا التشوش.. لماذا يحدث لها هذا؟! لماذا كلما ارادت ان تخطو للامام خطوة صحيحة يحدث ما يجعلها تتراجع لعشر خطوات! نقر على شباك المقعد المجاور لها اجفلها بقوة .. رفعت راسها ليطالعها وجه فراس عبر زجاج النافذة ... تجمدت حواسها وهي تنظر اليه ... كانت في حالة لا يمكنها فيها تحليل نظراته الغامضة ... جذبتها شفتاه وهما تتحركان ... ثم عبوسه الطفيف وهو ينقر على النافذة مرة اخرى فأدركت انه يطلب فتح قفل الباب ليركب بجانبها ... فتحت له القفل ليفتح هو الباب ويجلس بجانبها بكل هدوء .... عجزت عن القاء تحية كما شوشها أكثر انه لم يفعل ايضا ! مضت بضع لحظات من الصمت وهي تتمسك بالمقود وتنظر اليه بينما هو يتطلع للامام .... اخيرا سأل بهدوء " اين كنت؟ " ردت بارتجاف " في ... الجا..معة.." سأل بنفس الهدوء وهو يلتفت نحوها بتعابير غامضة " وهل اتيت من الجامعة مباشرة الى هنا؟" اتسعت عيناها وترقرقت بالدموع وهما تحدقان بعينيه اللتين كانتا يوما تنظران اليها بدفء ... لكنه لم يتنازل وظل ينظر اليها بانتظار اجابتها ... هزّت مرام رأسها بـ(لا) بينما دمعة صغيرة تهطل على خدها .... شاب نظراته الحزن وشيء من الألم وهو يقول " على الاقل انت صادقة في هذا.." رفعت يدها لتكتم شهقتها بظاهر اناملها ... قال بصراحة مشبعة بالألم " رأيتك تخرجين معه من بوابة الجامعة ... اعترف ان الفضول انتابني .." اسبل اهدابه وهو يهمس " فضول و..حدس .." ما زالت تكتم شهقاتها لكن دموعها تسيل مدرارا ... تقبضت يداه في حجره ليرفع نظراته بقوة ويركزها على يدها اليمنى التي تحاول ان تكتم بكائها دون نجاح يذكر ثم قال بعنف مكبوت " رايته كيف يقبل باطن يدك .. يدك التي خلت من خاتمي وكأنها تعطيه الضوء الاخضر ليفعل ما فعل!" كالملسوعة ابعدت يدها تخبئها بين طيات قميصها وهي تتمتم بيأس" انا ... اسفة .. اسفة .. كنت .. ساخبرك ... اليوم ..." هدر صوته " هل هو الحاجز الذي كنت تحاولين عبوره لتصلي الي ؟! " ثم اضاف بقساوة واتهام " ام كنت انا الحاجز الذي تحتمين خلفه هروبا منه ؟! " رفعت عينيها اليها لتقول بتوسل " فراس .. انا .." ضرب على حافة الباب بجانبه وهو يقول بعنف " متى بدأت علاقتك به ؟ " نفت بقوة " لا ... اقسم لك.. ليس لدي اي علاقة معه.. انه.. انه.. فقط .. يا الهي .. انا اتعذب .." قالت كلمتها الاخيرة وهي تشعر انها ستنهار تماما لكن فراس اصر قائلا " اخبريني مرام .. من حقي ان افهم ما كان يحصل من وراء ظهري مع خطيبتي .." ثم اضاف بتهكم " ام ربما يجب ان اقول خطيبتي السابقة؟! " هزّت راسها بألم ما بعده ألم ثم قالت ببكاء مرير " صدقني انا كنت مخلصة لك.. كنت احاول ان ابدأ حياة جديدة معك.." ازدادت دموعها وفقدت السيطرة على نفسها ... قالت بانهيار كامل " انت لا تفهم حقيقة الامر.." رقّ فراس قليلا لحالتها فقال " افهميني انت مرام بدلا من ان تتركيني للتكهن.. افهميني ماذا يحدث بينكما ؟!" اخذت الكلمات الحبيسة منذ سنوات تنطلق باسراف كما انطلقت دموعها .... قالت وكأنها تهذي " منذ سنوات تعلقت به.. كنت مراهقة.. لم يلاحظني حتى... ثم تزوج وسافر.." بكت بقوة وكأنها تندب مشاعرها الجريحة ثم عادت لهذيانها وهي تقول " انا لا افهم نفسي فراس .. لا افهم لم استمر تعلقي به وتحول لعاطفة من طرف واحد.. عاطفة في الظل لا يشعر بها احد سواي.." همس بمعاناة " ثم عاد.." لكنها لم تشعر بمعاناته لتكمل مأساتها " اجل ... عاد.. تصرفت بمنتهى الحمق امامه وفي عدة مواقف.." اغمضت عينيها وهي تهمس " كشفت نفسي وعريّت مشاعري! " زمّ فراس شفتيه قبل ان يقول بصرامة " فقررتِ استخدامي للتمويه؟! " التفتت اليه لتقول بصدق " لا .... اقسم لك.. كنت التجئ اليك فقط .. كنت احاول انقاذ نفسي .. وبدأت فعلا بالشعور نحوك بشيء رائع ... حتى..." ضاعت باقي الكلمات منها ليتكهنها فراس وهو يقول " حتى قرر هو ان يدخل بالصورة كعنصر فاعل بعد ان كان في الظل.." طأطأت راسها وهي تقول بتخاذل " انه يعاني مشاكل في زواجه ووجد بعاطفتي الحمقاء ضالته .." هتف فراس بوحشية " انه اناني .." لا شعوريا التفتت اليه بحدة لتقول بقوة " انه يتألم .." اتسعت عينا فراس بصدمة وهو يتطلع لوجهها الباكي اليائس والذي احتيا فجأة! قال بذهول " لا اصدق! لا اصدق أنك تدافعين عنه وتمنحينه الاعذار! ألهذه الدرجة تعشقينه ؟!" صدمة مرت على محياها لتتحول تدريجيا الى اليأس مرة اخرى! همست " ماذا افعل فراس؟! انا اوشك على الانهيار فعلا ... انه يريد الزواج مني ... ورغم كل الالم والخوف وكره الذات اجد نفسي .. اجد ... نفسي .." ارتجفت شفتاه وهو يقاطعها " سعيدة ؟!" هزّت رأسها بنعم لتنهار مرة اخرى في بكاء مرير وهي تحتضن المقود امامها وكأنها تستجدي فيه حضنا متفهما مواسيا! رفع فراس يده بتردد ليلامس رأسها المنحني واوشك ان يلمسه فعلا لكنه تراجع .. لقد احبها.. هو يعترف بذلك لكن ألمه لا يعادل جزءا ضئيلا مما يستشعره من ألمها هي ... لم يتصور ان هذه الفتاة الجميلة والمشعة حيوية تخفي كل هذه العاطفة اليائسة تجاه رجل بعيد عن منالها .. لا ... لم يعد بعيدا ... لقد اصبح قريبا ... قريبا جدا وبشكل خطر! من على بضعة امتار كان احمد يراقب خيالهما المتحركان في حدود السيارة الضيقة! الغيرة تنهش احشاءه بينما يحاول تحكيم عقله ومنطقه وهو يردد لنفسه " اهدأ احمد ... عليك ان تمنحها الوقت لتنهي علاقتها به ... " لكن عندما انهارت على مقود سيارتها ثم رأى يد فراس تمتد ليلامسها لا شعوريا مد هو يده لمقبض الباب حتى يخرج اليه لكنه تراجع مع تراجع فراس .... تنفس بعمق وهو يهمس بوحشية وعيناه تتطلعان لغريمه " اتركها ... انزل من السيارة قبل ان أفقد ما تبقى من تحكمي بنفسي لاتي اليك واجرك جرا.." هدأ بكاؤها لكنها لم ترفع نفسها لتواجهه.. قال فراس " انا ساتركك الان ... لكننا سنتحدث لاحقا.." لم ترد ... فاضاف وهو يمد يده لمقبض الباب " قد يكون ارتباطنا كخطيبين انتهى لكن انت ما زلت قريبتي واشعر بالمسؤولية نحوك .. ارتاحي قليلا ولا تفكري بشيء الان ..." وهكذا غادر فراس ليتوجه نحو سيارته فتنفس احمد الصعداء ... لكن لم يكن احمد المراقب الوحيد لهما ... فتاة تقارب الخامسة عشرة تراقب من خلف الستارة لتتركز عيناها على فراس وخداها محمران! *** رنة رسالة نصية على هاتفها شاركتها وحدتها في ليلتها الاطول والأكثر ارهاقا بسهادها.. مدت يدا لتلتقط هاتفها فطالعتها كلماته " نسيت ان اقول لك.. مبارك النجاح بتفوق..." ضحكت رغما عنها وقلبها يقطر سعادة وألما.. هو اول من هنأها! لا احد هنأها قبله ... فامها نسيت تماما نتيجة التخرج لتدخل معها في مناقشات محتدمة عن اسباب فسخ خطوبتها من فراس.. انفعلت عليها بشدة.. لاول مرة ترى امها بهذه الحالة وكأنها... وكأنها خاب املها فيها! حتى رهف اخذت تنظر اليها نظرات متهمة وحانقة.. وهكذا تركتهما لتعتزل في غرفتها ... رنة اخرى ورسالة جديدة ... استعذبت العذاب الذي تشعره وهي تقرأ رسالته الثانية " هل نمت يا مرامي بينما انا يجافيني النوم! " لا تعرف لِمَ كان لكلماته تاثير المخدر عليها! وجدت نفسها تميل براسها الى وسادتها وهي تحتضن الهاتف لتغمض عينيها وتغرق في نوم بلا احلام ..... *** صباح اليوم التالي ... رفعت نجاة سماعة الهاتف لتقول " نعم .." رد احمد " مرحبا نجاة .." صمتت للحظة قبل ان تقول برسمية " مرحبا احمد .." صمت ... صمت للحظات طويلة قبل ان يقول برقة " هل ستظلين على برودك معي؟ " تمكن من استفزازها فهتفت بحدة " انا باردة معك ؟! ام انت اخترت ان تبتعد عنا جميعا بهذه الطريقة القاسية ؟! ماذا فعلنا لك " رد بمشاكسة عذبة " انا لم ابتعد .. انا اراك كل يوم .." ردت بغيظ " آآآ صحيح .. كل يوم تحضر لي ايمن لاعتني به .." لم يقاوم ان يشاكسها أكثر وهو يقول مدعيا الجدية " اذا كان يضايقك ايمن فانا.." قاطعته بحدة وصرامة وهي تقول " كلمة اخرى يا ولد وسآتي اليك اينما كنت لاضربك على مؤخرتك كما كنت افعل وانت طفل صغير!" ضحك احمد من قلبه ثم قال بحنان " هل تعلمين كم احبك نجاة ..." تنهدت باستسلام وقالت بعاطفة " انت الذي لا يعلم مقدار حبي له .." همس بصدق " انا آسف نجاة .. آسف .. انا .. أمر بالكثير واحتاج ان انظم حياتي من جديد .." ردت بحنانها المتدفق " لماذا لا تدعني اساعدك ... مرام ا.." قاطعها قائلا " اتوسل اليك فقط دعيني اتصرف بمفردي .." تنهيدة طويلة منها اشعرته بالذنب فاضاف برقة " اعدك ان اهرع اليك إذا عجزت ... هل يرضيك هذا ؟" ردت بغير اقتناع " حسنا .." تنحنح قبل ان يقول " نجاة انا اعلم انك مشغولة بعرس حسين ولكني احتاج منك معروفا .." قالت بلهفة " اطلب صغيري ... انت ولدي ايضا.." ابتسم احمد وهو يقول " حسنا .. هل تذكرين السيدة زينب؟ المرأة التي احضرت ايمن معها.." ردت نجاة " آآ نعم .. ما بها ؟" قال احمد " انت تعرفين انها جاءت لزيارة ولديها هنا وستعود لزوجها بعد يومين ..." صمت قليلا ثم اضاف بحرج " اريد ان ندعوها للعشاء الليلة إن امكن .. انها امرأة طيبة وانا اقدّرها كثيرا هي وزوجها.. صحيح انها فضولية وتحاول حشر انفها في كل شيء لكنها تفعل ذلك بحسن نية.." ضحكت نجاة ثم قالت " حسنا حبيبي ... اعطني رقم هاتفها وانا ساتصل بها.. ولا تقلق أستطيع التعامل مع (حشريتها)" ضحك احمد ايضا ثم سأل " ألن يكون تعبا عليك ؟" ردت نجاة " لا تعب ابدا ... انها مجرد شخص واحد اضيفه للعشاء..." تنهد احمد براحة ثم قال " شكرا لك.." سارعت نجاة لتقول بحزم " حسنا اذن.. اليوم ستبقى عندنا حتى نهاية الليل ولن تأخذ ايمن وتهرب كالعادة.." رد بانكار " انا لا اهرب من احد .." لكنها اصرت قائلة " انت تهرب من كريم فلا تحاول ادعاء العكس .." تنهد ولم يقل شيئا فقالت نجاة بحنان " كريم يحبك احمد .. انه يخاف عليك .." رد " اعلم هذا نجاة.. لكني قلت لك .. لست في حالة عادية ... اشعر بالحاجة للتركيز على امور حياتي ... اشعر اني اركض اميالا واميال لانال ما اريد .." صمتت للحظة قبل ان تضيف " لن اضغط عليك أكثر .. لكن انت تعرف .. سأكون في صفك دوما .." ابتسم وهو يقول " اعرف هذا .. اعرفه عن يقين .. انك نقطة الارتكاز الاساسية في حياتي يا نجاة ... " ابتهج قلب نجاة وخنقها التاثر فقالت بتحشرج " حسنا صغيري .. اعطني رقم هاتف المرأة قبل ان اغرقك بموجة عاطفية هادرة قد تغرقك في النهاية .." ... *** في الليل ... بعد العشاء جلست نجاة جوار السيدة زينب لاحتساء القهوة بينما جلس احمد مع كريم وحسين ... واعتذرت منى لانها مصابة بصداع! قالت السيدة زينب وهي تنظر نحو حسين " ابنك وسيم يشبه والده كثيرا ... مؤكد عروسه محظوظة به ..." ابتسمت نجاة وهي تقول " شكرا لك ... عروسه جميلة جدا وهو محظوظ بها ايضا ..." استغربت نجاة شرود نظرات السيدة زينب نحو احمد وهي تقول " فليتمم لهما الله الزواج على خير وبركة ..." ردت نجاة وهي تتابع نظرات السيدة زينب التي ما زالت مستقرة على احمد ! قالت السيدة زينب فجأة " انا وزوجي نقدر احمد جدا ونعتبره كابن لنا .." قالت نجاة ببعض التوجس من نبرة صوتها الغامضة " شكرا لك .. هذا من لطفكما .." التفتت السيدة زينب نحو نجاة اخيرا لتقول بحماسة " لا صدقيني ليس مجاملة ... احمد رجل رائع ولطيف المعشر .." صمتت ثم اضافت بتردد " ربما زوجته لا تحب الاختلاط بنا كثيرا ولكنها ... اقصد .. ربما السبب انها لم تستطع التعود على الغربة .. انها تشتاق لامها كثيرا.." لا تعرف نجاة لمَ شعرت ان هذه السيدة ستتطرق لامر ما ... امر لن يعجبها ابدا.. لكنها سايرتها في الكلام وهي تقول بهدوء مصطنع " حسبما اعلم ان امها تحضر لزيارتها كل فترة .." ردت السيدة زينب وعيناها تحكيان المزيد " نعم هذا صحيح .. انت تعلمين ان امها تعيش مع اخيها الذي يعيش في بلد آخر وهي تحاول زيارتها كلما استطاعت لكنها .. تشعر بالوحدة .." ضيقت نجاة عينيها وهي تتساءل بريبة " ماذا تقصدين انها تشعر بالوحدة ؟! اشعر انك تسعين لقول شيء ما .." تلعثمت السيدة زينب واحمر وجهها قليلا لتقول بتعثر " حسنا .. انا .." تطلعت نحو نجاة تطلب التفهم ثم اكملت " ساكون صريحة معك ولو ان زوجي حذرني بشدة من التدخل في هذا الامر ..." اجبرت نجاة نفسها على الابتسام لتشجعها وهي تقول بمزاح غير حقيقي " هذا ما يقوله زوجي لي طوال الوقت وانا لا ارتدع !" استرخت السيدة زينب وضحكت بخفة وهي تقول " انا فعلا ارتحت لك وبعدما عرفت اهميتك ومكانتك عند احمد اعتقد انك تهتمين لمصلحته .." ابتلعت نجاة ريقها ثم قالت " مؤكد .. انه ابني قبل ان يكون اخي .." عاد الارتباك ليعلو ملامح السيدة زينب وهي تقول بتردد واضح " حسنا .." ثم اضافت " هل لاحظت ان علاقته مع سهام ليست ... جيدة؟" تطلعت نجاة لوجه المرأة الاكبر سنا ... لقد مر عليها كثير من النساء الفضوليات ولكن هذه تبدو في القمة ! هي تستطيع ايقافها بسهولة لكنها تريد ان تفهم ما الذي يدفعها لفتح موضوع خاص كهذا ... وهكذا ردت نجاة بغموض " نعم ... الى حد ما.." قالت السيدة زينب بانفعال وتأكيد " حسنا .. انها سيئة جدا .. جدا .." ارتفع حاجبا نجاة من انفعالها فقالت السيدة زينب بلهجة معتذرة مرتبكة " لا تستغربي .. واعذري حشريتي ... انا لم اتجرأ وافتح الموضوع لولا اهميته .. سهام ما زالت صغيرة لتعرف التصرف الصحيح في هذه المواقف ..." لم تنطق نجاة بكلمة فاكملت السيدة زينب باضطراب " انا .. حسنا ... هل تعلمين الاسباب ... سهام اخبرتني ... فهل ... اقصد هل اخبرك احمد بـ.. مرضه ؟! " تجمدت نجاة وهي تهمس " مرضه ؟!" قالت السيدة زينب وقد لاح عليها بعض الندم " يا الهي ... انت لا تعرفين ؟" ازاح الهلع تعابير الجمود عن ملامح نجاة لتقول بارتجاف " احمد مريض ؟!" سارعت السيدة زينب لتهدأتها وهي تقول بندم مستفيض " لا ترتعبي هكذا ارجوك انا اسفة اني ارعبتك هكذا ! لم اكن اقصد ... انه ليس مرضا خطيرا .. انه فقط .. ربما نفسي فقط .." قالت نجاة بحدة رغما عنها " سيدة زينب ارجوك كوني واضحة واخبريني بكلام محدد .." عضت السيدة نجاة على شفتها السفلى ثم قالت بحرج شديد " انا اسفة لما ساقوله لكن غايتي ان تقنعي احمد بالذهاب للطبيب حتى ينقذ زواجه ..." اطبقت نجاة فكيها بشدة فشعرت السيدة زينب اي ورطة ورطت بها نفسها بتدخلها الاحمق في الامر .. لكن لا مجال للتراجع الان ... قالت همسا وهي تتحاشى النظر لعيني نجاة " احمد يعاني.. من .. البرود... العاطفي !" شهقت نجاة بعنف " ماذا ؟!" عادت السيدة زينب لتعض على شفتها وهي تقول بصوت منخفض " اجل ... انا ايضا صدمت ... سبحان الله ... هذا الشاب الرجولي الرائع يعاني من مشكلة كهذه !" اوشكت نجاة ان تسحق اسنانها من شدة غضبها قالت اخيرا وهي تحاول ان لاترفع صوتها " هل سهام من اخبرك بهذا ؟!" هزّت السيدة زينب راسها وهي تقول " اجل ... المسكينة ما ان فتحت معها موضوع انجاب طفل آخر حتى اجهشت بالبكاء واخبرتني بكل شيء.. انها زوجة مخلصة لانها لم تخبر احدا بسر زوجها حتى امها لم تخبرها! " كتمت نجاة موجة عاتية من غضب لم تشعر به سابقا في حياتها... بينما اكملت السيدة زينب لتبرر نفسها " انا يحز في نفسي هذا الامر واريد السعادة لكليهما ولابنهما الرائع ايمن ... ارجوك عزيزتي لا تفهميني خطأ ... انا فعلا احبهم ..." بتصميم مرعب لاح على وجه نجاة قالت بهدوء غريب " حسنا سيدة زينب ... دعيني اخبرك نفس القصة ولكن بادوار مختلفة !" *** لم تكف نجاة عن التحرك ذهابا وايابا في حديقة البيت تحت جنح الظلام بينما كريم يراقب خطواتها بصمت عاجزا عن تهدئتها ! كان ما زال مصدوما هو الآخر مما اخبرته به نجاة ما ان غادرت ضيفتهم مع احمد وابنه .... الضيفة غادرت بوجه محمر وهي تنكس راسها بطريقة غريبة ! وكأنها تخجل ان تنظر اليهم .... لكن ما ان اعلم كريم بالحوار الذي جرى بين السيدة زينب وزوجته حتى ادرك ان اسوأ طباع زوجته على وشك الانفجار .... قال في محاولة جديدة لتهدئتها " اهدئي نجاة ... يكفي الصدمة والاحراج اللذين سببتهما للمرأة ..." التفتت اليه نجاة لتقول باستهجان " صدمة واحراج ؟! اوشكت ان اقتلع شعري من منابته من شدة غيظي وغضبي!" قال كريم بهدوء " نجاة .. دعينا نهدأ قليلا ... واياك ان تخبري احمد ..يكفي انك اخبرت السيدة زينب بامور خاصة دون ان تستأذنيه اولا ..." اتسعت عينا نجاة وهي تقول بهياج " استأذنه ؟! كيف استأذنه ومتى ؟! واعتقد ما اخبرتها به تلك الحقيرة سهام كان ابشع بكثير من الحقيقة التي يحاول احمد اخفاءها عن الجميع ... " تقدم كريم نحوها وقال بثبات " نجاة ... الموضوع بدأ يتسع وبطريقة لا تعجبني ..." رفعت نجاة ذقنها عاليا وهي تواجهه قائلة بتصميم " كريم واجه الامر ... احمد ابتلي بزوجة لا اجد وصفا قميئا يليق بها .. ومن سوء حظه هناك ايمن بينهما وتلك السافلة تجيد التلاعب بهذه الورقة لتبقي على اخي الاحمق مربوطا بزواجه منها ..." عقد كريم حاجبيه وهو يقول بتوجس " ماذا تنوين ان تفعلي بالضبط ؟" قالت دون تراجع " سافعل ما يستوجب فعله .." التمعت عينا كريم ثم قال" هل سنعود لموضوع مرام ؟!" ردت نجاة بانفعال " اجل سنعود اليه ... فكر كما تشاء واتهمني اني انانية او اي شيء من هذا القبيل ... لكني لست انانية ولست بلا قلب لاورط فتاة اعتبرها كابنتي منى... احمد سيسعد مرام .. انا في قرارة نفسي اؤمن بهذا ... اما تلك الكارثة التي تسمى سهام فسيجد طريقة للتخلص منها دون ان يخسر ابنه ... واياك ان تقول يجب التروي ... احمد يموت تدريجيا دون ان يشعر بمأساته احد ... هو نفسه لم يكن يشعر بمدى عقم اكتفائه بإبنه حتى دخلت مرام حياته .. الم تلاحظ عودة تلك اللمعة المحببة لعينيه الجميليتين ؟! " لم يرد كريم بشيء بينما غرق بافكاره وهو يتطلع لوجه زوجته المنفعل ... قالت نجاة بحاجبين معقودين " لمَ لا تقول شيئا يا كريم ؟!" رد بهدوء قدر الامكان " الامر بالغ التعقيد يا نجاة وانت تحاولين جهدك تبسيطه ! الامور لا تحل هكذا .." اثار حنقها برده فقالت بغيظ " انا لست غبية ! قد اكون عاطفية واميل للبساطة .. لكني على الاقل افكر بحلول منطقية ... " اضافت وهي تتطلع اليه " هل تتخيل كيف ستكون ردة فعل احمد عندما اخبره بما قالته لي السيدة زينب ؟!" حذرها كريم قائلا " لا تشحنيه أكثر ... ارجوك نجاة كوني أكثر تعقلا .. " تنهدت نجاة باحباط وهي تدير راسها جانبا ... اشفق على حالتها وهو يدركها تماما لانه يشعر بالمثل .. مد يده ليمسك ذقنها ويدير وجهها باتجاهه ثم قال بلطف " انا مضطر ان اعترف بحق احمد في الاقتران بفتاة جيدة كمرام .." رفعت نظراتها اليها بعد ان كانت تسبل اهدابها فاضاف كريم " لكن ..." صمت للحظة ثم اكمل " علينا ان نضمن حقوقها .. علينا ان نحميها .." اعترضت نجاة قائلة " نحميها من اي شيء ؟!" قال كريم وهو يلامس ذقنها بابهامه " نحميها من مشاعر احمد التي تفجرت فجأة كبركان خامد .." ابتسمت نجاة وقالت بمزاح " قد يعجبها الامر .." هزّ كريم راسه وهو يقول مؤنبا " نجاة ! انا اتكلم جديا .." اكتفت نجاة بأن همست " حسنا .." ابعد كريم يده عن وجهها وقال بتفكير " احمد الان في حالة غريبة ربما هو نفسه لا يفهمها ... " تدفق الحنان من كلمات نجاة وهي تقول " انه محروم يا كريم .. محروم ووجد في مرام ضالته .. نظرتي فيها لم تخيب .. انها تناسبه تماما " رفع كريم كلتا يديه ليقول " رويدا رويدا نجاة ... فقط لا تشجعيه أكثر ... علينا ان نتصرف بحكمة حتى نمنعه من التهور ... الفتاة تبدو هائمة به وهذا ليس جيدا .." قالت نجاة بعدم فهم " كيف ليس جيدا ؟! انه المطلوب بالضبط .." رد كريم وهو يرفع حاجبيه " حقا ؟! وماذا عن احمد ؟! هل تجزمين انه هائم بها ايضا ؟!" فتحت فمها لتتكلم لكنها ... لم تنطق ولا بحرف ! اخذت تنظر لعيني زوجها وكأنها تلومه وبنفس الوقت تعترف بوجهة نظره ..... قال بحنان " كنت اعرف انك عند الضرورة تواجهين الحقائق .." لكنها قالت " انا متأكدة انه يميل اليها ..انه .." قاطعها قائلا " يجد فيها حلم الماضي الذي سيفرضه على حاضره .." عبست نجاة باصرار وهي تقول بتشبث " سيعشقها ..." ادخل كريم كلتيّ يديه في جيبي سرواله لتشرد نظراته في ظلام الليل وهو يقول " ربما .. بل اتمنى من كل قلبي .. من اجلها ومن اجله هو ايضا ...." *** انتهى الجزء الاول من الفصل التاسع التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 08-07-22 الساعة 12:24 PM | ||||||||
|
| |
|
12-07-12, 10:15 PM
| #2327 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| يتبع .... في جزء ثاني ... الليلة او غدا ان شاء الله .. اعذروني ولكني لم اكمل تنقيحه سيكون جزء ثاني طويل ايضا ومهم قراءة ممتعة وانتظر تعليقاتكم التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 08-07-22 الساعة 12:20 PM | ||||||||
|
| |
|
12-07-12, 10:21 PM
| #2329 | ||||||||||
| نجم روايتي وقنبلة في المعلومات 
| مش مصدقة عيونى أخييييييييييييييييييييييي يييييييييييييرا كاردى رجعت واااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااو النهاردة عييييييييييييييييد اكيييييييييييييييييييييد ههههههههههههههههههههههههه ههههههههه | ||||||||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
683Likes
.png)
.png)
.png)
العرض العادي
