آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
| مشاهدة نتائج الإستطلاع: أعزائي يهمني رأيكم بروايتي هلوسـات من حيث الأسلوب ، الأفكار ، الأحداث ؟ | |||
| جـيـــدة |     | 46 | 86.79% |
| متوسطة |    | 7 | 13.21% |
| سـيئة |    | 0 | 0% |
| المصوتون: 53. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع | |||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-03-13, 05:41 PM
| #2191 | |||||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة  
|  اقتباس:
اقتباس:
يا رب يعجبكم ويروق لذائقتكم الروائية  فصل طويل جداً واحداث كارثية   :a555:  | |||||||||
|  |
|
08-03-13, 05:43 PM
| #2192 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
|  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مساء الورد والعنبر اعزائي مساء اليوم الساعة الثامنه بإذن الله موعدكم مع الفصل التاسع عشر من روايتي هلوسات .. فصل طويل جداً وله خصوصية لأني لم أهلوس به لوحدي صديقتي الغالية الكاتبه المبدعة ROSES LEAVES شاركتني بكتابة الفصل ولها جزيل الشكر والمحبة  فصل اليوم احداث متنوعة و مفاجآت بانتظاركم من ربى التي أشعلت نيران الغيرة ؟؟؟.. ماذا قرر باسل بشأن زواجه من أطياف ؟؟؟؟؟؟ وما مصير أطياف وسط كل هذه الاحداث ؟؟؟ وما دور نسيم الروح ؟؟  اتمنى ان ينال الفصل اعجابكم ويرتقي لذائقتكم الروائية .. قراءة ممتعة لكم محبتي في الله ودمتم في حفظ الله ورعايته | |||||||
|
| |
|
08-03-13, 07:04 PM
| #2194 | ||||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| اقتباس:
 | ||||||||
|
| |
|
08-03-13, 07:47 PM
| #2195 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| مساء الورد الجوري بعد قليل سأنزل الفصل التاسع عشر كل الشكر للصديقات ROSES LEAVES التي كتبت من ابداعها الجزء الاول من الفصل sandybell2012 التي جزاها الله كل خير دققت الفصل ومنحته لمسه سحرية منها.. | |||||||
|
| |
|
08-03-13, 07:56 PM
| #2196 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
|  الفصل التاسع عشر ( الجزء الأول ) إهداء بقلم الصديقة الكاتبة المبدعة ROSES LEAVES - " شكرا أطياف .. آسفة لأنني جلبتك معي بمثل هذه السرعة " قالت يارا لأطياف بينما تخرجان من عيادة الطبيب حيث أُجري لنسيم تصوير بالأشعة لذراعه المكسورة، ردت أطياف: - " لا عليك يارا .. لقد كنت بحاجة للخروج قليلا .. ". ولم تكمل كلامها بأن جو المنزل يغدو أكثر كآبة يوما إثر يوم.. حتى باتت تخشى أن تقعد في غرفة لوحدها مع أربعة جدران وتمضي أغلب وقتها على السطح حيث تشعر براحة نسبية ويزول شعورها بالاختناق تدريجيا ما أن تبصر عمّان القلب أمامها.. دفعت يارا عربة نسيم أمامها وتقدمت قائلة: - " تعالي معي إلى المنزل إذاً.. أنت لم تعودي تترددين لزيارتي مثل الماضي." وأمام نظرات أطياف التي استشعرت فيها الرفض قالت برجاء : - " هيا.. لم تكلميني عن نفسك منذ مدة لقد أصبحت متباعدة في الفترة الأخيرة " حدقت أطياف في الفراغ مفكّرة.. نعم هذا صحيح.. انطوائيتها تزداد وتشعر بأنها لو التقت أحداً فربما يلاحظ التغيرات التي طرأت على نفسيتها في الآونة الأخيرة حتى برناديت وغيداء لم ترهم منذ مدة.. استيقظت على صوت يارا: - " هيه.. أين سرحت؟... كنت أخبرك أننا سنمضي وقتاً ممتعاً ونتحدث عن أشياء كثيرة.. ما رأيك؟.. " ابتسمت أطياف من قلبها هذه المرة لأن يارا فعلا تجلب البسمة والسعادة لمن حولها ولم تشك للحظة في أنها ستمضي معها وقتا ممتعا فهي لا تكف عن الكلام طوال الوقت.. لكنها لا تريد تكرار الصدفة القدرية التي حدثت آخر مرة.. فقد تلتقي عليّاً ثانية ويتكرر الموقف.. وهي أصبحت تخشى أن يهاجم عواطفها مجددا.. فجأة اقتحمت أذنها ذبذبات محببة لضحكة رنانة بعثت بالقشعريرة في جسمها.. لا.. لا يمكن.. ما هذا الحظ؟.. ترى هل جلبته أفكارها إليها.. صاحت يارا: - " ياه إنه عليّ .. علـــــــــيّ " استدارت أطياف بتوتر خشية أن تصطدم نظراتهما وترى الحلكة في عينيه الحبيبة.. لكنها شعرت بأن الهواء سُحب من رئتيها بقوة والدم غادر وجهها هربا مما تراه عيناها.. لوّحت يارا بيدها لشقيقها الذي ردّ عليها بإيماءةٍ من رأسه وتلويحة بسيطة بيده بينما يده الأخرى اِلتفت لتحيطَ بخصر امرأة لا يقال عنها إلا فاتنة. بشعرها المسترسل إلى منتصف ظهرها والمصبوغ باللون الذهبي البرّاق. بالإضافة إلى ملابسها التي ربما كانت رسمية لكنها من الضيق والأناقة بحيث ترسم ملامح جسدها الرشيق.. شعرت بيد يارا تمسك بيدها عندما لم تجبها وتتحرك معها.. ثم انطلقت بها إلى حيث يقف عليٌّ وصديقته. لم تعد تسمع ضجيج الشارع ولا صوت أبواق السيارات التي تسدّ الأفق ولا أصوات الباعة المتجولين.. كل ما تسمعه هو صوت خطواته التي شعرت وكأنها أقدام فيلةٍ تدبُّ على الأرض وهي تخطو ناحيةَ مصيرٍ وموقفٍ تجهل أبعاده ونتائجه.. أرادت أن تتوقف يارا عن الإمساك بها لكنها لم تجد القوة لتسحب يدها من يد يارا المنطلقة.. تحاشت النظر إلى الخيالين اللذين بادرا بالتقدم أيضا ولم تشعر بنفسها إلّا وهي تقف قبالة المرأة العملية الفاتنة.. انطلق صوت يارا ليعيد باقي الأصوات المترددة في الشارع إلى مجال سمعها: - " مرحبا عليّ .. ماذا تفعل هنا ؟ " التفت عليٌّ إلى الخلف ليشيرَ إلى المطعم القابع وراءهم : - " وما الذي نفعله أمام باب المطعم برأيك؟.. كنا نتناول طعام الغداء فهو يقدم أشهى المأكولات البحرية.. آه نسيت أن أعرفك" استدار لينظر مباشرة في عيني ربى قائلا: - " هذه ربى زميلتي في العمل " ترى هل هي وحدها من سمع صوت الصفعة التي تردد صداها؟ أم أن قلبها احتفظ بالصفعة التي وجهت إليه لنفسه؟.. لِمَ تسكنُ هذه النظرة الغريبة عينيّ علي؟.. ابتلعت أطياف لعابها بصعوبة. مدّت ربى يدها لتصافح يارا بينما أشارَ إلى الأخيرة قائلاً من دون أن يُفلِت وسط ربى: - " شقيقتي الغالية يارا.. تكون زوجة صديقي عمر أيضا ".. توقف قليلا وهو يشير إلى أطياف ثم قال بصوت جامد لا تعبير فيه: - " وهذه أطياف تميم لا شك أنك سمعت بها.. روائية مشهورة.. و تكون صديقة يارا المقربة " انتهت ربى من مصافحة يارا التي ردّت عليها بحماس ولطف وانتقلت لتمدّ يدها أمام أطياف التي لم تكن واعية كثيرا لما حولها وكل ما يلتقطه مجال بصرها هو يدُّ عليٍّ التي تحيط بخصر ربى والابتسامة المتربّعة على شفتيه.. تردد في أذنها صوت ضحكته التي رنت منذ قليل.. بدا وكأنه مستمتعٌ من أعماق قلبه.. تحشرج صوتها وهي ترد على تحية ربى باقتضاب ثم تسحب يدها بسرعة. أرادت أن تهرب بأيّ شكل كان.. أن تنشق الأرض وتبتلعها لو اقتضى الأمر.. لأنها لو بقيت هنا ربما تفضح نفسها.. هي بنفسها لا تدري سرَّ تلك الحرقة التي سرت في صدرها متصاعدة إلى حنجرتها لتلهب حبالها الصوتية التي جفّت تماما كأنها عادت للتو من صحراء جرداء قاحلة افتقدت الماء فيها منذ أيام.. - " أطياف.. ما هذا يا الله.. ها قد عدت للشرود ثانية " انتبهت لصوت يارا الذي انطلق ساخطا فاكتشفت أنها كانت تحاور ربى في موضوع ما وظنت أن أطياف تشاركها الرأي إلى أن اكتشفت غيابها عن الواقع.. - " آسفة يارا.. ماذا كنت تقولين ؟ " قالت أطياف بصوت خافت: - " أخبريني بالله عليك فيمَ تشردين دائما ؟ " ردت يارا بسخط مصطنع فقالت ربى بمرح : - " ربما تفكر في أحداث جديدة لروايتها القادمة.. وقد يكون الإلهام أتاها الآن في وسط الشارع " ثم أطلقت ضحكة ناعمة من شفتيها المصبوغتين بأحمر شفاه وردي لامع، شاركها عليٌّ الضحك باستمتاع. - " أي فكرة ستأتيها الآن وسط الزحام وضجيج السيارات.. ربما شيء آخر يشغل بالها " ، قال متهكما . لشدة دهشة أطياف فقد احمر وجهها حيث كانت تتوقع أن الدم الذي هرب منه سابقا لن يعود قريبا. رغبت يارا إنقاذ صديقتها من الحرج الذي أصابها فسألت ربى: - " هل قرأتِ حكاية كرمى آنسة ربى ؟" ابتسم علي : - " نادِها ربى فقط .. لا داعي للشكليات " ضربت ربى كتفه بخفة وقالت : - " علـيّ .. لا داعي لأن تحرجها هكذا.. نعم يارا قرأتها ولطالما تناقشنا أنا وعلي حول مجرياتها وتبادلنا وجهات النظر " ما الذي تقوله هذه الفتاة ولمَ أصبحت تحرك شفتيها بلا صوت؟.. هذا ما دار في خلد أطياف وقد سكن ذاك الطنين المزعج في أذنيها مالئا رأسها مهددا إياه بالانفجار في أي لحظة.. غصةٌ جثمت على باب حلقها.. لاحظت يارا التدرج اللوني الذي اكتسح ملامح أطياف والذي انتهى بشحوبٍ شديد واصفرار مفاجئ. - " آسفة يارا .. علي الذهاب.. سعدت بلقائك آنسة ربى ".. هي نفسها استغربت صوتها الذي انطلق خشنا جافا.. شعرت بنطقها للجملة الأخيرة بمسننات تجرح حنجرتها وهي تلفظ الكذبة.. وضعت يارا يدها على فمها وقالت: - " يا إلهي أطياف مابك ؟.. " لاحظت بعيون زائغة تجهم ملامح علي وتحولها من المرح إلى القلق وقد أفلت وسط ربى واستقرت يده إلى جانب ساقه. أكملت يارا : - " هل أنت متأكدة بأنها ليست أعراض الحمل ؟.. لقد نصحتك مرارا أن تذهبي لطبيبة نسائية لتطمئني على نفسك " كمن ألقى دلو ماء مثلج على المشهد كله.. عادت يد علي لتحيط بخصر ربى ثانية وقست ملامحه بشدة.. أضحت نظراته معتمة ومفاصل يده الحرة ابيضت من قوة اشتداد قبضته المكورة. بينما أجابت أطياف بصوت لا حياة فيه : - " أنا بخير يارا.. ربما هو فقر الدم .. لا تقلقي سأكون بخير ما أن أعود للبيت " - " حسنا " أجابت يارا وتابعت : - " سآتي معك لأوصلك.. أريد أن أطمئن عليك " أومأت أطياف بينما ودعت يارا شقيقها مغادرة .. مادت الأرض تحت قدمي أطياف وزلزلت.. ولحسن حظها فقد وجدتا سيارة أجرة أقلتهما بسرعة.. في السيارة لم تستطع مقاومة جو الاختناق الذي أطبق على صدرها ففتحت نافذة السيارة لتلقي برأسها منها وتعبَّ بعض الهواء النقي ما أن انطلقت يارا وأطياف حتى أفلت علي يده عن خصر ربى وأعادها لجيبه. في سيارته جلس يستذكر المشاهد الماضية.. لقد لمح أطياف تخرج مع يارا من عيادة الطبيب فثارت ثائرته لرؤيتها مستمتعة بحياتها بينما هو يتقلب على لظى شوقه وحنينه إليها.. ولم يجد نفسه إلا وهو يضحك بسخف على ممازحة ربى له ليلفت نظرها إليه.. أراد أن يكويها بذات النار التي كوته بها.. نار الغيرة والفقد.. أن يشعرها بشيء بسيط من شعوره وهو يتخيلها دائما بين ذراعي باسل.. أن يرى ردة فعلها على تصرفه كما أراها ردة فعله. لا ينكر ارتياحه الشديد للألوان التي رآها على وجهها فهي مبتغاه.. لكنه تراجع عندما شاهد ضعفها يتجلى واضحا أمامه.. أشفق عليها وكاد يفقد اتزانه ويهرع إليها ليسندها ويقف بمحاذاتها كي لا تقع.. يأخذها بذراعيه يهدهدها ويخبرها أن لا واحدة سواها تسكن قلبه. غير أن يارا مرة أخرى تأتي وتصب الزيت على النار.. لا.. عليه أن يشكرها فقد أعادته إلى الواقع وذكّرته بأن أطياف امرأة متزوجة.. وربما حقا تنتظر طفلا من زوجها الشهم بطل السجون والمعتقلات.. ضرب بيده على المقود بشدة أرعبت ربى قبل أن يسلط بصره على المرآة الأمامية مستعدا ليخرج سيارته من المكان الذي ركنها فيه. ************************************ يتبع ... | |||||||
|
| |
|
08-03-13, 08:03 PM
| #2197 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| طعنٌة في القلبِ حبّك غصّةٌ ..و المُرّ طعمك كلما أوهمتُ نفسي أنَّ لي في البعدِ سلوى أنَّ لي في الحزنِ بسمةْ أنَّ لي في الفَرحِ قسمةْ لاحَ طيفُـك!! إهداء بقلم الصديقة المبدعة sandybell2012 لك جزيل الشكر والامتنان .. ( الجزء الثاني ) بقلمي دنيـازاده توالت الأيام على أطياف كالجحيم ازدادت نحولاً وذبولاً لفقدانها شهية الطعام لم تكن تأكل شيئاً طوال النهار، محاولتها للتقرب من باسل باءت بالفشل بالكاد يلتقيان، يختلق الحجج ليتجنبها تماماً، حتى هاتفه النقال مغلق معظم الأوقات، ترقبت بتوتر خطوته التالية، رأسها سينفجر لكثرة التفكير، أحساس ما ينتابها بأن شيئا ما سيحدث.. لم تطمئن أطياف لمجيء خالها منذر من السفر بزيارة مفاجئة، الأحاديث الجانبية للصديقين زادت من شكوكها، التي بدت في محلها، عندما صرح لها منذر ذات مساء، أنه يعرف بحقيقة زواجها، تغابت أطياف وكأنها لم تفهم ما يقصد. - باسل أخبرني بكل شيء .. من غير المعقول أن تقضي عمركِ معه.. عقد الزواج يمكن إلغاؤه بكل سهولة. رفعت أطياف هامتها صارخة بفزع : - لا ... مستحيل . - لهذا استعان بي لأقنعك .. أطياف زواج كهذا لا يدوم.. لا يستمر مهما طال. هتفت بحزم : - لا .. الوضع بيننا سيتحسن قريباً إن شاء الله . - ارحمي نفسك و ارحميه .. باسل الآن بحالة عصبية ونفسية سيئة جداً وربما يقدم على أي تصرف.. لينتهي الأمر بالاتفاق.. الأفضل أن تحزمي أغراضك وتأتي معي.. - ما الذي تقوله لن أترك بيتي وأتخلى عن زوجي في محنته.. أنا أرتضي قسمتي ونصيبي.. ربما وضعه حالة مؤقتة... لقد مر بظروف قاهرة على مدى سنوات مؤلمة ويحتاج إلى وقت.. كما أن الطب تطور كثيراً ورحمة ربي وسعت السماء والأرض.. سيشفى بإذن الله. هز منذر رأسه يميناً ويساراً موضحاً بصراحة فجة: - باسل لن يقبل تضحيتك. إنه مصر على الانفصال ولن يتراجع عن قراره.. لا تكوني أنانية .. - أنا أنانيـة !!!.. لطالما كنت مطيعة حد البلادة بالدفاع عن حقوقي.. أردتُ أن أرضي كل من حولي على حساب نفسي.. لكني لم أعد تلك الجبانة وسأقول لكم لا .. ليس من حقكم التدخل في شؤوني وقراراتي بعد اليوم.. أنا حرة بحياتي. صدم منذر من قوة تحدي أطياف وإصرارها، قال بعطف: - أطياف أنت ِ تعرفين أننا جميعاً نحبك ونريد ما فيه الخير لك ِ.. وضع باسل قد يمتد لسنوات.. عندها تفقدين حتى حقك في الأمومة. وقفت ثائرة من على المقعد قائلة بحدة : - ومن قال أنني أريد أطفالاً في هذا العالم الوحشي حيث تسفك دماء الأبرياء.. أبي وأمي قتلا في حرب السفاحين والطغاة.. وأنا عشتُ من بعدهما حرب العراق ولبنان وغزة .. سلسلة حروبنا طويلة .. عندما أخرج من البيت أعلم أني قد لا أعود كاملة.. جسدي ربما يتبعثر أشلاء بانفجار عبوة ناسفة زرعت في أي مكان أخطأتني مرة وأفلتُ من الموت لأن أمي حمتني ظناً منها أنها تنقذ حياتي ولم تعلم أني متُ من بعدها ألف مرة.. لماذا أنجب الأطفال؟.. ليعيشوا الحروب والتشرد في مخيمات الشتات.. الذل والضياع أم النفي في بلاد الاغتراب.. أو ليكونوا أيتاما عالة على الأقرباء.. الحوار العقيم استمر ساعات وساعات بدون فائدة، أخيرا غادر منذر وقد تأكد أن إقناع ابنة أخته بالانفصال عن باسل من سابع المستحيلات، دفنت أطياف وجهها في ثنايا الوسادة تكتم صراخها باكية حظها التعس حتى نامت. استيقظت بقلب منقبض عند الظهيرة، انتابها شعور بأن باسل كان في الغرفة، بنظراتها قامت بعملية استكشافية، ورقة مستطيلة على حافة المرآة لم تكن متواجدة هناك عندما نامت، قفزت بذعر عن السرير، التقطت الورقة بيد ترتجف، تفحصت مضمونها ليبدو كل شيء أشبه بكابوس بعيد عن الواقع. هرولت بغضب تصعد إلى السطح، ما أن لمحت باسل راحت تلوح أمامه بالورقة بأنفاس لاهثة متقطعة. - ما هذه ؟.. أشاح ببصره بعيداً عن عينيها قائلاً بصوت حزين: - قبل أي شيء يجب أن تعرفي اتخاذي لهذا القرار لم يكن سهلاً. صرخت بهستيريا وكل ما فيها يرتجف : - تخليت عني !!!.. تخليت عني بهذه الطريقة الفجة . باسل هيّأ نفسه لردة فعل أطياف فحافظ على هدوئه : - لم أملك وسيلة أخرى .. هذا الزواج كان يجب أن ينتهي بأي طريقة.. عليك تفهُم موقفي.. لو فكرتي جيداً ستجدين أن ما فعلته منطقياً. - منطقياً !.. من أين أتيت بكل هذه القسوة ؟.. هل استحق هذه المعاملة منك؟.. لقد تعاهدنا أن نكون عوناً لبعضنا في السراء والضراء.. - ما قمتُ به لصالحكِ .. يوماً ما سوف تكتشفين أنني منحتك الحرية والحياة . همست بضعف محدقة في الفراغ : - لا أصدق أنك فعلت هذا بي !!!.. طلقتنـي !!.. شحن عقلها بالوجع، ارتمت فوق كرسيها الهزاز بضعف كأنها مشلولة، - أرجوك أطياف لا أحتمل ألمكِ... بدت كأنها لم تعد تسمع شيئا تجمدت أوصالها، أرادت الصراخ لم تستطع، حتى الدموع جفت في مقلتيها، لقد خسرت الأمان بالقرب من رفيق العقل، وخسرت حبيب القلب الذي مضى مع أخرى.. الاثنان طرداها من حياتهما وأذلاها .. الانفعالات والمواجهات سلبتها قوتها، اختنقت كأنها تدفن حية تحت التراب، استسلمت للغيبوبة الأقرب إلى الموت. عادت أطياف لوعيها، للوهلة الأولى لم تر إلا وجه باسل بعينيه الغارقتين بالأسى، كفّه على جبينها البارد بينما بيده الأخرى ضغط بأصبعه على رسغها مراقباً نبضها الضعيف. الجميع أحاطوها في غرفة نومها ببيت جدتها، لمحت الابتسامات المطمئنة، تدفق الدم في عروقها والدمع بعينيها، أخذت ترتجف وتتكلم دون روابط بوجهها الباهت المبلل بالدموع: - لن أسامحك .. أبدا لن أسامحك .. للقلب هزائمه وهذه أكبر هزائم باسل، منذر أحاط بذراعه كتف صديقه كما لو كان يمده بطاقة الصبر بعدما راقب حالته وفهم توتره الداخلي، استكانت أطياف في حضن جدتها التي شملتها بعطفها فهدأت ساكنة بلا حركة. الطبيب الذي عاينها شخّص حالتها بالانهيار العصبي وسوء حاد بالتغذية، الأدوية أبقتها مفصولة عن كل ما حولها. أحياناً تشعر أطياف بوخز غامض في قلبها، طعنه قوية لا تقوى معها أن تأتي بأي حركة حتى التنفس، يخيل لها للحظة أنها سترى الموت خاصة كلما عبرت بذاكرتها صدى صوت علي يردد " أشبعتكِ موتاً ".." أشبعتكِ موتاً ".. مرت الأيام ثقيلة، أطياف متلاشية في سريرها من وطأة الألم الروحي كأنها تحتضر. أسدل الحزن رداءً أسوداً فوق قلوب الصديقات.. شبح الكآبة راودهن جميعهن وبدا واضحاً أن تماسكهن تمثيلية يتقن أداءها أمام بعضهن.. ********************************* رجعت يارا في المساء إلى بيتها وأثار الدموع واضحة على وجهها، غمرها عمر بعطفه. - حبي ستكون الأمور بخير بإذن الله . - أطياف منهارة تماماً ستفقد عقلها.. وكذلك باسل لو تراه يكاد يجن قلقاً عليها.. لا أفهم لماذا فعل بها هذا ؟!!!.. ارتسمت الحيرة واضحة بوجه عمر وقال: - كل علاقة تكتنفها أسرار. - ما هذه الأسرار التي تجعل الأمر يصل حد الطلاق التعسفي.. عمر أنت كرجل لماذا قد تتصرف بطريقة باسل. - أنا لا أعرف الظروف الخاصة به. رفعت يارا رأسها وزمت شفتيها دليل أن الإجابة لم ترضِها وأردفت : - مهما كانت الظروف صعبة ما حدث رهيب.. باسل وأطياف متفقان ولا مشاكل أو خلافات تحيط زواجهما.. لا أنكر أن أطياف غامضة بعض الشيء وتتكتم بخصوص تفاصيل حياتهما معاً.. حتى هذه اللحظة لا أحد منا يعرف ما حدث لينهار هذا الزواج فجأة دون مقدمات .. أمر غريب أليس كذلك؟.. سرح عمر وكأن فكرة ما خطرت في باله. - ما بك حبيبي ؟؟ - لا شيء . - لم تجبني على سؤالي .. لماذا يهجر زوج يحب زوجته ؟ يارا لن تمل النقاش و طرح الأسئلة .. - ربما لأنه لا يمنحها السعادة التي تستحقها. - أطياف سعيدة مع باسل. - ربما هذا ما نظنه نحن لكن لباسل وجهة نظر مختلفة. - لا أفهم أنتم الرجال تفكرون بطرق غريبة أحيانا . - ما أدركه الآن أن باسل يحب أطياف حباً لا تشوبه أي أنانية ويريدها أن تحيا السعادة الكاملة.. - وهل يضمن أنها ستجدها مع رجل غيره ؟ - لا شيء مضمون في الحياة .. لكنه يعلم أنه غير قادر على إسعادها مثلما ينبغي. استسلمت يارا قائلة: - الحياة معقدة .. أتمنى أن تتجاوز أطياف محنتها. - ستفعل يوماً. - أنا أشعر بها فلقد تذوقت التعاسة مثلها. - وهل دام الأمر ؟.. - معك أنت أحسستُ بالسعادة فقط. - أطياف أيضا قد تعيش الحب والسعادة يوماً ما .. - أرجو ذلك من كل قلبي فهي لا تستحق ما يحدث معها.. أوه لقد نسيت أن أطمئن على نسيم. - لقد نام بعدما قلب غرفته رأساً على عقب.. وأظن أنه لن يستيقظ قبل وقت طويل.. ضحكت يارا بغنجها وروحها التي ترفض الحزن هامسة بدلال وأصابعها تعبث بأزرار قميص عمر: - أما زلت تحبني ؟.. - الله من دلع النساء وكيدهن يا حياتي .. عمر ويارا كقطبي المغناطيس السالب والموجب، مختلفان بكل المقاييس، لكنهما متحدان بقوة، عراقيل الحياة اليومية جعلت علاقتهما أمتن وحبهما مشتعل على الدوام بلهيب العشق. ************************************ شلالات الدموع بقيت تنهمر من عينيّ أطياف دون توقف، ازدحمت صور حياتها تتوالى أمامها، أرادت طرد الأشباح التي تحيط بذاكرتها وتعذبها، أصبحت ضحية لقلب الجحيم وقدرها التعس، أسيرة لصوت يقرع في رأسها بكلمات لم تقلها لباسل. ما فعله كان القشة التي قصمت ظهرها، لهذا استرسلت وراء خيالها الذي لا حدود له، تتشاجر في ذهنها مع باسل، تصرخ به وتعنفه على قسوته، تتخيل نفسها وهي تبعثر أوراقه فوق مكتبه، تبعد عن عينيه نظارته الطبية، تمسك بياقة قميصه تسأله بحنق: " لماذا فعلت ذلك بي؟.. أنت .. أنت الممتلئ بالعاطفة النقية .. أنت الذي تقدّر وتحترم ارتباط المرأة والرجل.. لا قيمة للعلاقة الجسدية بدون العاطفة الروحية".. عندها تبدأ باللهاث، تضرب يديها بقوة فوق السرير بحركة آلية، أخيرا خيالها يرحمها ويتوقف عقلها عن العمل وتنام بفعل الدواء مناجية باسل بعتب. من عالمها البعيد جاء صوت يارا: - هل اشتقتِ لنسيم؟.. هو اشتاق لك وجاء لزيارتك. اخترق نسيم الحواجز التي وضعتها أطياف حولها، بعينيه الدافئتين الطفوليتين، بنظرة الحب التي أرسلها عبرهما، وقف بجوار سريرها بوجهه الحلو، فمه الصغير يرتعش وكأنه بحدس الطفولة شعر بألمها، مد يده الصغيرة الطرية يمسح جبينها متمتماً. - واوا ؟ سألته بضعف. - تحبني ؟.. ابتسم لها، فغمرت تلك الابتسامة روحها المتيبسة، جلست أطياف في فراشها، رفعته إلى حضنها تضمّه بحنان، قطعة البسكويت الدائرية التي يحملها بيده قربها من فمها قائلاً يأمرها. - كُلِـي . إكراماً له قضمت لقمة صغيرة، لم تكن تتذوق طعم البسكويت بل طعم الحب الصادق الذي أسكن ألم روحها وشفى تقرحاتها، ضحك نسيم كأنه يدعوها لمشاركته الفرح، ضحك من قلبه وأضحكها، شعرت أن نسيم الوحيد الذي يحبها حقاً في هذا العالم، بثّ فيها قوة هائلة جعلت كفّة الحياة ترجح وتتغلب على كفة الموت، لتنفض عنها الرماد وينقشع الضباب وتولد من جديد كطائر الفنيق.. نهاية الفصل التاسع عشر لا تجعلوني انتظر طويلاً رأيكم وتعليقاتكم ولكم جزيل الشكر .. | |||||||
|
| |
|
08-03-13, 08:07 PM
| #2198 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 5 والزوار 1) دنيازادة, future 1973, ayatdima+, تميمة عشق+, ROSES LEAVES+ مساء الورد والفل والياسمين صديقاتي منورين شرفتوني بحضوركم يا رب يعجبكم الفصل انتظر تعليقاتكم بفارغ الصبر | |||||||
|
| |
|
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| أحرار, أطياف, الأسرى, رواية, هلوسات |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
6Likes
.png)
.png)
.png)
.png)
العرض العادي
