آخر 10 مشاركات
في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          نوح القلوب *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          *** شكرا لكم أيها الحمقى !!!! *** .... (الكاتـب : حكواتي - )           »          متى تحضني عيونك اذا هذي العيون اوطان ؟ , متميزة"مكتملة" (الكاتـب : توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ - )           »          337 - لورا و الأمير - ليز فيلدينج ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          وشاح من دخان-قلوب شرقية(79)-حصرياً- للكاتبة:داليا الكومي{مميزة}-(مكتملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-12, 12:00 PM   #51

شفاء عبدالقادر

? العضوٌ??? » 231904
?  التسِجيلٌ » Mar 2012
? مشَارَ?اتْي » 215
?  مُ?إني » مدنية اربد _ الاردن
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » شفاء عبدالقادر has a reputation beyond reputeشفاء عبدالقادر has a reputation beyond reputeشفاء عبدالقادر has a reputation beyond reputeشفاء عبدالقادر has a reputation beyond reputeشفاء عبدالقادر has a reputation beyond reputeشفاء عبدالقادر has a reputation beyond reputeشفاء عبدالقادر has a reputation beyond reputeشفاء عبدالقادر has a reputation beyond reputeشفاء عبدالقادر has a reputation beyond reputeشفاء عبدالقادر has a reputation beyond reputeشفاء عبدالقادر has a reputation beyond repute
افتراضي


ساقرا الفصل واضع ردي في وقت لاحق ان شاء الله....
وكل عام وانتي بخير عزيزتي اسراء...


شفاء عبدالقادر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-08-12, 03:24 PM   #52

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

مشكورة إسراء على الفصل الرائع و كل عام و أنت بألف خير ...



سمر ... إذن سعدتى لأن هيثم عاد لك مبدياً حبه و ندمه لأنه خضع لوالده و تركك و لكنك تنسين أن الوضع مازال كما هو و أنه من الممكن بأى لحظة والد هيثم يعلم بعودتك لحياته "إذا قررتى العودة له لأنى أراكِ كأنك كنت تنتظرين هذه الفرصة" و يعيد تهديده لهيثم و حينها من تركك سابقاً سيعيد تركك ... من باع فى الأول أصبح من السهل عليه البيع فى الآخر ...



غادة ... لؤى معه حق لازم تفكرى جيداً و تحددى مشاعرك تماماً ... هو يستحق أن يكون الأوحد فى حياتك و أنت أتوقع أنك أخيراً أدركتى أن سعادتك معه هو فقط ...



إسراء متابعاكى و شكراً لك


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
رد مع اقتباس
قديم 19-08-12, 06:54 PM   #53

إنجى خالد أحمد

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية إنجى خالد أحمد

? العضوٌ??? » 156140
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,041
?  مُ?إني » مصر ..
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » إنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم اسراء ..
فصل رائع والله -بلا اى مجاملة- ..
التطورات حدثت بالفعل !!!!
سأخبرك بما أحس به الآن ..
لؤى هو أكثر من أثّر فىّ حقا ..
وصفك عندما فتحت والدة غادة نور الحجرة لتجدهما جالسين كالتمثالين كان فعلا رائعا ..
و ردة فعله كانت غريبة ، إلا أنه فعلا وعدها ألا يغضب ..
فبدلا من أن يصب غضبه عليها ، صبه على نفسه !!
يا إلهى أحببته حقا ..
غادة .. إنها نست بالتأكيد عدى ، و لكن شعورها بأنها لا ترغب فى خداع لؤى هو ما دفعها لما فعلته ، سأخبرك بشىء .. كان يجب أن تخبره طالما هى لن تشعر بالراحة سوى بذلك ..
مؤكد رغم كل شىء .. هى مرتاحة !
خاصة أنها شعرت بالحب الحقيقى ناحيته ..
سمر و هيثم ، أرجح أن قصة حبهما ليست حقيقية !!!
أجل ليست حقيقية يا إسراء .. سمر فتاة جامعية ، كان يجب أن تركز فى دراستها بدلا من اللهو و السعى خلف حب مؤكد لن يفيد بشىء !!
هى سارت خلف وهم و هو كذلك ..
مؤكد أن هذا الحب يجب أن يكون مصيره الرفض من الوالد ..
الاثنان أمامهما مستقبل يجب أن يمضيا فيه ..
و هذا الحب أظن أنه مجرد قضاء وقت حلو فقط و ليس أكثر ..
أى لا يمكن أن يبنى عليه حياة كاملة ..
عدى يستحقها أكثر و لكن مقابلاتهما و حبهما لا يكون الآن ..
يكون بعد سنة !!
هى تكون اعتدلت فى دراستها ، و هو فقد كل إنش فى قصة حبه لغادة ..
و المكالمة التليفونية التى تمت كانت ستساعد فى هذا الأمر ..
عدى إنسان معتدل عقليا و نفسيا و ليس صغيرا كهيثم ..
و سمر تحتاج واحد يعدّل من مزاجها الهوائى .. و ليس واحد يشاركها فيه !!!
هذا ما شعرت به أثناء القراءة ..
استمتعت فعلا بالقراءة فى روايتك ..
و سأنتظرك دائما إن شاء الله ..
من أختك الصغيرة سكارليت أوهارا ..


إنجى خالد أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-12, 04:17 PM   #54

اسراء عبد الوهاب

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسراء عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 121004
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » اسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مشاهدة المشاركة
مشكورة إسراء على الفصل الرائع و كل عام و أنت بألف خير ...



سمر ... إذن سعدتى لأن هيثم عاد لك مبدياً حبه و ندمه لأنه خضع لوالده و تركك و لكنك تنسين أن الوضع مازال كما هو و أنه من الممكن بأى لحظة والد هيثم يعلم بعودتك لحياته "إذا قررتى العودة له لأنى أراكِ كأنك كنت تنتظرين هذه الفرصة" و يعيد تهديده لهيثم و حينها من تركك سابقاً سيعيد تركك ... من باع فى الأول أصبح من السهل عليه البيع فى الآخر ...



غادة ... لؤى معه حق لازم تفكرى جيداً و تحددى مشاعرك تماماً ... هو يستحق أن يكون الأوحد فى حياتك و أنت أتوقع أنك أخيراً أدركتى أن سعادتك معه هو فقط ...



إسراء متابعاكى و شكراً لك
تسلميلي هبة على المرور
اتمنى أن تستمر متابعتك .. واحدة من اثنتان يتابعانني
وأتمنى أن أكون فعلا عند حسن الظن .. اذ بدأت أفقد ثقتي حق
لن استغنى عنك

ربنا يوفقك يا حبيبتي في دراستك .. متنسيناش بقى
دمتي
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة scarlet o'hara مشاهدة المشاركة
السلام عليكم اسراء ..
فصل رائع والله -بلا اى مجاملة- ..
التطورات حدثت بالفعل !!!!
سأخبرك بما أحس به الآن ..
لؤى هو أكثر من أثّر فىّ حقا ..
وصفك عندما فتحت والدة غادة نور الحجرة لتجدهما جالسين كالتمثالين كان فعلا رائعا ..
و ردة فعله كانت غريبة ، إلا أنه فعلا وعدها ألا يغضب ..
فبدلا من أن يصب غضبه عليها ، صبه على نفسه !!
يا إلهى أحببته حقا ..
غادة .. إنها نست بالتأكيد عدى ، و لكن شعورها بأنها لا ترغب فى خداع لؤى هو ما دفعها لما فعلته ، سأخبرك بشىء .. كان يجب أن تخبره طالما هى لن تشعر بالراحة سوى بذلك ..
مؤكد رغم كل شىء .. هى مرتاحة !
خاصة أنها شعرت بالحب الحقيقى ناحيته ..
سمر و هيثم ، أرجح أن قصة حبهما ليست حقيقية !!!
أجل ليست حقيقية يا إسراء .. سمر فتاة جامعية ، كان يجب أن تركز فى دراستها بدلا من اللهو و السعى خلف حب مؤكد لن يفيد بشىء !!
هى سارت خلف وهم و هو كذلك ..
مؤكد أن هذا الحب يجب أن يكون مصيره الرفض من الوالد ..
الاثنان أمامهما مستقبل يجب أن يمضيا فيه ..
و هذا الحب أظن أنه مجرد قضاء وقت حلو فقط و ليس أكثر ..
أى لا يمكن أن يبنى عليه حياة كاملة ..
عدى يستحقها أكثر و لكن مقابلاتهما و حبهما لا يكون الآن ..
يكون بعد سنة !!
هى تكون اعتدلت فى دراستها ، و هو فقد كل إنش فى قصة حبه لغادة ..
و المكالمة التليفونية التى تمت كانت ستساعد فى هذا الأمر ..
عدى إنسان معتدل عقليا و نفسيا و ليس صغيرا كهيثم ..
و سمر تحتاج واحد يعدّل من مزاجها الهوائى .. و ليس واحد يشاركها فيه !!!
هذا ما شعرت به أثناء القراءة ..
استمتعت فعلا بالقراءة فى روايتك ..
و سأنتظرك دائما إن شاء الله ..
من أختك الصغيرة سكارليت أوهارا ..
حبيبتي سكارلت .. بالطبع تعلمين أنني لا أكتب هذه الرواية إلا بدفعك لي صراحة
فقد اصبحت كسولة للغاية في الأيام الاخيرة
شكرا على متابعتك المستمرة
اتمنى ألا تملي من روايتي في يوم ما وتتركيها بلا متابعين
محبطة أنا ..

دمتي عزيزتي


اسراء عبد الوهاب غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي : قلب تحت سطوة مختل
https://www.rewity.com/vb/t217088-4.html#post7667097




رد مع اقتباس
قديم 04-09-12, 04:25 PM   #55

اسراء عبد الوهاب

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسراء عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 121004
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » اسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond repute
افتراضي



اسراء عبد الوهاب غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي : قلب تحت سطوة مختل
https://www.rewity.com/vb/t217088-4.html#post7667097




رد مع اقتباس
قديم 04-09-12, 04:27 PM   #56

اسراء عبد الوهاب

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسراء عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 121004
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » اسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل السابع


انقضت نصف ساعة وسمر تكتب ما قاله هيثم ،، كل كلمة قالها .. أدركت أنها لا بد أن تنظر للأمر من ناحية العقل والمنطق أولا قبل أن تعيد إحياء حبها القديم الراقد تحت ركام زاوية من قلبها ،، أرادت أن تكون متأكدة تماما من أنها لن تندم على القرار الذي ستتخذه .. حاولت بقدر الإمكان أن تتذكر كل ما قاله وتنقب عن إجابات لأسئلة لم تجد لها حلا في السابق ،،ومع انتهائها وجدت جميع الإجابات المطلوبة ،، لكن ذلك لم يمنع ظهور مزيد من التساؤلات في ذهنها .. إن كان والده قد قرر أنه لن يأتي إلى هنا حتى بالأجازات فلماذا هو هنا الآن ،، ولماذا اتصل بي إن كان والده يعارض بهذا القدر ،، ولماذا اتصل الآن تحديدا .. دمدمت "لابد لنا من محادثة أخرى" أغلقت مذكرتها وقفت تستند إلى النافذة تراقب ضوء الشمس وانعكاساته على الماء ،، كان الشارع أمام المنزل هادئا خاليا من السيارات عدا سيارة أو اثنين يمران من حين لآخر ،، بالاضافة إلى بعض المارة وقليل يمارسون الرياضة ،، استمرت بمراقبة الطريق حتى رأت غادة وأختها ورجل آخر يعبرون الطريق ،، وضعو أمتعة داخل سيارة انطلقو بها بعد أن ركبو .. لم يكن شيئا ملفتا ،، ليس لأحد سواها، مرور غادة من أمامها ذكرها بذلك العدي ،، كما ذكرها بأنها رأته معها في مكان ما في يوما ما ،،مما جعلها تتساءل عن صدق ما قاله عدي عندما اتصل .. وعن مدى صحة انطباعها وصحة قرارها عندما اتصلت به البارحة ،، ظلت تفكر بهذا الشأن حتى أحست بالضيق ،، التقطت هاتفها وهاتفت أبرار ،، لم ترد فألحت بالطلب رغم أنها تعلم أنه وقت غير مناسب لكنها لم تكف حتى ردت عليها في المرة السابعة بصوت مكتوم "ماذا تريدين؟" ضحكة انتصار غريبة احتلت وجه سمر وهي تقول "أريد كيلو من الحليب وحبتين شوكولاتة و.." ردت أبرار وهي شبه نائمة "مضحك جدا .. انه خطئي لأنني رددت عليك" ضحكت سمر ثم قالت "أريد أن أحدثك عن أمر ،،" قاطعتها "ليس الآن اتصلي عندما استيقظ" تظاهرت سمر بالغضب وأخذت تتأفأف وهي تقول "ألا أستطيع أن أجدك عندما أحتاجك" أكملت أبرار كأنها لم تسمع "ستجدينني عندما استيقظ ،، سلااااام" وأغلقت دون كلام تاركة سمر تقهقه في غرفتها ،، ثم أكملت كأنها تصر على موقفها وأرسلت لها رسالة "لقد اتصل بي هيثم البارحة ،، ولن أخبرك أي شيء ،،" وكما توقعت دقيقة واحدة بل أقل ووجدتها تتصل ،، انتظرت طويلا كي تزيد من غليان صديقتها ثم ردت فسمعت صراخا صم أذنها "اياك أن تقولي أنك رددت عليه!! ،، هل رددت؟ ها! ،، هل تحدثت معه؟ .. أعلم أنك حمقاء بالقدر الكاف لتردي عليه .. كم الساعة الآن؟" نظرت سمر إلى الساعة وقبل أن ترد سمعت أبرار تقول "السابعة والنصف ،، يا إلهي ،، ألا تجيدين اختيار وقت مناسب للاتصال؟!! ،، سأكون عندك عند .. عند العاشرة" كانت سمر تستمع دون تركيز لأنها تعلم بهستيرية صديقتها ،، لم ترد أن يكون انفجارها هذا في المنزل حتى لا تسمع والدتها بالأمر .. بينما أكملت أبرار "طار النوم من عيني سامحك الله ،، اوووف" انتظرت قليلا ثم قالت "أخبريني الآن ،، لا أطيق الانتظار" تمهلت سمر ثم قالت "إنه شأن يطول شرحه .. سأروي لك كل شيء عندما تأتين إلى هنا ،، إلى اللقاء" وأغلقت قبل أن تسمع المزيد من اللوم .. لكن كلمات أبرار أزاحت ضحكات صديقتها جانبا ،، هل فعلت الصواب ،، هل كان تصرفها صحيحا عندما ردت على هيثم ،، وهل كان قرارا صحيحا عندما اتصلت بذلك العدي ،، استعادت شريط حياتها قبل يومين ،، كانت تعيش حالة أشبه بالاستقرار ،، نسيت الماضي وتجاهلت ذلك العدي ،، لماذا اتصلت به، بدأ يضيق صدرها الآن بسببه ،، خاصة بعد أن ازداد شكها بصدقه ،، فعلا هي لم تقتنع به من البداية معتمدة على حدسها ،، لكن الآن أصبح هناك دافع أكبر من مجرد حدس ،، دمدمت 'يالي من حمقاء!!' ،، اندست تحت الغطاء وأغمضت عينيها ،، لم تدرك أنها 'نعسانة' حتى وضعت رأسها على الوسادة ،، دقيقتان وغاصت في النوم متناسية موعدها مع أبرار ..
********
كانت غادة تمر بحالة ارهاق تام ،، حتى النوم لم يكن يوقف عقلها عن التفكير ،، كثيرا ما كانت تلوم نفسها على ما حدث ،، استغرق الطريق ما يقارب الثلاث ساعات وغادة ملقية برأسها على نافذة السيارة كالمغشي عليها لا تستطيع الحركة لكن حواسها ظلت متيقظة تسمع وتشعر بكل ما يدور حولها دون أن تميز ،، حتى وصلو ايقظتها نسمة وحاولت 'جرها' إلى غرفة 'بالشاليه' وأجبرتها على انتزاع طرحتها ثم تركتها لتنام ..
خرجت نسمة ترثو حالة أختها دون كلام ،، كم أشفقت عليها .. أما غادة لم تستطع أن تغيب عن الوعي كما في السيارة بل ظلت ممدة على السرير تحاول أن تتوقف عن التفكير كما فعلت صباحا دون جدوى وعندما ملت السرير قامت تتجول بالغرفة ،، ناظرت الساعة طويلا حتى استوعب عقلها أنها قاربت الثانية عشر ونسيت بمجرد أن أبعدت عينيها عنها ،، ارتدت حجابها وخرجت لتجد نسمة ترتب الطعام بالثلاجة ،، تنبهت نسمه لوجودها فقالت "استيقظت أخيرا" غمغمت تقول "أظن ذلك!!" ثم تثائبت مطولا ما يقارب أربع مرات متتالية والقت بوزنها على أقرب كرسي، ومع أن نسمة انتظرت منها مساعدة لكنها لم تقو على الحركة، أتمت نسمة تفريغ حقيبة الطعام ثم أخرجت ورقة وقلم وكتبت ما يحتاجونه ،، قالت لأختها "هيا ،، سنذهب إلى السوبر ماركت" لم ترد غادة بل حاولت أن تقوم فعلا وتعجبت من نجاحها بذلك ،، هندمت ملابسها وحجابها وانتظرت أختها ..
********
أما أبرار فقد كانت ممددة بجوار صديقتها على السرير بعد أن حكت لها سمر كل ما يتعلق بهيثم ،، لكنها أخفت عليها أمر عدي كليا ولم تعلم لماذا، فقط احساس داخلها أخبرها أنه لا يجب أن يعلم أحد بأمر عدي ..
بالطبع لم تستطع أبرار أن تغادر المنزل قبيل العاشرة فاضطرت للكذب متحججة بذهابها إلى المكتبة ،، ظلت أبرار تفكر في أمر هيثم وتقلبه يمينا ويسارا لتراه من كافة الزوايا ،، كانت الفتاتان تغطان في صمت عميق، التفتت أبرار تحدث صديقتها لكن سمر كانت تدعي النوم ،، فظلت تهمس لها "سمر ،، سمر" دون جدوى تركتها وعادت للاسترخاء تتعجب من ثقل نومها خاصة مع أنها في حالة يفترض أن تنسى معها طعم النوم الهانئ ،، انفلتت منها ضحكة عندماتذكرت كيف تسللت إلى المنزل عندما لم تتلق أي إجابة من سمر ،، استخدمت نسخة المفتاح الاحتياطية والمخبأة داخل تربة شجرة الزينة الموضوعة أمام باب المنزل ،، فتحت الباب ثم دخلت بعد أن أعادت المفتاح إلى مكانه، أحست بالاثارة تجتاحها خاصة أنها وجدت والدة سمر مستيقظة في المطبخ ،، تسللت من إلى غرفة سمر وانهالت عليها ضربا بالوسائد فأفاقت مفزوعة كمن رأت عفريتا ،، رنة ضحكتها لفتت انتباه سمر فقالت "ما المضحك؟" زجرتها أبرار بنظرة حذقة "ألم تكوني نائمة منذ قليل؟!!" فضحكت سمر وهي تقول "اذهبي عني" قاطعتها أبرا قائلة "ما كان لك أن تردي عليه ،، أتعلمين ذلك؟" لم ترد سمر بل كانت تفكر ،، لم تنكر أن جزئا من عقلها كان يلح عليها بأنها أخطأت، لكنها ردت عليه وانتهى، فحتى لو كان قرارا خاطئا لن ينفها الندم الآن قاطعت أبرار تفكيرها "لو سألتني وقتها لنصحتك بتجاهله" قالت سمر "أنا أعلم رأيك مسبقا ،، لذلك لم أرد أن أطلعك على الأمر" وغيرت قليلا قي الحقيقة "ثم أنني فكرت في الاستماع إليه مرة أخيرة حتى لا يأتي يوم أقول فيه ماذا لو!!" زفرت أبرار وهي تقول "أشعر أن التساؤل كان ليكون أفضل .. هيثم شخص غير مسؤول بالمرة ،، إن كان مصرا عليك لهذه الدرجة كان ليقنع والده ،، أو على الأقل يخطرك بالأمر حتى لو برسالة على الفيس أو الميل أو بريد عادي ،، كيف يسافر كل هذه الفترة ويظن أنه لو عاد سيجدك بانتظار سموه، إن كان قد تركك مع أول مطب فسيتركك مع الثاني والثالث .." انتظرت قليلا ثم قالت "هل مازلت تحبينه يا سمر؟" فكرت سمر مليا ثم قالت "لا أعلم ،،" ترددت كثيرا تبحث عن طريقة تصف بها مشاعرها "أشعر بذلك الحنين يجتاحني ،، أعني ،، لقد خططت لحياة كاملة كيف سأكون وكيف سيكون، أين سنسكن ،، حتى أنني فكرت بأسماء لأطفالنا .. كانت حياة مثالية، لكنها تبخرت كليا بمجرد ذهابه ،، ترك أمامي فراغا شاسع أهيم فيه وحدي ،، والآن يعود بعذر قوي" ابتلعت ريقها ثم أكملت "أتعلمين .. كان مفعول كلامه فوريا ،، أقصد أنني لم أفكر حتى في كونه صادقا ،، ماذا لو كانت قصة من نسج خياله، كل شيء محتمل .. لكنه فعلا أيقظ حنينا داخلي ،، أملا بأن حياتي لربما تسير كما خططت يوما وأنني لن أتكبد عناء بنائها من جديد .." ثم أكملت كأنها تحدث نفسها "أتعلمين أنني الآن فقط أدرك أنني بنيت حياة جديدة تماما معتمدة على نفسي حتى لو كانت بدون تخطيط واقعي للمستقبل ،، لكن أيا كان سيكون رجوع هيثم نهاية لها .. أحن إليه لكن ليس حنينا يجبرني على الاستغناء عن استقراري وعن الراحة التي أعيش بها، لكنني ما زلت أحن إليه وهذا ما يجعلني أفكر باحتمالات عدة، وهذا أيضا ما سيجبرني على التحدث إليه مرة أخرى ،، أريد لهذا الموضوع أن ينتهي نهاية ذات معالم مرسومة ،، لست مستعدة لأخلق لنفسي مزيدا من التساؤلات" كانت أبرار تتأمل السقف وهي تستمع إلى كلامها وعندما انتهت ابتسمت ملأ شفتيها بهجة فضحكت سمر وقالت "ماذا هناك؟" ردت أبرار مشاكسة "تذكرينني بمسلسلات الدراما المصرية عندما تبدأ البطلة بوصف ما بقلبها" زفرت بنزق مفتعل "حوار المئة ساعة .. أوجعت رأسي" لتقوم صديقتها ترشقها بالوسادة وانهالت عليها ضربا ،، قالت والضحكات تغمرها "هل كنت تستمعين أساسا! ،، انا المخطئة باخبارك ،، لا تستحقين أن أسمعك خطاباتي الراقية" دقيقتان حتى هدأتا ثم ما لبثت أبرار تقول ببهجة "حقا ،، سعيدة لأنك ستتخذين قرارا صائبا هذه المرة" قالت سمر باستغراب "لماذا تظنين ذلك وأنا لم أتخذ قرارا بعد؟"
"لأنك تفكرين بطريقة منطقية" ثم نهضت من السرير ورتب ملابسها وقالت بطريقة درامية وهي تشير لقلبها "أرحت قلبي يا فتاة" غمزت لها سمر وهي تقول "أي خدمة"
"سأغادر إذن ،، لا بد أن أحضر بعض الكتب قبل أن أعود إلى المنزل حتى لا تفضح كذبتي .. أعلم أنني سأبتلى بمصيبة بسببك يوما ما" ضحكت الفتاتن ثم قامت سمر توصل صديقتها حتى الباب ،، وبدل أن تتسلل واحدة تسللت الاثنتان منتهزتان غياب والدة سمر بالحمام .. غادرت أبرار وتركت سمر لأفكارها ،، كانت سمر قد قررت إزاحة هيثم من تفكيرها حتى يتصل مرة أخرى ،، فاختلى عدي بذهنها ،، غمغمت وهي متجة إلى المطبخ "لو لم أتذكر رؤيتك مع غادة لما تذكرتك أصلا ،، أيها العدي" لتجد والدتها قبالها ،، تجمدت مكانها وهي تقول "ألست بالحمام" أنبتها والدتها "وعليكم السلام ،، أهكذا يصبحون!" تلعثمت سمر وهي لا تدري ما تقول "أعني ،، لقد ظننتك ،، لم أعلم أنك .." أخذت تتفرس وجه والدتها لتميز أنها لم تشعر بشيء، استجمعت انفاسها وقالت "صباح الخيرات ،، أمي" وطبعت قبلة على جبهتها وهي تقول "أعتذر ،، لقد ظننتك بالحمام لذلك تفاجأت من وجودك هنا" ضحكت والدتها وهي تلتفت إلى الغلاية "كان لا بد أن تري وجهك منذ قليل ،، ربما لو أصورك حتى أتذكر ردود أفعالك من حين لآخر" خبت ابتسامتها مع آخر كلمات ثم عادت تتصنع ابتسامه مع بعض الدموع "سأفتقد حركاتك الغبية وردود أفعالك البلهاء" دمعت عينا سمر وهي تحتضن والدتها دون تفكير "وأنا أيضا سأفتقدك كثيرا يا أفضل أمي بالدنيا" فردت والدتها بعد أن افترقتا "ومتى تنوين أن تريحي قلب أفضل أمي وتأتين معها ،، أنا لن أرتاح أبدا لو تركتك هنا .. سيكون قلبي معلقا بك دوما، هل أكلت هل نامت ،، هل عادت سالمة ،، هل تعرض لها أحد بأذى، هل تشاجرت مع أحد أو غضب عليها أحد أساتذتها ،، هل هي سالمة أم أصابها مكروه" صمتت الأم قليلا "ماذا لو حدث لك شيء ما لا قدر الله، ماذا لو أصبت بحادث ما ،، من سيكون بجوارك حينها ،، كيف تريدنني أن أنام وأنا أخاف أنك لم تخبريني بشيء سيء أصابك ،، أخبريني كيف؟!" لم تجد سمر ما ترد به فقد كانت ثورة والدتها مباغتة وفي وقت حرج ،، ليست بمزاج يسمح لها بالتفكير بهذا الشأن الآن ،، وعندما لم تجد والدتها أي استجابة قالت "لا أفهم سر تمسكك بالمكوث هنا ،، لو سألت أي عاقل لأخبرك أنه من الأفضل الذهاب للخارج ،، لماذا تتمسكين برأيك هذا الحد ،، حتى أنك لم تحسب حسابا لخاطري أو لوالدك .. ألا يكفي أنك ستبقين بعيدة عنا لمدة طويلة، ألا يشكل ذلك مشكلة بالنسبة لك؟" قاطعتها سمر "بالطبع يشك يا أمي ،، لكنني لا أريد الرحيل، أنا فقط لا أريد أن أبتعد عن هنا.." صمتت لا تعلم ماذا تقول "أنا ممتنة لحصول والدي على هذه الفرصة، لكنني لا أريد الذهاب" ردت والدتها "ليس عذرا مقنعا يا عزيزتي" جزت سمر على أسنانها من اسلوب والدتها ،، لو أنها تأمرها فقط وتقول "ستأتين رغما عنك" لكان ذلك أفضل من أن تضعها تحت تصرف ضميرها وتضغط عليها بهذه الطريقة ،، ثم أنهت والدتها الحديث بكلمتان "كما تريدين" وتركتها تستشيط غيظا ،، قامت وصبت لها كوب آخر من القهوة وانسحبت إلى غرفتها تفكر بهذا الأمر أيضا ،، دمدمت ضاحكة بحسرة "يبدو أنك لن تختلي بعقلي ،، سيد عدي" ..
*********
أفاق عدي على صوت هاتفه مظهرا ارقام سمر، أو هكذا ظن لأنه عندما أغمض عينيه وفتحها مجددا لم يجد أي اتصال من سمر أو غيرها، ضحك على عقله المحدود والذي حلم بتكرار ما حدث البارحة دون إضافة أي تفاصيل ،، هز رأسه عندما ناظر للساعة التي تجاوزت الحادية عشر وتأفف لأنه تأخر عن العمل ،، ما كانت لتكون هذه حالته لو أنه يعمل بطريقة معقولة ،، فاجهاد عقله لهذا الحد ليس رائعا كما ظن ،، تجهز خلال نصف ساعة ونزل في عجالة ،،، وقبل أن يركب سيارته لمح فتاة مألوفة للغاية تناظره باستغراب كأنما تشتبه معرفته من مكان ما لكنها ما لبثت أن هزت كتفيها وتابعت سيرها بهدوء ،، ضحك بهدوء وهو ينظر إلى الاتجاه المؤدي إلى عمارة سمر دون أن يرى شيئا بالطبع ،، دخل سيارته وهو يدمدم "لماذا تشغلين بالي أيتها السمر"
********
أما لؤي فقد كان بمكتبه يحاول التركيز بقدر الامكان على القضية التي يعمل عليها دون جدوى ،، فكلما بدأ قراءة الأوراق ضاعت السطور في رأسه ،، فحينا يغلبه النعاس فيغفل لدقيقة أو اثنتين وحينا يسرح بتفكيره في غادة وما سيحل بهما ،، لم يستطع النوم سوى نصف ساعة بسبب الصداع الذي أصابه نتيجة لكبته غضبا جامحا ليلة أمس ،، حاول مرارا ومرارا أن يعود إلى العمل دون جدوى ،، فما كان منه إلا أن التقط مفاتيحه وغادر المكتب بحثا عما يريح عقله .. لم يرد أن يركب سيارته وهو بهذه الحالة فسار على قدميه مدة طويلة ،، أخذ يفكر بغادة ويتذكر كل ما دار بينهما منذ الخطوبة ،، لا بل عاد بذاكرته إلى تلك الأيام عندما كانا مجرد صديقين وكانت تحكي له كل أمورها ،، تذكر أنها لم تخف عنه أمر عدي بل أخبرته به فورا وأرادت أن تأخذ رأيه قبل الاقبال على أي خطوة، كان يلوم نفسه أحيانا على دعمه لها في أمر عدي ،، فقد كان بقرارة نفسه معارضا لذلك الأمر لكنه خاف أن يكون بذلك أنانيا أو يقدم سعادته على سعادتها ،، كانت الأفكار تتصارع بعقله عن كونه أخذ قرارا صحيحا عندما تقدم لخطبتها ،، إن كان هناك خطأ فهو مصدره ،، كان على يقين أنها لم تشف من ذلك الآخر بعد ومع ذلك تقدم لخطبتها، كان لديه شكوك بأنها ستعاود الاتصال به مجددا لأن الأمور بينهما 'غادة وعدي' لم تنته نهاية معلومة بل كانت معلقة بلا معالم ومع ذلك كان يواسي نفسه بأنها وإن عاودت الاتصال بعدي ستعود في نهاية المطاف إليه 'لؤي' حتما .. كان على علم بأن جزءا من قلبها ما زال يذكر ذلك العدي لكنه تجاهل الأمر ،، أراد أن يحصل على غادة لأنه بدونها يكون بلا قلب ،، لكنه الآن يلوم نفسه لأنه حصل عليها وأعادت له قلب مليء بالخدوش ،، لم يكن ليشعر بالألم وهو بقربها فقد كانت كمخدر بالنسبة له ،، هو من قاد نفسه إلى هذا الطريق وانتهى به الأمر حائرا بين خيارين ،، إما يتجاهل كرامته ويعود لها إذا وعدته ألا تتذكر ذلك العدي ثانية ،، أو أنه يتركها ويعيش مع خدوشه التي اجبرت الألم احتلال قلبه حتى أنه لا يعلم إن كانت هناك طريقة لشفائها ..
*********
خرجت الأختان إلى أقرب سوبر ماركت ،، غادة لا تزال على نفس حالتها، ونسمة تحاول ألا تذكرها بالموضوع حتى تحكيه لها من نفسها ،، سارعت نسمة بشراء جميع المتطلبات بينما غادة تهيم بالمكان أحيانا بجانبها وأحيانا تفترق عنها ،، حتى غابت نسمة عن ناظري غادة وظلت الأخيرة تبحث عنها دون جدوي ،، ندمت على عدم إحضارها هاتفها، فغادرت السوبرماركت إلى أقرب هاتف عام لتتصل بها، أخبرتها أنها ستتمشى قليلا ثم تعود للمنزل ،، لم يكن لنسمة أن تعترض رغم قلقها على أختها فقد فكرت بحاجتها إلى الاختلاء بأفكارها قليلا ،، ظلت غادة تسير بلا هدى حتى وصلت إلى أقرب شاطئ ،، خلعت حذاءها ورفعت بنطالها قليلا ثم جلست بمكان ظليل على الرمل في مقابلة مع البحر بوسعه ،، أخذت تتذكر الماضي وتحاول تذكر مشاعرها لعدي، ربما اجتاحها في وقت ما كراهية له، لكن الآن لا تحمل له أية مشاعر لا حب ولا كره ،، قليل من اللا مبالاة ربما، لكنها كانت مترددة هل هذا نتيجة ما حدث البارحة ووجود خطر فقدان لؤي أم أنها حقا لا تشعر تجاهه بأي شيء ،، أخذت تفكر بحياتها وبالفوضى التي تعيشها، هل من الممكن لها أن تكمل طريقها دون لؤي، هل تريده لأنها تحبه أم لأنها تعلم أنه يحبها ،، أغمضت عينيها وحاولت تخيل حياتها دون لؤي، تخيلت لو أنه ابتعد ..، أصابتها غصة تركتها عاجزة عن التنفس، لكنها استمرت بتخيل حالتها لو أن لؤي قرر أن يتركها، بدأت تشعر باختناق بضغط على رئتيها وبفراغ عميق ازاح قلبها وتربع مكانه ،، فتحت عينيها الدامعتين وتمددت على الرمل وهي تحاول استنشاق بعض الهواء ،، ظلت تتنفس بنهم كأنها لم تتذوق طعم الهواء من مدة، أدركت كم تعلقت حياتها به وكم تعتمد على وجوده لتحيا، كانت تدمدم لنفسها "سيعود ،، لن يتركني ،، سيعود" لم تكن مقتنعة تماما بما تقول لكنها كانت تحاول أن تقنع نفسها بأن هناك أمل بالحياة ،، ظلت ممددة على الرمال متناسية عامل الوقت تماما ،،هدوء اكتسح دواخلها عندما بدأت دون إدراك تهمس لنفسها 'أنا أحبه فعلا' ،، وعندما انتبهت لما قالته ضحكت سعادتها، إنها أول مرة تعترف لنفسها أنها تحبه وباقتناع تام ،، أجبرتها تلك الراحة أن تغمض عينيها وتتناسى ما حولها ،، دقائق وتمكن النوم منها فعلا هذه المرة ،، ربما هذا ما كانت تحتاجه 'هدوء داخلي' ..
********
جلس لؤي بكرسي بجوار النافذة وظل يراقب الطريق محاولا الاسترخاء ،، ظل يفكر بما هو مقدم على فعله ،، فقد رست أفكاره على أن يهمش قلبه كليا وأن يحاول أن يكون منطقيا أكثر ،، فكر أنه من الأفضل له الانفصال عن غادة لبعض الوقت، كان لابد له أن يعاين حياته بدونها رغم أنه رجح عجزه عن ذلك ،، لكنه أراد أن يتأكد، كان يخطط كيف سيقابلها ،، كيف سيتجاهل عينيها حتى لا تضعف نفسه وكيف سيخبرها بقراره دون أن يدع لها مجالا للمعارضة ،، قرر أنه لن يتراجع عما يريد مهما قالت له ،، ورغم أنه أحس بالتعب من هذا الأمر وأصابه شك بأنه لن يستطيع ذلك، كان يهمس لنفسه 'تستطيع ،، وستفعل' وظل يكررها مرارا كي يقنع نفسه بها ..
********
"هيثم ،، هيثم" كانت نداءات والدته تحاول إيقاظه دون جدوى ،، غلبه نوم ثقيل بسبب سهره طوال الليل ونومه بوقت متأخر جدا ،، لكن والدته لم تكن لتتركه نائما بللت يدها بماء مثلج ووضعتها على رقبته مما أجبره على الانتفاض "ماذا هناك يا أمي ،، تعلمين أنني لا أحب الاستيقاظ بهذه الطريقة" قالها وهو يمسح البلل عن رقبته بعد أن جلس على ركبتيه وأطاح غطاءة جانبا ،، فردت عليه "كأنني لم أوقظك بالطريقة السهله ،، لست على استعداد أن أتأخر على والدك بالمستشفى فقط لأنك لا تريد ترك أحلامك لدقائق" قالتها وهمت بالنهوض تزيح ستئر الغرفة وتفتح نوافذها ،، ثم التفتت إليه بعد أن تذكرت أمر ما "ثم ماذا تعني ب'سو سو' التي كنت تهرتل بها اثناء نومك .. أعلم أنهم يقولون خخ خخ" انفجرت ضحكاته على اسلوب أمه الساخر الذي لا يهدأ أبدا وقال يحاول مجاراتها "خخ خخ هذه هنا فقط ،، أما بانجلترا لو حاولن قول خ.. سيعدونك كائنا فضائيا" لم تضحك والدته ،، بل طالعته بنصف عين وهي تقول "سامج" اتخذت طريقها خروجا من الغرفة وهي تصيح "اسرع بارتداء ملابسك ،، فلم يتبق سوى نصف ساعة على معاد الزيارة" ،، طالع هيثم ساعة الحائط والتي أشارت إلى الثانية ثم قال "تقصدين ساعتين" عادت والدته تنظر له بعينين شريرتين وهي تقول "هل قلت شيئا ما؟" أجابها دون تفكير "سلامتك يا أمي ،، قلت سأرتدي ملابسي وأكون أمامك بربع ساعة" أجابته "عشر دقائق" وتركته مجددا يزفر غيظا من اسلوبها الذي لن يتغير أبدا ،، قام من السرير ثم التقط هاتفه وناظر رقم سمر لمدة ،، لكنه أمسك أصابعه من أن يضغط زر الاتصال وهو يفكر 'ليس الآن' ،، زفر مجددا وباشر تجهيز ملابسه ..
********
احست غادة بتغير الأجواء حولها وربما ذلك ما دفعها للاستيقاظ لتجد نفسها ممددة على رمال الشاطئ وقد غلبها النوم ،، قامت سريعا واخذت حذاءها لتعود للمنزل ركضا لأنها متيقنة من أنها أثارت قلق نسمة ،، لم يكن المنزل بعيدا لكنها لم ترد أن تضيع أو تفوت المنزل فخففت سرعتها وأصبحت تسير ببطء متأملة البيوت المتشابهة لحد كبير ،، تقرأ اللافتات المعلقة على الأبواب حتى لا تدخل مكانا خاطئا .. كادت تصل إلى المنزل المقصود حين شلت قدماها تماما عن الحركة ،، لم تتوقع أن تجده هناك، هل قرر أن يأتي قبل حتى أن يمر يوم واحد ،، هل اشتاق لها كما اشتاقته أم أنه أتى لعتابها ،، أم أنها تتخيل، فتحت عينيها وأغلقتهما مرارا ربما يختفي لكنه لم يختف من مكانه ،، كان يناظر الأرض حيرة بين التقدم للمنزل أو العودة ،، رجحت أنه لم يرها، ظل يتقدم من المنزل ثم يعود حتى أحسب بمراقبة شخص ما له ،، التفت ليجدها تبعد عنه ما يقارب العشرة أمتار تحتضن نفسها ودموع فارقت عيناها ورسمت طريقا رقيقا على وجهها ،، هكذا رآها لؤي، كم كره نفسه وقتها لأنه سبب هذه الدموع ،، للحظة، نسي أنه جاء ليعاتبها على ما جرى، نسي غضبه تماما ونسي أنه ترك القاهرة وجاء ليخبرها أنه يحتاج أن ينفصلا لبعض الوقت ،، احتاج الابتعاد عنها بقدر المستطاع ،، نسي أنه قرر أن يفكر بنفسه بدل أن يفكر بها وبسعادتها ،، نسي الدنيا كلها وتقدم ليمسح هذه الدموع، هبطت أصابعه على وجهها مما زاد بكاءها، كانت تحرك رأسها بعدم فهم كأنها لم تستوعب فتذكر كل شيء من جديد ،، اجتاحه مزيج من التضارب بين ما يفعله الآن وما قرر فعله ،،فأغمض عينيه بشدة محاولا استعادة تركيزه وسحب يده ضاما إياها إلى صدره خوفا من أن تقدم على عمل متهور آخر .. أغمض عينيه وأخذ يسترجع ما فكر به سابقا ،، عليه أن يبتعد عن سطوة عينيها تماما فاستدار ينظر باتجاه البحر البعيد كي لا ترى منه أكثر من جانبه ،، ثم أكمل استرجاع ما قرره، قرر أن ينفصل عنها لبعض الوقت كي يختبر نفسه، تنحنح مرارا وهو لا يدري ما يقول ،، بينما هي تناظره بعينين دامعتين فوق وجنة رطبة، ظل في صراع مع نفسه لدقائق، تردد كثيرا لكنه بالنهاية قال "أتعلمين ،، كان لدي احساس بأنك ستعاودين محادثته من جديد" لم يكن ما قاله متوقع بالنسبة لها، بالاضافة إلا كونها اهانة أو كأنه يفصح عن عدم ثقته بها ،، قالت وقد فغر فاهها "ماذا؟!" أكمل كأنها لم تقاطعه حتى "كنت أعلم أنك ستعاودين محادثته في يوم ما ،، دائما ما كان لدي هذا الاحساس ،، غير أنني ،،" ضغط على شفتيه بقوة "غير أنني قررت أن أعطيك ثقة كاملة ،، قررت أن أتجاهل كل تلك الهواجس رغم أنني أعرف جيدا أنك ستعاودين الاتصال به .. كذبت نفسي مرارا ،، تجاهلت كل ما هو واقعي ،، تجاهلت كل ما يقوله عقلي وقررت أن أتبعك، أن أصدقك ،، وماذا كانت النتيجة؟" كان فاهها يزيد اتساعا مع كل كلمة يقولها ،، كيف..؟ لماذا..؟ ،، لكنها لم تتملك تلك القدرة كي تقاطعه وهو يقول "النتيجة أنني أقف هنا لا حول لي ولا قوة ،، لا أجد أي منفذ آخر أتجنب به مواجة أعظم مخاوفي يا غادة" دمعت عيناه فورا وبدا عليه الضعف .. ونظر إلى محبسه مليا ،، أكمل بصعوبة وهو يتجرع بعض الهواء "أعظم مخاوفي هو فقدانك ،، لو أضعتك من يدي سأضيع الحياة، وإن تمسكت بك سأفقد عقلي ،، لن أستطيع التوقف عن الشك والتساؤل عما إن كنت عدت للقائه من جديد ،، والمشكلة.." أرادت أن تقاطعه "لكنني لن أفعل.." لم يسمعها بل تابع كلامه وهو يبحلق بالمحبس ويحركه ،، كأنه يحادث نفسه لا هي "والمشكلة أن كلا الأمرين جحيم بالنسبة لي ،، وأنا قررت اختيار أقلهما عذابا" وهم بإخراج ذلك المحبس من إصبعه ،، لم تصدق غادة عينيها اقتربت منه تمسك يده ،، تترجاه "لا تفعل هذا يا لؤي ،، أرجوك ،، لا تفعل هذا بنا.." قال باندفاع وعبراته تخنق الكلمات "لا تقولي بنا ،، ألا ترين أننا لم نعد نحن ،، لا .. بل لم نكن نحن أصلا" ثم سحب يديه من يديها بهدوء وكأنه يترجاها أن لا تفلت يده أبدا ،، وتابع يقول بعناد "أنت لم تحبيني ،، بل أحببت حبي لك، أحببت كوني موجود دائما ،، الخيار المتاح مهما حدث ومهما كانت الظروف، لقد قررت أن أجازف معك بكل شيء ،، كذبت كل ما هو ملموس، كذبت نفسي وأعطيتك كامل ثقتي ،، لم أطلب منك سوى أن تكوني لي وكلي أمل أن تحبيني يوما ما" تغضن حاجباه فجأة "لكن ذلك لا يعني أنني بلا كرامة ،، كان القرار بيدك وأنت اخترت أن تخوني ثقتي بك، اخترت لي الخذلان" أخذ يتنفس من جديد بعد أن نفذ هواء رئتيه ثم أكمل "أحتاج أن أجرب نفسي ،، إن لم أستطع نسيان ذلك الأمر .." اخذ نفسه ومسح دمعات تساقطت من عينيه" إن لم أستطع النسيان فإنني أحتاج لأعتاد على إصبعي خاليا من هذا المحبس ،، علي أن أجرب نفسي بدونك كما ستفعلين أنت أيضا.." انتزع محبسه وأعطاه أياها وهو يقول "سأعود لآخذه سواء بقينا معا أم افترقنا" لم تنبس بحرف وهو يبحلق بوجهها بتعابير راجية متناقضة مع ما يقول ،، كأنه يترجاها ألا تسمح له بالذهاب، تركها غير مدرك كيف تحركت ساقاه وكيف حملته قدماه بعيدا عنها ،، لكنها لم تكن قد استوعبت بعد ما حدث، جميع جوارحها تخبرها أن شيئا غير صحيح يحدث الآن، أمرا خارج عن حدود المعقول ،، أرادت أن تتمسك به ،، تترجاه ألا يتركها، أرادت أن تلحق به وتقول له 'لا تذهب' لكن بدنها كان قد أصيب بشلل تام، لم تتحرك ولم تنطق بل ظلت تتبعه بعينيها حتى اختفى وعندما أدركت ذهابه همست بهدوء "لكنني أحبك يا لؤي ،، أقسم لك" ..
جاءها صوت من بعيد يناديها ،، لم تكن لتسمع أو لتفهم أي شيء في هذه اللحظة، أحست بقوة ما تدفعها للحركة فظلت تمشي ثم تصعد سلمات بسيطة وأخذت تمشي من جديد ..

يتبع ..


اسراء عبد الوهاب غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي : قلب تحت سطوة مختل
https://www.rewity.com/vb/t217088-4.html#post7667097




رد مع اقتباس
قديم 04-09-12, 04:28 PM   #57

اسراء عبد الوهاب

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسراء عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 121004
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » اسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond repute
افتراضي


كانت نسمة تراقب المشهد من النافذة عن بعد، لم تسمع شيئا لكنها رأت ما حدث ،، كانت منتصبة لا تفهم شيئا ازدادت حيرتها عندما غادر لؤي بعد أن أعطاها شيء ما وغادة تقف كالتمثال لا ترمش ولا تتنفس ،، اصفرار مفاجئ ظهر عليها تحول لابيضاض جعلها اشبه بالأشباح ،، دقائق ثم غادر لؤي تاركا أختها متصنمة بمكانها ،، انتظرتها لتتحرك، لتعود إلى الداخل دون جدوى ،، خرجت من المنزل تناديها فلم ترد، اتجهت اليها واضطرت لتسحبها من يدها ،، كانت تسير معها كالمغيبين، لا ترى أمامها ولا ترد على ندائات نسمة ،، أدخلتها لغرفتها وهي لا تعلم كيف تتصرف جلست غادة على السرير ونسمة على كرسي تقابلها، تبعها زوجها والقلق باد على معالمه استند على باب الغرفة ،، لم يعلم ما قد دار بين غادة ولؤي واستغرب من قدوم لؤي ورحيله هكذا دون سلام ،، والآن حالة غادة ،، نظر لنسمة طالبا بعض التوضيح فلم يكن منها إلا أن هزت رأسها في حيرة لا تعلم بم تجيبه، قال لها "هل تشاجرا؟" هزت رأسها ايجابا فلم يعقب ،، ظلت نسمة تهز اختها علها تفيق دون جدوى ،، أخيرا قال زوجها بهدوء "ربما لو صفعتها ،، قد تستفيق!" هزت نسمة رأسها رفضا والانكار باد عليها "كيف أصفعها ،، لا أستطيع" سكتت لوقت قصير ثم قالت "ربما تحتاج لبعض الوقت حتى تهدأ، ثم ستستفيق من تلقاء نفسها" هز زوجها رأسه نفيا ثم اقترب من غادة، صفق بقوة أمام وجهها وهو يقول "غادة ،، غادة أفيقي" لم تجبه ،، فأمسك بكتفيها وهزها بقوة إلى الأمام والخلف ،، أخيرا ابدت استجابة ،، نظرت لعينيه وقالت "لؤي؟!" تراجع خطوات للخلف وهو لا يعلم إن كانت قد أفاقت أم لا ،، صفق مجددا أمام عينيها وهو يقول "غادة ،، إنه أنا حسام، هل تسمعينني" أغمضت عينيها ثم فتحتها، وقد بدا عليها الوعي أخيرا ظلت تنقل نظرها بين أختها وزوج أختها بتعجب وقالت "لؤي ،، أين لؤي؟! ،، لقد كان هنا!" نظرت نسمة لزوجها طالبة العون فتحدث قائلا "لقد غادر منذ قليل" اسبهلت قليلا وهي تنظر له ببلاهة ثم قالت باستنكار "لا ،، لم يكن لؤي ليذهب ويتركني هكذا .. لم يكن ليذهب" قالتها وهي تبكي بحرقة والدموع تنهمر من مقلتيها بلا توقف ثم بدأت تشهق وهي تصر "لم يكن ليذهب، لم يكن ليتركني" ،، حاولت نسمة أن تهدء من بكائها دون جدوى، ظلت بهذه الحالة ما يقارب الساعتين وهي تشهق وتبكي بلا توقف حتى ضعفت مقاومة جسدها وعقلها لا يزال ينكر كون لؤي تركها وذهب ،، تركتها أختها لدقيقتين وعادت لتجدها قد نامت، عدلت وضعيتها وخلعت عنها حجابها فلاحظت ارتفاع حرارتها ،، لم يكن منها سوى أن أحضرت بعض الثلج وقضت الليل بجوار أختها عل حرارتها تنخفض لكن دون جدوى .. اضطر حسام للنزول مسرعا باحثا عن طبيب وعاد به ،، فحصها سريعا وخرج ووراءه حسام ،، بينما نسمة لا تتعقبه بعينيها تارة وتبدل الكمادات تارة أخرى ،، عاد حسام بعد دقائق يقول يوهن "إنها محمومة .. ساذهب لاحضر لها الدواء وابقي انت بجوارها" تأففت نسمة وهي تلوم نفسها "ليتني لم أدعها تخرج وحدها، لا بد أنها مكثت أمام البحر طويلا كي تصاب بهذه الحمى" ،، قال زوجها "لا داعي للندم ،، لا أظنها مرضت بسبب هواء البحر.." نظرت له نسمة بعدم فهم ،، هز رأسه وهو يقول "سأعود سريعا" ثم خرج متجها لأقرب صيدلية ..
********
قبيل هذا الوقت بساعات ،، وقف هيثم على باب والده ينظر إليه بأسى ،، وأمه تجلس بجواره تقرأ من مصحف صغير، نظر بساعته التي أشارت إلى الرابعة والنصف، ربت الطبيب المعني بوالده على كتفه وقال كيف الحال ثم تجاوزه والتقط الملف الخاص بحالة المريض والمعلق بحافة السرير وقرأه بثانيتين ثم ابتسم قائلا "حالته أكثر استقرارا من البارحة ،، وهذا أمر جيد ،، ربما يمكث معنا يومين أو ثلاثة" فرحت الأم وهلل وجهها وما لبثت أن مسحت على رأس زوجها ودموع فرحة تسقط من عينها على وجهه، انسحب الطبيب تاركا اياهم وخرج من الغرفة فلحقه هيثم "كيف حال والدي يا دكتور؟ هل حقا حالته مستقرة حقا؟" ابتسم الطبيب بقلق وهو يقول "حالته مستقرة ،، لكن لا أخفي عليك أنها أقل استقرارا ممن اجرو نفس العملية، أعني .. من هم بمثل حالته يكونون قد غادروا من من يومين" وعندما أحس القلق بعيني هيثم أكمل سريعا "ليس هناك خطر واضح حتى الآن لذلك أريد التحفظ عليه بضعة أيام فقط ثم يعود معكم إلى المنزل" ابتسم هيثم بامتنان وشكر الطبيب ثم جلس على إحدى الكراسي بالممر يفكر بوالده ويدعو له ،، أعاد نظره إلى الساعة التي تجاوزت الخامسة إلا ربع ثم التقط هاتفه واتصل برقم سمر ،، كان في حالة سيئة وخاف أن تصده سمر فينقطع الأمل عن قلبه ،، ظل يدعو سرا أن تجيبه ،، وأجابت ،، انتظر أن تقول شيئا ،، لم تقل، فبدأ هو حديثة "ألو" لم ترد "سمر!" ،، تنحنحت وهي تقول "نعم" شيء بصوتها أعطاه دافعا للاستمرار بالحديث فقال "كيف حالك؟" ردت باوتوماتيكية "بخير ،، وأنت؟" لم يكن يشعر أنه بخير فكذب قائلا "ليست سيئة" ثم ضحك بكآبة وصمت كلاهما ،، انتظر هيثم مطولا، لم يفكر أن يكون الحديث بينهما بهذه الرتابة، وعندما لم ينطق أحدهما قال "هل فكرت بالأمر ،، بكلامي؟" قالت بهدوء "نعم"
"وما هو قرارك؟" ..
كانت سمر مستندة على نافذة غرفتها تهيم بناظريها في اللاشيء تفكر بقرارها من جديد، لكن كيف تقول له أنها لا تريده بحياتها الآن، وأنها قد تجاوزته من فترة واستأنفت حياتها من جديد ،، استفزه طول صمتها الذي أحس بسببه أنها سترفض العودة له ،، لكنه أيضا لم يقطع صمتها بل انتظر حتى قالت "حسنا .. قبل أن أخبرك أريد أن أسألك عن أمر ما" استغرب ردها، لم يتوقع ،، تغضن حاجباه وهو يقول "اسألي إذن!" ،، قالت بعفوية "حسنا ،، ربما سأسألك عن عدة أمور" ،، ضحك من داخله ثم بادر بالكلام "لم تتغيري يا سمر" انتظرت قليلا ثم ردت "تغيرت كثيرا ،، لكنك لم تلاحظ بعد" ابتسم ببؤس وهو يفكر بما تقوله، شيء ما أخبره أنها لن تكون له ثانية، لم يعلم لم أحس بذلك رغم أنها لم تخبره بشيء حتى الآن ،، ظل ساهما يتذكر كيف كانت تحدثه سابقا تذكر حماسها الذي اختفى الآن ،، ربما هذا ما أقلقه قليل من الصمت قطعته وهي تقول "لماذا الآن؟" قطعت أفكاره بداية، ثم أنه لم يكن يعلم كيف يرد على هذا السؤال، ورغم أنه فهمها إلا إنه قال "ماذا تقصدين؟"
"لماذا عدت الآن تحديدا؟ ولماذا لم تراسلني أو تحدثني من قبل؟" استنشق الهواء بصعوبة، لم يرد أن يجيب على سؤال مماثل، ومع علمه أنها ستسأله حتما إلا أنه تمنى أن لا تفعل "لقد أخبرتك بأن والدي لم يرد ذلك، لم أرد أن أدخلك بمشاكل.." لم يقل أكثر من ذلك، فكرت سمر مليا في الإجابة غير المقنعة بالمرة وهي تقول "ليس عذرا، كان من الوارد أن تراسلني دون أن يعلم أحد" انتظرت تسمع أنفاسه المتثاقلة عله يقطعها بعذر ما ولم يفعل ،، ماذا كان سيقول لم أرد أن أخيب ظن والدي فقررت أن أخيب ظنك أنت ،، تهرب من الإجابة عن هذا السؤال وقد قلم أن تساؤلاتها لن تنتهي حتى ترى كل شيء بوضوح ،، أو هكذا يذكرها ،، مما أثار قلقه
"حسنا ،، أين والدك الآن، أين هو من محادثتك لي؟ هل تغير رأيه، هل سمح لك بالعودة إلى هنا أخيرا؟!" انتظر ثوان وهو يرتب كلامه ثم قال بتأن "لم يغير رأيه ،، في الحقيقة، لقد تعب والدي مؤخرا ومع ذلك رفض عودتي بكافة الطرق، سمح لأختي بالمجيء ومنعني متعللا بأن لا حاجة لوجودي وأنه سيتحسن ،، لكن حالته ازدادت سوءا واضطر للقيام بعملية من أكثر من أسبوع، فاضطررت للقدوم تحت إلحاح أمي المتزايد خاصة أنها لا ترى سبب رفضه" أخذ نفسا آخر كأنه يعيد إحياء صوته ثم أكمل هامسا "ومنذ وصولي إلى هنا وأنا لا أكف عن التفكير بك حقيقة، ليس كأني لم أشتق لك وأنا هناك فقد افتقدتك كثيرا ،، لكن هنا الأمر أقوى، كأنني أشم عبيرك حولي، إنها الأرض التي تسكنين فيها وأنا الآن فيها ،، لم أكن لأهرب من نفسي أكثر" مع آخر كلمات له أحس بأنه تحرر من عبء ثقيل غلل قلبه، وعلى اثر ذلك توقع منها تعاطفا ولو بقدر طفيف ،، لذلك صعق تماما عندما قالت "لم تكن لتهرب من نفسك أكثر!! ،، أتعني أنه كانت لديك نية بألا تتصل بي أو تخبرني بوجودك ،، وأن تستمر بتجاهلي تماما؟" تململ من إجابتها "لم تجعلينها تبدو وكأن الأمر بيدي وأنا الذي اختار! ،، انه والدي يا سمر، لم أكن لأكسر كلمه قالها" كلماته كانت بالنسبة له عادية، لكنها أحست باهانة بالغة، لم ترد أن تعاتبه حتى لا يظنها مازالت تحبه ،، أرادت إجابات فقط، ومع أن كلامه كان كافيا إلا أن جزئا من عقلها أخبرها بأن عليها أن تسأل مجددا حتى يقينع تماما "تريد إخباري بأنه لولى مرض والدك ما كنت هنا، ولولى أنه لا يعلم بأنك هنا ما كنت لتتصل" لم يرد فألحت بالسؤال "أليس كذلك؟" ،، أغمض عينيه بصعوبة وهو يعلم بأن كلامه سيكون نهاية لآماله "أظن ذلك" انتظرت قليلا تتلقف ما قاله ثم أكملت "وكما فهمت ،، أنت لم تمتنع عن محادثتي لأنك خفت من أن يكتشف الأمر ،، لكنك امتنعت لأن والدك أراد ذلك، لم ترد أن تكسر كلمته ،، هل ما فهمته صحيح؟" فرك حاجبيه أملا بازالة تلك التجاعيد التي ظهرت بسبب اشتداد أعصابه ،، زفر باستسلام وهو يقول "صحيح" ،، ضحكت وكأنما تقول 'لقد كنت واثقة من ذلك' ،، انتظرت قليلا وقالت بخيبة "وهل ستعاود السفر عندما يستفيق والدك أم أنك ستبقى؟" ورغم علمها بالإجابة لكنها أرادت أن تسمعها منه "سأسافر" ضحكت مرة أخرى مما زاد حزنه ،، ثم قذفته بسؤال أكثر سخرية "ألهذا قلت أنني لو قبلت عودتك فلن تخذلني مرة أخرى" قال بانفعال "لقد قصدت أنني لن أخذلك على المدى ،، سأعيد مفاتحة والدي بهذا الأمر بعد عامين أو ثلاثة حتى يقتنع بنا ،، كما أنه هناك فرق بين ما حدث سابقا والآن ،، فقد كان الأمر خارجا عن سيطرتي ،، أما الآن سأسافر بعد إخبارك ،، وستتلمسين لي العذر، وأنا أعدك بالعودة و.." سكت قليلا ثم قال "وهذا كل ما بيدي لأقدمه" كانت سمر لا تزال تراقب الطريق وهي تفكر ،، لم هذا الحزن إن كنت قد قررت سابقا أنه لا أمل لعودتنا ،، لم الكآبة الآن .. ورغم أنها كانت تعلم الإجابة إلا أنها أنهت تفكيرها بالتساؤل والتزمت الصمت بعدها ،، وعندما فقد الأمل بردها قال أخيرا "لقد علمت بأنك لن تقبلي عذري ،، فهو عذر قد يبدو واهيا بنظر الكثيرين .." قاطعته قائلة "ليس واهيا ،، ولاؤك لوالدك ليس عذرا واهيا ،، لكنه نبهني لأمر أغفلته سابقا" لم ترد أن يسألها عن هذا الأمر فتابعت "لكنه كاف لإثارة مخاوفي ،، وأنا لن أستطيع أن أعيد تغيير حياتي لمخطط ليس له معالم ،، آسفة لما حدث ومقدرة لموقفك" انتظرها أن تكمل فلم تعقب ،، قال أخيرا "وما قرارك؟" رغم أنه يعلم الإجابة ،، أجابت "أتمنى لك التوفيق .. مع غيري ربما" ثم أضافت كي تلطف الجو قليلا "لكن لا تسمح لأحداهن أن تتعلق بك الآن" أجابها بضحكة خفيفة ،، كئيبة، فتحدثت من جديد "وإن احتجتني بأمر ما ،، ستجدني بالتأكيد" قال باوتوماتيكية "شكرا لك! ،، إلى اللقاء إذن" وقبل أن تكمل "وداعا" كان قد أغلق الخط ..
*******
أغلق هيثم هاتفه وظل ساهما لمدة يحاول أن يكون إيجابيا كعادته، يحاول أن يجد الأوجه الجانبية للأمر كي يتغلب على ذلك الألم الذي تسلل إلى جوفه دون استئذان وأقنعه أنه لن ينساها أبدا كما لم ينسها من قبل ،، ظل يتنفس بصعوبة كي يقيد عبرات أرادت التحرر من أعماقه ودمعات ضاقت بها مساحة عيناه ،، تمكن بعد عناء من السيطرة على نفسه ووقف مستندا إلى الحائط غير مدرك ما يدور من حوله ،، صداع طفيف بدأ يحتل مقدمة رأسه دقائق وشن كامل أذرعته على بقية رأسه ،، دخل غرفة والده وهو يحاول التماسك أمام والدته لكنه رجح عدم قدرته على ذلك فغادر من جديد ،، تبعته والدته بعد أن ردت لها روحها وعاد بريق عيناها بسبب كلام الطبيب وكانت تريد العودة إلى المنزل كي تحضر بعض الملابس لزوجها إذ أن الطبيب قد بشرها بقرب خروجه ،، فاستند إليها متجاهلا ما ظهر على عينيها من تساؤلات .. وذهنه مشغول بتلك المكالمة التي ربما ندم على إجرائها .. وصلا لآخر الممر لكن القلق ما لبث أن سيطر على الأجواء إذ قامت عدد من الممرضات بصورة ملفتة واسرعن خطاهن بالممر تبعهم طبيب ،، نفس الطبيب الذي حدثه منذ قليل ،، لم يرد حتى أن يفكر باحتمال أنهم متوجهون لغرفة والده ،، كانت أمة بجواره تردد "استر يا رب" ثم أسرعت خطاها وبدأت تهرول عندما دخل الطبيب والممرضات غرفة والده ،، ثانيتان وتبعهما ممرض آخر بجهاز الانعاش ،، كانت أنفاسة تسابق دقات قلبه المضطربة وعقله قد شل عن كل شيء سوى بضع كلمات "أرجوك يا ربي ،، أرجوك يا ربي ،، أرجوك"
*********
أما سمر فقد تطلب الأمر منها المكوث بمكانها ما يقارب الساعة تفكر بكلامه، فقد لفت حديثه انتباهها لأنها لم تبجل والديها حق تبجيل ،، لم تكن مخلصة لهما كما هو لوالده، كانت تفكر باتجاه لم يخطر على بالها فآخر ما توقعته من هيثم أن يوجه تفكيرها إلى هذا الإتجاه ،، أدركت توا فقط أنها لابد أن تسافر مع والديها ،، كيف تترك والدتها التي ليس لهاىأحد آخر بالدنيا غيرها ،، كيف فكرت حتى بأن تبقى هنا بعيدة عنهما ،، ظلت تخاطب عقلها "بماذا تفكرين يا سوو" .. غادرت غرفتها بحثا عن والدتها التي كانت قد خرجت سابقا وتركت لها الطعام وورقة صغيرة "أرجو أن تنظفي بعد انتهائك" ضحكت لقسوة أمها غير المعتادة ،، التقطت صحنها وعادت به إلى الغرفة ،، فتحت مذكرتها لمرة أخيرة تريد أن تدون ما بخلدها، تريد أن تصف كم الاحباط الذي اعتراها لردود هيثم، وكم الامتنان لأنه جعلها تقرر أخيرا قرارا 'من وجهة نظرها أنه صائب' بخصوص سفرها مع والديها ،، وكما المعتاد فتحت على آخر صفحة والتي تخبئ منديل الآخر ،، "آآآه يا ربي" قالتها ووضعت المنديل جانبا ،، أخرجت قلمها أخيرا وبدأت تكتب ..
"انتهى الأمر ،، مع بعض الحنين للماضي وقليل من الاشتياق ،، وكثير من الاحباط، حديثي مع هيثم جعلني أدرك أن علاقتنا لم يكن مقدر لها الاستمرار حتى لو كان أخبرني بأنه مجبور على السفر ،، حتى لو وعدني بالعودة وحتى لو انتظرت ،، كانت لتنتهي كما الآن لكن بمزيد من الألم ربما ،، لكن مع ذلك أستطيع أن أقول أن عذره مقبول، فهو قد ترك كل شيء وتركني ليرضي والده وقرر أن ينفذ ما طلبه حتى لو كان ذلك على حساب مشاعره كما فهمت ،، ورغم أنني أشعر بالاحباط لأنني 'كما أظن' أستحق أن يعافر من أجلي لا أن يتركني هكذا، لن أستطيع أن أعتمد عليه لو عدت إليه من جديد ،، غريب كيف حاربت من أجله وتركني ،، وغريب كيف تركت والدي أملا بعودة لم أجدها ،، وأغرب من ذلك أنني لو لم أتصل بالآخر واعمل بنصيحته ،، لو كنت تجاهلت اتصال هيثم لما اقتنعت من داخلي بأنني فعلا يجب أن أسافر مع والدي ،، وأظنني سأفعل!"
كانت تفكر 'فقط لو يكونا حازمين معي' أغلقت دفترها فقد انتهى الكلام ثم ناظرت الساعة التي تشير إلى السابعة وهمت بالتهام طعامها سريعا ووضعت الصحن بالمجلى دون غسيل من باب العناد ليس إلا ،، كانت قد ظنت أن والدتها بالخارج لكنها وجدتها ممددة على سريرها واضعة إحدة الوسادات فوق رأسها ،، طرقت الباب فلم تجبها، دخلت سمر تتسلل ثم وثبت على السرير ،، لكن والدتها لم تتحرك كما المعتاد، أخذت تناديها "أمي ،، أمي" ثم ما لبث أن اعتراها القلق فقامت تناديها بصوت أعلى ،، أجابها صوت مكبوت من تحت الوسادة "لماذا الصراخ" فأجابت سمر بنفس الوتيرة "ولماذا لا تجيبينني؟ لقد أفزعتني يا أمي" أجابتها والدتها بجفاء "وكأنك تهتمين" فلم ترد ..
دقيقتان ثم قالت "حسنا ،، كنت أريد أن أخبرك أمرا ما" لم ترد "أمر في غاية الأهمية" ،، "مهم للغاية" ،، لا ردود تسمع ،، فقامت سمر بطريقة درامية وهي تسمع والدتها خطواتها الزاحفة صوب الباب "ربما في وقت لاحق ،، عندما تفيقي من النوم، أو ربما غدا" لم ترد "أو بعد غد" رفعت والدتها الوسادة قليلا وهي تقول "ماذا تريدين؟" عادت سمر بسرعة ووثبت أمام والدتها وهي تقول "كنت أتساءل ،، هل يمكن أن أجد حجزا على نفس رحلتك أم تظنينني سأسافر بعدك بأيام" أزاحت الأم الوسادة تماما واعتدل تقول "عم تتتحدثين؟" تابعت سمر كأنها تتأفف من عدم فهم والدتها لأمر بالغ الوضوح "أقصد رحلتك إلى إيطاليا ،، ألن آتي معكم؟ ،، أعني ؛ ربما سآتي ،، أو سأتي فعلا .." كانت كلماتها متقطعة تحت سطوة عيني والدتها ،، انتهى بها الأمر للسكوت ثم قالت بلهجة المذنب "ماذا؟" قالت والدتها "ماذا أنت؟ ،، متى تغير رأيك؟ ولم تغير بهذه السرعة .. في الصباح تقولين لا أريد والآن تتحدثين كأن قرار الموافقة جاهز من مدة! .. ما الذي تريدينه تحديدا؟" أجابت سمر "سآتي معكم" فسألتها والدتها "ولماذا تغير رأيك بهذه السرعة؟" قالت سمر وهي تحك رأسها "ليس لسبب معين ،، فقط أريد الذهاب" تابعت الأم بحلقتها الغاضبة ثم ما لبثت أن هزت رأسها وهي تقول "شفاك الله" ابتسمت سمر لوالدتها وهي تقول "لا أمل بذلك أمي" ثم قامت وطبعت قبلة على خدها علها تخفف غضبها قليلا ،، لم تستجب، فبدأت بزيم مزاحها، تدغدغها تارة وتقبلها تارة حتى ضحكت والدتها بنهاية المطاف وقذفتها باقرب وسادة ،، خرجت سمر من الغرفة وهي تضحك ثم مالبث أن انتهت ضحكتها عندما قالت والدتها "اغسلي صحنك الآن ونظفي المطبخ ،، ولا تعترضي حتى لا تنالي أعمالا أكثر" ،، تابعت سمر ضحكتها وهي تقول "جنيت على مطبخك يا أمي" ..

*******
عاد لؤي إلى منزله حوالي العاشرة مساءا وكان التعب مسيطرا عليه نتيجة لعدم نومه لمدة يومين ،، كان الصداع قد خف حدة بعد أن أخبر غادة بما يدور في ذهنه ،، فكر مليا فيما قام به، اعتراه بعض الندم ربما لكنه فضل أن يقوم بذلك الأمر الآن على أن يطيل التفكير فيخونه قلبه ويتراجع عن الفكرة ،، صحيح أن عقله قد هدأ لكن قلبه بدأ يؤلمه الآن ،، ظن في بداية الأمر أنه ألم نفسي، ربما رد فعل طبيعي لأنه خالف إرادته وأقدم على قرار متهور كفيل بأن ينهي حياته إن أصر عليه ،، كان التعب أقوى من ذلك الألم الذي احتل منطقة قابعة بصدره فغفا ،، لم يحظ سوى بنوم متقطعا لمدة ساعتين ثم مالبث أن استيقظ لأن اللاوعي ما عاد قادرا على تجاهل ألمه ،، قام من نومه وتأوهات تخرج منه وهو بمسك محل قلبه بشدة ،، تحولت التأوهات تدريجيا إلا صراخ، كان يجز على أسنانه كي يمتص الألم، ثم أخذ ينادي والده بصوت مخيف ،، جاء والده مسرعا والخوف قد محى من وجهه كل تعبير، فاجأة منظر ابنه الوحيد وهو يصرخ ويتلوى ضاغطا على قلبه ،، أصيب بسكون لحظي متذكرا معاناة زوجته مع قلبها، ثم ظل يهمس بهدوء "يا رب ،، ساعده يا رب" اسرع إلى الخرج طالبا الطبيب الذي تعامل مع زوجته سابقا والذي يعد جارا لهم بعمارة قريبة، أخبره سريعا عن حالة لؤي وأنه يرجح أن تكون مشابهة لحالة والدته ،، رجاه أن يحضر سريعا ثم عاد يحاول تهدئة ولده ،، ظل يمسد ظهره بآيات من القرآن وأخذ يحثه على التنفس بعمق وهدوء ،، خفت حدة صرخاته لكنها لم تكن لتخب وظل والده يدعو الله ويطلبه الرأفة بحاله ،، جاء الطبيب بأقل من عشر دقائق ومعه حقيبته وكيس من الصيدلية ،، وبعد الكشف المبدئي أعطاه ابرة مهدئة تخفف ألمه وتدخله في اللاوعي لساعات ،، قال الوالد بقلق "طمني يا دكتور ،، هل حالته متأخرة أم ماذا؟" نظر له الطبيب بابتسامة مطمئنة لا بد له أن يتحلى بها وقال بهدوء "كأنك تعلم ما علته يا رجل ،، أنت حتى لم تسأل" جلس الوالد على كرسي قريب وهو ينظر لابنه بقلق "وهن بعضلة القلب ،، كما أصاب والدته" ثم نظر للطبيب وهو يقول "أليس كذلك؟" لم تكن هناك حاجة لابتسامة الطبيب لكن كلامه ما زال مطمئنا "جيد أن لك خلفية بالمرض ،، لكن ذلك لا يعني أن تنظر للأمر من الناحية السلبية، مازال ولدك في مقتبل العمر كما أن حالته ليست متأخرة ،، لا يمكن أن تعد حالة أصلا ،، أظنها أمر عابر حدث تحت تأثير عامل من المحيط ،، ربما يواجه مشكلة ما أو يجهد نفسه بالعمل، لذلك لا تقلق ،، قليل من الراحة مع المداومة على أدويته لكورس علاجي واحد وسيعود كما كان وأفضل" تنفس والد لؤي بصعوبة وهو يقول "أرجو ذلك ،، حقا أرجوه"
قام الطبيب بعد ان ترك الأدوية وربت على كتف الوالد مشفقا عليه ،، وكعادته رفض ثمن الأدوية ورفض أن يوصله إلى الباب متعللا "أعرف طريقي" ،، وغادر تاركا الأب مع ابنه الوحيد يرجو الله ألا يبتليه بفقدان آخر ،، فقد فقد الكثير بوفاة زوجته وهو متيقن أنه لن يقو على الحياة ان فقد ابنه أيضا ..

تمت ..


اسراء عبد الوهاب غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي : قلب تحت سطوة مختل
https://www.rewity.com/vb/t217088-4.html#post7667097




رد مع اقتباس
قديم 05-09-12, 12:04 AM   #58

إنجى خالد أحمد

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية إنجى خالد أحمد

? العضوٌ??? » 156140
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 6,041
?  مُ?إني » مصر ..
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » إنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond reputeإنجى خالد أحمد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Elk

السلام عليكم و رحمة الله اسراء ..
فصل والله رائع جدااااااااا بكل المعانى رائع ، إذ أن أحداثه غير متوقعة على الاطلااااااق !
لؤى ، ماذا سيحدث له ؟؟ يبدو أن حالته بالفعل خطيرة و لكن الطبيب مشفق على الأب من أن يخبره أنه سيفقد ابنه قريبا !!
يا إلهى ، ألا يكفيه ألمه العاطفى ؟؟!!
حقا الآن أبكى عليه ، لأننى بالفعل هائمة عشقا به !!
محادثته مع غادة كانت فوق الوصف ، فعلا لقد تحلى أخيرا بالشجاعة كى يخبرها بجراح قلبه و باتخاذ هذا القرار ، حتى لو كانت غادة تحبه ، فهو يستحق أن ينتصف لكرامته !
أعجبنى هذا الموقف جداااااااااااااا ، و تأثرت به جداااااااااا ، كتبتيه بطريقة أشيد بها !
ظننت فى بداية ألمه ، أنه تعبير مجازى ، قبل أن يبدأ بالصراخ ، كنت أتألم معه !
إياك و لؤى !!
إياك ..
غادة ، تشتتها و اعترافاتها أسعدتنى للغاية و إن جاءت متأخرة للغاية ، إلا أنه يكفى أن تشعر بهذا الحب حقيقة ..
وصفك يا إسراء لحالتها بعد هذا الحديث ، أدهشتنى ، كل هذا الحب يا غادة بداخلك ؟!
أتمنى أن ينصلح حالكما ،
الاثنان صارا يعانيان ، أتمنى لهما شفاء !
نسمة و حسام ، لا يفهمان أى شىء مما دار ، و مع ذلك ، فحسام يقوم بكل ما أوتى من طاقة لتكهن الأمر و الدليل هى كلماته الأخيرة قبل الذهاب إلى الصيدلية ..
هيثم ، بعد كل هذا الأمر ، و كل هذا الحب الجارف الذى لن يمنحك الفرصة لتقديم أى شىء لسمر ، تود العودة إليها ؟!!
لا يمكن ابدا ، و كان يجب أن ينتهى كل شىء ، أنت لم تشعرها بأى أهمية لها ، أو حتى أهمية للحب الذى ضحت هى من أجله بكل شىء !
أتمنى أنا كذلك لك حظا أفضل مع أخرى ..
كذلك المحادثة النهائية بينهما كانت روعة ..
تحدثا بمنطقية ، و سأخبرك بشىء ، قبل أن تطلب سمر من أمها أن تسافر معها ، كنت أقول بداخلى أن سمر يجب أن تسافر حتى تمنح نفسها للنظر فى كل شىء بتوأدة ..
بحق هذا أفضل شىء ، أنها ستسافر لأنه شفاء لها من كل جروح الماضى ،
هيثم لا ينفع لها أبدا ..
بالنسبة للساهى الراسى حبيبك عدى ، جعلته آخر واحد لأقول ، هذه الشخصية تثير اعجابى جدا ، هو بعيد عن كل هذا ، ربما كان السبب فى ما حدث لغادة و لؤى ، إلا أنه لا يمكننا ابدا التغاضى عن دور غادة فى هذا ..
بالنسبة لسمر ، نصيحته بالفعل كانت رائعة و أتوقع أن تظل سمر دائمة العرفان له .. لقد عرّفها أشياء لم تفكر فيها قط ..
أتشوق لمعرفة البقية ، ماذا سيجرى ؟
آه بالمناسبة ، ما معنى كلمة تمت هنا ؟؟!!! ما موقعها من الاعراب بمعنى أفضل ؟!
من أختك الصغيرة و متابعتك الدائمة إن شاء الله ..
سكارليت أوهارا ..


إنجى خالد أحمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-09-12, 01:37 AM   #59

bestqueen

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bestqueen

? العضوٌ??? » 207614
?  التسِجيلٌ » Oct 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,511
?  نُقآطِيْ » bestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond reputebestqueen has a reputation beyond repute
افتراضي

انا قرات الفصول الاولى
حلوة الفكرة
ياترى قرار غادة نهائى فعلا وعدى ليه اعطى المذاكرت لسمر
ليه البنات تبعه عدى
وعدى ماذا استفاد من المذاكرات حب استطلاع واضح انه هوائى كل فتاه يراها جميلة وملائكية بس مش فرق السن كبير بينه ومابين سمر نوعا ما
هاتابع الباقى واعطى رد تفصيلى
كتابة رائعة
تحياتى


bestqueen غير متواجد حالياً  
التوقيع
[SIZE=7"]
عادت عادت عادت العفاريت ومغامرتها الشيقة مع زيزي واكرم وموها؛ مروة محضرة مفاجآة في القادم القوا نظرة و استعدوا للبرد
https://www.rewity.com/forum/t302384-146.htm
احب واقرب الابطال الى قلبى

[/SIZE]
رد مع اقتباس
قديم 21-09-12, 07:10 PM   #60

اسراء عبد الوهاب

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية اسراء عبد الوهاب

? العضوٌ??? » 121004
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » اسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond reputeاسراء عبد الوهاب has a reputation beyond repute
افتراضي

بالغ إعتذاري عن التأخر بانزال الفصل الجديد لوجود أعطال بالحاسب
ساعود لكم قريبا بفصل طويل ،، اعتذاري من جديد


اسراء عبد الوهاب غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي : قلب تحت سطوة مختل
https://www.rewity.com/vb/t217088-4.html#post7667097




رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:06 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.