20-04-13, 02:55 AM
| #713 | ||||
| نجم روايتي 
|  السلام عليكم يا أجمل قراء... أولاً أتأسف على تأخري بس بعد الإختبار سافرت للعمرة و لسة ما رجعت...ادعولي ربي يتقبل...  البارت أنا بحاول أخلصه و أنزله بكرة بعد منتصف الليل بس إذا ما قدرت بينزل بعد بكرة بإذن الواحد الأحد و على العموم بعطيكم خبر في كل الأحوال... أتمنى تعذروني و تلتمسوا لي ألف عذر بدل الواحد... لقاءنا قريب | ||||
|
|
20-04-13, 02:44 PM
| #714 | ||||||||
| نجم روايتي وعضو الموسوعة الماسية بقسم قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة  
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقبل الله طاعاتك واعمالك ورزقك الموفقية في اختباراتك ان شاء الله | ||||||||
|
|
|
20-04-13, 04:00 PM
| #715 | |||||
| روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء  
| و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ... ولو روح معذورة و ربى يوفقك و يتقبل منا و منكم صالح الأعمال و النيات و ربى يجعلها عمرة مقبولة ... ناطرينك متى ما قدرتى ... | |||||
|
|
|
20-04-13, 04:17 PM
| #716 | ||||||||||
| نجم روايتي  
| وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ربنا يتقبل ان شاء الله وعقبالنا يارب لا تنسينا في الدعاااء وترجعي بالسلامه عمره مقبوله ان شاء الله روووح | ||||||||||
|
|
|
21-04-13, 08:40 PM
| #718 | |||||||||||||
| نجم روايتي وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وفراشة متالقة في عالم الازياء والاناقةوسفيرة النوايا الحسنة  
| ربنا يتقبل منك و عقبال الحج و يكتبهلنا جميعا بإذن الله | |||||||||||||
|
|
|
22-04-13, 12:32 AM
| #720 | ||||
| نجم روايتي
| بسم الله الرحمن الرحيم... السلام عليكم أحبتي... أشكر كل من خط لي تعليقاً أو نقداً أو مشاركةً...و أشكر كل من تابعني بصمت...و كمان أرحب بكل من إنضم لنا جديداً...و أتمنى القادم ينال اعجابكم... و أشكركم من كل قلبي على تهنئاتكم لي....كانت العمرة شي رااائع ربي يرزقكم جميييعاً زيارة بيته الحرام...و دعيت لكم و لكل المسلميين التوقعات كانت جميلة جداً...بس بخصوص إحدى اللمحات في وحدة من اللمحات ولا أحد توقع التوقع الصحيح لها...و الكل كان متوقع شي معين...بس خلونا نقرا و نشوف ... ******صلوا على الحبيب محمدٍ...صلوا على خير خلق الله ****** الفصل الخامس و الثلاثون... رؤية... أرى دربي في خط مستقيم غير قابل للتغير.. أتوقع...أرسم..و أخطط للقادم... و لكن أتفاجأ بأن الخط المستقيم قد تعرج...!!! لتتغير رؤيتي تماماُ للقادم... سجل أنا عربي و رقم بطاقتي خمسون ألف و أطفالي ثمانية و تاسعهم سيأتي بعد صيف فهل تغضب سجل أنا عربي و أعمل مع رفاق الكدح في محجر و أطفالي ثمانية أسل لهم رغيف الخبز و الأثواب و الدفتر من الصخر و لا أتوسل الصدقات من بابك و لا أصغر أمام بلاط أعتابك فهل تغضب سجل أنا عربي أنا إسم بلا لقب صبور في بلاد كل ما فيها يعيش بفورة الغضب محمود درويش تمرر يديها ببطء على تلك المنضدة في المطبخ...اعتادت على المكان و تعلم مكان كل شئ في المطبخ...سكبت القليل من الماء على ذلك الكأس ووضعته على تلك الصينية...حملتها في يدها و تحركت ببطء و هي تحاول ألا تصطدم بأي شئ... توجهت للخارج لتضع تلك الصينية أمام السيدة...لتقف لولهة و هي تقول لأم ضاحي..\خالتي تبين شي؟! أم ضاحي \لا..روحي... و لكن استدركتها تلك الكف التي أمسكت معصمها لتقول لها تلك السيدة بإبتسامة...\رحيق...اجلسي يا بنتي تقهوي معنا... لم تفهم أم ضاحي حركة السيدة و لكنها لم تكترث كثيراً...لتقول السيدة لها...\كيفك يا بنتي؟! قالت هي...\بخير و الحمد لله يا خالتي...كيفك انتي و كيفهم بناتك الصغار؟! أم أحمد \بخير و الحمد لله يا بنيتي... حل الصمت لولهة في المكان لتقول و هي تقوم من مكانها...\السموحة يا خالتي بس أنا تاركة الأكل على النار و لازم أروح أشوفه.. أم أحمد \روحي يا بنيتي شوفيه... تركتهم بروحهم لتقترب تلك السيدة من أم ضاحي و تقول لها...\ما شاء الله عليها شايلة البيت و لا كنها عمية!! قالت أم ضاحي بتأفف..\إيه مو مقصرة... تنحنحت تلك السيدة في مكانها لتقول بعد أن أصلحت جلستها...\و الله يا أم ضاحي أنا جيتك فموضوع و أنا على أمل إنك ما ترديني... أم ضاحي \قولي يا أم أحمد... أم أحمد \أنا عندي أخوي تعرفينه..محمد..وهو الحمد لله حاله ميسور و يشتغل و ما عنده مشكلة بس يبيله زوجة..وأنا أول تفكير خطر في بالي هي رحيق ما شاء الله عليها كاملة و مكملة..و هو مثل ما تدرين ما يسمع فقلت يكملون بعضهم... توقعت أم ضاحي هذا الطلب من السيدة...فمهما مرت الأيام سيأتي هذا اليوم الذي سيتقدم فيه شخص ما لهذه الفتاة...كحت ببطء ثم قالت...\و الله يا أم أحمد مادري وش أقولك بس بناخذ راي البنت و راي ضاحي و بشوف وش يقولون... أم أحمد \أنا كنت أبي أطلبها منك من فترة...بس ظنيت إنها لضاحي ولدك..بس اللي فهمته الحين إنه مافيه شي بينهم عشان كذا قلت أطلبها منك... أم ضاحي \خلاص..مثل ما قلت لك باخذ شورهم و بقولك... ************* ايطاليا... ميلانو... ...\خلاص أنا الحين قدام المكان... ...\ساري...تمشي على المخطط...ما نبي أي اقتراحات من راسك... يسار \أنا مهمتى إني أنفذ لك النتيجة اللي تبيها..أياً كانت الوسايل و الطرق... ...\أياً كانت الوسايل و الطرق؟!! يسار \أياً كانت الوسايل و الطرق...الحين يلا يا أستاذ إكس لأنه عندي مقابلة... و أغلق الهاتف في وجه ذلك الآخر و كما هي العادة المعتادة !! ...خرج من السيارة و هو يتأمل تلك الحانة التي أمامه...تقدم نحو بابها لتوقفه تلك اليد الضخمة لينظر لذلك الرجل ضخم البنية وهو يرتدي نظارة شمس و يرتدي بذلة سوداء كسواد الليل..و هنالك نسخة أخرى منه في الجهة الأخرى...!! أيرتدون نظارة الشمس في هذا الوقت من الليل؟!.. قال له باللغة الإيطالية...\كاسة خمر...(كانت هذه كلمة السر ليبعد الرجل يده منه)..ابتسم يسار وهو يستغرب من تلك الكلمة الغبية...كلمة السر تدل على ما يفعلونه من ترهات.. تقدم ليدخل و يتأمل ذلك الرجل الذي يتوسط تلك الطاولة و في يده تلك السيجارة الفخمة...تقدم ليجلس على الكرسي المقابل له ليقول الرجل بإبتسامة خبيثة..\إستاز ساري؟! قال يسار بكل ثقة..\مسيو أنطوان... أشار الرجل لإحدى حراسه وهو يقول..\تشرب شي؟! أشار له يسار بيده..\لا شكراً...لتتبدل ملامح الرجل و يستدركه يسار بقول..\وقت الشغل شغل...ماحب أشرب.. مسيو أنطوان \مِتل ما تحب...ها...لِساتنا عند الديل اللي كان بينا... رجع يسار في جلسته للوراء ليقول..\مثل ما قلت لك...بهرب لك أكبر كمية في حياتك و بدون أي عوائق...بس تنفذ لي اللي أبيه أنا... اقترب ذلك الرجل في جلسته من يسار ليقول..\و إنت شو اللي يخليك مِتأكِد هيك من إني رح خون الأشخاص اللي اشتغلت معون هالمدة الطويلة مشان عرضك؟!...شو اللي يخليك مِتأكِد من إني رح خون الجراح و إبنُه؟! اقترب يسار بالمقابل و على وجهه إبتسامة..\لأنك في الأول و في الآخر تبي الإستفادة لنفسك ليس إلا...و أنا رح فيدك أكثر...غمز له ليكمل..\أنا إبن سوق و أدري بهالإشيا.. استنشق من تلك الصغيرة التي تتوسط أصابع يده..\عموماً مِتِل ما إلت...أنا بيهمني الفايدة الخاصة أبل العامة...و رح نشوف الديل... يسار \خلاص إتفقنا...و على حد علمي إن الحمولة الجاية قربت... ********** القصر.. دخل و هو مرهق جداً لدى عودته من العمل...كان الهدوء يعم بكل أنحاء القصر...التقى بالعاملة ليسألها...\وين مدام صبا و البنات؟! الخادمة..\مدام صبا هذا يروه سوق و ياخد معاه بنات... خالد \مين اللي موجود الحين؟! الخادمة \ماما كبير بس.. يحس بالضيق من تلك الأوقات التي يكون فيها وحده مع والدته...دائماً ما يفضل تلك الأوقات التي يكون فيها الكل موجود و ذلك لأنه لا يستطيع مسامحتها..حقيقةً؟!!... لم تطاوعه نفسه أن يسامح والدته على ظلمها لمرضية...يعلم أنها و إن كانت حية لطلبت منه أن يسامح والدته و لكنه لا يقدر...و يعلم جيداً أن ما يحس به يغضب الله و لكن ليس بإستطاعته فعل شئ...!! سحب نفساً قوياً و طرق الباب ليسمع...\أدخل... وجدها ممسكة بتلك السبحة في يدها...حل الصمت بينهما لولهة من الزمن لتكسره هي بقولها..\و عليكم السلام؟! حاول أن يرسم شبح ابتسامة على شفتيه ليتقدم و يقول..\كيفك يمة؟! الجدة \بخير...و الحمد لله...كيفك ؟! لا يعلم و لكن آلمته كلمتها...كان يتمنى أن تسأله عن حال ابنته و لكنه يعلم علم اليقين أنها لم و لن تفعل...و ذلك لأنها ما زالت تعايرها بكونها ابنة الخادمة...حتى معاملتها لبنات صبا ليست كمعاملتها لابنته... و لكم تؤلمه هذه الحقيقة...!! و ما ذنب تلك الصغيرة إن كانت ابنة خادمة أو أميرة؟!! يحاول قدر الإمكان ألا يغضبها و لكنه لا يستطيع...قال بهدوء..\بخير يمة...الحين أنا لازم أروح تعبان... لم تخف عليها نبرته الباردة و التي قد بدأت في الإعتياد عليها...قالت له...\يعني ما تبي تقهوي معاي... قد وصله مفهوم العتاب من نبرتها...اقترب لها و طبع تلك القبلة الباردة على جبهتها ليقول...\مشكورة يمة..يلا بروح أنام لين تجي صبا و البنات... و خرج من عندها و هو يخرج تلك التنهيدة من صدره..فهو عندما يكون معها يحس بالضيق يطبق على أضلع صدره..ليس ضيقاً منها و هي والدته!!..و لكنه ضيق من نفسه الغير قادرة على مسامحتها...و ضيق من محاولته لإطاعتها و إرضائها... صعد لغرفته وهو مثقل بالإرهاق...دخل غرفته و لكن أوقفه صوت هاتفه...حمله ليتأمل شاشة الهاتف و يجده رقماً غريباً...توقف لوهلة وهو متردد أيرد أم لا يرد...و لكن في نهاية المطاف رد... خالد \ألو.. ...\خالد...!! كان صوت الطرف الآخر صوتاً قد حفر الكثير من الجروح على صدره و ها هو الآن يعيد فتحها...أغمض عينيه من قوة تلك الأحاسيس التي قد بعثها صوت تلك الأخرى لصدره...استغفر بصوت عالِ...\استغفر الله العظيم... سماح \خالد..أرجوك لا تسكر...حلفتك بالله لا تسكر فوجهي... فتح الزرارة العلوية من ثوبه ليقول لها في ضيق..\وش تبين؟!..أنا سبتك تروحين فحال سبيلك يا بنت الناس وش تبين مني؟! سماح \أنا أبيك..!! خالد \استغفر الله العظيم و أتوب له...انتي ما تفهمين أو ما عندك ذرة عقل و لا شنو اللي صاير لك...وش تتوقعيني ممكن أسوي فهالحالة؟!.. سماح \خالد أنا تبت...و ربي تبت و خفت ربي و عرفت ذنبي و ندمانة على كل اللي سويته...خالد أنا لساتني أحبك... خالد \انتي حبيتيني من البداية عشان تكوني لساتك تحبيني؟!...يا بنت الناس اذا إنتي من جدك تبتي ما بتتصلين فيني و تقولين لي هالكلام و أنا صرت غريب عليك... سماح \خالد مرت ثلاث سنين و انت مو قادر تسامحني؟!...رب العالمين يسامح؟!..ليش ما تبي تسامحني...أنا أبيك و أبي أرجع لك... خالد وقد وصل حده منها...\و أنا مابيك...مابيك يا بنت الناس...روحي فحال سبيلك و خليني فحالي... سماح \خا...و لكن قبل أن تكمل جملتها أغلق الهاتف في وجهها و قذفه ليرتمي على الكرسي المقابل له...خلع عقاله و جلس على الكرسي و هو يمسح على صدره بيده من شدة ضيقه... يااااااه... ما الذي أتى بها؟!..ألم تيأس...ألم تيأس منه و من طريقه؟!...فبعد ممات مرضية قرر هو أن يعتقها و يطلقها و يكرس كل حياته لتلك الصغيرة التي قد وهبها الله له...مع أنها قد حاولت كثيراً معه ألا يتركها و لكنه رفض و بشدة...و لم تيأس كانت تحاول أن تتصل به أكثر من مرة..و تحاول إقناعه بأنها قد تابت و أنها تريد فرصة أخرى منه...و لكنه رفض.. وهل يُلدغُ المؤمن من جحرٍ مرتين؟!! هل يستطيع حقاً تصديق توبتها؟!..لا يعتقد؟!...فهو متأكد و بالكامل أنها ستكون على علاقة برجل آخر و لكنها لا تريد العودة له حباً فيه...لا و لكن فقط لتأكيد فكرة أنها ما زالت تستطون قلبه لدرجة مسامحته لها...فهو يعلمها جيداً...يعلم كل محاسنها و مساوئها... و من أكبر مساوئها هي الأنانية المطلقة..و فكرة أن كل شئ لابد أن يكون تحت يدها و أنه بإستطاعتها فعل ما تريد بقلبه كما تعودت دائماً...و لكن هل تحلم في أن يسامحها؟!! حقاً هي تحلم؟!! فيا سبحان الله!!... كيف تنقلب هذه الدنيا رأساً على عقب في ظرف ثانية؟!... فأين ولى ذاك الزمان الذي كان يجري هو وراءها..كان يعشق التراب الذي تمشي عليه...كان مستعداً أن يفعل أي شئ من أجل كسب رضاها...و ها هي الآن تحبو لكي تنال رضاه و لكن هو من يرفض...!! فيالسبحان رب السموات الذي يغير الأدوار و يقلبها تماماً... لكم كرِه هذه المكالمة...!! ربما لأنها قد أعادت له الكثير من الجروح التي لم تلتئم...و أكثر ما آلمه هو ذكرى ذلك الآخر... يسار..!! فكيف له أن ينسى أنها قد كانت السبب في ما حدث بينهما؟!...كيف له أن ينسى ألماً كهذا؟!!...وهو يحس بتأنيب الضمير في كل ليلة؟! كيف له أن ينسى أن يسار قد فارق الحياة دون أن يتسامحان..و بسبب من؟!...إنما بسببها هي فقط!! ************ متكلة رأسها على تلك النافذة الصغيرة و تتأمل في تلك الصورة البديعة للمملكة من الأعلى...تحس بشئ غريب يرواد روحها و يقبض على أنفاسها...ألأنها تركت موطنها..؟!! أم لأنها قد تركت موطنها الحقيقي ألا وهو صدر ذلك البارد؟!! تتأمل في تلك البيوت و كلما ابتعدت الطائرة كلما صغرت تلك البيوت لتبهت الرؤية...لكم تحب الجلوس بالقرب من نافذة الطائرة لتتأمل الأفق البعيد...مع أن الرحلة قد كانت مرهقة جداً و خاصة أنها قد كانت بحاجة للمساعدة حتى يستطيعون إدخالها للطائرة بإعاقتها...آلمتها حقاً أعين الناس وهم يناظرونها و كأنهم يرون كائناً فضائياً و ليس انساناً عادياً مثلهم و لكن الله قد أخذ منه شيئاً ليس بذلك الشئ الذي يجعله محط الأنظار... تأملت والدها الذي قد غط في نوم ليس بالعميق منذ أن أعلنت الطائرة إقلاعها...التفتت للخلف لتتأمل الدادة و هي تقرأ في إحدى كتب الأدعية التي تصاحبها في كل مكان...رجعت لتتأمل الأفق و هي تفكر في ذلك الآخر.. لكم أرهقها حبها له...فآخر مواجهة لهما قد أرهقتها حد الألم... رجعت بذاكرتها... لتلك الليلة... قابعة أمام ذلك البيانو...كم مر من الوقت و لم تمرر أصابعها الصغيرة عليه...وضعت إصبعها لتسمع صوته..و لكن أوقف عليها خلوتها صوت دخول ذلك الآخر... حاولت ألا تلتفت عليه...اقترب منها ليضع يده على البيانو و يتأملها لوهلة...\وش هي فكرتك إني أجي و ألقاك مو بالبيت؟! قالت و هي تحاول تمثيل البرود الكامل له..\أنا في بيت أبوي... محمود \و هالبيت الثاني وش تعتبرينه؟!...و لكنها لم ترد عليه...التفت وهو يتأمل في الأثاث الذي يحيط بالصالة..\خلاص يلا قومي عشان تروحين معاي... التفتت عليه و قد وصلت حدها منه..\محمود؟!..انا ماني أصغر عيالك عشان تقولي كذا.. محمود و ببرود...\و أنا ماني طرطور فهالبيت عشان كل مرة يصير شي بسيط بينا أجي و ألقاك يا هانم مانك بالبيت... روح \منو اللي طلب مني إنه نحنا محتاجين فترة نفكر فيها...قلت ما بدها خلاص أكرم لي أكون فبيت أبوي... محمود \روح...بلا دلع أطفال معاك يلا..و لما يجي موعد السفر بتسافرين مع أبوك... آلمتها جملته؟!..وها هو يعاملها كطفلة صغيرة مرة أخرى...!! روح \ماني رايحة معاك...مو كل اللي بتطلبه بينفذ...سكتت لولهة وهي تستجمع قواها لتقول..\خلاص أنا تعبت منك..تعبت من العيشة معاك... محمود و بجدية \وش معني هالكلام؟! حاولت التنفس و تلك العبرة قد وقفت لها في حلقها...و هي تتأمل في مفاتيح البيانو و عينيها قد تلألأتا بالدمع...\معناه إني مابي أروح معاك يا محمود..خلاص.. محمود و بنفس بروده القاتل \تدرين...سكت لولهة ليردف..\خليك عند أبوك...و خرج من المكان... راقبت ظله المبتعد...رجعت بكل برود لتتأمل مفاتيح البيانو البيضاء...تأملت تلك القطرة التي قد حطت رحالها على إحدى المفاتيح... تألمت و بشدة من بروده الذي قد أوصلها لهذه المرحلة..فهذه ليست بروح؟!...هذه ليست بتلك الروح العفوية و المندفعة في كل أحاسيسها..فقد أصبحت كتلة من البرود هي أيضاً... وهل يمكن للنار أن تحيا مع الثلج؟!... كانت تأمل أن يرجع و يطلب منها السماح و لكنه لم يفعل؟!..لم يفعل؟!.. بل لم يتصل بها حتى سفرها بعد ثلاثة أيام...كانت و ما زالت متألمة و بشدة منه...و قد سألها والدها عما يحدث بينهما و لكنها قالت له أنه مجرد شجار بسيط ليس إلا و طلبت منه ألا يتدخل بينهما...و أنها ستسافر معه و تحل الموضوع..بل و كذبت عليه أن محموداً قد إتصل بها قبل سفرها ليودعها... و لكنه لم يفعل..؟!! ما الذي قد حدث لنا؟! أحقاً نحن لا نناسب بعضنا البعض؟!...أحقاً نحن كخطان متوازيان لا يلتقيان؟!...أحقاً لم تعد لي القدرة على إذابة جليد برودك يا محمود؟! أفترة ثلاثة سنوات كافية لأن أعلن إستسلامي و أطلق سراحك؟!...لا أعلم ما الذي قد أصابك و لكني حقاً خائفة من كونك قد استيقظت من نومة عمييقة لتستوعب أن من تزوجتها و ارتبطت بها هي معااااقة!!... و ليست لها القدرة على تربية أطفال صغار؟! ألذلك لا تود أن تنجب مني يا محمود؟!.. ألذلك تريد معاملتي بهذا البرود؟!.. أسبب ذلك هو إعاقتي؟! ************** إيطاليا... ميلانو... أحكمت إغلاق ذلك الجاكيت على صدره لتطبع تلك القبلة الخفيفة على رأس أنفه...\كذا صرنا جاهزين!!... بادرها ذلك الصغير بسؤال..\ماما؟! قالت و هي ترتدي خمارها...\ها يا روح ماما؟! باسل \اليوم بنلوح الدار؟! توقفت عما كانت تفعله...التفتت عليه و على وجهها ابتسامة له وحده...اقتربت منه لتقول له..\إيه.. تبدلت ملامحه للحزن...\بس ماما أنا ما حضرت فلوس؟! ابتسمت له..\مو مشكلة.. ابتعد ذلك الطفل عنها ليتناول تلك الجنيهات القليلة و يقترب منها مرة أخرى ليفرد يديه أمامها و على وجهه خيبة أمل...\شوووفي ماما...ما عندي كثير... انحنت على ركبتها لتصبح في مستواه تماماً...اقتربت منه لتتناول تلك الجنيهات و تعدها..\واحد..اثنين...ثلاثة جنيهات استرليني و خمسين سنت...شفتها كثيييرة.. تبدلت ملامح الطفل وهو ينتبه مع تلميح والدته..تشوق وهو يضع تلك الجنيهات في جيب جاكيته و يغلق الجيب بتلك الزرارة جيداً لكي لا تضيع تلك الأموال التي يراها في عينيه أنها كبيرة جداً... ارتدت ملابسها و حملت صغيرها ليذهبا في جولتهما المعتادة في هذا اليوم..يوم الإثنين...فهي في كل يوم إثنين تأخذ صغيرها لإحدى دير العجزة في المدينة قد اعتادت على الذهاب له... ثم تأخذه بعدها لإحدى المنظمات الإسلامية في إحدى المساجد في ميلانو حيث تساعدهم على تحفيظ القرآن... مع أنها تعلم أنه و إن علم جاسر بهذه الجولة فإنه حتماً سيمنعها و لكنها لا تستطيع أن توقف هذا الشئ فهذا هو اليوم الوحيد في الإسبوع الذي تكون سعيدة فيه... لا تعلم لماذا تفعل ذلك؟!...ربما لأنها تود غرس مفاهيم معينة في رأس صغيرها...و أهمها هي مساعدة الغير...فهي من أكثر من كانت بحوجة للمساعدة في حياتها و لم يقف معها أي أحد...و قد عاهدت نفسها أنه مهما كان لها من ماض ملوث فهي لن تجعل صغيرها يعيش ماضياً كماضيها...بل ستربيه على أسس معينة... و بعد مدة... في إحدى دور العجزة... وضعت تلك العجوز يدها المعلمة بتلك العروق البارزة منها على يد نورة لتقول بلغتها الإيطالية المفخمة بإبتسامة...\لم أكمله بعد...و لكنه مشوق نوعاً ما... ابتسمت لها نورة في المقابل ..لتردف العجوز و هي تحاول رفع حاجبيها بصعوبة لأنها لا تستطيع التحكم في أعصابها...\و لكني لم أقتنع بدينكم بعد..!! زادت إبتسامة نورة أكثر و هي تومئ لهذه العجوز و ترد عليها بالغة الإيطالية التي قد تعلمتها...\صوفياااا...أنا لم أقل لك أنني أريدك أن تقتنعي..أنا فقط أفكر بمشاركة أفكار ديني مع الغير...و لكني متأكدة بأنكِ ستقتنعين بها يوماً ما... ابتسمت لها العجوز بوقار..\يوماً ما؟!! نورة بإبتسامة...\نعم..يوماً ما... التفتت تلك العجوز بنفس الصعوبة على ذلك الصغير الذي يلعب بتلك البطاقات الملونة مع ذلك الرجل الذي ربما يكبره بقرن كامل !!!...ابتسمت أكثر...لتلتفت على نورة...\أستغرب حقاً من تفكيرك في تربية طفلك؟!! التفتت نورة لتتأمل صغيرها و هو مستمتع بشدة و هو يلعب بالأوراق التي لا يفهم منها شيئاً مع ذلك العجوز الذي مما يبدو أنه مستمتع حقاً بتواجد شخص في عمر ذلك الطفل في هذا المكان...\كيف؟! صوفيا \لماذا تأتين به لهذا المكان يا نورة...بدلاً عن أخذه للملاهي أو أي مكان آخر... ابتسمت نورة و هي تتأمل ملامح صغيرها المنفردة...\أتعلمين صوفيا...صمتت لوهلة و هي تتأمله لتردف..\أنا قد تعرضت للكثير من الآلام في حياتي و التي لا تعد و لا تحصى...لم أتمكن من فعل شئ واحد أحبه..كل شئ لم يكن بملء إرادتي و إنما كان الواقع هو الذي يغصبني عليه...حتى أتى هذا الصغير...فعزمت على أن أربيه كما أريد..و أن يكون بصمة لي في هذه الحياة..أن يكون بذرة الخير التي لطالما تمنيتها في هذا الكون...لأنني طوال فترة حياتي كنت أحس بأنني كومة من القذارة المتحركة ليس إلا...إلا عندما أتى هذا الصغير..وقتها فقط أحسست بأن لي هدف في هذه الحياة... قالت العجوز في استنكار شديد..\كومة قذارة؟!..و إن كنتِ أنتِ كومة قذارة..فكيف بالبقية؟! نورة \ههههه...صوفيااا...هنالك الكثير مما لا تعلمينه عني... صوفيا بتأكيد \لا يهمني حقاً...فما أراه الآن لا يبت للقذارة بصلة..!! نورة و هي تضع يدها على حجر صوفيا...\ههههه عموماً شكراً صوفيا...و الآن يجب أن نذهب لأن وراءنا مشوار طويل أنا و هذا الصغير... ابتسمت لها صوفيا في المقابل...\لا تتأخري علينا الإثنين القادم... نورة \تعلمين أني لن أتأخر... ابتعدت نورة عن تلك العجوز لتذهب لمكان باسل و تتحدث معه قليلاً و مع ذلك العجوز الذي معه...تجولت في المكان بين شخص و آخر لوهلة من الزمن.. توقفت تلك العجوز و هي تراقب هذه الفتاة المحجبة التي تتجول بين المكان و قد صادقت كل من فيه و كل من في الدار قد أصبح يحبها هي و ذلك الصغير...تتذكر جيداً عندما أتت لهذا المكان قبل سنة تقريباً...كان يبدو عليها مظاهر الحزن...و لكنها قد تغيرت كثيراً الآن...أصبحت نورة أخرى...و كل ليلة تتعجب هذه العجوز من حال هذه الفتاة... ما الذي يجعلها تأتي لمكان مزدحم بالعجزة و فاقدي العقل لتجلس معهم و هي لا تربطها بهم أية صلة..و لا حتى صلة الدين؟!...ما الذي يجعل شابة مثلها ترفه في مكان كهذا؟!..بدلاً من الذهاب لصالون التجميل أو السينما؟!..بل فضلت المجئ لدار عجزة؟!.. و أحياناً كانت تحضر معها وجبة من الوجبات الشعبية في بلدهم..ليتذوقوها و يتعرفوا على تقاليد و أعراف المملكة..مع أنها كانت تقلل من الملح بصورة كبيرة من أجل صحتهم الواقفة على شفير..!! لكم غيرت هذه الفتاة الكثير من الأشياء فيها...تأتي كل إثنين و تحضر معها العديد من الكتب..بعضها دينية...ربما لأنها تريدهم أن يدخلوا دينها..هذا المسمى بالإسلام؟!..مع أن إدارة الدار رفضت هذه المسألة و بشدة على أن غاية تلك النورة هي إدخال الناس في الإسلام..و لكن نورة لم تسكت و إنما طالبتهم بنفس الحق الذي تعطيه الدار للكنيسة لكي تقوم بتنصير بعض العجزة...لا تعلم هذه العجوز هي كانت موقنة و من معها أن هذا الإسلام هو دين عنف و قتل و كبت ليس إلا... و لكن.. لكن هذه الفتاة قد غيرت و لو القليل من مفاهيمها...!! فكيف لدين يتصف بهذه الصفات و تعتنقه فتاة بهذا الصفاء و النقاء؟!...كيف؟!!...و كيف لدين كهذا أن يكون ما في الكتب صحيحاً عنه؟!... ************** | ||||
|
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
.png)
.png)
العرض العادي
