آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
| مشاهدة نتائج الإستطلاع: أعزائي يهمني رأيكم بروايتي هلوسـات من حيث الأسلوب ، الأفكار ، الأحداث ؟ | |||
| جـيـــدة |     | 46 | 86.79% |
| متوسطة |    | 7 | 13.21% |
| سـيئة |    | 0 | 0% |
| المصوتون: 53. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع | |||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
02-03-13, 01:26 AM
| #2101 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة  
|  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساء الورد والزنبق اعزائي غداً بإذن الله السبت سأنزل الفصل الثامن عشر من روايتي هلوسات ومن الان احذركم فالاحداث نارية وتطورات صادمه جداً ..  اتمنى ان تعجبكم وترتقي لذائقتكم المميزه دمتم في حفظ الله ورعايته | |||||||
|  |
|
02-03-13, 07:16 PM
| #2105 | ||||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
|  اقتباس:
| ||||||||
|
| |
|
02-03-13, 07:33 PM
| #2106 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 04-03-13 الساعة 12:55 PM | |||||||
|
| |
|
02-03-13, 07:40 PM
| #2107 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
|  الفصل الثـامن عشـر الجزء الأول - يارا ما به نسيم ؟.. ماذا حدث ؟؟.. كيف التوت ذراعه؟ انهالت أطياف بأسئلتها ما أن فتحت صديقتها الباب مرحّبةً بها، دخلت حاملةً بين يديها علبة ضخمة فيها لعبة هدية للصغير. - نسيم ولد شقي.. شقي جداً لا يهدأ أبداً يا أطياف. - يجب أن لا يغيب عن نظرك. - ابني يحتاج إلى عشرة عيون لتراقبه وليس اثنتين فقط هما ما امتلك.. لا يكفّ عن التحرك ولا يمكن التنبؤ بما قد يفعل بين لحظة وأخرى... الأمومة أصعب من أن تتخيلي.. - لا تفهميني خطأً.. لا أقصد تأنيبك لكنه نسيم الروح.. أين هو؟ بحثت بعينيها مستطلعة في أرجاء المكان. - في غرفته . سارتا بالممر المؤدي لغرفة الصغير. - طبعاً يارا لستِ مسؤولة عمّا حدث.. جميع الأطفال يتعرضون للوقوع والإصابات.. المهم أن حالته الآن أفضل والحمد لله؟ - يستمتع بالهدايا والألعاب. مدت يارا ذراعها إلى مقبض باب الغرفة تفتحه قائلة ما لم تتوقع أطياف حدوثه مطلقاً. - مشغول بتركيب قطع سكة الحديد التي أحضرها له أخي . - أخوكِ !!.... أشرعت يارا الباب، ضاع صوت أطياف وفات وقت الهروب، التقيـا .. بـلا موعد .. بـلا ترتيب منهما، صدفـة حـددها القـدر.. انطبع بعينيها منظر علي ّ جالساً على الأرض المفروشة بالسجاد بأناقته وجاذبيته يلهو مع نسيم الضاحك فرحاً بالقطار الذي يدور، تماماً مثلما دارت أفكارها.. ارتدّت للوراء تود الفرار من مواجهة لم تتهيأ لها، اصطدمت بيارا التي سألت بمرح: - تذكران بعضكما ؟ نهض علي برشاقة عن الأرض وانتصب أمامها برجولته المتدفقة، ارتعشت من العينين السوداوين اللتين حدّقتا بها ببرود كالجليد. - ما بكما ؟.. هل أعيد من جديد تعريفكما على بعض؟ وقفا صامتين دون أن يأتيا بأيّ حركة أو يجيبا. - حسناً !.. يبدو أنكما نسيتما لقاءكما السابق.. بالفعل مر وقت طويل.. كنت حينها قد عدتُ وعمر من شهر العسل يا لروعة تلك الأيام.. أوه نعم تذكرت سأعيد تعريفكما ببعض أطياف صديقتي.. عليّ أخي.. رفض الاثنان مدّ يديهما ليتصافحا، بينهما تجمدت قارات و محيطات. نسيم وحده أنقذ الموقف عندما انتبه لوجودها، ركض نحوها بذراعه التي لُفَّ حولها رباط طبي، جثت أطياف على ركبتيها تعانق الطفل الأحب إلى قلبها واعية لمراقبة عليّ لها، بكلماته المبهمة القليلة راح نسيم يشرح عن الحادثة. سألته: - هل تؤلمك ؟ هز رأسه إيجابا ، قبّلت برقة يده المصابة. - والآن ؟ ضحك وحرك رأسه بإشارة تدل أنها لم تعد تؤلمه. - أنت بطل .. انظر ماذا أحضرتُ لك . السيارة الجيب بعجلاتها الضخمة نالت إعجابه وراح يلعب بها بيده السليمة لاهياً عمّا حوله. استأذنت يارا باستعجال مسرعة للمطبخ عندما اشتمت رائحة احتراق الطعام الذي نسيته في الفرن، لحق نسيم أمه بالسيارة الجديدة ، مع ابتعاده خفّ الضجيج، وساد الجو شحناتٌ من التوتر. عليّ بقي واقفاً لا يبدو أنه على استعداد لمغادرة المكان، كسر الصمت بنبرة استهزاء: - صدفـة قدريّـة .. نظرت له دون أن ترد، تنبهت أطياف أنه يرمقها من قمة رأسها حتى أخمصقدميها وبالعكس بمزيج من الاحتقار إلى حد الوقاحة، صوته جاء جافاً مستفزاً بعدما أطال النظر إليها. - لن أقدم لك التهنئة. تصنعت اللامبالاة: - لا أنتظر منك ذلك. ذُهلت من رباطة جأشها وتماسكها الظاهري، رغماً عنها انتفض قلبها من مكانه، وضعت يدها فوقه لعلها تسكت تلك الدقات المتمردة، قال ساخراً: - تحبينه ؟ ابتلعت ريقها بغصة قائلة: - طبعاً . - كالحب الذي أحببتني ؟.. غشاوة من الدموع تجمعت في مقلتيها عندما أردف: - عصبيتك المترفة وكلماتك اللذيذة ما زلتُ أحفظها عن ظهر قلب.. لم تحتمل سخريته قاطعته بحزم: - أرجوك كفى أنا الآن متزوجة .. احترم وأخلص لزوجي الطيب الذي أحبه.. أجل أحبه إلى أبعد الحدود.. - وتقولين هذا أمامي.. يا لوقاحتك !. واصلتِ حياتك وكأن ما كان بيننا لا يستحق.. - لا داعي لأن ننحدر بالكلمات حد الإهانات.. لا تلمني .. تفرس في ملامحها عابساً مردداً: - ألومك !!.. لم أترك وسيلةً تعتب علي لأقنعك أني أحبـ.. رفضت أطياف الانجراف وراء سحر عليّ، حاولت أن تتماسك لقد أقسمت أن تفعل كل ما بوسعها لتسعد باسل وتحبه مهما كان الثمن الذي ستدفعه.. ألا يكفي أنه أنقذها من براثن مصير مهلك لو لم يقبل الزواج منها بسرعة، كادت تدمر نفسياً من فكرة أن تتزوج أحد أولئك الفاسدين عُبّاد المال والمناصب .. قاطعت علي بشموخ: - لا داعي لكل هذا الحديث الآن.. ما حدث أصبح ماضٍ... ها أنت أمامي لم يعذبك ابتعادي ولم يحزنك فقدك لي.. تقدم منها خطوة ، تغلغلت بها رائحة عطره وأصابتها بالوهن. - ماذا تنتظرين ؟.. أن أموت حقاً؟.. بعد أن قتلتني في كتاباتك والواقع.. تراجعت للوراء بعيداً عن مجاله المغناطيسي، قالت بعنفوان: - لن تتفهم موقفي .. باسل - اخرسي لا تنطقي باسمه أمامي. انتفضت بإجفال وقد تملكها الذعر من عينيه الملتهبة بغضب متوحش: - كم كان كذبك مقنعاً .. كيف يمكن لذلك الحب القوي أن يخبو بتلك السرعة!!!.. يا له من حب قوي صادق!!.. لم يمضِ وقت على فراقنا فإذا بي أسمع خبر زواجك. - عليك بالنسيان .. - ليكن بمعلوماتك أني لم أنسَ ولن أنسى ما كان .. لكني اعتبرتُ أن اليوم الذي تزوجتِ به يوم موتك.. قتلتك مثلما فعلتِ بي وأشبعتكِ موتاً. لم يعلم علي كيف استطاع التفوه بتلك الكلمات القاسية، أراد أن يؤلمها ولو بالكلمات مثلما تألّم منها، ينتقم مما فعلت، لم يتخيل أن كرهه لها بهذا الحجم والقوة والشراسة تماماً بمقدار الحب الذي أحبّها إياه.. لكن ما قاله فاق الحد وجرح صميم أعماق قلب أطياف .. تجمدت كتمثال حجري من هول الصدمة .. شعر علي بالندم لمنظرها، لم يتوقع أن وقع الكلمات مدمر بهذا الشكل على ملكة الكلمات.. همست بضعف: - لا أصدق بأني في يوم ما استطعتُ أن أحبَّ شخصاً مثلك غليظ اللسان.. قاسي القلب .. بل .. بل .. تلعثمت باحثة عن المفردات التي فقدتها: - بل ليس لك قلب من الأساس.. أعادت له الطعنة أشد.. طعنة مسمومة أصابت هدفها بضربة واحدة قاضية.. وقفا متقابلين كمتحاربين سيتقاتلان حتى ينهي أحدهما الآخر.. نظر إليها بشراسة والغضب الأسود في عينيه. كتمت صرختها عندما قبضها علي من ذراعيها بقوة ، ازدردت ريقها بصعوبة، كانت متأكدة أنه لن يؤذيها، لن يفعل .. - لك قدرة رهيبة على إثارة جنوني واللعب بأعصابي .. أنا الذي ليس لي قلب أم أنتِ أيتُها الخائنة.. عبثاً حاولتُ إقناعك.. رفضتِ مجرد التحاور معي.. كل محاولاتي أفشلتها.. كنت تبحثين عن طرق ملتوية تتجنبين بها مقابلتي.. تفتشين عن عذر لنفترق.. عقلي لا يستوعب.. لا اقتنع أنك قد تفعلين هذا بي وبك.. الحب الحقيقي يأتي مرة.. مرة في العمر.. فمن أحببتِ أيتها الكاتبة التي تهلوس في العقول وتستبدل الحب بحب.. تقتل وتذبح بالنفوس بجرّة قلم.. فقد علي تمالك أعصابه مواصلاً تعذيبه لأطياف التي اتسعت حدقتا عينيها رعباً وهلعاً: - كيف استطعتِ أن تجعلي رجلاً آخر يحتل مكاني؟؟.. كيف؟؟.. أيّ حب هذا الذي بينكما؟.. وأي حب هذا الذي كان بيننا؟.. هل فكرتِ للحظة بمدى الألم الذي يحزّ في نفسي كلما تخيلتك معه؟.. هل تعرفين ما أنتِ؟؟.. أنتِ مرض.. مرض يستفحل في الجسم.. مرض مزمن لا علاج له.. لا يزول ولا يمكن التخلص منه.. اخذ يهزها كورقة خريف.. في عاصفة هوجاء، كل ما حولها تمايل، دوار شديد.. زاغ بصرها ومادت الأرض تحت قدميها.. طنين رهيب في أذنيها، حاولت النطق لكن حبالها الصوتية انقطعت، لم تعد قادرة على الاحتمال ستنهار حتماً عند قدميه بلا مقاومة ولا جهد.. شعر علي بتثاقل أطياف بين يديه.. التفّت ذراعاه القويتان على جسدها تمنعها من السقوط عندما غابت في السواد.. شدّتها من العتمة نبرات صوت لطالما أحبته وذابت في سحره، أنصتت تحاول التركيز لفهم ما يقال، بدا واضحاً لها قلقُ عليٍّ عليها: - يارا إذا لم تفتح عينيها الآن سأستدعي الطبيب.. ضغطت يارا يدها برقة على كفّ أطياف تدعوها لتتماسك، فتحت عينيها ببطء ضعيف، همست بإعياء وصوت مخنوق: - سأكون بخير. أشرق وجه يارا بارتياح قائلة: - حمدلله على سلامتك .. لا بأس عليك حبيبتي.. اشربي قليلاً من الماء. رفعت رأسها عن الأريكة التي حملها إليها علي عندما تهاوت بين يديه، ارتشفت بضع قطرات من كأس الماء الذي قربته صديقتها من شفتيها.. وقف علي باهت الوجه لا يصدق ما حدث .. كم يتمنى لو عادت الأيام والشهور للوراء إلى يوم التقيا لأول مرة.. أو إلى تلك الليلة التي اعترف لها بحبه على ظهر المركب بعرض البحر، حيث نسيا العالم.. تركا نفسيهما على سجيّتهما يضحكان.. هو لم يضحك في حياته كما ضحك برفقتها.. كم كان يستمتع لعذوبة كلماتها، ينصت لها متمنياً لو بقيت تتحدث وتتحدث.. كل كلمة نطقتها أطياف رددها بقلبه.. كم يحنّ لتلك الأيام الصافية البريئة وروعة ابتسامتها الحانية التي من الممكن أن يفعل أي شيء لتعود إلى شفتيها... ماذا فعل بهما الزمن ليتحولا إلى ألد الأعداء.. سؤال يارا جاء ليطيح بذاكرته ويعيده لواقعه الأليم: - ربما تكونين حاملاً وهذا ما سبب لكِ الدوار .. لم يستمع علي لنفي أطياف المتكرر، انطلق خارجاً من الغرفة بخطوات مضطربة صافقاً الباب بقوة هزّت أرجاء البيت، معاهداً نفسه أن يخونها مع قبيلة من النساء. ***************************** يتبـع ... | |||||||
|
| |
|
02-03-13, 07:44 PM
| #2108 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| الجزء الثاني باسل المنكب فوق أوراقه يكتب بانهماك رفع عينيه عندما دفعت أطياف الباب الموارب، نظرة واحدة من خلف نظارته الطبية جعلته ينهض من وراء مكتبه الخشبي متقدماً منها ملاحظاً توترها قائلاً بقلق: - أطياف !.. هل أنتِ بخير؟ لم تقوَ على منع رجفة انتابت صوتها عندما همست: - هل تضمني لك ؟ طوّقها بذراعيه فأرخت رأسها فوق صدره يصلها صوت نبضات قلبه المنتظمة، أراد أن يخفف رعشتها فربت براحة يده يداعب شعرها الناعم مهدئاً من روعها بحنانه. - اهدئي .. ما بك أطياف ؟.. ماذا حدث ؟.. - أنا أحبك ... أحبك جداً .. - أطياف !!.. تعلقت به بقوة ...تنهيدة مليئة بالغصّات خرجت بآهات من بين شفتيها.. ********************** أدرك باسل حجم المأساة التي تعيشها أطياف في محيط أسرة أبيها الارستقراطية حيث المؤامرات تحاك هنا وهناك... تلقى العديد من الدعوات التي أُجبر على قبولها، لعدم قدرته رفض ذلك منعاً لإحراج أطياف وشخصيات بارزة لا يمكن تجاهلها، أصحاب مناصب رفيعة وثروات طائلة ينظرون شزراً من فوق أنوفهم لمن حولهم، أعمالهم وصفقاتهم تطغى على حواراتهم. أحيط باسل باهتمامهم، لم يكن سعيداً بهذا الانحياز تجاهه ورفض الاستفادة من أي عروض متاحة، يدرك غاياتهم وأسباب تقربهم منه، ليس مستعداً لأي التزامات أو ارتباطات تقيّده بالفساد. رغم قلبه المثقل بالفجائع كان مضطراً لوضع القناع المزيف للفرح وسط حفلات تعج مع مرور السهرة بعدد الوافدين إليها، لا يكاد يلتفت قليلاً ليصافح أحد الحاضرين حتى يلتقي بغيره، مسؤولين كبار يملكون ألقاب لها " وهرتها"، في البداية كان باسل يجهل أصحاب الشأن، لا يعرف مقاماتهم ولا يميز " حجم الكراسي " التي تسبق الأسماء لتفخيمها وتضخيمها مثل عطوفة ومعالي ودولة... تعب من تبادل العبارات والجمل المكررة و المجاملات، تعب من صوت الموسيقى الصاخبة والأقدام الراقصة، بذخ المظاهر المتكلفة الفارغة والضحكات الماكرة.. انتهز باسل فرصة انشغال من حوله وراح يفتش عن أطياف المختفية، وجدها جالسة على حافة الشرفة الرخامية بثوبها الليلكي البسيط الذي زادها نعومة ورقة.. قالت بصوت خافت : - خرجتُ لأتنشق بعض الهواء النقي الجو خانق بالداخل .. تابعت تبوح بألم : - اكره هذه المناسبات التي تشترط الأناقة المترفة وارتداء ملابس من دور أزياء تشتهر بماركات عالمية.. ضميري لا يحتمل التأنيب.. لن أستر جسدي بثياب أوروبية وأطفال العراق عراة.. لن أتناول ألذ وأشهى الأطعمة التي استوردت من الخارج وأطفال غزه محاصرون لا يجدون الحليب.. هز رأسه يوافقها رأيها متفهماً رغبتها بالهروب من تلك الحياة الموبوءة... اقتربت منه وهمست : - آسفة لأني أقحمتك وسط أجواء تمقتها.. باسل أرجوك لنغادر الآن.. لا أريد البقاء هنا .. ********************************* عند الفجر ومع انسحاب الظلام بخفة من السماء استيقظت أطياف من نومها، دارت بعينيها باحثة في غرفة النوم عن باسل، حيث لا أثر له، وضعت عليها دثارها الصوفي وصعدت إلى السطح، تماماً مثلما توقعت، وقف متكئاً بكتفه على عمود السور مكتفاً يديه فوق صدره متأملاً أضواء المدينة التي تتلاشى بحزن. - الجو صقيع . التفت إليها برأسه دون أن يجيب، اقتربت منه، مدت يدها تشبكها في ذراعه تلتصق به باحثة عن الدفء، هامسة: - أصبحتُ مغرمة بالشروق. بقي ملتزماً الصمت، رفعت أطياف أصابعها تلمس ذقنه وكأنها تود لو تزيل تجهمه، تعمد أن لا تلتقي نظراتهما مباشرة، أتى صوته هادئاً خالياً من أي تعبير. - أظنني على وشك الإصابة بنوبة صداع نصفي. - سأحضر الدواء حالاً . اندفعت تهبط الدرجات مهرولة، التقطت علبة الدواء وعادت تسابق الريح، وجدت باسل مستلقٍ فوق السرير المنفرد بغرفة السطح، كان منهكاً خائر القوى وقد اشتدت آلامه التي حاول كتمها عن نظرات أطياف الجزعة، ابتلع الدواء وأغمض عينيه محاولاً إخفاء أوجاعه، لم يكن يصدق أن الحياة ساديّة لهذه الدرجة، شعر بكفّ أطياف فوق جبينه المصبب بالعرق.. غصة مؤلمة انتابته. من دون أن يفتح عينيه طلب منها مغادرة الغرفة، لم تكن راغبة في الابتعاد عنه وتركه وحيداً، لكنها امتثلت لما يريد، أسدلت الستائر لتمنع تسرب أشعة الشمس، سكون غامض كئيب أحاط الجو. توضأت أطياف لتصلي الفجر، على سجادة الصلاة انفجرت باكيةً بحرقة، بكاءً مريراً يقطّع الفؤاد، رفعت يديها وبسطت كفّيّها تدعو الخالق عزّ وجل أن يشفي باسل من آلامه. بالتحقيقات الصحفية التي لا تنتهي والعمل بإعداد البرنامج التلفزيوني والندوات أغرق باسل نفسه مبتعداً بتفكيره عن هول الخسارة التي تعرّض لها, لقد طُعن في جوهر رجولته... صار يختبر مشاعر لم يعرفها يوماً حتى أثناء التعذيب بالزنزانة الانفرادية، الأعداء الصهاينة استطاعوا أن ينالوا من كرامته و يحرموه فحولته ... بدأ يخشى الليل، نومه متقطع و الأرق رفيقه، يمضي ساعات طويلة مبحلقاً في الظلام يشعر بنصال الألم تقطّعه ونبض غير متناه من الحرقة، يفكر بالمستقبل فتبدو أمامه سنوات حياته كصحراء قاحلة، حالة من انعدام التوازن أصابته مع الأيام، لم يعد قادر حتى على مواجهة عينيه أمام المرآة وهو يحلق ذقنه. أخذ يتهرب من الجلوس مع أطياف أو الحوار معها مفضلاً اقتناص الأمسيات الحميمة ليخلو إلى كتبه، عاجزاً عن رسم ابتسامة متكلفة على وجهه من أجلها!.. وإذا ما أنهى أعماله باكراً يجول في سيارته شوارع المدينة وجبالها بدون هدف محدد، يستعرض حياته كلها، يمعن بها من زاوية مختلفة برؤية جديدة. أطياف تفهّمت وضعه الحساس وانغلاقه على نفسه، استعانت بالصمت محتفظة بحقيقة علاقتهما بعيداً عن فضول كل من حولهما. مضى الشتاء برتابة دون أن يكشف باسل خبايا نفسه، مدركاً أنه لن يتراجع عن قراره، لقد فكر ملياً بالأمر، هو لا يستطيع أن يسعد أطياف ويحوّلها إلى امرأة. تيار هواء دافئ اندفع فجأة إلى وجهه من النافذة، تأمل أطياف المتنقلة بين النباتات تسقي أصص الورد بوداعة، وقد غرزت أحداها في شعرها تدندن أغنية عن الربيع أنعشت قلبه الحزين... نهضت مُصلحةً من هيئتها، نظرات عينيه انكسرت عندما رفعت رأسها إليه، سحبت أطياف نفساً عميقاً من الهواء المعطر برائحة الزهور، أيقنت بحدسها الذي لا يخطئ أن أمراً خفيّاً يدور في عقل باسل، لم تحاول أن تسأله حتى لا تجلب الشقاء لها، لكن كل شيء حولها يشي باقتراب وقوع مصيبة!... نهاية الفصل الثامن عشر أتمنى ان لا تحرموني تعليقاتكم ورأيكم فأنا انتظر بفارغ الصبر ولكم جزيل الشكر دمتم في حفظ الله ورعايته | |||||||
|
| |
|
02-03-13, 07:57 PM
| #2110 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
|  الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 5 والزوار 0) دنيازادة, bella story, لما سعيد+, ROSES LEAVES+ مساء الورد والزنبق والدحنون منورين صديقاتي اهلاً وسهلاً شرفتوني الفصل طويل من جزئين .. يا رب يعجبكم قراءة ممتعة ... | |||||||
|
| |
|
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| أحرار, أطياف, الأسرى, رواية, هلوسات |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
6Likes
.png)
.png)
العرض العادي
