آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
| مشاهدة نتائج الإستطلاع: أعزائي يهمني رأيكم بروايتي هلوسـات من حيث الأسلوب ، الأفكار ، الأحداث ؟ | |||
| جـيـــدة |     | 46 | 86.79% |
| متوسطة |    | 7 | 13.21% |
| سـيئة |    | 0 | 0% |
| المصوتون: 53. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع | |||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
11-01-13, 07:17 PM
| #1021 | |||||||||
| نجم روايتي 
|  الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 4 ( الأعضاء 4 والزوار 0) بنت أرض الكنانه*, دنيازادة+, wa3d yasser مين مختفي غيري منورين ومخفيين عند دنيتي دوما هههههه | |||||||||
|  |
|
11-01-13, 07:19 PM
| #1022 | |||||||||
| نجم روايتي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 5 والزوار 0) بنت أرض الكنانه*, توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ, لبنى أحمد, دنيازادة+, wa3d yasser اه يا شريره اه يا فاصمه عرى الاحبه يا مفرقه علي عن طفاطيفو | |||||||||
|
| |
|
11-01-13, 08:06 PM
| #1025 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة  
|  مازال همسك داخلي "أحبك" صوتك يخلع عني الحياة أصرخ "أحبك" لكن خوفي يبني القلاع لست قوية أنا سأبتعد... سأبعدك سأستسلم أنا لن اخوض الحروب لن أمهد الطرقات أستسلم أنا ************** اكتبيني حروفا وكلمات واقتليني بالختام اجعلي مني قصة تكوي القلوب كوني رامية السهام واجعلي حبي يدوم اجعليني كالخلود يا دنياي ************** في مسائي الحزين تصاحبني الأصداء يتوقف الزمن ويمتلئ العمر بالوهم يرفض قلبي نبضاته ويأبى قلمي البوح أعلم أنني لم أنسك اعلم أنني لن أنساك وأن الحب لا حب وأن العشق لا عشق بدونك يا دنياي إهداء من الصديقة المبدعة كاتبة مبتدئة لك جزيل الشكر والامتنان الفصل الثاني عشر أوقف علي السيارة على قارعة الطريق وسط ظلام المكان، ضغط بكفه على جبينه النابض بألم، غرق في دوامة الحيرة، فراقُ عامٍ كامل لم يجعله قادراً على اعتياد غيابها عن حياته، لم يكن مجرد حزن أو شوق أو حرمان.. شيء أعمق من ذلك بكثير، إحساس مرير كالنزيف الداخلي، يتحرك.. يعمل.. يتحدث وهو يحمل قلباً ينزف، إنه مستعد للتنازل عن الهواء الذي يتنفسه لكي تمتلئ رئتيه بعطرها، أطياف سكنت كيانه ولا سبيل لنسيانها، عليه تغيير عواطفه قبل كل شيء لينساها، سقط في المعاناة الكبرى، ولم تسقط من قلبه، قلبه الذي يخفق لملكة الكلمات الجالسة بقربه ترتعد بجسدها الضئيل وتبوح... - قدري دائماً يتسلى بمعاكسة أحلامي.. لا أحد يعرف خبايا نفسي... عشتُ يتيمة الأب و الأم.. لا أذكرهما بتاتاً.. ولا أملك صورة واحدة لي معهما!.. أبي رحمة الله عليه كان يعمل دبلوماسياً في السفارة الأردنية ببيروت.. قتل مع أمي بانفجار قنبلة موقوتة أثناء الحرب الأهلية في لبنان.. ذلك الانفجار الذي قدّر الله عز وجل ألّا أموت فيه.. كان عمري أربعة أشهر فقط عندما بتُّ يتيمة ووحيدة.. كل فرد في عائلة أبي وأمي له فضل علي.. أحاطوني بالرعاية والاهتمام.. الجميع كان يتسابق لتلبية ما أريد قبل حتى أن أطلب.. لم أعاني من الظلم أو القهر.. جدي والد أبي مقتدر مالياً والحمد لله.. ترك لي بعد وفاته أرثاً يضمن لي حياة كريمة بعيداً عن العوز أو الحاجة لمعونة الآخرين.. كل ذلك الاهتمام وتلك الرعاية لم يمنع من أن يتسرب إلي شعوري بأنني دخيلة على من حولي.. متطفلة على أجوائهم الأسرية.. لم أكن يوماً واحدة منهم ولا مكان لي بينهم.. لهذا كنت أفضل الطاعة العمياء لكل ما يفرض علي من دون أيّ اعتراض أو جدلٍ كمثل أعلى بالأخلاق والاجتهاد.. أتنقّل بين عائلة أبي وأمي من مسكنٍ لآخر بلا رأي أو إرادة أو أيّ اختيار لما أريد.. أشعر أنني دميةٌ متحركة بدون مشاعر أو أحاسيس أو رغبات.. فتاة مثالية مطيعة هادئة عاقلة جداً حد الملل ليرضى عنها الجميع لكني لم أرضَ عن نفسي يوماً.. هربت للقراءة ومن ثم للكتابة.. التقطت أنفاسها المتقطعة.. عرف علي الآن سر الحزن الذي يختزن في أعماق عينيها اللوزيتين، أخذت أعصابها تهدأ شيئاً فشيئاً مع بوحها بألمها الداخلي، رفعت رأسها نحوه تتابع: - حتى التقيتُ بك.. ذلك اليوم خفت.. خفت كثيراً فأنا أدّعي القوة لكن ذلك في كلماتي وأفكاري فقط.. الحقيقة أنني جبانة وغير قادرة على تحدي أحد أو مواجهة أي مخلوق.. عندما أرسلت الوالدة الحقيبة معي حاولت تجنب مقابلتك كنت أشعر أنني سأنجرف معك بعشق حقيقي.. عشق لا أدرك ماهيته.. والحب يحتاج إلى قوة وجرأة لا أملكهما.. لكني لم أستطع مقاومة حبك.. بحثتُ عن منفذٍ للخروج من هذا الغرام بلا جدوى، دهليز... كل الطرقات تقود عواطفي لتنتهي بحبك، وتجبرني على الاستسلام بكامل إرادتي.. معك استيقظت بي مشاعر غريبة عني لم أعرفها يوماً ولم أفهمها.. بقربك أجد راحة واطمئناناً حتى أني حلمتُ بذلك اليوم الذي يضُمنا به بيتٌ وسقف واحد.. لقد اعترفتُ لنفسي أنك الرجل الذي أتمنى أن أحمل بين أحشائي بطفل منه.. معك وصلتُ بأحلامي للسماء السابعة فإذا بي أهوي ساقطة إلى الجحيم.. بيني وبينك عوائق وصعاب لا يمكن اجتيازها.. نحن خطان متوازيان.. دربان لا يلتقيان.. أتعلّق بك رغم كل المستحيلات بزواجنا... عادت الدموع الحارة تفيض من عينيها وتتدفق : - كيف تريد مني أن أتزوجك؟!.. هل أذهب معك خطيفة كما روجينا ومحمود؟.. أتقبل لي أن أضع عائلتي بموقفٍ مُخزٍ كهذا بعد كل ما قدموا لي في حياتي؟ هل تريد أن أتحداهم؟ أن أقف بوجههم! هم لن يقبلوا.. وأنا أضعف من أن أواجِهَهُم... شعر بأوصالها ترتجف، تمنى لو أمكنه ضمها بين ذراعيه مواسياً، لكنه لم يفعل، هو يدرك أن أطياف تحب الله عز وجل ولا تقرب حدوده. سمعها تهمس: - مهما قاومنا ومهما فعلنا فالفراق آتٍ لا محالة. قاد علي السيارة بصمت ليعود باتجاه المدينة الحزينة. ضغط فوق زر جهاز التسجيل في السيارة... انساب صوت فيروز الملائكي يغني " لما عالباب يا حبيبي منتودع.. بيكون الضو بعدو شي عميطلع.. بوقف طلع فيك و مابقدر أحكيك.. وبخاف تودعني و تفل وما ترجع.. ما رح ترجع بعرف أنن غيروك.. يا حبيبي وعذبوني وعذبوك.. سهروا عينينا وفرقوا أيدينا..." - سأنزل هنا . همست أطياف فأوقف علي السيارة قائلاً: - لن أسمح بأن تكون هذه نهاية حبنا أو نهاية حكايتنا.. الحب ليس اختيارنا.. ليس جهازاً نجعله يعمل متى نريد ونوقفه متى نشاء.. لا يا أطياف مهما ابتعدنا لنا لقاء.. فأنا لن أستسلم.. سأثبت لك كم أحبك.. أحب حتى أثر ندبة الجرح الصغير التي في حاجبك الأيسر.. يمكنك أن تشكّي في كل شيءٍ على وجه الكرة الأرضية إلا شيئاً واحداً وهو حبي لك.. أحببتك عندما رأيتك، وأحببتك عندما عرفتك، وأحبك الآن أكثر من أيّ وقتٍ مضى.. لم أكن أعرف أن في قلبي كل هذا الحب.. أحبك أقولها ولا أخشى لومة لائم.. أنتِ شرفٌ رفيع أطياف ولن يلوثَ بزواجك مني.. أنا لا أمارس ما فيه كفر لديني لست ملحداً أؤمن بوحدانية الله وبرسله.. أرفض الفراق.. ابتسمت له تلك الابتسامة الحانية التي لطالما سحرته بها.. ترددت للحظة قبل أن تطبع فوق أناملها قبلة وترفعها إلى وجنته ماحيةً أثرَ صفعتها بلمسة خاطفة.. قائلة: - قصص الحب العظيمة لم تنتهِ بالزواج لكنها لم تَزُل أبدا... التقت نظراتهما الحزينة مع صوت فيروز" وصرنا كتير نخاف اذا نحنا تلاقينا.. ما بنتلاقى إلا وقت اللي منتودع". فتحت باب السيارة وانطلقت تعدو ليغيب طيفها بين زحام المارة في الليل المظلم. ************************************* ( الأسماء المنسيّة ) إلى الغالية الوفية.. برغم كل ما أنا به أصر على الكتابة لك، هذا يمدني بالقدرة على الاحتمال لمواصلة الحياة. ما أكتبه ليس مجرد مذكّرات أو رسائل، إنها لحظات علقَت في ذاكرتي وبقيت مُخزّنة كوثائق سرية غاية في الأهمية، أحاول من خلالها تقييّم 5473 يوماً من حياتي بالتمام والكمال، أمضيتها متنقلاً بين جدران الزنازين بالحبس الانفرادي والمعتقلات كأسير عربي في غياهب السجون الصهيونية... طبعاً أفعالٌ مثل: سافرتُ، أسست، أنشأت، أنجزت غائبة بكل تأكيد. لكن كتبتُ عدداً من البطاقات لكِ، والحقيقة أُعجبتُ بما كتبت! يجب أن أحافظ على ثقتي بنفسي.. قرأتُ أيضا الكثير في علم النفس والاجتماع، تجولتُ بين أعمدة الحكمة السبعة وحياة لوركا وماركيز ولورانس، راجعتُ مؤلفات طه حسين للمرة المِئة!.. أبحرت بالشعر القديم والحديث من أبي العلاء المعرّي والجاحظ إلى محمود درويش.. قطعاً كل تلك الكتب ضمن ما تسمح به أدارة السجن عبر المنظمات العالمية والصليب الأحمر أو المهرّبة لنا من الفرص المتاحة بطرقٍ سرّية. قمت ببعض الدراسات في الفكر الإسلامي والكتب المقدسة، والحمد لله استطعت حفظ القرآن الكريم. خلال أعوامٍ أقمتُ صداقات، تم الإفراج عن البعضِ منهم باتفاقياتٍ وصفقاتٍ لتبادل الأسرى، ودخل الكثير غيرهم إلى المعتقل، تربطني بهم علاقة طيبة، أدرك أنهم جميعاً خياري الوحيد هنا، وأنني لستُ خيارهم الأوحد، لهذا في السجن قد نتخاصم وربما نتقاتل، لكننا أبداً لا نتجاهل وجود بعضنا البعض. عرفتُ أشياءً كثيرة، واكتسبت قناعات وسلوكيات جديدة، غيّرتُ رأيي بأشخاص نحو الأحسن وآخرين إلى الأسوأ. ليس من الضروري أن نحب بعضنا، لكن مهمٌ جداً أن نتبادل الاحترام، قد نتشاجر، نختلف، هذا حق لكل منا بالدفاع عما هو مقتنع به، فنحن لسنا ضيوفاً على الحياة، حتى ولو أننا نقيم في مجتمع منعزل عن الخارج. فلقد تم اعتقالنا لأننا نرفض أن نكون على هامش الحياة. نحن هنا ليس لسبب جرمي أو جنائي.. بل لسبب بسيط لأننا نرفض الإجرام والطغيان وقمعَ وغطرسةَ الاحتلال الصهيوني.. ندافع عن أرض الرسالات السماوية التي أساسها العدل والمساواة والمحبة.. **************** من الأمور التي تعلمتها كدرسٍ هامٍ في الحياة، إذا ما تورطتُ في خصومة لا أرمي كل أسلحتي في وجه خصمي، بل أخبئ سلاحاً واحداً على الأقل حتى لو كلّفني ذلك خسارة معركتي، لأنه يضمن لي العودة للقتال مستقبلاً فالحرب سجال. وإذا ما صادقتُ أحداً يجب أن أُبقي حاجزاً ولو أنه شديد الانخفاض، لأنني قد احتاجه يوماً لأحمي نفسي من الغدر. حتى إذا أحببت يجب ترك زاوية خالية في القلب مهما كانت مساحتها صغيرة لأنها تُعين إذا ما زال الحب. مرضتُ مثل كل الكائنات الحية: قرحة المعدة، الصداع النصفي المزمن لهما الحصة الأكبر من أوجاعي، أحيانا أشعر بوخز شديد في صدري وضيق بالتنفس، كمية الأوكسجين في عروقي تتناقص وتذوي فأبدأ بالاختناق، ويكاد يتوقف قلبي عن النبض من أثر رصاصة بقيت مغروسة في جسدي كادت تجعلني جثة هامدة، لكني فاجأتُ نفسي وعدوي لأبقى على قيد المعاناة. تعايشت مع القطعة المعدنية بين أضلعي، لم تعد ترهبني نوبات الألم عندما تنهشني، ولا حياتي المهددة بخطر الموت إذا ما انحرفت الرصاصة عن مكانها مثلما أخبرني طبيب مستشفى سجن الرملة، الذي يعتبر المعتقل الإرهابي الأشد عذاباً من أي سجنٍ آخر.. هناك حيث أكّدت التقارير بأننا حقل تجارب للعديد من أصناف الأدوية.. العمليات الجراحية تتم بدون تخدير.. استشهد الكثير من رفاق النضال تحت مبضع الجزارين.. هم الآن في مقبرة الأرقام.. نعم نحن مجرد رقم للعدو لا أسماء لنا.. نعاني من التنكيل والبطش الدموي على مشهد العالم والإنسانية بأسرها.. كل ذلك لم يثنِ عزيمتي ولم يمنعني من ممارسة الرياضة كجزء هام من يومي، علينا المحافظة على لياقتنا الجسدية والنفسية قدر المستطاع في ظروف إقامتنا المأساوية هذه، لعبة كرة القدم لها قطعاً الحيز الأكبر، من الغريب أنني و بدون أن أدري أصبحتُ مشرفاً للعبة، أضع الخطط، أنظم اللعب، أوجه اللاعبين... عبر أثير الإذاعة والتلفاز لاحقاً، استمعتُ لكثير من الأغاني الجميلة، وامتنعتُ عن الكثير. أسماءٌ لمطربين ومطربات ظهرت فجأة ولمعت، لكنها سرعان ما اختفت، أما التي لا يمكن للصباحات أن تكون بدون صوتها آلات من عبق الدحنون الرائعة فيروز... جايبلي سلام.. عصفور الجناين.. جايبلي سلام .. من عند الحناين..." ********************* ضحكتُ العديد من المرات، وبكيتُ بشده مرة واحدة، لم أصدق سمعي عندما تم ذكر اسمي عبر المكبّر لاستلام رسالة وصلتني عبر منظمة حقوق الإنسان ولجنة شؤون الأسرى والمفقودين في السجون الإسرائيلية! سنون مرّت، قضيتها بالسجون متنقّلاً لم يرد اسمي في قائمة من لهم زيارات أو حتى رسائل، بل أنني لم أعد أترقب حدوث ذلك بتاتاً. دهشتي جمّدتني، رسالة ممن؟.. الوالدُ..والوالدةُ من قبله... في دنيا الحق، لم يعش لهما أبناءٌ غيري، كبرت بلا أشقاء أوشقيقات، الأصدقاء لم يعودوا أصدقاء، حتى الأكثر حميمية أو هكذا كنتُ أظنهم، خانوا العهد، كانوا عديمي الوفاء، ناكرين جاحدين، وجهوا لي الطعنة في عز الظهيرة، تخلوا عني وعن المبادئ والقيم الأخلاقية، قدموا التنازلات تلو الأخرى، جميعهم خذلوني في محنتي وخيبوا ظني. من يذكرني خارج هذه الأسوار؟.. وكيف استطاعت تلك الرسالة اختراق الممنوعات والحواجز لتصل إلى عنواني الغامض الضائع بين المعتقلات؟... من الذي جاهد للعثور على موقعي في مقبرة الأحياء؟... وحدَكِ أخلصتِ بالوفاء، ملكتِ الشجاعة ولم تخذليني، لم تبيعيني بثمنٍ بخسٍ في وضح النهار مثلما فعلوا، لم تنسيني في زحمة الأيام ومرور الأعوام، أجهشت عندها بدمع مرير حبيس تدفق ولم أمنعه. مبادرتك أضاءت عتمة أيامي، وصلتني رسالتك الرقيقة كطيفك بعطر الحنين، في وقت أنا بأشد الحاجة فيه إلى دعم يمكنني من مقاومة الإحساس بالخدر والانهيار الذي أخذ يجتاحني. الاعتقال يثير أفكاراً سوداوية تكاد تطيح بي إلى الهاوية، العيون ترقب حركاتي، سكناتي، تحاصرني أينما ذهبت من كل الاتجاهات، هذا يجعلني مزاجياً تختلط بأعماقي الانفعالات، فأصبح قاسياً في معاملة الآخرين من زملائي المعتقلين، بل حتى قد تصل بي الحالة لكراهية الجميع! وحيدٌ.. جامدٌ.. عاجزٌ.. أنا... مقهورٌ يا أطياف، مقهورٌ وأحاول التصالح مع ذاتي، خصوصيتي مفقودة، ولا أحد يعترف بأنه يسرقني، هناك تجاهل لرغباتي التي تبدو من وجهة نظر السجان تافهة، لكنني ببساطة أحب تفاهاتي هذه، وأعشق أشيائي التي أثور لأجلها، بل وأضحي بنفسي في سبيلها. هنا لا وجود لكلمة أريد... الحرية مغتصبة.. ومشكلتي في عقلي الذي يعمل ولا يتقبل ما يحدث، لا يمكنني الوقوف على الهامش من دون أيّ انفعال، بدءاً من الغزو الأمريكي والاجتياح الاسرائيلي للجنوب اللبناني، والاشتباكات الدموية بين الفصائل الفلسطينية.. إلى الثورات العربية وسقوط الطغاة. كل ذلك يزيدني تمسكاً بموقفي، يشحنني لمواصلة المقاومة ضد الاحتلال، ضد من يحرمني حريتي، السجان والطغاة لا يخيفوني.. ما يخيفني حقاً يا أطياف أن أفقد ذاتي... أحاول من وراء القضبان الحديدية والتعذيب الوحشي أن أبقى مخلصاً لقناعاتي، برغم كل الصعاب... برغم التشويه الذي يحدث لإنسانيتي... برغم رغباتي الضائعة... لكنني أضحي بحريتي من أجل أن أبقى محترماً أمام نفسي على الأقل. ****************** اليوم موعد الزيارة، الاستعداد واضح منذ الصباح الباكر، هذا يحلق ذقنه وآخر يحاول أن يتأنّق ببهجة!.. برغم أننا نرتدي زيّاً موحّداً بنّي اللون كتب عليه باللغة العبرية مصلحة السجون الإسرائيلية!.. كل شيء لهذا اليوم.. الجميع بحالة من السعادة التي تسبق استقبال الزائرين، أجل يوم الزيارة ليس عادي، حدث استثنائي خاص، ترابط غريب عجيب يصيب الزملاء، ضحك ومرح حتى بين المتخاصمين، كأن يوم العيد أتى! الطقس السيئ والبرد الشديد لن يمنع أو يثني الزائرين من التوافد والانتظار لساعات تحت الأمطار الغزيرة أمام السجن، على أمل السماح لهم بالدخول، وبرغم وجود إثبات قانوني بأحقية الزيارة لهم، لكن لا شيء مضمون مع العدو.. عبر المكبّر تُنادى أسماءُ من لهم زيارة، تعلو الوجوه لهفة وفرح، يندفعون إلى قاعة الزوار.. هذا اليوم بالنسبة لي لا يعني شيئاً، لا أتوقع زائرين. أمام المرآة أقف كنرجسي، أحدق بالعينين الذاويتين, أراهما غامضتين لا سبيل لعبورهما أو تفسيرهما. كم أصبح عمري؟.. مئة عام؟.. ثمانية وثلاثون عاماً!.. كبرتُ يا أطياف، كبرتُ من دون أن أحيا, من دون أن أمارس فعل الحياة! أعوام عديدة فاتتني، تسرّبت كرمال من بين الأصابع. تؤلمني هذه الحقيقة المرة، الزمن متجمد في السجن كالموت مع وقف التنفيذ.. الليل والنهار متشابهان، الساعات والدقائق بلا هدف محدد، الوقت كئيب ثقيل، يمر ببطء، أشعر بأن لدي الكثير من المشاريع وأحتاج إلى ألف عام لإنجازها. نزلتُ للساحة المُسيّجة كقفص من كل الجهات، ركضتُ عدّة دورات حوله، مقاييس الحياة في السجن لا تتطابق مع الخارج، هذه الأمور من الصعب والتعقيد أن يفهمها لمن لا يعيش في مثل هذا المكان. كل ما هو عادي بالخارج مميز هنا، لأن نمط الحياة مختلف تماماً! مثلاً ما أروع أن يمشي المرء لمسافة طويلة باتجاه واحد من دون أن يضطر للاصطدام في حائط تعلوه أسلاك شائكة مكهربه تجبره على العودة إلى حيث كان. كم أتمنى لو أمشي يا أطياف إلى مالا نهاية.. أنا حزين.. يا لتعاستي.. تعيس لهؤلاء الذين لا يعرفون متعة الأشياء البسيطة ولا يستمتعون بتلك اللحظات العظيمة. **************** أعددتُ الغداء مع زميل لبناني، نحن هنا من جنسيات عربية مختلفة، فلسطين قضية كل العرب.. لا فرق بيننا مهما تعددت الجنسيات والطوائف والمذاهب والملل... قضيتنا واحده وعدونا واحد؛ بني صهيون. فرحنا عندما أكلوا الرفاق قلاية البندورة بشهية قائلين أن الطعام جيد برغم أن حقيقة الأمر غير ذلك، لكن لمن مثلنا قطعة الخبز وبضع حبات من الزيتون تعتبر ترف!.. قريباً ندخل بإضراب عام عن الطعام لتحسين وضعنا المزري، فالشتاء قارص ولا وجود لوسائل تدفئة، الأغطية خفيفة ولا تكفي عددنا الذي يزداد نتيجة الاعتقالات الدائمة... نعاني من أمراض خطرة جراء انعدام الرعاية الصحية، الأدوية شبه معدومة.. الكهرباء مقطوعة معظم الوقت.. سوء تغذية.. التعذيب مستمر بأساليب وطرق لا يتخيلها العقل حيث يستخدم العنف الدموي والغاز المسيل للدموع وعقوبة العزل الانفرادي تحت الأرض.. ظروف لا إنسانية.. ************** شاركتُ زملائي المعتقلين المرح عندما وُزِّعت علينا حلوى جاء بها الأحبة الزائرون، صنعتها أيدٍ خبيرة لأمهات وزوجات وأخوات طال بهم الشوق وفاض. لشدة فرحتنا غنّينا!.. تعالت أصواتنا خشنة غير منسّقة، تبعث في نفوسنا نشوة خاصة تذيب القلق والملل الدائم، " إن عشت فعش حراً، أو مت كالأشجار وقوفاً.." هكذا بدأنا بأغانٍ وطنية ثورية لسميح شقير ومارسيل خليفة.. ولا أعرف كيف انتهى بنا المطاف لأغنية لنانسي عجرم!.. خليط عجيب يشبه حياتنا.. على الأقل ننسى لبرهة الأبوابَ الموصدة والغد الضبابي... فترة المساء أمضيها عادةً بتعليم بعض الزملاء اللغة الانجليزية، أو بمساعدة منسُمح لهم بإكمال تحصيلهم العلمي بالثانوية العامة أو بالجامعة عبر الانتساب، علينا استغلال أي أمر يعود بالنفع بعد خروجنا من الاعتقال.. ذلك اليوم الذي ينتظره ويحلم به كل أسير. أكثر من خمسة عشر عاماً وأنا أنتظر يا أطياف!.. مؤلم.. مؤلم مرور الزمن واكتشاف أن كل الوعود كاذبة.. لم يفِ بها أحد... لم أعد أتوقع شيئاً.. قمة المأساة أن يعيش المرء من أجل انتظار حدوث ما لا يحدث!.. لكني موقن أن أفضل أيامي سوف يأتي.. انتهى الفصل الثاني عشر انتظر تعليقاتكم وأرائكم بشغف فلا تحرموني منها ولكم جزيل الشكر | |||||||
|
| |
|
11-01-13, 08:09 PM
| #1026 | ||||||||||||||
| كاتبة في قصص من وحي الأعضاء، كاتبة وقاصة في منتدى قلوب أحلام، كاتبة في قصر الكتابة الخيالية.  
| تسجيل حضور ولي عودة بعد القرءة  | ||||||||||||||
|
| |
|
11-01-13, 08:24 PM
| #1029 | |||||||||
| نجم روايتي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 5 والزوار 0) بنت أرض الكنانه*, كاردينيا73, ✿ futoon ✿, دنيازادة+, wa3d yasser كده برضه تبكيني مش مسامحاكي انا دمعي عزيز شابو ليكي | |||||||||
|
| |
|
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| أحرار, أطياف, الأسرى, رواية, هلوسات |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
6Likes
.png)
.png)
العرض العادي
