آخر 10 مشاركات
همس المشاعر بين ضفاف صورة .. وحروف ماثورة... (الكاتـب : المســــافررر - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          عبير الحب (الكاتـب : كنت .. أحلم - )           »          موريس لبلان ، آرسين لوبين .. أسنان النمر (الكاتـب : فرح - )           »          النسيان (الكاتـب : jourouh - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          الطاغية - ساره كرافن - روايات ديانا ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          الى اين الطريق.. (الكاتـب : مجهولة. القدر - )           »          لاادري مااكتب (الكاتـب : مريامي - )           »          القلب والروح والنفس تطلبها *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: صبايا حابة اعرف مين اكثر ثنائي عجبكن في الرواية ؟ ومين كنت اكثر مهارة في صياغة شخصيته
ادهم وحلا 266 43.54%
احمد وسابين 191 31.26%
فارس وسما 154 25.20%
المصوتون: 611. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree277Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-12-12, 05:03 PM   #2081

rama shaheen
alkap ~
 
الصورة الرمزية rama shaheen

? العضوٌ??? » 262099
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 644
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rama shaheen has a reputation beyond reputerama shaheen has a reputation beyond reputerama shaheen has a reputation beyond reputerama shaheen has a reputation beyond reputerama shaheen has a reputation beyond reputerama shaheen has a reputation beyond reputerama shaheen has a reputation beyond reputerama shaheen has a reputation beyond reputerama shaheen has a reputation beyond reputerama shaheen has a reputation beyond reputerama shaheen has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


ايه دا فى فصل النهاردة طب الساعة كام كدا عشان استعد

rama shaheen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-12, 05:07 PM   #2082

narjis

نجم روايتي وعضو نشيط في فريق التراس قلوب أحلام

alkap ~
 
الصورة الرمزية narjis

? العضوٌ??? » 154595
?  التسِجيلٌ » Jan 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,570
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » narjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond reputenarjis has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 25 ( الأعضاء 15 والزوار 10) ‏narjis, ‏ام عبودي33, ‏rama shaheen, ‏غرامي الدلوعه, ‏rosemary.e, ‏وردة جوريه حمراء, ‏rinada, ‏tamima nabil+, ‏rawand girl, ‏Ruru Syr, ‏Manoosha Moon, ‏ميمى مصطفى22, ‏nourra, ‏BLACK-WOLF

narjis غير متواجد حالياً  
التوقيع



اضغط على الصورة للانتقال الى الرواية

رد مع اقتباس
قديم 19-12-12, 05:18 PM   #2083

حياة ايهاب

نجمة روايتي

 
الصورة الرمزية حياة ايهاب

? العضوٌ??? » 252245
?  التسِجيلٌ » Jul 2012
? مشَارَ?اتْي » 747
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » حياة ايهاب has a reputation beyond reputeحياة ايهاب has a reputation beyond reputeحياة ايهاب has a reputation beyond reputeحياة ايهاب has a reputation beyond reputeحياة ايهاب has a reputation beyond reputeحياة ايهاب has a reputation beyond reputeحياة ايهاب has a reputation beyond reputeحياة ايهاب has a reputation beyond reputeحياة ايهاب has a reputation beyond reputeحياة ايهاب has a reputation beyond reputeحياة ايهاب has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحبا ممكن أتلقى مفاجأة حلوة الان .... أم أن المتعة ما زالت مؤجلة

حياة ايهاب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-12, 05:43 PM   #2084

همس القدس

? العضوٌ??? » 161010
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 50
?  نُقآطِيْ » همس القدس is on a distinguished road
افتراضي

رواية جميلة جدا

همس القدس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-12, 05:44 PM   #2085

همس القدس

? العضوٌ??? » 161010
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 50
?  نُقآطِيْ » همس القدس is on a distinguished road
افتراضي

رواية رائعة بالفعل

همس القدس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-12, 05:50 PM   #2086

nabooosh

? العضوٌ??? » 262457
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 279
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » nabooosh is on a distinguished road
افتراضي

yaaaaaaa I am happy

nabooosh غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-12, 06:08 PM   #2087

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل السابع عشر
رفع رأسه عنها ببطء ..... وقد توقفت أنفاسه بعد أن كانت تتصارع منذ لحظة فوق بشرتها الحريرية .مد يديه الاثنتين ليستند عليهما على الوسادة من جانبي وجهها و قد اصبح وجهه فوق وجهها ينظر اليها ......بلا أى تعبير , و كأنه لم يسمع اعترافها منذ لحظة ......
ظلت مستلقية على ظهرها تنظر لعينيه المشرفتين عليها ......و قد تسمر كلاهما كتمثالين حجريين ....أو متصارعين يلعبان لعبة التحدي بالنظرات ........
قام فجأة ليجلس على الفراش ثم سحبها بوحشية من ذراعيها لتجلس أمامه هى الأخرى .......اخذت تنظر اليه وقد علت شبه ابتسامة مستفزة على زاوية شفتيها , و ارتفع حاجبها الايسر باستهتار أمام عينيه الجائعتين اللتين تحاولان التركيز على عينيها دون جدوى , ليعودا و يضيع منهما الطريق ........
ازداد الاستهزاء فى عينيها الوقحتين وهى تراه يحاول استعادة سيطرته ليركز على الاعتراف الاجرامي الذى طلبه ......... وقد حصل عليه .........
استطاع اخيرا النظر الى عمق عينيها ...... وما ان شاهد نظرة الاستهزاء و الابتسامة الساخرة حتى اشتعلت عيناه بنيران الحقد الدفين و لمعتا بالغضب الاسود فمد يده ليقبض على خصلة من مؤخرة راسها و يجذبها بقسوة الى الخلف لترجع راسها ....... اغمضت عينيها من شدة الألم , لكنها لم تنطق بحرف ....... ان كان يظنها ستستجدي منه الرحمة فهو اذن واهم .........
( أعيدي ما قلتِه ........)
ضربتها كلمتة المتوحشة وصدمتها بالكره الذى غلف كل حرف منها , لكنها سيطرت على الشعور المؤلم الذى طعن قلبها و قالت ببرود جليدي وهى لا تزال مغمضة عينيها راسمة نفس الابتسامة التى
( لقد سمعت ما قلته جيدا ..........)
مد يده الحديدية ليقبض على فكها ويهزه بعنف وهو يهدر
( افتحي عينيكِ .........)
فتحت عينيها ببرود لتنظر لعمق عينيه وهى تحضر نفسها لرؤية حقده عليها والذى ما ان رأته حتى عضت باطن خدها دون ان يلاحظ هو سوى البرود المسيطر عليها .........
نظر اليها بازدراء مخفي داخل التوحش المندفع من عينيه ........اخذت حدقتاه تتحركان عى وجهها و كأنه يستشف الجواب من ملامحها الضعيفة بعد ان يئس من قراءة عينيها الباردتين القاسيتين ........ولم تفهم هى ماذا ينتظر قبل ان يبدأ تعذيبه لها , كانت تظن انها ما ان تلقي اعترافها اليه حتى يسارع الى رميها الى الجحيم , لكن ما لا تفهمه هو سبب لمحة التردد التى ظهرت حاليا لعينيها ........ألم يصدقها ؟........مستعدة ان تهبه روحها ان اخبرها الآن انه لا يصدقها ............
( أمتِعيني بكل التفاصيل القذرة ................)
غار قلبها و عاد ليندلع بنيران القهر.............القهر من ذلك المتوحش الذى خدعها برقته يوما .........ليذيقها ليلة من السحر المجنون و يشعرها بما لم تشعره مع غيره أبدا ...... علمها ما لم تعلمه من كل حياتها التى عاشتها لتعبث بقلوبِ العابثين ليخروا تحت قدميها طالبين الرضا من صاحبة السحرالأسود ........ والتى كانت تركل قلوبهم دون أى شعور بالندم ..........
و الآن جاء دورها .........لتشعر ببعضٍ مما اذاقته لعبيدها ......كيف سقطت له بهذه السهولة والغباء , كيف انخدعت بعاطفةٍ كاذبة أطلت من عينيه ..... حتى وان لم تكن حبا و كانت مجرد رغبًة وجنونا ,لكنها كانت تعتقده قد تقيد بها بسلاسل سحرها التى لم تخيبُ هدفا ابدا ........لينجح هو في تكبيلها بسلاسلها ..........
عاد ليرعد فيها بوحشية وهو يهز فكها اكثر حتى كاد ان يخلعه من وجهها ( انطقي ايتها ال........انطقي سابين وارحمي نفسك من غضبي ......... منذ متى قررتما تصفية حسابات الماضي لتكون دارين هى الضحية بينكما ......)
اغتاظت من لفظة ضحية ...... هل هو من السذاجة ليعتقد ان تحرُر دارين من زواجٍ برجلٍ مثل مازن مهران يجعل منها ضحية .........
ذلك الوغد الحقير الذى كان لا يتورع عن وصفها بأقذع الالفاظ أمامها ....حتى تصورت أنه متزوج من انسانة لا يتحملها بشر ,لكن تصرفه الأخير جعلها تدرك كم هو حقير ...... و الكلام الفاسق الذى تعمد ايصاله لأحمد عن مدى تطور العلاقة بينهما جعلها تتأكد ان اى شيء مما قاله سابقا هو كذب حقير لمجرد ان يحصل على تعاطفها و بالتالى يحصل عليها فى نهاية الأمر ...... ولو بأى طريقة , بزواج او بغيره .........ولو كان هذا الغبي الجالس أمامها الآن يحاسبها على ضياع مازن مهران من شقيقته , سمع كلامه عن دارين لكان قتله بيديه ..........بدلا من ان يعذبها هي تحت ادعاء ...... تطهيرها ...... المنافق ......المجنون .......
لم يظهر على ملامحها الرخامية الناصعة أيا من العذاب العاصف الذى يهيج بداخلها فى هذه اللحظة .......و ظلت تنظر اليه بمنتهى البرود ثم قالت اخيرا بصوتٍ قد يجمد اى رجل ......غير احمد مهران
( بماذا تهمك التفاصيل ؟......أردت اعترافا و قد حصلت عليه )
ثم نظرت اليه نظرة الهبت كيانه وهى تضيف بفحيح ( و أنا كلي شوق لأرى خطواتك الفذة لتطهيري من جرائمي ........)
تركت يده فكها الذى كان لا يزال ممسكا به الا إنه عبس قليلا حين شاهد أصابعه منطبعة بعلاماتٍ حمراء على خدها دون ان تظهر له انها كانت تتألم .......لكنه قال بقسوة متعمدة
( ليس الأمر بمثل هذه السهولة ........ ليس قبل ان أعرف .....كيف ..... ومنذ متى .......)
نظرت اليه وهى تبادله القساوة بقساوة اشد و اعلى وقالت وهى تشدد على كل حرف ليصله جيدا
( كيف ؟...... انت تعرف خطوات الخطة جيدا و التى انتهت بتدمير زواج دارين .... حتى وان كنت تتوهم بأنك أنقذت زواجها بزواجك مني !!.......لكنى فى الحقيقة سأظل بينهما طوال العمر , لن يتمكن مازن من نسياني أبدا .........فقد عمِلت على ضمان ذلك جيدا ....
أما منذ متى ؟؟؟........ فذلك أنت تعرفه جيدا ....منذ ان جعلت أمك والدي يترك زوجته و بناته ليرتمي في أحضانها ...........)
لم تكد تمر لحظة منذ ان نطقت الحرف الاخير في كلامها البشع حتى شعرت بلسعة شديدة فى خدها بعد ان ارتفعت يده عاليا لتهبط مرتطمة بوجهها , في صفعةٍ قوية القت بها على الوسائد خلفها ............
رفعت يدها ببطء لتتلمس اثار صفعته على وجهها و التى يبدو و كأنها انطبعت على قلبها ....هل هذا هو شهر عسلها ؟ .......... هل تلك هي الايام التى اخذت تعد اللحظات قبلها لتصل اليها ؟................. غامت عيناها وهى تنظر اليه بشرود دون ان تذرف دمعة واحدة .........
قام من مكانه بعنفٍ وهو يغرز أصابع يديه بخصلات شعره وهو يغمض عيناه هامسا
(يا الهي .......)
ظلت تنظر الى الصراع الذى يعانيه ..... جانبا منها يتلذذ بمعانته و كرهه لذاته لأنها تمكنت من إيصاله لذلك المستوى الذى بالتأكيد لم يصله مع غيرها أبدا .........
لكن جانبا آخر منها ...... مخفي عميقا بداخلها , كان يحثها لتنهض و تضربه و تصرخ بوجهه الا يصدقها ...... الغبي الذى لم يحركه نحوها الا انتقاما طويلا عمره من عمرهما معا , ولا ذنب لهما به ...........
فتح عينيه بصعوبة لينظر اليها بأسى طويلا الى ان قال اخيرا بصوتٍ متعب
(اياكِ ان تدخلى أمي فى الحربِ بيننا سابين ........و قتها لن اضمن ردة فعلى تماما كما فعلت الآن )
همست وهى تنظر اليه بحقدٍ دفين
(انت الذى طلبت ادخالها .......انت من أحضرتني الى هنا .....الى صندوق ذكرياتها مع ابي )
استقامت و نهضت من الفراش لتندفع اليه وتواجهه وهى تكمل بشراسة
(لم تفكر الا بانتقامك انت ...... ليس لدارين فقط بل لتكن صادقا مع نفسك يا احمد بل انت تريد الانتقام مني بسبب الماضي الذى لم تستطع غفرانه او التعامل معه ...........فكان زواج دارين المهدد هو فرصتك الذهبية لتنتقم من ذلك الرجل الذى أسر قلب أمك الى الآن .....حتى وان كان ميتا فابنته موجودة لتنتقم منها .......اليس كذلك ؟......لم تفكر الا في غضبك أنت من الماضي ....... لم تفكر أنك لم تخسر شيئا حقا ......لم تفكر فى أنا ......أنا يا احمد ..... أنا من تركني والدي ...... أنا و إخواتي ......نحن من فقدنا والدنا ...... بسبب حبه الذى لم يستطع التغلب عليه ابدا ........سما التى كنت تساعدها فى الخارج بمنتهى الشهامة , تركها والدها وهى لا تزال رضيعة.... لم تعرفه ابدا ..... بسبب حبه .....بسبب تلك العاطفة الأنانية المسماة حبا ......و أنا .... أنا اتذكره جيدا , أتذكر ابتسامته , أتذكر حنانه علي أنا وإخوتي.......لكن أتذكر أيضا اننى رأيته يصفع امي ذات مرة ...... تماما كما فعلت أنت الآن .......لم تفكر بكل ذلك حين أحضرتني الى هنا بالذات ..... الى المكان الذى تعمدت ان أجد فيه تلك الذكريات عن ذلك الحب البائس الذى عرفت الآن أنه السبب في ترك والدى لنا ........سنواتٍ وسنوات و أنا اسأل نفسي عن سبب اختفائه من حياتنا ........عما ارتكبناه من خطأ ليتركنا ....... اتذكر آخر مرة رأيته بها ....... حين قبل وجنتي وهو يقول لي انه آسف و ان لا خيار له سوى ذلك ....... ولم أفهم وقتها قصده... لم أعرف سوى أننى لم أره ثانية ....و الآن ......الآن فقط عرفت .....قرأت رسائله لها ..... رأيت صوره معها .......و عرفت لِما تركنا ....من أجلها ..... من أجلها هى .....)
كانت آخر كلماتها خرجت من شفتيها همسا حزينا مقهورا و قد أغمضت عينيها ........ و استدارت و هى غير قادرة على النظر اليه فى تلك اللحظة .......
أخذ ينظر اليها بعد انفجارها منذ لحظات وهو مشدوها مما سمعه ..... لقد قلبت كل الحقائق ......لقد قلبت كل زوايا الأمور بداخله .....لم يكن ينظر الى سابين التى عرفها من قبل ....... لم يعرف من هى تلك الطفلة الواقفة أمامه الآن بعد ان ضاع منها والدها .....
تمنى فى هذه اللحظة ان يأخذها بين ذراعيه لينسى أمه و والدها ....لينسى دارين وذلك الحقير مازن ......لينسى ايثار بكل الآلام التى سببتها لعائلته ........لكن ليس بعد ..... لازال هناك الكثير بينهما .......لازال يبعده عنها الكثير و الكثير .........
همس لها ( سابين .......)
التفتت له بشراسة حين سمعت همسه باسمها و نظرت اليه نظرة أوقفته عن التحرك اليها ......ثم قالت له بكرهٍ لا حدود له
( لن أسامحك ابدا يا احمد مهران ........تذكر هذا حين تأتى الي تستجدي السماح .....و ستفعل...... وعدا مني ستفعل .......حينها تذكر اننى لن أسامحك ابدا ........)
تجمد فى مكانه و ملامحه لا تعبر عن اى شيء ........ثم عادت القسوة لتغلف نظرته وهو يقول بصوتٍ منخفض
( لن يأتى هذا اليوم أبدا سابين ..........فلا تنتظريه ........يا زوجتى )
انحنى ليلتقط كنزته وقميصه ثم اندفع مغادرا الغرفة صافقا الباب خلفه بكل عنف .................
نزل درجات السلم و شياطين الغضب تطارده ........... الغضب من الجميع , و الغضب من نفسه قبلهم جميعا .........
و عبارتها تتردد فى ذهنه ........... (الآن فقط عرفت .....قرأت رسائله لها ..... رأيت صوره معها .......و عرفت لِما تركنا )
لم تكن تعرف ...... لم تكن تعرف ما حدث بالماضى ....... لم تعرف الا الآن ....... أى انه لم يكن هناك انتقامٍ من امه بسبب الماضي
........
أخذ يخاطب نفسه بغضب ........ها قد حصلت على أول اجابة ......ولا تزال بقية الأجوبة التى يريدها و سيحصل عليها ......
كان قد وصل الى سيارته و هو ينهي ارتداء كنزته بعنف .......ثم حثه شيئا ما لرفع رأسه الى نافذتها ........ليراها تراقبه منها بملامحٍ استطاع ان يرى بها الشر الاسود .... وما ان التقت نظراتهما حتى شدت الستائر لتغلقها بعنف و هى تبتعد عن النافذة........
هدرت أنفاسه بغضب وهو يتذكر اعترافها الغبي الزائف ..........
لماذا تفعلين ذلك .......لماذا تصرين على إخراج اسوأ ما فيكي.............
وعاد اليه صوتها الذى خرج من عمق روحها و هى تقول بكل ثقة ( تذكر اننى لن أسامحك أبدا ........)
سنرى هذا فى وقته يا سابين ....سنرى ........وحين شعر أنه على وشكِ الانفجار دخل الى سيارته و انطلق بها , يكاد لا يرى ما أمامه من شدة الجنون الذى يشعر به فى هذه اللحظة .......
.................................................. .................................................. .................................................
استيقظت سما صباحا من نومها الحالم على أصواتٍ مرتبكة آتية من المطبخ , و حين انتبهت و تيقظت تماما كانت نهاية هذة الاصوات هو صوت تحطم عالى أفزعها ........ نظرت بجانبها فذعرت حين وعت الى الفراغ الذى كان يحتله منذ ساعات .......فشهقت وهى تهمس ( فارس ......)
اندفعت لتنهض من الفراش بسرعة .... واخذت القميص الملقى باهمال على حافة الفراش لترتديه وهى تغلق ازراره باصابع مرتجفة اثناء جريها باتجاه المطبخ ...... و ما ان وصلت الى بابه حتى فوجئت بالمنظرالماثل أمامها .......
فعلى أرض المطبخ كان فارس جاثيا على ركبتيه و هو يشتم هامسا بينما أخذت يداه تحاولان تلمس الاشياء المرمية امامه و من بينها العديد من القطع المكسورة ........
أمعنت سما النظر الى هذه الاشياء ففوجئت بوجود صينية كبيرة ملقاة على الارض ..... و بجوارها تناثرت العديد من قطع التوست المسخن.....بالاضافة الى كأسٍ محطمة تماما و تحتها العصير المسكوب منها ...... وبعض قطع الحلوى المتناثرة كذلك ......وفى وسط هذه الاشياء استقرت وردة حمراء كبيرة تعرفها تماما كانت قد ذكرت لفارس مدى جمالها و هى مزروعة بالقرب من باب البيت .....
أمالت سما برأسها لتستند الى إطار الباب دون ان تصدر صوتا و هى تضع يدها على قلبها الذى يخفق بكل معاني العشق الموجودة فى هذا العالم ........
يالهى .....هذا الأسد الاعمى كان يحضر لها الفطور ......لقد جهز كل شىء بمنتهى المهارة ......حتى الوردة لم ينساها .......
دمعت عيناها وهى تشعر بغصةٍ فى حلقها .......لكم تتألم من أجله ......ولكم تحبه ...بل ان كلمة الحب تبدو بسيطة جدا بالنسبة الى ما تشعر به فى هذه اللحظة ..........كانت تعلم ان هذا هو فارس الحقيقي ...... هذا هو حبيبها الذى راهنت على حبه رغم قسوته عليها ......كانت تعلم بان فارسها هو طفلها ........لم يخدعها قلبها ابدا ........انتظرته طويلا ليأتى اليها ...... حبها المستحيل .....حبها الصعب المستحيل ........
مدت يدها لتمسح دموعها بصمت ثم دخلت الى المطبخ وهى تسير حافية على الارض الناعمة الى ان وقفت بقربه .........
رفع فارس رأسه و هو عابسا ..عاقدا حاجبيه , ينظر أمامه بوحشية .......ثم همس بغضبٍ لم يستطع السيطرة عليه
( ما الذى أيقظك الآن ؟..........الا أستطيع الهروب منكِ للحظة ؟.......)
ابتلعت ريقها ثم اخذت نفسا عميقا و هى تهبط ببطء لتجلس بجواره على ركبتيها , ثم مدت يديها وهى تلتقط الاشياء المتناثرة من امامه و تضعها فى الصينية ثم اخذت تجمع القطع المكسورة ...........لكن حين حاول النهوض هتفت بصوتٍ منخفض
( انتظر لحظة يا فارس حتى لا تجرح نفسك ..............)
زفر بحنقٍ ثم عاد ليجلس هو يخفض نظراته المتألمة .......بينما أخذت تمسح الارض من العصير و القطع المكسورة .و حين انتهت عادت لتجلس بجواره ......ثم همست بدفء
( هل كان هذا الفطور لي ؟..............)
اجابها بحنق و هو يشعر بصدره يضيق
( إن لم يكن لكِ فلمن هو اذن ؟..........هل تجدين أحدا غيرنا هنا ؟...........)
عادت عيناها لتدمع مرة اخرى ...بل هى لم تجف اصلا لكنها لن تسمح له بان يلحظ بكائها ......... مدت يدها لتلمس وجهه برقة ثم أخذت تحدد معالمه بأصابعها بكل نعومة حتى شعرت بعضلاته تستريح من تشنجها ...... الى ان استسلم متنهدا وهو يستمتع بملمس أصابعها ...........حينها همست برقة
( لم يفعل أحدا هذا لى من قبل .............ماذا فعلت لأستحق كل هذه السعادة ؟.....)
مد يديه ليجذبها من خصرها و يجلسها على ركبتيه و هو يستند بظهره الى الخزانات خلفه .........ثم همس وهويداعب شعرها
( بل ما الذى لم تفعليه الى الآن .........أنتِ تستحقين ان تكوني أميرة .... لا ان تتقيدين برجلٍ أعمى لتظلي تخدميه دون مقابل )
أمسكت بوجهه بين يديها و هى تقول بغضب
( لا تقل هذا عن نفسك .........كف عن التذمر فأنت أفضل من الجميع في نظري و لن أسمح لك بقول هذا عن الرجل الذى أحب مرة أخرى ........)
ارتسمت الابتسامة على وجهه اخيرا فتنفست الصعداء و هى ترتمي بأحضانه لتنعم بدفئها ......بينما أخذ يمرر يده على ساقها الناعمة حتى وصل الى القميص فقال لها بعبث
( هل ترتدين قميصي ؟.....................)
رفعت رأسها قليلا لتنظر اليه ثم قالت بهزل رافعة حاجبها
( نعم ........ هل لديك مانع ؟....)
أجابها بشغفٍ عابث
( المانع الوحيد هو أننى لا أستطيع رؤيته عليكِ ......)
قضبت جبينها و هى تتذكر بعض المناسبات ثم قالت بجرأة و هى تبتسم
( ومنذ متى كانت تمنعك عيناك عن رؤيتي ............)
ابتسم ابتسامة مفترسة تنم عن تأييده لكلماتها ........ ............
فانتهى بهما الأمر بأن سقطت سما من على ركبتيه جالسة على الأرض الصلبة الباردة بقوة...... فضحكت بتأوه و تهتف عابسة
( فارس ............لقد آلمتنى )
الا إنه لم يهتم وهو يميل بها و قد غابت عنهما الدنيا فى عالمٍ رائع من العواطف الدافئة ................
استطاع فارس النطق اخيرا بتقطع
( هل أخبرتك سابقا كم أنتِ رائعة ؟............)
ازدادت سما اقترابا منه وهى تهمس بارتجاف
( لا بأس أن تكررها كل لحظة ............)
أخذ فارس يضحك و عاد ليقبل كل جزء من وجهها و هو يدغدغها قائلا بجموح بين كل قبلة
( أنتِ رائعة .....أنتِ رائعة .....أنتِ رائعة )
بينما كادت سما ان تختنق من شدة الضحك الى ان أحمر وجهها بشدة و أخذت تسعل و المرح يملأها
خاف فارس عليها من شدة سعالها فاكتفى بذلك وهو يضمها اليه متنهدا بسبب هذا الصباح الرائع ........
بعدها بساعة ٍ واحدة كانا يتمشيان وهو يلفها بذراعه و وجهها مستقرا على صدره ......على الشاطىء المهجور و الذى بدا ملكهما فقط ليشهد على سعادته ....وحبها .......
همست سما برقة ( لقد اشتقت لسابين جدا يا فارس .......أنا أكلمها كثيرا لكنها لا تجيبني )
قال لها فارس ضاحكا ( هذا لأنهما مشغولان ......يفعلان ما نفعله كل يوم )
أحمر وجه سما و هى تضربه فى معدته برقة ضاحكة ......ثم قالت بعد فترة
؛( أتظنها قد حصلت على سعادتها أخيرا ؟..........................)
امتنع فارس عن التعليق على سابين حتى لا يبدد النظرة الرومانسية التى تنظر بها سما الى زواج سابين بينما هومثل الجميع لا يرى سوى أنها أوقعت بأحمد مهران بكل اقتدار ......فحاول ان يغير الموضوع وهو يمد يده ليتلمس وجهها برقة ليتبين ملامحها ثم همس لها بشوق....................
( و ماذا عنكِ سما هل أنتِ سعيدة حقا ؟..........)
قبلت صدره برقة ثم همست بنبرةٍ اخبرته الكثير
( الم أخبرك ذلك للتو ..........أنا سعيدة ...سعيدة جدا لدرجة أننى بدأت أنظر للحياة بنظرة مختلفة تماما )
ابتسم فارس بمرح و هو يلاعب شعرها و يقول
( وما هى نظرتك الجديدة للحياة يا سيدة سما ؟.........)
أجابته بحماسٍ يتوهج ( أنا أفكر أن أكمل دراستي .........................)
كانت لا تزال ملصقة جانب وجهها بصدره فلم ترى وجهه الذى اختفت منه الأبتسامة ..... و النظرة المتوحشة التى علت عينيه ....
لكنها شعرت بتوقفه عن السير فجأة فرفعت وجهها اليه متسائلة.......حينها شاهدت تلك النظرة التى أخافتها و جعلتها تهمس
( فارس ...... ماذا حدث ؟)
خفت قليلا تلك النظرة بعينيه .....ثم قال بهدوءٍ قدر الإمكان
( ما الذى جعلك تفكرين بالدراسة الآن .......بعد كل هذه السنوات ؟..)
شعرت سما بالتوجس من نبرته الهادئة و غضبت من نفسها بشدة لأنها القت اليه اقتراحها مرة واحدة دون ان تمهد له الطريق أولا.......كانت تشك فى موافقته و قررت ان تنتظر الوقت المناسب الا ان روعة هذا الصباح جرفتها ........لتجعلها ترغب في ان يشاركها حماسها ..........لكنها الآن تستطيع رؤية انها افسدت الأمر تماما ........
همست اليه وهى ترفع يدها لتلامس صدره
( لم يكن هناك مجالا من قبل .........أما الآن فأنا اشعر بأننى قادرة على النجاح و تعويض ما فاتني .........هل تمانع يا فارس )
قال بنفس النبرة الهادئة
( وماذا كانت دراستك ؟.............)
اجابته مندهشة و مصدومة من عدم معرفته الى الآن ...............
( كنت أدرس الطب ........ فالواقع لم أدرس سوى سنة واحدة فقط ثم تزوجت بعدها .......)
ارتفع حاجباه بصدمة وهو يهمس ( الطب ؟؟......هل تردين ان تصبحي طبيبة ؟......)
ظلت سما تنظر اليه بوجوم وهى غير قادرة على قراءة أفكاره ........يا الهى ما اكثر ما يجهله عنها ......لم يفكر ان يسألها مرة واحدة عن دراستها التى اختطفها منها بعد ان كانت تحلم باليوم الذى ستصبح فيه طبيبة .......الا ان حبها لفارس أوقف كل مشاريع حياتها و كل أحلامها عن المستقبل .....ليصبح كسب حبه هو حلمها الوحيد .........
أبعدت تلك الأفكار السلبية عن رأسها ...........و هى تحاول أن تنقل حماسها اليه قائلة
؛( نعم ...... نعم يا فارس ,كان ذلك حلمى الوحيد قبل ان ألقاك ..........و الآن أتمنى ان احققه )
ظل ينظر امامه و هو يخفي ما يشعر به تماما ........فهمست مرة أخرى
( فارس .............)
رفع يده فجأة ليوقفها عن الكلام باشارة منه ثم قال بحزمٍ لا يقبل المناقشة
( سما ......انسي هذا الموضوع تماما ,فانا لن أقبل ان تعملي أصلا ,فلما تتعبين نفسك بالدراسة ؟)
شعرت فى لحظةٍ واحدة بتكسر كل أحلامها على صخور قلبه القاسي ......و امتلأت عينيها بالدموع فى لحظة واحدة .....فهمست كمحاولة أخيرة
( لكن يا فارس ...................)
سحبها بين ذراعيه وهو يقبلها بشدة موقفا كلامها ..الى ان ضمن استجابتها الكاملة.......... ثم قال اخيرا بعد ان رفع رأسه عنها ..بصوتٍ اجش من العاطفة
( سما نحن فى شهر عسلنا الذى طال انتظاره ........فهل هذا وقتا للكلام فى الدراسة ؟)
شدد من ضمها اليه..... ليشعر برطوبة دموعها على بشرة صدره العارية ....الا انه لم يظهر انه شعر بدموعها .....وهو يهمس فوق وجنتها
( هل هناك ما هو أغلى عندِك منى ؟........سما )
اجابت سما هامسة وهى تهز رأسها بينما دموعها تنساب على وجهها ....(لا......)
و ليتأكد من جوابها أعاد نفس السؤال فوق شفتيها ....الى ان حصل على نفس الاجابة وهى تمد ذراعيها لتطوق عنقه ........تخبره بقبلتها عن كل ما يريد معرفته فى الوقت الحالى ............
تلك الليلة حين كانت تنام بقربه ....ظل هو مستيقظا بجوارها .....يتخلل شعرها باصابعه , ناظرا أمامه بألم ......
اليوم شعر بتمزق قلبه تحت دموعها على صدره ...... لكنه قاوم ألمه .......لأنه يحمي ممتلكاته , وسما أصبحت أغلى ممتلكاته و سيكون ملعونا اذا تركها تفلت بعيدا .....كما ضاع منه حبه الأول ......لكن الآن ان ضاعت سما منه فهو لن يجد سببا آخر ليحيا من أجله ......حتى وان لم يكن هذا حبا .......يكفى ما تجلبه الى حياته من أمل ...... وسعادة ......
اقترب منها ليتلمس شفتيها بكل رقة ......ثم أخذ يهمس فى أذنها
( أنتِ تتسربين من بين أصابعي بمنتهى السرعة ياسمينا ..........حتى وان لم تدركي ذلك بعد , لكن الرياح تريد أن تحملكِ بعيدا....... ,لكن وعدا منى ان ذلك لن يحدث ابدا مادام فى صدري نفسا يتردد ......أنتِ لي ياسمينا .....لقد خلقتِ لي وقد وقعت أنا على عقد امتلاكك قبل حتى ان تعرفي معنى الحياة .......قد أكون قاسيا لكن هذه هى الحياة , و انا أنوى ان آخذ حقي بها ...........الم يكن هذا هو طلب الجميع ........لا أفعل الآن سوى أننى انفذ ما رسمتوه جميعا منذ ثلاث سنوات .........فلا مجال للندم او لتأنيب الضمير عندي .....)
تململت سما فى نومها قليلا وهى تئن الى ان استيقظت فجأة شاهقة بعنف .........ففوجئت بوجه فارس الشرس مطلا فوقها ,فهمست بخوف
( فارس .......ماذا هناك حبيبي ..هل يؤلمك شيء )
ابتسم ابتسامة باهته ثم قال بعد فترة
(نعم .......نعم يا سما ,أشعر بصداعٍ فظيع ,لقد عاد أسوأ من السابق .......)
استقامت سما جالسة بجواره وهى تقضب جبينها بقلق تتلمس جبينه وتهمس
( مرت فترة منذ ان أصبت به ........فلماذا عاد اليك الآن )
تردد قليلا ثم قال وهو يتعمد تضييق عينيه بألم
( يبدو اننى لم أحتمل التوتر أبدا ..........هل تجلبين لي الدواء يا سما من فضلك )
فى لحظةٍ واحدة .....كان القرص بيده وكوب الماء فى يده الأخرى وبعد ان انتهى ......همس لها بخشونة
( سما أعرف اننى أحتاج الى كل دقيقة من يومك .......خاصة ها قد بدأت الأوجاع تعود الي مرة أخرى..... أنا حقا آسف )
جذبت سما رأسه بكل رقة لتريحه على صدرها وهى تدلك له جبهته هامسة بحب متألمة لألمه
( هششششش.........لا أريد ان أسمع هذا الكلام السخيف مرة أخرى , لن تعود أوجاعك باذن الله ...قد يكون هذا صداعا لأنى وترتك صباحا ......أنا التى يجب ان تعتذر حبيبي ........ويجب ان تعرف أنك الأول فى حياتى دائما ولو استطعت زيادة دقائق يومي لأعطيها لك , لفعلت بدون تردد ........)
ارتسمت ابتسامته المفترسه على شفتيه وهو ينعم بحضنها الدافىء ......... والكلمات التى أراد سماعها , والتى سيحرص على سماعها كل لحظة لو أمكن ...............
.................................................. .................................................. ................................................
كان ينظر اليها بشغف ٍ فى المرآة وهى تساعده فى ارتداء سترته ....... إنها تداوم على فعل ذلك منذ عدة أيام .....وهى لا تعلم ان هذه الحركة البسيطة تلهب مشاعره وتحثه على عدم مغادرة هذه الغرفة الى مكانٍ ممل كالعمل .......
كانت واقفة خلفه تمرر يديها بعدم تركيز على كتفيه بعد أن ألبسته السترة .......ثم حانت منها التفاته الى المرآة .....لتفاجأ بنظرته الجامحة اليها تساندها ابتسامة مفترسة على زاوية فمه .......فاحمر وجهها بشدة و هى تخفض نظراتها بسرعة ...... فضحك بشغفٍ وهو يجذبها بين ذراعيه ليقول
( أعتقد أنكِ علمتِ ما أفكر به فى هذه اللحظة اليس كذلك ؟..........)
ازداد احمرار وجهها وقد فلتت منها ضحكة رقيقة خجولة .........فلم يستطع المقاومة اكثر فجذبها اليه يقبلها بشغفٍ افقدها الوعى بكل ما حولها ........
ابتعد عنها أخيرا وهو يتنهد بعمقٍ حتى كاد ان يسحبها مع الهواء الداخل الى رئتيه محملا بعطرها العذب .........عطرها الذى لم تضيفه ابدا الى نفسها .... بل منحته إياها الطبيعة بكل بساطة ........هذه الرائحة استنشقها حين حملها بين ذراعيه للمرة الأولى وهى طفلة صغيرة لم تتعدى الخامسة .......وقتها لم يعلم لماذا سكنت هذه الرائحة خياله طويلا و قد فسر الأمر بأنها رائحة الأطفال الناعمة المحببة ......لكن بمرور السنوات ,ظلت هذه الرائحة تسكن قلبه ...تداعبه كلما اقترب منها متعللا بأى شيء , ليدرك ان هذا هو عطرها الطبيعي
...............
عاد ليقترب منها مرة اخرى ليدفن انفه اسفل عنقها عله يصدق أخيرا انها هنا بين ذراعيه وقد أصبحت ملكه .........
ابتسمت بحزن و هى تميل برأسها ليلامس خدها خده بنعومة لتستمد منه كل الحماية التى تحتاجها .....همست بداخلها ....أين كنت ....لماذا لم تنتشلني من قبل .......لو كنت أعلم أنك قدري لكنت انتظرتك .......لما كنت ضعت من دونك ........كنت أخى الصارم , وكنت أخاف من قسوتك .......لو كنت أعلم ......لو كنت أعلم ......
لم تدري ان كلمتها غادرت شفتيها بهمسٍ معذب .......الا حين رفع رأسه و هو ينظر الى عينيها المبللتين طويلا .....ثم همس أخيرا
( لو كنتِ تعلمين ماذا حبيبتى ؟..............)
لعقت دمعة وحيدة انحدرت ووصلت الى شفتيها بنعومة ......ثم هزت رأسها بعلامة ٍ لا معنى لها .......ظل ينظر الى عينيها طويلا لا يمل منهما دون أن يثقل عليها بالاسئلة ........فدائما ما يتركها تبكي كما تريد حتى تكتفي دون يحاول العودة الى الماضي ........ وهذا ما كان يريحها وما كانت ممتنة له .......
أمسك بوجهها بين كفيه ..... و ابتسم لها مطمئنا بان كل شيء سيكون على مايرام .لكن دون أن يحتاج الى الكلام .......ثم قال لها أخيرا
( هل تحبين الخروج مع السيدة اسراء مرة أخرى ؟.......)
نظرت اليه مندهشة تماما كالمرة السابقة ...... ما هذا التطور ؟ هل يفعل ذلك لإرضائها ..........مع انها متأكدة من عدم رغبته في خروجها من باب القصر .......لكنها لم تستطع كبت حماسها هذه المرة .....فلقد مر اسبوع على خروجها مع السيدة اسراء الى المجمع التجاري ......و كانت تعتقد ان هذه كانت المرة الأولى و الأخيرة التى سيسمح فيها ادهم بخروجها .......لذا لم تعلق الآمال كثيرا على إعادة الكرة .......و احتمال مقابلتها لصديقتها الجديدة مرة أخرى ..... مع أنها كانت تتوق لذلك بشدة .... لم تكن تدري متعة أن يتحدث المرء الى شخصٍ غريبٍ لا يعرفه ..... ليفضي اليه بما لا يستطيع البوح به لمن يعرفهم ......شعرت المرة السابقة بشعورٍ غريب ... شعورٍ من راحةٍ محملةٍ بالألم .........و لكم كانت تريد أن تعيد هذا الشعور مرة أخرى .......بالاضافة الى شعورها بأنها عادت انسانة سوية تجلس مع أمرأةٍ شديدة الأناقة .... شديدة الثقة بالنفس ... والتى تمنت ان تكتسب جزءا من ثقتها ...... وتصبح بمثل جاذبيتها و اناقتها .........و تختفى منها تلك الفتنة ِ الهمجيةِ القذرة التى تجذب اليها وحوش الأرض ......كما وصفها أحد تلك الحيوانات الذين عرفتهم سابقا .........فقط جذابة ...... جذابة و راقية .... لاتثير غرائز كل من يراها .........كما قيل لها سابقا ........
فهل تجرؤ على رؤيتها مرة أخرى ؟؟.....لقد كانت ..سمر ...مبدية أشد الاهتمام برؤيتها مرة أخرى , مما جعل حلا تشعر بالزهو قليلا و ارتفاع روحها المعنوية .......هناك من يريد رؤيتها لشخصها ..... وليس لأغراضٍ دنيئة ......
همست لادهم تحاول التأكد مما سمعته
( حقا يا ادهم ؟.....مرة أخرى ؟.......كنت أظنك تخاف من خروجى وحيدة , لكن ها أنت تسمح لي بالخروج بمفردي مرتين خلال أسبوع ؟.......)
ثم تابعت و قد أصابها دلال الأنثى العاتبة بالرغم من حماسها الخفي
( ألم تعد تخاف علي يا أدهم ؟..........)
فى حركةٍ واحدةٍ مباغتة مد ذراعيه ليعتقل خصرها ثم رفعها عاليا ليصبح وجهه فى مواجه عينيها المتسعتين ببراءة ...........اخذ نفسا عميقا و هو ينظر لعينيها عابسا ......ثم قال أخيرا باندفاعٍ غاضب
( تبا يا حلا ... انا أحاول أن ......لكن أنتِ لا تساعديني بما تقولينه ....بنظرة عينيكِ البريئتين بسذاجة ......)
لم تفهم تماما ما يحاول قوله ......لكنها ظلت تنتظره لأن يكمل ....شعرت ان كلامه الغير مفهوم يدفىء قلبها .......
قال أخيرا وهو يتنهد بيأس
( فى قرارة نفسي لا أريد ان تخرجي من باب القصر ..........لكنى أعلم ان ذلك مستحيلا , فها أنا أحاول ان أروض نفسي بالرغم من شدة ما أعانيه من خوفٍ عليكِ )
أحاطت عنقه بذراعيها و هى تقول بتردد تحاول ان تقنع نفسها قبل ان تقنعه
( ادهم .....أنا لست طفله , صحيح أننى لم أفعل سابقا ما يجعلك تثق بي ...... لكنى .....لكنى أحاول , فلا تخف على و لا تلم نفسك )
أنزلها ادهم على قدميها ثم ضمها الى صدره بكل قوة حبه و خوفه عليها ..... لا يريد ان تبتعد عن قلبه أبدا .......
اخيرا ابتعد عنها قليلا و هو يقول بحزمٍ حاول تجميعه قدر الإمكان
( اذن ... فلنحاول خطوة خطوة ......فلتخرجى مع السيدة اسراء اليوم ......و .... وحاولى الاسترخاء قدر الامكان )
مد أصابعه ليتلمس و جنتها برقةٍ اذابت قلبها و هو يهمس بعد لحظة
( ليس معنى اننى أخاف عليكِ ..........ان يكون هناك ما يخيف لا أريدك ان تشعري بالذعر , لا تقلقي حبيبتى فعيوني عليكِ دائما )
شردت بعيدا لحظة و هى تتذكر نفسها تسير هائمة مذعورة تنظر الى كل شخصٍ يقترب منها على انه سينقض عليها فى أى لحظة .......لو كان رآها فى هذه اللحظة لكان شعر بالخجل منها بكل تأكيد ......... الحمد لله أن عيونه لم تكن عليها كما يحاول ان يطمئنها و الا لكان صُدم من منظرها المخزى و هي تسير وحدها بعد رحيل السيدة اسراء ..........
أومأت حلا برأسها موافقة و هى تبتسم ابتسامة مترددة ترد على ابتسامته المشجعة لها ........ابتعد عنها متثاقلا بعد ان قبلها على جبهتها مودعا .......الا إنه عاد اليها مرة أخرى ليمسك بذقنها يرفعه اليه وهو يقول بصرامة محببة
( لا أريد ان انبهك لملابسك مرة أخرى .........)
ابتسمت ابتسامة واسعة وهى تومىء برأسها له ........ وقد عادت لذاكرتها نفس الجملة حين كانت فى السادسة عشر وهو يقولها بصرامة أشد منها الآن .........
عادت لتهمس بعد أن خرج من الغرفة ..........أين كنت .......لو كنتُ أعلم ..........



يتبع


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-12-12, 06:11 PM   #2088

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

ظلت حلا تنظر الى قائمة الأسماء الموجودة على شاشة هاتفها الخاص ......و التى لا تحتوى الا على اسمين اثنين فقط .....اسم ادهم يليه اسم ........سمر ....و التى أصرت ان تعطيها رقم هاتفها مؤكدة عليها ان تهاتفها و قتما شعرت بالرغبة فى الخروج معها .....بينما لم تملك حلا الجرأة لتعطيها رقمها ........
أخذ إصبعها يتردد كثيرا فى الضعط .........هل ستتذكرها ..... قد تكون مجرد انسانة ودودة و لا تعتقد بالفعل ان حلا ستأخذ الموضوع بجدية و تحاول مقابلتها مرة أخرى .........لكنها تحتاج اليها نوعا ما , احساس غريب طرأ عليها منذ ان قابلتها ...... هل هذا هو معنى الصداقة التى لم تعرفه قبلا ..... حتى مع هلال .....احتياجها لأنسانة غريبة كسمر اكثر ضرورة من احتياجها لعفوية و مرح هلال ....
اخذت نفسا عميقا فى النهاية ثم ضغطت على اسمها ........كانت لحظة واحدة وهى على وشك ان تغلق الهاتف بعد ان غلبها ترددها ....الا ان الصوت الجذاب ذو النغمة الموسيقية وصلها قائلا
( مرحبا .....)
كرهت حلا غباءها على هذه الخطوة الغير محسوبة ,. الا إنها لم تجد سبيلا سوى أن تكمل للنهاية ...........فهمست متلعثمة
( س..سمر مرحبا .....آآآ....أظن أنكِ لن تتذكرينى , لكن ....لكن أنا كنت ...........)
قاطعها الصوت المحبب و هو يأتي اليها حاملا الثقة و الألفة
( مرحبا حلا ........)
ابتسمت حلا قليلا و هى تلصق الهاتف باذنها و تسير بخطواتٍ متعثرة فى الغرفة ..... لقد تذكرتها ......
ثم همست بإحراج ( لقد تذكرتِنى ..................)
جاءها صوت سمر حاملا الابتسامة معه
( بالطبع تذكرتك فأنا لا أنسى أصدقائي ابدا .........ثم أننى أنا من طلبت منكِ مكالمتي )
ترددت حلا وهى لا تعلم بماذا تكمل كلامها .......لقد شعرت بنشوى غريبة حين أخبرتها سمر بأنها تعتبرها من أصدقائها .......
قاطع ترددها صوت سمر و هى تقول بعذوبة
( حلا انا أشعر بالملل ......ما رأيك ان نخرج اليوم ؟)
اتسعت عينا حلا و هى لا تصدق ان هذا ما كانت تريده لكنها كانت محرجة من رفض سمر لرفقتها , خصوصا و أنها لم تمهد لها الأمر قبل اليوم فقد تكون مشغولة ........لكنها انبهرت بعفوية سمر الشديدة و هى تخبرها بمنتهى البساطة أنها تريد أن تخرج اليوم ......لكم تتمنى أن تصبح في نفس ثقتها ........همست حلا و هى تبتسم
( سيكون ذلك رائعا .......... هل من الممكن ان نتقابل في نفس المكان , أنا لن ......لن أستطيع الذهاب الى غيره )
جاءها الرد من سمر مطمئنا ودودا ( بالطبع حبيبتي لا مشكلة ........سأكون في انتظارك هناك بعد ساعتين )
ضمت حلا الهاتف الى صدرها و هى تبتسم متحمسة ..... ها هى أول خطوة من خطوات ترميم نفسها ......لقد عادت للإختلاط بالناس .......
.................................................. .................................................. ..............................................
كانت حلا تنظر اليها مبهورة بحركات يديها و هى تبعد بها شعرها الناعم القصير عن عينيها ..... تؤرجح ساقا فوق الأخرى وهى تجلس أمامها بكل أناقة ......تتحدث بثقة , شديدة المرح ....... و أيضا مستمعة رائعة , فقد كانت حلا هى التى تثرثر معظم الوقت .....حتى حين كانت تسكت خوفا من أن تضجرها ........ كانت سمر تقول لها بمحبة ..... لماذا توقفتِ عن الكلام ...........
لم يبدى أحدا إستعداده لسماعها من قبل .......حتى ادهم .........منعه توحشه من الإستماع الى الماضي , خوفا عليها من ردة فعله ؟... او خوفا مما قد يسمعه و يكون فوق احتماله .... المهم أنه من بعد المرة الأولى التى سألها فيها .......لم يحاول إعادة الكرة , صحيح أنها شعرت بالارتياح من عدم إلحاحه , ........ لكن في زاوية من زوايا قلبها ......كانت تشعر بالألم من ردة فعل ادهم الذى تظاهر بأن شيئا لم يكن ...... و أن حمايته المبالغ فيها هى شىء طبيعي و منطقي ..........
عادت حلا من أفكارها على لمسة يد سمر الناعمة على يدها وهى تهمس حتى لا تجفلها
( حلا.........أين شردتِ ؟)
التفتت حلا اليها بسرعة ثم أخفضت نظرها الى يد سمر الممسكة بيدها ...... الا أن سمر لم تسحب يدها هذه المرة , ثم قالت مبتسمة
( الم تخبريني انكِ لا تفضلين أن يلمسكِ أحد ؟........لكنك لم تعترضي الآن )
سحبت حلا يدها ببطء ....ثم قالت بعد فترة
( أنا أتوجس من الأشخاص الغريبين عني .........لقد مررت بعددٍ لا بأس به من الأشخاص السيئين في حياتي )
قالت سمر بمرح ( لا تبدين لي كبيرة في العمر لهذه الدرجة ............)
سبحت غمامة حزن على وجه حلا و هى تعود للشرود هامسة
( قابلتهم جميعا فى الخمس سنوات الأخيرة من حياتي .......أو على الأصح في ثلاثٍ منها فقط )
نظرت سمر اليها باهتمام ثم قالت أخيرا بهدوء
( الن تحكِ لي ما حدث معكِ اليوم أيضا .............)
ظلت حلا ناظرة الى يديها المتشابكتين أمامها ثم همست بتقطع
( أنا لا أستطيع ..... هناك أشياءٍ حدثت لى و لست فخورة بها )
قالت سمر بصوتٍ منخفض ( هل تعرضتِ لعنفٍ من أى نوع ؟........)
قالت حلا بعد فترة بهمس ( قد أكون تعرضت لكل أنواع العنف ...........)
سحبت سمر نفسا عميقا ثم حاولت مرة أخرى ( قد يريحنا أن نحكي لأشخاصٍ غير أنفسنا ما يؤلمنا ........فلماذا لا تحاولي )
عادت تلك الدمعة الوحيدة لتنحدر على وجنتها لتجد مكانها ككل يوم ...... و ظلت صامتة قليلا ثم قالت
( لا أريد .....لا أريد ان يتركني ادهم ......لم أعد استطيع الحياة بدون حمايته لي , ماذا لو قرر فجأة أننى أصبحت غير ملائمة له , كيف سأعيش و أين سأذهب ........ أنتِ لا تعلمين كيف كانت حياتي من قبله .........كنت انهار ببطءٍ كل يوم ...الى أن جاء هو وانتشلني )
تقبلت سمر أن حلا قد اتجهت بتفكيرها الى طريقٍ آخر تماما غير الذى كانت تحادثها فيه و سايرتها فى الكلام قائلة
( ادهم هذا زوجك بالتأكيد اليس كذلك ؟....... لكن مما أخبرتني به شعرت أنه يحبك جدا , فلماذا تخافين أن يتركك ؟)
رفعت حلا عينيها بسرعة ٍ الى سمر و كأنها قد القت اليها بقنبلة .........و ظلت تنظر اليها طويلا ثم قالت هامسة
( يحبني ؟........ لا الوضع بيننا مختلف , إنه ليس حبا كالقصصِ الرومانسية ِ و الأفلام .......إنه فقط .... يشعر بالمسؤليةِ نحوي , هذا هو ادهم ... يجيد حماية من هم تحت مسؤليته .......)
نظرت اليها سمر باهتمام و كأنها لا تصدق أن هذه هى نظرة حلا الى زواجها .......ثم قالت
؛( وهل كان يجب ان يتزوجك ليتحمل مسؤليتك ؟..........لا أعتقد انه يصل الى هذا الحد فى الحماية )
ظلت حلا تنظر اليها طويلا و كأنها انفصلت عن هذا العالم ثم همست بشرود
( قلت لكِ ان وضعنا يختلف ......ادهم كان أخى الأكبر منذ اكثر من عشرين عاما )
ابتسمت سمر ابتسامة خبيثة و هى تقول بمرح
( وهل يتعامل معكِ الآن على أنه أخاكِ ........لا أصدق هذا عن أدهم )
نظرت حلا اليها بدهشة و قد احمر و جهها من ملاحظة سمر الا أنها قالت ( و كيف تعرفين أدهم ؟........)
لم ترمش عينا سمر لكنها قالت بعد فترة ( طبقا لما أخبرتِنى عنه .....أظن انه لا يشعر نحوك بأى نوعٍ من الأخوة أبدا )
ازداد احمرار وجه حلا وهى تطرق برأسها .........كيف تخبرها بأن زواجها من أدهم كان صفقة بينهما .......صحيح أنه يحميها بشكلٍ رائع و هو دائما و أبدا سيظل الصخرة الصلبة فى حياتها ........ الا أن ذلك لا يمنع أنه تزوجها بالطريقةِ الوحيدة التى تتزوج بها نساء آل الراشد.........
( حلا ......) رفعت حلا رأسها لتواجه صاحبة النداء الناعم , فقالت سمر بثقة
( أعتقد ان خوفك الغير منطقي على زواجك هذا له علاقة بالماضي اليس كذلك ؟...........)
ابتلعت حلا ريقها و هى تومىء برأسها بتردد قم قالت بهمسٍ مختنق
( أنا ......أنا كنت متزوجة .....قبل أن أتزوج أدهم )
ظلت سمر تنتظر البقية ...... فأكملت حلا و هى تشعر بغصةٍ في حلقها
( كنت متزوجة من انسانٍ سيء للغاية ........فعل بي أشياءٍ ........لو عرفها أدهم ......)
قالت لها سمر بصوتٍ منخفض ( و لماذا تزوجتِه؟............)
تحررت خيوط الدموع من قيودها و هى تأخذ مسارها فوق وجه حلا التي قالت أخيرا بما يشبه النشيج
( ظننت وقتها أن لا خيارٍ لي ........ظننت أن بقاء أمى و أخوتي فى القصر مرهون بموافقتي )
سألتها سمر بخفوت ( و بالطبع لم يكن ذلك صحيحا .......... من أوهمكِ بذلك )
شهقت حلا و هى تهمس ( من عرفت لاحقا أنها باعتني و قبضت الثمن ..........)
لم تحاول سمر التطرق اكثر لهذا الموضوع .....فقد بدت حلا على وشكِ الانهيار ......ثم قالت لها بعد لحظات
( حلا هل تعرفين ماذا أفعل حين أشعر بالضيق و لا استطيع مخاطبة أحد ..... أكتب كل ما أشكو منه , وهى طريقة فعالة جدا حين أكون غير قادرة على المواجهه ........لذا أريد منكِ أن تكتبي عن كل شىءٍ سبق و ضايقك ووقتها لن يكون لديكِ أى قلق فأنت لا تواجهين الا نفسك ........و من يعلم , قد تثقين بي يوما و تسمحين لى بقراءة ما كتبتِ )
ابتسمت حلا بضعف و هى تعدها بالمحاولة ..... بعد فترة سألتها سمر بحذر
( حلا أخبريني شيئا .........هل النفور الذى أخبرتني به تشعرين به تجاه كل الرجال مثلا ....أم أشخاصٍ معينين كالغرباء مثلا )
همست حلا بعد أن هدأت قليلا ( إعتقدت لوقتٍ طويل أننى أنفر من كل الرجال .......الا أدهم )
ابتسمت سمر و قالت ( ولماذا الا هو ؟............)
احمر وجه حلا و هى تقول بتلعثم ( لا أعلم ......حقا لا أعلم ....كل ما أعرفه هو أنه يشعرني بالكمال حين أكون معه , و هذا مالم أشعر به مع أي انسانٍ غيره .........لكن ....في بعض الأحيان لا أشعر بذلك النفور على هذا النحو الشديد فأنا فقط أخاف من العنف و الصراخ و لا أحب أن يلمسني أحد .......لكنى أكتشفت أننى أستطيع التعامل كأى شخصٍ طبيعي فى ظل هذه الظروف ...... فأنا مثلا لا أخشى من صديقي هلال .......)
اختفت ابتسامة سمر تدريجيا و هى تسأل بحيرة ( هل لديكِ صديقٍ اسمه هلال ........ كنت أظن أنك لا تخرجين من القصر أبد )
ابتسمت حلا قليلا وهى تقول ( بالطبع ......هو موجود معنا فى القصر )
نظرت اليها سمر بتوجس ثم قالت ( هل يراه أحدا غيرك ؟ .......)
فأجابتها حلا بعفوية ( لا .......)
عبست سمر وهي تنظر اليها بتركيز ثم قالت ( حلا هل من الممكن أن تكوني قد اخترعتِ صديقا فى خيالك ........خوفا من الإختلاط بأصدقاءٍ حقيقين )
اتسعت عينا حلا بعدم تصديق للحظة ثم انفجرت ضاحكة و هى تقول
( ماذا ؟!!......هل تظنيني مجنونة الى هذه الدرجة ؟!!..................اذن دعيني اطمئنك , هلال انسان حقيقي من لحم ودم و هو يعمل فى حديقة القصر )
ابتسمت سمر ابتسامة مهزوزة لا تحمل أى مرح ثم قالت
( وهل يعلم أدهم بصداقتك له ؟.........)
قالت حلا بسرعة ( يا الهى لا بالتأكيد ........أدهم سيجن ان عرف أننى تساهلت مع أحد العاملين فى القصر , انه لا يؤمن بالعفوية و المساواة بين البشر وهذا ما يضايقني به ...... بالنسبة لى كل الأشخاص متساوون .......فأنا مثلا عرفت آخرين من الوسط المخملي أشد قذارة من الحشائش الضارة التى يقتلعها هلال .......)
ظلت سمر تنظر اليها فاغرة فمها قليلا ..غير مستوعبة تفكير حلا الذى ابتعد كليا عن الكارثة التى قد تنكب عليها يوما ما ..... وبالتأكيد لن يكون السبب ... الفروق الإجتماعية بين الطبقات .......
حاولت سمر التكلم بعقلانية ( حلا .....استمعي الي جيدا ..... هل هلال هذا تربى معكم في القصر مثلا ؟.....)
نفت حلا قائلة ( لا .... لقد بدأ العمل في القصر قبل أن أتزوج أدهم بعدة أشهر .....)
عبست سمر و هى تقول ( اذن الا ترين انه شديد الجرأة ليصادق زوجة صاحب القصر الذى يعمل به ........حلا أنا لا أريد أن أخيفك لكن أنتِ في بداية مراحل التعامل مع الناس بعد انقطاعٍ قد يقرب من السنتين.. و من قبلها ما تعرضتِ له فى زواجك السابق .........لذا فحكمك على الغرباء قد يكون فى غير محله ....... وقد تعطين ثقتك الى من لا يستحقها من شدة رغبتك فى بدء حياة طبيعية بين الناس )
توترت حلا قليلا ثم همست ( أنتِ تبالغين .....إن رأيتِ هلال ستدركين إنه يبدو كطفل فى مرحه وعفويته , لا أعتقد أنه مؤذى ......كما أنه حتى و أن كان ماذا يستطيع أن يفعل و أنا بداخل القصر ..........لا ... أنتِ فقط شديدة الارتياب )
ابتسمت سمر بضيقٍ وهى تشعر بعجزها عن التصرف ..... الا أنها آثرت ترك الموضوع حتى لا تثير خوف حلا ......
ظلتا طيلة ساعتين من الزمن تتحدثان فى أشياءٍ كثيرة ... تتطرق أحيانا الى حياة حلا و التى كانت تشعر بمرور الوقت بزيادة تعلقها بالرائعةِ سمر ..... و كأنها تعرفها منذ زمن .......
حتى أنها اصطحبتها بعد ان انتهيتا من الحديث الى جولةٍ فى محلات الملابس الراقية ..... و ساعدتها فى انتقاء طقما أنيقا رائعا ......
و ما أن ودعتها حتى شاهدت السيدة اسراء تأتى اليها مهرولة من بعيد ...... وما أن وصلت اليها حتى قالت و هى تلهث
( اعتذر جدا سيدة حلا على التأخير .......لكن أنا ممتنة للغاية لسماحك لي بزيارة ابنتي فهذا يوفر على الطريق الطويل من القصر اليها )
ابتسمت حلا و هى تتعلق بذراع السيدة اسراء و تقول
( لا عليكِ سيدة اسراء .......فأنا استمتعت اليوم جدا ....لكن بالطبع تسعدني رفقتك جدا )
.................................................. .............................
؛( ما رأيك يا أدهم ؟.........)
نظر اليها و هو مستلقيا في فراشه بكسل تلك الليلة واضعا ذراعيه خلف رأسه ينظر اليها بشغف و هى تختال أمام المرآة مرتدية زيا كلاسيكيا أنيقا , أبيض اللون ذو تنورة ضيقة تكاد تلامس ركبتيها ... و سترة ذات أزرار محكمة تظهر نحول خصرها بينما انساب شعرها الرائع خلف ظهرها فى موجاتٍ ذهبية و عسلية متفاوتة في درجاتها ...... لم تكن يوما أروع منها الآن ......
استدارت لتنظر اليه منتظرة سماع رأيه ...... فقال مبتسما
( رائع .........)
لم تكد ابتسامتها تظهر على شفتيها حتى أكمل بصوتٍ قاطع
(لكنه مرفوض .......)
اختفت ابتسامتها و عبست وهى تقول بحنق
( ماذا ؟؟!!.........ان ثمنه يعادل ثروة صغيرة , ثم إنه رائعا ,لم أرتدي شيئا في مثل روعته من قبل )
ظل ادهم هادئا بمكانه و هو ينظر شغوفا ببرائتها و طفولتها التى لم تقتلها أيامها الحزينة ......قال برقة
(يمكنك ارتدائه هنا داخل القصر ....)
ازداد عبوسها وهى تهتف ( أدهم ..... الا ترى أنه زيا رسميا؟ ,ماذا يمكنني ان أفعل به داخل القصر ؟!!)
ازدادت ابتسامته عبثا وهو يشرد ببعض التخيلات التى رفعت من ضغط دمه ....... فقاطعه صوت حلا الحانق
( ادهم .......أعرف الى أين ذهب تفكيرك ..... توقف عن ذلك )
اتسعت ابتسامته بمرح بينما استدارت هي الى المرآة مرة أخرى , فدارت موجات شعرها معها .......فقالت بعد تأمل
؛( أعتقد فعلا أنه سيكون أفضل لو قصصت شعري .......إن طرازه قديما للغاية )
عبس ادهم فجأة و اختفت ابتسامته و هو يقول بصرامة
( ماذا ؟..... من اقترح عليكِ هذا الاقتراح الأحمق ؟ ......)
ارتبكت حلا و هي تستدير اليه ....ثم قالت بتلعثم
( ومن سيقترحه ؟.......أنا فقط رأيت كل النساء اليوم يقصون شعرهن بأشكالٍ جذابةٍ حديثة )
قال لها أدهم بصرامة ( إنسي هذا الموضوع تماما ......هل فهمت ...أنتِ تعجبيني تماما كما أنتِ )
ابتسمت قليلا و هى تنظر لعينيه المخيفتين .......ثم همست برقة
( أنت متصلت للغاية .........)
رد على ابتسامتها بابتسامة رائعة ثم أشار اليها بإصبعه لتذهب اليه دون أن يكلف نفسه بالتحرك من مكانه ......فذهبت اليه بكل وداعة الى ان وصلت اليه فجذبها من يدها لتسقط جالسة على الفراش بجواره ......ثم قال برقة
( أنت اليوم أفضل بكثير منكِ في المرة السابقة )
ابتسمت حلا و أطرقت برأسها لتنزلق خصلات شعرها الناعم لتخفي عنه وجهها .....لكنه استقام جالسا و هو يمد يديه معا ليزيح شعرها عن وجهها و كأنه يرفض أن يفصله أى حاجز عن ملامحها .......جذب وجهها اليه و همس أمام شفتيها
( حلا أنا فخور بكِ جدا ...... جدا.... و لم أكن لأجد زوجة أفضل منكِ أبدا )
نظرت اليه بدهشة من جملته التى لم تسمعها منه قبلا ......لم تظن يوما أنها قد تسمع شيئا مماثلا من في أى يوم من الأيام ......تذكرت بداية زواجهما و كيف كان الإزدراء يظلل نظراته اليها ......لتتحول كل نظراته بمرور الأيام الى ذلك الوهج الدافىء ......ويأتى اليوم الذى تسمع منه مثل هذه العبارة ......هل حقا هذا هو مسار حياتها .......أم أنها تحلم حلما طويلا ستسيقظ منه على صخور الواقع المرير الذى عايشته من قبل ..........و هل من الممكن ان يكون حبه لها جزءا من هذا الحلم ؟.......هل من الممكن أن يحبها و لو قليلا كما قالت سمر ؟...........
أجلت قبلته الناعمة التفكير فى أجوبةٍ لهذه الأسئلة ........ فلتتركها للأيام ِ القادمة ..... فقد تجيبها .......
.................................................. .................................................. .................................................
كانت يديها تعبثان بالرسائل التى لم تنتهي من قراءتها كلها ...............رسائل الحب و الغرام ......مع كل كلمة عشق تقرأها , كان يزداد غضبها شراسة ......غضبٍ من هذا العشق الأناني الذى دمر حياة الكثيرين ....وهى أولهم .......
كل كلمة حب .... كل همسة عشق .....كل أغنيةٍ خطتها أصابعه على الاوراق القديمة الصفراء ......لتنتهى كلها بتوقيعه ....عماد الراشد أخذت تقلب الأظرف القديمة المبعثرة في درج المكتب و الموجود في حجرة المكتبة الضخمة الأثرية ............
فجأة توقفت أصابعها ..... تسبقها توقف أنفاسها .......اتسعت عيناها الكريمتين و نفثت اللهب الازرق و هى تتحقق مما تراه ..........
ظرفا قديما ناعما تحت أصابعها ككل الأظرف ......لكن الكلمة المخطوطة عليه قتلتها ........نفس الخط الناعم المائل بانسيابية ....خطت حروفه لتشكل كلمة واحدة ..........." سابين " ...........
التقطت الظرف بأصابع مرتجفة وهى لا تدري ماذا يفعل اسمها وسط بحور عشقه و لوعته .......
فتحت الظرف ببطء وهى تأخذ نفسا عميقا ..... أخرجت الورقة المطوية و فتحتها لتتسابق عيناها في ملاحقة الأسطر المخطوطة بوهنِ من كتبها ........
صغيرتي سابين ......
حين تقرأين هذه الكلمات .... أكون أنا قد غادرت بعيدا عن هذا العالم و سيكون قد حدث هذا منذ سنواتٍ عديدة بالنسبةِ لكِ
أستطيع تخيلك الآن واقفة أمامى , شابة رائعة السحر و الجمال ..تسبي القلوب , تماما كما سبيت قلبي حين نظرت لعينيكِ الزرقاوين لأول مرة وأنا أحملكِ رضيعة بين ذراعي .......
قد لا أملك الحق في طلب السماح منكِ صغيرتي .....لكن لا أملك سوى ان أترجاكِ لتكملي الرسالة لنهايتها .......
شعرت سابين بالتخاذل في ساقيها فجلست على الكرسي الضخم خلف المكتب و هي تشعر بعالمها يدور من حولها ....وعادت بعينيها الزائغتين لتكمل قراءة كلماته .....
لم يكن هناك ما يمكنني فعله سوى ذلك سابين .....فقد كانت النهاية ...وقررت ان أرتاح في لحظاتها ......
كنت مستعدا لأمضي عمري فقط من أجلك انتِ وإخوتك ...فلا سبب آخر قد يعطيني البهجةِ التى جلبتموها الى حياتي ......و قد عاهدت نفسي ان تظل روحي لكُن... طالما في صدرى نفسا يتردد .......لكن شاء القدر ان يكون هذا النفس قد أوشك على الرحيل بلا عودة ....
ستكون الصورةِ الأخيرة لي شديدة القسوة عليكِ صغيرتي ......قد لا تتذكرني حلا , لكن أنتِ ستتذكريني لذا أردت ان أحميك من رؤيتها ......فضلت ان تبقى في ذاكرتك صورة لي لا تتألمين حين تريها .......
شعرت بتداخل الأاسطر , و بعثرة الأحرف حين غطت غمامة مشوشة عينيها ......فقد كان الحجرين الكريمين لامعين بقطرتي مطرٍ في يومٍ علت سماؤه الغيوم .......
ازداد ثقل قطرتي المطر في عينيها فرمشت لتسقطا بنعومةٍ على وجنتيها .......
شعرت فجأة انها مراقبة فرفعت رأسها لتجده و اقفا بالباب.... ينظر اليها نظرة غامضة وقد عقد حاجبيه .......طوت الورقة الموجودة بيدها بسرعةٍ و أعادتها الى الظرف وهي تدسها في جيب بنطالها من تحت المكتب .....ثم قامت من مكانها , تعطيه ظهرها حتى لا يلحظ الدمعتين الوحيدتين اعلى وجنتيها ........لتمسحهما بيدها و كأنها تزيح خصلتي شعر من على جانبي وجهها ....ثم أخذت نفسا عميقا و هى تستدير لمواجهته .....
متى وصل ؟....وكيف لم تسمع صوت زلزلة باب تلك القلعة ......الهذه الدرجة كانت مسافرة فى الماضي ......
نظرت اليه بقساوة , لعل عينيها تستطيعان تجميده ببرودتهما ......ثم قالت بكل عجرفة
( لماذا عدت ؟.......)
ارتفع حاجبيه قليلا ثم قال بقسوة
(يبدو أنكِ تتصرفين و كأنِك ببيتِك ...... وها أنتِ تسألين عن سبب عودتى وكأن لكِ الحق بذلك )
اقتربت منه ببطء وقد اعتادت الا تحيد بعينيها عن عينيه مهما بلغت قساوتهما ......وصلت اليه حتى وقفت على بعد خطوة منه , فرفعت راسها اليه وهمست بنعومة فحيح الافعى ...من بين شفتيها المكتنزتين
(أعدك .....أعدك ان ترى مني اياما لم ترها في حياتك من قبل ...احمد مهران )
ابتسم .....ابتسم حقا وهو ينظر الى شراستها الناعمة , ثم فجاة مد يده وجذب خصلة من شعرها الطويل ..مرة واحدة ..لينجذب راسها معها الى الجانب بشدة فتأوهت متالمة ....ثم تركها قائلا بهدوء مستفز
(الم يحن الوقت لتتعلمي كيف تخاطبين زوجك .......)
فجأة شعرت بأن موقفا مشابها قد مر بها منذ سنين عديدة
كانت تقريبا فى السابعة او الثامنة من عمرها ....تسير متعثرة خلف ايثار التى كانت تمسك بيدها وتجرها خلفها بعنف في حديقة منزلٍ أنيق الى ان وقفت أمام باب المنزل , فالتفتت اليها ايثار بشراسة و هي تقول بصوتٍ ينفث حمما لهبية
(انتظريني هنا .....)
ثم اندفعت لتصعد الدرجات القليلة و تدق جرس الباب .... وما ان فتحته الخادمة حتى اندفعت ايثار الى الداخل و هي تدفعها امامها صارخة بكلامٍ جارح لم تتبينه سابين وقتها ......الا أنها لم تهتم , فقد كانت معتادة على مظاهر الجنون المفاجىء التى تصيب ايثار في كثيرٍ من الاحيان ......
فظلت مكانها تركل الحصوات من الارض بشدة ..... الى ان إرتطمت احداها بساقٍ طويلة في بنطالٍ ثمين , مخلفة بقعة بيضاء من الأتربة .....
رفعت عينيها بسرعةٍ الى صاحب هذه الساق , فوجدت أمامها صبيا قد يكون في السادسة عشر ,فهو يبدو من سن أدهم البغيض و في نفس حجمه الضخم
نظر اليها عابسا ثم قال بقسوة
( هل أنت حمقاء ؟.......ما هذا الذى تفعلينه )
توحشت عيناها الشرستين الصغيرتين .....ثم بدون تفكير ركلت حصوة اخرى لترتطم بساقه الثانية ......
فما كان منه بعد لحظة الذهول الاولى الا ان وصل اليها في خطوة ٍ واحدة .......ثم أمسك بخصلةٍ من شعرها الطويل الطليق ليجذبها بشدة فصرخت متالمة وهى تركله وتشتمه بشتائم لا تلائم سنها .......فترك خصلة شعرها ليمسك بأنفها بين سبابته وابهامه ليسد نفسها حتى كادت ان تختنق فتوقفت عن الشتائم لتتنفس من فمها و هى تتلوى محاولة التحرر منه بينما اخذ هو يضحك قائلا
(يجب ان تتعلمي كيف تخاطبين من هماكبر منكِ .........)
عادت من ذكرياتها لتنظر اليه الان .....فوجدته ينظر اليها مدققا في عينيها الشاردتين ......فهمست
(كان هذا انت ......)
همس هو الاخر بغموض (هل تذكرتِ ؟.........)
قطبت جبينها بشدة وهي تهتف حانقة
(يا الهى......لقد كنت بغيضا منذ صغرك )
ضحك قليلا وهو يقول بصوتٍ اجش
(بينما أنتِ شرسة منذ صغرك .......شرسة و وقحة )
شدت نفسها وهي تقول ( لماذا عدت يا احمد ؟........هل تريد المزيد من الاعترافات الليلية )
قست عيناه وقد غاب عنهما الهزل ثم قال
(لا تزال افعالِك المشينة تحتاج الى ليالٍ وليالي لتكفيها كلها )
ابتسمت بسخريةٍ مستهينة بكلامه ثم استدارت تنوى المرور به لتخرج من باب المكتبة لتشعره بمزيدٍ من الاهمال ......
الا ان قصفا مدويا ضرب مزلزلا المكان بنوافذه .....فشهقت متسمرة في مكانها و عيناها تتسعان وهى تضع يدها على قلبها الخافق
نظر احمد اليها بدهشة ......ثم قال عابسا
( انه الرعد ...... هل تخافين من العواصف ؟....)
انزلت يدها بسرعةٍ وهى تنظر اليه عابسة و تقول بصرامة
( أنا لا أخاف من اي شىء .....فلا توهم نفسك )
نظر اليها مليا مدققا في ملامحها التى شحبت قليلا ........ الى قصف الرعد مرة اخرى ... فتعمدت ان تقف امامه دون ان تحرك ساكنا , مظهرة اللامبالاة .......فقط ارتجافة بسيطة في حدقة عينيها اعطته الجواب ........
مرت دقيقة كاملة الى ان عم الصمت المكان فزفرت في الخفاء..... ثم أعادت النظر اليه وهى تقول بصلابة
(اذهب من هنا يا احمد .......فلن تحصل على ما تريده الليلة )
نظرته المتوهجة اليها اليها خطفت انفاسها .... فعلمت الى اين ذهب بتفكيره ....... تماما الى حيث ذهبت هى بتفكيرها , الا انه بعد لحظة خلع سترته بكل هدوء ليعلقها على كتفه ممسكا بها باصبع واحد ثم تحرك مبتعدا ومتجها الى السلم قائلا بكل هدوء
(سأبيت الليلة هنا ...........)
ماذا ؟......ماذا؟.......الليلة ؟.....معها هنا ؟......عادت اليها صورا من ليلة زفافها لتتدافع مشعلة النار بداخلها
( ولا تتعبي نفسك يا سابين بالخروج في المطر لتقودي السيارة ......فلن تجدي المفاتيح او الهاتف )
وصلت عبارته السمجة اليها من اعلى السلم ثم ابتعد ليتركها تنظر الى ظله اعلى السلم بوجوم
........فالسيارة والهاتف لم يطرآ على تفكيرها ابدا ............
قصف الرعد مرة اخرى فقفزت من مكانها ........يا الهي ان الرعد في هذه المنطقةِ البعيدة يبدو كدوي المدافع .......ثم شعرت فجاة بالحنق الشديد من الارتياح الخائن الذى تسلل بداخلها بسبب بقاؤه معها هنا الليلة ......................................


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-12-12, 06:16 PM   #2089

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

حبيباتي الفصل خلص
فصل طوييييييييييييييييييييييي ييييييييييل
لا تنسوني في تعليقات طوييييييييييييييييييييييي يييييييلة
بليييييييييييييز


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 19-12-12, 06:51 PM   #2090

إيناس

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية إيناس

? العضوٌ??? » 237417
?  التسِجيلٌ » Apr 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,336
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » إيناس has a reputation beyond reputeإيناس has a reputation beyond reputeإيناس has a reputation beyond reputeإيناس has a reputation beyond reputeإيناس has a reputation beyond reputeإيناس has a reputation beyond reputeإيناس has a reputation beyond reputeإيناس has a reputation beyond reputeإيناس has a reputation beyond reputeإيناس has a reputation beyond reputeإيناس has a reputation beyond repute
افتراضي

واضح جدا ان سمر طبيبه نفسيه من جهة أدهم
وواضح مدي حبه لحلا اللي ماتعودتش ان حد يحبها وبالتالي مش قادره تصدق ان ادهم بيحبها فعلا

هلال هيكون تحت المجهر لادهم ... مااظنش انه هيبعده عن حلا ... لكنه هيتابعه

سما ... ذكيه جدا وقاره تكسب فارس
لكنه هو اللي صعب في تعامله معاها

سابين واحمد... صراع الجبابره


إيناس غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:31 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.