آخر 10 مشاركات
رهين الشك - كارول ويستون - عبير دار الكنوز [حصرياً على منتديات روايتي] (الكاتـب : Andalus - )           »          أرواحٌ تائـهـة في غياهِبِ القَدَر (الكاتـب : الـميّادة - )           »          67 - زواج بالاكراه - فلورا كيد - روايات عبير جديدة (الكاتـب : samahss - )           »          روايتي "حمل الزهور ألي كيف أردهُ؟ وصبايا مرسوم على شفتيه" * مكتملة ومميزة * (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          60 - أنت لي - هيلين بيانشن - ع.ق ( كتابة فريق الرومانسية المكتوبة / كاملة & الروابط) (الكاتـب : فيروز علي - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          مشاعر غامضة - ازو كاوود - ع.ج*كاملة * (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          1141 - زوجة لليلة واحدة فقط - انجيلا ديفين - عبير دار النحاس (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : samahss - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-11-12, 09:48 AM   #41

**روووح**

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية **روووح**

? العضوٌ??? » 271570
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 430
?  نُقآطِيْ » **روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تميمة عشق مشاهدة المشاركة
عزيزتي رووح
للأمانة .. لا أعلم سر مغناطيس الجاذبية التي أطلق العنان ليمارس علي
لكن ربما يكمن السر في واقعية روايتك .. فأنا من مناصريها و من مؤيثديها لدرجة الإغداق بها ..
هذا من ناحية
و الناحية الأخرى هي لغة السليمة ذات الواقع القوي .. فانت تجيدين نسج الكلمات بمَ يتناسب مع وضعها المفروض
ما شاء الله عليكِ كروائية .. و ما شاء الله على قلمك الخاص

تحياتي القلبية .. و إني لأرجو أن تتقبلي وجودي بين صفوف المتابعين
شكرا جزيلا لكِ حبيبتي على هذا النقد الأكثر من رائع...و أنا التي أتشرف بمتابعتك لي...و إن شاء الله القادم ينال إعجابك أكثر و أكثر....
أتمنى ألا تحرميني من مشاركاتك...
و شكراً لكِ مرة أخرى...




**روووح** غير متواجد حالياً  
قديم 09-11-12, 09:48 AM   #42

**روووح**

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية **روووح**

? العضوٌ??? » 271570
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 430
?  نُقآطِيْ » **روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تميمة عشق مشاهدة المشاركة
فيمِ يخص توقعاتي
أكرر ما تفضلت به الغالية هبه .. بأنها ستحاول الجدة تجميل صورة نورة بعيني يسار لعله يؤدم بينهما
لعل و عسى أن تحقق التحام أوصر القربى بين أفرادها هذه من ناحية
و ربما .. رفض زوجة عبد الرحمن لنورة هو بسبب ماضٍ قديم كان قد ربطها بحب فردي يخصها دون عمر .. و كانت تامل ان تكون هي زوجة عمر عوضا عن تلك الغريبة
و الآن و بعد هذه الفترة لا زالت ترفض أي شيء يخص تلك الغريبة ليذكرها بماضيها المؤلم .. و رفضها هي بنت الحسب و النسب و التي هي من عائلته و تقضيل تلك الغريبة


و أعود و أقول كلها توقعات و يبقى المراد في بطن الكاتبة

تحياتي القلبية
كما قلتِ...كلها توقعات و سنرى ما ستجلبه الأحداث لنا....


**روووح** غير متواجد حالياً  
قديم 09-11-12, 12:04 PM   #43

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

مشكورة روح على الفصل الرائع ...

سماح ... حقيرة أنت ... نعم حقيرة و عبدة للمال فالحرة أبداً لن تبيع نفسها حتى لو ماتت من الجوع ... أنت من خنت الحب و خنتيه و الآن تريدين خيانة من حقق لك أحلامك ... تريدين خيانة من سعيت أنت إليه بنفسك ... حسبى الله و نعم الوكيل فيك و ربى يعوض خالد خيراً منك >>> توقعى أن مرضية فى المقتطفات من أمسكها هو خالد و هى ربما تحضن ثوبه أو تشم رائحته ...

نورة ... صعب جداً أن تجدى أن هناك أمور فى الماضى لا تعرفيها و أنها أثرت و ستؤثر على حياتك كلها ... و لكن عم عبدالرحمن ذلك التفصيل الذى أخفيته عن نورة و عنا إلا ما يظهر ... تأكد أنه سيظهر لأن الماضى دائماً يعود بأدق تفاصيله خاصة عندما نؤمن أنه لن يعود أبداً ...

روح ... ذلك الطبيب يثير أسوأ طباعك و لكن أصدقها ... و هذه هى البداية ...


روح متابعاكى و شكراً لك


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
قديم 09-11-12, 06:35 PM   #44

**روووح**

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية **روووح**

? العضوٌ??? » 271570
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 430
?  نُقآطِيْ » **روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مشاهدة المشاركة
مشكورة روح على الفصل الرائع ...

سماح ... حقيرة أنت ... نعم حقيرة و عبدة للمال فالحرة أبداً لن تبيع نفسها حتى لو ماتت من الجوع ... أنت من خنت الحب و خنتيه و الآن تريدين خيانة من حقق لك أحلامك ... تريدين خيانة من سعيت أنت إليه بنفسك ... حسبى الله و نعم الوكيل فيك و ربى يعوض خالد خيراً منك >>> توقعى أن مرضية فى المقتطفات من أمسكها هو خالد و هى ربما تحضن ثوبه أو تشم رائحته ...

نورة ... صعب جداً أن تجدى أن هناك أمور فى الماضى لا تعرفيها و أنها أثرت و ستؤثر على حياتك كلها ... و لكن عم عبدالرحمن ذلك التفصيل الذى أخفيته عن نورة و عنا إلا ما يظهر ... تأكد أنه سيظهر لأن الماضى دائماً يعود بأدق تفاصيله خاصة عندما نؤمن أنه لن يعود أبداً ...

روح ... ذلك الطبيب يثير أسوأ طباعك و لكن أصدقها ... و هذه هى البداية ...


روح متابعاكى و شكراً لك
حبيبتي شكرا لك على مشاركتك...و نعم للأسف هنالك أشخاص كثيرين كسماح...و هنا في الرواية...سأحاول إيصال فكرة أن كل من يخطئ سيجد الجزاء لا محالة...
لا أعلم و لكن أيضا هنالك الكثير الغير متوقع و سأضيفه لشخصيتها في الفصول القادمة إن شاء الله...
و لنرى لربما توقعك لنورة يكون صحيحا ...
و هنالك أيضا الكثير الغير متوقع لروح...فقط لنترقب و نرى...
أرجو ألا تحرميني من مشاركاتك...
و شكرا مرة أخرى...


**روووح** غير متواجد حالياً  
قديم 09-11-12, 07:55 PM   #45

حلاوة غير

نجم روايتي

alkap ~
? العضوٌ??? » 222111
?  التسِجيلٌ » Jan 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » حلاوة غير has a reputation beyond reputeحلاوة غير has a reputation beyond reputeحلاوة غير has a reputation beyond reputeحلاوة غير has a reputation beyond reputeحلاوة غير has a reputation beyond reputeحلاوة غير has a reputation beyond reputeحلاوة غير has a reputation beyond reputeحلاوة غير has a reputation beyond reputeحلاوة غير has a reputation beyond reputeحلاوة غير has a reputation beyond reputeحلاوة غير has a reputation beyond repute
افتراضي


فصل جمييييل روح تسلم يدك ،

انكشفت في هذا الفصل القصة كاملة عن والد نورة وسبب عدم معرفتهاا بوجود أهل والدهاا ، ولكن ماا هو التفصيل الصغير ؟؟ يبدو أنه شيء خطأ يخص عبدالرحمن ولهذا لاا يريده أن يظهر ، ولكن مهماا تخفي ستظهره الايااام ولاا بد ،
متشوقة لأعرف تفاصيل ذهااب نورة ولقاائهاا بجدتهاا وأهلهاا ،

سماااااح أنااانية وحقيرة لاا تفكر سوى في نفسهاا ورغباااتهاا تنازلت عن حبهاا لأجل المااال والآن بكل وقاااحة تعووود ليسااار محاااولة استرجااااعه ،
أعجبني يسااار عندماا تمالك نفسهاا وصرخ في وجههاا فهي تستحق ماا سمعته ،

روح ودكتورهاا ، استطااع اليوم أن يجعلهاا تتجاوب معه وترد عليه ، وهذا في حد ذاته يعد تقدماا ملحوظاا بالنسبة إليه ،
اممممم أحب جزئيتهماا كثيييييييرا ^__^

نااادية بأقنعتهاا وعلاقتهاا بكماااال ، ما زااالت في غموووووووض ،

عزيزتي ، شكرا لك على الفصل الجميل ، وأنتظر القاااادم بشووووووق




حلاوة غير غير متواجد حالياً  
التوقيع




قديم 10-11-12, 01:12 AM   #46

**روووح**

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية **روووح**

? العضوٌ??? » 271570
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 430
?  نُقآطِيْ » **روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلاوة غير مشاهدة المشاركة

فصل جمييييل روح تسلم يدك ،

انكشفت في هذا الفصل القصة كاملة عن والد نورة وسبب عدم معرفتهاا بوجود أهل والدهاا ، ولكن ماا هو التفصيل الصغير ؟؟ يبدو أنه شيء خطأ يخص عبدالرحمن ولهذا لاا يريده أن يظهر ، ولكن مهماا تخفي ستظهره الايااام ولاا بد ،
متشوقة لأعرف تفاصيل ذهااب نورة ولقاائهاا بجدتهاا وأهلهاا ،

سماااااح أنااانية وحقيرة لاا تفكر سوى في نفسهاا ورغباااتهاا تنازلت عن حبهاا لأجل المااال والآن بكل وقاااحة تعووود ليسااار محاااولة استرجااااعه ،
أعجبني يسااار عندماا تمالك نفسهاا وصرخ في وجههاا فهي تستحق ماا سمعته ،

روح ودكتورهاا ، استطااع اليوم أن يجعلهاا تتجاوب معه وترد عليه ، وهذا في حد ذاته يعد تقدماا ملحوظاا بالنسبة إليه ،
اممممم أحب جزئيتهماا كثيييييييرا ^__^

نااادية بأقنعتهاا وعلاقتهاا بكماااال ، ما زااالت في غموووووووض ،

عزيزتي ، شكرا لك على الفصل الجميل ، وأنتظر القاااادم بشووووووق


شكرا لك حبيبتي على المشاركة...و نعم هذا الفصل تم كشف الكثير فيه...و ما زالت هنالك أمور كثيرة لم يتم الكشف عنها...
و إن شاء الله في القادم ستجدين المزيد من المواقف التي تجمع روح بمحمود...
أتمنى أن تجدي القادم أفضل...


**روووح** غير متواجد حالياً  
قديم 10-11-12, 09:28 AM   #47

hidaya 2

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية hidaya 2

? العضوٌ??? » 107776
?  التسِجيلٌ » Jan 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,552
?  نُقآطِيْ » hidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond reputehidaya 2 has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

hidaya 2 غير متواجد حالياً  
التوقيع

( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )
قديم 11-11-12, 12:03 AM   #48

**روووح**

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية **روووح**

? العضوٌ??? » 271570
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 430
?  نُقآطِيْ » **روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hidaya 2 مشاهدة المشاركة
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
شكرا لك حبيبتي و أتمنى ما تحرميني من مساركتك و متابعتك للرواية...


**روووح** غير متواجد حالياً  
قديم 12-11-12, 12:48 PM   #49

**روووح**

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية **روووح**

? العضوٌ??? » 271570
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 430
?  نُقآطِيْ » **روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم و رحمة الله...
في البداية...


أشكر كل من خط لي بقلمه رأياً... أو تعليقاً... أو توقعاً... أو تحليلاً..
أشكركم...
و من تابعني بصمت...أتمنى من كل قلبي أن تشاركوني بصوت أعلى...فلا تعلمون مدى تأثير مشاركتكم على قلبي...






الفصل الخامس
تغير مجرى النهر....



أحياناً تكون السيطرة الكاملة لتيار الحياة في أيدينا...
والأحيان الأخرى لا نستطيع التحكم في مجرى التيار...
بل نضطر لتركه ليقودنا أينما ذهب...






وفي القلبِ سِرٌّ ولن تَعرِفيهْ
فإنيَ وَهمٌ
وقلبي خَيالٌ
وحُبي سَيبقَى بَعيدَ المَنالْ
فلا تَعشَقيني لأني المُحالْ

قُلوبٌ تَميلْ
وقُربي إليها مِنَ المُستَحيلْ
لأنِّي جَريحْ
وأشتاقُ يومًا لأنْ أستريحْ
فلا تَخدَعيني بِحُبٍّ جَديدْ
لأنِّي أخافُ دَعيني بَعيدْ
وإنْ تَعشَقيني

فلا شَيءَ عِندي لِكي تَأخُذيهْ
وما أنا شَيءٌ
ولا قلبَ عندي لكي تَعشَقيهْ
فقد تَندمينَ
وتَمضينَ عنِّي
نِزار قباني






في ذلك الحي الفقير و القابع في أطراف المدينة...
فتحت ذلك الباب الصدئ و الموشك على الوقوع برفق حتى لا يعلم أحد بدخولها...فقد تأخرت عن وقت دوامها و ستوبخها خالتها ...كانت تمشي على أطراف أصابعها حتى استوقفها ذلك الصوت البغيض لروحها...أغمضت عينيها حتى تقلل ألم الكلمات التي ستقع عليها...
ماجدة...\أين كنتِ يا هانم؟!

سكتت نورة مدة ثم أردفت بإرتباك..\ف..في العمل...
قالت ماجدة مستهزئة...\وهل ينتهي العمل في هذه الساعة المتأخرة؟!
لم تخفَ نبرتها الإستهزائية على نورة و قالت..\آسفة و لكن ...
قاطعتها ماجدة قائلة و بصوت غاضب...\لا أريد سماع هذا الكلام مرة أخرى..و إلا وأقسم بالله سأحرمك من الذهاب لهذا العمل مرة أخرى...
قالت نورة وهي منزلة رأسها و تنظر للأسفل...\آسفة و لن أعيدها مرة أخرى...
أشارت لها ماجدة بقرف و قالت...\حسنا اذهبي الآن و قومي بتحضير الغداء و خذيه لوليد في غرفته...
لا...لا...لماذا دائما تغصبها على أمور فوق احتمالها...كيف ستذهب لذلك الوليد في غرفته...كيف ستسلم من شره؟!...

أومأت نورة برأسها مستسلمة لأوامر خالتها و تقدمت لتدخل غرفتها الصغيرة...
ابتسمت عندما رأت ذلك الصغير وهو متكور على نفسه و نائم في سريرها...اقتربت منه و تأملته و هو يحتضن وسادتها...أيحبها لهذه الدرجة؟!...فهي الوحيدة من تحتضنه و تحسسه بالحنان في هذا المنزل...كم هو جميل و برئ...تتمنى ألا يكبر ليصبح مثلهم...

انحنت لتطبع قبلة صغيرة على خده و سحبت الغطاء لتغطيه بخفة...توجهت نحو خزانتها الصغيرة لتتناول شيئا حتى تقوم بتغيير ملابسها...و لكن أرجعتها مرة أخرى فهي ستحتاج لوقت حتى تستحم و تغير ملابسها و بالطبع ستقوم خالتها بتوبيخها...لذلك و كما هي العادة ستذهب لتحضيرالطعام لهم أولاً ثم تغير ملابسها...

توجهت إلى المطبخ و بدأت بتحضيرالطعام...سرحت بفكرها بذلك الرجل...عمها!!...من أين يكون لها عم؟!!..و عائلة؟!..و جدة ؟!!..من أين؟!!...
لماذا لم يخبرها والدها بهذا الأمر؟!!...
لماذا لم يخبرها بوجود أهل لها؟!..
لماذا خبأ عنها هذه الحقيقة الكبيرة... و الكبيرة جداً؟؟...
و لكن أكان السبب هو رفض جدها التام لوالدتها أم هنالك سبب آخر؟!!..
لماذا لم يعفو جدها عن والدها بعد مدة من الزمن؟!...لماذا مات كل منهم و هو غاضب من الآخر؟!!
و إن كان جدها رافضاً لهذا الزواج...لماذا كان والدها غاضبا من كل من في المنزل بمن فيهم عمها عبدالرحمن؟!!..
لماذا قطع علاقته بهم كلهم؟!...

تراودت لفكرها الكثير و الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات...
رجعت لذاكرتها الكثير من المواقف التي كانت تحدث بين والديها وهي لم تفهم منها شيئاً...


لمحة من الماضي...


قال بغضب شديد...\سهااااام!!...لا أريد سماع كلمة أخرى في هذا الموضوع...
\عمر أن....قاطعها ليقول...\سهام أصمتي...
\لا..لن أصمت يا عمر...فلقد طال صمتي...أنا لن أكون سبباً لغضب الله عليك...يجب أن تنسى ما حدث..فهو من الماضي...يجب أن تحاول معه مرة أخرى...و أكيد أنه سيرضى عليك أخيرا..
\لا أريد...فما حدث لن يكون ماضيا...فأنا كل يوم أتذكر ما حدث...أتذكر كل شئ...و أنا قد أخذت عهداً على نفسي ألا أقوم بفتح هذه القصة مرة أخرى...
\و لكن عمر...قاطعها و هو يشير بإصبعه...\سهااام...

كانت خارجة من غرفتها و لكن استوقفها صوت والدها الغاضب...وقفت لتسمع هذه الكلمات التي كان وقعها غريبا على عقلها...دخلت عليهم لتقول بإستغراب شديد و ببراءة...
\من هو الذي سيرضي؟!!..لتتأملهم و كأنهم في صدمة من وجودها...

أعادت السؤال مرة أخرى لتجد تلك الإجابة السريعة من والدها...\هه...هذا السيد رياض مديري في العمل...حدث بيننا لبس في العمل ليس إلا...و قال ليهرب من تساؤلاتها...\و الآن أخبريني يا شقية...كيف كانت المدرسة؟!!.


رجعت بفكرها لذلك القدر الموضوع فوق النار و هي تقلب الطعام فيه...نزلت من عينيها دمعة أليمة كانت هي الكفيلة بالتعبير عما بداخلها...

لماذا؟!!..لماذا تركوها وحدها في هذه الحياة؟!!..دونما سند لتستند عليه؟!...حادث؟!!...حادث حركة أليم يأخذ منها أعز الناس لقلبها...و الوحيدين القريبين لأهلها...استغفرت الله على تفكيرها فما حدث هو قضاء و قدر...

فكرت أن تسأل خالتها و لكنها خائفة من أن تصرخ عليها و تكون العاقبة مؤلمة...و هي متأكدة بأن خالتها لن تخبرها بالحقيقة...فلو كانت ستخبرها لأخبرتها منذ البداية...و هي لا تريد إخبارها لكي تمنعها من الذهاب للعمل...

و إن علمت خالتها بأن أهلها ذو غنى فاحش ستدفعها لهم بكل سهولة و لكن مقابل مبلغ من المال طبعاً...فالمال بالنسبة لها أهم من روحها...

أغلقت النار لتضع القليل من الطعام لوليد في إناء...لا تريد أن تأخذه له بنفسها..و لكن زياد ..مرسالها اليومي.. نائم و هي لا تريد إيقاظه...أخذت الإناء في يدها و هي تصلح غطاء رأسها لأنها تعلم بتفكير ذلك الحقير..

توجهت لغرفته لتجدها مفتوحة اقتربت ببطء لتجدها فارغة و يبدو أنه ليس بداخلها...حمدت الله...ستضع له الإناء و تهم بالخروج فورا...دخلت لتضع الإناء و لكن فوجئت بسماع صوت باب الغرفة و هو يغلق...
التفتت لتجده واقفا أمام الباب وعلى شفتيه ابتسامة خبيثة...و قال بخبث...
\كنت أعلم بأنك تريدينني!!...

وضعت يديها على صدرها لتوقف قوة ضربات قلبها...شدت على غطاء رأسها كإشارة له بأنه لا يستطيع فعل شئ...و قالت له و هي تشير بإصبعها..\و..وليد...أرجوك ابتعد..فعمي سيأتي بعد قليل...
قال بابتسامة أكثر وهو يقترب خطوة وهي تبتعد مع كل خطوة يقتربها للوراء...\لا يهم...فأنا عندما أراكِ أفقد كل قواي العقلية!!
صرخت ...\وليييييد...لاااااااااااا تقترب....
قال لها بوله...\آه من وليد عندما تنطقيها بفمكِ!!!
قالت محاولة انذاره...\س..سأ...سأصرخ إن لم تبتعد...

لم يعر لما قالته اهتماماً فهو يعلم جيداَ أنها لن تستطيع فعل ذلك...و لكنه اقترب منها ليمسكها بسرعة بين يديه و يحاول تقبيلها و لكنها أصبحت تضرب على صدره بقوة و هي تقذفه بأبشع الألقاب التي عرفتها في حياتها...حاولت أن تمسك نفسها من أن تصرخ...حاولت أن تفلت منه...و لكنه كالعادة كان أقوى منها...ضغطت بقدمها بقوة لتضغط على قدمه حتى صرخ من الألم و أطلق سراحها...

أسرعت لتفتح الباب و تجري بأقصى سرعتها لغرفتها و تغلق الباب و أنفاسها تتعالى...أتكلت ظهرها على الباب و تهاوت على الأرض لتسقط و هي تجهش بالبكاء...وضعت يديها على فمها حتى لا يعلو صوتها و توقظ زياد الصغير من نومه...

يكفي...يكفيها ما حدث لها في الماضي...لماذا يحدث لها ذلك دون غيرها؟!...لماذا يريد تذكيرها بما حدث؟!!...تذكرت تلك الليالي...تلك الأيام التي كانت كالجحيم بالنسبة لها...تلك الليالي التي لا يعلم سرها غيرها...ماض أحكمت عليه و حاولت أن تجعله طي النسيان ..و لكن لا ..فهو لا يكف أن يعاود الرجوع لذاكرتها...
بكل تفاصيله التي تنهش روحها...سرها الدفين...الذي لا تعلم إلى متى سيظل دفيناً و متى سيقرر الخروج للنور ليظلم حياتها!!!

بكت..و بكت بكل ما لها من قوة لعل البكاء يقلل مرارة إحساسها...


****************


و في اليوم التالي...

أمام قصر الراضي...


خرجت من سيارة الأجرة و أعطته أجرته...و مع أن السيد عبدالرحمن قد أصر عليها بأن يرسل لها سيارة لتقلها و لكنها رفضت ...لعزة نفس تستوطن روحها...

فوجئت بحجم القصر الذي أمامها...ضخم...رائع بمعنى الكلمة...و بحجم مدينة بأكملها إن صح التعبير...لم تعتقد ولا في أبعد أحلامها أن يكون لها أهل...و أن يكونوا من هذه الطبقة..!! أمعقول أن هذا هو المكان الذي ترعرع فيه والدها...أهلها يسكنون في هذا النعيم...

وجدت الحارس على الباب وعندما أخبرته بإسمها أدخلها على الفور...

ذهلت من حجم الحديقة الكبيرة التي كانت أمام عينيها...رائعة و بكل ما للكلمة من معنى...حديقة خضراء على الجهتين و تحيط بها تلك الأشجار المنسقة جيدا...
و هناك ممر يتوسطها وتلك الأنواع المختلفة من الأزهار مثل قوس قزح في ألوانها تحيط بالممر... و في نهاية هذا الممرعدد من العتبات....قادها الرجل الكبير الى تلك العتبات و التي كانت تقع بعدها مظلة مسقوفة و سقفها عال جداً يحمله عمودان ضخمان يعطيان إحساس الفخامة و تتوسطها نجفة كبيرة من الأعلى...

و ذلك الباب الذي تزينه نقوش متقنة...والذي يقود الى صالة كبيرة...شهقت نورة من كبر حجمها...و تتوسطها طاولة دائرية في المنتصف....و تتدلى من أعلى سقفها نجفة ساحرة...و في نهايتها سلّمَان مقوسان يقودان للطابق العلوي...

و ذلك الأثاث البالغ الفخامة...و كأنها في قصر يوناني... انتبهت الى الرجل الكبير و هو ينادي
\مرضية...مرضية...
لتأتي تلك الفتاة التي تبدو صغيرة في العمر...و تعرج في مشيتها...و تلبس عباءة فضفاضة و على رأسها حجاب...يبدو أنها المسؤولة عن أغلب عمل المنزل...أتت و قالت بابتسامة...
\نعم عم محجوب؟!
أشار عم محجوب على نورة و قال بإهتمام...\هذه آنسة نورة...قومي بضيافتها إلى أن يأتي السيد عبدالرحمن..فقد وصى عليها...أومأت مرضية رأسها بالإيجاب و ابتسمت لها و هي تقول...
\مرحبا بكِ؟! تفضلي...و أشارت لها أن تجلس على كرسي في طرف المكان...
ردت نورة بنفس الابتسامة..\اهلا ...
أجلستها مرضية و قالت \سيأتي السيد الان...
نورة \حسنا شكرا...

تركتها وحدها لتتابع تأملها في هذا المكان الخلاب...ثم جذبتها صورة تتوسط الحائط الكبير في الصالة..و الصورة هائلة الحجم...و من في الصورة ملامحه حادة جدا...يشبهه...نعم يشبه والدها جدا...خاصة في العين و تلك الحواجب الغزيرة و المتصلة ببعضها...و ذلك الخط المستقيم الذي يتوسطهما...ذلك الخط العجيب!!...يبدو أنه علامة الجودة في هذه العائلة!!

كان يبدو عليه...الوقار..الحكمة..الهدو� �..العصبية..العند..كل هذه الصفات أحست بها...قطع تفكيرها صوت يقول...

\هذا هو أحمد عمر عثمان الراضي... سكت مدة ثم قال..\رحمة الله عليه...

خافت من الصوت و استدارت لترى ذالك المدعو بعمها...واقفا و يتأمل في الصورة...ويتكئ على عكاز في يده...و لكن لا يبدو أنه بحاجة له و إنما هو فقط للمظهر العام....ليعطيه وقارا...
أشار نحو الكرسي و قال...\تفضلي...

جلست و ابتسم لها قائلا...\اليوم سيكون أسعد يوم لأمي عندما تقابلكِ...
ابتسمت هي في المقابل و لم ترد...و اكتفت بالصمت...و هي لا تعلم كيف سيكون ذلك اللقاء...هل ستتقبلها...هل ستغشاها مشاعر مختلفة أم ماذا؟!...

و فجأة انتبهت لتلك المرأة العجوز..و معها الفتاة التي كانت قبل قليل و هي تسندها...

هذه جدتها؟...نعم هي؟!!...

لا تعلم و لكن مشاعرها مختلطة جدا في هذه اللحظة...تحس بالخوف..
الشوق..
الرعب..
القشعريرة..
الفرح..
الحزن..
أو كل هذه الأحاسيس في آن واحد...!!

لاحظت لتلك الإبتسامة المعبرة على ملامح جدتها...و ابتسمت هي في المقابل لها...لم تعلم ماذا تفعل أتمد يدها للسلام؟!..أم لا..أم ماذا؟!

و لكن فوجئت بجدتهاا قبل أن تصلها و هي تمد يدها لها و تقول بابتسامة جميلة
\مرحبا بابنة عمر...تعالى في حضني لأشتم رائحته فيكِ....اندهشت نورة منها..وقفت مدة مترددة و لكن الجدة أصرت عليها بحركة يدها....فقامت من مكانها و اتجهت نحوها لتأخذها بين دفء أحضانها....

أحست نورة بإحساس قد اشتاقت له جدا...إحساس تركها منذ مدة...حضن الأم...أحست بدفء قد أطفأ لها نار البرد التي كانت تعيشها من دون والديها...تمنت لو تستطيع أن تلبث على هذا الوضع لمدة أطول...فهي قد اشتاقت لمن يحضنها و يحسسها بالأمان...و أحست بالمقابل أن الجدة لا تريد أن تتركها...
قطع عليهم هذا اللقاء صوت عبد الرحمن و هو يقول لأمه ممازحا
\أمي...اتركيها لتتنفس قليلاً...

تركتها الجدة و أخذت بيدها لتجلسها بالقرب منها ...ابتسمت لها و قالت و هي تتحسس وجهها بيديها...\و لكن أنت لا تشبهينه..أنت تشبهين والدتك..جدا..

ابتسمت لها نورة و لم تعرف بماذا ترد...امسكت الجدة يدها برقة و الدموع قد ملأت عينيها و قالت...\كم اشتقت له....منذ زمن و أنا أريد أن أراك...أشتم رائحته فيكِ...
بعد مدة اعتذر عبدالرحمن أنه ذاهب الى الصلاة و تركهم لينفردا ببعضهما...و لكن دخلت رجاء و هي مصدومة من الضيفة الغير مرحب بها...بالنسبة لها...

عرفتها..عرفتها من أول وهلة..فهي تشبه أمها في كل شئ...نسخة طبق الأصل منها...اشمأزت جدا منها...لسبب في نفسها...و نظرت لها بتقزز ...!!

و لم تغب تلك النظرات عن نورة...تقدمت لتصعد للطابق العلوي..و لكن استوقفها صوت الجدة...\رجاااء....ألن تسلمي على حفيدتي؟!!
وقفت عند حد السلم و نظرت ناحيتهما و قالت باشمئزاز...\أهلا وسهلا...وتقدمت تاركة لهما المكان...

استغربت نورة من هذه المرأة الغريبة و التي ترمقها بنظرات أغرب!! ..جاوبت الجدة على السؤال الواضح على ملامح نورة...\هذه زوجة عمك...رجاء...
زوجة عمها...!! لماذا قابلتها بهذه الطريقة؟!!..و لماذا كان بادياً عليها تضايقها الشديد من وجود نورة...
قطع حبل أفكارها صوت جدتها و هي تقول...\هي أنانية و صعبة و لكن ماذا نفعل...لقد كانت اختيار جدك لعمك...
ابتسمت لها نورة وفضلت عدم التعليق... مرت الدقائق بسرعة شديدة...أحست نورة في هذه الدقائق بأنها كانت تعرف جدتها منذ مدة....

****************

مرت الدقائق بسرعة دون أن تحس أي منهما بمرور الزمن...تبادلت نورة في هذه الدقائق الحديث مع جدتها...أحست و كأنما تعرفها منذ زمن و ليس قبل دقائق معدودة فقط...

رجعت الإبتسامة لشفاهها ولو لتلك اللحظات فقط...قالت لها جدتها وهي تتأملها...\ آه..لكم اشتقت له...!!

نظرت لها نورة و هي مترددة من سؤالها..و لكن لابد لها من توجيه هذه الأسئلة التي تشغل فكرها...نظرت لها جدتها...وضعت يدها على حجر نورة و قالت بهدوء...\ما بكِ؟
نظرت لها نورة و قالت...\لماذا كان جدي رافضاً لزواج أبي من أمي؟

تبدلت ملامح الجدة تماماً و كان ذلك بادياً لنورة التي كانت مركزة مع تعابير جدتها...قالت لها بابتسامة...\من حقك طبعاً أن تسألي..و لك على حق الإجابة...

كانت نورة منتبهة بكل ملامحها مع جدتها التي قالت...\نورة...سكتت مدة...ما سأقوله لا أريده أن يغير شيئا من تفكيرك...و الصورة التي تحمليها لوالديك في ذاكرتك...سكتت مدة أخرى و قالت...\ والدتك كانت ابنة لأحد العاملين و من المقربين جداً لجدكِ...كان يثق فيه ثقة عمياء...يعلم كل أسراره و يعتبر يده اليمنى...و لكن بعد مدة إكتشف جدك خيانته الشديدة له و أصر على أن يجد جزاءه و تم سجنه و مات بعدها بقليل...وقد أحب عمر والدتك جدا ..و لكن بعد هذه الخيانة حلف جدك على عمر أنه لا يمكنه الزواج من ابنة الرجل الذي خانه...و لكنه رفض رفضاً باتاً...و كان مصراً على ذلك...

و حدث شجار قوي بين والدك و جدك وكان هذا آخر لقاء بينهما...منذ يومها نحن لم نسمع خبراً عن عمر...أعلم أنك تستغربين لماذا لم يحاول كل منهما الرجوع عن قراره منذ ذاك اليوم...و لكنك إن تعرفت إلى جدك لعلمت علم اليقين أنه لن يرجع عن قراره أبداً...فجدك معروف بعنده و جبروته و قوته و قسوته... لقد حاولت كثيراً أن أقنعه أن يعفو عنه و يحاول أن يبحث عنه و لكنه رفض رفضاً باتاً و كان يهددني بالطلاق إن فتحت هذه السيرة مرة أخرى...

كان عبدالرحمن يحاول الوصول لعمر و معرفة أي معلومة عنه....و لكن دون جدوى...فكل ما علمه من أهل والدتك أنه قد سافر للأردن...و علم جدك بمحاولات عبدالرحمن بالبحث عن والدك و غضب عليه جداً و هدده أيضاً...

مرت السنين و أنا أدعو الله أن أجد رسالة منه...أحلم أن أجده واقفاً أمامي...أضمه بين يدي..أشتم رائحته...و بعد ها بسنتين كان قد رزقني الله بخالد...أصغرهم...نعم الفارق بينهم كبير...فوقتها كان عُمر عبدالرحمن27 سنة... بعدها ب12 سنوات توفي جدك...12 سنة كانت هذه السيرة محرمة أن تذكر في داخل القصر...و أحكم عليها بالنسيان...12 سنة كنت كل ليلة أتذكره...أتمنى أن أراه...و لكن دون جدوى...و بعد وفاة جدك..

و بعد مدة من الزمن يأتيني خبر وفاته...ابني الذي لم تره عيني لثلاثين سنة!!...بدأت الدموع بالنزول من عيني تلك العجوز بقوة...سكتت مدة..و أمسكت بكلتا يدي نورة...و قالت...\ مهما حاولت أن أوصف لك مدي الإحساس بالندم الذي يراودني كل ليلة...إحساس لا يمكن وصفه...
فأنا أم!!!...أم تخلت عن إبنها و لم تقف معه...أم استطاعت أن تقسي قلبها لمدة الربع قرن دون أن ترى فلذة كبدها...كل ليلة أتمنى أن يرجع الزمن بي فقط...لكي أصحح ما فعلته...لكي أوقفه عن الذهاب و لو كانت التضحية هي روحي...

منذ وفاة جدك و أنا أبحث عنكِ...كنت أحس بأنه سيكون لي حفيد منه..من ريحته...كان لابد و أن أكفر من ذنبي...ذلك الذنب الذي لن أغفره لنفسي أبداً...و الآن قد أعطاني الله فرصة لكي أكفر هذا الذنب...فأغفري لي يا بنتي على ما فعلته...

لم تستطع أن تنبس بحرف..فقد تجمدت الكلمات على شفتيها...ذفرت الدموع بقوة و كانت تمسح شهقاتها من الخروج...تحاول أن تخفض صوتها...لا تستطيع قول شئ...ماذا ستقول...و كل هذه الحقائق توضح لها الآن...

قطع عليهم هذه اللحظات المحفوفة بالمشاعر و الذكريات دخول ذلك الرجل...خالد!!...كنت عليه ملامح الإستغراب على وجهه...مع أنه في سفره قد علم بالموضوع و لكن مهما كان....فلم يعتد على وجود فتاة هو بالنسبة لها...عمها!!!

أما نورة فكان استغرابها أكثر...من ذلك الرجل المرتدي لذلك الزي الأبيض و تتخلله تلك الخطوط الكحلية و تلك الأوسمة الموضوعة على كتفيه...و تلك الحقيبة الصغيرة التي بالقرب منه...إذن مؤكد أن هذا هو خالد...عمها!!!
*******************



[
color="red"] لطيفة.....

القُرب من اللّه .. ♥
" راحه "
تُغنينا عن گل الدُنيا

[ اللهٌمـ قربَنٌا إليّگ وآرزقنآ راحَة لـآ تنتهيّ ]

[/color]


**روووح** غير متواجد حالياً  
قديم 12-11-12, 01:31 PM   #50

**روووح**

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية **روووح**

? العضوٌ??? » 271570
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 430
?  نُقآطِيْ » **روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute**روووح** has a reputation beyond repute
افتراضي

***********

يجب أن تقوم بترتيب المكان لأن العاملة قد اعتذرت عن المجئ...ليست هنالك مشكلة لأنها اعتادت على ذلك...سرحت بفكرها في تلك الفتاة المدعوة بنورة...متى ظهرت؟!..و من أين؟!..سبحان الله و بعد كل هذه السنين تظهر ابنة لأخوهم عمر!!

أخذت تتأمل في الغرفة لمدة...كم هي فخمة..بأثاثها الفاخر و ذلك السرير الضخم...و الذي يكفي لخمسة أشخاص و ليس لإثنينِ فقط...!!
و تلك الستائر المنقوشة و التي تغطي النوافذ الكبيرة...كانت الغرفة ساحرة بمعنى الكلمة...

هذه غرفته...غرفته هو !!! ...لمست السرير بيدها ..هنا ينام... لمست الكرسي الذي يقبع في طرف الغرفة الكبيرة..و هنا يجلس...و لمست الخزانة ...و هنا يضع ملابسه...
تقدمت نحو المرآة...كانت مليئة بالعطور التي يبدو عليها أنها غالية الثمن و أدوات المكياج و غيرها من الأشياء الفخمة...كانت الغرفة بكل ما فيها تدل على الفخامة البحتة...

نظفت المكان...و كانت هنالك ملابس مطبقة و موضوعة على السرير...حملتها لتدخلها للخزانة...و لكن...

جذبتها تلك الرائحة التي تعتنق الملابس...قربتها الى أنفها و أغمضت عينيها لتستنشق عبير رائحته...لتملأ بها ما بين أقفاصها الصدرية و تحتفظ بها هناك...ابتسمت...يكفيها أنها تستنشق رائحته و تكون في المكان الذي يوجد فيه...جلست مدة على حالها دون حراك...

و لكن فجأة أحست بأنها سيغمى عليها من المفاجأة التي أمامها...

\أحمم..احمم؟!!

كان واقفا بطوله الفارع أمامها...و مكتفاً كلتا يديه على صدره و رافعاً أحد حاجبيه دلالة على الاستغراب...
لم تقو على تحريك أي شئ في جسدها حتى رمش عينها!!..و جلست كذلك صامتة دون حراك...حاولت إخراج الكلمات..و لكن لم تستطع...و لكن قطع عليها تفكيرها صوته الرجولي و هو يقول..\مرضية...ماذا تفعلين؟!!

حاولت إخراج الحروف من فمها...و لو حرفاً واحداً...لم أصبحت عملية الكلام صعبة لهذه الدرجة بالنسبة لها؟!...لم لا تستطيع تركيب جملة مفيدة في هذه اللحظة؟!...قالت و بارتباك واضح...\أن..أنا...كنت أريد أن أعرف إن كانت الملابس نظيفة أم لا...

\بشمّها؟؟؟؟!!!

لا تعلم بم تبرر فعلتها...قالت بصوت مبحوح..\ أأأ....لا أنا كنت فقط أريد التأكد من أنها ليست متسخة...
نظر لها مدة و هو يحاول تصديقها...قال بعد صمت..\حسنا...

قالت بتردد...\سأذهب الآن...هل تريد شيئا...سيد خالد؟!!
رد ببرود وهو يخلع حذائه...\لا...و لم يعرها أي اهتمام لأنه رجع من السفر متعب جداً...
تركته و همت بالخروج...و لكن هو استوقفها عندما قال...\مرضية...
تجمدت..حاولت أن تلتفت ببطء دون أن تنظر له في عينيه...\نعم...سيد خالد؟!

لم ينظر لها حتى و قال و هو يضغط رأسه بيده...هذه الحركة أقلقتها و قالت لا إرادياً...\سيدي...هل بكَ شئ؟!
ما زال على نفس وضعيته و قال...\أخبريهم أني أريد كوب قهوة...أحس بالصداع....
قالت و هي تنظر له بلهفة..\حسنا..

نظرت له مدة و هي تغصب نفسها أن تتركه..لا تريد...تريد أن تجلس معه و تداويه...
و لكن ....هذا في أحلامها فقط...و لكن الواقع شئ آخر...تركته لتنصرف بسرعة و تقوم بتحضير القهوة له...

و عندما تأكدت أنها قد غادرت المكان و أصبحت بعيدة عن مرمى نظرة...وقفت فجأة ووضعت يدها على صدرها الذي كاد أن يتوقف من الصعود و الهبوط...تتمني أن يكون قد صدقها...


****************


لم تأكل شيئا منذ الصباح...تحس أنها على وشك أن يغمي عليها...و لكن إن لم تأكل ستأتيها الحالة مرة أخرى...لا..لا تريد...إن كان مخاصماً لها..فليخاصمها...و لكنها لن تدخل طعاماً في فمها دون أن يصالحها...
أخذت الساندويش الذي حضرته لها الدادة...نظرت له مدة و رمته في سلة المهملات..ليلحق بالذي قبله...لا تريد...كيف له ..أن يخاصمها هكذا؟!...هو لم يسبق له أن خاصمها كل هذه المدة...يومين؟!!...يومين لم يتحدث معها...
نعم لتموت...فلتموت...فهي لا تريد أن تدخل طعاماً في فمها دون أن يصالحها...خرجت من الغرفة ...لتقابلها الدادة في طريقها...

اقتربت منها الدادة..\روح..لم خرجت وحدك؟!...كنت تناديني لأجر لك كرسيك...
قالت لها روح بغضب\ أنا لست معاقة..و استطيع الحركة بالكرسي...
الدادة \رووح حبيبتي..أنا لم أقصد جرحك...و لكن...قاطعتها روح و هي تقول..\ليست هنالك مشكلة..مدت لها الصحن و قالت...\دادة خذي الصحن..
\حسنا حبيبتي...سكتت مدة ثم لمست وجهها بيديها و قالت\ روح حبيبتي لم وجهك شاحب بهذا الشكل؟
لم ترد روح عليها و أكملت قائلة\ أكُل هذا لأن بابا متخاصم معك؟

أزاحت روح وجهها للجهة الأخرى..لا تريد التحدث عن الموضوع...و قالت لها الدادة..\روح فلتعتذري لبابا..أنت تعلمين كم هو يحبك.؟!
روح \دادا أنا...قاطعتها الدادة و هي تقول \ روح...سكتت مدة و هي خائفة من ردة الفعل القادمة...و قالت\الدكتور محمود في الأسفل...و يريد مقابلتك..و...
روح \داااادة!!!...أنت تعلمين أن هذا هو سبب مشاجرتي مع بابا...أنني لا أريد مقابلته...و الآن تخبريني بأنه في الأسفل؟!!
الدادة \روووح...بابا اتصل و قال لابد أن تقابليه...و أنه سيفرح منك إن قابلتيه..
قالت روح بغضب \ و لم لم يتصل بي في هاتفي؟!...ألا يريد التحدث معي؟!
الدادة \روح حبيبتي أرجوكِ..
قالت و هي تزيح وجهها للجهة الثانية...\لا..لن أنزل له...
قالت لها الدادة بترجي...\و أن قلت لك من أجلي افعليها؟!...لم تجد منها رداً...سكتت مدة ثم قالت...\حسنا من أجل بابا؟!
سكتت روح و لم ترد عليها..
\أرجوووكي...و سأفعل لكِ ما تريدين و لكن فقط قابليه هذه المرة ...
تبدلت ملامح روح..فهي تحب المساومة في الأمور وقالت بضيق \حسنا حسنا...و لكن فقط هذه المرة..
ابتسمت الدادة لها و قالت..\حسنا هيا بنا..و دفعت كرسيها...


************


و بعد مرور أسبوع .....
...............
..............
الساعة العاشرة ليلاً...
في إحدى الشقق في تلك الأحياء الراقية...
.........
كعادتها...تنظر لنفسها في المرآة و كأنما تعاتب تلك الواقفة أمامها...تأملت شكلها جيداً...بذلك البنطال كحلى اللون و الملتصق بجسدها...و الجاكيت أبيض اللون المتناسق مع لون خصلاتها الحمراء المنسدلة على كتفها...ارتدت الكعب العالى الناصع البياض...تناولت علبة العطر لتضع القليل على عنقها و يديها...
اليوم ستنفذ خطتها...اليوم ستكون نهاية فصل هذا المدعو كمال من حياتها...ستأخذ ما تريد و ترحل...كما هي عادتها دائماَ...

تعلم السيناريو الذي ستدور في إطاره الأحداث جيداً...حفظته عن ظهر قلب..و نفذته أكثر من ألف مرة...مع الكثير من الرجال الذين كانوا على نفس شاكلته!!!...
حتى أحست بالملل من ما تفعله...

نظرت للهاتف وصوته يعلو ليدل على اتصال...ابتسمت...رفعت السماعة لتقول بغنج مطلق...\آتية...و أغلقت الهاتف لتحمل حقيبتها و مفتاح سيارتها...وقفت أمام المرآة مرة أخرى...سحبت نفسا طويلاً و تبعه زفير...ثم خرجت من المكان...


*****************


يحس بإنهاك شديد...يريد أن يرتمي على أي شئ يجده أمامه...فتح باب الشقة و ارتمى على أول كرسي يقابله...وضع يديه على رأسه من شدة الصداع الذي ينهش رأسه...
هنالك الكثير من الأمور التي تشغله...يريد أن يأخذ إجازة من كل هذه الأفكار ولو للحظة واحدة فقط...أهله ,العمل,سماح, خالد...كل شئ...

و لكن الآن يجب أن يحاول تناسي حياته الشخصية ليفكر في القادم في العمل فالمرحلة القادمة مهمة جداً...ذلك العمل السري جداً...ابتسم على حاله...له قرابة الخمس سنين و لا يعلم أي أحد بما يفعله هو حقيقة...
كيف استطاع إخفاء هذه الحقيقة عنهم...و لكن كان لابد له من فعل ذلك...فذلك لمصلحتهم...فهو يحاول أن يحميهم من الخطر!!!

تذكر أنه لم يتصل على جدته منذ الصباح لابد وأنها الآن غاضبة جداً منه...و لكن ليس بيده حيلة...ابتسم عندما تذكر كلمات الجدة و هي تخبره عن تلك النورة!!!

من أين أتت؟!!..و متى ظهرت؟!!...نعم قد كان على علم بوجود عم له خارج البلاد...و أنه قد توفي في الخارج...و لا يعلم الكثير من التفاصيل...
مما يبدو له أن الجدة قد أعجبت بها جدا من الصفات الكثيرة التي قد وصفتها بها....كانت كل المكالمة التي جرت بينه و بين جدته عنها...!!!

يخاف من شئ واحد..واحد فقط....أن تحاول الجدة أن تزوجها له و هي تحاول اقناعه بالزواج منذ مدة....يدعو الله ألا يحدث ذلك...فهو قد اعتزل الجنس الآخر تماماً...!!

مسح على وجهه من شدة الإرهاق..امسك الهاتف بيده وهو يريد أن يتصل بجدته و لكنه لا يريد سماع المزيد عن تلك النورة!!...يكفي ما قد سمعه...
تفاجأ بصوت الهاتف وهو يعلن عن وصول رسالة...فتحها ليتفاجأ أكثر بتلك الكلمات التي تظهرعلى شاشة الهاتف...

(موقنة أنك ما زلت تحبني...و أنا ما زلت أستوطن قلبك...فلا تكابر!!)

من شده غضبه أمسك بالهاتف بكل قوته و ضربه على الحائط البعيد ليعلن سقوطه و تحوله لأشلاء صغيرة...لماذا؟!!...ألا تستطيع أن تفهم؟!!...لماذا لا تريد تركه و شأنه؟!!...هل سترتاح إن قال لها أنه مازال يحبها...ما زالت تستطوطن قلبه كما زعمت؟!!...أستعيش سعيدة؟!!
أحس بأن الصداع قد زاد أضعافاً وزاده ذلك الألم الذي يستوطن قلبه...استغفر بصوت عال و مسح على وجهه و هو يدعو الله أن يريح قلبه من الألم...


**************


تتأمل في الشقة الفخمة جداً...بأثاثها و تلك الزخرفة التي تعلو أسقفها...هي قد سبق لها و أن أتت معه هنا عدة مرات...لمرسال أرسلها له...و أوقات أخرى بحجة أنه يريد أخذ شئ من الشقة...

ولكن الليلة مختلفة تماماً...فهي تعلم جيداً ما يريد فعله...و تعلم ما ستفعله هي...
قال لها و الإبتسامة تعلو وجهه...\تفضلي يا روحي...إلى أن أجلب لكِ شيئا لتشربيه...بكلمة شئ علمت مقصده جيدا ...فهو سيجلب زجاجة من الخمر...فالليلة ليلة خاصة بالنسبة...فهما مخطوبان الآن و بإمكانه فعل ما يريد كما يعتقد في فكره المنحط !!...

استوقفته لتقول..\لا أنا التي سأجلب شيئا...
\حسناً يا قلبي...
تركته و ذهبت لإحضار ذلك السم المسمى بالنبيذ ليشرباه...حضرت و معها كوبان من الخمر لتناوله أحدهما...أخذ منها الكوب و جرها لتأتي و تجلس بقربه...و حاوط كتفها بيديه...

مرت الدقائق و هي تحاول أن تتجنب إقترابه الشديد لها قدر الإمكان...و تترقب ما سيحدث...و إذا به يسقط مغشيا عليه على الأرض...ابتسمت...فأخيراً حدث مفعول المخدر...
اقتربت منه لتتناول يده ببطء و تحملها لتطلق سراحها و تسقط على الأرض دلالة على فقدانه لوعيه التام...اقتربت مرة أخري لتضرب خده بخفة و لكن لا رد...تأكدت الآن أنه قد فقد وعيه تماماً...

و الآن فقط...

يمكنها تنفيذ خطتها...!!!!!


****************


لا أعلم ماذا ستخط يدي من حروف...فأنا الآن لا أستطيع الجزم بإحساسي...بما يخالج صدرى من أحاسيس..أهل..أسرة جديدة...عائلة...كلها مفاهيم غريبة جداً على فكري...

مر ما يقارب الأسبوع...كنت بأوامر من جدتي أذهب كل يوم من عملي إلى ذلك القصر...لا أعلم لماذا أحس بالراحة الشديدة عندما أكون معها...في هذه الفترة القصيرة اعتدت عليها جدا جدا...
لا أعلم ما ستحمله الأيام القادمة لي...لن أستطيع أن أرحل مع هذه العائلة الجديدة...فأنا أعلم أن كل ما يفعلوه بدافع الشفقة ليس إلا...و إحساسهم بالذنب للتقصير مع والدي...

لا أحب هذا الإحساس...فمهما كنت في حاجة ماسة للرحيل عن هذا المكان المؤلم...لن أرحل ولو كان ذلك على حساب كرامتى...فأنا سأحتمل الألم و الكراهية و لن أستطيع احتمال نظرة الشفقة منهم...نعم لن أبتعد...و لكن أيضا لن أقترب جداً...

قابلت الجميع في هذه الفترة...

جدتي...منذ اللحظة الأولى التي قابلتها فيها و أنا أحس و كأني أعرفها منذ صغري...أحس بأن الله عوضني بها بعد فقداني لوالدتي...أحببتها جداً في هذه الأيام القليلة...أحببت صوتها..ابتسامتها...و تلك التجاعيد التي تزين وجهها...و أكثر ما أحببته فيها...عندما تريد إخباري بشئ مهم تضع يدها على يدي...لا أعلم و لكن هذه الحركة تبعث الدفئ لروحي....

عمي عبدالرحمن...ارتحت له جداً...رجل وقور...هادئ...حازم...طيب...لا أعلم و لكن أحس بأنه يخفي الكثير داخل صدره...و ذلك الهدوء الشديد له يخفي ألاف الآهات...لا أعلم ما السبب و لكن حدسي هو الذي يخبرني...ما زالت هنالك الكثير من التساؤلات التي تراودني و أحس بأن إجاباتها عنده و عنده هو فقط...!!

عمي خالد...نعم استغربت لذلك الفارق الكبير في السن بينه و بين عمي عبدالرحمن...و لكن من يقابله يحس بكبر عقله و لا يشعر بفارق 27 سنة الذي بينهما...أنا لم أتعرف عليه حق المعرفة و لكن إلى الآن هو ظريف..هادئ...عاقل...هو و عمي عبدالرحمن نسخة طبق الأصل...

رجاء...لا أعلم ما السبب الذي يجعلها تبغضني؟!...حاولت أن أنكر هذه الحقيقة و لكنها كانت موقفا تثبت لي صحة شكوكي...ربما لأنها وضعت اللوم على والدتي أنها كانت السبب في ما حدث بين أبي و جدي...و أنا أذكرها بوالدتي...و غير ذلك لا أعلم ما السبب...من رؤيتي لها أحسست أنها امرأة قوية...متسلطة...صعبة...مهتمة بحايتها الإجتماعية كثيراً...فكل ما أذهب للقصر كنت أجدها في الخارج...

مرضية...أحببتها...سبحان الخالق!!...يأخذ من ناحية و يعطي من الأخرى...فمن ناحية هي معاقة و يتيمة...و من الناحية الأخرى رزقها الله طيبة قلب لم أراها في بشر...طيبة...ضعيفة...الآبتسام� � لا تزول من وجهها مهما حدث...مع كل ما هي فيه تحمد الله دائماً....

سماح...قابلتها عدة مرات كانت كفيلة بأن أحس بنفورها من الكل...أحس بأنها تعيش في قوقعة لوحدها...قوقعة خصصتها لنفسها فقط...هي قوقعة الأنا...فلا يهمها أحد سوى سماح!!!...لا أعلم كيف يكون شخص بمثل عقلية خالد يغرم بمستوى عقليتها....فأفكارهما بعيدة كل البعد عن بعضها...و لكن القلب و ما يهوي؟!!..

هذه هي ما سأستطيع تسميته بالعائلة!!....عائلتي الجديدة...بكل شخص فيها...و لكن...لا..نسيت شخصاً...ذلك المدعو بيسَار!!!

هو الوحيد الذي لم أقابله إلى الآن...و سمعت عنه الكثير و الكثير...من جدتي...من خالد...من عمي عبدالرحمن..و من مرضية...يبدو و كأنه شخصية جوهرية في هذا القصر...
لا أستطيع أن أكذب و أقول أنه لم يعتريني الفضول لمقابلة هذا اليسّار!!...فالكل يتحدث عنه...و لكنه لا يهم فالآن لي عائلة بأكملها...بالجيد و السئ فيهم...

وضعتِ القلم...و أغلقت مذكرتها...سرحت بفكرها قليلاً...تناولت المذكرة لتفتحها مرة أخرى و تخط هذه الكلمات الأخيرة....
قبل أسبوعين من كان بإمكانه تصديق أن تكون لي عائلة و أسرة أخرى... و من أخبرني بذلك وقتها لكنت سأحكم عليه بالجنون المطلق...و لكن سبحان الخالق و ما يخبئه لنا من أشياء...!!!
و كما قلت...فأنا لا أعلم ما تحمله الأيام لي مستقبلاً...و لا أعلم أين سأكون غداً...و ماذا سأفعل...و لكن ما أعلمه حتماً...

أن لغد طياتٌ أخرى!!






وإنْ تَعشقيني

فهل تَعرِفينَ أنا مَنْ أكونْ ؟
أنا الليلُ حِينَ طَواهُ السكونْ
فلا أنا طِفلٌ
ولا أنا شَيخٌ
ولا أنا أضحَكُ مثلَ الشبابْ
تَقاطيعُ وَجهي خَرائطُ حُزنٍ ،
بِحارُ دُموعٍ ، تِلالُ اكتِئابْ
فلا تَعشَقيني لأني العَذابْ

إذا قُلْتُ يَومًا بأنِّي أُحبُّكْ
فلا تَسمَعيني

فَحُبِّي كَلامْ
وحُبي إليكِ بَقايا انتِقامْ
لأنِّي جَريحْ ..
سأشتاقُ يَومًا لكي أستَريحْ
وأرغَبُ يَومًا أرُدُّ اعتِباري
وأُطفئُ ناري
فَأقتُلُ فيكِ العُيونَ البريئةْ
فَلا تَعشَقيني لأنِّي الخَطيئةْ






لمحات من القادم...

( تقدمت لتصعد ذلك السلم خطوة وراء الأخرى و هي تضع يدها على صدرها من الخوف...حتى وصلت للطابق العلوي...لتجد فيه صالة و غرفة وحيدة...اقتربت من باب الغرفة...حاولت فتحها و لكن دون جدوى...فهي مغلقة تماماً...استغربت...ما هذه الغرفة يا ترى...و ما بداخلها..و لم كان دخولها ممنوعاً على الكل؟!!...
فوجئت بذلك الصوت القوي القادم من خلفها ...\هذه غرفة والدي...)

( رفعت رأسها لتجده ملتفتا عليها و رافعا احدى حاجبيه و قد بان ذلك الخط المستقيم الذي بين حاجبيه...علامة الجودة للعصبية في هذه العائلة!!
سكتت مدة وهو ينظر لها بغضب و قال بلهجة ارعشتها...\نعمممم!!!..)


ماذا ستفعل نادية لكمال و ما هي خطتها؟!

ما هو هذا السر الذي يؤلم نورة؟!

ما هي هذه المهنة السرية ليسَار و التي يخفيها عن الكل؟!

كيف سيكون لقاء يسَار بنورة؟!



هنا أقف...أتمنى أن يكون الفصل قد نال إستحسانكم...و أتمنى أن أجد تفاعلاً أكثر ...و إن وجدت تفاعل سأنزل الفصل القادم قبل وقته...و أتمنى ما تكسفوني بعدم الرد...


**روووح** غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:43 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.