آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
| مشاهدة نتائج الإستطلاع: أعزائي يهمني رأيكم بروايتي هلوسـات من حيث الأسلوب ، الأفكار ، الأحداث ؟ | |||
| جـيـــدة |     | 46 | 86.79% |
| متوسطة |    | 7 | 13.21% |
| سـيئة |    | 0 | 0% |
| المصوتون: 53. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع | |||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
19-04-13, 10:10 PM
| #2534 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة  
|  الفصل الحادي والعشرين دنيـاي أعلنـت العشـق أهدي الفصل إلى صديقتي المبدعة الغالية بنت أرض الكنانه الجزء الأول عادت أطياف إلى حضن الوطن، فمهما أمعنت الرحيل تثبت لنفسها أن كل رحيل يقودها دوماً لعمّان، فحب عمّان لا يعادله في الدنيا حب، لا أجمل من عمّان فيها الشمس تنبت فوق جبالها باعثة بأشعتها الدفء والضوء في بيوت العمّانيين البسطاء الذين كلما مررت بأحدهم تجده يدعو الخالق عز وجل بعفوية وقلب مؤمن بالستر والرزق الحلال.. احتفت الصديقات بلمّ شملهن في مقهًى اعتدن الجلوس به، قرقعة ماء الأرجيلة صاحبَة ثرثرتهن، شاشة عرض كبيرة تبث مباراة لكرة القدم بين منتخب نشامى الأردن ومنتخب استراليا بتصفيات كأس العالم.. غيداء أطالت النظر في أطياف قبل أن تهمس بأذنها: - أتمنى أن لا أكون ضايقتك لإعطائي باسل عنوانك في دمشق. لم أستطع رفض طلبه . أسرعت أطياف تزيل شعور الذنب الذي ينتاب صديقتها: - لا تعتذري غيداء .. لقد فعلتِ الصواب, كان علينا أن نلتقي ونتصارح . - أتصدقين أنني أتابع برنامجه التلفزيوني.. باسل نقلني إلى التفكير بقضايا عميقة وجوهرية.. عندما أستمع لحديثه أشعر بالخجل لأني غارقة في تفاهات الحياة ومنغمسة في علاقات الرياء والزيف الاجتماعي.. - باسل مناضل يثور ضد الاستبداد مدافعاً عن عروبتنا وكرامتنا.. يعرف جيداً عدوّنا ومن هدفه قتلنا وسرقة تاريخنا واحتلال أرضنا.. لن يتنصل من مسؤوليته كعربي شريف سيظل يكافح من أجل العدالة عاشقاً للحرية. هزت غيداء رأسها إيجابا، وسألت بحذر : - هل من أخبار عنه؟.. أم أن العلاقات مقطوعة بينكما ؟ - طلاقنا لا يعني أن نكون في حالة خصام .. باسل يتصل بي كلما سنحت له الفرص . لاحظت أطياف التغيير الذي طرأ على مظهر غيداء ، للمرة الأولى ترى وجه صديقتها الحقيقي خالياً من مساحيق التجميل الذي تختبئ خلفه كقناع ظناً منها أنها به تواجه غدر العمر.. بدت بشرتها أكثر صفاءً، نور غريب شعَّ من عينيها الجميلة حيث اختفت من حولها ظلال الكحل الأسود التي اعتادت وضعه.. - غيداء هل تعرفين أنك تبدين بدون المكياج أجمل وأصغر عمراً . ابتسمت غيداء برقة وأصابعها تلتقط علبة السجائر تفتحها، ترددت قليلاً قبل أن تعيد السيجارة للعلبة وتقذف بالعلبة لمنتصف الطاولة، التفتت برناديت ويارا بذهول نحوها فقالت: - لقد اتخذتُ بعض القرارات المصيرية. حبس رواد المقهى أنفاسهم مع إطلاق حكم المباراة صافرة ضربة جزاء لصالح منتخب استراليا. أطبق صمت الترقب على الأجواء . رفعت غيداء ذقنها بعزة مُصرِّحة: - قمتُ صباح اليوم بتوكيل محامٍ للبدء بمعاملة طلاقي. وقع الخبر على الصديقات كصدمة ألجمت ألسنتهن ومنعتهن من النطق. هاج المقهى بصخب وراحت الأكف تصفق بقوة عندما تصدى حارس المرمى الأردني بنجاح للكرة الصاروخية وبدأ اللاعبين هجمة مرتدة سريعة لمنتخب النشامى .. - لقد فكرتُ كثيراً بالأمر .. لطالما فتشتُ عن السبب الذي يجعل زوجي يتصرف معي ببرود بل وينسى وجودي في حياته كزوجة لها حقوق يحرمها منها دون أي عذر... كنتُ دائماً بالنسبة له أماً لأبنائه فقط لا غير.. أظنني عرفتُ الإجابة منذ زمن ولكنني لم أتقبّلها.. احتجتُ كل هذا العمر لأعترف لنفسي أخيراً بأن زوجي لم يحبني.. نعم .. لا جمالي ولا الأيام ولا الأبناء أرغموه على حبي.. علاقتنا بقيت على الدوام تراوح مكانها خالية من أي تواصل روحي.. لم أكن أنثى أحلامه.. لا انسجام بيننا أو تفاهم.. لأكون صادقة هو ليس سيئاً أو حقيراً لكنه يحيا بالطريقة التي يرغب.. اختار أن يخونني على أن يكون خائناً لنفسه.. عتبي الوحيد عليه أنه لم يحاول يوماً إنجاح زواجنا أو إنهاءه بأبغض الحلال متوقِّعاً دائماً أن أقوم بالخطوة الأولى لقرار الانفصال. برناديت كسرت حاجز الصمت تسأل بتعاطف: - غيداء هل أنتِ مستعدة لمواجهة القادم ؟ - لن يكون المستقبل أسوء مما مضى.. على الأقل أتخلص من أحقادي الدفينة التي تجعلني أخطئ بحق نفسي للانتقام من زوج لا يهتم ولن أكون يوماً ضمن مخطط حياته.. أريد العودة إلى ذاتي وأبدأ حياة جديدة بصفحة بيضاء لعل الله عز وجل يغفر لي ذنوبي ويقبل توبتي. *************************************** بقميصها السماوي وبنطالها الجينز تجولت أطياف في معرض الكتاب الدولي، استعرضت الكتب المرتبة فوق الطاولات المتلاصقة. صوت أجش رجولي جاءها من خلف كتفها الأيمن يقرأ عنوان الكتاب الذي بين يديها. - الأسماء المنسية لأطياف تميم. انتفض قلبها وتبعثر تركيزها ، تشتت أفكارها وتساءلت إن كانت حقاً سمعت الصوت الآتي من بين الغيوم، صوت لا تنساه أبدا ساكن في قاع روحها.. ابتلعت ريقها الجاف، أخذت نفساً عميقاً فاستنشقت عطره المنعش كالربيع.. حاولت استعادة هدوئها تدريجياً والتفتت لتواجه عينَي علي الآسرة قائلة باعتزاز وفخر: - كاتبـة أردنيـة . - لطالما سهرتُ بصحبة رواياتها وأحببتُ لؤم كلماتها. انجرفت أطياف مع تيارات سحره، شعرت بموجات مشحونة بالتوق تتدفق من روحها، علي يملك طاقة مؤثرة تبعث القوة بداخلها وتشعرها بنشاط غريب وحيوية رهيبة، كأن وجوده كافٍ لجعل زهور الشوق تتفتح من غفوتها.. مدّت يدها بالكتاب قائلة بابتسامة تتسع فوق شفتيها : - إذاً تفضل وأقرأ روايتها الجديدة . أخذ منها الكتاب قائلاً بصوته النابض بالرجولة والحياة: - شكراً .. بالتأكيد سأقرأ روايتها لأعرف من قتلت هذه المرة . رفعت ذقنها بتعالي. صوتها بدا غريباً عنها وهي تعترف: - في الروايات نقتل من نحب لنتخلص من عبء ألم الإحساس بمرارة فراقهم وغيابهم الإجباري عن حياتنا.. نقتلهم ليدوم حبنا في قلوبهم هكذا نضمن بقاءنا في ذاكرتهم إلى الأبد . - ماذا لو كان الحب أقوى من الموت . - كيف ؟ - نحن نموت لأجل من نحب .. لكننا لن نحب الموت . ارتبكت أطياف وأبعدت نظراتها بانكسار ، تمعن علي بوجهها الرقيق، بدت أكثر صحة وعافية من آخر مرة رآها فيها، إلا أن الحزن الدفين في عينيها لم يختفِ.. رغم كل معاناته منها، لم يستطع منع تسرب الفرح لقلبه.. قلبه الأحمق يأبى إلا الاستمتاع بنشوة لقائها وتواجدها بقربه.. - كيف حالك أطياف ؟ سألها وكأنه نسي أوتناسى كل ما فعلت به . - الحمد الله بخير ما دمتُ أكتب ولم تقتلني رصاصة طائشة.. وأنت أتمنى أن تكون سعيداً؟ أرادت الاطمئنان على موقعها في قلبه، فهل سيكون سعيداً في بعده عنها؟.. شعرت وكأن ثواني انتظار إجابته تمر كساعات طويلة. - سأكون سعيداً إذا ما لبيتِ دعوتي لاحتساء فنجانٍ من القهوة. توهجت عيناها بفرح كأن بها كَهَارِبَ كونية، قلبها تسارعت دقاته عازفاً لحن " نعم.. نعم.. " ، لكنَ عقلها همس " تمهلي.. فكري.. تمنّعي ولو قليلاً.. لا تكوني سهلة المنال". تنازعتها الحيرة فأنقذها حاسماً الموقف خبثها الأنثوي: - سأقبل دعوتك شرط أن تجيبني بصدق على سؤالي. بدا علي مستمتعاً بمراوغة أطياف وذكائها، أشتاق لأحاديثها وتلاعبها بالكلمات..بها شيء يجعله لا يريد الانفكاك منها. - وما سؤالك ؟ - لقاؤنا ليس صدفة قدرية ؟ - صدفة لكن ليس من تحضير القدر. أفلتت من بين شفتي أطياف ضحكة اشتعلت كأن مخزون أشهر يخرج مرة واحدة، رفعت كفّها على وجهها تكتم صوتها بحياء. رمقها علي بعين الحب متأملاً ملامحها الناعمة بحنين، ناسياً قراره بالانتقام من معذبته، لقد توهم أن شوقه لاختراق مداراتها مات، قناع الكره ارتداه ليخفي خلفه حب يأبى الزوال. عاد ينمو بينهما من جديد شعور مريح من التقارب الغامض، ويبدأ حوار العيون الذي يفضح الغرام، وكأن القطيعة لم تكن ! جلسا في المقهى تصلهم همهماتٌ لعشاق يبوحون بعواطفهم، رائحة المعسل ملأت المكان، الأضواء خافته حالمة. صوت فيروز مارس طقوس الحب مع ترانيم أغانيها ورائحة القهوة التي أخذتها إلى حدود الراحة. " أنا لحبيبي وحبيبي إلي .. يا عصفورة بيضا لبقى تندهي .. لا يعتب حدا ولا يزعل حدا .. أنا لحبيبي وحبيبي إلي.. " دون أن يلاحظها علي المنشغل بهاتفه النقال، راحت تختلس النظر إليه وتدقق في وجهه، تتمعن بملامحه لتسبر أغواره وتنقب عن أنثى أخرى عبرت أعماقه. بدا جذاباً بجسده الرياضي، أنيقاً بقميصه الأبيض. بغتة رفع نظره إليها، غضت بصرها مرتبكة، ارتشفت قليلاً من قهوتها المرّة الثقيلة وهمست : - آخر مرة التقينا كنت غاضباً وحانقاً بسبب ... تنفس علي بعمق وبصوت مرتفع حازم قاطعها قائلاً : - لا أنوي إثارة هذا الموضوع .. لنغير الحديث . رفع كأس الماء وشرب جرعة يخفي توتره، قبل أن يقول وعيناه لا تفارق عينيها: - في الحقيقة لن أدّعي الإخلاص.. فأنا لم أكن وفياً لك طوال مدة فراقنا.. نعم عرفتُ الكثير من النساء .. كأنه أغمد سكيناً في قلبها، أشاحت بوجهها مغمضة عينيها تخفي الألم الذي حزّ في نفسها مع اعترافاته، التهمتها نار الغيرة. يتبع ... التعديل الأخير تم بواسطة دنيازادة ; 19-04-13 الساعة 10:26 PM | |||||||
|  |
|
19-04-13, 10:11 PM
| #2535 | |||||||||
| نجم روايتي و كاتبة فى قصر الكتابة الخيالية و في الموسم الأول من فلفل حار  
|  الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 16 ( الأعضاء 11 والزوار 5) bella story, فتكات هانم, ليله طويله, samahss, yoda5, مها الجميلة, 7oureya, رنيـــــم, توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ, 0omaio0, ورده منسيه بانتظارك! | |||||||||
|
| |
|
19-04-13, 10:14 PM
| #2536 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| الجزء الثاني - لأكون صادقاً حاولتُ نسيانك بأخريات لكني فشلت.. فشلت أطياف... فأنا أحبك . أفلتت من بين شفتي أطياف شهقة لا إرادية فعليٌّ ينقلها من حضيض اليأس إلى سماء الأمل .. - علي !! - كل ما حدث لندعه في صفحة الماضي المعتمة من حياتنا . - أنت لا تعرف . - لا يهمني معرفة شيء قبل هذه اللحظة. - زواجي من باسل .. - أرجوكِ أطياف لا أرغب بمعرفة أي شيء .. علاقاتنا السابقة لن نجعلها عثرة أمامنا.. ما أعرفه وأدركه أنك تحبينني.. أشعر بهذا تماماً والحب أكبر من كل خطايانا.. ظننا أننا يمكننا الحياة لكننا فشلنا نحن الاثنان المشاعر التي نَمَتْ بيننا جداً صادقة والأحلام التي نتمناها طاهرة.. أنتِ تجرين كالدماء في عروقي.. لنواجه ونتحدى .. حبنا النقي يستحق منا ذلك .. عجزت أطياف عن فهم طبيعة الأشياء الغامضة التي ينبشها علي من أعماق أنوثتها الغافية. - لا أقدم لك الأعذار لكن ما كان لي أن أتحدى أهلي.. هربتُ من المواجهة لأنقذك من براثن عائلتي.. أنت لا تعرف فسادهم وسلطتهم يملكون نفوذا يرميك وراء الشمس. - لا أخاف الموت لأجلك . - هم لا يقتلون بل يجعلون من يقع تحت سطوتهم يتمنى الموت.. الآن الوضع اختلف.. طبعاً بعد طلاقي لم أعُد تلك البضاعة الثمينة بنظرهم.. أصبحتُ سلعة مستهلكة منتهية الصلاحية. انقبضت يديّ علي، اجتاحه غضب لأجلها. - أطياف أقبلي الزواج مني ولن تندمي أبداً ..العائق العائلي يمكننا تخطيه بإصرارنا .. أعدك أنني سأجد طريقة ما لإقناع الأهل فقط وافقي. صوتها بدا مختنقا مبحوحا عندما تابعت: - لا أعرف .. لقد فاجأتني .. هناك الكثير من الأمور التي حصلت وتجهل تفاصيلها.. أنت تتعجل الأحداث. - هل يتوجب علينا الانتظار لنكتشف أننا نقف على عتبات الجنة ونحرم أنفسنا الهناء؟.. ثمة عمر يمر .. هل نضيّع منه المزيد؟.. نحنُ الاثنان قادران على جعل أيامنا أكثر تعاسة أو أكثر جمالاً.. أتوق لأن ينمو جزء مني بداخلك.. صعدت الدماء حارة لوجنتيها فاحمرت بخجل شديد اجتاحها، أخفضت عينيها مندهشة من قدرته على تحريض نفسها بأحاسيس غير متوقعة جعلتها ترتجف وتنسى كل ما مرت به من عذابات لاهثة خلف سراب الحب. - لماذا لم تخبرني من البداية باختلافنا الطائفي ؟ - ظننتك تعرفين لأنك صديقة ليارا لم يخطر في ذهني جهلك لحقيقة الأمر.. لم أكن أتعمد إخفاء هذه المعلومة عنك.. أعترف أني أخطأت لأنني لم أصارحك ونتناقش بالموضوع كشخصين واعيين ناضجين مثقفين.. لكنك رفضتني!.. أصدرتِ حكمك بلا رحمة دون حتى الاستماع لي.. شعرتُ كأنك تورطتِ بعلاقة معي اكتشفِتِ أنك لا تريدينها ومسألة اختلافنا مجرد عذر لك للانسحاب، فليس هناك ما يمنع زواجنا نحن مسلمان وليس في أخلاقي ما يكفّر.. لا أمارس سلوكاً يخرجني عن ديني.. عقيدتي معتدلة وأحب الصحابة الكرام كلهم ولا أكره واحداً منهم. - علي ... عضت شفتيها تمنع الكلمات.. علي ما زال يحبها ويريدها زوجة برغم كل شيء !.. - علي هل حقاً غفرت لي .. لقد تخليتُ عنك .. خًنتك وتزوجتُ.. أعلم أنك رجل منفتح وحضاري لكنك ستبقى رجلاً شرقيا لا يقبل إلا دور البطل الأول والأوحد في حياة أنثاه؟ تصلّب جسده .. بالرغم من هدوئه الظاهري إلا أن نبرة صوته حذرتها من الغضب الذي يكمن في داخله : - لن أكذب عليك وأقول أني لم أكرهك وأحقد عليك.. تألمتُ كثيراً لأنك قبلتِ بأن تكوني لغيري.. لكن ما يجعلني أتجاوز كل ما حدث ثقتي أنك تحبيننِي أنا .. نعم تحبينني أطياف.. أستطيع أن أرى وأشعر بذلك .. عيناك تقولان أحبك .. لا تهربي من هذه الحقيقة. كادت تبكي ويداها ترتعشان من شدة التأثر، أسبلت أطياف أهدابها تخفي الشوق الجارف في عينيها، مد علي يده ورفع ذقنها: - أحبك أطياف أحبك ... كم أتوق لأسمعها منك .. رقص قلبها بين ضلوعها فعليّ ما زال يحبها ويريدها، قالت باستحياء شديد : - أنت جريء . - وأنتِ مراوغة . أرادت أن تعترف له بالحقيقة كاملة، لكنها خافت أن تزيل لحظاتهما العذبة وتقطع تناغمهما الحسي، فقررت أنها ستخبره لاحقاً : - هل يهمك لفظي للكلمة ؟.. الأهم هي المشاعر التي تعبر عنها. - أفهم من ذلك أنني لن أسمعها منكِ ؟!.. - أخاف أن أقولها فتنقص من قيمتها. - كيف ؟ - مشاعري لك أعمق من أي كلمة تقال . باغتها علي المتخبط في لهفته قائلاً: - تزوجيني أطياف وسأمنحك جنيناً بدلاً من الذي أجهضته. بدت أطياف وكأن قنبلة ألقيت عليها وانفجرت في رأسها فألجمت لسانها ونسيت فمها فاغراً . فجأة أعلن عقلها توقفه عن العمل. أرادت ان تصرخ نافيةً ظنونه لكنها لم تجد أي قدرة لتصويب ما يتهيأ لعلي من هواجس، استنفذت كل قوتها بتلقيها صدمة أفكاره. ابتسم لها علي مطمئناً : - لا تقلقي أطياف كل شيء سيكون بخير فقط قولي نعم . ************************************* قررت أطياف أن تترك الماضي وما يفصلها عن علي، مهما سيحدث في المستقبل لن تندم أكثر من ندمها لإفلات فرصة زواجها ممن تحب.أرادت أن تبثّ بعض الروح في حياتها الرتيبة فمع علي فقط علمت معنى الإثارة وأشرعت أبوابها المقفلة. ركضت لاهثة وراء جنون الحب وقبلت الزواج من علي.. موقف عائلتها كان واضحاً وصريحاً لن يوافقوا أو يشاركوا لكنهم لن يعترضوا ويقفوا ضد زواجها .. فقد كانوا في حالة استنفار ، لجان التحقيق تفتح الملفات القذرة المطويّة، ألقي القبض على أكثر من شخصية كان يسبق أسماءهم لقب معالي الوزير ليزجّ بهم في السجون ومحاكمتهم على قضايا الفساد، كل شيء في حالة تغير وتجدد، الدستور يتم تعديله بقوانين تضمن حقوق أكثر حرية للمواطن ، الانتخابات النيابية ستجرى قريباً، كل ذلك جعلهم منشغلين عن الاهتمام بمجرى حياة ومستقبل أطياف، علمت أنهم أرادوا التخلص من همها بأي طريقة. تلقّت أطياف مباركة متحفظة من أهل علي لكنهم عاملوها باحترام تقبلوها بينهم تماماً كما فعلوا مع عمر .. أكثر ما أعجبها بهم أنهم لم يذكروا زواجها من باسل أو يأتوا بأي فعل يمس عواطفها، وكأنهم اتفقوا مسبقاً على عدم التطرق لهذا الأمر بتاتاً. يارا تصنعت الغضب بالبداية مرددة : - متى حدث كل ذلك ؟.. كيف لم أنتبه ؟.. أين أحببتما بعض؟؟.. تدخل عمر منقذاً علي وأطياف من أسئلة زوجته اللحوحة: - يارا لن تمارسي حنق أخت الزوج البغيض, هذا الدور لا يناسبك. ضاقت عينا يارا وزمّت شفتيها ملتفتةً إلى عمر هامسة بإذنه : - عمر حبيبي حسابك معي سيكون عسيراً كنت تعرف طوال الوقت ولم تخبرني !!!! ابتسم عمر قائلاً بصوت خافت مشاكساً يارا: - لنعد إلى بيتنا ونتشاجر هناك بكل راحتنا.. لدينا أشياء كثيرة أهم لنقوم بها. انطلقا ضاحكين يداً بيد يتهامسان بغزل وقد غمرهما الحماس .. يتبع ... | |||||||
|
| |
|
19-04-13, 10:17 PM
| #2538 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| الجزء الثالث لم تصدق أطياف أن هناك رجلاً يمنح كل هذا الحب والرقي الذي يتحلى به علي، معه دخلت عالماً من السعادة، بات لحياتها طعم ولون مختلف، تستيقظ كل صباح متسائلة هل ما يحدث حقيقة أم حلم؟.. خاتم الألماس يلمع في أصبع يدها اليمنى مؤكداً أنها تعيش في الواقع. ضربات قلبها تزداد كلما اقترب موعد العرس الذي تم تحديده في أول أيلول.. كانت تنتظر الوقت المناسب لتخبر علي حقيقة زواجها الصوري من باسل، أخذت تضع في خيالها تهيؤات ردة فعله عندما يعرف أن أفكاره مجرد هلوسات، لكن الأيام تجري وسط تحضيرات وترتيبات العرس الذي أراده علي لا مثيل له، اختارا معاً بطاقات الدعوات والورود التي ستزين طاولات قاعة الفندق، انتقيا أنواع الأطعمة والحلويات والمشروبات التي ستقدم في البوفيه، إضافة للموسيقى والألعاب النارية والشكولاته المغلفة بورق لامع عليها حفر اسميهما.. تركت أطياف تفاصيل كثيرة على عاتق يارا وصديقاتها اللواتي أخذن يتشاركن بفرح وصخب وضجيج مهمات تنظيم الحفلة وسط تعالي أصوات ضحكاتهن، السعادة التي بانت على أطياف طمأنتهن فتجاوزن مؤجلات عملية التحقيق التي سيخضعنها لها لاحقاً، غاب عن العرس عائلة أبيها، وسعدت بالتضامن الضئيل من أفراد عائلة أمها، بناءً على تشجيع من جدتها التي وقفت إلى جانبها ودعمتها في زواجها ، خافت الجدة على حفيدتها اليتيمة من البقاء وحيدة بلا زواج إذا ما وافتها المنية، فكان كل همها أن تتزوج أطياف. إطلالة العروسين في قاعة الاحتفال الفخمة كانت ذات وقع مبهر سحرت المدعوين، فستان أطياف الفضي اتسم بالبساطة والأناقة من نسيج الاورغانزا الراقي بورود صغيرة ناعمة حول الكتفين مرصعة باللؤلؤ، تأبطت يدها بقفازاتها الطويلة الحريرية ذراع علي الذي بدا وسيماً فارع الطول في بدلة التوكسيدو السوداء. ************************************** أحاط علي بيديه خصرها بتملك وهما يقفان في شرفة غرفتهما بالفندق وقد غمرت الفرحة عينيه، أطلق زفرة شوق: - انتظرت طويلاً هذه اللحظة . كان قريباً منها حتى شعرت بأنفاسه الدافئة على وجنتها الملتهبة خجلاً. - هل ستبقين مرتدية فستان الزفاف ؟ دفعته من كتفه بغنج ، ضحك علي من ردة فعلها وتعمّد أغاظتها وإحراجها: - متى تتخلصين من حيائكِ أطياف ؟ هربت منه بالولوج إلى غرفة النوم الواسعة ، جلست على المقعد الوثير أمام المرآة تنزع عن شعرها الطَّرحة الشفافة الطويلة، لحق علي بها يراقب صراعها مع مشابك تسريحتها الجميلة التي أبدعت برناديت بابتكارها وتثبيتها. - دعيني أساعدكِ . أخذ يسحب بحذر وانتباه المشابك من شعرها. - شعرك جميل .. هل حاولتِ أن تجعليه طويلاً يوماً. - الشعر الطويل يحتاج إلى عناية فائقة .. هل تحبه طويلاً ؟ التفتت نحوه باهتمام وأمالت رأسها إلى كتفه: - أتمنى لو تفعلي لكني أحبكِ بكل الأحوال وكيفما كنتِ. علمت أطياف أن هذه أنسب لحظة لتبوح له بسرها. - علي هناك أمر أريد أن أخبرك به . - أخيراً قررتِ أن تعترفي . انتفضت فزعة ترفع رأسها عن كتفه تحملق بعينيه ذاهلة: - كيف عرفت ؟.. أنا لم أقل لأحد حقيقة أني .. أني . راح يسرح شعرها بأصابعه مكملاً الجملة : - أنك تحبينني .. أعلم وأنتظر سماع الكلمة فهيّا اعترفي وقولي أحبك.. ابتسمت له بحنان .. استجمعت شجاعتها وجرأتها قائلة: - ما أريد أن أقوله أني... النغمات المتصاعدة من هاتفها النقال قطعت لحظة الاعتراف. أطلق علي صرخة احتجاج: - لا .. من يتصل بنا الآن . ضحكت أطياف وقامت بخفة تقفز بفستان الزفاف تلتقط هاتفها عن الطاولة قائلة: - نسيتُ أن أقفل هاتفي عذراً حبيـ . انقطع صوتها وبقيت أطياف لثواني بحالة من الدهشة تنظر إلى شاشة جهازها، راقب علي ردة فعلها بصمت، رفعت رأسها فتعلقت نظراتهما، همست : - باسـل !.. تجهّم علي ولم يعلق، أخذ يرقب ردة فعلها وتصرفها . - يجب أن أرد . ضغطت على زر التشغيل الأخضر دون أي تردد. - أهلا باسل .. أظلم وجه علي في وجوم ونفر عرق في جبينه ، فك ربطة عنقه بضيق وفتح زر قميصه الأعلى متأففاً بصوت عالٍ ، راح يذرع الغرفة ويحوم حول أطياف يتأملها بعينين ضيقتين كنمر يعاين فريسته، مصغياً لحوارها الهاتفي مع باسل . نهاية الفصل الحادي والعشرين انتظر رأيكم وتوقعاتكم لما سيحدث في الفصل القادم والليلة الرهيبة التعديل الأخير تم بواسطة دنيازادة ; 19-04-13 الساعة 10:55 PM | |||||||
|
| |
|
19-04-13, 10:23 PM
| #2539 | |||||||
| نجم روايتي وشاعرة متألقة في القسم الأدبي و كاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء والمحققة الأعجوبة
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 19 ( الأعضاء 13 والزوار 6) دنيازادة, فتكات هانم, ammona101010+, maf, 7oureya, yoda5+, ليله طويله+, samahss, مها الجميلة, رنيـــــم, توآقهَ ♥ لِــ ♥ لُقّياكـْ, 0omaio0, ورده منسيه مساء الورد والفل والياسمين احبائي شرفتوني بتواجدكم الرائع غاليتي روز تسلم الايادي على الاوسمة تصميم مبدع وجميل جداً ^_^ ربي ما يحرمني منك صديقتي لكم محبتي في الله .. قراءة ممتعة | |||||||
|
| |
|
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| أحرار, أطياف, الأسرى, رواية, هلوسات |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
6Likes.png)
.png)
.png)
...
العرض العادي
