آخر 10 مشاركات
251 - زائر الليل - كيم لورنس (الكاتـب : PEPOO - )           »          ديزي والدوق (44) للكاتبة :Janice Maynard .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          1128 - طيف من الحلم - آرلين جايمس - دار النحاس ... ( عدد جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          وأشرقت في القلب بسمة (2) .. سلسلة قلوب مغتربة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Shammosah - )           »          369 - جزيرة الحب الضائع - سارة مورغن (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          203 -حب من أول نظرة / سالى وينت ورث )(كتابة /كاملة **) (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          مستأجرة لمتعته (159) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

مشاهدة نتائج الإستطلاع: صبايا حابة اعرف مين اكثر ثنائي عجبكن في الرواية ؟ ومين كنت اكثر مهارة في صياغة شخصيته
ادهم وحلا 266 43.54%
احمد وسابين 191 31.26%
فارس وسما 154 25.20%
المصوتون: 611. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree276Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-01-13, 02:49 PM   #3081

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي


إشتقنالك تميمة ... كيفك و كيف صحتك إن شاء الله بخير ...



طمنينا ...


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
رد مع اقتباس
قديم 25-01-13, 03:18 PM   #3082

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مشاهدة المشاركة
إشتقنالك تميمة ... كيفك و كيف صحتك إن شاء الله بخير ...





طمنينا ...


الحمد لله يا قلبي انا بخير
والله اشتقتلكن اكثر حبيبات قلبي
طيب مش قادرة اتحمل اكثر ان شاء الله فيه فصل اليوم


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 25-01-13, 03:20 PM   #3083

زينة لبنات

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية زينة لبنات

? العضوٌ??? » 171424
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,386
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » زينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond reputeزينة لبنات has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



زينة لبنات غير متواجد حالياً  
التوقيع
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

الله لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (٢٥٥)
رد مع اقتباس
قديم 25-01-13, 03:29 PM   #3084

yoke
 
الصورة الرمزية yoke

? العضوٌ??? » 192872
?  التسِجيلٌ » Aug 2011
? مشَارَ?اتْي » 93
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » yoke is on a distinguished road
افتراضي

اولا حمد لله على سلامتك
والف بعد الشر عليكى من اى تعب
نورتينا تانى ياجميل
ثانيا wOoooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooooo oooow
واخيرا فصل جديد من الروايه الرائعة وكاتبتها الاروع


yoke غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-13, 03:34 PM   #3085

bella story

نجم روايتي و كاتبة فى قصر الكتابة الخيالية و في الموسم الأول من فلفل حار

alkap ~
 
الصورة الرمزية bella story

? العضوٌ??? » 270068
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,213
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » bella story has a reputation beyond reputebella story has a reputation beyond reputebella story has a reputation beyond reputebella story has a reputation beyond reputebella story has a reputation beyond reputebella story has a reputation beyond reputebella story has a reputation beyond reputebella story has a reputation beyond reputebella story has a reputation beyond reputebella story has a reputation beyond reputebella story has a reputation beyond repute
?? ??? ~
السلام عليكم ورحمة الله...لكل من أتابع روايتهم اعتذر بشدة لأني لم أعد أملك وقتيولكل من تابع معي روايتيأدعوكم إلى جزئها الثاني ليلى أقندوش
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

في فصل اليوم:heeheeh::heeheeh::heeheeh::heeheeh:

bella story غير متواجد حالياً  
التوقيع

نزل الفصل الثالث



صفحتي على الفايس بوك
رد مع اقتباس
قديم 25-01-13, 04:04 PM   #3086

ولاء عادل صالح

? العضوٌ??? » 14587
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 209
?  نُقآطِيْ » ولاء عادل صالح is on a distinguished road
افتراضي

شكراااااااااااااااا

ولاء عادل صالح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-13, 04:46 PM   #3087

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

الفصل الثاني و العشرين
كانت مشاعرا مجنونة تسود هذا المكان ....... في هذه الليلة التي بدت من أطولِ الليالي على أصحابها ........غضب مدمرا يهدد بإحراق المكان , قلقا مريعا , خوفا يائسا,..........كان كلا منهم يشعر بانه على وشكِ ارتكابِ جريمة ......
كان ادهم يتطلع من النافذة المظلمة أمامه ينظر الي البعيد وقلبه يكاد يحترق بين أضلعه لا تطالعه سوى صورة حلا بعينيها المجروحتين المتوسلتين عندما نظرت اليه آخر مرة وهو خارج من الغرفة ........يا الهي .... لقد كان قاسيا معها و هي لا تتحمل القسوة أبدا .....إنه يشعر دائما أن حلا بالذات لا يصح أن يعاملها أيا من البشر العاديين بل هي تحتاج الى معاملة كلمساتِ أجنحةِ الفراشات ..... و ها هو عند أول ضعفٍ له كإنسانٍ يغضب و يتألم ......ضاعت من بين يديه للمرةِ الثانية ..........
تأوه بصوتٍ مخنوق و هو لا يدري حقا من أين يبدأ البحث ..... شعر فجأة بشللٍ في تفكيره ........من أين يبدأ ......
قال أخيرا بصوتٍ أجش ممزقٍ من التعب
( فارس ...... أخبرني مرة أخرى .... ما معنى أن سما تركتك و رحلت للأبد ....... هل هذه صدفة أن ترحل في نفسِ يومِ اختفاؤهما )
ثم التفت لينظر الى فارس الذى كان جالسا هو الآخر صامتا بملامحٍ من حجر رسم الألم زواياها فبدا كتمثالٍ لليأسِ بعينه ....قال ادهم فجأة بثورة
( لم يخبروني في القصر أن سما كانت معهما ..... بالرغم من أنك تقول أنها رحلت منذ الصباح و هى لا تملك أي مكانا آخر لتذهب اليه بما إنها ليست عند ايثار ..... فأين ذهبت بالله عليك ؟...... أشعر أن الكل يتآمرون ضدي ..... الكل يعملون على توسيع دائرة البحث حتى لا أجد حلا ...........)
كانت آخر كلماته تبدو كصراخٍ عنيف كسر حاجز الصمتِ المحيطِ بهم .......ثم عاد لينظر الى احمد و قال بصرامة
( أنا لا أراك تكلم سابين أبدا ......فلتكلمها فربما ترد عليك أخيرا )
لم يرد احمد لعدة لحظاتٍ و هو جالسا دافنا رأسه بين كفيه ..... لم يتحرك..... لكنه تمكن من النطقِ أخيرا بخفوتٍ و يأس
( هاتف سابين ليس معها ........ لقد أخذته منها منذ أول يومٍ في زواجنا )
صرخ ادهم و هو يضرب زجاج النافذةِ بقبضته ( يا الهي ........ ما العمل الآن ؟......إننا اذن لا نملك سوى هاتف سما ....لكنها لا ترد منذ اكثر من ساعة على عشراتِ المكالمات التى وصلتها مني ..................على الأقل تركت الهاتف مفتوحا , وكأنها تطمئننا عليهن بهذه الطريقة ...... أنا أفهم سما جيدا انها تعطيني اشارة بانهن سالمات)
عبوس طفيف كسا ملامح فارس المتحجرة و قد طعن الالم فؤاده و هو يسمع من ادهم بأنه يفهم سما جيدا .....الكل يفهم سما فهي شفافة كنسيم البحر .....لكنه الأعمى الوحيد الذى لم يفهمها يوما ......بل لم يشعر بها أبدا ..... بكلِ حماقةٍ وغرور ظن أنه أعطاها كل ما حلمت به .......لكنه اليوم وفي هذه اللحظة يعلم أنه لم يعطها الا ما تستطيع الريح أن تبعثره في طرفةِ عين ..... بينما هي أعطته كل حياتها الفتية ..... ضحت من أجله بكل ما استطاعت ......لونت حياته و أدخلت اليها الابتسامة التى كانت قد نسيت طريقها الى شفتيه ......
و ها هو الآن يجلس أمام ادهم صاغرا مستسلما بينما يعلم ان صغيرته هي الأمل الوحيد في العثورِ عليهن ...... وها هي تعلمهم بهذا......فقط رنات هاتفها هي الصلة الوحيدة بينهما ......هي موجاتٍ تصل من قلبه الى اذنيها ...... حتى وإن كانت من ادهم .....فهو لا يملكِ الجرأة الآن لمكالمتها فقد تغلق هاتفها ...... الأمل الوحيدِ لديهم .......و لديه على وجه الخصوص ........
مرت هذه الليلة بسوادها الخالي من ضوءِ القمر الى أن أطل الشروقِ عليهم و هم غارقين باتصلاتهم على كافةِ المستويات.......و العمل على تعطيل أي احتمالٍ أحمق لسفرهن خارج المدينة ........لكن دون جدوى .........
مرت ساعتِ الصباحِ الأولى و انطلق كلا من ادهم و احمد ليبحثا في كلِ مكانٍ دائرين بنفسيهما على أملٍ واهي في العثورِ عليهن ......
و لكن مر اليوم بطيئا شاقا طويلا دون أن يعثر لهن على اثر ....... لو كانت حلا و سما وحدهما لما استطاعتا الابتعاد بعيدا .....لكن و بما أن سابين معهما فإن فرصة العثورِ عليهن تكاد تكون شبه مستحيلة ........
و حين حلت الليلةِ الثانية كانو مجتمعين صفر اليدين بعد بحثٍ طويل .............لم يستطع أيا منهم الكلام أبدا ..... كلا منهم جلس في زاوية بعيدةٍ عن الآخر ...... و كأنه يلوم الاثنين الآخرين قبل أن يلوم نفسه .......
عاد ادهم مرة أخرى الى مكالمة سما ..... رنين ..... رنين ...... دون رد .......أخيرا بعث بالحلِ اليائس الوحيد متمثلا في رسالةٍ صغيرة
( سما .....صغيرتي , أرجوكِ دعيني اسمع صوت حلا ...... لم أرجو أحدا من قبل , لكن من أجل أن أسمع صوت حلا في هذه اللحظةِ أنا مستعدا للتوسل .........إنها متعبة للغاية يا سما و أنا الوحيد الذي يعرف كيف يتعامل معها ....... إن كنتِ حقا تخافين عليها دعيني فقط أسمع صوتها .......)
بعث برسالته وهو يعلم أن لا فائدة مما يحدث ......بالطبع العشراتِ الآن يبحثون عن سيارة احمد مهران ....العشرات يبحثون عن سابين .... أما حلا و سما فليستا بنفس المعرفةِ بين الناس ...... لذا فليس هناك الكثير مما يستطيع فعله ......فقط البقاء هنا منتظرا أن يرق قلب سما عليه ........
عاد ليرن لسما مرة اخرى و هو يبتهل ان ترد عليه هذه المرة ..... رنين ....... رنين .......ثم فجأة سمع صوت فتح الخط .......
قام من مكانه صارخا باسم سما فارتفع رأسي احمد و فارس بحدة و قام احمد اليه جريا يحاول أخذ الهاتف منه الا إن ادهم استدار الى الناحية الأخرى وهو يتشبث بالهاتف و يهدر بكل لهفة للصمت المقابل من الطرف الآخر
( سما ...... سما صغيرتي أين أنتن ........سما أجيبيني هل حلا بخير ؟..... أريد أن أسمع صوتها على الأقل يا سما أرجوكِ صغيرتي )
لم يسمع أي رد لكنه حين صمت من هذه الثورة الجامحة تمكن من سماعِ صوتِ أنفاسٍ لاهثة تخرج بصعوبة مع نشيجٍ صامت ......
سقط ادهم بكل ِ قوته على الكرسي خلفه وهو يهمس مغمضا عينيه
( حلا .........)
لم سمع ردا ....فقط أنفاسها التى كاد يشعر بدفئها يلامس اذنه ...... كيف يخطىء أنفاسها .... إنه يحفظها عن ظهرِ قلب .....
للحظاتٍ طويلة ظل يستمع اليها .... الى أنفاسها التى لامست وجهه و شفتيه من قبل حتى أنه يعرف مذاقها ....... أناتها الضعيفة الآن تبدو و كأنها كلماتِ عشقٍ و غرام بعد أن اطمئن أنها بخير ........
ظل مغمضا عينيه يتذوق كل نفسا يسمعه و على شفتيه طيفِ ابتسامةٍ حزينة .... بينما احمد و فارس يكاد نفاذ الصبر و القلق ان يقتلهما .........
أخيرا همس ادهم دون ان يفتح عينيه
( هل أنتِ بخير يا حلا ؟............)
لم يسمع ردا مرة أخرى لكن تنهيدة حزينة أعطته الجواب فابتلع ريقه و فتح عينيه و تابع هامسا
( هل هنت عليكِ يا حلا ؟......... كيف استطعتِ الرحيل عني بهذه السهولة ؟...... من يتحملني حين أصبح مجنونا غيرك حبيبتي ؟ ......أخبريني أين أنتِ حبيبتي حتى آتى و آخذك .......)
تعالت التنهيدات حتى اصبحت شهقاتٍ خافته فحاول باستجداءٍ اكثر حتى لا ترتعب و تغلق الخط
( حلا ......صدقيني لن أمسك بسوءٍ أبدا صغيرتي , فقط أخبريني أين أنتِ ؟........ يكفيني فقط أن تعودي الى أحضاني سالمة ......فقط أخبريني لا تتركيني أعاني هكذا ............)
فجاة سمع صوتا صارما من الطرف الآخر يأتي من بعيد ثم أختفت أنفاس حلا الباكيةِ و حل محلها صوتا صلبا هدر في اذنه
( ماذا تريد منها بعد الذى فعلته ؟........ الا يكفي الحالة التى وصلت لها بسببك , حذرتك مرة من قبل يا ادهم مهران الا أنك لم تهتم .....الآن و قد ضيعتها من يدك للمرةِ الثانية فلا تلم الا نفسك ........ حلا ... لن ... تعود اليك )
شددت سابين على آخر ثلاث كلمات مما جعل ادهم يقوم من مكانه صارخا كالمجنون
( سااااابين ..... اقسم ان اقتلك ......ان لم تخبريني أين أنتن حالا ........ , لو كانت لديكِ ذرة شجاعة لكنتِ انتظرتي حتى تواجهيني بدلا من ان تخطفي حلا و انا غير موجود ............)
لكن قبل ان يسمع حرفا و احدا كان احمد قد اختطف الهاتف من يده بعنفٍ و وضعه على اذنه ليسمع صوتِ ساحرته الشريرة التى دمرت العالم من حولهم جميعا ....فوصله صراخها الشرس الذى اشتاق الي جنونِ نبرته
( فلتفعل اقصى ما عندك يا ادهم مهران ...... لو كنت انت الذى تملك الشجاعة لواجهت ندا يماثلك قوة بدلا من التجبر على حلا التى لم تخرج من محنتها الى الآن ...... لكن ها أنا ذا خير ندٍ لك ..... و لتخبر المجنون الآخر أن سما لن تعود اليه ولو على جثتي.......لقد تركتكم تعبثون كثيرا يا آل مهران .......و كان خطأ كبيرا منكم أن تمسو شيئا يخصني ...... فإن لم تعلمو بعد .....أنا ..ساااابين ...الراااشد )
( أنا أحبك .......)
قاطعت هذه الكلمة الهادئة صراخها المجنون لتصمت تماما و هي تتحقق من الصوتِ الغادر ....فتابع احمد قائلا بشغفٍ لم تسمعه منه من قبل
( لم تعطيني الفرصة لأقلها لكِ من قبل ...... كنتِ كشوكةٍ في خاصرتي في كلِ مرةٍ أراكِ فيها ....... لقد ذكرتي لي في ورقتك السخيفة أنكِ اكثر شراسة حين تحبين ....... لكنك لا تعلمين بعد كيف أكون أنا حين احب ........و بالأخص حين تهرب مني حبيبتي .......لذا فسأخبرك بكلِ هدوءٍ يا سابين ......فلتتعقلي و تعودي انتِ و شقيقاتك بكلِ أدب قبل أن أعثر عليكِ ... ووقتها ستعرفين كيف أكون شرسا حقا حين أحب )
وصله بعد فترة الصوت الناقوسي المذهل وهو يقول بكل إغراء العالم
( يال غرورك يا احمد مهران ......تقف مكانك ولا تملك أي ورقةٍ لتلاعبني بها , ومع هذا تأمرني بكلِ ثقةٍ أن أعود )
ظهرت ابتسامة شيطانيةٍ على شفتيه و هو يهمس
( ستعودين يا سابين .... وبنفسك ....قبل أن أصل اليك ِ )
ردت سابين بهدوءٍ ينافس هدوءه ( في أحلامك .......يا زوجي العزيز ) ثم أغلقت الخط .......
نظر كلا من ادهم و فارس الى احمد و اعصابهما تكاد تحترق انتظارا فقال اخيرا (؛ لقد أغلقت الخط .........)
استدار ادهم صارخا و هو يغرز أصابعه في خصلاتِ شعره بعنف بينما عاد فارس ليرتمي على الكرسي خلفه و هو يشتم .....
رمى احمد الهاتف و قد غادره هدوءه الزائف و عاد الغضب ليملأ كيانه بعد أن كاد يستسلم لرفرفاتِ صوتِ الشريرة و هو يداعب اذنه ..جالبا اليهِ ذكرياتٍ ليست في وقتها أبدا .........
عاد ادهم لينظر اليه مرة أخرى نظرة اتهام و هدر فيه ( هل يمكن أن تخبرني كيف سنتصرف الآن ؟........من المؤكد أنها ستأخذ الهاتف من سما أيضا ........)
نظر اليه احمد بوجوم لا يعرف ردا لسؤاله و اقسم بينه وبين نفسه أن سابين ستتلقى منه ما لم تره في حياتها ....... فقط حين يجدها ....
أغمض ادهم عينيه بيأس وهو يحني برأسه و يستند بكفه على الحائط و همس بتعب
( إنها لا تعلم حالة حلا ...... لا أحد يعلم كيف يتعامل معها غيري , ماذا لو انهارت من جديد ؟.........قد تؤذي نفسها عن قصد , أنا أعلم ...... يالهى لقد أغلقت عليها كل ما استطعت أن أغلقه , وها هي تتسرب بعيدا مرة اخرى .........)
اقترب منه احمد ببطء ثم ربت على كتفه و قال بصوتٍ مهزوز يحمل في طياته الكثير
( لا تخف عليها .........إنها مع سابين )
نظر اليه ادهم بوجوم ثم قال بغضبٍ مكتوم ( ومتى كانت سابين تعلم عنها أي شيء ؟.. متى كان أي أحد يعلم عنها أي شيء أو يهتم لها )
نظر احمد الى عمق عينيه و رد بثقة مختنقة في صوته المكبوت و ابتسامة شاردة ترتسم على شفتيه
؛( اذن فقد جاء الوقت لتتعلم من سابين ...... أنت لا تعلم سابين جيدا ....إنها قوية كنمرة , محاربة لا تهزم , شجاعتها لم أرها على غيرها ........... رقيقةٍ كطفلةٍ مشاغبة .........ناعمةٍ كوردة بيضاء , مجنونة كساحرةٍ تطير على مكنستها ..........)
نظر اليه ادهم وقد عقد حاجبيه وهو لا يصدق أن احمد مهران هو الذى يتكلم ...ثم قال أخيرا بغضبٍ يكاد أن ينفجر
؛( آآآآآ.......أكره أن أقاطع لحظات عاطفتك الجياشة ...... لكني الأن أبعد ما أكون عن الحاجةِ الى سماعِ غزلٍ يخص تلك ال ........يخص سابين ....... لو تكرمت )
نظر احمد اليه نظرة مريرة و قال بحزم
( ما احاول قوله أنك ستكون محظوظا لو استطاعت حلا التقاط بعضا من قوة سابين ........وهذا على ما يبدو ما فشلت أنت في تقديمه لها ......)
لمعت عينا ادهم بوحشيةٍ ومد يده بقبضةٍ من حديد ليمسك بذراع احمد و هو يقول هادرا
(كيف تجرؤ على انتقاد تصرفي ...... وماذا عنك و عن تصرفك الحقير مع سابين .......اذا أتيت للحقيقة فإنك أنت السبب الرئيسي الآن فيما نحن جميعا فيه )
ابتعد احمد عنه وهو يزفر بعمقٍ و قال بعد فترة و الغصة في حلقه
؛( هناك أشياءٍ .........لم أستطع تجاوزها )
صمت ادهم ولم يجد القدرة على الرد فهو يعلم جيدا ما يقصده احمد , فهو أيضا لم يستطع تجاوز الكثير من الحواجز بينه و بين حلا ...لذا فليس من حقه أن يضغط على احمد اكثر من اللازم .......خاصة و أن تحت واجة الهدوء الظاهرة عليه , يكمن بركانا على وشكِ الانفجار ........فهو احمد مهران و هو يعرفه اكثر من الجميع .......
.................................................. .................................................. ..............................................
كانت حلا مرتمية على فراشٍ تبكي بشدةٍ بعدما انهت سابين المكالمة بينها و بين ادهم بكل ِ قسوة ......يا الهي ما أقساها ......الم يعرف قلبها الحب أبدا ........
كانت ستموت حين سمعت صوت ادهم الحبيب يتسلل الى اذنها ....حبيبها الوحيد و حصنها الدائم ........شعرت بأن الروح قد دبت فيها من جديد حين سمعت صوته ... يالهي لم تكد تمر ليلة وها هي تكاد تموت بدونه ......
أخذت تشهق عاليا وهى تتكور حول نفسها , حين شعرت بقبضةٍ كالحديد على ذراعها ومخالبٍ مؤلمة تتشبث في لحمها لتجذبها حتى أجلستها .....ثم اتاها صوت سابين يهدر في اذنيها
؛( الم امنعك من مكالمة أيا منهم .....اليست لديكِ ذرة من كبرياء ؟......الم تكتفي بمافعله بكِ بعد.......لقد تجاوزت شعوري بالشفقة ناحيتك حتى أصبح اشمئزاز من ضعفك المخزي )
أسقطت حلا رأسها مغمضة عينيها بشدةٍ وهي تبكي و تشهق بصوتٍ عالٍ تحاول التلوي من بين يدي سابين حتى تفلت منها وتغلق اذنيها بكفيها , لا تريد أن تسمع رأيها ...... رأيها الذى تعرف بداخلها انه حق اليقين .....
لكن سابين لم تمنحها الفرصة للهرب من الحقيقة وظلت متمسكة بها بوحشية وهي تعلو بصوتها فوق صوتِ شهقاتِ حلا
(كم من الذل يجب أن تتحملي حتى تنتفض روحك رفضا لما تلاقيه من هوان ......في المرةِ الاولى كان لكِ عذرك نوعا ما فقد كنتِ صغيرة و كانت ايثار تسيطر عليكِ بشكلٍ ميؤوس منه ..... أما الآن فما هو عذرك ؟..... أنتِ امرأة ناضجة في الخامسةِ و العشرين , والى الآن لا تستطيعين اتخاذ قرارا يخصك بمفردك ......تتحملين ذله لكِ من أجل أن تظلي تابعة لظلِ أحد .... أي أحد ..... كما تعودتِ دائما )
صرخت حلا بشدة و وجهها يكاد ينفجر من شدة احمراره و تورمه ( كفى ..... كفى ..... لا أريد أن أسمع )
الا أن سابين ظلت على اصرارها و هي تصرخ اكثر
( الم تتعلمي من زواجك الفاشل الاول ؟..........لتبيعي نفسك مرة ثانية )
صرخت حلا بشدةٍ و هي تدفع سابين في صدرها حتى تمكنت من الافلات من بين يديها ثم استمرت في دفعها و قد فقدت السيطرة على نفسها تماما وهي تصرخ بلا توقف
( و ما أدراكِ أنتي بزواجي ......ماذا تعرفين عنه ..... كلا منكن سارت في طريقها دون أن تسأل عني ...... كنت أغيب لفتراتٍ طويلةٍ و أنا أنتظر أن تظهر أيا منكن لكن دون جدوى .......لقد ذقت كل أنواع الألم , ألما لم تكوني لتتحمليه أبدا و انتى تكلميني بكل هذا الاشمئزاز الآن ......هل ذقتي طعم الضرب مرة ؟...... الضرب بحق حتى تتذوقي طعم دمك ....... حتى سمعين صوت إحدى عظامك وهي تكسر .......حين تجبرين على الانحناءِ لتقبيل قدمي الذى يفعل بكِ كل هذا .......و الآن تأتين بكل ثقةٍ و تسأليني إن كنت أمتلك ذرة كرامة ؟...... لقد نسيت معنى هذه الكلمة أصلا .......)
صمتت حلا وقد هدها البكاء فدفنت وجهها بين كفيها لتفرغ كل آلامها بينهما , بينما أخذ جسدها يرتجف بشدة
ظلت سابين نظر اليها بصمتٍ للحظاتٍ ثم لم تتمالك نفسها فجذبت حلا من شعرها لتدفن وجهها المتورم من البكاء في صدرها وهي تحاوطها بذراعها الأخرى بشدةٍ كادت أن تحطم ضلوعها ........ استمر ارتجاف حلا طويلا بينما سابين تشدد من احتضانها اكثر واكثر و دموعٍ غادرةٍ بدأت في التجمع بعينيها المتوحشتين.......
الى أن سمعت صوت حلا ينفذ من صدرها مختنقا و هي تقول من بين عاصفة بكائها
( لقد آذاني كثيراااااا...... لقد كنت أنتظر أيا منكن كل ليلةٍ حتى فقدت الأمل فلم أعد انتظر الا شروق الشمس .........لو .... لو كان ادهم يعلم ما يحدث لي لكان طار الي و انتزعني منه .......فقط لو كان يعلم .........لم يفعل لي أحدا مثلما فعل هو أبدا .........)
استمر بكائها طويلا الى أن نشجت عدة مرات , بينما سابين تشعر بأن نشيجها ينفذ كخنجرٍ الى صدرها وهي تتذكر كلماتِ عماد الراشد الذى أوصاها بحلا بالذات .... و كأنه كان يشعر بما سيحدث لها .......لقد ارتاح بالا يرى ابنته وقد أصابها كل هذه الفظاعة و ال...... .......سقطت دمعتان خائنتان على وجنتيها لم تستطع منعهما ........أين كانت ؟......أين كانت وتركتها ؟...... شغلت نفسها بالنجاةِ من أسرةٍ مختلة ........وتركت حلا تواجه مصيرها مقنعة نفسها بأنها هي من اختارت طريقها فلتتحمله اذن .........تعاقبت الدموع على وجنتيها اكثر ..........
شعرت فجأة بأن حلا تشهق بشدة ٍو كأنها تلتقط أنفاسها بصعوبة فرفعت سابين وجهها وهي تمسكه بين كفيها لتربت بقوةٍ على خدها و تقول بصرامة ٍ مختنقة وراء دموعها
( خذي نفسا عميقا ..........هيا مرة أخرى , اهدئي )
نفذت حلا ما تقوله سابين تلقائيا الى أن خف ارتجافها قليلا و باتت أنفاسها تخرج كشهقاتٍ ممزقة من التعب
بعد لحظاتٍ طويلة ٍ وهما على هذا الحال تمكنت حلا أخيرا من رفع عينيها الى عيني سابين و همست بضعف و دموعها تجري كالانهارعلى وجنتيها
( أنا احبه ....... أنا أحبه يا سابين ولا أستطيع الحياة بدونه ......... أرجوكِ أعيديني اليه ..... لا أملك القدرة على الخروجِ وحدي )
صمتت وقد خنقها بكاؤها من جديد فاحنت رأسها ......لحظة واحدة و سحبتها سابين من ذراعيها و هي تقول بصرامة
( تعالي ......)
جرتها خلفها حتى وصلت الى المرآة أمامها ثم وقفت خلف حلا و قالت بنفس الصرامة
( انظري الى نفسك ....... ارفعي رأسك يا حلا و انظري لنفسك قبل أن أفعل أنا رغما عنكِ .........)
رفعت حلا رأسها ببطءٍ شديد وكأنها تشعر بالخزي مما ستراه ...... لكنها تمكنت من فتح عينيها أخيرا ...... ونظرت الى نفسها .....لم تحتج سابين أن تشرح أي شيء قبل أن تتفرس حلا في منظرها .......
كانت ...... كانت كشبحٍ هزيل ..... بوجهٍ متورم و شفتين انتفختا و احمرتا بشدة ...... عينين حمراوين واسعتين مذهولتين لا تعيا أيا مما يحيط بهما .......شعرها مربوط على هيئة ذيل حصان ....... منذ أن ربطه ادهم لها بالأمس ..... لكن خصلا كثيرةٍ الآن انسابت حول وجهها الشاحب الهزيل ......
لا تزال ترتدي قميص النوم الطفولي و الذى خرجت به من القصر .......يا الهي إنها تبدو بائسة للغاية ...... هل من المعقول انها تنظر الآن الى زوجة ادهم مهران ....... ما الذى وجده فيها ...... كيف تقبلها و هي تبدو مخزيةٍ الى هذه الدرجة ..........إنها تبدو كأطفالِ الشوارع المشردين ...... ليس في ملبسها فقط ..... بل في نظرة عينيها ...... نظرة عينيها لا تثير الشفقة ..... بل تثير الاشمئزاز كما قالت سابين ......نظرت الى وجه سابين الواقفة خلفها ...... إن الفرقِ بينهما كالفرقِ بين شعلةِ النار المتقدة .... وبين الرماد المتخلف عنها ......... انحنى حاجبها على هيئة رقم ثمانية فبدت كالجراءِ الضائعة ..... وعادت لتبكي من جديد .......
أمسكت سابين بذراعيها وهزتها بقسوةٍ وهي تقف خلفها ..........و قالت بصلابة
( انظري الى نفسك ..... هل هذه هي حلا ؟...... هل هذه هي أنتِ منذ ما يقرب من ست سنوات ......كيف وصلتِ الى هذا الحال .....بسبب ماحدث لكِ ؟؟؟...... لكنك نجوت ..... وهذا وحده انجازا يجعلكِ مجبرة على الوقوفِ على قدميكِ من جديد ......غير مسموح لكِ بالتخاذل بعد أن نجوتِ يا حلا ........هل تفهمين ؟......هل تفهمين ؟......)
كانت تهزها عند كل سؤال ...... فتتراقص خصلاتِ شعرها من حولِ وجهها و ترمش عينيها بسرعة ......... وينتفض قلبها بشدة ......
الى أن التقت عيناها بعيني سابين في المرآة ..... فسكنت الاثنتانِ تماما ......كان هناك اتصلا غريبا بين عينين مكسورتين خضراوين ممتزجتين بالعسل و أخرى تبدو كحجرين كريمين ليسا فقط في لونهما الأزرق الغريب بل في صلابة الأحجار ......
وكان عينا حلا كانتا تخبران عيني سابين بالكثير .........وعينا سابين كانتا تتلقى منها و كأنها تعرف جيدا .....
قالت لها سابين بعد فترة صمت طويلة قالتا فيها الكثير
( اذا أردتِ الذهاب فلتذهبي ....... أنا لن أحتجزك كما فعل هو , لكن بشرطٍ واحد أن تكوني راضية تماما عن حالك الآن ......ولتذهبي وحدك, أنا لن أعيدك بنفسي ..... إن أردت اختيار طريقك فلتسيري به بمفردك )
تركت حلا عيني سابين و اتصلت بعينيها هي و كانها تسالها عما تريده حقا .......أو عمن تريد أن تكونه ...... حلا الراشد .....أم زوجة ادهم مهران ............
اغمضت عينيها لتنساب دمعتان مرهقتان على وجنتيها وهي تفكر ....... ومن التي أحبها هو ...... حلا الراشد ......أم زوجة ادهم مهران ............
تركتها سابين بعد أن طبعت قبلة على قمة رأسها و خرجت بهدوءٍ الى سما التى كانت مستندة على الجدار المجاور لباب الغرفة و تستمع الى كل ما يحدث دون أن تجرؤ على التدخل .......
كانت محنية رأسها تبكي بصمت على ما وصل اليه حال بناتِ الراشد جميعهن ........
الكل يبحث عن زوجته كالمجنون ...... الا أنت يا فاس ..... الهذه الدرجة كنت رخيصة عندك ......الهذه درجة كنت أعيش وهما بنيته بنفسي .......يا الهي كم اشتقت اليك ...... لم أعتد البعد عنك لسنين طويلة ...... كيف سأتمكن من الإبتعاد عنك ..........
ترى حبيبي كيف تستطيع التصرف من دوني الآن ........ كنت تعتمد علي دائما , فماذا ستفعل الآن و من سيهتم بك .........كنت على استعدادٍ أن أبقى معك , لكنك رفضت عند أول بادرةٍ لخروجي عن الطوق ........
لم أكن الا مسكنا لك يا فارس ........ولم تكن الا ألمي دائما و أبدا .........

يتبع


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 25-01-13, 04:48 PM   #3088

tamima nabil

نجم روايتي وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارو عضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاء و ملهمة كلاكيت ثاني مرة

alkap ~
 
الصورة الرمزية tamima nabil

? العضوٌ??? » 102516
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 10,902
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » tamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond reputetamima nabil has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   laban
¬» قناتك nicklodeon
افتراضي

بعد يومين ......كانت سما متمددة على الكرسي الضخم ذو المساند بحيث تستند بظهرها على مسند و تؤرجح ساقيها من على المسند الآخر ....... تتلاعب بخصلاتِ شعرها , شاردة بعيدا عند أسدها الأعمى ........
و حلا متكورة على الكرسي المقابل كجنينٍ صغير في طياته حتى كاد ان يبتلعها و هى الاخرى شاردة تماما و عيناها دامعتان
أما سابين فكانت تجلس على المكتب الضخم واضعة نظارتها الطبية , تدرس أوراقا كثيرة تحاول إعدادها و ترتيبها ......بمنتهى التركيز
... تركيزٍ لم يقطعه الا الرنين المزعج مجددا .......
رفعت سما الهاتف من جوارها بملل وهي تنظر اليه ثم قالت بفتور وهي تعيده مرة أخرى ( احمد .......)
زفرت سابين بحنق وهي تعاود التركيز بأوراقها ...... لكن بعد نصفِ ساعة عاد الهاتف ليرن , فنظرت سما اليه لتقول بنفس الفتور
( ادهم........)
رفعت حلا رأسها عاليا كما كانت تفعل كلما سمعت اسمه .... رنين .... رنين ......
صرخت سابين فجأة بعدوانية
( فلتغلقي هذا الهاتف اللعين يا سما لم أعد أتحمل ..... اليس لديهم ما يشغلهم ؟... إننا في منتصف النهار ؟ أين أعمالهم ؟؟؟؟......)
لم تجب سما حتى لا تستفزها فلو استفزتها اكثر فلربما تأخذ الهاتف و تلقي به من النافذة .... وهي لا تريد أن تدمر أعصابهم اكثر بقطع وسيلةِ الاتصال الوحيدة بينهم وبين حلا وسابين ....
أوووووووف ..... إن سابين أصبحت لا تطاق بالفعل .... دائما متوترة و عصبية .... لم تعهدها متقلبة بهذا الشكل ..... الا إنها تزداد جمالا وبياضا .... هناك شيئا غريبا بها لا تستطيع تفسيره ......
عاد الرنين مرة أخرى .... إنه ادهم ثانية ......رمت سابين الأوراق من يدها على سطحِ المكتب ثانية ودارت بالكرسي الضخم استعدادا للإنقضاض على الهاتف المسكين ...... الا إنها وقبل أن تنهض من مكانها .......كانت حلا قد قفزت بخفة الغزال لتخطف الهاتف من جوار سما و تنطلق به جارية بعيدا , فصرخت بها سابين و هي تجري ورائها باقصى سرعتها صارخة
( حلا ..... اياكِ ..... اياكِ ان تجيبيه .....)
الا أن حلا وصلت بأعجوبة ٍ الى الحمام و تمكنت من إغلاق الباب خلفها على بعد خطوةٍ واحدةٍ من سابين التى أخذت تطرق على الباب ,
نظرت حلا الى الإسم الحبيب المضيء أمامها .....إن هذا الرنين هو الحافز الوحيد الذى يبقيها صامدة الى الآن .......
ضغت على الشاشةِ برفق و رفعت الهاتف بحذرٍ الى أذنها و أرهفت السمع الى صوتِ وحشها الحبيب ....
( سما ؟.......سما ؟..... هل هذه أنتِ؟........كيف حلا الآن ؟....أرجوكِ أجيبيني )
أغلقت حلا عينيها على الدموعِ الناعمةِ الحبيسةِ خلفهما و هي تبتسم بكل ما تحمله من حبٍ بداخلها لهذا القاسي المستبد ..... الرقيق ...
( كيف حالك حبيبتي ؟...........)
فتحت عينيها بسرعةٍ حين سمعت سؤاله المختنق فانسابت الدموع على وجنتيها والابتسامة تحولت الى ضحكةٍ صغيرة مشتاقه وصلت في طريقها الى أذنيه المتلهفتين ....... لكنها لم تر ابتسامته المشتعلةِ بعد ان سمع ضحكتها ...فقال بعنفٍ شغوف
( تضحكين وأنتِ بعيدة عني يا حلا ؟...... ظننتك تتألمين مثلي )
اتسعت ابتسامتها أكثر ....... وازدادت دموعها أكثر وأكثر ..........
قال لها ادهم بعشقٍ و كانه يستعطفها
( أريد أن أسمع صوتك على الأقل حبيبتي ......)
مرت لحظاتِ صمت ٍ طويل .... طويل .... لم يحاول قطعها و كأنه يبتهل في سره أن ترد عليه أخيرا........ الى أن وصلته همسة أحيته من جديد
( ادهم .........)
صرخ ادهم بشدةٍ ما أن سمع همستها حتى أنها أبعدت الهاتف عن أذنها للحظاتٍ الى أن ينتهى
( حلا .......حلا حبيبتي أين أنتِ ..... أخبريني و سأكون عندك في لحظات , أعدك أنني لن أؤذيكِ أبدا ......أبدا .....وسأحاول جاهدا الا أكسر رأس سابين ......فقط أخبريني أين أنتِ )
ضحكت مرة أخرى من بين بكائها الذى بات جليا لأذنيه ليمزق قلبه المشتاق اليها ...... الى قالت أخيرا بصوتٍ مختنق
( سأعود يا أدهم ................)
سمعت صوت تنهيدةٍ عميقةٍ صادرة من أعماقه قال بعدها بصوته العميق الواثق
( أين أنت حبيبتي و سأحضر حالا ؟........)
صمتت لحظة ثم قالت بصوتٍ هادىء وهي تغالب دموعها و ابتسامتها الحزينة
( سأعود وحدي .........)
قال بعد لحظةٍ من صمت و توجس ( لماذا ؟.........)
ردت عليه حلا بنفس الهدوء ( لأنني سأعود حين أعود حلا من جديد .......)
سمعت صوت خبطة قوية وكأنه لكم حائطا او شيئا ما فخافت عليه بشدة و نادته بسرعة ( ادهم .....)
وصلها صوته غاضبا بشدة و كأنه مل من كل هذا العبث
( لماذا تفعلين بي كل هذا ؟ هل تعاقبيني يا حلا ؟........كل هذا لأنني ضعفت قليلا , قد أكون آلمتك ... لكن الم تفكري أنكِ أنتِ أيضا آلمتني بشدة ......)
شعرت بغصةٍ في حلقها وهي تبتلع دموعها المريرة و قالت بضعف وتمزق
( أعلم .....أعلم حبيبي أنني آلمتك بشدة ....... و لم أكن أتصور أن أقوم بهذا , لهذا لن أعود قبل أن أرمم نفسي ...... سأعود حلا التى أحببتها قديما ......أما حلا التى تركتك فهي التى ستبعدك عني و أنا لا أريد أن أعيش اليوم الذى ستتركني فيه ......لن أحتمل هذا أبدا , وحتى إن لم تتركني سأظل دائما أعيش هواجسي و رعبي من أن تتركني يوما ما ........)
حاول الكلام هادرا وقد أحرقته كلمة حبيبي التى صدرت بعفويةٍ من بين شفتيها ( أبدا لن ........)
الا إنها قاطعته تترجاه أن يفهمها ( حتى لو بقيت معي للأبد ..... سيموت حبك لي يوما ما , لأنني لست هي ..... لست حلا التى أحببتها يوما ......)
سمعت صوت أنفاسه الممزقة الغاضبة ثم قال أخيرا
( حسنا ..... حسنا يا حلا , لكن بشرط أخبريني أين أنتِ لأطمئن عليك ِ )
ضحكت حلا ضحكة صغيرة حملت كل حزنها و ألمها ..... حبها و اشتياقها ....ثم همست
( هل تظن حقا أنني سأصدق بأنك ستظل مكانك لو علمت أين أنا ؟...........)
جذب نفسا حادا عميقا ثم هتف بحنقٍ لم يستطع السيطرة عليه
( نعم .....أنت محقة , لن أنتظر لدقيقةٍ واحدة حتى أصل اليكِ و اجذبكِ بين ذراعي حتى تصرخين طلبا للرحمة ......أتوق لتقبيلك يا حلا , أتوق لتقبيلِ شفتيكِ الشهيتين بشدةٍ تجعلني أكاد أقتل نفسي لأني تركتك آخر مرة ...... حلا لقد أصبحتِ تسرين في عروقي )
أغمضت عينيها حين تذكرت اللحظاتِ المخزيةِ لها حين تركها و خرج ..... لكنها تمكنت من الهمسِ أخيرا
( لقد أصبت حين تركتني يا ادهم ...... لم أكن لأحترم نفسي و أنا أستجدي سماحك بهذه الطريقة .......لا أعلم كيف كنت .......)
قاطعها ادهم بقسوة
( حلا توقفي ....أنتِ زوجتي , كان يجب أن أظل بجوارك , اعطِني فرصة أخرى يا حلا و أخبريني أين أنتِ ........)
همست حلا برقةٍ قبل أن تضعف اكثر
( سأعود .......أعدك أنني سأعود , و بأني لن أكون لغيرك أبدا ...........)
صرخ ادهم بشدة ( حلا لا تغلقي الخط ..........إياكِ )
لكنها أغلقت الخط وهي تعلم أنها لو أبقته مفتوحا للحظةٍ وحيدةٍ أخرى لكانت سقطت على ركبتيها تخبره بمكانها و تترجاه ليأتي و يأخذها
اخذت نفسا مرتجفا طويلا و مسحت وجهها بكفيها و هي تنظر الى صورتها في المرآةِ أمامها ....... ثم ابتسمت لها وهي تهمس
؛( اطمئني ......لن أبعدك عنه طويلا , فقط عودي من جديد )
ثم تقدمت وفتحت باب الحمام بهدوء لتواجه مصيرها المتمثل في سابين الشرسة الواقفة أمامها مكتفة ذراعيها تنظر اليها بوحشية ٍ لم تلبث أن أخذت في الإختفاءِ تدريجيا وهي تنظر الى عيني حلا الباكيتين ..... لكن مشعتين ..... وابتسامةِ أمل جديدة تحاول الإرتسام على شفتيها ......قالت سابين أخيرا
( ماذا قررتِ ؟..........)
قالت حلا برقة ( سأظل معكما .......الى أن أصبح جاهزة )
ابتسمت سابين و جذبتها بين ذراعيها بشدة ...... الى أن سمعا صوتِ سما الرقيق من خلفهما
( أنا أيضا أريد أن تحضناني .............)
ضحكت سابين و هي تفتح إحدى ذراعيها لتندفع اليها سما دافنة رأسها في صدر سابي متشبثة بحلا ...........
.................................................. .................................................. ...............................................
بعد أسبوعين ..... كانت تالا تقف في غرفة تغيير الملابس بمدرستها و قد بان الحزن على معالمها الصغيرة الرقيقة , كانت ترتدي ثوبا ابيضا صغيرا منفوشا كراقصاتِ الباليه بجوارب بيضاء طويلة شفافة و حذاءٍ فضي ..... كما أن الثوب مثبت في ظهره جناحي فراشة عملاقان شفافين مزينين بالالماساتِ المتناثرة .......و تاجٍ من ريشٍ ناعم هفهاف يغطي رأسها ......كانت ترتدي زي ملاكٍ صغير و قد بدت رائعة بشكلٍ يسلب العقل ......
لكن عينيها البندقيتين كانتا مائلتين بحزنٍ عميق وهي تفكر بأنها ستحضر حفلة عيد الأم وحيدة ..... بالرغمِ من إنها ظلت تتمرن للاستعراض الذى ستقدمه طويلا ..... كانت تريد أن تفاجىء به أباها .........لكنه نسي تماما , فهو مؤخرا في حالة غريبة .... لم يسبق له أبدا أن ابتعد عنها الى هذا الحد ......تمر أياما بكاملها دون أن تراه حين يعود متأخرا جدا بعد نومها بوقتٍ طويل ...... دائما شارد ....و أحيانا غاضبا بشدة ......لم يعد يتناول طعامه معها و لم يعد يقرأ القصص لها قبل النوم ..... لأنها لا تراه أبدا ......
كم كانت تنتظر عودة سابين من شهر العسل الذى لا ينتهي هذا أبدا ......لكن يبدو أنها لن تعود أبدا ....... الكل يخدعها و يظنون أنها تصدقهم حين يخبروها أن سابين مسافرة و ستعود ....... تماما كما أخبروها بأن لها أما مسافرة و ستعود وهي صغيرة .... الى أن جلس معها والدها يوما و أخبرها أن أمها لن تعود لكنها في مكانٍ أفضل و هي سعيدة لذا يجب أن يسعدا لها............
وقد تقبلت الامر لانها لا تتذكرها ..... لكن سابين .... كانت قد ظنت بأنهما ستكونان صديقتان جدا ...... فهما متشابهتانِ للغاية ......
لكن يبدو أن سابين تركت والدها و لن تعود أبدا ........ حتى دون أن تودعها ............و ها هي جدتها تتأخر عن الحضور , لقد نظرت الى المسرح من خلف الستائر و وجدت الكرسي المحجوز لها فارغا ..... لقد ضاع كل تعبها في التمرين هباءا و لن يراها أحد .....
( كيف حالك يا شريرة ..........)
انتفضت تالا بشدة حين سمعت الصوت المألوف و استدارت بسرعة صارخة
( سااااابين ؟..................)
كانت سابين واقفة أمامها بكامل أناقتها ترتدي فستانا ضيقا رماديا يحدد جسدها الفارع يصل الى ركبتيها و جوارب سوداء ناعمة تغطي ساقيها و حذاءا أسودا أنثويا بكعبٍ عالٍ رفيع و شعرها كان حرا طليقا على ظهرها بشكلٍ يخطف الأنفاس...... كانت تبدو مذهلة و كل الفتيات الصغيرات في غرفة التبديل ينظرن اليها بإنبهار يسألن بعضهن عمن تكون هذه الساحرة ......
قالت سابين و هي تبتسم ابتسامة شريرة رافعة أحدى حاجبيها
؛( بلغني أن هناك حفلا لعيدِ الأم ينقصه أما ...............)
ابتسمت تالا بخبث وهي تقترب منها .....ثم قالت بعد لحظة بمرح و تششك
( ومن هي الأم ؟.....أنتِ ؟.......)
اتسعت ابتسامة سابين وهي تقول ساخرة ( في أحلامك .........)
ضحكت تالا عاليا و قد شعرت فجأة أن الحزن قد غادرها و هي تجد ساحرتها الشريرة..... التى أكتشفتها يوما ..... تقف أمامها بكامل جمالها ......ثم ردت بمرح
( اذن ماذا تفعلين هنا .................)
نظرت سابين حولها الى الفتياتِ الصغيراتِ اللاتي يرتدين فساتين الملائكة و يتهامسن عليها .....ثم قالت مبتسمة ٍ بسخرية
( أردت أن أراك و أنت ترتدين هذه الأشياء السخيفة ........ ستبدين ظريفة على المسرح ...... قد يظن من يراكِ أنكِ طفلة فعلا )
ضحكت تالا عاليا الى أن جائت المُدرسة لتعلن عن استعدادهن للتحرك الى المسرح فتناولت تالا عصاتها السحرية الفضية بسرعة ثم قالت لسابين بلهفة ....
؛( ستجلسين في المقعد المحجوز لجدتي ....... كان من المفترض أن تحضر الا إنها لم تأتِ و حتى إن أتت فلتبحث لنفسها عن مكان جزاءا لتأخرها ..........)
ضحكت سابين من شدة وقاحة تلك المجنونة الصغيرة لكن قبل ان تنصرف تالا كانت قد التفتت الى سابين سريعا و نثرت مسحوقا فضيا لامعا من عصاتها السحرية فوق رأس سابين و هي تهمس
( هذه تعويذة حتى لا تختفي ثانية .........." فلتظلي أسيرة لأبي للأبد "...... )
ثم استدارت جارية مع باقي الصغيرات و هن يضحكن متحمسات .........
بينما ظلت سابين واقفة مكانها تنظر بشرود يراودها شعور غريب بأن تلك التعويذة قد سرت بالفعل و انتهى الأمر ..........
أثناء ذلك الأستعراض كانت سابين تجلس بحنق .... الملل يقتلها ....سابين الراشد جالسة في حفل ٍ مدرسي ..... تشاهد عرضا مسرحيا ساذجا .... لصغيراتٍ يبتسمن بسذاجة ٍ و حماسة , وكأنهن يقمن بمهمةٍ مستحيلة .....
وهي جالسة بين مجموعة من الأمهات يمسكن بأيدي بعضهن البعض و عيونِ بعضهن دامعة و كان صغيراتهن يقمن ببطولةٍ من نوعٍ ما ..........
انحنت الى الأمام تستند بذراعيها الى ركبتيها ........و أغمضت عينيها ..... سابين الراشد تشاهد هذا الاستعراض الساذج بدلا من أن تكون الآن في وسطِ اجتماعِ عملٍ مهم , أو تناقش صفقة ما ....... هل هذا ما آل حالها اليه ؟...... كل هذا بسبب الغبي احمد مهران الذى أفسد كل ما حققته يوما ........لابد وأنه استبدلها بأخرى .........
شعرت فجأة بيدٍ حنونة تربت على كتفها فرفعت رأسها لتنظر الى سيدةٍ متقدمةٍ في السن تجلس بجوارها تبدو عليها الطيبة قالت لها مبتسمة
( أنتِ تفوتين عرض ابنتك ........)
قالت سابين بتردد ( إنها ليست ..........) الا أنها قطعت كلامها و آثرت الصمت
سألتها السيدة بلطف (أيا منهن ابنتك ؟...........)
ظلت سابين صامتة للحظة تنظر اليها ثم قالت أخيرا بخفوت ( تالا .......)
ردت السيدة بابتسامة عريضة (تالا ؟.....لقد تعرفت اليها اليوم , إنها صديقة حفيدتي ..... إنها رائعة , إنكِ محظوظة بها )
أومأت سابين برأسها بصمت وهي تنظر الى تالا وهي تغني وسط الصغيرات
فتابعت السيدة تقول ( لكنها لا تشبهك إطلاقا .........)
ردت سابين بشرود دون أن ترفع نظرها عن تالا المبتسمة ( إنها تشبه والدها .........)
قالت السيدة بابتسامةٍ مرحة ( لابد أنكِ تحبين ولدها بشدة ........)
نظرت اليها سابين بنظراتٍ مبهمة فتابعت السيدة تقول بثقة
( يقولون أنكِ إن أنجبتِ فتاة شديدة الشبه بوالدها فذلك يكون من شدة حبك له )
ظلت سابين تنظراليها وهي تفكر ..... لست أنا من أنجبت تالا ......لابد أن ليال أحبت أحمد اذن بشدة .......
ياالهي..... ما تلك الحماقة التي تفكر بها .........لابد وأنها تلك الهرمونات اللعينة التي تتلاعب بعقلها ..........سمعت صوت غناء تالا واضحا وهي تتقدم لتغني وحدها على المسرح ........تبتسم لعينيها هي وحدها دون الجميع ......فابتسمت لها سابين بشرود وهي تلوح لها دون وعي ..........
و العجيب أن سابين استمتعت بباقي الإستعراض الى نهايته .............
بعد أن انتهى الحفل وقفت سابين مع تالا أمام المدرسة لتودعها فقالت تالا بلهفة
(سابين الن تعودي معي ؟..... هل ستتركين ابي ؟.....هل أغضبك بشيء ؟.....)
انحنت سابين اليها و جذبتها من خصلة من خصلاتِ شعرها ...... كما فعل معها احمد ...... مرتين ...... مرة وهي صغيرة ومرةٍ وهي زوجته ........
عادت لتنفض تلك الافكار من راسها ...... ثم قالت لتالا بصرامة زائفة
( لا دخل لكِ بمواضيع الكبار ........هل فهمت ؟)
الا ان تالا لم تضحك و لم تبتسم حتى فتنهدت سابين هي تخرج مفتاحٍ من حقيبتها الصغيرة و ناولته الى تالا قائلة بصوتٍ خافت
( ابعثي بسلامي الى والدك يا تالا ...... و أعطيه مفتاح السيارة و أخبريه أنها تقف هنا أمام المدرسة ليستطيع أخذها بسهولة)
ثم ابتعدت برشاقة وهي تلوح لتالا التى وقفت تراقبها بعينين دامعتين .........
تلك الليلة دخل احمد متثاقلا متعبا الى غرفة تالا ...... راقبها وهى تنام في فراشها و الضوء الصغير المضاء بجوارها يفضح تظاهرها بالنوم ......إنها غاضبة منه ........لقد نسي حفلها تماما ....... كيف تمكن من ذلك ؟......
اقترب منها و جلس على حافة فراشها ثم انحنى ليقبل وجنتها الناعمة .... لكنها لم تتحرك , فقال مبتسما
( تالا ....أعرف أنكِ مستيقظة ..... افتحي عينيكِ و واجهيني ...لا تهربي )
فتحت تالا عينيها ببطء ثم قامت جالسة لتضم ركبتيها الى صدرها و هي تنظر بعيدا عابسة
ابتسم احمد بحنان لجميلته الصغيرة التى تزداد سحرا يوما بعد يوم .......ثم قال بصوت خافت مشبع بالذنب
( تالا حبيبتي ......أنا آسف جدا لأني لم أحضر الحفل , لقد نسيت تماما ..... لن أكذب عليكِ و أقول أنني انشغلت , لكن الحقيقة أن ذهني أصبح متعبا للغاية فنسيت تماما ........لكن هذا ليس عذرا و لك الحق بأن تغضبي .......لكني أنبت جدتك لأنها لم تذكرني بينما لم تذهب هي )
نظرت اليه تالا عابسة و قالت بغضبٍ طفولي
( ليس من المفترض أن تذكرك ...... كان لابد أن تتذكر وحدك إن كنت تهتم )
اقترب منها ليأخذها بين أحضانه و يضمها الى صدره بشدة وهو يتنهد بعمق قائلا
( طبعا أهتم يا تالا ....أنتِ أغلى شخصٍ عندي في هذه الدنيا )
رفعت تالا رأسها لتنظر اليه ثم قالت وهي لا تزال عابسة
( على كلِ حال الخسارة خسارتك )
ابتسم أحمد بحنان وهو يقول ( بالتأكيد خسارتي لأني لم أرى ملاكي اليوم ......)
ظلت تالا عابسة وهي تخرج شيئا من تحتِ وسادتها و تناوله المفتاح قائلة
( ملاكك يبعث لك بسلامه وبمفتاح السيارة ........تستطيع أخذها من أمام المدرسة)
نظر أحمد بذهول يحاول التأكد من ذلك المفتاح المتدلي من بين أصابعها ثم هتف وهو يمسكها من كتفيها
( من أين أتيت بالمفتاح يا تالا ؟......هل رأيتِ سابين ؟)
ابتسمت تالا باستفزاز وهي ترد عليه قائلة
( نعم سابين كانت موجودة بالمدرسةِ اليوم ........وحضرت معي الحفل كاملا )
ظل احمد ينظر اليها بذهول لا يصدق ما سمعه .....الى أن قام من الفراش و أخذ يركل الحائط بقدمه عدة مرات حتى يفرغ شحنات غضبه تماما
بينما كانت تالا تنظر اليه فاغرة فمها وهي لا تصدق أن والدها من الممكن تصدر عنه مثل هذه التصرفات الصبيانية ......
هدأ احمد قليلا ثم التفت لينظر الى تالا طويلا ثم اقترب منها ليجلس على حافة لفراش مرة أخرى و يعاود احتضانها بقوة .... فقالت تالا بقلق
( ماذا حدث يا أبي ؟.......الن تعود سابين ثانية ؟)
أبعدها أحمد عنه قليلا وهو يمسك بكتفيها لينظر الى عينيها بكلِ قوةٍ قائلا بحزم
( إن سابين تلعب معنا لعبة حتى ترى مدى غلاوتها لدينا ....... لكني سأربح اللعبة أعدك ..... و سأحضر لكِ سابين الى هنا ...... فهي تخصنا أنا وأنتِ .....و سنعثر عليها معا لتكون لنا للأبد .....اتفقنا ؟)
ثم ضم قبضه ومدها لها فأومأت برأسها مبتسمة بمرح وهي تضم قبضتها هي الأخرى و تضرب بها قبضته .........
.................................................. .................................................. ...........................................
( إبتعدن ...... أخرجن جميعا من هنااااااا)
انطلقت هذه الصرخة الوحشية من ذلك المخلوق الهمجي الشرس ذو اللحيةِ النامية و الشعرِ المشعث و العينين الحمراوين من الغضب و السهر .....
ثم لم يلبث أن ضرب يدِ الممرضةِ الواقفةِ أمامه مادة يدها بأقراصِ الدواء لتتناثر بعيدا عنه مصحوبة بصيحة الممرضة المسكينة المرتعبة ....التى ما أن التقطت انفاسها حتى قالت بحنقٍ مرتعش من الخوف
( سيد فارس .... تصرفاتك غير مقبولة بالمرة .... نحن لسنا خادماتٍ عندك , وحتى وإن كنا فهذا لا يمنحك الحق في أن تعاملنا بهذه الطريقةِ المبتذلة )
ازدادت نظراته وحشيةٍ و شراسة حتى أنها شهقت برعب و هي تبتعد هي و زميلاتها الى آخر الغرفة عندما نهض فارس من فراش غرفته الذى كان يجلس على حافته ملتقطا عصاه الخفيفة الرفيعة و هو يطوح بها صارخا
( أنا في بيتي أيتها الحمقاء ..... أنتِ المتطفلةِ هنا و تجرؤي على إخباري كيف أتصرف ؟...... أخرجن من هذا البيتِ حالا لا أريدكن هنااااا )
تجرأت الممرضة و هي تزداد التصاقا هى وزميلاتها بالحائط خلفهن ....... على أن تقول بحزمٍ زائف مرتجف
( السيدةِ أميرة هي من أحضرتنا الى هنا ....... ونحن لن نستطيع مخالفة أوامرها , كما إن حالتك تحتاج الرعاية الطبية مؤخرا..... هذا بالإضافة الى الشؤونِ اليوميةِ العادية , فأنت لن تستطيع التصرف وحدك )
صرخ فارس و قد بدا كالمجنون
( اخرسي ....... اخرسي ..... لا أحتاج الى أي أحد ..... أخرجن ........ أخرجن من هنا قبل أن أقتلكن )
ثم أخذ يدور و كأنه يبحث عنهن ..... فتعالت صيحتهن و هن يتدافعن خارجاتٍ من الغرفة مرعوباتٍ من هذا الأسد الأعمى .... ناسياتٍ أنه ليس سوى أعمى و لن يستطيع فعل الكثير مع عجزه ......
بعد أن خرجن من الغرفة وهن يلهثن و أصوات التحطم العالية تصلهن من داخل الغرفة ......
التقطتت الممرضة هاتفها لتطلب رقما .....و ما أن وصلها الصوتِ المتلهف حتى ردت بغضبٍ وعصبية
( سيدتي ..... نحن لم نعد نستطيع التحمل اكثر ...... اعذريني في هذه الكلمة لكنه شخصا لا يطاق و أنت تستحقين الجنة على تحمله .....أنا آسفة جدا كنت أتمنى الا نخذلك .... لكننا نريد إعفاءنا من هذه المهمة ......)
وصلها الصوت الناعم متضرعا مستجديا حتى شعرت بالحرج الشديد أمام هذا الإلحاح فقالت بعد فترة
( سيدتي .... أنتِ تحرجيني بهذه الطريقة ..... أنتِ لا تعلمين كيف يعاملنا ..... إنه يعاملنا كالعبيد و يتطاول علينا .....لا أظن أن أيا من البشر يستطيع تحمل لسانه الشبيه بالصياط ....)
عاد الصوتِ الناعم ليحثها على البقاءِ قليلا مخبرا إياها أن لا أمل آخر لها..... الا بهن و أن مال الدنيا لن يكفي كمقابل أمام ما يقدمنه لها ......)
ظلت الممرضة تستمع الى هذا المدح باحراج حتى احمر وجهها ثم قالت اخيرا باستسلام
( حسنا سيدتي لكن هناك امرا اخر .... ماذا عن التنظيف ؟.... لم تستطع أخر خادمة على البقاء هنا لاكثر من ساعة ثم هربت من هولِ ما نالها من لسانه ....طاقما كامل جاء للتنظيف غير انه ظل يهددهم الى ان انصرفوا و هو يرفض حتى الخروج من البيت حتى يقوم احد بتنظيفه , كما انه لا يقصر في تدمير كل ما حوله , البيت الان يبدو في حالةٍ يرثى لها .... ونحن لسنا هنا للتنضيف )
أخذت تستمع قليلا حتى قالت في النهاية باستسلام
( حسنا نحن في انتظارك ..........)
فترة طويلة وهو جالس على حافة الفراش يلهث و يتشبث به بقبضتين من حديد .....مغمضا عينيه يتجرع عذابه وحيدا ..... إنه خائف ... خائف جدا .... أيستطيع أحد تخيل ما يشعر به من وحدة و غربة , إنه لا يعلم حتى كيف يحيا يوما بيومه , لا يواجهه الا أناسا أغراب استاجرهم ادهم او عمته ليقوموا على خدمته ..... الا أن الجميع تخلى عنه , حتى ادهم يبدو و كأنه قد نسيه تماما في غمرة ضياعه بحثا عن حلا ......شعر حين وصل الى هذه النقطة بان قلبه طار الى حلا ..... لانها ليست وحيدة بل هي مع روحه , علموا جميعا انها رحلت مع سابين و حلا .......ومن يومها و الكل يبحثون عمن يستطيعون ايجاده ...حلا او سابين او ........ سما ........
كيف كانت له حياة طويلة من ثلاثة عقود بدونها .... كيف كانت هذه السنوات ..... إنه لا يتذكر كيف كانت حياته من قبلها ...... هل فعلا كان لا يعرفها يوما .... تربت في بيته طوال عمرها و هو يدور كالأحمق في بلادٍ بعيدة .... من كان يريد رؤيته كان يسافر اليه دون أن يتفضل هو بالعودةِ اليهم ........منذ وفاة والدته وهو طفل صغير سافر مع عمته الى الخارج ولم يعد أبدا .....و بعد أن شب عنِ الطوقِ قليلا استقل بحياته الحافلة عن عمته ..........حياة طويله من المغامرات و الأعمال و أعظم الناس يبتغي صداقته و أجمل النساء تتمنى صحبته ......
لو كان فقط عاد مرة واحدة خلال هذه السنوات لزيارتهم ......... لكان رآها .....آآآآه لو كان ذهب مرة واحدة لكان نظر الى عينيها .....
كان ليحمل معه الآن ذكرى لعينيها و ابتسامتها ....... وكان ليحفظ تلك الذكرى بقلبه الى آخر عمره ......أين هي الان ؟..... هل هي بخير ؟....... من المفترض أن يكون مطمئنا عليها , فسما تملك من القوة مايجعلها تتحدى جيشا أمامها ........ لكن ذلك لم يمنعه من الاحساس بضربات الخوفِ التى أخذت تضرب صدره .......فهي حتى وإن كانت المسؤولة عنه طوالِ السنواتِ الماضية , الا إنها أيضا كانت معه في منفاه البعيد دون أن تتعامل مع كثيرٍ من الناس , فكيف سترمي بنفسها الآن في غمرةِ تلك الحياةِ القاسية ؟....... كيف ستتحمل ضغوطِ الحياةِ وسرعتها من حولها وهي التى أرق من النسيم ........ياسمينااا.......
من المؤكد ان الكثيرين سيعجبون بها و الاكثر سيحاولون الايقاع بها ......بزوجته ...... الكثير من الذئاب ستحوم حول زوجته ....بينما يجلس هو هنا وحيدا عاجزا ينتظر من سيقوم برعايته ............
لم يتحمل اكثر فانطلقت صرخة متوحشة من أعماق حنجرته ......
سمع وقع أقدامٍ سريعة و هي تأتي الى الباب جريا ..... ثم ساد صمتا طويلا جاؤه بعدها صوتِ الممرضةِ يقول
( لماذا صرخت بهذا الشكل يا سيد فارس ؟.........)
التفت براسه اليها و هو يسمع صوت لهاثٍ خائف ..... ظل صامتا لا يجيب الى ان قال اخيرا باختناق
( لا شيء ...... لم يحدث شيء ..... من معك ؟....)
قالت الممرضة بعد لحظة ؛( إنها الخادمة ستقوم بتنظيف الغرفة ......)
قال فارس بصوتٍ اجش (من أرسلك ؟.........)
قالت الممرضة بسرعة ( أرسلتها السيدة أميرة لكنها ذات ظروفٍ خاصة فهي من الصم و البكم .......لذا لا تحاول ان تتعب نفسك بمضايقتها فهي لن تسمعك )
رد فارس عليها بعد عدة لحظاتٍ بخفوت ( هي لن تسمعني و أنا لن أراها ..... يا لها من علاقةٍ ملائمة )
قالت الممرضة بحزم
( سيد فارس ... من فضلك راعي ظروفها و لا تضايقها لان هذا سيغضب السيدة اميرة جدا ......)
رد فارس بنفس الخفوت المختنق ( و نحن لا نريد إغضاب السيدة اميرة بالطبع ........ )
ثم قال باستكانة غريبة خشنة ( أنا ...... سآخذ الدواء , أحضريه لي )
رفعت الممرضة عينيها الى السماء تطلب الصبر من هذه العنجهية و الغرور الا إنها لم تجد بد من تنفيذ ما طلب فيكفي أنه سيستجيب للعلاج اخيرا ....
لحظاتٍ و كان قرصي الدواء بكفه و كوب الماء بكفه الآخر ......فقال بهدوء
( حسنا يمكنك الانصراف ..... لكن اجعليها تباشر بترتيب أشيائي حتى استطيع الوصول اليها )
ردت عليه الممرضة بعد فترة بالموافقة ثم سمع صوتِ انصرافها .... وبقي هو مع صوتِ الانفاسِ المتهدجة ......ظل يستمع اليها نفسا نفسا , تتحرك خطاتٍ حول اذنيه المرهفتين .... يسمع التقاطِ اشيائهِ المبعثرة .... قلبٍ يدق .... يكاد ان يسمعه .... بل يراه .....
أخذ نفسا عميقا .... يحاول سحب كل نسائم الهواءِ من حوله ...... لكن النسائم كانت خاليةٍ جوفاء ..... باردة .........
كان قرصي الدواء لا يزالا بيده لم يتناولهما بعد .......فاسقطهما على الارض دون أن يحدث صوتا .......توقفت الحركاتِ من حوله تماما ..... فقط الانفاسِ اللاهثةِ تحكي.......
اقتربت منه خطواتٍ ناعمة و وصلت اليه ....... ثم بعد لحظة شعر بملمسٍ كالوردِ على يده ليشعر بعدها بقرصي الدواءِ يسقطانِ في يده التى فتحتها أوراقِ الوردة ...... و قبل أن يغلق كفه عليهما كانت أصابعه تسابقت مع تلك اللحظة لتتلامس مع طول تلك الأصابع الطويلة التى ناولته الاقراص ..... لحظة واحدة فقط ...... لمسة واحدة كانت كفيلة بهروبِ تلك الأصابع سريعا .....و ابتعاد الخطواتِ الى آخر الغرفة .......
جذب نفسا عميقا خشنا بصعوبة ثم همس بعدها باختناق ( شكرا .......)
الا إنه لم يسمع ردا من تلك الخادمة ...... التى لا تسمع ........و التى أكملت عملها بخطواتٍ مرتبكة خرقاء ..........
فقط زاوية شفته ارتفعت قليلا في تعبيرٍ يتيمٍ لانسانيةٍ شاحبة ظهرت بالكاد على وجه هذا الأسد الأعمى ........و هو يرهف السمع لأصواتِ الترتيب و كأنها انغامٍ موسيقية تلاعبت بأوتار قلبه .........


tamima nabil غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 25-01-13, 05:06 PM   #3089

رنات الحياه

? العضوٌ??? » 4787
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 335
?  نُقآطِيْ » رنات الحياه is on a distinguished road
افتراضي

ثاااااااااااااااااااانكس

رنات الحياه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-01-13, 05:18 PM   #3090

حلم رواية

? العضوٌ??? » 171684
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 799
?  نُقآطِيْ » حلم رواية is on a distinguished road
افتراضي

لااااااا الفصلل قصيييير
نبييييي فصل ثاااانييييييي


حلم رواية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:08 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.