{ رَســـــــائــــِلُ اَلـــلَـــيـــلُ } / بــِـقــَـلَـمــِي - الصفحة 4

" z a i n a b " · 05-12-12, 08:34 PM

[rainbow]ارغب بان اقول ملاحظة قد تضحكم قليلا ^___^
تعلمون ان عمري هو ...

" 13 "
لذلك تجدونني افضل الانمي واكتب عنه
اتمنى انني لم ازعج احد بتلك النوعية
وساغيرها عندما انتهي من هذه اولا

مهلا لتنغلق افواهكم لست طفلة لهذه الدرجة ^^[/rainbow]

كاتبة مبتدئة · 06-12-12, 04:30 AM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

اهلا زينب
في الواقع دخلت روايتك من خلال موضوعك في شرفة الاعضاء
ولقد وجدتها جميلة ،جذابة ومميزة ومشوقة جدا...
ولا اعرف صراحة لما لا تلقى القبول،، ولكن لا تحبطي ولا تنسي انك مازلت في بداية فصولها ربما مع الوقت تجذب اليها المزيد من المتابعين
ولا تنسي الدعاية حبيبتي فيمكنك كتابة تنويه عن نزول الفصل على شريط الاهداءات
اسلوبك سلس وجميل وانا من المتابعين لك باذن الله
لي عودة بتعليق على الفصول الثلاثة معا باذن الله

حلاوة غير · 07-12-12, 12:08 AM

فصل جمييييييييل عزيزتي ، شكرا لك ،

لاا تعلمي مقداار سعادتي عندماا وافق تحليل الرسااالة بعضاا مما كتبته في الرد الساابق ^__^ لكنني تفاجأت بجزئية حراس السجن ، فهي حقاا لم تخطر على بالي ،

اممم اذا بدأوا في طريقهم لحل اللغز والكشف عمن وراؤه ،

روبرت أعجبني ، شخصيته رائعة و قوية وصريحة ،

أماا تشااد فهو يبدو مترددا وفيه خووووف من التهور والمشاكل ،

امممم الرجل الجالس أكيد هو نفسه الذي وضع الظرف السابق في بيت جولياا ،
أماا الفتى المشاكس يبدو وكأنه ذراعه اليمين ، اماا جاكلين فهو عميلة عندهماا وتقوووم بالمهااام ،
الظرف الازرق ، هو مهمة جديدة منه لجولياا ، متشوقة لاعرف مالمكتوووب بداخله ،

انتقاامه هو من سلسلة أشخاااص تنتهي بجولياا ، أتساءل من يقصد بهم هؤلاء الحمقى ؟؟ هل هم الفريق الذي معهاا ؟؟

اممم أعجبني مقطع شرودهاا عندماا كانت في المبنى ، وتذكرهاا للماضي ، الذي أتوقع أن قيامهاا سابقا بالحريق كان جزاؤهاا من نفس عملهاا وهو الحريق الذي مااتت فيه زوي ،

عزيزتي ، سلمت يدااااك على الفصل الجميييييل ، وأنتظرررر الفصل القااادم بحماااااااس ، لاا تتأخررري عليناا ^___^
طبعاا مدهش أن أعرف أنك بعمر الثالثة عشر ، كتابتك رااائعة بالنسبة لعمرك تنبيء عن مستقبل واعد لك ، أتمنى لك التوفيق ،

فُتُوْن · 07-12-12, 01:55 PM

حقيقة عزيزتي ..
أنا في متابعتك ..
ومن الجيد لفتاة مثلك بعمر الثالثة عشرة أن تكتب بهذا الأسلوب الشيق ..
والذي يحوي الكثير من الإثارة , وخفة الدم أيضاً ..

واصلي وسأكون في متابعتك

لروحك النقية مائة وردة ووردة

syrine rubi · 07-12-12, 07:16 PM

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

زهرة الأخوة · 09-12-12, 10:08 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
بداية اهنئك عزيزتي على موهبتك الرائعة......فالعمر عامل لا يؤثر كثيرا بخلاف الموهبة التي بالفعل تمتلكينها
الرواية فكرتها رائعة للغاية.....الشخصيات ...الوصف...رسمك للاحداث.....كلها جوانب ابدعت فيها عزيزتي
والاكشن والاثارة اللذان تتميز بهما الرواية يزيد من حماسة القارئ عند القراءة
فلك ارق تحية عزيزتي......وسلمت لنا اناملك الغالية.....متابعاكي بإذن الله

فُتُوْن · 09-12-12, 11:02 PM

عزيزتي ما زلت في المتابعة
وفي انتظارك
^^"

bella story · 03-01-13, 10:16 PM

مقدمة جميلة. وأعتذر لأني لن اعلق على الأسلوب لأني اكتب أيضا روايتي الأولى وليست لي خبرة كبيرة بعالم الروايات.

" z a i n a b " · 25-01-13, 03:44 PM

الفصل الرابع

كانت شاردة جدا اثناء سيرها في الطريق ... تفكر بما حدث و تناقشوا فيه ... لا مشتبه بهم ... و لا حتى طرف خيط يستطيعون الامساك به ... لا شيء سوى حل اللغز ... اما الباقي فلا امل ... فجأة و دون سابق انذار لمحت طيف فتاة سريعة الحركة بشكل مثير للريبة ... آتية من الامام ... لم تتضح ملامحها من شدة سرعتها ... باتت تشك بانها قد جارت سرعة السيارات المحيطة بها ... اصطدمت بها بقوة كبيرة لدرجة ان جوليآ قد سقط ارضا من قوة الصدمة ... التفتت للفتاة التي لاذت بالفرار صائحةً :-

" حمقاء !! ... الا ترين امامكِ ؟ "
و انحنت تلتقط حقيبتها الساقطة على الارض ... و عادت لتسير مجددا ... كان الشارع الذي يلي المركز شبه مهجور و لا تمشي فيه سيارات اجرى ... و لكن ما حدث بدا غريباً لجوليا ... توقفت امامها مباشرةً سيارة اجرى يقودها سائق غريب الشكل ... لا تُرى ملامحه من خلال القبعة الرسمية التابعة لسائقي الاجرة التي يرتديها ... لم تسمع سوى صوته المبالغ الخشونة :-
" تفضلي يا آنسة "
شعرت ببعض الاضطراب و الخوف ... تساءلت ما الذي يجعله ياتي لهذا الشارع المهجور و يستقر امامها هكذا ... سألته بعدما تماسكت قليلا بجدية:-
" انا جوليآ روبرسون ... شرطية ... اعتقد بانه يجب عليك اخباري سبب مجيئك لهذا الشارع المهجور الذي على ما اعتقد لا ينال استحسان سائقي سيارات الاجرى الجبناء !"
لم تقل هذا ابدا لشخص مسبقا ... لم تفخر بمهنتها او بمعنى اخر تتباها بها امام الملأ بهذه الطريقة ... لكن امور كهذه قد تحدث وقت اللزوم ... فالشك من ملامح هذا السائق الغير واضحة ... باتت تعتقد بانه مجرم ما قد سرق هذه السيارة ... تعلم انه لا يجب عليها بناء احتمالات على شيء لا دليل عليه و ليست بمتأكدة منه ... لكن يدفعها الخوف و الغضب ببعض الاحيان لارتكاب افعال هوجاء تندم عليها فيما بعد ... كما الان .
ابتسم ابتسامة جانبية لم تلمح جوليآ سوى طرفها ... بدا أنه لم يهتم لتعريفها بنفسها ... كأنه كان يعلم بانها تقول ذلك فقط لتثير خوفه ... و لتجبره على التصريح بكل ما يخفيه ... :-
" كان مجرد فضول ... رأيتك تسيرين وحدك فقلت اوصلك للمكان الذي ترغبين الذهاب اليه وآخذ بعض المال جراء توصيلي لكِ ... و هكذا يكسب كلينا ... و لست اهاب مركزك ... فعلى ما اظن بان الشرطة بخدمة الشعب و ليسوا آكلين للحوم الشعب ... اليس كذلك ؟"
كان لديه حق فيما يقوله ... كان منزلها الذي استأجرته بعيدا جدا عن المركز
... لم تجد مفراً سوى الركوب معه ... رغم انه من الواضح بانه شديد الوقاحة ... و الا كانت لتمشي شارعين لتصل للشارع العام حيث تكثر سيارات الاجرى ... صعدت في المقعد الخلفي تحسبا لأي حركة مباغته من سائق غريب الاطوار ... لم تعي سوى برأسها وظهرها اللذان اُلصِقا في ظهر الكرسي من قوة انطلاقة السيارة ... صاحت بأعلى صوتها :-
" توقف ... توقف .. انزلني هنا "
قال بهدوء يستفزها :-
" لا علي ان اكمل عملي "
صارت تضرب بالنافذة المغلقة بقوة و في باب السيارة المغلق باحكام ... صرخت :-
" منذ ان رأيتك وجهك و انا اعلم بأنك لست بسائق طبيعي ... انني العن الحاجة التي انتهت بي داخل هذه السيارة المسروقة ... توقف ! "
و مرة اخرى ... لم تعي خلال ثرثرتها الا و رأسها يصدم بظهر المقعد الامامي من وقوفه المفاجئ ... تنفست بسرعة شديدة من الخوف ... انها حقا لا تفهم ما حدث هنا ... سارعت بالخروج من السيارة قبل حدوث كارثة اخرى ... و لكن الصدمة الحقيقية هي انها كانت تقف امام مبناها ... مهلا ... كيف وصل هنا ؟ ... و من ارشده لعنوان البيت ؟ ... التفتت ترغب بسؤاله الا انه لا اثر للسيارة كانها لم تكن واقفة هنا قط ... تفاجأت تماما مما حدث ... سحبت نفسا عميقا متناسيةً الامر ... و صعدت للمبنى عائدة لشقتها بعد جهد كبير .

[ في مكــــان بعـــيــد ]

اسند ظهره على الكرسي وضحك بغرابة و متعة من القلب و مازالت الثياب التي يرتديها تزعجه بعض الشيء ... رن هاتفه المحمول برنة كلاسيكية ناعمة ... نظر للشاشة فاذا بها تضيء باسم لم يرغب برؤيته بهذا الوقت ... اجاب بصوته الخشن :-
" ماذا ؟ "
وصله صوت غاضب يغلبه بحة قوية :-
" اين كنت ؟ ... بحثت عنك بكل مكان "
ابتسم ... لتزداد الابتسامة توسعا ... و تلف الاجواء صوت ضحكاته العالية القوية ... صاح به الصوت الاخر :-
" ماذا بك تضحك بهذه الطريقة الهستيرية ؟ "
لم يجبه بل استمر بالضحك بقوة ... صرخ بغضب :-
" اجبني يا آدم ! "
اعاد الهاتف لاذنه و لازالت بعض الضحكات الصغيرة تخرج منه ... تنهد بعد هذا الكم من الضحك و قال :-
" لم اكن افعل شيئا ... كنت اتسلى فقط "
هدء الجانب الاخر للحظات ... وبصوت هامس :-
" ماذا فعلت ؟ اعترف ! "
ابتسم آدم قائلا :-
" هون عليك يا رجل ... مرحت قليلا هنا و هناك ... لا يعقل ان اظل مقيدا بجانبك هكذا مدى العمر "
" لقد بدأت تشعرني بالذنب ... خذ عطلة اليوم ... و لكن لا مزيد من تأنيب الضمير فيما بعد حسنا ؟ "
مالت شفتا آدم معلنة عن ابتسامة ماكرة جديدة :-
" و هذا اكثر من ما احتاجه "
اغلق الهاتف بعدها وادخله لجيبه ... خرج من السيارة السوداء الفخمة ... وقد استقر واقفا امام البحر ... يراقب تموجاته الخفيفة ... ينظر للافق البعيد ... لابعد نقطة يمكن ان يصل اليها بصره ... حيث تخرج منه دائرة نصفها مخفي داخله ... تنثر عليه بريقها اللّماع ... تحيط المكان بهالة من الهدوء والعذوبة بلونها البرتقالي الممتزج بقليل من الصفار الساطع ... استمر واقفا لمدة ليست بقصيرة ... ليراها تغوص في البحر غوصاً ... يختفي بريقها تدريجيا ... معلناً حلول الليل الدامس ... ليغلف وجهه بملاءة امتزجت فيها كل معاني الغموض و القوة و الهيبة ... صار القمر يتلوى في السماء حقدا ... فقد غطت قوته و وسامته على جمال القمر ... ببساطة كان يقول للقمر " اذهب و دعني اجلس مكانك " !

[ فــــي شـــقة رقــــم" 8 "]

صاح بها منزعجا :-
" توقفي ! "
استمرت بالضغط المتباعد على يده و هي تقول :-
" تايلر ... تايلر .... تايلر ... تايلر ... تايلر ... تايــ "
صرخ هذه المرة بقوة :-
" ماذا تريدين ايتها الحمقااااااء !!! "
ابتسمت بهدوء و كأنها لم تفعل شيئا :-
" اريد مفتاح السيارة التي اخذتها مني الاسبوع الماضي "
احمر وجهه خجلا و غضبا ... ادخل يده في جيبه مخرجا مفتاح السيارة ملقياً اياه على وجهها ... قائلا بسخرية :-
" خذيه ! ... طفلة هه!! "
سحبت المفتاح بسرعة و قوة منه ... و تمتمت :-
" الحياء في الرجل فضيلة يا رجل ! "
نظر لها باحدى نظراته المرعبة هامسا :-
" اصمتِ ! ... و الحياء جمال في المرأة يا امـــراة ! "
ضحكت بصوتٍ عالٍ مما جعله يتعجب ... خرجت من الشقة ممسكةً بطرف الباب لا يُرى منها سوى رأسها ... اخرجت لسانها قائلة ً :-
" نجحت بجعلك تغير رأيك ... اذا انا لست طفلة صحيح ؟ "
وضحكت مجددا وسارعت باغلاق الباب من بعدها ... ضرب يده بقوة في الكرسي الجالس عليه صائحا بغضب :-
" غبية ! "
لم يسمع سوى صوت ضحكات جوليآ الخافضة ... قال بانزعاج :-
" ماذا بك انتِ الاخرى ؟ "
قالت من بين ضحكاتها :-
" انت و ريبكا تشبهان الاطفال كثيرا الشجار و الصياح ... لكن اعترف منظركما مثير للضحك "
و استمرت بالضحك ... تنهد بأسى مصطنع قائلا :-
" انتِ لا تساعديني على الاسترخاء و تهدئة اعصابي "
اعتذرت بخفوت :-
" اسفة ... اعلم انك تعاني "
نظر لها قليلا بدهشة غير مقتنع انها صدقت تمثيله الرديء ... لكنها سرعان ما عادت للضحك مثبتة عكس ما كان يظنه ... تمعن النظر قليلا لوجهها قبل ان يقول :-
" جوليآ ... يجب عليكِ ان تمسحي ذلك الكحل عن عينيكِ ... ليس من الجيد ان تنامي به "
ابتسمت بغرور :-
" انا لا اضع مساحيق التجميل ابدا ايها الأحمق ... ان عيني هكذا بطبيعتها "
مد اصبعه السبابة يود التأكد مما تقوله ... هامسا :-
" كاذبة "
ابعدت اصبعه بضحكة و هي تقول :-
" اوه ! ... حسنا بما انك لا تصدقني ... دعنا نتأكد بطريقتي "
امسكت بحقيبتها و افرغتها على الطاولة التي امامها ... سحبت منديلا معطرا من داخل احد الاكياس الصغيرة ... مسحت طرف عينها به و مدته لتايلر و هي تقول :-
" متع نظرك "
وجدته يمد يده لمحتويات الحقيبة المقاة على الطاولة و يسحب شيئا ما ... نظرت لما يمسك بيده ثم اعادت النظر له ... قالت بتساؤل :-
" ما هذا ؟ "
نظر لها و ابتسامة ماكرة ترتسم على شفتيه الصغيرتين كلون التوت الاحمر :-
" يبدو بأن مغامرة اخرى تنتظرنا ايتها الصديقة العزيزة "
سحبت منه الظرف ذا التموجات السوداء متمازجة باخرى زرقاء ... فتحته بسرعة ويد مترجفة ... :-
( عند ملتقى الضوءان ... سيقودنا شيطان وسواس الى حيث لا نعلم ... سنبحر الى اعماق المجهول ... الى نقطة اللا عودة و اللا وجود ... عند نقطة يضيع فيها الكلام و المكان ... في استسلام للقدر المحتم
المرسل :-
(J . p
القت الظرف بقسوة على الارض و قد لمح تايلر بعضا من الدموع الغاضبة على طرف عينيها ... جلست بانفعال واضعة يديها على راسها تخبئ وجهها المتجهم ... قالت بنبرة تغزوها الدموع :-
" اي مغامرة تلك التي تاخذ حياة الناس كرهينة ... اي مغامرة تلك التي تتلاعب بارواحٍ خُلِقت حرة باغلال من نار تقودها الى قدر لم يقدر لها "
و عاد ليلحظ ارتجاف كفيها ... قالت بصوت مسموع تخاطب نفسها :-
" ماذا افعل ؟ ... يا الهي ! ماذا افعل ؟ "
سحب الظرف من على الارض بسرعة قائلا :-
" علينا حل اللغز لكي نستطيع التصرف "
همست :-
“ اكرهك ! j . p "

من هو السائق الغريب الاطوار ؟
2- من هو " آدم " ؟
3- لما تصرف " آدم " بغرابة كـ تلك الضحكة الهستيرية تقريبا؟
4- هل تعتقدون بان لريبكا دور مهم بالرواية ؟ و لماذا ؟
5- ما هو تفسيركل مقطع باللغز ؟
6- ما علاقة لون الظرف باللغز و حلّه ؟
7- و صدقاً ... هل تستطيعون الجواب على سؤال جوليآ المؤلم ... متى تنتهي المعاناة ؟
8- من هو الـ J . P ؟
9- هل فعلا الـ J . P هو من كتب الرسالة ؟

__,,,__,,,__,,,__,,,__,,,__,,,__

1- هل اعجبكم الفصل ؟
2- اكثر مقطع نال اعجابكم ؟
3- اكثر مقطع لم ينل اعجابكم ؟
4- هل قصر اللغز يثير بعض الريبة في نفوسكم ؟
5- انتقاداتكم عدا قصر الفصل ؟
6- اقتراحاتكم عدا تطويل الفصل ؟
7- استفسار او سؤال يحيركم ؟

" z a i n a b " · 25-01-13, 03:50 PM

الفصل الخامس

خرج من الحمام بعد ان نظف اسنانه مستعدا للنوم ... في طريقه لغرفة النوم الخاصة به ... سمع صوت التلفاز يصدر من الصالة الامامية ... خطى بخطواته الهادة لهناك ... رآه ... رآه نائما كما ينام الطفل تماماً ... بشعر اشقر اشعث فوضوي تتشرد منه العديد من الخصلات لتغطي عيناه المغمضتان ... يرتدي ملابس النوم الزرقاء المخططة ... متقوس على نفسه كما الرضّع في نومهم ... لم يستغرب لمنظره هذا ... فمنذ ان اشتركا بسكنٍ واحدٍ و شقة واحدة ... و هو معتاد على طفوليته وشقاوته و حركاته الذي تجبره على الابتسام حتى و ان لم يشأ ... لكن حتى و ان لم يستغرب منظره هذه المرة ... الا انه يظن بانه بدى الطف و اظرف اليوم ... تقدم من الاريكة النائم هو عليها لينحني عليه حاملا اياه ... لم يتحرك الاخر مطلقا سوى انه تعمق باحضانه اكثر و قد شعر بالحنان والدفئ ... نظر له بابتسامة لياخذه على غرفته الخاصة ... اراحه ببطء على سريره مغطيا اياه بغطاء سميك يحفظ دفئه طوال الليل ... لكم يذكره باخاه الراحل ... كان يرعاه كما يفعل معه الان ... كان يحميه ويحبه ... لكنه بغمضة عين فقده ... لم يحتمل الصدمة وانهارت قواه بعدها لينعزل عن العالم لسنين ... لياتي هذا الصغير امامه ويعيده للواقع مجددا ... يعيده للحياة ويشعره بجمالها و فقدانه لشخص عزيز عليه هكذا لم يكن نهايتها ... علمه ان الحياة لا تتوقف عند شخص ما ... بل انها تسير و تستمر و يجب علينا اللحاق بها لكي لا تنتهي دون ان نشعر بلذتها ... فنحن لابد الا نقف عند نقطة معينة ... بل نتعامل مع الواقع و نتعايش معه .. !

[ فــي صــبــاح الــيــوم الــتــالـــي ]

صاحت بسرعة :-
" توقف ... هذا هو ! "
التفت لها ليجدها مستندة على ظاهر مقعده من الخلف و عينيها مركزتان على الشاشة ... سألها :-
" انت متاكدة ؟ "
اومات بقوة و العزيمة و الاصرار يتموجان في ملامحها ... عاد ليتساءل مجددا :-
" اذا ؟! ... الم تخبريني ماذا يدور في رأسك الغريب ذاك ؟ "
تنهد تايلر الواقف بجوارهما بينما يقول :-
" سألتها نفس السؤال حوالي ست مرات اليوم و لم القى منها اي اجابة مقنعة "
ادارت كرسي روبرت ليواجه وجهه الحاسوب مجددا لتقول حاثة اياه :-
" هيا هيا اسرع ابحث لي عن رقم هاتفه المنزلي و الخاص و مكان عمله و عنوان بيته على الفور ! "
ثم وجهت سؤالها لتايلر بسخرية :-
" هل يمكنك اخباري لما لم يتم القبض عليه للان ؟ "
اجابها بلا مبالاة :-
" هذه مجرد شكوك ... نحن نشك فقط بانه كان يعمل مع ( فين آرت ) ... حسنا ليست شكوكا حرفية ربما نحن شبه متأكدين ... لكن لا دليل على هذا عدا ان ( فين ) رفض تماما الافصاح عن اي شيء يخصه فالقبطان كان يساعده كثيرا رغم كونه من اصل عربي مسلم "
تخصرت بينما ترفع ذقنها بكل غرور لتقول :-
" اِعترف ... لستم بِمَهَرَة "
زادت برودة رده بينما تتخللها بعضا من السخرية :-
" تركنا المهارة لكِ "
تدخل روبرت ليوقف مزاحهم الذي بدأ يعكر مزاجه :-
" ليخرس كل منكما ... ان تشاد نائم و صدقوني ان استيقظ بسببكما فستندمان اشد الندم "
و استكمل ناظرا لجوليا :-
" و انتِ ! ... اسرعي بنسخ الرقم و باقي المعلومات من على الحاسوب ساذهب لاسرح شعري و اجهز نفسي فانا لم اعي سوى وانتما تسحباني سحبا من على سريري "
اسرعت جوليا بنسخ المعلومات من على جهاز الحاسوب ... و عادت لتقول لتايلر بجدية هذه المرة :-
" هيا لنذهب لدينا الكثير من العمل قبل ظهور القمر "
تساءل باستغراب شديد :-
" القمر ؟؟ .. و ما علاقة القمر بما سنفعله ؟ ... بل ما الذي سنفعله ؟ ... جوليا افهميني كل شيء قبل ان نذهب من هنا ... لم اعد افهم شيئا من افعالك "
تنهدت لتختصر الجواب باربع كلمات :-
" لقد بدأت بحل اللغز "

[ فــي مــكــان اخر ]

نظرت للسماء الصافية من فوقها ... و قد حلق خيالها مع الحمامات البيضاء هناك ... فترى السحب و قد شكلت وجهه في السماء ... وجهاً طالما تأملته و تمعنت بملامحه ... جاذبية ساحقة تجذبها له ... لم يكتشف احد يوماً تلك الحكايات التي يرويها لها قلبها عنه ... فمرة ترى نفسها هي جولييت بشغفها المجنون في البرج العالي ... و تراه روميو قد بادلها الجنون و فقدان السيطرة كذلك اسفل شرفتها ... لتاخذ نظراتهما راحتها في التجوال في ملامح الاخر ... و قد ماج بها الوله فيزيدهما عشقا ... و تارة تراه ذلك الفارس ذا الحصان الابيض الذي يروى عنه في الحكايات ... و كذلك ترى نفسها ترتدي فستانا زهي اللون يزداد طوله عن طولها بمسافات لتسير فتلحقها اطرافه ... تسمع صهيل حصانه من بعيد ... فلا تشعر الا و هي تُدفن في احضانه تتدلى قدماها من على حصانه الشجاع ... لتأخذهما الاحضان الدافئة الى دنيا اخرى لا يعرفان فيها الا الحب ... آآآه يالها من حكايات يا ايها القلب ... يالها من امنيات بسيطة ... فيا ترى متى تتحقق ؟ ... انها لا تعرف حقا متى وقعت ... لا ... بل غرقت بحبه هكذا ... تحاول التصرف بطبيعية امامه ... و هي تثق تماما بان احمرار وجنتيها لا يظهران للعيان ... او ربما لعيناه هو فقط ... تريد ان تعلمه بمدى عشقها ... منذ ان التقت عيناه بعيناها ... لكن الخجل يلجم لسانها فما تعود قادرة الا على اللهو و المرح تستمتع بملامح وجهه المتقلبة ... لكنها لا تعلم انها بما تفعله انانية ... فهي لا تعلم ما قد خضع له ذاك الحبيب المجهول من ضغوطات .. و مشاكل ... و مآسي .. في الحب ... فعليها ان تعرف بأن ... فاقد الشيء لا يعطيه !!
[ فـــي الـساعـة الـ 3:00 عـصـرا فــي شـوارع لــندن ]
ظلت تسمع الرنين من الجهة الاخرى مرات و مرات و لا جواب ... عادت للمحاولة مجددا رافضة تماما فكرة الاستسلام ... و اخيرا ها هو صوته يجيبها بالسلام الرسمي البحت ... ردت له السلام بينما تقول بجدية و تعجل :-
" سيدي انت هو القبطان ( علي كامل ) ؟ "
اجابها بالايجاب بينما تستكمل قائلةً :-
" انا من فريق الشرطة ... و نود مقابلتك لامر ضاروري باي مكان تختاره فورا "
شعر ببعض القلق ليتسائل متوجسا :-
" ماذا هناك يا حضرة الشرطية ؟ "
سارعت هي بالجواب عليه بسؤال اخر :-
" انت بمحل عملك الان ؟ "
اجاب بالايجاب فلم تجد نفسها الا وهي تركض يتبعها تايلر قائلةً :-
" ساكون هناك خلال دقائق "

[ بــعــد نــصـف سـاعــة ]

صاح بغضب شديد :-
" اوه لا ... هذا لا يعقل ابدا ! "
قالت متأسفة بأسى :-
" مع الاسف ايها القبطان هذا صحيح او هذا ما استطعت تفسيره للان خصوصا بعد ان علمت بان رحلتك ستكون قريبة من اطراف فلوريدا "
قال الاخر غير مصدقا :-
" لمَ لم تقولي لي هذا ؟ ... يا الهي ايعقل ان يقوده تفكيره لشيء بهذا الذكاء ؟ ... تبا له "
كررت متأسفه قائلةً :-
" اسفة تايلر ... كنت في اشد تعجلي و لم استطع اخبارك "
انتصب القبطان واقفاً :-
" اسمعي ايتها الشرطية ... اعلم بانه سيتم القبض علي ... و لكنني اريد ان اتمم هذه الرحلة فقط مهما كان بها من صعوبات ... لقد تخليت عن بيع المخدرات بعد ان قُبض على فين ارت ... لقد توقفت عن التجارة فيها ... كنت دائما وسيلة استغلال لـ فين ... انا من ينقل البضاعة من بلد لاخرى و اعود غارقا بالمال لأعطيه كاملا له ... كل هذا كان دون علم احد ... اما الان فانني بدلا من انقل موادا تقتل البشر اصبحت انقل الادوية و العقاقير التي تُشفِي البشر ... اتدركين مدى تأثير ذلك علي و على ابنتي و امرأتي اللذان تنعّما بمال حلال ؟ ... اتدركين مدى تأنيب ضميري لي و انا اتبع ذلك الجرذ فين في اعماله الدنيئة ؟ ... اتدركين مدى تعذيب و لوم ضميري لي و انا ادرك بانني لست مسلماً الا في بطاقتي الشخصية فقط ؟ ... حتى الصلاة كنت اخشى اداءها من شدة خجلي من ربي ؟ ... فكيف لكِ ان تمنعيني من القيام بعملي لاجل خطر على حياتي ؟ ... و ماذا عن اولئك المرضى في مختلف الدول ؟ ... اعلم بانك ربما لا تفهمين ما اعنيه كون ديانتك مختلفة و انا لا استطيع جادلتك بذلك .. لكن ارجوك اتركيني اذهب علّني اموت شهيداً "
تفهمت جوليآ بطريقة ما احترامه الشديد لدينه وندمه في الاسراف في حقوقه ... انه لشيء جميل ... ان يشعر الانسان بانه ينتمي لشيء ما ... تنهدت بيأس بعد كلامه و من الواضح بأنها لن تستطيع اقناعه بالعدول عن رأيه ... وقفت وربتت بخفة على كتفه مودعة اياه بصمت تحت انظار تايلر المتعجبة !

[ فــــي الـــلــيــــل ]

تماماً عند التقاء ضوء البدر المكتمل مع اضواء السفينة المنطلقة من الميناء توا بدأ يتشتت تفكير القبطان ... الا انه تماسك وركز تماما على رحلته ... اتاه فتى يبدو انه في عقده الثاني ليلقي عليه السلام ويجلس بجواره على المقعد الاخر ... اخرج الخريطة التي سيتبعانها وبدأ بتوجيه القبطان ... كان القلق يغزو قلب القبطان ( علي ) الا انه استمر بروح قوية ... و قبل ان يدخلا في نطاقٍ خارجٍ عن التغطية اسرع بالاتصال بامرأته بعيون شبه دامعة ... اجابت بصوتها الحنون المحب :-
" مرحبا عزيزي "
ابتسم بشوق جارف ليقول:-
" اهلا حبيبتي ... كيف حالك ؟ "
استشعرت المرأة بحاستها الانثوية ان هناك خطبا ما ... تزاحف القلق لقلبها لتقول بصوت مرتجف :-
" انت بخير عزيزي ؟ ... ماذا هناك ؟ "
سارع بمسح دمعته التي هطلت للتو ... ليغمرها بفيضان من الحب مصاحب لجملته الاخيرة :-
" لا شيء ... فقط كنت اود ان اخبرك بانني احبك .. احبك كثيرا "
و عند هذه اللحظة انقطع الاتصال مشيراً الى دخولهم في عمق البحر حيث لا تغطية ... نظر للهاتف ملياً ليبتسم مودعاً اياها ... نظر له الفتى بتساؤل :-
" قبطان ! ... ماذا هناك ... هل هناك خطب ما ؟ "
ابتسم برفق محركا رأسه دلالة النفي :-
" لا شيء يا وولف ... استكمل ارشادي و دعنا ننهي الامر "
فعل وولف ما اُمر به بصمت ... مرت حوالي خمسة عشر دقيقة ... ليقف وولف مستأذناً للحمام المرفق بالسفينة ... طالت فترة غيابه قليلاً ... استمر ( علي ) بانتظاره ... فـ وولف فتى جديد بالعمل ... وربما كان يعاني من دوار البحر او ما شابه ... لكل غائب حُجَتُه ... مضت دقيقتان لتبدأ السفينة بالدخول في حالة اضطراب شديد فانطلقت كل اجهزة الانذار من كل مكان ... و قد بدأ يشعر القبطان بانه دخل في نطاق جاذبية كبيرة جدا ... استمر بمحاولة الفرار رغم كل التحذيرات التي اتته من جوليا ... نادى بصوتٍ عالٍ :-
" وولف ... وولف اين انت ؟ "
لم تصله سوى اصوات الاجهزة التي بدأت تشير الى انهيار السفينة ... ثوانٍ لتنفجر اغلب الانابيب مسببة تسرب حاد ... فادرك القبطان بانه قد اقترب من اطراف فلوريدا ... حيث يقع مثلث برمودا الاسطوري !

[ عـــلــى بــعـــد مــتــر مـــن الـــســفــيــنــة ]

ابتسم بخبث و قد ظن بانه نجا ... نجا بما حل بذلك القبطان العجوز ... وسيعود ليقبض اجره وفيرا ... نظر خلفه حيث يرى السفينة تغرق في دوامة كبيرة بما فيها ... شعر بخلل ما في زورق نجاته ... لاحظ كيف ان الدوامة تكبر وتتوسع لتقترب منه ... سارع بالتجديف محاولا الابتعاد لينجح بعد ثوان ... لكن لم يشعر الا و زورقه قد ثقب من شدة الضغط ... لتتسرب كمية كبيرة جدا من المياه اليه ... فيكون مصيره كمصير القبطان البريء ذاك ... فكما تدين تدان !

[ فــــي مــكــان اخـــر اكـــثـــر هــدوءا ]

جلست على سريرها بهدوء و حزن صامت ... تلك الغرفة التي بدأت تشعر بأنها تقيد حريتها فتصير سجناً ... جدران رمادية ... اثاث اسود و احمر داكن ... اسلحة في كل مكان ... انها كابوس !!
تردد صدى صوتها في عماقها قائلا :-
" انت شبح ! ... اجل انا شبح ... شبح لا اثر له و لا معنى ... انني مجرد شبح باهت لونه غير ظاهر للعيان لا قلب يحتويه و لا عقل يفكر فيه ... انا مجرد ريح عابرة ... انا لست بشراً ... انا وحش ... وحش يقتل ويسفك الدماء و يدمر و لا يشعر به احد ... "
استلقت على السرير متلمسة شعرها القصير مستكملة مخاطبتها لنفسها :-
" انا حتى لست بفتاة طبيعية ... لما ليست لي حياة طبيعية كباقي الفتيات ؟ ... لما ليس لي اصدقاء او احباء ؟ ... يا ترى هل ساظل وحيدة للأبد ؟ "
دخل عليها بابتسامة محبة ... ادعت النوم لترى ماذا جاء به لهنا ... شعرت بحركة خافتة بجوارها و خطواته تبتعد يتبعها صوت اغلاق الباب ... فتحت عينيها برفق لتنظر للطاولة التي بجوارها ... لتجد طعاماً شهياً بانتظارها ... ابتسمت بهدوء هامسة :-
" عجباً منك يا آدم ! "
الاســــــئـــــــــــــل ـــــــــــة :~

رغم اني لم احل اللغز هل اقتربتم من اجابته ؟
هل توقعتم ظهور مثلث برمودا بالرواية من الاصل ؟
هل فاجأتكم ظهور تلك الشخصية العربية المسلمة بالرواية ؟
من هي الفتاة التي كانت تقف في الشرفة وتتخيل تلك الحكايات التي كتبتها ؟
من هو حبيبها المجهول ذاك ؟
و هل توقعتم ان وولف هو ذاك الشيطان الوسواس ؟
ما تفسيركم لاكتشافكم حانبا جديدا من تلك الفتاة التي كانت بالمقطع الاخير ومن هي ؟
ما تتوقعون ان يحدث في القادم من الرواية ؟
هل اثر بكم مقطع روبرت وتشاد الذي رويت عنهم جزءا بسيطا من حياتهم ؟
انتقاداتكم عدا عن الفواصل والتاخر الفواصل لانني اكتبها بمنتدى اخر بهذا الاسلوب فانقلها لهنا بنفس الاسلوب ؟
اقتراحاتكم ؟

~ اعــذرونــي ان تــاخــرت مــجــددا لكـنني مريــضـة هذه الـفتـــرة بـســبب الـبـرد ~

أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع أرسل هذا الموضوع إلى صديق
انواع عرض الموضوع
العرض العادي الانتقال إلى العرض المتطور الانتقال إلى العرض الشجري